88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد17.و18.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

 

17. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 432
وعبده بن سليمان المروزيّ، ومحمد بن عوف الحمصيّ، والربيع بن سليمان المراديّ. ومن أقرانه: أبو زرعة الرّازيّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ. ومن أصحاب السُّنن: د. ن.، وقيل خ. وق. رويا عنه ولم يصحّ وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي المحامليّ، وأبو الحسن عليّ بن إبراهيم القّطان صاحب ابن ماجة، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم المدينيّ، ومحمد بن مخلد العطّار، والحسين بن عيّاش القّطّان، وحفص بن عمر الأردبيلّي، وسليمان بن يزيد القاضي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وبكر بن محمد المروزيّ الصَّيرفيّ، وعبد المؤمن بن خلف النَّسفيّ، وأبو حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقريء، وخلق كثير. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال لي موسى بن إسحاق القاضي: ما رأيت أحفظ من والدك. وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى، أحفظ للحديث من أبي حاتم، ولا أعلم بمعانيه. وقال ابن أبي حاتم: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة وأبو حاتم إماماً خراسان. بقاؤهما صلاح للمسلمين. وقال هبة الله اللالكائّي: أبو حاتم إمام حافظ ثبت. وقال النَّسائيّ: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنت أذاكر أبا زرعة، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا من واحدٍ واثنتين، فما أقلّ من يحسن هذا. وربّما أتيتك في شيء وأبقى إلى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني.

(20/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 433
وقال القاسم بن أبي صالح الهمدانيّ: سمعت أبا حاتم يقول: قال لي أبو زرعة: ترفع يديك في القنوت قلت: لا، أفترفع أنت قال: نعم.) قلت: ما حجَّتك قال: حديث ابن مسعود. قلت: رواه ليث بن أبي سليم. قال: رواه ابن لهيعة. قال: حديث ابن عبّاس. قلت: رواه عوف. قال: فما حجَّتك في تركه. قلت: حديث أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدّعاء إلاّ في الإستسقاء. فسكت أبو زرعة. قلت: قد ثبتت عدّة أحاديث في رفع النبيّ صلى الله عليه وسلم يديه في الدّعاء، وأنس حكى بحسب ما رآه منه. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطَّيالسيّ: من أغرب عليَّ حديثاً صحيحاً فله عليَّ درهم يتصدَّق به. وكان ثمَّ خلق، أبو زرعة فمن دونه وإنمّا كان مرادي أن يلقي عليَّ ما لم أسمع به. فيقولون هو عند فلان، فأذهب فأسمعه، فلم يتهيَّأ لأحدٍ أن يغرب عليَّ حديثاً. وسمعت أبي يقول: كان محمد بن يزيد الأسفاطيّ قد ولع بالتّفسير وبحفظه، فقال: يوماً: ما تحفظون في قوله تعالى: فنقبوا في البلاد

(20/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 434
فسكتوا فقلت: ثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: ربوا في البلاد. وسمعت أبي يقول: قدم محمد بن يحيى النَّيسابوريّ الرَّيّ. فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثاً من حديث الزهري، فلم يعرف منها إلاّ ثلاثة أحاديث. قلت: إنمّا ألقى عليه من حديث الزُّهري، لأنّ محمد كان إليه المنتهى في معرفة حديث الزُّهريّ، وقد جمعه وصنفهَّ وتتبعه حتّى كان يقال له الزّهر. قال: سمعت أبي يقول: وبقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ثمانية أشهر، فجعلت أبيع ثياب حتّى نفذت. فمضيت مع صديقٍ لي أدور على الشّيوخ، فانصرف رفيقي العشَّي، ورجعت فجعلت) أشرب الماء من الجوع. ثمّ أصبحت، فغدا عليَّ رفيقي، فطفت معه على جوع شديد، وانصرفت جائعاً. فلمّا كان من الغد، غدا عليّ فقلت: أن ضعيف لا يمكنني. قال: ما بك قلت: لا أكتمك، مضى يومان ما طعمت فيهما شيئاً. فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النّصف الآخر في الكراء. فخرجنا من البصرة، وأخذت منه النّصف دينار. سمعت أبي يقول خرجنا من المدينة من عند داود الجعفريّ، وصرنا إلى الجار، فركبنا البحر، فكانت الرّيح في وجوهنا، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا. وخرجنا إلى البرّ نمشي أيّاماً حتى فني ما تبقَّى معنا من الزّاد والماء. فمشينا يوماً لم نأكل ولم نشرب، واليوم الثّاني كمثل، ويوم الثالث. فلمّا كان المساء صليّنا وألقينا بأنفسنا، فلمّا أصبحنا في اليوم الثال، جعلنا نمشي على قد طاقتنا، وكنّا ثلاثة، أنا، وشيخ نيسابوريّ، وزهر المروزيّ. فسقط الشّيخ مغشياً عليه، فجئنا نحركّه وهو لا يعقل. فتركناه ومشينا قدر فرسخ، فضعفت وسقطت مغشياً عليَّ، ومضى صاحبي يمشي، فرأى من بعيد قوماً قرَّبوا سفينتهم علىءئر موسى فلمّا عاينهم لوَّح

(20/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 435
بثوبه إليهم فجاءوا معهم ماء، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فما شعرت إلاّ برجل يصب الماء على وجهي، ففتحت عينيّ، فقلت: فصبَّ من الماء في مشربة قليلاً، فشربت ورجعت إليَّ نفسي. ثمّ سقاني قليلاً وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ ملقى. فذهب جماعة إليه. وأخذ بيدي وأنا أمشي وأجرَّ رجلي، حتّى إذا بلغت عند سفينتهم وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إليه، فبقينا أيّاماً حتى رجعت إلينا أنفسنا. ثمّ كتبوا لنا كتاباً إلى مدينة يقال لها راية، إلى واليهم. وزوّدنا من الكعك والسَّويق والماء. فلم نزل نمشي حتّى نفد ما كان معنا من الماء والقوت، فجعلنا نمشي جياعاً على شاطئ البحر، حتّى دفعنا إلى سلحفاةٍ مثل الفرس. فعمدنا إلى حجر كبير، فضربنا على ظهرها فانفلق، فإذا فيه مثل صفرة البيض، فحسيناه حتّى سكت عنّا الجوع، حتّى توصلنا إلى مدينة الرّاية وأوصلنا الكتاب إلى عاملها. فأنزلنا في دراه. وكان يقدّم إلينا كلّ يوم القرع، ويقول لخادمه: هات لهم اليقطين المبارك. فيقدِّمه مع الخبز أيّاماً. فقال واحد منّا: ألا تدعو باللّحم المشؤوم. فسمع صاحب الدّار، فقال: أنا أحسن الفارسيّة فإنّ جدّتي كانت هرويّة. وأتانا بعد ذلك باللّحم. ثم زودَّنا إلى مصر. سمعت أبي يقول: لا أحصي كم مرّة سرت من الكوفة إلى بغداد.) توفّي أبو حاتم في شعبان سنة سبعٍ وسبعين، وله اثنان وثمانون سنة. قال: وأنشدني أبو محمد الإيادي في أبي مرثيَّةً بقصيدة طويلة أوّلها:
(أنفسي ما لك لا تجزعينا .......... وعيني ما لك لا تدمعينا)

(ألم تسمعي بكسوف العلو .......... م في شهر شعبان محقاً مبينا)

(ألم تسمعي خبر المرتضى .......... أبي حاتم أعلم العالمينا)

(20/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 436
4 (محمد بن إدريس بن عمر.)
أبو بكر المكّيّ، ورّاق أبي بكر الحميديّ. يروي عن: أبي عاصم النبيل، وأبي عبد الرحمن المقريء، وخلاّد بن يحيحى، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم. وهو أقدم وفاةً من أبي حاتم بقليل. قال أبي حاتم: صدوق.
4 (محمد بن أزهر.)
أبو جعفر البغداديّ الكاتب. سمع: أبا نعيم، وأبا الوليد الطَّيالسيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ. توفّي في بغداد في جمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.
4 (محمد بن إسرائيل.)
أبو بكر الجوهري. عن: عمرو بن حكّام، ومحمد بن سبق. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة. وثّقه الخطيب. وتوفّي سنة تسع أيضاً.
4 (محمد بن إسحاق.)

(20/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 437
أبو جعفر الإصبهانيّ المسوحيّ، نزيل همدان. عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وجماعة.) وكان من الحفّاظ. وعنه: عليّ بن إبراهيم القطّان، وابن أبي حاتم.
4 (محمد بن إسحاق البغويّ.)
روى عن: أبي الوليد الطَيالسيّ، وخالد بن خداش. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب، وقتيبة، والطَّيالسيّ. ثقة.
4 (محمد بن إسماعيل بن سالم الصّائغ القرشيّ.)
أبو جعفر مولى المهديّ. بغدادي نزل مكّة. سمع: روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفريّ، وحجَّاج بن محمد، وطائفة. وعنه: د.، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال غيره: توفّي في جمادى الأولى سنة ستٍّ وسبعين، وقد قارب السّبعين، وكان من كبار المحدِّثين.

(20/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 438
4 (محمد بن إسماعيل.)
أبو عبد الله البغداديّ الدُّولابيّ. عن: أبي النَّضر هاشم بن القاسم، منصور بن سلمة، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السّمّاك. توفّي سنة أربعٍ وسبعين. وثّقه الخطيب. وله رحلة. لقي لأبي اليمان، ونحوه.
4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بشير.)
أبو عبد الله البخاريّ الميدانيّ. عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، وسعيد بن منصور، وصدقة بن الفضل المروزيّ، وجماعة. وعنه: أبو عصمة أحمد بن محمد، وغيره. توّفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.)
4 (محمد بن إسماعيل بن يوسف.)

(20/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 439
أبو إسماعيل السّالمي التَّرمذيّ، ثم البغدادي الحافظ. رحل وطوَّف وجمع وصنَّف. سمع: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وأبا نعيم، وقبيصة، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا بكر الحميديّ، وسليمان ابن بنت شرحبيل، والحسن بن سوّار البغويّ، وإسحاق الفرويّ، وخلقاً كثيراً. وعنه: ق. ن، وموسى بن هارون، والفريابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وخيثمة الأطرابلسيّ، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشافعيّ، وأبو بكر النّجّاد، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق. قال النَّسائيّ: ثقة. وقال الدّارقطنيّ: ثقة صدوق. تكلَّم فيه أبو حاتم. وقال الخطيب: فهماً متقناً، مشهوراً بمذهب السنّة. وقال ابن المنادي: توفّي في رمضان سنة ثمانين.
4 (محمد بن أصبغ بن الفرج.)
أبو عبد الله المصريّ المالكيّ. أحد الأئمّة. تفقّه على والديه. ومات بمصر في شعبان سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن بسّام بن بكر.)
أبو بكر الجرجاني. كان يسكن قرية هيانة بالقرب من جرجان.

(20/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 440
رحل وروى عن: القعنبيّ، ومحمد بن كثير، وجماعة. وكان عنده الموطّأ عن القعنبي. وروى عنه: كميل بن جعفر، وأبو نعيم بن عديّ، وغيرهما. وذكر أبو نعيم قال: خرجنا إليه أربعين نفساً، فأقمنا عنده شهرين، وكانت مؤونتنا ومؤونة دوابنّا عليه. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.)
4 (محمد بن بشر بن شريك النَّخعيّ الكوّفي.)
ضعيف. لقبه حمدان. توفّي سنة سبعٍ تسعين.
4 (محمد بن بكر.)
أبو حفص الفارسيّ، ثمّ الموصليّ، الزّاهد. عن: أبان بن سفيان، وغسّان ن الربيع، وأحمد بن يونس، ومسدّد بن مسرهد، وطبقتهم. وعنه: أبو يعلى الموصليّ، ومحمد بن أحمد بن صدقة، وجماعة. توفّي سنة نيَّفٍ وسبعين.
4 (محمد بن جابر.)
أبو عبد الله المروزي الحافظ. عن: حبّان بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهدبة بن خالد، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله البخاريّ في تاريخه، وهو أكبر منه، وأبو العبّاس محمد ابن أحمد بن محبوب. توفّي سنة سبعٍ وسبعين.

(20/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 441
4 (محمد بن الجهم.)
أبو عبد الله السِّمَّري الكاتب الأديب، تلميذ يحيى الفرّاء وروايته. سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه: موسى بن هارون، وأبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون. وقال الدّارقطنيّ: ثقة. قلت: مات في جمادى الآخرة سنة سبعٍ وسبعين، وله تسع وثمانون سنة، وسمع الحروف من: خلف بن هشام، وسليمان بن داود الهاشميّ. روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وجماعة. وكان من أئمّة العربيّة، العارفين بها.)
4 (محمد بن الحسن بن سعيد.)

(20/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 442
أبو جعفر الإصبهانيّ. قدم بغداد، وحدَّث عن: بكر بن بكّار، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وجماعة. وكان موثَّقاً.
4 (محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين.)
أبو جعفر الحنفيّ الكوفيّ المحدِّث صاحب المسند. وقع لنا بعض مسنده عالياً. سمع: عبد الله بن موسى، وأبا غسّان مالك بن إسماعيل، وأبا نعيم، وعبد الله بن مسلم القعنبيّ، وكان عنده عنه الموّطأ. وعنه: ابن مخلد، والقاضي المحاملي، وعثمان بن السّمّاك، وأبو سهل ابن زياد، ومكرم القاضي، ومحمد بن عليّ بن دحيم الكوفي، وجماعة. وثّقه الدَّارقطنيّ، وغيره. ومات سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن حماد.)

(20/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 443
أبو عبد الله الطَّهرانيّ الرّازيّ المحدِّث، نزيل عسقلاّن. رحّال جوَّال. سمع: عبد الرّزّاق، وعبيد الله بن موسى، وأبا عاصم، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفيّ، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: ق.، وإبراهيم بن أبي ثابت، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ووثّقه. وقال: كتبت عنه بالرّيّ، وبغداد، والإسكندريّة. وقال الدّارقطنيّ: ثقة. وقال ابن عديّ: سمعت منصور الفقيه يقول: لم أر من الشّيوخ أحداً، فأحببت أن أكون مثلهم، يعني في الفضل، غير ثلاثة أنفس، أوَّلهم محمد بن حمّاد الطَّهرانيّ. توفّي الطِّهرانيّ بعسقلاّن، سنة إحدى وسبعين في ربيع الآخر. وقد نيَّف على الثَّمانين.
4 (محمد بن خالد بن يزيد.)
) أبو بكر الشَّيبانيّ القلوصيّ الرّازيّ. سمع: أحمد بن حبل، وهشام بن عمّار، وابن أبي الحواري، وجماعة كثيرة. وأكثر التَّرحال ونزل نيسابور. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسحاق بن احمد الفارسيّ، والحسن بن يعقوب البخاريّ، وآخرون.

(20/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 444
قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً.
4 (محمد بن خزيمة بن راشد.)
أبو عمرو البصريّ. حدَّث بالدّيار المصرية عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وحجّاج بن منهال، وجماعة. روى كتب حمّاد بن سلمة. روى عنه: ابن جوصا، والطحاويّ. وأدركه الموت بالإسكندريّة في جمادى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين ومائتين. أخبرني عيسى بن يحيى الأنصارّ: أنا عبد الرحيم بن يوسف: أنا أحمد ابن محمد الحافظ، أنا محمد بن عبد الملك، والحسين بن الحسين، وعبد الرحمن بن زفر المصريّ الشاعر من حفظه: ثنا محمد بن خزيمة، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. حدَّثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبيّ صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشَّرطة من الأمير، يعني ينظر في أموره. أخرجه البخاريّ، عن محمد بن غسّان الأنصاريّ.
4 (محمد بن خليفة.)

(20/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 445
أبو جعفر الدَّيرعاقوليّ. عن: أبي نعيم، وعفّان بن مسلم. عن: أبو سهل القطّان، وغيره. توفّي سنة ستٍّ أيضاً. قال الدّارقطنيّ: ثقة صدوق.
4 (محمد بن راشد الصُّوريّ.)
) عن: يحيى البابلتّيّ. وعنه: الطَّبرانيّ.
4 (محمد بن الربيع بن سليمان المراديّ المصريّ.)
حدَّث عن: يحيى بن بكير، وغيره. ولم تطل حياته بعد أبيه. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفيّ.)
أبو جعفر البغداديّ. من بيت الحديث والعلم. سمع: أباه، ويزيد بن هارون، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وروح بن عبادة، وعبيد الله بن بكير. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل، وعبيد الله الخراسانيّ، وجماعة. قال الحاكم: سألت الدّارقطنيّ عنه، فقال: لا بأس به.

(20/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 446
توفّي أبو جعفر في ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين.
4 (محمد بن سليمان المنقريّ المصريّ.)
حدَّث بالشّام عن: سليمان بن حرب، وأبي عمر الحوضّ، ومسدَّد. وعنه: محمد بن زبر القاضي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وآخرون.
4 (محمد بن سنان بن يزيد.)
أبو الحسن البصريّ القزّاز، صاحب جزء القرآن. سمع: عمر بن يونس، وروح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرسانيّ، وأبا عامر العقديّ، وجماعة. وعنه: المحامليّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة. رماه أبو داود بالكذب. وأمّا الدّارقطنيّ فقال: لا بأس به. توفّي ببغداد في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان أخوه يزيد بن سنان من شيوخ مصر.

(20/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 447
قال ابن خداش بن سنان ليس بثقة. وقال أبو عبيد الآجرّيّ: سمعت أبا داود يطلق في محمد بن سنان الكذب.)
4 (محمد بن سهل.)
أبو الفضل العتكيّ الهرويّ. عن: خلاّد بن يحيى، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسن المحمد أباذيّ النَّيسابوريّ، ومحمد بن وصيف الفاميّ.
4 (محمد بن شاذان القاضي.)
أبو بكر البصريّ، نائب القاضي بكارّ وخليفته على قضاء الدّيار المصريّة حين سار إلى الشّام. توفّي سنة أربعٍ وسبعين.
4 (محمد بن شدّاد بن عيسى.)
أبو يعلى المسمعيّ المتكلّم المعتزليّ المعروف يزرقان. كان آخر من حدَّث عن يحيى بن سعيد القطّان. وروى عن: أبو زكير يحيى ن محمد المدنيّ، وعبّاد بن صهيب، وروح بن عبادة، وجماعة. وعنه: الحسين ن صفوان، ومكرم القاضي، وأبو بكر الشّافعيّ.

(20/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 448
وحديثه من أعلى ما في الغيلانيّات. قال البرقانيّ: ضعيف جدّاً كان الدّارقطنيّ يقول: لا يكتب حديثه. وقال الشّافعيّ: توفّي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين. وقال ابن عقدة: سنة سبعٍ.
4 (محمد بن صالح)
أبو بكر الأنماطيّ البغداديّ كيلجة. حافظ حجة مشهور. طوَّف وسمع: عفّان بن مسلم، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. روى عنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصّفّار. قال أبو داود: صدوق. توفّي بمكة سنة إحدى وسبعين. وقد سمّاه ابن مخلد في بعض المواضع: أحمد. وقال النَّسائيّ: أحمد بن صالح بغداديّ ثقة. وقال الدّارقطنيّ كذلك، وزاد فقال: إسمه محمد بن صالح.) وقال الخطيب: هو محمد بلا شكّ.

(20/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 449
وقال المزنيّ: روى النَّسائي حديثاً، عن أحمد بن صالح، عن يحيى بن محمد، عن ابن عجلان. فإنّه كان كيلجة، وقد سقط بينه وبين يحيى بن محمد بن زكير رجل. وإن كان يحيى هو الحارثيّ، فقد سقط بينه وبين ابن عجلان رجل. قلت: بل أقول هو شيخ للنَّسائيّ يروي عن أبي زكير، ولعله ابن المطيريّ الحافظ الّذي نال منه النَّسائيّ.
4 (محمد بن صالح بن شعبة)
أبو عبد الله الواسطيّ، ويعرف بكعب الذّارع. حدَّث ببغداد عن: عاصم بن عليّ، وأبي سلمة الَّتبوذكيّ، وجماعة. وعنه: أبو جعفر بن البختريّ، وأبو بكر بن مالك الإسكافيّ. وثّقه الخطيب. ومات سنة ستٍّ وسبعين.
4 (محمد بن صالح التِّرمذيّ.)
عن: عثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمّار، وطبقتهما. وعنه: الهيثم بن كليب في مسنده، وأبو العبّاس الحبوب.
4 (محمد بن عبد الله بن مخلد الإصبهانيّ.)
رحل وسمع: محمد بن أبي بكر المقدمي، وقتيبة بن سعيد، وداود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان الدمشقيان، وجماعة.

(20/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 450
ذكره أبو نعيم وكنّاه أبا الحسن، وقال: يعرف بورّاق الربيع بن سليمان توفّي بمصر قبل التّسعين. قلت: توفّي في رجب سنة أربع وسبعين.
4 (محمد بن عبد الله بن الإمام أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّانيّ الدّمشقيّ.)
عن: جدّه، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأبي النَّضّر إسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ، وجماعة. وعنه: أبو ذرّ عبد الرّبّ بن محمد بن جوصا، وجماعة.) توفّي سنة خمسٍ وسبعين عن خمس وتسعين سنة.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى.)
أبو عبد الله السّعديّ البخاريّ. يروي عن: أبي حفص أحمد البخاريّ، وحيّان بن موسى، وجماعة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
4 (محمد بن عبد الحكم بن يزيد القطريّ.)
قيّده الأمير. مع: سعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وجماعة. وعنه: عثمان بن محمد السَّمرقنديّ، وخيثمة الأطرابلسيّ، وابن الأعرابيّ، ومحمد بن يوسف الهرويّ. وقد روى قالون قراءته، وتفرَّد عنه بلفظه لا تعرف في قراءته. وكان من أهل الرملة.

(20/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 451
4 (محمد بن عبد الرحمن بن يونس الرَّقّيّ السّرّاج.)
حدَّث ببغداد عن: أبيه، وعمرو بن خالد الحرانيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عيّاشّ. روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره. وحدَّث بدمشق. وروى عنه: ابن جوصا، وخيثمة. مولده سنة مائتين.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن صقر بن أميّة عبد الرحمن بن معاوية)
بن هشام بن عبد الملك. الأمير أبو عبد الأمويّ المروانيّ الأندلسيّ، صاحب الأندلس. كان من خيار ملوك بني أميّة، ذا فضل ودين وعلمٍ وفصاحة وإقدام وحزم وعدل. بويع بالإمرة عند موت والده سنة ثمانٍ وثلاثين، فامتدت أيّامه، وبقي في الإمرة خمساً وثلاثين سنة. وأمُّه أمُّ ولد. وقيل: إنّه كان توغّل في بلاد الفرنج، ويبقى في الغزوة العام والعامين، فيقتل وياسر ويسبي. قال بقي بن المخلد المحدِّث: ما رأيت ولا علمت أحداً من الملوك، ولا

(20/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 452
سمعت أبلغ لفظاً من الأمير محمد، ولا أفصح ولا أعقل منه.) وقال المظفَّر بن الجوزيّ: هو صاحب وقعة سليط في ملحمة مشهورة، لم يعهد قبلها مثلها بالأندلس. يقال إنّه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر. وهذا لم يسمع بمثله. قال: وللشُّعراء فيها أقوال كثيرة. قلت: وهو الّذي نصر بقيّ بن مخلد على الذين تعصَّبوا عليه. توفّي إلى رحمة الله في صفر سنة ثلاثٍ وسبعين، وبويع من بعده ابنه المنذر بن محمد، فلم طَّول.
4 (محمد بن عبد النّور.)
أبو عبد الله الكوفيّ الخزّاز المقريء. قرأ القرآن على خالد بن يزيد. وسمع من: جعفر بن عون، ويحيى بن آدم. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن جعفر بن المنادي. توفّي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
4 (محمد بن عبد الوهّاب بن حبيب.)
الفقيه أبو أحمد العبديّ النَّيسابوريّ الفرّاء الأديب. سمع: حفص بن عبد اله السّلميّ، وشبَّابة بن سوّار، ومحاضر بن المورّع، وجعفر بن عون، والواقديّ، ويحيى بن أبي بكير، والأصمعيّ.

(20/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 453
واقدم شيخ له موتاً حفص بن عبد الرحمن الفقيه. وكان مكثراً عن الحجازيينّ والعراقييّن. أخذ الأدب عن: الأصمعيّ، وابن الأعرابيّ، وأبي عبيد. والحديث عن: أحمد بن المدينيّ. والفقه عن: أبيه، وعليّ بن عثَّام. وكان قيِّماً. قال عنه الحاكم: يفتي في هذه العلوم ويرجع إليه فيها. كتب عنه: أبو النَّضر هاشم بن القاسم، وعليّ بن عثّام، وبشر بن الحكم. وروى عنه من أقرانه: محمد بن يحيى، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وغيرهم. ومن الأئّمة: بن. ومسلم وقال: ثقة وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والسّرّاج، وأبو عد) الله بن الأخرم، والحسن بن يعقوب، وآخرون. وحديثه في الثّقفيّات بعلوّ. ذكر أبو أحمد مرة السلاطين فقال: اللّهم أنسهم ذكرى، ومن أراد ذكري عندهم فاشدد على قلبه فلا يذكرني. وقال أبو أحمد: أوّل ما كتبت عن يحيى بن يحيى سنة تسع وتسعين ومائة. قلت: في صحيح البخاريّ: ثنا أبو أحمد، أنا أبو غسّان، فذكر حديثاً. ويقال: إنّ أبا أحمد هو الفرّاء وقيل هو مراد بن حمّويه وقيل: محمد بن يوسف البيكندي. توفّي الفرّاء في أواخر سنة اثنتين وسبعين، وله خمس وتسعون سنة. قال ابن ماكولا وغيره: لقبه حمك.
4 (محمد بن عبدك القزّاز.)

(20/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 454
بغداديّ ثقة. عن: عبد اله بن بكر، وروح بن عبادة، وحجّاج الأعور، وجماعة. وعنه: ابن البختريّ، وعثمان بن السّمّاك، وعبد الله بن سليمان الفاميّ. مات في شوّال سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن أبي داود عبيد الله بن يزيد.)
أبو جعفر بن المناديّ البغداديّ. سمع: حفص بن غياث، وإسحاق الأزرق، وأبا بدر السَّكونيّ، وأبا أسامة، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: خ. لكن قال: ثنا أحمد بن أبي داود. والأكثر على أنّه هو. وهم البخاريّ في أسمه. وقد وقع لنا الحديث المذكور موافقةً عليه في المجالس السّلمانيّة. وروى عنه: أبو القاسم البغويّ، وأبو جعفر بن البختريّ، وحفيده أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وابن أبي حاتم، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو عمرو الدّقّاق، وأبو سهل القطّان، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق.) وقال ابن المنادي: كتب عنّي يحيى بن معين حديثاً، عن أبي النّضّر. وقال أبو الحسين بن المنادي: قال لنا جدّي: ولدت في نصف جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة.

(20/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 455
ومات في رمضان سنة اثنتين وسبعين وله مائة سنة، وسنة وأربعة أشهر، واثني عشر يوماً.
4 (محمد بن عثمان النَّشيطيّ.)
كان بحلب في حدود الثّمانين ومائتين. سمع: أبا عليّ عبيد الله بن عبد المجيد الحنفيّ. روى عنه: الطَّبرانيّ. وهو من كبار شيوخه.
4 (محمد بن عليّ بن سفيان الصَّنعانيّ النّجّار.)
أبو عبد الله. سمع: عبد الرّزّاق. روى عنه: محمد بن حمدون الأعمش، وأبو عوانة. توفّيّ في رمضان سنة أربع وسبعين. ورّخه ابن عقدة، وقال: بلغني انّه مات وله مائة سنة وشهران أو ثلاثة.
4 (محمد بن عليّ.)
أبو جعفر البغداديّ الحافظ، حمدان الورّاق. من فضلاء أصحاب الإمام أحمد. سمع: عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وطبقتهما. وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن عثمان بن ثوبان، وآخرون. توفّي سنة اثنتين وسبعين. قال الخطيب: وكان ثقة حافظاً من النُّبلاء.

(20/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 456
4 (محمد بن عليّ بن عفّان الكوفيّ العامريّ.)
أخو الحسن بن عليّ. سمع من: الحسن نب عطيّة، وغيره. وقرأ القرآن على: عبيد الله بن موسى.) وقرأ عنه: ابن عقدة، وعليّ النخعيّ، وعليّ بن محمد بن الزُّبير. وآخرون. توفّي في صفر سنة سبع وسبعين.
4 (محمد ن عليّ بن زهير.)
أبو عبد الرحمن القرشيّ الجرجانيّ، الملقب: حمار عفّان، للزومه إيّاه. أكثر عن: أبي نعيم، وعفان، وطبقتهما. روى عنه: ابنه عبد الرحمن، وغيره.
4 (محمد بن عمران بن حبب الهمدانيّ.)
عن: القاسم بن الحكم العربيّ، وعبد الصَّمد بن حسّان، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وحفص بن عمر الأردبيليّ. توفّي في سنة تسعٍ وسبعين. قال ابن أبي حاتم: صدوق أجاز لي أبو الحسن القطّان
4 (محمد بن عميرة العنقيّ التُّدميريّ الأندلسيّ.)

(20/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 457
روى عنه: يحيى بن يحيى، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن بكير، وسحنون بن سعيد، وأبي مصعب الزُّهريّ، وطبقتهم. توفّي سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن عوف بن سفيان الحافظ.)
أبو جعفر الطّائي الحمصيّ. رحل وسمع الكثير من: عبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وأبي المغيرة عبد القدُّوس، وعبد السلام بن الحميد السَّكونيّ، وهاشم عمرو شقران، وأبي مسهر الغسّانيّ، وآدم بن أبي إياس. وعنه: د. ن. في مسند عليّ، وأبو حاتم، وابن جوصا، وعبد الرحمن ابن أبي حاتم، وعبد الغافر بن سلامة، وخيثمة بن سليمان، وطائفة. وقد سمع منه: الإمام أحمد، مع جلالته، حديثاً رواه له، عن أبيه. قال ابن عديّ: محمد بن عوف عالم بحديث الشّام، صحيحاً وضعيفاً.) وكان عليه إعتماد ابن جوصا، ومنه يسأل، وخاصة حديث أهل حمص. قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتَّبخُّر. وقال القاضي عبد الصّمد في تاريخه: سمعت محمد بن عوف يقول: كنت ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث، فدخلت الكرة إلى المسجد، فوقعت

(20/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 458
بالقرب من المعافى بن عمران، يعني الحمصي فدخلت لآخذها، فقال: ابن من أنت قلت: ابن عوف. قال: أمّا إنّ أباك كان من إخواننا، وكان ممّن يكتب معنا العلم والّذي يشبهك أن تتّبع ما كان عليه والدك. فصرت إلى أمّي فأخبرها، فقالت: صدق يا بنيّ، فألبستني ثوباً وإزاراً، ثمّ جئت إليه ومعي محبرة وورق، فقال لي: اكتب، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد ربّه بن سليمان قال: كتبت لي أمُّ الدّرداء في لوحي: اطلبوا ممّا يعلّمني العلم صغاراً تعملوا به كباراً، فإنّ لكلّ حاصيدٍ ما زرع. فكان هذا أوّل ما سمعته. توفّي في وسط سنة اثنتين وسبعين.
4 (محمد بن عيسى بن حيّان.)
أبو عبد اله المدائنيّ المقريء. عن: سفيان بن عيينة. وشعيب بن حرب، ومحمد بن افضل بن عطّية، وعليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن مجاهد، وخيثمة، وإسماعيل الصّفّار، وعثمان بن السّماك، والأدمي، وآخرون. قال الدّارقطنيّ: ضعيف.

(20/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 459
وقال البرقانيّ: لا بأس به. توفّي سنة أربعٍ وسبعين، عن سنٍّ عالية.
4 (محمد بن عيسى التِّرمذيّ بن سوراء بن موسى السُّلميّ.)
الحافظ أبو عيسى التّرمذيّ الضّرير، مصنَّف كتاب الجامع. ولد سنة بضعٍ ومائتين. وسمع: قتيبة بن سعيد، وأبا مصعب الزُّهريّ، وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ، وإسماعيل بن) موسى السُّدّيّ، وصالح بن عبد الله التّرمذيّ، وعبد لله بن معاوية، وحميد بن مسعدة، وسويد بن نصر المروزيّ، وعليّ بن حجر السَّعديّ، ومحمد بن حميد الرّازيّ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب، وأبا كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن أبي معشر السّنديّ، ومحمود بن غيلان، وهنّاد بن السَّريّ، وخلقاً كثيراً. وأخذ علم الحديث عن أبي عبد الله البخاريّ.

(20/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 460
وعنه: حمّاد بن شاكر، ومكحول بن الفضل، وعبد بن محمد، ومحمد بن محمود بن عنبر النَّسفيّون، والهيثم بن كليب الشّاشيّ، وأحمد بن عليّ بن حسنويه النَّيسابوريّ، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزيّ، ومحمد بن المنذر شكر، والربيع بن حبّان الباهليّ، والفضل بن عمّار الصّرّام، وآخرون. ذكره ابن حبّان في الثّقات وقال: كان ممّن جمع وصنَّف وحفظ وذاكر. قلت: ويقال له البوغيّ، بضم الموحّدة وبغينٍ معجمة. وبوغ: قرية على ستّة فراسخ من ترمذ، بفتح التّاء، وقيل بضمّها، ويقال بكسرها. وهي على نهر بلخ. وقد سمع منه شيخه أبو عبد الله البخاريّ حديثاً فإنّه قال في حديث عليّ بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطيّة، عن أبي سعيد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعليّ: لايحلُّ لأحدٍ يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك سمع منّي محمد بن إسماعيل هذا الحديث. وقال عبد المؤمن بن خلف النَّسفيّ: قرأ عليه الجامع في دارنا بنسف وأنا صغير ألعب. قلت: وآخر من روى حديثه عاليا أبو المنجاب اللَّيثيّ: وكتابه الجامع يدّل على تبحُّره في هذا الشّأن، وفي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنّه يترخَّص في الصّحيح والتَّحسين. ونفسه في التَّخريج ضعيف. قال أبو سعيد الإدريسيّ: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ. سمعت أبا بكر محمد بن الحارث المروزيّ الفقيه يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن داود المروزيّ يقول: سمعت أبا عيسى يقول: كنت في طريق مكّة وكنت قد كتبت جزءين من أحاديث شيخ، فمّر بنا، فذهبت إليه وأنا أظنّ أنّ الجزءين معي، ومعي في محملي جزءان حسبتهما الجزءين. فلمّا أذن لي) أخذت الجزءين، فإذا هما بياض. فتحيّرت، فجعل الشّيخ يقرأ عليَّ من حفظه.

(20/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 461
ثمّ نظر إليَّ فرأى البياض في يدي، فقال: أما تستحي منّي فقصصت عليه أمره، وقلت: أحفظه كلّه. فقال: إقرأ. فقرأت جميع ما قرأ عليَ أولاً، فلم يصدّقني. وقال: استظهرت قبل أن تجيئني. فقلت: حدّثني بغيره. فقرأ عليَّ أربعين حديثاً من غرائب حديثه، ثمّ قال: هات إقرأ. فقرأت عليه من أوّله إلى آخره، فما أخطأت في حرف. فقال: مارأيت مثلك. وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت عمر بن مالك يقول: مات محمد بن إسماعيل البخاريّ ولم يخلف بخراسان مثل ابن عيسى في العلم والحفظ والزُّهد والورع. بكى حتّى عمي وبقي على ضرره سنين. وقال محمد بن طاهر الحافظ في المنثور له: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاريّ بهراة، وجرى ذكر التَّرمذيّ، فقال: كتابه أنفع من كتاب البخاريّ، ومسلم فإنّه لا يقف على الفائدة منهما إلاّ المتبحّر العالم. وكتاب أبي إسماعيل يصل إلى فائدته كلّ واحد من النّاس. قال غنجار في تاريخه: توفّي في ثالث عشر رجب سنة تسعٍ وسبعين بترمذ. والعجب من أبي محمد بن حزم حيث يقول في أبي عيسى: مجهول. قاله في الفرائض من كتاب الأجيال. قال أبو الفتح اليعمريّ: قال أبو الحسن القطّان في بيان الوهم والإبهام عقيب قول ابن حزم: هذا كلام من لم يبحث عنه، وقد شهد له بالإمامة والشُّهرة الدَّارقطنيّ، والحاكم. وقال أبو يعلى الخليليّ: هو حافظ متقن ثقة. وذكره أيضاً الأمير أبو نصر بن الفرضيّ، والخطابيّ. قال أبو الفتح: وذكر عن ابن عيسى قال: صنَّف هذا الكتاب، وعرضته

(20/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 462
على علماء الحجاز، والعراق، وخراسان، فرضوا به. ومن قال في بيته هذا الكتاب، فكأنّما في بيته نبيٌّ يتكلَّم. قلت: ما في جامعه من الثُّلاثيات سوى حديثٍ واحد، وإسناده ضعيف. وكأنّه من الأصول السّتّة) الّتي عليها العقد والحلّ وفي كتابه ما صحّ إسناده، وما صلح، وما ضعّف ولم يترك، وما وهى وسقط، وهو قليل يوجد في المناقب وغيرها. وقد قال: ما أخرجت في كتابي هذا إلاّ حديثاً قد عمل به بعض الفقهاء. قلت: يعني في الحلال والحرام. أمّا في سوى ذلك ففيه نظر وتفصيل. وقد أطلق عليه الحاكم بن وكيع الجامع، وهذا تجوُّز من الحاكم. وكذا أطلق عليه أبو بكر الخطيب اسم الصّحيح. وقال السّلفيّ: الكتب الخمسة اتَّفق على صحتّها علماء المشرق والمغرب. وهذا محمولٌ منه على ما سكتوا عن توهينه. وقال أبو بكر بن العربيّ: وليس في مدد أبي عيسى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة منزع، وعذوبة مشرع. وفيه أربعة عشر علماً فرائد. صنَّف وأسند وصحّح وأشهر، وعدّد الطُّرق، وجرّح وعدل وأسمى وكنّى، ووصل وقطع، ووضح المعمول به والمتروك، وبيّن اختلاف العلماء في الإسناد في الأوائل. وكلّ علم منها أصلٌ في بابه.
4 (محمد بن عيسى بن عبد الرحمن.)
الوزير أبو عليّ النَّيسابوريّ. كان المأمون يحبّ ويكرمه. وطالت أيّامه، وحدَّث عن: أبي النَّضر هاشم بن القاسم، وغيره. توفّي سنة تسعٍ وسبعين أيضاً.
4 (محمد بن عيسى بن يزيد الطَّرسوسيّ.)

(20/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 463
أبو بكر التّميميّ الحافظ، نزيل بلخ. رحل وطوَّف وحدَّث عن: أبي عبد الرحمن المقريء، وأبي نعيم، وعفّان بن اليمان، وجماعة. وعنه: أبو عوانة الإسفرائينيّ، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن الدّغوليّ، ومكّيّ بن عبدان، وعبد الله بن إبراهيم بن الصّبّاح الإصبهانيّ، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وآخرون. وحدَّث بإصبهان وخراسان. قال ابن عديّ عنه: هو في عداد من يسرق الحديث. قلت: توفّي سنة سبعٍ وسبعين. وقال الحاكم: هو من المشهورين بالرحلة والفهم والتَّثبت. أكثر أهل مرو عنه.) فأمّا.
4 (محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطَّرسوسيّ، فشيخ لابن رزقويه.)

4 (محمد بن محمد بن عروس.)
أبو عليّ الشّيرازيّ الكاتب الشّاعر، نزيل سامرّاء. له أشعار رائقة، ومعاني لائقة. مدح المستعين بالله وغيره.

(20/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 464
وروى عنه من شعره: أبو محمد القاسم بن محمد الأنباريّ. ورآه ابنه أبو بكر بن الأنباريّ. وروى عنه أيضاً: الصُّوليّ، والحسين بن القاسم الكوكبيّ، وعيسى بن عبد العزيز، وغيرهم. وله يمدح المستعين يوم العيد:
(فلو أنّ برد المصطفى إذ لبسته .......... بموطنٍ يظنّ البرد أنّك صاحبه)

(وقال لقد حللته ولبسته .......... نعم، هذه أعطافه ومناكبه)
ومن شعره:
(لا والمنازل في نجدٍ وليلتنا .......... ببغداد حسدنا بيننا حسد)

(كم دام فينا الكرى مع لطف مسلكه .......... نوماً، فما انفكّ لا خدّ ولا عضد)

4 (محمد بن مروان البيروتيّ.)
روى عن: أبي مسهر الدّمشقيّ، وغيره. وعنه: محمد بن يوسف الهرويّ، وخيثمة بن سليمان. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ.
4 (محمد بن ميمون الإسكندرانيّ الفخّاريّ.)
توفّي سنة ثلاثٍ أيضاً، وقد قارب المائة. وكان هو وضمام بن إسماعيل في منزلٍ واحد.
4 (محمد بن مندة بن أبي الهيثم منصور الإصبهانيّ.)
حدَّث بالرّيّ وبغداد، عن: بكر بن بكّار، والحسين بن حفص،

(20/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 465
وإبراهيم بن موسى الفرّاء. وعنه: أبو بكر محمد بن الحسن العجليّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الدّهقان، وغيرهم. وقال ابن أبي حاتم: لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنّه في سنّ من لحق بكر بن بكّار. وقال أبو نعيم الحافظ: ضعّف لروايته عن الحسين بن حفص، عن شعبة.) قلت: وهذا ليس هو من بيت بني مندة. وقع حديثه عالياً لابن قميرة.
4 (محمد بن المغيرة السُّكرَّيّ.)
لقبه حمدان. سمع: القاسم بن الحكم العربيّ، وهشام بن عبد الله الرازيّ. أخذ عنه: أبو الحسن القطّان، وطائفة. مات سنة ستًّ وسبعين. كذا قال الخليليّ، وقيل غير ذلك. وسيعاد.
4 (محمد بن نصر.)
أبو الأخوص الأثرم. سمع: عليّ بن الجعد، وأبا بلال الأشعريّ، وعدّة آخرون. وعنه: ابن مخلد، وعليّ بن محمد بن عبيد الصّفّار. ثقة. توفّي سنة ثلاثٍ وسسبعين.
4 (محمد بن موسى بن الفضل.)

(20/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 466
أبو بكر القسطاني الرازيَ. عن: شيبان بن فرُّوخ، وطالوت بن عبّاد، وغيرهما. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشّافعيّ. وهو مستقيم الحديث.
4 (محمد بن النَّضر بن حبيب الهلاليّ الإصبهانيّ.)
روى عن: بكر بن بكّار، والحسين بن حفص. وعنه: يوسف بن محمد المؤذّن، وسعيد بن يعقوب السّرّاج. توفّي سنة خمسٍ أو سبعٍ وسبعين، على قولين.
4 (محمد بن هارون بن عيسى.)
أبو بكر الأزديّ البصريّ الرّزّاز. عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: أبو العبّاس بن عقدة، وأبو بكر الشّافعيّ.) قال الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ. قلت: حدّث في سنة ستًّ وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن الهيثم بن حمّاد.)
أبو الأحوص قاضي عكبرا.

(20/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 467
عن: عبد الله بن رجاء، وسعيد بن عفير، وأبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. وله رحلة واسعة إلى البصرة، والكوفة، والشّام، ومصر، والجزيرة، والحجاز. لقي بالشّام: محمد بن عائذ، وطبقته. وبالجزيرة: أبا جعفر النُّفيليّ. روى عنه: ق. حديثاً واحداً، وقع لنا موافقة. وعنه أيضاً: موسى بن هارون، وابن صاعد، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر بن مالك الإسكافيّ، وأبو بكر النّجّاد، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعيّ، وأبو عوانة في صحيحه، وطائفة. قال الدّارقطنيّ: كان من الحفاظ الثّقات. قلت: مات في جمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين بعكبرا.
4 (محمد بن الورد بن زنجويه.)
أبو جعفر البغداديّ، نزيل مصر. حدَّث عن: عفّان بن مسلم، وغيره. وعنه: أبو جعفر الطَّحاويّ. توفّي في المحرم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عبد الله بن جعفر راوي السّيرة.
4 (محمد بن يزيد.)

(20/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 468
مولى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله بن ماجة القزوينيّ، مصنّف السُّنن والتّفسير والتّاريخ. كان محدّث قزوين غير مدافع. ولد سنة تسعٍ ومائتين. وسمع: عليَّ بن محمد الطَّنافسيّ، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمّار، ومحمد بن رمح، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن الجرّاح القهستانيّ، ومصعب بن عبد الله الزُّبيريّ، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، ويزيد بن عبد الله اليماميّ، وجبارة بن المغلّس، وداود بن رشيد، وإبراهيم بن) المنذر الحزاميّ، وأبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلقاً كثيراً. وعنه: محمد بن عيسى الأبهريّ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدينيّ، وعليّ بن إبراهيم القطّان، وسليمان بن يزيد الفاميّ، وأبو الطَّيّب أحمد بن روح البغداديّ. قال الخليليّ: كان أبوه يزيد يعرف بماجة، ولاؤه لربيعة. وعن أبي عبد الله بن ماجة قال: عرضت هذه السُّنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال: أظنّ إن وقع هذا في أيدي النّاس تعطّلت هذه الجوامع أو أكثرها. ثمّ قال: لعلّ لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثاً ممّا في إسناده ضعفٌ، أو نحو ذا. قلت: كان ابن ماجة حافظاً صدوقاً ثقة في نفسه، وإنّما نقص كتابه بروايته أحاديث منكرةً فيه.

(20/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 469
وكانت وفاته لثمانٍ بقين من رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين، وله أربعٌ وستّون سنة. وقال أبو يعلى الخليليّ فيه: ثقة كبير متَّفق عليه، محتجٌّ به. له معرفة بالحديث وحفظ. ارتحل إلى العراقين، ومكّة، والشّام، ومصر، والرّيّ لكتب الحديث. وقال ابن طاهر المقدسيّ: رأيت له بقزوين تاريخاً على الرجال والأمصار إلى عصره. وفي آخره بخطّ صاحبه جعفر بن إدريس: مات أبو عبد الله يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من رمضان. وصلّى عليه أخوه أبو بكر وتوّلى دفنه أخوه أبو بكر وأبو عبد الله، وابنه عبد الله. وقال غيره: مات سنة خمسٍ وسبعين، والأوّل أصحّ. وقد حدَّث أبو محمد بن الحسن بن يزيد بن ماجة القزوينيّ ببغداد في حدود الثّمانين لمّا حجّ عن إسماعيل بن توبة محدّث قزوين. سمع منه: أبو طالب محمد بن نصر الحافظ. فالظّاهر أنّ هذا من إخوة أبي عبد الله صاحب السُّنن، والله أعلم.
4 (محمد بن يزيد بن عبد الوارث الدّمشقيّ.)
عن: يحيى بن صالح الوحاظيّ. وعنه: أبو القاسم الطَّبرانيّ. مجهول الحال، لم يذكره ابن عساكر.
4 (محمد بن يزيد.)
) أبو جعفر الحربيّ. هو أقدم شيخ للواعظ عليّ بن محمد الحمصيّ.

(20/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 470
روى له عن أبي بلال الأشعريّ مرداس بن محمد. توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
4 (محمد بن يعقوب بن الفرج.)
الشيخ أبو جعفر الفرجيّ الصُوفيّ الزّاهد الواعظ. كان إماماً فقيهاً يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة. صحب ذا النّون المصريّ، أبا تراب النَّخشبيّ. وسمع من: عليّ بن المدينيّ، وأبي داود، وجماعة. وكان على غاية التّجريد. يأوي المساجد والصّحراء. توفّي بالرملة بعد سنة سبعين. قال أبو نعيم: له مصنّفات في معاني الصُّوفيّة. وروى عنه أنّه قال: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسالة إلاّ ومنازلتي فيها قبل قولي. وقال: لو صحّ الودّ لسقطت شروط الأدب. وقد رأيت له حكاية، وهي أنّه سافر على التّجريد، فوقع في تيه بني إسرائيل، وصحب لهما حالٌ من أحوال الرُّهبان المتولّدة من الجوع والوحدة. قال: فكان يبيع لهما الماء ويحضر لهما الطّعام إذا جاعا. فقالا له بعد ليلتين: يا مسلم هذه نوبتك. قال: فدخل بعضي في بعض، فقلت: اللَّهمّ إنّي أعلم أنّ ذنوبي لم تدع

(20/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 471
لي عندك جاهاً. ولكن أسألك أن لا تفضحنيّ عندهما، ولا تشمّتهما بنبيّنا صلى الله عليه وسلم وبأمَّته. قال: فإذا بعينٍ خرّارة وطعام كثير. وذكر قصّة إسلامهما على يده. وقال أبو نعيم: روى عنه أبو سعيد بن الأعرابيّ، وأبو عمرو بن حكيم، وأبو مسعود محمد بن إبراهيم بن المنذر، فإن كان هو هو فقد تأخرّ إلى حدود الثّمانين ومائتين.
4 (محمد بن يوسف بن مطروح)
الفقيه أبو عبد الله البكرّي بن وائل، الأندلسيّ القرطبيّ.) عن: الغاز بن قيس، وعيسى بن دينار، وأصبغ بن الفرج، ومطرِّف بن عبد الله، وسحنون القيروانيّ. وقد حجّ في العام الّذي توفّي فيه أبو عبد الرحمن المقريء. وقد تكلَّم بعض الأئمّة في سماعه منه. وكانت الفتوى دائرة بالأندلس على ابن مطروح، وأبي وهب عبد الأعلى، وأصبغ بن خليل. وولي هو إمامة الجامع بقرطبة. وكان أعرج. ذكره ابن الفرضيّ فقال: دخل مكّة بعد موت المقريء، ثم قدم

(20/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 472
الأندلس، فادّعى السّماع منه. وصوّبه جماعة. توفّي يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين.
4 (محمد بن يوسف بن عيسى بن برغل.)
أبو بكر حدَّث عن: يزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن سعيد القرقساني، وجماعة. وعنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، واحمد بن عثمان الأدميّ، ومحمد بن العبّاس بن نجيح، وجماعة. توفّي سنة ستٍّ، وقيل: سنة خمسٍ وسبعين. وثّقه الخطيب. وقال الدّارقطنيّ: صدوّق.
4 (مجشّر بن عصام.)
أبو عمرو النّيسابورّي المعدلّ. عن: حفص بن عد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ومكّيّ بن إبراهيم. وعنه: عمرو بن عبد الله الزّاهد، وأبو الطَّيّب محمد بن عبد الله، وجماعة من أهل بلده. وحدَّث في سنة ثلاث.
4 (مسرور.)
أبو هاشم مولى المعتصم، أمير جليل كبير. روى عن: نصر بن منصور.)

(20/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 473
روى عنه: عبد الصّمد الطَّستيّ. وكان نظير موسى بن بغا في المرتبة والحال. بلغ ثمانين سنة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
4 (مسلم بن عيسى الصّفّار.)
عن: عبد الله بن داود الخريبيّ، وعفّان. وعنه: أحمد بن عثمان الأدميّ، وعبد الصَّمد الطَّستيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. تركه الدّارقطنيّ وغيره. وروى عنه: محمد بن حسن بن الفرج، شيخ لابن مردويه.
4 (مضر بن محمد بن خالد بن الوليد.)
القاضي أبو محمد الأسديّ البغداديّ المقريء. عن: عبد الرحمن بن سلاّم الجمحّي، وطالوت بن عبّاد، وهدبة بن خال، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وخلق. وكان راوية لكتب القراءآت. روى عنه: أبو بكر بن محمد بن الباغنديّ، وأبو بكر بن مجاهد، وأبو عوانة، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر الِشّافعيّ، وأبو الميمون بن راشد. وحدَّث بدمشق وبغداد، وولي قضاء واسط. قال الدّارقطني:ّ ثقة. وقال أحمد بن المنادي، وأبو بكر الشّافعيّ: توفّي سنة سبعٍ وسبعين.

(20/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 474
زاد أحمد: في رجب. قلت: وهم من قال إنّه توفّي سنة سبعٍ وتسعين.
4 (مطروح بن محمد بن شاكر.)
أبو نصر القضاعيّ المصريّ. ولد سنة تسعين ومائة. وسمع الحديث وكان موثَّقاً. روى عنه: إبراهيم بن عبد الله الرشيديّ، وعليّ بن عبد الله بن أبي مضر.) توفّي بالإسكندرية في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (معاذ ين عفّان.)
أبو عثمان الخراشيّ الحافظ، نزيل هراة. سمع: أبا كريب، وأحمد بن صالح المصريّ، وهشام بن خالد الدّمشقيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق البزّاز المروزيّ. توفّي سنة سبعٍ أيضاً.
4 (المنسجر بن الصَّلت.)
أبو الضّحّاك القزوينيّ. سمع: أباه، والقاسم بن الحكم العربيّ، ومحمد بن بكير الحضرميّ، وجماعة. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني، وعليّ بن إبراهيم القطّان، وسليمان بن يزيد الفاميّ، وأحمد بن محمد بن ميمون، وهو آخر من مات من أصحابه، فإنّه بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة. توفّي المنسجر في سنة ستٍّ وسبعين. وكان صدوقاً. ورّخه الخليليّ سنة سبعٍ وسبعين.

(20/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 475
4 (مقاتل بن عمّار بن محمد بن صالح البغداديّ المطرّز.)
عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وجماعة، وعبد الله الزُّبيريّ. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والحكيميّ، وآخرون. قال ابن المنادي: كان من المبرزّين في الصّلاح. وكان يحضر معنا مجلس عبّاس الدُّوريّ. توفّي سنة حمسٍ وسبعين ومائتين.
4 (معمر بن محمد بن معمر العوفيّ البلخيّ.)
أبو شهاب. روى عن: عمّه شهاب، ومكّيّ بن إبراهيم، وعصام بن يوسف. وقال السُّليمانيّ: أنكروا عليه حديثاً عن مكّيّ.
4 (المغيرة بن محمد بن المهلَّب)
أبو حاتم المهلَّبيّ الأزديّ البصريّ الأديب.) حدَّث عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعبد اله بن رجاء، وجماعة. وعنه: محمد بن المرزبان، ومحمد بن يحيى الصوليّ. وكان صدوقاً بارع الأدب، وحسن المنَّظم. مدح المتوكّل وغيره. وتوفّي سنة ثمانٍ وسبعين.

(20/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 476
رأيت له نسخة كبيرة عن الأنصاريّ.
4 (المنذر بن محمد بن الصّبّاح.)
أبو عبد اله الإصبهانيّ الزّاهد. عن: محمد بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن حميد الرّازيّ، وجماعة. وعنه: عبد الله بن محمد بن عيسى، وأحمد بن شاهي الإصبهانيّان. توفّي سنة أربع وسبعين.
4 (المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام.)
الأمير أبو الحكم الأمويّ المروانيّ صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أبيه سنتين. وكان شجاعاً مقداماً ماضي العزيمة. عاش ستّاً وأربعين سنة. ومات وهو محاصر عمر بن حفصون البدويّ الخارج عليهم في سابع عشر صفر سنة خمسٍ وسبعين، فولي الأمر بعده أخوه الأمير عبد الله بن محمد، فبقي في الملك إلى سنة ثلاثمائة.
4 (موّاس بن سهل.)
أبو القاسم المعافريّ المصريّ المقريء.

(20/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 477
قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصّمد بن عبد الرحمن، وداود بن عطيّة. وأصحاب ورش. قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الإصبهانيّ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسيّ، ومطرِّف بن عبد الرحمن الأندلسيّ، وجماعة. وكان ثقة ضابطاً. لم يكن في طبقته مثله.
4 (موسى بن الحسن الصِّقلّيّ. أبو عمران.)
عن: أبي نعيم، وأبي عمر الحوضيّ، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس اليربوعي. وعنه: أبو الميمون بن راشد، وأبو علي الحصائري، وأبو جعفر البختريّ، والصّفّار.) توفّي سنة اثنتين وسبعين. حدَّث ببغداد، ودمشق.
4 (موسى بن سهل بن كثير.)
أبو عمران الوشّاء الحرفيّ. بغداديّ ضعيف. عن: أبي عُليَّة، وإسحاق الأزرق، وعليّ بن عاصم، وشُجاع بن أبي

(20/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 478
الوليد، ويزيد بن هارون. وعنه: عثمان بن السّمّاك، وأحمد بن عثمان الأدميّ، وأبو عمر الزّاهد. وأبو بكر الشّافعيّ، وعمر بن الحسن الأشنانيّ، وجماعة. قال الدّارقطنيّ: ضعيف. وقال البرقانيّ: ضعيف جدّاً. قلت: في الغيلانيّات من عواليه. ومات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (موسى بن عمر الجرجانيّ.)
سمع: مسدّد، وإسماعيل بن أبي يونس، ويحيى بن معين. وعنه: كميل بن جعفر، وإبراهيم بن محمد البريدي، وجماعة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
4 (موسى بن عيسى بن المنذر.)
أبو عمرو السُّلميّ الحمصيّ. عن: أبيه، وأحمد بن مجالد، وحيوة بن شريح الحمصيّين. وعنه: الطّبرانيّ. لقيه سنة ثمانين. وقد قال فيه النَّسائيّ: ليس بثقة. مات سنة 81.

(20/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 479
4 (موسى بن محمد بن أبي عوف.)
أبو عمران المرّيّ الصّفّار. ارتحل وسمع من: يوسف بن عديّ، وأبي جعفر النُّفيليّ.) وعنه: أبو عوانة، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، وأحمد بن حذلم وآخرون. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (موسى بن موسى.)
أبو عيسى البغداديّ الحافظ يعرف بالشّصّ. سمع: عليَّ بن الجعد، ومحمد بن منهال، وأبا بكر بن شيبة، وطبقتهم. وعنه: ابن مخلد، وأبو طالب الحافظ، ومحمد بن العبّاس بن نجيح، وجماعة. وثّقه الدّارقطنيّ. وتوفّي سنة خمسٍ وسبعين.
4 (موسى بن نصر القنطريّ.)
بغداديّ مستور. سمع: عبد الله بن عون الخزّاز، وطبقته. وعنه: محمد بن مخلد، وخيثمة، ومحمد بن جعفر المطيريّ. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (الموفَّق أبو أحمد بن المتوكّل على الله بن المعتصم.)

(20/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 480
إسمه محمد، وقيل: طلحة. ولي عهد أمير المؤمنين. والد المعتضد بالله. وأمّه أم ولد. مولده سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد إبنه جعفر، وذلك في سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وكان الموفَّق من أجل الملوك رأياً، وأشجعهم قلباً، وأسمحهم نفساً، وأغزرهم عقلاً، وأجودهم رأياً. وكان محببَّاً إلى النّاس، قد استولى على الأمور وأنقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزَّنج وظفر بن وقتله. وكان النّاس يلقّبونه: النّاصر لدين الله. قال الخطبيّ: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتّى صار صاحب

(20/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 481
الجيش، وكلّه تحت يده. ولمّا غلب على الأمر حظر على المعتمد أخيه، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم في موضعٍ واحدٍ، ووكّل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إلى أن توفّي لثمانٍ بقين من صفر سنة ثمان وسبعين، وله تسعٌ وأربعون سنة.) وكانوا ينظرونه بأبي جعفر المنصور في حزمه ودهائه ورأيه، وكان قد غضب على ولده أبي العبّاس المعتضد وحبسه، ووكّل به إسماعيل بن بلبل، فضيَّق عليه، فلمّا احتضر أبو أحمد رضي الله عن ولده، وكان ولده من أنموذجته، فألقى إليه مقاليد الأمور، فولاّه المعتمد ولاية العهد في الحال بعد ابنه المفوّض بن المعتمد، وخطب الخطب له ثمّ لولده المفوضّ، ثمّ لأبي العبّاس المعتضد. وانتقم أبو العبّاس من ابن بلبل وعذّبه حتّى مات. ثمّ بعد أيّام خلع المفوَّض، وتفرَّد أبو العبّاس بالعهد.

(20/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 482
4 (حرف النوَّن)

4 (نجاح بن إبراهيم الكوفّي الفقيه.)
حدَّث بمصر عن: سعيد بن عمر، والأشعثيّ، وغيرهما. توفّي سنة ثمانٍ أيضاً في ذي الحجّة.
4 (نصر بن أحمد بن أسد بن سامان.)
أمير ما وراء النهر والتّرك. كان أديباً فاضلاً مهيباً من اجلّ الأمراء. مات سنة تسعٍ وسبعين، وولي الأمر بعده أخوه إسماعيل بن أحمد الّذي ظفر بالصّفّار.
4 (نصر بن داود.)
أبو منصور الصَّغانيّ الخلنجيّ. روى عن: خالد بن خداش، وأبي عبيد القاسم بن سلاّم، وحرميّ بن حفص. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة. توفّي سنة إحدى وسبعين.

(20/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 483
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن العبّاس الهاشميّ.)
عن: إبراهيم بن المنذر، وأبي مصعب، وغيرهما. وعنه: ابن مخلد، والتاريخيّ. قال الخطيب: كان ثقة. توفّي سنة خمسٍ وسبعين.)
4 (هارون بن عمران القرشيّ الدّمشقيّ.)
عن: أبي مسهر الغسانيّ، وأبي الجماهر. وعنه: أبو الميمون بن راشد. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
4 (هارون بن محمد بن بكّار بن بلال العامليّ.)

(20/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 484
عن: أبيه، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبّه بن عثمان، ومروان بن محمد الطّاطريّ. وعنه: د. ن.، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. قال النَّسائيّ: لا بأس به. قلت: توفّي بعد السّبعين، أو قبل ذلك.
4 (هارون بن موسى الأشنانيّ.)
عن: مكيّ بن إبراهيم، وأبي نعيم. وعنه: ابن أبي حاتم، ومحمد بن بلبل الهمدانيّ.
4 (هاشم بن مرئد.)
أبو سعيد الطَّبرانيّ. عن: آدم بن أبي إياس، وصفوان بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن عيّاش، ويحيى بن معين، والمعافى بن سلمان الرَّسعنيّ. وعنه: سليمان الطَّبرانيّ، ويحيى بن يزيد النَّيسابوري، وابنه سعيد بن هاشم، وآخرون. وهو من قدماء شيوخ الطَّبرانيّ، فإنّه سمع منه ثلاثٍ وسبعين. ومات في شوّال سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (هاشم بن يونس المصريّ القصّار)

(20/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 485
عن: عبد الله بن صالح. وعنه: الطَّبرانيّ، وأبو عوانة الإسفراينيّ، وغيرهما. وقد سمع أيضاً من سعيد بن أبي مريم، والطّقة سنة.
4 (هبة الله بن الأمير إبراهيم بن المهديّ بن المنصور.)
أبو القاسم العبّاسي. وكان كاتباً، حاذقاً بالغناء، ورقيق النَّظم. جالس المعتضد وغيره.) حكى عن: أبيه. روى عنه: أحمد بن يزيد المهلَّبيّ، وعون بن محمد، وعبد الله بن مالك النَّحويّ. وقال عون الكنديّ: مات عن توبةٍ حسنة، وفرّق مالاً عظيماً. توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
4 (هلال بن العلاء بن هلال)
أبو عمر بن أبي محمد الباهليّ. مولاهم الرَّقّيّ الأديب، شيخ الرَّقّة وعالمها.

(20/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 486
سمع: أباه العلاء بن هلال بن عمر بن هلال مولى قتيبة بن مسلم أمير خراسان، وحجّاج بن محمد الأعور، ومحمد بن مصعب القرقسائيّ، وحسين بن عيّاش، وعبد الله بن جعفر الرَّقّيّ، وأبا جعفر النفيليّ. وعنه: ن.، وأبو بكر النّجّاد، وخيثمة بن سليمان، والعبّاس بن محمد الرافعيّ، ومحمد بن أيوبّ بن الصَّمت، وخلق سواهم. قال النَّسائيّ: ليس به بأس. روى أحاديث منكرة عن أبيه، ولا أدري الرَّيب منه أو من أبيه. وقال غيره: توفّي في ذي الحجّة يوم النحر سنة ثمانين. وقيل: توفّي في ثامن ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين. وله شعر رائق، لائق بكل رائق، فمنه.
(سيبلى لسان كان يعرب لفظه .......... فيا ليته من وقفة العرض يسلم)

(وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقًى .......... وما ضرّ ذا تقوى لسان معجَّم)
وله، وقد رواه عنه خيثمة:
(إقبل معاذير من يأتيك معتذراً .......... إن برَّ عندك فيما قال أو فجرا)

(فقد أطاعك من أرضاك ظاهره .......... وقد أجلَّك من يعصيك مستترا)
وله أبيات حسنة في فقد الشّباب
4 (همّام بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام التَّيميّ.)
أبو عمر الإصبهانيّ. أخو عبد الله الإصبهانيّ بن محمد. روى عن: جندل بن والق، وإسحاق بنبشر الهاهليّ، واحمد بن يونس

(20/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 487
اليربوعيّ، وعبد الحميد بن صالح.) قال أبو نعيم الحافظ: قيل إنّه كان من الأبدال. روى عنه: سعيد بن يعقوب، ومحمد بن الحسن بن المهلَّب، وأحمد بن الزبير الإصبهانيّون. توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
4 (الهيثم بن خالد الكوفيّ الوشّاء.)
ورّاق أبي نعيم الفضل بن ذكوان. روى عنه: أبو العبّاس بن عقدة، وأبو بكر الخلاّل الحنبليّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (الهيثم بن مروان.)
أبو الحكم الدّمشقيّ. عن: محمد بن عيسى بن سميع، وأبي مسهر، وخاله محمد بن عائذ الكاتب. وعنه: ن.، وأبو الحسن بن جوصا.
4 (هيذام بن قتيبة البغداديّ.)
عن: عبد الله بن صالح العجليّ، وسليمان بن حرب، وعاصم بن عليّ. وعنه: أبو بكر النّجّاد، وعثمان بن السّمّاك، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة عابداً. توفّي سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.

(20/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 488
4 (حرف الواو)

4 (وزير بن القاسم الجبيليّ.)
عن: عمرو بن هشام البيروتيّ، وأبي اليمان الحمصيّ، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة الأطرابلسيّ.
4 (وهب بن نافع الأسدّي القرطبيّ.)
أحد علماء الأندلس. رحل وسمع من: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأبي الطّاهر بن السَّرح، وسحنون بن سعيد، ونصر بن عليّ الجهضميّ، وطبقتهم. وهو أوّل من أدخل تصانيف أبي عبيد القاسم بن سلاّم الأندلسيّ.) توفّي في مستهل جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.

(20/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 489
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزّبرقان.)
قال أبو بكر البغداديّ: أخو العبّاس، والفضل. أصلهم من واسط. سمع: عليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون، وعبد الوهّاب الخفّاف، وأبا بدر السَّكونيّ، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطَّيالسيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، ومحمد بن البختريّ، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وعبد الله بن إسحاق، وخلق. قال أبو حاتم: محله الصِّدق. وقال البرقانيّ: أمرني الدّارقطنيّ أن أخرِّج له في الصّحيح. وقال البغويّ: سمعت موسى بن هارون يقول: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنّه كذاب. وقال أبو أحمد الكاتب: ليس بالمتين.

(20/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 490
قلت: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات سنة خمسٍ وسبعين في شوّال. وقد وقع لي جملة من عواليه. وولاؤه لبني هاشم.
4 (يحيى بن الربيع بن ثابت البرجمي الكوفيّ.)
عن: يزيد بن هارون. وعليّ بن شقيق. وعنه: ابن عقدة، ومحمد بن مخلد.
4 (يحيى بن الفضيل البغداديّ الكاتب.)
نزل مصر، وحدَّث عن: الأصمعيّ، وعون بن عمارة. وعنه: عبد العزيز الغافقيّ، ومحمد بن أحمد بن وردان، ومحمد بن أحمد الخلاّل المصريّون. قال الخطيب: مات سنة ثمانين.
4 (يحيى بن عبد العظيم.)
وهو يحيى بن عبدك القزوينيّ. محدّث كبير القدر.) طاف وسمع: أبا الرحمن المقريء، وعفّان بن مسلم، وعبد الله بن رجاء البغداديّ، وطبقتهم. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجانيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الحسن عليّ بن إبراهيم القطّان، وآخرون.

(20/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 491
توفّي سنة إحدى وسبعين، وكان صدوقاً. قال الخليليّ: كان شيخاً ثقة، متَّفق عله.
4 (يحيى بن القاسم بن هلال.)
أبو زكريّا الأندلسيّ القرطبيّ الفقيه المالكيّ. أحد الأئّمة والزُّهّاد. سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسّان، عبد الله بن قانع الصّائغ، وسحنون بن سعيد، وطائفة. وعنه: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن أعين، وجماعة. قيل إنّه كان من العبادة على أمر عظيم. كان يصوم حتّى يخضرّ. قال ابن الفرضيّ في تاريخه: قال لي عبّاس بن أصبغ إنّ يحيى بن القاسم كان في داره شجرة تسجد لسجوده، رحمة الله عليه. قيل: توفّي سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (يحيى بن مطرّف بن الهيثم.)
الفقيه أبو الهيثم الثَّقفيّ، مفتي إصبهان وعالمها. سمع: الحسين بن حفص، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبيّ، وطائفة. وعنه: أحمد بن جعفر بن معبد، وأبو عليّ الصّحّاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وآخرون. توفّي في يوم عاشوراء سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.

(20/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 492
4 (يزيد بن محمد بن عبد الصّمد.)
وقد ينسب إلى جدّه، فيقال يزيد بن عبد الصّمد. أبو القاسم الدّمشقيّ. مولى بني هاشم. سمع: أبا مسهر، وآدم بن أبي إياس، وأبي بكر الحميديّ، وطبقتهم. وعنه: د. ن. وقال: ثقة وابن جوصا، وأبو عليّ الحصائريّ، والحسين بن جرلان، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو عوانة في مسنده، وإبراهيم بن أبي ثابت، وجماعة. وثّقه أيضاً الدَّارقطنيّ.) ولد سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، ومات في شوّال سنة ستًّ وسبعين ومائتين وكان موصوفاً بالحفظ والفهم.
4 (يعقوب بن إسحاق بن زياد.)
أبو يوسف البصريّ القلوسيّ. عن: عمّار بن عمر بن فارس، وأبي عاصم النّبيل، وجماعة كثيرة.

(20/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 493
وعنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي. وكان ثقة حافظاً. ولي قضاء نصيبيّن. وتوفّي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (يعقوب بن إسحاق البغداديّ.)
أبو يوسف الدّعاء. يروي عن: أبي اليمان، وعاصم بن عليّ، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطّان، وجماعة. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين. ولا أعلم فيه جرحاً.
4 (يعقوب بن إسحاق بن مهران الإصبهانيّ.)
المعروف بابن أبي يعقوب المعدّل. سمع: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعمرو بن مرزوق، وأحمد بن يوسف، وجماعة. وعنه: احمد بن جعفر السّمسار، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف الإصبهانيّان. توفّي سنة ستًّ وسبعين.
4 (يعقوب بن سفيان بن جوّان.)

(20/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 494
الحافظ الكبير أبو يوسف بن أبي معاوية الفسويّ الفارسيّ صاحب التّاريخ والمشيخة. طوَّف الأقاليم وسمع ما لا يوصف كثرة. سمع: أبا عاصم النّبيل، ومكّيّ بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن موسى، وعبد الله بن رجاء، وأبا مسهر، وحبّان بن هلال، وأبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وعون بن عمارة، وخلقاً كثيراً بالشّام، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة. وعنه: ت. ن وقال: لا بأس به وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود،) وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عوانة، ومحمد بن حمزة بن حمزة بن عمارة، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، والحسن بن محمد الفسويّ، وآخرون. وبقي في الرحلة ثلاثين سنة. قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قدم علينا رجلان من نبلاء النّاس، أحدهما: يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله. والثّاني: حرب بن إسماعيل، وهو ممّن كتب عنيّ. وقال محمد بن داود الفارسيّ: ثنا يعقوب بن سفيان العبد الصّالح، فذكر حديثاً. قال أبو بكر أحمد بن عبدان الشّيرازيّ: كان يتشيَّع ويتكلَّم في عثمان.

(20/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 495
وعن محمد بن يزيد العطّار: سمعت يعقوب الفسويّ قال: كنت أكُثِرُ النَّسخ باللّيل، وقلَّت نفقتي،، فجعلت أستعجل. فنسخت ليلةً حتّى تصرّم اللّيل، فنزل الماء من عيني، فلم أبصر السّراج، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العلم. فاشتدّ بكائي، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النّوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم بكيت فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسَّرت على ما فاتني من كتب سنتَّك، وعلى الإنقطاع من بلدي. فقال: أدن منّي. فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ كأنّه يقرا عليهما، ثمّ استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسختي، وقعدت في السّراج أكتب. توفّي يعقوب في وسط سنة سبعٍ وسبعين، قبل أبي حاتم الأزديّ بشهر.
4 (يعقوب بن سوّاك الختُّليّ الزّاهد.)
صاحب بشر الحافي. روى عنه: ابن مسروق، ومحمد بن ثوبة الهاشميّ، وغيرهما. توفّي بعد السّبعين ومائتين. قاله الخطيب.
4 (يعقوب بن يزيد.)
أبو يوسف البغداديّ التّمّار. أحد الشّعُراء المحسنين، سيما في الغزل.) اتّصل بالخليفة المنتصر.

(20/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 496
روى عنه: قاسم الإنباريّ، وابن المرزبان، وغيرهما.
4 (يعقوب بن يوسف القزوينيّ.)
ابن أخي حسين. سمع: القاسم بن الحكم العرنيّ، وغيره. وعنه: أحمد بن محمد بن رزمة، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصّبغيّ الفقيه، وجماعة. كان صدوقاً. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النَّيسابوريّ.)
والد أبي العبّاس الأصمّ. روى عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، وعليّ بن حجر، وطبقتهم ثم رحل بابنه فلقي أصحاب ابن عيينة، وابن وهب. روى عنه: ابنه، وأبو عمرو المستملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد الدُّوريّ. وكان من أبرع النّاس خطّاً. نسخ الكثير بالأجرة. ومات في المحرَّم سنة سبعٍ وسبعين.
4 (يوسف بن سعيد بن مسلم.)

(20/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 497
الحافظ أبو يعقوب المصّيصيّ. سمع: حجّاج الأعور، ومحمد بن مصعب، وعبيد الله بن موسى، وأبا مسهر الغسّانيّ، وخالد بن يزيد القسريّ، وهوذة بن خليفة، وقبيصة بن عقبة، وطائفة. وعنه: ن. وقال: ثقة حافظ وأبو عوانة ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن أحمد بن صفوة، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً ثقة. قلت: توفّي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
4 (يوسف بن الضّحّاك البغداديّ.)
مولى بني أميَّة.) عن: سليمان بن حرب، ومحمد بن سنان العوفيّ. وكان فقيهاً ثقة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
4 (يوسف بن عبد الله.)
أبو يعقوب الخوارزميّ، نزيل فلسطين. محدّث رحَّال. روى عن: عبدان بن عثمان المروزيّ، وحرملة بن يحيى المصريّ، وجماعة. روى عنه: أبو العبّاس الأصمّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت.

(20/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 498
قال زكريّا بن يحيى التّنّيسيّ: شيخ ابن عديّ، وغيره، وما علمت به بأساً.
4 (يوسف بن موسى الحربيّ العطّار الفقيه.)
روى عن: أحمد بن حنبل مسائل معروفة. روى عنه: أبو بكر الخلاّل وأثنى عليه، وقال: كان يهوديّاً فأسلم على يد الإمام أحمد، وهو حدث. فحسن إسلامه ورحل في طلب العلم. وسمع من قوم جلَّة.

(20/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 499
4 (الكنى)

4 (أبو سعيد الخرّاز.)
شيخ العارفين في وقته. واسمه أحمد بن عيسى. قيل: توفّي سنة ستًّ وسبعين. والأشهر أنّه توفّي سنة ستًّ وثمانين كما سيأتي. أبو سعيد السُّكَّرّي النَّحويّ. حسن بن حسين.
4 (أبو الهيثم الرازيّ اللُّغويّ.)
أحد أئمّة العربيّة. له كتاب الشّامل في اللُّغة، وكتاب زيادات معاني القرآن، وغير ذلك. وكان بارعاً في الأدب، علاّمة. توفّي سنة ستًّ وسبعين ومائتين، والله أعلم.
4 (أبو أحمد القلانسيّ.)
) أحد مشايخ القوم ببغداد.

(20/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 500
توفّي في حدود سنة إحدى وسبعين ومائتين. واسمه مصعب بن أحمد بن مصعب. أبو أحمد الموفَّق بن المتوكّل. قد ذكرناه بلقبه لاختلاف اسمه.
4 (أبو عبيد البسريّ الزاهد.)
مرّ في عشر السّتّين ومائتين، واسمه محمد بن حسّان، رحمه الله.
4 (أبو معين الرّازيّ الحافظ.)
اسمه: الحسن بن الحسن على الصّحيح كذا سمّاه ابن أبي حاتم، وهو أخبر النّاس به، لأنّه شيخه ومن بلده. وقال أحمد الحاكم: إسمه محمد بن الحسن، سمّاه بنا أحمد بن محمد بن مسعود البذشيّ. قلت: روى عن: سعيد بن أبي مريم، وأبي سلمة التَّبوذكيّ ويحيى بن بكير، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وهشام بن عمّار، ونعيم بن حمّاد، وأبي ثوبة الرّبيع بن نافع، وخلق. طوّف الشام، ومصر، والعراق. وبرع في الحديث وفنونه. روى عنه: أبو نعيم بن عديّ، وأبو محمد بن الشَّرقيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن الفضل المحمَّدباذيّ، ويوسف بن إبراهيم الهمذانيّ، وأحمد بن قشمر. وقال أبو عبد الله الحاكم: هو من كبار حفّاظ الحديث. قلت: توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. أبو معشر. المنجّم صاحب الزّيج.

(20/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 501
هو جعفر بن محمد البلخيّ غلام خليل. أبو عبد الله. هو أحمد بن محمد. تقدَّم.
4 (أبو معشر البخاريّ.)
) حمدويه بن الخطّاب. بقي إلى حدود الثّمانين. وروى عن: البخاريّ، وغيره. وعنه: الحسن بن محمد بن عبد الرحمن العزيزيّ، وغيره. من الإكمال.
4 (أبو الحارث الأولاسيّ الزّاهد.)
من مشايخ الطّريق. سمّاه السُّلميّ في تاريخ الصُّوفيّة: الفيض بن الخضر بن أحمد. ويقال: الفيض بن محمد. من قدماء المشايخ وأجلّهم صحب إبراهيم بن سعد العلويّ، وغيره. قال أبو بكر الفرغانيّ: اسمه الفيض بن الخضر.

(20/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 502
وقال سعيد بن أبي حاتم: قال أبو حاتم: قال أبو الحارث الأولاسيّ: من اشتغل بما لم يكن فكأن فاته من لم يزل ولا يزال. قال السُّلميّ: سمعت عليّ بن سعيد: سمعت أحمد بن عطاء: سمعت أبا صالح: سمعت أبا الحارث يقول: سمع سرّي من لساني ثلاثين سنة، وسمع لساني من سرّي ثلاثين سنة. وقال محمد بن المنذر الهرويّ: حدَّثني أبو الحارث الفيض بن الخضر بن أحمد التَّميميّ الولاسيّ. وقال أبو زرعة الطَّبريّ: مات أبو الحارث الأولاسيّ سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. قلت: وقد روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ. حدَّث عنه: أبو عوانة الإسفراينيّ، ومحمد بن إسماعيل الفرغانيّ. وقيل: مات سنة سبعٍ وتسعين، فسيعاد. وهذا أشبه وأصحّ. مات بطرسوس، والله سبحانه وتعالى أعلم.

(20/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التاسعة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثمانين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن إسحاق الوزان، وإبراهيم بن ديزيل، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وأبو زرعة البصري الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن المواز المالكي، ووريزة الغساني.
4 (فتح طغج لملورية)
وفيها دخل طغج بن جف صاحب خمارويه من ناحية طرسوس لغزو الروم، ففتح ملورية.
4 (غور المياه بالري وطبرستان)
وفيها غارت مياه الري وطبرستان، حتى أبيع الماء ثلاثة أرطال بدرهم،

(21/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 6
وقحط الناس، وأكلوا الجيف.
4 (تقليد المعتضد للمكتفي بعض البلاد)
وفي رجب شخص المعتضد إلى الجبل ناحية الدينور، وقلد إبنه عليا الري، وقزوين، وهمذان، والدينور، وجعل كاتبه أحمد بن أبي الأصبغ. وقلد عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف إصبهان، وأسرع الإنصراف من غلاء السعر، فقدم بغداد في رمضان.
4 (خروج المعتضد لقتال حمدان بن حمدون)
ثم خرج في ذي القعدة إلى الموصل عامداً لحمدان بن حمدون بن الحارث ين منصور بن لقمان، وهو جد ناصر الدولة. وكان قد بلغ المعتضد أنه يميل إلى هارون الشاري الخارجي.
4 (إيقاع المعتضد بالأعراب والأكراد)
وكانت الأعراب والأكراد قد تجمعوا وتحالفوا أنهم يقتلون على دم واحد فالتقوا على الزاب، فحمل عليهم المعتضد فمزق شملهم، فكان من غرق أكثر ممن قتل.

(21/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 7
4 (ظفر المعتضد بحمدان)
ثم سار إلى ماردين وبها حمدان، وخلف فيها ابنه، فنازلها المعتضد، فحاربه من كان بها. فلما كان من الغد ركب المعتضد ودنا من باب القلعة، فصاح بنفسه: يا ابن حمدان. فأجابه، فقال: افتح الباب. فقال: نعم. ففتحه، وقعد المعتضد على الباب، ونقل ما فيها من الحواصل. وأمر) بهدمها، فهدمت. ووجه وراء حمدان، ثم ظفر به وحبسه.
4 (الظفر بشداد الكردي)
ثم سار المعتضد إلى قلعة الحسنية، وبها شداد الكردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حتى ظفر به، وهدمها.
4 (هدم المعتضد دار الندوة)
وفيها هدم المعتضد دار الندوة بمكة، وصيرها مسجداً إلى جانب المسجد الحرام.

(21/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 8
4 (سنة اثنتين وثمانين ومائتين)
توفي فيها: إسماعيل بن إسحاق القاضي الفقيه، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وصاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طولون، والفضل بن محمد الشعراني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وأبو العيناء محمد بن القاسم الأديب، ومحمد بن سلمة الواسطي، ويحيى بن عثمان بن صالح الضبي.
4 (إبطال المعتضد لما يعمل في النيروز)
وفيها أبطل المعتضد ما يفعل في النيروز من وقيد النيران، وصب الماء على الناس، وأزال سنة المجوس.
4 (قدوم قطر الندى على المعتضد)
وفي أولها قدمت قطر الندى بنت خمارويه من مصر، ومعها عمها لتزف إلى المعتضد، فدخل عليها في ربيع الأول. وكان في جهازها أربعة آلاف تكة مجوهرة، وعشرة صناديق جواهر. وقوم ما دخل معها فكان ألف ألف دينار

(21/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 9
ونيف. أعطاه ذلك أبوها.
4 (خروج المعتضد إلى الكرج)
وفيها خرج المعتضد إلى الجبل، فلبغ الكرج، وأخذ أموال ابن أبي دلف.)
4 (تفريق المال على العلويين)
وفيها بعث محمد بن العلوي من طبرستان إلى محمد بن الورد العطار ببغداد ثلاثين ألف دينار، ليفرقها على العلويين. فبلغ المعتضد، فسألوه، فقال محمد: إنه يبعث إلي كل سنة بمثلها، فأفرقها. قال المعتضد: أنا رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم، فأوصاني بذريته خيراً. ففرق ما تفرقه من هذا المال ظاهراً.
4 (ذبح خمارويه)
وفيها ذبح خمارويه بن أحمد على فراشه بدمشق. وكان يتعانى الفاحشة بغلمانه، راود مملوكاً في الحمام، فامتنع عليه حياء من الخدم، فأمر أن يدخل في دبره مثل الذكر خشب، فلم يزل يصيح حتى مات في الحمام، فأبغضه الخدم، فذبحه جماعة وهربوا، فمسكت عليهم الطرق، وجيء بهم وقتلوا.

(21/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 10
وكان ذبحه في ذي الحجة. وحمل في تابوت إلى مصر، وصلى عليه ابنه جيش بن خمارويه. وكان الذي نهض في مسك أولئك الخدم طغج بن جف، فصلبهم بعد القتل.
4 (ولاية جيش وقتله)
وولي بعده ابنه جيش، فقتلوه بعد يسير.
4 (ولاية هارون بن خمارويه وعزله)
وأقاموا مكانه أخاه هارون بن خمارويه، وقرر على نفسه أن يحمل إلى المعتضد كل سنة ألف ألف وخمسمائة ألف دينار. فلما استخلف المكتفي عزله، وولي محمد بن سليمان الواثقي، فاستصفى أموال آل طولون.
4 (قتل المعتضد لابن عمه أحمد)
وفيها، أو قبلها، وأهلك المعتضد عمه أحمد بن المتوكل لأنه بلغه أنه كاتب خمارويه بن أحمد، فيما قيل. وكان عالماً شاعراً.

(21/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 11
4 (سنة ثلاث وثمانين ومائتين)
فيها توفي: إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي، وسهل بن عبد الله التستري الزاهد،) والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القاضي، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتام، ومقدام بن داود الرعيني.
4 (الظفر بهارون الخارجي)
وفي أولها خرج المعتضد إلى الموصل بسبب هارون الشاري، وكان الحسين بن حمدان قد قال له: إن أنا جئت بهارون إليك فلي ثلاث حوائج. قال: أذكرها. قال: تطلق أبي، والحاجتان أذكرهما بعد أن آتي به. قال: لك ذلك. قال: أريد أنتخب ثلاثمائة فارس. قال: نعم. وخرج الحسين يطلب هارون حتى انتهى إلى مخاضة في دجلة، وكان معه وصيف الأمير. فقال لوصيف: ليس لهارون طريق يهرب منه غير هذا، فقف ها هنا، فإن مر بك فامنعه من العبور. قال: نعم. ومضى الحسن فالتقى مع هارون، فقتل جماعة وهرب هارون، وأقام

(21/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 12
وصيف على المخاضة ثلاثاً، فقال لأصحابه: قد طال مقامنا. ولسنا. نأمن أن يأخذ الحسين هارون فيكون له الفتح دوننا. فالصواب أن نمضي في آثارهم. فأطاعوه ومضوا. وجاء الشاري إلى المخاضة فعبر. وجاء الحسين في إثره فلم يجد وصيفاً. ولم يعرف لهارون خبر. فبلغه أنه عبر دجلة، فعبر خلفه. وجاء هارون إلى حي من العرب، فأخذ دابة ومضى، وجاء الحسين فسألهم فكتموه، فقال: المعتضد في إثري فأخبروه بمكانه، فاتبعه في مائة فارس، فأدركه. فناشده هارون الشاري وتوعده، فألقى الحسين نفسه عليه، وأسره، وجاء به إلى المعتضد، فأمر بفك قيود حمدان والتوسعة عليه. ورجع بهارون إلى بغداد، وخلع على الحسين بن حمدان وطوقه، وعملت قباب الزينة، وركبوا هارون فيلا بين يدي المعتضد، وازدحم الخلق حتى سقط كرسي الجسر الأعلى ببغداد، فغرق خلق كثير.) وكان على المعتضد قباء سود، وعمامة سوداء، وجميع الأمراء يمشون بين يديه.
4 (ولاية طغج إمرة الجيش)
وفيها ولي طغج بن جف إمرة الجيش الطولوني.
4 (وصول تقادم ابن الليث)
وفيها خلع المعتضد على حمدان وأطلقه.

(21/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 13
4 (الأمر بتوريث ذوي الأرحام)
وفيها كتبت الكتب إلى الآفاق، بأن يورث ذوو الأرحام، وأن يبطل ديوان المواريث. وكثر الدعاء للمعتضد. وكان قد سأل أبا حازم القاضي عن ذلك، فقال: وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله. فقال المعتضد: قد روي عدم الرد عن الخلفاء الأربعة. فقال أبو حازم: كذب الناقل عنهم بل كلهم رد، هم وجميع الصحابة، سوى زيد بن ثابت. وكان زيد يخفيه حتى مات عمر، وهو مذهب فقهاء التابعين ومن بعدهم. ولم يذهب إلى قول زيد غير الشافعي في إحدى القولين، والقول الآخر كالجماعة. فقال المعتضد: اكتبوا بذلك إلى الآفاق.
4 (خروج عمرو بن الليث من نيسابور)
وفيها خرج عمرو بن الليث من نيسابور، فهاجمها رافع بن هرثمة وخطب بها لمحمد بن يزيد العلوي، فعاد عمرو ونزل بظاهر نيسابور محاصراً لها.
4 (ذبح جيش بن خمارويه)
وفيها وثب الجند من البربر على جيش بن خمارويه وقالوا: لو تتنحى عن الأمر لنولي عمك فكلمهم كاتبه علي بن أحمد الماذرائي، وسألهم أن ينصرفوا عنه يومهم، فانصرفوا. فغدا جيش على عمه أبي العشائر، فضرب عنقه وعنق

(21/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 14
عم له آخر، ورمى برؤوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش فذبحوه، وذبحوا أمه، وانتهبوا الدار، وأجلسوا أخاه هارون.
4 (قتل رافع بن هرثمة)
وفيها هزم عمرو بن الليث رافع بن هرثمة، وساق وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله. وكان المعتضد قد عزله سنة سبع وسبعين عن خراسان، وولى عليها عمرو بن الليث. فبقي رافع) بالري. ثم إنه هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عمرو، ودعا إلى العلوي. ثم سار إلى نيسابور. فوافقه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبيورد. وقصد رافع أن يخرج إلى مرو أو هراة، ثم دخل نيسابور. فأتى عمرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خوارزم في رمضان. فأحاط به أمير خوارزم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عمرو بن الليث، فنفذه إلى المعتضد. ولم يكن رافع ولد هرثمة، وإنما هو زوج أمه، فنسب إليه، وهو رافع بن تومرد. وصفت خراسان لعمرو بن الليث.
4 (رواية ابن طولون عن قتل جيش بن خمارويه)
قال ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض علي

(21/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 15
وعلى عميه مضر وشيبان، وحبسنا. ثم إنه أخذ أخانا مضر فأدخله بيتاً، وجوعه خمسة أيام، ثم دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: أين أخوكم قلنا: لا ندري. فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحد بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أنهم يهلكوننا بالجوع. فسمعنا صراخاً في الدار، ففتحوا علينا، وأدخلوا إلينا جيش بن خماروية، فقلنا: ما جاء بك قال: غلبني أخي هارون على مصر. فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال: ما كان في عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما. وبعث إلينا هارون أن نقتله باخينا، فلم نفعل، وانصرفا إلى دورنا، فبعث إليه من قتله.

(21/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 16
4 (سنة أربع وثمانين ومائتين)
توفي فيها: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمود بن الفرج الإصبهاني الزاهد، وهشام بن علي السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا.)
4 (القدوم برأس ابن هرثمة على المعتضد)
وفي رابع المحرم قدم على المعتضد برأس ابن هرثمة، فنصب يوماً ببغداد.
4 (الوقعة بين النوشري وابن أبي دلف)
وفيها كانت وقعة بين عيسى النوشري المعتضدي وبين بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف، وكان قد أظهر العصيان، فهزمه النوشري بقرب إصبهان، واستباح عسكره.

(21/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 17
4 (ولاية القضاء بمدينة المنصور)
وفي ربيع الأول ولي القضاء أبو عمر محمد بن يوسف على مدينة المنصور. وفيها ظهر بمصر حمرة عظيمة، حتى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان. فتضرع الناس بالدعاء إلى الله. وكانت من العصر إلى الليل.
4 (إرسال ابن الليث للأموال)
وفيها بعث عمرو بن الليث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق.
4 (عزم المعتضد على لعن معاوية)
قال ابن جرير الطبري: وفيها عزم المعتضد على لعن معاوية على المنابر، فخوفه عبيد الله الوزير اضطراب العامة. فلم يلتفت، وتقدم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الإجتماع، ومنع القصاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المعتضد كتاباً في ذلك. واجتمع الناس يوم

(21/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 18
الجمعة بناء على أن الخطيب يقرأه، فما قرأه، وكان من إنشاء الوزير عبيد الله، وفيه: وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شبهه قد دخلتهم في أديانهم، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء، وقد قال الله تعالى: ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله خروجاً عن الجماعة، ومسارعة إلى الفتنة، وإظهار لموالاة من قطع الله عنه الموالاة. وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة. قال الله تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيه. وهو كانوا أشد عداوة من جميع الكفار. ولم يرفع الكفار راية يوم بدر وأحد والخندق إلا وأبو سفيان وأشياعه أصحابها وقادتها. ثم ذكر أحاديث واهية وموضوعة في ذم أبي سفيان وبني أمية، وحديث: لا أشبع الله بطنه، عن معاوية وأنه نازع علياً حقه، وقد قال عليه السلام لعمار: تقتلك الفئة الباغية. وأن معاوية) سفك الدماء، وسبى الحريم، وانتهب الأموال المحرمة، وقتل حجراً، وعمرو بن الحمق، وادعى زياد بن أبيه جرأة على الله، والله يقول: أدعوهم لآبائهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الولد للفراش. ثم دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد علم فسقه، ففعل بالحسين وآله ما فعل ويوم الحرة، وحرق البيت الحرام.

(21/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 19
وهو كتاب طويل فيه مصائب. فلما كتبه الوزير قال للقاضي يوسف بن يعقوب: كلم المعتضد فيه هذا. قال له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه. فقال: إن تحركت العامة وضعت السيف فيها. قال: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أميل وصاروا أبسط ألسنة. فأمسك المعتضد.
4 (ذكر الخادم وظهوره على المعتضد)
وفيها ظهر في دار المعتضد شخص، في يده سيق مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى بالبستان. وطلب فلم يوجد له أثر. فغطم ذلك على المعتضد، وقيل هو من الجن. وساءت الظنون. وأقام الشخص يظهر مراراً ثم يختفي. ولم يزهر خبره حتى مات المعتضد والمكتفي، فإذا هو خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدور. وكان من بلغ من الخدام يمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتخذ هذا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارة يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزي جندي بيده سيف واتخذ عدة لحى مختلفة الهيئات، فإذا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه يعني ليخلو بها بين الشجر فيحدثها خلسة. فإذا طلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبرنس ونحو ذلك، وخبأها،

(21/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 20
وترك السيف في يده مسلولاً كأنه من جملة الطالبين لذلك الشخص. وبقي كذلك إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طوس، فتحدثت الجارية بحديثه بعد ذلك.

(21/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 21
4 (سنة خمس وثمانين ومائتين)
فيها توفي: إبراهيم الحربي،) وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبيد بن عبد الواحد بن شريك، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد.
4 (إيقاع الطائي بالحجاج)
وفي المحرم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحجاج بالأجفر. وأخذ للركب ما قيمته ألف ألف دينار، وأسر الحرائر.
4 (ولاية ابن الليث ما وراء النهر)
وفي المحرم عزل إسماعيل بن أحمد عن ما وراء النهر، ووليه عمرو بن الليث.

(21/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 22
4 (الريح الصفراء بالبصرة)
وفي ربيع الأول هبت ريح صفراء بالبصرة، ثم صارت خضراء، ثم سوداء، وامتدت في الأمصار ووقع عقبها برد، وزن البردة مائة وخمسون درهماً. وقلعت الريح نحو ستمائة نخلة، ومطرت قرية حجارة سوداء وبيضاء.
4 (استعمال ابن أبي الساج)
وفيها استعمل المعتضد على أرمينية وأذربيجان ابن أبي الساج.
4 (غزوة راغب في البحر)
وفيها غزا راغب الموفقي الخادم الرومي في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رقبة، وفتح حصوناً كثيرة. تكريم علي بن المعتضد وفي ذي الحجة قدم علي بن المعتضد بغداد، وكان قد جهزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدافع محمداً عن الجبال وتحيز إلى خراسان، ففرح به أبوه فقال: بعثناك ولداً فرجعت أخاً. كرامة له منه بهذا القول. ثم أعطاه ألف ألف دينار.
4 (وفاة أحمد بن عيسى بن الشيخ)
وفي ذي الحجة خرج المعتضد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أحمد بن عيسى بن الشيخ.

(21/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 23
4 (صلاة ابن المعتضد بالناس)
وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد علي بن المعتضد، وركب كما تركب ولاة العهود.)

(21/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 24
4 (ث سنة ست وثمانين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ، وأحمد بن علي الخزاز، وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفية، وأحمد بن المعلى الدمشقي، وأبو نعيم بن سويد الشامي، وإبراهيم بن محمد الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن عبد الله البرقي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن وضاح القرطبي، ومحمد بن يوسف البنا الزاهد، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو عبادة البحتري الشاعر.
4 (منازلة المعتضد لآمد)
وفي ربيع الآخر نازل المعتضد آمد، وبها محمد بن أحمد بن الشيخ فنصب عليها المجانيق، ودام الحصار أربعين يوماً. ثم ضعف محمد، وتخاذل أصحابه، فطلب الأمان. ثم خرج فخلع عليه.

(21/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 25
4 (قبض المعتضد على راغب الخادم)
وفيها قبض المعتضد على راغب الخادم أمير طرسوس وأستأصله، فمات بعد أيام.
4 (قدوم هدية ابن الليث على المعتضد)
وفيها، في جمادى الآخرة، قدمت هدايا عمرو بن الليث، وهي أربعة آلاف ألف درهم، وعشرة من الدواب بسروجها ولجمها المذهبة، وخمسون أخرى بجلالها.
4 (الحرب بين ابن الصفار وإسماعيل بن أحمد)
وفيها التقى جيش عمرو بن الليث الصفار، وإسماعيل بن أحمد بن أسد بما وراء النهر.) فانكسر أصحاب عمرو ثم في آخر السنة عبر إسماعيل بن أحمد جيحون بعسكره، ثم التقى هو وعمرو بن الليث على بلخ. وكان أهل بلخ قد ملوا عمرواً وأصحابه، وضجوا من نزولهم في دورهم وأخذهم لأموالهم، وتعرضهم لنسائهم. فلما التقوا حمل عليهم إسماعيل، فانهزم عمرو إلى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة، ففتحوا له ولجماعة معه، فوثب عليه أهل بلخ وأوثقوه، وحملوه إلى إسماعيل. فلما دخل عليه قام إسماعيل واعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وخلع عليه، وحلف أنه لا يؤذيه. وقيل: إن إسماعيل لما كان على ما وراء النهر، سأل عمرو بن الليث المعتضد أن يوليه ما وراء النهر، فولاه فعزم عمرو على محاربته، فكتب إليه إسماعيل: إنك قد وليت الدنيا، وإنما في يدي ثغر، فأقنع بما في يدك ودعني. فأبى، فقيل له: بين يديك جيحون كيف تعبره؟

(21/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 26
فقال: لو شئت أن أسكره ببذل الأموال لفعلت حتى أعبره. فقال إسماعيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدهاقين وغيرهم، وجاوز النهر. فجاء عمرو فنزل بلخ. فأخذ إسماعيل عليه الطرق، فصار كالمحاصر. وندم عمرو، وطلب المحاجزة، فلم يجبه، واقتتلوا يسيراً، فانهزم عمرو، فتبعوه، فتوحلت دابته، فأخذ أسيراً. وبلغ المعتضد، فخلع على إسماعيل خلع السلطنة وقال: يقلد أبو إبراهيم كل ما كان في يد عمرو بن الليث.
4 (ابن الليث في أسر المعتضد)
ثم بعث يطلب من إسماعيل عمرو، ويعزم عليه. فما رأى بداً من تسليمه، فبعث به إلى المعتضد فدخل بغداد على جمل ليشهره، فقال الحسين بن محمد بن الفهم:
(ألم تر هذا الدهر كيف صروفه .......... يكون يسيراً مرة وعسيرا)

(وحسبك بالصفار نبلاً وعزة .......... يروح ويغدو في الجيوش أميرا)

(21/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 27
(حباهم بأجمال، ولم يدر أنه .......... على جمل منها يقاد أسيرا)

4 (نهاية عمرو بن الليث)
ثم حبسه المعتضد في مطمورة، فكان يقول: لو أردت أن أعمل على جيحون جسراً من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يحمل على ستمائة جمل، وأركب في مائة ألف، أصارني الدهر إلى القيد والذل) فقيل: إنه خنق عند موت المعتضد، وقيل: قبل موته بيسير. وقيل: إن إسماعيل خيره بين أن يقعد عنده معتقلاً، وبين توجيهه إلى المعتضد، فاختار توجيهه إلى المعتضد. فأدخل بغداد سنة ثمان وثمانين على جمل له سنامان، وعلى الجمل الديباج والحلي، وطيف به شوارع بغداد. وأدخل على المعتضد، فقال له: يا عمرو هذا ببغيك.
4 (إنعام المعتضد على إسماعيل)
وبعث المعتضد إلى إسماعيل ببدرة من لؤلؤ، وتاج مرصع، وسيف، وعشرة آلاف درهم.
4 (ظهور القرمطي بالبحرين)
وفيها ظهر بالبحرين أبو سعيد الجنابي القرمطي في أول السنة.

(21/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 28
وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تلك القرى، وقصد البصرة. فبنى المعتضد عليها سوراً وحصنها. وكان أبو سعيد كيالاً بالبصرة، وهو من قرى الأهواز. وقيل من البحرين. يسخر منه ويستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنج والخرمية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حتى بعث إليه الخليفة جيوشاً وهو يهزمها. وهو جد أبي علي المستولي على الشام الذي مات بالرملة سنة خمس وستين وثلاثمائة. وقال غيره: أقام أبو سعيد مدة، ثم ذبح في حمام بقصره. ثم خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي، وهو الذي تأتى أنه قتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود.

(21/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 29
4 (ث سنة سبع وثمانين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن إسحاق بن نبيط، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ومحمد بن عمرو الجرشي وأبو علي قشمرد، وموسى بن الحسن الجلاجلي، وأبو سعيد يحيى بن منصور الهروي.
4 (واقعة ركب الحاج)
) وفي المحرم وقعت طيء ركب الحاج العراقي بأرض المعدن. وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاج أبو الأغر، فأقاموا يقاتلونهم يوماً وليلة. واشتد القتال، ثم إن الله أيد الركب وهزموهم، وقتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاج فيما مضى وقتل معه أعيان طيء، ودخل الركب بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى.
4 (الوقعة بين ابن الليث وإسماعيل بن أحمد)
وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلخ بين عمرو بن الليث وإسماعيل بن أحمد، فأسره إسماعيل.

(21/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 30
4 (ذكر القرامطة وغلظ أمرهم)
وفيها غلظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العباس بن عمرو الغنوي، فالتقوا، فأسر الغنوي، وقتل خلق من جنده.
4 (إطلاق القرمطي للغنوي)
ثم إن أبا سعيد بعد أن ضيق عليه أطلقه وقال: بلغ المعتضد عني رسالة ومضمونها أنه يكف عنه ويحفظ حرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرض لي.
4 (رواية ابن خلكان عن القرامطة)
قال ابن خلكان: كان من حديث العباس أن القرامطة لما أشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المعتضد جيشاً عليه العباس بن عمرو، فالتقوا، فأسره أبو سعيد القرمطي في الوقعة، وأسر جميع من معه من الجيش. ثم من الغد احضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرقهم، رحمهم الله. وأطلق العباس فجاء إلى المعتضد وحده. وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين.

(21/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 31
4 (خروج المعتضد إلى الثغور)
وفي شوال خرج المعتضد من بغداد، وسار إلى عين زربة، فأسر وصيفاً الخادم. ثم قدم المصيصة ونزل طرسوس، ثم رحل إلى أنطاكية. ثم جاء جاء إلى حلب، ثم إلى بالس، وأقام بالرقة إلى سلخ السنة.
4 (وفاة صاحب طبرستان)
) وفيها مات صاحب طبرستان محمد بن زيد العلوي.
4 (الإيقاع بالقرامطة)
وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة، فقتل منهم مقتلة عظيمة، والحمد لله.

(21/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 32
4 (ث سنة ثمان وثمانين ومائتين)
فيها توفي: إسحاق بن إسماعيل الرملي بإصبهان، وبشر بن موسى الأسدي، وجعفر بن محمد بن سوار الحافظ، وعثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي، ومعاذ بن المثنى العنبري، وخلق سواهم.
4 (دخول ابن الليث بغداد أسيراً)
وفي جمادى الأولى أدخل عمرو بن الليث الصفار بغداد أسيراً على جمل، فسجن إلى سنة تسع وثمانين، وأهلك عند موت المعتضد.
4 (الزلزلة في دبيل)
وزلزلت دبيل ليلاً. قال أبو الفرج ابن الجوزي: فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت.

(21/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 33
وقيل: كان ذلك في العام الماضي، كما تقدم.
4 (الوباء بأذربيخان)
وفيها وقع وباء عظيم بأذربيخان حتى فقدت الأكفان، حتى كفنوا بالأكسية واللبود. ثم طرحوا في الطرق.
4 (موت ابن أبي الساج وأصحابه)
ومات من أصحاب محمد بن أبي الساج وأقاربه سبعمائة إنسان، وكان ببرذغة ثم توفي هو، فقام بعده ابنه ديوداد، وخالفه أخوه يوسف.
4 (موت وصيف الخادم في السجن)
وفيها قدم المعتضد ومعه وصيف خادم محمد بن أبي الساج، وكان عصى عليه بالثغور، فأسره وأدخل على جمل. ثم توفي في السجن بعد أيام، فصلبت جثته عند الجسر.)
4 (ظهور الشيعي بالمغرب)
وفيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب، ونزل بكتامه، ودعاهم إلى المهدي عبيد الله.

(21/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 34
4 (ث سنة تسع وثمانين ومائتين)
فيها توفي: أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، والمعتضد بالله الخليفة، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وإبراهيم بن محمد الأغلبي أمير القيروان، وأنس بن السلم، وجماعة كبار.
4 (فيضان ماء البحر على السواحل)
وفيها فاض ماء البحر على السواحل، فأخرب البلاد والحصون التي عليه، وهذا لم يعهد.
4 (اعتلال المعتضد)
وفي ربيع الآخر اعتل المعتضد علة صعبة، وتماثل، فقال ابن المعتز:
(طار قلبي بجناح الوجيب .......... جزعاً من حادثات الخطوب)

(وحذاراً من أن يشاك بسوء .......... أسد الملك وسيف الحروب)
ثم انتكس ومات في الشهر.

(21/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 35
4 (خلافة المكتفي)
وقام بعده ابنه المكتفي بالله أبو محمد علي، وليس في الخلفاء من إسمه علي إلا هو، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولد سنة أربع وستين. ومائتين، وأمه تركية. وكان من أحسن الناس.
4 (أخذ البيعة للمكتفي)
ولما نقل المعتضد اجتمعوا في دار العامة، وفيهم مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف، موشكير، والفضل بن راشد، ورشيق، وكان بدر المعتضدي بفارس، فقالوا للقاسم بن عبيد الله الوزير: خذ البيعة. فقال: المعتضد حي، ولا آمن إفاقته، وقد أطلقت المال، فينكر علي. فقالوا: إن عوفي فنحن المناظرون دونك.) وكان في عزمه أن يزوي الأمر عن المكتفي، لكن رأى ميلهم إلى المكتفي، فأخذ له البيعة بعد العصر من يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر. وأحضر أحمد بن محمد بن بسطام أولاد الخلفاء: عبد الله بن المعتز، وقصي بن المؤيد، وعبد العزيز بن المعتمد، وعبد الله بن الموفق، وأبي أحمد، وأخذ عليهم البيعة للمكتفي.
4 (وفاة المعتضد)
وتوفي المعتضد ليلة الإثنين لثمان بقين من الشهر.

(21/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 36
4 (الأموال التي خلفها المعتضد)
وكان المكتفي بالرقة. فكتب إليه القاسم بالخلافة، وأن في بيوت الأموال عشرة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم أضعافها، ومن الجواهر ما قيمته كذلك، ومن الثياب والخيل، وذكر أشياء كثيرة.
4 (تحرك الجند ببغداد)
وقيل: إن الجند تحركوا ببغداد عند موت المعتضد، ففرق القاسم فيهم العطاء، فسكنوا.
4 (دخول الكتفي بغداد)
ووافى المكتفي بغداد في سابع جمادى الأولى، ومر بدجلة في سمارية، وكان يوماً عظيماً. وسقط أبو عمر القاضي من الزحمة من الجسر، وأخرج سالماً. ونزل المكتفي بقصر الخلافة، وتكلمت الشعراء، وخلع على القاسم بن عبيد الله سبع خلع، وقلده سيفاً. وهدم المطامير التي اتخذها أبوه، وصيرها مسجداً. وأمر برد البساتين والحوانيت التي اتخذها أبوه من الناس ليعملها قصراً. وفرق أموالاً جزيلة. وسار سيرة جميلة، فأحبه الناس ودعوا له.
4 (موت عمرو بن الليث)
ومات في السجن عمرو بن الليث الصفار في اليوم الذي دخل فيه

(21/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 37
المكتفي بغداد. فقيل إن القاسم الوزير قتله سراً، خوفاً من إخراجه، فإنه كان محسناً إلى المكتفي أيام مقامه بالري.
4 (خلع محمد بن هارون الطاعة)
وفي رجب ورد الخبر إلى بغداد أن أهل الري كتبوا إلى الأمير محمد بن هارون الذي كان إسماعيل بن أحمد متولي خراسان بعثه لقتال العلوي وولاه طبرستان، فخلع محمد بن هارون) الطاعة، وليس البياض، وسار إلى الري، وكان واليها أوكرتمش قد غشم وظلم، فالتقيا، فهزمه محمد وقتله، وقتل ولديه وقواده، واستولى على الري.
4 (زلزلة بغداد)
وفي رجب زلزلت بغداد زلزلة عظيمة دامت أياماً.
4 (إمارة ابن بسطام آمد وديار ربيعة)
وفيها خلع على أحمد بن محمد بن بسطام، وأمر على آمد، وديار ربيعة.

(21/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 38
4 (ريح بالبصرة)
وفيها هبت ريح عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يسمع بمثل ذلك.
4 (خروج القرمطي ومقتله)
وفيها خرج بالشام يحيى بن زكرويه القرمطي، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طغج بن جف نائب هارون بن خمارويه، فكانت بينهما حروب، إلى أن قتل في أول سنة تسعين. وسبب خروجه أن زكرويه بن مهرويه القرمطي لما رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر. ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم. فأرسل زكرويه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين علي، وإلى إسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إلا طائفة، فبايعوهم. وكان المشار إليه في القرامطة يحيى بن زكرويه أبو القاسم. وذكر لهم أنه له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وأن ناقته مأمورة، وانهم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد.

(21/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 39
4 (الوقعة بين إسماعيل بن أحمد ومحمد بن هارون)
وفيها كانت وقعة بين جيش إسماعيل بن أحمد، وبين محمد بن هارون على باب الري. وكان محمد في مائة ألف، فكانت الدائرة عليه، فانهزم إلى الديلم في ألف رجل، فاستجار بهم.
4 (صاحب إفريقية ينسلخ من الإمارة ويتصوف)
وفيها قويت أمور أبي عبد الله الشيعي بالمغرب، فصنع صاحب إفريقية صنع محمد بن يعفر) ملك اليمن، فانسلخ من الإمارة، وأظهر توبة، ولبس الصوف، ورد المظالم، وخرج إلى الروم غازياً. فقام بعده ابنه أبو العباس. وكان خروج إبراهيم بن أحمد صاحب إفريقية منها وركوبه البحر سنة تسع وثمانين، فوصل إلى صقلية، ومنها إلى طبرمين، فافتتحها، ثم حاصر كنيسة، فمرض بإسهال، ومات في ذي القعدة. وكانت ولايته ثمانية وعشرين عاماً ونصف، ودفن بصقلية.

(21/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 40
4 (اشتهار أمر أبي عبد الله الشيعي)
واشتهر أمر أبي عبد الله بأرض كتامة، وسمي المشرقي لقدومه من الشرق. وكان إذا بايعه الواحد قيل: تشرق، وتسارع المغاربة إليه. ولما استفاضت دعوة المهدي كثر الطلب عليه من العراق والشام، فسار متنكراً من سلمية، ثم إلى الرملة، ثم مصر، ومعه ولده محمد صبي، وأبو العباس أخو الداعي أبي عبد الله بزي التجار. فتوصلوا إلى طرابلس الغرب. فلما وصل المهدي إلى طرابلس الغرب قدم أبو العباس أخو الداعي إلى القيروان فوصلها، وقد جاءت المكاتبات من مصر بالإنذار وصفته والتوكيد في طلبه، فعني زيادة الله بطلبه، وتقصى أخباره، فوقع بأبي العباس، فقرره فلم يعترف، فحبسه برقادة. وكتب إلى طرابلس في طلب المهدي، وكان قد خرج منها قاصداً أبا عبد الله داعيته، وفات أمره. ثم علم في طريقه بحبس رفيقه، فعدل إلى سجلماسة، وأقام بها يتجر، فبلغ زيادة الله أنه بسجلماسة، فقبض متوليها على المهدي وابنه. ثم وقعت الحرب بين زيادة الله وبين أبي عبد الله الداعي، فهزمه أبو عبد الله مرات، وهرب من الجيش أبو العباس، ثم مسك. ثم سار زيادة الله منهزماً إلى مصر، ولحق أبو العباس بأخيه. ثم سارا في جيش كثيف وطلبا سجلماسة، فخرج اليسع متوليها للقتال، فهزمه أبو عبد الله سنة ست وتسعين، كما سيجيء.

(21/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 41
4 (صلاة المكتفي يوم النحر)
وفيها صلى المكتفي بالناس يوم النحر بالمصلى.
4 (خبر مقتل بدر المعتضدي)
وفيها قتل بدر المعتضدي. وكان المعتضد يحبه. وكان بدر جواداً كريماً شجاعاً، وكان يؤثر القاسم بن عبيد الله الوزير ويتعصب له، فقال) المعتضد: والله لا قتله غيره. فكان كما قال. وذلك أن القاسم هم بنقل الخلافة عند موت المعتضد إلى غير ولده، وناظر بدراً في ذلك، فامتنع بدر، فلما رأى القاسم ذلك علم أن لا سبيل إلى مخالفة بدر، إذ كان المستولي على الأمور، اضطغنها على بدر. وحدث على المعتضد الموت، وبدر بفارس، فعمل القاسم على هلاكه. وكان بين بدر وبين المكتفي تباعد في أيام أبيه. فأشار القاسم على المكتفي أن يكتب إلى بدر بأن يقيم بفارس، وأن يبعث إليه بالمال، وأن يختار من الولايات ما شاء، ولا يقدم الحضرة. وخوف المكتفي منه. فكتب إليه يانس الموفقي بذلك، وبعث إليه بعشرة آلاف درهم. فلما وصل إلى بدر فكر وخاف لبعده من مكر القاسم. فكتب إلى المكتفي يقول: لا بد من المصير إلى الحضرة، وأن أشاهد مولاي. فقال القاسم له: قد جاهرك بالعصيان، ولا آمنه عليك. وكاتب القاسم الأمراء الذين مع بدر بالمصير إلى باب الخليفة. فأوقفوا بدراً على الكتب وقالوا: قم معنا حتى نجمع بينك وبين الخليفة. فقال: قد كتبت إليه، وأنا منتظر جوابه. ففارقوه ووصلوا إلى بغداد. فجاء بدر فنزل واسطاً. فندب القاسم أبا حازم القاضي وقال: اذهب إلى بدر برسالة أمير المؤمنين بالأمان والعهود. فامتنع، وكان ورعاً، وقال: لم أؤدي عن الخليفة رسالة لم أسمعها منه قال: أما تقنع بقولي؟

(21/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 42
قال: في مثل هذا ما يكفيني. فندب أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، فأجاب مسرعاً، وانحدر إلى واسط، فاجتمع ببدر، وأعطاه الأيمان المغلظة عن المكتفي، فنزل بدر بطيار، وترك أصحابه بواسط ليلحقوه في البر. فبينا هو يسير، إذ تلقاه لؤلؤ غلام القاسم في جماعة، فنقلوا القاضي إلى طيار آخر، وأصعدوا بدراً إلى جزيرة. فلما عرف أنهم قاتلوه قال: دعوني أصلي ركعتين وأوصي، فتركوه فأوصى بعتق أرقابه، وصدقة ما يملك، وذبحوه في الركعة الثانية، في ليلة الجمعة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقدموا برأسه على المكتفي، فسجد.
4 (ما قيل في ذم القاضي أبي عمر)
) وذم الناس أبا عمر القاضي وقالوا: هو غرير وندم القاضي غاية الندم. فقال شاعر:
(قل لقاضي مدينة المنصور .......... بم أحللت أخذ رأس الأمير)

(بعد إعطائه المواثيق والعه .......... د وعقد الأمان في منشور)

(أين أيمانك التي شهد الل .......... ه على أنها يمين فجور)

(أن كفيك لا تفارق كفي .......... ه إلى أن ترى مليك السرير)

(يا قليل الحياء يا أكذب الأ .......... مة يا شاهداً شهادة زور)

(أي أمر ركبت في الجمعة الغ .......... راء من ذي شهر هذي الشهور)

(21/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 43
(قد مضى من قتلت في رمضا .......... ن صائماً بعد سجدة التعفير)

(يا بني يوسف بن يعقوب أضحى .......... أهل بغداد منكم في غرور)

(21/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 44
4 (ث سنة تسعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن علي الأبار، والحسن بن سهل المجوز، والحسين بن إسحاق التستري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن زكريا الغلابي الإخباري، ومحمد بن العباس المؤدب، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، شيوخ الطبراني.
4 (ظفر القرمطي بغلام طغج)
وفي أولها قصد يحيى بن زكرويه الرقة، فجاء جمع، فخرج إليه عسكرها فهزمهم وقتل منعم، فبعث طغج لحربه بشيراً غلامه، فالتقوا، فقتل بشيراً، وانهزم جنده. فندب المكتفي أبا الأغر في عشرة آلاف، وجهزه لحربهم.

(21/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 45
4 (حصار القرمطي دمشق)
ثم سار القرمطي فحاصر دمشق، وبها طغج بن جف، فضعف عن مقاومة القرامطة.
4 (صرف المكتفي عن السكن بسامراء)
) وفيها خرج المكتفي من بغداد يريد سامراء ليسكن بها، فصرفه الوزير عن ذلك وقال: نحتاج إلى غرامات كثيرة. فعاد إلى بغداد.
4 (إقامة الحسين مقام أخيه يحيى بن زكرويه)
ولما قتل الكلب يحيى بن زكرويه على حصار دمشق أقاموا مقامه أخاه الحسين.
4 (مسير المكتفي إلى الموصل لحرب القرامطة)
وفيها عسكر المكتفي وسار إلى الموصل في رمضان لحرب القرامطة، وتقدم أمامه إلى حرب الحسين أبو الأغر، فنزل بوادي بطنان. فكسبهم على غرة صاحب الشامة القرمطي، فقتل منهم خلقاً، وهرب أبو الأغر في ألف رجل إلى حلب. وقتل تسعة آلاف. وتبعهم صاحب الشامة، فحاربه أبو الأغر على باب حلب، ثم تحاجزوا ووصل المكتفي إلى الرقة، وسرح الجيوش إلى القرمطي.

(21/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 46
4 (هزيمة القرمطي أمام بدر الحمامي)
وفي رمضان وصل القرمطي أيضاً إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القرمطي، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المكتفي في أثر صاحب الشامة الحسين بن حمدان والقواد. وقيل: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر. وأن القرمطي انهزم إلى الشام في نفر يسير. فسار على الرحبة وهيت، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز.
4 (مقتل يحيى بن زكرويه القرمطي)
وفيها قتل أبو القاسم يحيى بن زكرويه بن مهرويه القرمطي المعروف بالشيخ، وبالمبرقع. وكان يسمي نفسه كذباً وبهتاناً: علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين. وكان من دعاة القرامطة. قيل: إن بدر الحمامي لقيه بحوران في هذه السنة، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فقيل، فقام أخوه موضعه. وكان سبب قتله أن بربرياً رماه بمزراق، واتبعه نفاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحسين بن زكرويه، ويسمى بصاحب

(21/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 47
الشامة، وزعم بكذبه أنه: أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الصادق جعفر، وأظهر شامة في وجهه يزعم أنها آيته. وجاءه ابن) عمه عيسى بن مهرويه وزعم أنه عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن جعفر، ولقبه المدثر. وعهد إليه. وزعم أنه المعين في السورة. ولقب غلاماً له المطوق بالنور، وظهر على دمشق وحمص والشام، وعاث وأفسد، حتى قتل الأطفال وسبى الحريم، وتسمى أمير المؤمنين المهدي، ودعي له على المنابر. وكان ليحيى بن زكرويه شعر جيد في الحماسة والحرب. والله أعلم.

(21/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 48
1 (تراجم رجال هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن فيل)
أبو الحسن البالسي، نزيل أنطاكية. سمع: أبا جعفر النفيلي، وأبا توبة الحلبي، والمعافى بن سليمان، وعبد الوهاب بن نجدة، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وطائفة. وعنه: أبو عوانة، وحاجب بن أركين، وأبو سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وسليمان الطبراني، وطائفة. وقد روى عنه النسائي في حديث مالك تأليفه. توفي سنة أربع وثمانين، وهو والد صاحب الجزء المشهور أبي طاهر الحسن بن أحمد.
4 (أحمد بن إبراهيم)
أبو جعفر الإصبهاني الغسال، والد القاضي أبي أحمد الحافظ.

(21/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 49
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان العسكري. وعنه: ابنه. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن إبراهيم بن فروة.)
أبو عبد الله اللخمي القرطبي. له رحلة إلى العراق. سمع بمصر من: عبد الغني بن أبي عقيل، وغيره. وبالعراق من: عبيد الله القواريري، وبندار. وعنه: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الله بن أعين.) وكان شيخاً مغفلاً. عاش تسعين سنة، ومات سنة تسعين ومائتين.
4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار.)
أبو عبد الملك القرشي العامري البسري الدمشقي، من ولد بسر بن أبي أرطأة. سمع: أبا الجماهير محمد بن عثمان، ومحمد بن عائذ، وجده محمد بن عبد الله، وجماعة. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وابن جوصا، وأبو عوانة، وعلي بن أبي العقب، والطبراني، وآخرون. مات في شوال سنة تسع وثمانين. سمعنا من طبقة مغازي ابن عائذ.

(21/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 50
4 (أحمد بن ملحان.)
أبو عبد الله البلخي الأصل البغدادي. سمع من: يحيى بن عبد الله بن بكير، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن قانع، والطبراني، وأبو بكر جلاد، وجماعة. ووثقه الدارقطني. مات سنة تسعين ومائتين.
4 (أحمد بن إسحاق بن صالح.)
أبو بكر البغدادي. عن: مسلم بن إبراهيم، وجندل بن والق، وقرة بن حبيب، وطبقتهم. وعنه: ابن مخلد، وأبو جعفر بن البختري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو عمرو بن السماك. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه أنا وأبي، وهو صدوق. أثنى عليه الدارقطني. توفي في أول سنة إحدى وثمانين.
4 (أحمد بن إسحاق بن واضح.)
أبو جعفر المصري العسال.) عن: سعيد بن أبي مريم، وجماعة.

(21/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 51
وعنه: أبو القاسم الطبراني. توفي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الأشجعي)
صاحب النسخة المشهورة الموضوعة. روى عن: أبيه وزعم أنه ولد سنة سبعين ومائة. وعنه: أحمد بن محمد البيروتي، وأحمد بن القاشم بن الزيات، والطبراني، وغيرهم. قال أبو سعيد بن يونس: توفي بمصر سنة سبع وثمانين. وهو كوفي قدم مر، وكان بالجيزة.
4 (أحمد بن إسحاق البلدي الخشاب)
عن: عفان بن مسلم، وعبد الله بن جعفر الرقي، وغيرهما. وعنه: أبو القاسم الطبراني.
4 (أحمد بن إسحاق بن يزيد الرقي الخشاب)
عن: عبيد بن جناد الحلبي. وعنه: الطبراني أيضاً وهو أصغر من البلدي الذي قبله.
4 (أحمد بن إسحاق الصدفي المصري)

(21/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 52
روي عن: عمرو بن الربيع بن طارق. وعنه: الطبراني، وغيره.
4 (أحمد بن إسماعيل العدوي البصري)
روى عن: عمرو بن مرزوق، وطبقته. وعنه: الطبراني.
4 (أحمد بن إسماعيل الوساوسي البصري)
عن شيبان بن فروخ. وعنه: الطبراني.)
4 (أحمد بن أصرم بن خزيمة)
أبو العباس المغفلي المزني البصري. حدث بدمشق عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعبد الأعلى بن حمدان، والقواريري. وعنه: أبو عوانة، وأبو جعفر النفيلي، وأبو بكر النجاد، وأبو عبد الله بن مروان، وجماعة.

(21/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 53
قال أبو بكر الخلال: هو ثقة، كتبنا عن المروزي، عنه. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وسمعت موسى بن إسحاق القاضي يعظم شأنه ويرفع منزلته. قلت: كان صاحب سنة، شديداً على المبتدعة. توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن بحر الدمشقي.)
سمع من: ابن عثمان. وعنه: الطبراني فقط.
4 (أحمد بن بشر المرثدي.)
أبو علي البغدادي. عن: علي بن الجعد، والهيثم بن خارجة، وجماعة. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وثقه ابن المنادي وقال: مات سنة ست وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن الحسن بن مكرم البغدادي)
سمع: علي بن الجعد. وعنه: الطبراني، وابن قانع. وكان بزازاً.
4 (أحمد بن جعفر)

(21/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 54
أبو علي الدينوري النحوي تلميذ أبي عثمان المازني. أخذ عن: المازني كتاب سيبويه. وسكن مصر وأفاد أهلها.) وكان روح بيت تغلب وله مصنف في النحو. توفي سنة سبع وثمانين.
4 (أحمد بن الحسين بن مدرك القصري)
عن: أبي شعيب السوسي، وسليمان بن أحمد الواسطي المقرئ. وعنه: الطبراني. توفي سنة تسعين. وعنه أيضاً: الطستي، وعمر بن الحسن الشيباني. وكان بقصر ابن هبيرة.
4 (أحمد بن الحسين)
أبو الفضل النيسابوري المستملي. سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه واستملى على إسحاق. وعنه: محمد بن صالح هانئ، ومحمد بن يعقوب، والأخرم، وآخرون. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن حماد بن سفيان)

(21/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 55
أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه. ولي قضاء المصيصة. وروى عن: أبي بلال الأشعري، ويزيد بن عمرو الغنوي، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن عمار. وارتحل إلى مصر فلقي أصحاب ابن وهب. قال الخليلي: صالح في الحديث، له معرفة. وقال: مات سنة ثمان وثمانين. قلت: روى عنه: أبو الحسن القطان، وابن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وآخرون. مات بالمصيصة.
4 (أحمد بن حمدون)
) أبو نصر الموصلي الخفاف. عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأحمد بن السكن، وغيرهم. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه. وقال: كان صاحب حديث حسن الحفظ. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن يزيد الآجري.)
أبو بكر، وسماه أبو بكر الشافعي: محمداً. سمع: أبا نعيم، وعفان، وجماعة. وعنه: الشافعي، وعثمان بن السماك، وجماعة. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن خالد الدامغاني)

(21/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 56
نزيل نيسابور. عن: أبي مصعب الزهري، وداود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو حماد بن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، ودعلج، وجماعة. وله رحلة إلى الشام، ومصر، والعراق. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن خشنام الإصبهاني)
عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وجماعة. توفي في عام أربع وثمانين. وثقه ابن مردويه. حدث عنه: أحمد بن محمد بن عاصم. وقال ابن الشيخ: كانت فيه غفلة.
4 (أحمد بن خطاب الإصبهاني)
عن: طالوت بن عباد. وعنه: عبد الله بن محمد القباب، وغيره.)
4 (أحمد بن خليد)
أبو عبد الله الكندي الحلبي. سمع: أبا نعيم، وأبا اليمان، والوحاظي، والحميدي، ومحمد بن عيسى الطباع، وزهير بن عباد، وطبقتهم. وله رحلة واسعة، ومعرفة جيدة. روي عنه: علي بن أحمد المصيصي، وأحمد بن مروان الدينوري، وسليمان الطبراني، وآخرون.

(21/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 57
4 (أحمد بن داود)
وأبو حنيفة الدينوري النحوي صاحب ابن السكيت ثقة، بارع الأدب، كثير الفنون، كبير الدائرة، طويل النفس. له مصنفات في العربية واللغة والهندسة والهيئة، والوقت، وغير ذلك. ذكر الوزير القفطي وقال: توفي لأربع بقين من جماعة الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن داود بن موسى)
أبو عبد الله السدوسي البصري، ثم المالكي. نزيل مصر. حدث عن: عبد الله بن أبي بكر العتكي، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وغيره. قال ابن يونس: ثقة. توفي في صفر سنة اثنتين أيضاً.
4 (أحمد بن داود السمناني.)
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي. توفي سنة تسعين.
4 (أحمد بن دبيس الموصلي)
عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي. يروي عنه: يزيد في تاريخه.

(21/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 58
وقال: مات سنة تسع وثمانين.)
4 (أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زفر.)
والد القاضي عبد الله بن زفر. سمع: إبراهيم بن عبد الله بن زفر، ومحمد بن المثنى، وجماعة. وعنه: ابنه. توفي سنة ست وثمانين.
4 (أحمد بن رضوان بن أحمد البخاري)
سمع: أبا حفص أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي، وغيرهما. مات سنة ست أيضاً.
4 (أحمد بن رواع)
أبو الحسن الأيدغاني المصري. روى عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، وجماعة. وكان كريماً جواداً ثقة. توفي سنة ست وثمانين، قاله ابن يونس.
4 (أحمد بن روح بن زياد)
أبو الطيب الشعراني البغدادي. له مصنفات في الزهد وغير ذلك. روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ومحمد بن حرب النسائي، والحسن الزعفراني. وأقام بإصبهان. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، والطبراني. وإنما سمع منه الطبراني ببغداد.

(21/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 59
4 (أحمد بن زياد بن مهران.)
أبو جعفر البغدادي البزاز السمسار. عن: سليمان بن حرب، وزكريا بن عدي، وأبي نعيم، ومعاوية، وطائفة. وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، ومحمد بن نجيح، وأبو عمرو الزاهد، وغيرهم. وكان شاهداً معدلاً صدوقاً.) توفي في صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن زياد الرقي الحداد.)
روى عن: حجاج الأعور. وهو من كبار شيوخ الطبراني.
4 (أحمد بن سلمة بن عبد الله.)
أبو الفضل النيسابوري البزاز المعدل الحافظ. رفيق مسلم في الرحلة إلى قتيبة وإلى البصرة. جمع له مسلم الصحيح على كتابه. سمع: قتيبة، وابن راهويه، ومحمد بن مهران، وأبا كريب، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن معاوية، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وطبقتهم فأكثر. روى عنه: ابن وراة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وهو أكبر منه وأبو حامد بن

(21/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 60
الشرقي الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، وسليمان بن محمد بن ناحية، وعلي بن عيسى، وأبو الفضل الهاشمي. توفي في غزة جمادى الآخرة سنة ست وثمانين. قال أبو القاسم النصراباذي: رأيت أبا علي الثقفي في النوم فقال: عليك بصحيح أحمد بن سلمة.
4 (أحمد بن سليمان بن أبي الربيع الأندلسي الفقيه.)
روى عن: سحنون، وسعيد بن حسان، والحارث بن مسكين، وغيرهم. ورحل إلى مصر. توفي سنة سبع وثمانين بحاصرة إلبيرة من الأندلس.
4 (أحمد بن سهل بن الربيع بن سليمان الجهني.)
مولاهم الأصمعي. عن: يحيى بن بكير، ويحيى بن سليمان الجعفري، وإبراهيم بن الغمد. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (أحمد بن سهل.)
أبو حامد الإسفرائيني.) عن: أحمد بن حنبلن وإسحاق، وعلي بن حجر، وعبدان، وابن أبي حاتم، وقال: صدوق.

(21/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 61
4 (أحمد بن سهل البلخي.)
الفقيه حمدان. عن: القعنبي، ومسلم بن إبراهيم. وهو صدوق. تفقه عليه: محمد بن عقيل البلخي. ولعله مات قبل هذا الوقت.
4 (أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري.)
عن: داود بن رشيد، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، وطبقتهم. وله رحلة إلى الشام والعراق. وروى عنه: محمد بن صالح بن هانيء، وعبد الله بن الأخرم. وكان ابن الأخرم يعتمده أي اعتماد. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن صالح بن عبد الصمد بن أبي خداش.)
أبو جعفر الموصلي. عن: جده لأمه محمد بن علي، وغسان بن الربيع. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي. توفي سنة خمس وثمانين. وكان رجلاً صالحاً صدوقاً.
4 (أحمد بن الضوء بن المنذر الشيباني النجدي.)
توفي بكرمينية في صفر سنة اثنتين أيضاً.
4 (أحمد المعتضد بالله)

(21/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 62

(21/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 63
أمير المؤمنين أبو العباس ابن ولي العهد أبي أحمد طلحة الموفق بالله ابن المتوكل على الله جعفر بن المعتضد بن الرشيد الهاشمي العباسي. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين في دولة جدة. وقدم دمشق سنة إحدى وسبعين لحرب خمارويه الطولوني فالتقوا على حمص، فهزمهم أبو العباس. ثم دخل دمشق ومر بباب) البريد، فالتفت ينظر إلى الجامع، فقال: أي شيء هذا قالوا: الجامع. ثم نزل بظاهر دمشق بمحله الراهب أياماً، وسار فالتقى خمارويه عند الرملة. واستخلف بعد عمه المعتمد في رجب سنة تسع وسبعين. وكن ملكاً شجاعاً مهيباً، أسمر نحيفاً، معتدل الخلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العباس. كان يقوم على الأسد وحده لشجاعته. قال المسعودي: كان المعتضد قليل الرحمة قيل إنه كان إذا غضب على قائد أمر بأن يحفر له حفيرة ويلقى فيها، ويطم عليه. قال: وكان ذا سياسة عظيمة. وعن عبد الله بن حمدون أن المعتضد تصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه. فصاح الناطور، فقال: علي به. فأحضر فسأله، فقال: ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها. فجيء بهم فضربت أعناقهم في المقثأة من الغد. فكلمني بعد مدة وقال: أصدقني فيما ينكر علي الناس.

(21/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 64
قلت: الدماء. قال: والله ما سفكت دماً حراماً منذ وليت. قلت: فلم قتلت أحمد بن الطيب قال: دعاني إلى الإلحاد. قلت: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة قال: والله ما قتلتهم، وإنما قتلت لصوصاً قد قتلوا، وأوهمت أنهم هم. وقال البيهقي، عن الحاكم، عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، عن ابن شريح، عن إسماعيل القاضي قال: دخلت على المعتضد، وعلى رأسه أحداث صباح الوجوه روم، فنظرت إليهم، فرآني المعتضد أتأملهم، فلما أردت القيام أشار إلي ثم قال: أيها القاضي، والله ما حللت سروالي على حرام قط. ودخلت مرة، فدفع إلي كتاباً، فنظرت فيه، فإذا قد جمع له فيه الرخص من ذلك العلماء، فقلت: مصنف هذا زنذيق. فقال: ألم تصح هذه الأحاديث) قلت: بلى، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة. ومن أباح المتعة لم يبح الغناء. وما من عالم إلا له زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه. فأمر بالكتاب فأحرق. وقال أبو علي المحسن التنوخي: بلغني عن المعتضد أنه كان جالساً في بيت يبنى له، فرأى في جملتهم أسود منكر الخلقة يصعد على السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعفا ما يحملونه، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن سبب ذلك، فتلجلج. وكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هذا حتى صرفت فكرك إليه قال: قد وقع في خلدي أمر ما أحسبه باطلاً.

(21/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 65
ثم أمر به فضرب مائة، وتهدد بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فقال: لي الأمان قال: نعم. فقال: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى علي منذ شهور رجل في وسطه هميان، فتبعته. فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي. فاستحضرها فإذا على الهيمان اسم صاحبه. فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فقالت: هو زوجي، ولي منه طفل. فسلم الذهب إليها، وهو ألف دينار، وضرب عنق الأسود. قال: وبلغني عن المعتضد أنه قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثم دب على أربعة حتى أندس بين الغلمان. فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حتى وضع يده على ذلك الفاعل، فإذا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله. قال: وبلغنا عنه أن خادماً له أتاه فأخبره أن صياداً أخرج شبكته، وهو يراه، فثقلت، فجذبها، وإذا فيها جراب، فظنه مالاً، ففتحه فإذا فيه آجر، وبين الآجر يد مخضوبة بحناء. وأحضر الجراب. فهال ذلك المعتضد، فأمر الصياد، فعاود طرح الشبكة، فخرج جراب آخر فيه رجل. فقال: معي في بلدي من يقتل إنساناً ويقطع أعضاءه ولا أعلم به ما هذا ملك. فلم يفطر يومه، ثم أحضر ثقة له وأعطاه الجراب وقال: طف به على من يعمل الجرب ببغداد فسل لمن باعه. فغاب الرجل وجاء، فذكر أنه عرف بائعه بسوق يحيى، وأنه اشترى منه عطار جراباً. فذهب إليه فقال: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وهو ظالم من أولاد المهدي. وذكر) من أخباره إلى أن قال: يكفيك أنه كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادعى أنها هربت.

(21/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 66
فلما سمع المعتضد سجد لله شكراً، وأحضر الهاشمي، فأخرج إليه اليد والرجل، فامتقع لونه واعترف. فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى صاحبها، ثم سجن الهاشمي. ويقال إنه قتله. قال التنوخي: وثنا أبو محمد بن سليمان: حدثني أبو جعفر بن حمدون حدثني عبد الله بن أحمد بن حمدون قال: كنت قد حلفت لا أعقد مالاً من القمار، ومهما حصل صرفته في ثمن شمع أو نبيذ أو خدر مغنيه. فقمرت المعتضد يوماً سبعين ألفاً، فنهض يصلي سنة العصر، فجلست أفكر أندم على اليمين، فلما سلم قال: في أي شيء فكرت فما زال بي حتى أخبرته. فقال: وعندك أني أعطيك سبعين ألفاً في القمار قلت له: فتضعوا قال: نعم، قم ولا تفكر في هذا. ثم قام يصلي، فندمت ولمت نفسي لكوني أعلمته، فلما فرغ من صلاته قال: أصدقني على الفكر الثاني فصدقته. فقال: أما القمار فقد قلت إني ضغوت، ولكن أهب لك من مالي سبعين ألفاً. فقبلت يده وقبضت المال. وقال ابن المحسن التنوخي، عن أبيه: رأيت المعتضد وعليه قباء أصفر، وكنت صبياً، وكان خرج إلى قتال وصيف بطرسوس. وعن خفيف السمرقندي قال: خرجت مع المعتضد للصيد، وقد انقطع عنا العسكر، فخرج علينا أسد فقال: يا خفيف أفيك خير قلت: لا. قال: ولا تمسك فرسي قلت: بلى. فنزل وتحزم وسل سيفه وقصد الأسد، فقصده الأسد، فتلقاه المعتضد بسيفه قطع يده، فتشاغل الأسد بها، فضربه فلق هامته، ومسح بسيفه في صوفته وركب.

(21/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 67
قال: وصحبته إلى أن مات، فما سمعته يذكر ذلك لقلة إحتفاله بما صنع. قلت: وكان المعتضد يبخل ويجمع المال. وقد ولي حرب الزنج وظفر بهم. وفي أيامه سكنت الفتن لفرط هيبته.) وكان غلامه بدر على شرطته، وعبيد الله بن سليمان على وزارته، ومحمد بن سياه على حرسه. وكانت أيامه أياماً طيبة كثيرة الأمن والرخاء. وكان قد أسقط المكوس، ونشر العدل، ورفع الظلم عن الرعية. وكان يسمى السفاح الثاني، لأنه جدد ملك بني العباس، وكان قد خلق وضعف وكاد يزول. وكان في اضطراب من وقت موت المتوكل. وبلغنا أنه أنشأ قصراً أنفق عليه أربعمائة ألف دينار. وكان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع وعدم الحمية بحيث أنه أكل في علته زيتوناً وسمكاً. ومن عجيب ما ذكر المسعودي إن صح قال: شكوا في موت المعتضد، فقدم الطبيب فجس نبضه، ففتح عينه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعا، فمات الطبيب. ثم مات المعتضد من ساعته. وعن وصيف الخادم قال: سمعت المعتضد يقول عند موته:
(تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى .......... وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا)

(ولا تأمنن الدهر إني أمنته .......... فلم يبق لي حالاً ولم يرع لي حقا)

(قتلت صناديد الرجال فلم أدع .......... عدواً، ولم أمهل على ظنه خلقا)

(21/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 68
(وأخليت دور الملك من كل بازل .......... وشتتهم غرباً ومزقتهم شرقا)

(فلما بلغت النجم عزاً ورفعه .......... ودانت رقاب الخلق أجمع لي رقا)

(رماني الردى سهماً فأخمد جمرتي .......... فها أنذا في حفرتي عاجلاً ملقى)

(فأفسدت ديني ودنياي سفاهة .......... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى)

(فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى .......... إلى نعمة الله أم ناره ألقى)
وقال الصولي: ومن شعر المعتضد:
(يا لاحظي بالفتور والدعج .......... وقاتلي بالدلال والغنج)

(أشكو إليك الذي لقيت من ال .......... وجد، فهل لي إليك من فرج)

(حللت بالظرف والجمال من النا .......... س محل العيون والمهج)

4 (ذكر المعتضد من تاريخ الخطبي)
قال: كان أبو العباس محبوساً، فلما اشتدت علة أبيه الموفق عمد غلمان أبي العباس فأخرجوه) بلا إذن، فأدخلوه عليه، فلما رآه أيقن بالموت. قال: فبلغني أنه قال: لهذا اليوم خبأتك، وفوض الأمور إليه. وضم إليه، وخلع عليه قبل موته بثلاثة أيام.

(21/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 69
قال: وكان أبو العباس شهماً جلداً رجلاً بازلاً، موصوفاً بالرجلة والجزالة، قد لقي الحروب وعرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه الناس ورهبوه أعظم رهبة. وعقد له المعتمد العقد أنه مكان أبيه، وأجرى أمره على ما كان أبوه الموفق بالله، ورسم في ذلك، ودعي له بولاية العهد على المنابر. وجعل المعتمد ولده جميعاً تحت يد أبي العباس. ثم جلس المعتمد مجلساً عاماً، أشهد فيه على نفسه بخلع ولده المفوض إلى الله من ولاية العهد، وإفراد المعتضد أبي العباس بالعهود في المحرم سنة تسع وسبعين. وتوفي في رجب من السنة يعني المعتمد فقيل إنه غم في بساط حتى مات. قال: وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر وأياماً. وكان أسمر نحيفاً، معتدل الخلق، أقنى الأنف، إلى الطول ما هو، في مقدم لحيته امتداد، وفي مقدم رأسه شامة بيضاء، تعلوه هيبة شديدة. رايته في خلافته. وقال إبراهيم بن عرفة: توفي المعتضد يوم الإثنين لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين، ودفن في حجرة الرخام. وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي. قلت: بويع بعده ابنه المكتفي بالله بن أحمد، وأبطل كثيراً من مظالم أبيه ورثاه الأمير بن المعتز الهاشمي بهذه الأبيات.
(يا ساكن القبر في غبراء مظلمة .......... بالظاهرية مقصى الدار منفردا)

(أين الجيوش التي كنت تسحبها .......... أين الكنوز التي أحصيتها عددا)

(أين السرير الذي قد كنت تملؤه .......... مهابة، من رأته عينه ارتعدا)

(أين الأعادي الأولى ذللت مصعبهم .......... أين الليوث التي صيرتها نقداً)

(أين الجياد التي حجلتها بدم .......... وكن يحملن منك الضيغم الأسدا)

(أين الرماح التي غذيتها مهجاً .......... مذ مت ما وردت قلباً ولا كبدا)

(21/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 70
(أين الجنان التي تجري جداولها .......... ويستجيب إليها الطائر الغردا)

(أين الوصائف كالغزلان رائحة .......... نسجت من حلل موشية جددا)
)
(أين الملاهي وأين الراح تحسبها .......... ياقوتة كسيت من فضة زردا)

(أين الوثوب إلى الأعداء مبتغياً .......... صلاح ملك نبي العباس إذ فسدا)

(ما زالت تقسر منهم كل قسورة .......... وتخبط العالي الجبار معتمدا)

(ثم انقضيت فلا عين ولا أثر .......... حتى كأنك يوماً لم تكن أحدا)

4 (أحمد بن عبد العزيز الموصلي شقلاق.)
عن: عاصم بن علي، وخلف البزاز. أخذ عن خلف كتاب القراءات، وبقي إلى بعد الثمانين. ذكره يزيد بن محمد في تاريخه.
4 (أحمد بن عبد الوهاب الحوطي.)
يقال: توفي سنة إحدى وثمانين. وقد ذكر في الطبقة الماضية.
4 (أحمد بن عبد القاهر بن العنبري اللخمي الدمشقي.)
شيخ لا يعرف. روى عن: منبه بن عثمان. وعنه: الطبراني. لم يعرفه ابن عساكر إلا بهذا.
4 (أحمد بن عطية.)
عن: محمد بن مقابل، وسجادة، وطبقتهما.

(21/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 71
وعنه: مكرم بن أحمد القاضي.
4 (أحمد بن عثمان)
أبو عبد الرحمن النسائي. من أقران مصنف السنن. سمع بمصر والشام والعراق وخراسان من: قتيبة، وأبي مصعب، وهشام بن عمار، وعيسى بن عباس، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وجماعة.) وروى عنه القدماء: أبو بكر بن عاصم. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه وهو ثقة صدوق. وقال الحاكم: حدث بنيسابور سنة أربع وثمانين ومائتين. وقد روى الطبراني، عن أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي: ثنا قتيبة فذكر حديثاً. وهو هو إن شاء الله تعالى.
4 (أحمد بن عقبة بن مضرس الإصبهاني)
نزيل الري. سمع: شيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وجماعة. وعنه: عبد الله بن قارس الإصبهاني. توفي سنة اثنتين وثمانين. وله ولد صالح عابد اسمه عبيد الله، يروي عن الحسن بن عرفة.
4 (أحمد بن علي الخزاز)

(21/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 72
أبو جعفر البغدادي المقريء. سمع: هوذة بن خليفة، وشريح بن النعمان، وأسيد بن زيد الجمال، وسعدويه، وأحمد بن يونس، وعاصم بن علي، وطبقتهم. وعنه: ابن صاعد: وجعفر الخلدي، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة. وثقه الدارقطني، وغيره. توفي في المحرم سنة ست وثمانين. وقد روى تلاوة عن هبيرة بن محمد التمار صاحب حفص الغاضري. حمل عنه الحروف: ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وأحمد بن عجلان. وقد مر لنا:
4 (أحمد بن علي الخزاز الدمشقي)
كان ببغداد بعد الستين ومائتين.
4 (أحمد بن عللة الجوهري المروزي)
) أبو العباس، والد عمر. سمع يحيى بن يحيى، وابن راهويه، والعرني. سمع بالشام والحجاز. وعنه: ابنه عمر، وإبراهيم بن محمد السكري، ومحمد بن سليمان بن فارس، وغيرهم. واسم أبيه: علي.
4 (أحمد بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح المروزي ثم الدوري.)

(21/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 73
حدث بمصر عن: عبيد الله القواريري، وعلي بن الجعد، ويحيى بن معين، وخلف بن هشام البزاز، وطائفة. وعنه: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن الحداد، وغيرهم.
4 (أحمد بن علي بن الحسن بن جابر البربهاري.)
أبو العباس. سمع: عفان، وعاصم بن علي، ومحمد بن سابق، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع، وعثمان بن محمد، وأبو أحمد العسال، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب.
4 (أحمد بن علي بن مسلم.)
أبو العباس الأبار الحافظ. نزل بغداد وحدث عن: مسدد، وأمية بن بسطام، وعلي بن الجعد،

(21/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 74
وشيبان بن فروخ، ودحيم، وهشام بن عمار، ومحمد بن المنهال، وخلق، بالشام والعراق وخراسان. وعنه: ابن صاعد، ودعلج، والنجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر بن أحمد بن جعفر القطيعي، وخلق. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً متقناً، حسن المذهب. توفي يوم نصف شعبان سنة تسعين. وقال أبو سهل: سمعته يقول: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم على إقامة الصلاة) وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وقال جعفر الخلدي: كان أحمد الأبار من أزهد الناس. استأذن أمه في الرحلة إلى قتيبة فلم تأذن. ثم ماتت، فخرج إلى خراسان، ثم وصل إلى بلخ وقد مات قتيبة. وكانوا يعزونه على هذا فقال: هذا ثمرة العلم، لأني اخترت رضى الوالدة. قال أحمد بن جعفر بن سلم: سمعته يقول: كنت بالأهواز، فرأيت رجلاً قد حف شاربه، وأظنه قد اشترى كتباً، وتعين للفتوى، فذكر له أصحاب الحديث فقال: ليسوا بشيء، وليس يسوون شيئاً. فقلت: أنت لا تحسن تصلي. قال: أنا قلت: نعم أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحت ورفعت يديك فسكت. فقلت: أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدت فسكت. فقلت: ألم أقل لك إنك لا تحسن الصلاة أنت إنما قيل لك تصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعاً، فالزم ذلك خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث. قلت: وله تاريخ وتصانيف.

(21/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 75
4 (أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد بن مسلم.)
القاضي أبو بكر الشيباني الحافظ الزاهد الفقيه، قاضي إصبهان بعد صالح ابن الإمام أحمد. ولد في حياة جده، ولم يدرك السماع منه. وسمع: أبا الوليد الطيالسي، وعمر بن مرزوق، ومحمد بن كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وهو جده لأمه، وأبا عمرو الحوضي، وهدبة بن خالد، والأزرق بن علي، وأبا كامل الجحدري، وهشام بن عمار، ودحيماً، وخلقاً كثيراً بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن جعفر معبد، وأبو الشيخ الحافظ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد سياه، ومحمد بن أحمد الكسائي، والقاضي أبو أحمد العسال، وطائفة. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: صنف كتاباً حافلاً في السنن، وقع لنا عنده كتب صغار منه. وكان فقيهاً إماماً يفتي) بظاهر الأثر. وله قدم في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء إصبهان ستة عشرة سنة. ثم صرف لشر وقع بينه وبين علي بن متويه. وكانت كتبه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزنج، وقال: لم يبق لي شيء من كتبي، فأعدت من ظهر قلبي خمسين ألف حديث. كنت أمر إلى دكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثم ذكرت أني لم أستأذن، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثم أعدته ثانياً.

(21/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 76
هذا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الكسائي، عن أبي عاصم. وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أحمد بن محمد بن عاصم، عنه قال: وصل إلي من دراهم القضاء زيادة على أربعمائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء. وعن محمد بن جعفر الصوفي قال: سمعت الحكيمي يقول: ذكر أبي ليلى الديملي أن أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلاماً بسيف ومخلاة وقال: إئتني برأسه. فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فقال: أمرني أن أحمل إليه رأسك. قال: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وقال: افعل ما شئت. فلحقه آخر فقال: أمرك الأمير أن لا تقتله. فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث. فعجب الناس منه. رواها ابن عساكر في تاريخه. وقال محمد بن أحمد الكسائي: كنت جالساً عند أبي بكر، فقال رجل: أيها القاضي، بلغنا أن ثلاثة كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فقال أحدهم: اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصاً على لون هذا الرمال. فإذا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بين أيديهم، خبيص حار. فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذلك. قال الكسائي: كان الثلاثة: هو، وعثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب النخشبي، وأبو تراب. وكان أبو بكر هو الذي دعا. قال الكسائي: رأيت أبا بكر فيما يرى النائم، كأنه يصلي من قعود، فسلمت، فرد علي، فقلت: أنت أحمد بن عمرو قال: نعم. قلت: ما فعل الله بك) قال: يؤنسني ربي. قلت: يؤنسك ربك قال: نعم. فشهقت شهقة فانتبهت.

(21/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 77
وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: وأما ابن أبي عاصم فسمعت من يذكر أنه كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسألة. وكان من حفاظ الحديث. والفقه. وكان مذهبه بالظاهر ونفي القياس. وقد ولي قضاء إصبهان. وقال أبو نعيم الحافظ: إبن أبي عاصم من ذهل بن شيبان، كان فقيهاً ظاهري المذهب. ولي القضاء بإصبهان ست عشرة سنة، أو قيل ثلاث عشرة سنة، بعد وفاة صالح. توفي في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن عمرو)
أبو جعفر الفارسي الوراق المقعد. طوف وسمع: هدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ، وجماعة. وسكن دمشق. روى عنه: خيثمة، وعلي بن أبي العقب، وأبو علي بن محمد بن هارون. وبقي إلى بعد الثمانين. وثقه خيثمة.
4 (أحمد بن عيسى)

(21/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 78
أبو سعيد الخراز البغدادي العارف. شيخ الصوفية. حدث عن: إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم، وعن: محمد بن منصور الطوسي. وعنه: علي بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد الحريري، وعلي بن حفص الرازي، ومحمد بن علي الكتاني، وجماعة. وصحب السري السقطي وأخذ عن ذي النون. ويقال إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.) وقال أبو القاسم عثمان بن مردان النهاوندي: أول ما لقيت أبا سعيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فصحبته أربع عشرة سنة. وقال: وتوفي سنة ست وثمانين. وعن غيره إن أبا سعيد إمام توفي سنة سبع وسبعين. قال السلمي: أبو سعيد إمام القوم في كل فن من علومهم. له في باديء أمره عجائب. فلما مات ظهرت بركاته عليه وعلى من صحبه. وهو أحسن القوم كلاماً خلا الجنيد، فإنه الإمام. وقال أبو القاسم القشيري: صحب ذا النون، والنباجي، والسري، وبشراً. قال: ومن كلامه: باطن يخالف ظاهراً فهو باطل. وقال أبو بكر الطرسوسي: أبو سعيد الخراز قمر الصوفية. وعن أبي سعيد قال: أوائل التوبة، ثم ينتقل إلى مقام الخوف، ثم ينتقل منه إلى مقام الرجاء، ثم منه إلى مقام الصالحين، ثم ينتقل منه إلى مقام المريدين، ثم ينتقل منه إلى مقام المطيعين، ثم ينتقل منه إلى مقام المحبين، ثم ينتقل منه إلى مقام المشتاقين، ثم ينتقل منه إلى مقام الأولياء، ثم ينتقل منه

(21/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 79
إلى مقام المقربين. وقال السلمي: أنكر على أبي سعيد أهل مصر وكفروه بألفاظه، فإنه قال في كتاب السر فإذا قيل لأحدهم: ما تقول قال: الله وإذا تكلم قال: الله وإذا نظر قال: الله فلو تكلمت جوارحه قال: الله. وعن الجنيد قال: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز هلكنا. فقيل لإبراهيم بن شيبان: وأيش كان حاله قال: كذا وكذا سنة يخرز، ما فاته الحق بين الخرزتين. وعن المرتعش قال: الخلق عيال على أبي سعيد إذا تكلم في الحقائق. وقال محمد بن علي الكتاني: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: من ظن أنه ببذل المجهود يضل فمتعني، ومن ظن أنه بغير بذل المجهود وصل فمتعني. رواها السلمي، وأبو حاتم العبدري، والماليني، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الكسائي. وله ترجمة مطولة في تاريخ دمشق، رحمة الله تعالى.
4 (أحمد بن عيسى بن هامان)
أبو جعفر الرازي الجوال. حدث سنة تسع وثمانين بإصبهان.) عن: هشام بن عمار، ودحيم، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وأبو غسان زنيج. وعنه: مكرم بن أحمد القاضي، وأبو الشيخ الحافظ، وعبد الرحمن محمد بن أحمد سياه، وأحمد بن إسحاق الشعار. وله غرائب.

(21/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 80
4 (أحمد بن عيسى بن الشيخ)
صاحب ديار بكر وآمد. كان المعتز بالله استعمله عليها. فلما مات المعتز استولى ابن الشيخ على ناحيته، وامتدت أيامه. وقام بعده ابنه محمد. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (أحمد بن الغمر بن أبي حماد الحمصي.)
روى عن: إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن السري، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وسعيد بن نصير. وعنه: ابن جوصا، وخثيمة، وأبو يعقوب الأذرعي، ومحمد بن أحمد بن حمدان الرسعني، وآخرون.
4 (أحمد بن فارس البوشنجي)
عن: عتبة بن عبد الله الهروي، وعلي بن حجر، وغيرهما. توفي سنة أربع وثمانين.
4 (أحمد بن الليث بن منصور الأنماطي)

(21/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 81
نزل الكوفة. وسمع: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وعباس بن يزيد البحراني. وعنه: عبد الله بن يحيى الطلحي، وأبو بكر بن أبي دارم. حدث سنة.
4 (أحمد بن محمد البغدادي)
رجلان، أحدهما أبو بكر. عن: جنادة بن المغلس. وعنه: أبو بكر الشافعي. والآخر:)
4 (أبو الحسن سبط محمد بن حاتم.)
عن هدبة. وعنه: ابن مخلد. ماتا في سنة اثنتين وثمانين. وأما ابن قانع فقال: مات سبط محمد بن حاتم بن ميمون في سنة خمس وثمانين. يروي عنه: أبو جعفر العقيلي. وقال الدارقطني: هو ثقة نبيل، يروي عن يمان بن حرب، والعرني.
4 (أحمد بن محمد بن حميد البغدادي المقريء المخضوب.)
أبو جعفر الملقب بالفيل لعظم خلقه. قرأ على: عمر بن الصباح وعلى: يحيى بن هاشم السمسار، عن حمزة. أخذ عنه: ابن مجاهد، وأحمد بن خلف، ووكيع، وحماد. وقد روى عن: عاصم بن علي، وأبي بلال الأشعري، وغيرهما.

(21/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 82
وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. قال الدارقطني: ليس بالقوي. أحمد بن محمد بن سالم أبو حامد السالمي النيسابوري. عن: إسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وجماعة. وعنه: أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه. توفي سنة ست أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن الشاه البزاز)
عن: منصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معين. وعنه: ابن صاعد، والطستي. توفي سنة سبع وثمانين ومائتين. ثقة، يروي عن طائفة.)
4 (أحمد بن محمد بن عبد القادر الإسكندراني.)
صاحب نعيم بن حماد. توفي سنة خمس أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن الصلت الضرير.)
حدث بمصر عن: علي بن الجعد، وغيره. وعنه: الطبراني، وأهل مصر.

(21/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 83
توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن محمد بن عاصم بن يزيد الرازي.)
أبو بكر. عن: إبراهيم بن الحجاج السامي، وأبي الربيع الزهراني، وعلي بن المديني، وحرملة، وقتيبة بن سعيد، وابنه محمد. توفي سنة تسع وثمانين. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو أحمد العسال.
4 (أحمد بن يحيى بن حمزة.)
أبو عبد الله الحضرمي البتلهي. عن: أبي مسهر، وعلي بن عياش، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، والطبراني. توفي سنة تسع أيضاً. وكان ضعيفاً. قال أبو أحمد الحاكم: ثنا عنه أبو الجهم بن طلاب بأحاديث بواطيل.
4 (أحمد بن محمد بن بكير النيسابوري الوراق القصير.)
عن: داود بن رشيد، ودحيم، والطبقة.

(21/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 84
ورحل إلى الشام والعراق. وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعثمان بن السماك، وجماعة. وثقة الخطيب.) وتوفي سنة أربع وثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن جنيد.)
أبو بكر البغدادي الفقيه، صاحب أبي ثور. كان أحد الفقهاء المستورين في وقته. توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن سليمان.)
أبو الحسن البغدادي العلاف. سمع: طالوت بن عباد، وهشام بن عمار. وعنه: القاضي الأشناني، وإسماعيل بن علية الخطبي، وآخرون. توفي سنة خمس أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن صاعد.)
مولى بني هاشم. أخو الحافظ يحيى، ويوسف. سمع: عبد الله بن عون الخزاز، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: الحسين بن صفوان البردعي، وأبو بكر بن خلاد النصيبي. وليس بالقوي، قاله الدارقطني. وقواه الخطيب.

(21/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 85
4 (أحمد بن محمد بن صعصعة البغدادي.)
عن: منصور بن أبي مزاحم. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وابن قانع، ومحمد بن عمرو العقيلي، والطستي. وأكبر شيخ له عبد الله بن صالح العجلي.
4 (أحمد بن محمد بن عمار.)
أبو حامد النيسابوري المسلمي. سمع: إسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: يحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن صالح بن هانيء.
4 (أحمد بن محمد بن الصلت.)
) أبو عبد الله البغدادي الضرير. سكن مصر وحدث عن: علي بن الجعد، ومحمد بن زياد الكلبي. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة تسع وثمانين ظناً.
4 (أحمد بن محمد بن مظفر.)
عن أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس. وعنه: أبو بكر نجاد، والشافعي، وآخرون. وكان ثقة.
4 (أحمد بن محمد بن أبي موسى)

(21/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 86
الفقيه أبو بكر الأنطاكي. عن: هشام بن عمار، وابن أبي الحواري، ومحمد بن زنبور، وعبيد بن هشام الحلبي، وجماعة. وعنه: أحمد بن عتبة الرازي، وأبو بكر النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وابن مجاهد المقريء، وآخرون. حدث بمصر والشام.
4 (أحمد بن المبارك.)
أبو عمرو المستملي النيسابوري الزاهد المجاب الدعوة. ويعرف بحمكويه. قال الحاكم: كان مجاب الدعوة وراهب عصره. سمع: قتيبة، ويزيد بن صالح، وإسحاق بن راهوية، وأحمد بن حنبل، والقواريري، وسريج بن يونس، وأبا مصعب الزهري، وسهل بن عثمان العسكري، وخلقاً كثيراً. وكتب الكثير. روى عنه: أبو عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن محمد بن سوار، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد، وأبو عمرو أحمد بن محمد الجيزي، وأبو حامد بن الشرقي، وزنجويه بن محمد، ومشائخنا.) ثنا محمد بن صالح: أنا أبو عمرو فذكر حديثاً. وثنا محمد بن صالح قال: كنا عند أبي عمرو المستملي، فسمع جلبه فقال: ما هذا قالوا: أحمد بن عبد الله، يعني الخجستاني في عسكره. فقال: اللهم مزق بطنه. قال: فما تم الأسبوع حتى قتل.

(21/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 87
سمعت علي بن محمد الفامي يقول: حضرت مجلس أبي عثمان الزاهد، ودخل أبو عمرو المستملي وعليه أثواب رثة. فبكى أبو عثمان، فلما كان يوم مجلس الذكر قال: دخل علي رجل من مشائخ العلم، فاشتغل قلبي برثاثة حاله، ولولا أني أجله عن تسميته في هذا الموضع لسميته. قال: فرمى الناس بالخواتم والدراهم والثياب. فقام أبو عمرو على رؤوس الناس وقال: أنا الذي ذكرني أبو عثمان، ولولا أني كرهت أن يتهم غيري لسكت. ثم أخذ جميع ذلك وحمله معه. فما بلغ باب الجامع إلا وقد وهب للفقراء جميع ذلك. أول ما استملى أبو عمرو سنة ثمان وعشرين، وقد استملى على جماعة عاشوا بعده. وسمعت أبا بكر بن إسحاق الضبعي يقول: كان أبو عمرو يصوم النهار ويحيي الليل. وأخبرني غير واحد: يقول أبو بكر إن الليلة التي قتل فيها أحمد بن عبد الله صلى أبو عمرو صلاة العتمة. ثم صلى طول الليل وهو يدعو بصوت عال: اللهم شق بطنه، اللهم شق بطنه. قلت: وروى عنه أيضاً محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو الطيب بن المبارك، ومحمد بن داود الزاهد. ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين.
4 (أحمد بن مجاهد.)
أبو جعفر المديني. عن: أبي بكر، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان. وعنه: أحمد بن إسحاق الشعار، والطبراني، والإصبهانيون.

(21/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 88
توفي سنة تسعين ومائتين.)
4 (أحمد بن محمود بن مقاتل بن صبيح.)
أبو الحسن الهروي الفقيه. حدث ببغداد عن: شيبان بن فروخ، وعبد الأعلى بن حماد، وخلق.
4 (أحمد بن مروان)
أبو الرضا الأندلسي القرطبي. سمع: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان، وجماعة. وكان حافظاً للفقه والحديث. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره. وقيل إنه هو الذي ألف المستخرجة للعتبي. توفي سنة ست وثمانين.
4 (أحمد بن المعلى بن يزيد.)

(21/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 89
أبو بكر الأسدي الدمشقي ختن دحيم. عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وناب في قضاء دمشق عن أبي زرعة محمد بن عثمان. روى عنه: ن.، وخثيمة، وعلي بن أبي العقب، وأبو الميمون راشد والطبراني، وآخرون. توفي سنة ست وثمانين.
4 (أحمد بن منصور بن حبيب المروذي.)
أبو بكر الخصيب. عن: عفان. وعنه: الحسن بن محمد شعبة الأنصاري، وإسماعيل الخطبي.
4 (أحمد بن مهران اليزدي الأصبهاني الزاهد.)
عن: عبد الله بن موسى، وخالد بن مخلد، وخنيس بن بكر بن خنيس، وإسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: سعيد بن يعقوب، وأبو بكر المنكدري، ومحمد بن جمعة الكرماني، وآخرون. توفي سنة أربع وثمانين. وقيل: سنة اثنتين وثمانين. وهو أحمد مهران بن خالد، أبو جعفر.)
4 (أحمد بن أبي عمران موسى القنطري الخياط.)

(21/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 90
سمع: أبا نعيم، وعفان. وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة اثنتين وثمانين. وثقة الدارقطني.
4 (أحمد بن موسى بن يزيد السامي البصري.)
سمع: مسلم بن إبراهيم. وعنه: الطبراني. لا أعرفه بعد.
4 (أحمد بن موسى بن إسحاق.)
أبو جعفر التميمي الكوفي الحمار البزاز. توفي في رمضان سنة ست وثمانين. روى عن: أبي نعيم، وقطبة بن العلاء، وعلي بن ثابت، والدهقان، والحسن بن الربيع. ومات سنة خمس وثمانين. قلت: سنة ست على الصحيح.
4 (أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي.)

(21/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 91
سمع من: جده، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن معروف، وأهل الكوفة. توفي سنة إحدى وثمانين. وكان من أجلاء الشيعة وكبارهم. له مصنفات عندهم.
4 (أحمد بن نصر بن حميد.)
أبو بكر الوازع البزاز. حدث ببغداد عن: محمد بن أبان الواسطي، وغيره. وعنه: أبو سهل القطان، وابن نجيح. وكان صدوقاً سماه بعضهم محمد. توفي سنة أربع وثمانين.)
4 (أحمد بن النضر بن بحر.)
أبو جعفر العسكري المقريء، نزيل الرقة. قرأ على: هشام بن عمار وذكر أبو بكر النقاش أنه قرأ عليه. وحدث ببغداد عن: سعيد بن حفص النفيلي، وهشام بن مصفى، وجماعة. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وإسماعيل الخطبي، وعبد الباقي بن قانع والطبراني. قال ابن المنادي: وكان من ثقات الناس.

(21/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 92
توفي بالرقة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
4 (أحمد بن وازن.)
الفقيه أبو جعفر الصواف صاحب سحنون. كان إماماً عالماً عاملاً كبير القدر. يقال كان مستجاب الدعوة. توفي سنة اثنتين وثمانين، وله تسع وثمانون سنة رحمه الله.
4 (أحمد بن حمزة الثقفي الإصبهاني.)
عن: الحسين بن حفص، ومحمد بن أبان العنبري. وعنه: عبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، ومحمد بن أحمد الكسائي المقريء، وغيرهما. توفي سنة اثنتين أيضاً.
4 (أحمد بن يحيى بن نصر)
الأصبهاني العسال. عن: هدبة بن خالد، وعمرو بن رافع القزويني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ونصر الجهضمي، وطائفة. وكان واسع الرحلة. روى عنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد المذكر، وأحمد بن بندار الشعار. وقال أبو الشيخ: ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن يزيد السجستاني)

(21/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 93
حدث ببغداد عن: الحسن بن سوار.) وعنه: الطبراني.
4 (أحمد بن أبي العلاء البغدادي المغني)
ورخه النفطوي في سنة أربع وثمانين فقال: يقال إنه مات على بطن جارية له، ورفع خبره إلى المعتضد وأنه خلف أربعة وعشرين ألف دينار، وسبعمائة ثوب، وغير ذلك. وكان واحد دهره في الغناء. كان فرداً في صناعته لا يقاس به أحد. ومن رأى إليه نظيراً فقد ظلمه.
4 (أحمد بن يحيى)
أبو جعفر السوطي. عن: أبي عون، وعفان، وأحمد بن يونس. وعنه: هبة الله بن محمد الفراء، وأبو علي محمد بن يوسف بن المعتمر البصري. وقيل: هو أحمد بن محمد بن يحيى السوطي شيخ الطبراني.
4 (أحمد بن يحيى)
أبو سعيد الخوارزمي. روى عن: أحمد بن نصر الفراء، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد. وعنه: أحمد بن بنجاب، والطبراني، وغيرهما. فيه ضعف.

(21/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 94
4 (إبراهيم بن أحمد)
أبو إسحاق الإصبهاني النقاش المقريء. قرأ على: محمد بن عيسى مقريء إصبهان. وروى عن: أبي الوليد الطيالسي، وأبي عمرو الحوضي، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (أحمد بن يحيى بن مهنا)
أبو بكر الأزدي. عن: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: الطستي، والطبراني، وجماعة.)
4 (إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب)
أبو إسحاق التميمي الأغلبي أمير القيروان وآبن أمرائها. ولي الإمرة سنة إحدى وستين ومائتين. وكان عادلاً سائساً حازماً صارماً. كانت التجارة تسير من مصر إلى سبتة لا تعارض ولا تروع. ابتنى الحصون والمحارس على سواحل البحر، بحيث كانت توقد النيران في ليلة واحدة من سبتة إلى الإسكندرية حتى يقال: كان بأرض المغرب من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف حصاناً، وهذا شيء لم يسمع بمثله لملك. وقد قصد سوسة وعمل لهم سواراً وأقام في الملك بضعاً وعشرين سنة. وقد دونت سيرته وأيامه وعدله وبذله وجوده، وكان مصدقاً للعدل وإنصاف

(21/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 95
الرعية، معتنياً بذلك. فقيل إن امرأة تاجر اتصل خبر جمالها بوزيره، فأرسل الوزير إليها فأبت، فكلف بها، وبث أمره إلى عجوز تغشاه، وكانت حظية عند الأمير إبراهيم وعند أمه يتبركون بها، ويطلبون منها الدعاء فقالت: أنا أقضي الشغل. وقصدت المرأة فدقت بابها، ففتحت لها الجارية. وكانت العجوز مشهورة في البلد، فتلقتها المرأة وقبلت يدها، وقدمت لها شيئاً. فقالت: أنا على نية، ويكون وقتاً آخر. وإنما أصابت إزاري نجاسة فأريد غسلها. فأحضرت الطست والصابون، وغسلت طرفه بنفسها. وقامت العجوز تصلي حتى نشف ولبسته وذهبت. ثم ترددت إليها وتأكدت المعرفة، فقالت لها: عندي يتيمة أريد عرسها الليلة، فإن خف عليك تعيريها حليك قالت: يا حبذا. وأعطتها حق الحلى. فانصرفت. وجاءت بعد أيام فقالت: يا أمي وأين الحلى قالت: عبرت إلى فلان وهو معي، فلما علم أنه لك أخذه مني وحلف أن لا يسلمه إلا إليك. قالت: لا تفعلي. قالت: هذا الذي تم. ومضت، فاشتد على المرأة البلاء، وبقيت تتقلى. فلما دخل زوجها رأى الضر في وجهها، فسألها فأعلمته القصة. فاشتد بلاؤه. ثم أنهى أمره إلى الأمير إبراهيم، وقص عليه القصة، فتغير لذلك وقال: أكتم هذا، وائتني بعد يومين. ثم دخل إلى أمه، وطلب منها العجوز، فحضرت، فاحترمها ووانسها، ووضع رأسه في حجرها، وأخذ يتمسح بها، وأخذ خاتمها وجعل يقلبه ويشاغلها. ودعا خادماً وكلمه بالصقلبية: إمضي إلى دار العجوز.) وقل لبنتها: أمك تقول لك هاتي حق الحلى، فقد طلبت أم الأمير أن تعمل لها مثله. وهذا خاتمها. فمضى الخادم، وجاء لوقته بالحق. فنظر الأمير فيه فوجده كما وصف الرجل، وتغيرت العجوز واعترفت، فطلب الفؤوس والمجارف وحفر في الحال حفرة، فألقيت العجوز فيها. وصاحت أمه، فقال: لئن لم تسكني لألحقنك بها، تدخلين إلى قصري قواده

(21/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 96
وجاء الرجل للموعد، فأعطاه الحق وزاده من حلى أهله وقال: ما منعني من معاجلة الوزير إلا خوف شهرة أهلك. وأنا أفكر في هلاكه بوجه. ثم قتله بعد قليل. وعن بعضهم قال: قدمت سجلماسة لألحق الرفقة إلى مصر، وكان معي ثلاثة آلاف دينار، فخرجت من القيروان مسرعاً حتى دخلت قابس. فلما سرت عنها فرسخاً لقيني سبعة فوراس، فأنزلوني، فأخذوا الخرج، وقتلوا الغلام، وأضجعوني للذبح، فتضرعت إليهم وقلت: غريب ولا أعرفكم فأطلبكم. وقد أخذتم الذهب، وخلفي أطفال، فأطلقوني لله. وبكيت. فأطلقوني، فرجعت إلى قابس، فما عرفت بها أحداً. فذهبت إلى القيروان راجلاً عرياناً، فأتيت صديقاً لي، فأصلح شأني وقال: أعلم الأمير. فقصدناه وهو جالس للناس، فقصصت عليه شأني، فتنمر، وأمرني بالجلوس. ثم رأيته يأمر وينهى. فلما قام أمر بعض الخدم فأدخلني القصر، وبعث إلي طعاماً، ثم نمت. ثم طلبني قبل العصر إلى روشنه، ودعا أمير الجيش فقال: هل وجهت إلى طرابلس بخيل قال: نعم، سبعة فوارس وقد عادوا. قال: فطلبهم وقال: من تعرف من هؤلاء فعرفني به فقلت: هذا منه، إلى أن جمع السبعة. فأخذهم بالرغبة والرهبة فأنكروا، ففرقوا في بيوت، وجيء بالسياط وضربوا مفرقين. ثم دار بنفسه عليهم، وبقي يقول للواحد: قد اعترف صاحبك بعد ما هلك، فلا تحوج نفسك إلى ما حل به. فأقروا وأحضروا الخرج والبغلة والثياب، لم تنقص سوى سبعة دنانير. فأتمها إبراهيم من ماله، وأعطاني غلاماً، وخفرني بناس إلى طرابلس. فلما عبرنا على الموضع الذي أخذت فيه وجدت السبعة فوارس على الخشب، والكلاب تأكل من أقدامهم. وقيل إنه جاءه برجل، في يده سكين، وثيابه ملطخة بالدماء، فقال: ما لهذا) قالوا: أبونا لصلاة الصبح، فوجد في الطريق مذبوحاً، وهذا قائم عنده هكذا. فقال: أقتلت؟

(21/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 97
قال: نعم. قال: اذهبوا به فاقتلوه. وقال: إن اخترتم أن أؤدي عنه الدية، وأوليكم شيئاً فعلت. قالوا: ما نريد إلا القصاص. وراحوا به، فلما هموا بقتله برز رجل من الحلقة وقال: والله ما هذا قتله، وأنا قتلته. فرجعوا به، فأقر عند الأمير، فقال لذلك: وما الذي ألجأك إلى الإقرار قال: أصلح الله الأمير، عبرت فوجدت أبوهم يضطرب والسكين في نحره، فخطر لي أنني إن أزلت السكين من نحره ربما سلم. فأزلتها فمات والسكين في يدي، والدم على ثوبي، فرأيت الإقرار أولى من العذاب بالضرب والمثلة. فقال الأمير: وهذا أيضاً إن أخذتم أخذ الدية وأن أوليكم فعلت. قالوا: ما نريد إلا القود. ثم راحوا ليقتلوه، فبدرهم من الحلقة وقال: والله ما قتله الأول ولا الثاني. وما قتله إلا أنا. فردوا إلى الأمير، وزاد التعجب، فقال: لذلك: أقتلته قال: لا والله. قال: فما أحوجك إلى الإقرار قال: إني كنت في شبابي مسرفاً على نفسي، وقد قتلت جماعة ثم تبت ورجعت إلى الله. وكنت في غرفة لي، فأخرجت رأسي فرأيت الشيخ قد اضجعه رجل وذبحه وهرب، فجاء ذلك وأنا أنظر، فأزال السكين، فأمسكوه، وأنا أعلم براءته، فلما قبل بالقتل سمحت نفسي بالقتل، عسى أن يغفر لي ما مضى. فسأل الثالث فأقر، وأبدى أسباباً عرف بها أنه قاتله. وقال: لما رأيت هذا وهو بريء قد فدى بنفسه ذاك الأول. قلت: أنا أولى من أداء حق وجب علي.

(21/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 98
فقال الأمير: إن اخترتم أخذتم الدية والولاية أيضاً.) قالوا: لا نفعل. فلما ذهبوا ليقتلوه ودارت الحلقة قالوا: اللهم إنا عفونا عنه لا لما بذله الأمير من الدية والولاية، ولكن لوجهك خالصاً. وقيل إن الأمير إبراهيم خرج يوماً إلى نزهة، فقدم إليه رجل قصة وقال: إجلالك أيها الأمير منعني أن أذكر حاجتي. وإذا في القصة: إنني عشقت جارية وتيمني حبها، فقال مولاها: لا أبيعها بأقل من خمسين دينا. فنظرت في كل ما أملكه فإذا هو ثلاثين ديناراً. فإن رأى الأمير النظر في أمري. فأطلق له مائة دينار. فسمع به آخر، فتعرض له الآخر وقال: أعز الله الأمير، إني عاشق. قال: فما الذي تجد قال: حرارة ولهيباً. قال: اغمره في الماء مرات حتى يمر ما بقلبه. ففعلوا به ذلك فصاح، فقال: ما فعلت الحرارة قال: ذهبت والله وصار مكانها برد. فضحك وأمر له بثلاثين ديناراً. وكان طبيبه إسحاق بن عمران الإسرائيلي بارعاً في الطب، مشهوراً، وهو صاحب طرايف. وكان المعتمد أنفذ إسحاق من بغداد. وكان إبراهيم يجزل عطاياه. وكان إسحاق يعجب بنفسه ويسيء أدبه على إبراهيم ويقول: بعد مجالسة الخلفاء صرت إلى ما أنا فيه. فلما أكثر عليه أمر بفصده في الأكحلين من ذراعيه إلى أن كاد يهلك. ثم رق له وقال: يمكنك إن تسد رمقك قال: نعم، تشد المواضع، وتعجل لي بشرائح مشوية أمتصها. ففعل وسلم. وتمادى على طباعة، فأمر بقتله، فقال: والله إن مزاحك ليقضي بأن يصيبك

(21/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 99
من الخلط السودائي ما يعجز عنه حذاق الأطباء، ويحتاج إلي. فقتله وصلبه، فبقي حتى عشش الخذا في جوفه. وهاج بإبراهيم كما قال خلط سودائي، فقتل فيه جماعة من إخوته وأهله وبناته. ثم أفاق وأظهر التوبة، ورد المظالم، وفرق الأموال والصدقات في سنة ثمان وثمانين. فظهر فيها أبو) عبد الله الشيعي، فنفذ لحربه ابنه الأحوال في اثني عشر ألفاً، فالتقى هو وأبو عبد الله، فهزمه أبو عبد الله، ثم جرت بينهما حروب. ثم هزم أبو عبد الله ووصل الأحوال إلى تاهرت فحرقها، وهدم قصر أبي عبد الله، وحرق مسيلة وساق ذرارية. ثم رد إلى إفريقية لما بلغه توجه أبيه إلى الجهاد. ونفذ إبراهيم إلى ابنه أمير صقلية يأمره بولاية ولده زيادة الله على صقلية، وأن يسير إليه، ففعل. فلما قدم عليه ولاه إفريقية، وكتب له العهد، وأحضر قاضي عيسى بن مسكين، وكان من الصالحين، فاستشاره، فأمره برد المظالم، فكشفت الدواوين من يوم ولايته، وكل من كانت له مظلمة ردت عليه. وعزم على الحج على طريق الإسكندرية، ونودي بذلك ليجمع بين الحج والجهاد، وليفتح ما بقي بها من حصون. وخرج إلى سوسة بجيشه في أول سنة تسع وثمانين، فدخلها وعليه فرو مرقع في زي الزهاد، وأخرج المال، وأعطى الفارس عشرين ديناراً، والراجل عشرة دنانير. ووصلت سفن الأسطول طرابلس، واجتمعت العساكر وفيهم ولده أبو الليث، وولد ولده أبي مضر بن أبي العباس، وأخوه معد. وافتتح حصونها. ثم نزل على طبرمين وافتتحها عنوة. ثم لحقه زلق الأمعاء، وأخذه فواق، فمات رحمة الله في تاسع ذي القعدة سنة تسع وثمانين ومائتين. فرجع الجيش به إلى صقلية، فدفن بها في قبة. وقام بالأمر بعده أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد المتوفى سنة تسعين.
4 (إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي الفرضي الضرير.)

(21/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 100
سمع: شيبان بن فروخ، وأباه أحمد بن عمر الوكيعي، وعبيد الله بن معاذ، وطائفة. ولم يكن ببغداد في زمانه أعلم بالفرائض منه. روى عنه: أبو سهل بن زياد، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. ومات سنة تسع وثمانين. وثقة الدارقطني.
4 (إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي.)
حدث ببغداد عن: هدبة بن خالد، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وعثمان بن بشر السقطي. وحدث في سنة خمس وثمانين ومائتين.) قال الدارقطني: ليس بالقوي.
4 (إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي.)
مولاهم أبو إسحاق، أخو الحافظ أبي العباس، وإسماعيل، وهو نيسابوري. نزل بغداد وحدث عن: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرا، وأحمد بن حنبل، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه: أخوه أبو العباس، وأحمد بن المنادي، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. وكان أحمد بن حنبل يأنس به ويفطر عنده وينبسط في منزله. وثقة الدارقطني.

(21/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 101
وتوفي سنة ثلاث وثمانين، وهو معدود في أصحاب الإمام أحمد.
4 (إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير.)
أبو إسحاق الحربي الفقيه الحافظ أحد الأعلام. ولد سنة ثمان وتسعين ومائة. وطلب العلم بضع عشر. فسمع: هوذة بن خليفة، وأبا نعيم، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن صالح العجلي، وعاصم بن علي، وعفان، وأبا عمرو الحوضي، وأبا سلمة التبوذكي، ومسدد بن مسرهد، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وشعيب بن محرز. وتفقه على الإمام أحمد وحمل عنه الكثير. وكان من نجباء أصحابه. وروى عنه: ابن صاعد، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جعفر الختلي، وعبد الرحمن بن العباس المخلص، وخلق آخرهم موتاً أبو بكر القطيعي. قال الخطيب: كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جماعة للغة. صنف

(21/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 102
غريب الحديث وكتباً كثيرة. أصله من مرو. وقال القفطي في تاريخ النحاة: كان رأساً في الزهد، عارفاً بالمذاهب، بصيراً بالحديث حافظاً له. له في اللغة كتاب غريب الحديث، وهو من أنفس الكتب وأكبرها في هذا النوع. قال ابن جهضم، وهو ضعيف: ثنا الخلدي، ثنا أحمد بن عبد الله بن ماهان: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه. وكان يقول: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار. ما حدثت نفسي أن أصلحها، ولا) شكوت إلى أهلي وأقاربي حمى أجدها. لا يغم الرجل نفسه وعياله. ولي عشر سنين أنظر بفرد عين ما أخبرت به أحداً. وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي، وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة الثانية. وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو ابنتي به، وإلا بقيت جائعاً. والآن آكل نصف رغيف أو أربعة عشرة تمرة. وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف. وقال أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئاً. كنت أجيء من عشي إلى عشي، وقدمت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة بن، أو باقة فجل. وقال أبو عمر الزاهد: سمعت ثعلب يقول غير مرة: ما فقدت إبراهيم

(21/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 103
الحربي من مجلس لغة أو نحو من خمسين سنة. قال الخطيب: أنا محمد بن جعفر بن غيلان: أنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح الطوماري قال: جئت إلى إبراهيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه فقلت: فاتني هذا. قال: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فقال له: يا سيدي، هذا من ولد ابن جريج. فأدناني ثم قال: أنا محمد بن منصور، أنا عفان، ثم قال لوكيع: لو قلت لك: نا عفان من أين كنت تعلم فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، ما حول الله هذه الوجوه إليك. قال محمد بن أيوب العكبري: سمعت الحربي يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين. قال أبو الحسن بن شمعون: قال أحمد بن سليمان القطيعي: أضقت إضاقة، فأتيت إبراهيم لأبثه، فقال لي: لا يضيق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، فإني أضقت مرة حتى انتهى أمري إلى الإضافة إلى عدم عيالي قوتهم. فقالت الزوجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف بالصبيين هات شيئاً من كتبك نبيعه أو نرهنه، فضننت بذلك، وقلت: أقترض غداً. فلما كان الليل دق الباب فقلت: من ذا قال: رجل من الجيران، أطفيء السراج حتى أدخل. فكببت شيئاً) على السراج، فدخل وترك شيئاً، فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد فيه خمسمائة درهم. فأنبهنا الصغار وأكلوا. ثم من الغد، إذا جمال يقود جملين، عليهما حملين ورقا، وهو يسأل

(21/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 104
عن منزلي، فقال: هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خراسان، واستحلفني أن لا أقول من هو. قلت: إسنادها فيه انقطاع. قال الحسن بن فهم: لا ترى عيناك مثل الحربي، إمام الدنيا. لقد رأيت وجالست العلماء، فما رأيت رجلاً أكمل منه. وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب، والفقه، والحديث، والزهد. قالت: يريد اجتماع الأربعة علوم. وقال أبو أيوب سليمان بن الخليل: سمعت الحربي يقول: في غريب الحديث ثلاثة وخمسون حديثاً ليس لها أصل. قال الدارقطني: أبو إسحاق الحربي إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان يقول لي أبي: إمض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض. وقال أبو بكر الشافعي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر، ولا أحدث عنه بشيء لأني رأيته بالمغرب وبيده نعل مبادراً، فقلت: إلى أين قال: ألحق الصلاة مع أبي عبد الله. قلت: من أبو عبد الله قال: ابن أبي داؤد.

(21/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 105
وقال أبو الحسن العتكي: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زماننا فقال واحد: الغريب من نأي عن وطنه. وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه.) وقال كل واحد شيئاً، فقال: الغريب في زماننا رجل عاش بين قوم صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه. وقال أبو الفضل الزهري، عن أبيه، عن الحربي قال: ما أنشدت بيتاً قط، إلا قرأت بعده: قل هو الله أحد ثلاث مرات. قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه. وقال غيره: سير المعتضد إلى إبراهيم الحربي عشرة آلاف، فردها، فقيل له: فرقها. فأبى. ثم لما مرض سير إليه المعتضد ألف دينار، فلم يقبلها. فخاصمته ابنته فقال: أتخشين إذا مت الفقر قالت: نعم. وقال في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك، كتبتها بخطي، فبيعى منها كل يوم جزءاً بدرهم وأنفقيه. توفي لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين، وصلى عليه يوسف القاضي. وكانت جنازته مشهودة.
4 (إبراهيم بن إسماعيل البغدادي السوطي)
عن: عفان.

(21/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 106
وعنه: عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأحمد بن عثمان الأدمي. توفي سنة اثنتين وثمانين. وهو موثق.
4 (إبراهيم بن إسماعيل)
أبو إسحاق الطوسي العنبري الحافظ الزاهد. ذكره الحاكم فقال: محدث عصره بطوس، وأزهدهم بعد محمد بن أسلم، وأخصهم بصحبة محمد. وأكثرهم رحلة في الحديث. سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ومحمد بن عمرو زنيج، وعبد الله القواريري، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سعيد، وإبراهيم بن يوسف، وأبا مصعب، وحرملة) بن يحيى، وخلقاً كثيراً. قلت: سمع بخراسان، والعراق، والشام، والحجاز، ومصر، والجزيرة. روى عنه: أبو النضر الفقيه، وأبو الحسن بن زهير، ومحمد بن صالح بن هانيء، وجماعة. قال أبو نضر: كتبت عنه مسنده بخطي في مائتي وبضعة عشر جزءاً. قلت: هذا المسند يقرب من مسند الإمام أحمد في الحجم. وقد ذكر هذا الرجل كمال الدين في تاريخ حلب أيضاً. ولا أعلم متى توفي.
4 (إبراهيم بن الحسين)

(21/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 107
أبو إسحاق بن ديزيل الكسائي الهمداني الحافظ. يلقب بدابة عفان، للزومه له. ويعرف بسيفنه، وهو إسم طائر بمصر، لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها حتى يعريها، وكذلك كان إبراهيم إذا قدم على شيخ لم يفارقه حتى يكتب جميع حديثه، فشبهوه به. سمع بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال. فسمع: أبا مسهر، وأبا اليمان، وعلي بن عياش، وآدم بن أبي إياس بالشام وسمع: أبا نعيم وعفان ومسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب بالعراق. و: نعيم بن حماد، وأصبغ، وطبقتهما بمصر. و: إسماعيل بن أبي أويس، وعيسى بن مينا قالون بالحجاز. وعنه: أبو عوانة، وأحمد بن صالح البرجردي، وعمر بن حفص المستملي، وأحمد بن هارون الزنجي، وعبد السلام بن عبديل، وعلي بن حماد النيسابوري، وأحمد بن مروان الديبوري، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن أحمد الجلاب، ومحمد بن عبد الله بن برزة الروذراوي، وأحمد بن إسحاق بن مجاب الطبسي، وخلق. وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، رحمه الله. سئل الحاكم أبو عبد الله عنه، فقال: ثقة مأمون. وقال ابن خراش: صدوق اللهجة. وعن إبراهيم بن ديزيل قال: إذا كان كتابي بيدي، وأحمد بن حنبل عن يميني، ويحيى بن معين عن يساري، ما أبالي يعني لضبطه وجودة كتبه.) وقال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبي: سمعت علي بن عيسى يقول: إن الإسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب إن لا يؤكل، لصحة إسناده.

(21/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 108
وقال الحاكم: بلغني أنه قال: كتبت حديث أبي حمزة، عن ابن عباس، عن عفان، وسمعته منه أربعمائة مرة. وقال القاسم بن أبي صالح: سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول: قال لي يحيى بن معين: حدثني بنسخة الليث، عن ابن عجلان، فإنها فاتتني على أبي صالح. فقلت: ليس هذا وقته. قال: متى يكون. قلت: إذا مت. وقال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن أبي الفضل القسطاني، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن الحسين، فسألاه عن حديث الإفك، رواية الفروي، عن مالك. فحانت منه التفاتة، فقال له الزعفراني: يا أبا إسحاق تحدث الزنادقة وقال: ومن الزنديق قال: هذا، قال إن أبا حاتم لا يحدث حتى يمتحن. فقال: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والإمتحان دين الخوارج. من حضر مجلسي فكان من أهل السنة، سمع ما تقر به عينه ومن كان من أهل البدعة يسمع ما سخن الله عينه. فقاما، ولم يسمعا. وعن علي بن عيسى قال: وقد طول شيرويه الحافظ ترجمة ابن ديزيل وروى فيها بلا إسناد أنه قال: كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيراً، وكتبت ما لا أحصيه حتى عييت، ثم خرجت أتأمل السماء، وكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت أيضاً حتى عييت، ثم خرجت، فإذا الوقت آخر الليل. فأتممت جزئي وصليت الصبح، ثم حضرت عند تاجر يكتب حساباً له، فورخه يوم السبت. فقلت: سبحان الله أليس اليوم الجمعة فضحك وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع. قال: فراجعت نفسي، فإذا أنا قد كتبت لليلتين ويوماً. وقال الخليلي في شيوخ ابن سلمة القطان: كان يسمى سيفنة. لكثرة ما

(21/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 109
يكون في كمه من) الحديث. قال: كان يكون في كمي خمسون جزءاً، في كل جزء ألف حديث. إلى أن قال: وهو مشهور بالمعرفة بهذا الشأن. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. هكذا قال قوم. وجاء عن عبد الله بن وهب الدينوري قال: كنا نذاكر إبراهيم بن الحسين فيذاكرنا بالقمطر، فنذكر حديثاً واحداً، فيقول: عندي منه، قمطر، يعني طرقه وعلله واختلاف ألفاظه. قال علي بن الحسين الفلكي: توفي في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (إبراهيم بن سعدان المديني الإصبهاني الكاتب.)
أبو سعيد. آخر أصحاب بكر بن بكار. وكان صدوقاً مشهوراً. روى عنه: أحمد بن بندار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وآخرون. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
4 (إبراهيم بن سويد السامر.)
في الورقة الأخرى، وهو أبو محمد.
4 (إبراهيم بن صالح الشيرازي.)
حدث بمكة عن: حجاج بن نصير الفساطيطي. وعنه: الطبراني.
4 (إبراهيم بن عبد السلام.)

(21/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 110
أبو إسحاق البغدادي الوشاء. نزيل مصر. سمع: أحمد بن عبده، وأبا كريب محمد بن العلاء. وعنه: أبو بكر الشافعي، والطبراني. توفي سنة اثنتين. ضعفه الدارقطني.
4 (إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي.)
عن: أبي سعيد الأشج، وغيره.) وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. توفي سنة أربع وثمانين. وهو ثقة.
4 (إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري الساجي.)
عن: عثمان بن الهيثم، وقره بن حبيب، وأبي الوليد الطيالسي، وأبو سلمة التبوذكي، وطائفة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن يوسف الإصبهاني، وعصمه البخاري، وطائفة. خرجه ابن عدي. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

(21/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 111
4 (إبراهيم بن قاسم بن هلال.)
أبو إسحاق القيسي الأندلسي القرطبي. سمع: أباه، وسحنون بن سعيد، وغير واحد. وكان فقيهاً عابداً. روى عنه: أحمد بن خالد بن الحباب، وغيره. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين أيضاً. قال ابن يونس: روى عن يحيى بن يحيى.
4 (إبراهيم بن محمد بن سلمة بن أبي فاطمة المرادي.)
أبو إسحاق بن المحدث أبي عبد الله المصري. سمع: عبد الله بن يوسف التنيسي، والنضر بن عبد الجبار المرادي. توفي في رمضان سنة أربع وثمانين ومائتين.
4 (إبراهيم بن محمد بن الصنعاني.)
عن: عبد الرزاق. وهو أحد الأربعة الذين أدركهم الطبراني من أصحاب عبد الرزاق. توفي سنة ست وثمانين.
4 (إبراهيم بن محمد بن الهيثم.)
أبو القاسم القطيعي.) عن: منصور بن أبي مزاحم، وعمرو الناقد، وغيره.

(21/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 112
وعنه: المحاملي، والطستي، وإسماعيل الخطبي. وثقة الدارقطني.
4 (إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان البغدادي.)
عن: أبيه. وعنه: الطبراني.
4 (إبراهيم بن محمد بن إسماعيل.)
أبو إسحاق المسمعي البصري. عن: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن مرزوق. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. ضعفه الدارقطني.
4 (إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعيد بن مسعود الثقفي الكوفي.)
من رؤوس الشيعة. صاحب تصانيف. وجده عاصم هو ابن عم المختار بن أبي عبيد، ذاك الكذاب، وولده سعيد قيل له صحبة، وولي للإمام علي. سكن صاحب الترجمة إصبهان، ويكنى أبا إسحاق.

(21/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 113
بث الرفض، وطلبه أهل قم ليأخذوا عنه، فامتنع. توفي سنة ثلاث وثمانين. ألف في المغازي، وخبر السقيفة، وكتاب الردة، ومقتل عثمان، وكتاب الشورى، وكتاب الجمل، والحكمين، وسيرة علي، وكتاب المصرع، وكتاب الجامع الكبير في الفقه، وكتاب الإمامة، وكتاب أخبار عمر، وكتاب التفسير، وأشياء كثيرة. روى عنه أحمد بن الأسود، وجماعة.
4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد.)
أبو إسحاق الشبامي. وشبام على مرحلتين من صنعاء اليمن. ولد سنة تسعين ومائة.) وسمع من: عبد الرزاق. وعنه: محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة ست وثمانين. وله ست وتسعون سنة.
4 (إبراهيم بن نصر.)
أبو إسحاق بن أبرول الجهني القرطبي. ثم السرقسطي الحافظ. رحل في الحديث وسمع: أبا الطاهر بن السراج، والحارث بن مسكين، ومحمد بن بشار، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً من هذه الطبقة. وكان عالماً بالحديث وعلله. روى عنه: ثابت بن حزم، وغيره، وتوفي سنة سبع وثمانين.

(21/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 114
4 (إدريس بن جعفر بن يزيد.)
أبو محمد العطار. حدث عن: يزيد بن هارون، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وروح بن عبادة، وغيرهم. وعنه: عثمان بن السماك، وجعفر بن محمد بن الحكم، وإسماعيل الخطبي، والطبراني، وغيرهم. قال الخطيب: حدث عن أبي بدر خمسة أحاديث، ولا يعرف أصحابنا البغداديون لإدريس شيئاً مسنداً سوى هذه الأحاديث. وقد روى عنه الطبراني أحاديث عدة. قال: وروى شعبة بن الفضل الثعلبي عن إدريس حديثاً بمصر. قال الخطيب: سألته عن سنه فقال: مائة وست سنين. وقال الدارقطني: متروك. قلت: سمع منه الطبراني في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (إدريس بن يزيد.)
أبو سليمان البلخي النابلسي الضرير الشاعر. روى عن: أحمد بن عبد العزيز الواسطي، عن عبد الرزاق خبراً موضوعاً رواه أبو عمر بن مهدي، عن إسماعيل الصفار، عنه.) وقد روى عنه: ابن المرزبان، والصولي، وعمر بن الحسن، والأشناني القاضي، والحسين الكواكبي، وغيرهم.

(21/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 115
وقال الأشناني: أنشدنا أبو سليمان الضرير:
(إذا كملت للمرء ستون حجة .......... فلم يحظ بالستين إلا بسدسها)

(ألم تر أن النصف لليل حاصل .......... وتذهب أيام المقيل بخمسها)

(وتأخذ ساعات الهموم بحصة .......... وساعات أوجاع تميت بحسها)

(فحاصل ما تبقى له سدس عمره .......... إذا ما صدقت النفس عن حكم حدسها)
قال المرزباني: توفي بعد الثمانين ومائتين.
4 (أزهر بن رستة.)
أبو عبد الله الإصبهاني. سمع: محمد بن بكير، وسهل بن عثمان، وسعدوية الإصبهاني. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه. توفي سنة ست وثمانين.
4 (أسباط بن محمد بن عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي.)
من أولاد الشيوخ. روى عن: أبي هشام الرفاعي، وغيره. ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حازم بن سنين الختلي.)
أبو القاسم نزيل بغداد. عن: علي بن الجعد، وأبي نصر التمار، وكامل بن طلحة، وهشام بن

(21/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 116
عمار، وداود بن عمرو الضبي، وخلق كثير بالشام، والعراق، والجزيرة. وعنه: أبو جعفر بن البختري، وأبو سهل القطان، وأبو عمرو الدقاق، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين. وقد بلغ ثمانين سنة. وقع لنا من تأليفه كتاب الديباج في جزءين.)
4 (إسحاق بن إبراهيم البغدادي.)
أبو القاسم بن الجبلي. وجبل من سواد العراق. سمع: منصور بن أبي مزاحم، وطبقته. قال الخطيب: ولم يحدث إلا بشيء يسير، وكان يوصف بالحفظ. روى عنه: أبو سهل بن زياد. وقال ابن المنادي: أبو القاسم بن الجبلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي. وكان بوجهه ويديه وضح. وكان يفتي الناس بالحديث، ويذاكر ولا يحدث إلى أن مات. قال: وكان موته لثمان بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، وصلى عليه إبراهيم الحربي. قلت: عاش سبعين سنة، وروى له الخطيب حديثاً.

(21/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 117
4 (إسحاق بن إبراهيم الفرغاني.)
ولقبه: جيش. حدث سنة تسع وثمانين ومائتين بدمشق. عن: محمد بن آدم المصيصي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، وغيره.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن عباد.)
أبو يعقوب الدبري اليماني الصنعاني. سمع مصنفات عبد الرزاق سنة عشرة باعتناء والده إبراهيم، وكان صحيح السماع. ومولده على ما ذكر الخليلي سنة خمس وتسعين ومائة. روى عنه: أبو عوانة في صحيحه، وخيثمة الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الله التقوي، ومحمد بن محمد بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. وتوفي سنة خمس وثمانين بصنعاء. قال ابن عدي: استصغر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جداً، فكان يقول: قرأنا على عبد الرزاق قراءة غيره وحدث عنه بأحاديث منكرة.

(21/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 118
قلت: ساق له حديثاً واحداً من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين الأحاديث الذي ادعى أنها له مناكير. والدبري صدوق محتج به في الصحيح. سمع كتباً، فإذا جاء كما سمعها.) وقال الحاكم: سألت الدارقطني عن الدبري أيدخل في الصحيح قال: أي والله، هو صدوق، ما رأيت فيه خلافاً.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن أبي عمران الإسفرايني الحافظ.)
الفقيه أبو يعقوب، والد الحافظ أبي عوانة. سيأتي عن قريب.
4 (إسحاق بن إسماعيل.)
أبو يعقوب الرملي النحاس. دخل إصبهان وحدث بها بأحاديث من حفظه، عن آدم بن أبي إياس، فأخطأ في بعضها، وعن محمد بن روج. وكان يخضب شيبه. روى عنه: أبو الشيخ، وأخوه عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن حيان، وأحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، وجماعة. قال النسائي: صالح. وقال مرة: كتبت عنه، ولا أدري ما هو. قلت: ورخوا موته سنة ثمان وثمانين ومائتين.

(21/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 119
إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي. سمع: هوذة بن خليفة، وعفان، وأبا نعيم، وأبا حذيفة النهدي، والحسين بن محمد المروذي، والقعنبي، وموسى بن داود الضبي، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وخلق سواهم. وقد سئل عنه إبراهيم الحربي هل سمع من حسين المروذي، فقال: هو أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيت حسيناً لا يلقاه هو. لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق. وقال عبد الله بن أحمد: ثقة. وقال الدارقطني: قال لنا أبو بكر الشافعي: سئل إبراهيم الحربي، عن إسحاق بن الحسن، فقال: هو ينبغي أن يسأل عني.) توفي في شوال سنة أربع وثمانين.
4 (إسحاق بن حميد المروزي، ثم البغدادي.)
قال الخطيب: حدث عن: عفان أحاديث مستقيمة. روى عنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.

(21/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 120
4 (إسحاق بن مأمون بن إسحاق الطالقاني.)
أبو سهل. سكن بغداد، وحدث عن: سعيد بن يعقوب الطالقاني، وإسحاق الكوسج. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما. كتبوا عنه كتاب الشافعي، عن الربيع، عنه. وكان كثير الكتب. مات سنة خمس وثمانين.
4 (إسحاق بن معمر.)
أبو يعقوب السدوسي البصري. توفي بمصر في ذي الحجة سنة أربع وثمانين.
4 (إسحاق بن محمد بن أبان النخعي الأحمر.)
الزنديق الإلحادي، قد تقدم.
4 (إسحاق بن أبي عمران الإسفرايني الفقيه.)
هو إسحاق بن موسى بن عمران، أبو يعقوب الشافعي صاحب المزني. تفقه على: أبي إبراهيم المزني. وسمع المبسوط من الربيع. وسمع من: قتيبة، وإسحاق، وعلي بن حجر، وإبراهيم بن يوسف البلخي، ومحمد بن بكار بن الريان، وجبارة بن المغلس، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبي مصعب، وهشام بن عمار، وخلق كثير بالشام، والعراق، ومصر.

(21/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 121
وعنه: مؤمل بن الحسن، وأبو عوانة، ومحمد بن عبدك، ومحمد بن الأخرم، وجماعة. وكان من كبار الأئمة في الفقه والحديث. توفي بإسفراين في رمضان سنة أربع وثمانين.) قلت: هو والد الحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد فيما أرى. أظن أن الحاكم وهم في تسميته أبيه موسى بن عمران. وقد ذكر أن أبا عوانة روى عنه، وما بين أنه ولده. وما ذكر في تاريخه ترجمة أخرى لوالد أبي عوانة. وقد رأيت في صحيح أبي عوانة روايته عن أبيه في أماكن، عن علي بن حجر، وابن راهويه، وأبي مروان العثماني. وما ظفرت له برواية عن إسحاق بن أبي عمران، فهو آخر، والله أعلم.
4 (إسحاق بن أبي عمران.)
أبو يعقوب اليحمدي الإستراباذي. هو إسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد الشافعي، الفقيه أيضاً. سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم بخراسان، ومصر، والشام، والعراق. روى عنه: أبو نعيم، وابن عدي، ووالد عبد الله بن عدي القطان. ذكره حمزة في تاريخ جرجان.
4 (إسماعيل بن أحمد بن أسيد الثقفي الإصبهاني الحافظ.)
له مسند وتفسير.

(21/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 122
روى عن: إسماعيل بن موسى الفزاري، وأبي كريب، ومحمد بن عاصم، وطبقتهم. وله رحلة أكثر فيها عن العراقيين. روى عنه: عبد الله بن الحسين بندار، وغيره. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد بن درهم.)
القاضي أبو إسحاق الأزدي مولاهم البصري المالكي قاضي بغداد، وشيخ مالكية العراق وعالمهم. ولد سنة تسع وتسعين ومائة. وسمع من: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وحجاج بن منهال، ومسدد بن مسرهد، وإسماعيل بن أبي أويس، وقالون المقريء، وخلق.)

(21/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 123
وتفقه علي: أحمد بن المعدل الفقيه، وأخذ العلل وصناعة الحديث عن علي بن المديني، وبرع في هذين العلمين. روى عنه: أبو القاسم البغوي، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والحسين بن محمد بن كيسان، وأبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وطائفة سواهم. من جلالته أن النسائي روى في كتاب الكنى عن رجل، عنه، فقال: ثنا إبراهيم بن موسى: ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني، فذكر كنيته. قال أبو سهل القطان: ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: خرج توقيع أمير المؤمنين المعتضد إلى وزيره: استوص بالشيخين الخيرين الفاضلين خيراً: إسماعيل بن إسحاق، وموسى بن إسحاق. فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض عذاباً صرف عنهم بدعائهما. وتفقه عليه خلق. قال الخطيب: كان عالماً متقناً فقيهاً على المذهب مالك. شرح المذهب واحتج له، وصنف المسند، وصنف في علوم القرآن، وجمع حديث أيوب، وحديث مالك. قلت: وصنف موطأ، وصنف كتاباً في الرد على محمد بن الحسن نحو مائتي لم يتم. قال الخطيب: واستوطن بغداد، وولي قضاءها إلى أن توفي. وتقدم حتى صار علماً، ونشر مذهب مالك بالعراق ما لم يكن في وقت من الأوقات. وله كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله، وكتاب معاني القرآن وكتاب القراءآت.

(21/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 124
قال أبو بكر بن مجاهد سمعت المبرد يقول: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف. وعن إسماعيل القاضي قال: أتيت يحيى بن أكثم، فلما رآني مقبلاً قال: قد جاءت المدينة. وقال نفطويه في تاريخه: كان إسماعيل كاتب محمد بن عبد الله بن طاهر فحدثني قال: قال لي محمد: أخبرني عن نقدي الحديثين: أنت مني بمنزلة هارون من موسى و من كنت مولاه فعلي مولاه، كيف إسنادهما فقلت: الأول أصح، والآخر دونه. قال نفطويه: فقلت لإسماعيل القاضي: فيه طرق، رواه البصريون والكوفيون؟

(21/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 125
فقال: نعم، وقد خاب وخسر من لم يكن علي مولاه. هذا لفظ إسماعيل.) قال محمد بن إسحاق النديم: دعا الناس إلى مذهب مالك، واحتج له. وهو أول من عين الشهادة ببغداد لقوم بأعيانهم، وحظر على غيرهم. وقال: إن الناس قد فسدوا، ولا سبيل إلى ضبط الشهادة إلا بهذا. فاقتصر على بعض، وزكى بعضهم بعضا. قلت: وحديثه في الغيلانيات يقع عالياً. وقد ولي قضاء بغداد اثنتين وعشرين سنة. وولي قبل ذلك بمدة قضاء الجانب الشرقي سنة ست وأربعين بعد موت سوار العنبري. وكان وافر الحرمة، ظاهر الجشمة، كبير القدر. توفي فجأة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
4 (إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران.)
أبو محمد الثقفي النيسابوري. أخو إبراهيم، ومحمد. سكن ببغداد، وحدث عن: يحيى بن يحيى، وابن راهويه. وأحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وكان مختصاً بالإمام أحمد. روى عنه: دعلج، وأبو بكر بن إسحاق الضبعي، وابن قانع، وجماعة. وثقة الدارقطني. توفي سنة ست وثمانين. وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

(21/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 126
4 (إسماعيل بن بكر البغدادي السكري.)
عن: عمرو بن مرزوق، وخلف البزاز. وعنه: أبو علي الصواف، وعبد الله بن ماسي، وآخرون. وكان صدوقاً.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد.)
أبو الحسن المصري النحاس المقريء، صاحب الأزرق. قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، عن ورش. وتصدر بمصر للإقراء.) وقرأ عليه خلق منهم: أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي، وحمدان بن عون الخولاني، ومحمد بن عمر بن خيرون المعافري الأندلسي، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو جعفر أحمد بن أسامة التجيبي، وأبو بكر أحمد بن أبي الرخاء، وأحمد بن إبراهيم الخياط. وآخر من مات من أصحابه التجيبي، وابن أبي الرخاء شيخا خلف بن خاقان. وكان محققاً مجود، بصيراً بقراءة ورش، وعبد القوي بن كمونة، وهما من أصحاب ورش. ورحل القراء إليه من البلاد، وكان يقريء بمكتبه وبجامع مصر وكف بصره بأخره. وقال ابن شنبوذ: أخبرني أنه قرأ على أبي يعقوب ختمتين.

(21/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 127
وقال النقاش: قرأ على عبد الصمد، إلى سورة طه. وعلى ابن كمونة ختمتين. وقال بعضهم: إنه قرأ على أبي يعقوب سبع عشرة ختمة.
4 (إسماعيل بن الفضل البلخي.)
عن: قتيبة، وإسماعيل بن عيسى العطار، وغيرهما. وعنه: ابن قانع، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. ومات سنة ست وثمانين. قال الدارقطني: لا بأس به. قلت: هو أخو عبد الصمد البلخي. وقد رحل إلى الشام. وسمع من: سليمان بن عبد الرحمن، وإسحاق بن الأركون، والمعافى بن سليمان. قال ابن قانع: توفي في رجب.
4 (إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن.)
أبو يعقوب السلمي النيسابوري الزاهد. سمعك يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرا، وسعيد بن يزيد الفرا، وعبد الله بن محمد المسندي. وفي الرحلة: أحمد بن حنبل، وأبا بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، ويحيى الحماني، وخلقاً.

(21/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 128
وقرأ المصنفات كلها على ابن أبي شيبة. وعنه: إبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر بن) إسحاق الضبعي، ومحمد بن صالح بن هانيء، وطائفة. وقال الضبعي: كان الإنسان إذا رآه يذكر السلف لسمته وزهده وورعه. وهو أول من سمعت منه. كنا نختلف إليه إلى قرية بشتفيان، فيخرج إلينا، فيقعد على حصى النهر، والكتاب بيده، فيحدثنا وهو يبكي. وإذا قال: ثنا يحيى بن يحيى قال: رحم الله أبا زكريا. توفي في رجب سنة أربع وثمانين، وكانت له جنازة مشهودة، رحمه الله.
4 (إسماعيل بن محمد بن أبي كثير)
أبو يعقوب الفسوي، قاضي المدائن. شيخ ثقة. وروى عن: مكي بن إبراهيم. وعنه: أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (إسماعيل بن محمود النيسابوري)
سمع: يحيى بن يحيى. وعنه: أبو القاسم الطبراني. لم يذكره الحاكم.
4 (إسماعيل بن نميل)

(21/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 129
أبو علي الخلال شيخ صدوق. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس اليربوعي. وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني. توفي سنة ثماني وثمانين. قال الدارقطني: ثقة. ثنا عنه جماعة.
4 (إسماعيل بن يحيى بن حازم)
أبو يعقوب السلمي النيسابوري الأعور. عن: إسحاق بن راهويه، وعبد الأعلى النرسي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة. توفي سنة تسعين ومائتين.)
4 (والأفشين بن أبي الساج)
أمير كبير مشهور كأنه مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين بأذربيجان.
4 (أنس بن السلم)
أبو عقيل الخولاني الطرطوسي، ثم الدمشقي.

(21/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 130
عن: إبراهيم بن هاشم بن يحيى الغساني، ومخلد بن مالك الحراني، ومعلل بن بقيل، ودحيم، وجماعة كبيرة من الشاميين والحرانيين. وعنه: علي بن أبي يعقوب، وابن عدي، والطبراني، وخلق.
4 (أنيس بن عبد الله.)
أبو عمر البغدادي المقريء النخاس، بمعجمة. عن: أبي نصر التمار، وأبي معمر الهذلي. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وكان موثقاً. توفي سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة ثمان.

(21/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 131
4 (حرف الباء)

4 (بدر بن المنذر.)
أبو بكر المغازلي العابد، صاحب أحمد بن حنبل. وهو بكنيته أشهر. قيل: اسمه أحمد وروى عن: معاوية بن عمرو الأزدي. وعنه: النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد. وكان صدوقاً قانعاً باليسير، ثقة. يعد من الأولياء، رحمة الله عليه. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين. قال أبو نعيم: أطبقت الألسنة من الحنبلية، والمحدثين أنه كان من الأبدال، له أحوال عجيبة. وقال أبو بكر الخلال: الحنبلي بدر كان أبو عبد الله يقدمه ويكرمه. وكنت إذا رأيته ورأيت منزله وقعوده، شهدت له بالصبر والصلاح.

(21/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 132
وعن أحمد بن حنبل أنه كان يتعجب من بدر ويقول: من مثل بدر بدر ملك لسانه.) وقال أبو عبد الرحمن السلمي: قال أبو محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت داراً لها بثلاثين ديناراً، فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم. ففعلت، رضي الله عنهما.
4 (بدر.)
أبو الحسن الرومي الحصاص. عن: عاصم، وعلي، وشباب العصفري. وعنه: أبو بكر النقاش، وإسماعيل الخطبي. وكان يكون ببغداد.
4 (بدر.)
مولى المعتضد بالله ومقدم جيوشه. وكان في حرب فارس لما توفي المعتضد، فعمل القاسم بن عبيد الله الوزير

(21/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 133
عليه وغير قلب المكتفي عليه فطلبه المكتفي فتخوف واختفى. ثم أرسل إليه أماناً وغدر به بإشارة القاسم. ولما وصل عدل به في السفينة إلى جزيرة بشر. وقتل صبراً في رمضان سنة تسع وثمانين.
4 (بشر بن موسى بن صالح.)
شيخ ابن عميرة. أبو علي الأسدي البغدادي. ولد سنة تسعين ومائة. وسمع من: روح بن عبادة حديثاً واحداً. ومن: حفص بن عمر العدني، وهوذة بن خليفة، والأصمعي، والحسن بن موسى الأشيب، وعبد الصمد بن حسان، وعمرو بن حكام، وأبي عبد الرحمن المقريء، وأبي نعيم، وخلق. وعنه: إسماعيل الصفار، وابن نجيح، وأبو عمر الزاهد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو القاسم الطبراني، وخلق. وهو بيت حشمة وجلالة. قال الخطيب: كان ثقة، أميناً، حافظاً، عاقلاً، ركيناً. وقال ابن المقريء الإصبهاني: ثنا محمد بن الحسن بن أبي خبزة: سمعت بشر بن موسى) يقول: ذهب بي خالي حسان بن بشر الأسدي إلى

(21/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 134
يحيى بن آدم، وصليت خلف عمرو الشيباني النحوي، فقرأ بسورة السجدة، فسجد. وقال أبو بكر الخلال: كان أبو عبد الله يكرم بشر بن موسى، وكتب له الحميدي إلى مكة. وقال الدارقطني: ثقة. وقال الخطيب: توفي لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين.
4 (بكر بن الحبطي.)
حدث بإصبهان عن: محمد بن سعيد بن سابق، وإبراهيم بن موسى الفرا، وجماعة. توفي سنة ثمان أيضاً.
4 (بكر بن سهل بن إسماعيل.)
أبو محمد الدمياطي، مولى بني هاشم.

(21/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 135
عن: عبد الله بن هاشم بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وسليمان بن أبي كريمة البيروتي، وشعيب بن يحيى، ونعيم بن حماد، ومحمد بن مخلد الرعيني، وصفوان بن صالح الدمشقي، وطائفة. وقرأ قرآن على أصحاب ورش. قرأ عليه: ابن شنبوذ، وزكريا بن يحيى الأندلسي. وحمل الحروف عنه: أحمد بن يعقوب النائب، وإبراهيم بن عبد الرزاق في كتابه إليهما. وعنه: أبو جعفر الطحاوي، وأبو العباس الأصم، وأحمد بن عتبة الرازي، وعلي بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد العسال، وطائفة. وكان شيخاً أسمر، مربوعاً، كبير الأذنين. ولد سنة ست وتسعين ومائة. وقال أبو الشيخ: وكان قد جمعوا له بالرملة خمسمائة دينار ليقرأ عليهم التفسير، فامتنع. وقدم بيت المقدس، فجمع له من الرملة وبيت المقدس ألف دينار، فقرأ عليهم الكتاب. ومات في هذه السنة، أي سنة سبع وثمانين. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن يونس: توفي بدمياط في ربيع الأول، سنة تسع وثمانين. وهذا أصح.)
4 (بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي الأمير.)
من بيت إمرة وتقدم. خرج على المعتضد، فلم يتم أمره. ومات بطبرستان. وجاء الخبر، فأعطى المعتضد البشير ألف دينار. مات سنة خمس وثمانين.

(21/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 136
4 (حرف التاء)

4 (تميم بن محمد بن طمخاج.)
الحافظ أبو عبد الرحمن الطوسي. طوف وسمع: أحمد بن حنبل، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، ومحمد بن رمح، وحرملة، وإسحاق بن راهويه، وسليمان بن سلمة الخبائري، وطائفة. وعنه: أبو النصر الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو عبد الله بن الأخرم. وروى الحسن بن سفيان مع تقدمه في مسنده عن ولده أبي بكر، عن تميم بن محمد. قال الحاكم: وتميم محدث ثقة، مصنف. جمع المسند الكبير على الرجال. قلت: توفي في حدود التسعين ومائتين.

(21/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 137
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت بن زكريا الحراني.)
الصابيء الفيلسوف الحاسب. نزيل بغداد. وكان إليه المنتهى في علوم الأوائل، حقها وباطلها. صنف تصانيف كثيرة. وكان بارعاً في فن الهيئة والهندسة. وله عقب ببغداد على دين الصائبة. وكان ابنه إبراهيم بن ثابت رأساً في الطب، تركن النفس إلى ما يؤرخه. مات على كفره. وأما ثابت بن قرة فأول أمره كان صيرفياً بحران. ثم استصحبه محمد بن موسى بن شاكر لما انصرف من بلد الروم، لأنه رآه فصيحاً ذكياً. ويقال: إنه قدم على محمد بن موسى، فتعلم عنده، فوصله إلى المعتضد، وأدخله في جملة المنجمين. فكان أول ما تجدد للصابئين من الرئاسة والوجاهة ببغداد.) قال ابن أبي أصيبعة: لم يكن في زمان ثابت بن قرة الحكيم من يماثله

(21/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 138
في الطب، ولا في جميع أنواع الفلسفة. وتصانيفه موصوفة بالجودة. ونال رتبة عالية إلى الغابة عند المعتضد، وأقطعه ضياعاً جليلة. وكان يجلس عنده والوزير قائم. وله التلامذة في الطب عيسى بن أسيد النصراني المشهور. قلت: توفي لا إلى رحمة الله سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (ثابت بن نعيم.)
أبو معن الهوجي. عن: آدم بن أبي إياس، ومحمد بن أبي اليسر العسقلاني. وعنه: أبو القاسم الطبراني. وهوجة قرية من أعمال عسقلان.

(21/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 139
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن فارس.)
أبو الفضل الإصبهاني. سمع: سهل بن عثمان العسكري، وأبا مصعب الزهري، ومحمد بن حميد الرازي، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله بن جعفر مسند إصبهان، وأبو الشيخ، وآخرون. وكان محدثاً فاضلاً، له تصانيف. واتفق على موته بالكرج، وذلك في سنة تسع وثمانين.
4 (جعفر بن أحمد بن أبي موسى الموصلي الحذاء.)
عن: الحميدي، وغسان بن الربيع، وغيرهما. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي. وذكر يزيد أنه مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (جعفر بن أحمد بن الحافظ علي بن المديني.)
مات بالبصرة في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
4 (جعفر بن حميد بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي.)
روى عن: جده لأمه عمران بن أبان المزني، عن أنس رضي الله عنه.)

(21/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 140
وعنه: الطبراني.
4 (جعفر بن سليمان النوفلي المدني.)
عن: عبد العزيز الأويسي. وعنه: الطبراني.
4 (جعفر بن محمد بن أبي عثمان.)
أبو الفضل الطيالسي البغدادي الحافظ. سمعك عفان، وسليمان بن حرب، ومسلمة بن إبراهيم، ومحمد بن الفضل عارم، وإسحاق بن محمد الفروي، وابن معين، وخلقاً سواهم. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، صعب الأخذ، حسن الحفظ. قال ابن المنادي: كان مشهوراً بالإتقان والحفظ والصدق. توفي في رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (جعفر بن محمد الخندقي الخباز.)
كان يوصف بالحفظ. روى عن: خالد بن خداش، وسريج بن يونس.

(21/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 141
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن محمد بن ياسين.
4 (جعفر بن محمد بن حرب العباداني، ثم البغدادي.)
عن: سليمان بن حرب، وعبد السلام بن مطهر، ومحمد بن كثير العبدي، وسهل بن بكار. وعنه: جعفر الخلدي، والطبراني، وآخرون.
4 (جعفر بن محمد بن كزال)
أبو الفضل السمسار. عن: عفان، وسعد بن سليمان سعدويه، والحسن بن بشر بن سلم، ويحيى بن عبدويه، وخالد بن خداش، ويحيى الحماني، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.) وقال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: توفي في شوال سنة اثتين وثمانين ومائتين.
4 (جفعر بن محمد القلانسي الرملي.)
عن: آدم بن أبي إياس. قد مر في الطبقة الماضية.
4 (جعفر بن محمد بن بكر البالسي.)
أبو العباس. عن: النجاد، وأحمد بن إسحاق الرازي.

(21/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 142
4 (جعفر بن محمد بن علي)
أبو القاسم البلخي المؤدب الوارق. سكن بغداد وحدث عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن حميد. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (جعفر بن محمد بن هاشم المؤدب)
عن: عفان. وعنه: الطستي.
4 (جعفر بن محمد بن إسحاق المصري)
المعروف بابن الحمارة. عن يحيى بن بكير، وغيره. توفي في عام أربع وثمانين.
4 (جفعر بن محمد بن عرفة)
أبو الفضل البغدادي المعدل. عن: محمد بن شعبة بن جوان. وعنه: الطستي.) ومات في آخر سنة سبع وثمانين ومائتين.

(21/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 143
4 (جفعر بن محمد بن شريك)
أبو الفضل الإصبهاني. عن: يونس، وعبد الله بن عمران، والحسين بن الفرج. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، وأحمد بن جعفر السمسار. توفي سنة ثماني وثمانين.
4 (جعفر بن محمد بن عمران بن بريق، بالراء.)
أبو الفضل المخرمي. عن: سعيد بن محمد الجرمي، وخلف بن هشام. وعنه: أحمد بن كامل، والطبراني، وجماعة. توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (جعفر بن محمد بن اليمان المؤدب)
ثقة. يروي عن: شريح بن النعمان، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه: أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي.
4 (جعفر بن محمد بن سوار)

(21/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 144
أبو محمد النيسابوري. عن: قتيبة وأبي مروان العماني، وعبد الله بن عمر بن الرماح، وعلي بن حجر، وأبي مصعب، وخلق. وعنه: محمد بن صالح بن هانيء، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ويحيى بن منصور، وأبو العباس بن حمدان، وإسماعيل بن مجيد، ومحمد بن العباس بن نجيح البغدادي. حدث بنيسابور، وبغداد، وكان من علماء هذا الشأن. توفي في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين. وقع حديثه عالياً.
4 (جعفر بن محمد الخياط)
) صاحب أبي ثور الفقيه. روى عن: عبد الصمد بن زيد مردويه. وعنه: أبو عمرو بن السماك، وغيره.
4 (جعفر بن إلياس بن صدقة المصري الكباش الحلاب)
عن: نعيم بن حماد، وأصبغ بن الفرج الفقيه. وعنه: الطبراني. توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (جنيد بن حكيم)
أبو بكر الأزدي الدقاق. بغدادي فيه لين ما.

(21/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 145
سمع: علي بن المديني، وعبادة بن زياد. وتعنه: أبو سهل القطان، ومحمد بن مخلد القطار، وأحمد بن كامل، وعلي بن حماد، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة ثلاث وثمانين. قال الدارقطني: ليس بالقوي.
4 (جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون.)
أبو العساكر الطولوني: تملك بعد قتل أبيه بدمشق: أقام بها ستة أشهر ثم سار إلى الديار المصرية، فوثب عليه أخوه هارون فقتله، لكونه قتل عميه. وذلك في سنة ثلاث وثمانين. خرج عليه الأمراء فخلعوه في جمادى الآخرة، وسجن فمات، أو قتل، في السجن.

(21/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 146
4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن عبد العزيز.)
أبو ليلى أمير إصبهان. قتل في سنة أربع وثمانين، وطيف برأسه.
4 (الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر.)
المحدث أبو محمد التيمي البغدادي الخطيب مسند بغداد في وقته. ولد سنة ست وثمانين ومائة.) وسمع: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وسعيد بن عامر الضبعي، وعبد الله بن بكر السهمي، وهاشم بن القاسم، وكثير بن هشام، والواقدي، وروح بن عبادة، وعثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عاصم، وأبا بدر شجاع بن الوليد، ويحيى بن أبي بكير، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو جعفر الطبري، ومحمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وأبو

(21/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 147
بكر النجاد، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وأبو بكر الشافعي، وعبد الله بن الحسين النضري المروزي، وخلق. قال الدارقطني: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو الفتح الأزدي الضعيف: الحارث بن أبي أسامة ضعيف، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قلت: هذه مجازفة، وليت الأزدي عرف ضعف نفسه. وقد أمر الدارقطني البرقاني بإخراج الحارث في الصحيح. وكذا ضعفه محمد بن حزم. قلت: والحارث ثقة، وربما أخذ على التحديث. ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المرزبان:
(أبلغ الحارث المحدث قولاً .......... من أخ صادق شديد المحبه)

(ويك قد كنت تعتزي سالف الده .......... ر قديماً إلى قبائل ضبه)

(كتبت الحديث عن سائر النا .......... س، وحاذيت في اللقاء ابن شبه)

(عن يزيد، والواقدي، وروح .......... وابن سعد، والقعنبي، وهدبه)

(ثم صنفت من أحاديث سفيا .......... ن، وعن مالك ومسند شعبه)

(وعن ابن المديني فما زل .......... تقديماً تبث في الناس كتبه)

(أفعنهم أخذت بيعك .......... للعلم وإيثار من يزيدك حبه)
في أبيات. فلما سمعها قال: أدخلوه، فضحني، قاتله الله. وله مسند كبير، سمعنا منه عدة أجزاء بالإتصال.

(21/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 148
وقال محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إبراهيم الحربي، عن الحارث بن محمد، وقلت) يأخذ الدراهم، فقال: إسمع منه فإنه ثقة. أخبرنا إسحاق الأسدي: أنا يوسف الحافظ، أنا خليل بن أبي الرجاء، أنا أبو علي المقريء، وأنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن يوسف النصيبي: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، أن الخلد بن سعدان حدثه، أن جبير بن نصر حدثه، أن عبد الله بن عمرو حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين أصفرين فقال: إن هذه ثياب الكفار، فلا تلبسه. صحيح غريب. قال غنجار البخاري: سمعت محمد بن موسى الرازي: سمعت الحارث بن أسامة يقول: لي ست بنات، أكبرهن بنت سبعين سنة، وأصغرهن بنت ستين سنة. وما زوجت واحدة منهن لأني فقير، وما جاءني إلا الفقير، فكرهت أن أزيد في عيالي. وإني وضعت كفني على هذا الوتد منذ نيف وثلاثين سنة، مخافة أن لا يجدوا ما يكفنوني فيه. رواها علي بن محمد الرازي الطبيب، عن محمد بن موسى أيضاً. توفي يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين، عن سبع وتسعين سنة.
4 (حامد بن شادي الكشي.)
حدث ببغداد عن: قتيبة، وعلي بن حجر. وعنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
4 (حبشي بن أحمد بن سليمان الموصلي السمسار.)
عن: القعنبي، وغيره من أهل الموصل. توفي سنة ست وثمانين.

(21/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 149
4 (حبوش بن رزق الله بن سنان.)
أبو محمد الكلوذائي الأصل المصري. عن: عبد الله بن صالح، والنصر بن عبد الجبار، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وجماعة. وكان من عدولي مصر. روى عنه: علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. توفي سنة اثنتين وثمانين.
4 (حجاج بن عمران السدوسي.)
) كاتب الحكم للقاضي بكار. حدث عن: بكار وقبله عن: سليمان بن داود الشاذكوني. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة خمس وثمانين.
4 (الحزنبل الأديب.)
هو: محمد بن عبد الله بن عاصم. أبو عبد الله التميمي البغدادي الإخباري. روى عن: أبي عبيدة بن الأعرابي، وابن السكيت. وعنه: أبو بكر الصولي، ومحمد حمويه الفرضي، وغيرهما. مدح الخلفاء والأمراء، وطال عمره، واشتهر ذكره.
4 (الحسن بن أحمد بن أبان الرافقي.)
عن: أبي جعفر النفيلي. توفي سنة تسعين.

(21/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 150
4 (الحسن بن أحمد بن الليث.)
أبو الحسن الرازي. سمع: إبراهيم بن موسى الحافظ، وعبد الله القواريري، وأقرانهما. وعنه: أبو الحسن القطان، وطائفة. مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (الحسن بن أحمد بن الطبيب الصنعاني.)
سمع الموطأ من محمد بن عبد الرحيم بن شروس، عن مالك. أخذ عنه: أبو الحسن القطان. مات سنة سبع وثمانين، ورخه الخليلي.
4 (الحسن بن أيوب بن مسلم القزويني.)
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن يونس. وعنه: إسحاق الكيساني، وأهل قزوين.) وكان أسند من بقي بتلك الديار. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (الحسن بن جرير.)

(21/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 151
أبو علي الصوري الزنبقي. عن: عيسى بن مينا قالون، وسعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير، وجماعة كثيرة. وعنه: علي بن أبي العقب، وخثيمة الأطرابلسي، وسلامة بن أحمد الصوري، والطبراني، وآخرون. والزنبقي: بالنون.
4 (الحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني المصري.)
عن: يزيد بن سعيد الإسكندراني، عن مالك. وعنه: الطبراني. توفي سنة تسع وثمانين بمصر.
4 (الحسن بن الجهم.)
أبو علي التميمي الإصبهاني. عن: الحسين بن الفرج، وحبان بن بشر. وعنه: أحمد بن بندار الشعار. توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (الحسن بن ليلى الموصلي.)
عن: غسان بن الربيع، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة خمس وثمانين ومائتين.

(21/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 152
4 (الحسن بن سهل بن عبد العزيز البصري بن المجوز.)
سمع: أبا عاصم النبيل، وعثمان بن الهيثم. وعنه: الطبراني، وعلي بن محمد بن سختويه، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.) توفي الحسن بن سهل بالبصرة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
4 (الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي الجمال.)
أبو علي المقريء المجود، نزيل بغداد. سمع: ابن عثمان، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني، ويعقوب بن حميد بن كاسب. وقرأ القرآن على: أحمد بن قالون، وأحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وأحمد بن صالح المصري. وتصدر للإقراء. وكان من كبار المحققين للقراءآت. قرأ عليه: أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر النقاش، وأحمد بن حماد صاحب المشطاح. وروى عنه: محمد بن مخلد، وابن السماك، وعبد الصمد الطستي، وابن قانع، وأبو سهل القطان، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. وتوفي في رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين.

(21/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 153
4 (الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله الأبناوي اليماني البوسي الصنعاني.)
وروى عن: عبد الرزاق، وغيره. وعنه: الطبراني. قال أبو القاسم بن مندة: توفي سنة ست وثمانين. والبوسي: بالفتح والإهمال: ضبطه السلفي، وغيره. وروى عنه: حفيده عبد الأعلى محمد بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وأحمد بن شعيب الأنطاكي، وأبو عوانة الحافظ في صحيحه، وأبو الحسن بن سلمة القطان وقال: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وتسعين ومائة، وسمعت من عبد الرزاق نحواً من خمسين حديثاً. وتوفي سنة سبع وثمانين.
4 (الحسن بن علي بن الفرات.)
أبو علي الكرماني.) حدث بإصبهان عن: يزيد بن هارون، وأبي نعيم.

(21/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 154
وعنه: أحمد بن الحسن النقاش. وبقي إلى بعد الثمانين. قال أبو نعيم الحافظ: فيه ضعف.
4 (الحسن بن علي بن خالد بن زولاق.)
أبو علي المصري الشيعي. عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ويحيى بن سليمان الجعفري. وعنه: الطبراني. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (الحسن بن علي بن ياسر.)
الفقيه أبو علي البغدادي خال الحافظ أبي الآذان. حدث عن: محمد بن بكار بن الريان، وطبقته. وعنه: علي بن محمد الواعظ، والطبراني. قال الخطيب: ثقة. توفي بمصر سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (الحسن بن علي بن حجاج الأنصاري البغدادي.)
عن: عبد الله بن معاوية الجمحي. وعنه: الطبراني.
4 (الحسن بن علي بن خلف الصيلاني الدمشقي الصرار.)

(21/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 155
سمع: سليمان بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن إبراهيم الترجمان، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن زبر القاضي، والطبراني، وجماعة. توفي سنة تسع وثمانين أيضاً.
4 (الحسن بن عليل بن الحسين بن علي بن جيش.)
أبو علي اللغوي العنبري البغدادي. عن: أبي نصر التمار، ويحيى بن معين، وهدبة، وخالد.) وعنه: الحسين بن القاسم الكوكبي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وابن قانع، والطبراني. قال الخطيب: كان صدوقاً صاحب أدب وأخبار. واسم أبيه علي. وقال غيره: له كتاب التوارد. وتوفي في سلخ المحرم سنة تسعين ومائتين.
4 (الحسن بن عمرو بن الجهم.)
أبو الحسن الشيعي. وقيل: السبيعي. قال الخطيب: روى عن: علي بن المديني، وبشر الحافي. وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي. وثقة الدارقطني. وصوابه: الشيعي. وكان يقول ابن السماك وحده: السبيعي. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين.

(21/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 156
4 (الحسن بن غليب بن سعيد الأزدي.)
مولاهم المصري. عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، ومهدي بن جعفر الرملي، وجماعة. وعنه: ن. وقال: ثقة. حكاه أبو القاسم الحافظ. وقال أبو الحجاج الحافظ: لم أقف على روايته عنه. وروى عنه: محمد بن هارون بن شعيب بن الأنصاري، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدينوري، والطبراني. توفي في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
4 (الحسن بن أحمد بن أبي بشر.)
أبو علي السامري المقريء السراج. عن: بشر بن الوليد الكندي، وأبي صلت الهروي، وأبي سهم الأنطاكي، وغيرهم. وعنه: عبد الله الخراساني، وابن قانع. توفي سنة تسعين أيضاً. أرخه ابن المنادي وقال: كان من أفضل الناس.)
4 (الحسن بن المتوكل البغدادي.)

(21/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 157
عن: هوذة بن خليفة، وسريج بن النعمان. وعنه: الطبراني.
4 (الحسين بن إسحاق التستري الدمشقي.)
محدث رحال ثقة. سمع سعيد بن منصور، وعلي بن بحر القطان، وحامد بن يحيى البلخي، ويحيى بن سليمان، وشيبان بن فروخ، ويحيى الحماني، وخلقاً. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال ابن قانع: توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (الحسين بن إسماعيل.)
أبو عبد الله المهدي البغدادي. ذكره الخليلي في مشيخة أبي الحسين القطان، وأنه سمع منه: إبراهيم الرمادي، وهدبة بن خالد. مات سنة سبع وثمانين.
4 (الحسين بن بشار.)
أبو علي البغدادي الخياط. عن: أبي بلال الأشعري، ونصر بن خراش. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. قال الخطيب: كان ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.

(21/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 158
4 (الحسين بن الحكم بن مسلم.)
أبو عبد الله القرشي الكوفي الحبري الوشاء. عن: إسماعيل بن أبان الوراق، وحسن بن حسين الأشقر، وأبي غسان مالك بن إسماعيل. وعنه: أبو العباس بن عقبة، وأحمد بن إسحاق بن هلال، وخثيمة الأطرابلسي، وآخرون. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزار.)
) عن: أبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: عمر بن محمد الكاغدي، وعثمان بن السماك، وآخرون. وهو ضعيف، وقد جمع تاريخاً. توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين. ورماه بالكذب مطين.

(21/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 159
4 (الحسين بن داود بن معاذ.)
أبو علي البلخي الأديب العلامة، نزيل نيسابور، أحمد المتروكين. حدث عن: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وأبي بكر بن عياش، وشقيق البلخي، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق، وإبراهيم بن هدبة، وغيرهم. وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: علي بن محمد بن عبيد الحافظ، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأبو بكر الشافعي. قال الخطيب: ولم يكن ثقة، فإنه روى عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، نسخة أكثرها موضوعة. وقال الخلال: أنا يوسف القواس، ثنا محمد بن العباس بن شجاع، ثنا الحسين بن داود، ثنا الفضيل بن عياض. قلت: فذكر حديثاً قال فيه الخطيب: موضوع. وقال الحاكم: لم ينكر تقدم حسين بن داود بن معاذ في الأدب والزهد، إلا أنه روى عن جماعة لا يتحمل سنة السماع منهم، مثل الفضيل، وابن المبارك. وقد كثرت المناكير أيضاً في رواياته، منها حديث عن فضيل، عن منصور عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أوحي إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك.

(21/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 160
قال الحاكم: وأخبرونا أنه توفي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (الحسين بن السميدع.)
أبو بكر البجلي الأنطاكي. قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن المبارك الصوري، وموسى بن أيوب النصيبي، ومحبوب بن موسى الفراء، ومحمد بن رمح المصري، وطائفة.) وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، والطبراني، وآخرون. وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (الحسين بن عبد الله بن شاكر.)
أبو علي السمرقندي. سكن بغداد. وحدث عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن المنادي: مات في شوال سنة ثلاث وثمانين. وقال غيره: كان وراق داود الظاهري. وقد وثقه أبو سعيد الإدريسي.

(21/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 161
4 (الحسين بن علي.)
أبو العلاء الشاشي. عن: علي بن حجر، ونحوه. روى عنه: أهل الشاش. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة ثلاث أيضاً.
4 (الحسين بن علي بن الفضل الأنصاري الموصلي.)
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزدي، وقال: ثقة. توفي سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (الحسين بن علي بن بشر الصوفي.)
عن: قطن بن نسير، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (الحسين بن علي بن مهران الدقاق.)
شيخ نيسابور.) سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه: أبو الفضل بن محمد بن إبراهيم، وعلي بن عيسى، وجماعة. توفي سنة خمس أيضاً.
4 (الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي.)

(21/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 162
أبو علي المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن. قال الحاكم: أقدمه عبد الله بن طاهر معه نيسابور سنة سبع عشرة ومائتين. واتباع له الدار المشهورة به بدار عمه، فسكنها. وبقي يعلم الناس العلم، ويفتي عنده في تلك الدار إلى أن توفي سنة اثنتين وثمانين، عن مائة وأربع سنين. وقبره مشهور يزار. سمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، والحسن بن قتيبة المدائني، وأبا النضر، وشبابة، وهوذة بن خليفة. سمعت محمد بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت أبي يقول: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم. وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ما رأيت أفصح لساناً من الحسين بن الفضل. وسمعت أبا سعيد بن أبي حامد: سمعت محمد بن يعقوب الكرابيسي، صاحب دار الحسين بن الفضل يقول: كان الحسين في آخر عمره يأمرنا أن نبسط له بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة. فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم، فرفع حاجبه ثم قال لي: من هؤلاء فقلت: هذا أبو بكر بن خزيمة، وجماعة معه. فقال: يا سبحان الله بعد أن كان يزورنا في هذه الدار إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، يمر بنا ابن خزيمة، فلا يسلم أرأيتم أعجب من هذا. سمعت إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم: سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهاماً من الله تعالى. فإنه كان تجاوز حد التعليم.

(21/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 163
وكان يركع في اليوم والليلة ستمائة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار. سمعت أبا زكريا العنبري يقول لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر خراسان قال: يا أمير المؤمنين لي حاجة.) قال: مقضية. قال: تسعفني بثلاثة: الحسين بن الفضل البجلي، وأبو سعيد الضرير، وأبو إسحاق القرشي. قال: قد أسعفناك. وقد أخليت العراق من الأفراد. ثم ساق له الحاكم من الأحاديث في الغرائب والأفراد نحو بضعة عشر حديثاً. فيها حديث باطل. قالوا: حدثنا محمد بن مصعب: ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً: من فرج عن مؤمن كربة جعل الله له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بهما من لا يحصيهم إلا رب العزة. روى عنه: محمد بن الأحزم، ومحمد بن صالح، ومحمد بن القاسم العتكي، وعمرو بن محمد منصور، وأحمد بن شعيب الفقيه، ومحمد بن علي المعدل، وأبو الطيب محمد بن عبد الله المبارك، وآخرون.

(21/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 164
سمعت محمد بن صالح يقول: شهدت جنازة الحسين، وتوفي يوم السبت لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وأربع سنين. وصلى عليه أبو بكر محمد بن النضر الجارودي. ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ. واجتمع لذلك اليوم خلق عظيم للصلاة عليه.
4 (الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز.)
أبو علي البغدادي الحافظ. صاحب محمد بن سعد مؤلف الطبقات. سمع منه، ومن: مصعب، وخلف بن هشام، ومحمد بن سلام الجمحي، ويحيى بن معين، ومحرز بن عون، وأبي خثيمة، وجماعة. وعنه: أحمد بن معروف الخشاب، وأحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي الطوماري. وكان له جلساء من أهل العلم يذاكرهم. وكان عسراً في الرواية. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال الخطبي: ولد سنة إحدى عشر ومائتين، ومات في رجب سنة تسع وثمانين. قال ابن كامل: كان حسن المجلس، مفنناً في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده وقطوعه، ولأصناف الأخبار، والنسب، والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحاً، متوسطاً في الفقه. ويميل إلى مذهب العراقيين.) سمعته يقول: صحبت ابن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعب بن عبد الله، فأخذت عنه معرفة النسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت الحسن بن حماد سجادة، فأخذت عنه الفقه.

(21/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 165
4 (الحسين بن محمد بن زياد.)
أبو علي النيسابوري القباني الحافظ. أحد أركان الحديث بنيسابور. سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وطائفة ببلده. و: سهل بن عثمان العسكري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا مصعب، وأبا بكر بن أبي شيبة، وسريج بن يونس، وطبقتهم في رحلته. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري وهو من شيوخه وقد قال خ. في صحيحه: ثنا حسين، ثنا أحمد بن منيع، فذكر حديثاً. فقيل إنه القباني. كذا قاله أبو النصر الكلاباذي، وغيره. وقال بعضهم: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي. والأول أشبه، لأن القباني كان عنده مسند ابن منيع بكماله، ولأنه كان يلزم البخاري، ويهوى هواه، لما وقع للبخاري بنيسابور ما وقع مع الذهلي. وعنه أيضاً: دعلج، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ويحيى بن محمد العنبري، وجماعة كثيرة من شيوخ الحاكم.

(21/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 166
وقال فيه الحاكم: أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا. رحل وأكثر وصنف المسند، والأبواب، والتاريخ، والكنى، ودونت في الدنيا. ثم روى الحاكم بإسناده، عن القباني قال: كان لزياد جدي قبان، ولم يكن وزاناً. ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كثير قبان. وكان الناس إذا أرادوا أن يزنوا شيئاً، جاؤونا، فاستعاروا قبان جدي. فشهر بالقباني. وكان جدي حمله من بلاد فارس إلى نيسابور. وقال أبو عبد الله بن الأخرم: كان أبو علي القباني يجمع أهل الحديث عنده بعد مسلم بن الحجاج. وقال محمد بن صالح بن هانيء: سمعت الحسين بن محمد بن زياد، وثنا بحديث عن سريج بن يونس فقال: هذا الحديث كتبه عني محمد بن إسماعيل البخاري، وحدث به. ورأيته في) كتاب بعض الطلبة، قد سمعه من البخاري عني. توفي القباني سنة تسع وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
4 (الحسن بن معاذ بن محمد بن منصور.)
أبو علي النميري النيسابوري الضبع. سمع: يحيى بن يحيى، وابن راهويه. وبالعراق: سهل بن عثمان، وأبا الربيع الزهراني. وبالحجاز: يعقوب بن حميد، ومحمد بن زنبور. وعنه: أبو بكر بن علي الرازي الحافظ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانيء. توفي في الخامس والعشرون من رمضان سنة ثلاث وثمانين بنيسابور.
4 (الحسين بن الهيثم بن ماهان.)

(21/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 167
أبو الربيع الرازي الكسائي. سمع: هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح الجرجاني، وحرملة التجيبي، وطبقتهم. وعنه: النجاد، وابن القطان، وأبو عوانة، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به.
4 (حسنون بن الهيثم.)
أبو علي الدويري المقريء. قرأ علي: هبيرة التمار صاحب حفص. وحدث عن: محمد بن كثير القهري، وداود بن رشيد. وأقرأ الناس. قرأ عليه: أبو بكر الديبلي شيخ لأبي العلاء القاضي الواسطي. وذكر أبو النقاش أنه قرأ عليه. وحدث عنه: عبد الرحمن بن العباس والد المخلص، وأبو بحر البربهاري، وغيرهما. توفي سنة تسعين. وقد سمع منه الحروف: ابن مجاهد.) وقرأ عليه: محمد بن أحمد بن هارون الحربي.

(21/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 168
4 (حفص بن عمر سنجة الرقي)
قيل: توفي سنة خمس وثمانين. وقيل: توفي سنة ثمانين. وقد ذكر.
4 (حمدان بن ذي النون)
وأبو أحمد السلمي. عن: مكي بن إبراهيم. وعنه: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الفقيه، وغيره. توفي في آخر سنة..... وثمانين.
4 (حمدان بن ياسين الموصلي الفراء)
أبو أحمد. عن: أبيه، ومعلى بن مهدي. وعنه: أهل الموصل. وروى يزيد بن محمد في تاريخه، عن رجل، عنه وقال: توفي بعد الثمانين ومائتين.
4 (حمدون بن أحمد بن عمارة بن زياد بن رستم)

(21/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 169
أبو صالح القصار، شيخ أهل الملامة، ورئيسهم. وأول من أظهر الملامة بنيسابور. كان قليل الكلام كثير الفوائد. قال السلمي: مات بعد الثمانين ومائتين. قلت: قد مر في الطبقة الماضية.
4 (حشنام بن إسماعيل)
أبو بكر النيسابوري. عن: إسحاق بن راهويه، وأبي سعيد الأشج، وإبراهيم بن بشار الخراساني الصوفي، وغيرهم. وعنه: جعفر بن محمد بن سوار، وزنجويه اللباد، وعبد الله بن المبارك الشعيري.

(21/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 170
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري)
) روى عنه عبد الصمد الطستي حديثاً منكراً. وتوفي سنة اثنتين وثمانين. وروى عنه أيضاً: أحمد بن أبي طاهر، ومحمد بن خلف بن المرزبان. وهو ابن يزيد، كذا ضبطه في تاريخ الخطيب مرتين.
4 (خطاب بن سعد الخير الأزدي الحمصي.)
عن: هشام بن عمار، وأبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي. وعنه: أبو الحسن شنبوذ، والطبراني، وأبو علي بن هارون الأنصاري، وجماعة. ولعله بقي إلى بعد التسعين ومائتين.
4 (خلف بن الحسن بن جوان الواسطي.)
عن: محمد بن خالد بن عبد الله الطحان، وغيره. وعنه: ابن قانع، والطستي. قال الدارقطني: لا بأس به.

(21/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 171
4 (خلف بن المختار المغربي الأطرابلسي النحوي اللغوي.)
من كبار علماء العربية ببلده. توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (خمارويه بن أحمد بن طولون.)
الملك أبو الجيش صاحب مصر والشام بعد والده سنة خمسين ومائتين. وولي الأمر سنة سبعين. كان جواداً ممدحاً، شجاعاً مبذراً بيوت الأموال. ذكر أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن علي بن محمد الماذرائي، عن عم أبيه أبي علي الحسين بن أحمد الكاتب قال: كان أبو الجيش خمارويه يتنزه بمرج دمشق بعذرا، فغنى له المغني صوتاً أبدل منه كلمة وهو:

(21/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 172
(قد قلت لما هاج قلبي الذكرى .......... وأعرضت وسط السماء الشعرى)
ما أطيب الليل بسر مرأى فقال: ما أطيب الليل بمرج عذرا. فأمر له أبو الجيش بمائة ألف دينار.) فقلت: أيها الأمير، تعطي مغنياً في بدل كلمة مائة ألف دينار، وتضايق المعتضد. فقال لي: كيف أعمل وقد أمرت، ولست أرجع. فقلت: نجعلها مائة ألف دينار درهم. فقال لي: أطلقها له معجلة، وما بقي له نبسطها في سنين حتى تصل إليه. قال ابن مسرور: وحدثني أبو محمد، عن أبيه قال: كنت مع أبي الجيش على نهر ثور، فانحدر من الجبل أعرابي فأخذ بلجامه، فصاح به الغلمان فقال: دعوه. قال: أيها الملك اسمع لي. قال: قل. فقال:
(إن السنان وحد السيف لو نطقا .......... لحدثا عنك بين الناس بالعجب)

(أفنيت مالك تعطيه وتنهبه .......... يا آفة الفضة البيضاء والذهب)
فأعطاه خمسمائة دينار. فقال: أيها الملك زدني. فقال للغلمان: اطرحوا سيوفكم ومناطقكم. فقال: أيها الملك، أثقلتني. قال: أعطوه بغلاً. ونقل غيره واحد أن محمد بن أبي الساج قصد خمارويه في جيش عظيم

(21/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 173
من بلاد أرمينية فالجبال، وسار إلى جهة مصر، فالتقاه خمارويه فهزمه خمارويه، وكانت ملحمة مشهورة. ثم ساق خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الروم، وعاد وقد ملك من الفرات إلى النوبة. ولما استخلف المعتضد بادر خمارويه وبعث إليه بالهدايا والتحف، وسأله أن يزوج ابنته قطر الندى بولده المكتفي بالله. فقال المعتضد: بل أنا أتزوجها. فتزوج بها في سنة إحدى وثمانين، ودخل بها في آخر العام. وأصدقها ألف ألف درهم. فقيل: إن المعتضد أراد بزواجها أن يفقر أباها. وكذا وقع، فإنه جهزها بجهاز عظيم يتجاوز الوصف. حتى قيل إنه أدخل معها ألف هاون من الذهب، والله) أعلم بصحة ذلك. والتزم للمعتضد أن يحمل إليه في السنة مائتي ألف دينار، بعد القيام بمصالح بلاده. قال ابن عساكر: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: حدثني إبراهيم بن محمد بن صالح الدمشقي قال: كان أبو الجيش كثير اللواط مجترئاً على الله. بلغ من أمره أنه دخل الحمام، فأراد من واحد الفاحشة، فأمر أن يدخل في دبره يد كرنيب. ففعل به، فصاح واضطرب في الحمام إلى أن مات. فأبغضه الخدم، واستفتوا العلماء في حد اللواطي، فقالوا: حده القتل. فتواطئوا على قتله، فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين في قصر دير مران ظاهر دمشق. وهربوا، فظفر بهم طف بن جف الأمير، فأدخلهم دمشق، ثم ضرب أعناقهم. وقيل إنه نقل إلى مصر، فدفن عند أبيه. وروى عبد الوهاب بن الحسن بن الحسن الكلابي، عن أبيه أنه ذهب إلى حمص، قال: عرفني مؤذن الجامع، فأضافني في المأذنة في ليلة مقمرة، فلما كان وقت السحر قام يؤذن. فأشرفت في المأذنة، فإذا بكلب قد جاء بكلب، فقام إليه فقال: من أين جئت؟

(21/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 174
قال: من دمشق، الساعة قتل أبو الحسن بن طولون. قتله بعض غلمانه. فقلت: للمؤذن: ألا تسمع قال: نعم. وأصبحنا، فورخت ذلك، وسرت إلى دمشق، فوجدته صحيحاً.
4 (خير بن سعيد بن خير.)
الفقيه أبو عبد الرحمن المالكي قاضي الإسكندرية وبرقة. حدث عن: محمد بن خلاد، وغيره. وتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل.)
أبو طاهر المصري. عن: يحيى بن بكير، وعروة بن مروان الرقي، وعبد الله بن صالح، وزيد بن عبد ربه الحمصي، وجماعة. وعنه: علي بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو طالب الحافظ، وآخرون.) توفي في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (خير بن موفق.)
أبو مسلم المصري. عن: يحيى بن بكير، ومنصور بن أبي مزاحم، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.

(21/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 175
4 (حرف الدال)

4 (داود بن إسماعيل الجوزي.)
في تاريخ بغداد أنه حدث عن: بشر الحافي، ويزيد بن أبي عمر بن جنزة. وعنه: عبيد بن عبد الرحمن، وعثمان بن إسماعيل السكريان، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وابن قانع، وغيرهما. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (داود بن سليمان الساجي.)
عن: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب. وعنه: محمد بن نجيح، والطستي. وأحاديثه مستقيمة. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (دبيس بن سلام.)

(21/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 176
أبو علي القصباني. عن: علي بن عاصم. وعنه: عبد الصمد الطستي. قال الدارقطني: ضعيف. وقال الطستي: ثقة.

(21/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 177
4 (حرف الراء)

4 (روح بن الفرج القطان.)
أبو الزنباع المصري.) محدث مكثر مقبول. سمع: أبا عاصم صالح كاتب الليث، وعبد الغفار بن داود، وسعيد بن عفير، ويحيى بن سليمان الجعفي، ويوسف بن عدي، ويحيى بن بكير. وعنه: أبو جعفر الطحاوي، وعبد الله بن أحمد بن إسحاق، وعلي بن محمد الواعظ، وأحمد بن الحسن بن عقبة الرازي، وسليمان الطبراني، وآخرون. روى عنه: أبو بكر البزاز في مسنده وقال: يقال ليس بمصر أوثق ولا أصدق منه. وقال الطحاوي: كان من أوثق الناس. وقال ابن قديد: رفعه الله بالعلم والصدق. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

(21/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 178
4 (روح من الفرج.)
أبو حاتم البغدادي المؤدب. عن: محمد بن زنبور.

(21/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 179
4 (حرف الزاي)

4 (زرقان الرياق.)
عن: عبد الله بن صالح العجلي، ومسدد. وعنه: أبو سهل القطان. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين. واسمه محمد بن عبد الله.
4 (زكريا بن حمدويه الغدادي الصفار.)
عن: عفان. وعنه: الطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين.
4 (زكريا بن داود بن بكر النيسابوري.)
قال الحاكم أبو عبد الله: هو أبو يحيى الخفاف المقدم في عصره، صاحب التفسير الكبير. سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وعلي بن جعد، وأبا مصعب الزهري، وأبا بكر بن) أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد بن الشرقي.

(21/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 180
وثنا عنه: الحسن بن يعقوب، ومحمد بن صالح بن هانيء، ومحمد بن داود بن سليمان، وعلي بن عيسى. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.
4 (زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة.)
أبو عبد الرحمن السجزي الحافظ. نزيل دمشق. ويعرف بخياط السنة. سمع: قتيبة، وشيبان بن فروخ، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن الوليد، وحكيم بن سيف الرقي، وصفوان بن صالح المؤذن، وطبقتهم. وعنه: ن. فأكثر وابن جوصا، ومحمد بن إبراهيم بن دودان، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. وثقة النسائي، وغيره. ومولده سنة خمس وتسعين ومائة. وتوفي سنة تسع وثمانين عن أربع وتسعين سنة. قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: كان ثقة حافظاً، ثنا عنه إسحاق، وأحمد أبناء إبراهيم بن الحداد.
4 (زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغدادي.)

(21/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 181
أبو يحيى الناقد. أحد العباد. سمع: خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل، وفضيل بن عبد الوهاب. وعنه: أبو بكر الخلال، وأبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ثقة فاضل. قال محمد بن جعفر بن سام: لو قيل لأبي يحيى الناقد: غداً تموت، ما ازداد في عمله. قلت: توفي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (زياد بن الخليل.)
أبو سهل التستري.) حدث ببغداد عن: مسدد، وإبراهيم بن بشار، والرمادي، وجماعة. وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: لا بأس به. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. وقيل سنة تسعين.

(21/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 182
4 (حرف السين)

4 (السري بن سهل الجنديسابوري.)
عن: عبد الله بن رشيد. وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني، وغيرهما. توفي بفارس سنة تسع وثمانين.
4 (سعيد بن إسرائيل القطيعي البغدادي.)
عن: حبان بن موسى، وإسماعيل بن عيسى العطار. وعنه: الطستي، والطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين.
4 (سعيد بن الأشعث السجستاني.)
أخو الإمام أبي داود السجستاني. توفي سنة أربع وثمانين.
4 (سعيد بن أوس.)
أبو عثمان السلمي الدمشقي الإسكافي. عن: أحمد بن أبي الحواري، وهشام الأزرق. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطبراني، وجماعة. وهو

(21/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 183
سعيد بن الحكم بن أوس، نسبوه إلى جده.
4 (سعيد بن سيار الواسطي.)
سمع: عمرو بن عون. روى عنه: الطبراني.
4 (سعيد بن عبدويه البغدادي بن الصفار.)
) عن: الربيع بن ثعلب. وعنه: ابن قانع، والطبراني.
4 (سعيد بن عثمان.)
أبو سهل الأهوازي. عن: أبي الوليد الطيالسي، وبكار السيريني، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: صدوق.
4 (سعيد بن محمد بن المغيرة المصري.)
عن: سعيد بن سليمان سعدويه. وعنه: الطبراني.
4 (سعيد بن محمد.)

(21/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 184
أبو عثمان الأنجداني. عن: أبي عمرو الحوضي، وغيره. وعنه: أحمد بن كامل، والطستي، وأبو تلا الشافعي. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (سعيد بن ياسين البلخي الوراق.)
حدث ببغداد عن: قتيبة، وجماعة. وعنه: الطستي، وابن قانع، وابن نجيح. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً.
4 (سلامة بن محمد بن ناهض.)
ويقال: سلام مخففاً أيضاً. أبو بكر الترياقي المقدسي. سمع: هشام بن عمار، وصفوان بن صالح، والوليد بن حجر الرملي. وعنه: جعفر الفريابي وهو من أقرانه، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطبراني.
4 (سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد الله بن حذلم)
أبو أيوب الأسدي الدمشقي.) عن: أبيه، عن الوليد بن المسلم.

(21/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 185
وعن: صفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وجماعة. وعنه: ن.
4 (سليمان بن محمد بن الفضل النهرواني.)
أبو منصور. عن: محمد بن السري العسقلاني، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن وهب الحراني. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي.
4 (سماعة بن أحمد.)
أبو بكر البصري القاضي. عن: بكار بن محمد السيريني. وعنه: عبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد الطستي، وابن نجيح. وهو ثقة.
4 (سماك بن عبد الصمد.)
أبو القاسم الأنصاري الدمشقي. عن: خالد بن عمرو السلفي، وأبي مسهر الغساني. وعنه: أبو عوانة، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة اثنتين وثمانين بطرسوس.

(21/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 186
4 (سنان بن محمد بن طالب.)
أبو بكر التميمي الموصلي. عن: أبي نعيم، وعفان، وأبي الجواب، وغيرهم. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه، وقال: توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (السندي بن أبان.)
أبو نصر، غلام خلف بن هشام البزار. عن: يحيى الحماني، وغيره. وعنه: عبد الصمد الطستي.) توفي سنة إحدى أيضاً.
4 (سهل بن سعد بن نضلة الطائي.)
أبو القاسم القزويني. سمع: علي بن محمد الطنافسي، وأبا مصعب الزهري، وجماعة. قال الخليلي في شيوخ القطان: كان ثقة أيضاً. وذكر أنه كان حياً في هذا الحين.
4 (سهل بن عبد الله التستري.)

(21/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 187
الإمام العارف أبو محمد شيخ الصوفية. روى عن: خاله محمد بن سوار. وصحبة ذي النون المصري قليلاً. لقيه في الحج. وعنه: عمر بن واصل، وأبو محمد الحريري، وعباس بن عصام، ومحمد بن المنذر الهجيمي، وجماعة. وكان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعد مع الجنيد. وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك. فنقل أبو القاسم التميمي في الترغيب والترهيب من طريق أبي زرعة الطبري: سمعت ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يقول: قال سهل، ورأى أصحاب الحديث فقال: إجتهدوا أن لا تلاقوا الله إلا ومعكم المحابر. وفي ذم الكلام، بإسناد، عن سهل وقيل له: إلى متى يكتب الرجل الحديث قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره على قبره. قرأت على ابن الخلال، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام عبد الرحمن بنيسابور: سمعت الحسين الدقيقي يقول سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث. فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة. قلت: هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة. وبلغنا أنه أتى إلى أبي داود السجستاني مصنف السنن، فقال: أريد أن تخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله.) فأخرجه له فقبله.

(21/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 188
ومن كلامه: لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه. وقال: الجاهل ميت، والناس ينائم، والعاصي سكران، والمصر هالك. وقال: الجوع سر الله في أرضه، لا يودعه عند من يديعه. وقال إسماعيل بن علي الأبلي: سمعت سهل بن عبد الله بالبصرة سنة ثمانين ومائتين يقول: العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث، نصبه الحق دلالة وعلمنا لنا، لتهتدي القلوب به إليه، ولا تجاوزه، أي بما أثبت الحق فيها من نور الهداية، ولم يكلفها علم ماهية هويته. فلا كيف للإستواء عليه، لأنه لا يجوز للمؤمن أن يقول: كيف الإستواء لم خلق الإستواء وإنما عليه الرضى والتسليم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنه على عرشه. وإنما سمي الزنديق زنديقاً، لأنه وزن دق الكلام بمخبول عقله، وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والإقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى. فعند ذلك لم يؤمن بأن الله على عرشه. فسبحان من لا تكفيه الأوهام موجوداً، ولا تمثله الأفكار محدوداً. وقال أبو نعيم: نا أبي، نا أبو بكر الجوربي: سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصولنا ستة أشياء: التمسك بالقرآن، والإقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، والتوبة، وأداء الحقوق. وعن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق، ومن استغل بالفضول حرم الورع، ومن ظن السوء حرم اليقين. فإذا حرم من هذه الثلاثة هلك. وعنه قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوك بالله، ولا يغتابون، ولا يغتاب عندهم، ولا يشبعون بطونهم، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يمزحون أصلاً.

(21/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 189
وقال ابن سالم: قال عبد الرحمن بعض تلامذة سهل التستري لسهل: يا أبا محمد، إني أتوضأ، فيسيل الماء من يدي، فيصير قضبان ذهب. فقال سهل: الصبيان يباركون خشخشاشة. توفي سهل رحمة الله عليه في المحرم سنة ثلاث وثمانين، وعاش ثمانين سنة، أو جاوزها. ويقال: مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، والأول أصح.
4 (سهل بن علي الدوري.)
) عن: علي بن الجعد، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. وكان متهماً بالكذب. توفي سنة سبع وثمانين. ورخه ابن قانع. ولاؤه لآل علي بن أبي طالب. روى عن: سريج بن يونس، والقواريري، وإبراهيم الترجماني. قال أبو مزاحم الحافظ: يرمى بالكذب.
4 (سهل بن المتوكل البخاري.)
عن: القعنبي، ومحمد بن سلام البيكندي، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين. قال السليماني: كان من أئمة اللغة، يكنى أبا عصفور.

(21/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 190
4 (حرف الشين)

4 (الشاذ بن نصر بن سيار.)
أبو الحكم الدمشقي. عن: قتيبة، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن زبر القاضي، ومحمد بن أحمد الرافقي، وعبد الله بن المهتدي بالله. ذكره ابن ماكولا.

(21/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 191
4 (حرف الصاد)
صالح بن شعيب البصري الزاهد. عن: بكر بن محمد القرشي. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة ست وثمانين.
4 (صالح بن العلاء بن وضاح.)
أبو شعيب الموصلي. عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمد بن علي، وجماعة.) توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (صالح بن علي بن الفضل النوفلي.)
حدث ببغداد وغيرها. عن: خالد بن يزيد العمري، وعبد الله بن محمد بن القدامي. وعنه: ابن جوصا، ومحمود الرافقي، وآخرون.
4 (صالح بن عمران.)

(21/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 192
أبو شعيب الدعاء. عن: عبد القاسم بن سلام، وعفان، وسليمان بن حرب، وطبقتهم. توفي سنة خمس وثمانين. روى عنه: إسماعيل الخطبي، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: لا بأس به.
4 (صالح بن محمد بن عبد الله.)
أبو الفضل الرازي. نزل بغداد. عن: عفان، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وثقة الدارقطني، وروى عنه أنه تلا أربعة آلاف ختمة. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (صالح بن مقاتل الأعور)
عن: أبيه. وعنه: أبو سهل القطان، وابن قانع. قال الدارقطني: ليس بقوي.
4 (صالح بن يونس)
أبو شعيب الواسطي الزاهد.

(21/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 193
كان من سادات الصوفية. ورد عنه أنه رأى الحق في النوم، وحج على قدميه سبعين حجة.) توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين بالرملة. كان يعرف بالمقنع، والدعاء عند قبره مستجاب. وكان يكون بمصر وكان يحرم من القدس إلى الرملة. ويقال: رأى مرة كلباً يلهث عطشاً في البادية، فقال: من يشتري مني سبعين حجة بشربة لهذا فأعطاه رجل دمشقي، ماء، فسقي الكلب.
4 (صدقة بن موسى)
عن: أبي نعيم، والأصمعي. شيخ مجهول، لم يرو عنه إلا الدارع. الشيخ المتروك صاحب الجن.

(21/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 194
4 (حرف الضاد)

4 (الضحاك بن الحسين الأزدي الإستراباذي الفقيه.)
عن: إسماعيل الشالنجي، وهشام بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: نعيم بن عبد الملك بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن أبرويه، وأحمد بن محمد بن مطرف، وغيرهم. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.

(21/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 195
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن حزم الأندلسي الطرطوشي.)
مولى بني أمية يروي عن: يحيى بن يحيى الليثي. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (طاهر بن محمود النسفي.)
رحل وسمع: هشام بن عمار، وغيره. روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النسفي، وتوفي سنة تسع وثمانين. أغفله ابن عساكر.
4 (الطيب بن محمد بن غالب)
أبو عبد الرحمن السعدي البخاري.) عن: محمد بن سلام البيكندي، وقتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن الطيب حفيده. توفي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين.

(21/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 196
4 (حرف العين)

4 (عامر بن المثنى)
أبو عمرو الكرميني. من حفاظ ما وراء النهر. ذكره السليماني فقال: لزم البخاري وتفقه به. ورحل وسمع: عمرو بن علي، ومحمد بن بشار.
4 (عبادة بن محمد بن عبد الله العدني.)
سمع: حفص بن عمرو العدني الفرج. روى عنه: الطبراني.
4 (العباس بن حزم بن عبد الله بن أشرس.)
أبو الفضل النيسابوري الواعظ. أحد العلماء والزهاد في وقته. صحب أحمد بن حرب الزاهد. وسمع: أحمد بن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي. وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وإسحاق بن راهويه، وخلقاً. وعنه: أبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وسبطه

(21/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 197
محمد بن عبد الله، ومحمد بن صالح بن هانيء، وآخرون. قال أبو الوليد الفقيه: سمعت أبي يقول: كان العباس بن حمزة مجاب الدعوة. وقال ابن مجيد: كان العباس يصوم النهار ويقوم الليل. وكان يقول: لقد لحقتني بركة ذي النون. وقال السراج: سمعت العباس بن حمزة، وسأله رجل عن الزهد فقال: ترك ما يشغلك عن الله أخذه، وأخذ ما يبعدك عن الله تركه. توفي سنة ثمانٍ وثمانين، وكان من علماء الحديث، رحمه الله تعالى.
4 (عباس بن محمد بن عبد الله.)
) أبو الفضل دبيس البغدادي البزاز. سمع: عفان بن مسلم، وسريج بن النعمان، وسليمان بن حرب. وعنه: ابن السماك، وعبد الصمد الطستي، ومحمد بن علي بن الهيثم، وآخرون. قال الخطيب: ثقة. رماه الحمار، فعلقت رجله بالركاب، فجره الحمار، فمات في رجب سنة ثلاثٍ أيضاً.
4 (عبد الله بن أحمد بن حنبل بن هلال.)

(21/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 198
الحافظ أبو عبد الرحمن الإمام وأبي عبد الله الذهلي الشيباني المروزي الأصل البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، في السنة التي مات فيها عبيد الله بن موسى العبسي. وسمع من أبيه شيئاً كثيراً من العلم. وسمع من: يحيى بن عبدويه صاحب شعبة. ولم يأذن له أبوه في السماع من علي بن الجعد. وسمع من: يحيى بن معين، وشيبان بن فروخ، والهيثم بن خارجة، وسويد بن سعيد، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن جعفر الوركاني، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني، وإبراهيم بن الحجاج السامي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وخلق كثير. وعنه: ن. وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو بكر الخلال، ودعلج، وأحمد بن سلمان الفقيه النجاد، وإسحاق الكاذي، وأبو علي الصواف، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الشافعي، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنباني، وخلق سواهم.

(21/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 199
قال أبو بكر الخطيب: كان ثقةً ثبتاً فهماً. وقال ابن المنادي في تاريخه: لم يكن أحد روى في الدنيا عن أبيه منه، عن أبيه لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير، وهو مائة وعشرون ألفاً. سمع منه ثمانين ألفاً، والباقي وجادةً. وسمع منه: الناسخ والمنسوخ والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر من كتاب الله، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ.) قال ابن المنادي: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء، والمواظبة على الطلب، حتى أن بعضهم أفرط تعظيمه إياه بالمعرفة، وزيادة السماع على أبيه. وعن إسماعيل الخطبي قال: بلغني عن أبي زرعة قال: قال لي أحمد بن حنبل: ابني عبد الله محفوظ من علم الحديث، لا يذاكرني إلا بما أحفظ. وقال عباس الدوري: قال لي أحمد بن حنبل: يا عباس، قد، وعى عبد الله علماً كثيراً. وقال ابن الصواف: قال عبد الله بن أحمد: كل شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة. توفي عبد الله في جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين، وشيعه خلق.
4 (عبد الله بن أحمد بن أشكاب الإصبهاني الحافظ.)

(21/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 200
طوف وصنف المسند. وسمع: أحمد بن عبدة، وهلال بن بشر، وإسماعيل بن بهرام، وطبقتهم. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (عبد الله بن أحمد بن سوادة.)
أبو طالب البغدادي نزيل طرسوس. سمع: طالوت بن عباد، ومحمد بن بكار، وجماعة. وعنه: أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر القباب، وأهل إصبهان. وكان صدوقاً. توفي في سنة خمسٍ وثمانين. وقد حدث بدمشق، فروى عنه: الحسين بن حبيب، وأبو علي بن هارون.
4 (عبد الله بن المحدث أحمد بن سعيد الرباطي الصوفي الزاهد.)
صحب أبا تراب النخشبي، وسافر معه. وكان الجنيد إذا ذكره يثني عليه ويقول: هو رأس فتيان خراسان. قال ابن الجوزي في المنتظم: توفي سنة تسعين. قلت: لم يقع لي شيء من كلامه.)
4 (عبد الله بن أحمد بن زياد.)
أبو جعفر الهمداني، ويقال له الدحيمي لكثرة ما سمع من دحيم. وسمع من: بشر بن الوليد، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وجماعة.

(21/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 201
وعنه: أحمد بن عبيد، والقاسم بن صالح، وأحمد بن إسحاق بن منجاب، وحامد الرفاء، وجماعة. قال صالح بن أحمد: ثقة صدوق.
4 (عبد الله بن إبراهيم السوسي.)
روى عن: محمد بن بكار بن بلال العاملي. وعنه الطبراني. لا أعرفه، ولا ذكره ابن عساكر.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب التميمي الأغلبي.)
الأمير أبو العباس أمير المغرب، وابن أمرائها الأغلبيين. عهد إليه أبوه بالأمر قبل موته في أول سنة تسعٍ وثمانين، ومات أبوه في ذي القعدة من العام. وقيل: كاتب ببيعته المعتضد أمير المؤمنين، فقدم على الأمير إبراهيم في آخر سنة ثمان رسول المعتضد، فأمره أن يعتزل الإمرة، ثم يفوضها إلى ولده أبي العباس، ويصير هو إلى حضرة المعتضد. وذلك لما بلغ المعتضد عنه من أفعاله في مرضه بالسوداء من القتل والجهل. ففعل ما أمر به، وأظهر التوبة. وكان أبو العباس، ديناً صالحاً ليناً، عاقلاً عالماً فاضلاً، أديباً شاعراً، موصوفاً بالشجاعة، محباً للعدل. وقوى أمر أبي عبد الله الشيعي، فندب لحربه أخاه الأحول. ولم يكن أحولاً، وإنما لقب بذلك لأنه كان إذا نظر كسر جفنه. فالتقوا عند ملوشة، وقتل خلق، وانهزم الأحول، ثم ثبت في مقاتلته.

(21/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 202
وكان أبو العباس يداري سوء أخلاق أبيه، وكان يظهر طاعته والتذلل له، فكان يوجهه لمحاربة الأعادي، فبلغ من ذلك إلى أكثر من أمله، فبذلك كان يفضله على إخوته. وولاه صقلية، فافتتح بها حضوناً، وظهرت شجاعته. لما تملك لم يسكن في قصر أبيه، بل اشترى) داراً سكنها، ورد مظالم كثيرة. فكانت أيامه أيام عدلٍ وخير. ومن شعره، وقد شرب دواء بصقلية.
(شربت الدواء على غربة .......... بعيداً عن الأهل والمنزل)

(وكنت إذا، شربت الدواء .......... تطيبت بالمسك والمندل)

(فقد صار حربي بحار الدماء .......... ونقع العجاجة والقسطل)
واتصل بأبي العباس عن ولده أبي مضر زيادة الله متولي صقلية اعتكافه على اللهو والخمر، فعزله، وقدم عليه فسجنه. فلما كانت ليلة الأربعاء ليوم بقي من شعبان سنة تسعين قتل الأمير أبو العباس. قتله ثلاثة من غلمانه الصقالبة على فراشه، وأتوا برأسه ابنه زيادة الله وأخرج من الحبس، وتملك، وقتل الثلاثة وصلبهم، وهو الذي كان واطأهم. والمثل السائر: سمير الغضب يزول، ووالي الغدر معزول. وكان قتله بمدينة تونس، رحمه الله.
4 (عبد الله بن جابر بن عبد الله)
أبو محمد الطرسوسي البزار. قال ابن عساكر، وأبو أحمد الحاكم: سمع أبا مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن المبارك الصوري. وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد المستنير، وإبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصيصيان. قلت: وهما شيخا الحاكم.

(21/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 203
زاد ابن عساكر فقال: وجعفر الخالدي، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، وأبو بكر ابن المقريء. كذا قال ابن عساكر فوهم وإنما روى ابن المقريء، عن عبد الله بن جابر بطرسوس، عن عبد الله بن خبيق الإنطاكي، وهو متأخر عن ذا. وكذا قال حديثاً موضوعاً متنه: الأمناء ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية. وهذا قال فيه أبو أحمد: منكر الحديث.
4 (عبد الله بن الحسين بن جابر)
أبو محمد البغدادي ثم المصيصي البزار. عن: علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشهب، وعفان بن) مسلم، وهودة بن خليفة، وطائفة. وعنه: أبو عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو الحسن بن حذلم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال ابن حبان: لا يجوز الإحتجاج به. كان يسرق الحديث. قلت: أظنه الذي قبله.
4 (عبد الله بن أبي عطاء الأندلسي)
نزيل القيروان. صالح صدوق صحيح النقل. سمع من: زهير بن عباد، وسحنون بن سعيد الفقيه. روى عنه: محمد بن أحمد التميمي القيرواني. وتوفي سنة..... وثمانين.

(21/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 204
4 (عبد الله بن عبدويه بن النضر)
أبو محمد البخاري، نزيل نسف. روى عن: هشام بن عمار، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري، وجماعة. وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، ومحمد بن زكريا النسفيون. وكن إماماً فاضلاً محدثاً. توفي في سنة ست وثمانين ومائتين ولعل أباه عبد ربه.
4 (عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب.)
أبو موسى القرشي المدني القصير الكاتب نزيل مصر. قرأ على: قالون، وسمع منه الحروف. وسمع من: مطرف بن عبد الله الفقيه وكان كاتبه. ويعرف بالطيارة. روى عنه القراءة: محمد بن أحمد بن منير الإمام، وسمع منه في سنة أربع وثمانين ومائتين، وله تسعون سنة إذ ذاك. وسمع منه عامة المصريين. وروى عنه الحروف أيضاً: محمد بن أحمد بن شاهين البغدادي بمصر، شيخ لأبي بكر بن مجاهد.
4 (عبد الله بن قريش.)
) أبو أحمد الأسدي. عن: الحسين بن حريث، والوليد بن شجاع، وجماعة. وعنه: ابن مخلد، والطستي، وإسماعيل الخطبي. قال الدارقطني: لا بأس به.

(21/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 205
4 (عبد الله الأشعث.)
أبو الورد الأنطرطوسي. عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن محمد الحمصي. وعنه: الطبراني، ومحمد بن عبد الرحمن الطيئي الإصبهاني.
4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم.)
أبو بكر الجمحي، مولاهم المصري. سمع: جده، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن القاسم المالكي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، والطبراني. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين، وقد أضر بأخرة.
4 (عبد الله بن محمد بن سلام.)
أبو بكر الإصبهاني. عن: أبي توبة بن نافع الحلبي، ومحمد بن سعيد بن سابق. وعنه: أبو علي الصحاف، والإصبهانيون. توفي سنة إحدى أيضاً. ومن الرواة عنه: أبو بكر القباب، وأحمد بن جعفر بن مفيد. فيه ضعف.
4 (عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام.)

(21/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 206
أبو بكر التميمي الإصبهاني الزاهد. سمع: أباه، وأبا نعيم، وعمرو بن طلحة القتاد، وأبا غسان النهدي، وعمرو بن حفص بن غياث، ومحمد بن سعيد بن سابق، وطائفة. وعنه: أبو علي الصحاف، ومحمد بن أحمد الكسائي، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وأحمد بن) جعفر السمسار، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وخلق من الإصبهانيين. وكان ثقة صالحاً من أولياء الله تعالى. توفي سنة إحدى أيضاً.
4 (عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس.)
الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي مولى بني أمية البغدادي. صاحب التصانيف المشهورة. ولد سنة ثمان ومائتين. وسمع: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن جميل المروزي. ولم يسمع من الإمام أحمد شيئاً. وسمع من: سعد بن سليمان سعدويه، وهو أقدم شيخ له. ومن: خالد بن خراش، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، وسعد بن

(21/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 207
محمد العوفي، وسعيد بن محمد الحربي، وشجاع بن أشرس، وعبد الله بن خيران صاحب عبد الرحمن المسعودي، وعبد الله بن عون الخزاز، وأبي نصر التمار، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وخلق كثير. وعنه: الحارث بن أبي أسامة، وهو من شيوخه، وابن ماجه في تفسيره، وأبو علي أحمد بن إبراهيم الصحاف، وأبو العباس بن عقدة، وأبو سهل القطان، وأحمد بن مروان الدينوري، وعثمان بن محمد الذهبي، وعيسى بن محمد الطوماري، وأبو علي الحسين بن صفوان، وهو روايته. وأبو بكر النجاد، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنبابي، وعبد الله بن بريه الهاشمي، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وقال أبي: هو صدوق. وقال الخطيب: كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء. وقال غيره: كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحداً، إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه في آن واحد، لتوسعه في العلم والأخبار. قلت: وقع لنا جملة صالحة من مصنفاته. وآخر من روى حديثه بعلو: الشيخ الفخر بن البخاري، بينه وبينه أربعة أنفس. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين. وقال أحمد بن كامل: كان ابن أبي الدنيا مؤدب المعتضد.)
4 (عبد الله بن محمد بن أبي قريش.)
أبو عبد الرحمن البصري.

(21/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 208
عن: محمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه: حبيب القزاز، وخلاد بن عبد الكبير الخطابي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم. توفي سنة ثلاث وثمانين. وسمع أيضاً من: عثمان بن عمر بن فارس، وأبي عاصم، وجماعة.
4 (عبد الله بن محمد بن هانيء.)
أبو محمد النيسابوري عبدوس الحافظ. يروي عن: قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وابن أبي الشوارب، وبندار، وجماعة. وعنه: محمد بن إسحاق العصفري، ومحمد بن محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن يحيى، وسهل بن شاذويه، وغيرهم. ومات بسمرقند سنة ثلاث أيضاً في شعبان. وكان من أئمة الحديث.
4 (عبد الله بن محمد بن زكريا.)
أبو محمد الإصبهاني. ثقة فاضل، مصنف جليل. سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد بن بكر، وسهل بن بكار، وطائفة. وعنه: أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.

(21/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 209
4 (عبد الله بن محمد بن عزيز التميمي الموصلي.)
عن: غسان بن الربيع. وعنه: الطبراني، وإسماعيل الخطبي، وغيرهما. توفي سنة ثمان وثمانين.
4 (عبد الله بن محمد بن منصور الهروي البزار.)
) رحل وطوف وسمع: هشام بن عمار، وسويد بن سعيد، وحرملة بن يحيى. وعنه: الحافظ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الحداد. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي.)
أبو أسامة. سمع: أباه، وحجاج بن أبي منيع، وإسحاق بن الأخيل. وعنه: الطبراني، ومحمد بن محمد بن خليفة، وأبو المنقور بن راشد، وجماعة.
4 (عبد الله بن مسرة بن نجيح بن مرزوق.)
أبو محمد البربري المغربي، مولى أبي قرة. كان من علماء أهل قرطبة. رحل به أخوه إبراهيم التاجر إلى المشرق. فسمع: بشر بن آدم، ونصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الفلاس، وبندار، وطبقتهم. ورجع إلى الأندلس. وكان جليلاً فاضلاً خيراً، ولكنه اتهم بالقدر.

(21/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 210
حمل عنه: عثمان بن عبد الرحمن، وثابت بن حزم، ومحمد بن القاسم، وقاسم بن أصبغ، والأندلسيون. وحج في آخر عمره فتوفي بمكة في ذي الحجة سنة ست وثمانين.
4 (عبد الله بن موسى الأنماطي الدهقان.)
ويعرف بابن بلهاء. عن: يحيى بن معين، وإبراهيم بن محمد بن عروة. وعنه: دعلج، وأحمد بن يوسف بن خلاد. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (عبد الأعلى بن وهب الأندلسي.)
أبو وهب. روى عن: يحيى بن يحيى الليثي. ثم رحل وأدرك أصبغ بن الفرج، فأخذ عنه. توفي سنة إحدى وثمانين.)
4 (عبد الرحمن بن عبدوس.)
أبو الزعراء البغدادي المقريء. أحد الحذاق، وأكبر أصحاب أبي عمر الدوري وأضبطهم. قرأ عليه: أبو بكر بن مجاهد، وعلي بن الحسن الرقي، ومحمد بن معلى الشونيزي، ومحمد بن يعقوب المعدل، وعمر بن عجلان. قال ابن مجاهد: قرأت عليه لنافع نحواً من عشرين مرة وقرأ عليه لأبي

(21/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 211
عمر، وحمزة، والكسائي. ذكره الداني، وغيره.
4 (عبد الرحمن بن أحمد.)
الإصبهاني المتعبد. رحل وسمع: دحيماً، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: علي بن الصباح، وعبد الله بن محمد الخشاب.
4 (عبد الرحمن بن جابر الطائي الحمصي.)
عن: بشر بن شعيب بن أبي حمزة. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وثمانين. وروى أيضاً عن: عبد العزيز بن موسى اللاحوني.
4 (عبد الرحمن بن روح،)
أبو صفوان السمسار. بغدادي. سمع: خالد بن خراش. وعنه: عيسى الطوماري، والطستي. توفي سنة اثنتين وثمانين.
4 (عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة.)

(21/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 212
أبو محمد الكتاني الدمشقي. عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري.) وعنه: خيثمة، وأبو عبد الله بن مروان، وغيرهما.
4 (عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو.)
الحافظ أبو زرعة النصري الدمشقي، محدث الشام. روى عن: أحمد بن خالد الوهبي، وأبي نعيم، وهوذة بن خليفة، وعلي بن عياش، وأبي مسهر الغساني، وسليمان بن حرب، وابي بكر الحميدي، وسعيد بن منصور، وعفان، وسعيد بن سليمان سعدويه، وأبي اليمان الحكم بن نافع، وأحمد بن حنبل، وخلق كثير. وعنه: د. تفسير حديث، ويعقوب الفسوي، وابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وأبو يعقوب الأذرعي، وأبو جعفر الطحاوي، وعلي بن العقب، وسليمان الطبراني، وخلق كثير. قال أبو الميمون بن راشد: سمعت أبا زرعة يقول: أعجب أبو مسهر بمجالستي إياه صغيراً.

(21/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 213
وقال أبو حاتم الرازي: ذكر أحمد بن أبي الحواري أبا زرعة الدمشقي. فقال: هو شيخ الشباب. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال جماعة: توفي سنة إحدى وثمانين في جمادى الآخرة، ومن قال: سنة ثمانية فقد وهم.
4 (عبد الرحمن بن معدان بن جمعة الطائي.)
سمع: مطرف بن عبد الله الشاري الفقيه، وعبد العزيز بن عبد الله الإدريسي. روى عنه: الطبراني، وغيره. ولم يذكره ابن عساكر في تاريخه.
4 (عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش.)
الحافظ أبو محمد المروزي الأصل البغدادي. سمع: خالد بن يوسف السمتي، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وعلي بن حشرم، وأبا معمر بن النحاس، ويعقوب الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا النقي هشام بن عبد الملك، وأحمد بن خالد الخلال، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: أبو سهل القطان، وأبو العباس بن عقدة، وبكر بن محمد الصيرفي، وآخرون.

(21/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 214
قال بكر بن محمد: سمعته يقول: شربت بولي في هذا الشأن، يعني الحديث، خمس مرات.) وقال أبو نعيم بن عدي الجرجاني الحافظ: ما رأيت أحفظ من ابن خراش. قلت: وله كلام في الجرح والتعديل. وقد اتهم بالرفض. توفي في خامس رمضان سنة ثلاث وثمانين. ورخه ابن المنادي. وقال ابن عدي: ذكر بشيء من التشيع، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب. سمعت ابن عقدة يقول: كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئاً من التشيع يقول: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك. سمعت عبدان يقول: حمل ابن خراش إلى بندار عندنا جزءين صنفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم بنى بها حجرة ببغداد ليحدث فيها، فمات حين فرغ منها. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ: أخرج ابن خراش مثالب الشيخين، وكان رافضياً. قال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش: حديث إن ما تركناه صدقة، قال: باطل. أتهم مالك بن أوس بن الحدثان. قال عبدان: وقد حدث بمراسيل وصلها ومواقيف رفعها.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عقيل.)
أبو القاسم النيسابوري. أكبر الإخوة. سمع: إسحاق بن راهويه، وطبقته. وعنه: إبراهيم بن عصمة، ومحمد بن عبد الله بن المبارك، وغيرهما.

(21/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 215
4 (عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري.)
مولاهم البرقي أبو سعيد أخو محمد، وأحمد. روى السيرة عن عبد الملك بن هشام، عن البكائي. وكان ثقة. روى عنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو القاسم الطبراني. لكن الطبراني سماه أحمد بن عبد الله، فوهم واشتبه عليه اسمه بأخيه. توفي في ذي القعدة سنة ست وثمانين.
4 (عبد الرحيم بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانيء.)
أبو يحيى البلخي. سمع: مكي بن إبراهيم المقريء، وعلي بن محمد المنجوري، وقبيصة، وخالد بن مخلد،) وشهاب بن معمر، وطائفة. وعنه: عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه، وجماعة. قال السليماني: روى عنه شيوخنا. وتوفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
4 (عبد الصمد بن هارون.)
أبو بكر النيسابوري الملقب بقاتل قتيبة. سمع: قتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني. روى عنه جماعة من شيوخ الحاكم. وتوفي سنة أربع وثمانين.
4 (عبد الملك بن الحسن بن بكر الشرود الصنعاني.)
روى جملة عن أبيه، عن جده بكر صاحب الثوري، ومالك. روى عنه جماعة. مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (عبد الملك بن أيمن بن فرجون.)

(21/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 216
أبو محمد الأندلسي. روى عن: سحنون بن سعيد. ومات سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (عبد العزيز بن عمران بن كوشيد.)
أبو بكر الإصبهاني، أحد الرحالة والمصنفين. كتب عن: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وطبقته. وعنه: أبو علي الصحاف، وعبد الله بن محمد القباب، وغيرهما.
4 (عبد العزيزبن معاوية.)
أبو خالد القرشي البصري. عن: أزهر بن سعد السمان، وجعفر بن عون، وأبي عاصم، وبدل بن المحبر، وأشهل بن حاتم، وجماعة.) وعنه: أبو جعفر البختري، وأبو عمرو بن السماك، وخيثمة. قال الدارقطني: لا بأس به. توفي في أربع وثمانين. وقال أبو أحمد الحاكم: وعن عاصم مالا يتابع عليه.

(21/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 217
4 (عبد الوارث بن إبراهيم.)
أبو عبيدة العسكري. عن: وهب بن محمد البناني، وكثير بن يحيى، ومسدد، ومحمد بن جامع العطار. وعنه: الطبراني، وابن قانع. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.
4 (عبدوس بن ديزويه الرازي.)
عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وجماعة. وعنه أبو بكر بن خروف، والطبراني، وابن الورد. توفي سنة تسعين بمصر.
4 (عبيد الله بن أحمد بن منصور الهمذاني الكسائي.)
عن: علي بن الطافسي وابن خثيمة، وجماعة. وعنه: أبو بكر النجاد، وابن قانع، وجماعة. قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: محله الصدق.
4 (عبيد الله بن سليمان.)

(21/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 218
أبو وهب الوزير والد القاسم بن عبيد الله الوزير. ولي الوزارة للمعتضد، وكان شجاعاً ناهضاً، خبيراً بالأمور، متمكناً من مخدومه. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائتين، عن اثنتين وستين سنة.
4 (عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي اللغوي.)
أخذ عن: ابن أخي الأصمعي، وغيره. وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، والطبراني. وكان رأساً في اللغة والأخبار.) توفي في سنة بضع وثمانين. وروى القراءة عن: عمه إبراهيم بن اليزيدي وأخيه أحمد بن محمد. وروى عنه القراءة: ابن مجاهد، وابن المنادي، ومحمد بن يعقوب المعدل.
4 (عبيد بن الحسن.)

(21/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 219
أبو عبد الله الأنصاري الإصبهاني الغزال الحافظ. سمع: عمرو بن مرزوق، ومسلم بن إبراهيم، وأبا سلمة، وأبا عمرو البجلي. وكان مفتياً مصنفاً عالماً. روى عنه: علي بن الصباح، وأحمد بن جعفر السمسار، وأحمد بن بندار، ومحمد بن عبد الله بن حماد، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وغيرهم. توفي سنة اثنتين وثمانين. ذكره بعضهم في سنة أربع وستين، وهو غلط.
4 (عبيد بن عبد الله الواحد بن شريك.)
أبو محمد البغدادي البزار. محدث رحال صدوق. سمع: سعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، ونعيم بن حماد، وطائفة. وعنه: عثمان بن السماك، وابن نجيح، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وآخرون. قال الدارقطني: صدوق. قلت: توفي في رجب سنة خمس وثمانين.

(21/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 220
ومن عواليه: أنبأنا جماعة سمعوا الرطب بن بحير، عن ابن عبدان، عن أبي بكر الشافعي: حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار: ثنا سعيد بن أبي مريم: ثنا المعمري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق دق الباب، فارتاع لذلك ووثب وثبة منكرة وخرج، وخرجت في أثره، فإذا رجل على دابة، والنبي متكيء على معرفة الدابة، فكلمه، فرجعت، فلما دخل قال: ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة.)
4 (عبيد بن محمد بن موسى المؤذن.)
أبو القاسم المصري المقريء. عرف برجا. قرأ القرآن على: داود بن أبي طيبة صاحب ورش. وحدث عن: يحيى بن بكير، وغيره. روى عنه القراءة: أحمد بن محمد بن يحيى الصدفي. روى عنه الطبراني فقال: ثنا عبيد بن رجال، ثنا أحمد بن صالح المصري. وقال ابن ماكولا: هو محمد بن محمد موسى البزار المؤذن يعرف بعبيد بن رجال. روى عنه أبو طالب الحافظ المصري.
4 (عبيد بن محمد بن يحيى بن قضاء الجوهري البصري.)
عن: عمر بن محمد بن أحمد.

(21/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 221
روى عن: سليمان الشاذكوني، وحكامة بنت عثمان. وعنه: عمر بن محمد بن هارون العسكري، وعبد الله الخراساني.
4 (عبيد بن محمد الكشوري.)
أبو محمد الصنعاني. عن: عبد الله بن أبي غسان الصنعاني، ومحمد بن عمر السمسار، وعبد الحميد بن صبيح. ولم يدرك الأخذ عن عبد الرزاق. وعنه: خيثمة الأطرابلسي، ومحمد بن أحمد بن مسعود البرتي، ومحمد بن محمد بن عبد الله البغدادي نزيل بخاري، والطبراني. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. وكان يقال له: تاريخ اليمن. قال الخليلي: هو عبد الله بن محمد، عالم حافظ له مصنفات. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (عثمان بن سعيد الدارمي.)
ورخه الحاكم سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

(21/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 222
4 (عثمان بن سعيد بن بشار.)
) الفقيه أبو القائم البغدادي الأنماطي الشافعي الأحول. شيخ الشافعية ببغداد. تفقه: على المزني، والربيع بن سليمان. وعليه تفقه: الإمام أبو العباس بن سريج. توفي سنة ثمان وثمانين في شوال ببغداد. قال الشيخ أبو إسحاق: كان هو السبب في نشاط الناس ببغداد لكتب فقه الشافعي وحفظه.
4 (عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ.)
أبو عمرو الضرير الأنطاكي الحافظ. محدث أنطاكية. سمع: عفان، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطيالسي، وسعيد بن عفير، وصفوان بن صالح المؤذن، ومحمد بن عائذ، وسعيد بن منصور، وطبقتهم.

(21/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 223
وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو حاتم الرازي وهو أكبر منه، وابن جوصا، وأبو عوانة، وخيثمة، وهشام بن محمد الكندي، وطائفة. ودخل عليه الطبراني وهو مريض فأجاز له. قال محمد بن محمويه الأهوازي: هو أحفظ من رأيت. وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون. وقال محمد بن بركة: سمعت عثمان بن خرزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس: عقل جيد، ودين، وضبط، وحذق بالصناعة، مع أمانة تعرف منه. توفي في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين، وهو في عشر التسعين. وقد سمى اله صاحب التهذيب مائة واثنتين وثلاثين شيخاً.
4 (عثمان بن عمر الضبي البصري.)
أبو عمرو. عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي الوليد، وغيرهما. وعنه: أحمد بن إسحاق الضبعي الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو القاسم الطبراني.

(21/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 224
قال الحاكم فيه: ثقة مشهور.
4 (عزيز بن الأحنف بن الفضل)
أبو عصمة البخاري البيكندي، نزيل جرجان.) طوف وسمع الكبار: محمد بن الصباح الجرجرائي، وقتيبة، وهشام بن عمار، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم. وعنه: كميل بن جعفر، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر محمد بن أحمد الصرامي، وجماعة. توفي في سنة ثمان وثمانين. وبعضهم قال: عزيز بن الفضل الأحنف.
4 (العلاء بن أيوب بن رزين الموصلي الحافظ.)
سمع: محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وأبي خراش، ويعقوب الدوري، وأبا سعيد الأشج، وطبقتهم. وصنف المسند وغير ذلك. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي وقال: كان عابداً خاشعاً متجنباً، من أحسن الناس صوتاً بالقرآن.
4 (علي بن الحسن بن بيان.)
أبو الحسن بن بيان، أبو الحسن البغدادي الباقلاني المقريء. عن: عبد الله بن رجاء، وأبي حذيفة النهدي. وعنه: أبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وغيرهما. توفي سنة أربع وثمانين. صدوق.

(21/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 225
4 (علي بن الحسن بن عبدة.)
أبو الحسن البخاري. عن: نصر بن المغيرة، وحفص بن داود، ومحمد بن المهلب، ومحمد بن حميد الرازي، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وطبقتهم. وعنه: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن سهل بن حمدويه، وأهل بخارى. توفي سنة تسعين في ذي الحجة.
4 (علي بن الحسين بن عاصم.)
أبو الحارث البيكندي، الملقب: كندة.) سمع: محمد بن سلام البيكندي، وعلي بن حجر، وجيش بن حرب. وعنه: أحمد بن سليمان بن حمدويه، والحسن بن سلمان. توفي سنة ست وثمانين.
4 (علي بن العباس بن جريج.)

(21/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 226
أبو الحسن بن الرومي الشاعر المشهور صحب التشبيهات البديعة والأهاجي. وكان شاعراً ببغداد في وقته مع البحتري. فمن شعره:
(عدوك م صديقك مستفاد .......... فلا تستكثرن من الصحاب)

(فإن الداء أكثر ما تراه .......... يكون من الطعام أو الشراب)
وشعر ابن الرومي كثير سائر مدون، وله معان مبتكرة في التشبيهات وغيرها. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (علي بن عبد الصمد.)
أبو الحسن الطيالسي، ويلقب بعلان ما غمه. سمع: مسروق بن المرزبان، وأبا معمر إسماعيل بن إبراهيم، والجراح بن مخلد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن كامل، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب.

(21/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 227
ومات سنة تسع وثمانين في شعبان. قاله أحمد بن كامل، وقال: يلقب ما غمه.
4 (علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور.)
أبو الحسن البغوي، عم أبي القاسم البغوي. سمع: أبا نعيم، وعاصم بن علي، وعفان، وأبا عبيد، وأحمد بن يونس اليربوعي ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعلي بن الجعد وموسى بن إسماعيل، وخلقاً كثيراً. وعني بهذا الشأن، وصنف المسند. وكتب القراءآت عن أبي عبيد فحملها عنه سماعاً: إسحاق الخزاعي، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو إسحاق بن فراس، وأحمد بن يعقوب السائب، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وأحمد بن خالد بن الحباب الأندلسيان.) وحدث عنه: علي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبو علي حامد الرفاء، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة، فإنه جاور بمكة. وسمع منه أمم. وكان حسن الحديث وليس بحجة. توفي سنة ست وثمانين، وله نيف وتسعون سنة. وقيل:

(21/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 228
توفي سنة سبع. وأما الدارقطني فقال: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديث أبي عبيدة وكان صدوقاً. وقال أبو بكر بن السني: سمعت النسائي وسئل عنه فقال: قبحه الله. فقيل: أتروي عنه قال: لا. فقيل: كان كذاباً قال: لا، ولكن قوماً اجتمعوا ليقرأوا عليه شيئاً وبروه بأسهل، وكان فيهم غريب لم يبره، فأبى أن يحدث بحضرته. فذكر الغريب أنه ليس معه إلا قصعة، فأمره بإحضارها، فلما أحضرها حدث. ثم قال ابن السني: بلغني أنه كان إذا عاتبوه على الأخذ قال: يا قوم أنا بين الأخشبين إذا خرج الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان يقول: من بقي فيقول: بقي المجاورون. فيقول: أطبق.
4 (علي بن عبد الله بن محمد بن حسنون الأنصاري.)
مصري. سمع: محمد بن روح، وحرملة. وعنه: أحمد بن بهزاد السيرافي، وغيره. توفي في رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (علي بن الفضل الواسطي.)
عن: يزيد بن هارون. وعنه: أبو يحيى محمد بن كوثر البربهاري.) لا أعرفه.
4 (علي بن محمد بن الحسن بن متويه.)
أخو إبراهيم بن متويه الإصبهاني. كان زاهد إصبهان في زمانه. حكى عنه أبو الشيخ الحافظ وقال: لم يدرك في زماننا مثله في زهده

(21/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 229
وعبادته. ودخلت إليه مع أبي. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.)
أبو الحسن الأموي البصري، قاضي القضاة. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة سلمة التبوذكي، وسهل بن بكار، وأبا عمرو الحوضي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النجاد، وإسحاق الكاذي، وابن قانعن وأبو بكر الشافعي، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة. قال طلحة الشاهد: لما مات إسماعيل مكثت بغداد ثلاثة أشهر ونصف بغير قاض، حتى ولي علي بن محمد بن أبي الشوارب، مضافاً إلى قضاء مرو بعد أخيه الحسن. قال: وكان علي بن محمد رجلاً صالحاً، عظيم الخطر، كثير الطلب للحديث، ثقة أميناً، فبقي على بغداد أشهراً. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (علي بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي.)
رحل وسمع: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وجماعة.

(21/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 230
وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، ومحمد بن محمد والد القباب، وابنه أبو بكر القباب، وأحمد بن جعفر بن مفيد. وكان قد هجر أخاه إبراهيم لميله للرفض. وكان إبراهيم هو الأكبر. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (علي بن محمد بن عبد الله بن حكم المصري الفقيه.)
) تفقه على أبيه، وسمع: محمد بن رمح، ونحوه. وتوفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (علي بن المبارك الصنعاني.)
عن: إسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن عبد الرحيم بن شروس. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة سبع وثمانين. وسماه الخليلي: علي بن محمد بن عبد الله بن المبارك، وكناه أبا الحسن، وزاد أنه سمع من: زيد بن المبارك، ومحمد بن يوسف. وأنه مات سنة ثمان وثمانين. روى عنه: القطان.
4 (عمارة بن وثيمة بن موسى.)
أبو زرعة الفارسي الأصل، المصري، صاحب التاريخ على السنين. روى عن: أبيه. وعن: عبد الله بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وولده رفاعة، وآخرون.

(21/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 231
توفي سنة تسع وثمانين في جمادى الأول.
4 (عمران بن عبد الرحيم.)
أبو سعيد الباهلي الإصبهاني. عن: بكر بن بكار، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، وقرة بن حبيب، وقطيعة بن العلاء، والحسين بن حفص، وجماعة من الكبار. وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن إبراهيم شيخ لأبي نعيم، وآخرون. قال أبو الشيخ: حدث بعجائب، ورمي بالرفض. توفي سنة إحدى وثمانين. وقال السليماني: يقال إنه وضع حديثاً.)
4 (عمر بن إبراهيم.)
الحافظ أبو الآذان البغدادي. عن: محمد بن المثنى الزمن، وعبد الله بن محمد بن المسور، ومحمد بن علي بن خلف العطار، وإسماعيل بن مسعود الجحدري، ويحيى بن حكيم المقوم، وخلق. وعنه: ن. وهو أكبر منه، وابن قانع، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومظفر بن يحيى، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. وأثنى عليه أبو بكر الإسماعيلي. قال البرقاني: الإسماعيلي قال: يحكي أن أبا الآذان طالت خصومه بينه

(21/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 232
وبين يهودي، فقال له: أدخل يدك ويدي في النار، فمن كان محقاً لم تحترق يده، فذكر أن يده لم تحترق وأن يد اليهودي احترقت. رواها الخطيب، عن البرقاني. توفي سنة تسعين، عن ثلاث وستين سنة.
4 (عمر بن بحر الأسدي الإصبهاني.)
عن: دحيم، وغيره. وعنه: أحمد بن بندار، وأبو الشيخ. توفي سنة ثمان وثمانين. وصحب ذا النون، وابن أبي الحواري.
4 (عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص.)
أبو حفص الخزاعي. عن: أبيه، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير. وعنه: أبو جعفر الطحاوي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، والطبراني. وكان فقيهاً خيراً. توفي سنة خمس وثمانين.)
4 (عمر بن موسى بن فيروز.)

(21/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 233
أبو حفص التوزي ثم البغدادي. عن: عفان بن مسلم، وغيره. وعنه: عمر بن سلم الختلي، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة أربع.
4 (عمرو بن الشيخ أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرج المصري.)
أبو عبد الله. ثقة زاهد صالح. روى عن: سعيد بن أبي مريم، وغيره. وعنه: الطبراني، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وآخرون. توفي سنة ثمان وثمانين. وثقة ابن يونس.
4 (عمرو بن الليث الصفار.)
أخو يعقوب بن الليث السجتاني الملكين. كان هو وأخوه صفارين بسجستان يصنعان النحاسٍ.

(21/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 234
وقيل: كان عمرو مكاري حمير. قال عبيد الله بن طاهر: عجائب الدنيا ثلاث: جيش العباس بن عمرو الغنوي، يؤسر العباس، ويسلم وحده، ويقتل جميع جيشه، وكانوا عشرة آلاف يعني قتلهم القرامطة. وجيش عمرو بن الليث الصفار، يؤسر عمرو وحده، ويموت في السجن الخليفة ويسل جميع جيشه، وكانوا خمسين ألفاً. وأنا لا أترك بيتي قط، وتولى ابني أبو العباس. قلت: ولي عمرو بن الليث مملكة فارس متغلباً عليها بعد موت أخيه بالقولنج سنة خمس وستين. وقد جرت فيها أمور يطول شرحها، وتقلبت بهما أحوال إلى أن بلغا درجة السلطنة بعد الصنعة في الصفر. وكان عمرو جميل السيرة في جيوشه. ذكر السلامي أنه كان ينفق في الجند في كل ثلاثة أشهر مرة، فيحضر بنفسه، ويقعد عارض الجيش والأموال بين يديه، والجند بأسرهم) حاضرون. فأول ما ينادي إنسان باسم عمرو بن الليث، فيقدم فرسه إلى العارض بجميع آلتها، فيتفقدها، ثم يأمر بوزن ثلاثمائة درهم، فتحمل إلى الملك عمرو في صرة، فيقبضها ويقول: الحمد لله الذي وفقني لطاعة أمير المؤمنين، حتى استوجبت منه العطاء. ثم يضعها في خفه، فيكون لمن ينزع خفه. ثم يدعو بعده بالأمراء على مراتبهم بخيولهم وعددهم وآلتهم، فتعرض. فمن أخل بشيء من لوازم الجند حرم رزقه. وقيل: كان في خدمة زوجة عمرو ألف وسبعمائة جارية. وقد دخل في طاعة الخلفاء فولي للمعتضد أمر خراسان، وامتدت أيامه، واتسع سلطانه. وقد سقنا من أخباره في الحوادث.

(21/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 235
وحاصل الأمر أنه بغى على إسماعيل بن أحمد بن أسد متولي ما وراء النهر، وأراد أخذ بلاده، فبعث إليه إسماعيل يقول: أنا في ثغر وقد قنعت به، وأنت معك الدنيا فاتركني. فلم يدعه، وعزم على حربه، فعبر إسماعيل نهر جيحون إليه بغتة في الشتاء، فخارت قوى عمرو، وأخذ في الهرب في الوحل والبرد. فأحاط به أصحاب إسماعيل وأسروه. قال ابن عرفة نفطويه النحوي في تاريخه: حدثني محمد بن أحمد بن حيان الكاتب، وكان شخص مع عبد الله بن الفتح حين وجه به إسماعيل بن أحمد قال: كان السبب في انهزام عمرو بن الليث وهربه وهرب أصحاب عند عبور إسماعيل إلى بلخ، مقام عمرو بها، إذ أهلها سئموا مقامه ونزول أصحابه في منازلهم، وإفسادهم أولادهم، ومد أيديهم إلى أموالهم. فوافى إسماعيل، فأقام على باب بلخ مدة. ثم خرج أمير من أمراء إسماعيل في أربعين رجلاً إلى موضع فيه ثلج على فرسخ من بلخ. ليحمل لإسماعيل الثلج. فصادف رجالاً من أصحاب عمرو في الموضع، فأوقع فيهم وقتل، فانهزموا مجروحين إلى البلد، وأنذروا أصحاب عمرو، وعرفوهم أن إسماعيل قد قدم، فأخذوا في الهزيمة. فركب عسكر إسماعيل أقفيتهم، وخرج عمرو من البلد هارباً عندما رأى من هرب من جيشه من غير حرب جرت. وتقنطر بعمرو الشهري تحته في بحور ووحل على نحو فرسخين. وصادفه غلمان إسماعيل الأتراك وهو قاعد في الموضع والشهري واقفة، فأتوا به، وضرب إسماعيل صاحبهم، فقام إليه إسماعيل وضمه إلى نفسه وقبل عينيه وأجلسه إلى جانبه، وقال: عز والله علي يا أخي ما نالك، وما كنت أحب أن يجري هذا. وأمر بنزع خلقه وثيابه التي استوحل فيها، ودعا بطست وماء ورد) فغسل وجهه ورجليه، وألبسه خلقه، ودعا له بسكنجبين. وفي خلال ذلك تمسح إسماعيل وجه عمر بمنديل معه، فامتنع من السكنجبين، فقال له أبو بكر وزير إسماعيل: إشرب واطمئن. وأخذ إسماعيل القدح وشرب منه وناوله. ثم دعا بالطعام وأكلا. وقال: أيما أحب إليك، المقام، أو البعث بك إلى أخي أبي يعقوب متولي سمرقند قال: إخلف أنك لا تغدر بي، ولا تغتالني، ولا تسلمني. فحلف له وتوثق. ثم بعث به إلى أخيه. ووافى عبد الله بن الفتح من المعتضد بالخلع والمال إلى إسماعيل، وبكتاب المعتضد يأمره فيه بتسليم عمرو إليه، فامتنع

(21/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 236
وقال: هذا رجل أهل خراسان، والري، وجميع البلدان التي يجتازها، يميلون إليه، وهم كالعبيد له، ومتى سلمته إليك وشخصت به آمن أن تخرج إليكم العساكر من عند طاهر بن محمد بن عمرو، فيسلبونه منكم، ويقعون بكم. ولولا أن الله أظفرني به بلا حرب لطال أن أظفر به. ومن كنت عنده مع قوة سلطانه والله يا أبا محمد لقد كتب إلي من غير تكنن يقول: يا ابن أحمد، والله لو أردت أن أعمل جسراً على نهر بلخ من دنانير لا من خشب لفعلت وصرت إليك حتى أقبض عليك. فكتبت إليه: الله بيني وبينك. وأنا رجل ثغري مصاف للترك، لباسي الكردواني والغليظ، ولا مال لي. ورجالي إنما هو جيش بغير رزق، وقد بغيت علي، والله بيني وبينك. فلم يزل عبد الله يناظره، ويسأله تسليم عمرو إليه، فقال: إني أحببت أن يحمل رأسه إلى سيدي أمير المؤمنين. فطال الخطاب إلى أن أذعن بحمله معه. فوافى رجال إسحاق بعمرو بن الليث، وسلم إلى عبد الله مقيداً وعليه دراعه خز مبطنة بثعلب. ووكل به تكين التركي، وأمر أن يعادله على الحمارة في قبة، ومعه سكين طويلة وقال: متى خرج إليكم أحد يحاربكم فاذبحه في الحال. وبعث معه نحو خمسمائة نفس. وكان عمرو يدعو الله على إسماعيل ويقول: غدر بي، خذله الله. ولم يزل صائماً إلى أن وافى كتاب الوزير عبيد بن سليمان إلى عبد الله بن الفتح يأمره بترفيهه وبسط أمله وإكرامه، فأكل ثلاثة أيام، وعاود الصوم. وجرت له أمور حتى أنه اشترى له فانيذ بثلاثة دراهم، فعرف أبو حامد أحمد بن سهل وكبله بذلك ليشتري له، فبكى وجعل يتعجب من الدنيا وقال: يا أبا الحسن، عهدي به إذا سار إلى بلده يحمل فرشه ومطبخه على ستمائة جمل، وهو اليوم يطلب بدراهم فانيذاً. ورأيت سراويل عمرو وقد نزلنا سجستان على حائط الخان، وقد غسله غلامه، والريح تلعب به، والناس يتعجبون من ذلك.) وكان إذا سار معنا يخرج رأسه من العمارية، ويقول لمن يمر به بالفارسية: يا سادتي، أدعو الله لي بالفرج. فكان الناس وأصحاب عبد الله بن الفتح يدعون له. وكان يتصدق بسائر ما يترتب له من الترك. وأما تكين عديلة، فإنه أكل جملاً تاماً، فمات فجأة، واستراح عمرو منه. وأركب معه شخص ظريف كان معنا، فكان عمرو يدعو على إسماعيل ويقول: خذله الله، انتقم الله منه كما أسلمني.

(21/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 237
فقال له جعفر عديله: سألتك بالله، لو كنت ظفرت بإسماعيل، أكنت تقعده في مثل هذه القبة وهذه الفرش، لا والله، ما كنت تحمله إلا على قتب وتؤذيه، فلم تلعنه فلطم وجه نفسه، ونتف لحيته وصاح: يا ويله ويا عوله، بالفارسية. ووجه إلى عبد الله: اكفني مؤونة هذا العيار الطنبوري وإلا خنقت نفسي. فجاء عبد الله وأصلح بينهما، فقال عديله: فكم يبرمني ويلعن صاحبي ومن يصبر على هذا من أحمق قيمته مكاري. والله ما يحسن أن يقرأ الفاتحة ولا كيف يصلي. وله أخبار طويلة في مسيرنا به. وأخبرنا عبد الفتح أنه أمر بتقييده فجزع، وجعل يعد حسن آثاره وطاعته، ولعمري، لقد هلك أخوه يعقوب بثلاث سنين، فغلب على الأهواز، وحمل الأموال إلى السلطان. وأخبرني عبد الله أنه قال له حين قيده: كان في أمس وراء هذا ستون ألف مقاتل، ومن الخيل والبغال والأموال كذا وكذا، فما نفعني الله بشيء من ذلك. وتوجه إسماعيل، فافتتح خراسان وطبرستان، وقتل محمد بن زيد العلوي، وأسر ابنه، فأنفذ إليه لواء خراسان. وأدخل عمرو مدينة السلام، وشهر على فالج، يقال إنه أهداه، فرأيته باسطاً يديه يدعو، فرق له الناس. ثم حبس موضع لا يراه فيه أحد حتى مات. وقال غيره: دخل بغداد على جمل له سنامين، وعليه جبة ديباج وبرنس السخط، وعلى الجمل الديباج والزينة، فقيل في ذلك:
(وحسبك بالصفار نبلاً وعزة .......... يروح ويغدو في الجيوش أميرا)

(حباهم بأجمال ولم يدر أنه .......... على جمل منها يقاد أسيرا)
فلما أدخل على المعتضد قال: هذا ببغيك يا عمرو.) ولم يزل في حبسه نحواً من سنتين، وهلك يوم وفاة المعتضد.

(21/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 238
فيقال: إن القاسم بن عبيد الله الوزير خاف وبادر بقتله خوفاً من المكتفي بالله أن يطلقه، فإنه كان محسناً إلى المكتفي.
4 (عباس بن تميم البغدادي السكري.)
روى عن: مخلد بن مالك. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. توفي سنة وتسعين. وثقة الخطيب.
4 (عون بن محمد الكندي الإخباري.)
حدث عن: مصعب الزبيري، وجماعة. وعنه: الصولي الحكيمي. توفي ببغداد.

(21/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 239
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار بن عون الشكري الماليني الهروي.)
أبو العباس. عن: مالك بن سليمان السعدي. وعنه: أبو النضر محمد بن الطوسي، وأبو طاهر محمد بن الحسن المحمد أباذي، وحامد الرفاء، وجماعة.
4 (الفضل بن محمد بن المسيب.)
الحافظ أبو محمد البيهقي الشعراني. من ذرية باذان ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم. سمع: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وعيسى بن قالون، وسليمان بن حرب، وأحمد بن يونس اليربوعي، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي، وأبا ثوبة الحلبي، وأبا جعفر النفيلي، وخلقاً بالشام، والحجاز، ومصر، والعراق، وخراسان، والجزيرة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن القاسم العتكي، وعلي بن) حماد، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب، وحفيده إسماعيل بن

(21/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 240
محمد بن الفضل، وخلق. قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن المؤمل يقول: كنا نقول: ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث، إلا الأندلس. قال الحاكم: وكان الفضل أديباً عابداً عارفاً بالرجال. وكان يرسل شعره، فلقب بالشعراني. وقال ابن ماكولا: كان قد قرأ القرآن على خلف بن هشام. وكان عنده تاريخ أحمد بن حنبل، عنه، وتفسير سنيد بن داود، عنه. قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم وسئل عنه فقال: صدوق. إلا أنه كان غالباً في التشيع. قيل له: فقد حدث عنه في الصحيح. قال: كان كتاب مسلم ملآن من حديث الشيعة. وقال أبو أحمد الحاكم: سئل عنه الحسين القباني، فرماه بالكذب. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال مسعود السجزي: سألت أبا عبد الله الحاكم عن الفضل الشعراني. فقال: ثقة مأمون، لم يطعن في حديثه بحجة. قال إسماعيل حفيده: توفي جدي في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
4 (فضل بن محمد بن رومي البغدادي.)
عن: خلف البزاز، وجبارة بن المغلس. وعنه: عبد الله الخراساني، وغيره. قال الخطيب: لم يكن به بأس.

(21/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 241
4 (فضل بن الحسن.)
أبو العباس الأهوازي. عن: سليمان الشاذكوني. وعنه: ابن السماك، وابن نجيح، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة ثمان وثمانين. وثقة الخطيب.)
4 (فضيل بن محمد بن فضيل.)
أبو يحيى الملطي. عن: أبي نعيم، وموسى بن داود، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة. وكان إمام جامع ملطية. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. وقد روى عنه من الكبار أبو عروبة الحافظ، وأصله خزري.

(21/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 242
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن أحمد بن محمد الخطابي البغدادي.)
شيخ حسن الحديث. سمع: هوذة بن خليفة، وأبا نعيم. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. توفي سنة ست وثمانين.
4 (القاسم بن أحمد بن زياد البغدادي الشيباني.)
عن: عفان بن مسلم. وعنه: الطبراني. توفي قبل التسعين ومائتين.
4 (القاسم بن عبد الرحمن الأنباري.)
عن: يحيى بن هاشم السمسار، وأبي جعفر النفيلي. وعنه: القاضي مكرم، وعثمان بن السماك. توفي سنة أربع.
4 (القاسم بن أسد الإصبهاني الحافظ.)

(21/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 243
أحد أئمة السنة بإصبهان. رحل وطوف وجمع وصنف. سمع: أحمد بن حنبل، وهشام بن عمار، وأبا مصعب، وعبد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم.) روى عنه: غزوان بن إسحاق الهمداني أحد شيوخ أبي بكر الخلال، وأحمد بن عبد الله بن النعمان الإصبهاني أحد شيوخ ابن مندة، وغيرهما.
4 (القاسم بن محمد بن الصباح الإصبهاني النحوي.)
كان رأساً في العربية. يروي عن: سهل بن عثمان، وعبد الله بن عمران. وعنه: أبو الشيخ وقال: توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
4 (القاسم بن محمد الدلال.)
أبو محمد الكوفي. قال الخليلي: ثقة. سمع: أبا نعيم، وقطبة بن العلاء، وأسيد بن زيد، وأبا بلال الأشعري، وأحمد بن يونس. قلت: روى عنه: ابن عقدة، والطبراني، والفضلان، وجماعة. قال الخليلي: مات في آخر سنة ست وثمانين. قلت: فيه خلاف.
4 (قطر الندى.)

(21/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 244
بنت السلطان خمارويه بن أحمد بن طولون التي تزوج بها المعتضد بالله. أصدقها المعتضد ألف ألف درهم. ويقال إنما قصد بتزوجها أن يفقر أباها، فإنه أدخل معها جهازاً هائلاً، من جملته فيما قيل ألف هاون ذهب. وكانت أيضاً بديعة الجمال، عاقلة جليلة. ماتت في تاسع رجب سنة سبع وثمانين ومائتين.

(21/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 245
4 (حرف الكاف)

4 (.... بن إبراهيم الطوابيقي المؤدب.)
حسن الحديث عن عبد الأعلى بن حماد. وعنه: ابن قانع، وغيره. توفي سنة أربع وثمانين.
4 (كنيز الفقيه.)
) أبو علي الخادم، مولى المنتصر بالله ابن المتوكل. يروي عن: حرملة بن يحيى، والربيع المرادي، والحسن بن محمد الزعفراني. وعنه: أبو علي الحصائري، وأبو القاسم الطبراني. وكان يقريء الفقه بجامع دمشق على مذهب الشافعي، وكان من أئمة المذهب. قال الحسن بن حبيب الحصائري: سمعت أبا علي كنيز الخادم يقول: كنت للمنتصر بالله: فلما مات خرجت إلى مصر، فكنت أجلس في حلقة ابن عبد الحكيم، وأناظرهم على مذهب الشافعي، وكانوا مالكيين. فكنت أقيم قيامتهم، فلما لم يقووا علي أتوا أحمد بن طولون، وقالوا: هذا جاسوس للدولة

(21/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 246
ها هنا. فحبسني سبع سنين، ثم لما مات أطلقت، فأعدت صلاة سبع سنين، لأن الحبس كان قذراً. قال الحصائري: كان فقيهاً عليماً بقول الشافعي.

(21/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 247
4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم البغدادي.)
عن: عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه: أبو سهل أحمد بن محمد. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن أحمد بن روح الكسائي الصفواني.)
عن: محمد بن عباد المكي. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين ببغداد.
4 (محمد بن أحمد بن حنين العطار.)
عن: داود بن رشيد. وعنه: ابن مخلد، والطبراني أيضاً. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن أحمد بن عنبسة البزار.)
شيخ.)

(21/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 248
حدث عن: محمد بن كثير الصنعاني. روى عنه: الطبراني.
4 (محمد بن أحمد بن يحيى بن بشير.)
المحدث أبو أحمد الشريني الجرجاني، الملقب بالمأمون. روى عن: علي بن الجعد، ويحيى بن بكير، وطبقتهما. وعنه: محمد بن يزداد البكراوي، ومحمد بن القاسم العتكي.
4 (محمد بن أحمد بن لبيد.)
إمام جامع بيروت. سمع: عمرو بن هشام البيروتي، وعبد الحميد بن بكار.

(21/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 249
وعنه: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبو علي بن هارون، والطبراني.
4 (محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي.)
حدث ببغداد عن: القواريري. وعنه: أحمد بن كامل، والطبراني.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مطر.)
أبو بكر الفزاري الخراط الفذائي، وفذايا قرية صغيرة على باب شرقي من دمشق. سمع سليمان ابن شرحبيل، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو علي بن هارون الأنصاري، وغيرها.
4 (محمد بن أحمد بن مهدي.)
أبو عمارة البغدادي. أحد المتروكين. روى عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولوين محمد بن سليمان. وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي. وهاه الدارقطني.
4 (محمد بن أحمد.)

(21/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 250
قاضي القضاة بنيسابور، أبو رجاء الجوزجاني الحنفي. ولي القضاء لعمرو بن الليث الصفار) وحدث عن: حوثرة المنقري، وإسحاق الشهيد، وأبي سعيد الأشج. وتفقه على أبي سليمان الجوزجاني، كذا قال الحاكم. وروى عنه: أبو عمر الحيري، ومؤمل بن الحسن، وجماعة. مات سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن إبراهيم بن زياد.)
الإمام أبو عبد الله ابن المواز الإسكندراني المالكي صاحب التصانيف المشهورة. أخذ المذهب عن: عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن الماجشون، وأصبغ بن الفرج. وكان اعتماده في الفقه على أصبغ. وانتهت إليه رئاسة المذهب والمعرفة بدقائقه وتعريفه. وله مصنف حافل في الفقه، رواه ابن أبي مطر، وابن أبي مبشر، عنه. وآخر من روى عنه: ولده بكر بن محمد. وق قدم دمشق في صحبة الملك أحمد بن طولون. وقيل إنه انملس إلى بعض الحصون الشامية في آخر عمره، فلزمه إلى أن أدركه أجله. توفي سنة إحدى وثمانين والمعول بالديار المصرية على قوله. وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وستين بدمشق، وحدث عن يحيى بن بكير. وقيل: إنه روى أيضاً عن أشهب.

(21/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 251
4 (محمد بن إبراهيم.)
أبو عامر الصوري النحوي. عن: سليمان بن عبد، وهشام بن عمار، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن ذكوان المقريء. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما. وآخر من روى عنه: موسى بن عبد الرحمن الصباغ.
4 (محمد بن إبراهيم بن كثير.)
أبو الحسن الصوري.

(21/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 252
يروي عن: محمد بن يوسف الفريابي، ومؤمل بن إسماعيل، وطبقتهما. وأطنه مات قبل الثمانين ومائتين.)
4 (محمد بن إبراهيم.)
أبو بكر الصوري. عن: أحمد بن صالح المصري، وأبي نعيم الحلبي. وعنه: أبو الحسن بن حذلم.
4 (محمد بن إدريس.)
أبو بكر الأنطاكي. عن: يعقوب بن....، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وصفوان بن صالح المؤذن. وعنه: ابن العقب، وأبو الميمون بن راشد.
4 (محمد بن أسامة بن صخر.)

(21/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 253
أبو يحيى الحجري السرقسطي. حدث بالقيروان بمستخرجة العتبي، عنه. روى عنه: أحمد بن نصر، وأبو تميم بن محمد التميمي. وقتله عامل سرقسطة سنة سبع وثمانين. وقد روى عنه: أبي صالح، ويحيى بن بكير.
4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم.)
أبو بكر العقيلي الإصبهاني الفابراني. عن: هشام بن عمار، وعبد الرحمن دحيم. وعنه: إسحاق بن إبراهيم، وغيره. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن إسحاق بن أسد الهروي.)
ثم البغدادي الخراز. عن: داود بن رشيد، ومحمد بن معاوية النيسابوري. وعنه: ابن مخلد العطار. توفي سنة أربع.
4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن جوثي.)
) أبو عبد الله الصنعاني. من شيوخ أبي الحسن العطار باليمن. ثقة. سمع: جوير بن المسلم، وابن أبي غسان. مات سنة ثمان وثمانين.
4 (محمد بن إسحاق بن الحرير.)

(21/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 254
أبو الحسين القرشي الدمشقي ختن هشام بن عمار. سمع: إبراهيم بن هشام الغساني، وعبد الرحمن دحيم، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه: أبو علي الحصائري، وأبو عبد الله بن مروان، وعلي بن أبي العقب، والطبراني، وجماعة. توفي في المحرم سنة ثمان وثمانين.
4 (محمد بن إسماعيل.)
أبو حصين التميمي الدمشقي، والد أبي الدحداح. سمع: صفوان بن صالح المؤذت، وغيره. وعنه: إبنه، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، والطبري، وجماعة. توفي سنة تسعين.
4 (محمد بن بشر بن مروان الصيرفي البغدادي.)
جيد الحديث. سمع: عبد الله بن خيران، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: ابن صاعد، وعبد الباقي بن قانع. توفي سنة ثمان وثمانين. وأما:
4 (محمد بن بشر بن مروان أبو بكر القراطيسي الدمشقي، فحدث ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة)
عن: يحيى بن نصر، والربيع المرادي. روى عنه: الدارقطني، وغيره.

(21/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 255
4 (محمد بن جعفر بن محمد بن ميسرة.)
) بغدادي عرف بابن الرازي. عن: أبي همام السكوني، وطبقته. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن بشر بن مطر.)
أبو بكر البغدادي الوارق، أخو خطاب. سمع: عاصم بن علي، وشيبان بن فروخ. وعنه: أبو جعفر بن بريه، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ثقة. قلت: مات في رمضان سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن حجة.)
أبو بكر البزار. عن: يحيى الحماني. وعنه: أحمد بن عبيد الصفار، وغيره. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (محمد بن حامد الموصلي الصائغ.)
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة ست وثمانين أو سنة سبع.

(21/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 256
4 (محمد بن حسن بن دينار.)
أبو العباس الأحول: إخباري أديب، له تصانيف منها كتاب الدواهمي وكتاب الأشباه. وكان موثقاً. روى عن: محمد بن الأعرابي. وروى عنه: نفطويه.
4 (محمد بن الحسن بن حيدة البغدادي البزار.)
الفقيه.) عن: منجاب بن الحارث، وغيره. وعنه: ابن قانع.
4 (محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد الأبهري.)
أبو الشيخ. عن: محمد بن موسى الحرشي، وأبي سعيد الأشج. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني. توفي قبل التسعين. وكان ثقة عالماً. وقيل: توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (محمد بن الحسين بن الدستبان.)
أبو جعفر السامري.

(21/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 257
عن: الحسن بن بشر الكوفي. وعنه: الطبراني، وأبو عبد الله بن مخرم. وكان ثقة. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن حماد بن هامان الدباغ.)
عن: مسدد، وعلي بن المديني، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: أبو سهل بن زياد، وحمزة الدهقان. قال الدارقطني: ليس بالقوي. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن حميد بن زياد.)
أبو المسلم السعيدي. عن: محمد بن حميد، وعبد الجبار بن العلاء، وعباد بن أحمد العزرمي، وجماعة. وعنه: أحمد بن بندار، وأحمد بن جعفر بن معيد، ومحمد بن عمر الجورجيري الإصبهانيون.
4 (محمد بن حيان.)
) أبو العباس المازني البصري.

(21/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 258
سمع: عمرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطيالسي، ومسدد بن مسرهد، وسليمان بن يزيد الملحمي، وجماعة. وعنه: دعلج، وأبو القاسم الطبراني، وفاروق الخطابي، وآخرون.
4 (محمد بن خلف بن عبد السلام.)
أبو عبد الله البغدادي الأعور. عن: عاصم بن علي، ويحيى بن هاشم السمسار. وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي. وكان ثقة. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن الخطاب العدوي.)
مولاهم. روى عن: أبي نعيم. روى عنه: ابن قانع. توفي سنة أربع وثمانين.
4 (محمد بن ربح بن سليمان.)
أبو بكر البغدادي البزار. عن: يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرمي، وأبي نعيم. وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي. وثقة الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وثمانين.

(21/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 259
4 (محمد بن الربيع بن شاهين.)
شيخ بصري صاحب حديث. حدث ببغداد عن: أبي الوليد الطيالسي، وعيسى بن إبراهيم البركي، وغيره. روى عنه: الطبراني في المعاجم، وأبو الحسن القزويني القطان.)
4 (محمد بن زكريا بن دينار.)
أبو جعفر الغلابي البصري الإخباري. عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وبكار بن محمد السيريني، والعباس بن بكار، ويعقوب بن جعفر بن سليمان العباسي الأمير، وأبي الوليد الطيالسي، وشعيب بن واقد، وأبي زيد الأنصاري النحوي، وطائفة كثيرة. وعنه: هلال بن محمد، وفهد بن إبراهيم بن فهد، وأبو القاسم الطبراني. وآخرون. وهو في عداد الضعفاء. وأما ابن حيان فذكره في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة. قلت: كان راوية للأخبار علامة. توفي في شوال سنة تسعين. قال الدارقطني: بصري يضع. وقال ابن مندة: تكلم فيه.

(21/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 260
4 (محمد بن زكريا بن عبد الله.)
أبو جعفر القرشي الإصبهاني. عن: عبد الله بن رجاء الغداني أيضاً، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو حذيفة النهدي، وبكار بن محمد السيريني. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو أحمد بن العسال، وأبو الشيخ، وأبو بكر القباب، وآخرون. توفي بإصبهان في جمادى الأولى سنة تسعين أيضاً. وقال ابن مندة: تكلم في سماعه.
4 (محمد بن زيدان بن يزيد البجلي الكوفي.)
أخو عبد الله بن زيدان. سمع: سلام بن سليمان المديني، وغيره. وحدث بمصر. روى عنه: الطبراني.)
4 (محمد بن زبيد العلوي.)

(21/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 261
المتغلب على طبرستان. سار لحربه محمد بن هارون أحد أمراء أمير خراسان إسماعيل بن أحمد، فالتقاه على باب جرجان، فكانت الدائرة أولاً على محمد بن هارون، ثم كر على العلوي فهزم جيشه، وثبت العلوي وقاتل، وأصيب في وجهه عدة ضربات مات منها بعد أيام. وأسروا ابنه زيد بن محمد بن زيد، وحاز محمد بن هارون على عسكره وأمواله، واستولى على طبرستان، ودفن العلوي على باب جرجان. وكان له مدة قد غلب على تلك الممالك. وقد أسر أخوه الحسن بن زيد سنة سبعين. وقد جرت لهما حروب وخطوب.
4 (محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد.)
أبو عبد الله الهمداني الشيعي، مولاهم الكوفي النحوي الملقب بعقدة. والد الحافظ أبي العباس بن عقدة. كان ديناً ورعاً ناسكاً. ولقبوه بعقدة لعلمه بالتصريف والعربية. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين.
4 (محمد بن سعيد الأزرق.)
أبو عبد الله. قال ابن عدي: مات سنة تسعين، يضع الحديث. روى عن: هدبة بن خالد، وسريج بن يونس. وعنه: أحمد بن موسى بن سعدويه. ووضعه بارد، فإنه قال: ثنا هدبة، ثنا أبو عوانة، عن أبيه، عن أنس، مرفوعاً: لا شغار في الإسلام. وأبو عوانة مملوك صبي من جرجان، وأبوه كافر، فمن أين له رواية عن أنس؟.

(21/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 262
4 (محمد بن سفيان بن المنذر الرملي.)
عن: محمد بن السري العسقلانين ودحيم، وغيرهما. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن سليمان بن الحارث.)
) أبو بكر الباغندي الواسطي: أبو الحافظ الكبير محمد بن محمد. سكن بغداد وحدث عن: عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عقبة ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وطبقتهم. وعنه: ابنه، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن نب مقسم، وعبد الخالق بن أبي رويا، وجماعة. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال الخطيب: رواياته كلها مستقيمة. وقال ابن أبي الفوارس: ضعيف. قلت: توفي آخر سنة ثلاث وثمانين. ولعل ابن أبي الفوارس إنما عنى بالضعف عن ولده.
4 (محمد بن سهل بن زنجلة الرازي.)
رحل به أبوه الحافظ أبو عمرو فسمع: أبا جعفر النفيلي، وأبا صالح كاتب

(21/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 263
الليث، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وطائفة. وعنه: محمد بن إسحاق اسراج، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن مهدويه، وإسحاق بن محمد الكسائي، وغيرهم.
4 (محمد بن سهل بن المهاجر الرقي.)
عن: مؤمل بن إسماعيل، ومحمد بن مصعب القرقيسائي. ولعله آخر من حدث عنهما. روى عنه الطبراني.
4 (محمد بن أبي سهل شيرزاذ الإصبهاني.)
عن: سليمان بن حرب، والقعنبي، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن يوسف، وعبد الله بن محمد القباب، وآخرون. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن سويد.)
أبو جعفر البغدادي الطحان. سمع: عاصم بن علي، وإسماعيل بن أويس.) وعنه: أحمد بن خزيمة، وابن نجيح، وجماعة. وكان ثقة. توفي سنة اثنتين وثمانين.

(21/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 264
4 (محمد بن شاذان.)
أبو بكر البغدادي الجوهري. عن: هوذة بن خليفة، وزكريا بن عدي. وعنه: أبو بكر النجاد، وابن قانع، وجماعة. وثقة الدراقطني. وتوفي سنة ست وثمانين وهو في عشر المائة. وكان قرأ القرآن على خلاد بن خالد. قرأ عليه ابن شنبوذ، وغيره.
4 (محمد بن شاذان.)
أبو سعيد النيسابوري الأصم. شيخ عالم متقن. سمع: قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم. توفي سنة ست أيضاً.
4 (محمد بن صالح الأشج.)
شيخ صدوق. سمع: عبد الصمد بن حسان، وقتيبة بن سعيد. ويعرف بحمدان الهمداني.

(21/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 265
روى عنه: حامد الرفاء، وعلي بن إبراهيم القطان، ومحمد بن علي الصنعاني، وجماعة. توفي سنة أربع وثمانين بهمدان.
4 (محمد بن الضوء بن المنذر.)
أبو عبد الله الكرميني، الملقب خنب. رحل وعني بالحديث، وسمع: عمرو بن مرزوق، وأبا الوليد، ومسدد بن مسرهد، وأبا عبيد) القاسم بن سلام، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن الليث، وعمرو بن حفص، والبخاريون. وفي أهل بخارى جماعة يقال لهم خنب. توفي في صفر سنة اثنتين وثمانين. من أعلى أهل بخارى إسناداً. وهو صدوق. مولده سنة تسع وتسعين ومائة.
4 (محمد بن العباس بن ماهان المروزي الكابلي.)
نزيل بغداد. عن: عاصم بن علي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وعنه: أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (محمد بن العباس المؤدب.)

(21/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 266
أبو عبد الله البغدادي، مولى بني هاشم. سمع: هوذة بن خليفة، وعبد الله بن صالح العجلي، وعفان بن مسلم، وشريح بن النعمان، وجماعة. وعنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والطبراني. وثقة الخطيب. ومات في ربيع الأول سنة تسعين.
4 (محمد بن العباس بن بسام.)
أبو عبد الرحمن مولى بني هاشم المقريء الرازي. قرأ على: أحمد بن يزيد الحلواني وهو من أعيان أصحابه. وحدث عن: سهل بن عثمان العسكري. روى عنه الحروف والحديث: الحسين بن المهلب المؤدب، ومحمد بن عبد الله المقريء، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي. وسمع منه: ابن حاتم وقال: صدوق.
4 (محمد بن العباس بن الوليد.)
) النسائي الفقيه أبو العباس صاحب أبي ثور. سمع: هوذة، وعفان، وطائفة. وعنه: علي بن محمد المصري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة.

(21/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 267
وثقة الخطيب.
4 (محمد بن عبد الله الزاهد.)
أبو عبد الله بن الدفاع القرطبي المالكي. سمع: عبد الملك بن حبيب وغيره. وبمصر: أبا الطهر بن السرج، والحارث بن مسكين. وعنه: محمد بن عثمان، وغيره. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (محمد بن عبد الله بن منصور.)
أبو إسماعيل الشيباني العسكري الفقيه الحنفي المعروف بالبطيخي. أحد أئمة الحنفية. عن: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه: المحاملي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله الخراساني. وكان فقيهاً ثقة. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن الحين بن حفص.)
أبو عبد الله الهمداني الذكواني الإصبهاني. أحد الأشراف والأكابر

(21/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 268
بإصبهان. وهو آخر من حدث عن أبي سفيان بن صالح بن مهران، ومحمد بن بكير. وقد أتاه كتاب من المستعين بقضاء إصبهان، فهرب منها مدة، وهو الذي قام في خلاص أبي بكر بن أبي داود السجستاني من المحنة والقتل لما تعصبوا عليه بإصبهان، ورموه بسب علي رضي الله عنه. روى عنه: أبو أحمد العسال، ومحمد بن أحمد بن الحسن، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وجماعة.) توفي سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن عبد الله بن عتاب.)
أبو بكر الأنماطي البغدادي، مربع. سمع: عاصم بن علي، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن معين. وعنه: أحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. وثقة الخطيب. ومات سنة ست وثمانين.
4 (محمد بن عبد الله بن سفيان الخصيب زرقان.)
ذكرناه بلقبه.
4 (محمد بن عبد الله بن مهران الدينوري.)
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن يونس. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي.

(21/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 269
وقال الدارقطني: صدوق. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن إبراهيم الكتاني اليافوني.)
عن: صفوان بن صالح، وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني. وعنه: أبو علي محمد القاسم بن معروف، والطبراني.
4 (محمد بن عبد الله بن مخلد.)
أبو الحسين الإصبهاني، خال محمد بن عبد الله بن رستة، ويعرف بصاحب الشافعي، وبوارق الربيع بن سليمان. نزل مصر وحدث عن: قتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وهاني بن المتوكل، وكثير بن عبيد، وطائفة. قلت: ذكرناه في الطبقة الماضية، وإنما أعدناه لقول أبي نعيم: توفي قبل التسعين.
4 (محمد بن عبد البر الكلابي الأندلسي الفرضي.)
روى عن: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب.) وطال عمره. وكان ورعاً فاضلاً وفرضياً حاسباً.

(21/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 270
توفي سنة ثلاث وثمانين. محمد بن عبد الرحمن بن عمارة. أبو قبيصة البغدادي الضبي المقريء. سمع: عاصم بن علي، وسعدويه، وجماعة. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي. وكان سريع التلاوة جداً. قال إسماعيل الخطبي: سألته عن أكثر ما قرأ قال: قرأت في النهار الطويل أربع ختم، وفي الخامسة إلى سورة براءة، وأذن المؤذن العصر. وكان من أهل الصدق. رواها الخطيب، عن الحسن بن أبي طالب، ثنا يوسف القواس، ثنا الخطبي، فذكرها. قال الخطبي: وتوفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين. وقال الدارقطني لا بأس به.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن كامل.)
أبو الأصبع الأسدي الفرقاني. حدث ببغداد عن: أبي جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. وكان يخضب بالحناء. وثقة الخطيب.

(21/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 271
ومات سنة سبع وثمانين.
4 (محمد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو البصري الدمشقي.)
عن: هشام بن عمار، ودحيم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وغيره. وله شعر جيد. توفي بعد أبيه بقليل.) وله:
(إن حظي ممن أحب كفاف .......... لا حدود مقصر ولا إنصاف)

(كلما قلت: قد أثابت إلى .......... الوصل ثناها عما أروم العفاف)

(فكأني بين الصدود وبين .......... الوصل ممن مكانه الأعراف)
ومن شعره السائر:
(لا يلزم مستقصر أنت .......... في البر، ولكن مستعطف مستزاد)

(قديم الحسام وهو حسام .......... ويحب الجواد وهو جواد)

4 (محمد بن عبد السلام بن بشار.)
الشيخ أبو عبد الله النيسابوري الوراق الزاهد. كان يورق التفسير لإسحاق بن راهويه. وسمع الكتب من: يحيى بن يحيى. والمسند والتفسير من إسحاق. وسمع من: الحسن بن عيسى، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن رافع. ولم يرحل. روى عنه: مؤمل بن الحسن، وأبو حامد بن الشرقي، وطائفة. قال ابنه عبدان: كان أبي يقول: نحن في مرحلة. وكان يصوم النهار

(21/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 272
ويقوم الليل، ويقول: هذا ما أوصانا به يحيى بن يحيى.
4 (فائدة)
قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري: سمعت ابن يوسف المقريء. سمعت الحسين بن محمد بن زياد القباني يقول: ثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، فلما فرغ قال: أتدرون عمن حدثتكم قالوا: حدثنا عن بندار، عن يحيى بن سعيد. قال: لا والله. ثنا محمد بن عبد السلام بن بشار، ثنا يحيى بن يحيى. وتوفي في رمضان سنة ست وثمانين.
4 (محمد بن عبد السلام بن ثعلبة.)
) أبو الحسن الخشبي الأندلسي القرطبي الحافظ اللغوي صاحب التصانيف. أخذ عن: يحيى بن يحيى الليثي. وفي الرحلة عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وسلمة بن شبيب، والمزني، وطبقتهم. وعنه: أسلم بن عبد العزيز القاضي، ومحمد بن قاسم بن محمد، وقاسم بن أصبغ، وابنه محمد بن محمد، وآخرون. وقال: كان ثقة كبير القدر، أريد على قضاء قرطبة فامتنع. توفي سنة ست وثمانين وقد شاخ. توفي ابنه محمد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

(21/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 273
وجده ثعلبة هو ابن زيد بن الحسن بن كلب بن أبي ثعلبة الخشبي رضي الله عنه. قال ابن الفرضي، وغيره: وقد روى الحافظ أبو الحسن بالأندلس علماً كثيراً، رحمه الله.
4 (محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري.)
رحل، وسمع: القعنبي، وعثمان بن الهيثم، وأبا حذيفة النهدي، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن مروان صاحب المجالد وصاحب ابن ركين، والحسين بن إسماعيل الصوفي، ومحمد بن إبراهيم بن جمك القزويني، وجماعة. وكان ضعيفاً بمرة. توفي بالدينور سنة إحدى وثمانين. وقد ساق له ابن عدي مناكير ويقال: له غير هذا، إنما أنكر عليه. قلت: منها: بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بنقاوة الأنفس وسلامة الصدق.
4 (محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء.)
أبو بكر التيمي البغدادي. عن: هوذة بن خليفة، وقبيصة، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الباقي بن قانع.

(21/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 274
ضعفه الدارقطني.)
4 (محمد بن عبد الغني بن عبد العزيز.)
أبو الطاهر القرشي مولاهم المصري الفقيه. توفي سنة ثلاث وثمانين. قال أبو جعفر الطحاوي: كان فقيهاً لا يدافع، رحمه الله.
4 (محمد بن عبد بن حميد بن نصر.)
أبو جعفر الكشي. روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النسفي، وغيره. توفي سنة ست وثمانين.
4 (محمد بن عبده.)
أبو بكر المصيصي. حدث عن: محمد بن كثير بن مروان الفهري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي توبة الربيع بن نافع، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وجماعة. قال ابن عدي: أملى في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن عبيد بن الفرطاس الأنصاري الموصلي.)
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وأبي مصعب الزهري، وأبي كريب محمد بن العلاء. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن عبيد بن أبي الأسد البغدادي.)
أبو بكر. عن: عمرو بن مرزوق، وإسماعيل بن أبي أويس، والحميدي.

(21/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 275
وعنه: إبراهيم البختري، وأبو بكر الشافعي. وثقة الخطيب. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن عثمان بن سعيد.)
أبو عامر الضرير الكوفي.) يروي عن: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث. توفي سنة تسع أيضاً. روى عنه: الطبراني، وابن سلمة القطان، وغيرهما.
4 (محمد بن عاصم بن بلال الضبي.)
عن: محمد بن نافع، وغيره. توفي سنة أربع وثمانين. وولد سنة مائتين.
4 (محمد بن عصمة بن حمزة السعدي الجوزجاني الخراساني.)
كنيته: أبو المطالع. روى عن: يحيى الحماني، وعمرو بن محمد الخريبي، والربيع بن سليمان. وعنه: عبد الله بن محمد البلخي، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، وزكريا بن حامد البلخي.
4 (محمد بن عقيل.)
أبو سعيد الفريابي. حدث بمصر عن: قتيبة بن سعيد، وداود بن مخراق، وجماعة. وعنه: علي بن محمد المصري الواعظ، وأبو محمد بن الورد، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطبراني. وكان أحد الفقهاء.

(21/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 276
توفي بمصر في صفر سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن علي بن الحسين بن بشر الزاهد.)
المحدث أبو عبد الله الحكيم الترمذي المؤذن، صاحب التصانيف في التصوف والطريق. سمع الحديث الكثير بخراسان والعراق. وحدث عن: أبيه، وقتيبة بن سعيد، وصالح بن عبد الله الترمذي، وصالح بن محمد الترمذي، وعلي بن حجر السعدي، وعتبة بن عبد الله المروزي، ويحيى بن موسى خت، ويعقوب الدورقي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وسفيان بن وكيع، وطبقتهم.) روى عنه: يحيى بن منصور القاضي، والحسن بن علي، وغيرهما من علماء نيسابور فإنه حدث بها في سنة خمس وثمانين. وقد صحب من مشايخ الطريق: يحيى بن الجلاء، واحمد بن خضروية، ولقي أبا تراب النخشبي. ومن كلامه وحكمه: ليس في الدنيا حمل أثقل من البر، لأن من البر، لأن من برك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك. وقال: كفى بالمرء عيباً أن يسره ما يضره. وقال: من جهل أوصاف العبودية فهو بنعوت الربانية أجهل. وقال: صلاح خمسة أصناف في خمسة مواطن: صلاح الصبيان في

(21/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 277
الكتاب، وصلاح الفتيان في العلم، وصلاح الكهول في المساجد، وصلاح النساء في البيوت وصلاح القطاع في السجن. وقال: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه والمنافق حزنه في وجهه، وبشره في قلبه. وقال: حقيقة محبة الله تعالى دوام الأنس بذكره. وسئل عن الخلق فقال: ضعف ظاهر، ودعوى عريضة. وذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: نفوه من ترمذ وأخرجوه منها، وشهدوا عليه بالكفر، وذاك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وكتاب ملل الشريعة. وقالوا إنه يقول للأولياء خاتماً كما أن للأنبياء خاتماً. وأنه يفضل الولاية على النبوة، واحتج بقوله عليه السلام: يغبطهم النبيون والشهداء. وقال: لو لم يكونوا أفضل منهم لما غبطوهم. فجاء إلى بلخ، فقبلوه بسبب موافقته إياهم على المذهب. وقد ذكره ابن النجار، ولم يذكر له وفاة ولا راوياً، إلا علي بن محمد بن ينال العكبري. فوهم لأن العكبري سمع محمد بن فلان الترمذي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وقال أبو عبد الرحمن السلمي، فيما يروي البخاري بإسناده إليه: سمعت علي بن بندار الصيرفي: سمعت أحمد بن عيسى الجوزجاني يقول: سمعت محمد بن علي الترمذي يقول: ما صنفت مما صنفت حرفاً عن تدبير، ولا لأن

(21/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 278
ينسب إلي شيء منه، ولكن كان إذا اشتد علي وقتي كنت أتسلى بمصنفاتي.) قال السلمي: بلغني أن أبا عثمان سئل عن محمد بن علي فقال: بينوا سري عنه من غير سبب. وقال أيضاً السلمي: وقيل إنه هجر بترمذ في آخر عمره، وهو من سبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وعلل الشريعة. وليس فيه ما يوجب ذلك. ولكن لبعد فهمهم عنه. كذا قال السلمي. وقال: له كتاب حقائق التفسير، من هذا النمط أشياء تنافي الحق.
4 (قول المؤلف في شطحات الصوفية)
فما أدري ما أقول. أسأل الله السلامة من شطحات الصوفية، وأعوذ بالله من كفريات صوفية الفلاسفة الذين تستروا في الظاهر بالإسلام، ويعملوا على هدمه في الباطن. وربطوا العوالم بربط ورموز الصوفية وإشارتهم المتشابهة، وعباراتهم العذبة، وسيرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الجلفة التي تجر إلى الإنسلاخ والفناء، والمحو والوحدة، وغير ذلك. قال الله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه يعني طريق الكتاب السنة المحمدية. ثم قال: ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. والحكيم الترمذي، فحاشى الله ما هو من هذا النمط، فإنه إمام في الحديث، صحيح المتابعة للإشارة، حلو العبارة، عليه مؤاخذات قليلة كغيره من الكبار. وكل أحد يأخذ قوله ويترك، إلا ذاك الصاد المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيا مسلمين بالله، تعالوا نبكي على الكتاب وأهلها. وقالوا: اللهم أجرنا في مصيبتنا، فقد عاد الإسلام والسنة غريبين، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم.
4 (محمد بن علي بن بطحا.)

(21/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 279
أبو بكر البغدادي التميمي. ثقة مقبول. روى عن: هوذة، وعفان. وعنه: إسماعيل الخطبي. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن علي بن حمزة.)
أبو عبد الله العلوي الإخباري الشاعر. يروي عن: أبي عثمان المازني، وعمر بن شبة، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، ومحمد بن مخلد.) توفي سنة سبع وثمانين.
4 (محمد بن علي بن عتاب.)
أبو بكر الإيادي القماط. سمع: عبيد الله بن غاشم، وداود بن عمرو الضبي، وأبا الربيع الزهراني. وعنه: أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل الخطبي. وثقه ابن المنادي وقال: توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن علي بن الفضل.)

(21/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 280
أبو العباس البغدادي، الحافظ فستقة. سمع: خلف بن هشام، وقتيبة، وعلي بن المديني، وطبقتهم. وعنه: ابن قانع، والطبراني. ومات سنة تسع أيضاً وثقة الخطيب.
4 (محمد بن علي البغدادي.)
الحافظ قرطمة. سمع بن حميد الرازي، وأبا سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن محمد الزعفراني، وطبقتهم بالحجاز، والشام، وخراسان، والعراق، ومصر. وكان الوالي في الحفظ. روى شيئاً قليلاً. وذكر أبو أحمد الحاكم أنه سمع ابن عقدة قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان، يقول الناس فيقولون: أبو زرعة وأبو حاتم في الحفظ، والله ما رأيت أحفظ من قرطمة. قال الخطيب: توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (محمد بن علي بن شعيب.)
أبو بكر البغدادي السمسار.

(21/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 281
سمع: عاصم بن علي، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وطبقتهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن ماسي. قال الدارقطني: وكان ثقة.)
4 (محمد بن علي بن خلف الأطروش الدمشقي.)
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ودحيم. وعنه: عبد الله بن الورد المصري، وعبد المؤمن النسفي، والطبراني.
4 (محمد بن علي بن محمد المروزي.)
الحافظ أبو عبد الله عن: علي بن حزم، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى القطيعي، وخلف بن شاذان، وخلق. وعنه: ابن مخلد، والطبراني. وكان ثقة. روى عنه جماعة من أهل مرو.
4 (محمد بن عمر بن إسماعيل.)
أبو بكر الدولابي العسكري. عن: هوذة بن خليفة، وأبي مسهر الغساني، وابن اليمان، وجماعة. وعنه: أبو بكر الخرائطي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، واحمد بن مروان الدينوري، وآخرون.
4 (محمد بن عمرو بن الموجه.)

(21/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 282
الفزاري المروزي اللغوي الحافظ. سمع: صدقة بن الفضل المروزي، وسعيد بن منصور، وعبدان بن عثمان، وحبان بن موسى، وطبقتهم. ذكره ابن أبي حاتم مختصراً. وروى عنه: الحسن بن محمد بن حليم المروزي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. وسمع أيضاً: سعيد بن هبيرة، وسعد بن سليمان، وعلي بن الجعد. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن عمرو بن النضر.)
أبو علي الجرشي النيسابوري، قشمرد. سمع: حفص بن عبد الله السلمي، وعبدان بن عثمان القعنبي، وجماعة.) فطال عمره وتفرد عن حفص بن عبد الله. وكان صدوقاً مقبولاً. روى عنه: محمد بن صالح بن هانيء، ويحيى بن محمد العنبري، ودعلج البختري، وآخرون. توفي سنة سبع وثمانين.
4 (محمد بن عيسى بن السكن بن أبي قماش.)
أبو بكر الواسطي. سمع: مسلم بن إبراهيم، والحارث بن منصور الواسطي. وعنه: أبو بكر النجاد، وإسماعيل الخطبي، والطبراني، وآخرون. توفي راجعاً من الحج سنة سبع أيضاً.

(21/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 283
4 (محمد بن غالب بن حرب.)
أبو جعفر الضبي المصري تمتام. نزيل بغداد. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة. سمع: أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وعفان، والقعنبي، وعبد الصمد بن النعمان، وأبا حذيفة، وطبقتهم. من أصحاب شعبة، والثوري، وكان مكثراً ثقة حافظاً. روى عنه: أبو جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وأبو سهل بن زياد، وابن كوثر البربهاري، وأبو بكر الشافعي، وخلق. قال الدارقطني: ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطيء. وقال أيضاً في موضع آخر: ثقة مجود. سمعت أبا سهل بن زياد يقول: سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب، عن الوركاني، عن حماد الأبح، عن ابن عوف، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هود وأخواتها، إنه حديث موضوع. قال ابن زياد: فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي، وموسى بن هارون عنده، والمجلس غاص بأهله. فدخل محمد بن غالب، فلما بصر به إسماعيل

(21/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 284
قال: إلي يا أبا جعفر، إلي. ووسع له معه على السرير. فلما جلس أخرج كتاباً وقال: أيها القاضي تأمله. وعرض عليه الحديث، وقال: أليس الجزء كله بخط واحد) قال: نعم. قال: هل ترى شيئاً على الحاشية قال: لا. قال: أفترضى هذا الأصل قال: إي والله. قال: فلم أوذى وينكر علي فصاح موسى بن هارون وقال: الحديث موضوع. قال: فرواه محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت، وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه. قلت: مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين.
4 (محمد بن الفرج بن محمود الأزرق.)
أبو بكر. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وحجاج بن محمد، والواقدي، ومحمد بن كناسة، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وابن نحيح، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وآخرون.

(21/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 285
قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: لا بأس به، وهو من أصحاب الكرابيسي يطعن عليه في اعتقاده. وقال الخطيب: أما أحاديثه فصحاح. مات في آخر سنة إحدى وثمانين.
4 (محمد بن الفرج بن ميسرة الهمداني الحافظ.)
صاحب المسند. سمع من: كامل بن طلحة، وطبقته. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الباقي بن قانع.
4 (محمد بن الفضل بن جابر الثقفي البغدادي.)
) سمع: سعيد بن سليمان سعدويه، وأبا بلال الأشعري، والليث بن حماد، وعبد الأعلى بن حماد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن محمد بن الحسن النقاش، وأبو بكر بن خلاد العطار، والطبراني، وآخرون. قال الدارقطني: صدوق. مات أبو جعفر السقطي في رمضان سنة ثمان وثمانين.
4 (محمد بن الفضل بن موسى.)
أبو بكر القسطاني، الرازي.

(21/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 286
سمع: طالوت بن عباد، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: صدوق، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
4 (محمد بن فيروز البغدادي.)
نزيل دمشق. عن: عاصم بن علي بن قتيبة، وعلي بن محمد المصري الواعظ.
4 (محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر.)
أبو العيناء الهاشمي، مولى أبي جعفر المنصور البصري الإخباري اللغوي الضرير. ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة. وأخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عاصم النبيل. وكان أحد الموصوفين الذكاء والحفظ وسرعة الجواب. وعنه: أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبو بكر الأذرعي، وأحمد بن كامل، ومحمد بن العباس بن نحيح، وآخرون. قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.

(21/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 287
وقيل إن بعضهم سأله: كيف كنيت أبا العيناء فقال: قلت لأبي زيد سعيد بن أوس: كيف تصغر عيناً فقال: عييناً يا أبا العيناء. وقيل إن المتوكل قال: أشتهي أن أنادم أبا العيناء، لولا أنه ضرير. فقال: إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقش الخواتيم، فإني أصلح.) وكان قد ذهب بصره وهو ابن أربعين سنة تقريباً. ومات سنة إثنتين وثمانين. وكان قد استوطن بغداد، فخرج نحو البصرة في أواخر عمره في سفينة فيها ثمانون نفساً، فعرقت بهم، فما سلم غيره فيما قيل. فلما صار إلى البصرة مات. وكان يخصب بالحمرة، والغالب على روايته الحكايات. قال أبو نعيم الحافظ: نا أحمد بن عبد الرحمن الخاركي بالبصرة: سمعت أبا العيناء يعزي جدي أبا بكر على زوجته، فقال: إذا كان مسندنا البقية ورفعت عنه الرزية كانت التعزية تهنئة، والمصيبة نعمة.
(نحن ومن في الأرض يفديكا .......... لا زلت تبقى ونعزيكا)
وعن ابن وثاب أنه قال لأبي العيناء: والله إني أحبك بكليتي. فقال: إلا عضواً واحداً. فبلغ ذلك ابن أبي دؤآد، فقال: لقد وفق في التحديد. وسأله المنتصر فقال: ما أحسن الجواب ما أسكت المبطل، وصبر المحق. قال أحمد بن كامل: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين، وولد سنة إحدى وتسعين ومائة.

(21/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 288
وقال الدارقطني: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (محمد بن محمد بن الحسين بن غزوان.)
أبو سعيد الهروي الجوهري. عن: خالد بن هياج. ورد بغداد، وحدث. روى عنه: مكرم القاضي، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: لا بأس به.
4 (محمد بن محمد بن رجاء بن السندي.)
أبو بكر الإسفرائيني الحافظ. مصنف الصحيح على شرط مسلم. سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وابن نمير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا الربيع الزهراني، وطبقتهم بالحجاز، والعراق، ومصر،) وغير ذلك. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومؤمل بن الحسن، ومحمد بن صالح بن هانيء، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وآخرون. قال الحاكم: كان ثبتاً ديناً مقدماً في عصره. سمع جده، وابن راهويه، إلى أن قال: وسمعت محمد بن صالح: سمعت أبا بكر بن رجاء يقول: حدثني أحمد بن حنبل من كتابه في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين. بشر بن أحمد قال: توفي أبو بكر سنة ست وثمانين.

(21/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 289
4 (محمد بن محمد بن حبان.)
أبو جعفر البصري التمار. سمع: القعنبي، ومحمد بن الصلت التوزي، وأبا الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وغيره. قال دعلج: سمعت محمد بن محمد بن حبان التمار يقول: كنت لا أحدث، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال له رجل: يا رسول الله، قل لهذا. فقال لي: حدث. فقلت: عمن أحدث قال: عن القعنبي، وأبي الوليد، وعمر بن مرزوق، وابن كثير. ونحوه أو كما قال. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران.)
أبو أحمد البغدادي المطرز الحافظ. عن داود بن رشيد وغيره. عن: أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني. قال الدارقطني: ليس بالقوي.
4 (محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي.)
أبو جعفر الطيالسي. حدث ببغداد عن: يزيد بن هارون، وأبي جابر محمد بن عبد الملك،

(21/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 290
وأبي عبد الرحمن المقريء.) وعنه: أبو جعفر بن البختري، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات. قال الخطيب: له مناكير. إلا أن الحاكم سمع الدارقطني يقول: لا بأس به. قال الخطيب: ورأيت أبا القاسم اللالكائي، والحسن بن محمد بن الخلال يضعفانه. وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين، وقد نيف على المائة. فإنه ذكر أنه سمع من موسى الطويل مولى أنس بواسط سنة إحدى وتسعين ومائة. قال: وكان لي ثلاث عشرة سنة. قلت: وقد ذكره ابن عدي في الكامل، وقال: ثنا عبد الحميد الوراق قال: قاطعنا محمد بن مسلمة على أجزاء، فقرأنا عليه، وفيها حديث طويل فقال: ما أحسن هذا، والله إن سمعت بهذا الحديث قط إلا الساعة. قال: وقال له رجل: قل عن هشام بن عروة، فقال: بدرهمين صحاح. ثم ساق له ابن عدي مناكير يسيرة.
4 (محمد بن المغيرة بن سنان الضبي الهمذاني السكري الحنفي.)
محدث همذان ومسندها وشيخ فقهائها الحنفية. روى عن: القاسم بن الحكم العربي، وهشام بن عبد الله بن عبيد الله الرازي، ومكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وعنه: علي بن إبراهيم القزويني القطان، وحامد الرفاء، وجماعة.

(21/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 291
توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. قال السليماني: فيه نظر.
4 (محمد بن موسى بن الهذيل.)
أبو بكر النسفي الملقب: مت. روى عن: أبي محمد الدارمي، وعبد بن حميد. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (محمد بن موسى النهروي.)
أبو عبد الله. صدوق نبيل معظم ثقة. توفي سنة تسع وثمانين ببغداد.)
4 (محمد بن أبي هارون موسى.)
أبو الفضل الوراق البغدادي زريق. صالح فاضل واسع العلم. روى عن: خلف بن هشام، وغيره. وعنه: أبو الحسين بن المنادي، وأبو سهل القطان. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (محمد بن أبي هارون موسى الهمداني.)
شيخ جليل زاهد عابد، وكان لسؤدده يقال له: صاحب البلد.

(21/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 292
يروى عن: أبي نعيم، وموسى بن إسماعيل، وجماعة. وعنه: الحسين بن إسحاق الكرمي، وعلي بن مهرويه القزويني، وعبد الله بن حمويه، وجماعة.
4 (محمد بن نصر.)
أبو بكر الأدمي ويعرف بابن أبي شجاع. عن: حبيب، وجماعة. وعنه: ابن كامل، وأبو سهل بن زياد. مات سنة ببغداد.
4 (محمد بن النضر بن رباح الهروي.)
نزيل الموصل. عن: عاصم بن علي، وأبي الصلت الهروي. وغيرهما. توفي سنة ست وثمانين.
4 (محمد بن أبي النعمان الأنطاكي.)
سمع: الهيثم بن جميل. وعنه: الطبراني.
4 (محمد بن نعيم بن عبد الله.)
أبو بكر النيسابوري المديني.) سمع: قتيبة، وابن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا المصعب، ومحمد بن أبي الشوارب، وطبقتهم. وعنه: محمد بن إسحاق السراج، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن

(21/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 293
عبدان، وعبد الله بن سعد، وجماعة. توفي سنة تسعين في ذي العقدة.
4 (محمد بن نهار.)
أبو الحسن. يروي عنه: أبو بكر الشافعي، وغيره. ضعفه الدارقطني. توفي سنة اثنتين وثمانين. وهو: محمد بن نهار بن عمار بن أبي المحياه يحيى بن يعلى التيمي. يروي عن: العباس بن الفرج الرياشي، ومحمد بن يزيد الحنفي. وعنه: محمد بن نجيح أيضاً، وجعفر بن أبي محمد العلوي.
4 (محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي.)
عن: أبيه، وعبد الله بن يزيد بن راشد المقريء، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله بن مروان، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن هشام بن أبي الدميك.)

(21/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 294
أبو جعفر المروزي، ثم البغدادي. سمع: سليمان بن حرب، وعفان، وابن المديني، وعاصم بن علي، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو عمر غلام ثعلب، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. وكان مستملي الحسن بن عرفة. توفي سنة تسع أيضاً.)
4 (محمد بن هشام.)
وقيل: ابن هاشم بن خلف بن هشام البزار. عن: جده، وعلي بن الجعد. وعنه: أبو سهل بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما.
4 (محمد بن هاشم.)
أبو صالح العذري الجسري الغوطي. سمع: زهير بن عباد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه: أحمد بن حذلم، وأبو علي بن هارون، وجماعة.
4 (محمد بن وضاح بن بزيع.)

(21/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 295
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو عبد الله الأموي المرواني القرطبي الحافظ. قال: ولدت سنة تسع وتسعين ومائة، أو سنة مائتين بقرطبة. وسمع يحيى بن يحيى، ومحمد بن خالد صاحب ابن القاسم، وسعيد بن حسان صاحب أشهب، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة بالأندلس. قال ابن الفرضي: رحل إلى المشرق رحلتين، إحداهما سنة ثمان عشرة ومائتين، لقي فيها: سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كان شأنه الزهد وطلب العبادة. ولو سمع في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته درجة. وكان قبل رحلة بقي بن مخلد. ورحل ثانية فسمع: إسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن المبارك الصوري، وحامد بن يحيى البلخي، ومحمد بن عمرو القرني، وزهير بن عباد، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ودحيم، وحرملة بن يحيى، وسحنون بن سعيد الإفريقي، وجماعة كثيرة من البغداديين، والبصريين، والمكيين، والشاميين، والمصريين، والقزوينيين. وعدة شيوخه مائة وستون رجلاً، ولقي ابن مخلد رضي الله عنهما. وصارت الأندلس دار حديث. قال: وكان محمد عالماً بالحديث بصيراً بطرقة. متكلماً على علله، كثير الحكاية عن العباد، ورعاً زاهداً، فقيراً متعففاً، صبوراً على الإسماع، محتسباً في نشر علمه. سمع منه) الناس كثيراً، ونفع الله به أهل الأندلس.

(21/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 296
وكان أحمد بن خالد بن الحباب لا يقدم عليه أحداً ممن أدرك. وكان يعظمه جداً، ويصف عقله وفضله وورعه. غير أنه ينكر عليه كثرة رده في كثير من الأحاديث. قال ابن الفرضي: وكان ابن وضاح كثيراً ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شيء. وهو ثابت من كلامه صلى الله عليه وسلم. وله خطأ كثير محفوظ عنه، وأشياء كان يغلظ فيها ويصحفها. وكان لا علم له بالفقه ولا بالعربية. قلت: روى عنه: أحمد بن الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعين، وأبو عمر أحمد بن عبادة الرعيني، وجعفر بن مزيد، وعيسى بن ليث، ومحمد بن المسرور الفقيه، وخلق. توفي ليلة السبت لأربع بقين من المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين. وحكى الفقيه إسحاق بن إبراهيم التجيبي أن ابن وضاح لما انصرف عقد لسانه سبعة أيام عن الكلام. فدعا الله: إن كنت تعلم في إطلاق لساني خيراً فأطلقه، فأطلقه الله تعالى، ونشر بالأندلس علماً كثيراً. وكان يرون ذلك من كراماته. وقال ابن حزم في المحلى: كان ابن وضاح يواصل أربعة أيام. قال أبو عمرو الداني: روى القراءة عن: عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش. وصارت عندهم مدونة. وقرأ في عشرين يوماً ستين ختمة. هكذا نقله عنه وهب بن مسرة، وقال: سمعته يقول: كل من أدركت من فقهاء الأمصار يقولون: القرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق.
4 (محمد بن الوليد بن هبيرة.)
أبو هبيرة الهاشمي الدمشقي القلانسي. سمع: أبا مسهر الغساني، وسلام بن سليمان المدائني، ويحيى بن صالح الوحاظي، وسلامة العذري، وجماعة.

(21/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 297
روى عنه: د. تفسير حديث، وأبو زرعة الدمشقي وهما من أقرانه، وابن صاعد، وأبو عوانة، وابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري.) قال ابن أبي حاتم: صدوق. توفي سنة ست وثمانين.
4 (محمد بن الوليد الرملي.)
أبو بكر المعروف بالأمي. سمع: سليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن السري العسقلاني، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، وابن الأعرابي. ومات قديماً.
4 (محمد بن الوليد بن أبان القلانسي.)
قد مر.
4 (محمد بن دينار.)
أبو عبد الله بن أبي البخاري. عن: بجير بن النضر، وأبي قدامة الرخسي، والمسيب بن إسحاق. توفي سنة ثمانية وثمانين.
4 (محمد بن ياسر الدمشقي الحذاء.)
إمام جامع جبيل. عن: دحيم، وهشام بن عمار. وعنه جعفر بن محمد بن عديس، والطبراني، وغيرهما.

(21/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 298
4 (محمد بن يحيى بن المنذر.)
أبو سليمان البصري القزاز. عن: سعيد بن عاصم الضبعي، ويزيد بن بنان العقيلي، وأبي عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وتفرد في زمانه بالرواية عن الضبعي، وغيره. روى عنه: محمد بن علي بن مسلم العقيلي، وفاروق الخطابي، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي في رجب سنة تسعين ومائتين.
4 (محمد بن يحيى الكسائي الصغير.)
) أبو عبد الله. بغدادي مقريء. قرأ على: الليث بن خالد، وهو أجل أصحابه. قرأ عليه: أحمد بن الحسن البطيء، وابن مجاهد، ومحمد بن خلف، ووكيع، وإبراهيم بن زياد، وأحمد بن علي السمسار. توفي سنة ثمان وثمانين.
4 (محمد بن يزداد.)
أبو عبد الله الأستراباذي. عن: إسماعيل الشالنجي الفقيه، ويحيى بن معين. وعنه: محمد بن إبراهيم بن أبرويه، والحسن بن حمويه، وغيرهما.

(21/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 299
مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين. قاله الإدريسي.
4 (محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري.)
أبو العباس المبرد، إمام العربية ببغداد. أخذ عن: أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهما. وعنه: إسماعيل الصفار ولزمه مدة، وأبو سهل بن زياد، وعيسى الطوماري، وأحمد بن مقرويه الدينوري، وأبو بكر الخرائطي، وإبراهيم بن محمد نفطويه، ومحمد بن يحيى الصولي، وجماعة. وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً، ثقة إخبارياً علامة، صاحب نوادر وظرافة. وكان جميلاً وسيماً، لا سيما في صباه، وله تصانيف مشهورة. قال أبو الفتح بن جني: إن أبا عثمان المازني لما صنف كتاب الألف واللام سأل أبا العباس عن دقيقه وغامضه، فأحسن الجواب فقال له: قم، فأنت المبرد، أي المثبت للحق.

(21/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 300
قال أبو العباس: فغير الكوفيون إسمي، فجعلوه بفتح الراء. وقال السيرافي: انتهى علم النحو بعد طبقة الحرمي، والمازني إلى المبرد. هو من ثمالة، قبيلة من الأزد. أخذ عن: الحرمي، والمازني، وغيرهما. وكان إسماعيل القاضي ما رأى المبرد في معاني القرآن وقال: لقد فاتني منه علم كثير.) وقيل: إنه من ثعلب، والمبرد منافره. وأكثر الفضلاء يرجحونه على ثعلب. وحكى الخطابي عن الرفاء النحوي قال: اجتمع ابن شريح الفقيه والمبرد، وأبو بكر بن داود الظاهري في طريق، فتقدم ابن شريح وتلاه المبرد، فلما خرجوا إلى الفضاء قال ابن شريح: الفقه قدمني. وقال المبرد: أخطأتما معاً، إذا صحت المودة سقط التكلف. وقال الصفار: سمعت المبرد يقول: كان فتى يهواني وأنا حدث، فاعتل علة كنت سببها فمات، فكبر أسفي عليه، فرأيته في النوم، فقلت: فلان قال: نعم. فبكيت، فأشار يقول:
(أتبكي بعد قليك لي عليا .......... ومن قبل الممات تسيء إليا)

(سكبت علي دمعك بعد موتي .......... فهلا كان ذاك وكنت حيا)

(تجاف عن البكاء ولا تزده .......... فإني ما أراك صنعت شيا)
توفي في آخر سنة خمس وثمانين، وقيل توفي سنة ست. وللحسن بن بشار بن العلاف يرثيه:
(ذهب المبرد وانقضت أيامه .......... وليذهبن إثر المبرد ثعلب)

(21/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 301
(فأبكوا لما سلب الزمان، ووطنوا .......... للدهر أنفسكم على ما يسلب)

(وأولى لكم أن تكتبوا أنفاسه .......... إن كانت الأنفاس مما يكتب)
عاش المبرد خمساً وسبعين سنة، ولم يخلف بعده في النحو مثله أبداً.
4 (محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الإصبهاني.)
البناء الزاهد المجاب الدعوة. جد والد أبي نعيم الحافظ لأمه. له مصنفات حسان في الزهد والتصوف. حدث عن: عبد الجبار بن العلاء، والنصر بن سلمة، وعبد الله بن محمد الأسدي، وحميد بن مسعدة، وجماعة. وعنه: سبطه عبد الله بن أحمد، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن يحيى المديني الزاهد، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وآخرون.) وهو أستاذ علي بن سهل الزاهد. ومن تصانيفه كتاب معاملات القلوب، وكتاب الصبر. وممن روى عنه: أبو الشيخ وقال: كان مستجاب الدعوة. وقال أبو نعيم: كان في علم التصوف. حج فسمع: عبد الجبار بن العلاء، ومحمد بن منصور، وعبد الله بن عمران العابدي، وجماعة. وتوفي سنة ست وثمانين. قلت: وهو سمي:

(21/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 302
4 (محمد بن يوسف بن معدان الإصبهاني عروس الزهاد المذكور في طبقة ابن المبارك.)
وبينهما نحو من مائة سنة. قال النقاش الإصبهاني: ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى: سمعت محمد بن يوسف يقول: علامة موت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة. وقيل: وما بدواة قال: مرض القلوب، وبدو مرض القلوب الطمع في المخلوقين، وعلامة الطمع في المخلوقين الإشتغال بهم، والتزين باللباس، والإدعاء لإقامة الجاه والعيش، ومن لا يستغني بالله أفتقر إلى الناس. ولمحمد بن يوسف البنا رحمه الله أشياء نافعة من هذا النمط. هو أشهر من عروس الزهاد.
4 (محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيدة بن ربيعة بن كديم.)
أبو العباس الشامي الكديمي البصري الحافظ. أحد الضعفاء.

(21/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 303
ولد سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وثمانين ومائة. وهو ابن امرأة روح بن عبادة، فسمع نسيبه من خلق كثير. وحدث عنه، وعن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن داود الخريبي، وأزهر بن سعد السمان، والأصمعي، وأبي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وأبي زيد الأنصاري، وخلق. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن خلاد النصيبي،) وأبو بكر القطيعي، وأحمد بن الريان المكي، وعمر بن مسلم الختلي، وخثيمة الأطرابلسي، وعثمان بن سنقة، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق. قال ابن خلاد: قال: الكديمي: قال لي علي بن المديني: عندك ما ليس عندي. وقال الكديمي: كتبت عن ألف ومائة وست وثمانين رجلاً من البصريين، وحججت سنة ست وثمانين، فرأيت فيها عبد الرزاق، ولم أسمع منه. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه صحبته لسليمان الشاذكوني. وروى حسن الصائغ: ثنا الكديمي قال: خرجت أنا وابن المديني والشاذكوني نتنزه، ولم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء. فلما قصدناه وافى الأمير فقال: خذوهم. فأخذونا وكنت أصغرهم. فبطحوني، وقعدوا على أكتافي، فقلت: أيها الأمير إسمع مني: ثم قلت: ثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

(21/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 304
قال: أعده. فأعدته، فقال لأولئك: قوموا. قال: أنت تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه، كذا قال ابن عباس قال أبو أحمد بن عدي: قداتهم الكديمي بوضع الحديث. قال أبو حاتم بن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث. وقال ابن عدي: ادعى الكديمي رؤية قوم لم يرهم. ترك عامة مشايخنا الرواية عنه. قال أبو عبيد الآجري: رأيت أبا داود يتكلم في محمد بن سنان، ومحمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب. وكان موسى بن هارون الحافظ ينهي الناس عن السماع من الكديمي، وقال، وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث. وقال القاسم بن زكريا المطرز: أنا أجاثي الكديمي بين يدي الله، وأقول: كان يكذب على رسولك صلى الله عليه وسلم، وعلى العلماء. وقال الدارقطني: كان يتهم بالوضع.)

(21/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 305
وأما إسماعيل الخطبي فقال: ما رأيت أناساً أكثر من مجلسه. وكان ثقة. توفي الكديمي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين، وإذا صدق في مولده فقد جاوز المائة.
4 (.... بن محمد بن عمرو بن أبي سلمة التنيسي.)
يروي عن جده. توفي سنة ثمان وثمانين.
4 (محمود بن الفرج.)
أبو بكر الإصبهاني الزاهد. عن: إسماعيل بن عمرو البخلي، وبشر بن هلال، وأحمد بن عبدة الضبي، وجماعة. وكان كبير القدر من أولياء الله. روى عنه: يوسف بن محمد المؤذن، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن جعفر السمسار، ومحمد بن عبد الله بن جمشاد، وعبد الرحمن بن محمد سياه المذكر، وسبطه أبو الشيخ ابن حبان. وقال أبو الشيخ: كان مستجاب الدعاء.

(21/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 306
قال: وحكي أنه رؤي في النوم فقال: كنت من الأبدال ولم أعلم. وخرج إلى طرسوس ثلاث مرات. وقال ابن أبي حاتم: كان ثقة. توفي سنة أربع وثمانين.
4 (محمود بن محمد بن أبي المضاء.)
أبو حفص الحلبي. حدث ببغداد عن: محبوب بن موسى الأنطاكي، والمسيب بن واضح، وجماعة. وعنه: ابن مخلد، وأبو العباس بن عقدة. قال الخطيب: ثقة. توفي سنة ثمان وثمانين.
4 (مسعدة بن سعد العطار.)
أبو القاسم المكي. عن: سعد بن منصور، إبراهيم بن المنذر الحزامي.) وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي.)
عن: منبه بن عثمان. وعنه: الطبراني.

(21/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 307
مجهول الحال. توفي سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (المسيب بن زهير.)
أبو مسلم البغدادي التجرن نزيل نيسابور. سمع: القعنبي، ويحيى بن هاشم السمسار. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وغيره. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (مطرف بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن قيس.)
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو سعيد الأموي المرواني القرطبي. سمع: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة. وحج فسمع من: عبد العزيز بن يحيى المكي، ويعقوب بن كاسب، وأبي مصعب الزهري، ويحيى بن بكير، وعمر بن خالد، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وسحنون، وطائفة. ذكره ابن الفرضي وقال: كان شيخاً نبيلاً بصيراً باللغة والنحو والشعر، وكان شاعراً. سمع منه الناس كثيراً، وكان ثقة صالحاً. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (مطلب بن شعيب بن حيان.)

(21/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 308
أبو محمد الأزدي، مولاهم البصري، ثم المصري. سمع: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حماد، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وجماعة.) توفي سنة اثنتين وثمانين. وأما ابن عدي فقال: هو شيخ مروزي سكن بمصر، مستقيم الحديث. ثنا عصمة البخاري، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا أبو صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. قال: لم أر له حديثاً منكراً غير هذا الحديث.
4 (معاذ بن المثنى بن معاذ.)
أبو المثنى العنبري البصري ثم البغدادي. ثقة جليل. سمع: أباه، والقعنبي، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، ومحمد بن كثير العبدي، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب، وعمر بن مسلم، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين، ودفن بجنب الكديمي، وله ثمانون سنة.

(21/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 309
4 (معاذ بن نجدة بن العريان.)
أبو سلمة الهروي. عن: خلاد بن يحيى، وقبيصة بن عقبة، وطبقتهما. وعنه: الحافظ أبو إسحاق البزاز، والهرويون. توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين عن خمس وثمانين سنة.
4 (معاوية بن حرب بن محمد.)
أبو سفيان الطائي الموصلي، أخو علي، وأحمد. سمع: عبيد، وأبا نعيم، وقبيصة، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي. وقال: توفي سنة إحدى وثمانين وله ثمانون سنة.
4 (المفضل بن سلمة بن عاصم.)
أبو طالب البغدادي الأديب، له مصنفات في الغريب وغير ذلك. حدث عن: عمر بن شبة، وغيره.) وكان ابنه أبو الطيب من كبار الفقهاء التابعة وكان من أئمة الأدب. روى عن المفضل الصولي، وغيره. وله كتاب المفاخرة فيما يلحن فيه العامة، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب ضياء القلوب في الأدب، وكتاب البارع في اللغة كبير جداً.
4 (مقدام بن داود بن عيسى بن تليد.)

(21/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 310
أبو عمر بن الرعيني المصري. عن: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن محمد بن المغيرة، وخالد بن نزار الأيلي، ويحيى بن بكير، وعمه سعيد بن تليد، وطائفة. وعنه: علي بن أحمد الغدادي، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن أبي الأصبغ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال النسائي في الكنى: ليس بثقة. وقال ابن يونس: تكلموا فيه. وتوفي في رمضان سنة ثلاث وثمانين. وقال غيره: كان رحلة الفقهاء المالكية. قال الكندي: كان فقيهاً مفتياً لم يكن بالمحمود في الرواية. ضعفه أبو العباس بن دلهاث. نا محمد بن نوح الإصبهاني بمكة، نا الطبراني، نا المقدام، نا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: طعام البخيل داء، وطعام السخي شفاء. فهذا بهذا الإسناد باطل.
4 (مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي الحجار القريري.)

(21/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 311
روى عن أبيه قصة أم معبد. رواها عنه: الحسين بن محمد القباني، ويعقوب الفسوي وهو أكبر منه، ومحمد بن جرير الطبري، وابن خزيمة وآخر من روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي، قال: حج بي أبي وأنا ابن سبع سنين، فأدخلني عليه.
4 (موسى بن جمهور البغدادي السمسار.)
عن: هشام بن عمار، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ الطبراني.)
4 (موسى بن الحسن بن عباد.)
أبو السري النسائي، ثم البغدادي الجلاجلي، لقبوه به لحسن صوته. سمع: عبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، ومحمد بن مصعب القرقسائي، وأبا نعيم، وطبقتهم. وعنه: أبو جعفر بن البختري، وأبو بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن مسلم الختلي، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال أبو الحسين بن المنادي: قيل إن القعنبي قدمه في التراويح، فأعجبه صوته.

(21/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 312
قال: فقال لي: كأن صوتك صوت الجلاجل. توفي سنة سبع وثمانين، وقد قارب المائة. وكان آخر من حدث عن السهمي، وأقدم شيخ لابن قانع.
4 (موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي.)
أبو عمرو السلمي. عن: أبيه، وأحمد بن خالد الوهبي، ومحمد بن المبارك الصوري، وحيوة بن شريح. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة سبع وثمانين. قال ابن قانع: وقال النسائي: ليس بثقة. وروى عنه: موسى بن العباس الجويني.
4 (موسى بن فضالة بن إبراهيم الدمشقي.)
عن: صفوان بن صالح، وأبي مصعب المديني، وسليمان بن عبد الرحمن وجماعة. وعنه: ابنه أبو عمر محمد صاحب جزء ابن فضالة. سمع منه في سنة تسع وثمانين.
4 (موسى بن محمد بن كثير.)
أبو هارون السريني.

(21/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 313
سمع: عبد الملك بن إبراهيم الجدي. وعنه: الطبراني.)
4 (موسى بن هارون بن حيان القزويني.)
سمع بالعراق من: أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وأقرانهما. ورجع. قال الخليل: ثقة كبير، من شيوخ أبي الحسن القطان. ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين. ويكنى: أبا عمران.
4 (موسى بن محمد السامري الخياط.)
عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وابن خلاد النصيبي. قال الخطيب: ثقة.
4 (موسى بن هارون.)
أبو عيسى الطوسي، ثم البغدادي. عن: حسين بن محمد المروذي، وعمرو بن حكام. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وابن نجيح، وآخرون. وكان موثقاً. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (موسى بن يوسف بن موسى القطان.)
أبو عوانة الكوفي.

(21/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 314
عن: أبيه، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي معمر القطيعي. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، ومحمد بن أحمد بن على الإسواري، وحامد الرفاء. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

(21/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 315
4 (حرف النون)

4 (نصر بن محمد بن رباح.)
أبو منصور العبدي الموصلي. عن: غسان بن الربيع، وكامل بن طلحة، وعلي بن الجعد. حدث بالموصل.) ومات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
4 (نصر بن الحكم بن سهل المروزي الأحوال.)
عن: علي بن حجر، ومحمد بن بسام. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. حدث قبل التسعين ومائتين.
4 (نصر بن عبد السلام بن نصر بن قاسم.)
أبو قاسم القيسي الموصلي. عن: معلى بن مهدي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وطائفة. وعنه: يزيد بن محمد وقال: توفي سنة نيف وثمانين.
4 (نصر بن منصور بن يوسف.)
أبو الليث البخاري النحوي. يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب المبتدأ، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن سلام البيكندي.

(21/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 316
وعنه: خلف بن محمد التمتام.
4 (نصر بن هاشم.)
أبو الفتح المصري. إمام جامع مصر. روى عن: يحيى بن عبد الله بن بكر. وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين.

(21/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 317
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن سليمان بن سهل.)
أبو ذر المصري الجبان. سمع: يوسف بن عدي الكوفي. وعنه: الطبراني. توفي سنة خمس وثمانين. وسمع أيضاً من: يحيى بن سليمان الجعفي.) روى عنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن غالب، وغيرهما.
4 (هارون بن عبد الصمد بن عبدوس النيسابوري.)
أحد العلماء. سمع: يحيى بن يحيى، وعلي بن المديني، وهشام بن عمار، وطائفة. وعنه: محمد بن عبد الله الشعيري، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وجماعة. توفي سنة خمس أيضاً. ولقبه رخى.
4 (هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور.)
أبو عبد الله البغدادي الإخباري النديم المنجم، مصنف كتاب البارع في أخبار الشعراء المولدين، افتتحهم ببشار بن برد. وهذه الكتب: خريدة العماد

(21/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 318
الكاتب، وكتاب الحظيري، وكتاب الثعالبي اليتيمة وكتاب الباخرزي في الشعراء فروع عليه، فإنه أصل نسجوا على منواله. وكان جده أبو منصور مجوسياً، وكان منجماً للمنصور، وكان يحيى بن أبي منصور منجم المأمون ونديمه، وأسلم على يده. وكان علي بن يحيى من أعيان الشعراء. توفي هارون شاباً في سنة سبع وثمانين ومائتين.
4 (هارون بن كامل المصري.)
سمع أبا صالح كاتب الليث. وعنه الطبراني. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد.)
الأمير أبو موسى الهاشمي العباسي. وكان ثقة شريفاً نبيلاً، ولي إمرة الحج غير مرة، وسكن مصر، وله بها عقب. وتوفي في مصر سنة ثمان وثمانين.
4 (هارون بن عيسى.)

(21/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 319
أبو جعفر الهاشمي المنصوري. عن: داود بن عمرو الضبي، وغيره. وعنه: دعلج، وعبد الخالق بن أبي روبة.) قال الدارقطني: ليس بالقوي. وسيأتي أخوه يحيى سنة ثلاثمائة. وكان ابن أخيه أحمد بن عيسى من فقهاء بغداد، أخذ عن ابن جرير.
4 (هارون بن ملول.)
واسم ملول، عيسى بن يحيى التجيبي المصري. عن: عبد الله بن عبد الحكم، وأبي عبد الرحمن المقريء، وغيرهما. وعنه: الطبراني. توفي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (هارون بن أبي الهيذام محمد بن هارون.)
أبو يزيد العسقلاني، قيم جامع الرملة. محدث حافظ رحال. سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة، وهدبة، وطبقتهم. وعنه: محمد بن العباس بن الدورفي، وأحمد بن إسحاق بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وآخرون.
4 (هاشم بن بكار الموصلي.)
عن: غسان بن الربيع، ومحمد بن علي بن أبي خداش، وجماعة. توفي سنة اثنتين وثمانين.

(21/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 320
4 (هشام بن علي السيرافي.)
عن: عبد الله بن رجاء، والربيع بن يحيى الأشناني، ونسف بن مسكين، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبيد الصفار، وفاروق الخطابي، وأحمد بن زكريا الساجي، وأهل البصرة. وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين. قال يحيى بن صاعد: ثنا هشام بن علي السدوسي بالبصرة.
4 (هشام بن يونس المصري القصار.)
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حماد، وعلي بن معبد. وعنه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وعلي بن محمد الواعظ، وسليمان الطبراني،) وجماعة. توفي سنة نيف وثمانين. وروى عن الطبراني في معجمه حديثاً موضوعاً.
4 (الهيثم بن خالد المصيصي.)
عن: محمد بن عيسى بن الطباع، وعبد الكبير بن المعافى بن عمران الموصلي. وعنه: الطبراني.

(21/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 321
4 (حرف الواو)

4 (وريزة بن محمد.)
أبو هاشم الغساني الحمصي الشامي الإخباري. عن: هشام بن عمار، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويعقوب الدورقي، وعمرو بن عثمان الحمصي، وأبي عمرو الدورقي، وخلق. وعنه: أبو الميمون بن راشد، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن حميد الحوراني، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (وليد بن العباس المصري.)
أبو العباس. سمع: عبد الغفار بن داود الحراني. وعنه: الطبراني.

(21/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 322
4 (الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان.)
أبو عبادة الطائي البحتري الشاعر المشهور صاحب الديوان المعروف. من أهل منبج. كان حامل لواء الشعر في زمانه.

(21/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 323
مع الخلفاء والوزراء والأعيان. وقدم دمشق في صحبة المتوكل، ثم وفد على الملك خمارويه الطولوني. حكى عنه. القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون بن راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وجماعة.) ولد بمنبج سنة ست ومائتين، ونشأ بها. وقارب وقال الشعر البديع. ثم سار إلى العراق، وجالس الأدباء. وأخذ عن: أبي تمام. قال الصولي: حدثني أبو الغوث بن أبي عبادة البحتري قال: قال أبي: أنشدت أبا تمام شعراً في بعض بني حميد وصلت به إلى مال عظيم، فقال لي أبو تمام: أحسنت، أنت أمير الشعر بعدي. فكان قوله أحب إلي من جميع ما حويته. وقال أبو العباس المبرد: أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري. وقال الصولي: سمعت عبد الله بن المعتز يقول: لو لم يكن للبحتري إلا قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى فليس للعرب سينية مثلها، وقصيدته في وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه. ونقل الخطيب أن البحتري كان في صباه يمدح بمنبج أصحاب البصل والباذنجان. وقال البحتري: أنشدت أبا تمام قصيدة فقال: نعيت إلي نفسي. فقلت: أعيذك بالله. فقال: إن عمري ليس يطول، وقد ثار مثلك. وقال أبو العباس بن طومار: كنت أنادم المتوكل ومعنا البحتري وكان بين يديه غلام حسن الوجه اسمه: راح فقال المتوكل للفتح إن البحتري يعشق

(21/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 324
راحاً، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال: الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه. فقال: ذاك دليلي عليه، يا راح، قدحاً بلوراً، فاملأه شراباً وناوله. ففعل، فلما ناوله بهت البحتري ينظر إليه، فقال المتوكل للفتح: كيف ترى ثم قال: يا بحتري، قل في راح بيت شعر، لا تصرح باسمه. فقال:
(حار بالورد فتى أمس .......... ى رهيناً بك مدنف)

(اسم من أهواه في شع .......... ري مقلوب مصحف)
ذكر سينية البحتري التي أولها:
(صنعت نفسي عما يدنس نفسي .......... وترفعت عن جدا كل جبس)
)
(وكأن الإيوان من عجب الصن .......... عة جون في جنب أرعن جلس)

(يتظنى من الكآبة أن يب .......... دو لعيني مصبح أو ممسي)

(مزعجاً بالفراق عن أنس إلف .......... عز أو مرهوقاً بتطليق عرس)

(عكست حظه الليالي وبات ال .......... مشتري فيه وهو كوكب نحس)

(فهو يبدي تجلداً وعليه .......... كلكل من كلاكل الدهر مرسي)

(لم يعبه أن بز من بسط الدي .......... باج واستل من ستور الدمقس)

(مشمخر تعلو له شرفات .......... رفعت في رؤوس رضوى وقدس)

(ليس يدري أصنع أنس لجن .......... سكونه أم صنع جن لإنس)

(عير أني أراه يشهد أن لم .......... يكن بانيه في الملوك بنكس)

(21/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 325
وهي طويلة. ومن شعره:
(دنوت تواضعاً وعلوت مجداً .......... فشأناك انحدار وارتفاع)

(كذاك الشمس يبعد أن تسامى .......... ويدنو الضوء منها والشعاع)
وله:
(وإذا دجت أقلامه ثم انتحت .......... برقت مصابيح الدجى في كتبه)

(باللفظ يقرب فهمه في بعده .......... منا ويبعد نيله في قربه)

(حكم سحابتها خلال بنانه .......... هطالة قلبيها في قلبه)

(الروض مختلف بحمرة نوره .......... وبياض زهرته وخضرة عشبه)

(وكأنها والسمع معقود بها .......... شخص الحبيب بدا لعين محبة)
وقال أيضاً:
(أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً .......... من الحسن حتى كاد أن يتكلما)

(وقد نبه النوروز في مجلس الدجى .......... أوائل ورد كان بالأمس نوماً)
وقال في قصيدة مدح بها المتوكل:
(لو أن مشتاقاً تكلف غير ما .......... في وسعه لسعي إليه المنبر)
فقال المستعين: لست أقبل من أحد إلا من قال مثل هذا.) قال أبو جعفر أحمد بن يحيى البلاذري: فأنشدته لي:
(ولو أن برد المصطفى إذ لبسته .......... يظن لظن البرد أنك صاحبه)

(وقال وقد أعطيته ولبسته .......... نعم، هذه أعطافه ومناكبه)
قال: فأجازني سبعة آلاف دينار. ونقل القاضي شمس الدين بن خلكان: كان بحلب طاهر بن محمد الهاشمي، ومحتشم، خلف له أبوه نحو مائة ألف دينار، فأنفقها على الشعراء والزوار في سبيل الله، فقصده البحتري من العراق، فلما وصل إلى حلب، قيل

(21/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 326
له: إنه قعد في بيته لديون ركبته، فاغتم البحتري، وبعث بالمدحة إليه مع غلام. فلما وقف عليها طاهر بكى، ودعا بغلام له فقال: بع داري. فقال: أتبيعها وتبقى على رؤوس الناس قال: لابد من بيعها. فباعها بثلاثمائة دينار، فبعث إلى البحتري بمائة دينار، وهذه الأبيات:
(لو يكو الحباء حسب الذي أن .......... ت لدينا به محل وأهل)

(لحبيت اللجين والدر واليا .......... قوت حبياً، وكان ذلك يقل)

(والأديب الأريب يسمع بالعذ .......... ر إذا قصر الصديق المقل)
فلما وصل إلى البحتري رد الذهب، وكتب إليه:
(بأبي أنت للبر أهل .......... والمساعي بعد وسعيك قبل)

(والنوال القليل يكثر إن شا .......... ء مرجيك والكثير يقل)

(غير أني رددت برك إذا كا .......... ن رباً منك، والربا لا يحل)

(وإذا ما جزيت شعراً بشعر .......... قضي الحق، والدنانير فضل)
قال: فحل طاهر الصرة وزادها خمسين ديناراً، وحلف أنه لا يردها عليه. فلما وصت إلى البحتري أنشأ يقول:
(شكرتك إن الشكر للبعد نعمة .......... ومن يشكر المعروف فالله زائده)

(لكل زمان واحد يقتدى به .......... وهذا زمان أنت لا شك واحده)
وقيل: إن أبا العلاء المعري سئل: أي الثلاثة أشعر: أبو تمام، أم البحتري، أم المتنبي فقال: حكيمان، والشاعر البحتري.) جمع الصولي شعر البحتري ودونه على ترتيب الحروف. ودونه علي بن حمزة على الأنواع. وقد جمع البحتري كتاب الحماسة كما فعل أبو تمام، وله كتاب معاني الشعر.

(21/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 327
وعاش ثمانين سنة، وانتقل في أواخر عمره إلى الشام. وتوفي بمنبج، وقيل بحلب، سنة ثلاث وثمانين، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس وثمانين ومائتين.
4 (الوليد بن مروان الحمصي.)
عن: جنادة بن مروان. وعنه: الطبراني.
4 (الوليد بن مضاء.)
أبو العباس الموصلي الخشاب الأثط. عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأبي كريب بن محمد الأزدي، عن رجل، عنه.
4 (وهيب بن عبد الله بن نصر.)
أبو بكر البغدادي المؤدب. سمع: عاصم بن علي، والهيثم بن خالد. وعنه: ابن قانع، والطبراني. توفي سنة سبع وثمانين. وروى عنه ابن النادي أيضاً، وقال: ثقة.

(21/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 328
4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أيوب بن بادي س.)
أبو زكريا العلاف المصري. عن: سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن يزيد المكي، وعبد الغفار بن داود الحراني، ويوسف بن عدي. وعنه: ن.، ومحمد بن جعفر الحضرمي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. توفي المحرم سنة تسع وثمانين.) وكان أعور، شديد الأدمة، ثقة. وفي المحلى لابن حزم بإسناد قال: ثنا أحمد بن خالد، ثنا يحيى بن أيوب العلاف فقيه أهل مصر.
4 (يحيى بن زكريا بن حرب النيسابوري.)
عن: عمه أحمد بن حرب الزاهد، وإسحاق بن راهويه، وعمر بن زرارة.

(21/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 329
روى عنه: أبو العباس السراج، وهو في درجته. توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (يحيى بن زكريا بن يزيد الدقاق.)
روى عن: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
4 (يحيى بن زكرويه بن مهرويه القرمطي.)
الزنديق الخارجي. سمى نفسه علي بن عبد اله، وقيل: علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وكان يعرف بالشيخ. وبالمبرقع. هلك سنة تسعين. مرت أخباره في الحوادث.
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق.)
أبو سعيد الدمشقي. حدث بمصر عن: أبيه، ومحمود بن خالد السلمي. وعنه: مكحول البيروتي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو بشر الدولابي، وأبو القاسم الطبراني لكنه قال فيه: يحيى بن عبد الله. قال ابن عدي: قال ابن حماد: كان يكذب.

(21/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 330
وقال ابن يونس: توفي سنة تسعين ومائتين.
4 (يحيى بن عبدويه بن شبيب.)
أبو زكريا البغدادي. عن: أبي نعيم.) وعنه: الطبراني.
4 (يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان.)
أبو زكريا السهمي المصري. عن: أبيه، ويحيى بن بكير، ونعيم بن حماد، وعبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن بكر بن مضر، وسعيد بن أبي مريم، وأبي النضر بن عبد الجبار. وعنه: ق.، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن جعفر بن كامل، وعلي بن الحسن بن قديد، وسليمان الطبراني، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وتكلموا فيه.

(21/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 331
وقال ابن يونس: كان عالماً بأخبار مصر وبموت العلماء، وحافظاً للحديث. وحدث بما لم يوجد عند غيره. وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
4 (يحيى بن عمر بن يوسف.)
أبو زكريا الكناني الأندلسي الفقيه المالكي. قال ابن الفرضي، رحل وسمع بإفريقية من: سحنون بن سعيد، وأبي زكريا الحفري، وعون. وبمصر من: يحيى بن بكير، وابن رمح، وحرملة. وسمع من: أبي مصعب، يعني بالمدينة، وانصرف إلى القيروان فاستوطنها. وكان فقيهاً حافظاً الرأي، ثقة، ضابطاً لكتبه. سمع منه من الأندلسيين: أحمد بن خالد، وجماعة. ومن القيراونيين ومن اتصل بهم جماعة. وكانت الرحلة إليه في وقته. وسكن سوسة في آخر عمره، فمات بها في ذي الحجة سنة تسع وثمانين. وقال الحميدي: سنة خمس وثمانين. وإنه كان من موالي بني أمية. وإنه روى عنه: سعيد بن عثمان العناقي، وإبراهيم بن نصر، ومحمد بن مسرور، وقمود بن مسلم القابسي، وعبد الله بن محمد القرباط.)

(21/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 332
4 (يحيى بن محمد بن غالب.)
أبو زكريا النسائي العابد. سمع: يحيى بن يحيى، وقتيبة، ويزيد بن صالح الفراء، وأبا مصعب الزهري. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن يعقوب الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم. حدث في سنة ثمان وثمانين.
4 (يحيى بن محمد بن هامان.)
أبو زكريا الكرابيسي الهمداني. عن: أحمد بن يونس، وسهل بن عثمان. وعنه: عبد الرحمن بن عبيد، وعمر بن سهل الحافظ، وعمر بن أحمد بن علك، والقاسم بن صالح، وأحمد بن عبيد. قال حسين بن صالح: ما رأيت يحدث لله إلا أبا زرعة، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي.
4 (يحيى بن المختار بن المنصور.)
أبو زكريا النيسابوري نزيل بغداد. روى عن أحمد بن حنبل مسائل نافعة. وعن: عيسى الرملي. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وكان صدوقاً. توفي سنة ثلاث وثمانين.
4 (يحيى بن منصور.)

(21/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 333
أبو سعد الهروي الحافظ. شيخ هراة الطستي. روى عن: حيان بن موسى، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وإسماعيل الخطبي. قال الخطيب: كان ثقة حافظ صالحاً زاهداً. توفي بهراة سنة سبع وثمانين.) قلت: الأصح موته سنة اثنتين وتسعين، وسيعاد.
4 (يحيى بن نافع.)
أبو حبيب المصري. عن: سعيد بن أي مريم. وعنه: أبو القاسم الطبراني.
4 (يحيى بن عبدويه بن شبيب.)
أبو زكريا البغدادي. روى عن: أبي نعيم، وغيره. وعنه: الطبراني.
4 (يحيى بن محمد بن أبي بشر الدقاق.)
بغدادي صدوق. عن: سريج بن يونس، وعمرو الناقد. وعنه: أبو عمرو بن السماك.

(21/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 334
4 (يحيى بن يعقوب بن مرادس المباركي.)
عن: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، والطبراني.
4 (يزيد بن أحمد.)
أبو عمر السلمي الفقيه الدمشقي. روى عن: أبي مسهر، وأبي الجماهي الكفرسوسي. وعنه: أبو الميمون بن راشد، وعلي بن أبي العقب، وجماعة. وكان فقيها بصيراً بمذهب الكوفيين. توفي سنة اثنتين وثمانين.
4 (يزيد بن خالد.)
أبو مسعود الأنصاري الإصبهاني التاجر الزاهد. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وزيد بن الحسن، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن محمود، وأبو علي الصحاف. توفي سنة إحدى وثمانين.
4 (يزيد بن خلدون بن جابر الخولاني الموصلي.)
عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمود بن علي، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد بن في تاريخه وقال: مات سنة ثمان وثمانين.
4 (يزيد بن الهيثم بن طهمان البغدادي الدقاق.)

(21/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 335
أبو خالد البادا. سمع: عاصم بن علي، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عائشة. وعنه: مكرم القاضي، وعثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو سهل ابن زياد. قال الدارقطني: ثقة. قلت: والبادا بالفتح. ومن أولاده داود راوي كتاب الأموال. أحمد بن علي بن الباداء فكان يقول إنما جدي البادي بالباء. وقال سبب هذه التسمية أنه ولد وآخر توماً، وكان هو الأول، فقيل له البادي. توفي يزيد في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين.
4 (اليسع بن زيد بن سهل الزينبي المكي.)
حدث بمكة سنة اثنتين وثمانين. عن: سفيان بن عيينة وهو آخر من حدث في الدنيا عنه. وعنه: عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي النيسابوري، وإسحاق بن إبراهيم بن محمد يوسف الجرجاني، وغيرهما. وأتى بحديث منكر عن سفيان، عن حميد، عن أنس. أظنه موضوعاً،

(21/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 336
رواه جماعة عن الكعبي، عنه. والكعبي فقد صحح الحاكم سماعاته وقال: وهذا الزينبي لا يعتمد عليه. وقد ذكره ابن ماكولا وأنه يروي أيضاً عن هوذة بن خليفة. سئل عنه أبو عبد الله الحاكم فقال: لا أعرفه بعدالة ولا بجرح.
4 (يعقوب بن أحمد بن أسد الساماني.)
الأمير، متولي سمرقند.) مات سنة اثنتين وثمانين.
4 (يعقوب بن إسحاق بن تحية الواسطي.)
حدث سنة ست وثمانين ببغداد. عن: يزيد بن هارون. روى عنه: جعفر بن محمد بن الحكم. وهو ضعيف.
4 (يعقوب بن إسحاق المصري.)
أبو يوسف المواز. عن: يحيى بن بكير. توفي سنة خمس وثمانين.
4 (يعقوب بن إسحاق الضبي المعروف بالبيهسي.)

(21/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 337
عن: عفان بن مسلم، وأبي الوليد. وعنه: أبو سهل القطان، وجعفر بن الحكم. توفي سنة تسعين. وهو ضعيف.
4 (يعقوب بن إسحاق البغدادي المخرمي.)
عن: مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن زهير. وعنه: الطبراني.
4 (يعقوب بن إسحاق البصري العطار.)
عن: عمرو بن مرزوق، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري، وعمر بن علي العتكي، وغيرهما.
4 (يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثم البغدادي.)
عن: أبيه، وداود بن رشيد. وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني. قال الدارقطني: لا بأس به.)
4 (يعقوب بن محمد اللخمي البغدادي.)

(21/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 338
عن: وهب بن بقية. وعنه: الطبراني.
4 (يعقوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله.)
أبو يوسف الأخرم الشيباني النيسابوري. والد الحافظ أبي عبد الله. سمع: قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهشام بن عمار، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني، وطبقتهم. وعنه: ابنه، وأبو حامد بن الشرقي، وعلي بن جمشاد، ومحمد بن صالح بن هانيء، وأبو النضر محمد بن الفقيه، وآخرون. وكان لبيباً نبيلاً فقيهاً، كثير العلم. توفي في شعبان سنة سبع وثمانين.
4 (يعقوب بن يوسف.)
أبو بكر المطوعي. عن: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن مسلم، وجماعة. وكان ثقة منصفاً. توفي سنة سبع أيضاً. يعقوب بن يوسف القزويني. ويعرف بأخي حسنكا. ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن القطان، وقال: ثقة.

(21/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 339
سمع: القاسم بن الحكم العرني، ومحمد بن سعيد بن سابق. مات سنة إحدى وثمانين.
4 (يوسف بن يحيى.)
الإمام أبو عمرو الأذري القرطبي المعروف بالمغامي، الفقيه المالكي. وقد ساق بعضهم نسبه فقال: يوسف بن يحيى بن منصور ابن الشيخ الأذري الدوسي. ثم الدوسي من ولد أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال ابن الفرضي: سمع من: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان.) وروى عن: عبد الملك بن حبيب مصنفاته. ورحل فسمع بمصر من: يوسف بن يزيد القراطيسي. وبمكة من: علي بن عبد العزيز، وبضعاً من أبي يعقوب الدبري. وانصرف إلى الأندلس. وكان حافظاً للفقه، نبيلاً فيه، فصيحاً بصيراً بالعربية. ثم رحل إلى مصر فسكنها، وروى بها الواضحة لابن حبيب، وعظم قدره هناك. وروى تميم بن محمد القيرواني، عن أبيه قال: كان أبو عمرو المغامي ثقة إماماً، جامعاً لفنون العلم، عالماً بالأدب عن مالك ومذاهب الحجازيين، فقيه البدن، عاقلاً وقوراً، قل ما رأيت مثله في عقله وأدبه وخلقه. رحل في الحديث، وهو شيخ رأيته. وقد جاءته كتب كثيرة، نحو المائة كتاب، من أهل مصر، بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرجوع

(21/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 340
إليهم. سألته عن مولده فأبى أن يخبرني. وتوفي عندنا بالقيروان في سنة ثمان وثمانين، وصلينا عليه بباب سلم. قلت: صنف أبو عمرو في الرد على الشافعي عشرة أجزاء، وصنف كتاب فضائل مالك، وقد رجع من مصر في آخر عمره، فأدركه أجله بالقيروان. وقد تفقه به خلق كثير منهم: سعيد بن فحلون، ومحمد بن فطيس. وقيل: مات سنة ثلاث وثمانين، وقيل: سنة خمس وثمانين ذكرهما الحميدي، وقال: كنيته أبو عمر، ومقامه قرية من أعمال طليطلة.
4 (يوسف بن يزيد كامل بن حكيم.)
مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو يزيد القراطيسي المصري. سمع: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وسعد بن أبي مريم، وحجاج بن إبراهيم الأزرق، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطبراني، وعلي بن محمد المصري، وآخرون. وقيل: إن النسائي روى عنه. توفي في ربيع الأول سنة سبع وثمانين عن مائة سنة. وثقه ابن يونس وقال: قد رأى الشافعي. وقال أحمد بن خالد الجباب: الحافظ أبو يزيد القراطيسي من أوثق الناس، ولم أر مثله، ولا) لقيت أحداً إلا وقد مس أو تكلم فيه، إلا هو، ويحيى بن أيوب العلاف. ورفع من شأن القراطيسي.

(21/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 341
4 (الكنى)

4 (أبو سعيد الخراز.)
وهو أحمد بن عيسى. تقدم ذكره.
4 (أبو حمزة الزاهد العارف.)
محمد بن إبراهيم. قد ذكر.
4 (أبو العباس السرخسي.)
واسمه أحمد بن الطيب على الصحيح. وقال محمد بن إسحاق النديم: وجده اسمه: أحمد بن محمد بن مروان السرخسي النديم. وقال: كان متفنناً في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب، حسن المعرفة، جيد القريحة، بليغ اللسان، مليح التصنيف. كان معلماً للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي إليه بسره ويستشيره، وله مصنفات في الفلسفة. وقال ابن النجار: وكان يعرف أيضاً بابن الفرائقي. وكان تلميذاً ليعقوب بن إسحاق الكندي. روى عنه: أحمد بن إسحاق قال: كانت الفلاسفة تنكر النظر في المرآة

(21/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 342
تطيراً من طلعة المشيب، ويزعمون أنه يورث البصر خواراً، والجسم ضموراً. ثم إن المعتضد قتل السرخسي لفلسفته وسوء اعتقاده. قال المرزباني: نا علي بن هارون بن علي بن يحيى المنجم: أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي النديم قال: حضرت أحمد بن الطيب وهو للمعتضد: قد بعت دفاتري التي في النجوم والفلسفة والكلام والشعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همي في هذا الوقت إلا الفقه والحديث. فلما خرج قال المعتضد: أنا أعلم أنه زنديق، وإن هذا الذي فعله كله رياء. فلما خرجت قلت فيه:
(يا من يصلي رياء .......... ويظهر الصوم سمعه)

(قد كنت عطلت دهراً .......... فكيف أسلمت دفعه)
)
(قل لي: أبعد اتباع ال .......... كندي تعمر ربعه)

(وليس يعبد رباً .......... ولا يدين بشرعه)

(إن قلت: قد تبت .......... فالشيخ لا يفارق طبعه)

(أظهرت تقوى ونسكاً .......... هيهات في الأمر صنعه)
روى علي التنوخي، عن أبيه، أن المعتضد أسر إلى أحمد بن الطيب أنه قابض على وزيره عبيد الله بن سليمان، فأفشى ذلك إليه، فقبض المعتضد على أحمد. قال: وقيل بل دعا المعتضد إلى مذهب الفلاسفة، فاستحل دمه، فأرسل إليه يقول: أنت عرفتنا أن الحكماء قالوا: لا يجب للملك أن يغضب، فإذا غضب فلا يجب له أن يرضى، ولولا ذلك أطلقتك لسالف خدمتك، فاختر أي قتله أقتلك، فاختار أن يطعم اللحم الملبب، وأن يسقي الخمر حتى يسكر، ويفصد في يديه حتى يموت، ففعل به ذلك. وظن أحمد أن دمه إذا فرغ يموت في الحال بغير ألم، فانعكس ظنه، ففصد وبذل جميع دمه، وبقيت فيه حياة،

(21/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 343
فلم يمت. وغلبت عليه الصفراء، فصار كالمجنون، ينطح برأسه الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويعدو ساعات كثيرة إلى أن مات. ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه أن المعتضد غضب على أحمد بن الطيب في سنة ثلاث وثمانين، وضربه مائة سوط، وسجنه، وأهلك في المحرم أو صفر سنة ست وثمانين.
4 (أبو جعفر بن الكرنبي الزاهد.)
من كبار صوفية بغداد. قال الخطيب: تأدب به خلق. حكى عنه: الجنيد، وغيره. وقال صاحبه أبو الحسن بن الحباب: أوصى الشيخ لي بمرقعته، فوزنت فردكم منها، فكان أحد عشر رطلاً.
4 (أبو حمزة الخراساني الزاهد.)
شيخ الصوفية، من أقران الجنيد. ذكره السلمي وقال: أظن أن أصله من زوزجان. وقيل: كان نيسابورياً، ثم قال: سمعت محمد) بن الحسن المخرمي يقول: سمعت ابن المالكي يقول: قال أبو حمزة الخراساني: حججت فبينا أنا وقعت بئر، فقلت: لي الله، لا أستغيث إلا بالله. فمر رجلان فقالا: نسد هذا البئر في هذه الطريق. فأتوا بقصب وبارية، فهممت أن أصيح فقلت: إلى من هو أقرب إليك منهما. وسكنت.

(21/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 344
قال: فإذا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلى برجله في البئر، وكأنه يقول في همهمته تعلق بي. فتعلقت به، فأخرجني، فإذا به سبع، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجيناك من التلف بالتلف. توفي أبو حمزة سنة تسعين ومائتين. قلت: مر مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البغدادي، والله أعلم أي الرجلين صاحبها.
4 (أبو عبد الله الخلنجي البغدادي.)
أحد مشايخ الصوفية، وأولي المعاملات. روى عن: لوين، وغيره. أخذ عنه: أبو سعيد بن الأعرابي. وله كلام في الرياضيات وعيوب النفس.
4 (أبو يعقوب الزيات.)
أحد زهاد بغداد وفقهائها. ذكره الخطيب مختصراً فقال: حكى عنه الجنيد.

(21/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثلاثون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وتسعين ومائتين)
توفي فيها: أبو العباس ثعلب، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وقنبل المقريء، ومحمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي الفقيه، ومحمد بن علي الصائغ المكي، وهارون بن موسى الأخفش المقريء.
4 (مقتل الحسين بن زكرويه)
وفيها قتل الحسين بن زكرويه المدعي أنه أحمد بن عبد الله صاحب الشامة.
4 (زواج ابن المكتفي)
وفيها زوج المكتفي ولده أبا أحمد بابنة الوزير عبيد الله، وخطب أبو عمر

(22/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 6
القاضي، وخلع القاسم أربعمائة خلعة. وكان الصداق مائة ألف دينار.
4 (خروج الترك إلى بلاد المسلمين:)
وفيها خرجت الترك إلى بلاد المسلمين في جيوش عظيمة يقال: كان معهم سبعمائة فرس ولا يركب الفرس إلا الأمير فنادى اسماعيل بن أحمد في خراسان وسجستان وطبرستان بالنفير وجهز جيشه فوافو الترك على عدة فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وانهزم من بقي وغنم المسلمون وعادوا منصورين.
4 (وصول الروم إلى الحدث)
وفيها بعث صاحب الروم جيشاً مبلغه مائة ألف، فوصلوا إلى الحدث، فنهبوا وسبوا وأحرقوا.
4 (غزوة غلام زرافة)
وفيها غزا غلام زرافة من طرسوس إلى الروم، فوصل إلى أنطالية،

(22/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 7
قريباً من قسطنطينية، فنازلها إلى أن فتحها عنوةً، وقتل نحواً من خمسة آلاف، وأسر أضعافهم، واستنقذ من الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم من الأموال ما لا يحصى، بحيث أنه أصاب سهم الفارس ألف دينار.
4 (مسير محمد بن سليمان إلى الرملة)
وفيها جهز المكتفي محمد بن سليمان في جيشٍ، فسار إلى دمشق، وكان بها بدر الحمامي، فتلقاه فقلده دمشق، وسار محمد إلى الرملة.

(22/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 8
4 (ذكر ما فعله صاحب الشامة ببلاد الشام)
) وكان الحسين بن زكرويه صاحب الشامة قد قويت شوكته، وعظمت أذيته، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص، فملكها وآمن أهلها، وتسمى بالمهدي. وسار إلى المعرة، وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بعلبك، فقتل عامة أهلها، وسار إلى سلمية، فدخلها بعد ممانعة، وقتل من بها من بني هاشم، وقتل الصبيان والدواب، حتى ما خرج منها وبها عين تطرف.
4 (هزيمة صاحب الشامة وقتله)
ثم إن محمد بن سليمان الكاتب لما سيره المكتفي التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقاً. وركب صاحب الشامة وابن عمه المدثر وغلامه، واخترق البرية نحو الكوفة، فمروا على الفرات بدالية ابن طوق، فأنكروا زيهم، فتهددهم والي ذلك الموضع، فاعترف أن صاحب الشامة خلف تلك الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرقة. ثم أدخلوا إلى بغداد بين يديه، فعذبهم، وقطع أيديهم، ثم أحرقهم، ولله الحمد.

(22/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 9
4 (أحداث سنة اثنتين وتسعين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن الحسن المصري الأيلي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عمرو أبو بكر البزار، وأبو مسلم الكجي، وإدريس بن عبد الكريم المقريء، وأسلم بن سهل الواسطي بحشل، وأبو حامد القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، وعلي بن جبلة الإصبهاني.
4 (عودة مصر إلى العباسيين)
وفي صفر سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خمارويه فجرت بينهما وقعات، ثم وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليسكنهم، فرماه بعض المغاربة بسهم قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيد منهم بضعة عشر نفساً، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي.

(22/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 10
وروي أن محمد بن سليمان لما قرب من مصر، أرسل إلى هارون يقول: إن الخليفة قد ولاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إن كنت مطيعاً. فشاور قواده، فأبوا عليه، فخرج هارون. فصاح: المكتفي يا منصور. فقال القواد: هذا يريد هلاكنا. فدسوا خادماً، فقتله على فراشه، وأقاموا مكانه شيبان بن أحمد بن طولون. ثم خرج شيبان إلى محمد مستأمناً. ثم سير آل طولون إلى بغداد، فحبسوا بها. قال نفطويه: ظهر من شجاعة محمد بن سليمان، وإقدامه على النهب، وضرب الأعناق، وإباحة الأموال الطولونية، ما لم ير مثله. ثم اجتبى الخراج. وكان يركب بالسيوف المسللة والسلاح.
4 (القبض على محمد بن سليمان)
) وفيها وافى طغج بن جف وأخوه بدر بغداد، ودخل بدر الحمامي، فوجه يومئذ مائتي جمازة إلى عسكر محمد بن سليمان، لأن العباس بن الحسن الوزير ساء ظنه بمحمد بن سليمان، وخاف أن يغلب على مصر، وبلغه عنه كلام، فكتب إلى القواد الذين مع محمد بالقبض عليه، ففعل ذلك جماعة منهم وقيدوه.
4 (زيادة دجلة)
وفي جمادى الأولى زادت دجلة زيادةً لم ير مثلها، حتى خربت بغداد، وبلغت الزيادة إحدى وعشرين ذراعاً.

(22/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 11
4 (استيلاء الخليجي على مصر)
وفيها خرج الخليجي القائد بنواحي مصر، فسار من بغداد فاتك المعتضدي لمحاربته، واستولى الخليجي على مصر.
4 (تكريم المكتفي لبدر الحمامي)
وفيها قدم بدر الحمامي على المكتفي، فبالغ في إكرامه وحبائه، وتلقته الدولة، وطوق وسور، وجهز مع فاتك في جيشٍ كثيفٍ لحرب الخليجي.
4 (وصول تقادم إسماعيل بن أحمد)
وفيها وصلت تقادم إسماعيل بن أحمد من خراسان على ثلاثمائة جمل، ومائة مملوك.

(22/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 12
4 (أحداث سنة ثلاث وتسعين ومائتين)
فيها توفي: إبراهيم بن علي الذهلي، وداود بن الحسين البيهقي، وعبدان المروزي، وعيسى بن محمد الطهماني المروزي، والفضل بن العباس بن مهران الإصبهاني، ومحمد بن أسد المديني، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وهميم بن همام الطبري الأيلي.
4 (تغلب الخليجي على جيش المكتفي)
وفي أولها: واقع الخليجي المتغلب على مصر المكتفي على العريش، فهزمهم أقبح هزيمة.
4 (ظهور أخي الحسين بن زكرويه)
وفيها ظهر أخو الحسين بن زكرويه، فندب المكتفي لحربه الحسين بن

(22/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 13
حمدان، وصار ابن زكرويه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طبرية وحارب من بها، ودخلها، فقتل عامة أهلها الرجال والنساء، وانصرف إلى البادية.
4 (استغواء القرامطة لبعض بطون كلب)
وقيل: لما قتل صاحب الشامة وكان أبوه حياً، نفذ رجلاً يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدب الصبيان، فتسمى نصراً ليعمي أمره فدار على أحياء كلب يدعوهم إلى رأيه فلم يقبله سوى رجل يسمى المقدام بن) الكيال، فاستغوى له طوائف من بطون كلب، وقدم الشام، وعامل دمشق أحمد بن كيغلغ، وهو بأرض مصر يحارب الخليجي.
4 (مسير القرمطي ببلاد الشام)
فسار عبد الله بن سعيد إلى بصرى وأذرعات، فحارب أهلها، ثم أمنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القرمطي وهزم جنده، ودافعه أهل دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طبرية، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فورد الحسين بن حمدان دمشق والقرمطي بطبرية، فعطفوا نحو السماوة، فتبعهم ابن حمدان، فلججوا في البرية، ووصلوا إلى هيت في شعبان، فقتلوا عامة أهلها ونهبوها، فجهز المكتفي إلى هيت محمد بن إسحاق بن كنداجيق، فهربوا منه.

(22/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 14
4 (مقتل أبي غانم القرمطي)
ووصل الحسين بن حمدان إلى الرحبة، فلما أحس الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كنداجيق بالقرمطي مقتولاً، فاحتزوا رأسه.
4 (مهاجمة القرامطة الكوفة)
ثم إن زكرويه بن مهرويه جمع جموعاً، وتواعد هو ومن أطاعه، فصبحوا الكوفة يوم النحر، فقاتلهم أهلها عامة النهار، وانصرفوا إلى القادسية، وقد استعد لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمده، فبعث إليه جيشاً كثيفاً، فنزلوا بقرب القادسية، وجاءهم زكرويه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجة. وكمن زكرويه كميناً، فلما انتصف النهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زكرويه، فضربوا عليه قبة وقالوا: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هجموا الكوفة وهم يصيحون: يا ثارات الحسين. وهي كلمة تفرح بها الرافضة، والقرامطة إنما يعنون ابن زكرويه. وأظهروا الأعلام البيض ليستغووا رعاع الكوفيين، فخرج إليهم إسحاق بن عمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد.
4 (القبض على الخليجي)
وفيها زحف فاتك المعتضدي على الخليجي، فانهزم إلى مصر، ودخل

(22/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 15
الفسطاط، وقتل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخليجي عند رجل من أهل الفسطاط، فدل عليه، فأخذ في جماعة من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف شعبان، فأدخل هو وأصحابه على الجمال فحبسوا.

(22/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 16
4 (أحداث سنة أربع وتسعين ومائتين)
توفي فيها: الحسن بن المثنى العنبري، وأبو علي صالح بن محمد جزرة، وعبيد العجل، ومحمد بن إسحاق بن) راهويه الفقيه، ومحمد بن أيوب بن الضريس الرازي، ومحمد بن معاذ دران، ومحمد بن نصر الفقيه المروزي، وموسى بن هارون الحافظ.
4 (اعتراض القرامطة قافلة الحاج)
وفي المحرم خرج زكرويه القرمطي من بلاد القطيف يريد قافلة الحاج، فجاء إلى واقصة، ثم اعترض قافلة خراسان، عند عقبة الشيطان، فحاربوه وترجلوا، فقال لهم: أمعكم من عساكر السلطان أحد قالوا: لا. قال: فامضوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز على القافلة. وكانت نساء القرامطة يجهزن على الجرحى، فيقال: قتلوا عشرين ألفاً، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار.

(22/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 17
وجاء الخبر إلى بغداد، فعظم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النوح والبكاء، وانتدب جيش لقتالهم، فساروا، وسار زكرويه لعنه الله إلى زبالة فنزلها، وكانت قد تأخرت القافلة الثالثة، وهي معظم الحجاج، فسار زكرويه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشمسة الخليفة، فوصلوا إلى فيد، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السلطان، فلم يرد إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهبير، وقاتلهم يوماً إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم الثاني، فعطشوا واستسلموا، فوضع فيهم السيف، فلم يفلت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال.
4 (الحرب بين وصيف والقرمطي)
فندب المكتفي لقتاله وصيف بن صوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يوافوه، فجاءوا في ألفين ومائتي فارس، فلقيه وصيف يوم السبت رابع ربيع الأول، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفاً، وقتل عامة أصحاب زكرويه فضربه الرجل والنساء وخلصوا النساء والأموال وخلص بعض الجند إلى زكرويه، وهو مولي، على قفاه. ثم أسروه، وأسروا خليفته وخواصه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته. وعاش زكرويه خمسة أيام، ومات في الضربة. فشقوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فقتل الأسارى وأحرقوا.

(22/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 18
وقيل: إن الذي جرح زكرويه وصيف نفسه. وتمزق أصحابه في البرية، وهلكوا عطشاً، ولله الحمد.

(22/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 19
4 (أحداث سنة خمس وتسعين ومائتين)
توفي فيها: أبو الحسين النوري شيخ الصوفية أحمد بن محمد، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ، وإبراهيم بن معقل قاضي نسف، والحسن بن علي المعمري، والحكم بن معبد الخزاعي، وأبو شعيب الحراني، والمكتفي بالله ابن المتعضد، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي الفقيه.
4 (الفداء بين المسلمين والروم)
) وفيها كان الفداء بين المسلمين والروم. فكان عدة من فودي ثلاثة آلاف نفس.
4 (خروج خاقان المفلحي لحرب ابن أبي الساج)
وبعث المكتفي لحرب يوسف بن أبي الساج خاقان المفلحي في أربعة آلاف مقاتل.

(22/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 20
4 (وفاة الخليفة المكتفي)
ومات المكتفي بالله في ذي القعدة، فبويع أخوه جعفر المقتدر وهو صبي، وأمه رومية، وقيل: تركية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال. أدركت خلافته، وسميت السيدة. ولد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلاً، أبيض بحمرة، مدور الوجه، مليحاً. ولما اشتدت علة المكتفي سأل عنه، فصح عنده أنه بالغ، فأحضر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من ذي القعدة القضاة، وأشهدهم أنه جعل العهد إليه. وتوفي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة.
4 (خلافة المقتدر)
ولم يل الخلافة قبل المقتدر أصغر منه، فإنه وليها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يوماً. واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن، ولم يكن مؤنس

(22/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 21
الخادم حاضراً، لأن المتعضد كان قد أخرجه إلى مكة مكرهاً، وكان يبغضه. فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختص مؤنس بالأمور كلها.
4 (بيت المال)
وكان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة آلاف عشر ألف ألف دينار أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها.

(22/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 22
4 (أحداث سنة ست وتسعين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن حماد التجيبي أخو زغبة، وأحمد بن نجدة الهروي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وخلف بن عمرو العكبري، وعبد الله بن المعتز، وأبو حصين الوداعي محمد بن الحسين، ومعمر بن محمد أبو شهاب البلخي، ويوسف بن موسى القطان الصغير.
4 (موت محمد بن المعتضد)
قال محمد بن يوسف القاضي: لما تم أمر المقتدر استصباه الوزير، وكثر خوض الناس في صغره، فعمل العباس على خلعه بمحمد بن المعتضد. ثم اجتمع محمد بن المعتضد وصاحب الشرطة في مجلس العباس يوماً، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشرطة في الكلام ولم يدر ما قد رشح له، ولم يتمكن محمد من الإنتصاف منه، فاغتاظ غيظاً عظيماً كظمه، ففلج في المجلس، فاستدعى العباس عمارية فحمله فيها، فلم يلبث أن مات.)

(22/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 23
4 (خلع المقتدر وتولية ابن المعتز)
ثم اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتز، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم، فأجابوه، وكان رأسهم محمد بن داود بن الجراح، وأبو المثنى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حمدان، واتفقوا على قتل المقتدر، ووزيره العباس، وفاتك. فلما كان يوم العشرين من ربيع الأول ركب الحسين بن حمدان والقواد والوزير، فشد ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله، ثم شد على المقتدر وكان يلعب بالصوالجة فسمع الهيعة، فدخل وأغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى المخرم، فنزل بدار سليمان بن وهب، وأرسل إلى ابن المعتز فأتاه، وحضر القواد والقضاة والأعيان، سوى خواص المقتدر، وأبي الحسين بن الفرات، فبايعوه بالخلافة، ولقبوه بالغالب لله.

(22/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 24
وقيل غير ذلك.
4 (وزارة ابن الجراح)
واستوزر محمد بن داود بن الجراح، وجعل يمن الخادم حاجبه، فغضب سوسن الخادم، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكتب بخلافة ابن المعتز وتم أمره ليلة الأحد.
4 (مقتل العباس الوزير)
قال الصولي: كان العباس الوزير قد دبر خلع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتز، ووافقهما وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العباس، ودفع إليه أموالاً أرضته، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك.
4 (قول الطبري في خلافة ابن المعتز)
وقال المعافى بن زكريا الجريري: حدثت أن المقتدر لما خلع وبويع ابن المعتز، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر قيل: بويع ابن المعتز. فقال: فمن رشح للوزارة قيل: محمد بن داود. قال: فمن ذكر للقضاء قيل: الحسن بن المثنى. فأطرق ثم قال: هذا أمر لا يتم. قيل له: وكيف قال: كل واحد ممن سميتم متقدم في معناه على الرتبة،

(22/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 25
والزمان مدبر، والدنيا مولية، وما أرى هذا إلا) اضمحلال، وما أرى لمدته طول.
4 (مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة)
وبعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتز إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، وغريب خاله، وجماعة من الخدم فباكر الحسين بن حمدان دار الخلافة فقاتلها فاجتمع الخدم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى الموصل، ثم قال الذين عند المقتدر: يا قوم نسلم هذا الأمر ولا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا فنزلوا في الشذاءآت، وألبسوا جماعة منهم السلاح، وقصدوا المخرم، وبه ابن المعتز، فلما رآهم من حول ابن المعتز أوقع الله في قلوبهم الرعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب. وخرج ابن المعتز فركب فرساً، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يمن، وقد شهر سيفه وهو ينادي: معاشر العامة، ادعوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم إلى سامراء، ليثبت أمرهم، فلم يتبعهم أحد من الجيش، فنزل ابن المعتز عن دابته ودخل دار ابن الجصاص، واختفى الوزير ابن داود،

(22/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 26
وأبو المثنى القاضي، ونهبت دورهما، ووقع النهب والقتل في بغداد، واختفى علي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عبدون في دار بقالٍ، فبدرتهما العامة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر.
4 (عودة المقتدر إلى الخلافة)
وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يمن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المثنى القاضي، وأبي المثنى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خلف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسلموا إلى مؤنس الخادم فقتلهم، إلا علي بن عيسى، وابن عبدون، والقاضيين أبا عمر، ومحمد بن خلف، فإنهم سلموا من القتل، وكان قتل الباقين في وسط ربيع الآخر.
4 (وزارة ابن الفرات)
واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات.
4 (حبس ابن المعتز)
ثم بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصاص، وأخذوا ابن المعتز،

(22/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 27
وابن الجصاص، فصودر ابن الجصاص، وحبس ابن المعتز، ثم أخرج فيما بعد ميتاً.
4 (الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى)
وفيها أمر المقتدر بأن لا تستخدم اليهود والنصارى، وأن يركبوا بالأكف.)
4 (تفويض المقتدر الأمر لابن الفرات)
وسار ابن الفرات أحسن سيرة، وكشف المظالم وحض المقتدر على العدل، ففوض إليه الأمور لصغره، واشتغل بالأمر، واطرح الندماء والمغنين، وعاشر النساء، وغلب أمر الحرم والخدم على الدولة، وأتلف الخزائن.
4 (تقليد المقتدر لابن حمدان قم وقاشان)
ثم إن الحسين بن حمدان قدم بغداد، لأن المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان في قصد أخيه، وبعث إليه جيشاً. فالتقى الأخوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم إلى بغداد، فأصلح أمر الحسين. فكتب له المقتدر أماناً، فقدم في جمادى الآخرة، فقلد قم، وقاشان، فسار إليهما مسرعاً.

(22/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 28
4 (وقوع الثلج ببغداد)
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أياماً حتى ذاب.
4 (هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر)
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أسير إفريقية إلى الجيزة، هارباً من المغرب من أبي عبد الله الداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جند مصر هوشة، ومنعوه من الدخول إلى الفسطاط. ثم أذنوا له، فدخل مصر وتوجه إلى العراق.
4 (خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره)
وفيها انصرف أبو عبد الله الداعي إلى سجلماسة، وافتتحها، وأخرج من الحبس المهدي عبيد الله وولده من حبس اليسع. وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجة سنة ست. فأقام بسجلماسة أربعين يوماً، ثم قصد إفريقية، وأظهر التواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى الناس، فانحرف الناس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلاماً. فلامه أبو العباس، وعرفه سابقة أبي عبد الله.
4 (تخلص المهدي من أبي عبد الله الشيعي وأخيه)
ثم أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصح للمهدي:

(22/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 29
أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك. فتوحش من كلامه، وساء به ظنه، فحبب أبو العباس نفوس جماعة من الأعيان، وشككهم في المهدي، حتى جاهره مقدمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأخوين، وجماعة من كتامة، وقصدوا إهلاك المهدي، فتلطف حتى فرقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأخوين، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فقتلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق.

(22/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 30
4 (أحداث سنة سبع وتسعين ومائتين)
) توفي فيها: إبراهيم بن هاشم البغوي، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم الراوي الهاشمي، وعبيد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن داود الظاهري، ويوسف بن يعقوب القاضي.
4 (دخول ابني ابن الليث بغداد أسيرين)
وفيها دخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عمرو بن الليث الصفار بغداد اسيرين.
4 (بناء المهدية بالمغرب)
وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عبيد الله المسمى بالمهدي وأخرج ابن الأغلب وبنى المهدية. وخرجت المغرب عن أمر بني العباس من هذا التاريخ.

(22/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 31
4 (إقامة ابن الأغلب بالرقة)
وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرقة ويقيم بها.
4 (وفاة النوشري وابن بسطام)
وتوفي نائبه عيسى النوشري، وعامل خراجها أحمد بن محمد بن بسطام، فقلد تكين أبو منصور الخاصة مصر، فوصلها في ذي الحجة، واستعمل على الخراج علي بن أحمد بن بسطام.

(22/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 32
4 (أحداث سنة ثمان وتسعين ومائتين)
فيها توفي: أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، وبهلول بن إسحاق الأنباري، والجنيد شيخ الطائفة، والحسن بن علوية القطان، وأبو عثمان الحبري الزاهد سعد بن إسماعيل، وسمنون المحب، ومحمد بن علي بن طرخان البلخي الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ومحمد ين طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
4 (إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج)
وفيها فلج القاضي عبد الله بن علي بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقي، فأسكت من الفالج، فاستخلف ابنه محمداً، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة.

(22/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 33
4 (ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة)
وفيها قدم الحسين بن حمدان من قم، فولاه المقتدر ديار بكر، وربيعة. وفاة ابن عمرويه وفيها توفي محمد بن عمرويه صاحب الشرطة، توفي بآمد، وحمل إلى بغداد.
4 (وفاة صافي الحرمي)
) وفيها توفي صافي الحرمي، فقلد مكانه مؤنس الخادم.
4 (استتار الخاقاني)
وفيها استتر أبو علي محمد بن عبيد الله الخاقاني، لوصول رقعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتهم ابن الفرات عبد الله بن الحسن بن زوزان بأنه يسعى لأبي علي في الوزارة، فنفاه إلى الرقة.
4 (هبوب الريح بالموصل)
وفيها أخذ من بغداد أربعة، ذكر أنهم من أصحاب محمد بن بشر، وأنه يدعي الربوبية. وهبت بحديثة الموصل ريح حارة، فمات من حرها جماعة.
4 (قتل المهدي للداعيين الشيعيين)
وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عبيد الله المهدي وبين داعيه أبي

(22/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 34
عبد الله، وأبي العباس بإفريقية في جمادى الآخرة، فقتل الداعيان وجندهما، فخالف على المهدي أهل طرابلس، فجهز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوةً في سنة ثلاثمائة، وتمهدت له المغرب.

(22/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 35
4 (أحداث سنة تسع وتسعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، وأبو عمرو الخفاف الزاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه والد مصنف الخرقي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وجمشاد الدينوري الزاهد.
4 (القبض على الوزير ابن الفرات)
وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفرات، ونهبت دوره، وهتك حرمه. وقيل: إنه ادعي عليه أنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبضه.

(22/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 36
4 (وزارة ابن خاقان)
واستوزر أبا علي محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان.
4 (ورود هدايا مصر على المقتدر)
وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبر، في طول أربعة عشر شبراً، وتيس له ضرع يحلب لبناً.
4 (ورود هدايا أمير خراسان)
ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تقوم.)
4 (ورود هدايا ابن أبي الساج)
ووردت هدايا يوسف بن أبي الساج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط رومي طوله سبعون ذراعاً، في عرض ستين ذراعاً، نسج في عشر سنين، وغير ذلك.
4 (الدعوة للمهدي بالخلافة)
وفيها سار المسمى بالمهدي إلى المهدية بالمغرب، ودعي له بالخلافة برقادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم ملكه، والله أعلم.

(22/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 37
4 (أحداث سنة ثلاثمائة)
وفيها توفي: أبو العباس أحمد بن محمد البراثي، وأبو أمية أحوص بن المفضل الغلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص، وعلي بن سعيد العسكري الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس، وعلي بن طيفور النسوي، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوكيعي، ومسدد بن قطن، ومحمد بن الحسن بن سماعة.
4 (مقتل الحسيني بأعمال دمشق)
وفيها ظهر محمد بن جعفر بن علي الحسيني بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كيغلغ، فقتل محمد في المعركة.
4 (الوباء بالعراق)
وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق.

(22/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 38
4 (سيح جبل بالدينور)
وساح جبل بالدينور في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غرق القرى.
4 (مصادرة ابن الفرات وأصحابه)
وفيها تتبع أصحاب أبي الحسن بن الفرات وصودروا، وأخربت ديارهم، وضربوا، وعذب ابن الفرات حتى كاد يتلف، ثم رفقوا به بعد أن أخذت أمواله.
4 (وزارة علي بن عيسى)
ثم عزل الخاقاني عن الوزارة، ورشح لها علي بن عيسى.
4 (ولادة بغلة)
ويقال ولدت فيها بغلة، فسبحان القادر على كل شيء.)

(22/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 39
1 (تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن كيسان الثقفي المديني. شادويه.)
وعن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني. قال أبو الشيخ: ليس بالقوي. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن إبراهيم بن الحكم)
أبو دجانة القرافي، مولاهم. والقرافة بطن من المعافر، نزلوا بظاهر مصر. يروي عن: عيسى بن حماد، وحرملة، وغيرهما. توفي سنة تسع تسعين ومائتين.
4 (أحمد بن إبراهيم بن أيوب أبو بكر الحوراني.)
عن: عثمان بن أبي شيبة، وعقبة بن مكرم. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وأخوه أبو زرعة بن أبي دجانة. وتوفي سنة تسع وتسعين.
4 (أحمد بن إسحاق الإصبهاني ويعرف بحمويه الثقفي الجوهري.)

(22/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 40
عن: لوين، وإسماعيل بن زرارة، وأبي مروان العثماني. وعنه: أبو الشيخ، والقاضي أبو أحمد العسال. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (أحمد بن أنس بن مالك أبو الحسن الدمشقي المقريء.)
عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، ومحمد بن الخليل البلاطي، وطائفة. وقرأ القرآن على ابن ذكوان. وذكر أبو بكر النقاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذكوان. وروى عنه: ابن جوصا، وولده الحسن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وجماعة. وكان من ثقات الدمشقيين. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (أحمد بن بشر أبو أيوب الطيالسي.)
عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وعنه: أبو بكر الخلال الختلي، وعمر بن مسلم. توفي سنة خمس وتسعين.)

(22/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 41
4 (أحمد بن بشر الهروي.)
عن: علي بن حجر، وغيره. توفي سنة ست.
4 (أحمد بن بشر بن حبيب الصوري البيروتي المؤدب.)
عن صفوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكار، ومحمد بن مصفى، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وأبو عمر بن فضالة، وجمح بن القاسم، وآخرون.
4 (وقد مر:)
أحمد بن بشر بن عبد الوهاب وأحمد بن بشر المرثدي.
4 (أحمد بن تميم بن.. المروذي.)
ومرذ: بالضم من قرى مرو. وسمع: علي بن حجر، وأحمد بن منيع، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة، في صفر.
4 (أحمد بن حاتم ماهان السامري المعدل.)
عن: عبد الأعلى بن حماد، ويحيى بن أيوب العابد، وعدة. وعنه: عبد الله الخراساني، والطبراني.

(22/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 42
4 (أحمد بن الحسن بن أبان بن مضر. المصري الأيلي.)
عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن حسان، وحجاج بن منهال، وغيرهم. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، والطبراني، وجماعة. قال ابن حبان، وابن الربيع: كذاب. وقال أبو يعلى الخليلي: كذاب يضع الحديث. قلت: توفي سنة اثنتين وتسعين. أورد له ابن عدي حديثين باطلين.

(22/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 43
4 (أحمد بن الحسين بن نصر. أبو جعفر البغدادي الحذاء.)
عن: علي بن المديني، وغيره. وعنه: ابن قانع، وعيسى الرخجي، وآخرون. وثقه الدارقطني. وتوفي سنة تسع وتسعين.
4 (أحمد بن الحسين. أبو بكر الباغندي.)
عن: محمد بن منصور الجزار، وعيسى بن يونس الفاخوري، والحسين بن حسن المروزي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي.
4 (أحمد بن حفص السعدي الجرجاني. حمدان. محدث، عالم، ضعيف.)
) يروي عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأهل جرجان.

(22/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 44
توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين. قال ابن عدي: أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان أبو محمد السعدي، تردد إلى العراق وأكثر، وحدث بأحاديث مناكير لا يتابع عليها. وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب. وهو ممن يشبه عليه فيغلط ويحدث من حفظه. قلت: روى له ابن عدي خمسة أحاديث، كلها لهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير مرة. يسقط حديث الرجل بدونها. ثم إنه حدث عن سعيد بن عقبة الكوفي قال: ثنا الأعمش، وثنا جعفر الصادق. وسأل ابن عدي الحافظ ابن عقدة، عن ابن عقبة هذا فقال: لم أسمع به قط. ثم إن الذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جده، عن بحيرا الراهب في الزجر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفك المبين، وبحيرا لم يدرك المبعث. وما أشك أن سعيد بن عقبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص. فإن

(22/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 45
مثل هذا يروى عن جعفر، ويتأخر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عقدة هذا معدوم قطعاً.
4 (أحمد بن حماد بن مسلم. أبو جعفر التجيبي المصري بن زغبة.)
عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، وأخيه عيسى بن حماد، وطائفة. وعنه: ن..، وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة. وبلغ أربعاً وتسعين سنة. توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين.
4 (أحمد بن حماد بن سفيان.

(22/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 46
أبو عبد الرحمن الكوفي.)
ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها. سمع: أبا بلال الأشعري، وأبا كريب. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو السماك. قال الدارقطني: لا بأس به.
4 (أحمد بن داود بن أبي نصر. أبو بكر السمناني القومسي.)
عن: سفيان، وهدبة بن خالد، وصفوان بن صالح المؤذن، وخلق. وعنه: ابن عقدة، وإسماعيل بن نجيد، وأبو عمرو بن مطر. توفي سنة خمس وتسعين.)
4 (أحمد بن رستة الإصبهاني.)
عن: جده لأمه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو أحمد العسال. توفي سنة ثلاث وتسعين.
4 (أحمد بن أبي يحيى زكير الحضرمي.

(22/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 47
مولاهم المصري أبو الحسن الملقب بيزيد بن أبي حبيب.)
يروي عن: حرملة، وعافية بن أيوب، وجماعة. وعنه: الطبراني. توفي سنة ثمان وتسعين. قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نكرة.
4 (أحمد بن زيد بن الحريش الأهوازي. أبو الفضل.)
عن: أبيه، وأبي حاتم السجستاني. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة أربع وتسعين.
4 (أحمد بن سعيد بن شاهين البغدادي.)
عن: شيبان، ومصعب بن عبد الله. وعنه: دعلج، والطبراني. وكان ثقة. توفي سنة ثلاث أيضاً.
4 (أحمد بن سعيد. أبو جعفر النيسابوري الحبري.)
عن: علي بن حجر، وأحمد بن صالح المصري، وخلق.

(22/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 48
وسكن الشاش. وكان حافظاً نبيلاً. توفي بالشاش في ذي القعدة سنة ثلاث أيضاً.
4 (أحمد بن سعيد بن عروة الصفار.)
عن: عبد الواحد بن غياث، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأحمد بن عبدة. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني. توفي سنة خمس.
4 (أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود المروزي. من كبراء مرو، وأجلائها، وعقلائها.)
عن: أبيه، وعلي بن حجر. وعنه: أبو العباس الساري، ويحيى العنبري. توفي سنة ثمان وتسعين.
4 (أحمد بن سليمان بن أيوب. أبو محمد المديني الإصبهاني الوشاء. أحد الأثبات.)
سمع: الوليد بن شجاع، وسوار بن عبد الله العنبري، والطبقة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.) توفي سنة تسع وتسعين.

(22/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 49
4 (أحمد بن سهل بن أيوب. أبو الفضل الأهوازي.)
عن: علي بن بحر القطان. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي في يوم التروية سنة إحدى وتسعين بالأهواز.
4 (أحمد بن سهل بن مالك. أبو بكر النيسابوري.)
عن: أحمد بن حنبل، وابن راهويه. وعنه: الحافظان ابن عقدة، وابن الأخرم. توفي سنة تسعين.
4 (أحمد بن صنا. ويقال: أحمد بن صنا أبو الحسن الدمشقي المروي. روى عن: أبي الجماهر الكفرسوسي، وغيره.)
وعنه: أبو الطيب بن الخولاني، وأبو علي بن آدم، وأبو عمرو بن فضالة.
4 (أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي المصري.)

(22/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 50
عن: جده. وعنه: الطبراني، وأحمد بن علي المديني. قال ابن عدي: ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قرداً يصوغ، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل حتى ينفخ له. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (أحمد بن العباس بن أشرس.)
عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني. توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين.
4 (أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد. أبو العباس العذري البيروتي.)
روى عن: هشام بن عمار، ولوين، وحامد بن يحيى البلخي. وعنه: محمد بن يوسف الهروي، وموسى الصباغ إمام مسجد بيروت،

(22/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 51
وأبو عبد الله بن مروان، وآخرون. ذكره ابن مندة بالفضل والصلاح.
4 (أحمد بن عبدان بن سنان الزعفراني.)
عن: عبد الله بن عمر أخو رستة، وطبقته من الإصبهانيين. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة ست وتسعين.
4 (أحمد بن عبد الله الختلي.)
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي همام السكوني، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيلي. توفي سنة ثلاثمائة. وثقه الخطيب.)
4 (أحمد بن عبد الله القرمطي.

(22/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 52
صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمى نفسه هكذا. وهو حسين بن)
زكرويه. بعث المكتفي بالله عسكراً لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقتل خلق من أصحابه، ثم انهزم، فمسك وأتي به، وطيف به في بغداد في جماعة، ثم قتل هو وهم تحت العذاب. وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقبوه بالمهدي. وكان شجاعاً فاتكاً شاعراً. ومن شعره يقول:
(متى أرى الدنيا بلا كاذب .......... ولا حروري ولا ناصبي)

(متى أرى السيف على كل من .......... عادى علي بن أبي طالب)
ولما قتل خرج بعده أبوه زكرويه القرمطي يأخذ بالثأر، فاعترض الركب العراقي في سنة أربع وتسعين في المحرم، فقتلهم قتلاً ذريعاً، وبدع فيهم. قال أبو الشيخ الإصبهاني: حزروا أن زكرويه القرمطي قتل من الحاج وغيرهم خمسين ألف رجل، ثم لقيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلب وأسد، ولقبوه السيد، وكان يدعى زكرويه. ثم سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصرة والكوفة، فكسر جيشه وأسر جريحاً، ثم مات في ربيع الأول من سنة أربع، وطيف به ببغداد ميتاً، لا

(22/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 53
رحمه الله تعالى. وقد مرت أخبارهم في الحوادث. قال إسماعيل الخطبي: خرج بالشام في خلافة المكتفي رجل يعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد. قال المرزباني: علي بن عبد الله بن المهزول الخارج بالشام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشامة، وكانا ينتميان إلى الطالبيين، ويشك في نسبهما فكانت الرئاسة لعلي بن عبد الله، فقتل، ثم قام أخوه إلى أن قتل. ولعلي شعر جيد. قلت: ويسمى أيضاً يحيى بن زكرويه. قال الخطبي: ثم حاصر ابن المهزول دمشق فلم يدخلها، وتمت له وقائع مع عسكر مصر، وقتل في المعركة. وكان يعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف.
4 (أحمد بن عبد الرحمن السقطي.)
عن: يزيد بن هارون. مجهول. تفرد عنه: محمد بن أحمد المفيد الضعيف وقال: سمعت منه سنة خمسٍ وتسعين.

(22/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 54
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق. أبو عبد الله بن أبي عوف البغدادي البزوري. رئيس نبيل صدوق.)
) سمع: سويد بن سعيد، ولوينا، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، ومحمد بن علي بن حبيش، وآخرون. توفي سنة سبع وتسعين. وثقه الدارقطني. ومولده سنة أربع عشرة ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة نبيلاً رفيعاً جليلاً، ذا منزلة من السلطان وأموال. قال ابن الحربي: هو أحد عجائب الدنيا.

(22/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 55
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال. أبو الفوارس التميمي الحراني.)
عن: أبي جعفر النفيلي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي. قال أبو عروبة: لم يكن يؤتمن على نفسه ولا دينه. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. قلت: توفي سنة ثلاثمائة.
4 (أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد العتكي البصري القاضي.)
عن: أبيه، وغيره. وعنه: الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (أحمد بن عبيد. أبو بكر الشيرازي.)

(22/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 56
روى عنه: محمد بن بكار بن الريان، وداود بن الرشيد. وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيلي. وكان ثقة. توفي سنة ثمان وتسعين.
4 (أحمد بن علي بن إسماعيل القطان. بغدادي.)
روى عن: أبي مروان العثماني. وعنه: الطبراني.
4 (أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي.)
عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مهران الجمال، وجماعة. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد.
4 (أحمد بن علي بن سعيد.

(22/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 57
القاضي أبو بكر المروزي مولى بن أمية.)
ولي نيابة الحكم بدمشق، وولي قضاء حمص. وكان محدثاً ثقة، مكثراً عالماً. سمع: علي بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن معين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التمار، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو علي بن معروف، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح. توفي في نصف ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين.
4 (أحمد بن علي بن حسن. أبو الصقر التميمي البغدادي الضرير.)
روى عن: علي بن عثمان اللاحقي. وعنه: الطبراني.)
4 (أحمد بن علي بن محمد بن الجارود الحافظ. أبو جعفر الجارودي الإصبهاني.)
رحل وطوف وصنف التصانيف. وحدث عن: أبي سعيد الأشج، وعمر بن رستة، وهارون بن إسحاق، وخلق من الإصبهانيين.

(22/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 58
وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ. توفي سنة تسع وتسعين، وقيل سنة ثمانٍ.
4 (أحمد بن عمرو بن عبد الخالق. أبو بكر البزار الحافظ، صاحب المسند المشهور.)
سمع: هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، والحسن بن علي بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن يحيى الرماني، وخلقاً. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وعبيد الله بن الحسن، وأهل إصبهان، فإنه رحل إليها في آخر عمره، وروى بها الكثير. قال الدارقطني: ثقة يخطئ كثيراً ويتكل على حفظه.

(22/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 59
قلت: توفي بالرملة في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين. وقد حدث ببغداد أيضاً فروى عنه من أهلها: محمد بن العباس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الختلي، وغيرهم. وحدث بمصر وبالحرم. وكان يرحل في أواخر عمره، وثبت علمه.
4 (أحمد بن عمرو بن مسلم. أبو بكر المكي الخلال.)
عن: يعقوب بن حميد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن يحيى العرني، وطائفة. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن عمرو بن حفص بن عمر بن يمان بن عبد الرحمن القرمعي. أبو بكر البصري القطراني.)
عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهدبة بن خالد، والقعنبي، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر، وآخرون. توفي في شوال سنة خمس وتسعين. وذكره ابن حبان في الثقات.

(22/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 60
4 (أحمد بن فياض. أبو جعفر الدمشقي.)
عن: هشام بن عمار، ومحمد بن مصفى. وعنه: أبو علي بن شعيب، وجماعة. توفي سنة ست وتسعين.
4 (أحمد بن القاسم بن مساور البغدادي. أبو جعفر الجوهري.)
عن: عفان، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن علي بن حبيش،) والطبراني. وكان ثقة صاحب حديث. قال أحمد المنادي: قال لي أنه كتب عن علي بن الجعد خمسة عشر ألف حديث. قال: ومات في المحرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن القاسم السليماني الأغر.)
عن: سجادة، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: ابن مخلد، وابن قانع.
4 (أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست.

(22/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 61
أبو عبد الله البغدادي.)
عن: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: جعفر الخالدي، وبكار بن أحمد. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. مات سنة ست وتسعين.
4 (أحمد بن القاسم. أبو الحسن الطائي البرتي.)
عن: بشر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ست أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن بسطام. أبو العباس البغدادي الكاتب. أحد الفضلاء الأعيان، ولي المناصب الكبار.)
وقد أخذ عن: يعقوب بن السكيت. روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدر. توفي بمصر في رجب.
4 (أحمد بن محمد بن منصور.

(22/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 62
أبو بكر البغدادي الحاسب الضرير.)
سمع: علي بن الجعد، ومحمد بن بكار بن الريان. روى عنه: أبو بكر القطيعي، وأبو بكر بن الجعابي، ومخلد الباقرحي، وأبو بكر الإسماعيلي. وثقه الدارقطني. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (أحمد بن محمد بن علي بن أسيد. أبو العباس الخزاعي الإصبهاني.)
عن: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وقرة بن حبيب، وأبي عمر الحوضي، وأبي الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ بن حبان، وعبد الرحمن بن سياه، وجماعة من الإصبهانيين. وقال أبو الشيخ: ثقة مأمون. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
4 (أحمد بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات.

(22/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 63
أبو العباس الكاتب. أخو الوزير علي، وعم ابن خيزران.)
من بيت الحشمة والوزارة. وكان أكتب أهل زمانه وأقومهم للآداب والفضائل والفقه، بل مدحه البحتري الشاعر. وتوفي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلف بعده مثله في التصرف.)
4 (أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد. أبو جعفر المهري المقريء الحافظ.)
قرأ القرآن على: أحمد بن صالح الطبري. وسمع: سعيد بن عفير، ويحيى بن سليمان الجعفي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. قال ابن عدي: له مناكير ويكتب حديثه. وهو كثير الحديث من الحفاظ لحديث مصر. قرأ عليه: ابن شنبوذ، وأحمد بن بهزاد السيرافي. وقال ابن يونس: مات في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين.

(22/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 64
قال ابن عدي: هو، وأبوه، وجده، وجد أبيه، أربعتهم ضعفاء.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة. أبو بكر البغدادي الحافظ.)
سأل الإمام أحمد مسائل مدونة. وسمع من: إسماعيل بن مسعود الجحدري، ومحمد بن مسكين اليمامي، ومحمد بن حرب النسائي، وغيرهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني. وكان موصوفاً بالضبط والإتقان. توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. وأخذ عنه: أبو بكر الخلال، وغيره.

(22/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 65
وروى القراءات عن جماعة. روى عنه: ابن مجاهد.
4 (أحمد بن محمد. أبو العباس المديني الإصبهاني البزار.)
ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رشيد، وعبد الله مشكدانة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سنة ثلاثٍ أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن سعيد. أبو سعيد الإصبهاني المعيني.)
سمع: سهل بن عثمان، وعقبة بن مكرم، وزيد بن الحرمي، وطبقتهم. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. وثقه أبو نعيم الإصبهاني. وتوفي سنة خمس وتسعين.
4 (أحمد بن محمد بن حرب الجرجاني الملحمي.)

(22/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 66
عن: علي بن الجعد، وأبي مصعب. وعنه: ابن عدي. وليس بثقة.
4 (أحمد بن محمد. أبو الحسين النوري الزاهد شيخ الصوفية.)

(22/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 67
كان من أعلم العراقيين بلطائف القوم. صحب السري السقطي، وغيره. وكان أبو القاسم الجنيد يعظمه ويحترمه. وأصله خراساني بغوي. توفي أبو الحسين النوري سنة خمس أيضاً. وقد قدم الشام وأخذ عن: أحمد بن أبي الحواري. حكى ابن الأعرابي محنته وغيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنه أقام بالكوفة مدة سنين متخلياً عن الناس، ثم عاد إلى بغداد وقد فقد أناسه وجلاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوته، وضعف بصره.) قال أبو نعيم: سمعت عمر البنا بمكة لما كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصوفية إلى الزندقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ في جملتهم النوري إلى السياف ليضرب عنقه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرت حياتهم على نفسي وهذه اللحظة. فتوقف السياف، فرد الخليفة أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النوري عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثم قال له: وبعد هذا فلله عباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويأكلون بالله. فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحد، فأطلقهم.
4 (حكاية نافعة)
قال أبو العباس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النوري يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصبيان قصبة، ثم قمت بين زورقين وقلت:

(22/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 68
وعزتك، لئن لم تخرج لي سمكة، فيها ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي. قال: فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال. فبلغ: ذلك الجنيد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أفعى فتلدغه. وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقين البقاء ببقائه. ومن ارتفع عن الفناء والبقاء، فحينئذ لا فناء ولا بقاء. وعن القناد قال: كتبت إلى النوري وأنا حدث:
(وإذا كان كل المرء في الكل فانياً .......... أبن لي عن أي الوجودين يخبر)
فأجاب لوقته:
(إذا كنت فيما ليس بالوصف فانياً .......... فوقتك في الأوصاف عندي تحير)
وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النوري فقال: مضيت يوماً أنا ورويم بن أحمد، وأبو بكر العطار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سقف. فقال رويم: ما أشبه هذا بأبي الحسين النوري. فملنا إليه فإذا هو هو، فسلمنا، وعرفنا، وذكر أنه ضجر من الرقة فانحدر، وأنه الآن قدم، ولا يدري أين يتوجه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجدنا، فقال: لا أريد موضعاً فيه الصوفية، قد

(22/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 69
ضجرت منهم. فلم يزل يطلب إليه حتى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السوداء وحديث النفس، ثم ضعف بصره وانكسر قلبه، وفقد إخوانه، فاستوحش من كل أحد، ثم إنه تأنس. قال أبو نعيم: سمعت أبا الفرج الورثاني: سمعت علي بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النوري، فرأيت رجليه منتفختين، فسألته، فقال: طالبتني نفسي بأكل التمر، فجعلت أدافعها، فتأبى علي، فخرجت واشتريت، فلما أن أكلت قلت لها: قومي فصلي. فأبت. فقلت: لله علي إن قعدت على الأرض أربعين يوماً فما قعدت.) وقال بعضهم عن النوري قال: من رأيته يدعي مع الله حالة تخرج عن الشرع، فلا تقترب منه. قال ابن الأعرابي في ترجمة النوري: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلا أن نصراً تنكر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلا من نصر فعرفوه أنه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر. فلما دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبتنا عنده، ولما كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقاً من زوارقه إلى باب خراسان، ثم صرنا إلى الجنيد، فقام القوم وخرجوا، وأقبل عليه الجنيد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين أرجو أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحب أن أسمع. فتكلم الجنيد والجماعة والنوري ساكت، فعرضوا عليه ليتكلم فقال: لقد

(22/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 70
لقيتم ألقاباً لا أعرفها، وكلاماً غير ما أعهد، فدعوني حتى أسمع وأقف على مقصودكم. فسألوه عن الفرق الذي يعد الجمع ما علامته وما الفرق بينه وبين الفرق الأول ما أدري سألوه بهذا اللفظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرقة سنة سبعين، فسألني عن الجنيد، فقلت: إنهم يشيرون إلى شيء يسمونه الفرق الثاني والصحو. قال: اذكر لي شيئاً منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخلنجي قال: ما يجالسهم. قال: فأبوا أحمد القلانسي قلت: مرة يخالفهم، ومرة يوافقهم. قال: فما تقول أنت قلت: ما عسى أن أقول أنا. ثم قلت: أحسب أن هذا الذي يسمونه فرقاً ثانياً هو عين من عيون الجمع، يتوهمون به أنهم قد خرجوا عن الجمع. فقال: هو كذلك. أنت إنما سمعت هذا من أبي أحمد القلانسي. فقلت: لا. فلما قدمت بغداد، حدثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النوري. وأما أبو أحمد فكان ربما يقول: هو صحو وخروج عن الجمع. وربما قال: بل هو شيء من الجمع. ثم إن النوري لما شاهدهم قال: ليس هو عين من عيون الجمع، ولا صحو من الجمع. ولكنهم رجعوا إلى ما يعرفونه. ثم بعد ذلك ذكر رويم، وابن عطاء أن النوري يقول الشيء وضده، ولا يعرف هذا إلا قول سوفسطاء، ومن قال بقوله.) قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النوري وحشة، وكان يكثر منهم التعجب.

(22/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 71
وقالوا للجنيد، فأنكر عليهم وقال: لا يقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنه رجل لعله قد تغير دماغه. ثم إنه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الجفاء، وغلبت عليه العلة وعمي، ولزم الصحارى والمقابر. وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحها. وسمعت جماعة يقولون: من رأى النوري بعد قدومه من الرقة ولم يكن رآه قبلها، فكأنه لم يره لتغيره، رحمه الله. قال ابن جهضم: حدثني أبو بكر الخلال قال: كان أبو الحسين النوري إذا رأى منكراً غيره، ولو كان فيه تلفه. فنزل يوماً يتوضأ، فرأى زورقاً فيه ثلاثون دناً. فقال للملاح: ما هذه فقال: ما يلزمك. فألح عليه فقال: أنت والله صوفي كثير الفضول، هذا خمر للمعتضد. فقال: أعطني ذلك المدري، فاغتاط وقال لأجيره: ناوله حتى أبصر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دناً دناً. فلم يترك إلا واحداً، فأخذ النوري، وأدخل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويلك قال: قلت: محتسب. قال: ومن ولاك الحسبة قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين. فأطرق ثم قال: ما حملك على ما صنعت قلت: شفقة مني عليك. قال: كيف خلص هذا الدن فذكر النوري ما معناه أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة، فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدن.

(22/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 72
وعن أبي أحمد المغازلي قال: ما رأيت أحداً قط أعبد من النوري. قيل: ولا الجنيد قال: ولا الجنيد. وقيل: إن الجنيد مرض، فعاده النوري، فوضع يده عليه، فعوفي لوقته.
4 (أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رباح. أبو جعفر المصري المؤدب، مولى آل مروان.)
سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بكير. توفي في شوال سنة ست وتسعين. روى عنه: الحسن بن رشيق، وغيره. ويعرف بابن الرقراق.
4 (أحمد بن محمد بن نافع. أبو بكر المصري الطحاوي الأصم.)
) عن: يحيى بن بكير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب، وأحمد بن صالح، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي سنة ست أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن زكريا. أبو بكر البغدادي الحافظ المعروف بأخي ميمون.)
عن: نصر بن علي الجهضمي، وطبقته.

(22/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 73
وعنه: الطبراني، وجماعة. توفي بمصر.
4 (أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث. أبو حسان العنزي البغدادي القاضي المقرئ.)
قرأ على: ابن نشيط وعلى: أحمد بن زرارة صاحب سليم. قرأ عليه: أبو الحسين بن بويان، وابن شنبوذ، وعلي بن سعيد بن الحسين. وكان من أعيان القراء.
4 (أحمد بن محمد بن الوليد. أبو بكر المري الدمشقي المقرئ.)
عن: أبي مسهر، وآدم بن أبي أياس، وأبي اليمان، وهشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وجماعة. وقيل: في لقيه لأبي مسهر نظر. وكان مقرئاً فاضلاً.

(22/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 74
روى عنه: الطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وأبو عمر بن فضالة. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (أحمد بن محمد بن مسروق. أبو العباس البغدادي الزاهد مصنف جزء القناعة.)
كان من أعيان الصوفية وعلمائهم. روى عن: علي بن الجعد، وعلي بن المديني، وخلف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر الخالدي تلميذه، وحبيب القزاز، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وأبي عبيد العسكري. وكان الجنيد يحترمه ويعتقد فيه. وقال أبو نعيم الحافظ: صحب الحارث المحاسبي، ومحمد بن منصور الطوسي، والسري السقطي. ومن كلامه: التصوف خلو الأسرار مما منه بد، وتعلقها بما ليس منه بد. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: توفي ابن مسروق في صفر سنة ثمان وتسعين، وله أبع وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيلي الذين أدركهم. وقال له رجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك علي.

(22/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 75
4 (أحمد بن محمد بن خالد. أبو العباس البراثي البغدادي.)
عن: علي بن الجعد، وكامل بن طلحة، وسريج بن يونس، وغيرهم. وعنه: مخلد الباقرحي، وأبو حفص بن الزيات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وعدة. قال الدارقطني: ثقة مأمون.) قلت: توفي سنة ثلاثمائة، وهو من شيوخ الطبراني. وقد قرأ على خلف بن هشام، وحدث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم.
4 (أحمد بن محمد بن دلان. أبو بكر الخيشي.)
عن: محمد بن بكار بن الريان، وعبيد الله القواريري، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وإسحاق النعالي. وكان لا بأس به، ودلان: بالكسر.

(22/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 76
مات سنة ثلاثمائة.
4 (أحمد بن محمد بن ساكن. أبو عبد الله الزنجاني الفقيه. من كبار الأئمة. رحل إلى العراق)
ومصر، وتفقه على: إبراهيم المزني، وغيره. وسمع: إسماعيل ابن بنت السدي، وأبا مصعب الزهري، وأبا كريب، والحسن بن علي الحلواني، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم الميانجي، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حماد الأبهري. قال أبو يعلى الخليلي: توفي قبل الثلاثمائة. بقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن موسى الجنبي. خطيب جرجان.)
سمع: إبراهيم بن موسى الوزدولي. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن موسى بن مخلد. الفقيه أبو العباس الغافقي المالكي.)
أخذ عن: سحنون، والبرقي، وجماعة.

(22/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 77
وكان ذا دين وورع. طلب للقضاء فامتنع، وعاش ثمانياً وثمانين سنة. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن نجدة بن العريان: أبو الفضل الهروي رحل وسمع سعيد بن المنصور وسعيد بن سليمان)
الواسطي زجماعة وعنه أبو اسحاق البزار وأبو أحمد المزني المغفلي وكان ثقة معمراً توفي في بهراة سنة ست وتسعين.
4 (أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر. أبو العباس الدمشقي المقرئ المؤدب.)
قرأ القرآن على: الحسين بن علي العجلي صاحب يحيى بن آدم. وقرأ بدمشق على الوليد بن عتبة. وقرأ عليه: علي بن أبي العقب، وأبو الحسن بن شنبوذ، وعبد الله بن عبدان الدراوردي. وقد روى الحديث عن: هشام، وصفوان بن صالح المؤذن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وعبد) الرحمن بن إبراهيم دحيم، وخلق كثير.

(22/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 78
وعنه: أبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وأبو علي الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو أحمد عبد الله بن ناصح، وآخرون. توفي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن نصر بن إبراهيم. أبو عمرو النيسابوري الخفاف الحافظ.)
قال أبو عبد الله الحاكم: هو شيخ وحده جلالةً ورئاسة وزهداً وعبادةً وسخاء. سمع بنيسابور: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، والحسين بن حريث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأقرانهم. وببغداد: إبراهيم بن المستمر، وأحمد بن منيع، وأبا همام السكوني، وأقرانهم. وبالكوفة: أبا كريب، وعباد بن يعقوب، وجماعة. وبالحجاز: أبا مصعب، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم. وعنه: محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد بن الشرقي، والشيوخ. وثنا عنه: أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحيري، ومحمد بن أحمد بن

(22/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 79
حمدون الذهلي، وأبو بكر الضبعي، وأهل نيسابور. وسمعت أبا زكريا العنبري يقول: كان ابتداء حال أبي عمرو أحمد بن نصر الرئيس الزهد والورع وصحبة الأبدال، إلى أن بلغ من العلم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يعقب، فلما أيس من الولد تصدق بأموالً، كان يقال: إن قيمتها خمسة آلاف درهم، على الأشراف والموالي والفقراء. سمعت أبا بكر يعني الضبعي يقول: كنا نقول إن أبا عمرو الخفاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث. وصام الدهر نيفاً وثلاثين سنة. سمعت أبا الطيب الكرابيسي: سمعت ابن خزيمة يقول على رؤوس الملأ يوم مات أبو عمرو الخفاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث. سمعت أبا إسحاق المزكي: سمعت السراج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عمرو الخفاف. كان يسرد الحديث سرداً، حتى المقاطيع والمراسيل. سمعت محمد بن المؤمل بن الحسن: سمعت أبا عمرو الخفاف، يقول: كان عمرو بن الليث الصفار يقول لي: يا عم، متى ما عملت شيئاً لا يوافقك فاضرب رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك. سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عمرو الرئيس الذي كنا نقول عنه زين الأشراف أبو عمرو الخفاف في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين.

(22/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 80
4 (أحمد بن النضر بن عبد الوهاب. أبو الفضل النيسابوري، أحد أركان الحديث.)
قال الحاكم: كان البخاري إذا ورد نيسابور كان ينزل عند الأخوين: أحمد، ومحمد ابني النضر.) قال: وقد روى عنهما في الجامع الصحيح، وإسنادهما وسماعهما معاً، وهما سيان. سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وهدبة بن خالد، وعبيد الله بن معاذ، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري، وأبا مصعب الزهري، وخلقاً سماهم الحاكم. وقال: هو مجود في البصريين. روى عنه: خ..، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصيدلاني، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم. وروى خ.. حديث الإفك عن الزهراني وثبتني أحمد في بعضه، وأحمد هذا هو ابن النضر، وما هو بابن حنبل، والله أعلم.
4 (أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدمشقي.

(22/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 81
أبو الحسن القارئ.)
عن: محمد بن مصفى، ومحمود بن خالد. وعنه: جمح بن القاسم، وأبو عمر بن فضالة، وجماعة.
4 (أحمد بن وهب بن عمرو. أبو العباس المصيصي، من ولد عقبة بن أبي معيط.)
له عن: حكيم بن سيف الرقي. وعنه مخلد الباقرمي حدث بغداد. مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن يحيى بن يزيد.

(22/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 82
أبو العباس الشيباني، مولاهم النحوي ثعلب شيخ العربية ببغداد وإمام)
الكوفيين في النحو. سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن زياد بن الأعرابي، وعبيد الله القواريري، ومحمد بن سلام الجمحي، وعلي بن المغيرة، وسلمة بن عاصم، والزبير بن بكار. وعنه: إبراهيم نفطويه، ومحمد بن العباس اليزيدي، وعلي الأخفش الصغير، وأبو بكر بن الأنباري، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمرو الزاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مقسم، وآخرون. ولد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربية سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر وعمري ثمان عشرة سنة، ولما بلغت خمساً وعشرين سنةً ما بقي علي مسألة للفراء إلا وأنا حفظتها. وسمعت من القواريري مائة ألف حديث. قال الخطيب، وغيره: كان ثقة حجة ديناً صالحاً مشهوراً بالحفظ.

(22/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 83
وقيل: كان ثعلب لا يتكلف إقامة الإعراب في حديثه. وقال إبراهيم الحربي: قد تكلم الناس في الاسم والمسمى، وقد بلغني أن أبا العباس أحمد بن يحيى قد كره الكلام في ذلك، وكرهت لكم ما كره العباس.) وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: سمعت المبرد يقول: أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفراء، فقال: لا يعشره. وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيدٍ وعمرو، فليت شعري، ماذا يكون حالي في الآخرة فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام، وقل له: إنه صاحب العلم المستطيل. قال القفطي: كان ثعلب يدرس كتب الكسائي والفراء درساً، فلم يكن يدري مذهب البصريين، ولا كان مستخرجاً للقياس، ولا طالباً له، بل ينقل. فإذا سئل عن الحجة لم يأت بشيء. وعن الرياشي وسئل لما رجع من بغداد فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المنبز، يعني ثعلباً. وحكى أبو علي الدينوري ختن ثعلب أن المبرد كان أعلم بكتاب سيبويه

(22/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 84
من ثعلب، لأنه قرأه على العلماء، وثعلب قرأه على نفسه. وقيل: إن ثعلباً كان بخيلاً. وخلف ثلاثة آلاف دينار، وملكاً بثلاثة آلاف دينار. وكان قد صحب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلم ابنه طاهراً، فرتب له ألف درهم في كل شهر. وله من الكتب: كتاب الفصيح كتاب المصون كتاب أخلاق النحويين كتاب معاني القرآن كتاب ما يلحن فيه العامة كتاب القراءات كتاب معاني الشعر كتاب التصغير كتاب ما لا ينصرف كتاب الأمثال كتاب الوقف والابتداء كتاب إعراب القرآن وأشياء أخرى. وطال عمره وأصم، فرجع يوماً من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابة، فوقع في حفرة، فلم يقدر على القيام، وحمل إلى بيته يتأوه من رأسه ومات منها في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي الملحد.)

(22/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 85
صاحب الزندقة. كان حياً إلى حدود الثلاثمائة. وكان يلازم الرافضة والملحدة، فإذا عوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم ثم كاشف وناظر، وصنف في الزندقة، لعنه الله. قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر مثله على قلب، ووقعت إلي كتبه، فمنها كتاب نعت الحكمة، وكتاب قضيب الذهب، وكتاب الزمردة، قال بن عقيل: عجبت كيف لم يقتل وقد صنف الدامغ فدمغ به القرآن والزمردة يزري فيه على النبوات وكتاب الدامغ، الذي نقضه عليه أبو علي محمد بن إبراهيم الجبائي ونقض عليه أبو الحسين عبد الرحيم بن) محمد الخياط كتاب الزمردة. قال ابن الجوزي: نظرت في الزمردة فرأيت له فيه من الهذيان البارد الذي لا يتعلق بشبهة. يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي فيه شيء أحسن مما في سورة الكوثر. وإن الأنبياء وقعوا بطلسمات. وقد وضع كتاباً لليهود

(22/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 86
والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم. وقال أبو علي الجبائي: كان السلطان قد طلب أبو عيسى الوراق، وابن الراوندي، فأما الوراق فحبس حتى مات، وهرب ابن الراوندي إلى ابن لاوي اليهودي، ووضع له كتاب الدامغ يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم لم يلبث إلا أياماً حتى مرض ومات إلى اللعنة. وعاش أكثر من ثمانين سنة. وكان ابن عقيل عاش ستاً وثلاثين سنة. قلت: وقد سرد ابن الجوزي من زندقيته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صدف هذا الكتاب عنها. ثم رأيت ترجمته في تاريخه فقال: أبو الحسين بن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ، سكن وكان من متكلمي المعتزلة، ثم فارقهم وتزندق. وقيل: كان أبوه يهودياً، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين: ليفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة. وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطبراني أن ابن الراوندي كان لا يستقر على مذهب، ولا يثبت على انتحال، حتى صنف لليهود كتاب النصرة على المسلمين بأربعمائة درهم كما بلغني، أخذها من يهود سامراء، فلما أخذ المال رام نقضها، حتى أعطوه مائتي درهم، فسكت. قال البلخي في مجالس خراسان: أحمد بن يحيى الراوندي المتكلم، لم يكن في زمانه من نظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرف بدقيقه وجليله منه، وكان أول أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك

(22/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 87
بأثبات عرفت له، ولأن علمه أكثر من عقله. وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته. وأكثر كتبه ألفها أبو عيسى اليهودي، وفي منزل أبي عيسى مات. قال ابن النجار: ولأبي علي الجبائي عليه ردود كثيرة. ومن قوله في حديث عمار: تقتلك الفئة الباغية قال: المنجمون يقولون مثل هذا. وقال: في القرآن لحن. وله كتاب في قدم العالم وبقاء الصانع. وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله هذا كتاب إقليدس لا يأتي) أحد بمثله، وكذلك بطليموس، في أشياء جمعها لم يأت أحد بمثلها. قلت: هذا ادعاء كاذب. وعن الحسن بن علي الخيشي قال: قلت لأبي الحسين الراوندي: أنت أصدق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد. فقال: نبهتني. فكان بعد يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العباس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إلي منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه. قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين بن يحيى الراوندي:
(ليس عجبنا بأن امرءاً لطي .......... ف الخصام دقيق الكلم)

(يموت وما حصلت نفسه .......... سوى علمه ما علم)
قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمان وتسعين

(22/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 88
ومائتين، أبعده الله وأسحقه.
4 (أحمد بن يحيى بن خالد بن حبا ن: أبو العباس الرقي ثم المصري الأصفر عن يحبى بن سليمان الجعفي)
وعنه الطبراني وغيره توفي فب ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين.
4 (أحمد بن يحيى بن إسحاق. أبو جعفر البجلي الحلواني ثم البغدادي.)
عنه: أحمد بن يونس، وسعدويه، وقيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: أبو عمرو السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطبراني، وأبو بكر الآجري. قال الخطيب: ثقة. يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث. توفي سنة ست وتسعين، وهو أخو حازم بن يحيى.
4 (أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي.

(22/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 89
المعروف بالثائر.)
فقيه بارع، وشاعر محسن. توفي كهلاً، وقد روى عن: أبيه، ومحمد بن وضاح. ومات سنة سبع وتسعين.
4 (أحمد بن يحيى البلاذري الكاتب.)
قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد. ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر، فيجوز هنا.
4 (أحمد بن يعقوب. أبو المثنى البغدادي القاضي.)
) أحد من قام في خلع المقتدر قديماً. قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا يعني أعوان المقتدر فأضجعوا محمد بن داود بن الجراح، فذبحوه وذهبوا. ثم عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت، يا عدو الله، نكث بيعتي؟

(22/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 90
فقال: لعلمي أنه لا يصلح للأمة. فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت، وإلا قتلناك. فقال: أعوذ بالله من الكفر. فذبحوه وأخذوا رأسه. وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت. قال: فأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة. يعني من هول ما ورد عليه. قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن مخلد. أبو الحسين الإصبهاني البزاز.)
عن: محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زنيج. وعنه: أبو أحمد العسال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطبراني. توفي سنة تسع وتسعين. وقيل: سنة ثلاثمائة. قال أبو نعيم الإصبهاني: لا بأس به.
4 (أحمد بن أحمد. أبو اليسر الشيباني البغدادي اللغوي الإخباري الشاعر المعروف بالرياض، نزيل)
القيروان. أخذ عنه: ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب. ولقي: دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن حميد الكاتب. وأدخل

(22/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 91
إفريقية مراسيل المحدثين وطرقهم وأشعارهم. وكان كاتباً مترسلاً، بليغاً، علامة. له كتاب لفظ المرجان في الأدب وكتاب سراج الهدى في معاني القرآن وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولابنه. توفي سنة ثمان وتسعين.
4 (إبراهيم بن أحمد. أبو إسحاق الخواص الزاهد شيخ الصوفية بالري. كان من كبار مشايخ الطريق.)
أخذ عنه: جعفر الخالدي، وغيره. وله تصانيف في التصوف. وروي عنه قال: رأيت أسوداً يصلي في يومٍ شديد البرد، وأن العرق يسيل منه. فقلت: يا حبيبي ما هذه الشهرة) قال: أتراه يعريني ولا يدفيني. وعنه قال: من أراد الله لله بذل له نفسه وأدناه من قربه. ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه. وقال جعفر الخالدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه. وبت ليلةً مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح:
(برح الخفاء وفي التلاقي راحه .......... هل يشتفي خل بغير خليله؟)

(22/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 92
وقال أبو نعيم: أنا الخالدي في كتابه: سمعت إبراهيم الخواص يقول: سلكت في البادية تسعة عشر طريقاً، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة. وفي تاريخ الصوفية: عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد علي سر توكلي بسكوني إليه، ففارقته. ويروي عن جمشاد الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم يقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خالٍ من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخواص، فسلمت عليه وجلست عنده، فقلت: بم نلت هذا قال: بخدمة الفقراء. توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين. من نظراء الجنيد.
4 (إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي.)
عن: لوين، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي. توفي سنة ثلاث وتسعين.

(22/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 93
4 (إبراهيم بن بندار بن عبدة الإصبهاني القطان.)
عن: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وغيره. وعنه: أبو حامد العسال، والطبراني. توفي سنة ست وتسعين.
4 (إبراهيم بن جعفر الأشعري الإصبهاني.)
استشهد في وقعة الهبير. روى عن: حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن) حمزة، وأبو الشيخ.
4 (إبراهيم بن داود العنبري المصري.)
عن: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث. توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين. وثقه ابن يونس.
4 (إبراهيم بن درستويه. أبو إسحاق الشيرازي.)

(22/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 94
حدث ببغداد عن: لوين، ومحمد بن يحيى العدني، ومحمد بن يحيى الكندي، والحجري. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، والطبراني.
4 (إبراهيم بن الحسن الهمداني الآرمي. ويعرف بالصيمري.)
عن: محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حارث. وعنه: أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي.
4 (إبراهيم بن الحسين. أخواه بني ميسرة الهمداني.)
عن: سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني. وعنه: خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
4 (إبراهيم بن سعيد بن معدان الهمداني البزار.)
عن: سويد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب. وعنه: أبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي سنة سبعٍ.
4 (إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عبدان بن خالد.

(22/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 95
أبو إسحاق النيسابوري المزكى الزاهد،)
إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم. ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور: إسحاق بن إبراهيم، وأبا قدامة، وعمرو بن زرارة، والحسين بن الضحاك، وعبد الله بن الجراح، وعبد الله بن عمر بن الرماح، ومحمد بن أبان البلخي، وأقرانهم. وبالري: محمد بن مهران، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكره، واحتال في أخذ حكايات من لفظه، ولم يقدر على المسانيد. وسمع من: داود بن رشيد، وأحمد بن منيع، وأقرانهم.) وبواسط من: بشر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة. وبالبصرة: نصر بن علي، والفلاس، وبندار، وغيرهم. وبالكوفة: أبا كريب، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم. وبالمدينة: أبا مصعب، ويحيى بن سليمان بن فضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفروي، وأقرانهم. وبمكة: محمد بن يحيى بن أبي عمرو، ومحمد بن عباد، وعبد الله بن عمران، وجماعة. وعنه: أبو يحيى الخفاف، وابن خزيمة، وأكثر مشائخنا. سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه. سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الولي بباب معمر، فقال لي بعض مشائخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى

(22/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 96
شمائله ومحاسنه، فأحضرني، فرأيت شيخاً لم تر عيناي مثله. سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب. كنا نجلس بين يديه، كأن على رؤوسنا الطير، بينا نحن بين يديه إذ عطس أبو زكريا العنبري، فأخفى عطاسه، فقلت له سراً: لا تخفي، فلست بين يدي الله تعالى. سمعت أبا عبد الله بن يعقوب: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاري، والدارمي، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب. سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: من أحفظ من رأيت بالعراق قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كريب. ثنا أبو الوليد حسان بن محمد: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: دخلت على أحمد بن حنبل غير مرة رجاء أن آخذ عنه حديثاً، فقلت يوماً حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: امرؤ القيس قائد لواء الشعراء إلى النار. فقال: قيل عن الزهري عن أبي سلمة. فقلت: من ذكره عن الزهري قال: أبو الجهم. فقلت: من رواه عن أبي الجهم فسكت. فلما عاودته قال: اللهم سلم. فسكت. قلت: ترك الإمام أحمد التحديث لله لما في النفس فيه من الحفظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده،) وروى عنه شيئاً كثيراً إلى الغاية، ونفع الله به

(22/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 97
العلماء والفقهاء والمحدثين. فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشهر بسبعة عشر درهماً يتبلغ بها. وقد أملى كتاب العلل وغير شيء. وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: توفي في ثاني رجب سنة خمس وتسعين. أخبرتنا زينب بنت عمر، عن المؤيد الطوسي: أنا محمد بن الفضل، أنا عمر بن مسرور، أنا إسماعيل بن نجيد: ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا أبو كريب، ثنا أبو خالد، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي سل الله الهداية والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصري. أبو مسلم الكجي صاحب السنن)
ومسند زمانه. ولد سنة بضع وتسعين ومائة. وسمع: أبا عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وعبد الملك الأصمعي، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومعاذ بن معاذ الله، وبدل بن المحبر، وحجاج بن منهال،

(22/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 98
وسعيد بن سلام العطار، وحجاج بن نصير، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وخلقاً سواهم. وعنه: إسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وفاروق الخطابي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وأحمد بن جعفر الختلي، وأحمد بن جعفر القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون. وثقه الدارقطني، وغيره. وكان رئيساً نبيلاً من سروات بلده وأولي العلم والأمانة، قدم بغداد وروى الكثير بها. قال أحمد بن جعفر الختلي: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين، يبلغ كل واحد صاحبة الذي يليه. وكتب الناس عنه قياماً، بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة، وحسب من حضر محبرةً، فبلغ ذلك نيفاً وأربعين ألف محبرة، سوى النظارة. هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب في تاريخه، عن بشر بن الرومي، قال: سمعت الختلي، فذكرها. وقال غنجار في تاريخ بخارى: ثنا أبو نصر أحمد بن محمد: سمعت جعفر بن الطبسي يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكجي، ومعنا عبد الله مستملي صالح جزرة، فقيل لأبي مسلم: هذا مستملي صالح. قال: من صالح قال: صالح الجزري. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا سيد المسلمين) وكنا في أخريات الناس، فقدمنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون قلنا: أحاديث ابن عرعرة، وحكايات الأصمعي.

(22/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 99
فأملى علينا من ظهر قلب. وكان ضريراً، مخضوب اللحية. وعن فاروق الخطابي قال: لما فرغنا من السنن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار. وقد مدحه أبو عبادة البحتري الشاعر. وبلغنا أنه لما حدث تصدق بعشرة آلاف درهم شكراً لله. وتوفي ببغداد في سابع محرم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصرة، فدفن بها.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن معدان الإصبهاني.)
عن: محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن سعيد الهمداني، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وآخرون. توفي سنة أربع وتسعين ومائتين.
4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن آدم. أبو إسحاق الذهلي النيسابوري.)
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهويه، وجماعة. وفي الرحلة: علي بن الجعد، ويحيى الحماني، وأبا مصعب الزهري. وعنه: أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعلي بن جمشاد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطائفة. قال الحاكم: سألت أبا زكريا العنبري وعلي بن جمشاد، عنه فوثقاه. توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين.

(22/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 100
4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي بن دحيم.)
سمع: أباه، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، والطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو عمرو بن مطر، وخلق كثير. وكان ثقة. بقي إلى حدود الثلاثمائة.
4 (إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون. أبو إسحاق الإصبهاني المعروف بابن نائلة، وهي أمه.)
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي.) وفي الرحلة: سعيد بن منصور، وعمار بن هارون، وسعيد بن فلان، وروح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الإصبهاني. وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأحمد بن بندار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وآخرون. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (إبراهيم بن محمد بن الهيثم. أبو القاسم البغدادي صاحب الطعام.)
روى عن: محمد بن الصباح الجرجرائي. وعنه: الطبراني.

(22/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 101
4 (إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ الآدمي.)
صدوق. عن: الوليد بن شجاع، وأحمد بن بهلول. وعنه: أحمد بن المنادي وقال: توفي سنة ثلاثٍ وتسعين.
4 (إبراهيم بن محمود بن حمزة. أبو إسحاق النيسابوري القطان المالكي الفقيه.)
رحل فتفقه على: ابن عبد الحكم. وسمع: أحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: حسان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النقاش. وكان فقيهاً بارعاً صواماً قواماً مجاهداً. وكان شيخ المالكية بنيسابور. توفي سنة ثمانٍ وتسعين. وقيل: توفي في سنة تسعٍ وتسعين. قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدم علينا خراساني هو أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع الناس إلى رأي مالك.

(22/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 102
قال: وكان عمي يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يدع الجهاد في كل ثلاثة أعوام.
4 (إبراهيم بن معقل بن الحجاج. أبو إسحاق النسفي قاضي نسف وعالمها. رحل وكتب الكثير.)
وسمع: جنادة بن الغلس، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وأقرانهم. وروى الصحيح عن أبي عبد الله البخاري. وكان فقيه النفس، عارفاً باختلاف العلماء. روى عنه: ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا النسفيون، وعلي بن إبراهيم الطعان، وخلف بن محمد الخيام، وخلق سواهم. صنف المسند والتفسير وغير ذلك. وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.)
4 (إبراهيم بن موسى بن جميل. أبو إسحاق الأندلسي التدميري مولى بني أمية.)
رحل وأخذ عن: عمر بن شبة، ومحمد بن عبد الله بن الحكم الفقيه،

(22/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 103
وأبي بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة. وعنه: قاسم بن أبي الأصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعين، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيون، وأبو جعفر الطحاوي، والطبراني، وابن يونس. وقد روى عنه النسائي شيئاً في الكنى عن رجل، عن ابن المديني. قال ابن الرفضي: كان كثير الغلط. توفي سنة ثلاثمائة بمصر، وكان قد سكنها. وثقه ابن يونس.
4 (إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي.)
سمع: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وأمية بن بسطام، وجماعة.

(22/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 104
وعنه: أبو بكر النجاد، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن لؤلؤ. وثقه الدارقطني. وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين. في مجالس الخلال، روايته عن علي بن الحسن بن شقيق. وهذا وهم، لم يدركه. وكان مولده سنة سبع ومائتين.
4 (إبراهيم بن الفضل بن غسان. أبو أمية الغلابي البغدادي البزار القاضي.)
حدث عن: أبيه بالتاريخ وعن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأحمد بن عبده الضبي، وغيرهما. قال الخطيب: كان بزازاً، فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في نكبةٍ أصابته، فقال: إن وليت الوزارة ما تريد أن يفعل بك قال: تقلدني شيئاً. فلما وزر أحسن إليه وولاه قضاء البصرة والأهواز. وكان قليل العلم. فلما عزل ابن الفرات قبض عليه متولي البصرة وسجنه، إلى أن مات سنة ثلاثمائة. قال الدارقطني: ليس به بأس.)
4 (إدريس بن عبد الكريم. أبو الحسن البغدادي الحداد المقرئ.)

(22/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 105
قرأ على: خلف البزار. وسمع: عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وجماعة. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وأبو الحسين أحمد بن ثوبان، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو علي أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطوعي. وروى عنه: ابن مجاهد، وأبو بكر النجاد، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وسليمان الطبراني، وخلق. قال الدارقطني: ثقة وفوق الثقة بدرجة. توفي في يوم عيد النحر سنة اثنتين وتسعين. وله ثلاث وتسعون سنة. وقد قرأ عليه المطوعي الكسائي وقال: قرأت على قتيبة بن مهران، وقرأ على الكسائي تابعه ابن شنبوذ.
4 (إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي الموصلي السماك.)
عن: إسحاق بن إسرائيل، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن جابر. أبو يعقوب التجيبي المصري القطان.)

(22/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 106
عن: سعيد بن أبي مريم. وعنه: أبو سعيد بن يونس، والطبراني. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين. وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيراً.
4 (إسحاق بن إبراهيم المصري الجلاب. ويعرف بفقيقيعة.)
يروي عن: حرملة، وغيره. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس البغدادي الهمداني. أبو العباس بن النابتي.)
ولي أبوه قضاء همدان مدة. وحدث عن: أبيه، وابن عمار الحسين بن حارث، ومحمود بن غيلان، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار، وأهل أصبهان.)
4 (إسحاق بن إبراهيم بن داود. أبو يعقوب الأصبهاني المؤدب.)
عن: حميد بن مسعدة، وسعيد بن يحيى سعدويه. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار.
4 (إسحاق بن حاجب البغدادي المعدل.)
عن: خليفة بن خياط، ومحمد بن بكار بن الريان. وعنه: أبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما. وتوفي سنة أربعٍ وتسعين. وقيل: سنة سبعٍ.

(22/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 107
وثقه أبو بكر الخطيب.
4 (إسحاق بن حنين بن إسحاق.)
أبو يعقوب العبادي، نسبة إلى عباد الحيرة وهم من قبائل شتى من النصارى، نزلوا الحيرة، ولما بنيت الكوفة خربت الحيرة. وكان هذا الكلب أوحد عصره في علم الطب كأبيه. وكان يعرف الكتب اليونانية. وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عبيد الله، وقد ابتلي بالفالج في آخر عمره، وما أغنى عنه بصره بالطب، فنسأل الله العافية. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (إسحاق بن خالويه. أبو يعقوب الياسري الواسطي.)
روى عن: علي بن بحر. وعنه: الطبراني.
4 (إسحاق بن يعقوب. أبو موسى اليحمدي الفقيه.)
أول من كتب الشافعي إلى بلد استراباذ. وكان صدوقاً عالماً محدثاً. سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة التجيبي، وخلقاً. وعنه: محمد بن أحمد الغطريف، وجعفر بن شهرزيل.

(22/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 108
4 (أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحافظ. أبو الحسن الواسطي الرزاز بحشل صاحب تاريخ واسط.)
سمع: جده لأمه وهب بن بقية، وسليمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقاً بعد الثلاثين ومائتين. وكان يفهم ويدري الفن. روى عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمداني، وعلي بن حميد البزاز، ومحمد بن جعفر بن الليث الواسطي، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. وقال خميس الحوزي: بحشل الرزاز منسوب إلى محلة الرزازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصحيح.
4 (إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن نوح.

(22/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 109
أمير خراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.)
) كان عالماً فاضلاً عادلاً حسن السيرة في الرعية، مكرماً للعلماء، مشهوراً بالشجاعة والإقدام، ميمون الفقه. جرت له واقعة غريبة فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطهماني يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدب يعلمنا الرفض، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر، وعمر، فقال: لم تسب صاحبي فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزعاً أرتعد من الحمى. فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شعري، فدخل أخي فقال: أيش قصتك فحدثته. فقال: اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاعتذرت وتبت. فما مر لي إلا جمعة حتى نبت شعري. وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي: لو لم يكن لآل سامان إلا ما فتحوا من بلاد الكفر لكفى فإنهم فتحوا مسيرة شهر. ولم يفتح بنو العباس منذ ولوا مقدار شبر. قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم. سمع من الفقيه محمد بن نصر المروزي عامة تصانيفه. وسمع من ابنه أحمد بن راشد ومن: محمد بن الفضل. أخذ عنه إمام الأئمة ابن خزيمة، وغيره. وكانت مدة سلطنته سبع سنين، وقد ظفر بعمرو بن الليث الصفار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لما يرى من كفاءته ويقول:

(22/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 110
(لن يخلف الدهر مثلهم أبداً .......... هيهات، هيهات شأنهم عجب)
توفي في بخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده ابنه أحمد. قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد يقول: كان جدي كثير أصوله كلها عندي. وقال أبو عبد الله البوسنجي: سمعت أبا إبراهيم الأمير يقول: كنت أتناول أبا بكر وعمر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ما لك ولأصحابي قال: فمرضت سنة، ثم تبت من ذلك.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عبدة. أبو الحسن الضبي الأصبهاني. أحد الثقات.)
سمع: محمد بن حميد، ومحمد بن عمرو زنيج، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وآخرون. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (إسماعيل بن محمد بن وهب المصري.)
عن: دحيم، وحرملة، ويعقوب بن إسحاق الهاشمي. وعنه: أبو جعفر العقيلي، والطبراني، وآخرون.)
4 (إسماعيل بن محمد بن قيراط. أبو علي العذري الدمشقي.)

(22/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 111
عن: صفوان بن صالح المؤذن، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار، وطائفة. وعنه: أبو عوانة، وخثيمة، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وعبد الله بن الناصح. توفي سنة سبع تسعين ومائتين.
4 (إسماعيل بن محمد المزني الكوفي. أبو محمد.)
عن: أبي نعيم. وعنه: أبو بكر الإسماعلي، وهو من كبار شيوخه. توفي في نصف رمضان سنة ثمان وتسعين. ورخه ابن عقدة.

(22/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 112
4 (حرف الباء)

4 (البختري بن محمد بن صالح البغدادي.)
عن: محمد بن سماعة القاضي، وكامل بن طلحة الجحدري. وعنه: الطبراني. قال الدار قطني: لا بأس به. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (بشر بن عبد الملك الخزاعي. مولاهم الموصلي.)
عن: غسان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لوين، وجماعة. وكان أحد الصالحين. توفي سنة أربع. روى عنه: الطبراني.
4 (بهلول بن إسحاق. أبو محمد التنوخي الأنباري، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.)

(22/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 113
وكان ثقة كثير الحديث. سمع: سعد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وجماعة. وعنه: أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلق من الرحالة. وثقه الدار قطني. مولده سنة أربع ومائتين، ومات في شوال سنة ثمان وتسعين.) وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير.

(22/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 114
4 (حرف الجيم.)

4 (جبرون بن عيسى بن يزيد البغوي المصري.)
عن: يحيى بن سليمان الحفري، وسحنون بن سعيد الفقيه أخذ عنه بالمغرب. وعنه: الطبراني، والمصريون. توفي سنة أربعٍ وتسعين.
4 (جبلة بن حمود. أبو يوسف الصدفي الإفريقي.)
يروي عن: الفقيه سحنون، وغيره. توفي بإفريقية سنة سبعٍ وتسعين. وكان زاهداً قدوة.
4 (جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو محمد النيسابوري السلماني.)
تفقه بمصر على المزني. وسمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عمران العابدي، وأبا كريب، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأحمد بن عبدة الضبي، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد

(22/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 115
حسان الفقيه، وآخرون. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
4 (جعفر بن أحمد بن مضر المضري المصري.)
قال ابن يونس: هو عريف المؤذنين بمصر. توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (جعفر بن شعيب الشاشي. أبو محمد.)
رحل وسمع: عيسى بن زغبة، ومحمد بن أبي عمر العدني، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو محمد بن ماسي. توفي سنة أربعٍ وتسعين ببخارى.
4 (جعفر بن عبد الله الصباح بن نهشل الأنصاري الأصبهاني. المقرئ إمام جامع أصبهان.)
رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدوري. وسمع من: إسماعيل بن موسى الفزاري، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وجماعة. وقرأ بأصبهان أيضاً على محمد بن عيسى. وكان رأساً في القرآن وعلومه.) روى عنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سنة أربعٍ وتسعين.

(22/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 116
قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكسائي، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب.
4 (جعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن طغان. أبو الفضل النيسابوري، ويعرف بالترك.)
قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه. وسمع أيضاً من: عمرو بن زرارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد بن الشرقي الحافظ، وعدة. توفي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين. قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه ويقول: جدهم أول من أظهر السنة بخراسان.
4 (جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي.)
عن: خلاد بن أسلم، ومحمد بن علي بن شقيق، وجماعة. ويعرف بابن القتيل. وعنه: حامد الرفاء، والطبراني. توفي سنة سبعٍ وتسعين.
4 (جعفر بن محمد بن الفرات، أبو عبد الله الكاتب.)
توفي سنة سبعٍ أيضاً، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفرات.

(22/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 117
وكان أسن من الوزير.
4 (جعفر بن محمد بن الأزهر البغدادي.)
عن: وهب بن بقية، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي. توفي سنة تسعٍ وتسعين.
4 (جعفر بن محمد بن يزيد. أبو الفضل السوسي.)
عن: علي بن بحر القطان، وسهل بن عثمان العسكري، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي الطاهر بن السرح، وخلقٍ من الشاميين، والمصريين، والرازيين. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو سعيد الأعرابي، والحسن بن رشيق، وآخرون. وجاور بمكة. قال الدار قطني: لا بأس به.)
4 (جعفر بن محمد بن الليث. أبو عبد الله الزيادي البصري.)
عن: مسلم، وعبد الله بن رجاء الغداني، وغسان بن مالك السلمي، وأبو حذيفة النهدي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وآخرون. بقي إلى قريب الثلاثمائة.

(22/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 118
4 (الجنيد بن خلف. الفقيه أبو يحيى السمرقندي.)
سمع: إسحاق بن شاهين، وحوثرة بن أشرس. وعنه: أبو علي بن آدم، وعلي بن أبي العقب، وأبو أحمد بن الناصح، وآخرون. حدث بدمشق.
4 (الجنيد بن محمد بن الجنيد. أبو القاسم النهاوندي الأصل البغدادي القواريري الخزاز. وقيل كان أبوه قواريرياً،)
يعني زجاجاً. وكان هو خزازاً. كان شيخ العارفين وقدوة السائرين وعلم الأولياء في زمانه، رحمة الله عليه.

(22/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 119
ولد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها. وتفقه على أبي ثور. وسمع من: الحسن بن عرفة، وغيره. واختص بصحبة السري السقطي، والحرمي، وأبي حمزة البغدادي. وأتقن العلم، ثم أقبل على شبابه، واشتغل بما خلق له، وحدث بشيء يسير. روى عنه: جعفر الخلدي، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، ومحمد بن علي بن حبيش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصوفية. وكان ممن برز في العلم والعمل. قال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه: سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من أقرانه، ولا ممن أرفع سناً منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها. لقد قيل لي إنه قال ذات يوم: كنت أفتي في حلقة أبي ثور الكلبي ولي عشرون سنة. قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور، ويفتي في حلقته. وعن الجنيد قال: ما أخرج الله إلى الأرض علماً وجعل للخلق إليه سبيلاً، وإلا وقد جعل لي فيه حظاً.)

(22/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 120
وقيل: إنه كان في سوقه. وكان ورده كل يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة. وقال أبو نعيم: نا علي بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الجنيد غير مرة يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به. وقال عبد الواحد بن علوان الرحبي: سمعته يقول: علمنا هذا يعني التصوف مشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن ابن سريج أنه تكلم يوماً، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سريج: هذا بركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد. وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يوماً: رأيت لكم شيخاً ببغداد يقال له الجنيد، ما رأت عيناي مثله كان الكتبة يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرون لتمام علمه، وكلامه باين عن فهمهم وكلامهم وعلمهم. وقال الخلدي: لم ير في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، كانت له حال خطيرة وعلم غزير. فإذا رأيت حاله وحجته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجته على حاله. وقال أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة

(22/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 121
يتكلون في الشكر. فقال: يا غلام ما الشكر فقال: أن لا يعص الله بنعمه. فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها لي. وقال السلمي: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان الجنيد يجيء فيفتح حانوته، ويسبل الستر، ويصلي أربعمائة ركعة. وعن الجنيد قال: أعلى درجة الكبر أن ترى نفسك، وأدناها أن تخطر ببالك، يعني نفسك. وقال الجريري: سمعته يقول: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات. وذكر أبو جعفر الفرغاني أنه سمع الجنيد يقول: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان. ويقال: كان نقش خاتمه: إن كنت تأمله فلا تأمنه. وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدع كذاب.) وقال أبو علي الروذباري: قال الجنيد: سألت الله أن لا يعذبني بكلامي،

(22/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 122
وربما وقع في نفسي أن زعيم القوم أرذلهم. وعن الخلدي، عن الجنيد قال: أعطي أهل بغداد الشطح والعبارة وأهل خراسان القلب والسخاء، وأهل البصرة الزهد والقناعة، وأهل الشام الحلم والسلامة، وأهل الحجاز الصبر والإنابة. وقال إسماعيل بن نجيد: هؤلاء لا رابع لهم: الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام. وقال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين احتضر، فختم القرآن. قال: ثم ابتدأ فقرأ من البقرة سبعين آية، ثم مات. وقال أبو نعيم: أنا الخلدي كتابة قال: رأيت الجنيد في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرسوم، وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها في الأسحار. قال أبو الحسين بن المنادي: مات الجنيد ليلة النيروز في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال: فذكر لي أنهم حزروا الجمع يومئذ الذي صلوا عليه نحو ستين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كل يوم نحو الشهر. ودفن عند قبر السري السقطي. قلت: ورخه بعضهم سنة سبع، فوهم.

(22/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 123
4 (حرف الحاء)

4 (حامد بن سعدان بن يزيد البغدادي.)
عن: أحمد بن صالح المصري، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، ومخلد الباقرحي. وثقه الخطيب. وتوفي سنة سبع وتسعين.
4 (حامد بن سهل البخاري الدهان الحافظ. صاحب المسند.)
عن: قتيبة بن سعيد، ودحيم، وحرملة، وأبي مصعب، وجماعة. وعنه: سهل بن السري، وخلف الخيام، وغيرها. توفي سنة سبع أيضاً. ثقة.
4 (الحرش بن أحمد بن حريش الرازي.)
عن: محمد بن حميد، وغيره. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (حامد بن شاذي.

(22/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 124
أبو محمد الكشي.)
حدث ببغداد عن: إبراهيم بن يوسف البلخي، وقتيبة، وعلي بن حجر، وجماعة.) مر.
4 (الحسن بن أحمد بن سليمان. أبو علي بن الصيقل المصري سحنون أخو علان بن الصيقل.)
روى عن: أبي مصعب الزهري، ومحمد بن رمح، وأحمد بن صالح. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكناني، وسليمان الطبراني، وجماعة. توفي في ربيع الأول سنة تسع وتسعين.
4 (الحسن بن أحمد بن حبيب. أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.)
عن: مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة. وعنه: النسائي في سننه، وأبو بكر الخلال الحنبلي.
4 (الحسن بن إبراهيم بن حلقوم. أبو علي الدمشقي المقرئ.)
روى عن: صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار. وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون.
4 (الحسن بن إدريس العسكري.)
حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين. عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل.

(22/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 125
وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني. قال ابن مردويه: كان يحدث من حفظه ويخطئ.
4 (الحسن بن تميم. أبو علي الأصبهاني الصفار النحوي.)
عن: عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن أفرجة، وعبد الله بن محمد القباب.
4 (الحسن بن سعيد بن مهران. أبو علي الموصلي الصفار المقرئ.)
عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي، وإبراهيم بن حبان. وعنه: أحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، ويزيد بن محمد الأزدي. وكان قانعاً متعففاً. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (الحسن بن علي بن المتوكل. أبو محمد مولى بني هاشم. بغدادي ثقة.)
) سمع: عفان، وعاصم بن علي، وشريح بن النعمان، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وإسماعيل الخطبي، وجعفر بن محمد بن الحكم، والطبراني، ونسبه إلى جده. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.

(22/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 126
4 (الحسن بن علي بن شبيب. الحافظ أبو علي المعمري البغدادي.)
سمع: خلف بن هشام، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبار، وسويد بن سعيد، وأبا نصر التمار وعلي بن المديني وجبارة بن المغلس وعيسى بن حماد بن زعبة، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم، ودحيماً، وخلقاً كثيراً بالعراق والشام ومصر. وعنه: أبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التمار، والطبراني، ومحمد بن أحمد المفيد، وخلق. قال الخطيب: كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوسف بالحفظ. وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها. وقال الدار قطني: صدوق حافظ، جرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما. وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله العتق بها، ثم ترك روايتها. وقال عبدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري. وقال موسى بن هارون: استخرت الله سنتين حتى تكلمت في المعمري، وذاك أني كتبت معه عن الشيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت:

(22/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 127
من أين أتى بها؟ رواها أبو عمرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذي، عن موسى. ثم قال أبو طاهر: وكان المعمري يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب، فإذا مر حديث غريب قصدت الشيخ وحدي، فسألته عنه. قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب وجدت إليه شراً. وقال ابن عروة: سألت عبد الله بن أحمد عن المعمري فقال: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أنه صحب قوماً يوصلون. قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لما أنكر موسى بن هارون على المعمري تلك الأحاديث، وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسط بينهما، فقال موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات لا بد من إخراج الأصول بها. فقال المعمري: قد عرف من عادتي أني كنت إذا رأيت حديثاً غريباً عند شيخ ثقة لا أعلم عليه إنما كنت أقرأ من كتاب الشيخ وأحفظه فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.) وقال علي بن جمشاذ: كنت ببغداد حينئذ فأخرج موسى نيفاً وسبعين حديثاً ذكر أنه لم يشركه فيها أحد، ورفض المعمري مجلسه، فصار الناس حزبين: حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجة المعمري أن هذه أحاديث حفظتها عن الشيوخ لم أنسخها. ثم اتفقوا بأجمعهم على عدالة المعمري وتقدمه.

(22/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 128
وقال ابن عدي: وكان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قال عبدان إنه لم ير مثله. وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث، وزاد في متون، فإن هذا موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم وأنهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الأسانيد. وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المعمري إحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين. قال: وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماماً ربانياً. وقد شد أسنانه بالذهب ولم يغير شيبه. وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة. وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر على القصر وأعمالها. قال: وقيل له المعمري، بأمه أم الحسن بنت سفيان بن أبي سفيان المعمري صاحب معمر بن راشد.
4 (الحسن بن علي بن الوليد. أبو جعفر الفارسي الفسوي نزيل بغداد.)
سمع: سعدويه، وعلي بن الجعد، وفيض بن وثيق البصري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن

(22/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 129
علي بن حبيش، والطبراني، وآخرون. وقال الدار قطني: لا بأس به. قلت: ولد سنة اثنتين ومائتين، وتوفي سنة ست وتسعين.
4 (الحسن بن علي بن شهريار. أبو علي الرقي.)
حدث ببغداد عن: محمد بن مصعب القرقساني، وعن: علي بن ميمون الرقي، وعامر بن سيار الحلبي، وغيرهم. وعنه: محمد بن نجيح، وابن زياد القطان، والطبراني. قال الدار قطني: ضعيف. وقال ابن يونس: توفي بمصر سنة سبع وتسعين، يعرف وينكر، ولم يكن بذاك.
4 (الحسن بن علي بن مخلد النيسابوري المطوعي.)
عن: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدورقي، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو زكريا العنبري، والمشايخ. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (الحسن بن علي بن محمد بن سليمان. أبو محمد بن علويه القطان، بغدادي مشهور.)
)

(22/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 130
سمع: عاصم بن علي، وبشار بن موسى، وبشر بن الوليد الكندي، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وعبد الله بن محمد العبسي، وجماعة. وعنه: البخاري، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن سندي الحداد، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الآجري، ومخلد الباقرحي، وأبو الحسين الزبيدي، وطائفة. وثقه الخطيب، والدار قطني قبله. ولد سنة خمس ومائتين في شوال. وقال الخطبي: مات في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4 (الحسن بن محمد بن أسيد الثقفي الإصبهاني.)
عن: لوين، وأبي حفص الفلاس، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ وقال: مات سنة ثلاث وتسعين.
4 (الحسن بن محمد بن نصر. أبو سعيد البغدادي النخاس، بخاء معجمة.)
عن: عبد الواحد بن غياث، وقرة بن العلاء. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو القاسم الطبراني، وابن مخلد العطار.
4 (الحسن بن محمد بن الجنيد.

(22/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 131
أبو علي الختلي.)
عن: أبي معمر القطيعي، وغيره. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
4 (الحسن بن محمد بن الحسين. أبو علي المصري المعروف بالمديني.)
حدث عن: يحيى بن بكيرة، وغيره. توفي في شوال سنة تسع وتسعين.
4 (الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام. أبو علي البغدادي الخزاز ابن بنت مطر.)
عن: أبيه، وعلي بن المديني، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وأبو علي بن الصواف، والطبراني. وثقه الدار قطني. وتوفي سنة سبعٍ وتسعين.
4 (الحسن بن المثنى بن معاذ بن معاذ. أبو محمد العنبري البصري. شيخ نبيل من بيت العلم والحديث.)
سمع: أبا حذيفة النهدي، وعفان بن مسلم. وكان ديناً خيراً ورعاً، لم يزل ممتنعاً من الرواية حتى أمر في النوم بالتحديث، فحدث في أواخر عمره. روى عنه: أبو القاسم الطبراني، ويوسف بن يعقوب البجيري، وجماعة. وتوفي في رجب سنة أربعً وتسعين عن سن عالية، فإنه ولد سنة مائتين.

(22/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 132
4 (الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني.)
عن: أبيه داود بن رشيد، وعبيد الله القواريري، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، وطائفة.) وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وآخرون. توفي في سنة اثنتين وتسعين.
4 (الحسن بن يزداد. أبو علي الهمداني الخشاب الجذوعي. ويقال له حسيناً.)
عن: سويد بن سعيد، وجبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وطائفة. وعنه: ابن خرجة النهاوندي، والفضل بن الفضل الكندي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبو بكر الإسماعيلي. وكان صدوقاً عالماً.
4 (الحسين بن موسى بن عيسى الحافظ. أبو عجيبة الحضرمي، مولاهم المصري.)
روى عن: عبد الملك، وسلمة بن شبيب، وطبقتهما. روى عنه: حمزة، وغيره. مات سنة ست وتسعين.
4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو علي الآمدي من بني مالك بن حبيب.)
عن: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهب الحراني، وأبي نعيم الحلبي، وطائفة. وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن محمد بن معلى الشونيزي.

(22/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 133
4 (الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة.)
عن: عبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الله بن داهر الرازي. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والإسماعيلي، والطبراني، وغيرهم. صدوق.
4 (الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاري الصعيدي.)
عن: حرملة بن يحيى، وعبد الملك، وابن شبيب، وغيرهما. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا. أبو عبد الله الشيعي صاحب دعوة عبيد الله المهدي، والد الخلفاء المصريين)
الباطنية. سار من سليمة من عند عبيد الله داعياً له في البلاد، وتنقلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره. وكان من دهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومكراً ورأياً، دخل إفريقية وحيداً غريباً فقيراً، فلم يزل يسعى ويتحيل ويستحوذ على النفوس بإظهار

(22/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 134
الزهادة، والقيام لله، حتى تبعه خلق وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقية مرات. وآل أمره إلى أن تملك القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبي. ولما استولى على أكثر المغرب علم عبيد الله، فسار) متنكراً والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثم أحس به صاحب سجلماسة، فقبض عليه وسجنه. فسار أبو عبد الله الشيعي بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثم أخرج عبيد الله من السجن، وقبل يده، وسلم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الذي بايعتم له. وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثم اجتمع بأبي عبد الله أخو أبو العباس وندمه على ما فعل، لأن المهدي أخذ يزويه عن الأمور ولا يلتفت إليه. فندم أبو عبد الله وقال للمهدي: خل يا أمير المؤمنين الأمور إلي، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيل منه المهدي، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر الليل في شأنه. وحاصل الأمر أنه دس على الأخوين الداعيين له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملكه. وقتلا في نصف جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رقادة. وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث. ذكر القفطي في تاريخ بني عبيد أن أبا عبد الله الشيعي كوفي، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلي بهم ويتزهد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يقيم بمصر، فاغتنموا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فقال: أعلم الصبيان. فرغبوه في صحبتهم ليعلم أولادهم، فسار معهم إلى جبال كتامة، فأخذ في اجتلاب عقولهم وربطها، ثم خاطب عقلائهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جملة ما ربطهم قال: نزلت فيكم آية فغيرت حسداً لكم. قالوا: وما هي قال: كنتم خير أمة أخرجت للناس. قالوا: ومن غيرها قال: ولاة أمركم اليوم. قالوا: فكيف السبيل إلى إظهارها قال: أن تدينوا بإمامٍ معصوم يعلم الغيب.

(22/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 135
قالوا: ومن لنا به؟ قال: أنا رسول إليكم، إذا طهرتم له البلاد. فأجابوه. وربط عقولهم بأنه يعلم أسرار الصلاة والزكاة والحج والصوم، وشوقهم بما أمكنه، فلما استجابوا له بأجمعهم، جيش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزم الوقار والسكينة والتزهد وعدم الضحك، ونحو ذلك. قلت: يا ما لقي العلماء والصلحاء بالمغرب من هذا الشيعي. قبحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البردون المالكي الذي رد على الحنفية ممن انتصب لذم هذا الشيعي، فسعوا به وبأبي بكر بن هذيل، وطائفة. وكانت الشيعة تميل إلى العراقيين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التفضيل، فحبس هذين الرجلين، ثم أمر الشيعي أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه. وقيل: إن ابن البرذون لما جرد للقتل قيل له: ارجع عن مذهبك، فقال: أرجع عن الإسلام ثم صلبا، وكان ذلك في حدود الثمانين ومائتين، أو بعد ذلك. ونادوا أيام الشيعي أن لا يفتي بمذهب مالك، وألا يفتوا إلا بمذهب جعفر بن محمد) وأهل البيت، وبزعمهم بسقوط طلاق البتة، وتوريث البنت الكل، ونحو ذلك، والله أعلم.
4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو علي الآمدي المالكي الفقيه.)
عن: هشام بن عمار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، ويحيي بن أكثم، وطائفة. وعنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، وجماعة.
4 (الحسين بن إبراهيم بن عامر.

(22/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 136
أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.)
قرأ على: أحمد بن جبير، عن الكسائي. روى عنه القراءة: محمد بن داود النيسابوري، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن علي.
4 (الحسين بن إسحاق التستري الدقيقي. شيخ الطبراني.)
الصحيح وفاته في المحرم سنة ثلاثٍ وتسعين. وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مر.
4 (الحسين بن جعفر بن حبيب. أبو علي القرشي الكوفي القتات.)
عن: أحمد بن يونس اليربوعي، وغيره. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك. أبو علي العكي ثم المصري.)
عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم.

(22/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 137
قال ابن يونس: ليس بالقوي. توفي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة.
4 (الحسين بن زكرويه.)
ذكر في الأحمدين.
4 (الحسين بن شرحبيل. أبو علي البطليوسي الأندلسي المالكي الفقيه.)
كان على مدار الفتوى ببطليوس. وتوفي قريب الثلاثمائة. قاله القاضي عياض.
4 (الحسين بن عبد الله بن أحمد. الفقيه أبو علي البغدادي الخرقي الحنبلي، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب)
أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين. حدث عن: أبي عمرو الدوري، وأبي حفص الفلاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.) وتفقه على أبي بكر المروزي وبرع في الفقه. روى عنه: ابنه، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم. توفي يوم عيد الفطر سنة تسعٍ وتسعين ومائتين. وكان يدعى خليفة المروزي للزومه إياه. اتفق أنه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدى ونام، فوجده أهله ميتاً، رحمه الله تعالى.
4 (الحسين بن عبد الله بن أبي زيد. الفقيه أبو عبد الله النيسابوري الحنفي، من كبار أئمة أهل الرأي بخراسان.)
وكان صاحب حديث أيضاً.

(22/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 138
سمع: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وارتحل ولقي الكبار فسمع: جبارة بن المغلس، ومحمد بن حميد الرازي، وحدث عن: محمد بن شجاع بن الثلجي بالمصنفات. روى عنه: أبو العباس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي، وغيرهم. توفي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم.
4 (الحسين بن عبد الحميد. أبو علي الموصلي الخرقي.)
عن: معلى بن مهدي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهدبة بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وخلق كثير. وعنه: ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزدي.
4 (الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الأبزاري البغدادي.)
ضعيف، متروك. روى عن: داود بن رشيد، وغيره. وعنه: جعفر بن محمد المؤدب، وإسماعيل الخطبي.
4 (الحسين بن علي بن مصعب.

(22/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 139
أبو علي النخعي البغدادي.)
عن: داود بن رشيد، وسويد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وخلق. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون.
4 (الحسين بن علي بن حماد بن مهران الأزرق الجمال المقرئ.)
صاحب أحمد بن يزيد الحلواني. كان رفيق الحسن بن العباس بن مهران الرازي في القراءة على الحلواني. وتصدر للإقراء، وحمل على الناس عنه الكثير. سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله. وقرأ أيضاً على) محمد بن إدريس الزيداني. قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وأحمد بن محمد الرازي، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي، وآخرون. وكان محققاً لقراءة ابن عامر.
4 (الحسين بن عمر بن أبي الأحوص. أبو عبد الله الثقفي، مولاهم الكوفي.)
عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي. وعنه: أبو بكر القطيعي، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وجماعة. توفي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن: منجاب بن الحارث، وحبارة بن المغلس، وثابت بن موسى الضبي، وأبو كريب. وعنه أيضاً: ابن ماسي، وأبو الفرج صاحب الأغاني.

(22/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 140
وثقه الخطيب.
4 (الحسين بن الكميت بن بهلول بن عمر. أبو علي الموصلي.)
نزل ببغداد، وحدث عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار المواصلة، وعلي بن المديني، ومحمد بن زياد بن فروة البلدي، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وعبد الله بن ماسي، وآخرون. وثقه الخطيب. توفي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
4 (الحسين بن محمد بن جمعة. أبو جعفر الأسدي الدمشقي.)
عن: سعيد بن منصور، لقيه بمكة. وعنه: علي بن أبي العقب،، وأبو عمر بن فضالة، وأبو علي بن آدم، وأبو زرعة محمد بن أبي دجانة، وجماعة.
4 (الحكم بن معبد بن أحمد. أبو عبد الله الخزاعي الأديب، صاحب كتاب السنة.)

(22/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 141
يروي عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن حميد الرازي، وخلق. وحدث بأصبهان وبها توفي في سنة خمسٍ وتسعين. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني. وكان من فقهاء الحنفية.
4 (حويت بن أحمد بن أبيحكيم. أبو سليمان القرشي الدمشقي.)
عن: أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزهير بن عباد، ومحمد بن وهب بن عطية، وجماعة. وعنه: ابنه) محمد، وأبو علي بن هارون، والطبراني، وعبد الله بن الناصح.

(22/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 142
4 (حرف الخاء.)

4 (خالد بن غسان بن مالك. أبو عيسى الدارمي البصري.)
عن: أبيه، وأبوه صدوق، سمع حماد بن سلمة. وعن: معاذ بن عيسى الضبي، عن ابن عجلان. وعن: مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضرير. وعنه: الطبراني، وابن عدي وقال: حدث عن أبيه بحديثين باطلين. وكان أهل البصرة يقولون إنه يسرق الحديث.
4 (خشناج بن أبي معروف بشر بن العنبري النيسابوري.)
رحل وسمع: عبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وخلقاً. وعنه: أبو عمر بن مطر، وحسان بن محمد الفقيه. توفي سنة إحدى وتسعين. قال الحاكم: هو شيخ مفيد حسن الصوت إلا أنه قليل الحديث.

(22/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 143
4 (خلف بن سليمان النسفي.)
عن: دحيم، وهشام بن عمار. وعنه: محمد بن محمد بن جابر البخاري، وغيره. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (خلف بن عمرو. أبو محمد العكبري.)
حج فسمع: الحميدي، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدث الحميدي. وحدث أيضاً عن: ممحمد بن معاوية النيسابوري، وحسن بن الربيع. وعنه: جعفر الخالدي، والطستي، وأبو بكر الآجري، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت. وثقه الدار قطني. ونقل الخطيب إنه كان له ثلاثون خاتماً، وثلاثون عكازاً، يلبس كل يوم خاتماً، ويأخذ عكازاً. وكان من ظرفاء بغداد ومحتشميهم. توفي سنة ستٍ وتسعين.

(22/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 144
4 (حرف الدال.)

4 (داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد البيهقي الخسروجردي. أبو سليمان.)
) سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفراء، وقتيبة، وابن راهويه، وعلي بن حجر، وطائفة. وحج فسمع في الطريق من: عبد الله بن معاوية الجمحي، وجماعة بالعراق، وأبي مصعب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رمح، وحرملة، وطائفة بمصر، وأبي التقى هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشام. وعنه: الحافظ أبو علي النيسابوري، وأبو بكر بن علي، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطائفة. قال: ولدت سنة مائتين ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخسروجرد.
4 (داود بن وسيم. أبو سليمان البوسنجي.)

(22/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 145
طوف وصنف وحدث عن: محمد بن هاشم البعلبكي، وكثير بن عبد الحمصي، وأبي سعيد الأشج، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسن البيذجاني، ومنصور بن العباس الفقيه شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوسنجي، وأبو بكر النقاش المقرئ.

(22/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 146
4 (حرف الراء.)

4 (رباح بن طيبان.)
قيده ابن ماكولا. أبو رافع الأزدي مولاهم المصري الأصفر. عن: سلمة بن شبيب، وموسى بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلاً أسود اللون. توفي سنة ثلاثمائة.

(22/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 147
4 (حرف الزاي.)

4 (زكريا بن دلويه. أبو يحيى النيسابوري الواعظ، أحد الزهاد.)
سمع: ابن راهويه، وأبا مصعب، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة. قال السلمي: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يفضل على شيخه.
4 (زكريا بن عصام الكرجي.)
حدث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن عبيد الهمداني. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال.) توفي سنة خمسٍ وتسعين.
4 (زكريا بن يحيى بن الحارث. الإمام أبو يحيى النيسابوري المزكي البزاز الفقيه شيخ الحنفية)
بنيسابور. ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي وعصره. وله مصنفات كثيرة في الحديث، وكان من العباد. سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيوب بن

(22/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 148
الحسن وأقرانهم. وبالعراق: أبا الربيع السمتي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب، وبشر بن آدم، وطائفة. وبالحجاز: أبا مصعب، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الجبار العطار، وأقرانهم. وعنه: عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ. وثنا عنه أبو علي الحافظ. مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلى عليه الأمير أبو صالح.
4 (زهرة بن زفر المصري.)
عن: يحيى بن بكير، ومحمد بن مخلد الرعيني. وعنه: أبو القاسم الطبراني.

(22/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 149
4 (حرف السين.)

4 (السري بن مكرم البغدادي. من جلة المقرئين.)
قرأ على: أبي أيوب الخياط صاحب اليزيدي. قرأ عليه: ابن شنبوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازي، وعلي بن أحمد السامري، وغيرهم.
4 (سعيد بن إسحاق. أبو عثمان الكلبي المغربي. مشهور بالصدق والصلاح.)
أخذ عن: سحنون، وغيره. وحج فأخذ بمصر عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. حمل عنه بشر بالقيروان. وعاش بضعاً وثمانين سنة. توفي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله.
4 (سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور.

(22/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 150
الأستاذ أبو عثمان الحيري النيسابوري الواعظ. شيخ)
الصوفية وعلم الأولياء بخراسان. ولد سنة ثلاث ومائتين بالري. وسمع بها من: محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما. وبالعراق: حميد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي. ولم يزل يسمع الحديث ويكتب إلى آخر شيء. روى عنه: الرئيس أبو عمرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحسن، وأبو عمرو بن مطر بن نجيد، وطائفة.) قال الحاكم: كان وروده نيسابور لصحبة أبي حفص النيسابوري الزاهد، ولم يختلف مشائخنا أن أبا عثمان كان مجاب الدعوة، ومجمع العباد والزهاد، ولم يزل يسمع الحديث، ويجل العلماء، ويعظم قدرهم. سمع من: أبي جعفر أحمد بن حمدان الزاهد كتابه المخرج على مسلم، بلفظه من أوله لآخره. وكان إذا بلغ موضعاً فيه سنة لم يستعلمها وقف عندها، حتى يستعمل تلك السنة. قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفية نيسابور، وهو لهم كالجنيد للعراقيين. ومن كلامه: سرورك بالدنيا أذهب سرورك بالله عن قلبك. وقال: العجب يتولد من رؤية النفس وذكرها، ورؤية الناس.

(22/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 151
وقال ابن نجيد: سمعته يقول: لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصوماً. قال أبو عمرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة لقوله تعالى: وإن تطيعوه تهتدوا. وعن أبي عثمان قال: لا يكمل الرجل حتى يستوي قلبه في المنع والعطاء وفي العز والذل. وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة قال: بلى. قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة الصالحين. قال الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السمرقندي العابد: سمعت أبا عثمان غير مرة يقول: من طلب جواري، ولم يوطن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع. أولها: إلقاء العز، وحمل الذل. الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيام. الثالث: أن لا يغتم ولا يهتم إلا لدينه أو طلب إصلاح دينه.

(22/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 152
وسمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول لما قتل يحيى الذهلي: منع الناس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخجستاني: شرويه، والعباسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن ورد السري بن خزيمة الأبيوردي، فقام أبو عثمان الحيري الزاهد، وجمع المحدثين في مسجده، وأمرهم أن يعلقوا المحابر في أصابعهم، وعلق هو محبرةً بيده، وهو يتقدمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السري، وأجلس المستملي بين يديه، فحزرنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة. فلما فرغ قاموا. فقبلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر الناس عليهم الدراهم والسكر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.) قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كراسين ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه، في اليقين والتوكل والرضا. قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني: حيكان، يعني الذهلي، أخذ في الظلم والحيف، فأمر بحربةٍ، فركزت على رأس المربعة، وجمع أعيان التجار وحلف: إن لم تصبوا الدراهم حتى تغيب رأس الحربة، فقد أحللتم دماءكم. فكانوا يقتسمون الدراهم فيما بينهم، فخص تاجر بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيها الشيخ قد خلف هذا كما علمت، ووالله لا أهتدي إلا إلى هذه. فقال له الشيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك قال: نعم. ففرقها أبو عثمان، وقال للرجل: امكث عندي. فما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد ليلةً حتى أصبح وأذن. ثم قال للفرغاني خادمه: اذهب إلى السوق، فانظر ما تسمع.

(22/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 153
فذهب ثم رجع فقال: لم أر شيئاً. قال: اذهب مرةً أخرى. قال: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين. قال: فأتى الفرغاني وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شق بطن أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة. قال أبو الحسن أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين: وصلى عليه الأمير أبو صالح.
4 (سعيد بن سعد. أبو عثمان النيسابوري.)
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصيدلاني، وعبد الله بن سعد. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (سعيد بن سلمة. أبو عمرو التوزي.)
حدث ببغداد عن: سويد بن سعيد، وعبيد الله القواريري، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أبو علي الصواف. ووثقه الخطيب.

(22/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 154
4 (سعيد بن سليمان بن داود. أبو عثمان الشرغبي. وشرغب قرية ببخارى.)
سمع: يحيى بن جعفر البيكندي، وهانئ بن النضر. وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وخلف بن محمد) الخيام. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عجب. أبو عثمان الأنباري.)
رحل إلى الشام ومصر. وسمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وسفيان بن وكيع، وخلقاً. وعنه: أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد المفيد، وطائفة. قال الدار قطني: لا بأس به. وقال ابن عقدة: توفي في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (سعيد بن عثمان الفندقي الصوفي الخياط.)
سمع: أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصري، وجماعة. وعنه: أبو عمرو غلام ثعلب، ومحمد بن حميد الحوراني، وعبد الصمد الطستي. توفي سنة أربعٍ وتسعين. يقال: كان دمشقياً.
4 (سعيد بن عمرو بن عمار.

(22/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 155
الحافظ أبو عثمان الأزدي البردعي.)
رحل وطوف وصنف، وصحب أبا زرعة الرازي، أخذ عنه هذا الشأن. وسمع: أبا كريب، وأبا سعيد الأشج، وعبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشار، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبا حفص الفلاس، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبا موسى الزمن، وأحمد بن الفرات، ومسلم بن الحجاج، وابن وارة، وخلقاً. وعنه: حفص بن عمر الأردبيلي، وأحمد بن طاهر الميانجي، والحسن بن علي بن عباس، وإبراهيم بن أحمد الميمذي، وغيرهم. قال ابن عقدة: توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهاني.)
عن: لوين، وسهل بن عثمان. وعنه: أبو الشيخ. وقال: ثقة.
4 (سليمان بن عزام الموصلي الخياط.)
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وعبد الغفار بن عبيد الله. وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزدي. توفي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
4 (سليمان بن المعافى.

(22/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 156
أبو أيوب الرسعني.)
) عن: أبيه. وعنه: أبو القاسم الطبراني. توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. وكان قاضي رأس العين. قال ابن عدي: حمله ابن عيسى.
4 (سليمان بن يحيى. أبو أيوب الضبي البغدادي المقرئ.)
قرأ على: رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدوري، وترك الحذاء، وغيرهم. وروى عن: أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام. روى عنه: أبو بكر الأنباري، وعبد الباقي بن قانع، والطبراني، وآخرون. وكان إماماً صدوقاً موثقاً. توفي سنة إحدى وتسعين. قرأ علي: النقاش، وأحمد بن محمد الأدمي.
4 (سمنون المحب بن حمزة. أبو القاسم البغدادي الصوفي العارف.)

(22/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 157
سمى نفسه سمنون الكذاب بسبب قوله:
(فليس لي في سواك حظ .......... فكيف ما شئت فامتحني)
فحصر بوله للوقت، فصار يدور في المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمكم المبتلى بلسانه، وكاد يهلك. ثم سمى نفسه: الكذاب. وله شعر طيب. وقد وسوس في الآخرة. وقيل كان ورده كل يوم خمسمائة ركعة. قال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل على الفقراء أربعين ألف درهم، فقال لي سمنون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى بيتي بنفقة، فامض بنا نصلي كل درهم بركعة. فذهب إلى المدائن، فصلينا أربعين ألف ركعة. ومن كلامه: إذا بسط الجليل غداً بساط المجد دخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشيه. فإذا بدت عين من عيون الجود ألحقت المسيء بالمحسن. وقال: من تفرس في نفسه فعرفها صحت له الفراسة في غيرها. وكان سمنون من أصحاب سري السقطي. قال ابن الجوزي في المنتظم: توفي سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
4 (سهل بن شاذويه الباهلي البخاري.)
عن: أحمد بن نصر السمرقندي، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتكي.

(22/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 158
وعنه: خلف الخيام، وغيره. توفي سنة تسع وتسعين.) ذكره السليماني فوصفه بالحفظ والتصنيف، وأنه سمع علي بن حشرم، وطائفة سواه.
4 (سهل بن أبي سهل الواسطي.)
عن: بشر بن معاذ، وعمرو بن الفلاس. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو بكر الشافعي، أبو القاسم الطبراني، وابن لؤلؤ، وآخرون. وثقه بعضهم. واسم أبيه: أحمد بن عثمان.

(22/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 159
4 (حرف الشين.)

4 (شاه بن شجاع. أبو الفوارس الكرماني الزاهد.)
قال السلمي: كان من أولاد الملوك فتزهد، وصحب أبا تراب النخشبي وغيره. ومات قبل الثلاثمائة. وقال أبو نعيم: كان من أبناء الملوك، فتشمر للسلوك. فعنه قال: من عرف ربه طمع في عفوه، ورجا فضله. وقال إسماعيل بن مخلد: كان شاه بن شجاع حاد الفراسة، قل ما أخطأت فراسته. وعنه قال: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم. ومن نظر إليهم بعين الله عذرهم، وقل اشتغاله بهم.

(22/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 160
قلت: كلامه هذا إن صح عنه فغير مسلم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ومخاصمتهم في رحمته. وليس للعباد عذر ولا حجة بعد الرسل. قال السلمي: لشاة رسالات وكتب وكلام كثير. وله كتاب المثلثة سماه مرآة الحكماء. ويقال: مات بعد السبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فالله أعلم. مات بكرمان، وكان يلبس القباء. وقيل: إنه ترك النوم مدة، ثم نعس، فرأى الحق تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النوم.
4 (شعيب بن عمران العسكري.)
يروي عن: عبدان بن محمد العسكري الوكيل، وغيره. وروى عنه: الطبراني. وتوفي سنة إحدى وتسعين.
4 (شريح بن أبي عبد الله بن إسماعيل. أبو النضر النسفي الزاهد.)
روى عن: عبد بن حميد، والدارمي، والبخاري، ورجاء بن مرجا. وعنه: محمد بن زكريا بن حسين، وغيره. توفي سنة ثلاثمائة.)
4 (شريح بن عقيل الإسفراييني.)
عن: إسحاق بن راهويه، وأبي مروان العثماني. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.

(22/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 161
4 (حرف الصاد.)

4 (صافي الحرمي. الأمير صاحب الدولة المكتفوية والمقتدرية.)
كان إليه دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنه ليس له عند مملوكه قاسم شيء. فلما مات، حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حياصة، وقال: هذا كان له عندي. توفي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4 (صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبي الأبرش عمار.)

(22/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 162
مولى أسد بن خزيمة الحافظ أبو علي الأسدي البغدادي جزرة. نزيل بخارى. ولد سنة خمس ومائتين ببغداد. وسمع: سعيد بن سليمان سعدويه، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وعبيد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحماني، وهشام بن عمار، ويحيى بن معين، والأزرق بن علي، وأبا نصر التمار، وأحمد بن حنبل، وهدبة بن خالد، ومنجاب بن الحارث، وخلقاً كثيراً بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النهر. وعنه: مسلم بن الحجاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن علي الجارود الأصبهاني، وأبو النضر محمد الفقيه، وخلف بن محمد الخيام، وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي، وبكر بن محمد الصيرفي، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كليب، ومحمد بن جابر، وآخرون. ودخل بخارى سنة ست وستين ومائتين، فسكنها لما رأى من الإحسان من أمير بخارى. قال الدار قطني: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم. وكان ثقة حافظاً عارفاً. وقال أبو سعيد الإدريسي: الحافظ صالح بن محمد جزرة ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله. دخل ما وراء النهر، فحدث مدة من حفظه، وما أعلم أخذ عليه مما حدث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عدي يضخم أمره ويعظمه. وقال أحمد بن عبد الله الكناني: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حيان بن المنذر بن أبي الأشرس عمار الأسدي، أسد خزيمة مولاهم.)

(22/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 163
وهكذا ساق نسبه الخطيب وقال: حدث من حفظه دهراً طويلاً ولم يكن يستصحب معه كتاباً. وكان صدوقاً ثبتاً ذا مزاح ودعابة، مشهوراً بذلك. وقال أبو حامد بن الشرقي: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات، فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي من الجزرة، قال: من الجزرة. فلقب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنبري، عنه. وقال الخطيب: هذا غلط، لأنه لقب بجزرة في حداثته. أخبرنا الماليني، ثنا ابن عدي: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدم علينا بعض الشيوخ في الشام، وكان عنده عن حريز بن عثمان، فقرأت عليه: حدثكم حريز قال: كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض، فقلت: جزرة. فلقب: جزرة. وقال أحمد بن سهل البخاري الفقيه: سمعت أبا علي وسئل لم لقب بجزرة فقال: قدم عمر بن زرارة الحدثي بغداد، فاجتمع عليه خلق، فلما كان عند فراغ المجلس سئلت: من أين سمعت فقلت: من حديث الجزرة، فبقيت علي. وقال خلف الخيام: ثنا سهل بن شاذويه أنه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا علي: لم لقب جزرة، فقال: قدم علينا عمر بن زرارة فحدثهم حديثاً عن عبد الله بن بشر، أنه كان له خرزة للمريض، فجئت وقد تقدم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحت بالشيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى فصاح المجان، فبقي علي حتى الساعة. وقال البرقاني: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: كان صالح ربما

(22/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 164
ينظر. كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جمل عليه جزر فقال: ما هذا على البعير قال: أنا عليك. هذه حكاية منقطعة، وأصح منها ما روى الحاكم: ثنا بكر بن محمد الصيرفي: سمعت صالح بن محمد قال: كنت أساير الجمال الشاعر بمصر، فاستقبلنا: جمل عليه جزر فقال: يا أبا علي، ما هذا قلت: أنا عليك. وقال جعفر المستغفري: ثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض شيوخه قال: كان محمد بن إبراهيم البوسنجي، وصالح جزرة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلما روى البوسنجي، عن يحيى بن بكير، والحمد لله يغيظ بذلك صالحاً لأنه لم يدركه. فكان إذا روى عنه أحياناً، ولم يقل الحمد لله، قال صالح: يا شيخ) نسيت التحميد. وقال خلف الخيام: سمعته يقول: اختلف إلي علي بن الجعد أربع سنين، وكان لا يقرأ إلا ثلاثة أحاديث كل يوم. أو كما قال في رواية: كان يحدث لكل إنسان بثلاثة أحاديث، عن شعبة. وعن جعفر الطستي أنه سمع أبا مسلم الكجي يقول، وذكر عنده صالح جزرة، فقال: ويلكم ما أهونه عليكم، ألا تقولون سيد المسلمين، سيد الدنيا. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول لأبي زرعة: حفظه الله تعالى أخانا صالح بن محمد لا يزال يضحكنا شاهداً أو غائباً كتب إلي يذكر أنه لما مات بن يحيى الذهلي أجلس للتحديث شيخ لهم يعرف بمحمد بن يزيد محمش، فحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا عمير، ما فعل البعير؟.

(22/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 165
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصحب الملائكة رفقةً خرس. وروى البرقاني، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: بلغني أن صالحاً سمع بعض الشيوخ يقول: إن السين والصاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فقال: أبو صالح. قال: فقلت للشيخ: يا أبا سالح، أسلحك الله، هل يجوز أن تقرأ: نحن نقس عليك أحصن القسس. فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشيخ بهذا فقلت: فلا يكذب، إنما يتعاقبان السين والصاد في مواضع. وعن صالح جزرة قال: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشيْ شيئين. وقال بكر بن محمد الصيرفي: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غالياً في التشيع، فقال لي: من حفر بئر زمزم قلت: معاوية. قال: فمن نقل ترابها قلت: عمرو بن العاص. فصاح فيّ وقام. وقا أبو النضر الفقيه: كنا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطى، فقال: رأيته، لا ترمد عينيك أبداً. وقال أحمد علي بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمار يأخذ

(22/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 166
على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ. فدخلت عليه يوماً فقال: يا أبا علي حدثني.) فقلت: نا علي بن الجعد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: علّم مجاناً كما تعلمت مجاناً. فقال: تعرض فيّ فقلت: لا، بل قصدتك. وقال الحاكم: سمعت أبا النضر الطوسي يقول: مرض صالح جزرة، فكان الأطباء يختلفون إليه، فلما أعياه الأمر أخذ العسل والشونيز، فزادت حماه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقل بصرك بالطب. قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز. وقال علي بن محمد المروزي: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عباد بن يعقوب يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة. قلت: ويلك، ولم قال: لأنهما قاتلاً علياً بعد أن بايعاه. قال ابن عدي: بلغني أن صالح بن محمد جزرة وقف خلف أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني وهو يحدث عن بركة الحلبي بتلك الأحاديث. فقال صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بركة، ذا نقمة. قلت: وبركة متهم بالكذب.

(22/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 167
وقال الحاكم: ثنا أحمد بن سهل الفقيه: سمعت أبا علي يقول: كان بالبصرة أبو موسى الزمن في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد الحميد، نا أيوب فدخل عليه أبو زرعة يوماً، فسأله عن حديثٍ فقال: ثنا حجاج. فقلت: يعني ابن المنهال. فقال أبو زرعة: أيش يعذب المسكين. وقال: كنا في مجلس أبي علي، فلما قال له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك قال: واثلة بن الأسقع. فكتب الرجل: ثنا واثلة بن الأسقع. وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرستاق، فأخذ يسأله عن أحوال الشيوخ، ويكتب جوابه، فقال: ما تقول في سفيان الثوري فقال: ليس بثقة. فكتب الرجل، فلمته، فقال: ما أعجبك. من يسأل مثلي عن سفيان، لا تبالي، حكى عني أو لم يحك.) وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال لي صالح: يا أبا نصر، تبت. وقيل: كان ابن صالح مغفلاً، قال: فقلت: سألت الله أن يرزقني ولداً، فرزقني جملاً. ولأبي علي جزرة نوادر ومجون، والله يرحمه. توفي في شهر ذي الحجة، لثمانٍ بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضع وثمانون سنة.

(22/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 168
4 (صباح بن عبد الرحمن بن الفضل. أبو الغصن العتقي الأندلسي المرسي. شيخ معمر عالي الإسناد.)
قال ابن الفرضي: روى عن: يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقيروان: سحنون بن سعيد، وبمصر: أصبغ بن الفرج، فسمع منه، وأقام عنده زماناً، ثم انصرف. وكان يرحل إليه للسماع والتفقه، وعمر عمراً طويلاً. بلغني أنه توفي وهو ابن مائة وثمانية عشر عاماً، ومات في عاشر محرم سنة أربعٍ وتسعين. قلت: وروى أيضاً عن: يحيى بن عبد الله بن بكير. روى عنه: حفص بن محمد بن حفص، وغيره. قيل: بل عاش مائةً وخمس سنين، قاله ابن يونس، ومحمد بن الحارث الحشمي. وسمع أيضاً أبا مصعب.

(22/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 169
4 (حرف الطاء.)

4 (طالب بن قرة الأذني.)
روى الكثير عن: محمد بن عيسى الطباع. وأكثر عنه الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين بأذنة من ثغرسيس.
4 (طاهر بن عيسى بن قيرة. أبو الحسن المؤدب.)
عن: سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وأصبغ بن الفرج. وعنه: الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (طغج بن جف الفرغاني التركي.

(22/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 170
نائب دمشق لخمارويه ولابنه هارون.)
امتدت أيامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثم انصرف وولي بدر الحمامي نيابة دمشق سنة تسعين. فمضى طغج إلى مصر، ثم سار إلى المكتفي بالله، ومعه ولده الإخشيد محمد الذي ملك، فبقي طغج بالعراق مدة يسيرة وهلك. ثم قدم ولده الإخشيد متولياً على مصر والشام كما في ترجمته.)

(22/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 171
4 (حرف العين.)

4 (عامر بن محمد بن يزيد البلاطي.)
روى عن: محمد بن الخليلي البلاطي، ومحمد بن خزر بن الساعي. وعنه: علي بن محمد البلاطي، وأبو علي بن شعيب، ومحمد بن عمير الرازي، وآخرون.
4 (العباس بن أحمد بن الحسن الوشاء. البغدادي المعروف بالمحب.)
سمع: إبراهيم الترجمان، وغيره. وعنه إسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (العباس بن أحمد بن عقيل. روى عن: منصور بن مزاحم، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: إسماعيل)
الخطبي، والطبراني.
4 (العباس بن حمدان.

(22/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 172
أبو الفضل الأصبهاني الحنفي.)
سمع: محمد بن عيسى الدامغاني، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلقاً. وصنف المسند، وكان ثقة ثبتاً صالحاً عابداً. روى عنه: أحمد بن العسال، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون. ومات سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
4 (العباس بن الحسن الوزير.)
ولي وزارة المكتفي بالله، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشهراً. فلما عمل الأمير الحسين وابن حمدان وابن الجراح على خلع المقتدر لصغره، وإقامة ابن المعتز، افتتحا، فقتل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان فضرب عنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المعتضدي، ثم ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكرة، فأحس بالبلاء، فأسرع وأغلق باب القصر.

(22/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 173
فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المعتز. ثم لم يتم أمره، فقتلوا ابن المعتز. وذلك في سنة ستً وتسعين ومائتين.
4 (العباس بن الربيع بن ثعلب البغدادي.)
عن: أبيه. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (العباس بن أحمد بن عقيل.)
عن: عبد الأعلى النرسي، ومنصور بن أبي مزاحم. وعنه: إسماعيل الخطبي، والطبراني، وجماعة. وتوفي سنة بضعٍ وتسعين.)
4 (العباس بن محمد بن مجاشع. أبو الفضل الأصبهاني.)
عن: محمد بن يعقوب الكرماني. وعنه: ابن العسال، والطبراني، وأبو الشيخ. وثقه أبو نعيم الحافظ.

(22/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 174
4 (عبدان بن محمد بن عيسى. الفقيه أبو محمد المروزي. زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث.)
سمع: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كريب، وإسماعيل بن مسعود، والجحدري، وعبد الجبار بن العلاء، وبندار، وعلي بن حجر، والربيع المرادي، وطائفة بخراسان، والعراق، والحجاز. وعنه: عمر بن علك، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو نعيم عبد الرحمن بن محمد الغفاري، ويحيى بن محمد العنبري، وعلي بن جمشاذ، وأحمد بن العسال، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. وكان إليه المرجوع في الفتوى بمرو بعد أحمد بن سيار. وقد رحل أيضاً إلى مصر، وتفقه على أصحاب الشافعي، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحفظ والزهد. وقد صنف الموطأ، وغيره. قال أبو نعيم الغفاري: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاثٍ وتسعين. قلت: وكان لقاء الطبراني له بمكة. قال ابن السمعاني في الأنساب: الجنوجردي نسبة إلى قرية من قرى مرو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشافعي بخراسان. وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار. وكان ابن سيار قد حمل كتب الشافعي إلى مرو، وأعجب بها الناس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيار من ذلك. فباع ضيعةً له بجنوجرد، وسار إلى مصر، ونسخ كتب

(22/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 175
الشافعي على أكثر من وجه، ورجع، فدخل أحمد بن سيار عليه مسلماً ومهنئاً، واعتذر من منع الكتب. فقال: لا تعتذر فإن بك علي منة في ذلك. فلو دفعت الكتب إلي لما رحلت إلى مصر.
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد السلام. أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.)
روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البخاري، وأحمد بن سعيد الرباطي، وخلق من طبقتهم. وعنه: أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العقيلي، وطائفة. توفي بمصر في ربيع الآخر سنة أربعٍ وتسعين، وقد أسن. لم يذكره الحاكم في تاريخ نيسابور. وقال العقيلي: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا البخاري قال: قال ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب.)
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن هشام بن أبي وارة. أبو عبد الرحمن. مروزي له أربعون حديثاً مروية.)
رواها عنه: عبد الله بن أحمد المروزي. يروي عنه: سعيد بن سعيد، وعلي بن حجر، وداود بن رشيد، وجبارة بن المغلس، وطبقتهم. ولا أعلم متى كان، ثم ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
4 (عبد الله بن إبراهيم الأزدي الضرير.)
عن: الحسن بن علي الحلواني، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجماعة.

(22/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 176
وعنه: بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.
4 (عبد الله بن أبي الخوارزمي القاضي.)
عن: أحمد بن يونس اليربوعي، وسعيد بن المنصور، وقتيبة، وابن راهويه، وخلق. وعنه: أبو عبد الله البخاري، ومحمد بن علي الحساني الخوارزمي، وأبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري شيخ البرقاني. قيل: إنه الذي قال البخاري في الصحيح: ثنا عبد الله، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. وذلك يتوجه، فإنه روي في كتاب الضعفاء عدة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره.
4 (عبد الله بن أيوب. أبو محمد البصري القربي الضرير.)
عن: أبي الوليد الطيالسي، وأمية بن بسطام، وأبي نصر التمار، ويحيى الحماني، وسهل بن بكار، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وحبيب القزاز، والذارع، والطبراني، وآخرون. قال الدار قطني: متروك. قلت: مات سنة اثنتين وتسعين.
4 (عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي الأصبهاني. الباطرقاني الزاهد.)

(22/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 177
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بندار الشعار، والطبراني، وأبو الشيخ، وغيرهم. وكان من عباد أصبهان. قال محمد بن يحيى بن مندة: ما خلف بعده مثله. قلت: توفي سنة أربعٍ وتسعين.
4 (عبد الله بن جعفر بن خاقان. أبو محمد السلمي المروزي.)
عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وعلي بن حجر، وأبي كريب، وأحمد بن منيع، وخلق. وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن علك الجوهري، وأبو زكريا العنبري، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.) قال فيه الحاكم: محدث عصره، قدم نيسابور حاجاً سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه. وتوفي في صفر سنة ست.
4 (عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الأموي. مولاهم الحراني المؤدب أبو شعيب نزيل بغداد.)

(22/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 178
سمع: جده، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابلتي، وعفان بن مسلم، وجماعة. وعنه: إسماعيل الخطبي، وعلي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وأبو بكر الآجري، والحسن بن جعفر الخرقي، وخلق. قال الهيثم بن خلف الدوري: وكان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحراني، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي. وقال أبو سعيد الإدريسي: كان مسلم وهو والد أبي شعيب عبد الله بن مسلم الحراني من سبي سمرقند، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلما ولد له ولد جاء به إلى عمر، فسماه عبد الله، وفرض له في الذرية. فعاش مائة وعشرين سنة. قال أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث. أخبرني نصر الصائغ: سألته أن يحدثني بحديثٍ عن عفان. فقال: أعط السقاء ثمن الرواية، فأعطيته دانقاً، وحدثني بالحديث. قال ابن كامل: ومولده سنة ست ومائتين. قال الصواف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابلتي. قلت: سمع في صغره من زوج أمه، فلا يستنكر ذلك. قال فيه الدار قطني: ثقة مأمون.

(22/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 179
4 (عبد الله بن حمدويه النهرواني.)
عن: أبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وقاضي مصر الطاهر الذهلي.
4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزهري المصري.)
سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عدي، وأسد بن موسى السنة. وعنه: أبو أحمد بن عدي.
4 (عبد الله بن سلمة بن يزيد القاضي. أبو محمد بن سلمويه النيسابوري الحنفي الفقيه. كان أستاذاً في الفرائض)
وعقد الوثائق. قال الحاكم: سمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع. وبالعراق: يحيى بن طلق اليربوعي، ومحمد بن شجاع.) روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون. وولي قضاء نيسابور بإشارة ابن خزيمة. توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (عبد الله بن الصباح الأصبهاني البزار.)
عن: داود بن رشيد، ولوين، ومحمد بن زنبور، وهاشم بن الوليد الهروي. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار، والطبراني. وكان صدوقاً فيما بلغنا.

(22/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 180
توفي سنة أربعٍ وتسعين.
4 (عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الجرجاني الفقيه.)
عن: أبيه، وعلي بن المديني، ومحمد بن بكار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهمدانيين.
4 (عبد الله بن عيسى بن حماد. أبو محمد بن زغبة المصري.)
عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بكير. توفي في صفر سنة ستً وتسعين.
4 (عبد الله بن القاسم بن هلال العبسي. أبو محمد الأندلسي الفقيه الظاهري، عالم مشهور بالرحلة، والطلب.)
أثنى عليه أبو محمد بن حزم فقال: صحب داود بن علي الأصبهاني وأخذ عنه. توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
4 (عبد الله بن قريش.

(22/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 181
أبو أحمد الأسدي البغدادي ثم الهمداني.)
عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزيادة بن أيوب، وأبي هشام الرفاعي. وعنه: محمد بن عبد الله بن برزة الروذباني، وأبو بكر الإسماعيلي.
4 (عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصري الأصبهاني.)
عن: علي بن الجعد، وكامل بن طلحة، وبسام بن يزيد. وعنه: أحمد بن بندار، والشعار، وغيرهم. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (عبد الله بن محمد بن سلم الهمداني.)
ثقة. حدث بأصبهان عن: سهل بن بكار، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. توفي سنة أربعٍ.
4 (عبد الله بن محمد. أبو العباس الناشئ المتكلم الشاعر المشهور.)
أصله من الأنبار، سكن مصر. معدود في طبقة البحتري، وابن الرومي

(22/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 182
في الشعراء، وله قصيدة طويلة ألفها،) فيها فنون من العلم. وكان بصيراً بالعربية قيماً، بعلم العروض، كثير التصانيف. ومنهم من يلقبه بابن شرشير. قال الطبراني أنشده الناشئ بمصر:
(ليس شيء أحرق مهجة العا .......... شق من هذه العيون المراض)

(ورنو الجفون والغمز بالحا .......... جب وقت الصدود والإعراض)
والخدود المضرجات اللواتيشيب جريالهايحسن البياض
(وطروق الحبيب والليل داجٍ .......... حين هم السمار بالإغماض)
توفي الناشئ سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة الأرعواء.
4 (عبد الله بن محمد بن سلم الفريابي ثم المقدسي.)
يأتي بعد الثلاثمائة.
4 (عبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ. أبو علي. محدث مصنف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي.)
سمع من: قتيبة، وطبقته. حج فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ. وقال الحاكم: توفي ببلخ سنة خمسٍ وتسعين، وقد حدث ببغداد، ونيسابور عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، وعلي بن حجر، وهدبة بن عبد الوهاب.

(22/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 183
روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، والجعابي. صنف كتاب التاريخ وكتاب العلل.
4 (عبد الله بن محمد بن العباس. أبو محمد السهمي الأصبهاني.)
عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن المغيرة. وعنه: الطبراني، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وعبد الله بن محمد عمر القاضي، وجماعة. توفي سنة ستٍ وتسعين.
4 (عبد الله بن محمد بن صالح. أبو محمد البكري السمرقندي الحافظ.)
حدث ببغداد عن: أبي محمد الدارمي، ورجاء بن مرجا. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وغيرهما. توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عني بهذا الشأن.
4 (عبد الله بن محمد بن حميد البغدادي. الخياط المعروف بالإمام.)
) روى عن: عاصم بن علي، وغيره.

(22/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 184
وعنه: مخلد الباقرحي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن حميد المخرمي. حدث قبل الثلاثمائة.
4 (عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاري البغدادي.)
عن: هوذة، وداود بن رشيد. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو علي بن الصواف، وعيسى الرخجي. توفي سنة ثلاثمائة. لم يتكلم فيه ولا في الخياط أبو بكر الخطيب بشيء.
4 (عبد الله بن محمد بن الجعد الأصبهاني الفرساني: عن سهل بن عثمان وغيره وعنه أبو أحمد العسال.)

4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد)
الملك. الأمير أبو محمد الأموي المرواني صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمساً وعشرين سنة، وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم.

(22/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 185
كان صالحاً تقياً، كثير العبادة والتلاوة، رافعاً لعلم الجهاد، ملتزماً للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهودة، منها غزوة بلي التي يضرب بها المثل. وذلك أن ابن حفصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفاً. فخرج الأمير عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهزم ابن حفصون، وتبعه قتلاً وأسراً، حتى قيل: لم ينج من الثلاثين ألفاً إلا النادر. وكان ابن حفصون من الخوارج. وكان عبد الله أديباً عالماً. ذكر ابن حزم قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعلي بن عبد الله الأديب قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس جليلاً أديباً، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يوماً، وكان عظيم اللحية، فلما رآه الأمير مقبلاً أنشد:
(هلوفة كأنها جوالق .......... نكراء لا بارك فيها الخالق)

(للعمل في حافاتها نفائق .......... فيها لباغي المتكا مرافق)

(وفي احتدام الصيف ظل رائق .......... إن الذي يحملها لمائق)
ثم قال: اجلس يا بربري: فجلس مسالماً، فقال: أيها الأمير، إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم. فأما إذا صارت جالبة للذل فلنا دور تغنينا عنكم، فإن حلتم بيننا وبينها فلنا قبور تسعنا. ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي لذلك مدة. ثم وجد الأمير لفقده ونصيحته،) فقال: لقد وجدت لفقد سليمان تأثيراً، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، ولوددت أنه ابتدأنا بالرغبة.

(22/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 186
فقال له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلمه. فذهب إليه، فأبطأ إذنه عليه، ثم دخل فوجده قاعداً لم يتزحزح، فقال: ما هذا الكبر عهدي بك وأنت وزير السلطان وفي أبهة رضاه تلقاني وتتزحزح لي في مجلسك. فقال: نعم، كنت حينئذٍ عبداً مثلك، وأنا اليوم حر. قال: فيئس ابن غانم نفسه منه فخرج ولم يكلمه، ورجع فأخبر الأمير بالإرسال إليه، ثم ولاه. وروى ابن حزم بسندٍ له أن الأمير عبد الله استفتى تقي الدين مخلد في الزنديق، فأفتاه، وذكر خبراً. توفي عبد الله في غرة ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وولي الأندلس بعده حفيده الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة.
4 (عبد الله بن المعتز بالله محمد بن المتوكل على الله جعفر

(22/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 187
بن المعتصم بن الرشيد.)
الأمير أبو العباس العباسي الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق. أخذ العربية والأدب عن: المبرد، وثعلب. وعن: مؤدبه أحمد بن سعيد الدمشقي. وكان مولده في شعبان تسعٍ وأربعين ومائتين. روى عنه: مؤدبة أحمد، ومحمد بن يحيى الصولي، وغيرهما. وقد قامت الدولة وتوثبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتز في الخلافة فقال: بشرط أن لا يقتل بسببي رجل مسلم. وكاد أمره يتم، ثم تفرق عنه جمعه وقبض عليه، وقتل سراً في ربيع الآخر

(22/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 188
سنة ست وتسعين كما ذكرناه في الحوادث. وقد رثاه علي بن محمد بن بسام، فقال:
(لله درك من ملك بمضيعة .......... ناهيك في العقل والآداب والحسب)

(ما فيه لولا ولا ليت فينقصه، .......... وإنما أدركته حرفة الأدب)
ومن شعره:
(من لي بقلب صيغ من صخرةٍ .......... في جسدٍ من لؤلؤ رطب)

(جرحت خديه بلحظي فما .......... برحت حتى اقتص من قلبي)
ومن شعره:)
(وإني لمعذور على طول حبها .......... لأن لها وجهاً يدل على عذري)

(إذا ما بدت والبدر ليلة تمه .......... رأيت لها فضلاً مبيناً على البدر)

(وتهتز من تحت الثياب كأنها .......... قضيب من الريحان في الورق الخضر)

(أبى الله إلا أن أموت صبابةً .......... بساحرة العينين طيبة النشر)
وله أيضاً:
(أترى الجيرة الذين تداعوا .......... عند سير الحبيب قبل الزوال)

(علموا أنني مقيم وقلبي .......... راحل معهم أمام الجمال)

(مثل صاع العزيز في أرحل القو .......... م، ولا يعلمون ما في الرحال)

(ما أغر المعشوق ما أهون العا .......... شق، ما أقتل الهوى للرجال)
ومن نثره: من تجاوز الكفاف لم يغنه الإكثار. وقال: كلما عظم قدر المنافس، عظمت الفجيعة به.

(22/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 189
وقال: ربما أورد الطمع ولم يصدر. ومن ارتحله الحرص، أفضاه الطلب. وقال: الحظ يأتي من لا يأتيه. وقال: أشقى الناس أقربهم من السلطان، كما أن أقرب الأشياء من النار أسرعه إلى الاحتراق. وقال: من شارك السلطان في عز الدنيا، شاركه في ذل الآخرة. وقال: يكفيك للحاسد غمه وقت سرورك. وقيل: إنه قال هذه الأبيات عندما سلم لمؤنس ليهلكه:
(يا نفس صبراً لعل الخير عقباك .......... خانتك من بعد طول الأمن دنياك)

(مرت بنا سحراً طير فقلت لها: .......... طوباك يا ليتني إياك طوباك)

(إن كان قصدك شرقاً فالسلام على .......... شاطئ الصراة ابلغي إن كان مسراك)

(من موثقٍ بالمنايا لا فكاك له .......... يبكي الدماء على إلفٍ له باكي)

(أظنه آخر يومٍ من عمري .......... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي)

4 (عبد الحميد بن عبد العزيز. القاضي أبو حازم السكوني البصري ثم البغدادي الحنفي الفقيه.)

(22/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 190
يروي عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى، وشعيب بن أيوب الصيرفي.) روى عنه: مكرم بن أحمد، وأبو محمد بن زبر، وغيرهما. وكان ثقة. ولي قضاء الشرقية. قال طلحة الشاهد: وكان ديناً، عالماً بمذهب أهل العراق وبالفرائض والجبر والمقابلة، وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات. أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العمي، ومحمود الأنصاري أصحاب محمد بن شجاع البلخي، وغيره. حتى كان جماعة يفضلونه على هؤلاء. فأما عقله فلا نعلم أن أحداً رآه فقال إنه رأى أعقل منه. وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الحنفية: ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصرة بكر العمي، وغيره، وولي القضاء بالشام، وبالكوفة، والكرخ من بغداد. قال أبو علي التنوخي: نا أبو علي التنوخي، نا أبو بكر بن مروان القاضي: حدثني مكرم بن بكير قال: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدم شيخ ومعه غلام حدث. فادعى الشيخ عليه ألف دينار، فأقر بها. فقال للشيخ: ما تشاء فقال: حبسه. فقال للغلام: قد سمعت، فهل لك أن توفيه البعض، وتسأله انتظارك. فقال: لا. فقال الشيخ: احبسه. فتفرس فيهما أبو حازم ساعة ثم قال: تلازما حتى أنظر بينكما. فقلت: لم أخر القاضي حبسه قال: ويحك، إني أعرف في أكثر الأحوال وجه المحق من المبطل.

(22/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 191
وقد وقع لي أن سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحق، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلة تغاضيهما في المحاورة وسكوتهما، مع عظم المال فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر موسر، فأذن له القاضي، فدخل وقال: قد بليت بابنٍ لي حدث، يتلف مالي عند فلان المقبن، فإذا منعته مالي احتال بحيلٍ تلجئني إلى التزام غرمه. وأقربه أنه قد نصب المقبن اليوم يطالبه بألف دينار. وبلغني أنه قدمه إليك ليحبس، وأقع مع أمه في نكدٍ إلى أن أزنها عنه. فتبسم القاضي وقال لي: كيف رأيت قلت: لهذا ومثله فضل الله القاضي. فقال: علي بالغلام والشيخ. فأدخلا، فأرهب القاضي الشيخ، ووعظ الغلام، فأقر الشيخ وأخذ التاجر بيد ابنه وانصرفوا.) وقال أبو برزة الحاسب: لا أعرف في الدنيا أحسب من أبي حازم القاضي. وقال القاضي أبو طاهر الذهلي: بلغني أن أبا حازم القاضي جلس بالشرقية، فأدب خصماً لأمر، فمات. فكتب رقعةً إلى المعتضد يقول: إن دية هذا واجبة في بيت المال، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها إلى ورثته فعل. فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته. قلت: وكان المعتضد يجل أبا حازم ويطيعه في الخير. وبلغنا أن أبا حازم لما احتضر جعل يبكي ويقول: يا رب من القضاء إلى القبر. وله شعر رائق، فمنه:
(أدل فأكرم به من مدل .......... ومن شادنٍ لدمي مستحيل)

(إذا ما تعذر قابلته بذل .......... وذلك جهد المقل)

(22/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 192
(وأسلمت خدي له خاضعاً .......... ولولا ملاحته لم أذل)
قال محمد بن الفيض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن علية على قضاء دمشق إلى أن قدم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو حازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زرعة محمد بن عثمان. وقال الطحاوي: مات ببغداد في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
4 (وأما)

4 (أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر.)
فآخر من أقرانه، لكنه تأخرت وفاته إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
4 (وأبو حازم، بحاء، أحمد بن محمد بن نصر.)
بغدادي أكبر منهما، سمع: منجاب بن الحارث، وجبارة بن المغلس.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد. أبو صالح الزهري الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزهري.)
سمع: أبا كريب، وحميد بن مسعدة، ومسلم بن شبيب، وجماعة. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة الكناني الدمشقي.)==

18. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. للذهبي
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 193
روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه: خيثمة، وابن حذلم، وأبو عبد الله بن مروان.)
4 (عبد الرحمن بن إسحاق الثقفي الدمشقي. ويعرف بابن الغامدي.)
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو علي بن آدم، وجمح بن القاسم، وعبد الله بن عدي، وعدة. وحدث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
4 (عبد الرحمن بن حاتم. أبو زيد المرادي المصري.)
عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفرج، ونعيم بن حسان. وعنه: الطبراني، وغيره. قال ابن يونس: توفي سنة أربعٍ وتسعين.
4 (عبد الرحمن بن عبد الوارث. أبو القاسم التجيبي المصري.)
عن: يوسف بن عدي، وغيره. توفي سنة تسعٍ وتسعين تقريباً. مات في عشر المائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. أبو عبد الله المروزي الشاسجردي.)
سمع: عبد الله بن عثمان بن عبدان، وغيره. وعنه: الفقيه محمد بن محمود المروزي. عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عبدان.

(22/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 194
4 (عبد الرحمن بن عبد الصمد. أبو هشام السلمي الدمشقي.)
عن: هشام بن عمار، وجنادة بن مروان، ومحمد بن عابد، وإبراهيم بن عبد الله بن العلان. وروى عنه: أحمد بن محمد بن عمارة، وأبو عمرو بن فضالة، وجمح، وآخرون.
4 (عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد. أبو بكر الهاشمي الدمشقي المعروف بابن الرؤاسي.)
عن: أبي مسهر الغساني، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغساني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمرو بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون. وقال: سمعت من أبي مسهر وأنا ابن إحدى عشرة سنة. قلت: لم يورخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين. وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظي، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلق.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن سلم. أبو يحيى الرازي الحافظ، إمام جامع أصبهان. صنف المسند والتفسير،)
) وغير ذلك.

(22/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 195
وكان من علماء أصبهان. روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزهري، وطائفة. وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشيخ، وعبد الرحمن بن سياه، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (عبد الرحمن بن معاوية. أبو القاسم الطبري الأموي العتبي المصري.)
عن: سعيد بن عفير، ويحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي. وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما. توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
4 (عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق. الأنطاكي الوراق المقرئ.)
روى الحروف عن: أحمد بن حبيب. وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزاق، وأحمد بن يعقوب النائب، وأبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد الداجوني، وجماعة. وقيل: قرأ على ابن ذكوان.

(22/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 196
4 (عبد السلام بن أحمد بن سهيل بن مالك. أبو بكر البصري نزيل مصر.)
سمع: هشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وجعفر حيزان، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتاً الحسين بن رشيق. قال ابن يونس: كان صالحاً صدوقاً، توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (عبد السلام بن سهل البغدادي السكري. نزيل مصر.)
سمع: يحيى الحماني، ومحمد بن عبد الله الأزدي. وعنه: ابن شنبوذ المقرئ، والطبراني. وتوفي بمصر في ربيع الآخر أيضاً سنة ثمانٍ أيضاً. فقد اتفقا في أشياء.
4 (عبد السلام بن العباس الحمصي.)
عن: هشام بن عمار، وعمرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وغيرهما.
4 (عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران. أبو محمد العينوني المقرئ.)
قرأ على عمرو بن الصباح صاحب حفص.) قرأ عليه: أبو بكر النقاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرزاق،

(22/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 197
وصالح بن أحمد، وغيرهم. توفي سنة أربع وتسعين بعينون.
4 (عبد العزيز بن أحمد. أبو القاسم البغدادي.)
عن: أبي كامل الجحدري. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
4 (عبد العزيز بن محمد. أبو عمرو الحارثي الهمداني.)
عن: محمد بن عبيد الأسدي، وهناد بن السري، وسلمة بن شبيب، وطائفة. وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن معاذ الشعراني، وأبو بكر الإسماعيلي، ويعرف بعمرون.
4 (عبد الغفار بن أحمد. أبو الفوارس الحمصي.)
حدث بأصبهان عن: محمد بن مصفى، والمسيب بن واضح، وعمرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الإصبهانيون.

(22/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 198
4 (عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس. أبو عمر الأنصاري البخاري)
الأندلسي البصري. عن: أبيه. وعن: سليمان الشاذكوني. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري.)
عن: أبيه. وعنه: الطبراني. توفي في رمضان سنة سبعٍ وتسعين.
4 (عبيد الله بن أحمد بن سليمان. أبو محمد بن الصنام القرشي الرملي.)
عن: أبي عمير عيسى بن النحاس، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن فضالة، والفضل بن جعفر المؤذن، والطبراني. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (عبيد الله بن طاهر بن الحسين.

(22/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 199
الأمير أبو أحمد الخزاعي الطاهري الخراساني.)
ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وروى عن: أبي الصلت الهروي، والزبير بن بكار. وعنه: الصولي، وعمر بن الحسن الأشناني، والطبراني، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه. وكان أديباً شاعراً محسناً فصيحاً. ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوال سنة ثلاثمائة. وهذه الأبيات السائرة له:)
(واحزني من فراقٍ قومً .......... هم المصابيح والحصون)

(والأسد والمزن الرواسي .......... والأمن والحرص والركون)

(لم تتغير بنا الليالي .......... حتى توفتهم المنون)

(22/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 200
(فكل نارٍ لنا قلوب .......... وكل ماءٍ لنا عيون)
ومن شعره:
(سقتني في ليل شبيهٍ بشع .......... رها شبيه بعين رقيب)

(فما زلت في ليلتي شعر ومن .......... دجى وشمسين ووجه حبيب)
وله:
(ألم تر أن الدهر يهدم ما بنى .......... ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى)

(فمن سره أن لا يرى من يسؤه .......... فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا)
وقد ولي الأمير عبيد الله إمرة بغداد مدة. ومات في شوال سنة ثلاثمائة.
4 (عبيد الله بن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد. أبو شبيل البغدادي.)
عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وعثمان بن السماك، وأحمد بن كامل. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ثمانٍ وتسعين.
4 (عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير. أبو مروان الليثي مولاهم الأندلسي القرطبي الفقيه.)

(22/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 201
حمل عن أبيه العلم، وسمع منه الموطأ، ورحل للحج والتجارة بعد موت والده. وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقي شيئاً يسيراً. وببغداد من: أبي هشام الرفاعي. وطال عمره، تنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه. وكان جليلاً نبيلاً كبير الشأن. ذكره ابن الفرض في تاريخه فقال: روى عن أبيه علمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلاً كريماً عاقلاً، عظيم الجاه والمال، مقدماً في الشورى، منفرداً برئاسة البلد، غير مدافع. روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعين، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي لا الأموي، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان آخر من حدث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.) توفي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة. قال ابن بشكوال في غير الصلة: كان مولى سمحاً جواداً، كثير الصداقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرةً شيخنا ضعيفاً، فأعطاه مائة دينار. ولقد قيل إنه شوهد يوم موته البواكي عليه من كل ضرب، حتى اليهود والنصارى. وما شوهد قط مثل جنازته، ولا سمع أحد حكى أنه شهد بالأندلس مثلها، رحمه الله.
4 (عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم. أبو القاسم بن البرقي المصري.)

(22/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 202
عن: ابنه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بكير، وعمرو بن خالد الحداني. وعنه: الطبراني. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. قال النسائي: صالح ويقال: إنه روى عنه.
4 (عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله. القاضي أبو بكر العمري المدني.)
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزهري، وأبي الطاهر بن السرح المصري، وغيرهم. وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطبراني، وجماعة. قال النسائي: كذاب. وقال أبو القاسم بن عساكر: ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولي قضاء دمشق أيام خمارويه بن طولون. قلت: حدث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
4 (عبيد العجل. واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو علي البغدادي.)
عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة.

(22/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 203
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن السنة، والطبراني، وآخرون. قال الخطيب: كان متقناً حافظاً. وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ المسند خاصة. وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين. قلت: وكان من تلامذة ابن معين، وهو لقبه بعبيد العجل. قال ابن عقدة، فيما رواه عنه ابن عدي: كنا نحضر مع عبيد عند الشيوخ وهو شاب فيتخير لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلمه فلا يرد، فإذا فرغ قلنا: كلمناك فلم تجبنا. قال: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عني ما في رأسي، يمر بي حديث الصحابي، فكيف أجيبكم وأنا أحتاج أن أفكر في مسند ذلك الصحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا أخاف أن أزل في الإنتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي.)
4 (عثمان بن عمرو. أبو عمرو الضبي البصري.)
عن: الوليد الطيالسي، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. وعنه: الطبراني.

(22/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 204
4 (علي بن المكتفي بالله.)
أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد العباسي.

(22/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 205
ولد سنة أربع وستين ومائتين، وكان يضرب المثل بحسنة في زمانه. كان معتدل القامة، دري اللون، أسود الشعر، حسن اللحية، جميل الصورة. بويع بالخلافة عند موت والده في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين، فكانت أيامه ستة أعوام ونصفاً. أخذ له أبوه البيعة في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسن القاسم بن عبيد الله. ومات شاباً في ذي القعدة سنة خمس وتسعين. بويع من بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصح عنده أنه قد احتلم. وذكر أبو منصور الثعالبي قال: حكى إبراهيم بن نوح أن الذي خلفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عين، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاث وستون ألف ثوب.
4 (علي بن أحمد بن الصباح القزويني. الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.)
روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه. ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة. وفي رحلته من: بندار، وطبقته بالعراق. ومن: دحيم، وهشام بن عمار بالشام. وثقه الخليلي قال: سمعت الحسن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أن علي بن أبي طاهر لما دخل الشام وكتب الحديث، جعل

(22/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 206
كتبه في صندوق وعمله بالقبر، وركب البحر، فاضطربت السفينة وماجت بهم، فألقى الصندوق في البحر ثم سكنت السفينة، فلما خرج منها أقام على الساحل ثلاث ليال يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثالثة، وقال: إن كان طلبي ذلك لوجهك وحب رسولك فأغثني برد ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق ملقى عنده. قال: فرجع، وأتى على ذلك برهة من الدهر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه. قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، ومعه علي رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: يا علي من عامل الله بما عاملك على شط البحر، لا يمتنع من رواية أحاديثي. فقلت: قد تبت إلى الله فدعا لي وحثني على الرواية.) ذكرها الخليلي في مشايخ أبي الحسن القطان. وقال: مات سنة نيف وتسعين ومائتين.
4 (علي بن أحمد بن النضر أبو غالب الأزدي البغدادي. أخو محمد.)
عن: عاصم بن علي، وسعدويه الواسطي، ويحيى بن يوسف الزمن، وعلي بن المديني، وعبيد الله العبسي. وعنه: جعفر الخالدي، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وطائفة. قال الدار قطني: ضعيف.

(22/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 207
وقال أحمد بن كامل: توفي سنة خمس وتسعين وقال: لا أعلمه ذم في الحديث.
4 (علي بن إسحاق بن إبراهيم. أبو الحسن الأصبهاني الملقب بالوزير.)
سمع: إسماعيل بن موسى الفراء، وأبا كريب، والحسن بن قزعة، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار، والطبراني. توفي سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة ثمان. وقيل له: الوزير، لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفرات الحافظ. قال أبو الشيخ: كان حسن الحديث.
4 (علي بن جبلة بن رستة بن زيد بن جبلة. أبو الحسن التميمي الأصبهاني.)
سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: الطبراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وأبو الشيخ، وآخرون. توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين.
4 (علي بن الحسين بن شهريار الرازي.)
نزل نيسابور، وحدث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدني. وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن

(22/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 208
مهران، وأحمد بن منيع، وخلق. وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الرازي. توفي سنة ثلاث وتسعين، قاله حفيده أبو الحسن. وفي بعض النسخ اسم أبيه: الحسن.
4 (علي بن الحسين بن الجنيد.)
أبو الحسن الرازي الحافظ، ويعرف ببلده بالمالكي، لجمعه حديث مالك. وكان واسع الرحلة، بصيراً بهذا الفن، خبيراً بالرجال والعلل. سمع: أبا جعفر النفيلي، والمعافى بن سليمان، وجماعة بالجزيرة. وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وجماعة بدمشق. وأبا مصعب الزهري، وجماعة بالحجاز. وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر. ومحمد بن عبد) الله بن نمير، وغيره بالكوفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن إسحاق الضبعي الفقيه، ودعلج السجزي، وأبو أحمد العسال، وإسماعيل بن نجيد، وأحمد بن الحسن بن ماجة، وطائفة. وقع لي حديثه بعلو، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزهري. وتوفي في آخر سنة إحدى وتسعين. قال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. وأرخه الخليلي سنة ثمان وثمانين.

(22/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 209
وقال: هو حافظ علم مالك بن أنس صاحبه.
4 (علي بن الحسين بن عبد الرحيم. أبو الحسن النيسابوري.)
حدث عن: بشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وغيره بجرجان. توفي سنة ثلاث وتسعين.
4 (علي بن الحسين بن مهران.)
أبو الحسن النيسابوري الصفار. آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التميمي. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب. روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو علي النيسابوري الحافظ. توفي في رجب سنة خمس وتسعين. وروى أيضاً عن: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر.
4 (علي بن حسنويه البغدادي القطان.)
عن: محمد بن زياد الزيادي، وحوثرة المقرئ، والحسن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو الحسن الزينبي، وعلي الرزاز. ورخه الخطيب ووثقه.
4 (علي بن حماد بن هشام العسكري الخشاب.)
عن: علي بن المديني، وعبد الأعلى الذمي، وطبقتهما. وعنه: مخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة.

(22/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 210
توفي سنة ثلاثمائة أيضاً.
4 (علي بن رازح بن رجب الخولاني. المصري.)
عن: حرملة، ومحمد بن رمح. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبع وتسعين.
4 (علي بن سعيد بن بشير بن مهران. أبو الحسن الرازي الحافظ نزيل مصر.)
عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وجبارة بن المغلس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح المصري، وبشر بن) معاذ العقدي، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ونوح بن عمرو السكسكي، وخلق كثير. وعنه: أبو سعيد بن الأعرابي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد بن أحمد بن خروف، وسليمان الطبراني، والحسن بن رشيق، وآخرون. قال حمزة السهمي: سألت الدار قطني عنه، فقال: لم يكن في حديثه بذلك. سمعت بمصر أنه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فيماطلونه، فجمع الخنازير في المسجد فقلت: كيف هو بالحديث قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين. قلت: وكان يعرف بعليك. والعجم إذا أرادوا أن يصغروا اسماً زادوه كافاً، فهو علامة التصغير في لسانهم.

(22/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 211
4 (علي بن سعيد العسكري. الحافظ. صاحب كتاب السرائر)
سيأتي سنة ثلاث عشر وثلاثمائة.
4 (علي بن طيفور بن غالب النشوي. أبو الحسن نزيل بغداد.)
سمع: قتيبة بن سعيد. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر القطيعي، وعمر بن نوح البجلي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة، في صفر. وثقه أبو بكر الخطيب.
4 (علي بن عمر بن توبة الخولاني الموصلي.)
عن: علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزدي في تاريخه. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (علي بن غالب بن سلام. أبو الحسن السكسكي البتلهي.)
عن: علي بن المديني، وعبد الأعلى النرسي، وجماعة.

(22/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 212
وعنه: أحمد بن محمد بن فطيس، وأبو علي بن آدم، وأبو علي بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون. وقع لنا نسخة علي بن المديني من طريقه، وقد حدث ببيت لهيا في ذي القعدة سنة إحدى تسعين.
4 (علي بن القاسم الضبي البغدادي.)
عن: العلاء بن مسلمة، وحجاج بن الشاعر. وعنه: أبو عمر بن السماك، وأبو علي بن الصواف. مات سنة ست وتسعين ومائتين.
4 (علي بن محمد بن عبد الوهاب بن جبلة. أبو أحمد المروزي الكاتب.)
حدث بأصبهان في سنة إحدى أيضاً.) عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعبد الله بن صالح العجلي، وأبي بلال الأشعري، والحسن بن بشير البجلي. وعنه: أحمد بن بندار الشعار، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال الخطيب: توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (علي بن محمد بن عيسى. أبو الحسن الخزاعي الهروي الجكاني. وجكان: محلة على باب هراة. كان مسند)
وقته ببلده.

(22/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 213
رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن وهب بن عطية، وجماعة. وعنه: أبو علي الرخاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن خمرويه، وطائفة. توفي سنة اثنتين وتسعين وقد وثق.
4 (علي بن أحمد بن يزيد بن عليل. أبو الحسن المصري.)
عن: محمد بن رمح، وحرملة، وجماعة. وعنه: ابن يونس، والمصريون. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (عمران بن موسى بن حميد. أبو القاسم المصري، ابن الطبيب.)
عن: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعمرو بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النقاش صاحب التفسير، وحمزة الكناني. توفي في شوال سنة خمس.

(22/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 214
4 (عمر بن أحمد بن بشر. أبو الحسين، وقيل أبو بكر بن السني البغدادي.)
حدث بأصبهان عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبد الحميد بن بيان، وغيرهما. وعنه: أحمد بن جعفر السمسار، وأبو بكر القباب. بقي إلى سنة ست وتسعين. وقال الخطيب أبو بكر: عامة أحاديثه مستقيمة.
4 (عمر بن حفص السدوسي البصري. أبو بكر.)
سمع: عاصم بن علي، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعري. وعنه: جعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
4 (عمر بن حفص الهمداني البخاري السبيري.)
)

(22/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 215
نسبة إلى قرية ببخارى. سمع: علي بن حجر، ومحمد بن حميد الرازي. وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره. توفي سنة أربع وتسعين في صفر، وله مائة سنة. ويعرف بالرباطي.
4 (عمرو بن بحر الأسدي الصوفي.)
أكثر من التطواف، وصحب ذا النون المصري. وسمع من: هشام بن عمار، ودحيم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والأصبهانيون.
4 (عمرو بن حازم القرشي.)
عن: صفوان بن صالح الدمشقي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وأبو عمر بن فضالة، وغيرهم. توفي قبل الثلاثمائة.
4 (عمرو بن الحافظ أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي.)
عن: سليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن الناصح. حدث سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
4 (عمرو بن عبد الله بن عبد الوهاب. أبو الحسن الصدفي، مولاهم المصري.)
روى عن: أحمد بن صالح المصري، وغيره.

(22/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 216
قال ابن يونس: كان يغشى والدي، وكان صالحاً. توفي في ذي القعدة سنة... وتسعين، وكان موثقاً.
4 (عمرو بن عثمان المكي الزاهد. شيخ الصوفية.)
قيل: توفي سنة سبع وتسعين، وقيل: غير ذلك. وسيأتي بعد الثلاثمائة. وذكر السلمي أنه مات ببغداد وكان قد قدم من مكة. وقد ولي قضاء جدة، فما عاده الجنيد في مرضه.

(22/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 217
4 (عيسى بن خدابنده. أبو موسى الأزدي.)
عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم. وعنه: أبو علي بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (عياش بن محمد بن عيسى البغدادي الجوهري.)
عن: سريج بن النعمان، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي.) وثقه الخطيب. وتوفي سنة تسع وتسعين.
4 (عيسى بن محمد بن عيسى. أبو العباس الطهماني المروزي الكاتب اللغوي، إمام أهل اللغة في زمانه.)
سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، وطائفة. وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنبري، وعمر بن علك الجوهري. وكان رئيساً نبيلاً كثير الفضائل.

(22/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 218
سمع الحاكم والده يقول: سمعت أبا العباس عيسى الطهماني يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تروث. وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: توفي في صفر سنة ثلاث وتسعين. قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا العباس، فذكر قصة المرأة التي تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيفاً وعشرين سنة. فقال: إن الله مظهراً ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزاً وقوة، وإن مما أدركنا عياناً، وشاهدناه في زماننا أن وردت عان مدينة من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئاً، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر ثم مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدثتني بحديثها، ثم رأيتها بعد عشر سنين مشيتها قوية، وإذا هي امرأة نصف، جيدة القامة، حسنة البنية، متوردة الخدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركباً، فأبت وبقيت تمشي معي. وحضر مجلس محمد بن حمدويه الحارثي، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وكهل له عبارة وبيان يسمى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلف أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه. قال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيام الحداثة، وقد فرغت بالي لها، فلم أر إلا ستراً وعفافاً. ولم أعثر على كذب في دعواها. وذكر أن من كان يلي خوارزم كانوا يحضرونها الشهر والشهرين في بيت، ويغلقون عليها. قال: فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها سألتها، فقالت: اسمي رحمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت عدة أولاد. وجاء الأقطع ملك الترك الغزية، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.

(22/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 219
قال الطهماني: والأقطع هذا كان كافراً عاتياً، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح عن أهل خوارزم، وكان ولاة خوارزم يتألفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وألطاف وأنه أقبل مرة في خيوله فعاث وأفسد وقتل) فأنهض إليه ابن طاهر أربعة من القواد. وأن وادي جيحون، وهو الذي في أعلى نهر بلخ، وهو وادي عظيم، شديد الطغيان، كثير الآفات، وإذا امتد كان عرضه نحواً من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتى يحفر فيه، كما تحفر الآبار في الصخور. وقد رأيت كثف الجمد عشرة أشبار. فأخبرت أنه كان فيما خلا يزيد على عشرين شبراً، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، يسير على القوافل والعجل، وربما بقي الجمد مائة وعشرين يوماً، وأقله سبعون يوماً. قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصين، فأراد الناس الخروج لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يتوافى العسكر. فشد طائفة من شبان الناس، فتقاربوا من السور، وحملوا على الكفرة، فتهازموا، واستجروهم بين البيوت، ثم كروا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا أشد حرب، وثبتوا حتى تقطعت الأوتار، وأدركهم اللغوب والجوع والعطش، وقتل عامتهم، وأثخن من بقي. فلما جن عليهم الليل، تحاجز الفريقان. قالت: ورفعت النيران من المناظر ساعة عبور الكافر، فاتصلت بجرجانية خوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخف وركض إلى حصننا في يوم وليلة أربعين فرسخاً، وغدا الترك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السود، وسمعوا الطبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضع المعركة، فارتث القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيئذ زهاء أربعمائة جنازة، وارتجت الناحية بالبكاء والنوح، ووضع زوجي بين يدي قتيلاً، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يدرك المرأة الشابة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع الناس من قراباتي والجيران، وجاء الصبيان، وهم أطفال يطلبون الخبز، وليس عندي ما أعطيهم، فضقت صدراً، فنمت، فرأيت كأني في أرض حسناء ذات حجارة وشوك، أهيم فيها والهة حزناً أطلب زوجي،

(22/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 220
فناداني رجل: خذي ذات اليمين. فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة الثرى، طيبة العشب، وإذا قصور وأبنية لا أحسن أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حلقاً، عليهم ثياب خضر، قد علاهم النور، فإذا هم الذين قتلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رحمة، يا رحمة. فيممت الصوت، فإذا به في مثل حال الشهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، وهو يأكل مع رفقة. فقال لهم: إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها فأذنوا له، فناولني كسرةً أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلتها. فلما استقرت في جوفي قال: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت.) فانتبهت وأنا من شبعى رياً، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، فما ذقتهما إلى الآن. قال الطهماني: وكانت تحضرنا، وكنا نأكل، فتتنحى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام، فسألتها: هل يخرج منك ريح قالت: لا. قلت: والحيض أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال قالت: أما تستحي مني، تسألني عن مثل هذا قلت: لعلي أحدث الناس عنك. قالت: لا أحتاج. قلت: فتنامين قالت: نعم. قلت: فما ترين في منامك قالت: مثل الناس. قلت: فتجدين لفقد الطعام وهناً في نفسك قالت: ما أحسست بالجوع منذ طعمت ذلك الطعام. وكانت تقبل الصدقة، فقلت: ما تصنعين بها قالت: أكتسي وأكسي ولدي.

(22/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 221
قلت: فهل تجدين البرد؟ قالت: نعم. قلت: فهل يدركك اللغوب والإعياء إذا مشيت؟ قالت: نعم، ألست من البشر؟ قلت: فتتوضين للصلوات؟ قالت: نعم. قلت: ولم قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنوم. وذكر أن بطنها لاصق بظهرها، فأمرت امرأة من نسائنا، فنظرت، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت. قال: ثم لم أزل اختلف إلى هزارسف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه. فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قال: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه. وأجريت ذكرها لأبي العباس أحمد بن محمد بن طلحة بن طاهر والي خوارزم في سنة ست وستين، فقال: هذا غير كائن. قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. فأمر بها، فتحمل إليك، وتمتحنها بنفسك. فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فأشخصها على رفق. فأخبرني أبو العباس أحمد أنه وكل أمه دون الناس بمراعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقدها في ساعات الغفلات. وأنها بقيت عند أمه نحواً من شهرين، في بيت لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر الله قدره.) وبرها وصرفها، فلم يأت عليها إلا القليل حتى ماتت، رحمها الله.

(22/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 222
قلت: حدثني غير واحد أثق به، أن امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السبعمائة، بقيت نحواً من عشرين سنة لا تأكل شيئاً، وأمرها مشهور. وذكر علاء الدين الكندي في تذكرته عن الفاروثي مثل ذلك، عند رجل كان بالعراق بعد الستمائة.
4 (عيسى بن محمد. ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النوشري.)
من كبار القواد المشهورين. ولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتدب لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته. وولي إمرة مصر للمكتفي بالله بعد السبعين ومائتين، عند زوال الدولة الطولونية، وطال عمره، وعظمت حرمته. توفي سنة تسع وتسعين في شعبان.
4 (عيسى بن مسكين بن منصور بن جريج بن محمد. الفقيه أبو محمد الإفريقي المغربي، عالم إفريقية)
وشيخها. أخذ عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره. وعنه: تميم بن محمد القروي، وحمدون بن مجاهد الكلبي الفقيه، ولقمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجام، وطائفة كثيرة. كن إماماً

(22/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 223
ورعاً ثقة، متمكناً من الفقه والآثار، صاحب خشوع وعبادة، وكان يشبه بسحنون في سمته وهيبته. وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله. بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قال له: لئن لم تل القضاء لأقتلنك. وأغلظ له. فتولى القضاء. ولم يأخذ رزقاً. وكان يستقي بالجرة، ويركب الحمار، ويترك التكلف. توفي سنة خمس وتسعين.
4 (عيسى بن هارون الزاهد. أبو أحمد الهمداني.)
رحل وكتب العلم عن: أبي مصعب الزهري، وهناد بن السري، وطائفة. وعنه: الفضل بن الفضل الكندي، وأبو بكر بن خارجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم.
4 (عيسى بن يزيد بن خالد بن.... المصري المعافري. أبو عقب.)
روى عن: أبيه. وعنه: هارون بن سعيد. كان بالإسكندرية.

(22/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 224
4 (حرف الفاء)

4 (فاتك بن عبد الله. مولى المعتضد.)
) كان من كبار الأمراء. وترقت سعادته في أيم المكتفي. ذكرنا أنه قتل مع العباس الوزير.
4 (الفضل بن أحمد الأصبهاني.)
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني. قال أبو نعيم الحافظ: خلط، فترك حديثه.
4 (الفضل بن صالح الهاشمي المنصوري.)
عن: هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر القطيعي.

(22/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 225
وكان ثقة. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (الفضل بن عبد الله بن مخلد. أبو نعيم التميمي الجرجاني القاضي.)
رحال جوال. سمع: قتيبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدمشقي، ومحمد بن مصفى، وعيسى بن زغبة، وأبا الطاهر بن السرح، وخلقاً. وعنه: أبو جعفر العقيلي، والزبير بن عبد الواحد الأستراباذي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون. قال الإسماعيلي: صدوق، جليل. وقال حمزة السهمي: توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين.
4 (الفضل بن العباس بن مهران. أبو العباس.)
عن: ابن بكير، وبشار بن موسى، وداود بن عمرو الضبي، جماعة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وآخرون. وتوفي سنة ثلاث أيضاً. قال أبو نعيم: ثقة مأمون.

(22/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 226
4 (الفضل بن العباس بن الوليد البغدادي البزوري.)
ويقال: السقطي. ويقال: حدث عن يحيى بن عثمان الحربي، وسويد بن سعيد، وداود بن رشيد. وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطبراني. وتوفي سنة إحدى وتسعين.
4 (الفضل بن محمد. أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد.)
روى عن: ابن يونس اليربوعي، ويحيى الحماني، ومحمد بن سماعة. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السقطي، وأبو محمد بن ماسي. توفي في صفر سنة ثمان وتسعين. وثقه الخطيب.)
4 (الفضل بن هارون الفقيه.

(22/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 227
تلميذ أبي ثور.)
حدث عن: داود بن رشيد، ومحمد بن أبي معشر، وجماعة. وعنه: أبو نعيم بن عدي، والطبراني. وتوفي سنة نيف وتسعين. ذكره الخطيب.
4 (الفيض بن الخضر. أبو الحارث الأولاسي الزاهد. نزيل طرسوس.)
حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي. وعنه: أبو عوانة الإسفرائيني، ومحمد بن سهل الفرغاني، ومحمد بن المنذر شكر، وغيرهم. وتوفي بطرسوس سنة تسع وتسعين ومائتين.

(22/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 228
4 (حرف القاف.)

4 (القاسم بن أحمد بن يوسف.)
أبو محمد التميمي الكوفي المعروف بالخياط. شيخ القراء في وقته. قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشموني ختماً. أخذ عنه: سعد بن أحمد الإسكافي، والحسين بن داود النقار، وابن شنبوذ، ومحمد بن أحمد بن الضحاك، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وآخرون. قال النقار: قرأت عليه أربعين ختمة. وقال النقاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسع وثمانين. قال النقار: سمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم. قال الداني: توفي بعد التسعين.
4 (القاسم بن أبي حرب البصري.

(22/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 229
أبو سعيد.)
حدث في سنة ثلاث وتسعين عن: هدبة بن خالد، وعبد الله بن معاذ، وجماعة.
4 (القاسم بن خالد بن قطن. أبو سهل المروزي الحافظ محدث مرو.)
سمع: حبان بن موسى، إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن المديني، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبا كامل الجحدري، وأبا مصعب الزهري، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وخلقاً بالشام، والعراق، والجزيرة، وخراسان. وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن علي الجوهري، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون. توفي في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين.)
4 (القاسم بن عاصم المرادي الأندلسي. التاجر.)
سمع ببغداد من: أحمد بن ملاعب، وغيره. وعنه: قاسم بن أصبغ. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (القاسم بن عبد الواحد بن حمزة.

(22/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 230
أبو بكر البكري العجلي القرطبي.)
عن: بقية بن مخلد، وغيره. وسمع بمكة من: محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن ميسرة. وببغداد من: أحمد بن خيثمة، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن أبي دليم، وغيره. توفي سنة بضع وتسعين.
4 (القاسم بن عبد الوارث الوراق.)
عن: أبي الربيع الزهراني، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. توفي سنة أربع.
4 (القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي.)

(22/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 231
البغدادي الوزير. ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عبيد الله سنة ثمان وثمانين. ونهض القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، فأخذ البيعة للمكتفي. ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفاً وأياماً. وولي بعده العباس بن أيوب الوزير الذي قتل مع ابن المعتز. وكان القاسم من ظلمة الوزراء ومتموليهم. بلغنا أنه كان يدخله في السنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار. ولعزة أبيه على المعتضد استوزر ولده هذا بعده، وكان شاباً غراً بالأمور، قليل التقوى، وإنما أنفق على المكتفي لأنه خدمه، وثبت له الأمور، وكان مع قلة خبرته سفاكاً للدماء، حمل المكتفي على قتل بدر، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفق ابن عم المكتفي. ولما مات أظهر الناس الشماتة بموته. وقال الصولي: قال أبو الحارث النوفلي: كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لكفره، ولمكروه نالني منه. قال ابن النجار: وأخذ البيعة للمكتفي، وكان غائباً بالرقة، وضبط له الخزائن، فعظم عنده، ولقبه والي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوج ولده محمد بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار. قال ابن النجار: كان جواداً ممدحاً إلا أنه كان زنديقاً، فاسد الاعتقاد. وكان أبو إسحاق الزجاج مؤدبه، فنال في وزارته منه مالاً جزيلاً. كان يقضي أشغالاً كباراً عنه، فيأخذ عليها، حتى حصل نحواً من أربعين ألف دينار. وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار. لم يكمل القاسم ثلاثاً وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعيناً قال الصولي: ثنا شاذي المغني قال: كنت يوماً عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب،

(22/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 232
فدخل ابن فراس، فقرأ عليه شيئاً من عهد أزدشير، فأعجب القاسم، فقال) له ابن فراس: هذا والله، وأومأ إلي، أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم. وجعلا يتضاحكان. وقال الصولي: نا ابن عبدون: حدثني الوزير عباس بن الحسن قال: كنت عند القاسم بن عبيد الله، فقرأ قارئ: كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال ابن فراس: بنقصان يا فوثبت فزعاً، فرآني الوزير وغمزه، فسكت. الصولي: نا علي بن العباس النوبختي قال: انصرف ابن الرومي الشاعر من عند القاسم بن عبيد الله، فقال لي: ما رأيت مثل حجة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم. وذكر أبياتاً. قلت: فهذه الأمور دالة على خلال هذا المغتر.
4 (القاسم بن محمد بن حماد الكوفي الدلال.)
عن: أبي بلال الأشعري. وعنه: الطبراني، والخالدي، وابن عقدة. وهو ضعيف. توفي سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة تسع. ومن شيوخه قطبة بن العلاء، ومخول.
4 (قنبل. مقرئ أهل مكة.)
هو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة

(22/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 233
المخزومي المكي. ولد سنة خمس وتسعين ومائة. وقرأ على: أبي الحسن أحمد بن محمد النبال القواس صاحب أبي الإخريط، وخلفه في الإقراء بعد موته. وله رواية عن: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي برة أيضاً. وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز. قرا عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي عرض الحروف فقط، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصاص، وأبو بكر بن موسى الهاشمي النرسي، ونظيف بن عبد الله. وإنما لقب قنبلاً لاستعماله دواءً يقال له قنبيل يسقى للبقر. فلما أكثر من استعماله عرف به، ثم خفف، وقيل قنبل. وقيل: بل هو من قوم مكة يقال لهم: القنابلة. وكان قنبل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكة، وطال عمره وضعف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (قيس بن مسلم البخاري الأزرق.)
عن: علي بن حجر، وعلي بن خشرم. وعنه: ابن مخلد، والطبراني، وغيرهما.)

(22/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 234
4 (حرف اللام.)

4 (الليث بن غشوم. أبو الحارث المصري.)
روى عن: يحيى بن بكير، وغيره. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين.

(22/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 235
4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أبان. أبو مسلم المديني الأصبهاني. ثقة مكثر.)
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسليمان الشاذكوني. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. وكان أحد الفقهاء. توفي سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن إبراهيم بن سعيد. الإمام أبو عبد الله العبدي، الفقيه المالكي البوشنجي.)

(22/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 236
شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور. رحل وطوف وصنف. وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وروح بن صلاح، وجماعة بمصر. ومحمد بن سنان العوفي، وأمية بن بسطام، ومسدداً، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضرير، وعبيد الله بن عائشة، وهدبة بن خالد بالبصرة. وإسماعيل بن أويس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة وسعيد بن منصور بمكة وأحمد بن يونس اليربوعي، وجماعة بالكوفة وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة بدمشق وأبا نصر التمار، وطبقته ببغداد. ذكره السليماني فقال: أحد أئمة أصحاب مالك، ثم سمى شيوخه. وعنه: محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري وهما أكبر منه، وابن خزيمة، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، ودعلج، ويحيى بن محمد العنبري، وإسماعيل بن نجيد، وخلق كثير آخرهم موتاً أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة. قال دعلج: حدثني فقيه من أصحاب داود بن علي أن أبا عبد الله دخل عليهم يوماً، وجلس آخر الناس. ثم إنه تكلم مع داود، فأعجب به وقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي قال: نعم. فقام إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.

(22/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 237
وقال يحيى العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني، فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أراد الانصراف) قدمت دابته، وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ ابن خزيمة بركابه، وأبو بكر الجارودي، وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم واحداً منهم. وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزيمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان، ما خرجت إلى مصر. وقال منصور بن الهروي: صح عندي أن اليوم الذي توفي فيه البوشنجي سئل ابن خزيمة عن مسألة، فقال: لا أفتي حتى يوارى أبو عبد الله لحده. وقال أبو النضر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: من أراد الفقه والعلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله. قلت: وكان أبو عبد الله إماماً في اللغة وكلام العرب. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول للمستملي: الزم لفظي. وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوردي. وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البوشنجي غير مرة يقول: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، وذكر بملء الفم. وقال أبو عبد الله: ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا عكرمة بن إبراهيم قاضي الري، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحداً أخطب ولا أعرب من عائشة. وقال الحاكم: ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب: ثنا أبو عبد الله البوشنجي: ثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: رأيت في المقسلاط صنماً من نحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت

(22/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 238
البوشنجي يقول: ربما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقدهم علوم حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديباً لهم، وامتحاناً لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كتب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرقيق، قال: رأيت عليه صنماً، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنه لا ينزل. فهو ينفي عنه النزول والعطش. وقال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: محمد بن إسحاق بن سيار عندنا ثقة. قال الحاكم: كان والد أبي زكريا قد تكفل بأسباب أبي عبد الله البوشنجي، فسمع منه أبو زكريا الكثير وقال: قال لي مرة: أحسنت. ثم التفت إلى أبي فقال: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح. وقال الحسن بن يعقوب: كان مقام أبي عبد الله بنيسابور على الليثية، فلما انقضت أيامهم خرج إلى بخارى،) إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور. وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطوسي: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: أخذت من الليثية سبعمائة ألف درهم. وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال: محمد بن إسحاق كيس، ولا أقول هذا لأبي ثور. وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاري، عن أبي عبد الله البوشنجي حديثاً في الصحيح. قلت: في الصحيح للبخاري: ثنا محمد، نا النفيلي، فإن لم يكن البوشنجي وإلا فهو محمد بن يحيى، والأغلب أنه البوشنجي في تفسير سورة البقرة. فإن الحديث بعينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا

(22/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 239
البوشنجي، نا النفيلي: ثنا مسكين بن بكير: ثنا شعبة، عن خالد الخزاعي الأصغر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمر: أنها نسخت إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية. وقال الحاكم: ثنا الأصم، ثنا الصغاني: أخبرني محمد بن إبراهيم، ثنا النفيلي، فذكر حديثاً. ثم قال الحاكم: ثناه محمد بن جعفر، ثنا البوشنجي وقال: ثنا عنه بسرخس: عبد الله بن المغيرة المهلبي وبمرو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة وبترمذ: أبو نصر محمد بن محمد وببخارى: أحمد بن سهل الفقيه وبسمرقند: عبد الله بن محمد الثقفي وبنسف: أحمد بن جمعة. قلت: وقد وقع لي حديثه عالياً: أخبرني محمد بن عبد السلام، وأحمد بن هبة الله، وزينب بنت كندي، قراءة عن المؤيد الطوسي، أن أبا عبد الله الفراوي، أخبره عن عبد المعز الهروي، أن تميماً المؤدب أخبره عن زينب الشعرية، أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها قال: أنا عمر بن أحمد بن مسرور، ثنا إسماعيل بن نجيد الزاهد سنة أربع وستين وثلاثمائة: ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا روح بن صلاح المصري، ثنا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به، وأحل حلاله، حرم حرامه، ورجل آتاه الله مالاً، فوصل رحمه، وعمل بطاعة الله، تمنى أن يكون مثله. ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوى عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة. توفي أبو عبد الله في غرة المحرم سنة إحدى وتسعين، ودفن من الغد ومولده سنة أربع ومائتين.

(22/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 240
4 (محمد بن إبراهيم بن سعد بن قطبة. أبو عبد الله القيسي النيسابوري.)
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحيري، وغيره. توفي سنة) إحدى أيضاً وقد تردد أيضاً إلى أحمد بن حرب الزاهد.
4 (محمد بن إبراهيم بن شبيب. أبو عبد الله الأصبهاني العسال.)
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وحبان بن بشر القاضي، ومحمد بن المغيرة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار، والطبراني، وغيرهم. وكان أحد الثقات ببلده. توفي سنة اثنتين وتسعين. وقال أبو عبد الله بن مندة: حدث عن إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار.

(22/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 241
4 (محمد بن إبراهيم بن بكير بن حبيب الطيالسي.)
عن: أبي الوليد الطيالسي، وغيره. وعنه: الحسين بن أحمد السري، والطبراني. توفي سنة أربع وتسعين.
4 (محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه. أبو عبد الله مفتي همدان وعالمها.)
وروى عن: أحمد بن بديل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش. وعنه: موسى بن سعيد الفراء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون. توفي سنة ثمان وتسعين.
4 (محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهاني الوشاء.)
عن: طالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ. توفي سنة تسع وتسعين، وهو صدوق.
4 (محمد بن أحمد بن البراء. القاضي أبو الحسن العبدي البغدادي.)
سمع: علي بن المديني، وخلف بن هشام، والمعافى بن سليمان، وجماعة. وعنه: عثمان بن السماك، وابن قانع، والطبراني، وعبد الرحمن والد المخلص، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، ومحمد بن علي بن سهل الأصبهانيان، وآخرون.

(22/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 242
وقرأ على خلف وهشام ختمات وأقرأ فعرض عليه: أحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النقاش. وثقه الخطيب. ومات في شوال سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (محمد بن أحمد بن عياض. أبو علاثة المصري.)
) عن: محمد بن رمح، وحرملة. وعنه: علي بن محمد المصري، والطبراني، ومحمد بن أحمد الصفار، وحميد بن يونس، وجماعة. وتفرد عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض بن أبي طيبة بما ينكر. وروى أيضاً عن: عبد الله بن يحيى بن معبد المرادي، ومكي بن عبد الله الرعيني، ومحمد بن سلمة المرادي. كناه الطبراني، وابن يونس. مات من ضرب الدولة في رمضان سنة إحدى وتسعين شهد عليه عوام بأمور، ثم تبين أنه مظلوم. وكان بارعاً في الفرائض.
4 (محمد بن أحمد بن النضر. أبو بكر البغدادي النضري الأزدي.)
سمع: جده معاوية بن عمرو الأزدي، والقعنبي، وأبا غسان النهدي،

(22/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 243
وسعدويه، وابن الأصبهاني. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو سهل القطان، والطبراني، وخلق. وعاش خمساً وتسعين سنة. وثقه عبد الله بن أحمد بن حنبل. ومات في صفر سنة إحدى أيضاً.
4 (محمد بن أحمد بن سليمان. أبو العباس الهروي الفقيه الحافظ.)
رحل إلى الشام، وسمع: أبا عمير عيسى بن النحاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم. وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سياه، وأحمد بن بندار، وأبو الشيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وغيرهم. وله تصانيف. مات ببروجرد سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
4 (محمد بن أحمد داود. أبو بكر المؤدب.)
عن: أبي كامل الجحدري، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: محمد بن معمر الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة أربع وتسعين. وقال الدار قطني: لا بأس به.

(22/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 244
4 (محمد بن إبراهيم بن حمدون. أبو الحسن الكوفي الخزاز.)
سمع: أبا كريب، وعيسى بن الجهم، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ماسي، وعثمان بن أحمد الرزاز. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن أحمد بن نصر الفقيه. أبو جعفر الترمذي، شيخ الشافعية بالعراق.)
) قال ابن شريح: رحل وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي و..... إبراهيم بن الطيبي القواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب ذلك المذهب. روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبو القاسم الطبراني. وكان إماماً قدوة، زاهداً ورعاً، قانعاً باليسير، كبير القدر. قال الدار قطني: ثقة مأمون. حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج أنه كان يجري عليه في الشهر

(22/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 245
أربع تمرات. قال: وكان لا يسأل أحداً شيئاً. وقال محمد بن موسى بن حماد: أخبرني أنه تقوت بضعة عشر يوماً بخمس حبات وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لفتاً، وكنت آكل كل يوم واحدة. وقال الإمام أبو زكريا النووي: أبى أبو جعفر الجزم بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب. قلت: يجب على كل مسلم الاعتقاد بطهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لما حلق رأسه فرق شعره الطاهر المطهر على أصحابه، ولم يكن ليفرق عليهم شيئاً نجساً. قال أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص: حضرت عند أبي جعفر الترمذي، فسئل عن حديث إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو فقال: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. قال أحمد بن كامل: لم يكن للشافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقللاً.

(22/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 246
توفي أبو جعفر، رحمه الله، في المحرم سنة خمس وتسعين، وقد أكمل أربعاً وتسعين سنة. ونقل أنه اختلط بآخره.
4 (محمد بن أحمد بن بالويه. أبو العباس النيسابوري، صدر محشم يلقب: عصيدة.)
حدث عن: إسحاق بن راهويه، وغيره. وروى الحديث عنه جماعة. توفي سنة ست وتسعين.
4 (محمد بن أحمد بن خزيمة. أبو معمر البصري.)
توفي بمصر سنة ست أيضاً. وروى عنه: أبو سعيد بن يونس.
4 (محمد بن أحمد بن الضحاك. أبو بكر الجدلي إمام جامع دمشق، وابنه إمام جامع دمشق.)
) روى عن: هشام بن عمار، ومحمد بن رمح المصري، وجماعة. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن الناصح المفسر. بقي إلى سنة ست وتسعين.
4 (محمد بن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب.)
الحافظ أبو عبد الله ابن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خيثمة النسائي ثم البغدادي.

(22/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 247
سمع: أباه، ونصر بن علي الجهضمي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن كامل، وابن مقسم، والطبراني، وغيرهم. قال ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطبري، ومحمد بن البربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعمري، فما رأيت أحفظ منهم. وقال الخطيب: كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التاريخ. ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء، بالقاف. أبو جعفر البصري الجوهري.)
عن: هدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر. وربما نسبوه إلى جده، فقيل: محمد بن قضاء الجوهري الراوي عن سليمان الشاذكوني، وغيره.
4 (أما)
محمد بن فضاء، بالفاء، فقد مر في عشر الستين ومائة.
4 (محمد بن أحمد بن كيسان.

(22/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 248
أبو الحسن البغدادي النحوي.)
أخذ عن: البصري، والكوفيين، وبرع في العربية وصنف التصانيف. وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشيخين، يعني: ثعلباً، والمبرد. وصنف كتاب غريب الحديث، وكتاباً في القراءات، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب المهذب في النحو، وغير ذلك. وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين. قال ابن برهان: قصدت ابن كيسان لأقرأ عليه كتاب سيبويه، فقال: اذهب به إلى أهله. يعني الزجاج، وابن السراج.)
4 (محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة. أبو العلاء الذهلي الوكيعي الكوفي.)
نزل مصر. سمع: عاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعلي بن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم. روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتاً، وحمزة الكناني، وأبو القاسم الطبراني، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عدي الحافظ، والحسين بن الأخضر الأسيوطي، ومحمد بن عبد الله بن حيويه صاحب النسائي، وأبو

(22/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 249
إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرطبي، وأبو بكر محمد بن علي التنيسي، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، وعاش ستاً وستين سنة.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي المصري.)
عرف بابن العريني. عن: زهير بن عباد. وعنه: حمزة في مجلس البطاقة. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن أحمد بن سعيد. أبو عبد الله بن كيسان الواسطي.)
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيماً، وأحمد بن صالح، والعلاء بن مسلم. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو محمد بن السقا، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم.
4 (محمد بن أحمد بن خالد الزريقي البصري.)
عن: عبد الله بن مسلمة القعنبي. وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عدي الحافظ.
4 (محمد بن أحمد بن مهدي. أبو عمارة البغدادي.)
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولوين. وفي حديثه مناكير. روى عنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، ودعلج.

(22/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 250
ضعفه الدار قطني جداً.
4 (محمد بن أحمد بن المثنى. أبو عبد الله النيسابوري الحافظ.)
سمع: ابن راهويه، ومحمد بن إبراهيم بن الفضيل، والفلاس، وعبد الجبار بن العلاء، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
4 (محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي.)
عن: عبيد الله القواريري، وغيره.
4 (محمد بن إسحاق بن أعين. أبو ربيعة الربعي المكي المؤذن بالمسجد الحرام، المقرئ.)
) قرأ على: البزي، وقنبل. وصنف قراءة ابن كثير. وكان من جلة المقرئين. أقرأ في حياة شيخيه. عرض عليه: محمد بن الصباح، ومحمد بن عيسى بندار، وعبد الله بن أحمد البلخي، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الحسن النقاش، وآخرون. وقال ابن بندار: مات في رمضان سنة أربع وتسعين.
4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم البيهقي. أبو العباس الزاهد.)
عن: محمد بن حميد، وأحمد بن منيع.

(22/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 251
وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الجرجاني، وجماعة.
4 (محمد بن إسحاق المستملي النيسابوري.)
عرف بالمسوف. سمع: إسحاق بن أبي شيبة، وطبقته. وعنه محمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم.
4 (محمد بن إسحاق بن الصباح النيسابوري التاجر.)
عن: ابن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وقاسم بن غانم.
4 (محمد بن أحمد بن عبدوس. أبو عبد الملك الربعي، الصوري.)
عن: إبراهيم بن هشام الغساني، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاري، والطبراني، وابن عدي.
4 (محمد بن أسد بن يزيد. الزاهد المعمر أبو عبد الله المديني الأصبهاني.)
سمع: مجلساً من أبي داود الطيالسي، وتفرد في الدنيا بالسماع منه. وروى حديثاً واحداً عن هزيمة بن عبد الأعلى.

(22/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 252
وعاش نحو المائة أو جاوزها، وأقعد. وكان ممن طال عمره وحسن عمله. وقيل: كان مجاب الدعوة. روى عنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأحمد بن بندار، وأبو الشيخ. وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وهو ممن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وهم قليل. قال أبو عبد الله بن مندة: محمد بن أسد الأصبهاني، حدث عن الطيالسي بمناكير.
4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي. القاضي أبو الحسن بن راهويه.)
سمع: أباه، وعلي بن حجر وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبا مصعب، وطائفة. وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن قانع، وأحمد بن خزيمة، وأحمد بن جعفر بن مسلم، وسليمان الطبراني. وكان من الفقهاء والعلماء.) ولي قضاء مرو. ثم قضاء نيسابور. وقد توفي والده وهو غائب في الرحلة.

(22/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 253
قال أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت ابن أبي يعقوب قلت: نعم. قال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله. يقول الحاكم إن أبا الحسن توفي بمرو، وهذا وهم. فإن ابن المنادي، وأبن قانع قال: قتلته القرامطة بطريق مكة سنة أربع وتسعين. محمد بن إسحاق بن ملة. أبو عبد الله الأصبهاني المسوحي. سمع الكثير من: لوين، وطبقته. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ.
4 (ومحمد بن إسحاق المسوحي.)
آخر أقدم من هذا. سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، وأبا سلمة التبوذكي، وسهل بن عثمان، وعدة وكان من الحفاظ المشهورين. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: هو صدوق.
4 (محمد بن إسماعيل المقرئ الزاهد.)

(22/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 254
أحد مشايخ الصوفية. توفي سنة تسع وتسعين ومائتين ودفن مع شيخه علي بن رزين الزاهد الصوفي على طور سيناء.
4 (محمد بن إسماعيل بن مهران. الحافظ أبو بكر الإسماعيلي النيسابوري لا الجرجاني.)
سمع: إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الجراح، وهشام بن عمار، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة. وكان له أحد أركان الحديث بنيسابور. له مصنفات مجودة. قال الحاكم: جمع حديث الزهري وجوده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة. وبقي مريضاً ست سنين. عهدت مشايخنا لا يصححون سماع من سمع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرك لسانه إلا بلا. فكان إن قيل له: كما قرأنا عليك، قال: لا لا لا، ويحرك رأسه بنعم. وأما عبد الله بن سعد، فحدثني أنه كان ما يقدر أن يحرك رأسه، وقال: لم يصح عنه إلا حديث واحد، فإني قرأته عليه غير مرة، إلى أن أشار بعينه إشارة، فهمتها عنه أن نعم. قال الحاكم: توفي سنة خمس وتسعين في ذي الحجة.)
4 (محمد بن إسماعيل بن عامر.

(22/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 255
أبو بكر الرقي التمار.)
سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سنان الواسطي، والسري السقطي. وعنه: أبو عمرو بن السماك. بقي إلى بعد التسعين ومائتين.
4 (محمد بن إسماعيل التميمي الأصبهاني.)
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، وغيره. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن أسلم. أبو عبد الله اللاردي الأندلسي.)
رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عزيز. توفي بالأندلس سنة خمس وتسعين.
4 (محمد بن أيوب بن ضريس.

(22/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 256
أبو عبد الله البجلي الرازي.)
شيخ الري ومسندها. وله في حدود المائتين. وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، ومحمد بن كثير العبدي، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم. وعنه: ابن أبي حاتم ووثقه، وعلي بن شهريار، وأحمد بن إسحاق بن منجاب الطيبي، وإسماعيل بن نجيد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلق كثير. توفي في يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين بالري. وله كتاب فضائل القرآن في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عالياً أبو الروح الهروي، وكان ذا معرفة وحفظ، وعلو رواية. وقد أورد ابن عقدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمس، والأول أصح. وثقه الخليلي، وقال: هو محدث. وجده يحيى، من أصحاب سفيان الثوري.
4 (محمد بن بندار بن سهل الأستراباذي.)
عن: أبي مصعب الزهري. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي. وكان ثقة. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (محمد بن جعفر بن أعين. أبو بكر البغدادي.)

(22/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 257
عن: عفان، وعاصم بن أبي علي، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: الطبراني، ومحمد بن عبد الله بن حيوة النيسابوري، وجماعة من المصريين. وكان ثقة. قاله الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وتسعين.)
4 (محمد بن جعفر بن محمد. أبو بكر الإمام الربعي الحنفي البغدادي. نزيل دمياط.)
سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعي، وغيرهما، وعلي المديني، وهذه الطبقة. وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر علي النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. توفي سنة ثلاثمائة يوم عيد النحر.
4 (محمد بن جعفر. أبو عمر الكوفي القتات.)

(22/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 258
سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الخرقي السمسار، وسليمان الطبراني. قال الخطيب: كان ضعيفاً، تكلموا في سماعه من أبي نعيم. توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة. وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب.
4 (محمد بن جنادة بن عبد الله الإلهاني الأندلسي الإشبيلي.)
روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيوب. ورحل فسمع من: أبي الطاهر أحمد بن السرح، وسلمة بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى. وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره. توفي في سنة ست وتسعين.
4 (محمد بن حاتم بن نعيم المروزي ثم المصيصي.)
عن: نعيم بن حماد، وسويد بن نصر، وحيان بن موسى، وإسحاق بن يونس المروزيين، ومحمد بن يحيى العدني.

(22/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 259
وعنه: ن.، والعقيلي، وابن عدي، والطبراني، وآخرون. وثقه النسائي.
4 (محمد بن حامد بن السري. أبو الحسين المروزي خال السني.)
قدم دمشق وحدث بها عن: نصر بن علي الجهضمي، وأبي حفص الفلاس، والحسن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو علي بن آدم، وعبد الله بن الناصح. وكان ثقة. توفي سنة تسع وتسعين. له كتاب في السنة وقع لنا.
4 (محمد بن حبيب. أبو عبد الله البزاز.)
) عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مخلد. وعنه: الحسن بن أبي العنبر، وغيره. توفي سنة إحدى وتسعين. وقد أثنى عليه أبو بكر الخلال الحنبلي، وروى عن رجل، عنه. وكان أحد الفقهاء. وآخر من روى عنه أبو جعفر بن ثرية الهاشمي.
4 (محمد بن الحسن. أبو الحسين الخوارزمي صاحب الفرس.)
حدث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعلي بن الجعد. وعنه: مكرم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لين.

(22/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 260
توفي سنة أربع وتسعين.
4 (محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي الكوفي.)
عن: أبي نعيم. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو بكر الإسماعيلي، والحسن بن جعفر الرقي، وجماعة. قال الدار قطني: ليس بالقوي. قلت: توفي في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة. وبينه وبين القباب في الوفاة أيام. وهو أسن من القباب.
4 (محمد بن الحسن بن الفرج الهمداني.)
عن: عبد الحميد بن عاصم، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فروخ، وله مسند. وعنه: جعفر الخلدي، والجعابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عبيد. وكان حافظاً نبيلاً.
4 (محمد بن الحسين بن عمارة النيسابوري المقرئ.)
عن: إسحاق بن راهويه، وغيره. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (محمد بن الحسين. أبو العباس البغدادي الأنماطي.)

(22/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 261
عن: سعدويه، ويحيى بن معين. وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن خلاد النصيبي، والطبراني، وآخرون. توفي سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن الحسين بن حبيب القاضي. أبو حصين الوادعي الكوفي.)
سمع: أحمد بن يونس، وجندل بن والق، ويحيى الحماني، وعون بن سلام، وطبقتهم. طال عمره، وصنف المسند. روى عنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن عمرو، وأبو بكر عبد الله الطلحي، وأبو) القاسم الطبراني، وطائفة. وثقه الدار قطني. ومات بالكوفة في رمضان سنة ست وتسعين.
4 (محمد بن الحسين. أبو عبد الله الأصبهاني الخشوعي الزاهد، شيخ الورعين والقراء.)
كتب الكثير من العلم، وروى اليسير. وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزال، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ.

(22/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 262
قال أبو نعيم الحافظ: كانت العبادة حرفته، والتلذذ بالعبرة شهوته، وله الكلام البليغ في تأديب النساك. تخرج به أبو الحسن علي بن أحمد الأسواري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن المرزبان الواعظ، ومن بعدهما. ثم ذكر شيئاً من مواعظه.
4 (محمد بن حنيفة بن ماهان. أبو حنيفة القصبي الواسطي. نزل بغداد وحدث.)
عن: خالد بن يوسف السمتي، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد الباقرحي، وجماعة. قال الدار قطني: ليس بالقوي: حدث سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن حيان. أبو العباس المازني البصري.)
عن: عمرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدد، وجماعة. وعنه: فاروق الخطابي، ودعلج، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
4 (محمد بن خشنام. أبو بكر البلخي.)
عن: قتيبة بن سعيد. توفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (محمد بن داود بن بندار. أبو عبد الله الفارسي.)

(22/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 263
سمع: قتيبة بن سعيد، وغيره. وروى بجرجان. سمع منه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ونعيم بن عبد الملك، وآخرون. حدث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق.
4 (محمد بن داود بن الجراح. أبو عبد الله.)
من سروات البغداديين، وهو عم الوزير علي بن عيسى. كان كاتباً عارفاً بالأخبار وأيام الناس ودول الملوك، له في ذلك مصنفات. روى عن: عمر بن شبة، وعبيد الله بن سعد الزهري، وطبقتهما. وعنه: عمر بن الحسن الأشناني القاضي،) وسليمان الطبراني. وقتل كما تقدم مع ابن المعتز سنة ست.
4 (محمد بن داود بن علي بن خلف.)
الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهاني، ثم البغدادي الظاهري الفقيه الأديب، مصنف كتاب الزهرة.

(22/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 264
يروي عن: أبيه، وعباس الدوري، وغيرهما. وعنه: نفطويه، والقاضي أبو عمرو محمد بن يوسف، وجماعة. وكان من أذكياء العالم. جلس للفتيا بعد والده، وناظر أبا العباس بن سريج. قال القاضي أبو الحسن الداوودي: لما جلس محمد بن داود للفتوى بعد وفاة والده استصغروه، فدسوا عليه من سأله عن حد السكر ما هو ومتى يكون الإنسان سكران فقال: إذا غربت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه. وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغني بشيء من شعره هو:
(أشكو غليل فؤاد أنت متلفه .......... شكوى عليل إلى إلف يعلله)

(سقمي تزيد مع الأيام كثرته .......... وأنت في عظم ما ألقى تقلله)

(الله حرم قتلي في الهوى سفهاً .......... وأنت يا قاتلي ظلماً تحلله)
وعن عبيد الله بن عبد الكريم قال: كان محمد بن داود خصماً لابن سريج، وكانا يتناظران ويترادان في الكتب، فلما بلغ ابن سريج موت محمد، نحى سجاده وجلس للتعزية وقال: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود. وقال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي: كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عرف معشوق ينفق على معشوقه سواه.

(22/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 265
ومن شعره:
(حملت جبال الحب فوقي وإنني .......... لأعجز عن حمل القميص وأضعف)

(وما الحب من حسن ولا من سماجة .......... ولكنه شيء به الروح تكلف)
وقال نفطويه النحوي: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك قال: حب من تعلم أورثني ما ترى. فقلت: ما منعك من الاستمتاع به. مع القدرة عليه فقال: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النظر، وهو أورثني ما ترى. والثاني اللذة المحظورة، ومنعني منها ما) حدثني به أبي: ثنا سويد، ثنا علي بن مسهر، عن أبي يحيى، عن أبي مجاهد، عن ابن عباس، رفعه قال: من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة. ثم أنشدنا لنفسه:
(أنظر إلى السحر يجري في لواحظه .......... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي)

(وانظر إلى شعرات فوق عارضه .......... كأنهن نمال دب في عاج)
قال نفطويه: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني. رواها جماعة عن نفطويه. قال أبو زيد علي بن محمد: كنت عند ابن معين، فذكرت له حديثاً سمعته عن سويد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فقال: والله لو كان عندي فرس لغزوت سويداً في هذا الحديث. توفي في رمضان سنة سبع وتسعين كهلاً. وقال ابن حزم: توفي عاشر رمضان، وله ثلاث وأربعون سنة. قال: وكان من أجمل الناس وأكرمهم خلقاً، وأبلغهم لساناً، وأنظفهم

(22/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 266
هيئةً، مع الدين والورع، وكل خلة محمودة. محبباً إلى الناس، حفظ القرآن وله سبع سنين، وذكر الرجال بالأدب والشعر، وله عشر سنين. وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة محبرة. وله من التواليف: كتاب الإنذار والأعذار، والنقض في الفقه، وكتاب الإيجاز، مات ولم يكلمه، وكتاب الانتصار من محمد بن جرير الطبري، وكتاب الوصول إلى معرفة الأصول، وكتاب اختلاف مصاحب الصحابة، وكتاب الفرائض والمناسك. رحمه الله. وقال أبو علي التنوخي: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن البختري الداوودي: حدثني أبو الحسن بن المغلس الداوودي قال: كان محمد بن السري بن سهل: أبو بكر البزاز السامراني عن بشر بن الوليد وغيره ابن قانع والطبراني وكان ثقة توفي في سنة إحدى وتسعين بسامراء محمد بن داود، وابن سريج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما. فسأل أبا بكر حدث من الشافعية عن العود الموجب للكفارة في الظهار، ما هو فقال: إعادة القول ثانياً، وهو مذهبه ومذهب أبيه. فطالبه بالدليل، فشرع فيه. فقال ابن سريج: هذا قول مَن مِن المسلمين فاستشاط أبو بكر وقال: أتظن أن من اعتقدت قولهم إجماعاً في هذه المسألة، عندي إجماع أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافاً. فغضب وقال: أنت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة.) قال: والله ما تحسن تستتم قراءته، قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه:
(أكرر في روض المحاسن مقلتي .......... وأمنع نفسي أن تنال محرما)

(وينطق سري عن مترجم خاطري .......... فلولا اختلاسي رده لتكلما)

(رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم .......... فما إن أرى حباً صحيحاً مسلما)
فقال ابن سريج: فأنا الذي أقول:

(22/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 267
(ومشاهد بالغنج من لحظاته .......... قد بت أمنعه لذيذ سباته)

(ضناً بحسن حديثه وعتابه .......... وأكرر اللحظات في وجناته)

(حتى إذا ما الصبح لاح عموده .......... ولى بخاتم ربه وبراته)
فقال أبو بكر: أيد الله القاضي، قد أقر بحال، ثم ادعى البراءة مما توجبه، فعليه البينة. قال ابن سريج: مذهبي المقر إذا أقر بصفة كان إقراره موكلاً إلى صفته. وقد روى عن ابن البختري المذكور أيضاً: إسماعيل بن عباد، وكان قاضياً عالماً.
4 (محمد بن داود بن عثمان بن سعيد. أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري.)
عن: أبي شريك يحيى بن يزيد المرادي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وسليمان الطبراني. توفي في ربيع الأول سنة سبع أيضاً.
4 (محمد بن داود بن مالك. أبو بكر الشعيري الحافظ.)
عن: عبد الملك بن عبد ربه، وهارون بن سفيان المستملي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وجماعة. مات بطريق مكة سنة سبع أيضاً.

(22/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 268
4 (محمد بن رزين بن جامع. أبو عبد الله الأموي، مولاهم العدل المصري.)
عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسفيان بن بشر، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب الزهري، وطائفة. وعنه: علي بن محمد الواعظ والطبراني، والحسن بن رشيق.
4 (محمد بن روح بن شبل. أبو الفضل المصري الجوهري الأحول.)
روى عن: محمد بن رمح، وجماعة. وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوال سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن السري بن سهل. أبو بكر القنطري.)
عن: محمد بن بكار بن الريان، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أحمد بن جعفر بن سليم، ومخلد بن جعفر، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين.)

(22/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 269
4 (محمد بن السري بن مهران الناقد. بغدادي، ثقة.)
سمع: إبراهيم بن زياد، ويوسف بن موسى القطان. وعنه: ابن قانع، والطبراني، وغيرهما.
4 (محمد بن سعد بن مقرن. أبو عبد الله الأصبهاني المعدل.)
سمع: سليمان الشاذكوني، وسهل بن عثمان العسكري، وأبا الربيع الزهراني. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان. حدث سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن سعيد الطبري الأزرق.)
عن: هدبة، وسريج بن يونس، وغيرهما. قال ابن عدي: كان يضع الحديث. مات سنة تسعين.
4 (محمد بن سعيد بن غالب الإفريقي.)
يروي عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره.

(22/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 270
توفي سنة تسع وتسعين.
4 (محمد بن سليمان بن حماد. أبو نصر الأستراباذي: شيعي صدوق.)
رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وعنه: أبو نعيم بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن زكرويه. مات سنة تسع وتسعين.
4 (محمد بن سليمان بن خالد النيسابوري.)
عن: علي بن حجر، ومحمد بن زنبور المكي. توفي سنة خمس وتسعين.
4 (محمد بن سليمان بن تليد. أبو عبد الله المعافري الأندلسي الوشقي.)
عن: سحنون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العتبي، وابن مطروح، وجماعة. وكان مفتياً فاضلاً مالكياً، إلا أنه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيين. وولي قضاء مدة. توفي سنة ست.
4 (محمد بن سنان بن سرج، بالجيم. القاضي أبو جعفر الشيزري.)

(22/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 271
عن: عبد الوهاب بن نجدة، وهشام بن عمار، وأبي نعيم الحلبي، وجماعة. وقرأ بحرف شيبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشيرازي صاحب الكسائي. قرأ عليه: أبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله الرازي. وحدث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. توفي سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن شعيب الأصبهاني التاجر.)
) عن: عبد الرحمن بن سلمة، وعباس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزمعي، والثلاثة لا أعرفهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأبو الشيخ. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن شيبة بن الوليد الدمشقي.)
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجمح بن القاسم المؤذن.
4 (محمد بن صالح بن يونس النيسابوري.)
عن: إسحاق بن راهويه، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن الصباح النيسابوري الخياط.)

(22/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 272
عن: إسحاق بن راهويه، وبشر بن الحكم. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن طاهر بن الحسين بن مصعب.)
الأمير أبو عبد الله الخزاعي الطاهري النيسابوري، وقيل: كنيته أبو العباس. سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى. وولي إمرة خراسان بعد والده سنة ثمان وأربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن الليث الصفار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسع وخمسين وأسره. وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستين. فلما كانت وقعة الهروايات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيماً ببغداد خاملاً إلى أن مات سنة ثمان وتسعين. ودفن بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير. ولا أعلم للبغداديين عنه رواية، ولا لغيرهم. ولعله جاوز الثمانين.
4 (محمد بن عاصم بن يحيى. أبو عبد الله الأصبهاني الفقيه الشافعي، وابن وهب.)
وعن: علي بن حرب، وسلمة بن شبيب. وعنه: أحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، والطبراني. قال أبو الشيخ: صنف كتباُ كثيرة، وتفقه على مذهب الشافعي.

(22/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 273
توفي سنة تسع وتسعين.
4 (محمد بن العباس بن الوليد. أبو سعيد الدمشقي الخياط، نزيل جرجان.)
عن: هشام بن عمار، وجماعة. وعنه: أبو حاتم بن حبان، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي. قال حمزة السهمي: توفي بعد التسعين ومائتين.
4 (محمد بن العباس الجمحي البصري.)
) لما عزل أبو زرعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولي هذا القضاء، وشكرت سيرته. ولما توفي أعيد إلى القضاء أبا زرعة. توفي الجمحي سنة سبع وتسعين. قال ابن عساكر: بلغني أن أبا الحسن محمد بن علي الماوردي كتب إلى الجمحي يعاتبه بهذه الأبيات:
(عزيز على مشفق أن يراك .......... قريباً لمن لست من شكله)

(وأنت الذي لو تأملته .......... لأكبرت قدرك عن مثله.)

(فهبك رضيت قضاء الشام .......... وصرت رئيساً على أهله)

(ألست تعلم بأن الفناء .......... على آدم وعلى نسله)

(فماذا تقول إذا ما دعيت .......... إلى مجمع ماج من حفله)

(وقيل: هلموا بأشياعكم .......... وبالجمحي على رسله)

(22/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 274
4 (محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني. أبو عبد الله المقرئ.)
أحد الموصوفين بحسن الصوت وتجويد القرآن، وأم مدة بجامع أصبهان. وروى عن: مقرئ أصبهان محمد بن عيسى. وحدث عن: عبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الجبار بن العلاء. وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ. وتوفي سنة إحدى وتسعين.
4 (محمد بن عبد الله بن سليمان. الحافظ أبو جعفر الحضرمي الكوفي مطين.)
دخل على أبي نعيم وهو صبي، وكان جارهم بالكوفة. وسمع من: أحمد بن يونس الحريري، وعلي بن حكيم الأودي، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وخلق كثير. وكان أحد أوعية العلم. وعنه: أبو بكر النجاد، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وعلي بن حسان الزممي، وطائفة.

(22/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 275
سئل عنه الدار قطني فقال: ثقة جبل. قلت: توفي في ربيع الأول سنة سبع وتسعين. وولد سنة اثنتين ومائتين وقد صنف المسند والتاريخ، وغير ذلك. قال أبو بكر بن أبي آدم الحافظ: كتبت عن مطين مائة ألف حديث.) قال الخليلي، وذكر مطيناً في شيوخ القطان: حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخلدي يقول: قلت لأبي جعفر الحضرمي: لِم سميت مطيناً قال: كنت صبياً ألعب مع الصبيان، وكنت أطولهم، فندخل الماء ونخوض، فيطينون ظهري. فبصرني يوماً أبو نعيم، فلما رآني قال: يا مطين، لِم لا تحضر مجلس العلم قال: فاشتهر ذلك. فلما اشتغلت بالحديث مات أبو نعيم، ففاتني، ولكنني كتبت عن نحو خمسمائة شيخ.
4 (محمد بن عبد الله بن بكار بن أبي هريرة. أبو بكر السلمي الدمشقي.)
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: أبو علي بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن الناصح.
4 (محمد بن عبد الله بن الجعد الهمداني البزي.)
عن: عبد الله بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان. وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمدانيون.
4 (محمد بن عبد الله القرمطي.)

(22/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 276
عن: يحيى بن سليمان بن نضلة، وبكر بن عبد الوهاب. وعنه: الطبراني، والجعابي.
4 (محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس. أبو عبد الله القرطبي.)
روى عن: أبيه ورحل فأخذ شيئاً كثيراً من العربية والأخبار عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل العباس بن الفرج الرياشي، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة. وجلب إلى الأندلس علماً كثيراً من الغرائب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن معاوية الكلاعي التميمي.)
روى عن: إسحاق بن محمد الفروي. توفي سنة..... وتسعين.
4 (محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب. أبو بكر الأصبهاني المقرئ.)
سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا همام السكوني، وعبد الله بن عمر مشكدانة. وقرأ لورش على: عامر الحرشي، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الله بن داود بن أبي طيبة، وجماعة. وتصدر للإقراء مدة، فقرأ عليه جماعة.

(22/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 277
وسمع القراءة منه آخرون. ولقد بالغ في تعظيمه أبو عمرو الداني فقال: هو إمام عصره في رواية ورش. لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه.) وحدثني فارس بن أحمد: سمعت عبد الباقي بن الحسن يقول: قال محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ألف ختمة. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى. قال الداني: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخي، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطرقاني، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسي، وعبد الله بن أحمد المطرز. قال: ومات ببغداد. قلت: وممن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحمامي. وكان من أئمة القراء بأصبهان. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ. توفي سنة ست وتسعين. وقد تقدم ذكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني، وكان عمه.
4 (محمد بن عبد العزيز بن ربيعة. أبو مليك الكلابي الكوفي.)
عن: أبي كريب، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر الإسماعيلي، وجماعة. وثقه الدار قطني وحده. وهو محمد بن ربيعة مشهور، من طبقة وكيع. روى عن أبي مليك شيوخ قزوين.

(22/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 278
4 (محمد بن عبد بن عامر. أبو بكر التميمي السمرقندي. أحد المتروكين.)
روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكندي، وقتيبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة. روى عنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. قال الدار قطني: كان يكذب ويضع.
4 (محمد بن عبد الملك.

(22/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 279
أبو بكر التاريخي السراج.)
كان ذا عناية زائدة بالتواريخ، وحدث عن: الحسن الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه: أبو طاهر الذهلي قاضي مصر. وسأكرره.
4 (محمد بن عبدوس بن كامل. أبو أحمد السلمي السراج البغدادي الحافظ.)
سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهذلي، ومحمد بن حميد الرازي، وخلقاً كثيراً. وعنه: رفيقه أبو القاسم البغوي، وأبو بكر النجاد، وجعفر الخلدي، ودعلج، والطبراني، وابن ماسي، وطائفة.) قال ابن المنادي: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن المعدودين في الحفظ أكثر عنه الناس لدقته وضبطه. قال: وتوفي في آخر رجب سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن عبيد الله بن مرزوق. أبو بكر البغدادي الخطيب الخلال القاضي.)

(22/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 280
روى عن: عفان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديث واحد تفرد به عن عفان، وهو موضوع. وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم: وإسماعيل الخطبي. توفي في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين.
4 (محمد بن عبيد الله بن سريج بن حجر. أبو عبيدة الذهلي الشيباني البخاري.)
محدث رحال. سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، ومحمد بن سهل بن عساكر، ومحمد بن عبد الله المخزومي الحافظ. وعنه: خلف الخيام، وأحمد بن سهل بن حمدويه. وتوفي في سمرقند سنة سبع وتسعين. وكان أبوه حافظاً يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا.
4 (محمد بن عبيد الله الحافظ. المعروف بختن أبو الآذان.)
سمع: أبا زرعة الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ، وهذه الطبقة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الجعابي.
4 (محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

(22/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 281
الحافظ أبو جعفر العبسي الكوفي، نزيل بغداد.)
سمع: أباه، وعميه أبا بكر، والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن المديني، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن معين، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومنجاب بن الحارث، والعلاء بن عمرو الحنفي، وخلقاً سواهم. وعنه: ابن صاعد، وعثمان بن السماك، وإسماعيل الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم الطبراني، والحسين بن عبيد الدقاق، وسعد الناقد، وآخرون. وكان محدثاً فهماً واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره. قال صالح بن محمد جزرة: ثقة. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً فأذكره، وهو على ما وصفه لي عبدان، لا بأس به. وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب.) وقال عبد الرحمن بن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى يتلقف ما يأفكون. وقال الدار قطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث.

(22/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 282
وقال البرقاني: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه. توفي في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السوار. أبو الحسن المصري.)
سمع: عبد الله بن صالح الكاتب. وعنه: حمزة الكناني، والحسن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس. وقال: لم يكن ثقة. توفي سنة سبع أيضاً.
4 (محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري الذارع.)
عن: عثمان بن الهيثم المؤذن، وسعيد بن سلام العطار، والقعنبي، ومسلم بن إبراهيم السيريني، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي، وجماعة.

(22/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 283
كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عدي، وقد ضعفه. وقال: أصيب بكتبه فكان مشتبه عليه، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب. وكان لا ينكر له.
4 (محمد بن علي بن زيد. أبو عبد الله المكي الصائغ.)
سمع: القعنبي، وحفص ابن عم الحوضي، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة. وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة. توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة. روى أيضاً عن: خالد بن يزيد العمري، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب. أكثر عن الرحالون. ورخه الخليلي سنة سبع وثمانين، والأول أصح.
4 (محمد بن علي بن سهل. أبو بكر الأنصاري. ومن ولد رافع بن خديج.)

(22/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 284
ولد ببغداد، ونشأ بمرو، ومات ببخارى عن ثلاث وتسعين سنة. حدث عن: عمرو بن مرزوق، وأبي عمر الحوضي، وعلي بن الحسن، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وعلي بن الجعد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البخاريان، وأبو بكر أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.) ضعفه ابن عدي، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به. قلت: كان إماماً في التفسير. توفي سنة ثلاث وتسعين فيما قيل، وهو غلط فإن ابن عدي قال: قدم علينا جرجان سنة خمس وتسعين. ثم وجدت وفاته في تاريخ أبي الحسن الزنجي في سنة ست وتسعين ومائتين، وهذا أصح من الأول.
4 (محمد بن علي بن حسن. أبو بكر البغدادي.)
عن: محمود بن خداش. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن علي بن علويه.

(22/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 285
الفقيه أبو عبد الله الجرجاني الشافعي. أحد الأئمة.)
تفقه على: المزني، وصار من كبار الأئمة. وحدث عن: هشام بن عمار، وأبي كريب، وجماعة. وعنه: أبو زكريا يحيى العنبري، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن علي بن طرخان بن جباش.)
كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، وأبو بكر البلخي الحافظ، ثم البيكندي. سمع: قتيبة، ولويناً، وهشام بن عمار، وطبقتهم وأكثر الترحال. قال ابن ماكولا: كان حافظاً للحديث حسن التصنيف. توفي في رجب سنة ثمان وتسعين. روى عنه: ابنه أبو بكر، والحسن بن علي الطوسي، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة.
4 (محمد بن عمر بن العلاء. أبو عبد الله الجرجاني الصيرفي.)
رحل وسمع: هدبة بن خالد، وأبا الربيع الزهراني، وجماعة.

(22/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 286
وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي. توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن عمر بن أبان المصري. أبو الطاهر.)
يروي عن: يحيى بن بكير. توفي في شوال سنة خمس وتسعين.
4 (محمد بن عمران الجرجاني. أبو عبد الله الزاهد، المعروف بالمقابري.)
سمع: أحمد بن يونس اليربوعي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحماني. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.)
4 (محمد بن عمرو بن خالد الحراني. ثم المصري، أبو علاثة.)

(22/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 287
عن: أبيه. وعنه: الطبراني، وغيره. وتوفي سنة اثنتين وتسعين.
4 (محمد بن عمير بن هشام. أبو بكر الرازي المعروف بالقماطيري الحافظ.)
سمع: محمد بن مهران الجمال، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو زكريا العنبري، وأبو بكر الإسماعيلي، والحسن بن مهدي. توفي سنة أربع وتسعين.
4 (محمد بن عيسى. أبو علي الهاشمي البغدادي المعروف بالبياضي.)
قتلته القرامطة بطريق الحج سنة أربع. روى عنه: محمد بن يحيى القطيعي. وعنه: أبو بكر بن مقسم في القراءات.
4 (محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري.)

(22/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 288
نزيل مصر. روى عن: عمه يعقوب بن شيبة، ومحمد بن وزير الواسطي، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن أبي معشر نجيح، وأبي المسكين زكريا بن يحيى. وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام العدوي، وعبد الله بن عدي في معجمه، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي في خامس جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة.
4 (محمد بن عيسى بن تميم المصيصي.)
نزيل إخميم. يروي عن: لوين، وغيره. وهو كذاب. توفي سنة ثلاثمائة أيضاً.
4 (محمد بن غالب. أبو عبد الله القرطبي الفقيه ابن الصفار المالكي. أحد الأئمة.)
أخذ عن: سحنون، وأحمد بن صالح المصري، وأحمد ابن أخي ابن

(22/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 289
وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. توفي في سنة خمس وتسعين.
4 (محمد بن الفرج بن هاشم. أبو علي السمرقندي.)
عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلواني. وعنه: محمد بن غالب بن جمهور، ومحمد بن أحمد الذهبي، وعمرو بن محمد الكرابيسي السمرقندي.)
4 (محمد بن الفضل بن سلمة. أبو عمر البغدادي الوصيفي.)
عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبان بن موسى، وإسماعيل بن أويس. وعنه: أحمد بن جعفر بن سلم. توفي في رجب. قال الخطيب: ثقة. وروى عنه أيضاً: أبو بكر النقاش، وإسماعيل الخطبي، وآخرون.
4 (محمد بن الفضل. أبو عيسى الموصلي.)
عن: هشام بن عمار، ودحيم، ولوين وسأل أحمد بن حنبل. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي، وغيره. توفي سنة ست وتسعين.
4 (محمد بن فور بن عبد الله بن مهدي.

(22/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 290
أبو بكر العامري النيسابوري.)
عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم. توفي في ذي الحجة سنة تسع وتسعين.
4 (محمد بن القاسم بن هلال الأندلسي.)
عن: أحمد بن إبراهيم الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى. توفي سنة إحدى وتسعين.
4 (محمد بن الليث. أبو بكر الجوهري. بغدادي ثقة.)
عن: جبارة بن المغلس، وغيره. وعنه: أبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد.

(22/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 291
القاضي أبو عبد الله الجذوعي الأنصاري.)
عن: مسدد، وهدبة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن المديني، وعبيد الله القواريري. وعنه: إسماعيل الخطبي، ومحمد بن علي بن الهيثم المقرئ، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب، وذكر له حكاية تمت مع المعتمد، وهي في أمالي نصر المقدسي. توفي سنة إحدى وتسعين في جمادى الآخرة. وقد ولي قضاء واسط، وغيرها. وكان موصوفاً بالورع في أحكامه، رحمه الله.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران. أبو أحمد البغدادي.)
سمع: داود بن رشيد، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو بكر الشافعي. قال الدار قطني: حافظ وليس بالقوي.)
4 (محمد بن محمد بن داود الشطوي.)
عن: يوسف بن موسى القطان، وطبقته. وعنه: أبو بكر الشافعي. وثقه أبو بكر الخطيب.

(22/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 292
4 (محمد بن محمود بن عبد الوهاب. أبو السري الأصبهاني.)
سمع: حبان بن بشر القاضي، وسعدويه الأصبهاني. توفي سنة أربع.
4 (محمد بن محمود بن عدي الخراساني. أبو عمرو.)
سمع: علي بن خشرم، والكوسج، والطبقة. وعنه: القطيعي، وعيسى الرخجي. مستقيم الحديث.
4 (محمد بن مسكين بن منصور بن جريج.)
الإفريقي المغربي. أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة. سمع: سحنون بن سعيد، ومحمد بن شجرة، والحارث بن مسكين المصري. وكان ثقة، فقيهاً، صالحاً، شاعراً مجوداً. عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الأصبهاني.)
عن: مجاشع بن عمرو. وعنه: الطبراني، وغيره.
4 (محمد بن المطلب.

(22/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 293
أبو بكر الخزاعي.)
عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن نصر الشهيد، ويحيى بن أيوب العابد. وعنه: محمد بن خلف بن المرزبان، وابن نجيح، والخلدي، وأبو بكر بن غلويه المقرئ، وغيرهم. لا بأس به.
4 (محمد بن مالك بن داود. أبو بكر الشعيري.)
سمع: منصور بن أبي مزاحم، والحكم بن موسى، وطائفة. وعنه: ابن قانع، والإسماعيلي، وغيرهما.
4 (محمد بن معاذ بن سفيان بن المستهل بن أبي جامع المصري. ثم الحلبي. أبو بكر دران.)
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقعنبي، وعمرو بن مرزوق، وأبا سلمة التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي، وطائفة. وعنه: أبو بكر النجاد، ومحمد بن أحمد الرافقي، وعلي بن أحمد المصيصي، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن جعفر بن السقاء الحلبي.

(22/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 294
وكان أسند من بقي بحلب. عمر دهراً. وتوفي سنة أربع وتسعين، وهو في عشر المائة.
4 (محمد بن موسى بن حماد. أبو أحمد البربري ثم البغدادي الحافظ الإخباري.)
) ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين. وسمع: علي بن الجعد، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وابن قانع، وآخرون. قال الخطيب: كان إخبارياً، فهماً، ذا معرفة بأيام الناس. وكان يخضب بالحمرة. توفي سنة أربع أيضاً. قال الدار قطني: ليس بالقوي. قلت: أكثر عنه الطبراني.
4 (محمد بن موسى بن عاصم. أبو عبد الله المصري.)
عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، ومهدي بن جعفر الرملي.

(22/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 295
وعنه: الطبراني. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن نصر المروزي. الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.)
ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنيسابور، سكن سمرقند وغيرها. وكان أبوه مروزياً. قال الحاكم فيه: إمام الحديث في عصره بلا مدافعة. سمع بخراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد بن يزيد بن صالح، وعمرو بن زرارة، وصدقة بن الفضل المروزي، وعلي بن حجر. وبالري: محمد بن مهران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حميد. وببغداد: محمد بن بكار، وعبد الله القواريري، وجماعة. وبالبصرة: أبا الربيع الزهراني، وهدبة، وشيبان، وعبد الواحد بن غياث، جماعة. وبالكوفة: سعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجماعة. وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة.

(22/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 296
وبالشام: هشام بن عمار، وجماعة. قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. وتفقه على أصحاب الشافعي. وقال الخطيب: حدث عن عبدان، وسمى جماعة وقال: كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم. قلت: روى عنه أبو العباس السراج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السمرقندي، وخلق كثير.) قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنف المروزي إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس. وقال أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكن أبي علي الثقفي في عقله قال: ذاك عقل الصحابة والتابعين من أهل المدينة. قيل: وكيف ذاك قال: إن مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنه صار إليه عقول من جالسهم من التابعين، فجالسه يحيى بن يحيى النيسابوري، فاخذ من عقله وسمته، حتى لم يكن بخراسان مثله، فكان يقال: هذا عقل مالك وسمته. ثم جالس يحيى محمد بن نصر سنين، حتى أخذ من سمته وعقله، فلم ير بعد يحيى من فقهاء خراسان أعقل منه. ثم إن أبا علي الثقفي جالس محمد بن نصر أربع سنين، فلم يكن بعده أعقل منه. وقال عبد الله محمد الإسفرائيني: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم

(22/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 297
يقول: كان محمد بن نصر عندنا إماماً، فكيف بخراسان. وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون: رجال خراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر. وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية سنة ستين ومائتين، فاستوطن نيسابور، ولم تزل تجارته بنيسابور، أقام مع شريك له مضارب، وهو يشتغل بالعلم والعبادة. ثم خرج سنة خمس وسبعين إلى سمرقند، فأقام بها، وشريكه بنيسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإن حيكان يعني يحيى بن محمد بن يحيى ومن بعده أقروا له بالفضل والتقدم. قال ابن الأخرم: ثنا إسماعيل بن قتيبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرة، إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد الله المروزي. وقال أبو بكر الصبغي: أدركت إمامين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم، الرازي، ومحمد بن نصر المروزي. وأما عبد بن ربيعة، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بلغني أن زنبوراً قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسن صلاةً من محمد بن نصر. كان الذباب يقع على أذنه، فيسيل الدم، ولا يذبه عن نفسه. ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع رقبته على صدره، فتتصلب كأنه خشبة منصوبة. وكان من أحسن الناس، خلقاً، كأنما فقئ في وجهه حب

(22/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 298
الرمان، وعلى خديه كالورد ولحيته بيضاء.) وقال أحمد بن إسحاق الصبغي: سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سمرقند بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادخرت لنائبة. فقال: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة، قوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين درهماً، فترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك. وقال السليماني: محمد بن نصر إمام الأئمة الموفق من السماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعبدان، والمسندي، وإسحاق. له كتاب تعظيم قدر الصلاة، وكتاب رفع اليدين، وغيرهما من الكتب المعجزة. ومات وصالح جزرة في سنة أربع. أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليمن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حيويه، ثنا عفان بن جعفر اللبان: حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكة، فغرقت، فذهب مني ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحداً، وأخذني العطش، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلماً للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب.

(22/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 299
وقال أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلعمي: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوم للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالاً لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان، تقوم لرجل من الرعية هذا ذهاب السياسة. فبت تلك الليلة وأنا منقسم القلب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بعضدي، فقال لي: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر. وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء معجمة ثم نون، أخت يحيى بن أكثم القاضي. توفي بسمرقند، في المحرم سنة أربع وتسعين. وقال أبو عبد الله بن مندة في مسألة الإيمان: صرح محمد بن نصر في كتاب الإيمان بأن الإيمان مخلوق، فإن الإقرار والشهادة، وقراءة القرآن بلفظه مخلوق. وهجره على ذلك علماء وقته، وخالفه أئمة أهل خراسان، والعراق.) قلت: لو أننا كلما أخطأ إمام مجتهد في مسألة خطأً مغفوراً له هجرناه وبدعناه، لما سلم أحد من الأئمة، والله الهادي للحق، والراحم للخلق. وقال ابن حزم في بعض تواليفه: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها ولأحوال الصحابة. ولا نعلم هذه الصفة أتم منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل: ليس لرسول صلى الله عليه وسلم حديث، ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر، لما بعد عن الصدق.
4 (محمد بن نصر. أبو جعفر البغدادي المقرئ الصائغ.)

(22/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 300
عن: إسماعيل بن أويس، وأبي مصعب. وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة. وكان مقرئاً. توفي سنة سبع وتسعين. وعنه أيضاً: الطبراني، وأحمد بن عثمان الأبهري شيخ ابن مندة.
4 (محمد بن نصر بن حميد البزاز البغدادي.)
صاحب حديث. روى عن: إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن قدامة الجوهري، ونحوهم. روى عنه: الطبراني، وابن قانع، وغيرهما.
4 (محمد بن نصر.

(22/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 301
أبو جعفر الهمداني حمويه. صدوق رحال.)
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومحمد بن رمح، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن منجاب، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة، وابن أبي داود مع تقدمه.
4 (محمد بن النضر.)
هو محمد بن أحمد.
4 (محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد.)
الحافظ أبو بكر الجارودي النيسابوري الفقيه الحنفي، قاله الحاكم. كان شيخ وقته حفظاً وكمالاً ورئاسة، وأبوه وجده كلهم رأييون. سمع: إسحاق بن راهويه، وعمر بن زرارة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأبا كريب، وإسماعيل ابن سبط السندي، وطائفة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة.) وكان رفيق مسلم في الرحلة.

(22/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 302
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري، وهو صدوق. وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربية أبي بكر الجارودي في مصنفاته، ويبيته عندي. وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قتل أحمد الخجستاني حيكان هم بقتل الجارودي، فلبس الجارودي عباءةً وخرج مع الجمالين إلى أصبهان. قلت: ثم رجع بعد إلى بلده. وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. وكانت له جنازة مشهودة. يقال: إن النسائي روى عنه، فيحقق.
4 (محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.)
أخو أحمد بن النضر، سماعه وسماع أخيه واحد كما في ترجمة أحمد. رويا عن: إسحاق بن راهويه، وعبيد الله بن معاذ، وهذه الطبقة. وقد قال البخاري حديثاً عن محمد: ثنا عبيد الله بن معاذ، فذكر حديثاً. قال الحاكم: روى البخاري عنهما في الجامع الصحيح.

(22/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 303
ذكره، الحاكم في ترجمة محمد.
4 (محمد بن هارون. أبو موسى الأنصاري الزرقي.)
عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عبيد الله بن الحارث. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. وثقه الخطيب. ومات في سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن الوليد. المعروف بابن ولاد التميمي النحوي.)
صاحب التصانيف في علم العربية. أخذ عن: المبرد، وثعلب. مات كهلاً سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4 (محمد بن ياسين بن النضر.

(22/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 304
أبو بكر الباهلي. الفقيه النيسابوري.)
يروي عن: إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
4 (محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني.)
عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.)
4 (محمد بن يحيى بن سليمان. أبو بكر المروزي.)
سمع: عاصم بن علي، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة. وأكثر عن عاصم. وعنه: أبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، ومخلد الباقرحي، وابن عبيد العسكري، وسليمان الطبراني، وطائفة. قال الدار قطني: صدوق. قلت: هو من كبار شيوخ الإسماعيلي. توفي رحمه الله تعالى ببغداد في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4 (محمد بن يحيى بن محمد.

(22/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 305
أبو سعيد البغدادي، حامل أكفانه.)
سمع أبا بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وسوار بن عبد الله القاضي، وجماعة. وعنه: أهل دمشق، وأبو علي بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عمر بن فضالة، وأبو بكر النقاش، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين. قال الخطيب: بلغني أنه غسل وكفن، فلما كان في الليل، جاءه نباش فنبشه، فلما حل أكفانه قعد، فهرب النباش، فقام وأتى منزله حاملاً كفنه، فعاد حزن أهله فرحاً.
4 (ومثله أيضاً سعير بن الخمس.)
فإنه لما وضع في لحده اضطرب، فحلت أكفانه، فقام. وولد له بعد ذلك مالك بن سعير.
4 (محمد بن يعقوب. أبو بكر البغدادي. عرف بابن القلاس، بالقاف.)
عن: علي بن الجعد، وحماد بن إسحاق الموصلي. وعنه: ابن مخلد، وأحمد بن جعفر بن سالم الجيلي. صدوق. ومات سنة خمس وتسعين ومائتين.

(22/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 306
4 (محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد. أبو الحسن الدمشقي، مولى بني هاشم.)
عن: صفوان بن صالح المؤذن، وموسى بن أيوب النصيبي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وأبي نعيم الحلبي، وجماعة. وعنه: سبط عدي بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكندي، وأبو عمر بن فضالة، وسليمان الطبراني، وعبد الله بن الناصح، ومظفر بن حاجب، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين. وقع لنا جزء صغير من حديثه يعلو.)
4 (محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهاني.)
عن: عباد بن يعقوب الرواجني، وغيره. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة ثمان وتسعين.
4 (محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي.)
عن: أبي الوليد الطيالسي. وعنه: الطبراني.
4 (محمد بن يعقوب البصري الأعلم.)

(22/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 307
عن هدبة بن خالد، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي أحاديث.
4 (محمد بن يوسف بن يعقوب. أبو بكر الرازي المقرئ.)
حدث عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن هاشم البعلبكي. روى عنه: محمد بن العباس بن نجيح، وحبيب القزاز، وأبو بكر النقاش. قال الدار قطني: دجال يضع الحديث والقراءات. وضع من المستندات ما لا يضبط. قدم بغداد قبل الثلاثمائة.
4 (محمد بن يوسف. أبو جعفر البارودي الإسكافي.)
حدث ببغداد عن: أبي عتبة الحمصي، وطبقته.

(22/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 308
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن شهاب العكبري. توفي سنة سبع وتسعين.
4 (محمد بن يوسف بن عاصم بن شريك. أبو بكر البخاري الحافظ.)
رحال، سمع: يعقوب الدورقي، وبشر بن آدم، ويوسف بن موسى القطان، وعدة.
4 (محمد بن يوسف. أبو جعفر التركي الفرغاني ثم البغدادي.)
سمع: سريج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التركي، وعيسى بن سالم الشاشي، ومحمد بن جعفر الوركاني. وعنه: أحمد بن كامل، وعمر بن مسلم، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين.
4 (محسن بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق العلوي.)
خرج بناحية الشام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كيغلغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنصب مع أعلام له منكسة.

(22/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 309
4 (محمود بن أحمد بن الفرج. أبو حامد الزبيري الأصبهاني.)
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، ومحمد بن المنذر البغدادي. وكان ثقة.) روى عنه: أبو الشيخ، والطبراني، ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهاني. وهو من ولد الزبير بن بكار. مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
4 (محمود بن والان بن موسى. أبو حامد العدوي الأديب.)
ثقة كثير الحديث. عاش نيفاً وتسعين سنة. سمع: قتيبة، وسويد بن نصر، وجماعة. ومات سنة ثلاث وتسعين.
4 (محمود بن محمد المروزي. مشهور.)
طوف وسمع: داود بن رشيد، وعلي بن حجر، وطبقتهما. وعنه: الطستي، وابن الصواف، والطبراني. مستقيم الحديث. مات سنة سبع وتسعين.

(22/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 310
4 (محمود بن علي بن مالك الشيباني. أبو حامد المديني البزاز.)
عن: محمد بن منصور الجواز، وهارون بن موسى الفروي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الشيباني، والمخزومي. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني، والطبراني، وأبو الشيخ. وثقه أبو نعيم. ومات سنة ثلاثمائة.
4 (مسبح بن حاتم بن ماور العكي.)
بالبصرة. مات سنة ثمان وتسعين.
4 (مسور بن قطن بن إبراهيم. أبو الحسن النيسابوري.)
قال الحاكم: كان من مزكي عصره، والمقدم في الزهد والورع والعقل. سمع: يحيى بن يحيى وتورع من الرواية عنه لصغر سنه. وسمع: جده لأمه بشر بن الحكم، وأبا زاهر، وداود بن رشيد. وطوف. وعنه: ابن الشرقي، ومحمد بن صالح، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة. مات سنة ثلاثمائة.
4 (مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة. أبو عبيدة الليثي القرطبي، صاحب القبلة.)

(22/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 311
رحل سنة ست وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي، والمزني، وابن عبد الحكم، وجماعة. قال أحمد بن عبد البر: كان من أصوف أهل زمانه، وكان مولعاً بالفلك والنجوم. وكان إذا صلى يشرق قليلاً) نحو مدينة قرطبة. روى عنه: قاسم بن أصبغ، وعبد الله بن يونس. مات سنة خمس وتسعين ومائتين.
4 (مسلم بن سعيد الأشعري. أبو سلمة.)
سمع: مجاشع بن عمرو سنة ثلاثين، وبكار بن الحسن. وعنه: أبو الشيخ، وشيخه مجاشع يروي عن: الليث، وابن قطيعة. مات سنة تسع وتسعين.
4 (مسلم بن عبد الله بن مكرم الباوردي

(22/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 312
المؤدب ببغداد.)
عن: عمرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وابن العلاء الجوزجاني. مات سنة ثلاث وتسعين.
4 (مضارب بن إبراهيم. ابو الفضل النيسابوري الأديب، أوحد عصره ببلده في العربية.)
سمع: ابن راهويه. وعنه: أبو عمرو بن مطر. مات سنة سبع وتسعين.
4 (معمر بن محمد بن زيد بن الأشهب البلخي.)
سمع من: شهاب بن معمر العوفي، ومكي بن إبراهيم، وعصام بن يوسف البلخيين. وطال عمره. وعنه: عبد الرحمن بن حامد بن متويه البلخي. مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين ومائتين.
4 (ممشاذ الدينوري.)

(22/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 313
من كبار شيوخ الصوفية. صحب يحيى بن الجلاء، وغيره. ومن قوله: جماع المعرفة صدق الإفتقار إلى الله. وقال فارس الدينوري: خرج ممشاذ من باب الدار، فنبح كلب فقال: لا إله إلا الله، فمات الكلب مكانه. مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
4 (موسى بن إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري.)
أبو بكر الفقيه الشافعي، كان قاضياً على الأهواز. وولي قضاء نيسابور. وحدث عن: عيسى قالون، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد. وكان يضرب به المثل في ورعه وصيانته في القضاء. وعنه: حبيب القزاز، وابن ماسي، وعبد الباقي بن قانع. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.) وقد أقرأ الناس القرآن. ويقال: مولده سنة عشر ومائتين. ومات سنة سبع وتسعين ومائتين.

(22/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 314
4 (موسى بن أفلح البخاري البيقاري.)
عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر، وأحمد بن حفص، والمسندي. وعنه: أحمد بن عدل، وخلف الخيام. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين. وكان شيخاً معمراً.
4 (موسى بن خازم بن سيار. أبو عمران الأصبهاني.)
عن: حاتم بن عبد الله النميري، ومحمد بن بكير الحضرمي. وعنه: الطبراني، وأحمد بن بندار الشعار. مات سنة ثلاث وتسعين. ورخه أبو نعيم.
4 (موسى بن عبد الحميد بن عصام الجرجاني. أبو يحيى.)
عن: أبيه، وإسماعيل المزني الفقيه وجالس داود الظاهري. وعنه: عبد الله بن محمد بن شيبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهمداني. مات على رأس سنة ثلاثمائة.
4 (موسى بن محمد بن موسى الذهلي الأعين. أبو عمرو النيسابوري.)
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفراء.

(22/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 315
وعنه: أبو العباس بن حمدان، وأبو الوليد الفقيه، وأحمد بن الخضر شيخ الحاكم. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
4 (موسى بن هارون بن عبد الله. أبو عمران البزار. كان إمام عصره في الحفظ والإتقان.)
سمع: قتيبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن الجعد، وخلق. وعنه: دعلج، وأبو الطاهر الذهلي، وآخرون. قال الصبغي: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أروع من موسى بن هارون. مات في شعبان سنة ثلاث وتسعين. قصر الحاكم في ترجمته.
4 (موسى بن هارون بن سعيد الأصبهاني.)
أبو عمران، يعرف بالأصم. ربما التبس بالذي قبله. وهذا يروي عن: سويد بن سعيد، وأبي خيثمة زهير بن حرب، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وجماعة سواهم. روى عنه: أبو الشيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب

(22/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 316
المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.) فإذا قال الأصبهاني: حدثنا موسى بن هارون، فإياه يريد. ومات هذا الأصبهاني في حدود سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
4 (موسى بن هشام الدينوري.)
حدث بدمشق. عن: عبد الله بن هانئ، وعلي بن المبارك الصنعاني. وعنه: أبو علي بن آدم، وأحمد بن الرومي، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهم. مات على رأس الثلاثمائة.

(22/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 317
4 (حرف النون.)

4 (نصر بن أحمد. أبو محمد الكندي البغدادي الحافظ. أحد الأئمة، ويعرف بنصرك.)
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، والقواريري. وعنه: خلف الخيام، وابن عقدة. حمله أمير بخارى خالد بن أحمر الذهلي إليه، فأقام عنده، وصنف له المسند. ومات في سنة ثلاث وتسعين، وعاش سبعين سنة.
4 (نصر بن سياد بن فتح. أبو الليث السمرقندي المحدث الرحال المصنف.)
عن: يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حميد، والدارمي. وعنه: محمد بن إسحاق العصفري، وأحمد بن محمد الكرابيسي. مات سنة ثلاث وتسعين.
4 (نصر بن عبد الحميد القراطيسي. أبو حبيب المصري، الرجل الصالح.)
عن: نعيم بن حماد، ويحيى بن بكير.

(22/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 318
مات سنة سبع وتسعين.
4 (نوح بن منصور. أبو مسلم البغدادي.)
حدث بشيراز. وكانت عنده كتب الشافعي. عن: الزعفراني، والربيع، ويونس بن عبد الأعلى، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه: الطبراني، وأبو الشيخ، ومطهر بن أحمد شيخ أبي نعيم. مات بفارس سنة خمس وتسعين.

(22/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 319
4 (حرف الهاء.)

4 (هارون بن موسى بن شريك الدمشقي المقرئ. أبو عبد الله الأخفش صاحب ابن ذكوان.)
قرأ عليه، وسمع أبا مسهر. قرأ عليه: ابن الأخرم المقرئ، والنقاش وروى عنه: الطبراني، وأبو أحمد بن الناصح. مات سنة ثلاث وتسعين على الصحيح. وقيل: سنة إحدى.)
4 (هبيرة بن محمد بن عبد الحميد. أبو أحمد المصري.)
عن: عيسى بن زغبة، وغيره. مات سنة سبع وتسعين.
4 (هميم بن همام. أبو العباس الطبري.)
طوف وسمع: أبا مصعب، ومحمد بن أبي معشر. وعنه: أبو أحمد الغطريفي بن عبد الملك، وأهل جرجان. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

(22/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 320
4 (حرف الواو.)

4 (وحيد بن عمر بن هارون البخاري الفقيه.)
روى عن: إسحاق بن راهويه، وأبي مصعب الزهري، وطبقتهما. وعنه: خلف الخيام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما. توفي سنة ثلاث وتسعين.
4 (وكيع بن إبراهيم بن عيسى الموصلي.)
عن: سفيان بن وكيع، ولوين، وأبي عمار الحسين بن حرث. وكتب عنه النسائي. وروى عنه: يزيد بن محمد. مات سنة سبع وتسعين.
4 (الوليد بن حماد بن جابر الرملي الزيات.)
سمع: سليمان بن عبد الرحمن، ويزيد بن موهب الرملي. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وجماعة. كان على رأس الثلاثمائة.

(22/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 321
4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أحمد زياد. أبو منصور السفياني الهروي.)
سمع: خالد بن الصباح، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدارمي. وعنه: أبو إسحاق البزار الحافظ، والفضل بن العباس، وأبو الفضل بن حمدويه. مات سنة ثمان وتسعين ومائتين.
4 (يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العلوي.)
كان قد غلب على اليمن، ودعي له بصنعاء وما والاها عنه. وضربت السكة باسمه. ثم خرج من صنعاء بعد غلبة القرامطة، فصار إلى صعدة، وتسمى بالهادي أبي الحسن. وملك نجران وتلك النواحي، وخطب له بأمير المؤمنين. وكان حسن السيرة. مات سنة ثمان وتسعين قام بعده ولده محمد، ولقب المرضى.)
4 (يحيى بن زكريا الثقفي القرطبي. المعروف بابن الساق.)
سمع: يحيى بن إبراهيم بن.....، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضاح، وعامر بن معاوية، وطائفة.

(22/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 322
وحج متأخراً، فسمع من النسائي. وكان صواماً صالحاً عالماً. أخذ الناس عنه. ومات في رمضان سنة ثمان وتسعين.
4 (يحيى بن عبد الله بن الحريش. أبو عبد الله.)
عن: أبي الأشعث العجلي، وزياد بن أيوب. وعنه: أبو الشيخ. وثقه أبو نعيم. وكان أصبهاني. مات سنة ست وتسعين.
4 (يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي.)
عن: عمه محمد بن حجر، عن أقاربهم. وعنه: الطبراني. مات سنة إحدى وتسعين.
4 (يحيى بن عبد الباقي الأذني. محدث ثقة.)
سمع: محمد بن سليمان لوين، وغيره. وعنه: الطبراني، وابن قانع.

(22/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 323
مات سنة اثنتين وتسعين في ذي القعدة.
4 (يحيى بن عبد العزيز بن المختار القرطبي.)
ثقة، مفتي. سمع: العبسي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: أحمد بن نصر، وحبيب بن الربيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بشر. مات سنة تسع وتسعين.
4 (يحيى بن علي بن أبي منصور المنجم النديم.)
من كبار المعتزلة ومصنفيهم. نادم المعتضد وابنه المكتفي، وله كتاب في أخبار الشعراء، وله تصانيف في الاعتزال. مات سنة ثلاثمائة، وعاش ستين سنة.
4 (يحيى بن محمد بن البختري الحنائي.

(22/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 324
أبو زكريا البغدادي.)
سمع: طالوت بن عباد، وشيبان بن فروخ. وعنه: أبو مسلم الكجي مع تقدمه، وأبي عبيد العسكري، والإسماعيلي. مات سنة تسع وتسعين.
4 (يحيى بن محمد بن عمران الحلبي. ثم البالسي.)
عن: هشام بن عمار، ودحيم، وابن مصفى. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وابن عدي، وحمزة الكناني.
4 (يحيى بن المعافى بن يعقوب الكندي الموصلي.)
الفقيه الحنفي. أفتى وكتب الشروط.) وروى عن: غسان بن الربيع، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجماعة. وكتب الناس عنه. وولي قضاء ملطية. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي، وغيره. مات سنة ثلاث وتسعين.
4 (يحيى بن منصور.

(22/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 325
أبو سعيد الهروي الإمام.)
كان آيةً في العلم والزهد، حتى قيل إنه لم ير مثل نفسه. روى عن: سويد بن نصر، وغيره. روى عنه: أحمد بن عيسى الغيزاني. ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين.
4 (يحيى بن نافع بن خالد المصري. أبو حبيب.)
سمع: ابن أبي مريم. وعنه: الطبراني. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
4 (يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حميد الطائي الموصلي.)
روى عن: جبارة بن المغلس، وابن عمار. قال الأزدي: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين.
4 (يعقوب بن علي بن إسحاق الناقد. أبو يوسف الكوفي.)
مات بمصر سنة ثلاث وتسعين.
4 (يعقوب بن غيلان العماني.)
حدث بالبصرة عن: سعيد بن عروة.

(22/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 326
وعنه: الطبراني. مات سنة ثلاث وتسعين.
4 (يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم. ابو يوسف الأيلي.)
عن: ابن صالح، ويحيى بن بكير. مات سنة ثلاثمائة.
4 (يعقوب بن يوسف بن الحكم الجوباري الجرجاني.)
روى عن: الفلاس ببغداد. وعن: محمد بن خالد بن خداش. وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. مات سنة ثلاث وتسعين.
4 (يوسف بن الحكم. أبو علي الضبي البغدادي الخياط.)
صدوق. سمع: بشر بن الوليد. وعنه: الطبراني، والجعابي. مات سنة تسع وتسعين.
4 (يوسف بن عاصم الرازي. أبو يعقوب.)
ثقة. رحل وسمع: هدبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسويد بن سعيد.

(22/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 327
وعنه: أبو سعيد الرازي، وعلي بن أحمد بن صالح، وجماعة. مات سنة ثمان وتسعين.)
4 (يوسف بن موسى المروروذي القطان.)
حج وحدث بالعراق عن: ابن راهويه، وأبي معمر القطيعي، وأحمد بن صالح المصري. وعنه: ابن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة من آخرهم أحمد بن يوسف بن خلاد. وثقه الخطيب. ومات سنة ثلاث وتسعين.
4 (يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم البصري.)
ثم البغدادي. القاضي أبو محمد مولى الأزد. سمع: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وجماعة. ولي قضاء البصرة وواسط، وضم إليه قضاء الجانب الشرقي ببغداد.

(22/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 328
وكان عفيفاً مهيباً، ثقة عالماً، مصنفاً. وعنه: دعلج، وابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وطائفة. مات سنة سبع وتسعين ومائتين.

(22/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 329
4 (الكنى)

4 (أبو جعفر بن ماهان الرازي.)
سمع: هشام بن عمار، ودحيماً. وعنه: أبو الشيخ. كان على رأس الثلاثمائة.

(22/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 7
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (ربنا أفرغ علينا صبراً)

5 (الطبقة الحادية والثلاثون)

5 (القرن الرابع)

5 (وما جرى فيه من الحوادث الكبار من كلام ابن الجوزي، وغيره.)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثلاثمائة)

4 (القبض على الوزير الخاقاني)
في أولها قبض المقتدر على وزيره أبي علي الخاقاني، وعلى ابنيه، وأبي الهيثم بن ثوابة. وكان قد مضى بليق المؤنسي في ثلاثمائة راكب إلى مكة لإحضار علي بن عيسى للوزارة، فقدم في عاشر المحرم، فقلد وسلم إليه الخاقاني ومن معه فصادره مصادرة قريبة، ورفق بهم، وعدل في الرعية، وعف عن المال، وأحسن السياسة، واتقى الله، وأبطل الخمور. قاله ثابت بن سنان، فقال: وحدثني بعد عزله من الوزارة قال: قال لي ابن الفرات بعد صرفي وتوليته: أبطلت الرسوم، وهدمت الارتفاع. فقلت: أي رسم أبطلت قال: المكس بمكة.

(23/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 8
فقلت: أهذا وحده أبطلت وقد أبطلت ما ارتفاعه في العام خمسمائة ألف دينار، ولم أستكثر هذا القدر في جنب ما حططته عن أمير المؤمنين من الأوزار. ولكن انظر مع ما حططت إلى ارتفاعي وارتفاعك. فقدم الخادم قبل أن يجيب.
4 (تولية محمد بن يوسف القضاء)
وفي صفر سأل علي بن عيسى أن يقلد القضاء أبا عمر محمد بن يوسف وعرفه فضله ومحله، فقلده قضاء الجانبين. وبقي على قضاء مدينة المنصور أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول.
4 (ركوب المقتدر إلى الشماسية)
وفيها ركب المقتدر من داره إلى الشماسية، وهي أول ركبة ظهر فيها للعامة.
4 (محنة الحلاج)
وفيها أدخل حسين بن منصور الحلاج مشهوراً على جمل إلى بغداد، وكان قد قبض عليه) بالسوس وحمل إلى علي بن أحمد الراسبي، فأقدمه إلى الحضرة، فصلب حياً، ونودي عليه: هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه. ثم حبس في دار السلطان. وظهر عنه بالأهواز وببغداد أنه ادعى الإلهية، وأنه يقول بحلول اللاهوت في الأشراف، وأن مكاتباته تنبئ بذلك. وقيل: إن الوزير علي بن عيسى أحضره وناظره، فلم يجد عنده شيئاً من القرآن ولا الحديث ولا الفقه، فقال له: تعلمك الوضوء والفرائض أولى بك من

(23/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 9
رسائل لا تدري ما فيها وكانوا قد وجدوا في منزله رقاعاً فيها رموز ثم تدعي، ويلك، الإلهية، وتكتب إلى تلاميذك: من النور الشعشعاني ما أحوجك إلى الأدب. وحبس. فاستمال بعض أهل الدار بإظهار السنة، فصاروا يتبركون به، ويسألونه الدعاء. وستأتي أخباره في ما بعد.
4 (تقليد ابن المقتدر أعمال مصر والمغرب)
وفيها قلد أبو العباس بن المقتدر أعمال مصر والمغرب، وله أربع سنين، واستخلف له مؤنس الخادم.
4 (تقليد علي بن المقتدر الري)
وقلد علي بن المقتدر الري ونواحيها، واستخلف له عليها.
4 (اعتقال ابن ثوابة الكاتب)
ونفذ محمد بن ثوابة الكاتب إلى الكوفة، وسلم إلى إسحاق بن عمران، فاعتقله حتى مات.

(23/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 10
4 (مقتل أحمد بن إسماعيل الساماني)
وفيه ورد الخبر أن غلمان أحمد بن إسماعيل قتلوه على نهر بلخ، وقام ابنه نصر بن أحمد، فبعث إليه المقتدر عهده بولاية خراسان.
4 (مقتل أبي سعيد الجنابي)
وفيها قتل أبو سعيد الجنابي القرمطي المتغلب على هجر قتله غلامه الخادم الصقلبي، لكونه أراده على الفاحشة، فلما دخل إليه قتله. قال: وما زال يفعل ذلك بواحد واحد حتى قتل أربعة من الأعيان، ثم دعاء بالخامس، فلما رأى القتلى صاح، فصاح النساء، واجتمعوا على الخادم فقتلوه وكان ابو سعيد الجنابي قد هزم جيوش المعتضد ثم وادع المعتضد القتال فكف عنه) وبقي بهجر من ناحية البرية إلى هذا الوقت إلى هذا الوقت. قال ثابت: وكان علي بن عيسى أشار بمكاتبة أبي سعيد بن بهرام الجنابي والإعذار إليه وحضه على الطاعة، ووبخه على ما يحكى عنه وعن أصحابه من ترك الصلاة والزكاة واستباحة المحرمات ثم توعده وتهدده. فبلغ

(23/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 11
الرسل وهم بالبصرة مقتله، فكتبوا إلى الوزير، فكتب إليهم: أن سيروا إلى من قام بعده. فساروا وأوصلوا الكتاب إلى أولاده، فكتبوا جوابه، فكان: للوزير أبي الحسن من إخوته، سلام على الوزير، فإنا نحمد إليه الله الذي لا إله إلى هو، ونسأله أن يصلي على سيدنا محمد. وفيه: فأما ما ذكره عنا من انفرادنا عن الجماعة، فنحن، أيدك الله، لم ننفرد عن الطاعة والجماعة، بل أفردنا عنها، وأخرجنا من ديارنا، واستحوا دماءنا، ونحن نشرح للوزير حالنا: كان قديم أمرنا أنا كنا مستورين مقبلين على تجارتنا ومعايشنا، ننزه أنفسنا عن المعاصي، ونحافظ على الفرائض، فنقم علينا سفهاء الناس وفجارهم ممن لا يعرف بدين، وأكثروا التشنيع علينا حتى جمع الناس علينا، وتظاهروا وشهدوا علينا بالزور، وأن نساءنا بيننا بالسوية، وأنا لا نحرم حراماً، ولا نحلل حلالاً، فخرجنا هاربين، ومن بقي منا جعلوا في رقابهم الحبال والسلاسل.. إلى أن قال: فأجلونا إلى جزيرة، فأرسلنا إليهم نطلب أموالنا وحرمنا، فمنعوناها، وعزموا على حربنا، فحاكمناهم إلى الله، وقال تعالى: ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله، فنصرنا الله عليهم. وأما ما ادعي علينا من الكفر وترك الصلاة فنحن تائبون مؤمنون بالله. فكتب الوزير يعدهم الإحسان.
4 (مسير المهدي صاحب إفريقية إلى لبدة)
وفيها سار المهدي صاحب إفريقية يريد مصر في أربعين ألفاً من البربر في البر والبحر، ونزل لبدة، وهي من الإسكندرية على أربعة مراحل. وكان بمصر تكين الخاصة، ففجر النيل، فحال الماء بينهم وبين مصر.

(23/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 12
4 (وقعة برقة)
قال المسبحي: فيها كانت وقعة برقة، وكان عليها المنصور، فسلمها وانهزم إلى الإسكندرية.
4 (حرب حباسة الكتامي والعباسيين بمصر)
) وفيها سار أبو داود حباسة بن يوسف الكتامي البربري في جيش عظيم قاصداً إلى مصر مقدمة بين يدي القائم محمد، فوصل إلى الجيزة، وهم بالدخول إلى مصر فغلط المخاضة ونذر به، فخرج إليه عسكر، فحالوا بينه وبين الدخول، وأعانهم زيادة النيل، فرد إلى الإسكندرية، فقتل وأفسد. ثم سار جيش المقتدر إلى برقة، وجرت لحباسة ولهم حروب. وقلد المقتدر مصر أبا علي الحسين بن أحمد، وأبا بكر محمد بن علي، المادرائيين، وأضاف إليهما جند دمشق وفلسطين، فساروا إلى مصر، فكان بينهم وبين الفاطمي وقعات. ثم رجع إلى برقة، وأقام المادرائي بمصر. وملك الفاطمي الإسكندرية والفيوم، ثم ترك ذلك ورد.

(23/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 13
4 (تقليد ابن بسام حمص وقنسرين والعواصم)
وقلد المقتدر حمص وقنسرين والعواصم أبا القاسم علي بن أحمد بن بسام.
4 (وفاة الراسبي)
وفيها توفي علي بن أحمد الراسبي أمير جنديسابور والسوس، وكان شجاعاً جواداً. توفي في جمادى الآخرة، وخلف من الذهب ألف ألف دينار، وألف فرس، وألف جمل، وغير ذلك.
4 (وفاة القاضي ابن أبي الشوارب)
وفيها توفي القاضي عبد الله بن علي بن محمد بن أبي الشوارب. وتوفي بعده بثلاثة وسبعين يوماً ابنه القاضي محمد المعروف بالأحنف.

(23/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 14
4 (أحداث سنة اثنتين وثلاثمائة)

4 (تغلب نصر بن أحمد الساماني على عمه)
في أولها ورد كتاب نصر بن أحمد أمير إقليم خراسان أنه واقع عمه إسحاق بن إسماعيل وأنه أسره، فبعث إليه المقتدر بالخلع واللواء.
4 (مقتل حباسة الكتامي)
وفيها عاد المسمى بالمهدي الفاطمي إلى الإسكندرية ومعه صاحبه حباسة، فجرت بينه وبين جيش الخليفة حروب قتل فيها حباسة، وعاد مولاه إلى القيروان.
4 (طهور أولاد المقتدر)
) وفيها طهر المقتدر خمسة من أولاده، فغرم على الطهور ستمائة ألف دينار، وطهر معهم طائفة من الأيتام، وأحسن إليهم.

(23/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 15
4 (القبض على ابن الجصاص ومصادرته)
وفيها قبض المقتدر على أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن الجصاص الجوهري وكبست داره، وأخذ له من المال والجواهر ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار. وقال أبو الفرج بن الجوزي: أخذوا منه ما مقداره ستة عشر ألف ألف دينار عيناً وورقاً، وقماشاً وخيلاً. وقال غيره: أكثر أموال ابن الجصاص من قطر الندى بنت خمارويه صاحب مصر، فإنه لما حملها من مصر إلى المعتضد كان معها أموال وجواهر عظيمة، فقال لها ابن الجصاص: الزمان لا يدوم ولا يؤمن في حال، دعي عندي بعض هذه الجواهر تكون ذخيرة لك. فأودعته، ثم ماتت. فأخذ الجميع. وقال بعضهم: رأيت بين يدي ابن الجصاص سبائك الذهب تقبن بالقبان. وقال التنوخي: حدثني أبو الحسين بن عياش أنه سمع جماعة من ثقات الكتاب يقولون إنهم حضروا ما ارتفعت به مصادرة ابن الجصاص زمن المقتدر، فكانت ستة آلاف ألف دينار، هذا سوى ما قبض من داره، وبعد الذي بقي له من ظاهره.
4 (خروج الأطروش ودعوته الديلم للإسلام)
وفيها خرج الحسن بن علي العلوي الأطروش، وتقلب بالداعي. ودعا الديلم إلى الله، وكانوا مجوساً، فأسلموا. وبنى لهم المساجد. وكان فاضلاً

(23/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 16
عاقلاً له سيرة مدونة، وأصلح الله الديلم به.
4 (تقليد أبي الهيجاء الموصل والجزيرة)
وفيها قلد المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل والجزيرة.
4 (بناء المارستان بالحربية)
وفيها بنى الوزير علي بن عيسى المارستان بالحربية، وأنفق عليه أمواله.
4 (قطع طريق وفد الحجاج)
وفيها في الرجعة قطع الطريق على ركب العراق الحسن بن عمر الحسني مع طيء وغيرهم، فاستباحوا الوفد، وأسروا مائتين وثمانين امرأة، ومات الخلق بالعطش والجوع في البرية.)
4 (حرب العباسيين والفاطميين في مصر)
وفيها وصل إلى مصر القاسم بن سيما في جيش مدداً لتكين، ونودي في مصر بالنفير إلى الغزاة، فلم يتخلف كبير أحد، فقدم حباسة حتى نزل الجيزة فكان المصاف في جمادى الآخرة، ثم أصبحوا على القتال، وتعبئوا للحرب، وكثر القتل في الفريقين، ثم تراجع حباسة وولى، فاتبعه العامة حتى عدوا خليج نزهة، فكر عليهم حباسة، فيقال: قتل منهم عشرة آلاف. وخرجوا من اليوم الثالث، فلم يكن قتال.

(23/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 17
4 (قدوم مؤنس الخادم إلى مصر)
وفيها قدم مؤنس الخادم إلى مصر مدداً وأميراً عليها، وخرج عنها تكين الخاصة.
4 (صلاة العيد في جامع مصر)
وفيها صلي العيد في جامع مصر، ولم يكن يصلى فيه العيد قبل ذلك فصلى بالناس فيه علي بن أبي شيحة، وخطب من دفتر نظراً، وكان من غلطه أن قال: اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلى وأنتم مشركون. نقلها يحيى بن الطحان، عن أبيه، وآخر.

(23/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 18
4 (أحداث سنة ثلاث وثلاثمائة)

4 (تألف الوزير بن عيسى للقرامطة)
فيها راسل علي بن عيسى الوزير القرامطة وهاداهم، وأطلق لهم ليتألفهم، فنفع ذلك.
4 (ولادة علي بن عبد الله بن حمدان)
وفي ذي الحجة ولد علي بن عبد الله بن حمدان سيف الدولة.
4 (القبض على أبي الهيجاء بن حمدان)
وفيها خلع الطاعة الحسين بن حمدان، وكان مؤنس مشغولاً بمصر بحرب المغاربة، فندب الوزير رائقاً الكبير لمحاربته، فالتقى معه، فهزمه ابن حمدان، فصار إلى مؤنس، فسار مؤنس مجداً، وجرت له ولابن حمدان خطوب، وراسله واستمال جنده، فتسربوا إلى مؤنس. ثم سار وراء الحسين وقاتله، فأسره ونهب أمواله. ودخل به بغداد وهو على جمل، وأصحابه على الجمال، فحبسهم المقتدر، ثم قبض على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته.

(23/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 19
4 (ولاية ذكاء الرومي مصر)
وفيها قلد ذكاء الرومي، وعزل مؤنس الخادم.)

(23/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 20
4 (أحداث سنة أربع وثلاثمائة)

4 (حبس العلوي)
في المحرم عاد نصر الحاجب من الحج ومعه العلوي الذي قطع الطريق على الركب عام أول، فحبس في المطبق.
4 (غزوة مؤنس الخادم بلاد الروم)
وفي ربيع الآخر غزا مؤنس الخادم بلاد الروم من ناحية ملطية، فوافاه جنود الأطراف، فافتتح حصوناً وأثر أثرة حسنة.
4 (وفاة ابن كنداجق)
وفيها مات محمد بن إسحاق بن كنداجق بالدينور، وكان متقلدها وصادر علي الوزير ورثته، فصالحهم على ستين ألف دينار معجلة.
4 (الخوف ببغداد من حيوان الزبزب)
وفيها وقع الخوف ببغداد من حيوان يقال له الزبزب، ذكر الناس أنهم يرونه بالليل على الأسطحة، وأنه يأكل الأطفال، ويقطع ثدي المرأة، فكانوا يتحارسون، ويضربون بالصواني والطاسات ليهرب، واتخذ الناس لأطفالهم مكاب، ودام عدة ليال، فأخذ الأعيان حيواناً أبلق كأنه من كلاب الماء. فذكر

(23/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 21
أنه الزبزب، وأنه صيد، فصلب على الجسر، فلم يغن ذلك إلى أن انبسط القمر، وتبين للناس أن لا حقيقة لما توهموه.
4 (القبض على علي بن عيسى الوزير)
وفي آخرها قبض المقتدر على علي بن عيسى الوزير، وكان قد استعفى مراراً وضجر من سوء أدب الحاشية، فتنكر المقتدر عليه لذلك. واتفق أن أم موسى القهرمانة جاءت إليه لتوافقه على ما يطلق في العيد للحرم من الضحايا، فصرفها حاجبه، فغضبت وأغرت به السيدة والمقتدر، فصرف ولم يتعرض لشيء من ماله، واعتقل.
4 (إعادة ابن الفرات إلى الوزارة)
وأعيد أبو الحسن بن الفرات، وخلع عليه سبع خلع يوم التروية. وركب مؤنس والقواد بين يديه، وردت عليه ضياعه.)
4 (إطلاق علي بن عيسى ومصادرة أخويه)
ثم أطلق ابن عيسى ولكن صودر أخواه إبراهيم وعبيد الله، وأخذ منهما مائة ألف دينار وعزلا.

(23/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 22
4 (عصيان بن أبي الساج وأسره)
وفيها عصى يوسف بن أبي الساج بأذربيجان، فسار مؤنس، فظفر به وأسره بعد حرب طويل.
4 (وفاة زيادة الله بن الأغلب)
وتوفي فيها زيادة الله بن عبد الله بن الأغلب الذي كان صاحب القيروان، وكان هو وأبوه من أمراء القيروان. ورد زيادة الله منهزماً من المهدي الخارجي إلى مصر فأكرم، وقيل إنه مات بالرقة، وقيل: بالرملة.

(23/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 23
4 (أحداث سنة خمس وثلاثمائة)

4 (قدوم رسل ملك الروم بالهدايا)
فيها قدمت رسل ملك الروم بهدايا تطلب عقد هدنة، فأشحنت رحاب دار الخلافة والدهاليز بالجند والسلاح، وفرشت سائر القصور بأحسن الفرش، ثم أحضر الرسولان والمقتدر على سريره، والوزير ومؤنس الخادم قائمان بالقرب منه.
4 (إظهار المقتدر عظمة الخلافة أمام رسل الروم)
وذكر الصولي وغيره احتفال المقتدر، فقالوا: أقام المقتدر العساكر، وصفهم بالسلاح، وكانوا مائة وستين ألفاً، وأقامهم من باب الشماسية إلى دار الخلافة، وبعدهم الغلمان، وكانوا سبعة آلاف خادم، وسبعمائة حاجب. ثم وصف أمراً مهولاً فقال: كانت الستور ثمانية وثلاثين ألف ستر من الديباج، ومن البسط اثنان وعشرون ألفاً. وكان في الدار قطعان من الوحش تأنست، كان فيها مائة سبع في السلاسل. ثم أدخلا دار الشجرة، وكان في وسطها بركة والشجرة فيها، ولها ثمانية عشر غصناً، عليها الطيور مذهبة ومفضضة، وورقها مختلف الألوان، وكل طائر من هذه الطيور المصنوعة يصفر.

(23/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 24
ثم أدخلا إلى الفردوس، وبها من الفرس ما لا يقوم وفي الدهاليز عشرة آلاف جوشن مذهبة) معلقة.
4 (ورود هدايا صاحب عمان)
وفيها وردت هدايا صاحب عمان، فيها طير أسود يتكلم بالفارسية وبالهندية أفصح من الببغاء، وظباء سود.
4 (رضاء المقتدر على أبي الهيجاء وإخوته)
وفيها رضي المقتدر على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته، وخلع عليهم.
4 (وفاة الأمير غريب)
وفيها توفي الأمير غريب خال المقتدر بعلة الذرب.
4 (الحج هذه الموسم)
وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي، وهي تمام ست عشرة حجة حجها بالناس.

(23/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 25
4 (أحداث سنة ست وثلاثمائة)

4 (فتح مارستان والدة المقتدر)
في أولها فتح مارستان السيدة والدة المقتدر ببغداد، وكان طبيبه سنان بن ثابت. وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار.
4 (وفاة القاضي وكيع)
وفي ربيع الأول مات القاضي محمد بن خلف وكيع، فأضيف ما كان يتولاه من قضاء الأهواز إلى أبي جعفر بن البهلول قاضي مدينة المنصور.
4 (قتل الحسين بن حمدان)
وفي جمادى الأولى أمر المقتدر بقتل الحسين بن حمدان، فقتل في الحبس.
4 (القبض على الوزير ابن الفرات)
وفيها قبض على الوزير أبي الحسن بن الفرات لكونه أخر أرزاق الجند، واعتل بضيق الأموال، فقال المقتدر: أين ما ضمنت من القيام بأمر الجند وعزله.

(23/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 26
4 (ولاية حامد بن العباس الوزارة)
وكتب إلى حامد بن العباس كاتب واسط، فقدم في أبهة عظيمة، وخلفه أربعمائة مملوك بالسلاح، فخلع عليه، وجلس في الديوان أياماً، فظهر منه قلة معرفة وسوء تدبير وحدة فضم) معه علي بن عيسى في الأمر، فمشى الحال، وبقي الربط والحل والدست لعلي، فعزل علي بن عيسى علي بن أحمد بن بسطام من جند قنسرين والعواصم، وقلد الشام ومصر أبا علي الحسن بن أحمد المادرائي، وقرر عليه الخراج على الإقليمين، ثلاثة آلاف ألف دينار، سوى نفقات الجيوش وغيرهم تحمل إلى المقتدر.
4 (ازدياد تدخل النساء في أمور الحكم)
وكثر أمر حرم الخليفة ونهيهم لركاكته، وآل الأمر إلى أن أمرت السيد أم المقتدر على القهرمانة أن تجلس بتربتها للمظالم، وتنظر في رقاع الناس كل جمعة. فكانت تجلس وتحضر القضاة والأعيان، وتبرز التواقيع وعليها خطها.
4 (وفاة الفقيه ابن سريج)
وفيها توفي أبو العباس بن سريج الفقيه. قال الدارقطني: كان فاضلاً لولا ما أحدث في الإسلام من مسألة الدور في الطلاق.

(23/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 27
4 (استيلاء القائم المهدي على الإسكندرية)
وفيها عاد القائم محمد بن عبد الله إلى مصر، فأخذ الإسكندرية وأكثر الصعيد، ثم رجع.
4 (بناء المهدية)
وبنى أبوه المهدية وسكنها.

(23/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 28
4 (أحداث سنة سبع وثلاثمائة)

4 (وفاة الفضل بن عبد الملك)
في صفر توفي أمير الموسم الفضل بن عبد الملك الهاشمي ببغداد، فولي ابنه مكانه.
4 (ولاية نازوك دمشق)
وفيها خلع المقتدر على نازوك وولاه دمشق، فسار إليها.
4 (دخول القرامطة البصرة)
وفيها دخلت القرامطة البصرة، فقتلوا وسبوا ونهبوا.
4 (دخول عسكر القائم المهدي الإسكندرية)
وفي صفر دخلت مقدمة القائم الإسكندرية، فاضطرب أهل الفسطاط ولحق كثير منهم بالقلزم والحجاز، فتمسك ذكاء أمير مصر بالجيزة، ثم إنه مرض وتوفي في ربيع الأول.)
4 (ولاية تكين على مصر للمرة الثانية)
ثم قدم مصر تكين الخاصة والياً عليها الولاية الثانية، فنزل الجيزة وحفر خندقاً.

(23/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 29
4 (مسير مؤنس الخادم ومحمد بن طغج إلى مصر)
وسار مؤنس الخادم في جيوشه حتى نزل المنية. وسار محمد بن طغج في عسكر إلى منوف.
4 (اعتلال القائم المهدي)
واعتل القائم محمد بن عبد الله بالإسكندرية علة صعبة، وثار المرض في جنده، فمات داود بن حباسة ووجوه من القواد.

(23/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 30
4 (أحداث سنة ثمان وثلاثمائة)

4 (فتنة الغلاء ببغداد)
فيها غلت الأسعار ببغداد، وشغبت العامة ووقع النهب، فركبت الجند فهاوشتهم العامة. وسببه ضمان حامد بن العباس السواد وتجديد المظالم، فقصدوا دار حامد، فخرج إليهم غلمانه فحاربوهم، ودام القتال أياماً، ثم انكشف عن جماعة من القتلى. ثم تجمع من العامة عشرة آلاف، فأحرقوا الجسر، وفتحوا السجون، ونهبوا الناس، فركب هارون بن غريب الخال في العساكر، وركب حامد في طيار فرجموه، واختلت أحوال الدولة العباسية، وعلت الفتن، ومحقت الخزائن.
4 (استيلاء المهدي على بلاد المغرب)
واستولى عبيد الله الملقب بالمهدي على بلاد المغرب.
4 (وفاة إبراهيم بن كيغلغ)
وتوفي إبراهيم بن كيغلغ الأمير في ذي القعدة بالجيزة، فعظم ذلك على

(23/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 31
أهل مصر، وحمل إلى بيت المقدس فدفن فيها.
4 (قتل ابن المديني القاص)
وفيها أخذ ابن المديني القاص في جماعة يدعو إلى المهدي، فضرب نكين عنقه.
4 (وفاة بنت المتوكل)
وفيها ماتت ميمونة بنت المتوكل عمة المقتدر.
4 (امتلاك القائم المهدي للفسطاط)
) وفيها ملكت جيوش القائم بالجيزة من الفسطاط، فاشتد قلق أهل مصر وتأهبوا للهروب وكثر البكاء، وجرت أمور يطول شرحها.
4 (وفاة إمام جامع المنصور)
وفيها توفي إمام جامع المنصور محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، وكان معرقاً في النسب. أم بجامع المنصور خمسين سنة. ولي ابنه جعفر بعده، فعاش تسعة أشهر بعد أبيه. والله أعلم.

(23/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 32
4 (أحداث سنة تسع وثلاثمائة)

4 (خلاف الطبري المؤرخ والحنابلة)
جرى بين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وبين الحنابلة كلام، فحضر أبو جعفر عند علي بن عيسى لمناظرتهم، فلم يحضروا.
4 (تلقيب مؤنس الخادم بالمظفر)
وفيها قدم مؤنس من حرب صاحب القيروان، فخلع عليه المقتدر، ولقبه بالمظفر.
4 (استرجاع الإسكندرية من المغاربة)
وسار ثمل الخادم من طرسوس في البحر إلى الإسكندرية فأخذها من جيش المغاربة.
4 (عزل تكين عن مصر وإعادته)
وفيها عزل تكين عن مصر بأبي قابوس محمود بن حمك، فأقام ثلاثة أيام، ثم عزل وأعيد تكين.

(23/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 33
4 (خروج القادة لقتال عسكر القائم المهدي)
وفيها عسكر مؤنس وتكين والقواد وساروا إلى الفيوم لحرب عساكر القائم، فرجع القائم إلى إفريقية من غير قتال، وذلك في أوائل السنة.
4 (مقتل الحلاج)
وفيها قتل الحلاج، وقد مر من أخباره في سنة إحدى وثلاثمائة وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمي، وقيل: أبو مغيث. وكان محمي مجوسياً فارسياً. نشأ الحلاج بواسط، وقيل: بتستر، وتتلمذ لسهل بن عبد الله التستري. ثم قدم بغداد وأخذ عن الجنيد والنوري، وابن عطاء، وأخذ في المجاهدة ولبس) المسوح. ثم كان في وقت يلبس الأقبية، وفي وقت يلبس المصبوغ. وقيل: كان أبوه حلاجاً. وقيل: إنه تكلم على الناس، فقيل: خذا حلاج الأسرار. وقيل: إنه مر على حلاج، فبعثه في شغل له، فلما عاد الرجل وجده قد حلج كل قطع في الدكان. وقد دخل الهند وأكره الأسفار وجاور. قال حمد ابنه: مولد أبي بطور البيضاء، ومنشأه بتستر. ودخل بغداد فكان يلبس المسوح، ومرة يلبس الدراعة والعمامة، ومرة القباء، ووقتاً يمشي بخرقتين.

(23/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 34
وخرج إلى عمرو بن عثمان المكي وإلى الجنيد وصحبهما. ثم وقع بين الجنيد وبين أبي لأجل مسألة، ونسبه الجنيد إلى أنه مدعي. فرجع بأمي إلى تستر، فوقع له بها قبول. ولم يزل عمرو بن عثمان المكي يكتب الكتب فيه بالعظائم، حتى غضب ورمى بزي الصوفية ولبس قباء، وصحب أبناء الدنيا. ثم سافر عنا خمس سنين، بلغ إلى ما وراء النهر ثم رجع إلى فارس، وأخذ يتكلم ويدعو إلى الله. وصنف لهم، وتكلم على الخواطر، ولقب حلاج الأسرار. ثم قدم الأهواز فحملت إليه، ثم خرج إلى البصرة ثم إلى مكة، ولبس المرقعة، وخرج معه خلق، فتكلم فيه أبو يعقوب النهرجوري وحسده، فقدم الأهواز، وحمل أمي وجماعة من رؤسائها إلى بغداد، فبقي بها سنة، ثم قصد الهند وما وراء النهر ثانياً، ودعا إلى الله، وصنف لهم كتباً، ثم رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث، ومن بلاد تركستان ب المقيت، ومن خراسان، ب المميز، ومن فارس ب أبي عبد الله الزاهد، ومن خوزستان ب الشيخ حلاج الأسرار. وكان ببغداد قوم يسمونه: المصطلم، وبالبصرة المحير. ثم كثرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السفرة، فحج وجاور سنتين رجاء. وتغير عما كان عليه في الأول، واقتنى العقار ببغداد، وبنى داراً ودعا الناس إلى معنى لم أقف عليه، بل على شطر منه، حتى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهل العلم، وقبحوا صورته. ووقع بين علي بن عيسى وبينه لأجل نصر القشوري، ثم وقع بينه وبين الشبلي وغيره من المشايخ، فقيل: هو ساحر، وقيل: هو مجنون، وقيل: بل له كرامات، حتى حبسه السلطان. روى هذا ابن باكويه الشيرازي، قال: أخبرني حمد بن الحلاج، فذكره.)

(23/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 35
وقال الحسين بن محمد المذاري: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: دخل الحسين إلى مكة فجلس في صحن المجلس سنة لا يبرح من موضعه إلا لطهارة أو طواف، ولا يبالي بالشمس ولا بالمطر، ويفطر على أربع عضات من قرص يؤتى به، ثم إنه سافر إلى الهند، وتعلم السحر. وقال أحمد بن يوسف التنوخي الأزرق: كان الحلاج يدعو كل وقت إلى شيء على حسب ما يستبله طائفة. أخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن الناس به بالأهواز ونواحيها لما يخرجه لهم من الأطعمة في غير حينها والدراهم، ويسميها دراهم القدرة. حدث أبو علي الجبائي بذلك فقال: هذه الأشياء تمكن الحيل فيها، ولكن أدخلوه بيتاً من بيوتكم، وكلفوه أن يخرج منه خرزتين شوك. فخرج عن الأهواز. وعن محمد بن يحيى الرازي قال: سمعت عمرو بن عثمان المكي يلعن الحلاج ويقول: لو قدره عليه لقتلته قرأت آية فقال: يمكنني أن أؤلف مثله. وقال أبو يعقوب الأقطع: زوجت بنتي من الحلاج، فبان لي بعد مديدة أنه ساحر محتال. وقال أبو عمر بن حيويه: لما أخرج الحلاج ليقتل مضيت وزاحمت حتى رأيته، فقال لأصحابه: لا يهولنكم، فإني عائد إليكم بعد شهر. هذه حكاية صحيحة توضح أنه ممخرق حتى عند القتل.

(23/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 36
وقال أبو بكر الصولي: جالست الحلاج، فرأيت جاهلاً يتعاقل، وعيياً يتبالغ، وفاجراً يتزهد. وكان ظاهره أنه ناسك، فإذا علم أن أهل بلدته يرون الاعتزال صار معتزلياً، أو يرون التشيع تشيع، أو يرون التسنن تسنن. وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب. وكان حيناً ينتقل في البلاد، ويدعي الربوبية، ويقول للواحد من أصحابه: أنت آدم ولذا: أنت نوح ولذا: أنت محمد. ويدعي التناسخ، وأن أرواح الأنبياء انتقلت إليه. وروى علي بن أحمد الحاسب، عن أبيه قال: وجهني المعتضد إلى الهند، وكان معنا في السفينة رجل يقال له الحسين بن منصور، قلت: فيم جئت قال: أتعلم السحر، وأدعو الخلق إلى الله. وقال أبو بكر الصولي: قبض علي بن أحمد الراسبي الأمير الحلاج وأدخله بغداد وغلاماً له على جمل مشهورين سنة إحدى وثلاثمائة. وكتب يذكر أن البينة قامت عنده أنه يدعي الربوبية) ويقول بالحلو. فأحضره علي بن عيسى الوزير، وأحضر العلماء فناظروه، فأسقط في لفظه، ولم يجده يحسن من القرآن شيئاً ولا من غيره. ثم حبس مدة. قال الصولي: كان يري الجاهل شيئاً من شعبذته، فإذا وثق به دعاه إلى أنه إله، فدعا فيمن دعا أبا سعيد بن نوبخت، فقال له، وكان أقرع: أنبت في مقدم رأسي شعراً. ثم ترقت به الحال، ودافع عنه نصر الحاجب لأنه قيل إنه سني، وإنما يريد قتله الرافضة. قال: وكان في كتبه: إني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود. وكان حامد بن العباس الوزير قد وجد له كتباً فيها أنه إذا صام الإنسان وواصل ثلاثة أيام وأخذ في اليوم الرابع ورقات هندباء فأفطر عليها أغناه عن صوم رمضان.

(23/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 37
وإذا صلى في ليلة واحدة ركعتين طول الليل أغنته عن الصلات ما بقي. وإذا تصدق في يوم بجميع ما يملكه أغناه عن الزكاة. وإذا بنى بيتاً وصام أيام وطاف به أغناه عن الحج. فأحضر حامد القضاة وأحضره وقال: أتعرف هذا الكتاب قال: هذا كتاب السنن للحسن البصري. فقال: ألست تدين بما فيه قال: بلى. هذا كتاب أدين الله بما فيه. فقال له أبو عمر القاضي: هذا فيه نقض شرائع الإسلام. ثم جاراه في الكلام إلى أن قال له أبو عمر: يا حلال الدم، من أي كتاب نقلت هذا قال: من كتاب الإخلاص للحسن البصري. قال: كذبت يا حلال الدم، فقد سمعنا الكتاب، وليس فيه شيء من هذا. فقال حامد لأبي عمر القاضي: قد أفتيت أنه حلال الدم، فضع خطك بهذا. فدافع ساعة، فمد حامد يده إلى الدواة وقدمها للقاضي وألح عليه، فكتب بأنه حلال الدم، وكتب الفقهاء والعلماء بذلك خطوطهم، والحلاج يقول: يا قوم، لا يحل لكم إراقة دمي. فبعث حامد بخطوطهم إلى المقتدر، واستأذنه في قتله، فتأخر عنه الجواب، فخاف أن يبدو للمقتدر فيه رأي لما قد استمال من الخواص بزهده وتعبده في الحبس، فنفذ إلى المقتدر أنه قد ذاع كفره وادعاؤه الربوبية، وإن لم يقتل افتتن الناس، وتجرى قوم على الله تعالى والرسل.) فأذن المقتدر في قتله. وطلب حامد صاحب الشرطة محمد بن عبد الصمد، وأمره أن يضربة ألف سوط،

(23/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 38
فإن مات وإلا يقطع يديه ورجليه. فلما كان يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة أحضر الحلاج مقيداً إلى باب الطاق وهو يتبختر بقيده ويقول:
(حبيبي غير منسوب .......... إلى شيء من الحيف)

(سقاني مثل ما يشرب .......... فعل الضيف بالضيف)

(فلما دارت الكاس .......... دعا بالنطع والسيف)

(كذا من يشرب الراح .......... مع النين في الصيف)
فضرب ألف سوط، ثم قطعت يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته. وذكر أن حوقل قال: ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلاج، زعم أنه من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، ومنع نفسه عن الشهوات يترقى في درج المصافاة حتى يصفوا عن البشرية طبعه، فإذا صفى حل فيه روح الله الذي كان منه إلى عيسى بن مريم عليه السلام، فيصير مطاعاً، يقول للشيء: كن فيكون فكان الحلاج يتعاطى ذلك، ويدعو إلى نفسه، حتى استمال جماعة من الوزراء والأمراء وملوك الجزيرة والجبال والعامة. وقال أبو الفرج بن الجوزي: قد جمعت كتاباً سميته القاطع لمحال اللجاج بحال الحلاج، وقال: قد كان هذا الرجل يتكلم بكلام الصوفية فتندر له

(23/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 39
كلمات حسان، ثم يخطلها بأشياء لا تجوز. وكذلك أشعاره، فقال: فمنها:
(سبحان من أظهر ناسوته .......... سر سنا لاهوته الثاقب)

(ثم بدا في خلقه ظاهراً .......... في صورة الآكل والشارب)

(حتى لقد عاينه خلقه .......... كلحظة الحاجب بالحاجب)
قال: ولما حبس ببغداد استغوى جماعة، فكانوا يستنشقون بوله، ويقولون: إنه يحيي الموتى. وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد بن العباس في وزارته أمر الحلاج، وأنه قد موه على جماعة من الخدم والحشم وأصحاب المقتدر، وعلى خدم نصر بن الحاجب بأنه يحيي الموتى،) وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد. وأن حمد بن محمد الكاتب قال: إنه مرض فشرب بوله، فعوفي، وكان محبوساً بدار الخلافة. وسعي إلى حامد برجل يعرف بالسمري وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أن الحلاج إله وأنه يحيي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر. وكانت ابنة السمري صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السلطان مدة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يوماً: قد زوجتك من سليمان ابني وهو بنيسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها خلاف، فإن جرى منه ما تكرهينه، فصومي يومك، واصعدي آخر

(23/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 40
النهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأفطري على الملح، واذكري ما أنكرتيه منه، فإني أسمع وأرى. قالت: وكنت نائمة ليلة وهو قريب مني، وابنته عندي، فما حسست به إلا وقد غشيني، فانتبهت فزعة فقلت: ما لك قال: إنما جئت لأوقظك للصلاة. وقالت لي بنته يوماً: اسجدي له. فقلت: أو يسجد أحد لغير الله وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض. وذكر القصة إلى أن قال: فسلمه حامد الوزير إلى صاحب الشرطة وقال: اضربه ألف سوط، فإن مات فحز رأسه وأحرق جثته، وإن لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الجسر. ففعل به ذلك، وبعث برأسه إلى خراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدون أربعين يوماً ينتظرون رجوعه. وزعم بعضهم أنه لم يقتل، وأن عدواً له ألقي عليه شبهه. وبعضهم ادعى أنه رآه في غد ذلك اليوم في طريق النهروان راكباً على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الذين ظنوا أنني أنا الذي قتلت ما أنا ذاك.

(23/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 41
وأحضر حامد الوراقين واستحلفهم أن لا يبيعوا شيئاً من كتب الحلاج ولا يشترونها. وقيل: إن الحلاج لم يتأوه في ضربه. وقيل: إن يده لما قطعت كتب الدم على الأرض: الله الله وليس ذلك بصحيح. وسائر مشايخ الصوفية ذموا الحلاج إلا ابن عطاء، ومحمد بن خفيف الشيرازي، وإبراهيم بن) محمد النصراباذي، فصححوا حاله ودونوا كلامه. ثم وقفت على الجزء الذي جمعه ابن باكويه في الحلاج فقال: حدثني حمد بن الحلاج، وذكر فصلاً قد تقدم قطعة منه، إلى أن قال: حتى أخذه السلطان وحبسه، فذهب نصر القشوري واستأذن الخليفة أن يبني له بيتاً في الحبس، فبنى له داراً صغيرة بجنب الحبس، وسدوا باب الدار، وعملوا حواليه سوراً، وفتحوا بابه إلى الحبس، وكان الناس يدخلون عليه سنة، ثم منعوا، فبقي خمسة أشهر لا يدخل عليه أحد، إلا مرة رأيت أبا العباس بن عطاء الأدمي دخل عليه بالحيلة. ورأيت مرة أبا عبد الله عبد الله بن خفيف وأنا براً عند والدي بالليل والنهار عنده. ثم حبسوني معه شهرين، وعمري يومئذ ثمانية عشر عاماً. فلما كانت الليلة التي أخرج من صبيحتها، قام فصلى ركعات، ثم لم يزل يقول: مكر مكر إلى أن مضى أكثر الليل. ثم سكت طويلاً ثم قال: حق، حق. ثم قام قائماً، وتغطى بإزار، واتزر بمئزر، ومد يده نحو القبلة، وأخذ في المناجاة. وكان خادمه حاضراً، فحفظنا بعضها. فكان من مناجاته: نحن شواهدك، نلوذ بسنا عزتك، لتبدى ما شئت من شأنك ومشيئتك،

(23/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 42
أنت الذي في السماء إله وفي الأرض إله، يا مدهر الدهور، ومصور الصور، يا من ذلت له الجواهر، وسجدت له الأعراض، وانعقدت بأمره الأجسام، وتصورت عنده الأحكام. يا من تجلى لما شاء، كما شاء، كيف شاء، مثل التجلي في المشيئة لأحسن الصورة. وفي نسخة: مثل تجليك في مشيئتك كأحسن صورة. والصورة هي الروح الناطقة التي أفردته بالعلم والبيان والقدرة. ثم أوعزت إلى شاهدك لأني في ذاتك الهوي اليسير لما أردت بدايتي، وأظهرتني عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، وأبديت حقائق علومي ومعجزاتي، صاعداً في معارجي إلى عروش أوليائي، عند القول من برياتي، إني أحتضر وأقتل وأصلب وأحرق، وأحمل على السافيات الذاريات. وإن الذرة من ينجوج مظان هيكل متجلياتي لأعظم من الراسيات. ثم أنشأ يقول:
(أنعى إليك نفوساً ماج شاهدها .......... فيما وراء الغيب وفي شاهد القدم)

(أنعى إليك قلوباً طالما هطلت .......... سحايب الوحي لها أو بحر الحكم)
)
(أنعى إليك لسان الحق من زمن .......... أودى وتذكاره في الوهم كالعدم)

(23/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 43
(أنعى إليك بياناً تستبشر له .......... أقوال كل فصح مقول فيهم)

(أنعى إليك إشارات العقول معاً .......... لم يبق منهن إلا دارس العلم)

(أنعى وحقك أحلاماً لطائفة .......... كانت مطاياهم من مكمد الكظم)

(مضى الجميع، فلا عين ولا أثر .......... مضي عاد وفقدان الأولى إرم)

(وخلفوا معشراً يجدون لبستهم .......... أعمى من البهم بل أعمى من النعم)
ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوصني يا سيدي. فقال: هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك. فلما اصبحنا أخرج من الحبس، فرأيته يتبختر في قيده ويقول: نديمي غير منسوب. الأبيات. ثم حمل وقطعت يداه ورجلاه، بعد أن ضرب خمسمائة سوط، ثم صلب، فسمعته وهو على الجذع يناجي ويقول: إلهي، أصبحت في دار الرغائب أنظر إلى العجائب، إلهي إنك تتودد إلى من يؤذيك، فكيف لا تتودد إلى من لا يؤذى فيك. ثم رأيت أبا بكر الشبلي وقد تقدم تحت الجذع، وصاح بأعلى صوته يقول: أولم أنهك عن العالمين. ثم قال له: ما التصوف قال: أهون مرقاة عندي ما ترى.

(23/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 44
قال: فما أعلاه ليس لك إليه سبيل، ولكن سترى غداً ما يجري، فإن في الغيب ما شهدته وغاب عنك. فلما كان بالعشي جاء الإذن من الخليفة بأن تضرب رقبته، فقالوا: قد أمسينا ويؤخر إلى الغداة. فلما أصبحنا أنزل وقدم لتضرب رقبته، فسمعته يصيح ويقول بأعلى صوته: حسب الواحد إفراد الواحد له. وقرأ هذه الآية: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق. وهذا آخر كلامه. ثم ضربت رقبته، وعلق في بارية، وصب عليه النفط وأحرق، وحمل رماده إلى رأس المنارة لتسفيه الرياح.) وسمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاث من قتل والدي، قال: رأيت العزة في المنام، وكأني واقف بين يديه قلت: يا رب ما فعل الحسين بن منصور قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلق إلى نفسه، أنزلت به ما رأيت. قال ابن باكويه: سمعت أبا القاسم يوسف بن يعقوب النعماني يقول: سمعت الإمام ابن الإمام أبا بكر محمد بن داود الفقيه الإصبهاني يقول: إن كان ما أنزل الله على نيته حق فما يقول الحلاج باطل. وكان شديداً عليه. قال: وسمعت أبا الفوارس الجوزقاني بقرميسين: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدعاوي فلينظر إلى الحلاج وما جرى عليه.

(23/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 45
سمعت عيسى القزويني سأل أبا عبد الله بن خفيف: ما تعتقدون في الحلاج فقال: اعتقد فيه أنه رجل من المسلمين فقط. فقال له: قد كفره المشايخ وأكثر المسلمين فقال: إن كان الذي رأيته منه في الحبس لم يكن توحيداً، فليس في الدنيا توحيد. قلت: قول ابن خفيف لا يدل على شيء، فإنه لا يلزم أن المبطل لا يعمل بالحق بل قد يكون سائر عمله حق وعلى الحق، ويكفر بفعلة واحدة، أو بكلمة تحبط عمله. قال ابن باكويه: سمعت علي بن الحسن الفارسي بالموصل قال: سمعت أبا بكر بن أبي سعدان يقول: قال لي الحسين بن منصور: تؤمن بي، حتى أبعث إليك بعصفورة تطرح من ذرقها وزن حبة على كذا مناً من نحاس، فيصير ذهباً قلت: بل أنت تؤمن بي حتى أبعث إليك بفيل يستلقي، فتصير قوائمه في السماء، فإذا أردت أن تخفيه أخفيته في عينك قال: فبهت وسكت. ثم قال ابن أبي سعدان: هو مموه مشعوذ. سمعت عيسى بن بزول القزويني، وسأل أبا عبد الله هذه الأبيات: سبحان من أظهر ناسوته الأبيات الثلاثة، فقال ابن خفيف: على قائلها لعنة الله. فقال عيسى: هي للحلاج. فقال: إن كانت اعتقاده فهو كافر، إلا أنه لم يصح أنه له، ربما يكون مقولاً عليه.)

(23/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 46
سمعت محمد بن علي الحضرمي بالنيل يقول: سمعت والدي يقول: كنت جالساً عند الجنيد، إذ ورد شاب حسن الوجه، عليه خرقتان، فسلم وجلس ساعة، ثم اقبل عليه الجنيد فقال: سل ما تريد. فقال: ما الذي بائن الخليقة عن رسوم الطبع فقال الجنيد: أرى في كلامك فضولاً، لم لا تسأل عما في ضميرك من الخروج والتقدم على أبناء جنسك فسكت، وسكت الجنيد ساعة، ثم أشار إلى أبي محمد الجريري أن قم، فقمنا، وتأخرنا قليلاً، فأقبل الجنيد يتكلم عليه، وأقبل هو يعارضه، إلى أن قال: أي خشبة تفسد فبكى وقام، فتبعه الجريري إلى أن خرج إلى مقبرة وجلس، فقال لي أبو محمد الجريري: قلت في نفسي: هو في حدة شبابه واستوحش منا، وربما به فاقة. فقصدت صديقاً لي فقلت: اشتر خبزاً وشواء وفالوذج بسكر، واحمله إلى موضع كذا وكذا، مع ثليجة ماء وخلال، وقليل أشنان. وبادرت إليه، فسلمت وجلست عنده، وكان قد جعل رأسه بين ركبتيه، فرفع رأسه وانزعج، وجلس بين يدي، وأخذت ألاطفه وأداريه إلى أن جاء صديقي. ثم قلت له: تفضل. فمد يده وأكل قليلاً. ثم قلت له: من أين القصد ومن أين القصر قال: من البيضاء، إلا أني ربيت بجوزستان والبصرة. فقلت: ما الاسم قال: الحسين بن منصور. وقمت وودعته، ومضى على هذا خمس وأربعون سنة، ثم سمعت أنه صلب وفعل به ما فعل. وقد ذكره السلمي في تاريخه، ثم قال: فهذه أطراف مما قال المشايخ فيه من قبول ورد، والله أعلم بما كان عليه. وهو إلى الرد أقرب. وقد هتك الخطيب حال الحلاج في تاريخه الكبير، وشفى وأوضح أنه

(23/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 47
كان ساحراً مموهاً سيئ الاعتقاد. فصل من ألفاظه عليك بنفسك، إن لم تشغلها بالحق، شغلتك عن الحق.) وقيل إنه لما صلب، يعني سنة إحدى وثلاثمائة، قال: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها، والذين آمنوا مشفقين منها ويعلمون أنها الحق. وقال: حجبهم الاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقائق لماتوا. وقال: علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة. قيل: هذا كلام نجس، لأن الله تعالى يقول: ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها الآية. وقال: لأفضل الأمة الصحابة وهم الصحابة. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة، فهو والله مدع فشار وأحمق بطال، بل مريد للدنيا والآخرة. وكتب الحلاج مرة إلى أبي العباس بن عطاء كتاباً فيه من شعره:
(كتبت ولم أكتب إليك وإنما .......... كتبت إلى روحي بغير كتاب)

(وذاك لأن الروح لا فرق بينها .......... وبين محبيها بفضل خطاب)

(فكل كتاب صادر منك وارد .......... إليك بلا رد الجواب جوابي)
وله:
(مزجت روحك في روحي كما .......... تمزج الخمرة بالماء الزلال)

(فإذا مسك شيء مسني .......... فإذا أنت أنا في كل حال)

(23/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 48
وقيل: إنه لما أخرج ليقتل، قال:
(طلبت المستقر بكل أرض .......... فلم أر لي بأرض مستقرا)

(أطعت مطامعي فاستعبدتني، .......... ولو أني قنعت لكنت حرا)
وأخباره أكثر من هذا في تاريخ الخطيب، وفيما جمع ابن الجوزي من أخباره، ثم إني أفردتها في جزء.

(23/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 49
4 (أحداث سنة عشر وثلاثمائة)

4 (القبض على أم موسى القهرمانة)
فيها قبض المقتدر على أم موسى القهرمانة وأهلها، وأسبابها، لأنها زوجت بنت أخيها أبي بكر بمحمد بن إسحاق بن المتوكل على الله، وكان من سادة بني العباس يترشح للخلافة، فتمكن أعداؤها من السعي عليها.) وكانت قد أسرفت في نثار المال على صهرها. وبلغ المقتدر أنها تعمل له على الخلافة، فكاشفتها السيدة أم المقتدر وقالت: قد دبرت على ولدي، وصاهرت ابن المتوكل حتى تقعديه في الخلافة، وجمعت له الأموال. فسلمتها وأخاها وأختها إلى ثمل القهرمانة. وكانت ثمل موصوفة بالشر وقساوة القلب، فبسطت عليهم العذاب، واستخرجت منهم أموالاً وجواهر، فيقال إنه حصل من جهتهم ما مقداره ألف ألف دينار.
4 (عزل ابن البهلول عن قضاء بغداد)
وفيها عزل عن قضاء مدينة السلام أحمد بن إسحاق بن البهلول بعمر بن الحسين بن الأشناني. ثم عزل عمر بعد أيام.

(23/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 50
4 (بغلة يرضعها فلو)
وفيها بعث الحسين بن أحمد المادرائي من مصر تقادم، فيها بغلة خلفها فلو يرضعها فيما قيل. والله أعلم.

(23/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 51
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا.)

5 (الطبقة الحادية والثلاثون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد ابن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان. مولى بني العباس، أبو نصر سلطان ما وراء النهر. قتله غلمانه في جمادى الآخرة من السنة، وقام بالأمر بعده ابنه أبو الحسن نصر ثلاثين سنة. وهم بيت إمرة وحشمة، لهم أخبار. وكان أبو نصر حسن السيرة عظيم الحرمة. أحمد بن حرب المعدل المقرئ. صاحب أبي عمرو الدوري. قرأ عليه: المطوعي. وطريقه في كتاب المبهج لأبي محمد.

(23/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 52
أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح. أبو جعفر العقيلي الإصبهاني الفابزاني، فابزان من قرى إصبهان. روى عن أبيه، عن النعمان بن عبد السلام، شيخ إصبهان. وعنه: الطبراني، وأحمد العسال، وأبو الشيخ. أحمد بن الصقر بن ثوبان. أبو سعيد الطرسوسي، ثم البصري. مستملي بندار. حدث ببغداد عنه، وعن: أبي كامل الجحدري، ومحمد بن موسى الحرشي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو الفتح الأزدي، وابن لؤلؤ. وثقه الخطيب. أحمد بن قتيبة بن سعيد بن قتيبة أبو الفضل الأسدي الكرابيسي. توفي في جمادى الآخرة.) أحمد بن قدامة. أبو حامد البلخي. حدث ببغداد عن قتيبة. وعنه: أبو بكر القطيعي، ومخلد الباقرحي، وأبو الطاهر الذهلي القاضي. قال الخطيب: ما علمت إلا خيراً. وقال: مات سنة ست وثلاثمائة، وضبب كما ترى.

(23/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 53
أحمد بن محمد بن سريج. أبو العباس الفأفاء. ثقة، من شيوخ إصبهان. سمع بنيسابور من: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ. وهو اقدم من الفقيه أبي العباس بن سريج وفاة وسماعاً. أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاء. أبو بكر البغدادي. سمع: سويد بن سعيد، ومحمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، وأبا معمر الهذلي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو بكر محمد بن غريب البزاز. ووقع لنا موطأ سويد عن مالك، من رواية ابن غريب، عنه. قال الدارقطني: لا بأس به. أحمد بن محمد بن عبد الله بن مصعب. الفقيه أبو العباس الجمال الإصبهاني. روى عن: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وقطن بن إبراهيم، وأحمد بن الفرات. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة.

(23/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 54
أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين. جد الحافظ ابن شاهين لأمه. كان ثبتاً عارفاً. كتب بمصر والشام والعراق.) وروى عن: أبي همام الوليد بن شجاع، وعبد الله بن عمر بن أبان، ويعقوب الدورقي. وعنه: أبو بكر النجاد، والباقرحي في مشيخته، وغيرهما. أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل. أبو الحسن الهروي. عن: الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: أبو علي بن هارون، وقدماء الدمشقيين. ومن أهل هراة: محمد بن عبد الله بن خميرويه، ومحمد بن أحمد بن حمزة الخياط. وكان ثقة صالحاً. أحمد بن هارون بن روح. أبو بكر البرديجي البرذعي الحافظ، نزيل بغداد. روى عن: أبي سعيد الأشج، وعلي بن أشكاب، وهارون بن إسحاق، وبحر بن نصر المصري، وجماعة. ورحل وصنف. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن لؤلؤ، وابن الصواف، وغيرهم. قال الدارقطني: ثقة، جبل.

(23/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 55
وقال الحاكم: سمع منه شيخنا أبو علي بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة. قلت: كان الحاكم وهم، فإن أبا علي حج سنة ثلاثمائة. وكانت وفاة لبرديجي ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة. قال الحاكم: قدم على محمد بن يحيى الذهلي فأفاد واستفاد. وسمع منه: أحمد بن المبارك المستملي، ولا أعرف إماماً من أئمة عصره إلا وعليه انتخاب. قال الخطيب: كان ثقة فهماً حافظاً. قال أحمد بن كامل: مات في رمضان سنة إحدى ببغداد. أحمد بن يعقوب بن إبراهيم. ابن أخي العرق، المقرئ. حدث عن: محمد بن بكار، وجبارة بن المغلس، وداود بن رشيد.) وعنه: مخلد الباقرحي، والشافعي، وعيسى الرخجي. وكان ثقة مقرئاً، توفي في جمادى الأولى. إبراهيم بن أسباط بن السكن البزاز. كوفي، سمع: عاصم بن علي، وبشر بن الوليد، ومنصور بن أبي مزاحم. وعنه: عبد الباقي بن قانع، والجعابي. لم يرو عن عاصم بن علي سوى حديث من كذب علي.

(23/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 56
وأبو حفص الزيات، وهو آخر من حدث عنه. وثقه الدراقطني.

(23/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 57
توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة اثنتين. إبراهيم بن عاصم بن موسى. مصري، ذو مزاح ومجون مع ثقة ودين. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود. كتب عنه: أبو سعيد بن يونس. وورخ موته فيها. إبراهيم بن محمد بن الهيثم. أبو القاسم القطيعي. صاحب الطعام. في جمادى الآخرة. إبراهيم بن يوسف بن خالد. أبو إسحاق الرازي الهسنجاني الحافظ. رحال جوال. سمع: هشام بن عمار، وطالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وهذه الطبقة. وله مسند كبير يزيد على مائة جزء، رواه عنه ميسرة بن علي القزويني. وممن روى عنه: أبو عمرو بن مطر، والحافظ أبو علي النيسابوريان وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي الجرجانيان وأبو بكر أحمد بن علي

(23/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 58
الديلمي، والعباس بن الحسين الصفار وهو آخر من حدث عنه بالري.) قال أبو علي النيسابوري: هو ثقة مأمون. ورخ أبو الشيخ وفاته. إبراهيم بن هانئ بن خالد المهلبي. أبو عمران الجرجاني الفقيه الشافعي الزاهد. تفقه عليه جماعة من أهل جرجان كأبي بكر الإسماعيلي. وقد سمع بسمرقند من: أبي محمد الدارمي وببغداد من: أحمد بن منصور الرمادي، وغيره. روى عنه: أبو بكر الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي، وإبراهيم بن موسى السهمي، وغيرهم. وكان من جلة العلماء. إسحاق بن أحمد بن الساماني. أبو يعقوب الأمير. كان على مظالم بخارى في دولة أخيه إسماعيل. وقد روى عن: أبيه، والدارمي. وعنه: صالح بن أبي رميح، وعبد الله بن يحيى القاضي. توفي في صفر مسجوناً ببخارى.

(23/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 59
4 (حرف الباء)
بكر بن أحمد بن مقبل. ورخه عبد الرحمن بن مندة. وولاؤه لبني هاشم. كان من حفاظ أهل البصرة. يروي عن: عبد الله بن معاوية الجمحي، وأبي حفص الفلاس، وعبد الملك بن هوذة بن خليفة، وطائفة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وجماعة.

(23/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 60
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض. أبو بكر الفريابي الواعظ، المصنف.) قاضي الدينور، وأحد أوعية العلم والفهم. طوف الدائرة الإسلامية، ورحل من الترك إلى مصر. وحدث ببغداد، وغيرها عن: قتيبة، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبي جعفر عبد الله النفيلي، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ومحمد بن الحسن البلخي، وأمم سواهم. وعنه: أبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي، وابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والطبراني، وأبو بكر الجعابي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي، وأبو الفضل الزهري، وآخرون. وكان ثقة حجة. قال أبو علي الصواف: سمعته يقول: كل من لقيته لم أسمع منه إلا من لفظه، إلا ما كان من شيخين: أبي مصعب الزهري، فإنه ثقل لسانه،

(23/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 61
والمعلى بن مهدي بالموصل. وكتبت من سنة أربع وعشرين ومائتين. وعن أبي حفص الزيات قال: لما ورد الفريابي إلى بغداد استقبل بالطيارات والزبازب، ووعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل: كانوا نحو ثلاثين ألفاً. وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر. وقال أبو الفضل الزهري: لما سمعت من الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لا يكتب. وقال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفرياني وفيه عشرة آلاف أو أكثر. وقال أبو بكر الخطيب: والفريابي قاضي الدينور من أوعية العلم ومن أهل المعرفة والفهم. طوف شرقاً وغرباً، ولقي الأعلام، وكان ثقة حجة. وقال الدارقطني: قطع الفرياني الحديث في شوال سنة ثلاثمائة. وقال أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد والفرياني حي، وقد أمسك عن التحديث. ودخلنا عليه غير مرة وبكيت بين يديه، وكنا نراه حسرة. توفي رحمه الله في المحرم سنة إحدى، وولد سنة سبع ومائتين. وكان الفرياني حفر لنفسه قبراً رضي الله عنه. جعفر بن محمد السوسي.) أبو الفضل المجاور بمكة. عنده عن: علي بن بحر بن بري.

(23/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 62
4 (حرف الحاء)
الحسن بن إبراهيم بن بشار. أبو علي الفابزاني الإصبهاني. عن: سليمان الشاذكوني، وعبيد الله بن عمر. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن محمد، والإصبهانيون. الحسن بن الحباب بن مخلد. أبو علي البغدادي الدقاق المقرئ. سمع: لويناً، ومحمد بن أبي سمينة، وأحمد بن أبي بزة المقرئ. وكان من شيوخ المقرئين وثقاتهم. عرض على: البزي، ومحمد بن غالب الأنماطي. أخذ عنه القراءة: ابن مجاهد، وابن الأنباري، والنقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، وجماعة. روى عنه: أبو علي بن الصواف، ومحمد بن عمر الحنائي، وجماعة.

(23/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 63
الحسن بن سليمان بن نافع. أبو معشر الدارمي البصري. نزل بغداد وحدث. عن: أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وعبد الصمد الطستي، ومخلد الباقرحي، وعلي بن لؤلؤ. ووثقه الدارقطني. مات في جمادى الآخرة. الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم. أبو علي الأنصاري الهروي الحافظ. روى عن: سويد بن سعيد، وهشام بن عمار، وسعيد بن منصور، وسويد بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وخالد بن هياج، وخلق سواهم.) روى عنه: بشر بن محمد المزني، ومنصور بن العباس، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر النقاش المقرئ. وكان أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه وله تاريخ صنفه على وضع تاريخ البخاري. وثقه الدارقطني.

(23/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 64
وقال أبو الوليد الباجي: لا بأس به. وذكره ابن أبي حاتم في تاريخه، وقال: هو المعروف بابن خرم. كتب إلي بجزء من حديثه، عن خالد بن هياج بن بسطام، فيه بواطيل، فلا أدري منه أو من خالد. قتل: خالد له مناكير عن أبيه، والحسين فثقة حافظ. ورخه أبو النضر الفامي. الحسين بن زكريا بن يحيى. أبو علي المصري التمار. توفي في ربيع الآخر. حماد بن مدرك بن حماد. أبو الفضل الفسنجاني. قيده ابن ماكولا. حدث بشيراز عن: عمرو بن مرزوق، وأبي عمر الحوضي، وطبقتهما. وعنه: محمد بن بدر الحمامي، والزاهد محمد بن خفيف. توفي في جمادى الآخرة، وقد قارب المائة. حمدان بن عمرو. أبو جعفر الموصلي الوزان. يروي عن: غسان بن الربيع، ومعلى.

(23/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 65
حمدان بن الهيثم التيمي الإصبهاني. ثقة، دين. يروي عن: عبد الله بن عمر الزهري. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وأبو مسلم عبد الرحمن أخو أبي الشيخ، وعدة.) حميد بن يونس. أبو غانم الزيات. بغدادي. سمع: يوسف بن موسى القطان، وغيره. وعنه: مخلد الباقرحي، ومحمد بن عبد الله الشافعي. وقبلهما محمد بن مخلد، وغيره. وله رحلة إلى مصر.
4 (حرف الخاء)
خالد بن غسان. أبو عبس السلمي. ورخه ابن مندة. لا أعرفه.

(23/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 66
4 (حرف السين)
سعيد بن خمير. أبو عثمان الربعي القرطبي. سمع من: أبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مزين. وفي الرحلة من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وكان ذا فضل وعبادة وورع وعلم. روى عنه: الأعناقي، وابن أيمن، وأحمد بن عبادة. توفي في صفر.
4 (حرف الصاد)
صالح بن الحسين بن الفرح. أبو الحسين. ذكره ابن مندة. لا أعرفه.

(23/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 67
4 (حرف العين)
) عامر بن أحمد بن محمد. أبو الحسن الشونيزي، الشافعي. سكن إصبهان، وحدث عن: أحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وإبراهيم بن فهد. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ. عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. أبو العباس الأموي. مولاهم البغدادي الفقيه. ولي قضاء مدينة المنصور. وكان ذا قدر وجلالة. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بدرون الأندلسي. من أهل الجزيرة. سمع من: محمد بن أحمد العتبي. ورحل فسمع من: أحمد بن أخي ابن وهب، ومحمد بن عبد الله بن

(23/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 68
عبد الحكم، وأحمد بن عبد الرحيم البرقي، ومحمد بن سحنون القيرواني. وكان أديباً لغوياً، فيه زهد وورع. عبد الله بن محمد بن ناجية بن نخبة. أبو محمد البربري، ثم البغدادي، الحافظ. سمع: أبا معمر الهذلي، وسويد بن سعيد، وعبد الواحد بن غياث، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حماد، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، وأبو القاسم بن النحاس، وإسحاق النعالي، ومحمد بن المظفر، وعمر بن محمد الزيات، وآخرون. وكان ثقة ثبتاً، عارفاً ممتعاً بإحدى عينيه. توفي في رمضان عن سن عالية. أقدم ما عنده أصحاب حماد بن سلمة. وطلبه للحديث بعد الثلاثين ومائتين.) وله مسند كبير في عدة مجلدات. قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: ناولني خلف بن القاسم الحافظ مسند ابن ناجية، وهو في مائة واثنتين وثلاثين جزءاً، بروايته عن أبي قتيبة سلم بن الفضل البغدادي، عن ابن ناجية، رحمه الله تعالى.

(23/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 69
عبد الله بن محمد بن حيان بن فروخ. أبو محمد بن مقير البغدادي. سمع: محمود بن غيلان، وعبد الله بن عمر بن أبان، وغيرهما. وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الإسماعيلي. وكان ثقة. توفي في رمضان أيضاً. عبد الله بن الوليد العكبري. عن: محمد بن موسى الحرشي، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والإسماعيلي، وابن بخيت. وكان ثقة صالحاً. عبد الله بن وهيب الجذامي الغزي. سمع: محمد بن أبي السري العسقلاني، والعباس بن الوليد البيروتي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي، وجماعة. عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن شيرازد. أبو محمد السرخسي، قاضي طبرستان، ثم قاضي نسف. روى عن: علي بن حجر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، والحسين بن حريث. وأملى مجالس.

(23/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 70
وعنه: حماد بن شاكر، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، وجماعة. علي بن روحان الدقاق. بغدادي.) روى عن: زيد بن أخزم، وغيره. وعنه: الطستي، والطبراني، وعبد الله بن عدي. ورخه الخطيب. عمران بن موسى بن يحيى بن جبارة، بالكسر،. أبو القاسم المصري الحمراوي المؤدب. يروي عن: عيسى بن حماد زغبة، وغيره. وعنه: المصريون. عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص. أبو عبد الله المكي الصوفي الزاهد. من أئمة القوم. صحب أبا سعيد الخراز، ولقي أبا عبد الله النباجي، وله مصنفات كثيرة في علم المعاملات والإشارات. سمع من: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحراني.

(23/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 71
وعنه: أبو الشيخ، ومحمد بن أحمد الإصبهانيان، وجعفر الخلدي، وغيرهم. وكان قد قدم إصبهان زائراً لعلي بن سهل. قال أبو نعيم: توفي بعد الثلاثمائة. وقيل: قبل الثلاثمائة. ومن كلامه: العلم قائد، والخوف سائق، والنفس حرون بين ذلك جموح، خداعة، رواغة، فاحذرها وراعها بسياسة العلم، وسقها بتهديد الخوف. وله كلام عال من هذا النوع. وقيل: توفي سنة سبع وتسعين وقيل: سنة إحدى وتسعين. دكره أبو عبد الرحمن السلمي وقال: كان ينتسب إلى الجنيد، وكان قريباً منه في السن والعلم. وسمعت أبا عبد الله الرازي يقول: لما ولي عمرو قضاء جدة هجره الجنيد، رحمهما الله. عيسى بن إبراهيم بن موسى. أبو عبد الله القمي.) توفي بمصر في ذي الحجة.

(23/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 72
4 (حرف القاف)
القاسم بن فورك. أبو محمد الكنبركي الإصبهاني. رحل وسمع: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وعلي بن سعيد بن مسروق، وعمار بن خالد الواسطي، ونحوهم. وعنه: الطبراني، والعسال، وأبو الشيخ، وأهل بلده.
4 (حرف الكاف)
كثير بن نجيح. أبو الخير المصري. رأى عيسى بن المنكدر، وعبد الله بن عبد الحكم. وسأل أصبغ بن الفرج مسائل. قال ابن يونس: قال لي: ولدت سنة أربع ومائتين. مات في رمضان. وكان رجلاً صالحاً قارب المائة.

(23/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 73
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي. القاضي أبو عبد الله. سمع: عمرو بن علي الصيرفي، ويعقوب الدورقي. وعنه: الجعابي، والطحاوي، وأبو حفص الزيات. وكان ثقة. محمد بن أحمد بن سعيد. أبو مسلم الإصبهاني المكتب. عن: أبي سعيد الأشج، وعمرو بن عبد الله الأودي. وعنه: أبو أحمد العسال، وغيره.) محمد بن أحمد بن سيد حمدويه. أبو بكر التميمي الدمشقي الزاهد. ويقال: إنه مولى بني هاشم. له الكرامات والأحوال. صحب القاسم الجوعي، وحدث عنه، وعن: مؤمل بن إهاب، وشعيب بن عمرو.

(23/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 74
روى عنه: أبو بكر، أبو زرعة ابنا أبي دجانة، وابن أبي القاسم، وأبو أحمد بن الناصح، وأبو هاشم المؤدب، وأبو صالح صاحب مسجد أبي صالح الذي هو بظاهر باب شرقي، وآخرون. وكانوا يقلبونه المعلم. وقال أبو أحمد بن المفسر: أقام أبو بكر بن سيد حمدويه خمسين سنة ما استند ولا مد رجله بين يدي الله هيبة له. وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي: حدثني عمر بن البري أن المعلم ابن سيد حمدويه أضاف به قوم فقال لرجل من أصحابه: جئني بشواء ورقاق، فجاءه به، فقدمه إليهم، فقالوا: يا أبا بكر، ما هذا من طعامنا. قال: أيش طعامكم قالوا: البقل. فأحضره لهم فأكلوا، وأكل هو الشواء، وقاموا يصلون بالليل، ونام هو على ظهره، وصلى بهم صلاة الغداة وهو على وضوء العشاء، وقال لهم: تخرجون بنا نتفرج فخرجوا إلى الحدعشرية عند البريكة، فأخذ رداءه فألقاه على الماء وصلى عليه، ثم دفع إلي الرداء ولم يصبه ماء، ثم قال: هذا عمل الشواء، فأين عمل البقل. وقال ابن أبي نصر: حدثني عمر بن سعيد أن أبا بكر قال: خرجت حاجاً فصرنا إلى معان، وأصابنا شتاء، فجمعت ناراً أصطلي، فإذا برجل قائم فقال: يا غلام سر. فقمت وسرت وراءه، فأخذنا المطر حتى انتهينا إلى رابية فقال: قد طلع الفجر فصل بي. فصليت به، ثم لاحت برقة على جدار فاقل: هذه المدينة ادخلها وانتظر أصحابك. فدخلت فأقمت أربعة عشر يوماً حتى قدموا. وبه أن كلباً نبح بالليل على ابن سيد حمدويه فأخسأه، فمات. توفي رضي الله عنه في صفر سنة إحدى وثلاثمائة. وله كرامات سوى ما ذكرنا. محمد بن بشر بن يوسف.

(23/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 75
أبو الحسن القرشي، مولاهم الدمشقي القزاز. عرف بابن مامويه. مكثر عن: هشام بن عمار، ودحيم.) وقرأ القرآن على: هشام ورحل إلى مصر والعراق. وروى عن: أبي الطاهر بن السرح، وحفص الربالي، وطبقتهما. قال ابن عدي: كان أروى الناس عن هشام بن عمار. كانت عنده كتبه كلها. قرأ عليه: أبو بكر محمد الداجوني. وحدث عنه: الطبراني، وابن عدي الجرجاني. محمد بن حبان بن الأزهر العبدي. أبو بكر القطان البصري. حدث ببغداد عن: أبي عاصم النبيل، وعمرو بن مرزوق. وعنه: أبو الطاهر الذهلي، وابن عدي، وأبو بكر الجعابي، والإسماعيلي، وعمر بن سنبك. ضعفه الحافظ محمد بن علي الصوري. وكان قد نزل بغداد. قال ابن سبنك: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن ابن حبان. ومات سنة إحدى. قلت: ومن طبقته. محمد بن حبان.

(23/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 76
بالضم أيضاً، ابن بكر بن عمرو الباهلي البصري. نزل بغداد في المحرم، وحدث عن: أمية بن بسطام، وكامل بن طلحة، ومحمد بن منهال. روى عنه: الطبراني، وأبو علي النيسابوري. وهو الأول، بناء على أن الأزهر لقب بكر، أو هو جد أعلى، أو وقع وهم في نسبه. وقد وهم عبد الغني المصري الحافظ وقيده بالفتح وقال: ثنا عنه الذهلي. قال: وبضم الحاء، محمد بن حبان، حدث عنه أبو قتيبة، مسلم بن الفضل. قال الصوري: وهما واحد، وهو بالضم. قلت: ليس عند الطبراني عنه سوى حديث واحد، عن كامل بن طلحة، أورده عنه في معجمه الأصغر والأوسط، وهو ضعيف. وقال ابن مندة الحافظ: ليس بذاك. وأما ابن ماكولا فقال: محمد بن حبان بن الأزهر الباهلي، بالفتح، عن: أبي عاصم. وعنه:) أحمد بن عبيد الله النهرديري. ومحمد بن حبان أبو بكر، عن: أبي عاصم. ذكره عبد الغني، وهو متقن لا يخفى عليه أمر شيخ شيخه. وكان القاضي أبو طاهر الذهلي من المتثبتين لا يخفى عليه أمر شيخه. وقال الصوري: إنما هو واحد. قال ابن ماكولا: ولم يأت بشيء، فإنهما اثنان، والنسبة تفرق بينهما. والله أعلم. وجد أحدهما الأزهر وجد الآخر بكر. قال: فإن كان شيخنا الصوري يقد أتقنه بالضم، فقد غلط في تصوره أنهما

(23/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 77
واحد. وهما اثنان، كل منهما محمد بن حبان. وإن لم يكن أتقنه فالأول بالفتح، وهذا بالضم. قلت: لم يقل الصوري هما واحد إلا باعتبار الاثنين المسمين أما باعتبار الرجل الآخر الذي ذكره الدارقطني فيكونون ثلاثة، فإن الدارقطني قال: محمد بن حبان بن بكر بن عمر البصري نزل بغداد في المحرم وحدث عن أمية بن بسطام، ومحمد بن منهال، وغيرهما. محمد بن جعفر الراشدي. سمع: عبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: أحمد بن نصر الذارع، وأبو بكر القطيعي. وكان ثقة. محمد بن حجاج بن يوسف الموصلي. عن: سلم بن جنادة الرمادي. وعنه: أبو الفتح الأزدي. محمد بن سعيد بن ميمون. أبو قبيل الجيزي المصري. توفي في شوال. محمد بن العباس بن أيوب. أبو جعفر الإصبهاني، ابن الأخرم الحافظ.) توفي في جمادى الآخرة. وقد اختلط قبل موته بسنة.

(23/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 78
وكان أحد الفقهاء بإصبهان. سمع بعد الأربعين ومائتين: أبا كريب، وزياد بن يحيى الحساني، وعمار بن خالد، وعلي بن حرب، والمفضل بن غسان، والغلابي. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وعبد الله بن محمد بن عمر، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة. وله وصية حسنة في كراس، منها: ونقول الله على العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة. ومنها: من زعم أن لفظ القرآن مخلوق فهو كافر. محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. المعروف بالأحنف. كان يخلف أباه على القضاء ببغداد، فلم تحمد سيرته. وفيها توفي أبوه أيضاً. محمد بن عبد الله بن رستة بن الحسن بن عمر بن زيد الضبي. أبو عبد الله المديني. كتب الكثير. وكان الشاذكوني نازلاً عليهم. سمع: شيبان بن فروخ، وأبا معمر، وهدبة، وشيبان، ومحمد بن حميد، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان، وغيرهم.

(23/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 79
وهو صدوق، رحال. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو عبد الله البخاري القسام، الملقب: وجماعة. سمع: علي بن حجر، وإسحاق الكوسج، وجماعة. وعنه: محمد بن عمر بن شاذويه، وخلف الخيام، وغيرهما. محمد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله السامي الهروي.) في شهر ذي القعدة. كان من كبار الأئمة وثقات المحدثين. ومنهم من يقول: توفي في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة. رحل وسمع: أحمد بن يونس اليربوعي، وإبراهيم بن محمد، الشافعي، ومحمد بن مقاتل المروزي، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن حنبل، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو حاتم بن حبان، والعباس بن الفضل النضروي، وبشر بن محمد المزني، وسائر الهرويين. وهو نظير الحسن بن إدريس الهروي. محمد بن عبيدة بن يزيد بن عبيدة. أبو عبد الله الجرواآني الإصبهاني. ثقة.

(23/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 80
روى عن: سليمان بن عمر الأقطع، ومؤمل بن إهاب، ويوسف القطان، وغيرهم. وعنه: أبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو أحمد العسال. صدوق، رحال. محمد بن علي بن العباس. أبو بكر النسائي الفقيه. نزيل بغداد. عن: شريح بن يونس، وعبيد الله القواريري، وجماعة. وعنه: الجعابي، وعيسى الرخجي، ومحمد اليقطيني. وثقة بعض الأئمة. محمد بن يحيى بن مندة بن الوليد العنبري. أبو عبد الله الإصبهاني الحافظ. رحل، وسمع: أبا كريب، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهناد بن السري، وسفيان بن وكيع، ولويناً، وموسى بن عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عصام. وقال أبو الشيخ: كان أستاذ شيوخنا وإمامهم.)

(23/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 81
روى عنه: أحمد بن علي بن الجارود. وكان ينازع أبا مسعود أحمد بن الفرات في حداثته. وروى عنه أيضاً: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وعبد الله بن أحمد والد أبي نعيم، وأبو الشيخ. وحفظ حديث الثوري. واسم مندة: إبراهيم. وكان محمد بن يحيى من أوعية العلم. مسدد بن قطن بن إبراهيم. أبو الحسن النيسابوري المزكى. كان ثقة مأموناً زاهداً عابداً ورعاً عاقلاً. سمع من: يحيى بن يحيى، وتورع عن الرواية عنه لصغره إذ سمع. سمع من: جده لأمه بشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه، وداود بن رشيد، والصلت بن مسعود، وأبا مصعب، وأقرانهم. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن سعد النيسابوريون. موسى بن حمدون العكبري. عن: أبي كريب، وحجاج بن الشاعر. وعنه: أبو بكر الخلال الحنبلي، والإسماعيلي، وابن بخيت الدقاق. وثقه أبو بكر الخطيب.

(23/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 82
4 (حرف الهاء)
هنبل بن محمد. أبو يحيى الحمصي. عاش إلى هذه السنة. وحدث عن: عبد الله بن عبد الجبار الجنائزي، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن الحسن اليقطيني فسماه هنبل بن يحيى نسبة إلى جده السليحي، بحاء مهملة وأبي مصعب الزهري، وعبد العزيز بن يحيى، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وغيره.)
4 (مواليد هذه السنة)
وفيها ولد أمير المؤمنين المطيع لله. وأبو الحسين بن سمعون الزاهد. وأبو الفرج الشنبوذي المقرئ.

(23/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 83
4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن قدامة بن محمد بن فرقد. أبو حامد البلخي. عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف. وعنه: أبو بكر الشافعي، والقطيعي، ومخلد الباقرحي. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. أحمد بن محمد بن سلام بن عبدويه. أبو بكر البغدادي، نزيل مصر. عن: لوين، ومحمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: أبو سعيد بن يونس، والحسن بن الخضر الأسيوطي. وكان رجلاً فاضلاً صالحاً، قد عمي. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن محمد بن موسى البغدادي. أبو عيسى بن العراد. سمع: الوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولويناً. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن الزيات.

(23/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 84
وثقه الدراقطني. أحمد بن يحيى بن زكريا. أبو جعفر الحضرمي الصواف. بمصر في شهر ذي القعدة.) سمع من: محمد بن رمح، وغيره. وعنه: ابن يونس وقال: ثقة. إبراهيم بن أحمد بم معاذ الشعباني. الأندلسي. بها. إبراهيم بن شريك بن الفضل. أبو إسحاق الأسدي الكوفي. نزيل بغداد. عن: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما. وعنه: مخلد الباقرحي، وعمر بن الزيات، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن بن لؤلؤ. قال الزيات: سمعت ابن عقدة يقول: ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شريك. ووثقه الدارقطني. مات سنة إحدى. وقيل: سنة اثنتين. وحمل إلى الكوفة.

(23/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 85
إبراهيم بن محمد بن الحسن الإصبهاني. الإمام أبو إسحاق بن متويه إمام جامع إصبهان. كان من العباد والسادة. يصوم الدهر. وكان حافظاً، ثقة. سمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وبشر بن معاذ، وعبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن منيع، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وهشام بن خالد الأزرق. وطوف البلاد. روى عنه: أبو علي بن شعيب الدمشقي، وأبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ وقال: هو أول من كتبت عنه الحديث. وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصدق. توفي في جمادى الآخرة. قلت أما:) إبراهيم بن محمد بن الحسن الإصبهاني، فشيخ من طبقة ابن متويه. سمع من: هناد بن السري، وعبد الرحمن بن عمر رستة، وأحمد بن الفرات. سكن همدان. وروى عنه من أهلها: أحمد بن إبراهيم بن تركان، ونصر بن حازم، وجبريل بن محمد، وغيرهم. ويعرف أيضاً بأبة، ويعرف أيضاً بابن فيرة الطيان.

(23/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 86
إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي. البغدادي. سمع بدمشق: دحيماً، وهشاماً، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: عثمان بن السماك، وابن مقسم. وثقه الدارقطني. إسماعيل بن محمد بن إسحاق. أبو قصي العذري الدمشقي، الأصم. عن: أبيه، وعمه عبد الله، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وزهير بن عباد. وعنه: أبو سعيد أحمد بن محمد الأعرابي، وأبو علي النيسابوري، وأبو عمر بن فضالة، وعبد الله بن عدي، والطبراني. أيوب بن سليمان بن صالح بن هاشم. أبو صالح المعافري الجياني، ثم القرطبي. روى عن: محمد بن أحمد العتبي، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن مزين. وكان إماماً في مذهب مالك، مقدماً في الشورى. كانت الفتيا دائرة عليه وعلى محمد بن عمر بن لبابة. وكان لغوياً نحوياً بليغاً. توفي إلى رحمة الله في المحرم. روى عنه خلق.

(23/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 87
4 (حرف الياء)
بدعة المغنية.) جارية عريب. كانت بديعة الحسن، فائقة الغنى. توفيت في آخر سنة اثنتين وقد كان إسحاق بن أيوب بذل فيها مائة ألف دينار فيما قيل، فلم تفعل عريب وأعتقتها. وكان لبدعة أموال وضياع وجوار. ولها نظم حسن. غنت للمعتضد وأخذت جوائزه. بسام بن أحمد بن بسام بن عمران. ابو الحسن المعافدي مولاهم المصري قال ابن يونس: ثقة. حدثنا عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن المقرئ. وتوفي في شوال. بشر بن نصر بن منصور.

(23/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 88
الفقيه أبو القاسم الشافعي، المعروف بغلام عرق. توفي بمصر في جمادى الآخرة. وكان بغدادياً. قال ابن يونس: كان متضلعاً من الفقه، ديناً.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن موسى بن هارون. أبو علي النيسابوري النخاس، بخاء معجمة. سمع: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وهشام بن عمار. وعنه: أبو سعيد بن يونس وصدقه، والحسن بن الأخضر الأسيوطي، وغيرهما من المصريين، وأبو أحمد بن عدي. الحسن بن علي بن يوسف القتاد. ابن أبي مسعود. مصري، روى عن: حرملة، وأبي شريك المرادي، ومحمد بن سلمة المرادي، وغيرهم. توفي في شوال. الحسن بن محمد بن أحمد بن العسال. أبو علي المصري العابر. لم يكن أحد يدانيه في تعبير الرؤيا.) كتب الحديث بعد التسعين ومائتين. قال ابن يونس: لم أر أحداً يفسر الرؤيا مثله، فسألته من أين لك هذا. قال: كنت أتاجر إلى المغرب، فمات بأقريطش نصراني، فبيعت كتبه وكنت حاضراً، فاشتريت منها كتاباً في تعبير الرؤيا وعدد الأيام وعلامات لذلك

(23/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 89
فحفظته، وجعلت أجرب ما فيه فأجده حقاً. ثم ذكر له ابن يونس تعبير رؤيا الحساب. الحسين بن أحمد بن منصور. أبو علي البغدادي سجادة. توفي بمكة. حمزة بن محمد بن عيسى. أبو علي الكاتب. سمع من نعيم بن حماد جزءاً واحداً. روى عنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو حفص بن الزيات، وعلي بن لؤلؤ، وغيرهم. وثقه الخطيب. وتوفي في رجب ببغداد وهو جرجاني الأصل. لم يرو إلا عن نعيم.

(23/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 90
4 (حرف الخاء)
خلف بن أحمد بن خلف. أبو الوليد السمري. عن: سويد بن سعيد، وسليمان بن أبي شيخ. وعنه: الجعابي، وأبو حفص الزيات. حدث في السنة، ولم يذكروا وفاته. خلف بن أحمد بن عبد الصمد. أبو القاسم المصري. عن: سلمة بن شبيب، وغيره.) قال ابن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة يؤم بمسجد الأقدام. مات في رجب.
4 (حرف الدال)
دحمان بن المعافى الإفريقي. أبو عبد الرحمن. سمع من يونس بن عبد الأعلى.

(23/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 91
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن صبيح. أبو عثمان الحداد، المالكي المغربي. إمام مجتهد كبير الشأن. قال عياض: توفي سنة اثنتين هذه، وولد سنة تسع عشرة ومائتين. وكانت له مقامات محمودة في الذب عن السنة. ناظر أبا العباس الشيعي داعي الروافض بني عبيد، وناظر بالقيروان الفراء شيخ المعتزلة. وكان إماماً في اللغة والعربية والنظر، إلا أن كان يحط على المالكية، ويسمي المدونة: المدودة. فسبه المالكية وقاموا عليه، ثم اغتفروا له ذلك وأحبوه لما ناظر الشيعي ونصر الحق. وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية، رحمه الله تعالى. سعيد بن محمد بن سعيد. أبو همام البكراوي بالبصرة. ورخه ابن مندة.
4 (حرف الصاد)
صالح بن محمد. أبو محمد المرادي الأندلسي الوشقي.

(23/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 92
4 (حرف العين)
عبد الله بن الأزهر بن سهيل المصري. روى عن صاحب مالك يزيد بن سعيد الصباحي.) عبد الله بن محمد بن عمر بن الخليل التميمي. أبو عمرو المصري. عن: عيسى بن حماد، والحارث بن مسكين، وجماعة. وكان صدوقاً يخضب. قاله ابن يونس، وحدث عنه. توفي في المحرم. عبد الله بن الصقر بن نصر. أبو العباس البغدادي السكري. سمع: إبراهيم بن محمد الشافعي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: جعفر الخالدي، وأحمد القطيعي، وعمر بن الزيات، وغيرهم. وثقه الخطيب، وقال: توفي في جمادى الأولى. علي بن إسماعيل الشعيري البغدادي. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وأبا همام الوليد بن شجاع.

(23/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 93
وعنه: مخلد الباقرحي، والحسن بن أحمد السبيعي، وعلي بن لؤلؤ. وثقه الخطيب. علي بن سليمان بن داود الإسكندراني. أبو الحسن. سمع يحيى بن بكير. علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام. أبو الحسن البغدادي العبرتآئي، الكاتب الإخباري. أحد الشعراء والبلغاء، وهو ابن بنت حمدون بن إسماعيل النديم. وله هجاء خبيث. روى في كتبه عن: عمر بن شبة، والزبير بن بكار، ويعقوب بن شبة،

(23/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 94
وحماد بن إسحاق، وأحمد بن الحارث الخزاز، ومحمد بن حبيب، وسليمان بن أبي شيخ. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، وأبو سهل بن زياد، وزنجي الكاتب، وآخرون. وله من الكتب: أخبار عمر بن أبي ربيعة، وكتاب المعاقرين، وكتاب مناقضات الشعراء، وكتاب أخبار الأحوص، وكتاب ديوان رسائله. وكان يصنع الشعر في الرؤساء وينحله ابن) الرومي. قال المرزباني: استفرغ شعره في هجاء والده محمد بن نصر والخلفاء والوزراء. تحسن مقطعاته وتندر أبياته. وكان جده نصر على ديوان النفقات زمن المعتصم. قال ابن حمدون النديم: غرم المعتضد على عمارة البحيرة ستين ألف دينار، وكان يخلو فيها مع جواريه، وفيهن محبوبته دريرة. فعمل البسامي:
(ترك الناس بحيره .......... وتخلى في البحيره)

(قاعداً يضرب بالطبل .......... على حر دريره)
وبلغت الأبيات المعتضد فلم يظهر أنه سمعها، ثم أمر بتخريب تلك العمارات. وقد هجا جماعة من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله، وجعفر بن الفرات. قال أبو علي بن مقلة: كنت أقصد ابن بسام لهجائه إياي، فخوطب ابن الفرات في وزارته الأولى في تصريفه، فاعترضت في ذلك وقلت: إذا صرف هذا تجسر الناس على هجائنا. فامتنع من تصريفه. فجاءني ابن بسام وخضع لي، ثم لازمني نحو سنة صار يعاشرني على النبيذ.

(23/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 95
وقال في:
(يا زينة الدين والدنيا وما جمعا .......... والأمر والنهي والقرطاس والقلم)

(إن ينسئ الله في عمري فسوف ترى .......... من خدمتي لك ما يغني عن الخدم)

(أبا علي لقد طوقتني منناً .......... طوق الحمامة لا تبلى على القدم)

(فاسلم فليس يزيل الله نعمته .......... عمن تبث الأيادي من ذوي النعم.)
قال جحظة: كان ابن بسام يفخر بقوله في:
(يا من هجوناه فغنانا .......... أنت وحق الله أهجانا)
وهذا أخذه ابن الرومي في شنظف:
(وفي قبحها كاف لنا من كيادها .......... ولكنها في فضلها بتبرد)

(ولو علمت ما كايدتنا لأنها .......... بأنفاسها والوجه والطبل واليد)
الصولي: سمعت بن بسام يقول: كنت أتعشق خادماً لخالي أحمد بن حمدون، فقمت ليلة لأدب) إليه، فلما قربت منه لسعتني عقرب فصحت، فقال خالي: ما تصنع ههنا فقلت: جئت لأبول. قال: نعم في أست غلامي. فقلت لوقتي:
(ولقد سريت مع الظلام لموعد .......... حصلته من غادر كذاب)

(فإذا على ظهر الطريق مغذة .......... سوداء قد علمت أوان ذهابي)

(لا بارك الرحمن فيها إنها .......... دبابة دب إلى دباب)

(23/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 96
فقال خالي: قبحك الله، لو تركت المجون يوماً لتركته في هذه الحال. ثم قال:
(وداري إذا هجع السامرون .......... تقيم الحدود بها العقرب)
ولابن بسام يهجو الكتاب:
(وعبدون يحكم في المسلمين .......... ومن مثله تؤخذ الجاليه)

(ودهقان طي تولى العراق .......... وسقي الفرات ورزقانيه)

(وحامد يا قوم لو أمره .......... إلي لألزمته الزاويه)

(نعم، ولأرجعته صاغراً .......... إلى بيع رمان خسراويه)

(أيا رب قد ركب الأرذلون .......... ورجلي من بينهم ماشيه)

(فإن كنت حاملها مثلهم .......... وإلا فأرجل بني الزانيه)
وله:
(وأعرضت عن طلب البطالة والصبا .......... لما علاني للمشيب قناع)
علي بن سليمان بن داود الإسكندراني. أبو الحسن. سمع يحيى بن بكير. علي بن موسى بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي. يروي عن جده عيسى زغبة.

(23/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 97
4 (حرف القاف)
قاسم بن ثابت بن حزم.) سنذكره مع أبيه في سنة ثلاث عشرة. القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب. أبو محمد. حدث بدمشق إصبهان. عن: إسحاق بن شاهين، ويعقوب الدورقي، وطبقتهما. وعنه: علي بن أبي العقب، وهشام ابن بنت عدبس، وأبو بكر بن ماهان الإصبهاني، وآخرون. توفي في جمادى الأولى.

(23/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 98
4 (حرف الميم)
محمد بن حريث بن عبد الرحمن بن حاشد. أبو بكر الأنصاري البخاري الحافظ. لقبه ابن ماكولا: حم، بفتح الحاء، وقال: ثقة، صنف المسند و التفسير و التاريخ و الوحدان. ولم يسم أحداً من شيوخه. قال: وتوفي في جمادى الأولى. محمد بن داود بن يزيد. أبو بكر الرازي الخطيب. سمع: محمد بن حميد، وأبا سعيد الأشج، وجماعة. وحدث بنيسابور في هذه السنة، وتوفي بعد ذلك. محمد بن دلويه النيسابوري. أخو زكريا. سمع: محمد بن مقاتل المروزي، وأحمد بن حرب. وعنه: أبو جعفر الرازي، وأبو عبد الله بن دينار. محمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن ناصح بن عمرو بنا دينار. قهرمان آل الزبير، أبو بكر الديناري البخاري الوراق. عن: هاني بن النضر، ومحمد بن المهلب، وطبقتهما. محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري النيسابوري.

(23/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 99
سمع: عبد العزيز بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وأبا مصعب الزهري، وطبقتهم.) وعنه: علي بن حمشاذ، وعبد الله بن سعد، وجماعة بعدهم. أخبرنا محمد بن عبد السلام الحلبي، عن عبد المعز بن محمد الهروي: أنبا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو عمرو محمد بن أحمد الحير: أنبا محمد بن زنجويه القشيري: ثنا عبد العزيز بن يحيى المدني: ثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته. متفق على صحته. وكنيته أبو بكر. محمد بن سعيد بن عزيز البوسنجي. ويعرف بالكوفي. ورخه عبد الرحمن بن مندة. محمد بن عبد الله بن سوار القرطبي. رحل وسمع: أبا حاتم السجستاني، والرياشي.

(23/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 100
وشهد دخول الزنج ونهبهم البصرة. توفي في ربيع الأول. محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة الثقفي. مولاهم الدمشقي، القاضي أبو زرعة. كانت داره بنواحي باب البريد. ولي قضاء مصر سنة أربع وثمانين ومائتين، وولي قضاء دمشق. وكان جده يهودياً فأسلم. روى عنه الحسن الحصائري، وغيره. وكان حسن المذهب عفيفاً متثبتاً. وكان قد نزع الطاعة، وقام مع ابن طولون، وخلع أبا أحمد الموفق ووقف عند المنبر يوم الجمعة وقال: أيها الناس أشهدكم أني خلعت أبا أحمق كما يخلع الخاتم من الإصبع، فالعنوه. فعل ذلك أبو زرعة بأمر أحمد بن طولون. وكانت قد جرت وقعة بين ابن الموفق وبين خمارويه بن أحمد بن طولون في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتسمى وقعة الطواحين. وانتصر فيها أحمد بن الموفق، ورجع إلى دمشق.) وكانت هذه الوقعة بنواحي الرملة. فقال ابن الموفق لكاتبه أحمد بن محمد الواسطي. أنظر من كان يبغضنا.

(23/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 101
قال: فأخذ يزيد بن عبد الصمد، وأبو زرعة الدمشقي، والقاضي أبو زرعة مقيدين، فاستحضرهم يوماً في طريقه إلى بغداد، فقال: أيكم القائل: قد نزعت أبا أحمق فربت ألسنتا وآيسنا من الحياة. قال أبو زرعة الدشمقي المحدث: فأما أنا فأبلست، وأما يزيد فخرس وكان تمتاماً، وكان أبو زرعة محمد بن عثمان أحدثنا سناً فقال: أصلح الله الأمير. فقال الواسطي: قف حتى يتكلم أكبر منك. فقلنا: أصلحك الله، هو يتكلم عنا. فقال: تكلم. قال: والله ما فينا هاشمي صريح، ولا قرشي صريح، ولا عربي فصيح، ولكنا قوم ملكنا، يعني قهرنا ثم روى أحاديث في السمع والطاعة، وأحاديث في العفو والإحسان، وكان هو المتكلم بالكلمة التي نطالب بخزيها. وقال: إني أشهدك أيها الأمير أن نسائي طوالق، وعبيدي أحرار، ومالي علي حرام، إن كان من هؤلاء القوم أحد قال هذه الكلمة. ووراءنا حرم وعيال، وقد تسامع الناس بهلاكنا، وقد قدرت، وإنما العفو بعد القدرة. فقال للواسطي: أطلقهم، لأكثر الله أمثالهم. فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصمد في نزهة أنطاكية وطيبها عند عثمان بن خرزاد، وسبق هو إلى حمص. قال ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر: ولي أبو زرعة قضاء مصر سنة

(23/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 102
أربع وثمانين، وكان يذهب إلى قول الشافعي، ويوالي عليه ويصانع. وكان عفيفاً، شديد التوقف في إنفاذ الأحكام. وله مال كثير وضياع كبار بالشام. واختلف في أمره، فقيل: إن هارون بن خمارويه متولي مصر كان في عهده أن القضاء إليه فولاه القضاء. وقيل: إن المعتضد كتب له عهداً. قال: وكان القاضي يرقي من وجع الضرس، ويدفع إلى صاحب الوجع حشيشة توضع عليه،) فيسكن. قال: وكان يزن عن الغرماء الضعفاء. وربما أراد القوم النزهة، فيأخذ الواحد بين الآخر، فيطالبه فيقر له، ويبكي فيرحمه ويزن عنه. وسمعت محمد بن أحمد بن الحداد الفقيه شيخنا يقول: سمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول: كنت عند أبي زرعة القاضي، فذكر الخلفاء، فقلت له: أيها القاضي، يجوز أن يكون السفيه وكيلاً قال: لا. قلت: فولياً لامرأة قال: لا. قلت: فأميناً قال: لا. قتل: فشاهداً قال: لا. قلت: فيكون خليفة قال لي: يا أبا الحسن هذه من مسائل الخوارج.

(23/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 103
وكان أبو زرعة قد شرط لمن يحفظ مختصر المزني مائة دينار يهبها له. وهو أدخل مذهب الشافعي دمشق، وحكم به القضاة. وكان الغالب عليها قول الأوزاعي. قال: وكان أبو زرعة من الأكلة، يأكل سل مشمش، ويأكل سل تين، وما أشبه ذلك. وبقي على قضاء مصر ثماني سنين وشهرين، فصرف وأعيد إلى القضاء محمد بن عبدة بن حرب، فإنه ظهر من الاختفاء كما ذكرنا في ترجمته، فولاه محمد بن سليمان الكاتب القضاء. موسى بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني. أبو الحسن المدني. بمصر في رمضان. روى عنه ابن يونس.) مؤمل بن الحسن بن اليسع. أبو الحسن البهنسي. سمع: يونس بن عبد الأعلى.

(23/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 104
4 (حرف الهاء)
هارون بن نصر. أبو الخيار الأندلسي. بها. صحب بقي بن مخلد بضع عشرة سنة فأكثر عنه، ومال إلى كتب الشافعي فحفظها. وكان من أهل النظر والحجة والإمامة.
4 (حرف الياء)
يسير بن إبراهيم بن خلف الأندلسي الألبيري. وقيل هو يسر، أبو سهل. فقيه ثقة. أخذ عن أبيه، وعن غيره. ذكره ابن يونس.

(23/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 105
4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسين بن إسحاق. أبو الحسن البغدادي، المعروف بالصوف الصغير. سمع: أبا إبراهيم الترجماني، وعبد الله بن عمر بن أبان. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو حفص بن الزيات. ضعفه بعضهم، ولم يترك. وقيل: مات في آخر سنة اثنتين. أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر.

(23/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 106
أبو عبد الرحمن النسائي، القاضي، مصنف السنن، وغيرها من التصانيف وبقية الأعلام.) ولد سنة خمس عشرة ومائتين. وسمع: قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وعيسى بن حماد، والحسين بن منصور السلمي النيسابوري، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن النضر المروزي، وسويد بن نصر، وأبا كريب، وخلقاً سواهم بعد الأربعين ومائتين بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والحجاز، والجزيرة. وعنه: أبو بشر الدولابي، وأبو علي الحسين النيسابوري، وحمزة بن محمد الكناني، وأبو بكر أحمد بن السني، ومحمد بن عبد الله بن حيويه، وأبو القاسم الطبراني، وخلق سواهم. رحل إلى قتيبة وهو ابن خمس عشرة سنة، وقال: أقمت عنده سنة وشهرين. ورحل إلى مرو، ونيسابور، والعراق، والشام، ومصر، والحجاز، وسكن مصر. وكان يسكن بزقاق القناديل. وكان مليح الوجه، ظاهر الدم مع كبر السن. وكان يؤثر لباس البرود النوبية الخضر، ويكثر الجماع، مع صوم يوم وإفطار يوم.

(23/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 107
وكان له أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من سرية. وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشترى له وتسمن، فقال بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه. وقال آخرون: ليت شعرنا، ما يقول في إتيان النساء في أدبارهن فسئل فقال: النبيذ حرام، ولا يصح في الدبر شيء، ولكن حدث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس قال: إسق حرثك من حيث شئت. فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل. سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي. وفيه: فسمعت قوماً ينكرون عليه كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فصائل الشيخين. فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله. ثم صنف بعد ذلك فضائل الصحابة، فقيل له وأنا أسمع: ألا تخرج فضائل معاوية. فقال: أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه

(23/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 108
فسكت السائل.) قلت: لعل هذه فضيلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من لعنته أو سببته فاجعل له ذلك زكاة ورحمة. قال أبو علي النيسابوري حافظ خراسان في زمانه: ثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي. وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة، يعني عن قتيبة، عنه، فما حدث بها. وقال الدراقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي: ثنا أحمد بن شعيب النسائي: أنا إسحاق بن راهويه نا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك إن فلاناً يقول: من زعم أن قوله تعالى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني مخلوق فهو كافر. فقال ابن المبارك: صدق. قال النسائي: بهذا أقول. وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي. فقال: يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وقال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الغداء مع أمير مصر، فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس

(23/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 109
السلطان الذي خرج معه، والانبساط في المأكل. وأنه لم يزل ذلك رأيه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج. وقال الدراقطني: كان ابن الحداد أبو بكر كثير الحديث، ولم يحدث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى. وقال أبو عبد الرحمن بن مندة، عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق، فسئل بها عن معاوية وما روي في فضائله فقال: لا يرضى رأساً برأس حتى يفضل قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد. ثم حمل إلى الرملة، وتوفي بها، رحمه الله ورضي عنه.) وقال الدارقطني: إنه خرج حاجاً فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة. فحمل وتوفي بها. وهو مدفون بين الصفا والمروة. وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة. قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال. وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان إماماً حافظاً، ثبتاً. خرج من مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وتوفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلائمائة. قتل: هذا هو الصحيح، والله أعلم. أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن رستم.

(23/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 110
أبو الطيب المادرائي، الكاتب الأعور ويعرف أيضاً بالكوكبي. أصغر من أخيه محمد بأربع سنين. سمع الحديث وقرأ الأدب، وتفنن. وله مدائح في الحسن بن مخلد الوزير. ولي خراج مصر أيام المعتضد والمكتفي لخمارويه، ثم صرف، ثم ولي لما قدم مؤنس. وسعى مؤنس في توليته وزارة المقتدر، وعملت له الخلع، وكتب التقليد، وطلب من دمشق، فإذا به قد مات. روى عنه الخرائطي، وغيره شعراً. وقيل: كانت كتبه ثلاثمائة حمل جمل. توفي بمصر كهلاً. أحمد بن فرح بن جبريل. أبو جعفر البغدادي العسكري الضرير المقرئ. قرأ على أبي عمر الدوري، وعلى أبي الحسن أحمد البزي. وكان بصيراً بالتفسير، وولاؤه لبني هاشم. أقرأ الناس مدة. وحدث عن: علي بن المديني، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: أحمد بن جعفر الختلي، وابن سمعان الرزاز. وكان ثقة، عالماً بالقرآن واللغة، نزل الكوفة وبها توفي في ذي الحجة.) وقرأ عليه: زيد بن علي بن أبي بلال، وعمر بن محمد بن بيان الزاهد،

(23/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 111
وإبراهيم بن أحمد، وعبد الله بن محرز، والحسن بن سعيد المطوعي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن عمر، وعلي بن سعيد القزاز، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المعروف بالولي، وغيرهم. أحمد بن محمد بن أبي خالد الإصبهاني. أبو جعفر، نزيل نيسابور. سمع: حميد بن مسعدة، وأحمد بن منيع، والنضر بن سلمة. وكان ثقة. روى عنه: أبو حامد بن الشرقي، وابن الأخرم. أحمد بن عصم. أبو العباس الضبي الهروي. عن: علي بن خشرم، وإسحاق الكوسج، وأبي داود السنجي. توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي. ثقة من أولاد الشيوخ. روى عن: أبي عمار الحسين بن حريث. وعنه: الحاكم أبو نصر منصور بن مطرف، وغيره. إبراهيم بن إسحاق. أبو إسحاق النيسابوري، الأنماطي، صاحب التفسير الكبير. حافظ، رحال، سمع: ابن راهويه، وعبد الله بن الرماح، ومحمد بن حميد، ومحمد بن سليمان لوين، وعثمان بن أبي شيبة، وهارون الحمال، وطبقتهم.

(23/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 112
وعنه: أحمد بن محمد الشرقي، ومحمد بن يعقوب الأخرم، ويحيى بن العنبري. إبراهيم بن عبد العزيز بن منير. أبو إسحاق المصري الفقيه المالكي. حدث عن: أبي مصعب الزهري.) وعنه: أبو سعيد بن يونس. إبراهيم بن عثمان. أبو إسحاق المصري الأزرق الخشاب. في رمضان. سمع من: يونس. إبراهيم بن عمرو بن ثور بن عمران المرادي. مولاهم المصري، أبو إسحاق. سمع: يحيى بن بكثير، وأحمد بن صالح، وغيرهما. وعنه: ابن يونس، ووثقه وقال: كان يخضب وعمي. توفي في شعبان. إبراهيم بن موسى الجوزي. أبو إسحاق التوزي. سمع: بشر بن الوليد الكندي، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الرحيم الديبلي، ومحمد بن عبد الله بن عمار. وعنه: أبو علي بن الصواف، علي بن لؤلؤ، وعمر بن الزيات. وهو ثقة.

(23/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 113
إسحاق بن إبراهيم بن دليل الموصلي. عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعلي بن الحسين الخواص، وغيرهما. وحدث ببلده. إسحاق بن إبراهيم بن نصر. أبو يعقوب النيسابوري البستي. سمع: قتيبة، وإسحاق، وهشام بن عمار، وعبد الله بن عمران العابدي، وطائفة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وجماعة. وسمع منه: محمد بن أحمد يحيى سنة ثلاث وثلاثمائة. وكان ثقة حافظاً صنف المسند، وغير ذلك.) وذكر ابن ماكولا. إسحاق بن إبراهيم البشتي، بالمعجمة. روى عن: إسحاق بن راهويه. وله مسند.

(23/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 114
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن نصر. أبو محمد الحافظ النيسابوري، المعروف بالحصيري. أحد أركان الحديث، ثقة، عابد. سمع: إسحاق بن راهويه، وأبا كريب، وأبا مروان العثمان، وأبا مصعب، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأحمد بن الخضر الشافعي، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وأبو عمرو بن حمدان، وغيرهم. قال الحاكم: قال لي أحمد بن محمد السكري سبط جعفر: كان جدي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء، يصلي ثلثه، وينام ثلثاً، ويصنف ثلثاً. وكان مرضه ثلاثة أيام، ولا يفتر فيها عن قراءة القرآن. وقال أحمد بن الخضر الشافعي: لما قدم أبو عبد الله بن محمد البلخي نيسابور عجز الناس عن مذاكرته، فذاكر جعفر بن أحمد بأحاديث الحج، فكان يسرد، فقال له جعفر: تحفظ سليمان التيمي، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى بحجة وعمرة معاً فبهت وجعل يقول: التيمي، عن أنس.

(23/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 115
فقال جعفر: ثنا يحيى بن حبيب، ثنا معتمر، عن أبيه، فذكر الحديث. جعفر بن أحمد بن سعيد بن صبيح. أبو الفضل. توفي في رمضان. قال ابن يونس: حكي لنا عن: يحيى بن بكير. جعفر بن محمد بن علي. أبو الفضل الحميري قاضي نسف. زاهد ورع. روى عن: عبدان المروزي، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.) روى عنه: محمد بن زكريا الحافظ، وأحمد بن حامد المقري. جعفر بن محمد بن عيسى. أبو الفضل القبوري البغدادي. وثقه الخطيب. سمع: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، والصواف.

(23/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 116
4 (حرف الحاء)
حاتم بن الحسن الشاشي. أبو سعيد. حج في هذا العام وحدث ببغداد عن: علي بن خشرم، وإسحاق الكوسج، وسليمان بن معبد السنجي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز بن الواثق، وعلي بن عمر الحربي. الحسن بن حباش. أبو محمد الدهقان الكوفي. عن: جبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وإسماعيل بن بنت السدي. وعنه: ابن عقدة، وعبد الله بن يحيى الطلحي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر بن أبي دارم. تكلموا فيه. الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان الشيباني النسوي.

(23/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 117
أبو العباس الحافظ. مصنف المسند. تفقه على: أبي ثور إبراهيم بن خالد. وكان يفتي بمذهبه. وسمع: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وحبان بن موسى، وقتيبة، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري، وأمماً سواهم. وسمع تصانيف أبي بكر بن أبي شيبة منه، وأكثر المسند من إسحاق، وكتاب السنن من أبي ثور، والتفسير من محمد بن أبي بكر المقدمي.) وسمع من: سعد بن يزيد الفراء، ويزيد بن صالح. روى عنه: ابن خزيمة، والقدماء، وأبو علي الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر الإسماعيلي، وابن حبان، وحفيده إسحاق بن سعد الفسوي، وخلق كثير. وقال محمد بن جعفر البستي: سمعته يقول: لولا اشتغالي بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد، وسليمان بن حرب. وقال الحاكم: كان محدث خراسان في عصره، مقدماً في الثبت والكثرة

(23/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 118
والفهم والفقه والأدب. وروى عنه ابن حبان فأكثر، وذكره في الثقات، وقال: كان ممن رحل وصنف، وحدث على تيقظ، مع صحة الديانة والصلابة في السنة. مات في قريته بالوز في شهر رمضان، وحضرت دفنه. وقال أبو بكر أحمد بن علي الرازي في حياة الحسن بن سفيان: ليس للحسن في الدنيا نظير. وقال أبو الوليد الفقيه: كان الحسن أديباً فقيهاً، أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل، والفقه عن أبي ثور. وقال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول لنا: كنا عند الحسن بن سفيان، فدخل ابن خزيمة، وأبو عمرو، والحير، وأبو بكر بن علي الرازي في جماعة وهم متوجهون إلى فراوة، فقال أبو بكر بن علي: قد كتبت هذا الطبق من حديثك. قال: هات. فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث إسناداً في إسناد، فرده الحسن، ثم بعد ساعة فعل ذلك، فرده الحسن، فلما كان الثالثة قال له الحسن: ما هذا لقد احتملتك مرتين وهذه الثالثة، وأنا ابن تسعين سنة. فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة. فقال له ابن خزيمة: مع، لا تؤذي الشيخ. قال: إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه. قلت: بالوز قرية على ثلاثة فراسخ من نسا.

(23/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 119
الحسين بن عبد الله بن محمد بن بشير. أبو علي المصري. روى عن: يحيى بن بكير، وغيره.) توفي في شعبان.
4 (حرف الخاء)
خليفة بن المبارك. الأمير أبو الأغر. ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق الحج، فهزمهم وأسر رأسهم صالح بن مدرك. ثم قدم الشام في جيش لحرب آل طولون. توفي في هذا العام.

(23/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 120
4 (حرف الراء)
رويم بن أحمد، وقيل ابن محمد، ين يزيد ين رويم بن يزيد. أبو الحسن الصوفي البغدادي. كان عالماً بالقرآن ومعانيه، وكان ظاهري المذهب. تفقه لداود بن علي. وجده الأعلى رويم بن يزيد هو المذكور في طبقة المأمون. قال جعفر الخلدي: سمعته يقول: الإخلاص ارتفاع رؤيتك عن فعلك، والفتوة أن تعذر إخوانك في زللهم، ولا تعاملهم بما يحوجوك إلى الاعتذار، والصبر ترك الشكوى، والرضى استلذاذ البلوى، واليقين المشاهدة،

(23/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 121
والتوكل إسقاط الوسائل. وقيل: إن رويماً دخل في شيء من أمور السلطان، فلم يتغير عن حاله ولا توسع، فليم في ذلك فقال: كذب الصوفية أحوجني إلى ذلك. وكان له عائلة. قال ابن خفيف: ما رأى حكيماً في علوم المعارف مثل رويم. وقال محمد بن علي بن حبيش: كان رويم يقول: السكون إلى الأحوال اغترار. وقال: رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين. وقد امتحن رويم في فتنة الصوفية لما قام عليهم غلام خليل، فذكر السلمي أن غلام خليل قال: إني سمعته يقول: ليس بيني وبين الله حجاب. فأحوجه ذلك إلى الخروج إلى الشام وتغيب. توفي رويم ببغداد، رحمه الله تعالى.
4 (حرف الزاي)
) زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل. عن: أبيه. وعنه: ابن أخيه محمد بن أحمد، وأبو بكر الخلال، وأبو بكر النجاد. وهو ثقة.

(23/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 122
4 (حرف العين)
عاصم بن رازح بن رحب بن العلاء. أبو الليث الخولاني المصري. سمع: عيسى بن حماد، وغيره. وعنه: عيسى بن حماد، وغيره. وعنه: ابن يونس. توفي في رمضان. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يونس. أبو الحسين السمناني. من أعيان المحدثين بخراسان وثقاتهم. سمع: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وأبا كريب. وعنه: علي بن حمشاد، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو عمرو بن حمدان، وابن عدي، والإسماعيلي، وأبا عمرو بن مطر، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون. وكان واسع الرحلة، بصيراً بالآثار. قال أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف: أنشدنا أبو الحسين عبد الله بن محمد السمناني لنفسه:

(23/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 123
(ترى المرء يهوى أن تطول حياته .......... وطول البقا ما ليس يشفي له صدرا)

(ولو كان في طول البقاء صلاحنا .......... إذاً لم يكن إبليس أطولنا عمرا)
عبد الله بن محمد بن ياسين. أبو الحسن الدوري. سمع: محمد بن بشار، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة.) وعنه: أبو بكر الشافعي، واليقطيني. وثقه الدارقطني. عبد الرحمن بن قريش. أبو نعيم الهروي الجلاب. عن: أحمد بن الأزهر، ويحيى بن محمد الذهلي. وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحي. حدث ببغداد ودمشق. وله غرائب. علي بن رستم بن المطيار. أبو الحسن الظهراني. عم أبي علي بن رستم. يروي عن: لوين، وأحمد بن معاوية، وعبد الله أخي رستة، والحسن بن علي بن عفان العامري. روى عنه: عبد الله والد أبي نعيم، وأهل خراسان.

(23/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 124
عمر بن أيوب بن إسماعيل. أبو حفص السقطي. بغدادي صالح. وثقه الدارقطني. سمع: بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار، وسريج بن يونس، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن حيان.
4 (حرف الفاء)
فهد بن أبي هريرة أحمد بن محمد بن صالح المصري. روى عن: يونس بن عبد الأعلى.

(23/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 125
4 (حرف الميم)
محمد بن إسماعيل بن الفرج. أبو العباس المصري البناء.) محمد بن حرملة بن سعيد. أبو عمار الحرشي. مصري، سمع: بكار بن قتيبة. محمد بن الحسن بن العلاء. أبو عبد الله البغدادي الخواتيمي. عن: داود بن رشيد، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد العزيز الخرقي. وثقه الخطيب. محمد بن الحسن بن نصر الزيات. سمع: زهير بن عباد. مصري. محمد بن خوتك. أبو ثمامة الحرسي. من أهل الحرس، بليدة بمصر. حدث عن: سلمة بن شبيب، وغيره.

(23/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 126
محمد بن سليمان بن سندل الأندلسي. سمع من: سحنون. وفي الرحلة من: ابن عبد الحكم. وحدث. محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس. أبو عبد الرحمن الغساني الدمشقي الشيخ الصالح. روى عن: أبيه، وهشام بن عمار، وهشام بن خالد، ودحيم، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه: أبو بكر، وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وجمع بن القاسم، والفضل بن جعفر، وأبو عمر بن فضلة، وأبو أحمد بن عدي، والطبراني، وآخرون. محمد بن عبد الوهاب بن سلام.)

(23/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 127
أبو علي الجبائي البصري. شيخ المعتزلة. كان رأساً في الفلسفة والكلام. أخذ عن: يعقوب بن عبد الله الشحام البصري. وله مقالات مشهورة، وتصانيف. أخذ عنه: ابنه أبو هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشعري. ثم أعرض الأشعري عن طريق الاعتزال وتاب منه، ووافق أئمة السنة، إلا في اليسير. وعاش أبو علي ثمانياً وستين سنة. وجدت على ظهر كتاب عتيق: سمعت أبا عمر يقول: سمعت عشرة من أصحاب الجبائي يحكون عنه قال: الحديث لأحمد بن حنبل، والفقه لأصحاب أبي حنيفة، والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة. وقال الأهوازي: سمعت الحسن بن محمد العسكري بالأهواز، وكان من المخلصين في مذهب الأشعري، يقول: كان الأشعري تلميذاً للجبائي، يدرس عليه ويتعلم منه، ويأخذ عنه. وكان أبو علي الجبائي صاحب تصنيف وقلم، إذا صنف يأتي بكل ما أراد مستقصى، وإذا حضر المجالس وناظر لم يكن بمرضي. وكان إذا دهمه الحضور في المجالس يبعث الأشعري ينوب عنه. ثم إن الأشعري أظهر توبة، وانتقل عن مذهبه. محمد بن عثمان بن سعيد. أبو بكر الدرامي الهروي. خلف أباه، وكان عالماً زاهداً. سمع: محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وأبا سعيد الأشج. روى عنه: أبو إسحاق البزار الحافظ.

(23/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 128
محمد بن علي بن عمرو الحفار. أبو بكر البغدادي الضرير. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وداود بن رشيد. وعنه: عمر الزيات، وعلي بن عمر الحربي.) حدث في هذا العام. محمد بن عيسى بن إبراهيم بن مثرود. أبو بكر الغافقي. مصري، له ذكر. روى عن: أبيه. وذكر أنه سمع من يحيى بن بكير قاله عنه ابن يونس. محمد بن محمد بن فورك بن عطاء. أبو عبد الله القباب الإصبهاني، والد أبي بكر. سمع من: محمد بن عاصم جبر، وإسحاق بن إبراهيم شاذان. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر الطلحي. محمد بن حمدويه بن سنجان. أبو بكر المروزي. قال ابن ماكولا: روى عن: كثير بن المبارك، وسويد بن نصر، وعلي بن حجر، والحميدي.

(23/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 129
روى عنه: فمحمد بن الحسن النقاش، ومحمد بن محمود المروزي الفقيه. مات سنة ثلاث وثلاثمائة. محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان السلمي الهروي. أبو عبد الرحمن الحافظ، المعروف بشكر. سمع: محمد بن رافع، وعلي بن خشرم، وعمر بن شبة، والرمادي، ويزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن عيسى المصري، وطبقتهم. وأكثر الترحال، وصنف. روى عنه: أبو الوليد حسان بن محمد، وأبو عمرو بن مطر، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي النيسابوري. وحدث بنواحب خراسان وتوفي في أحد الربيعين بهراة. وقيل: مات سنة اثنتين. منصور بن إسماعيل.) أبو الحسن التميمي المصري الضرير، الفقيه الشافعي الشاعر.

(23/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 130
قال ابن خلكان: له مصنفات مليحة في المذهب، وله شعر سائر. وهو القائل:
(لي حيلة فيمن ينم .......... وليس في الكذاب حيله)

(من كان يخلق ما يقو .......... ل فيحلتي فيه قليله)
وقال القضاعي: أصله من رأس عين. وكان فقيهاً متصرفاً في كل علم، شاعراً مجوداً، لم يكن في زمانه مثله. توفي سنة ثلاث. وقال ابن يونس: كان فهماً حاذقاً، صنف مختصرات في اللغة في مذهب الشافعي. وكان شاعراً مجوداً، خبيث اللسان بالهجو. يظهر في شعره التشيع. وكان جندياً قبل أن يعمى. وذكر ابن زولاق في ترجمة القاضي أبي عبيد بن حربويه أنه كانت له قصة مع منصور بن إسماعيل الفقيه طالت وعظمت. وذلك أنه كان خالياً به، فجرى ذكر المطلقة ثلاثاً الحامل، ووجوب نفقتها، فقال أبو عبيد: زعم زاعم أن لا نفقة لها. وأنكر منصور ذلك وقال: أقائل هذا من أهل القبلة. ثم انصرف منصور، وحدث الطحاوي فأعاده على أبي عبيد، فأنكره أبو عبيد فقال منصور: أنا أكذبه. قال لنا أبو بكر بن الحداد: حضر منصور، فتبينت في وجهه الندم على ذلك، فلولا عجلة القاضي بالكلام لما تكلم منصور، ولكن قال القاضي: ما أريد أحداً يدل علي، لا منصور ولا نصار، يحكون عنا ما لم نقل. فقال منصور: قد علم الله أنك قلت. فقال: كذبت. فقال: قد علم الله من الكاذب. ونهض.

(23/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 131
4 (حرف الهاء)
هارونبن يوسف. أبو أحمد الشطوي، ويعرف بابن مقراض. سمع: محمد بن يحيى العدني، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأبا مروان العثماني.) وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو عبد الله بن العسكري، وابن لؤلؤ، والزيات. ووثقه الإسماعيلي. توفي في ذي الحجة.

(23/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 132
4 (حرف الياء)
يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي. أبو إسماعيل القرطبي. سمع أباه، ورحل فسمع ببغداد من: إسماعيل القاضي. وبرع في العربية واللغة، وشوور في الأحكام. مات في الرملة. يحيى بن عبيد الله بن يحيى بن يحيى. أبو عبد الله القرطبي ابن عم الذي قبله. كان رئيساً مبجلاً يستفتى. سمع مع والده، ويشاور في الأحكام. يعقوب بن إبراهيم بن حسان. أبو لحسين الأنماطي: أخو إسحاق. حدث عن: عبد الواحد بن غياث، وهارون بن حاتم. وعنه: الجعابي، ومحمد بن أحمد العطشي. وكان ثقة.

(23/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 133
4 (وفيات سنة أربع وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن يزيد بن عبد الله الباهلي الإصبهاني المكتب. روى عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الرماني، وجماعة. وعنه: عبد الله والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف. أحمد بن الحسن بن عبد الله الإصبهاني المعدل. سمع: مؤمل بن إهاب، وأيوب الوزان، وجماعة.) وله رحلة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون. أحمد بن زنجويه بن موسى. أبو العباس المخرمي القطان. سمع: بشر بن الوليد، وداود بن رشيد، ومحمد بن بكار. وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. وكان ثقة. وذكر الخطيب أحمد بن عمر بن زنجويه المخرمي القطان، وأنه توفي سنة أربع، وفرق بينه وبين هذا وهما واحد إن شاء الله تعالى.

(23/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 134
أحمد بن عبد الله بن عمران. أبو حمزة المروزي. حدث ببغداد في هذا العام عن: علي بن خشرم، وغيره. وعنه: علي بن عمر الحربي، وغيره. أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه القطان. بغدادي: أحسبه أحمد بن زنجويه المذكور آنفاً، لكن قد فرق بينهما الخطيب. سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن بكار، ولويناً، وهشام بن عمار. وعنه: ابن المظفر، وعبد الله الزينبي. وكان ثقة. وقد ذكره الحافظ بن عساكر، وقال: روى عنه: ابن عدي، وأبو بكر الآجري، والطبراني. وسمى جماعة. أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن. أبو الحسن القرشي العامري الحافظ. حدث عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الرحمن

(23/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 135
الأنطاكي وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وعلي بن أبي العقب، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن) عبدان الشيرازي، وقال: قدم علينا في سنة أربع وثلاثمائة ولا أحدث عنه كان ليناً. أحمد بن محمد بن رستم. أبو جعفر الطبري النحوي المقرئ. صاحب نصير بن يوسف، وهاشم بن عبد العزيز تلميذي الكسائي. روى عنه: أحمد بن جعفر بن سلم، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب. حدث في هذه السنة. ذكره الخطيب. أحمد بن محمد الصيدلاني. عن: إسحاق بن وهب، وغيره. وعنه: الطبراني، وعلي بن عمر السكري. بقي إلى هذا العام. أحمد بن الممتنع. أبو الطيب القرشي الأيلي. حدث عن: أبي الطاهر بن السرح، وهارون الأيلي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن الزيات. قال الدارقطني: صالح.

(23/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 136
أحمد بن موسى بن الجوهري. عن: الحسين بن حريث، والربيع المرادي. وعنه: عيسى الرخجي، والطبراني. وهو ثقة. قاله الخطيب. يعرف بأخي خزري. إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن محمد بن أيوب المخرمي البغدادي. أبو إسحاق. عن: عبيد الله القواريري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة. وعنه: عمر بن الزيات، وعبيد الله الزهري، وجماعة.) قال الإسماعيلي: صدوق. وقال الدارقطني: حدث عن ثقات بأحاديث باطلة، وليس بثقة. قلت: توفي في رمضان. إبراهيم بن محمد بن مالك بن ماهويه الإصبهاني. أبو إسحاق القطان الفقيه.

(23/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 137
سمع: لويناً، وعمر الفلاس، وأبا الربيع السمتي، وإسماعيل بن يزيد. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف. إبراهيم بن موسى الجوزي. سمع: بشر بن الوليد. وقد ذكر سنة ثلاث. إسحاق بن إبراهيم بن يونس. أبو يعقوب المنجنيقي الوراق. بغدادي حافظ. سكن مصر. عن: محمد بن بكار، وأبي إبراهيم الترجماني، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى بن حماد، وسويد بن سعيد، وحميد بن مسعدة. وعنه: النسائي في سننه وهو من أقرانه، وانتقى عليه، وقال: هو صدوق وأبو بكر أحمد بن السني، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وأبو سعيد بن يونس، وعبد الله بن عدي، وسليمان الطبراني، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، ومحمد بن محمد بن يعقوب السراج، ويحيى بن زكريا المصريون، وغيرهم. وكان رجلاً صالحاً، وهو آخر من مات من شيوخ النبل.

(23/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 138
توفي لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة ولقب بالمنجنيقي لأنه كان يجلس بقرب منجنيق بجامع مصر. وكان فيما ذكر ابن عدي عن بعض رجاله يمنع النسائي من المجيء إليه، ويذهب إلى منزل النسائي حسبة، حتى سمع منه النسائي ما انتقاه عليه. وقد قال له النسائي يوماً: يا أبا يعقوب،) لا تحدث عن سفيان بن وكيع. فقال: اختر لنفسك ما شئت، وأنا فكل من كتبت عنه فإني أحدث عنه. وثقه ابن عدي، والدارقطني. إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عرباض. أبو القاسم التنيسي. روى عن: محمد بن رمح، وعبد الجبار بن العلاء. توفي في رجب بتنيس. أصبغ بن مالك. أبو القاسم المالكي الزاهد. نزيل قرطبة. أصله من قبره. وصحب ابن وضاح أربعين سنة، وكان ابن واضح يجله ويعظمه. وسمع من: ابن وضاح، وابن القزاز. وكان إماماً في قراءة نافع. قرأ على: إبراهيم بن بازي، عن أصحاب ورش.

(23/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 139
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن علي بن بيان. أبو الفضل الغافقي المصري. رافضي كذاب، زعم أنه سمع من: عبد الله بن يوسف التنيسي، ويحيى بن بكير. روى عنه: أبو أحمد عبد الله بن عدي، والحسن بن رشيق. حدث في هذه السنة، وعاش بعدها قليلاً، أو مات فيها. قال عبد الله بن عدي: كتبت عنه في الرحلة الأولى بمصر سنة تسع وتسعين، وفي الرحلة الثانية سنة أربع وثلاثمائة، وأظن فيها مات. ثنا عن أبي صالح كاتب الليث، وعثمان بن صالح كاتب ابن وهب، وسعيد بن عفير، وعبد الله بن يوسف بأحاديث موضوعة، كنا نتهمه بوضعها، بل نتيقن ذلك. وكان رافضياً. جعفر بن حبيش بن عائذ.) أبو الفضل المصري. سمع: يونس الصدفي.

(23/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 140
4 (حرف الحاء)
حاتم بن روح. أبو الحسن السجستاني المؤدب. في رجب. الحسن بن علي الأعسم. أبو علي السامري، نزيل مصر. أرخه ابن يونس. يروي عن: أشعث بن محمد الكلابي، ونصر بن الفتح، وغيرهما. وعنه: محمد بن أحمد بن خروف، وإبراهيم بن أحمد بن مهران، والحسن بن أبي الحسن العدل. حديثه في الخلعيات يقع. الحسين بن عبد المجيب الموصلي. شيخ كبير، يروي عن: علي بن المديني، ومعلى بن مهدي، وعبد الأعلى بن حماد. ورأى أبا الوليد الطيالسي. علق له يزيد بن محمد في تاريخه.

(23/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 141
4 (حرف الخاء)
خلف بن هاشم. أبو القاسم الأشعري الأندلسي. يروي عن: العتبي الفقيه. وهو من أهل لورقة.
4 (حرف الزاي)
زيادة الله بن عبد الله الأغلبي. صاحب القيروان. هو وأبوه.) وهم الذين بنوا حصون القيروان. قدم هذا منهزماً من بني عبيد الخارجين بالقيروان إلى مصر، فأكرم مورده. توفي غريباً بالرملة. وله ترجمة طويلة مرت، فتكتب هنا.

(23/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 142
4 (حرف الطاء)
طريف بن عبيد الله. أبو الوليد الموصلي. مولى بني هاشم. روى ببغداد عن: علي بن الجعد، ويحيى بن بشر الحريري، ويحيى الحماني. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو الفتح الأزدي، وعبد الله بن عدي. ضعفه الدارقطني.

(23/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 143
4 (حرف العين)
العباس بن إبراهيم. أبو الفضل القراطيسي. بغدادي، ثقة. عن: محمد بن المثنى الغزي، وإسحاق بن زياد الأبلي. وعنه: النجاد، والطبرني، ومحمد بن المظفر. عباس بن الوليد بن حفص الأموي. مولاهم المصري. عن: يونس بن عبد الأعلى. عبد الله بن محمد بن عمران. أبو محمد الإصبهاني. رئيس جليل، حج وسمع من: لوين، ومحمد بن أبي عمر العدني، والحسن بن علي الحلواني. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني، وابن المقري. عبد الله بن محمد. أبو القاسم الأكفاني الفقيه، صاحب المزني.) وقيل: توفي في سنة سبع، كما سيأتي.

(23/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 144
عبد الله بن مظاهر. أبو محمد الإصبهاني الحافظ. توفي شاباً، وكان آية في الحفظ. حفظ المسند كله، وشرع في حفظ فتاوى الصحابة. وسمع: أبا خليفة، وجماعة. ولم يمتع بشبابه. وحدث عن: مطين، ويوسف القاضي. وعنه: أبو الشيخ. عبد العزيز بن محمد بن دينار. الفارسي الزاهد. سمع: داود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، ومحمد بن خلف الخلال. وكان ثقة عابداً كبير القدر. عبيدون بن محمد بن فهد. أبو الغمر الجهني القرطبي. رحل مع الأعناقي، وابن خمير. فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وولي قضاء الجماعة بقرطبة يوماً واحداً.

(23/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 145
توفي في شوال. عمران بن أيوب. أبو عبد الله الخولاني، مولاهم المصري. روى عن: حرملة.

(23/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 146
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبد الله بن مهدي الإخميمي. أبو الطاهر، قاضي الطف.) روى عن: أبي مصعب الزهري. وكان بالصعيد. روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وابن يونس، والطبراني. فيه ضعف. القاسم بن الليث بن مسرور. أبو صالح العتابي الرسعني. نزيل تنيس. روى عن: المعافى بن سليمان، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: النسائي في الكنى ووثقه، وأبو بكر محمد بن علي النقاش، والمصريون، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري، وأبو علي بن هارون. وهو ممن عاش بعد النسائي من شيوخه. القاسم بن محمد بن قاسم الزواوي المغربي. من صغار أصحاب سحنون.

(23/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 147
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن شيرزاد. أبو بكر البوراني، قاضي تكريت. حدث عن: لوين، وجماعة. وعنه: محمد بن المظفر، ومحمد بن زيد بن مروان. وهو صدوق. محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري. سمع: هارون بن إسحاق، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن المظفر. وثقه الخطيب. محمد بن أحمد بن عبد الملك بن سلام بن الزراد القرطبي. مولى بني أمية، أبو عبد الله صاحب محمد بن وضاح.) روى عنه، وعن: إبراهيم بن محمد بن باز، وجماعة. وكان زاهداً صالحاً. وسمع الناس منه كثيراً.

(23/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 148
محمد بن أحمد بن المرزبان. القاضي المرزباني. قلد قضاء دمشق بعد أبي زرعة من قبل المقتدر، فبقي أشهراً، وتوفي سنة أربع. محمد بن جعفر بن حسين العطار. أبو بكر العسكري. سمع: الحسن بن عرفة. محمد بن الحسين بن خالد. أبو الحسن القنبيطي. عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب الدورقي، وطبقتهما. وعنه: ابن بنته عيسى الرخجي، وأبو علي بن الصواف، وابن لؤلؤ. وثقه الخطيب. توفي في صفر. محمد بن صالح بن أبي عصمة. حدث في هذه السنة بمصر عن: هشام بن عمار، وهشام الأزرق، ومحمد بن يحيى الزماني، ومحمد بن مصفى، وطبقتهم. روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر المقري، والخضر السيوطي، وأبو بكر الربعي، وطائفة. وهو دمشقي يكنى أبا العباس. محمد بن عبد الوهاب بن هشام.

(23/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 149
أبو زرعة الأنصاري الجرجاني، الفقيه الحافظ. أحد من جمع بين الفقه والحديث. روى عن: عبد الله بن محمد الزهري، وأحمد بن سعيد الدارمي، وهارون بن إسحاق) الهمداني، وجماعة. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والغطريفي. وصاهر الإسماعيلي. وعليه تفقه الإسماعيلي. توفي في ذي الحجة. محمد بن عمرو بن سليمان اللقاباذي. أبو بكر التاجر. نيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. وعنه: ابن عقدة، وأبو علي الحافظان. محمد بن هرثمة النيسابوري المقرئ. سمع: محمد بن رافع، وابن ماسرجس. وحدث. مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة. أبو عبيدة الليثي الأندلسي. رحل في طلب العلم سنة تسع وخمسين ومائتين، فكتب ورجع إلى الأندلس. وتوفي في حدود هذه السنة.

(23/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 150
4 (حرف الياء)
يحيى بن علي الكندي. فيها حدث بدمشق عن: أبي نعيم عبيد الكلبي. يموت بن المزرع بن يموت بن عيسى. أبو بكر العبدي البصري الأديب. ويقال: اسمه محمد، ولقبه: يموت. وكان إخبارياً علامة سكن طبرية. روى عن: خاله الجاحظ، ومحمد بن حميد اليشكري، وأبي حفص الفلاس، وأبو حاتم السجستاني، ونصر بن علي الجهضمي، والرياشي، وجماعة.) وعنه: أبو بكر الخرائطي، وسهل بن أحمد الديباجي، والحسن بن رشيق البصري، وجماعة.

(23/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 151
وما أحسن ما نقل. قال: إنما مصرت أعمار الملوك لكثرة شكاية الخلق إياهم إلى الله. توفي بدمشق. وكان لا يعود مريضاً لئلا يتطير باسمه. وكان يروي القراءة عن: محمد بن عمر القصبي صاحب عبد الوارث. وعن: أبي حاتم السجستاني. أخذ عنه: ابن مجاهد، وغيره. يوسف بن الحسين الرازي. أبو يعقوب، شيخ الصوفية. صحب ذا النون المصري، وغيره. وسمع: قاسماً الجوعي، وأبا تراب عسكر النخشبي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي الحواري، ودحيماً. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد بن شاذان البجلي، وآخرون. قال السلمي: كان إمام وقته، ولم يكن في المشايخ على طريقته في تذليل النفس وإسقاط الجاه.

(23/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 152
وقال القشيري: كان نسيج وحده في إسقاط التصنع. يقال إنه كتب إلى الجنيد: لا أذاقك الله طعم نفسك، فإنك إن ذقتها لا تذوق بعدها خيراً. ومن قوله: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجيء منه شيء. وقال علي بن محمد بن نصرويه: سمعت يوسف بن الحسين يقول: ما صحبني متكبر قط إلا اعتراني داؤه، لأنه يتكبر، فإذا تكبر غضبت، فإذا غضبت أداني الغضب إلى الكبر. وعنه أنه قال: اللهم إنك تعلم أني نصحب الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً، فهب خيانتي لنصيحتي. وروي أنه سمع قولاً:
(رأيتك تبني في قطيعتي .......... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني)

(كأني بكم والليث أفضل قولكم .......... ألا ليتنا كنا إذا الليت لا تغني)
فبكى كثيراً، فلما سكن ما به قال: يا أخي لا تلم أهل الري على أن يسموني زنديقاً، أنا من) الغداة أقرأ في هذا المصحف، ما خرجت من عيني دمعة. وقد وقع مني فيما غنيت ما رأيت. قال السلمي: كان مع علمه وتمام حاله هجره أهل الري، وتكلموا فيه بالقبائح، خصوصاً الزهاد، إلى أن أفشوا حديثه وقبائحه، حتى بلغني أن بعض

(23/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 153
مشايخ الري رأى في النوم كأن براءة نزلت من السماء فيها مكتوب: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه. فسكتوا عنه بعد ذلك. قال الخطيب: سمع منه: أبو بكر النجاد. قلت: وهو صاحب حكاية الفأرة لما سأل ذا النون عن الاسم الأعظم. وقد راسله الجنيد وأجابه هو، وطال عمره وشاع ذكره. وعن أبي الحسن الدراج قال: لما ورد على الجنيد رسالة يوسف اشتقت إليه، فخرجت إلى الري، فلما دخلتها سألت عنه فقالوا: إيش تعمل بذاك الزنديق فلم أحضره. فلما أردت السفر قلت: لا بد لي منه. فلما وقفت على بابه تغير علي حالي، فلما دخلت إذا هو يقرأ في مصحف فقال: لأيش جئت قلت: زائراً. فقال: أرأيت لو ظهر لك هنا من يشتري لك داراً وجارية ويقوم بكفايتك، أكنت تنقطع بذلك عني قلت: يا سيدي، ما ابتلاني الله بذلك. فقال: أقعد، فأنت عاقل تحسن تقول شيئاً قلت: نعم. قال: هات. فأنشد البيتين المتقدمين، إلى آخر الحكاية. وقال أبو بكر الرازي: قال يوسف بن الحسين: بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل، وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة يفهم الزهد، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا يرغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة ينال رضى الله تعالى.

(23/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 154
قال السلمي: نا ابن عطاء أن يوسف بن الحسين الرازي مات سنة أربع وثلاثمائة. قلت: كان من أبناء التسعين، رحمه الله تعالى.)

(23/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 155
4 (وفيات سنة خمس وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله. أبو محمد النيسابوري. سبط القاضي نصر بن زياد من وجوه خراسان وزعمائها. سمع: جده، وإسحاق بن راهويه وقرأ عليه المسند، ومحمد بن مقاتل، وعمرو بن زرارة. وعنه: مؤمل بن الحسن، وأبو علي الحافظ، وأحمد بن أبي عثمان. أحمد بن العباس بن موسى. أبو عمرو العدوي الأستراباذي. روى عن: إسماعيل بن سعد الشالنجي، وأحمد بن آدم غندر. وعنه: ابن عدي، وأبو أحمد الغطريف، وأبو بكر الإسماعيلي وقال: صدوق. قال أبو عمرو: سمع مني كتاب البيان من أهل طبرستان وحده أربعة آلاف نفس. أحمد بن عبد الواحد العقيلي الجوبري الدمشقي. عن: صفوان بن صالح، وعبد الله بن ذكوان. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر محمد بن سليمان الربعي، وجمح بن القاسم. أحمد بن محمد بن إبراهيم.

(23/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 156
أبو بكر الكندي الصيرفي. بغدادي، سمع: زيد بن أخزم، وعلي بن الحسين الدرهمي. وعنه: ابن السقاء الواسطي، وغيره. يعرف بابن الخنازيري. أحمد بن محمد بن شبيب. أبو محمد الغزال المروزي. عن: علي بن خشرم، وأبي داود السنجي، ومحمد بن كامل المروزيين. وعنه: أبو نصر بن زنك، وغيره. أحمد بن محمد. أبو جعفر الفهري الأندلسي.) سمع من: سحنون، وغيره. وطلب لقضاء القيروان فامتنع وطال عمره، وبقي إلى هذا العام. أحمد بن هارون. أبو جعفر البخاي الغزال. رحل، وسمع: عمرو بن عثمان الحمصي، وأبا عمير عيسى بن النحاس. وعنه، أهل بخارى: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن محمد بن حرب. آدم بن موسى الخواري. في رجب. إسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرقي. حدث ببغداد عن: أحمد بن حنبل، وحكيم بن سيف. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو جعفر بن الميتم، وعمر بن أحمد الوكيل. قيل: إنه مات سنة ست، وذكر تقريباً.

(23/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 157
4 (حرف الجيم)
جبير بن هارون. أبو سعيد الجرجاني المعدل. عن: علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن حميد الرازي. وكان ذا قدر ومحل. وروى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو الشيخ بن حبان.

(23/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 158
4 (حرف الحاء)
الحسين بن عبد الغفار. حدث في هذا العام بدمشق. وهو متروك، واه. روى عن: هشام بن عمار، ودحيم، وأبي مصعب الزهري. وعنه: ابن عدي، والحسن بن رشيق، وجماعة. قال ابن عدي: ثنا عن سعيد بن عفير، وجماعة لم يحتمل سنة لقاؤهم. وله مناكير.) يكنى أبا علي.

(23/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 159
4 (حرف السين)
سعيد بن عبد الله. أبو محمد الجوهري الحراني. عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وغيره. سعيد بن عثمان التجيبي الأعناقي. سمع: ابن مزين، وابن وضاح. ورحل قبل ذلك. كأنه حج ورأى يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين. وسمع من: نصر بن مرزوق صاحب أسد بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. وكان ورعاً زاهداً حافظاً، بصيراً بعلل الحديث ورجاله، لا علم له بالفقه. روى عنه: محمد بن قاسم، وابن أيمن، وخلق. سليمان بن محمد. أبو موسى النحوي، المعروف بالحامض.

(23/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 160
كان إماماً في نحو الكوفيين. وأخذ عن: ثعلب، وغيره. وخلفه بعد موته وجلس في مجلسه. صنف غريب الحديث، وخلق الإنسان، والوحوش، والنبات. وكان صالحاً خيراً. أخذ عنه: أبو عمرو الزاهد، والبغداديون.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن عبد العزيز الرعيني. أبو الحسن القرطبي. مكثر عن: بقي بن مخلد. وحج فسمع: علي بن عبد العزيز، ومحمد بن إسماعيل الصائغ. ورحل إلى اليمن فسمع: إسحاق الدبري، وعبيد بن محمد الكشوري. وأكثر من السماع، وحمل الناس عنه في حياة شيوخه.) روى عنه: أحمد بن بشر، ومحمد بن خالد، وابن أخي ربيع، وطائفة. توفي في جمادى الأولى.

(23/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 161
4 (حرف العين)
العباس بن محمد بن أحمد الموصلي. عن: محمد بن عبد الله بن عمار، ومسعود بن جويرية، ومحمد بن يحيى الزماني. حدث في هذه السنة. عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري. أبو محمد الدمشقي. كان زاهداً ورعاً، من بيت طيب. سمع: أباه، وأحمد بن صالح المصري، وكثير بن عبيد، وأبا عمير بن النحاس. وعنه: محمد بن سليمان الربعي، والفضل بن جعفر، وابن عدي، وجماعة ببلده. عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك. أبو محمد البغدادي المعروف بالبخاري. سمع: لويناً، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، ومحمد بن المظفر، وابن الزيات، وأبو علي الحسين النيسابوري وقال: ثقة.

(23/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 162
توفي في رجب. عبد الله بن صالح بن يونس. أبو محمد الفرائضي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور الكوسج. وعنه: محمد بن جعفر المزكي، ومحمد بن حمدون المذكر، وغيرهما. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه بن أسد بن أعين بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف القرشي النيسابوري. الفقيه أبو محمد بن شيرويه. أحد كبراء نيسابور. له مصنفات كثيرة تدل على نبله.) سمع المسند من ابن راهويه. وسمع: خالد بن يوسف السمتي، وعبد الله بن معاوية الجمحي. وعمرو بن زرارة، وأحمد بن منيع، وأبا كريب. وعنه: ابن خزيمة، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، والحسين بن علي الحافظ، والناس. قال أبو عبد الله العبدوي: سمعت عبد الله بن شيرويه يقول: قال لي بندار: أرني ما كتبته عني. قال: فجمعت ما كتبته عنه في أسفاط، وحملتها إليه على ظهر جمال، فنظر فيها وقال: يا ابن شيرويه، أفلستني، وأفسلك الوراقون، يعني النساخ. وقال الحاكم: سمع بالحجاز كتاب ابن عيينة من العدني. وقال إبراهيم بن أبي طالب: كان إسحاق بن راهويه لا يعيد لأحد، وأنا

(23/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 163
أتعجب كيف لم يفته، يعني ابن شيرويه، شيء من المسند. ثم قال: لقد رأيت له منزلة عن إسحاق لمكان أبيه. وقال أحمد بن الخضر الشافعي: سمعت ابن خزيمة يقول: كنت أرى عبد الله بن شيرويه يناظر وأنا صبي، فكنت أقول: ترى أتعلم مثل ما تعلم ابن شيرويه قط. قلت: ومن آخر من حدث عنه: أبو عمرو بن حمدان. وقع لنا حديث عالياً، ولله الحمد. عبد الله بن هارون الصواف. عن: مجاهد بن موسى، وعلي بن مسلم الطوسي. وعنه: عمر بن بشران، وعيسى بن حامد، وأبو بكر الإسماعيلي. علي بن أحمد المريقي. بغدادي، روى عن: عمر بن شبة، وعبد الله بن أيوب المخرمي. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النخاس، وحمزة الكناني الحافظ. قال حمزة: ثقة حافظ. علي بن الحسين بن حبان بن عمار. أبو الحسن المروزي، ثم البغدادي.) سمع: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن بكار. وعنه: مكرم القاضي، ومحمد اليقيطيني، وعلي بن عمر الحربي. وكان ثقة.

(23/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 164
علي بن سعيد بن عبد الله العسكري الحافظ. توفي بالري. رحل في حدود الخمسين ومائتين. كنيته أبو الحسن. سمع: الزبير بن بكار، ومحمد بن المثنى، وأبا حفص الفلاس، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر القباب، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو عمرو بن مطر، وعبد الله، وأبو بكر محمد بن جعفر، وأهل إصبهان ونيسابور. وآخر من حدث عنه مأمون الرازي بالري. وقع لنا من تصانيفه. علي بن موسى بن يزداد. أبو الحسن القمي، الفقيه الحنفي، إمام أهل الرأي في عصره بلا مدافعة. له مصنفات منها: كتاب أحكام القرآن، وهو كتاب جليل. وسمع: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن معاوية بن مالج، ومحمد بن شجاع الثلجي. وعنه: أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، وأحمد بن أحيد الكاغدي، وآخرون. وتخرج به جماعة من الكبار، وأملى بنيسابور. وحدث بمصنفاته.

(23/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 165
عمر بن محمد بن نصر. أبو حفص الكاغدي المقرئ. بغدادي، كبير القدر. قرأ القرآن على: أبي عمر الدوري. وسمع: عمرو بن علي الفلاس، وأحمد بن بديل، ومحمود بن خراش، وجماعة. روى عنه: الحسن السبيعي، وعبد العزيز الخرقي، وأبو حفص بن الزيات. وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي.) عمران بن موسى بن مجاشع. أبو إسحاق السختياني. محدث جرجان ومسندها. كان ثقة ثبتاً، كثير التصنيف. سمع: هدبة بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وسويد بن سعيد، وأبا الربيع الزهراني، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وهو من أقرانه، وأبو عبد الله بن يعقوب بن الأخرم، وأبو علي النيسابوري. وقدم نيسابور وحدث بها، فسمع منه: أبو حامد بن الشرقي، والكبار. روى عنه: أبو عمرو بن نجيد، وأبو عمرو بن حمدان. وتوفي في رجب بجرجان، وهو في عشر المائة.

(23/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 166
4 (حرف الفاء)
الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب. أبو خليفة الجمحي البصري. رحلة الآفاق في زمانه. اسم أبيه عمرو، ولقبه: الحباب. سمع أبو خليفة، من كبار شيوخ أبي داود وأبي زرعة فسمع: مسلم بن إبراهيم، والوليد بن هشام القحذمي، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر الحوضي، وشاذ بن فياض، وأبا الوليد الطيالسي، ومسدداً، وعمرو بن مرزوق، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وجماعة كبيرة. ومولده سنة ست ومائتين. وكان محدثاً ثقة، مكثراً راوية للأخبار والأدب، فصيحاً مفوهاً. روى عنه: أبو بكر الجعابي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد الغطريفي، والطبراني، وابن عدي، وأبو الشيخ، وإبراهيم بن أحمد الميموني،

(23/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 167
وعلي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي نزيل دمشق، ومحمد بن سعد الأصطخري ببغداد، وأحمد بن الحسين العكبري، وإبراهيم بن محمد الأبيوردي نزيل مكة شيخ أبي عمر الطلمنكي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأحمد بن محمد بن) العباس البصري، وخلق سواهم. قال علي بن أحمد بن أبي خليفة فيما رواه عنه أبو الحسين بن المحاملي قال: سمعت أبي يقول: حضرنا يوماً عند خليل أمير البصرة، فجرى بينه وبين أبي خليفة كلام، فقال له: من أنت أيها المتكلم. فقال: أيها الأمير ما مثلك من جهل مثلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، أفعل يخفى القمر فاعتذر إليه وقضى حاجته. ولما خرج سألوه فقال: ما كان إلا خيراً، أحضرني مأدبته، فأبط، وأدج، وأخرج، وفولج، ولوذج، ثم أتاني بالشراب، فقلت: معاذ الله. فعاهدني أن آتي مأدبته كل يوم. فكان إنسان يأتي كل يوم، فيحمله إلى دار الأمير. وقال أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن أخت أبي عوانة: سمعت أبي يقول لأبي لأبي علي الحافظ النيسابوري: دخلت أنا وأبو عوانة البصرة، فقيل: أبا خليفة قد هجر، ويدعى عليه أنه قال: القرآن مخلوق. فقال لي أبو عوانة: يا بني، لا بد أن ندخل عليه. قال: فقال له أبو عوانة، ما تقول في القرآن فاحمر وجهه وسكت، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر. أستغفر الله، وأنا تائب إلى الله من كل ذنب إلا الكذب، فإني لم أكذب قط. قال: فقام أبو علي إلى أبي فقبل رأسه، فقال أبي: قام أبو عوانة إليه فقبل كتفه. توفي في ربيع الآخر أو جمادى الأولى عن مائة سنة إلا أشهراً.

(23/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 168
4 (حرف القاف)
القاسم بن زكريا بن يحيى. أبو بكر البغدادي المقرئ، المعروف بالمطرز. كان مقرئاً نبيلاً مصنفاً، مأموناً، حجة. أثنى عليه الدارقطني وغيره. قرأ على الدوري، وعلى أبي حمدون. وأقرأ الناس، فقرأ عليه: علي بن الحسين الغضائري شيخ الأهوازي بالإدغام والإبدال وعدمهما. فادعى أنه لقيه سنة ثلاث عشرة، فبان بهذا أن الغضائري غير ثقة. وقد سمع من: سويد بن سعيد، وإسحاق بن موسى، وأبي كريب، وأبي همام السكوني، ومحمد) بن الصباح الجرجرائي، وجماعة. حدث عنه: الجعابي، وعبد العزيز الخرقي، وابن المظفر، وأبو حفص الزيات، وآخرون. توفي في صفر. صنف المسند، والأبواب.

(23/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 169
القاسم بن محمد بن بشار. أبو محمد الأنباري، والد العلامة أبي بكر. سكن بغداد. وحدث عن: عمرو الفلاس، وعمر بن شبة، والحسن بن عرفة. وقرأ القرآن على عمه أحمد بن بشار. وسمع الحروف من: سليمان بن خلاد، عن اليزيدي، ومحمد بن الجهم، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وعلي بن موسى الرزاز، وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالولي. كان صدوقاً موثقاً عارفاً بالأدب والغريب، متفنناً حافظاً، رحمه الله.

(23/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 170
4 (حرف الميم)
محمد بن أبان بن ميمون السراج. أبو عبد الله. بغدادي ثقة. سمع: يحيى بن عبد الحميد الحماني، والحكم بن موسى، وعبيد الله القواريري، وجماعة. وعنه: ابن لؤلؤ، وأبو حفص الزيات، ومحمد بن زيد الأنصاري، وغيرهم. وقيل: توفي سنة ست. محمد بن إبراهيم بن حيون. من أهل وادي الحجارة بالأندلس. سمع: محمد بن وضاح، والخشني، وجماعة. ورحل فسمع: إسحاق الدبري باليمن، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وعبد الله بن الإمام أحمد ببغداد، وخلقاً سواهم. وكان من كبار الحفاظ بالأندلس، وفيه تشيع.

(23/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 171
روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعد وقال خالد فيه: لو كان الصدق إنساناً لكان ابن حيون.) وقال ابن الفرضي: لم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه. محمد بن أحمد بن تميم بن خالد. أبو بكر الإصبهاني. عن: لوين، وأحمد بن أبي شريح، ومحمد بن علي بن شقيق، ومحمد بن حميد. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. توفي في جمادى الأولى. لا بأس به. محمد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب. أبو بكر الإصبهاني الصفار. ثقة. روى عن: أبي ثور إبراهيم بن خالد، وهارون بن عبد الله الحمال كتبهما. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وآخرون. محمد بن الحسين بن شهريار. أبو بكر القطان البغدادي.

(23/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 172
عن: بشر بن معاذ، وأبي حفص الفلاس، روى عنه تاريخه. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، وابن لؤلؤ. قال الدارقطني: ليس به بأس. وقد روى القراءة عن الحسين بن الأسود، عن يحيى بن آدم وأخذها عنه ابن مجاهد، والنقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. محمد بن سليمان. أبو موسى الحامض البغدادي النحوي. أحد أئمة اللسان، وتلميذ ثعلب. وقيل: سليمان بن محمد، كما مر آنفاً. محمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدميك.) أبو العباس البغدادي. سمع: عبيد الله بن عائشة، وعلي بن المديني، وإبراهيم سبلان. وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحي، وابن المظفر. وثقه الخطيب. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن العباس بن أسلم الأزرق الحمراوي. سمع: عبد الجبار بن العلاء. محمد بن عبيد الله القرطبي المالكي.

(23/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 173
رحل إلى المشرق. وسمع من: إسماعيل القاضي، وموسى بن هارون. وكان فقيهاً نبيلاً استشهد في هذا العام. محمد بن عمرو بن مسعدة. أبو الحارث البيروتي. عن: محمد بن وزير، ومحمد بن عقبة بن علقمة، وجماعة. وعنه: عبد الله بن عدي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وغيرهما. محمد بن القاسم بن هاشم السمسار. أبو بكر. بغدادي، سمع: بشر بن الوليد، وغيره. وعنه: علي بن عمر الحربي. محمد بن المبارك بن عبد الملك الدباغ. مصري. روى عن: محمد بن رمح، ودحيم. محمد بن نصر بن القاسم. أبو بكر الخواص. في شوال.) سمع من: حرملة وحدث.

(23/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 174
محمد بن نصير بن أبان المديني. أبو عبد الله القرشي. روى عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسليمان الشاذكوني، وجماعة دونهم. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وابن المقري، وغيرهم. قال فيه أبو نعيم: ثقة. مالك بن عيسى القفصي المالكي. ولي قضاء بلده. وسمع: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى. وبمصر من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وكان إماماً كبيراً، رحل إليه العلماء من الأندلس. وصنف كتباً. موسى بن هارون التوزي. روى عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوارث بن عبد الصمد، والكندي، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم. وعنه: علي بن لؤلؤ، وغيره.

(23/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 175
4 (حرف الهاء)
هارون بن علي بن الحكم. أبو موسى المزوق. بغدادي. سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبا عمر الدوري، وزياد بن أيوب. وعنه: محمد بن حميد المخرمي، وعثمان المجاشعي، وعمر بن أحمد الوكيل، وآخرون. وكان ثقة مقرئاً.
4 (حرف الياء)
يحيى بن أصبغ بن خليل.) أبو بكر القرطبي. سمع: أباه، وببغداد: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. حدث عنه: قاسم بن أصبغ، وثابت بن حزم. وكان فاضلاً.

(23/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 176
4 (وفيات سنة ست وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن حذيفة. أبو الحسن البشتي الأديب. سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، والحسن بن محمد الزعفراني. وعنه: يحيى بن محمد العنبري، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال. أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد. أبو عبد الله الصوفي. بغدادي مشهور. وثقه الخطيب، وغيره. سمع: علي بن الجعد، ويحيى بن معين، وأبا نصر التمار، وسويد بن سعيد، وأحمد بن جناب، وجماعة. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبو حفص ابن الزيات، وأبو الشيخ الإصفهاني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر الحربي. توفي في رجب.

(23/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 177
وقع لي حديثه بعلو. ومات في عشر المائة. أحمد بن داود بن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني، ثم المصري. عن: أبي مصعب، ومحمد بن رمح، وحرملة. طارت عليه شرارا فاحترق.) قال ابن يونس: حدث بحديث منكر عن أبي مصعب. وقال الدارقطني: كذاب. أحمد بن سعيد بن عبد الله. أبو الحسن المؤدب الدمشقي. سكن بغداد، وأدب عبد الله بن المعتز. وروى عن: هشام بن عمار، ومحمد بن وزير، والزبير بن بكار. وعنه: إسماعيل الصفار، وحمزة الكناني، ومحمد بن المظفر. وثقه حمزة. أحمد بن عمر بن سريج.

(23/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 178
القاضي أبو العباس البغدادي، إمام أصحاب الشافعي. شرح المذهب ولخصه، وصنف التصانيف، ورد على المخالفين للنصوص. سمع: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعلي بن أشكاب، وأبا داود السجستاني، وعباس بن محمد الدوري. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد الغطريفي، وأبو الوليد حسان بن محمد. وتفقه عليه عدة أئمة. توفي في جمادى الأولى من السنة، وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر. وقع حديثه بعلو في جزء الغطريفي لأصحاب ابن طبرزذ. وقال أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: كان يقال له الباز الأشهب ولي القضاء بشيراز. قال: وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي، حتى على المزني وإن فهرست كتبه كان يشتمل على أربعمائة مصنف. كان الشيخ أبو حامد الإسفرائيني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهره الفقه دون دقائقه.

(23/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 179
تفقه على أبي القاسم الأنماطي، وأخذ عنه خلق. وعنه انتشر مذهب الشافعي. وقال أبو علي بن خيران: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت كأنا مطرنا كبريتاً أحمر، فملأت أكمامي وحجري، فعبر لي أن أرزق علماً عزيزاً كعزة الكبريت الأحمر.) وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن سريج يقول: قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح. يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام. قال الحاكم: سمعت حسان بن محمد الفقيه يقول: كنا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد، يعني للأمة، أمر دينها. والله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين أبا عبد الله الشافعي، وبعثك على رأس الثلاثمائة. ثم أنشأ يقول:
(اثنان قد مضيا فبورك فيهما .......... عمر الخليفة، ثم حلف السؤدد)

(الشافعي الألمعي محمد .......... إرث النبوة وابن عم محمد)

(أبشر أبا العباس إنك ثالث .......... من بعدهم سقياً لتربة أحمد)
فصاح أبو العباس بن سريج وبكى وقال: لقد نعى إلي نفسي. قال حسان: فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة. قلت: وكان على رأس الأربعمائة أبو حامد الإسفراييني، وعلى رأس الخمسمائة الغزالي، وعلى رأس الستمائة الحافظ عبد الغني، وعلى رأس السبعمائة شيخنا ابن دقيق العيد. على أن بعض هؤلاء يخالفني فيهم خلق من العلماء.

(23/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 180
والذي أعتقده من الحديث أن ظلف من يجدد للجمع لا للمفرد، والله أعلم. وكان أبو العباس على مذهب السلف، يؤمن بها ولا يؤولها، ويميزها كما جاءت. وهو صاحب مسألة الدور في الحلف بالطلاق. وقد روى التنوخي في نشواره قال: حدثني القاضي أبو بكر العنبري بالبصرة، حدثني أبو عبد الله، شيخ من أصحاب ابن سريج كتبت عنه الحديث، قال: قال لنا ابن سريج يوماً: أحسب أن المنية قربت. قلنا: وكيف قال: رأيت البارحة كأن القيامة قد قامت، والناس قد حسروا، وكأن منادياً ينادي بصوت عظيم: بم أجبتم المرسلين فقلت: بالإيمان والتصديق. فقيل: ما سئلتم عن الأقوال، بل سئلتم عن الأعمال. فقلت: أما الكبائر، فقد اجتنبناها، وأما الصغائر، فعولنا فيها على عفو الله ورحمته.) قال: وانتبهت. فقلنا له: ما في هذا ما يوجب سرعة الموت. فقال: أما سمعتم قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم قال: فمات بعد ثمانية عشر يوماً، رحمه الله تعالى. أحمد بن سهل بن المبارك. أبو العباس الإصبهاني الجيراني المعدل، ويعرف بممجة. سمع: لويناً، وحميد بن مسعدة، وعمراً الفلاس.

(23/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 181
وعنه: عبد الله بن محمد بن الحجاج الشروطي، وعمر بن عبد الله بن سهل. وثقه أبو نعيم. وروى عنه أبو بكر المقري في معجمه. وجيران: من إصبهان. أحمد بن محمد بن مسقلة. أبو علي التيمي الواذاري. سمع: الزبير بن بكار، وأحمد بن يحيى السوسي. وعنه: والد أبي نعيم، والطبراني. وهو إصبهاني. أحمد بن موسى بن علي الصدفي. مولاهم أبو بكر المصري. عرف بابن الزباب. قيده غير ابن ماكولا. سمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعنه: أبو إسحاق القرطبي. أحمد بن يحيى.

(23/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 182
أبو عبد الله بن الجلاء. أحد مشايخ الصوفية الكبار. صحب أباه، وذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي وحكى عنهم. أخذ عنه: أبو بكر الرقي، ومحمد بن سليمان اللباد، ومحمد بن الحسن اليقطيني، وغيرهم.) وكان يكون بدمشق وبالرملة. وأصله بغدادي. ويقال: كان ابن الجلاء بالشام، والجنيد ببغداد، وأبو عثمان الجيزي بنيسابور يعني لا رابع لهم في عصرهم. وقال الرقي: ما رأيت أهيب منه، وقد لقيت ثلاثمائة شيخ. وسمعته يقول: ما جلا أبي شيئاً قط، ولكنه كان يعظ الناس، فيقع كلامه في قلوبهم، فسمي جلاء القلوب. وقال محمد بن علي بن الجلندي: سمعت ابن الجلاء وسئل عن المحبة فقال: ما لي وللمحبة، إني أريد أن أتعلم التوبة. كانت وفاته في رجب. وقد استوفى ابن عساكر ترجمته. وقيل: اسمه محمد بن يحيى وقيل: أصله بغدادي. وقال أبو عمر الدمشقي: سمعت ابن الجلاء يقول: قلت لأبوي: أحب أن تهباني لله. قالا: قد فعلنا. فغبت عنهم مدة، ثم جئت فدققت الباب فقال أبي: من ذا قلت: ولدك. قال: قد كان لي ولد وهبناه لله تعالى. وما فتح الباب.

(23/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 183
وعن أبي عبد الله بن الجلاء قال: آلة الفقير صيانة فقره، وحفظ سره، وأداء فرضه. أحمد بن يعقوب بن سراج الموصلي. سمع: الصلت بن مسعود الجحدري. أحمد بن يوسف بن الضحاك. أبو عبد الله البغدادي، الفقيه. سمع: أبا كريب، ومحمد بن موسى الحرشي. وعنه: أبو علي بن الصواف، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحارث. أبو القاسم الكلابي، الفقيه الشافعي. أظنه بصرياً. سمع من: الحارث بن مسكين، ومحمد بن هشام السدوسي. وكان ثقة صالحاً.) إبراهيم بن علي بن إبراهيم العمري الموصلي. أبو إسحاق. سمع: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعدة. وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقري، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر النجاد الحنبلي، وأبو بكر بن المقري.

(23/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 184
وثقه الخطيب. حدث ببغداد، ووثقه الدارقطني.
4 (حرف الجيم)
جبريل بن الفضل السمرقندي. أبو حاتم. حج سنة اثنتين وتسعين، فحدث عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، وغيرهما. وعنه: ابن قانع. وثقه الخطيب وقال: عاش إلى سنة ست. جعفر بن سهل. أبو الفضل النيسابوري الواعظ. سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن يعقوب بن الثقفي، وجماعة. وكان له قبول وافر في التذاكر. وقد حدث بمناكير.

(23/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 185
4 (حرف الحاء)
حاجب بن مالك بن أركين. أبو العباس الفرغاني التركي الضرير. حدث بالشام وإصبهان عن: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبي عمر الدوري وهذه الطبقة. وعنه: سليمان الطبراني، ويوسف الميانجي، ومحمد بن المظفر. وله جزء معروف، سمعناه. الحسن بن بالويه بن زيد بن سيار.) أبو علي الحيري، النيسابوري. سمع: محمد بن حميد، ومحمد بن مقاتل الرازيين. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان. ورخه الحاكم. الحسين بن حمدان بن حمدون.

(23/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 186
الأمير أبو عبد الله التغلبي، عم السلطان سيف الدولة علي. قدم الشام لقتال الطولونية في جيش من قبل المكتفي. وقدم دمشق لحرب القرامطة أيام المقتدر. ثم ولاه ديار ربيعة، فغزا وافتتح حصوناً، وقتل خلقاً من الروم. ثم خالف فسار لحربه رائق، فحاربه وأسره رائق في سنة ثلاث وثلاثمائة، فسجن ببغداد. ثم قتل سنة ست وثلاثمائة.

(23/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 187
4 (حرف العين)
عامر بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد الأشعري. مولى أبي موسى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو محمد المؤذن الإصبهاني. ثقة، من بيت مشهور. سمع: أباه، وإبراهيم بن محمد بن مروان. وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وغيرهم. عباس بن محمد الفزاري. مولاهم المصري الحافظ. روى عن: محمد بن رمح، وزكريا كاتب العمري، وأحمد بن صالح الطبري، وجماعة. كنيته أبو الفضل. روى عنه: ابن يونس فأكثر، والطبراني، وآخرون. وكان يعرف بالبصري. توفي في شعبان. قال ابن يونس: ما رأيت أحداً قط أثبت منه.)

(23/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 188
عبدان بن أحمد بن موسى بن زياد. أبو محمد الأهوازي الجواليقي الحافظ، واسمه: عبد الله، فخفف. طوف البلاد وصنف التصانيف، وسمع: سهل بن عثمان العسكري، وأبا كامل الجحدري، وخليفة بن خياط، ومحمد بن بكار، ووهب بن بقية، وهشام بن عمار، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وزيد بن الحريش، وخلقاً كثيراً. روى عنه: ابن قانع، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري، وآخرون. ورحل الحفاظ إلى عسكر مكرم للقيه. وكان أحد الحفاظ الأثبات. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: رأيت من أئمة الحديث أربعة: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة بنيسابور، والنسائي بمصر، وعبدان بالأهواز. فأما عبدان فكان يحفظ مائة ألف حديث، ما رأيت في المشايخ أحفظ منه. وقال حمزة الكناني: سمعت عبدان يقول: دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني. وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث، إلا حديث مالك، فإنه لم يكن عندي الموطأ بعلو، وإلا حديث أبي حصين.

(23/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 189
وسمعته يقول: جمعت لبشر بن المفضل ستمائة حديث، من شاء يزيد علي. وقال الحاكم: كان أبو علي النيسابوري لا يسامح في المذاكرة، بل يواجه الرد في الملأ، فوقع بينه وبين عبدان لذلك، فسمعت أبا علي يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري، عن جنادة، عن عبيد الله بن عمر فقال: قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز. فأصلحت أشيائي للخروج. وودعت الشيخ، وشيعني أصحابنا، ثم اختبأت إلى يوم المجلس، ثم حضرت متنكراً لا يعرفني أحد. فأملى الحديث وأملى غير ذلك مما كان قد امتنع علي منها. ثم بلغه بعد أني كنت في المجلس، فتعجب. وقال أبو حاتم بن حبان: أنبأ عبدان بعسكر مكرم وكان عسيراً نكداً. وقال الرامهرمزي: كنا عند عبدان فقال: من دعي فلم يجب فقد عصى الله. بفتح الباء. فقال له ابن سريج: إن رأيت أن تقول يجب.) فأبى، وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه. وقال ابن عدي: عبدان كبير الاسم. قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب فذهب إلى شاذان الفارسي، فلم يلحقه، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبت إلى ابن أبي عاصم فلم أره ملياً بحديث البصرة، وجئتك لأكتب حديثهم عنك، لأنك ملي بهم. فأخرجت إليه حديثهم، وقاطعته كل يوم على مائة حديث. قال ابن عدي: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عمرو بن سلمة، ثنا ابن وهب، فذكر حديثاً. كذا قال. وإنما هو عمرو بن سواد. وكان عبدان يخطئ فيه، فيقول مرة كما ذكرنا، ومرة يقول: محمد بن عمرو، وإنما هو عمرو بن سواد.

(23/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 190
قال: وكانت هيبة عبدان تمنعنا من أن نقول له. وثنا بحديث فيه أشرس، فقال رشرس. فتوقفت في الرد عليه. مات عبدان رحمه الله في آخر سنة ست، وله تسعون سنة وأشهر. عبد الصمد بن عبد الله بن أخي يزيد ابني عبد الصمد القرشي. أبو محمد الدمشقي القاضي. سمع: إسحاق بن موسى الأنصاري، وهشام بن عمار، ونوح بن حبيب، ودحيماً، وجماعة. وعنه: الفضل بن جعفر المؤذن، وجمح، وابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، والربعي. وناب في القضاء لمحمد بن أحمد المرزباني، ولعمر بن الجنيد قاضي دمشق. وتوفي المحرم من السنة. علي بن إبراهيم بن مطر. أبو الحسن البغدادي السكري. سمع: داود بن رشيد، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، وعبد العزيز الخرقي، ويوسف الميانجي، وابن المقري. وثقه الدراقطني. وتوفي في محرم.

(23/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 191
علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا.) أبو الحسن المخرمي. سمع: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن بكار بن الريان، وداود بن رشيد. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن الزيات، وعل يبن عمر الحربي. وكف بصره بآخره. قال أبو بكر بن السني: لا بأس به. توفي في جمادى الأولى. علي بن الحسن بن سليمان بن سريج. أبو الحسن القافلاني البغدادي. سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومجاهد بن موسى، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، والقطيعي، ومحمد بن المظفر، وجماعة. وكان أحد الثقات. علي بن هارون بن ملول المصري. من أولاد الشيوخ. سمع: عيسى بن حماد، والحارث بن مسكين. وتوفي في شوال. عمر بن الحسن.

(23/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 192
أبو حفيص الحلبي. سمع: أبا نعيم الحلبي، ولويناً. وعنه: ابن المظفر، والوراق، ومخلد بن جعفر. وثقه الدارقطني. وسيعاد. عيسى بن إدريس بن عيسى. أبو موسى البغدادي. حدث بدمشق عن: عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن المقدام، وزياد بن أيوب، وجماعة. وعنه: أبو علي بن آدم، وجمح بن القاسم، وأبو عمر بن فضالة، وعبد الله بن عدي، وآخرون. قال الخطيب: صدوق.) قيل: مات في ربيع الآخر.

(23/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 193
4 (حرف الميم)
محمد بن إسماعيل بن عبد الله الإصبهاني. سمع: أباه سمويه، ويونس بن حبيب. وكان جليلاً صالحاً، مفتي البلد. توفي فجأة. روى عنه: الطبراني، والعسال. محمد بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك. قرطبي حافظ فقيه، إمام نحوي واسع العلم. روى عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة. توفي كهلاً. محمد بن بابشاذ البصري. حدث ببغداد عن: عبيد الله بن معاذ بن معاذ، وسلمة بن شبيب، وغيرهما.

(23/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 194
وعنه: عمر بن بشران، وأبو بكر بن المقري، ومحمد بن خلف الخلال. توفي في شوال. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة. قلت: روى حديثاً موضوعاً. محمد بن حرملة بن بهلول المصري. سمع: بكار بن قتيبة القاضي. محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف. أبو رجاء السنجي الهورقاني المروزي. سمع: عتبة بن عبد الله، وسويد بن نصر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن حميد. وعنه: عبد الله بن أحمد بن الصديق، وأبو عصمة محمد بن أحمد بن عباد، وأهل مرو. ذكره ابن ماكولا.) محمد بن خلف بن حيان بن صدقة. أبو بكر الضبي القاضي، المعروف بوكيع.

(23/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 195
كان عارفاً بالسير وأيام الناس. صنف عدة كتب. روى عن: أحمد بن إسماعيل السهمي، والزبير بن بكار، وابن عرفة، والطبقة. وعنه: ابن الصواف، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، وأبوه جعفر بن المتيم. قال أبو الحسين بن المنادي: أقل الناس عنه للين شهر به. وقال الدارقطني. كان فاضلاً نبيلاً فصيحاً، من أهل القرآن والفقه والنحو. له تصانيف كثيرة. وولي قضاء كور الأهواز كلها. وتوفي في ربيع الأول. محمد بن خيرون. أبو عبد الله المعافري. مقرئ القيروان. أخذ القراءة عرضاً عن: أبي بكر بن سيف، وإسماعيل النحاس، وجماعة. وقدم القيروان فسكنها. وقرأ عليه خلق، منهم: ابناه محمد وعلي، وأبو بكر الهواري، وعبد الحكيم بن إبراهيم، وأبو جعفر أحمد بن بكر.

(23/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 196
وكان صالحاً كبير القدر. وقد حدث عن: عيسى بن مسكين، وغيره. توفي في شعبان. محمد بن سعيد بن عمرو. أبو يحيى الخريمي المري الدمشقي. عن: هشام بن عمار، ودحيم، والقاسم بن عثمان الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: جمح بن القاسم، ومحمد الربعي، وعبد الله بن عدي، وجماعة. توفي في المحرم. والخريمي: بالراء.) محمد بن عبد الوهاب. أبو عمر المروزي. سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة وبالري: محمد بن مقاتل. وعنه: علي بن أحمد بن صالح. محمد بن علي بن إبراهيم. الحافظ أبو عبد الله المروزي. رحل وكتب عنه: بندار، وعلي بن خشرم، وهذه الطبقة. روى عنه: الطبراني، وابن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم. محمد بن علي.

(23/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 197
أبو بكر القنطري. سمع: أحمد بن منيع. وعنه: إبراهيم بن أحمد الخرقي. محمد بن محمد بن سحنون بن سعيد المغربي. أبو سعيد المالكي. زاهد خير. سمع أباه وأخذ الفقه عن أصحاب جده. محمد بن مسعود بن الحارث. أبو عبد الله الأسدي القزويني. ثقة كبير القدر. سمع: عمرو بن رافع، وإسماعيل بن توبة، وعبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد الرازي، وإسماعيل ابن بنت السدي، وأبا مصعب، وهناد بن السري. وعنه: سليمان بن يزيد الفامي، وعلي بن عمر الصيدلاني، وعبد العزيز بن مالك، وعلي بن أحمد بن صالح القزوينيون. لخصت ترجمته من الإرشاد والخليلي.) محمد بن هارون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة. أبو هارون العتقي الأندلسي. رحل وسمع بمصر من أبي يزيد القراطيسي، وغيره. ورجع. موسى بن عبد الرحمن بن حبيب.

(23/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 198
العلامة أبو الأسود الإفريقي القطان. يروي عن: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى، وغيرهما. وعنه: تميم بن أبي العرب، وأبو محمد بن مسرور، وجماعة. وولي قضاء طرابلس المغرب. توفي في ذي القعدة. وكان من كبار المالكية.
4 (مواليد هذه السنة)
وفيها ولد: أبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسين بن جميع، وعبد الوهاب الكلابي.

(23/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 199
4 (وفيات سنة سبع وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن حمدويه، ويقال ابن حمدي، بن أحمد بن بيان. أبو علي الدقاق. عن: الفلاس، وزيد بن أخرم. وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وغيره. أحمد بن سهل بن الفيرزان. أبو العباس الأشناني. أحد القراء المجودين. قرأ على: عبيد بن الصباح صاحب حفص واشتهر بهذه القراءة لمعرفته بها وعلو سنده فيها. وقد قرأ بعد موت شيخه على جماعة من أصحاب أبي حفص عمرو بن الصباح أخي عبيد بن الصباح، حتى برع في التلاوة. قال ابن غلبون: نا علي بن محمد، ثنا أحمد بن سهل قال: قرأت على عبيد بن الصباح، وكان) ما علمت من الورعين المتقين وقال: قرأت القرآن كله وأتقنته على أبي عمرو حفص بن سليمان، وليس بيني وبينه أحد. قرأ عليه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو العباس الحسن بن

(23/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 200
سعيد المطوعي، وعلي بن محمد بن صالح الهاشمي الضرير البصري، وعلي بن الحسين بن عثمان الغضائري شيخ الأهوازي، وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش. وأبو أحمد عبد الله بن الحسين السامري. وقد سمع من: بشر بن الوليد الكندي، وعبد الأعلى بن حماد. وحدث عنه: عبد العزيز الخرقي، ومحمد بن علي بن سويد المؤدب. ووثقه الدارقطني. وتوفي في المحرم عن سن عالية، رحمه الله تعالى. أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي. أبو يعلى الموصلي الحافظ. صاحب المسند. سمع: عبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضرير، وغسان بن الربيع، وعلي بن الجعد، ويحيى بن معين، وداود بن عمرو الضبي، وشيبان بن فروخ، وحوثرة بن أشرس، ويحيى الحماني، وخلقاً كثيراً. وسماعه ببغداد من أحمد بن حاتم الطويل في سنة خمس وعشرين ومائتين. وله تصانيف في الزهد، وغيره. روى عنه: أبو حاتم بن حبان، وأبو علي الحافظ النيسابوري، ويوسف الميانجي، وحمزة الكناني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن النضر النحاس،

(23/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 201
ونصر بن أحمد المرجئ، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري. وكان فيما قال يزيد بن محمد الأزدي من أهل الصدق والأمانة والدين والحلم. غلقت أكثر الأسواق يوم موته، وحضر جنازته من الخلق أمر عظيم. وكان عاقلاً حليماً صبوراً، حسن الأدب. وقال أبو عمرو بن حمدان وذكر أبا يعلى ففضله على الحسن بن سفيان، فقيل له: كيف تفضله على الحسن بن سفيان ومسند الحسن أكبر، وشيوخه أعلى) قال: لأن أبا يعلى كان يحدث احتساباً، والحسن كان يحدث اكتساباً. ولد أبو يعلى في شوال سنة عشر ومائتين. ووثقه ابن حبان، ووصفه بالإتقان والدين، وقال: بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس. وقال الحاكم: كنت أرى أبا علي الحافظ معجباً بأبي يعلى الموصلي وإتقانه، وحفظه حديث نفسه، حتى كان لا يخفى عليه منه إلا اليسير، رحمه الله. وقال الحاكم: هو ثقة مأمون. سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو يعلى لا يخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولو لم يشتغل بسماع كتب أبي يوسف من بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد، وسليمان بن حرب. وقال ابن السمعاني: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: قرأت المسانيد مثل مسند العدني وأحمد بن منيع، وهي كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار. أحمد بن عيسى.

(23/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 202
أبو الطيب الهاشمي البغدادي. عن: سعيد بن يحيى الأموي. وعنه: مخلد، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي. بغدادي صاحب أخبار. حدث عن: لوين، وجماعة. وعنه: الصولي، وابن المظفر، وعلي بن عمر الحربي، وأبو بكر بن المقري. وثقه الدارقطني. وروى عن أحمد بن حنبل حديثاً واحداً. أحمد بن محمد بن صالح. أبو الحسن بن كعب الذارع. واسطي، حدث ببغداد عن: إسحاق بن شاهين، ومقدم بن يحيى.) وعنه: ابن المظفر، وعلي الحربي، والطبراني. وكان أحد الحفاظ الكبار. أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء.

(23/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 203
أبو محمد الجرجاني الوزان. روى عن: أبي الأشعث العجلي، ومحمود بن خداش، ومحمد بن حميد، وسلم بن جنادة، وجماعة. وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. وقال الإسماعيلي: صدوق. أحمد بن محمد بن عمر. أبو الحسين الجرجاني التاجر. سمع: محمد بن زنبور، وأبا حفص الفلاس، وسلمة بن شبيب. وكان ثقة. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيل، وجماعة. أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الإصبهاني. أبو الحسن. زاهد عابد، يقال إنه من الأبدال. سمع: حميد بن مسعدة، وسلمة بن شبيب. وعنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن جعفر الإصبهانيان، والطبراني. أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن. أبو سلمة التجيبي، مولاهم المصري. محدث مكثر، روى عن: أبي الطاهر بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن يحيى بن وزير، والحارث بن مسكين، وعدد كثير من طبقتهم. وعني بالحديث والقراءات.

(23/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 204
روى عنه: أبو عمر محمد بن يوسف الكندي، وأبو سعيد بن يونس، وأبو القاسم الطبراني، وطائفة.) توفي في رمضان. قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتنكر. إسحاق بن إبراهيم القاضي. أبو محمد البستي. توفي فيها. وقد مر سنة ثلاث شيخ يشبهه. وأما هذا فإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الجبار أبو محمد. كان متقناً نبيلاً عاقلاً. روى عن: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر. وعنه: أبو حاتم بن حبان البستي. إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز. حدث ببغداد عن: يوسف بن موسى، ومحمد بن زياد الزيادي. وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد. قال الخطيب: كان ثقة، صنف المسند، ورحل إلى مصر والشام. ومات في شوال.

(23/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 205
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي القطان. سمع: أباه، وهناد بن السري، وأبا كريب، وسليمان الغيلاني. وعنه: أبو بكر بن المقري، وأبو عمرو بن حمدان، ويوسف الميانجي. جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي بن الرواس. أبو محمد البزاز. عن: هشام بن بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى الحمصي. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن ماسي، وأبو بكر الربعي، وآخرون. حدث ببلده وببغداد. ووثقه الدارقطني. جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج.) أبو محمد الحافظ، ويعرف بجعفرك المفيد. رحل وسمع وروى عن: محمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن عرفة، وأحمد بن يوسف، وعبد الله بن هاشم، وعلي بن حرب، ومحمد بن عوف

(23/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 206
الحمصي، وهذه الطبقة. وعنه: الحافظان أبو علي النيسابوري وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهاني، وأبو بكر بن المقري، والإسماعيلي، وجماعة. وثقه غير واحد، ووصفوه بالحفظ والمعرفة.

(23/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 207
4 (حرف الحاء)
حبيب بن نصر. أبو أحمد المهلبي. عن: محمد بن أبي مذعور، ومحمد بن مهاجر. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وغيرهما. حدث في هذا العام. الحسن بن إسحاق بن سلام المصري. سمع: الحارث بن مسكين، وغيره. وحدث. وهو مولى بني حمار. الحسن بن الطيب بن حمزة. أبو علي الشجاعي البلخي. حدث ببغداد عن: قتيبة، وأبو كامل الجحدري، وهدبة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلق. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر القطيعي، وابن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وجماعة.

(23/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 208
قال الدارقطني، لا يساوي شيئاً، لأنه حدث بما لا يسمع. وقال ابن عدي: ادعى كتب عمه الحسن بن شجاع. كذا أخبرني عبدان. وقال البرقاني: هو ذاهب الحديث. وقد تكلم فيه ابن عقدة.) طول الخطيب ترجمته. وقال البرقاني: كان الإسماعيلي حسن الرأي فيه ويقول: لما سمعنا منه كان حاله صالحاً. وقال أحمد بن سفيان الحافظ: نا زيد بن علي الخلال قال: سمعت بن سعيد يعاتب البغوي في البلخي ويقول: أنزلته عليك وأخذت عنه. فقال: ما له ما سألته عن شيخ إلا أعطاني صفته وعلامته ومنزلته. وقال مطين: كذاب. الحسين بن سعيد بن كامل. أبو عبد الله المصري. شيخ معمر. سمع: يحيى بن بكير. كتب عنه ابن يونس وقال: توفي في شعبان. الحسين بن محمد بن الضحاك الفارسي ثم المصري. حدث عن: أبي مصعب الزهري، وطبقته. وتوفي في ذي القعدة.

(23/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 209
4 (حرف الزاي)
زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عيد بن عبد الرحمن بن الأبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي. أبو يحيى الساجي البصري الحافظ. سمع: عبيد الله بن معاذ العنبري، وبنداراً، ومحمد بن موسى الحرشي، وسليمان بن داود المهدي، وأبا الربيع الزهراني، وطالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وموسى بن عمر الحاري، وأبا كامل الفضل بن الحسين الجحدري، وابن أبي الشوارب، وعبد الأعلى بن حماد، وأباه يحيى روى له عن طريق جرير بن عبد الحميد. وقد رحل إلى مصر، وإلى الكوفة والحجاز.

(23/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 210
وسمع: أيضاً من هدبة بن خالد. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو عمرو بن حمدان، يوسف الميانجي،) وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي، ويوسف بن يعقوب البجيرمي، وعلي بن لؤلؤ الوراق. وكان من الثقات الأئمة. سمع منه: الأشعري وأخذ عنه مذهب أهل الحديث. ولزكريا الساجي كتاب جليل في العلل يدل على تبحره وإمامته.
4 (حرف السين)
سليمان بن عيسى. أبو أيوب البغدادي الدار، البصري الأصل، الجوهري. عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبيد الله بن معاذ. وعنه: ابن المظفر، وابن لؤلؤ.

(23/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 211
4 (حرف العين)
عامر بن عمران بن الفتح الزولهي. نسبة إلى قرية بقرب مرو. شيخ ثقة. سمع: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق. عبد الله بن إبراهيم. أبو القاسم الأسدي المعدل. يعرف بابن الأكفاني، الفقيه. عن: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبي إبراهيم المزني الفقيه، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي. وعنه: ابنه محمد، وعبد الله بن العباس الشطوي، وابن المقرئ، وغيرهم. وكان ثقة. عبد الله بن الحسين بن علي. أبو القاسم البجلي الصفار. عن: عبد الأعلى بن حماد، وسوار بن عبد الله القاضي. وعنه: عمر بن بشران وقال: ثقة وابن الحربي، والزيات.)

(23/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 212
عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري. مولى بني أمية. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ووفاء بن سهيل، وياسين بن عبد الأحد. عبد الله بن مالك بن سيف. أبو بكر التجيبي المقرئ. من كبار قراء مصر. أخذ عن: أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، تلاوة. وسمع: محمد بن رمح، وجماعة. قرأ عليه: أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الإمام، وإبراهيم بن محمد بن مروان، ومحمد بن عبد الرحمن الظهراوي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن القاسم الخرقي شيخ الأهوازي. وهو آخر أصحاب الأزرق وفاة. توفي يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة. قرأت القرآن بطريقه على أبي القاسم سحنون بالإسكندرية، عن قراءته على أبي القاسم بن الصفراوي، عن ابن عطية، عن ابن الفحام، عن أحمد بن نفيس، عن أبي عدي. وهذا إسناد عال لنا بهذه القراءة. عبد الله بن علي بن الجارود. أبو محمد النيسابوري الحافظ. نزيل مكة. سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر. وعنه: ابن أخته يحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن نافع المكي الخزاعي، ومحمد بن جبريل العجيفي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن

(23/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 213
عبد المؤمن الزيات، والحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيدي، وأحمد بن بقي. رووا عنه السنن له رأيته، فلم أر فيه عن ابن جحر وإسحاق شيئاً، بل أكبرهم أبو سعيد الأشج، والزعفراني.) عبد الله بن محمد بن عمر بن العباس. أبو العباس الأسدي الدمشقي، ويعرف بابن الجليد. روى عن: هشام بن عمار، وصفوان بن صلح المؤذن. وعنه: ابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، وأحمد بن أبي دجانة. ورخه ابن زبر. عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي الحديد. أبو محمد الربعي المالكي المغربي. شيخ صالح فاضل، يقال إنه آخر من مات من أصحاب سحنون. عبد الرحمن بن الحسن بن موسى. أبو محمد الضراب الإصبهاني الحافظ. ثقة كبير صنف المسند والأبواب. سمع: عصام بن الحكم، ويحيى بن ورد، والحسين بن منصور الواسطي. وعنه: أبو الشيخ، والعسال، وجماعة. عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي. أبو القاسم البغدادي، ثم الدمشقي المقرئ. روى عن: الفضل الرخامي، وحفص الربالي، وعلي بن أشكاب. وحدث بمصر وبها توفي في شوال.

(23/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 214
قال أبو عمرو الداني: كان يعرف بالعمري، لأنه كان مخصوصاً بقراءة أبي عمرو، ومعرفتها، أخذها عرضاً عن محمد بن غالب صاحب شجاع البلخي. وسمعها من محمد بن شجاع البلخي، عن اليزيدي. وله فيها تصنيف حسن. أخذ عنه: ابن شنبوذ، وأحمد بن جعفر بن المنادي. علي بن حبيس بن عابد. أبو الحسن الزوفي. يروي عن: عيسى بن زغبة، وغيره. علي بن سهل بن محمد.) أبو الحسن الإصبهاني الزاهد. أحد أعلام الصوفية. صحب محمد بن يوسف البناء. وسمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن مهدي. وكان يكاتب الجنيد. وله شأن. روى عنه الطبراني. عمران بن موسى بن فضالة. أبو القاسم الموصلي الشعيري الزاهد. أقام في مسجد دهراً طويلاً. وروى عن: محمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن مصفى، ويونس بن عبد الأعلى، وإسحاق بن شاهين، وبندار، وطائفة. ثم فرق أصوله تزهداً. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي، وأبو بكر المقرئ. عمر بن الحسن بن نصر بن محمد طرخان الحلبي.

(23/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 215
أبو حفص. ولي قضاء دمشق، وحدث عن: محمد بن أبي سمينة، ولوين. وعنه: الآجري، وأبو حفص الزيات، وأبو بكر الوراق، وآخرون. وثقه الدارقطني. حدث في هذه السنة، وتوفي بعدها.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن محمد بن عبد الله بن الحارث الباهلي. أبو العباس الأنطاكي العطار الأحدب. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وجماعة. وعنه: عمر بن علي العتكي، وأبو علي النيسابوري، وابن عدي وقال: له أحاديث لا يتعابهخ عليها الثقات. وقال الدارقطني: هو كذاب.) وقال ابن عدي أيضاً: أوصل أحاديث، وزاد في المتون. الفضل بن أحمد بن يعقوب بن أشرس. أبو معقل الضبي النسفي الضرير. من أصحاب محمد بن إسماعيل البخاري.

(23/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 216
روى عنه: عبد المؤمن بن خلف، وجماعة. توفي سنة سبع.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أحمد بن بشير أبو عامر المصري الدباغ. ذكر أنه سمع من يحيى بن بكير، وزيد بن بشر. قال ابن يونس: كتبت عنه، وقد تكلموا فيه. توفي في شعبان سنة سبع. القاسم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري. أبو محمد. روى عنه ابن يونس، وقال: كان يخضب. وتوفي في شعبان أيضاً. وقال لي: سمعت من عيسى بن حماد.

(23/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 217
4 (حرف الميم)
محمد بن بكر. أبو القاسم القرطبي. كان إماماً مفتياً مشاوراً، ورعاً نبيلاً. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن القزاز، وطبقتهما. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن جعفر بن محمد بن سعيد. أبو بكر الأشعري الإصبهاني الملحمي القزاز. ثقة، كثير الحديث.) سمع: حميد بن مسعدة، والفلاس، والعباس البحراني. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، ومحمد بن جعفر. توفي في صفر. محمد بن رومي النيسابوري الإخباري. سمع: الذهلي، وأحمد بن منصور زاج، وأحمد بن حفص. محمد بن سليمان بن بابويه.

(23/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 218
أبو بكر المخرمي العلاف. سمع: الربيع بن ثعلب، والوليد بن شجاع. وعنه: أبو بكر القطيعي، وغيره. محمد بن صالح بن ذريح. أبو جعفر العكبري. سمع: جبارة بن المغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا ثور الكلبي، وأبا مصعب الزهري، وجماعة. وعنه: إسحاق النعالي، وابن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر ابن المقرئ، وطائفة. وكان ثقة. توفي سنة ست. وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان. محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويري. ويقال الدويري، النيسابوري، أبو عبد الله. ودوير قرية على فرسخ من البلد. سمع: قتيبة، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن موسى خت. وعنه: أبو حامد الشرقي، وأبو الوليد حسان الفقيه، وأبو عمرو بن حمدان، وجماعة. وقع لي من عواليه.

(23/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 219
وقد روى الشيرازي مصنف الألقاب عن يحيى بن زكريا الدويري، عن محمد بن عبد الله الدويري. ووالد محمد له رحلة ورواية عن أبي جابر محمد بن عبد الملك الأزدي، وطبقته.) ذكره الحاكم في تاريخه. محمد بن علي بن مخلد بن فرقد الداركي. أبو جعفر الإصبهاني. شيخ معمر، سمع: إسماعيل بن عمرو، وسليمان بن داود الشاذكوني. وهو آخر من مات من أصحاب إسماعيل. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ، وعدة. محمد بن علي بن سهيل. أبو بكر الصيدلاني البكاء. عن: عبد الأعلى بن حماد، وعبيد الله القواريري. وهو موصلي فيه جهالة. محمد بن علي. الخطيب المقرئ. قرأ على: البزي. قرأ عليه: الحسن المطوعي. محمد بن عيسى. أبو عبد الله القزويني الصفار. ثقة.

(23/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 220
سمع: ابن ماجة، وأبا حاتم الرازي، ويحيى بن عبدك. وعنه: علي بن أحمد بن صالح. محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوري المقرئ. أبو العباس. قرأ القرآن على: ابن ذكوان، وعبد الرزاق بن الحسن الإمام، عن قراءتهما على أيوب بن تميم. قرأ عليه: أبو بكر بن أحمد الداجوني واسمه محمد، والحسن بن سعيد المطوعي. ورخ وفاته الخزاعي.) محمد بن موسى بن هاشم. أبو عبد الله القرطبي، المعروف بالأقشين. من كبار النحاة. رحل، وسمع بمصر كتاب سيبويه من أبي جعفر الدينوري. وسمع مسند الفريابي بقيسارية الشام من عمرو بن ثور. توفي في رجب.

(23/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 221
محمد بن هارون. أبو بكر الروياني الحافظ. له مسند مشهور. روى عن: أبي الربيع الزهراني، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي كريب، وبندار، ومحمد بن المثنى، وأبي حفص الفلاس، ويحيى بن المقوم، وأبي زرعة الرازي، وهذه الطبقة. وعنه: جعفر بن عبد الله بن فتاكي، وغيره. وثقه أبو يعلى الخليلي، وذكر أن له تصانيف في الفقه. وعنه أيضاً: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني. قال أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ: سمعت محمد بن أحمد الصحاف السجستاني: سمعت أبا العباس البكري يقول: جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، وابن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني بمصر، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يسهموا، فمن خرجت عليه القرعة سأل. فخرجت القرعة على ابن خزيمة فقال: أمهلوني حتى أصلي. فاندفع في الصلاة، وإذا هم بالشموع، وخصي، من قبل والي مصر يدق الباب، ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر فقيل: هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً، فدفعها إليه.

(23/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 222
ثم قال: أيكم ابن جرير؟ فأعطاه خمسين ديناراً، ثم فعل كذلك بابن خزيمة وبالروياني. ثم حدثهم فقال: إن الأمير كان قائلاً بالأمس، فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا، فأنفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم إذا نفذت فعرفوني.) محمد بن يحيى بن حسين. أبو بكر العمي البصري. حدث عن: عبيد الله بن عائشة، وسليمان الشاذكوني. وطال عمره. روى عنه: أبو حفص الزيات، ومحمد بن المظفر. ووثقه الدارقطني. توفي في المحرم. وآخر من روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق. محمد بن يونس بن هارون. أبو جعفر حمويه، إمام جامع قزوين. سمع: إسماعيل بن توبة، وهخارون بن هزاري. وفي الرحلة: سلم بن جنادة، والأشج، وعبد الجبار بن العلاء. روى عنه: علي بن إبراهيم القطان، وعلي بن أحمد بن صالح، والخضر بن أحمد الفقيه، والقزوينيون. محمود بن محمد بن منويه الواسطي.

(23/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 223
أبو عبد الله، محدث كبير. سمع: وهب بن بقية، ومحمد بن أبان، والعباس بن عبد العظيم، وعدة. وعنه: الطبراني، ومحمد بن زنجويه القزويني، وأبو الشيخ، وأبو أحمد بن عدي. توفي في رمضان، وأسكت قبل موته بعامين. وقد استوفى ابن نقطة ترجمته في منويه، بالنون. وروى عنه: أبو بكر الإسماعيل، والجعابي. وحدث ببغداد. وقد قلبه الحافظ عبد الغني فقال: محمد بن محمود بن منويه، نسبه لنا الذهلي أبو الطاهر. وقال ابن ماكولا: هو محمد بن محمد بن منويه، أبو عبد الله. يروي عن محمد بن أبان، ومحمد بن الصباح الجرجرائي. فنبه ابن نقطة على خطأهما، لكن اعتذر عن عبد الغني فقال: كان لمحمود ابنان أحمد ومحمد، وكلاهما قد حدث.) وقال الدراقطني: كتبت عن أبي الحسين محمد بن محمود. مسعود بن عمر الأموي الأندلسي التدميري. أبو القاسم. سمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. مفضل بن محمد. أبو العباس المصري المؤدب. عن: يزيد بن سعيد الصباحي، ومحمد بن البرقي. وكان صالحاً.

(23/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 224
مات في جمادى الآخرة. موسى بن سهل. أبو عمران الجوني البصري. سمع: عبد الواحد بن غياث، وهشام بن عمار، وطالوت بن عباد، ومحمد بن رمح المصري، وجماعة. روى عنه: دعلج، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، ومحمد بن المظفر، وعلي الحربي، وابن المقرئ. وثقه الدارقطني: وتوفي في رجب. وكان حافظاً عالي الإسناد، سمع بمصر، والشام، والعراق، وعمر.
4 (حرف النون)
نهد بن نصر بن خلف النهدي الموصلي. روى عن: مسعود بن جويرية، وعلي بن الحسين الخواص الموصليين. قاله الأزدي.

(23/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 225
4 (حرف الهاء)
الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد أبو محمد الدوري البغدادي. سمع: إسحاق بن موسى الأنصاري، وعبيد الله القواريري، وعبد الأعلى بن حماد النرسي،) وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ، وأبو بكر الإسماعيلي ووثقه وأبو بكر بن المقرئ وهو آخر من روى عنه. وكان كثير الحديث متقناً ضابطاً. مات رحمه الله تعالى في أوائل السنة.

(23/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 226
4 (حرف الياء)
يحيى بن زكريا النيسابوري الأعرج. أبو زكريا الحافظ. طوف البلاد، وسمع: قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، فمن بعدهما. وعنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري ثم المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. ومن القدماء: مكي بن عبدان، وابن عقدة. ودخل مصر على كبر السن، فكان يكتب بها. يحيى بن محمد بن عمروس الفقيه. أبو زكريا القرشي، مولاهم المصري. آخر من روى عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق. وروى عن جماعة من كبار المصريين، فقيل: إنه شهد عند الحارث بن مسكين وله عشرون سنة. وكان من كبار الشهود. ذكره ابن زولاق فقال: كان من كبار شهود مصر وقرائهم وعبادهم. شهد عند بكار بن قتيبة، وكان قد غلب على أمر أبي عبيد الله محمد بن حرب، فشنأه الناس، ثم ولي أبو عبيد بن حربويه، فكان أشدهم تقدماً عنده. وكان عاقلاً، كثير التلاوة، له جلالة في النفوس.

(23/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 227
4 (وفيات سنة ثمان وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الصلت بن المغلس.) أبو العباس الحماني. عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وأبي عبيد. أحاديثه باطلة وضعها. روى عنه: الجعابي، وعيسى الرخجي. وقال ابن قانع: ليس بثقة. وقال: توفي في شوال. وقال ابن عدي: أحمد بن محمد بن الصلت، رأيته ببغداد سنة سبع وتسعين يحدث عن ثابت الزاهد، وعبد الصمد بن النعمان، وغيرهما ممن مات قبل أن يولد بدهر. ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه. وقد ذكره الخطيب مرتين.

(23/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 228
وقال ابن عدي أيضاً: قدرت أن له ستين سنة أو أكثر. قال ابن عساكر: أحمد بن محمد بن الصلت، ويقال: أحمد بن الصلت. ويقال أحمد بن عطية الحماني ابن أخي جبارة بن المغلس، حدث عن عفان، وأبي نعيم، وهشام بن عمار، وأحمد بن حنبل. وقال الخطيب: حدث ببواطيل، ووضع في مناقب أبي حنيفة. أحمد بن محمد بن هلال. أبو بكر الشطوي. عن: أبي كريب، وأحمد بن منيع. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الوراق. وثقه الدارقطني. وبعضهم سماه محمد بن أحمد بن هلال. إبراهيم بن محمد بن سفيان. أبو إسحاق النيسابوري، الفقيه الزاهد. أحد أصحاب أيوب بن الحسن الزاهد. سمع من: مسلم بن الحجاج صحيحه ومن: محمد بن رافع، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن أسلم الطوسي.) وبالعراق من: سفيان بن وكيع، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن عبد الله الأودي.

(23/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 229
وعنه: أحمد بن هارون، وعبد الحميد القاضي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، وآخرون. قال محمد بن أحمد بن شعيب: ما كان في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان. وقال الحاكم: سمعت محمد بن يزيد العدل يقول: كان مجاب الدعوة. وقال الحاكم: كان من العباد المجتهدين الملازمين لمسلم. مات في شهر رجب. إدريس بن طهوي القطيعي. سمع: لويناً، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن المظفر. وقد وثق. إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع. أبو محمد الخزاعي المكي المقرئ. قرأ على أحمد البزي. وسمع: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن زنبور، وأبا الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي. وقرأ أيضاً على عبد الوهاب بن فليح المكي. وعنه: أبو بكر المقرئ وغيره. وقرأ عليه: الحسن بن سعيد المطوعي، وأبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.

(23/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 230
وتوفي بمكة يوم الجمعة ثامن رمضان. وهو راوي مسند العدني. وكان إماماً في قراءة المكيين. ثقة، حجة له مصنف في قراءة ابن كثير. وذكر أنه قرأ على ابن فليح نحواً من مائة وعشرين ختمة.) وذكر أن الصواب إدخال شبل ومعروف بين ابن كثير وإسماعيل القسط. هكذا رواه الجماعة. إسحاق بن ديمهر التوزي. سمع: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن قانع، ومحمد بن المظفر، وعلي الحربي. وكان ثقة. خرج عنه ابن المقرئ في معجمه. قال الخطيب: من الثقات المأمونين المعدلين.

(23/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 231
4 (حرف الجيم)
جابر بن فتحون الأندلسي. توفي بالأندلس. وليس بالمشهور. جعفر بن قدامة. الكاتب الأديب. له مصنفات في صنعة الكتابة. وروى عن: أبي العيناء. وعنه: أبو الفرج الإصبهاني في الأغاني. جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. أبو عبد الله الحسني، والد أبي قيراط يحيى بن جعفر. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين. وروى عن: أبي حفص الفلاس، وعيسى بن مهران. وكان شريفاً محتشماً كوفياً شيعياً. روى عنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، ومحمد بن العباس بن مروان. توفي في ذي القعدة.

(23/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 232
4 (حرف الحاء)
) الحسن بن علي بن عبد الصمد. أبو سعيد البصري. عن: صهيب بن محمد، وبحر بن الحكم الكسائي. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن المظفر. وكان يلقب بالإزمي. الحسن بن علي بن يونس بن أبان. أبو علي التيمي الإصبهاني. عن: عبد الرحمن بن عمر رستة، وغيره. وعن والده عن أبي داود الطيالسي. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد القاضي، وابن المقرئ، وآخرون. الحسن بن محمد بن عنبر بن شاكر. أبو علي الوشاء بغدادي مشهور. سمع: علي بن الجعد، ومنصور بن أبي مزاحم، وعبد الله بن عون الخراز، وعلي بن المديني، وجماعة.

(23/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 233
وعنه: أبو القاسم بن النخاس، وابن الشخير، وعلي بن عمر الحربي، وآخرون. ضعفه ابن قانع. وقال الدارقطني: تكلموا فيه من جهة سماعه. وأما البرقاني فوثقه. حسين بن عياض بن عروة. أبو علي الحراني. سمع: محمد بن وهب الحراني.
4 (حرف الخاء)
خلف بن شاهد النسفي. سمع منه بسمرقند صحيح أبي عبد الله البخاري جماعة، منهم أبو بكر المكي. وتوفي في رجب منها.)
4 (حرف الراء)
رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات. أبو زرعة المصري.

(23/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 234
4 (حرف السين)
سعد بن معاذ بن عثمان بن حسان. أبو عمرو الثقفي القرطبي المالكي. كان حافظاً للفقه مشاوراً في الأحكام، وله رحلة. سمع: المزني، وبحر بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم المصريين. توفي في جمادى الأولى. سلم بن عصام. أبو أمية الثقفي، محدث إصبهان. له غرائب. سمع: أحمد بن ثابت الخجندي، وعبيد الله بن الحجاج بن منهال. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزيان.

(23/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 235
4 (حرف الشين)
شعيب بن محمد. أبو الحسن الذارع، بغدادي. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا كريب، ويعقوب الدورقي. وعنه: ابن المظفر، وعلي السكري، وأبو حفص بن شاهين. وثقه الخطيب.

(23/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 236
4 (حرف العين)
العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى. أبو خبيب ابن القاضي البرتي. سمع القراءة من: البزي، وعبد الوهاب بن مليح. روى عنه الحروف: أبو الفتح بن بدهن، وأحمد بن نصر الشذائي، وعبد الواحد بن أبي هاشم.) وقد سمع الحديث من عبد الأعلى النرسي، وسوار بن عبد الله العنبري، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز بن أبي صابر، وعمر بن شاهين، وابن المقرئ، وآخرون. أثنى عليه بعض الحفاظ، ومات في شوال. عبد الله بن ثابت بن يعقوب العبقسي التوزي. أبو محمد المقرئ. نزل بغداد، وروى عن: هناد بن السري، ومحمد بن أبي ياسمينة، وهارون الحمال، وعمر بن شبة، وهذيل بن حبيب.

(23/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 237
وعنه: عبد الخالق بن أبي روبا، وأبو عمرو بن السماك، ومحمد بن سليمان الربعي، وآخرون. مات بالرملة. عبد الله بن العباس الطيالسي. أبو محمد. سمع: عبد الله بن ماوية الجمحي، وبشر بن معاذ، ونصر بن علي الجهضمي. وعنه: الآجري، وابن المظفر، وابن لؤلؤ، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. عبد الله بن محمد بن وهب بن بشر. أبو محمد الدينوري الحافظ الكبير. طوف الأقاليم، وسمع: أبا سعيد الأشج، وأبا عمير بن النحاس، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن الوليد البسري، وطبقتهم. روى عنه: جعفر الفريابي وهو أكبر منه، وأبو علي النيسابوري، ويوسف الميانجي، والقاضي أبو بكر الأبهري، وعمر بن سهل الدينوري، وعبيد الله بن سعيد البروجردي، وهو آخر من روى عنه.

(23/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 238
قال أبو علي النيسابوري: بلغني أن أبا زرعة الرازي كان يعجز عن مذاكرة هذا.) وقال ابن عدي: كان ابن وهب يحفظ. وسمعت عمر بن سهيل يرميه بالكذب. وسمعت ابن عقدة يقول: كتب إلي ابن وهب جزئين من غرائب الثوري، فلم أعرف منها إلا حديثين، وكنت أتهمه. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت ابن وهب الدينوري يقول: حضرت أبا زرعة وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل. والرجل يضحك ويقول: كل ما لا تحفظه تقول باطل. فقلت أنا: يا هذا ما مذهبك قال: حنفي. قال: فقلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد بن أبي سفيان فتحير في الجواب. فقلت: يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة، عن حماد فسرد أحاديث أبي حنيفة، عن حماد، ومد فيها. فقلت للعلج: ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عند الكذابين، وأنت لا تحفظ لإمامك حديثاً قط فأعجب أبا زرعة ذلك وقبلني. قال ابن عدي: قد قبل الدينوري قوم وصدقوه. عبد الله بن محمد النعيمي. أبو محمد المغربي المالكي الزاهد. شيخ إمام صوام قوام. عني بكتب أشهب وبالمدونة، وبكتب ابن الماجشون. وأخذ الفقه عن الجلة من أصحاب سحنون. حمل هو وأبو عبد الله الصدري إلى المهدية سنة ثمان وثلاثمائة، فضربا

(23/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 239
حتى قتلا لذمهما التشيع، فرضي الله عنهما. عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان. مختلف في كسر الحاء وفتحها. أبو عبد الله المصري مولى مراد. روى عن: حرملة، ومحمد بن رمح. قال ابن يونس: كان ثقة عاقلاً حلو المجالسة، عالماً بإقامة المنطق. كتب الحديث سنة.) وتوفي في شعبان. عبد الوهاب بن أبي عصمة الشيباني. عن: أبيه. ومحمد بن عبيد الأسدي. وعنه: ابنه عبد الكريم، وحفيده عبد السميع بن محمد، وعلي الحربي وآخرون. بغدادي. عبيد الله بن محمود. العلامة أبو محمد القيرواني الضرير. كان من أعلم خلق الله بالنحو واللغة والأخبار والشعر. أخذ عن: المهري، وحمدون النعجة. وكان أبرع من حمدون في علم اللسان. وكانت الرحلة إليه من جمع إفريقية وله عدة تصانيف، وكان يحفظ الكتاب من مرتين. ورخه القفطي، رحمه الله تعالى. علي بن أحمد بن الحسين العجلي.

(23/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 240
أبو الحسن الكوفي، الفقيه، المقري، المعروف بن أبي مرية. روى عن: أبي كريب، وهناد بن السري، ومحمد بن طريف. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن زيد بن مروان. علي بن سراج المصري الحافظ. هو أبو الحسن علي بن أبي الأزهر الحرشي، مولاهم. روى عن: أبي عمير بن النحاس، ويوسف بن بحر، وسعيد بن أبي زيدون القيسراني، وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، وفهد بن سليمان، وأبي زرعة البصري، وخلق كثير بمصر والشام. وسكن بغداد وجمع وصنف. روى عنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، والعسال، والجعابي، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي بن عمر الحربي، وآخرون. قال الدارقطني: كان يحفظ الحديث.) وقال الخطيب: كان عارفاً بأيام الناس، وأحوالهم حافظاً. وقال الدارقطني: كان يشرب ويسكر. وقال غيره: مات في ربيع الأول. عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفر. أبو حفص الإصبهاني الهمداني.

(23/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 241
عن: حميد بن مسعدة، وعمرو بن الفلاس، وأبي سعيد الأشج. وكان رئيس البلد، وصاحب مسائل القاضي. روى عنه: والد أبي نعيم، وأبو الشيخ ابن حيان، وجماعة. عمر بن محمد بن بكار. أبو حفر القافلائي. بغدادي. سمع: يعقوب الدورقي، والحسن بن أبي الربيع، وعلي بن مسلم الطوسي. وعنه: محمد بن المظفر، وابن القرئ. وكان ثقة.

(23/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 242
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أسباط الجرواآني. ثقة. سمع: مسلم بن جنادة، وأحمد بن بديل. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن مندويه، وابن المقرئ. توفي في رجب. محمد بن إسحاق بن الوليد الثقفي الإصبهاني. أبو عبد الله القزاز. سمع: عبد الله بن عمر أخا رستة، وأحمد بن الفرات. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وابن المقرئ. محمد بن إسماعيل بن الفرج. أبو العباس البناء المهندس المصري، والد أبي بكر أحمد.) سمع: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان بن قبيطة. محمد بن الحسن بن هارون بن دنبا. أبو جعفر الموصلي. حدث ببغداد عن: أبي همام السكوني، ومحمد بن عبد الله بن عمار،

(23/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 243
وأحمد بن عبدة، ومحمد بن زنبور. وعنه: أبو بكر القطيعي، وعيسى الرخجي. قال الدارقطني: لا بأس به. محمد بن الحسن بن موسى. أبو جعفر الكندي، مولاهم المصري. روى عن: حرملة، وغيره. قال ابن يونس: يعرف وينكر. توفي في ذي الحجة. محمد بن سفيان بن النضر. أبو جعفر النسفي الأمين. روى عن البخاري صحيحه. وعن: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبي عيسى الترمذي. روى عنه: محمد بن زكريا النسفي، وجماعة. ورخه المستغفري. محمد بن صالح بن ذريح العكبري. أبو جعفر. سمع: جبارة بن المغلس، وعبد الأعلى بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا مصعب الزهري، وأبا ثور الكلبي. وعنه: إسحاق النعالي، وابن بخيت، وعمر بن الزيات، ومحمد بن المظفر. وثقه الخطيب. قال ابن مخلد: توفي سنة ثمان.) ومر في سنة سبع.

(23/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 244
محمد بن عبد الله بن محمد الخولاني الباجي. نزيل إشبيلية. سمع بقرطبة: محمد بن أحمد العتبي، وأبان بن عيسى، ويحيى بن إبراهيم بن مزين. ورحل فسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبي أمية الطرسوسي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ. وكان عارفاً بمذهب مالك. ثقة، ورعاً، خيراً. وكان أعرج، ويعرف بابن العون. روى عنه: خالد بن سعد. محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن كليب القرطبي. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وجماعة. توفي في هذه السنة. وقيل سنة إحدى عشر وثلاثمائة. محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم.

(23/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 245
أبو الطيب الضبي البغدادي الفقيه الشافعي. صاحب ابن شريح. وكان موصوفاً بفرط الذكاء. صنف كتباً عدة. وهو صاحب وجه. وكان يرى تكفير تارك الصلاة. ومن وجوهه أن الولي إذا أذن للسفيه أن يتزوج لم يصح، كالصبي. مات شاباً. وكان أبوه وجده من مشاهير أئمة اللغة العربية. محمد بن ياسين بن النضر. أبو أحمد النيسابوري الفقيه. ولي قضاء بلده. وكذلك ابنه. سمع: محمد بن رافع، وعلي بن سعد النسوي. وعنه: أبو عبد الله الديناري، وشيوخ نيسابور.) توفي في رمضان. وأخوه محمد بن ياسين أبو بكر توفي سنة ثلاث وتسعين. المفضل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن عامر بن شراحيل الجندي. أبو سعيد. حدث بمكة عن: الصامت بن معاذ الجندي، ومحمد بن أبي عمر العدني، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وأبي حجة محمد بن يوسف الزبيدي، وسلمة بن شبيب.

(23/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 246
وعنه: الطبراني، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ. وقال أبو جعفر العقيلي: قدمت مكة ولأبي سعيد الجندي حلقة بالمسجد الحرام. قلت: ورخه أبو القاسم بن مندة. وقال المقرئ: هو من ولد عامر الشعبي. وقال أبو علي النيسابوري: هو ثقة. وقد روى حروف القراءات عن جماعة. روى عنه: ابن مجاهد، وابن أبي هاشم.

(23/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 247
4 (وفيات سنة تسع وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الفضل بن سهل. أبو عمرو البغدادي القاضي. سمع: إسماعيل بن موسى الفزاري، وسفيان بن وكيع. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الوراق. حدث فيها. أحمد بن محمد بن خالد بن ميسر. أبو بكر الإسكندراني الفقيه. يروي عن: يزيد بن سعيد الإسكندراني، ومحمد بن المواز. وإليه انتهت رئاسة المالكية بمصر بعد ابن المواز. وهو راوي كتابه، وبه تفقه. وله تصانيف.) توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء.

(23/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 248
أبو العباس الأدمي الصوفي الزاهد. كان موصوفاً بالعبادة والاجتهاد. روى اليسير عن: يوسف بن موسى، وغيره. روى عنه: محمد بن علي بن حبيش، وقال: كان له في كل يوم ختمة، وفي رمضان في اليوم والليلة ثلاث ختمات. وبقي في ختمة يستنبط منها بضع عشرة سنة، إلا أنه لم يفهم بطلان حال الحلاج، وأخذ ينتصر لما جرى عليه. قال السلمي: امتحن بسبب الحلاج حتى أحضره حامد بن العباس وقال له: ما الذي يقول الحلاج فقال: ما لك ولذاك. عليك بما ندبت له من أخذ الأموال، وسفك الدماء. فأمر به أن تفك أسنانه. ففعل به ذلك، فقال: قطع الله يديك ورجليك. ثم مات بعد أربعة عشر يوماً، ثم بعد ذلك قطعت أربعة حامد الوزير. قال السلمي: سمعت أبا عمرو بن حمدان يذكر هذا. وكان ابن عطاء ينتمي إلى المارستاني إبراهيم. ويزعم أنه شيخه. وقيل: إنه فقد عقله ثمانية عشر عاماً، ثم صح. وذكر عنه أبو الحسين بن خاقان أنه كان ينام في الليل والنهار ساعتين. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد الخالق.

(23/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 249
أبو بكر البغدادي الوراق. سمع: الوليد بن شجاع، ومحمد بن زنبور، والمروذي. وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. وكان ثقة، صالحاً. أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني التاجر. عن: بشر بن خالد، ومحمد بن زنبور، وسلمة بن شبيب، والحسين بن الحسن المروزي،) وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر الصرام. قال الإسماعيلي: هو صدوق نبيل. إسحاق بن أحمد بن زيرك. أبو يعقوب الفارسي. توفي في رجب. وسمع: أبا كريب. إسماعيل بن موسى بن المبارك. أبو أحمد الحاسب. سمع: بشر بن الوليد، وجبارة بن المغلس، وعبد الله القواريري. وعنه: محمد بن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وغيرهما. وكان ثقة مشهوراً. توفي رحمه الله في ربيع الأول.

(23/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 250
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي. أبو الفضل. حدث ببغداد عن: جده، وبشر بن معاذ، وأبي مصعب. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو حفص الزيات، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير. وثقه الدارقطني.

(23/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 251
4 (حرف الحاء)
حامد بن محمد بن شعيب بن زهير. أبو العباس البلخي المؤدب. سكن بغداد، وحدث عن: سريج بن يونس، ومحمد بن بكار، وعبيد الله بن عمر. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وعلي بن لؤلؤ، وأبو بكر الوراق، وعلي بن عمر الحربي، وآخرون.) وثقه الدارقطني. وكان مولده سنة ست عشرة ومائتين. الحسن بن علي بن نصر. أبو علي الطوسي الحافظ. سمع: عمر بن شبة، والزبير بن بكار، وإسحاق الكوسج. وكتب عنه أئمة بقزوين. أرخه الخليلي. وقيل: سنة. الحسين بن علي بن يزيد بن نافع. أبو علي المصري الفراء.

(23/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 252
روى عن: الحارث بن مسكين، ومحمد بن سلمة، ويونس بن عبد الأعلى. حدث عنه: ابن يونس. الحسين بن محمد بن الضحاك. أبو عبد الله الفارسي. حدث بمصر عن: أبي مصعب. الحسين بن منصور الحلاج. أبو مغيث. وقيل: أبو عبد الله. قتلوه على الكفر والحلول والانسلاخ من الدين، نسأل الله العفو. وكان قد صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وغيرهما. وقد أفرد أبو الفرج بن الجوزي أخباره في تصنيف سماه القاطع لمحال المحاج بحال الحلاج.

(23/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 253
قتل في هذه السنة ببغداد، لما أفتى الفقهاء والعلماء بكفره. ومن نظر في مجموع أمره علم أن الرجل كان كذاباً مموهاً ممخرقاً حلولياً، له كلام حلو يستحوذ به على نفوس جهال العوام، حتى ادعوا فيه الربوبية. كتبت من أخباره في الحوادث. وقد اعتذر أبو حامد الغزالي عنه في كتاب مشكاة الأنوار وتأول أقواله على محامل حسنة. قال ابن خلكان: أفتى أكثر علماء عصره بإباحة دمه.) وذكره ابن سعيد النقاش في تاريخ الصوفية، فقال: منهم من نسبه إلى الزندقة ومنهم من نسبه إلى السحر والشعوذة. وقال أبو زرعة الطبري: قتل الحلاج لست بقين من ذي القعدة. وقال أبو بكر بن أبي سعد أن الحسين الحلاج مموه ممخرق. وعن: عمرو بن عثمان المكي قال: سمع الحلاج قراءتي فقال: يمكنني أن أقول مثله. ففارقته وقلت: إن قدرت عليه قتلتك. وقال السلمي في تاريخ الصوفية بإسناده عن الخلدي. حدثني أبو يعقوب الأقطع، وكان الحلاج قد تزوج بابنته، وعمرو المكي كانا يقولان: الحلاج كافر خبيث. حمزة بن إبراهيم بن أيوب. أبو يعلى الهاشمي العباسي البغدادي.

(23/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 254
روى عن: أبي عمر الدوري، وخلاد بن أسلم. قال أبو سعيد بن يونس: كتبنا عنه. وتوفي في آخر السنة.
4 (حرف العين)
عباد بن علي بن مرزوق. أبو يحيى الثقاب السيريني البصري. شيخ معمر سكن بغداد، وحدث عن: بكار بن محمد السيريني، ومحمد بن جعفر المدائني. وأظنه آخر من حدث عنهما. روى عنه: ابن البختري، وأبو بكر الشافعي، وأبو حفص بن الزيات، وعلي بن عمر الحربي، وأبو الفتح الأزدي وقال: ضعيف. وقال غيره: كان يقول إنه ولد سنة أربع ومائتين. وروى عنه أيضاً ابن المقرئ. عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي النيسابوري. أبو بكر الواعظ. سمع: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأحمد بن حرب، وإسحاق الكوسج.) وعنه: محمد بن إبراهيم الهاشمي، ومحمد بن أحمد الواعظ. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان.

(23/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 255
أبو بكر الخزاعي المؤدب المقرئ. بغدادي، حدث عن: عبد الله بن هاشم الطوسي، ومحمود بن خداش، ويوسف بن موسى. وعنه: عبيد الله بن أبي سمرة، وابن المظفر، وعلي الحربي. قال الدارقطني: متروك، يضع الحديث. عبد الله بن يزيد الدقيقي. أبو محمد. سمع: محمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن سهل بن عساكر، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وابن المظفر، وجماعة. وثقه الخطيب. عبد الرحمن بن الحسين بن خالد. أبو سعيد النيسابوري، القاضي الحنفي. سمع: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع، وعلي بن سلمة اللبقي. روى عنه: ابنه عبد الحميد القاضي، وأحمد بن هارون الفقيه. وسمع في الرحلة: سعدان بن نصر، وأبا زرعة الرازي. قال الحاكم: كان إماما أهل الرأي في عصره بلا مدافعة.

(23/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 256
قلت: كان بينه وبين ابن خزيمة منافرة بينة، فلما مات أظهر السرور وعمل دعوة. عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد. أبو محمد المهلبي الأزدي. سمع: محمد بن زنبور المكي، وعيسى بن محمد السلمي، وإبراهيم بن موسى الوزدولي شيخ يروي عن فضيل بن عياض وطبقته وإسماعيلبن إبراهيم الخرمي الجرجاني، ومحمد بن حميد الرازي. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأحمد بن أبي عمران الجرجاني، وأبو الحسن القصري، وآخرون.) وكان من أعيان المحدثين بجرجان. وجده خالد من بيت حشمة وإمرة وهو ابن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة. أثنى على عبد الرحمن أبو بكر الإسماعيلي، وغيره. وكان ممن جمع بين العلم والعمل. وقال ابن ماكولا: كان ثقة يعرف الحديث. وقال: مات في سلخ المحرم سنة تسع. عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع. أبو الوليد القرشي الدمشقي، الفقيه المحدث.

(23/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 257
رحل، وسمع: علي بن حرب، والصغاني، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدبري، وعبيد بن محمد الكشوري، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر إبنا أبي دجانة، ومحمد بن سليمان الربعي، وحمزة الكناني، وأبو حاتم بن حبان، وجماعة. توفي في جمادى الأولى. عبيد الله بن جعفر بن أعين البزاز. في رمضان. سمع: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وابن المظفر، وجماعة. لينه الدارقطني. علي بن الحسن بن سلم. أبو الحسن الإصبهاني الحافظ. سمع: أحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر، ويحيى بن حكيم المقوم. وعنه: أبو أحمد العسال، وابن القرئ. له تصانيف. عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان. أبو حفص الثقفي البغدادي. سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضبي، وأبا إبراهيم الترجماني.)

(23/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 258
وعنه: إسحاق النعال، وأبو حفص الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. وثقه الخطيب.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي النيسابوري. أبو العباس فضلان. سمع: أباه، والذهلي، وعلي بن حرب، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وابن عقدة، ومحمد بن المظفر.

(23/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 259
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن راشد بن معدان. أبو بكر الثقفي، مولاهم الإصبهاني. محدث ابن محدث، كثير التصانيف. كتب بالعراق ومصر. وسمع: أبا السائب سلم بن جنادة، ومحمد بن خالد بن خداش، وعبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وابن المقرئ، وغيرهم. توفي بكرمان غريباً. محمد بن إدريس بن الأسود التجيبي. مولاهم. جار يونس بن عبد الأعلى، يعرف ببقرة يونس. وحدث عنه. توفي جمادى الأولى. محمد بن الحسين بن مكرم.

(23/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 260
أبو بكر البغدادي، نزيل البصرة. سمع: بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار، ومنصور بن أبي مزاحم، وعبيد الله القواريري، وطبقتهم.) وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني، وابن عدي، والبصريون، وغيرهم من الرحالة. قال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من بغداد أعلم بالحديث منه. وقال الدارقطني: ثقة. وروى عنه: الحسن علي القطان. محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام. أبو بكر المحولي الآجري. كان إماماً إخبارياً مصنفاً صدوقاً. روى عن: الرمادي، ومحمد بن أبي السري الأزدي لا العسقلاني، والزبير بن بكار، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وغيرهم. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وأبو الفضل بن المتوكل، وجماعة آخرهم أبو عمر بن حيويه. وقع لنا قطعة من تواليف ابن المرزبان. وله كتاب الحاوي في علوم القرآن، وكتاب الحماسة، وكتاب

(23/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 261
المتيمين، وكتاب الشعراء، وغير ذلك. محمد بن عبيد الله بن الفضل. أبو الحسين الكلاعي الحمصي. عن: محمد بن مصفى، وعمرو بن عثمان، وعقبة بن مكرم. وعنه: ابن عدي، وأبو حاتم بن حيان، وأبو بكر الميانجي. وكان يعرف بالراهب. محمد بن علي بن حسين النيسابوري. أبو عبد الله. سمع: محمد بن رافع، وأبا قدامة عبيد الله السرخسي، وجماعة. أكثر عنه أبو علي الحافظ. محمد بن محمد بن عقبة بن الوليد. أبو جعفر الشيباني. شيخ الكوفة. كان السلطان يختاره، والقضاة. وما قال فهو القول.) وكان ثقة كثير النفع. سمع: الحسن بن علي الحلواني، وأبا كريب محمد بن العلاء، وهذه الطبقة. روى عنه: الطبراني، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقرئ، ويوسف الميانجي، وجماعة. قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ: كنت في حجره وحضرت جنازته. ومكث الناس ينتابون قبره نحو السنة. وختم عنده ختمات كثيرة. وولد سنة. محمد بن الوليد بن محمد بن محمد بن عبيد.

(23/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 262
أبو عبد الله القرطبي. سمع، فيما زعم، من: العتبي المالكي، ويونس بن عبد الأعلى، والمزني. وكان فقيهاً فصيحاً، لكنه كذاب. اتهموه بالوضع.
4 (حرف الياء)
يعقوب بن سليمان. أبو يوسف الإسفرائيني. سمع: محمد بن رافع، وعبد الجبار بن العلاء، ونحوهما. وحدث عنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد الأزهري. يوسف بن مؤذن بن عيشون. أبو عمرو المعافري الوشقي. سمع: ابن وضاح. ورحل، فسمع بمصر: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وإبراهيم بن مرزوق. وبمكة: محمد بن إسماعيل الصائغ. وكان من المنفقين في سبيل الله. قيل إنه فك نحواً من مائة أسير. وعاش خمساً وثمانين سنة.

(23/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 263
4 (وفيات سنة عشر وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن أحمد بن زياد.) صحب ابن عبدوس، وابن سلام. وله كتاب أحكام القرآن في عشرة أجزاء، وكتاب مواقيت الصلاة. وكان لا يرى التقليد. وكان بصيراً باللغة، واسع العلم، صاردره السلطان العبيدي وضرب وامتحن. وعاش سبعين سنة وأكثر. توفي بالقيروان. أحمد بن خلف بن المرزبان المحولي. أبو عبد الله، أخو محمد. له تصانيف أيضاً، وحدث عن: ابن أبي الدنيا، ونحوه. روى عنه: أبو عمر بن حيويه. أحمد بن العباس بن حمزة النيسابوري الواعظ. سمع: علي بن الحسن الأفطس، والحسن بن محمد الزعفراني، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن يزيد، وغيرهما. توفي في صفر. أحمد بن محمد بن زياد بن أيوب. بغدادي.

(23/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 264
سمع: جده، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الوراق. أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن ميمون الطائي الحمصي. أبو جعفر. عن: أبي التقي الحمصي، وطائفة. وعنه: أبو سعيد بن يونس ووثقه. وقال: توفي بمصر في رجب. أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال. أبو جعفر الأزدي المصري المقرئ. أحد أئمة القراء.) قرأ على: أبيه وعلى: إسماعيل بن عبد الله النحاس. وسمع من: بكر بن سهل. وتصدر للإقراء. تلا عليه: المظفر بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن أبي الأصبغ، وحمدان بن عون، وسعيد بن جابر الأندلسي، وعتيق بن ما شاء الله. قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمود بن صبيح بن سهل. أبو العباس الثقفي المديني. ثقة، صاحب أصول. روى عن: عبد الله بن عمر الزهري، والحجاج بن يوسف بن قتيبة، وأحمد بن الفرات، وسمع منه كتبه.

(23/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 265
وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف. أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير. أبو علي الهمداني المصري. كان ثقة، فهماً. روى بالإجازة عن: هشام بن عمار. وسمع من: الحارث بن مسكين. وحدث بمصر. أحمد بن يحيى بن زهير. أبو جعفر التستري الحافظ الزاهد. سمع: أبا كريب، ومحمد بن حرب النسائي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، ومحمد بن عمار الرازي، وعمرو بن عيسى الضبعي، وخلقاً كثيراً. وعنه: ابن حبان، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، ويوسف الميانجي، وطائفة سواهم من الرحالين. وكان حجة حافظاً كبير الشأن. قال الحاكم: سمعت جعفر بن أحمد المراغي يقول: أنكر عبدان الأهوازي حديثاً مما عرض) عليه لابن زهير. فدخل عليه وقال: هذا أصلي، ولكن من أين لك ابن عون، عن الزهري، عن سالم فما زال عبدان يعتذر إليه ويقول: يا أبا جعفر، إنما استغربت حديثك. قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة، وسمعته يقول: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي جعفر التستري. وقال التستري: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي زرعة الرازي.

(23/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 266
وقال أبو زرعة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. وقال ابن المقرئ: ثنا أبو جعفر تاج المحدثين، فذكر حديثاً. إبراهيم بن جابر. أبو إسحاق البغدادي الفقيه. له تصنيف مفيد في اختلاف الفقهاء. وكان إماماً ثقة. حدث عن: الحسن بن أبي الربيع، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: الطبراني، وأبو الفضل عبيد الله الزهري. عاش خمساً وسبعين سنة. ولم يذكر الخطيب ما كان مذهبه، فهو مجتهد رحمه الله تعالى. إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل. أبو يعقوب الإصبهاني. حدث عن: أحمد بن منيع بمسنده. وعنه: الطبراني، وابن المقرئ، وعبيد الله بن يعقوب بن إسحاق حفيده وقال: فيما رواه عنه ابن مردويه: عاش جدي مائة وسبع عشرة سنة. وتوفي رحمه الله تعالى في سنة ثلاث عشرة. وقال أبو نعيم: توفي سنة عشر.

(23/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 267
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن علي. أبو علي الصواف المقرئ. بغدادي.) قرأ القرآن على: ابن حمدون الطيب بن إسماعيل صاحب يحيى بن آدم، وعلي بن محمد بن غالب صاحب شجاع، وعلي الدوري، وغيرهم. وأقرأ الناس، فقرأ عليه: بكار بن أحمد، وأبو طاهر بن أبي هاشم. وسمع: أبا سعيد الأشج، وأحمد بن منصور زاج. وروى عنه: أحمد بن جعفر الشعيري، وأبو الفضل الزهوي، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة فاضلاً محققاً عالماً عالي السند في القرآن. وممن قرأ عليه: أبو العباس المطوعي، وعلي بن الحسين الغضائري شيخ الأهوازي. الحسين بن علي بن عبد الواحد المصري. سمع من يونس بن عبد الأعلى يسيراً.

(23/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 268
4 (حرف الخاء)
خالد بن محمد بن خالد بن كولخش. أبو محمد الصفار الختلي. عن: بشر بن الوليد، ويحيى بن معين. وأبي إبراهيم الترجماني. وعنه: علي بن لؤلؤ، وعلي بن عمر الحربي. وقال الدارقطني: صالح. وروى عنه المفيد محمد بن أحمد الجرجرائي الضعيف الواهي أنه سمع تفسير حديث من أبي عبيد القاسم بن سلام.

(23/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 269
4 (حرف الدال)
داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد بن روزبة. أبو شيبة البغدادي. سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر بن المقرئ، والفضل بن جعفر المؤذن، وأبو بكر أحمد بن محمد المهندس. وقال الدارقطني: صالح. قلت: سكن مصر وكان من أسند الشيوخ بها.)
4 (حرف السين)
سالم بن عبد الله بن أبا الأندلسي. يروي عن: العتبي، وابن مزيد المالكيين، وكان مجتهداً عالماً.

(23/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 270
4 (حرف العين)
عافية بن محمد بن عثمان. أبو القاسم الأندلسي. إما جامع مصر. سمع: ابن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وجماعة. مات في رمضان. العباس بن الفضل بن شاذان الرازي. المقرئ المفسر. قرأ القرآن على أبيه عن الحلواني. وسمع: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن أبي شريح الرازي. ومر بقزوين غازياً فحدث بها سنة عشر. وكان عنده رواية الكسائي، عن أحمد بن أبي شريح. أخذ عنه: النقاش، ومحمد بن أحمد الداحولي، وابن مجاهد، وأبو علي بن حبش. قال الخليلي: أدركت بقزوين من أصحابه ثمانية أنفس. وممن روى عن: أبو عمر بن حمدان. وقد ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن القطان، وقال: مات رحمه الله تعالى بالري سنة إحدى عشرة.

(23/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 271
عبد الله بن أحمد بن أسيد. أبو محمد الإصبهاني. سمع: نصر بن علي، وسلم بن جنادة، وعبد الرحمن رستة.) وحدث بإصبهان، وبغداد. روى عنه: عثمان بن السماك، والطستي، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن أحمد بن الحسن الهيساني، وأبو بكر الطلحي، وغيرهم. وصنف المسند، وروى عن العراقيين والحجازيين. عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد بن عاصم. أبو محمد الثقفي الإصبهاني. مقبول، كثير الحديث. سمع: النضر بن هشام، ومحمد بن ثواب، وجعفر بن عنبسة، وبحر بن نصر الخولاني، وإبراهيم بن عامر، ومحمد بن عصام، وخلق. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وزيد بن علي بن أبي بلال الكوفي، وابن المظفر، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم. سمع منه لما حج. عبد الله بن محمد بن أبي الوليد القرطبي. أبو محمد الأعرج. سمع: العتبي ورحل فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم.

(23/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 272
وبالقيروان من: محمد بن سحنون وبأطرابلس من: أحمد بن عبد الله العجلي. وكان خاشعاً، بكاء ثقة، عالماً. روى عنه: خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز، وسليمان بن أيوب. توفي في جمادى الأولى. عبد الله بن أحمد بن مسلمة الفزاري. عن: عبد الغبري. وعنه: موسى بن عيسى السراج، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة.) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال. أبو محمد القرشي السامي، أبو صخرة الكاتب البغدادي. مسند، سمع: علي بن المديني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ولويناً ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو بكر الوراق، وابن المظفر، وعلي بن عمر الحربي. وكتب عنه ابن صاعد مع تقدمه. وكان ثقة. توفي في شوال. عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفر الهمداني. جد أبي بكر بن أبي علي المعدل الإصبهاني. سمع: علي بن جبلة. وحدث.

(23/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 273
توفي قبل الكهولة. علي بن أحمد بن بسطام. أبو الحسن الزعفراني. عن: عمه إبراهيم بن بسطام، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وخلق. وعنه: الطبراني، وابن حبان. علي بن العباس بن الوليد الكوفي البجلي المقانعي. أبو الحسن. سمع: هشام بن يونس، وأبا كريب، وعباد بن يعقوب. وعنه: ابن المقرئ، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ، والإسماعيلي، وأبو الطيب محمد بن الحسين التيملي، وأبو بكر النقاش. عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي. وراق داود بن رشيد. سمع: داود، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن منيع. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن الشخير، وعلي الحربي.) وكان ثقة. توفي في شعبان.

(23/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 274
4 (حرف الفاء)
فضل بن سلمة بن جرير الجهني. أبو سلمة البجاني الأندلسي. سمع بالقيروان في رحلته من يوسف المغامي. وتفقه عليه وعلى جماعة من أصحاب سحنون. وكان من كبار الفقهاء المالكية. رحل إليه للتفقه عنده. أخذ عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وغير واحد آخرهم محمد بن أحمد الإلبيري.

(23/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 275
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن البطال اليماني. نزيل المصيصة. حدث في هذه السنة، عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن قدامة، ومحمد بن آدم المصيصي، وإسحاق بن وهب العلاف. وعنه: أبو بكر المفيد، ومحمد بن سليمان الربعي، وحمزة الكناني، وحبيب القزاز. وهو من أهل صعدة. محمد بن إبراهيم بن آدم. أبو جعفر الصلحي. سكن بغداد، وحدث عن: بشر بن هلال الصواف، ومحمد بن الصباح الجرجرائي. وعنه: عمر بن جعفر البصري، وعثمان بن أحمد الرازي، ومحمد بن المظفر، وآخرون. وكان ثقة يعرف بابن أبي الرجال. محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم.

(23/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 276
أبو بشر الأنصاري الدولابي الحافظ الوراق. من أهل الري. سمع: أحمد بن أبي سريج الرازي، ومحمد بن منصور الجواز، وموسى بن عامر المري،) وبنداراً، وزياد بن أيوب، وهارون بن سعيد الأيلي، وخلقاً كثيراً ببلده، وبالكوفة، والبصرة، وبغداد، ودمشق، والحرمين. وصنف التصانيف. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الله بن عدي، والطبراني، ومحمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري المصري، وأبو بكر بن المهندس، وابن المقرئ. ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين. قال الدارقطني: تكلموا فيه، وما يتبين من أمره إلا خير. وقال ابن عدي: ابن حماد متهم فيما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الري. قلت: رمى نعيم بن حماد بالكذب. وقال ابن يونس: كان من أهل الصنعة، وكان يضعف. توفي رحمه الله تعالى بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة من السنة. قلت: وأما: محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ، فمن طبقة أصحاب الدولابي.

(23/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 277
محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض. أبو سعيد العثماني الزاهد. دمشق مسند. سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وخلقاً سواهم. وعنه: ابن عدي، ومحمد بن سليمان الربعي، وجمح بن القاسم، وابن السني، وحمزة الكناني، وابن المقرئ. قال الدراقطني: ليس به بأس. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن أبي عون. أبو جعفر النسوي. سمع: علي بن حجر، ويعقوب بن حميد بن كاسب. وعنه: الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي، وأبو أحمد الغطريفي.) وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن هلال. أبو بكرالشطوي. سمع: أبا كريب، وأحمد بن منيع، وأبا هشام الرفاعي. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وابن المظفر، والحربي. وثقه الدارقطني.

(23/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 278
محمد بن أحمد بن سهل. أبو عبد الله البركاني، القاضي المالكي. حدث عن: بندار، وحوثرة المنقري، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي، وجماعة. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، والطبراني، ويوسف الميانجي، والربعي، وحمزة الكناني، ومحمد بن عدي المنقري. وولي قضاء دمشق سنة ست وثلاثمائة بعد عمر بن الجنيد، ثم عزل في أول السنة سنة عشر، فرجع إلى البصرة وتوفي بها في سلخ هذه السنة. محمد بن أحمد. أبو عبد الله القرطبي. سمع: بقي من مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان إماماً في مذهب مالك قد صنف مختصر المدونة. محمد بن بنان بن معن. أبو إسحاق الخلال. بغدادي توفي في شعبان.

(23/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 279
سمع: محمد بن معاوية بن مالج، ومحمد بن المثنى، وهارون بن إسحاق، ومهنا بن يحيى الشامي. وعنه: عمر بن أحمد الوكيل، وأبو الفضل الزهري، وعلي الحربي. ولم يكن به بأس. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب.) أبو جعفر الطبري. الإمام صاحب التصانيف. من أهل آمل طبرستان. طوف الأقاليم، وسمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأبا كريب، وهناد بن السري، والوليد بن شجاع، وأحمد بن منيع، ومحمد بن حميد الرازي، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً سواهم. وقرأ القرآن على: سليمان بن عبد الرحمن الطلحي صاحب خلاد.

(23/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 280
وسمع الحروف من: يونس بن عبد الأعلى، وأبي كريب، وجماعة. وصنف كتاباً حسناً في القراءات، فأخذ عنه: ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوائي، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وروى عنه: أبو شعيب الحزانين وهو أكبر منه سناً وسنداً ومخلد الباقرحي، والطبراني، وعبد الغفار الحضيني، وأبو عمرو بن حمدان، وأحمد بن كامل، وطائفة سواهم. قال أبو بكر الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظاً لكتاب الله بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين، بصيراً بأيام الناس وأخبارهم، له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم، وكتاب التفسير الذي لم يصنف مثله، وكتاب تهذيب الآثار، لم أر مثله في معناه، ولكن لم يتمه. وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء. وتفرد بمسائل حفظت عنه. وقال غيره: مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين. قال أبو أحمد الفرغاني: كتب إلي المراغي يذكر أن المكتفي قال للحسن بن العباس: إني أريد أن أوقف وقفاً يجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف. قال: فأحضر ابن جرير، فأملى عليهم كتاباً بذلك. فأخرجت له جائزة سنية، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بد من جائزة أو قضاء حاجة. فقال: نعم. الحاجة أسأل أمير المؤمنين أن يتقدم إلى الشرط أن يمنعوا

(23/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 281
السؤال من دخول المقصورة يوم الجمعة.) فتقدم بذلك وعظم في نفوسهم. قال أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: وأرسل إليه العباس بن الحسن الوزير: قد أحببت أن أنظر في الفقه. وسأله أن يعمل له مختصراً. فعمل له كتاب الخفيف وأنفذه إليه. فوجه إليه بألف دينار فلم يقبلها، فقيل له: تصدق بها. فلم يفعل. وقال الخطيب: سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يقول: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. وأما أبو محمد الفرغاني فقال في صلة التاريخ له: إن قوماً من تلامذة أبي جعفر الطبري حسبوا لأبي جعفر منذ بلغ الحلم، إلى أن مات، ثم قسموا على تلك المدة أوراق مصنفاته، فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة. وقال الشيخ أبو حامد الإسفرائيني شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيراً. وقال حسينك بن عليك النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال: كتبت عن محمد بن جرير قلت: لا. قال: ولم قلت: لأنه كان لا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت منه.

(23/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 282
وقال أبو بكر بن بالويه: سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير. ولقد ظلمته الحنابلة. وقال أبو محمد الفرغاني: كان محمد بن جرير ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد. فأما أهل الدين والعلم فغير منكرين علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها، وقناعته بما كان يرد عليه من حصة خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة. وذكر عبيد الله بن أحمد السمسار وغيره أن أبا جعفر بن جرير قال لأصحابه: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا قالوا: كم قدره) فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة. قالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه. فقال: إنا لله، ماتت الهمم. فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة. ولما أراد أن يملي التفسير قال لهم كذلك، ثم أملاه بنحو من التاريخ. قال الفرغاني: وحدثني هارون بن عبد العزيز قال: قال لي أبو جعفر الطبري: أظهرت مذهب الشافعي واقتديت به ببغداد عشر سنين، وتلقاه مني ابن بشار الأحوال شيخ ابن سريج. قال الفرغاني: فلما اتسع علمه أداه بحثه واجتهاده إلى ما اختاره في كتبه. وكتب إليه المراغي أن الخاقاني لما تقلد الوزارة وجه إلى المري بمال كثير، فأبى أن يقبله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعاتبه أصحابه وقالوا: لك هذا ثواب، وتحيي سنة قد درست. وطمعوا في أن يقبل ولاية المظالم، فانتهزهم وقال: قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه. وقال محمد بن علي بن سهل الإمام: سمعت محمد بن جرير وهو يكلم

(23/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 283
ابن صالح الأعلم، فقال: من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى، إيش هو قال ابن صالح: مبتدع فقال ابن جرير: مبتدع مبتدع، هذا يقتل. قال أبو محمد الفرغاني: تم من كتبه كتاب التفسير، وتم كتاب القراءات، والعدد، والتنزيل وتم له كتاب اختلاف العلماء، وتم كتاب التاريخ إلى عصره، وتم كتاب تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين إلى شيوخه وتم كتاب لطيف القول في أدكار شرائع الإسلام، وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتاباً. وتم كتاب الخفيف وهو مختصر، وتم كتاب التبصير في أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار، وهو من عجائبه، كتبه ابتداء بما رواه أبو بكر الصديق مما صح عنده بسنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه وما فيه من الفقه والسنن واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، ومن مسند ابن عباس قطعة كبيرة، فمات قبل تمامه. وابتدأ بكتاب البسيط فخرج منه كتاب الطهارة في نحو ألف وخمسمائة ورقة، وخرج منه أكثر كتاب الصلاة، وخرج منه آداب الحكام، وكتاب المحاضر والسجلات، وغير ذلك.) ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم. حمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه. حكى التنوخي، عن عثمان بن محمد السلمي: حدثني ابن منجو القائد قال: حدثني غلام لابن المزوق قال: اشترى مولاي لي جارية وزوجنيها، فأحببتها وأبغضتني، وكانت تنافرني دائماً إلى أن أضجرتني، فقلت لها: أنت طالق ثلاثاً، لا خاطبتني بشيء إلا قلت لك مثله، فكم أحتملك.

(23/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 284
فقالت في الحال: أنت طالق ثلاثاً. قال: فأبلست وحرت. فدللت على محمد بن جرير فقال: أقم معها بعد أن تقول لها: أنت طالق ثلاثاً إن طلقتك. قال ابن عقيل: وله جواب آخر أن يقول كقولها: أنت طالق ثلاثاً، بفتح التاء، فلا يحنث. وقال ابن الجوزي: وأيضاً فما كان يلزمه أن يقول لها ذلك على الفور، فكان له أن يتمادى إلى قبل الموت. قلت: ولو قال لها أنت طالق ثلاثاً، وعني بالاستفهام، لم تطلق. ولو قال: طالق ثلاثاً، ونوى به الطلق لا الطلاق لم تطلق أيضاً في الباطن. وجواب آخر على قاعدة من يراعي سب اليمين ونية الحالف أنه ليس عليه أن يقول لها كقولها، فإن نيته كانت إذا آذته بكلام أن يقول لها ما يؤذيها، وهذه ما كانت تتأذى بالطلاق لأنها ناشزة مضاجرة، ولأن الحالف عنده هذه الكلمة مستثناة بقرينة الحال من عموم إطلاقه، كقوله تعالى: وأوتيت من كل شيء وتدمر كل شيء فخرج من العموم أشياء بالضرورة، وهذا فصيح في كلام العرب سائغ، لأن الحالف لم يرده، ولا قصد إدخاله في العموم أصلاً، كما لم يقصد إدخال كلمة الكفر لو كفرت فقالت له: أنت ولد الله تعالى الله، أو سبت الأنبياء. فما كان يحنث بسكوته عن مثل قولها. وجواب آخر على مذهب الظاهرية كداود، وابن حزم، ومذهب سائر الشيعة إن من حلف على شيء بالطلاق لا يلزمه طلاق ولا كفارة عليه في حلفه، وهو قول لطاوس. وذهب شيخنا ابن تيمية، وهو من أهل الاجتهاد لاجتماع الشرائط فيه أن

(23/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 285
الحالف على شيء بالطلاق لم تطلق منه امرأته بهذه اليمين، سواء حنث أو بر. ولكن إذا حنث في يمينه بالطلاق) قال: يكفر كفارة يمين. وقال: إن كان قصد الحالف حضاً أو منعاً ولم يرد الطلاق فهي يمين. وإن قصد بقوله: إن دخلت الدار فأنت طالق، شرطاً وجزاءاً فإنها تطلق ولا بد. كما إذا قال لها: إن أبريتني من الصداق فأنت طالق، وإن زنيت فأنت طالق. وإذا فرغ الشهر فأنت طالق فإنها تطلق منه بالإبراء، والزنا، وفراغ الشهر، ونحو ذلك. لكن ما علمنا أحداً سبقه إلى هذا التقسيم ولا إلى القول بالكفارة مع أن ابن حزم نقل في كتاب الإجماع له خلافاً في الحالف بالعتاق والطلاق، هل يكفر كفارة يمين أم لا ولكنه لم يسم من قال بالكفارة. والله أعلم. والذي عرفناه من مذهب غير واحد من السلق القول بالكفارة في الحلف بالعتق وبالحج، وبصدقة ما يملك. ولم يأتنا نص عن أحد من البشر بكفارة من الحلف بالطلاق. وقد أفتى بالكفارة شيخنا ابن تيمية مدة أشهر، ثم حرم الفتوى بها على نفسه من أجل تكلم الفقهاء في عرضه. ثم منع من الفتوى بها مطلقاً. انتهى. وقال الفرغاني: رحل ابن جرير لما ترعرع من آمل، وسمع له أبوه في السفر. وكان طول حياته ينفذ إليه بالشيء بعد الشيء إلى البلدان، فسمعته يقول: أبطأ عني نفقة والدي، واضطررت إلى أن فتقت كمي القميص فبعتهما. وقال ابن كامل: توفي عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر، ودفن في داره برحبة يعقوب، ولم يغير شيبه. وكان السواد في رأسه ولحيته كثيراً. وكان أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيحاً. واجتمع عليه من لا يحصيهم إلا الله، وصلي على قبره عدة شهور ليلاً ونهاراً. ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب من ذلك قول ابن سعيد ابن الأعرابي:

(23/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 286
(حدث مفظع وخطب جليل .......... دق عن مثله اصطبار الصبور)

(قام ناعي العلوم أجمع لما .......... قام ناعي محمد بن جرير)
وقد رثاه ابن دريد بقصيدة بديعة طويلة، يقول فيها:
(إن المنية لم تتلف به رجلاً .......... بل أتلفت علماً للدين منصوبا)

(كان الزمان به تصفو مشاربه .......... والآن أصبح بالتكدير مقطوبا)
)
(كلا وأيامه الغر التي جعلت .......... للعلم نوراً وللتقوى محاريبا)
محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة اللخمي العسقلاني. أبو العباس. محدث كبير. حدث في أواخر سنة تسع. وأظنه توفي في سنة عشر. سمع: إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ويزيد بن عبد الله الرملي، ومحمد بن رمح، وعيسى بن حماد، ومحمد بن يحيى الرماني، وحرملة، وطائفة سواهم. روى عنه: أبو علي النيسابوري، وابن عدي، وأبو هاشم المؤدب، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. وكان ثقة مشهوراً. أكثر عنه ابن المقرئ والرحالون لحفظه وثقته. محمد بن حمدان بن مهران. أبو بكر النيسابوري.

(23/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 287
سمع: أبا عمار بن حريث، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وجماعة. توفي في شعبان. محمد بن حنيف بن جعفر. أبو عبد الله البخاري الخياط. سمع: بجير بن النضر، ويحيى بن جعفر البيكندي، وأسباط بن اليسع. وعنه: أبو نصر أحمد بن أحمد البخاري، وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي. ذكره ابن ماكولا. ويقال له اليسارغي، نسبة إلى يسارغ بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام. محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي البغدادي. من بيت علم ولغة. حدث عن: أبي الفضل الرياشي، وثعلب.) وكان صدوقاً، راوية للأخبار. روى عنه: الصولي، وأبو الطاهر بن أبي هاشم، وعمر بن محمد بن سيف. له تصانيف. مات في شوال. محمد بن عبد الله بن بشير.

(23/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 288
أبو بكر الهاشمي. مولاهم الحذاء المصري. حدث عن: دحيم، والشاميين. قال ابن يونس في تاريخه: لم يكن بالثقة. مات في سابع المحرم. محمد بن عمر بن يوسف بن عامر. أبو عبد الله الأندلسي. توفي بمصر في شوال. وروى عن: الحارث بن مسكين. وقيل في أبيه: عمرو. روى عنه: حمزة بن محمد الكناني. معافى بن عمر بن حفص. أبو عبد الله المصري. أخو سالم وسلامة. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وتوفي في رجب. كتب ابن يونس عن الثلاثة إخوة. موسى بن جرير. أبو عمران الرقي المقرئ النحوي الضرير. تلميذ أبي شعيب السوسي، وأجل أصحابه. قرأ عليه: الحسين بن محمد بن حبش الدينوري، والحسن بن سعيد

(23/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 289
المطوعي، وعبد الله بن) الحسين السامري في قول الداني، عن فارس، عنه. وتوفي قريباً من سنة عشر. وقرأ عليه أيضاً أبو الحسن نظيف بن عبد الله ختمة بالرقة، وختمة بحلب لما قدمها. وقرأ عليه: مسلم بن عبد العزيز، وكلاهما من شيوخ عبد الباقي بن الحسن وأبو القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي، وآخرون كثيرون. وكان حاذقاً بالقراءة والإدغام الكبير، بصيراً بالعربية وافر الحرمة. قال أبو الحسين بن المنادي: لما مات أبو شعيب خلفه ابنه أبو معصوم وأبو عمران موسى بن جرير الضرير. وكانت الرئاسة بالرقة في أبي عمران، وله بها أصحاب إلى الآن. وقال عبد الباقي بن الحسن عن نظيف: قرأت على موسى بن جرير النحوي الضرير بالرقة سنة خمس وثلاثمائة. ثم بعد ذلك قدم حلب. قال عبد الباقي: وكان لأبي عمران اختيارات يخالف فيها قراءاته على السوسي، وكان يعتمد في ذلك على العربية. فمما كان يختاره ترك الإشارة إلى حركة الحروف مع الإدغام وتفخيم فتحة الراء إذا كان بعدها ياء قد سقطت لساكن. قال الداني: مات أبو عمران حول سنة عشر وثلاثمائة.

(23/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 290
4 (حرف النون)
نبهان بن إسحاق البشكاسي. حدث عن: الربيع بن سليمان، والعباس البيروتي.
4 (حرف الهاء)
هاشم بن صالح الأندلسي. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.

(23/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 291
4 (حرف الواو)
الوليد بن أبان بن بونة. أبو العباس الحافظ. كثير الترحال، صنف التفاسير، والمسند، وغير ذلك. وروى عن: أحمد العطاردي، وعباس الدوري، ويحيى بن عبدك، وأحمد بن الفرات، وأسيد بن) عاصم، وهذه الطبقة. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني، وأحمد بن عبيد الله بن محمود، ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد، وآخرون بإصبهان.

(23/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 292
4 (حرف الياء)
يوسف بن محمد بن يوسف. أبو محمد الإصبهاني المؤذن. عن: محمد بن محمد بن صخر، وأحمد بن يحيى المكتب، وإبراهيم بن عامر، وجماعة. وعنه: عبد الله بن محمد بن عمر، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وأحمد بن محمد بن رستة، وأبو الشيخ وهو مكثر عنه.
4 (الكنى)
أبو علي بن خيران. قيل: توفي في حدود سنة عشر. وسيأتي سنة عشرين.

(23/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 293
1 (ذكر من لم أعرف تاريخ موته)
من أهل هذه الطبقة كتبته على التقريب.
4 (حرف الألف)
أحمد بن بطة بن إسحاق بن إبراهيم بن الوليد. أبو بكر المديني البزاز. إصبهاني، ثقة. صحب الزهاد. روى عن: محمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم بن الشهيد، ويحيى بن حكيم، وأحمد بن الفرات. وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. أحمد بن بندار الحبال الإصبهاني. عن: سلمة بن شبيب. وعنه: أحمد بن إسحاق، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الشيباني. أحمد بن حشمرد. أبو عبد الله الجرجاني، نزيل أستراباذ. سمع: حميد بن الربيع، وعلي بن سلمة اللبقي، وطبقتهما. وعنه: الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي. وهو ثقة.

(23/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 294
أحمد بن الحسن بن الجعد. أبو جعفر. بغدادي، حدث سنة أربع وثلاثمائة عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ويعقوب بن كاسب، وجماعة. وعنه: أبو حفص الزيات، وابن المظفر، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي. وثقه الدارقطني. أحمد بن الحسين بن أبي الحسن. أبو جعفر الأنصاري الإصبهاني الكلنكي. سمع: عبد الجبار بن العلاء، وحميد بن مسعدة، وبنداراً، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن محمد بن الحجاج، والطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف، والعسال، وجماعة. أحمد بن الحسين علي. أبو العباس، مولى بني هاشم. الدمشقي المعروف بزبيدة. سمع: سليمان بن عبد الرحمن، علي بن سهل الرملي، ومؤمل بن إهاب، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وأبو علي بن شعيب، وأبو بكر الربعي، وآخرون.

(23/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 295
أحمد بن أبي الأخيل خالد بن عمرو السلفي الحمصي. أبو عمرو. حدث ببغداد، عن أبيه عن إسماعيل بن عياش. وهو ثقة، لكن أباه ضعيف. قاله الدارقطني. روى عنه: أبو محمد بن ماسي، وابن المظفر، وغيرهما. أحمد بن شهدل بن المفضل. أبو جعفر الحنظلي الإصبهاني المؤدب. ثقة، روى عن: سليمان الشاذكوني، وحيان بن بشر القاضي. وعنه: والد أبي نعيم، وأبو الشيخ. أحمد بن صالح بن محمد. أبو العلاء الفارسي الجرجاني الأثط المؤدب. نزيل صور. سمع: أحمد بن أبي سريج، ومحمد بن حميد الرازيين، وعمار بن رجاء. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وجمع بن القاسم، وابن عدي، وابن المقرئ، وجماعة.

(23/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 296
أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي. عن: مؤمل بن إهاب، وكثير بن عبيد.) وعنه: محمد بن أحمد بن الحفيد، وعبد الله بن عدي الحافظ. أحمد بن عامر بن المعمر. أبو العباس الأزدي الدمشقي. عن: هشام بن عمار، ودحيم، وعيسى زغبة. وعنه: عبد الله الآبندوني، وأبو بكر الربعي، والحسن بن منير، وأبو هاشم المؤدب، وأبو أحمد بن عدي، وجماعة. وهو أحمد بن محمد بن عامر. أحمد بن عبد الله بن شجاع البغدادي. عن: الزبير بن بكار، وأحمد بن بديل. وعنه: بكار بن أحمد المقرئ، وأبو حفص بن الزيات. قال الدارقطني: لا بأس به. أحمد بن قدامة بن فرقد. أبو حامد البلخي. نزيل بغداد.

(23/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 297
حدث عن: قتيبة بن سعيد. وعنه: القطيعي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي، ومخلد الباقرحي. قال الخطيب: ما علمت إلا خيراً. أحمد بن محمد بن جعفر الإصبهاني الجمال الزاهد. أحد العباد المكثرين من الحج. وكان يصلي عند كل ميل ركعتين. ويعرف بالشعراني. روى عن: أبي مسعود، وابن حاتم الرازيين. وعنه: عمر بن عبد الله التميمي. أحمد بن داود الهمداني. أبو الحسن. إصبهاني موثق. سمع: سليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.) وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد. أبو بكر النيسابوري المستملي الشعراني الحافظ. سمع: علي بن خشرم. ثم رحل، وسمع: عمر بن شبة، ومحمد بن رافع، ويونس بن عبد الأعلى، وهذه الطبقة. وعنه: محمد بن الأخرم، ويحيى العنبري، وأحمد بن إسحاق الضبعي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأهل نيسابور. وثقه الخطيب، وقال: روى عنه: المحاملي، وابن الجعابي، وعبد الله بن إبراهيم الزيني.

(23/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 298
أحمد بن محمد بن عيسى. أبو بكر الحمصي، نزيل حمص ومؤرخها. وإنما هو بغدادي. سمع: أحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ومحمد بن عوف، وإسماعيل بن أبان، وجماعة. وعنه: بكر بن أحمد الشعراني، ومحمد بن أحمد بن الأبح الحمصي، وجماعة. توفي سنة بضع وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن الفضل. أبو العباس الخزاعي المروزي الملقب ميزان. سمع: أبا عمار الحسين بن حريث، وعلي بن حجر، وغيرهما. وعنه: عبد الله بن عمر بن علك، ومحمد بن مالك السعدي، وأحمد بن محمد بن سعيد الفقيه المروزيون. أحمد بن محمد بن المؤمل. أبو بكر الصوري. عن: الحسن بن عرفة، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.

(23/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 299
وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وعبيد الله بن محمد المخرمي. أظنه مات بعد الثلاثمائة.) أحمد بن محمد بن موسى. أبو عيسى العراد، بمهملة. عن: محفوظ بن إبراهيم، ويعقوب بن شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن الصواف، وابن عدي. أحمد بن محمد بن يحيى الواسطي. البزاز. حدث ببغداد عن: لوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن عدي، ومحمد بن المظفر. أحمد بن المساور بن سهيل. أبو جعفر الضبي الإصبهاني. ثقة. عن: سهل بن عثمان، وسعدويه الإصبهاني، وعلي بن بشر. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، والعسال. أحمد بن مكرم البرتي البغدادي. سمع: علي بن المديني. روى عنه: محمد بن المظفر، ومحمد بن الوراق، أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب.

(23/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 300
أحمد بن موسى، ويقال أحمد بن عيسى، الحنوطي. عن: عمر بن التل، والحسن بن عرفة. وعنه: علي بن عمر السكري، ومحمد بن الشخير. أحمد بن نصر الحذار. أبو جعفر. بغدادي. سمع: الصلت بن مسعود الجحدري. أحمد بن هاشم بن عمرو. أبو جعفر الحميري البعلبكي سبط محمد بن هاشم البعلبكي.) يلقب بنداراً. سمع من: جده، وأبي أمية الطرسوسي. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر المقرئ، ومحمد بن إبراهيم الصوري. إبراهيم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن ميمون الدمشقي. حدث عن: أبيه، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الحميد البحراني، وأبي عمير بن النحاس، وطائفة كبيرة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، وعلي بن أبي العقب، وأبو عمرو بن مطر النيسابوري، والطبراني، وابن عدي، وخلق من الدمشقيين والرحالة. وكان محدثاً مقبولاً. إبراهيم بن درستويه.

(23/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 301
أبو إسحاق الشيرازي. عن: ابن أبي عمر العدني، ولوين، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر بن أبي دارم، والطبراني، وابن الصواف، وأبو بكر الإسماعيلي. وغيرهم. ثقة. إبراهيم بن محمد بن برزج. إصبهاني، ثقة. سمع: لويناً، والفلاس. وعنه: أبو الشيخ. إسماعيل بن أحمد البصري. وكيل أكثم. عن: ابن أبي الشوارب، ونصر بن علي، وعدة. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر، وعلي السكري. شيخ. إسماعيل بن إبراهيم. أبو علي الصيرفي بغدادي يلقب بسمعان.) عن: أبي سعيد الأشج، ويعقوب الدورقي. وعنه: ابن عدي، وأبو عبد الله بن الضرير. إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم. أبو أحمد المصري. سمع: حرملة. إسماعيل بن إسحاق بن الحصين المعمري، بالتثقيل.

(23/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 302
عن: عبد الله بن معاوية الجمحي، وأحمد بن حنبل، وحكيم بن سيف الرقي، ومحمد بن خلاد الباهلي، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن محمد بن جعفر، ومحمد بن العباس، وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، وابن المظفر، وآخرون. قال ابن ماكولا: نسب إلى معمر بن سليمان، وهو جده لأمه. وقد أكثر أبوه إسحاق بن حصين عن صهره معمر. إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المديني. نزيل عكبرا. ومؤلف كتاب المنبر في أخبار الأوائل. روى عن: جده لأمه محمد بن المثنى الزمن، والحسن بن عرفة، وأبي سعيد الأشج، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق. أيوب بن محمد بن محمد بن أيوب. أبو الميمون الصوري. عن: كثير بن عبيد، وعلي بن معبد، وعطية بن بقية، وجماعة. وعنه: أبو علي الحصائري، والطبراني، وابن عدي، وأبو بكر الربعي، وغيرهم. قال الدراقطني: رأيت من كذبه شيئاً لا أخبر به الساعة.

(23/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 303
4 (حرف الباء)
بنان بن أحمد بن علويه. أبو محمد القطان. سمع: داود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة.) وعنه: الطستي، وابن سعيد الرزاز، وابن المظفر. قال الدارقطني: لم يكن به بأس.
4 (حرف التاء)
تميم بن يوسف الحمصي الصيدلاني. عن: الربيع المرادي. وعنه: إسحاق بن سعد، وأبو القاسم الأبندوري. مستقيم الحديث.

(23/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 304
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن الفرج الدوري. عن: هارون بن إسحاق. وعنه: ابن بخيت، وابن المظفر. جعفر بن محمد بن أسد. أبو الفضل النصيبي الضرير المقرئ. قرأ على: أبي عمر الدوري، وهو من كبار أصحابه. قرأ عليه: محمد بن علي بن الجلندي، ومحمد بن علي بن حسن العطوفي، وجماعة بنصيبين. حدث سنة سبع وثلاثمائة. جعفر بن محمد بن عتيب. أبو القاسم السكري، بغدادي. حدث عن: عبدة بن عبد الله الصفار، ومحمد بن زياد الزيادي، ومحمد بن معمر البحراني. وعنه: عبد الله بن عدي، وابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر.

(23/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 305
جعفر بن محمد بن سعيد. بغدادي. سمع: محمود بن خداش، ويوسف بن موسى. وعنه: علي بن عمر السكري الحربي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. جعفر بن محمد بن العباس.) أبو القاسم الكرخي. عن: جبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وجماعة. وعنه: ابن عدي، وأبو حفص بن شاهين، وعليالحربي. وهاه الدارقطني. جعفر بن محمد بن أحمد بن صالح بن أبي هريرة. أبو القاسم المصري. سمع: حرملة. جعفر بن محمد ين يعقوب الإصبهاني. التاجر الأعور. عن: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، والحسن بن عرفة، وجماعة. وعنه: محمد بن جعفر المغازلي، ووالد أبي نعيم.

(23/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 306
4 (حرف الحاء)
الحسن بن بطة بن سعيد. أبو علي الزعفراني. عن: بشر بن معاذ العقدي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ولوين. وهو من مسندي شيوخ إصبهان. توفي بعد ثلاثمائة. روى عنه: عبد الله بن أحمد والد أبي نعيم، ومحمد بن عبيد الله بن المرزباني، ومحمد بن جعفر. الحسن بن صالح. أبو علي البهنسي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. الحسن بن عثمان بن زياد. أبو سعيد التستري. عن: محمد بن سهل بن عسكر، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى القيطيعي،) وجماعة. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وآخرون. وكان كذاباً.

(23/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 307
قال ابن عدي: كان عندي أنه يضع الحديث. سألت عبدان الأهوازي عنه، فقال: كذاب. الحسن بن علي بن يونس. أبو علي بن الإفريقي. سمع: محمد بن رمح، وحرملة. وحدث. الحسن بن الفرج الغزي. روى عن: يحيى بن بكير موطأ مالك. وعن: يوسف بن عدي، وعمرو بن خالد الحراني، وهشام بن عمار. روى عنه: الحسن بن مروان القيسراني، ومحمد بن علي النقاش التنيسي، وأبو عمر بن فضالة، وعلي بن أحمد المقدسي، وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري، ومحمد بن العباس بن وصيف. قال أبو علي: قرأ علينا الموطأ من أصل كتابه، وما رأينا منه إلا الخير. قلت: سماع أبي علي منه سنة ثلاث وثلاثمائة فيما أحسب، والله أعلم. الحسن بن علي بن روح بن عوانة. أبو بكر الكفربطناني. روى عن: قاسم الجوعي، وهشام الأزرق، ومحمد بن وزير، وجماعة. وعنه: محمد بن سليمان الربعي، وجمح بن القاسم، وابن زبر، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. وما علمت به بأساً.

(23/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 308
الحسن بن علي بن محمي بن بهرام. أبو علي المخرمي البزاز. سمع: علي بن المديني، وسويد بن سعيد، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: عمر بن سنبك، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وابن عدي وقال: رأيتهم مجمعين على) ضعفه، وأنكرت عليه أحاديث. الحسن بن موسى. أبو محمد النوبختي البغدادي، صاحب المصنفات الكثيرة في الكلام والفلسفة. وهو ابن أخت أبي سهل بن نوبخت. وكان شيعياً. وله كتاب الديانات لم يتمه، وكتاب الرد على التناسخية، وكتاب حدث العالم، وكتاب الرد على أبي الهذيل العلاف في قوله نعيم الجنة منقطع، وكتاب الرد على أهل المنطق، وكتاب إنكار رؤية الله تعالى، وأشياء كثيرة. الحسن بن يوسف بن أبي طيبة.

(23/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 309
القاضي أبو علي المصري المديني. سمع: هشام بن عمار، وأحمد بن صالح المصري. وعنه: محمد بن المظفر، والمفيد، وعلي بن عمر الحربي. سمعوا منه ببغداد. الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو علي البغدادي المالكي. عن: محمد بن وهب بن أبي كريمة، وهشام بن عمار، وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الصمد الطستي، وعلي بن محمد الشونيزي، والميانجي. قال الخطيب: ما علمت منه إلا خيراً. الحسين بن أحمد بن عصمة. أبو علي البغدادي، الوكيل. عن: حجاج بن الشاعر، والرمادي. وعنه: أبو محمد بن السقاء، وابن المظفر. الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة. عن: أبي معمر الهذلي، والقواريري. وعنه: الطبراني، وابن عدي، والإسماعيلي.) لا بأس به.

(23/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 310
الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان. أبو عبد الله الرقي المالكي الجصاص الأزرق. سمع: إبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار، والوليد بن عتبة، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. روى عنه: أبو علي النيسابوري، وأبو بكر بن السني، وابن عدي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. وثقه الدارقطني. الحسين بن علي بن حماد بن مهران. أبو عبد الله الرازي المقرئ. قرأ على: أحمد بن يزيد الحلواني. وأقرأ مدة. قرأ عليه: أبو بكر النقاش، وعلي بن أحمد بن صالح المقرئ. شيخ الخليلي. الحسين بن محمد بن جابر التميمي. بصري. حدث عن: هدبة بن خالد. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر المقرئ. حماس بن مروان بن سماك.

(23/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 311
أبو القاسم الهمداني القيرواني القاضي العلامة. سمع في صغره من سحنون. وكان بارعاً في الفقه، محمود الأحكام. وقيل: كان الاسم في زمانه ليحيى بن عمر والفقه لحماس. وكان يحيى يعظمه ويطريه. وقد رحل. حميد بن محمد بن نصير. أبو الحسن التميمي البعلبكي. إمام جامع بعلبك.) روى عن: هشام بن خالد الأزرق، ومحمد بن مصفى الحمصي، وجماعة. وعنه: أبو السري محمد بن داود، وأبو علي بن هارون، ومحمد بن سليمان الربعي.
4 (حرف الخاء)
الخضر بن الهيثم بن جابر. أبو القاسم الطوسي المقرئ. شيخ مجهول. قرأ عليه: أحمد بن محمد العجلي شيخ الأهوازي. ذكر أنه قرأ على الطيب بن إسماعيل، وعمر بن شبة، والسوسي، وهبيرة التمار. قرأ عليه العجلي في سنة عشر وثلاثمائة. وقرأ عليه: أحمد بن عبد الله الجبي.

(23/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 312
4 (حرف الزاي)
زيد بن عبد العزيز. أبو جابرالموصلي. سمع: محمد بن يحيى بن فياض، ومحمد بن عبد الله بن عمار.
4 (حرف السين)
سعيد بن عبد الرحيم. أبو عثمان البغدادي الضرير المؤدب المقرئ، صاحب الدوري. تصدر للإقراء. فقرأ عليه: أبو الفتح بن بدهن، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر الشذائي، وأبو العباس المطوعي. والغضائري شيخ الأهوازي. كان حياً في حدود سنة عشر وثلاثمائة. سعيد بن يعقوب القرشي الإصبهاني. أبو عثمان السراج. عن: محمد بن وزير الواسطي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن منصور المواز. وعنه: أبو الشيخ، ووالد أبي نعيم. سلمان بن إسرائيل الخجندي.) سمع: عبد بن حميد. وعنه: علي بن عمر الحربي، وغيره.

(23/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 313
4 (حرف الشين)
شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب. أبو القاسم الدبيلي. قدم إصبهان سنة خمس، وحدث عن عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي، عن الوليد بن مسلم، وعن سهل بن سقير الخلاطي، عن يوسف بن خالد السمتي. وعنه: أبو أحمد العسال، ومحمد بن جعفر بن يوسف.
4 (حرف الصاد)
صالح بن محمد بن صالح. أبو علي البغدادي الجلاب. حدث بدمشق عن: يعقوب الدورقي، وعمرو بن علي الفلاس، وأحمد بن عبدة، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم المؤذن، ومحمد بن سليمان الربعي، وآخرون.

(23/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 314
4 (حرف العين)
عامر بن عقبة بن خالد. أبو الحسن الأسلمي، من ولد أبي برزة رضي الله عنه. ثقة، صدوق. سمع: أباه، وسلمة بن شبيب، وحميد بن مسعدة. وعنه: أبو الشيخ، والعسال. عبد الله بن أحمد بن خزيمة البارودي. حدث ببغداد عن: علي بن حجر، وعلي بن سلمة اللبقي. وعنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي. عبد الله بن عمران بن موسى المقرئ النجار. عن: أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: الجعابي، وابن المقرئ، وجماعة بغداديون.) وكان حافظاً رحالاً. لقيه ابن المقرئ ببغداد في سنة. عبد الله بن محمد بن الأشقر. الراوي عن البخاري.

(23/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 315
يأتي في الطبقة الأخرى. عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي. توفي سنة نيف عشرة. عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي القطان. أبو بكر. نزيل بغداد. حدث عن: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعلي بن الحسن الدرهمي، وزهير بن قمير، وأحمد البزي المقرئ، وجماعة. وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الآجري، وعمر بن بشران، والحسن بن أحمد بن صالح السبيعي. وثقه الخطيب. عبد الله بن محمد بن سيار. أبو محمد الفرهاداني، ويقال فيه: الفرهياني. ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: سمع: هشام بن عباد، ودحيماً، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن وزير، وأبا كريب، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وجماعة. روى عنه: محمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبو عمرو بن حمدان. قال الحافظ ابن عدي: كان رفيق النسائي، وكان ذا بصر بالرجال. وكان من الأثبات. سألته أن يملي علي عن حرملة، فقال: يا بني وما تصنع بحرملة؟

(23/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 316
إن حرملة ضعيف. ثم أملى علي عنه ثلاثة أحاديث لم يزدني. قرأت على أحمد بن هبة الله وزينب الكندية، عن أبي روح، أن زاهر بن طاهر أخبرهم: أنا أبو سعيد الكنجرودي، أنا ابن حمدان، أنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني: ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي: نا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر) وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضى الله في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. توفي سنة بضع وثلاثمائة. عبد الله بن محمد بن عيسى. أبو عبد الرحمن المقرئ. كثير الحديث، حسن المعرفة. سمع: أحمد بن الفرات، والحجاج بن يوسف بن قتيبة. وعنه: احمد بن بندار، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف. عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط. أبو الفضل الرملي البزاز الحافظ. سمع: هشام بن عمار، وابن ذكوان، ودحيماً، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وطبقتهم. وكان كثير الحديث، واسع الرحلة. روى عنه: خيثمة، والطبراني، وابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، وجماعة. عبد الله بن يحيى بن موسى.

(23/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 317
أبو محمد السرخسي، القاضي. عن: علي بن حجر، وعلي بن خشرم، ويونس بن عبد الأعلى، والعباس بن الوليد بن مزيد، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو الطيب، ومحمد بن عبد الله الشعيري. قال ابن عدي: متهم في روايته عن علي بن حجر، وغيره. عبد الله بن هاشم. أبو محمد الزعفراني المقرئ. ذكر أنه قرأ القرآن على خلف بن هشام. وهذا بعيد. وأنه قرأ على دحيم صاحب الوليد بن مسلم، وعلى عبد الوهاب بن فليح، وعلى أبي هشام الرفاعي، وعلى الدوري.) قال أبو علي الأهوازي في غير ما موضع: قرأت القرآن على أبي الحسن علي بن الحسين بن عثمان الغضائري. وأخبرني أنه قرأ على الزعفراني. قلت: هو مجهول. ولو كان في هذا الوقت ثم شيخ موجود بهذا اللقاء والإسناد الذي في السماء لازدحمت القراء عليه. والعهدة في وجوده على الغضائري. ففي النفس منه. عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة. أبو عمرو الجرجاني العطار. روى عن: عمار بن رجاء، ومحمد بن الجنيد، ومحمد بن زياد بن معروف، وجماعة.

(23/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 318
وعنه: ابن عدي، وأبو الحسن القصري، وأحمد بن أبي عمران. عبد الرحمن بن قريش. أبو نعيم الهروي. حدث عن: محمد بن سهل الجوزجاني، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة. وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحي، وجماعة. لم يضعفه أحد. عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة. أبو الحسن التميمي. عن: عبد الله بن محمد بن أبان، وأبي كريب. وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وعلي بن لؤلؤ، والجعابي. قال الخطيب: كان صدوقاً. عبيد الله بن يحيى بن سليم البغدادي البزاز. سمع: الزبير بن بكار، وعلي بن أشكاب، وعلي بن حرب. وعنه: إبراهيم بن أحمد، وعبد العزيز بن جعفر الخرقيان. عتيق بن هاشم بن جرير. أبو بكر المرادي المصري. سمع: أحمد بن صالح. علي بن إبراهيم بن الهيثم.)

(23/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 319
أبو القاسم البلدي. سمع: محمد بن عبد الله بن عمار، وحدث. علي بن الحسين بن ثابت. أبو الحسن الجهني الزرءائي، من أهل زرءا، تدعى الآن زرع. روى عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خالد. وعنه: جمح بن القاسم، وأبو يعلى الصيداوي، وأبو هاشم عبد الجبار المؤدب، ومحمد بن سليمان الربعي. علي بن داود. أبو الحسن الحراني العطار. عن: عمرو بن هاشم الحراني. علي بن الصباح بن علي. أبو الحسن الإصبهاني الحافظ. عن: محمد بن عصام، وعامر بن إبراهيم. وعنه: الطبراني، والعسال، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو أبي نعيم. علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي البغدادي. حدث عن: عبد الأعلى بن حماد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. روى عنه: أحمد بن كامل، وعمر بن سنبك، وعلي بن عمر الحربي. علي بن موسى بن النضر.

(23/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 320
أبو القاسم الأنباري. عن: يعقوب الدورقي، وزياد بن أيوب، وطبقتهما. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين، وجماعة. وهو ثقة. علي بن عبد الملك بن عبد الرحمن. أبو الحسن، مولى قريش. مصري يعرف بابن أبي مروان. سمع: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.) علي بن الحسن بن الجنيد. أبو عبد الله النيسابوري، ثم البغدادي البزاز. حدث عن: لوين، وعبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، وعبد العزيز الخرقي، ومحمد بن المظفر. وثقه الخطيب. عمران بن موسى النيسابوري. أبو الحسن. سمع: محمد بن يحيى، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عزيز الأيلي. وعنه: محمد بن سليمان الربعي، وابن المقرئ، وابن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق، وجماعة. حدث بمصر، ودمشق. عمر بن إسماعيل. أبو حفص السراج المصري. سمع: حرملة. عمرو بن الجنيد القاضي.

(23/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 321
حكم بدمشق. وحدث عن: يعقوب الدورقي، وأحمد بن المقدام. وعنه: الحسن بن منير التنوخي، وأبو بكر الربعي، وأبو بكر بن أبي دجانة. عمر بن حفص بن هند الهمداني. أبو حفص، مستملي ابن ديزيل. سمع: يحيى بن نضلة الخزاعي، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأبا كريب، وجماعة. وعنه: أبو بكر محمد بن يحيى الإمام، والفضل بن الفضل الكندي والإسماعيلي، وأبو عمرو بن مطر، وجماعة. عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان. أبو بكر الطائي المنبجي.) سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأبا مصعب، ومحمد بن قدامة، وأحمد بن أبي شعيب الحراني. وعنه: الطبراني، وابن حبان، وعبدان بن حميد المنبجي، وابن عدي، وعبد الله بن عبد الملك المنبجي. وقال أبو حاتم بن حبان: كان قد صام النهار وقام الليل ثمانين سنة غازياً مرابطاً، رحمة الله عليه.

(23/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 322
أخبرنا محمد بن علي: أنا الحسن بن علي الأسدي، أنا جدي الحسين بن الحسن سنة تسع وأربعين وخمسمائة، أنا علي بن محمد الفقيه، أنا عمر بن أحمد بن الوليد بمنبج، ثنا أبو إلياس البالسي، ثنا أبو بكر عمر بن سعيد المنبجي سنة ست وثلاثمائة: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عثمان بن المنذر أنه سمع القاسم بن محمد يحدث، عن معاوية، أنه أراهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ مسح الرأس وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مر بهما حتى بلغ القفا، ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي منه بدأ. قلت: القاسم هو ابن محمد بن أبي سفيان الثقفي الدمشقي، مقل، روى عنه أيضاً قيس بن الأحنف. عمر بن سهل. أبو بكر الدينوري الحافظ. حدث بإصبهان عن: أبي الأحواص محمد بن الهيثم العكبري. ومحمد بن صالح الأشج. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، والحسن بن إسحاق. عمر بن خالد. أبو حفص الشعيري البغدادي. عن: عبد الله بن مطيع، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن خلف بن حيان شيخ أبي القاسم التنوخي، وأبو القاسم بن النحاس، وغيرهما. حدث سنة أربع وثلاثمائة.

(23/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 323
عمرو بن بشر. أبو حفص النيسابوري الشاماتي. نزيل بغداد وأحد حفاظ الحديث.) حدث عن: محمد بن أبي سمينة، ومحمد بن حميد الرازي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، والصواف. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن أحمد البغدادي السراج. عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: علي الحربي فقط.

(23/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 324
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير. عن: عيسى بن حماد. القاسم بن مندرة بن كوشند الإصبهاني الضرير. سمع: سليمان الشاذكوني، وسعيد بن يحيى الإصبهاني، وسهل بن عثمان. وعنه: محمد بن جعفر بن يوسف، وأبو أبي نعيم. اختلط في آخر عمره، وضعفوا أمره. القاسم بن يحيى بن نصر الثقفي. أبو عبد الرحمن البغدادي. عن: عمه سعدان بن نصر، والربيع بن ثعلب، ومحمد بن حميد الرازي، والصلت بن مسعود الجحدري. وعنه: ابن المظفر، ومحمد بن الشخير، وعبد الله بن موسى الهاشمي. وثقه الدارقطني. مات في حدود سنة عشر. قدامة بن جعفر بن قدامة.

(23/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 325
أبو الفرج الكاتب الإخباري. أحد البلغاء الذي ضرب الجريري به المثل في قوله: لو أوتي بلاغة قدامة.) كان قدامة فيلسوفاً نصرانياص، فأسلم على يد المكتفي بالله. وكان موصوفاً بمعرفة علم المنطق، وله كتاب الخراج، وكتاب نقد الشعر، وكتاب صابون الغم، وكتاب السياسة، وكتاب ترياق الفكر، وكتاب جلاء الحزن، وكتاب الرد على ابن المعتز، وكتاب صناعة الجدل، وكتاب نزهة القلب، وكتاب الرسالة إلى ابن مقلة، وغير ذلك. وكان بغدادياً علامة. أدرك أبا محمد بن قتيبة، وثعلباً، والمبرد، وأبا سعيد السكري. وبرع في فنون الأدب وفي الحساب، وغير فن. وكان أبوه أيضاً كاتباً أديباً، وقد مر. قسطنطين الرومي. مولى المعتمد. عن: هشام بن عمار، وأبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وغيرهم. تفرد عنه ابن عدي.
4 (حرف الكاف)
كهمس بن معمر بن محمد بن معمر بن كهمس المصري. سمع: محمد بن رمح، وغيره.

(23/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 326
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن يحبى بن الحكم بن الجزور الثقفي. مولى السائب بن الأقرع، أبو جعفر الإصبهاني الجزوري المؤدب. روى عن لوين نسخة، وعن: محمد بن حاتم المؤدب، وأبي عمر الدوري، وأحمد ويعقوب ابني الدورقي، وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو أبي نعيم، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو جعفر بن المرزبان، وسماعه منه سنة خمس وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي الجريجي الحافظ. جمع حديث ابن جريج، ورحل وطوف. ولم يكن ثقة. روى عن: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن المثنى، والأشج، وطبقتهم. روى عنه: ابن عدي وقال: لقيته بتستر، وكان مقيماً بها يحدث عمن لم يرهم. وسألت عبدان) عنه فقال: كذاب. كتب عني حديث ابن جريج، وادعاه عن شيوخه. محمد بن أحمد بن أبان.

(23/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 327
أبو العباس السلمي الرقي الضراب. سمع: لويناً، وجماعة. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وآخرون. محمد بن أحمد بن أزهر الدمشقي. عن: أبي إسحاق الجوزجاني، والعباس بن الوليد بن مزيد. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وأبو سليمان بن زبر الدمشقيان. محمد بن أحمد بن الوليد بن يزيد. أبو بكر الثقفي المديني. ثقة أمين، من أولاد الملوك. سمع: سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعصام بن رواد العسقلاني، ومتوكل بن أبي سورة المصيصي. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وآخرون. محمد بن أحمد بن عثمان. أبو طاهر المديني، نزيل مصر. روى عن: يحيى بن سليمان الجعفي، ويحيى بن درست، وحرملة بن يحيى. قال ابن عدي: كتبت عنه، وكان يحمل على حفظه. وقد أصيب بكتبه

(23/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 328
وحدث بمناكير. قلت: وروى عنه ابن يونس. محمد بن أحمد بن يزيد الزهري. أبو عبد الله الأصبهاني الحافظ. طلب في حدود الخمسين ومائتين، وسمع من: سعيد بن عيسى الكريزي، ويحيى بن واقد الطائي صاحب هشيم، وإسماعيل بن يزيد القطان، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن عصام جبر، وخلق.) وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، وعبد الله والد أبي نعيم، وغيرهم. قال أبو الشيخ: لم يكن بالقوي في الحديث. وهو أخو أبي صالح الأعرج عبد الرحمن، والراوي عن حميد بن مسعدة الذي مر سنة ثلاثمائة. محمد بن أحمد بن يزيد وركشين. أبو عبد الله البلخي، ويعرف بالأزرق. حدث عن: علي بن المديني، وهشام بن عمار. وعنه: أبو بكر الربعي، وعبد الله بن عدي وضعفه. قلت: ثم روى عنه حديثاً بإسناد الصحيح مرفوعاً: إن الله ائتمن على وحيه جبريل ومحمد ومعاوية. وهذا من وضعه. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الوليد. الحافظ أبو عبد الله الإصبهاني الكتاني، ونزيل سمرقند. ذكره يحيى بن

(23/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 329
مندة غير مطول فقال: كان من أئمة الحديث، والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل. جالس أبا حاتم الرازي، وأبا زرعة، ومسلم بن الحجاج، وصالح بن محمد جزرة، وأخذ عنهم. وسكن سمرقند مدة طويلة. محمد بن جبويه بن بندار. أبو جعفر الهمداني. سمع: محمود بن غيلان، ومحمد بن عبيد الهمذاني، وسلمة بن شبيب. وعنه: محمد بن محمد الصفار، وأحمد بن محمد بن صالح، والفضل بن الفضل، وجبريل بن محمد الهمذانيون. وكان صدوقاً خيراً. وهو أخو إبراهيم، وتوفي إبراهيم قبله، وسمع معه من جماعة، منهم محمد عن عبيد. محمد بن جعفر بن طرخان الإستراباذي. روى عن: أبيه، وإسماعيل بن موسى السدي، وأحمد بن منيع، وابن أبي عمر العدني، وطبقتهم. وعنه: ابن عدي، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة.) من شيوخ أبي سعد الإدريسي وقال: كان ثقة. محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين. أبو بكر العقيلي الحمصي العطار. سمع: هشام بن عمار، وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء ووالد هذا

(23/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 330
إبراهيم بن العلاء بن زبريق. وعنه: يحيى بن مسعر المعري، والقاضي الميانجي، وابن المقرئ، والقاضي أبي بكر الأبهري، والحسن بن عبد الله الكندي. قال الدارقطني: ليس به بأس. محمد بن الحسن بن الخليل النسوي. أبو عبد الله. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب. وعنه: ابن نجيد، وأبو حاتم بن حبان، وعلي بن عيسى الماليني. محمد بن حصن بن خالد. أبو عبد الله الألوسي. حدث بدمشق عن: نصر بن علي، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمد بن زنبور، وجماعة. وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، والطبراني، والمقرئ. محمد بن سليمان بن محبوب. أبو عبد الله البغدادي الحافظ، الملقب بالسخل. حدث عن: محمد بن عوف الحمصي، وطبقته. روى عنه: الجعابي، وإسحاق النعالي، ومحمد بن المظفر. محمد بن صالح بن عبد الله الطبري. أبو الحسن السروي.

(23/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 331
روى عن: عبد الجبار بن العلاء، وأبي كريب، ويعقوب الدورقي، وبندار. وعنه: أحمد بن سعيد المعداني، وعلي بن الحسن بن الربيع الفقيه، وجبريل بن محمد، والهمدانيون. فيه لين.) محمد بن سلمة بن قرباء. أبو عبد الله الربعي البغدادي. نزيل عسقلان. حدث عن: بشر بن الوليد، وحمد بن المقدام، ومحمود بن خداش. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ. قال الدارقطني: ليس بالقوي. محمد بن سهل البغدادي العطار. مولى بني أسد. روى عن: مضارب بن نزيك الكلبي، وعمر بن عبد الجبار، وعبد الله البلوي، وطائفة مجهولين. روى عنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، ومخلد الباقرحي. قال الدارقطني: متروك. وقال مرة: كان يضع الحديث.

(23/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 332
محمد بن صالح بن عبد الرحمن بن حماد. أبو العباس بن أبي عصمة التميمي الدمشقي. روى عن: جاره هشام بن عمار، وهشام بن خالد، ومحمد بن يحيى الزماني، وجماعة. وعنه: محمد بن إسحاق الصفار، والخضر الأسيوطي، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الربعي، وابن المقرئ، وجماعة. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو بكر الأشناني العنبري. حدث ببغداد عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهذه الطبقة. وعنه: علي بن الحسن الجراحي، وأبو بكر أحمد بن شاذان. وعنه قال الخطيب: إنه كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: دجال. محمد بن عبد الله بن عمرو بن المنتجع.) أبو عمرو المروزي. ثقة سمع: علي بن خشرم. وعنه: أبو الحسين بن المظفر، وأبو الحسن الحربي.

(23/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 333
محمد بن عبد الله. أبو بكر الزقاق. من كبار مشايخ الصوفية. له كرامات. محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو بكر المهري. عن: الحسن بن عرفة. وعنه: أبو بكر بن شاذان. محمد بن عبد الله بن بلال الجوهري المقرئ. عن: محمد بن وزير، وشعيب بن عمرو الدمشقيين. وعنه: الفضل بن جعفر، وأبو هاشم المؤدب. محمد بن عبد الله بن عبد السلم. أبو جعفر الرملي. روى عن: هشام بن عمار. وعنه: ابن المقرئ. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو الأصيد الدمشقي الأزدي الإمام.

(23/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 334
روى عن: إبراهيم الجوزجاني، وأبي أمية الطرسوسي. وعنه: أبو علي بن منير، وأبو هاشم المؤدب، والفضل بن جعفر الدمشقيين. محمد بن عبيد الله. أبو جعفر البغدادي الحافظ، ختن أبي الآذان. حدث عن: هلال بن العلاء، وعثمان بن خرزاد، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو الفتح الأزدي، وابن عدي.) قال الدارقطني: كان مخلطاً. محمد بن عبيد بن وردان. أبو عمرو الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، وابن ذكوان، وحميد بن زنجويه. وعنه: ابن الأعرابي، وجمح المؤذن، وأبو أحمد بن عدي. محمد بن عبدوس بن مالك. أبو الحسن الثقفي الطحان. فقيه، مناظر كبير من أهل إصبهان. سمع: أبا مصعب، وعيسى بن حماد، وأبا شعيب السوسي ورحل مع إبراهيم بن متويه. روى عنه: محمد بن جعفر بن يوسف، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل.

(23/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 335
محمد بن علي بن سالم بن علك. أبو جعفر الهمداني. سمع: محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبيد الأسدي، ومحمود بن غيلان. وعنه: عمر بن خرجة، وعمر بن يحيى الدينوري. محمد بن عمير بن عبد السلام الرملي. عن: هشام بن عمار. وعنه: ابن المقرئ. محمد بن عون الوحيدي. عن: هشام أيضاً. وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ. محمد بن المعافى بن أحمد بن أبي كريمة. أبو عبد الله الصيداوي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وهشام بن خالد، والقاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، وأحمد بن محمد بن جميع ووصفه بالصدق ويوسف بن) القاسم الميانجي، وأبو يعلى عبد الله بن محمد بن أبي كريمة، وابن عدي، وابن المقرئ. وكان ثقة عالماً، حدث سنة عشر.

(23/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 336
محمد بن هارون بن مجمع. أبو الحسن المصيصي. نزيل بغداد. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، ومحمد بن قدامة الجوهري. وعنه: عمر بن جعفر البصري، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن السماك. قال الخطيب: ثقة صالح، خير. محمد بن هاشم، ويقال: ابن هشام. أبو صالح العذري الجسريني الغوطي. سمع: زهير بن عباد، ومحمد بن أبي السري، والمسيب بن واضح. وعنه: أحمد بن سليمان بن حذلم، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وأبو علي بن شعيب. محمد بن يحيى بن داود. أبو بكر الدمشقي. مولى بني هاشم. سمع: محمد بن وزير، وأحمد بن أبي الحواري، وقاسماً الجوعي، ومؤمل بن إهاب. وعنه: أبو علي بن أبي الرمرام، وأبو هاشم المؤدب، ومحمد بن جعفر الصيداوي. محسن بن محمد بن خالد بن عبد السلام الصدفي المصري. سمع جده خالد. محمود بن محمد بن الفضل بن الصباح.

(23/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 337
أبو العباس التميمي الرافقي المقرئ الأديب. سمع: علي بن عثمان النفيلي، وأبا شعيب صالح بن زياد السوسي، ويزيد بن محمد بن سنان، وجماعة. وعنه: أبو الحسين محمد الرازي، وأبو هاشم المؤدب، وأحمد بن علي أبو الخير الحمصي، وحميد بن الحسن الوراق، وجماعة. روى عنه قراءة السوسي بسماعه منه أحمد بن إسحاق البارودي، وغيره.) مسلمة بن الهيصم. أبو محمد العبدي الإصبهاني. سمع: خالد بن يوسف السمتي، ومحمد بن بشار، وأبا موسى، والعباس الرياشي. وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف. موسى بن علي بن عبد الله. أبو عيسى الختلي. عن: داود بن رشيد، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبي يعلى المنقري، وجماعة. وعنه: ابن الأنباري، وابن مقسم، وأبو علي بن الصواف، والحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، وآخرون. ما به بأس. محمد بن محمد بن خالد بن شيرزاد. أبو بكر الهوراني قاضي تكريت. وقيل: اسمه: أحمد. عن: لوين، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي.

(23/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 338
وعنه: القطيعي، وابن المظفر، ومحمد بن زيد بن مروان. ميمون بن عمر بن المغلوب المالكي. أبو عمر القاضي، من أهل إفريقية. عمر دهراً، وهو معدود في أصحاب سحنون. وحج وسمع الموطأ من أبي المصعب الزهري، وهو آخر من حدث عنه بالمغرب. قال ابن حارث المالكي: أدركته شيخاً كبيراً زمناً، ولي قضاء القيروان، وقضاء صقيلية.
4 (حرف النون)
النعمان بن هارون بن أبي الدلهاث. الشيباني البلدي. حدث عن: عيسى بن أبي حرب، وسعيد بن عمرو السكوني. وعنه: محمد بن المظفر، وعلي الحربي.) قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً.

(23/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 339
4 (حرف الهاء)
هارون بن الحسين، أو ابن الحسن. أبو موسى النجاد. بغدادي مستور. روى عن: زيد بن أخزم، وطبقته. وعنه: أحمد بن جعفر الخلال، وأبو الفضل الزهري، وغيرهما. هارون بن إبراهيم بن حماد البغدادي. عن: عباس الدوري. وعنه: سليمان الطبراني. فيه جهالة. هارون بن عبد الرحمن العكبري. سمع من أحمد بن حنبل مسألة، ومن: سعدان بن نصر، ومحمد بن المثنى. وعنه: يحيى بن محمد العكبري، وابن بخيت. هاشم بن إسحاق الأندلسي. سمع من: يونس بن عبد الأعلى.

(23/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 340
4 (حرف الواو)
الوليد بن المطلب بن نبيه. أبو العاص السهمي المصري. عن: هارون بن سعيد الأيلي.
4 (حرف الياء)
يحيى بن طالب. أبو زكريا الأنطاكي، ويقال الطرسوسي الأكاف. سمع: هشام بن عمار، وأبا نعيم عبيد بن هشام الحلبي. وعنه: محمد بن عيسى الطرسوسي، وعبد الله بن إبراهيم الآبندوني، وجماعة. يحيى بن علي بن محمد بن هاشم بن مرداس.) أبو عبد الله الكندي الحلبي. ويقال أبو العباس. حدث عن عبيد بن هشام، وإبراهيم بن سعيد الجوهرين وعبدة بن عبد الرحيم الدمشقي، وطائفة. وعنه: أبو علي بن شعيب، وابن عدي، وابن المقرئ، وحمزة الكناني، وطائفة سواهم. يحيى بن محمد بن عمران الحلبي، ثم البالسي. عن: هشام بن عمار، ودحيم، وطبقتهما. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وابن عدي، وحمزة الكناني. يسر بن أنس.

(23/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 341
أبو الخير البغدادي البزاز. سمع: الحسين بن حريث، ويعقوب الدورقي، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الشافعي، والطبراني، وابن المظفر، وأبو القاسم بن النحاس، وعبد العزيز الخرقي. وثقه الخطيب. يعقوب بن إسحاق. أبو يوسف العطار. عن: هشام بن عمار. وعنه: ابن المقرئ، وعلي بن الحسين الأدمي. نزل أنطاكية. يعقوب بن يوسف بن خازم الطحان. عن: ابن أبي مذعور، والزبير بن بكار، وأحمد بن المقدام. وعنه: أبو حفص الزيات، وعمر بن سنبك، وعلي بن عمر الحربي. وثقه الخطيب. يوسف بن يعقوب بن مهران. أبو عيسى الفقيه. بغدادي مستور. روى عن: محمد بن عثمان بن كرامة، وداود الظاهري.) وعنه: الزبير بن عبد الواحد، وابن المظفر، والجراحي.

(23/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 342
4 (الكنى)
أبو عبد الرحمن اللهبي، وأبو جعفر اللهبي. مكيان مقرئان. قرءا على أبي الحسن البزي. فقرأ على الأول: هبة الله بن جعفر البغدادي شيخ الحمامي. قال الحمامي: سألت هبة الله عن اسم اللهبي فقال: لا أعرفه. وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن علي هاشمي من ولد عتبة بن أبي لهب. قلت: وأما الثاني، فقال أبو عمرو الداني: أبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبي. أخذ القراءة عن البزي عرضاً. روى عنه القراءة عرضاً: علي بن سعيد بن دوابة، وأحمد بن عبد الرحمن الولي. ولهما ثالث وهو: أبو العباس أحمد بن محمد اللهبي. قرأ أيضاً على البزي. قرأ عليه: ابن دوابة.

(23/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 343

(23/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 344

(23/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 345

(23/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 346

(23/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 347
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثانية والثلاثين احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى عشر وثلاثمائة)

4 (ذكرعزل حامد بن العباس عن الوزارة)
وفيها عزل عن الوزارة حامد بن العباس، علي بن عيسى، وقلدها أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات. وهذه ثالث مرة يعاد. ثم صودر حامد وعذب. وكان فيه زعارة وطيش فيما قال المسعودي. قال: كلمه إنسان، فقلب ثيابه على كتفه ولكم الرجل. ودخلت عليه أم موسى القهرمانة، وكانت كبيرة المحل، فخاطبته في طلب المال، فقال لها: اضرطي والتقطي، واحسبي لا تغلطي. فأخجلها. وبلغ المقتدر فضحك، وأمر القيان تغني به. وجرت له فصول وتجلد على الضرب، وأحدر إلى واسط، فمات في الطريق. وكان قديماً قد ولي نظر بلاد فارس. ثم ولي نظر واسط، والبصرة وكان موسراً متجملاً، له أربعمائة مملوك كلهم يحمل السلاح، وفيهم أمراء.

(23/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 348
وزر للمقتدر سنة ست وثلاثمائة، وكان سمحاً جواداً معطاء ظالماً. له أخبار في الظلم وفي الكرم. ولما أحدر إلى واسط سم في الطريق في بيض نيمرشت، فأخذه الإسهال حتى تلف ومات في رمضان، سامحه الله تعالى.
4 (ذكرعزل علي بن عيسى)
وسلم علي بن عيسى إلى المحسن بن أبي الحسن بن الفرات، فقيده وأهانه، فقال: والله ما أملك سوى ثلاثة آلاف دينار، وما أنا من أهل الخيانة. وحضر نازوك صاحب شرطة بغداد، والمحسن قد أحضر علياً وشرع يشتمه، فقام نازوك. فقال له المحسن: إلى أين فقال: قد قبلنا يد هذا الشيخ سنين كثيرة، فما يطيب لي أن أراه على هذه الحال. ودخل على المقتدر فأخبره فأنكر إنكاراً شديداً. فبعث ابن الفرات إلى ابنه يشتمه ويسبه، وبعث إلى علي بن عيسى بمال وحمله مكرماً إلى داره. فسأل الخروج إلى مكة. فأذنوا له فخرج إليها.
4 (ذكر نكبة ابن مقلة)
) ونكب ابن الفرات أبا علي بن مقلة، وكان كاتباً بين يدي حامد بن العباس.
4 (ذكر إخراج مؤنس الخادم إلى الرقة)
وقدم مؤنس بغداد، فالتقاه الملأ، فأنكر ما جرى على حامد وابن عيسى فعز على ابن الفرات فاجتمع بالمقتدر وأغراه بمؤنس، وقال: قد عزم على التحكم على الخلافة. فلما دخل مؤنس على المقتدر قال له: ما شيء أحب إلي من إقامتك

(23/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 349
ببغداد، ولكن قد قلت الأموال بالعراق، وعسكرك يحتاجون إلى الأرزاق، ومال مصر والشام كثير. وأرى أن تقيم بالرقة، والأموال تحمل إليك من الجهات، فاخرج.
4 (ذكر تفرغ ابن الفرات لنكبة ابن الحاجب وشفيع المقتدري)
وعلم مؤنس أن هذا من تدبير ابن الفرات، وكان بينهما عداوة، فخرج بعد أيام مستوحشاً. فتفرغ ابن الفرات في نكبة نصر بن الحاجب، وشفيع المقتدري، وكثر عليهما عند المقتدر، فلم يمكنه منهما، فقال: إن نصراً ضيع عليك في شأن ابن أبي الساج خمسة آلاف ألف دينار، ولو كانت باقية لأرضيت بها الجند. فكان المقتدر يشره إلى المال مرة، ويراعي خاطر والدته لمدافعتها عن نصر مرة، وقالت له: قد أبعد ابن الفرات مؤنساً وهو سيفك، ويريد أن ينكب حاجبك ليتمكن منك، فيجازيك على حسب ما عاملته من إزالة نعمته وهتك حرمه، فبمن تستعين على ابن الفرات والمحسن مع ما قد ظهر من شرهما واستحلالهما الدماء إن خلعاك واتفق أنه وجد في دار المقتدر أعجمي دخل مع الصناع، فأخذ وقرر فلم يقر بشيء، ولم يزد على غي دائم، فصلب وأحرق. فقيل إن ابن الفرات قال لنصر بحضرة المقتدر: ما أحسبك ترضى لنفسك أن يجري في دارك ما جرى في دار أمير المؤمنين وأنت حاجبه، وما تم هذا على أحد من الخلفاء. وكثر على نصر، وجرت بينهما منافسة.
4 (ذكر رد المواريث)
وفي شعبان أمر المقتدر برد المواريث إلى ما صيرها المعتضد من توريث ذوي الأرحام.

(23/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 350
4 (ذكر دخول الجنابي البصرة)
وفيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي البصرة في ربيع الآخر في السحر في ألف وسبعمائة فارس، ونصب السلالم، وصعدوا على الأسوار، ونزلوا البلد، ففتحوا الأبواب، ووضع السيف في الناس وأحرق الجامع ومسجد طلحة، فهرب الناس ورموا نفوسهم) في الماء، فغرق خلق، واستباح الحريم والأموال.
4 (ذكر إشخاص الماذرائي إلى بغداد)
وفيها كتب ابن الفرات بإشخاص الحسين بن أحمد الماذرائي وأبي بكر محمد بن علي من مصر إلى بغداد، وصادرهما، وأخذ منهما مائتي ألف دينار.
4 (ذكر ولاية الراشدي دمشق)
وفيها ولي إمرة دمشق عمر الراشدي الذي ولي الرملة بعد ذلك، ومات بها سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
4 (ذكر صرف ابن حربويه عن قضاء مصر)
وفيها صرف أبو عبيد بن حربويه من قضاء مصر، وتأسف الناس عليه، وفرح هو بالعزل وانشرح له. وولي قضاء مصر بعده أبو يحيى عبد الله بن إبراهيم بن مكرم فاستناب عنه أبا الذكر محمد بن يحيى الأسواني المالكي.

(23/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 351
وقدم بعد شهرين إبراهيم بن محمد الكريزي، فحكم على ديار مصر من قبل ابن مكرم.
4 (ذكر ظهور شاكر الزاهد)
وفي هذه الحدود أو بعدها ظهر شاكر الزاهد صاحب الحلاج، وكان من أهل بغداد. قال السلمي في تاريخ الصوفية: شاكر خادم الحلاج كان متهماً مثله، حكى عنه حكايات كثيرة، وأخرج كلامه إلى الناس، فضربت عنقه بباب الطاق.

(23/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 352
4 (أحداث سنة اثنتي عشرة)

4 (ذكر وقوع ركب العراق في أسر الجنابي)
في ثاني عشر المحرم عارض أبو طاهر بن أبي سعيد الجنابي ركب العراق قريباً من الهبير، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة، وهو في ألف فارس وألف راجل. وكان في الركب أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، وأحمد بن بدر عم السيدة، وشقيق الخادم، فأسرهم الجنابي وأخذ الأموال والجمال والحريم، وسار بهم إلى هجر، وترك بقية الركب، فماتوا جوعاً وعطشاً إلا القليل. وبلغ الخبر بغداد، فكثر فيها النوح والبكاء.
4 (ذكر ضعف أمر ابن الفرات)
وضعف أمر ابن الفرات واستعدي نصر الحاجب يستشيره بعدما أساء إليه فقال: الآن) تستشيرني بعد أن عرضت الدولة للزوال بإبعادك مؤنساً. وأخذ يعنفه، ثم التفت إلى المقتدر وقال: الآن كاتب مؤنساً ليسرع إلى الحضرة فكتب. ووثبت العامة على ابن الفرات ورجمت طيارته بالآجر وصاحوا عليه: أنت

(23/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 353
القرمطي الكبير. وامتنع الناس من الصلوات في المساجد. وسار ياقوت الكبير إلى الكوفة ليضبطها، وأنفق في جنده خمسمائة ألف دينار. فقدم مؤنس ودخل على المقتدر، فلما عاد إلى داره ركب إليه ابن الفرات للسلام عليه، ولم تجر بذلك عادة الوزراء قبله. فخرج مؤنس إلى باب داره، وخضع له وقبل يده. وكان في حبس ابنه المحسن جماعة صادرهم، فخاف العزل وأن يظهر عليه ما أخذ منهم، فأمر بذبح عبد الوهاب بن ما شاء الله، ومؤنس خادم حامد، وسم إبراهيم أخا علي بن عيسى، فكثر ضجيج حرم المقتولين على بابه.
4 (ذكر القبض على ابن الفرات)
ثم إن المقتدر قبض على ابن الفرات وسلمه إلى مؤنس، فرفعه مؤنس وخاطبه بالجميل وعاتبه، فتذلل له وخاطبه بالأستاذ فقال: الساعة تخاطبني بالأستاذ، وأمس تخرجني إلى الرقة على سبيل النفي واختفى المحسن وصاحت العامة وقالوا: قبض على القرمطي الكبير، وبقي الصغير. واعتقل ابن الفرات وآله بدار الخلافة.
4 (واستوزر عبد الله بن محمد الخاقاني. وصاحت العامة وقالوا: لا

(23/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 354
نرضى حتى يسلم ابن)
الفرات إلى شفيع اللؤلؤي. فتسلمه شفيع. وكان الخاقاخني قد استتر أيام ابن الفرات خوفاً منه. وأمر المقتدر بتسليمه إلى الخاقاني، فعذب بني الفرات، واصطفى أموالهم، فقيل: أخذ منهم ألفي ألف دينار. ثم ظفر بالمحسن وهو في زي امرأة، قد احتضب في يديه ورجليه، فعذب وأخذ خطه بثلاث آلاف ألف دينار. فاتفق مؤنس، وهارون بن غريب الخال، ونصر الحاجب على قتل ابن الفرات وابنه، وكاشفوا المقتدر فقال: دعوني أفكر، فقالوا: نخاف شغب القواد والناس. فاستشار الخاقاني، فقال: لا أدخل في سفك الدماء، والمصلحة حملهما إلى دار الخلافة، فإذا أمنا أظهرا المال.)
4 (ذكر قتل ابن الفرات وابنه)
ثم لم يزالوا بالمقتدر حتى أمر بقتلهما. فبدأ نازوك بالمحسن فقتله، وجاء برأسه إلى أبيه، فارتاع. ثم ضرب عنقه.

(23/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 355
وعاش ابن الفرات في إحدى وسبعين سنة، وابنه ثلاثاً وثلاثين سنة، وعاشا بعد حامد الوزير ستة أشهر.
4 (ذكر إطلاق القرمطي لأبي الهيجاء من الأسر)
ثم إن القرمطي أطلق أبا الهيجاء بن حمدان، فقدم بغداد. وبعث القرمطي يطلب من المقتدر البصرة والأهواز. فذكر ابن حمدان أن القرمطي قتل من الحجاج ألف رجل ومائتين، ومن النساء ثلاثمائة، وبقي في أسره بهجر مثلهم.
4 (ذكر فتح فرغانة.)
وفيها فتحت فرغانه على يد والي خراسان.
4 (ذكر إطلاق ولدي ابن الفرات)
وأطلق أبو نصر وأبو عبد الله ولدا أبي الحسن بن الفرات وخلع عليهما. وقد وزر ابن الفرات ثلاث مرات، وملك من المال ما يزيد على عشرة آلاف ألف دينار، وأودع المال عند وجوه بغداد. وكان جباراً فاتكاً، وفيه كرم وسياسة.

(23/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 356
4 (أحداث سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة)

4 (ذكر دخول القرمطي الكوفة ونهبها)
فيها سار الحجاج من بغداد ومعهم جعفر بن ورقاء في ألف فارس، فلقيهم القرمطي بزبالة، فناوشهم الحرب، ورجع الناس إلى بغداد. ونزل القرمطي على الكوفة فقاتلوه فغلبهم، ودخل البلد ونهب ما لا يحصى. فندب المقتدر مؤنساً الخادم لحرب القرمطي، وجهزهم بألف ألف دينار.
4 (ذكر عزل الخاقاني من الوزارة)
وفيها عزل أبو القاسم الخاقاني الوزير، فكانت وزارته، سنة و ستة أشهر، واستوزر أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب، فسلم إليه الخاقاني، فصادره وكتابه، وأخذ أموالهم.

(23/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 357
4 (ذكر كثرة الرطب ببغداد)
) وفيها كان الرطب كثيراً ببغداد حتى أبيع كل ثمانية أرطال بحبة.
4 (ذكر كشف مصر)
وفيها قدم مصر علي بن عيسى الوزير من مكة ليكشفها، وخرج بعد ثلاثة أشهر إلى الرملة.
4 (ذكر عزل ابن مكرم عن قضاء مصر)
وعزل عن قضاء مصر عبد الله بن إبراهيم بن مكرم بهارون بن إبراهيم بن حماد القاضي من قبل المقتدر. فورد كتابه على قاضي مصر نيابة لابن مكرم بأن يسلم القضاء إلى من نص عليه، وهو أبو علي عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري، وأحمد بن علي بن أبي الحسن الصغير، فتسلما القضاء من إبراهيم بن محمد الكريزي، ثم انفرد بالحكم أبو علي الجوهري، وكان فقيهاً عاقلاً حاسباً.

(23/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 358
4 (أحداث سنة أربع عشرة وثلاثمائة)

4 (ذكر نزوح أهل مكة)
فيها نزح أهل مكة منها خوفاً من قرب القرمطي.
4 (ذكر دخول الروم ملطية)
وفيها دخلت الروم ملطية بالسيف، فقتلوا وسبوا، وبقوا بها أياماً.
4 (ذكر تجمد دجلة بالموصل.)
وفيها جمدت دجلة بالموصل، وعبرت عليها الدواب، وهذا لم يعهد.
4 (ذكر ثلج بغداد.)
وسقطت ثلوج كثيرة ببغداد.

(23/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 359
4 (امتناع حجاج خراسان والعراق)
ورد حجاج خراسان خوفاً من القرمطي، ولم يحج الركب العراقي في هذين العامين.
4 (ذكر القبض على الوزير ابن الخصيب)
وفيها قبض على الوزير ابن الخصيب لاشتغاله باللهو واختلال الدولة، وأحضر الوزير علي بن عيسى فأعيد إلى الوزارة.
4 (ذكر وفاة ابن خاقان)
وفيها أطلق الوزير أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد بن يحيى بن خاقان من حبس ابن) الخصيب الوزير، وحمل إلى منزله، فمات في رجب.
4 (ذكر منازلة الروم ملطية)
وفيها جاشت الروم وأتت إلى ملطية فنازلوها، وخربوا القرى، واشتد القتال عليها أياماً، ثم ترجلوا عنها. فذهب أكابرهم إلى السلطان يطلبون الغوث، فعادوا بغير إغاثة.

(23/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 360
4 (صرف الجوهري عن قضاء مصر)
وفيها صرف عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري عن القضاء، وولي أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد. ولاه أخوه هارون، وكان إليه قضاء مصر، فبعث أخاه من جهته.

(23/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 361
4 (أحداث سنة خمس عشرة)

4 (ذكر إكرام المقتدر لعيسى بن علي)
في صفر قدم علي بن عيسى الوزير، فزاد المقتدر في إكرامه، وبعث إليه بالخلع وبعشرين ألف دينار. وركب من الغد في الدست، ثم أنشد:
(ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها .......... فكيف ما انقلبت يوماً به انقلبوا)

(يعظموا أخا الدنيا فإن وثبت .......... يوماً عليه بما لا يشتهي وثبوا)

4 (ذكر انتهاب الروم سميساط)
وفيها وصلت الروم إلى سميساط وأخذوا من فيها وما فيها، وضربوا الناقوس في جامعها، فتهيأ مؤنس للخروج.

(23/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 362
4 (ذكر امتناع مؤنس من وداع المقتدر)
ولما أراد وداع المقتدر جاءه خادم من خواص المقتدر فقال: إن الخليفة قد حفر لك زبية بدار الشجرة، وأمر أن تفرد إذا دخلت، ويمر بك على الزبية فتكون قبرك. فامتنع من وداع المقتدر. وركب إلى مؤنس الأمراء والغلمان كلهم، ولم يبق بدار الخليفة أحد ولبسوا السلاح، فقال له أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان: أيها الأستاذ، لا تخف، فلتقاتلن بين يديك حتى تنبت لك لحية.
4 (ذكر قدوم مؤنس على المقتدر)
فبعث له المقتدر ورقة بخطه يحلف بالأيمان المغلظة على بطلان ما بلغه، ويعرفه أنه يأتي) الليلة ليحلف له مشافهة. فصرف مؤنس القواد إلى دار الخلافة، ولزم أبو الهيجاء باب مؤنس. وبعث المقتدر نصراً الحاجب، فأحضروا مؤنساً إلى الحضرة، فقبل يدي المقتدر، فحلف له المقتدر أنه صافي النية له وودعه. وسار إلى الثغور فالتقى مع الروم، وقتل منهم خلقاً.
4 (ذكر ظهور الديلم على الري والجبال)
وفيها ظهرت الديلم على الري والجبال، وأول من غلب لنكي بن

(23/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 363
النعمان فقتل خلقاً وذبح الأطفال.
4 (ذكر تغلب ابن شيرويه على قزوين)
وغلب على قزوين أسفار بن شيرويه فغشم وظلم وتفرعن، فقتله حاشيته في الحمام.
4 (ذكر حرب ابن أبي الساج والقرامطة.)
وجاء القرمطي إلى الكوفة، فجهز المقتدر لحربه يوسف بن أبي الساج فالتقوا، فنظر يوسف إلى القرامطة فاستقبلهم، وقاتلوا قتالاً شديداً، وجرح من القرامطة بالنشاب المسموم نحو خمسمائة، وأبو طاهر القرمطي في عارية حوله مائتا فارس، فنزل وركب فرساً، وحمل على يوسف، والتحم القتال، وأسر في آخر النهار يوسف بن أبي الساج مجروحاً، وقتل من أصحابه عدة وانهزم جيشه. فداوت القرامطة جراحاته وجاءت الأخبار إلى بغداد، فخاف الناس، وعسكر مؤنس بباب الأنبار.
4 (ذكر نزول القرامطة عند الأنبار)
وساق القرمطي إلى أن نزل غربي الأنبار، فقطعوا الجسر بينهم وبينه على الفرات. وأقام غربي الفرات يتحيل في العبور. ثم عبر وأوقع بيزك المسلمين، فخرج نصر الحاجب والرجالة وأهل بغداد إلى مؤنس، فكانوا أربعين ألفاً وأكثر، وخرج أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته أبو اليد، وأبو السرايا، وأبو العلاء. وتقدم

(23/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 364
نصر فنزل على نهر زبارا على نحو فرسخين من بغداد، وقطعت القنطرة في ذي القعدة. فلما أصحبوا جاءهم القرمطي فحاذاهم، وبعث بين يديه أسود ينظر إلى المخاض، فرموه بالنشاب حتى سار كالقنفذ، فعاد وأخبر أصحابه بأن القنطرة مقطوعة. فأقامت القرامطة يومين، ثم ساروا نحو الأنبار، فما جسر أحد يتبعهم، وهذا خذلان من الله تعالى. فإن القرمطي كان في ألف فارس وسبعمائة راجل، وجيش العراق في أربعين ألف فارس.) وقال ثابت: إن معظم عسكر المقتدر انهزموا إلى بغداد قبل أن يعاينوا القرمطي لشدة رعبهم. فوصل القرمطي الأنبار، فاعتقد من بها من الجند أنه جاء منهزماً فخرجوا وقاتلوه، فقتل منهم مائة فارس، وانهزم الباقون.
4 (ذكر قتل ابن أبي الساج)
ثم إن القرمطي ضرب عنق ابن أبي الساج، وقتل جماعة من أصحابه. وهرب معظم أهل الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي.
4 (ذكر فشل القرمطي في دخول هيت)
وسار القرمطي إلى هيت فدخل مؤنس بالعسكر إلى الأنبار، وقدم هارون بن غريب، وسعيد بن حمدان في جيش إلى هيت، فسبقا القرمطي وصعدا على سورها، فقويت قلوب أهلها وحصنوها. فعمل القرمطي سلالم وزحف، فلم يقدر على نقبها، وقتلوا من أصحابه جماعة، فرحل عنها إلى

(23/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 365
البرية. وتصدق المقتدر وأمه بمال.
4 (ذكر إنفاق المقتدر المال لحرب القرامطة)
ولما جاء الخبر بقتل ابن أبي الساج دخل علي بن عيسى على المقتدر وقال: إنه ليس في الخزائن شيء، ولم يتم على الإسلام شيء أعظم من هذا الكافر، وقد تمكنت هيبته من القلوب، فاتق الله وخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش وإلا فما لك ولأصحابك إلا أقاصي خراسان. فدخل على والدته وأخبرها، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج المقتدر ثلاثمائة ألف دينار. وتجرد ابن عيسى في استخدام العساكر.
4 (ذكر الخلع على بعض القرامطة)
وورد من هيت نصر الحاجب ومعه ثلاثة عشر من القرامطة، فأمر المقتدر لهم بخلع وقال: لكونهم خامروا على القرمطي.
4 (ذكر ولاية أبي الهيجاء)
وولى المقتدر أبا الهيجاء الجزيرة والموصل.
4 (ذكر شغب الجند ببغداد)
ثم إن الجند اجتمعوا فشغبوا على المقتدر، وطلبوا الزيادة وشتموه ونهبوا القصر الملقب بالثريا، وصاحوا: أبطلت حجنا وأخذت أموالنا وجرأت العدو وتنام نوم الجارية. فبذل لهم) المال فسكتوا. وجددت على بغداد الخنادق وأصلحت الأسوار.

(23/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 366
4 (ذكر وفاة الجوهري ابن الجصاص)
وفيها مات الحسين بن عبد الله الجوهري ابن الجصاص. وكان ابن طولون قال: لا يباع لنا شيء إلا على يده. وعنه قال: كنت يوماً جالساً في الدهليز، فخرجت قهرمانة معها مائة حبة جوهر، تساوي الحبة ألف دينار، فقالت: يحتاج هذا إلى خرط ليصغر فأخذته مسرعاً، وجمعت يومي ما قدرت عليه حتى حصلت مائة حبة من النوع الصغار، وأتيت القهرمانة فقلت: قد خرطنا هذا، وتقومت علي بمائة ألف درهم. وقد أسلفنا من أخباره لما صودر سنة اثنتين وثلاثمائة. قال التنوخي: ولما صودر وجد في داره سبعمائة مزملة خيزران. و بلغت مصادرته ستة آلاف ألف دينار. وأطلق بعد المصادرة، فلم يبق له إلا ما قيمته سبعمائة ألف دينار. وكان مع هذا فيه نوع بله وغفلة. له حكايات في المغفلين. مرض مرة بالحمى فقيل: كيف أنت قال: الدنيا كلها محمومة. ونظر في المرآة يوماً فقال لرجل: ترى لحيتي طالت؟

(23/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 367
فقال: المرآة في يدك. فقال: الشاهد يرى ما لا يرى الحاضر. ودخل يوماً على ابن الفرات فقال: أيها الوزير، عندنا كلاب ما تدعنا ننام. قال: لعلهم جرى. قال: لا والله، ألا كل كلب مثلي ومثلك. وقيل: كان يدعو ويقول: حسبي الله وأنبياؤه وملائكته. اللهم أعد من بركة دعائنا على أهل القصور في قصورهم، وعلى أهل الكنائس في كنائسهم. وفرغ مرة من الأكل فقال: الحمد لله الذي لا يحلف بأعظم منه. ونزل مع الوزير الخاقاني في المركب وبيده بطيخة كافور، فبصق في وجه الوزير وألقى البطيخة في دجلة. ثم أخذ يعتذر قال: أردت أن أبصق في وجهك وألقي البطيخة في الماء،) فغلطت. فقال: كذا فعلت يا جاهل. ومع هذا كان سعيداً متمولاً محظوظاً. قال أبو علي التنوخي في نشواره: سمعت الأمير جعفر بن ورقاء

(23/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 368
يقول: اجتزت بابن الجصاص، وكان بيننا مصاهرة، فرأيته على روشن داره وهو حاف حاسر، يعدو كالمجنون، فلما رآني استحيا، فقلت: ويلك ما لك فقال: يحق لي أن يذهب عقلي، وقد أخذوا مني كذا وكذا أمراً عظيماً. فقلت مسلياً له: ما سلم لك يكفي. وإنما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فأصبر حتى أواقفك، أنك غني. قال: هات. فقال: أليس دارك هذه بفرشها وآلاتها لك وعقارك بالكرخ وضياعك فما زلت أحاسبه إلى أن بلغ قيمة ما بقي له سبعمائة ألف دينار. ثم قلت: وأصدقني عما سلم لك من الجوهر والعبيد والخيل وغير ذلك. فحسبنا ذلك، فإذا هو بقيمة ثلاثمائة ألف دينار أخرى، فقلت: فمن ببغداد مثلك اليوم وجاهك قائم فسجد لله وبكى، وقال: قد أنقذني الله بك. ما عزاني أحد أنفع منك، وما أكلت شيئاً منذ ثلاث، وأحب أن تقيم عندي لنأكل ونتحدث. فقلت: أفعل. فأقمت يومي عنده. قال التنوخي: وكنت اجتمعت مع أبي علي والد أبي عبد الله ابن الجصاص فسألته عما يحكى عن أبيه من أن الإمام قرأ: ولا الضالين فقال: إي لعمري بدل آمين. وإنه أراد أن يقب رأس الوزير الخاقاني، فقال: إن فيه دهناً.

(23/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 369
فقال: لو كان فيه خرا لقبلته. ومثل وصفه مصحفاً عتيقاً فقال: كسروياً. فقال: غالبه كذب، وما كانت فيه سلامة تخرجه إلى هذا. ما كان إلا من أدهى الناس. ولكنه كان يطلق بحضرة الوزير قريباً من ذلك لسلامة طبع كان فيه، ولأنه كان يحب أن يصور نفسه عندهم بصورة الأبله لتأمنه الوزراء لكثرة خلوته بالخلفاء. فأنا أحدثك عنه بحديث تعلم أنه في غاية الحزم. ثم قال: حدثني أبي أن ابن الفرات لما ولي الوزارة، قال: فقصدني قصداً قبيحاً لشيء كان في) نفسه علي وبالغ، وتلطفت معه بكل طريق. وكان عندي سبعة آلاف ألف دينار عيناً وجوهراً سوى غيرها. ففكرت في أمري، فوقع لي الرأي في الليل في الثلث الأخير. فركبت في الحال إلى داره، فدققت فقال البوابون: ليس هذا وقت وصول، والوزير نائم. فقلت: عرفوا الحجاب أني حضرت في مهم. فعرفوهم، فخرج إلي أحدهم فقال: إنه إلى الساعة لم ينتبه. فقلت: لا، الأمر أهم من ذلك فنبهه. فدخل ثم خرج فأدخلني إليه وهو على سرير، وحوله نحو خمسين نفساً، كأنهم حظفة، وقد قاموا وهو جالس مرتاعاً، ظن أن حادثة حدثت، فرفعني وقال: ما الأمر فقلت: خير، ما حدث شيء، ولا جئت إلا في أمر يخصني. فسكن وصرف من حوله، وقال: هات. فقلت: أيها الوزير، إنك قصدتني أقبحقصد، وشرعت في هلاكي بإزالة نعمتي، ولعمري، إني أسأت في خدمتك. وقد كان في بعض هذا التقويم بلاغ

(23/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 370
عندي. وقد جهلت في استصلاحك، فلم يغن شيء. وليس شيء أضعف من الهر، وإذا عاث في دكان الفامي فظفر به ولزه وثب عليه وخمشه. ولست أضعف من السنور، وقد جعلت هذا الكلام عذراً. فإن صلحت لي وإلا فعلي وعلي. وعقدت الأيمان لأقصدن الخليفة الآن وأحمل إليه من خزانتي ألفي ألف دينار وأقول: سلم ابن الفرات إلى فلان ووله الوزارة. فيخدمني ويرجع تدبير أموره إلي، فأسلمك إليه، فيعذبك حتى يأخذ منك الألفي ألف. وأنت تعلم أن حالك يفي بها، ويعظم قدري بعزلي وزيراً وتقليدي آخر. فلما سمع هذا، قال: يا عدو الله، وتستحل هذا فقلت: إن أحوجتني إلى هذا، وإلا فاحلف لي الساعة على معاملتي بكل جميل، ولا تبغ لي الغوائل. وقال: وتحلف لي أنت أيضاً على مثل ذلك، وعلى حسن الطاعة والمؤازرة. فقلت: أفعل. فقال: لعنك الله، فما أنت إلا إبليس. والله لقد سحرتني. واستدعى دواة، وعملنا نسخة اليمين، وأحلفته بها أولاً، ثم حلفت له.) فقال: يا أبا عبد الله، لقد عظمت في نفسي، والله ما كان المقتدر يفرق بين كفايتي وموقعي، وبين أصغر كتابي مع الذهب، فاكتم ما جرى. فقلت: سبحان الله. فقال: إذا كان غداً فتعال ما أعاملك به.

(23/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 371
فنهضت، فقال: يا غلمان بأسركم بين يدي أبي عبد الله. فعدت إلى داري وما طلع الفجر. ثم قال لي ابنه أبو علي: هذا فعل من يحكى عنه تلك الحكايات فقلت: لا. والله أعلم.

(23/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 372
4 (أحداث سنة ست عشرة وثلاثمائة)

4 (ذكر استباحة القرمطي الرحبة)
في أولها دخل أبو طاهر القرمطي الرحبة بالسيف واستباحها.
4 (ذكر أمان أهل قرقيسيا)
وبعث أهل قرقيسيا يطلبون الأمان فأمنهم.
4 (ذكر ارتداد القرمطي عن الرقة)
وقصد الرقة وهو في تسعمائة فارس وثلاثمائة راجل، فقتل فيها جماعة بالربض، ودفعه أهلها عنها: فسار مؤنس من بغداد إلى الرقة فأتاها بعد انصراف أبي طاهر.

(23/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 373
4 (ذكر انصراف القرمطي عن الكوفة)
ثم أتى هيت، فرموه بالحجارة، فقتلوا أبا الرواد من خواص أصحابه، فسار إلى الكوفة، فنهض نصر الحاجب بالعساكر ورآه، فمرض نصر. فاستخلف أحمد بن كيغلغ وبعث معه بالجيش فانصرف القرمطي قبل أن يلقاه. ومات نصر في رمضان وحمل إلى بغداد.
4 (ذكر وزارة ابن مقلة)
واستعفى علي بن عيسى من الوزارة، فاستوزر أبو علي بن مقلة الكاتب.
4 (ذكر بناء القرمطي دار الهجرة والدعوة إلى المهدي)
ورجع القرمطي فبنى داراً سماها دار الهجرة، ودعا إلى المهدي، وتفاقم الأمر، وكثر أتباعه، وبث السرايا، فهرب عمال الكوفة عنها، فسار هارون بن غريب إلى واسط، فظفر بسرية لهم) فقتلهم، وبعث إلى بغداد بأسارى وبمائة وسبعين رأساً وأعلام بيض منكسة عليها مكتوب: ونريد أن نمن على الذين

(23/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 374
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ففرح الناس واطمأنوا.
4 (ذكر الوحشة بين المقتدر ومؤنس)
وفيها وقعت الوحشة بين المقتدر ومؤنس، ووقع الكلام بأن هارون بن غريب يتولى إمرة الأمراء، فكتب أخصاء مؤنس إليه إلى الرقة بذلك، فقدم بغداد في آخر السنة ولم يأت إلى المقتدر، فبعث إليه ولده والوزير ابن مقلة، فوصفا شوق المقتدر إليه، فاعتل بعلة، وظهرت الوحشة بينه وبين المقتدر، فأقام هارون منابذاً لمؤنس، وجعلت الرسل تتردد بين المقتدر ومؤنس.
4 (ذكر امتناع الحج)
ولم يحج أحد في هذه السنة خوفاً من القرامطة.
4 (ذكر دخول الروم خلاط)
وأما الروم فإن الدمستق لعنه الله، سار في ثلاثمائة ألف على ما قرأت في تاريخ عتيق، فقصد ناحية خلاط وبدليس فقتل وسبى: ثم صالحه أهل خلاط على قطيعة، وهي عشرة آلاف دينار، وأخرج المنبر من جامعها وجعل مكانه الصليب. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

(23/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 375
4 (أحداث سنة سبع عشرة وثلاثمائة.)

4 (ذكر فتنة خلع المقتدر وخلافة القاهرة)
قال ثابت بن سنان: في ثامن المحرم، خرج مؤنس إلى باب الشماسية ومعه سائر الجيش، وركب نازوك الوالي في جيشه من داره، وخرج أبو الهيجاء بن حمدان أيضاً إلى مؤنس، فشحن المقتدر داره ومعه هارون بن غريب، وأحمد بن كيغلغ، وحاشية. فلما كان آخر النهار انفض أكثر من في دار الخلافة من الرجالة إلى مؤنس. وراسل مؤنس المقتدر بأن الجيش عاتب منكر لما يصرف من الذهب إلى الحرم والخدم، وأنهم يطلبون إخراج الحرم والخدم من دار الخلافة وإبعادهم. فكتب إليه رقعة بخطه: أمتعني الله بك، ولا أخلاني منك، ولا أراني فيك سوءاً. إني تأملت الحال فوجدت الأولياء الذين خرجوا لم يريدوا إلا صيانة نفسي وإعزاز أمري، فبارك الله) عليهم. فأما أنت يا أبا الحسن المظفر، لا خلوت منك، فشيخي وكبيري. وذكر فصلاً طويلاً في الخضوع له، إلى أن قال: وقيل هذا وبعده فلي في أعناقهم بيعة مؤكدة، ومن بايعني بايع الله، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وعهد الله نكث ولي عليكم نعم وصنائع، وآمل أن تعترفوا بها لا تكفروها. فلما وقفوا على الورقة عدلوا إلى مطالبته بإخراج هارون عن بغداد، فأجابهم إلى ذلك وقلده الثغور، وخرج من يومه.

(23/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 376
ودخل في عاشر محرم مؤنس والجيش، فأرجف بالمقتدر أراجيف شديدة. ثم اتفق مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك على خلعه، فخرج مؤنس في ثاني عشر محرم إلى الشماسية في الأمراء والجنود. وفي رابع عشر جاؤوا إلى دار الخلافة، فهرب الحاجب مظفر، والوزير ابن مقلة، والحشم، ودخل مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك، وحصل الجيش كله في دار الخليفة، وأخرج المقتدر بعد العشاء ووالدته وخاله وحرمه إلى دار مؤنس. ودخل هارون من قطربل فاختفى ببغداد، فأحضروا محمد بن المعتضد من الحريم، وكان محبوساً، فوصل في الثلث الأخير، وبايعه مؤنس والأمراء، ولقب بالقاهر بالله. وكان علي بن عيسى محبوساً فأطلق إلى بيته، وقلدوا أبا علي بن مقلة وزارة القاهرة بالله، وقلدوا نازوك الحجابة والشرطة، وقلد أبو الهيجاء إمرة الدينور، وهمدان، ونهاوند، مما بيده من الجزيرة والموصل.

(23/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 377
ووقع النهب في دار السلطان وبغداد، ونهب لأم المقتدر ستمائة ألف دينار، وأشهد المقتدر على نفسه بالخلع، وذلك يوم السبت.
4 (ذكر عودة المقتدر إلى الخلافة)
وجلس القاهر يوم الأحد، وكتب الوزير عنه إلى البلاد، وعمل الناس الموكب يوم الاثنين، فامتلأت دهاليز الدار بالعسكر، فطلبوا رزق البيعة ورزق سنة. ولم يأت مونس يومئذ إلى الدار، فارتفعت أصوات الرجالة، فخاف نازوك أن يتم ققتال، فهجم الرجالة، فلم يكفهم أحد، فقتلوا نازوك وخادمه عجيباً وصاحوا: المقتدر يا منصور. فتهارب من في الدار حتى الوزراء والحجاب. وصاروا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر ليردوه إلى الخلافة، وأغلق بعضهم باب دار الخلافة) لأنهم كانوا كلهم خدم المقتدر، فأراد أبو الهيجاء الخروجد، فتعلق به القاهر وقال: تسلمني وتخرج فداخلته الحمية فقال: لا والله. ورجع معه فدخلا الفردوس، وخرجا إلى الرحبة التي يسلك منها إلى باب النوبي. ونزع أبو الهيجاء وأخذ جبة صوف، وذهب على فرسه. فوقف القاهر مع خدم له، فعاد إليه أبو الهيجاء، فأخبره بقتل نازوك.

(23/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 378
مقتل أبي الهيجاء بن حمدان وسدت المسالك على أبي الهيجاء والقاهر فرجعا إلى الدار يتسللون، وبقي من خدم المقتدر جماعة بالسيوف، فخافهم أبو الهيجاء، فثبتوا فرجع القهقرى ودخل بيتاً. فجاء خماجور، وشتم أبا الهيجاء الغلمان، فغضب وخرج كالجمل الهائج وصاح: يال تغلب، أأقتل بين الحيطان أين الكميت أين الدهماء فرماه خماجور بسهم في ثديه، ثم رماه آخر فأصاب ترقوته. وآخر في فخذه، فنزع عنه الأسهم، وقتل واحداً منهم. وكان مع خماجور، أسودان فبادرا إلى أبي الهيجاء، فحز أحدهما رأسه. وأما أولئك فإنهم حملوا المقتدر على أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة، فقال: ما فعل أبو الهيجاء فجاءوا برأسه إلى المقتدر، فقال: من قتله قالوا: لا ندري. فاسترجع وتأسف عليه. ثم سمع ضجةً، وجاءه خادم يعدو فقال: هذا محمد القاهر قد أخذ. فجيء به فأجلس بين يديه، فاستدناه وقبل جبينه، وقال له: أنت والله لا ذنب بك. هذا والقاهر ويبكي ويقول: الله الله يا أمير المؤمنين في نفسي. فقال: والله لا جرى عليك مني سوء أبداً. فطب نفساً. وطيف برأس نازوك ورأس أبي الهيجاء ببغداد، ونودي: هذا جزاء من

(23/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 379
عصى مولاه وكفر نعمته. فسكن الناس. وعاد الوزير فكتب إلى الأقاليم بعود الخلافة إلى المقتدر. وقيل: إن الذي قتل نازوكاً سعيد ومظفر من شطار بغداد. ثم أتى مؤنس وبايع المقتدر هو والقواد والقضاة. وقيل: إن المقتدر لما أحيط به ورأى الغلبة نشر المصحف وقال: أنا فاعل ما فعل عثمان رضي الله عنه، ولا أنزع قميصاً ألبسنيه الله.) ولما رجع إليه ملكه بذل الأموال في الجند حتى أنفذ الخزائن، وباع ضياعاً وأمتعة وتمم عطاءهم. وبيعت ضياع بختيشوع بالثمن اليسير. قال ثابت بن سنان: كان قد وصل إلى الطبيب بختيشوع في مدة خدمته للرشيد ستة وخمسون ألف ألف درهم من الرشيد والبرامكة.
4 (ذكر ولاية ابن غريب الجبل)
وظهر هارون بن غريب ودخل على مؤنس وسلم عليه وقلد الجبل، فخرج إلى عمله.
4 (ذكر تقليد ابني رائق شرطة بغداد)
وقلد المقتدر إبراهيم ومحمد ابني رائق شرطة بغداد.

(23/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 380
4 (ذكر تقليد ابن ياقوت الحجابة)
وقلد مظفر بن ياقوت الحجابة.
4 (ذكر موت ثمل)
وفي رجب ماتت ثمل القهرمانة.
4 (ذكر دخول القرمطي مكة واقتلاع الحجر الأسود)
وفيها سير المقتدر الركب مع منصور الديلمي، فوصلوا إلى مكة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي، فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلاً ذريعاً وفي فجاج مكة وفي داخل البيت، وقتل ابن محارب أمير مكة، وعرى البيت، وقلع بابه، واقتلع الحجر الأسود فأخذه. وطرح القتلى في بئر زمزم ورجع إلى بلاد هجر ومعه الحجر الأسود. وامتلأت فجاج مكة بالقتلى. وقال أبو بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي في تاريخه: إن أبا طاهر سليمان حسن القرمطي صاحب البحرين دخل مكة في سبعمائة رجل، فقتلوا في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء وهم يتعلقون بأستار الكعبة. وردم منهم ببئر زمزم، وصعد على باب الكعبة، واستقبل الناس وهو يقول:

(23/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 381
(أنا بالله وبالله أنا .......... يخلق الخلق وأفنيهم أنا)
وقتل في سكة مكة وشعابها زهاء ثلاثين ألفاً، وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك. وأقام بمكة ستة أيام، وأوقع بهم في سابع ذي الحجة. ولم يقف أحد تلك السنة وقفةً، فرماه الله في جسده) وطال عذابه حتى تقطعت أوصاله. قال محمود الإصبهاني: دخل رجل من القرامطة وهو سكران فصفر لفرسه، فبال عند البيت وقتل جماعة. ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم قلعه. وأقام القرمطي بمكة أحد عشر يوماً، ثم رحلوا وبقي الحجر الأسود عندهم نحو عشرين سنة. وقيل: هلك تحته إلى هجر أربعون جملاً. فلما أعيد إلى مكة حمل على قعود هزيل فسمن. وكان بجكم التركي قد دفع فيه خمسين ألف دينار فلم يردوه وقالوا: أخذناه بأمر ما نرده إلا بأمر. وقيل: إن الذي اقتلعه صاح: يا حمير أنتم قلتم: ومن دخله كان آمناً. فأين الأمن

(23/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 382
قال رجل: فلويت رأس فرسه واستسلمت للقتل وقلت له: اسمع إن الله أراد ومن دخله فأمنوه. فلوى رأس فرسه وخرج ما كلمني.
4 (ذكر رواية السمناني عن القرمطي)
وقد غلط السمناني فقال في تاريخه: الذي قلع الحجر الأسود أبو سعيد الجناني. وإنما هو ابنه. وكان ابن أبي الساج قبل ذلك بزمان قد نزل على أبي سعيد فأكرمه. فلما جاء لقتاله أرسل إليه يقول، أعني ابن أبي ساج: لك علي حق قديم، وأنت في قلة وأنا في كثرة، فانصرف راشداً. وكان مع ابن أبي الساج ثلاثون ألفاً، ومع أبي سعيد خمسمائة فارس، وبينهما النهر. فقال أبو سعيد للرسول: كم مع صاحبكم قال: ثلاثون ألفاً. قال: ما معه ولا ثلاثة. ثم دعا بعبد أسود فقال له: خرق بطنك بهذه السكين. فأتلف نفسه. وقال لآخر: غرق نفسك في هذا النهر ففعل. وقال لآخر: اصعد على هذا الحائط وألق نفسك على دماغك ففعل. ثم قال للرسول: إن كان معه من يفعل مثل هذا وإلا فما معه أحد. ثم ذكر السمناني خرافات لا تصح.
4 (ذكر رواية القليوبي عن الحجر الأسود)
) ونقل القليوبي، وهو ضعيف، أن القرمطي باع الحجر السود من المقتدر بثلاثين ألف دينار، ولم يصح هذا ولا وقع. قال: فقال للشهود: من أين تعلمون أنه الحجر

(23/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 383
فقال عبد الله بن عليم المسيب: أن يشرف على الماء ولا تسخنه النار. فأحضر الجناني طستاً وملأه ماءً ووضع الحجر، فطفا على الماء. وأوقد عليه النار فلم يحم بها. فأخذه ابن عليم وقبله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود. فتعجب الجناني وقال: هذا دين مضبوط. ثم رد الحجر إلى مكة أيام المقتدر. كذا قال، وغلط. إنما رد إلى مكانه في خلافة المطيع لله. وقال محمد بن الربيع بن سليمان: كنت بمكة سنة القرمطي، فصعد رجل ليقلع الميزاب وأنا أراه، فعيل صبري وقلت: يا رب ما أحلمك وتزلزلت. قال: فسقط الرجل على دماغه فمات.
4 (ذكر ولاية ابن طغج دمشق)
وفيها خرج محمد بن طغج أمير الجوف سراً من تكين أمير مصر، فلحق بالشام وولي دمشق. وبعث تكين خلفه فلم يلحق.
4 (ذكر ولاية ابن يوسف قضاء القضاة)
وفيها خلع المقتدر على أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وقلد قضاء القضاة.

(23/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 384
4 (ذكر الفتنة في تفسير آية)
وهاجت ببغداد فتنة كبرى بسبب قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً، فقالت الحنابلة: معناه يقعده الله على عرشه كما فسره مجاهد. وقال غيرهم من العلماء: بل هي الشفاعة العظمى كما صح في الحديث. ودام الخصام والشتم واقتتلوا، حتى قتل جماعة كبيرة. نقله الملك المؤيد، رحمه الله.
4 (ذكر تعظيم ابن محرم للحجر الأسود)
وقال المراغي: حدثني أبو عبد الله بن محرم، وكان رسول المقتدر إلى القرمطي، قال: سألت القرمطي بعد مناظرات جرت بيني وبينه في استحلاله ما استحل من الدماء وعن الحجر الأسود. فأمر بإحضاره، فأحضر في سفط مبطن بالديباج. فلما برز لي كبرت وقلت إيماناً) وتصديقاً: هذا هو الحجر بكل ريب. قال: ورأيتهم من تعظيمه وتنزيهه وتشريفه والتبريك به على حالة كبيرة.
4 (ذكر الخلاف بين أمير خراسان وإخوته)
وفيها خالف نصر بن أحمد بن إسماعيل أمير خراسان إخوته أبو إسحاق، وأبو زكريا، وأبو صالح، فأعمل الحيلة حتى عادوا إلى طاعته ووانسهم ثم سقى الأكبر سماً في كوز فقاعٍ فمات، وحبس الآخرين فهرب أحدهما إلى الري واستأمن إلى مرداوين فأكرمه، وخنق نصر الآخر.
4 (ذكر شعر القرمطي)
وأما ما كان من خبر الحجاج، فإنه قتل من قتل منهم بمكة، ولم يتم لهم حج. وتجمع من بقي وتوصلوا إلى مصر.

(23/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 385
ولم يفلح أبو طاهر القرمطي بعدها، وتقطع جسده بالجدري. ومن شعره:
(أغركم مني رجوعي إلى هجر .......... فعما قليل سوف يأتيكم الخبر)

(إذا طلع المريخ من أرض بابلٍ .......... وقارنه كيوان فالحذر الحذر)

(فمن مبلغ أهل العراق رسالةً .......... بأني أن المرهوب في البدو والحضر)

(أنا صاحب الأنبار يوم ديارها .......... ويوم عقر قوقاً فمن منكم حضر)

(فوالله لولا التغلبي ورأيه .......... لغادركم أمثال نخل قد انعقر)

(فذاك أبو الهيجاء أشجع من مشى .......... على الأرض أو لاث العمائم واعتجر)

(وأصبح هذا الناس كالشاء ما لهم .......... زعيم ولا فيهم لأنفسهم نظر)

(فيا ويلهم من وقعةٍ بعد وقعةٍ .......... يساقون سوق الشاء للذبح والبقر)

(شأضرب خيلي نحو مصر وبرقةٍ .......... إلى قيروان الترك والروم والخزر)

(أكيلهم بالسف حتى أبيدهم .......... فلا أبق منهم نسل أنثى ولا ذكر)

(أنا الداعي المهدي لا شك غيره .......... أنا الضيغم الضرغام والفارس الذكر)

(أعمر حتى يأتي عيسى بن مريم .......... فيحمد آثاري وأرضى بما أمر)

(ولكنه حتم علينا مقدر .......... فنفنى ويبقى خالق الخلق والبشر)

4 (ذكر من قتل بيد القرامطة)
) وممن قتله القرامطة: عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير، أبو بكر الرهاوي. روى عن أبيه، وغيره. وعنه أبو الحسين الرازي والد تمام، وغيره. وكان علي بن بابويه الصوفي يطوف بالبيت والسيوف تنوشه وهو ينشد:
(ترى المحبين صرعى في ديارهم .......... كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا)

(23/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 386
4 (ذكر نازوك)
كان شجاعاً فاتكاً، غلب على الأمر وتصرف في الدولة. وعلم مؤنس الخادم أنه حتى وافقه على خلع المقتدر زاد تحكمه، فأجابه ظاهراً، وواطأ فيما قيل البرددارية على قتله. وكان له أكثر من ثلاثمائة مملوك.
4 (ذكر خوف أهل الثغور من الروم)
وأما نواحي مملكة الروم فكان بها الخوف والوجل ما لا مزيد عليه، وجنح أهل الثغور إلى ملاطفة النصارى وبذل الأتاوة لهم، وركنوا إلى تسليم بلد سميساط وغيرها. فلله الأمر.

(23/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 387
4 (أحداث سنة ثمان عشرة)

4 (ذكر تقليد ابن ياقوت شرطة بغداد)
في المحرم صرف المقتدر ابني رائق عن الشرطة، وقلدها أبا بكر محمد بن ياقوت.
4 (ذكر ريح عظيمة ببغداد)
وفي ربيع الآخر هبت ريح عظيمة حملت رملاً أحمر قيل: إنه من جبل زرود، فامتلأت به أزقة بغداد والأسطحة.
4 (ذكر القبض على ابن مقلة)
وفيها قبض المقتدر على الوزير أبي علي بن مقلة، وأحرقت داره، وكانت عظيمة قد ظلم الناس في عمارتها. وعز على مؤنس حيث لم يشاوره الخليفة.

(23/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 388
4 (ذكر وزارة ابن مخلد)
ثم استوزر سليمان بن الحسن بن مخلد، فكان لا يصدر عن أمر حتى يشاور علي بن عيسى.
4 (ذكر حج ركب العراق)
وفيها حج ركب العراق.
4 (ذكر الوباء المهول)
) وكان بها وباء مهول.
4 (ذكر هزيمة الروم)
وفيها جاءت الأخبار بأن الأمير مفلحاً الساجي هزم جيشاً من الروم، وفرح الناس.

(23/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 389
4 (أحداث سنة تسع عشرة)

4 (ذكر القبض على الوزير سليمان بن الحسن)
فيها قبض المقتدر على الوزير سليمان بن الحسن، وكان قد أضاق إضاقة شديدة. وكانت وزارته سنة وشهرين.
4 (ذكر وزارة الكلوذاني)
وكان المقتدر يميل إلى وزارة الحسين بن قاسم، فلم يمكنه مؤنس، وأشار بأبي القاسم عبيد الله بن محمد الكلوذاني. فاستوزره مع مشاورة علي بن عيسى في الأمور.
4 (ذكر الوقعة بين ابن غريب ومرداويج)
وفيها كانت وقعة بين هارون بن غريب وبين مرداويج الديلمي بنواحي همدان. فانهزم هارون، وملك الديلمي الجبل الأسود بأسره إلى حلوان.

(23/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 390
4 (ذكر وزارة الحسين بن القاسم)
وفيها عزل الكلوذاني واستوزر الحسين بن القاسم بن عبيد الله لأنه كتب إلى المقتدر، وهو على حاجة: أنا أقول بالنفقات وزيادة ألف ألف دينار كل سنة. وكانت وزارة الكلوذاني شهرين.
4 (ذكر الوحشة بين مؤنس والمقتدر)
وفي ذي الحجة استوحش مؤنس من المقتدر لأنه بلغه اجتماع الوزير والقواد على العمل على مؤنس. فعزم خواصه على كبس الوزير، فعلم، فتغيب عن داره. وطلب مؤنس من المقتدر عزل الوزير فعزله. فقال: انفيه إلى عمان. فامتنع المقتدر. وأوقع الوزير في ذهن المقتدر أن مؤنساً يريد أن يأخذ الأمير أبا العباس من داره ويذهب به إلى الشام ومصر، ويعقد له بالخلافة هناك. ثم كتب الحسين الوزير يستحث هارون بن غريب على المجيء، وكتب إلى محمد بن ياقوت، وكان بالأهواز، أن يسرع الحضور. فصح عند مؤنس أن الوزير يدبر عليه، فخرج إلى الشماسية بأصحابه، وكتب إلى المقتدر: إن مفلحاً) الأسود مطابق

(23/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 391
للحسين، وإن نفسي لا تسكن حتى تبعث إلي بمفلح فاقلده أجل الأعمال ويخرج إليها. فأجابه المقتدر: إن مفلحاً خادم يوثق بخدمته، ولم يدخل فيما توهمت. فلما سمع مؤنس هذا، وأن الوزير ينفق في الرجال، وأن هارون قد قرب من بغداد، أظهر الغضب وخرج إلى الموصل، فلحق به أصحابه، فقبض الوزير على حواصله وأملاكه. وهنى الوزير بذهاب مؤنس، وزاد محله عند المقتدر، ولقبه عميد الدولة. وكتب ذلك على الدينار والدرهم.
4 (ذكر انتصار مؤنس ودخوله الموصل)
وكتب الوزير إلى داود وسعيد ابن حمدان، والحسن بن عبد الله بن حمدان بمحاربة مؤنس، فتعبوا في ثلاثين ألفاً، وكان مؤنس في ثمانمائة، فنصر عليهم وهزمهم، وملك الموصل في صفر سنة عشرين.
4 (ذكر هرب أهل الكوفة من القرمطي)
وفيها نزل القرمطي الكوفة، فهرب أهلها إلى بغداد.
4 (ذكر دخولهم الديلم الدينور)
وفيها دخلت الديلم فقتلوا وسبوا، فجاء من هرب إلى بغداد ورفعوا المصاحف على القضب، واستغاثوا يوم الأضحى وساعدهم الغوغاء، وسبوا

(23/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 392
المقتدر وأغلقوا الأسواق خوفاً من هجوم القرمطي.
4 (ذكر ولاية المعز)
وفيها ولد أبو تميم المعز رابع خلفاء مصر الذي بنى القاهرة.
4 (ذكر امتناع ركب العراق)
ولم يحج في هذه السنة ركب العراق.
4 (ذكر غزوة والي طرسوس في الروم)
وورد الخبر بأن ثمل والي طرسوس غزا الروم، فعبروا نهراً ثم وقع عليهم ثلج عظيم. ثم التقوا جيش الروم عليهم ستة بطارقة، فنصروا عليهم، وقتل خمسمائة علج من الروم، وأسر ثلاثة آلاف.)
4 (ذكر نجدة ابن حمدان لأهل ملطية وسميساط)
ثم تناخت الملاعين ونالوا من المسلمين، وقتلوا خلقاً وأسروا آخرين. وسار إلى نجدة أهل ملطية وسميساط سعيد بن حمدان، فكشف عنها ودخل غارباً في بلاد الروم.
4 (ذكر دخول والي طرسوس عمورية)
ثم سار متولي طرسوس ونسيم الخادم لغزو الصائفة في اثني عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل حتى بلغوا عمورية ودخلوها. ثم أوغلوا في بلاد

(23/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 393
الروم، فغنموا وسبوا نحواً من عشرة آلاف من الرقيق، وقتلوا خلقاً. وأقاموا في الغزاة ثلاثة أشهر.
4 (ذكر الوباء ببغداد)
وفيها كان الوباء المفرط ببغداد، حتى كان يدفن في القبر الواحد جماعة.

(23/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 394
4 (أحداث سنة عشرين وثلاثمائة)

4 (ذكر وزارة ابن الفرات)
وفيها عزل الحسين بن القاسم من الوزارة واستوزر أبو الفتح بن الفرات.
4 (ذكر ولاية مرداويج الديلمي)
وفيها بعث العهد واللواء لمرداويج الديلمي على إمرة أذربيجان، وأرمينية، وأران، وقم، ونهاوند، وسبجستان.
4 (ذكر انتهاب الجند دور ابن الفرات)
وفيها نهب الجند دور الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات، فهرب إلى طيار له في الشط، فأحرق الجند الطيارات. وصخم الهاشمهيون وجوههم وصاحوا: الجوع الجوع. وكان قد اشتد الغلاء، لأن القرمطي ومؤنساً منعوا الغلات من النواحي أن تصل.

(23/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 395
4 (ذكر امتناع ركب العراق)
ولم يحج ركب العراق.
4 (ذكر مقتل الخليفة المقتدر)
وفي صفر غلب مؤنس على الموصل فتسلل إليه الجند والفرسان من بغداد، وأقام بالموصل أشهراً. ثم تهيأ المقتدر وأخرج المخيم إلى الشماسية، وجعل يزكاً على سامراء ألف فارس مع أبي العلاء سعيد بن حمدان. وأقبل مؤنس في جمع كثير، فلما قارب عكبرا اجتهد المقتدر) بهارون بن غريب أن يحارب مؤنساً، فامتنع واحتج بأن أصحابه مع مؤنس في الباطن ولا يثق بهم. وقيل: أنه عسكر هارون وابن ياقوت وابنا رائق وصافي الحرمي ومفلح بباب الشماسية، وانضموا إلى المقتدر، فقالوا له: إن الرجال لا يقاتلون إلا بالمال، وإن أخرجت الأموال أسرع إليك رجال مؤنس وتركوه. وسألوه مائتي ألف دينار، فأمر بجمع الطيارات لينحدر بأولاده وحرمه وأمه وخاصته إلى واسط، ويستنجد منها ومن البصرة والأهواز على مؤنس. فقال له محمد بن ياقوت: إتق الله في المسلمين ولا تسلم بغداد بلا حرب، وإنك إذا وقفت في المصاف أحجم رجال مؤنس عن قتالك. فقال: أنت رسول إبليس. فلما أصبحوا ركب في الأمراء والخاصة وعليه البردة وبيده القضيب، والقراء حواله، والمصاحف منشورة، وخلفه الوزير الفضل بن جعفر، فشق بغداد إلى الشماسية، والخلق يدعون له. وأقبل مؤنس في جيشه ووقع القتال. فوقف المقتدر على تل، ثم جاء إليه ابن ياقوت وأبو العلاء فقالا: تقدم، فإذا رآك أصحاب مؤنس استأمنوا. فلم يبرح، فألح عليه القواد بالتقدم، فتقدم وهم

(23/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 396
يستدرجونه حتى أوقعوه في وسط الحرب في طائفة يسيرة، وقد قدم الجمهور بين يديه يقاتلون، فانكشف أصحابه وأسر منهم جماعة، وأبلى محمد بن ياقوت وهارون بلاءً حسناً. وكان معظم جند مؤنس البربر، فبينا المقتدر واقف قد انكشف أصحابه رآه علي بن بليق فعرفه، فترجل وقال: يا مولاي أمير المؤمنين. وقبل الأرض، فوافى جماعة من البربر إلى المقتدر فضربه رجل منهم من خلفه ضربةً سقط إلى الأرض، فقال له: ويلك أنا الخليفة. فقال: أنت المطلوب. وذبحه بالسيف وشيل رأسه على رمح، ثم سلب ما عليه، وبقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش. ثم حفر له في الموضع ودفن وعفي أثره. وبات مؤنس بالشماسية.
4 (ذكر رواية الصولي عن مقتل المقتدر)
وقال الصولي: لما كان يوم الأربعاء لثلاثٍ بقين من شوال ركب المقتدر وعليه قباء فضي وعمامة سوداء وعلى كتفه البردة وبيده القضيب والمصاحف منشورة. وكان وزيره قد اخذ له طالعاً، فقال له المقتدر: أي وقت هو قال: وقت الزوال. فتطير وهم بالرجوع، فأشرقت خيل) مؤنس وبليق، ونشبت الحرب، وتفرق عن المقتدر أصحابه وقتله البربري.

(23/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 397
وقيل: كان غلاماً لبليق، وكان رجلاً شجاعاً تعجب الناس منه يومئذ مما فعل من صناعات الفروسية من اللعب بالرمح والسيف. ثم حمل على المقتدر وضربه بحربةٍ أخرجها من ظهره، فصاح الناس عليه، فساق نحو دار الخلافة ليخرج القاهر، فصادفه حمل شوك فزحمه وهو يسوق حمل الشوك إلى قنار لحام، فعلقه كلاب، وخرج الفرس في مشواره من تحته فمات. فحطه الناس وأحرقوه بالحمل الشوك.
4 (ذكر إسراف المقتدر)
واستخلف المقتدر خمساً وعشرين سنة إلا بضعة عشر يوماً. وكان النساء قد غلبن عليه. وكان سخياً مبذراً يصرف في السنة للحج أكثر من ثلاثمائة ألف دينار. وكان داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الصقالبة الروم والسود. وأخرج جميع جواهر الخلافة ونفائسها على النساء ومحقه. وأعطى بعض حظاياه الدرة اليتيمة وكان وزنها ثلاثة مثاقيل. وأخذت زيدان القهرمانة سبحة جوهر لم ير مثلها، هذا مع ما ضيع من الذهب والمسك والأشياء المفتخرة. قيل إنه فرق ستين حباً من الصيني ملاء بالغالية التي غرم عليها ما لا يحصى. وقال الصولي: كان المقتدر يفرق يوم عرفة من الإبل والبقر أربعين ألف

(23/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 398
رأس، ومن الغنم خمسين ألفاً. ويقال: إنه أتلف من المال ثمانين ألف ألف دينار. وكان في داره عشرة آلاف خادم من الصقالبة وأتلف نفسه بيده وبسوء تدبيره. وخلف من الأولاد محمداً الراضي، وإبراهيم المتقي، وإسحاق والد القادر، والمطيع، وعبد الواحد، وعباساً، وهارون، وعلياً، وعيسى، وموسى، وأبا العباس. وكان طبيبه ثابت بن سنان، وابن بختيشوع. وقال ثابت بن سنان الطيب: إن المقتدر أتلف نيفاً وسبعين ألف ألف دينار. وقد وزر للمقتدر، كما قدمنا جماعة.
4 (ذكر خلافة القاهر)
) قال ثابت: لما قتل المقتدر انحدر مؤنس ونزل الشماسية، فقدم إليه رأس المقتدر، فبكى وقال: قتلتموه والله لنقتلن كلنا، فأقل ما يكون أن تظهروا أن ذلك جرى عن غير قصد منكم، وأن تنصبوا في الخلافة ابنه أبا العباس.

(23/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 399
فقال إسحاق بن إسماعيل النوبختي: إسترحنا ممن له أم وخالة وحرم، فتعود إلى تلك الحال وما زال بمؤنس حتى ثنى رأيه عن ابن المقتدر، وعدل إلى القاهر محمد. فأحضر محمد بن المكتفي والقاهر محمد، فقال لمحمد بن المكتفي: تتولى هذا الأمر. فقال: لا حاجة لي فيه، وعمي هذا أحق به. فكلم القاهر فأجاب. فبايعه واستحلفه لنفسه ولبليق ولولده علي بن بليق، ولقب بالقاهر بالله، كما لقب به في سنة سبع عشرة. وكان ربعةً، أسمر، معتدل الجسم، أصهب الشعر، أقنى الأنف.
4 (ذكر تعذيب أم المقتدر وموتها)
وأول ما فعل أن صادر آل المقتدر وعذبهم، وأحضر أم المقتدر وهي مريضة فضربها بيده ضرباً مبرحاً، فلم تظهر من مالها سوى خمسين ألف دينار. وأحضر القضاة وأشهد عليها ببيع أملاكها بعد أن كشفت وجهها ورأوها، فلما عاينوا ما بها من الضر بكوا. وما زال يعذبها حتى ماتت معلقةً بحبل.
4 (ذكر تعذيب القهرمانة)
وضرب أم موسى القهرمانة وعذبها، ووجد عندها أبا العباس بن المقتدر فقبض عليه، وبالغ في الإساءة، فنفرت القلوب عنه.

(23/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 400
4 (ذكر وزارة ابن مقلة)
وكان المقتدر قد نفى ابن مقلة إلى الأهواز، فأحضره القاهر مكرماً واستوزره.
4 (ذكر إهانة مؤنس لشفيع المقتدري)
وفيها ادعى مؤنس أن شفيعاً المقتدري على ملكه، ونادى عليه إهانةً له بسبعين ألف دينار، فاشتري بذلك للقاهر وأعتقه.
4 (ذكر الصلاة على المقتدر)
وذكر المسبحي أن العامة لم تزل تصلي على مصرع المقتدر. وبني في ذلك المكان مسجد.) آخر الوقائع الكائنة في الطبقة الثانية والثلاثين من تاريخ الإسلام ومن خط مؤلفه علقته ولله الحمد والمنة

(23/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 401
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم)

5 (الطبقة الثانية والثلاثون وفيات)

1 (المتوفون في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أبي صالح المروزي. نزيل نيسابور. توفي هو وابن خزيمة في جمعة. سمع: إسحاق الكوسج، وأحمد الدارمي، والذهلي. وعنه: يحيى العنبري، ومحمد بن صالح بن هانئ، وغيرهما. أحمد بن الحارث بن مسكين. أبو بكر المصري. عن: أبيه، وأبي الطاهر بن السرح. ومولده سنة تسع وثلاثين. وكان الطحاوي ينكر حديثه عن أبيه، أي لم يدركه. أحمد بن حفص بن يزيد. أبو بكر، نزيل المعافر. مصري، سمع: عيسى بن حماد، ومحمد بن سلمة المرادي. وكان فاضلاً. روى عنه: ابن يونس، وقال: توفي في ربيع الأول.)

(23/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 402
أحمد بن حمدان بن علي بن سنان. أبو جعفر النيسابوري الحيري الزاهد الحافظ، المجاب الدعوة. سمع: محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن الأزهر. وفي الرحلة: عبد الله بن أبي مسرة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وإسماعيل القاضي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وخلقاً سواهم. وصنف الصحيح على شرط مسلم. روى عنه: ابناه أبو العباس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني، وأبو عمرو محمد شيخ أبي سعد الكنجرودي، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبو علي النيسابوري، وعبد الله بن سعد، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد. قال الحاكم: سمعت ابنه أبا عمرو يقول: لما بلغ أبي من كتاب مسلم إلى حديث محمد بن عباد، عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن أبي بردة، لم يجده عند أحد. فقيل له: الحديث عند أبي يعلى الموصلي، عن محمد. فخرج إليه قاصداً من نيسابور إلى الموصل. وخرج على كبر السن إلى جرجان ليسمع من عمران بن موسى حديث سويد، عن حفص بن ميسرة في تحويل القبلة، فسمعته مع أبي. وسمعت أبي يقول: كلما قال البخاري: قال لي فلان. فهو عرض ومناولة. وكان يحيي الليل، وتوفي قبل ابن خزيمة بأيام. وقال السلمي: صحب أبو جعفر أبا حفص، والشاه بن شجاع، وكان الجنيد يكاتبه.

(23/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 403
وكان أبو عثمان يقول: من أحب أن ينظر إلى سبيل الخائفين فلينظر إلى أبي جعفر بن حمدان. وكان ولداه زاهدين. وكان ابن بنته الشيخ أبو بشر الحلواني أوحد وقته وشيخ الحرم، بقي إلى سنة ست وثمانين وثلاثمائة. أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. أبو الطيب. سمع: زياد بن أيوب، وعبيد الله بن سعد الزهري. وعنه: أبو بكر بن المقريء، ومحمد بن إبراهيم العاقولي.) وكان ثقة. أحمد بن عبد الواحد بن رفيدة بن وهب البخاري. أبو بكر. عن: نصر بن الحسن، وأبي عصمة سعد بن معاذ، والوليد بن إسماعيل، وطبقتهم. وعنه: إبراهيم بن محمد بن هارون بن حمدين، ومحمد بن بكر بن خلف، وداود بن موسى البخاريون. مات في سلخ رمضان. ومات أبوه سنة سبع وستين ومائتين.

(23/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 404
أحمد بن محمد بن بشار. أبو بكر البغدادي، ويعرف بابن أبي العجوز. سمع، لويناً، وأبا همام السكوني. وعنه: ابن المظفر، وغيره. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو محمد الجريري الصوني الزاهد، مختلف في اسمه وفي وفاته. وقد قيل اسمه: الحسن بن محمد، وقيل: عبد الله بن يحيى، وإنما يعرف بكنيته. لقي السري السقطي، والكبار. وكان الجنيد يجله ويتأدب معه وإذا تكلم في الحقائق قال: هذا من بابة أبي محمد الجريري. فلما توفي الجنيد أجلسوه مكانه، وأخذوا عنه أخلاق القوم وأنفاسهم. وقد حج في هذه السنة واستشهد في الرجوع يوم وقعة الهبير، وطأته الجمال فمات. وذلك في أوائل المحرم من سنة اثنتي عشرة. وقال أحمد بن عطاء الروذباري: اجتزت به بعد سنةٍ وهو في البرية

(23/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 405
مستند وركبتاه إلى صدره، وهو يشير بإصبعه إلى الله وقد يبس، رحمة الله عليه. أحمد بن محمد بن الصلت. أبو بكر الكاتب.) وبعضهم سماه محمد بن أحمد بن الصلت. سمع: وهب بن بقية، وطبقته. وعنه: الجعابي، وأبو الفضل الزهري. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن شبطون زياد بن عبد الرحمن. أبو القاسم اللخمي المعروف بالحبيب. سمع: محمد بن وضاح، وغيره. وكان من أكمل الناس عقلاً وأدباً. واسع الحال، كثير المكسب والصدقات. ولي القضاء بقرطبة مدةً. أحمد بن محمد بن نصر. أبو جعفر الضبعي الأحوال. عن: محمد بن أبي معشر المدني، ومحمد بن موسى الحرشي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن موسى الهاشمي. صدوق.

(23/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 406
أحمد بن محمد بن هارون. أبو بكر الخلال الفقيه. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عوف الحمصي، وسعدان بن نصر، والمروزي، وخلقاً كثيراً. وكان أحد من صرف عنايته إلى جمع علوم الإمام أحمد بن حنبل، وسافر إلى البلاد لأجلها، وسمعها عاليه ونازله. وصنف كتاب الجامع، وهو في عدة مجلدات، وكتاب السنة، وكتاب العلل لأحمد بن حنبل، وغير ذلك. قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع للخلال لأنه لم يسبقنا إلى جمعه علم أحمد أحد قبله. روى عنه: أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، ومحمد بن المظفر، وغيرهما. وتوفي في ربيع الأول وقد نيف على الثمانين.) قال الخطيب: جمع علوم أحمد وطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها وصنفها كتباً. ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع منه لذلك. قال لي أبو يعلى بن الفراء: دفن الخلال إلى جنب أبي بكر المروذي.

(23/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 407
إبراهيم بن السري بن سهل. أبو إسحاق الزجاج النحوي. بغدادي مشهور. له كتاب معاني الفرآن، وله كتاب الإستقامة، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الأنواء، ومختصر في النحو، وغير ذلك. حكى عنه أبو محمد بن دستوريه قال: كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو، فلزمت المبرد، وكان لا يعلم مجاناً، فقال لي: أي شيء صنعتك قلت: زجاج، وكسبي كل يوم درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي، وأعطيك كل يوم درهماً، وأشرط أني أعطيكه إلى أن يفرق بيننا الموت. قال: فنصحني. فجاءه كتاب من بني مارمة من الصراة يلتمسون نحوياً

(23/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 408
لأولادهم، فخرجت فعلمتهم. وكنت أنفذ إليه في الشهر ثلاثين درهماً. ثم طلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدباً لابنه القاسم. قال: فأدبته، وكان ذلك سبب غناي. وصح لي من جهته أموال كثيرة. وعن الزجاج قال: قلت للقاسم وأنا أعلمه النحو: إن وليت الوزارة ماذا تصنع بي قال: ما تحب. فقلت له: تعطيني عشرين ألف دينار. فما مضت إلا سنون حتى وزر وأنا نديمه، فجعلني أقدم له القصص، فربما قال لي: كم ضمن لك صاحبها فأقول: كذا وكذا. فيقول: غبنت. قال: فحصل لي في مدة شهور عشرون ألف دينار، ثم حصل لي ضعفها. ووقع لي مرة من ماله بورقة إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار. ثم أن الزجاج نادم المعتضد، وكان يسأله عن الأدب. توفي في جمادى الآخرة، وقد شاخ.) إبراهيم بن عبد الواحد بن عبد الله. أبو إسحاق العنسي الدمشقي. سمع: جده الهيثم بن مروان، وشعيب بن شعيب، وأبا أمية الطرسوسي. وعنه: ابنه أبو محرز، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الربعي، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء. توفي في جمادى الأولى.

(23/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 409
إبراهيم بن مطروح. أبو إسحاق المصري. مولى خولان. سمع: عيسى بن حماد، وسلمة بن شبيب. قال أبو يونس: كتبت عنه، وكان صالح الحديث، كتب لقاضي مصر. إسحاق بن إبراهيم المروزي. أبو يعقوب التاجر. حدث بنيسابور عن: علي بن حجر، وأحمد بن عبد الله الفريابي. وعنه: أبو العباس السياري، وابن عمرو بن حمدان، وجماعة. إسحاق بن محمد بن علي بن سعيد المديني. أبو يعقوب. سمع: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن مسعدة، وعمر بن شبة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وغيرهما. إسماعيل بن علي بن نوبخت. أبو سهل النوبختي، الكاتب المعتزلي. أحد رؤوس الشيعة المتكلمين ببغداد. له مصنفات في الكلام، وردود على ابن الراوندي. وكان كاتباً بليغاً، شاعراً إخبارياً. روى عنه: الصولي، وأبو علي الكوكبي، وابنه علي بن إسماعيل. توفي في شوال عن أربع وسبعين سنة.

(23/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 410
4 (حرف الباء)
) بدر الحمامي. الأمير أبو النجم، مولى المعتضد بالله. ولي إمرة دمشق سنة تسعين ومائتين. وحدث عنه: هلال بن العلاء، وعبيد الله بن ماسرجس. وولي إمرة إصبهان من سنة خمسٍ وتسعين إلى سنة ثلاثمائة. وكان عادلاً حسن السيرة. قال أبو نعيم الحافظ، كان عبداً صالحاً مستجاب الدعوة توفي بشيراز. روى عنه: ابنه محمد بن بدر.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن بشار. أبو العباس بن أبي العجوز. سمع: محمود بن خراش، وعبد الله بن هاشم الطوسي. وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن شاهين.
4 (حرف الحاء)
حامد بن العباس الوزير.

(23/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 411
كان قديماً على نظر فارس، ثم ولي بعدها نظر واسط والبصرة. وآل أمره إلى وزارة أمير المؤمنين المقتدر. وكان كثير الأموال والحشم، بحيث أن له أربعمائة مملوك يحملون السلاح، وفيهم جماعة أمراء. واستوزره المقتدر في سنة ست وثلاثمائة وعزل ابن الفرات. فقدم حامد بن العباس من واسط في أبهةٍ عظيمة، فجلس في الدست أياماً، فظهر منه سوء تدبير، وقلة خبرة بأعباء الوزارة، وشراسة خلق، فضم المقتدر معه. علي ابن عيسى الوزير، فمشت الأحوال. ولكن كان الحل والعقد إلى ابن عيسى. وله أثر صالح في إهلاك الحلاج يدل على حسن إيمانه وعلمه في الجملة. ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وسمع من: عثمان بن أبي شيبة وما حدث.) وفي سنة ثمانٍ وثلاثمائة ضمن حامد سواد الطرق، وجدد مظالم، وغلت الأسعار، فقصدت العامة دار حامد وضجوا وتكلموا، وهموا به، فخرج إليهم غلمانه فاقتتلوا، ودام القتال، واشتد الأمر، وعظم الخطب، وقتل جماعة. ثم استضرت العامة وأحرقوا جسر بغداد، وركب حامد في طيار فرجموه. وكان مع ظلمه وعسفه وجبروته جواداً ممدحاً معطاءٍ. قال أبو علي التنوخي: حدثني القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد

(23/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 412
الهاشمي قال: كان حامد بن العباس من أوسع من رأيناه نفساً، وأحسنهم مروءة، وأكثرهم نعمة، وأشدهم سخاءً وتفقداً لمروءته. كان ينصب في داره كل يوم عدة موائد، ويطعم كل من حضر حتى العامة والغلمان. فيكون في بعض الأيام أربعين مائدة. ورأى يوماً في دهليزه قشر باقلاء. فأحضر وكيله وقال: ويلك، يؤكل في داري باقلى فقال: هذا فعل البوابين. فقال: أو ليست لهم جراية لحم قال: بلى. فسألهم فقالوا: لا نتهنا بأكل اللحم دون عيالنا، فنحن ننفذه إليهم، ونجوع بالغداة، فنأكل الباقلى. فأمر أن يجرى عليهم لحم لعيالاتهم أيضاً. فلما كان بعد أيام رأي قشر باقلاء في الدهليز، فاستشاط، وكان سفيه اللسان، فشتم وكيله وقال: ألم أضعف الجرايات فقال: إنهم لم يغيروا عادتهم، بل صاروا يجمعون الثانية عند اللحام. فقال: ليكن ذلك بحاله، ولتجدد مائدة تنصب لهم غدوة قبل موائدنا. ولئن رأيت بعدها في دهليزي قشراً لأضربنك وإياهم بالمقارع. قال التنوخي: وحدثني أبو الحسين عبد الله الجوهري وأبو الحسن بن المأمون الهاشمي أنه وجد لحامد في نكبته في بيت مستراح له أربعمائة ألف دينار عيناً دل عليها لما اشتدت به المطالبة. فقيل: إنه كان يدخل ومعه الكيس، فيه ألف دينار ليقضي حاجة، فيرميه في المرحاض، فتجمع هذا فيه. وقال غيره: عزل حامد وابن عيسى عن الأمر، وقلد أبو الحسن بن الفرات، وهذه ولايته الثالثة، فصادر حامداً وعذبه.) قال المسعودي: كان في حامد طيش وحدة. كلمه إنسان بشيء، فقلب

(23/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 413
ثيابه على كتفه وصاح: ويلكم، علي به. وقال: دخلت عليه أم موسى القهرمانة، وكانت كبير المحل، فخاطبته في طلب مال، فقال لها: اضرطي والتقطي، واحسبي لا تغلطي. فخجلها. وبلغ المقتدر فضحك وكان شاباً لعاباً، فأمر بقيناته فغنين بذلك. وجرت لحامد فصول، وتجلد على الضرب، ثم أحدر إلى واسط فسم في الطريق في بيض نيمرشت، فتلف بالإسهال في رمضان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. وذكر الصولي أن أصل حامد من خراسان، ولم يزل يتقلد الأعمال الجليلة من طساسيج السواد، يتصرف مع العمال حتى ضمن الخراج والضياع بالبصرة وكور دجلة مع الأشراف بكسكر وغيرها سنين، في دولة ابن الفرات. فكان يعمر ويربح ويحسن إلى الأكارين ويرفع المؤن حتى صار لهم كالأب. وكثرت صدقاته. وقيل: إنه وزر وقد علت سنه، ثم تحدث الأمراء بما في حامد من الحدة وقلة الخبرة بأمور الوزارة، فعاتب المقتدر أبا القاسم بن الحواري، وكان أشار به. ونقل ابن النجار أن حامداً أضيف إليه في الأمور علي بن عيسى. قال الصولي: فجلس علي بن عيسى في دار سليمان بن وهب وفعل كما يفعل الوزراء. واشتغل حامد بمصادرة ابن الفرات. وقد وقعت بينه وبين ابن عيسى مشاجرات ومناظرات في الأموال، فقيل:
(أعجب من كل ما تراه .......... إن وزيرين في بلاد)

(هذا سواد بلا وزير .......... وذا وزير بلا سواد)
واستخرج حامد من المحسن ولد أبي الحسن بن الفرات ألف ألف دينار،

(23/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 414
وعذبه. فلما فرغ من المصادرة بقي بلا عمل سوى اسم الوزارة والركوب يومي الموكب. وسقطت حرمته عند المقتدر، وبان له أن لا فائدة منه، فأفرد ابن عيسى بالأمور. واستأذن حامد المقتدر في أن يضمن إصبهان والسواد وبعض المغرب، فأذن له حتى قيل في ذلك:
(أنظر إلى الدهر ففي عجائبه .......... معتبر يسليك عن نوائبه)

(وتؤيس العاقل عن رغائبه .......... حتى تراه حذراً من جانبه)
)
(صار الوزير عاملاً لكاتبه .......... يأمل أن يرفق في مطالبه)
ليستدر النفع من مكاسبه قال أبو علي التنوخي: حدثني أبو عبد الله الصيرفي: حدثني أبو علي القنوي التاجر قال: ركب حامد بن العباس قبل الوزارة بواسط إلى بستان له، فرأى شيخاً يولول وحوله نساء وصبيان يبكون، فسأل عن خبرهم، فقيل: احترق منزله وقماشه وافتقر، فرق له ووجم له، وطلب وكيله وقال: أريد منك ان تضمن لي أن لا أرجع العشية من النزهة إلا وداره كما كانت مجصصة، وبها القماش والمتاع والنحاس أفضل مما كان، وكسوة عياله مثل ما كان لهم. فأسرع في طلب الصناع، وبادروا في العمل، وصب الدراهم، وأضعف الأجر، وفرغوا من الجميع بعد العصر. فلما رد حامد وقت العتمة شاهدها مفروغةً بالآتها وأمتعتها الجدد، وازدحم الخلق يتفرجون، وضجوا لحامد بالدعاء. ونال التاجر من المال فوق ما ذهب له، ثم زاده بعد ذلك كله خمسة آلاف درهم ليقوى بها في تجارته. وقيل: إن رجلاً دخل واسطاً في شغل، واشترى خبزاً بدينار ليتصدق به، وجلس يراعي فقيراً يعطيه منه، فقال له الخباز: إنك لا تجد أحداً يأخذه منك، لأن جميع ضعفاء البلد في جراية حامد، لكل واحدٍ رطل خبز ودانق فضة.

(23/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 415
وقيل: أنه يقدم، وهو وزير، على موائده بين يدي كل رجل جدي، لا يشاركه أحد. قال الصولي: كان حامد قليل الرغبة في استماع الشعر، إلا أنه كان سخياً، جميل الأخلاق، كثير المزح. وكان إذا خولف في أمر يصيح ويحرد. فمن دارى مزاجه انتفع به. قال إبراهيم نفطويه: سمعته يقول: قيل لبعض المجانين: في كم يتجنن الإنسان قال: ذاك إلى صبيان المحلة. وكان حامد ثالث يوم من وزارة المقتدر قد ناظر ابن الفرات، وجبهه وأفحش له، وجذب بلحيته، وعذب أصحابه. فلما انعكس الدست ووزر ابن الفرات تنمر لحامد، فليم حامد فقال: إن كان ما عملته معكم من الأحوال السيئة بكم أثر لي خيراً فزيدوا منه، وإن كان قبيحاً، وهو الذي أصارني إلى التمكن مني، فالسعيد من وعظ بغيره. وبعد أن استصفاه دس من سقاه سماً في بيض، فأتلفه إسهال مفرط.) نفطويه: نا حامد بن العباس الوزير: حدثني سند بن علي، قال: كنت بين يدي المأمون، فعطس فلم نشمته. فقال: لم لم تشتماني قلنا: أجللناك يا أمير المؤمنين. قال: لست من الملوك التي تتحال عن الدعاء. قلنا: يرحمك الله. قال: يغفر الله لكما. قال الصولي: سلم حامد إلى المحسن ابن الوزير ابن الفرات، فعذبه بألوان العذاب. وكان إذا شرب أخرجه وألبسه جلد قرد، فيرقص ويصفع، وفعل به ما يستحى من ذكره. ثم أحضر إلى واسط فأهلك. وصلى الناس على قبره أياماً. قال أحمد بن كامل بن شجرة: توفي بواسط، ثم بعد أيام ابن الفرات نقل

(23/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 416
فدفن ببغداد. وسمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وعشرين ومائتين. وأبي من الشهاردة. حماد بن شاكر بن سوية. أبو محمد النسفي. روى الصحيح عن البخاري. وروى عن: عيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن عيسى الترمذي. وعنه: جماعة. قال جعفر المستغفري: هو ثقة مأمون. رحل إلى الشام. حدثني عنه بكر بن محمد بن جامع ب صحيح البخاري، وأبو أحمد قاضي بخارى. ورخ وفاته ابن ماكولا. وقيد جده: سوية.
4 (حرف السين)
سليمان بن حامد. أبو أيوب القرطبي الزاهد. كان يقال إنه من الأبدال. وكان مجاب الدعوة، كبير القدر. روى عن: إبراهيم بن باز، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان أعبد أهل زمانه، رحمة الله عليه.) سهل بن يحيى. أبو السري الحداد. عن: الحسن بن علي الحلواني.

(23/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 417
وعنه: أبو بكر الأبهري، وعلي الحربي، وعمر بن شاهين. وبقي إلى بعد هذا العام بيسير.
4 (حرف الشين)
شعيب بن إبراهيم. أبو صالح العجلي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وعلي بن حرب، وعبيد الله بن سعد الزهري، وطبقتهم. وعنه: أبو زكريا يحيى العنبري، وجماعة.
4 (حرف العين)
العباس بن أحمد بن أبي شحمة القطيعي. عن: أبي همام السكوني، ومحمود بن غيلان. وعنه: مخلد بن جعفر، والجعابي، ومحمد بن الشخير. وثقه الخطيب. عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم. أبو محمد المدائني الأنماطي. نزيل بغداد. سمع: الصلت بن مسعود، وعثمان بن أبي سيبة، وأبا كامل الجحدري، ومحمد بن بكار. وعنه: الجعابي، وابن المظفر، وأبو بكر الوراق، ومحمد بن الشخير، وابن حيويه. وثقه الدارقطني.

(23/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 418
عبد الله بن عروة. الحافظ أبو محمد الهروي. مصنف كتاب الأقضية. سمع: أبا سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، ومحمد بن الوليد البسري، وخلقاً سواهم. وعنه: محمد بن أحمد بن الأزهر، ومحمد بن عبد الله السياري، وأبو منصور محمد بن عبد الله البزاز.) عبد الله بن عمر بن سليمان. أبو العباس الكوكبي النيسابوري. واسع الرحلة، سمع: علي بن خشرم، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة. وثقه أبو عبد الله الحاكم. عبد الله بن محمود السعدي. أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ. سمع: حبان بن موسى، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر السعدي. ورحل إلى العراق فأكثر عن: عمر بن شبة، وهذه الطبقة. وعنه: أبو منصور الأزهري، وأحمد بن سعيد المعداني الفقيه، وطائفة.

(23/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 419
قال الحاكم: ثقة مأمون، وقد سمع منه غمام الأئمة ابن خزيمة، وهو من أقرانه. عبد الله بن محمد بن عمرو النصراباذي النيسابوري. أبو محمد. من محلة نصراباذ. سمع: محمد بن رافع، ومحمد بن أسلم الطوسي. وعنه: أحمد بن هارون، ومحمد بن سعيد المؤدب. عبدان بن أحمد بن أبي صالح النهداني. بأرجان. ورخ موته ابن منده. علي بن أحمد بن علي بن عمران الجرجاني. حدث بحلب، عن: بندار، وأبي حفص الفلاس، وابن مثنى. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهما. سكن حلب. عمر بن محمد بن بجير بن حازم بن راشد الهمداني. أبو حفص السمرقندي الحافظ، مصنف الصحيح والتفسير. له الرحلة الواسعة والمعرفة) التامة، وهو من أبناء المحدثين. فإن أباه رحال كبير

(23/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 420
روى عن أبي الوليد، وعارم، وطبقتهما. وعمر هذا رحل إلى خراسان، والبصرة، والكوفة، والشام، ومصر، والحجاز، وجمع ما لم يجمعه غيره، حتى أنه قال: رحلت إلى بندار ثلاث مرات، سمعت منه ستين ألف حديث أو أكثر. قلت: سمع: محمد بن معاوية خال الدارمي، وعيسى بن زغبة، وبشر بن معاذ العقدي، وعمرو بن علي، وبنداراً، وعبد بن حميد، وأحمد بن عبدة، وطبقتهم. وعنه: محمد بن صابر، ومحمد بن بكر الدهقان، ومحمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ومحمد بن علي المؤدب، ومعمر بن جبريل الكرميني، وأعين بن جعفر السمرقندي، وعيسى بن موسى الكسائي، وآخرون. ومولده سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. ورحل سنة بضعٍ وأربعين، وحضر جنازة أحمد بن صالح المصري وهو صدوق. وقد روى عن العباس بن الوليد الخلال، ثنا مروان بن محمد، ثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً: إن الله زادكم صلاةً إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم، ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر تفرد به مروان، وهو ثقة. عمرو بن محمد بن الخليل بن نعيم العتكي الناقد. عن: نصر بن الحسين، وسعيد بن أيوب، وأحمد بن زهير، وأبي عبد الله بن أبي حفص.

(23/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 421
وعنه: أحمد بن القاسم بن عمير، وأبو عصمة أحمد بن محمد الجواليقي، وعبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم. مات في عاشر جمادى الآخرة. أظنه بخارياً. ذكره الأمير.
4 (حرف الكاف)
كامل بن مكي بن محمد بن وردان. أبو العلاء التميمي البخاري. كان يورق على باب صالح جزرة. وسمع: الربيع المرادي، ومحمد بن عوف الحمصي.) وعنه: عبد الله بن عزير السمرقندي. توفي في شعبان، وقد أسن.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الصلت. أبو بكر البغدادي الكاتب. روى عن: وهب بن بقية، ومحمد بن خالد الطحان، وسوار بن عبد الله العنبري، وطبقتهم. وعنه: الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن الحربي. وقد سماه بعضهم أحمد بن محمد. توفي في المحرم. وقد وثقه عمر البصري.

(23/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 422
محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد. أبو بكر البصلاني شيخ بغداد. ثقة جليل. روى عن: بندار، وعلي بن الحسين الدرهمي. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النحاس، وعلي بن لؤلؤ. مات في شعبان. محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري. إمام الأئمة أبو بكر الحافظ. سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وما حدث عنهما لصغره، فإنه ولد في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين ومحمود بن غيلان، ومحمد بن أبان المستملي، وإسحاق بن موسى الخطمي، وعتبة بن عبد الله اليحمدي، وعلي بن حجر، وأبا قدامة السرخسي، وأحمد بن منيع، وبشر بن معاذ، وأبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً كثيراً.

(23/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 423
وعنه: البخاري، ومسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم شيخه، وأبو عمرو بن المبارك، وإبراهيم بن أبي طالب وهم أكبر منه وأبو علي النيسابوري، وإسحاق بن) سعد النسوي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن مهران المقريء، ومحمد بن أحمد بن علي بن نصير المعدل، وحفيده بن الفضل بن محمد بن إسحاق، وخلق كثير. قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري، قال: ثنا أبو بكر بن خزيمة قال: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت الصلاة مستخيراً حتى يفتح لي فيها، ثم أبتديء التصنيف. وقال الزاهد أبو عثمان الحيري: إن الله ليدفع البلاء عن أهل هذه المدينة بمكان أبي بكر محمد بن إسحاق. وقال أبو بكر محمد بن جعفر: سمعت ابن خزيمة يقول، وسئل: من أين أوتيت العلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً. وقال أبو بكر بن بالويه: سمعته يقول، وقيل له: لو حلقت شعرك في الحمام، فقال: لم يثبت عندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حماماً قط، ولا حلق شعره، إنما يأخذ شعري جاريةٌ لي بالمقراض. وقال محمد بن الفضل كان جدي أبو بكر لا يدخر شيئاً جهده، بل ينفقه على أهل العلم. وكان لا يعرف سنجة الوزن، لا يميز بين العشرة والعشرين. وقال أبو بكر محمد بن سهل الطوسي: سمعت الربيع بن سليمان وقال لنا: هل تعرفون ابن خزيمة قلنا: نعم. قال: استفدنا منه أكثر مما استفاد منا. وقال محمد بن إسماعيل السكري: سمعت ابن خزيمة يقول: حضرت مجلس المزني يوماً فسئل عن شبه العمد، فقال السائل: إن الله وصف في كتابه

(23/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 424
القتل صنفين عمداً وخطأ. فلم قلتم إنه على ثلاثة أصناف يحتج بعلي بن زيد بن جدعان. فسكت المزني. فقلت لمناظره: قد روى هذا الحديث أيضاً أيوب وخالد الحذاء. فقال لي: فمن عقبة بن أوس قلت: بصري روى عنه ابن سيرين مع جلالته. فقال للمزني: أنت تناظر أو هذا فقال: إذا جاء الحديث فهو يناظر، لأنه أعلم بالحديث مني، ثم أتكلم أنا.) وقال محمد بن الفضل: سمعت جدي يقول: استأذنت أبي في الخروج إلى قتية، فقال: اقرأ القرآن أولاً حتى آذن لك. فاستظهرت القرآن. فقال لي: اسكت حتى تصلي بالختمة. فمكثت. فلما عيدنا أذن لي، فخرجت إلى مرو، وسمعت بمر الروذ من محمد بن هشام، فنعي إلينا قتيبة. وقال أبو علي الحسين بن محمد الحفاظ: لم أر مثل محمد بن إسحاق. وقال ابن سريج، وذكر له ابن خزيمة، فقال: يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنقاش. وقال أبو زكريا العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه. وقال محمد بن صالح بن هانيء: سمعت ابن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئاً. وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله، ومن قال مخلوق فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، ولا يدفن في مقابر المسلمين. وقال الحاكم، في علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في

(23/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 425
أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتاباً سوى المسائل. والمصنفة أكثر من مائة جزء. وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. وقال أحمد بن عبد الله المعدل: سمعت عبد الله بن خالد الإصبهاني يقول: سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن ابن خزيمة فقال: ويحكم، هو يسأل عنا ولا نسأل عنه. هو إمام يقتدى به. وقال أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي: حضرت ابن خزيمة، فقال له أبو بكر النقاش المقريء: بلغني أنه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم، قيل للمزني إنه يرد على الشافعي، فقال. لا يمكنه إلا بمحمد بن إسحاق النيسابوري. فقال أبو بكر: كذا كان. وقال الحاكم: سمعت أبا سعد عبد الرحمن بن المقريء: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق. ومن قال إن شيئاً من تنزيله ووحيه مخلوق، أو يقول: إن أفعاله تعالى مخلوقة، إن القرآن محدث فهو جهمي.) ومن نظر في كتبي بان له أن الكلابية كذبة فيما يحكون عني، فقد عرف الخلق أنه لم يصنف أحد في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي. وقال أبو أحمد حسينك: سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يحكي عن علي بن خشرم، عن إسحاق بن راهوية أنه قال: أحفظ سبعين ألف حديث. فقلت لابن خزيمة: فكم يحفظ الشيخ فضربني على رأسي، وقال: ما أكثر فضولك. ثم قال: يا بني، ما كتبت سواداً في بياض إلا وأنا أعرفه. قال: وحكى أبو بشر القطان قال: رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحاً عليه صورة نبينا صلى الله عليه وسلم وابن خزيمة يعتقله، فقال المعبر: هذا رجل يحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد نقل الحاكم أن ابن خزيمة عمل دعوةً عظيمة ببستان، فمر في

(23/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 426
الأسواق يعزم على التجار، فبادروا معه وخرجوا، ونقل كل ما في البلد من المأكل والشواء والحلواء. وكان يوماً مشهوداً بكثرة الخلق، لم يتهيأ مثله إلا لسلطان كبير. قال: الإمام أبو علي الحافظ: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه، كما يحفظ القاريء السورة. وقال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماماً ثبتاً معدوم النظير. توفي ابن خزيمة في ثاني ذي القعدة. وقد استوعب أخباره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور، وفيها أشياء كيسة وأخبار مفيدة. ذكر ابن حبان أنه لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن، فأخبرنا ابن الخلال، أنبا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح، نا أبي، نا محمد بن حبان التميمي قال: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها، حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق فقط. محمد بن زكريا الرازي.

(23/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 427
الطبيب العلامة في علم الأوائل، وصاحب المصنفات المشهورة المنتشرة، أبو بكر. توفي ببغداد، وكان على مارستان بغداد في زمن المكتفي.) وكان في صباه مغنياً بالعود، ثم أقبل على قراءة كتب الفلسفة والطب، فبلغ فيه الغاية. صنف الحاوي في نحو ثلاثين مجلداً في الطب، وكتاب الجامع وهو كبير، وكتاب الأعصاب، والمنصوري، وغير ذلك. وطال عمره. وقيل إنه إنما اشتغل بعد أن صار ابن أربعين سنة، وأضر في آخر عمره. وكان اشتغاله على أبي الحسن علي بن زبن الطبري صاحب التصانيف الطبية. محمد بن شادل بن علي. أبو العباس النيسابوري. مولى بني هاشم. كف بصره بعد الثمانين. سمع: إسحاق بن راهوية، وعمر بن زرارة، وأبا مصعب، وهناد بن السري، ولويناً. وعنه: أحمد بن الخضر، وعبد الله بن سعد، ويوسف الميانجي، وأحمد ابن سهل الأنصاري، والشيوخ بعدهم. وقال طاهر بن أحمد الوراق إنه نيف على المائة سنة وتوفي في ربيع الأول

(23/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 428
سنة إحدى عشرة. وإنه كان يختم القرآن في كل يوم. وقال غيره: توفي في صفر سنة تسعٍ، فالله أعلم. وقع لنا من طريقه جزء إسحاق بن راهويه، رواه عنه أبو أحمد الحاكم، وقال: كان صحيح الأصول، سمع ابن راهويه، ومحمد بن عثمان العثماني. سألنا أبا العباس الماسرجسي عنه، فثبت سماعه من غسحاق. محمد بن مكي بن محمد بن سليمان الخولاني. مولاهم المصري. عن: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن يزداد بن أدين. يكنى أبا جعفر. روى عنه: أبو بكر بن عبدان الحافظ، ومحمد بن أحمد بن السري.، وهبة الله بن الحسن) القاضي، وآخرون. وهو فارسي من أهل جور. سمع: عبده الصفار، وبشر بن آدم، وجماعة. وحدث. مظفر بن عاصم بن أبي الأغر. أبو القاسم البجلي. كذاب، حدث في هذا العام ببغداد، وزعم أنه ابن مائة وتسعةٍ وثمانين سنة وأشهر، وأنه سمع من: حميد الطويل، ومن مكلبة بخوارزم. وزعم أن لمكلبة صحبة. روى عنه من لا يستحي كعمر بن محمد بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن معاذ، وغيرهما. كذبه ابن الجوزي، وغيره.

(23/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 429
4 (وفيات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة:)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسن بن هارون. أبو بكر الخراز الكوفي، ثم البغدادي الصباحي. عن: عمرو بن الفلاس، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: علي بن عمر السكري، والطبراني، والحسن بن رشيق، وأبو عمر بن فضالة، وآخرون. وثفه الخطيب. أحمد بن الحسين بن أحمد. أبو عبد الله الكرخي المعدل. سمع من حسين الكرابيسي تصانيفه ومن: إسحاق بن موسى، وغير واحد. وعنه: علي بن لؤلؤ، وابن المظفر، لكن سمى أباه حسيناً. مات في جمادى. أرخه ابن قانع. أحمد بن زكريا.) أبو حامد النيسابوري.

(23/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 430
نزل بغداد، وحدث عن الذهلي، وابن وارة، وأحمد بن يوسف السلمي. وعنه: ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر. وهو موثق نبيل. أحمد بن عمرو الألبيري. الحافظ بالأندلس. فيها، وقد مر. أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث. أبو العباس السجزي. سمع: علي بن حجر، وسعيد بن يعقوب الطالقاني، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن رافع، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم. واتهمه بالكذب أبو قريش الحافظ فإنه قال: حججت معه سنة ست وأربعين ومائتين، فلما بلغنا أن محمد بن مصفى قد حج صرنا إلى رحلة في منزلة الدمشقيين بمنى، فلم نصل، ثم قصدناه بمكة فقال: تعالوا غداً. فبكرت أنا وأبو العباس بن الأزهر إليه، فإذا به قد رحل من الليل. وقد بلغني الآن أن ابن الأزهر يحدث عن ابن مصفى. قلت: روى عنه أبو بكر بن علي الحافظ، وعبد العزيز بن محمد بن مسلم، وجماعة.

(23/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 431
أحمد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن. أبو القاسم بن شبطون اللخمي القرطبي المالكي. من كبار العلماء ذوي الأموال. ولي القضاة مدة. أخذ عن ابن وضاح. أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب. أبو بكر الرازي. نزيل مصر. قرأ القرآن على: الفضل بن شاذان، وأحمد بن أبي شريح. وسمع: أبا زرعة الرازي.) سمع منه: الحسن بن رشيق، وأحمد بن عمر الداجوني، وأحمد بن محمد المهندس. توفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري.

(23/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 432
أبو بكر الدلال. بغدادي، سمع: أحمد بن منيع، وعبد الرحمن بن يونس السراج. وعنه: أبو بكر الأبهري، وابن المظفر، وغيرهما. وهو إن شاء الله أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق حدث في سنة ثمانٍ هذه عن أحمد بن منيع، وأحمد بن عبدة، وسلم بن جنادة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن المظفر، وابن شاهين. صالح الحديث. إبراهيم بن حمش النيسابوري. أبو إسحاق الزاهد الواعظ. سمع: محمد بن مقاتل الرازي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع. وعنه: ابنه أبو عبد الله، وجماعة. توفي في رمضان. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيرفي. روى عن: الفلاس، ومحمد بن المثنى، وعبده الصفار. وعنه: أبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عبد الملك بن الشخير. وثقه الدارقطني. يعرف بابن الخنازيري. إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي.

(23/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 433
بغدادي، سمع: أبا همام، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: علي بن لؤلؤ، وابن البواب المقريء. ووثقه الدارقطني. إسحاق بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله. أبو يعقوب النسفي القاضي.) عن: علي بن خشرم، ومحمود بن آدم، وغيرهما. وعنه: عبد المؤمن بن خلف الحافظ. إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الإصبهاني. أخو أبي عمرو أحمد بن محمد بن ممك. سمع: محمد بن عاصم الثقفي، وأبا أمية الطرسوسي. وكان يحفظ ويصنف. روى عنه: أبو أحمد العسال.
4 (حرف الحاء)
حزم بن وهب بن عبد الكريم. أبو وهب الأندلسي. توفي في رمضان. الحسن بن علي بن نصر.

(23/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 434
أبو علي الطوسي. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن بشار، والزبير بن بكار، وأبا موسى الزمن، وطائفة سواهم. وعنه: محمد بن جعفر البستي، وأحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو سهل محمد الصعلوكي، وجماعة. وكان يعرف بكردوش. وحدث بقزوين. قال الخليلي: سمعت على عشرةٍ من أصحابه، وله تصانيف تدل على معرفته. وقد روى عنه الحافظ أبو حاتم الرازي أحد شيوخه حكايات. وروى عنه أبو أحمد الحاكم. وقد تكلموا في روايته كتاب الأنساب للزبير بن بكار. الحسن بن محمد بن حسين بن هزاري. أبو علي الأشعري الإصبهاني.) سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وأحمد بن بديل. وعنه: محمد بن جعفر، وأبو أحمد العسال، وابن المقريء، وأبو بكر الطلحي، وجماعة. الحسين بن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. أبو علي.

(23/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 435
سمع: محمد بن رافع، وعلي بن خشرم. وعنه: أبو القاسم بن المؤمل، وأبو علي الحافظ. الحسين بن إدريس بن عبد الكبير. أبو علي الغيفي المصري. وغيفة: من قرى مصر. سمع: سلمة بن شبيب، وغيره. وتوفي بمكة في شهر رمضان. الحسين بن علي بن حسن بن علي بن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني. الكوفي المعروف بالزيدي. قال أبو سعيد بن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة ديناً. قدم علينا وثنا عن أبيه، عن حاتم بن إسماعيل، وأبي ضمرة.
4 (حرف السين)
سفيان بن هارون القاضي. عن: فضل بن سهل الأعرج، والعباس البحراني. وعنه: محمد بن المظفر. سليمان بن عبد السلام القرطبي. خير، فاضل.

(23/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 436
سمع من: محمد بن أحمد العتبي، ويحيى بن إبراهيم بن مزين. وحدث. روى عنه: عبد الله بن محمد الباجي.)
4 (حرف العين)
عباس بن الفضل النيسابوري المحمداباذي. سمع: علي بن الحسن الهلالي، وأحمد بن يوسف، وعباس الدوري. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي. علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات.

(23/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 437
أبو الحسن الوزير. وزر للمقتدر بالله ثلاث مرات. الأولى سنة ست وتسعين ومائتين. ثم نكب ونهب. ثم استغل من أملاكه إلى أن أعيد إلى الوزارة سبعة آلاف ألف دينار. لأنه فيما بلغنا كان يستعمل من ضياعه في العام ألفي دينار. وذكروا عنه أنه كتب إلى الأعارب أن يكبسوا بغداد، فالله أعلم. ووزر في سنة أربع وثلاثمائة، وخلع عليه سبع خلع، وسقي في ذلك اليوم والليلة في داره أربعون ألف رطل ثلج. ثم قبض عليه بعد سنةٍ ونصف، ثم ولي بعد خمس سنين، فقتل الوزير الذي كان قبله حامد بن العباس، وسفك الدماء وبدع. ثم أمسك بعد سنةٍ في ربيع الأولى في هذه السنة. قال الصولي: مدحته بقصيدةٍ فنالني منه ستمائة دينار، وكان هو وأخوه أبو العباس عجباً في معرفة حساب الديوان. وكان أبو الحسن يجري الرزق على خمسة آلاف من أهل العلم والدين والفقراء والمستورين، أكثرهم مائة دينار في الشهر، وأقلهم خمسة دراهم. ثم تولى قتله نازوك صاحب الشرطة. قتله هو وابنه المحسن بن علي في ربيع الآخر. وعاش أبو الحسن إحدى وسبعين سنة.

(23/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 438
عبد الله بن عبد السلام بن بندار الإصبهاني. أبو محمد الزاهد. توفي بالبادية حاجاً. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن مندويه، وابن المقريء، وآخرون.) عبد الرحمن بن أحمد بن عباد. أبو محمد الثقفي الهمذاني عبدوس. عن: محمد بن عبيد الأسدي، وزياد بن أيوب، وحميد بن الربيع، وأبي سعيد الأشج، ويعقوب الدورقي، وطائفة. وعنه: أحمد بن عبيد الأسدي، وجبريل المعدل، ومحمد بن حيويه بن المؤمل، وأبو أحمد الغطريفي، ومحمد بن الفرج المعدل. قال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان عبدوس ميزان بلدنا في الحديث. توفي في صفر. عبيد الله بن عبد الله بن محمد البغدادي. أبو العباس الصيرفي. سمع: عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن سليمان لوين.

(23/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 439
وعنه: أبو الحسن البواب، وابن أبي سمرة، وأبو الحسن الحربي. وكان صدوقاً. عبيد الله بن علي بن إبراهيم العلوي البغدادي. نزيل مصر. ذكره ابن يونس فقال: روى عن البغدادي. وعلت سنه. ويقال إنه عنده عن إبراهيم بن المنذر الحزامي. لم نكتب عنه، وكان عنده كتب فقه للشيعة يرويها. توفي في رجب. علي بن الحسن بن خلف بن قديد. أبو القاسم المصري. محدث موثق مشهور. سمع: محمد بن رمح، وحرملة، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. وولد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقريء، وخلق كثير من الرحالة.) عمر بن أبي حسان عبد الله بن عمرو الزيادي البغدادي. ثقة: سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، والمفضل بن غسان الغلابي، وزيد بن أخزم. وعنه: زوج الحرة محمد بن جعفر، وابن المظفر، وعلي بن لؤلؤ، وابن شاهين. ويقال: توفي سنة 14.

(23/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 440
4 (حرف الميم)
محمد بن دبيس بن بكار المقريء البندار. بغدادي. سمع: الوليد بن شجاع، وأبا هشام الرفاعي. وعنه: عمر بن بشران، وعبد الله بن الحسن النحاس. محمد بن سليمان بن فارس. أبو أحمد النيسابوري الدلال. كان ذا ثروة وتجارة واسعة، فذهبت، فاشتغل بالدلالة. وقد كان أنفق على طلب العلم أموالاً كثيرة. سمع: محمد بن رافع، والحسين بن عيسى البسطامي، وأبا سعيد الأشج، وعمر بن شبة، وطبقتهم. وعنده نزل أبو عبد الله البخاري لما قدم نيسابور، فقرأ عليه من أول تاريخه إلى ترجمة فضيل. روى عنه: عبد الله بن سعد، ومحمد بن صالح بن هانيء، وطائفة. وسئل أبو عبد الله بن الأخرم عنه فقال: ما أنكرنا إلا لسانه فإنه كان فحاشاً. محمد بن سفيان بن عبد الله بن بيان النيسابوري. أبو عبد الرحمن. سمع: الذهلي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وعمر بن شبة، والرمادي، وجماعة.

(23/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 441
وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن سعد، وأبو بكر بن جعفر النيسابوريون. محمد بن عبد الله بن محمد بن قاسم القرطبي. سمع من: بقي بن مخلد مسنده وتفسيره.) وسمع من: عمه القاسم بن محمد. روى عنه: ابن أخي ربيع، وخالد بن سعد. وكان فاضلاً فيه زهد. محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. الوزير أبو علي. كان أكبر ولد أبيه. أحضره المعتمد على الله بعد موت أبيه عبيد الله، فقلده مكانه. فلم ينهض بالأمور، وعزل بعد أسبوع، واستوزر الحسن بن مخلد. ثم بقي بطالاً مدةً طويلة إلى أن وزر بعد عزل ابن الفرات في سنة تسعٍ وتسعين ومائتين. فأقام في الأمر سنةً، ثم عزل لعجزه ولينه، وطلب من مكة علي بن عيسى، فولي الأمر في عاشر المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.

(23/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 442
روى عنه: محمد بن يحيى الصولي. وطال عمره، وتغير ذهنه. توفي في ربيع الأول. محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث. أبو بكر الواسطي الحافظ ابن الباغندي. سمع: علي بن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، والحرث بن مسكين، وخلقاً كثيراً بمصر، والشام، والعراق. وعني بهذا الشأن أتم عناية. وسكن بغداد. روى عنه: دعلج، ومحمد بن المظفر، وعمر بن شاهين، وأبو بكر بن المقريء، وعلي بن القاضي المحاملي، وأبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، وأبو الحسن عبيد الله بن البواب، وخلق كثير. قال أبو بكر الخطيب: بلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه.

(23/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 443
وقال أبو بكر الأبهري، وغيره: سمعنا أبا بكر بن الباغندي يقول: أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن شاهين: قام أبو بكر بن الباغندي ليصلي، فكبر ثم قال: ثنا محمد بن سليمان، فسبحنا) به، فقرأ. وقال أبو بكر الإسماعيلي: لا أتهمه بالكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضاً. وقال أبو بكر الخطيب: رأيت كافة شيوخنا يحتجون به ويخرجونه في الصحيح. وقال محمد بن أحمد بن أبي خيثمة الحافظ: هو ثقة. لو كان بالموصل لخرجتم إليه ولكنه ينطرح عليكم. وقال أبو القاسم حمزة السهمي: سألت أحمد بن عبدان عن الباغندي، فقال: كان يخلط وكان يدلس. وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود. وسألت الدارقطني عنه. فقال: كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع. وسمعت أحمد بن عبدان: سمعت أبا عمرو الراسبي يقول: دخلت أنا وعبد الله بن مظاهر على الباغندي، فأخرج إلينا من تخريجه، فقال له ابن مظاهر: يا أبا بكر، اقبل نصيحتي وادفع إلي تخريجك أغرقه، وأخرج لك ما تصير به أبا بكر بن أبي شيبة. ثم قال لي ابن مظاهر: هذا لا يكذب، ولكنه شره، يقول فيما لم يسمعه: أنبا.

(23/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 444
وقال الدارقطني في الضعفاء: هو مدلس يخلط ويسمع من بعض أصحابه عن شيخ، ثم يسقط ذكر صاحبه. وهو كثير الخطأ. وقال أبو القاسم اللالكائي: يذكر أن الباغندي يسرد الحديث من حفظه كسرد التلاوة السريعة حتى تسقط عمامته. وسمعنا في معجم ابن جميع قال: ثنا أحمد بن محمد بالأهواز، قال: كنا عند إبراهيم الجوزي، وعنده أبو بكر الباغندي ينتقي عليه، فقال له إبراهيم: هو ذا تضجرني. أنت أكثر حديثاً مني وأحفظ. فقال له: قد حبب إلي هذا الحديث. حسبك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فلم أقل له ادع الله لي، وقلت: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث، منصور أو الأعمش فقال: منصور منصور. قال الدارقطني: سمعت أبي يقول إنه سمع أبا بكر الباغندي أملى عليهم في الجامع في حديث: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوياً، بياء مشددة، صحفها. توفي في ذي الحجة من السنة في العشرين منه. وأول سماعه من أبيه سنة سبعٍ وعشرين) ومائتين. محمد بن هارون بن حميد.

(23/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 445
أبو بكر بن المجدر البغدادي. سمع: بشر بن الوليد، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى النرسي، وأبا الربيع الزهراني، ومحمد بن يحيى العدني. وعنه: محمد بن المظفر، وابن حيويه، وأبو الفضل الزهري، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. وكان يعرف بالانحراف عن علي رضي الله عنه. توفي في سلخ ربيع الآخر. وثقه الخطيب. موسى بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن حماد. أبو العباس البزاز المصري. مولى قريش. ينسب إلى ولاء عثمان رضي الله عنه. روى عن: يونس بن عبد الأعلى. وكانت القضاة تقبله ولم يكن بذاك في الحديث. مات في شوال سنة اثنتي عشرة.
4 (الكنى)
أبو محمد الجريري. شيخ الصوفية.

(23/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 446
توفي فيها، وقيل: في السنة الماضية كما مر. وهو من كبار مشايخ الصوفية. واختلف في اسمه، فذكره الخطيب في تاريخه في الأحمدين، فقال: أحمد بن محمد بن الحسن أبو محمد الجريري، سمع شيئاً من السري السقطي. وقيل: اسمه: الحسن بن محمد وقيل: عبد الله بن يحيى. ولا يكاد يعرف إلا بالكنية. كان الجنيد يكرمه ويبجله. وإذا تكلم الجنيد في الحقائق قال: هذا من بابة أبي محمد الجريري. وكان من كبار مشيخة القوم ببغداد. ولما توفي الجنيد أقعدوه في مجلس الجنيد. وقيل: قعد بإشارة الجنيد بذلك.) وقال أبو الحسن بن مقسم: مات الجريري سنة وقعة الهبير. مات عطشاً. بلغنا أنه أحضر إليه شربة، فنظر إلى من حوله وقال: كيف أشرب وهؤلاء يتلفون حولي أعطه من شئت، فإن كان يصح في وقت إيثار، ففي مثل هذا الوقت. قال السلمي في تاريخه: سمعن عبد الله بن علي يقول: سمعت الوجيهي يقول: قال أبو علي الروذباري: قدمت من مكة، فبدأت بالجنيد لكيلا يتغنى، ثم مضيت إلى البيت، فلما سلمت من الفجر إذا هو خلفي في الصف، فقلت: يا أبا القاسم، إنما جئتك أمس ليكلا تتعنى. فقال: هذا حقك، وذاك فضل منك. قال الدارقطني: مات أبو محمد في سنة قطع ابن الجنابي على الوفد في

(23/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 447
الهبير في سنة اثنتي عشرة. زاد غيره: في المحرم. وروى أبو الحسن السيرواني أن أبا محمد الجريري دخل البادية مع أبي العباس بن عطاء عام الهبير، فلما وقعت الفتنة قال له أبو العباس: يا أبا محمد، ادع الله. فقال الجريري: إذا أراد إظهار حكم في عباده قيد ألسنة أوليائه حتى لا يدعوه، فإنه يستحيي أن يردهم. وقيل: إنه وطئته الجمال، فمات حين الواقعة. وقال أحمد بن عطاء الروذباري: اجتزت به بعد سنة وقد يبس، وهو مسند ركبته إلى صدره، وهو يشير بإصبعه إلى الله تعالى.

(23/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 448
4 (وفيات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسماعيل بن خالد. أبو العباس الجرجاني الفارض، الصواف. عن: عباس الدوري، وأحمد بن خالد الدامغاني. وعنه: ابنه محمد، وأبو بكر الإسماعيلي. أحمد بن عبد الله بن سابور. أبو العباس الدقاق.) بغدادي ثقة. سمع: أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا نعيم عبيد بن هشام، ونصر بن علي. وعنه: ابن حيويه، وأبو بكر الأبهري، وابن المقرئ. أحمد بن عبدان الهمداني المقرئ. الزاهد. رحل وسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز. أحمد بن محمد بن بطة بن إسحاق بن إبراهيم المديني.

(23/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 449
ورخه أبو نعيم في تاريخه، ولم يزد. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو العباس الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس. سمع منه، ومن: إسحاق بن راهويه، وشيبان بن فروخ، والربيع بن ثعلب، ووهب بن بقية. وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سهل الصعلوكي، وجماعة غيرهم. توفي في صفر وقد أكثر عنه أبو أحمد الحاكم. إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام. أبو إسحاق الإصبهاني الخصيب. سمع: محمد بن أبي عبد الله المقرئ بمكة، ومحمد بن زياد الزيادي. وعنه: الطبراني، وابن حمزة، وأبو الشيخ، وجماعة. إبراهيم بن محمد بن أيوب البغدادي. أبو القاسم الصائغ. سمع: علي بن أشكاب، والحسن الزعفراني. وسمع من ابن قتيبة تصانيفه. وعنه: علي بن عمر الحربي. وثقه الخطيب.

(23/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 450
إبراهيم بن نجيح. أبو القاسم الفقيه.) كوفي، نزل بغداد. روى عنه: محمد بن إسحاق البكائي. وعنه: محمد بن المظفر، وغيره. وقال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: كان لا يتقدم عليه أحد، وكان من أحفظ الناس للسنن، وكان فقيه الكوفة. صنف كتاباً في السنن، وكان صاحب قرآن وتعبد وصدق، وله حفظ ومعرفة. إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل. راوي المسند عن ابن منيع. يقال فيها. وقد مر سنة عشر.
4 (حرف الثاء)
ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف العوفي السرقسطي. أبو القاسم. سمع: محمد بن وضاح، والخشني، وعبد الله بن مرة، ورحل مع ابنه قاسم فسمعا بمكة من: محمد بن علي الجوهري. وبمصر من: أحمد بن عمر، والبزاز، والنسائي.

(23/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 451
وكان فيما قاله ابن الفرضي: مفتياً، بصيراً بالحديث، والنحو، واللغة، والغريب، والشعر. وتوفي في رمضان وله خمس وتسعون سنة. قلت: كان يمكنه أن يسمع من عبد الملك بن حبيب وطبقته، وله مصنفات مفيدة. ولي قضاء بلده. ورخ ابن يونس وفاته سنة أربع عشرة. وكان ابنه من الأذكياء، مات سنة اثنتين وثلاثمائة.
4 (حرف الجيم)
جماهر بن محمد بن أحمد الدمشقي الأزدي. أبو الأزهر الزملكاني. توفي في المحرم.) سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمود بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وحمزة بن الكناني ووثقه، وأبو بكر بن السني، وجمح بن القاسم، والربعي.
4 (حرف الخاء)
الحسن بن الأزهر بن الحارث بن سكسك. أبو سعيد النياسبوري السكسكي. سمع: إسحاق، وأيوب بن الحسن، والذهلي، وعتيق بن محمد. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وآخرون.

(23/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 452
الحسن بن علي بن موسى المصري. ابن الإبريقي. سمع: محمد بن رمح، وحرملة. توفي في ذي الحجة. الحسن بن محمد بن عبد الله بن شعبة. أبو علي الأنصاري البغدادي. سمع: إسحاق بن شاهين، وحوثرة بن محمد، والأشج، ويعقوب الدورقي. وعنه: أبو عمر بن حيويه، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين. وكان موثقاً. توفي في ذي القعدة. حفص بن عمر بن نجيح الخولاني إلبيري المالكي. كان مدار الفتيا عليه ببلده. سمع: العتبي، وأبان بن عيسى. وفي الرحلة من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وأحمد بن أخي ابن وهب. وحدث عنه ابنه عمر، وغيره.

(23/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 453
4 (حرف الخاء)
الخليل بن أبي رافع.) أبو بكر الواسطي الطحان. أحد المحدثين. سمع: تميم بن المنتصر. وشارك بحشلاً في أكثر شيوخه. وآخر من حدث عنه أبو عبد الله الحسين العلوي. ورخه خميس فيها ظناً.
4 (حرف الزاي)
زكريا بن محمد بن بكار الميداني. أبو يحيى. نيسابوري، صاحب حديث. سمع: يحيى بن محمد الذهلي، وإسماعيل بن قتيبة. وعنه: أبو الحسين بن يعقوب، وأبو أحمد حسينك. زكريا بن يحيى بن حوثرة النيسابوري. أبو يحيى الدهقان. سمع: إسحاق الكوسج، وعلي بن الحسن الذهلي. وعنه: علي بن عيسى، وأبو علي الحافظ.
4 (حرف السين)
سعيد بن سعدان. أبو القاسم الكاتب. بغدادي، صدوق. سمع: ابن أبي الشوارب.

(23/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 454
وعنه: إبراهيم الخرقي، وابن المظفر. توفي في المحرم منها. سليمان بن محمد بن البختري بن عبد الوهاب. أبو أيوب المصري. سمع: سلمة بن شبيب.
4 (حرف الشين)
) شيخ بن عمير بن صالح. روى عن: الزبير بن بكار. وعنه: ابن المقرئ، وأحمد بن جعفر الخلال.
4 (حرف العين)
العباس بن يوسف بن عدي الكوفي. ثم المصري، أبو الفضل. قال: مات أبي ولي سنة. قتل: روى عن: بحر بن نصر الخولاني، وجماعة. روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقرئ. قال ابن يونس: كان ثقة عطاراً. مات في ذي الحجة. عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم. أبو محمد بن سحنون المصري. في المحرم. سمع: حرملة. عبد الله بن إسحاق بن إلياس.

(23/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 455
أبو القاسم النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. وعنه عبد الله بن حمويه، وعبد الرحمن المؤذن، وغيرهما. عبد الله بن الحسين بن حميد بن معقل. أبو محمد القنطري. ورخه ابن مندة. عبد الله بن زيدان بن بريد بن رزين بن الربيع بن قطن البجلي. أبو محمد الكوفي. أحد الثقات والعباد. سمع: هناد بن السري، وأبا كريب، ومحمد بن طريق، ومحمد بن عبيد المحاربي، وإبراهيم) بن يوسف الصيرفي. وعنه: الطبراني، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة كثيرة. قال: محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: توفي يوم جمعة وقت الزوال لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول. وحضره من الناس أمر عظيم. وولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قال: وكان ثقة، حجة، كثير الصمت. كان أكثر كلامه منذ يقعد إلى أن يقوم: يا مقلب القلوب ثبت قلب على طاعتك. لم تر عيني مثله. أخبرت أنه مكث ستين سنة أو نحوها، لم يضع جنبه على مضربة. صاحب صلاة بالليل وكان حسن المذهب، صاحب جماعة. عبد الله بن محمد بن يعقوب بن مهران الإصبهاني الخزاز.

(23/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 456
سمع: عمر بن شبة، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار. وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وابن المقرئ. عبيد اللهب بن أحمد بن عقبة. أبو عمرو الإصبهاني. مجاب الدعوة. سمع: أحمد بن بديل، والحسن الزعفراني. وعنه: أبو حمد القاضي، وأحمد بن عبيد الله بن محمود، وأبو أبي نعيم. عبيد الله بن عثمان. أبو عمر الأموي العثماني. بغدادي صدوق. سمع: علي بن المديني، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: ابن حيويه، وابن المظفر، وعمر بن شاهين، وجماعة. عتيق بن عبد الله بن المتوكل. مصري. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وبحر الخولاني. توفي في ربيع الأول. عثمان بن سهل البغدادي الأدمي. روى عن: الحسن الزعفراني.) روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وعبد الله بن موسى. قال الخطيب: كان ثقة. ثم ورخ موته.

(23/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 457
علي بن سعيد بن عبد الله. أبو الحسن العسكري، بالري. يقال: في هذه السنة، ويقال: في سنة خمس كما مر. علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان. أبو الحسن الغضائري، نزيل حلب. سمع: عبد الله بن معاوية، وبشر بن الوليد، وعبد الأعلى النرسي، وأبا إبراهيم الترجماني، وعبيد الله القواريري، وطائفة. وعنه: عبد الأعلى بن عدي، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة كثيرة. وثقه الخطيب. وروي عنه أنه قال: حججت على رجلي ذاهباً وراجعاً من حلب أربعين حجة. ومات في شوال عن سن عالية. علي بن محمد بن بشار. أبو الحسن البغدادي الزاهد.

(23/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 458
روى عن: صالح ابن الإمام أحمد مسائل. وعن: أبي بكر المروذي. وعنه: أحمد بن محمد بن مقسم، وعلي بن جعفر البجلي، وعمر بن بدر المغازلي. قال ابن بطة: إذا رأيت الرجل البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد بن البربهاري فاعلم أنه صاحب سنة. وروي عن أبي بشار قال: أعرف رجلاً منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك الله ما يشتهي، فلا يجد شيئاً يشتهي. كان ابن بشار من أعيان حنابلة بغداد، وقبره يزار.) عمر بن محمد بن حفص. أبو حفر الوراق. بلخي. يروي عن: إبراهيم بن يوسف.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أبي عون. أبو جعفر النسوري الرياني. وقيده ابن ماكولا: الرياني بالتثقيل، وقال حدث عن أبي مصعب. شيخ ثقة حدث ببغداد ونيسابور.

(23/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 459
سمع: علي بن حجر، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه: يحيى بن منصور، وعبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عمرو بن حمدان، وعبد الباقي بن قانع، وأبو القاسم الطبراني كذا ذكر الخطيب أن الطبراني روى عن أبي جعفر، ولم أجد ذلك، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والغطريفي، ومحمد بن محمد بن سمعان، وآخرون. وثقه الخطيب. وقيل فيه: الرياني بالتشديد، وقيل: الذراني وهو أصح، والرذان من أعمال نسأ. قال الحاكم: سألت ابن ابنه ونحن بالرذان عن وفاة جده، فقال: سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن المؤمل بن أبان. أبو عبيد الصيرفي. بغدادي، سمع: أباه، والفضل الرغامي، والقاسم بن هاشم السمسار. وعنه: الجعابي، وابن حيويه، وأبو الحسن الجراحي. محمد بن أحمد بن هشام. أبو نصر الطالقاني.

(23/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 460
سمع: محمد بن يحيى الأزدي، وفتح بن شخرف. وعنه: علي الحربي، وأبو حفص بن شاهين.) وثقه الخطيب. محمد بن أحمد. أبو عبد الله القرطبي. سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان فقيهاً حافظاً للرأي. صنف كتاباً في الأحكام وما يجب على الحكام علمه. محمد بن أحمد بن خراشالبغدادي. عن: بشر بن الوليد. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو الفتح الأزدي. محمد بن إبراهيم بن زياد. أبو عبد الله الرازي الطياليسي. كان جوالاً في الآفاق. حدث ببغداد ومصر. وسكن قرميسين. وعمر دهراً.

(23/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 461
وحدث عن: إبراهيم بن موسى، والمعافى بن سليمان الرسغني، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عمر القواريري، وغيرهم. وعنه: ابن صاعد، ومكرم القاضي، ومحمد بن عمر الجعابي، وجماعة. قال أبو أحمد الحاكم: لو اقتصر على سماعه، لكنه حدث عن ناس لم يدركهم. وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث. بقي إلى سنة ثلاث عشرة هذه. محمد بن إبراهيم. أبو جعفر البرتي الأطروش الكاتب. سمع: يحيى بن أكثم، ومحمد بن حاتم الزمي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن النحاس، وابن البواب، وعلي الحربي، وجماعة. محمد بن إدريس بن إياس. أبو لبيد السامي السرخسي.

(23/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 462
رحل، وسمع: سويد بن سعيد، وأبا مصعب الزهري، وأبا كريب، وإسحاق بن أبي إسرائيل،) وهناد بن السري، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو سعيد محمد بن بشر الكرابيسي البصري وقع لنا جزء عال من حديثه عنه، وزاهر بن أحمد الفقيه، وإبراهيم بن محمد الهروي الوراق، وآخرون. وسمع منه من القدماء: أحمد بن سلمة، وإمام الأئمة ابن خزيمة. ورحل الناس إليه لسنده وثقته. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي. مولاهم النيسابوري، أبو العباس السراج الحافظ، محدث خراسان ومسندها. رأى يحيى بن يحيى النيسابوري. وسمع: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، ومحمد بن إبراهيم البلخيين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عمرو زنيج، وأبا كريب، ومحمد بن بكار، وداود بن رشيد، وخلقاً من طبقتهم، وخلقاً من طبقة أخرى بعدهم. روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو حاتم الرازي، وأبو بكر بن أبي الدنيا وهم من شيوخه، وأبو العباس بن عقدة، وأبو حاتم بن حبان، وأبو إسحاق المزكي، وأحمد بن محمد الصندوقي، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه،

(23/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 463
وأحمد بن محمد البحيري، وأبو الوفا أحمد بن محمد المزكي، والحسن بن أحمد المخلدي، والحسين بن علي التميمي حسينك، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، وأبو بكر بن مهران المقرئ، وخلق كثير آخرهم أبو الحسين الخفاف. قال أبو إسحاق المزكي: سمعته يقول: ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيت عنه اثنتي عشرة ألف أضحية. وقال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحي في كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يصيح بأصحاب الحديث فيأكلون. وكان الأستاذ أبو سهل الصعلوكي يقول: ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الأوحد في فنه، الأكمل في وزنه. قلت: وكان كثير الأموال والثروة. قال الحاكم: نا أبو أحمد بن أبي الحسن قال: أرسلني ابن خزيمة إلى أبي العباس السراج فقال:) قل له أمسك عن ذكر أبي حنيفة وأصحابه، فإن أهل البلد قد شوشوا. فأديبت الرسالة فزبرني. قال أبو سهل الصعلوكي: كنا نقول: السراج كالسراج. قال الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: لما وقع من أمر الكلابية ما وقع بنيسابور، كان السراج يمتحن أولاد الناس، فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامني من المجلس مرة، فقال: قل: أنا أبرأ إلى الله من الكلابية. فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز. فضحك وقال: دعوا هذا. قال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول للسراج: لو دخلت على الأمير ونصحته. قال: فجاء وعنده أبو عمرو فقال: هذا شيخنا وأكبرنا، وقد حضر لينتفع الأمير بكلامه. فقال السراج: أيها الأمير، إن الإقامة كانت فرادى، وهي كذا بالحرمين،

(23/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 464
وفي جامعنا مثنى مثنى. وإن الدين خرج من الحرمين، فإن رأيت أن تأمر بالإفراد. قال: فخجل الأمير وأبو عمر والجماعة، إذ كانوا قصدوه في أمر البلد. فلما خرج عاتبوه فقال: استحييت من الله أن أسأل أمر الدنيا وأدع أمر الدين. وقال أبو عبد الله بن الأخرم: استعان بي السراج في التخريج على صحيح مسلم، فكنت أتحير من كثرة حديثه وحسن أصوله وكان إذا وجد حديثاً عالياً في الباب يقول: لا بد من أن تكتب هذا. فأقول: ليس من شرط صاحبنا. فيقول: فشفعني في هذا الحديث الواحد. وقال أبو عمرو بن نجيد: رأيت السراج يركب حماره، وعباس المستملي بين يديه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقول: يا عباس غير كذا، إكسر كذا. وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن سمعت السراج غير مرة إذا مر بالسوق يقول: العنوا الزعفراني، فيضج الناس بلعنه، حتى ضيق عليه نيسابور، وخرج إلى بخارى. توفي السراج إلى رحمة الله في ربيع الآخر، وله سبع وتسعون سنة.) محمد بن تمام بن صالح. أبو بكر البهراني الحمصي. سمع: محمد بن مصفى، والمسيب بن واضح، ومحمد بن قدامة، وعبد الله بن خبيق، الإنطاكي، ونحوهم.

(23/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 465
وعنه: عبد الله بن عدي، والحسن بن منير، والفضل بن جعفر المؤذن، وأبو بكر الربعي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. توفي في رجب. قال ابن مندة: حدث عن محمد بن آدم المصيصي بمناكير. محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم. أبو قريش الحافظ. صنف المسندين على الأبواب، وعلى الرجال. وصنف حديث مالك، وشعبة، والثوري. وكان متقناً، يذاكر بحديث هؤلاء. سمع: محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن منيع، ويحيى بن حكيم، وعبد الجبار بن العلاء، وأبا الأشعث، وأبا كريب، ومحمد بن زنبور، وطائفة سواهم. وانتشر حديثه بخراسان. روى عنه: أبو بكر الشافعي البغدادي، وأبو علي النيسابوري، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو أحمد الحاكم، وأبو حامد أحمد بن سهل الأنصاري، وأمثال هؤلاء. توفي بقهستان في عشر التسعين. محمد بن حفص بن محمد بن يزيد النيسابوري الشعراني. أبو عبد الله.

(23/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 466
شيخ ثقة، سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وأبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن أبي عثمان الزاهد. وزاهر بن أحمد، وجماعة. وأصله من جوين.) محمد بن حمويه بن عباد. أبو بكر النيسابوري السراج. ويعرف أيضاً بالطهماني، لجمعه حديث إبراهيم بن طهمان. سمع: أحمد بن حفص، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد النيسابوري. وسمع بعد ذلك بالعراق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. محمد بن حشنام. أبو عبد الرحمن النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وأبا سعيد الأشج. وأبا علي الزعفراني. وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وجماعة. محمد بن سلم بن يزيد الواسطي. أبو جعفر. حدث ببغداد عن: شعيب الصريفيني، وأحمد بن سنان. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الأبهري. وكان مؤدباً صالحاً. محمد بن سهل بن الصباح.

(23/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 467
أبو جعفر الإصبهاني المعدل. سمع: سلمة بن شبيب، وحميد بن مسعدة، وأبا حفص الفلاس. وكان أحمد بن الفرات يحترمه، ويصحح سماعه منه بيده. روى عنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن حيان، وأبو بكر بن المقرئ. توفي في ذي القعدة. محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل. أبو علي الشيباني. نشأ بإصبهان، وسكن بغداد. وروى عن: عمه أبي بكر، وأسيد بن عاصم، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وابن المظفر، وجماعة. توفي في ربيع الأول. محمد بن عبدة بن حرب. أبو عبيد الله البصري العباداني القاضي. روى عن: إبراهيم بن الحجاج، وكامل بن طلحة، وعلي بن المديني، وهدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد، وطائفة كبيرة. وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وعلي بن لؤلؤ، وأبو حفص بن الزيجات، وعلي الحربي. قال الحسن بن إبراهيم بن زولاق في تاريخ قضاة مصر: أقامت مصر

(23/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 468
بعد بكار بن قتيبة بغير قاض ثلاث سنين، ثم ولى خمارويه أبا عبيد الله محمد بن عبدة المظالم بمصر. فنظر بين الناس إلى آخر سنة سبع وسبعين ومائتين، ثم ولاه القضاء، فأخبرنا محمد بن الربيع قال: ثم ولي محمد بن عبدة، فأظهر كتابه من قبل المعتمد. وكان جباراً متملكاً سخياً جواداً مفضلاً. وذكر أنه كان له مائة مملوك ما بين خصي وفحل وكان يذهب إلى قول أبي حنيفة. وكان عارفاً بالحديث. واستكتب أبا جعفر الطحاوي، واستخلفه وأغناه. وكان الشهود يرهبون أبا عبيد الله ويخافونه. وابتنى داراً هائلة، فحكي عنه أنه قال: أنفقت في هذه الدويرة مائة ألف دينار سوى الثمن. ودرهمي دينار. والسعيد من قضى لي حاجة. وكان مهيباً. وكان خمارويه، يعني السلطان، يعظمه ويجله، ويجري عليه في كل شهر ثلاثة آلاف دينار. وكان ينظر في القضاء والمظالم والمواريث والحسبة والأحباس. وكان له مجلس في الفقه، ومجلس في الحديث. وحدث إبراهيم بن أحمد المعدل، أن أبا عبيد الله وهب لرجل من أهل مصر اختلت حاله لا يعرفه في ساعة واحدة ما بلغه ألف دينار. وكان يطعم الناس في داره في العيد، فقل من يتأخر عنه من الكبار. قال: وتأخر بعض الشهود عن مجلسه، فأمر بحبسه. وكان الطحاوي يكتب له ويحلفه ويقول بحضرته للخصوم: من مذهب القاضي أيده الله كذا، ومن مذهبه كذا حاملاً عنه المؤونة وملقناً) له. قال: وأحس أبو عبد الله تيهاً من الطحاوي فقال: ما هذا الذي أنت فيه والله لأن أرسلت بقصبة في حارتك لترين الناس يقولون: هذه قصبة القاضي. وحدث بمصر وبغداد. وكانت له ببغداد لوثة مع أصحاب الحديث.

(23/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 469
إلى أن قال ابن زولاق: وكان هذا القاضي قوي القلب واللسان. رأى من أبي الجيش خمارويه انكساراً فقال له: ما الخبر فشكى إليه ضيق المال واستئثار القواد بالضياع، فخرج إليهم القاضي وهم في موضع من الدار، فائق، وصافي، وبدر، وجماعة، فقال: ما هذا الذي يلقاه الأمير والله أشد السيف والمنطقة وأحمل عنه، ثم وافقهم على أمور رضيها أبو الجيش، وشكره عليها. حدثني بذلك سليمان بن داود المحدث. ولم يزل أمر أبي عبيد الله يقوى إلى أن زالت أيامه، وانحرف أهل البلد عن أصحابه وشنعوهم. ولم يزل على حاله حتى قتل أبو الجيش بدمشق، ووصل تابوته إلى مصر، وصلى عليه أبو عبيد الله القاضي. ثم جرت أمور، واختفى القاضي في داره مدة سنتين، ورضوا منه بالجلوس في داره، فكانت مدة ولايته سبع سنين سوى شهر. ثم إنه ظهر وتغيرت الدولة، وتولى قضاء مصر ثانياً في سنة اثنتين وتسعين، فحكم شهرين، وتوجه إلى بغداد. قال البرقاني: هو من المتروكين. ورماه ابن عدي بالكذب، وسمع منه بالموصل وبغداد. محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى. أبو يزيد المديني الخالدي المروزي الميرماهاني. سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمود

(23/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 470
بن غيلان، وأحمد بن حميد الرازي، وعلي بن حجر. وعنه: أبو بكر أحمد بن علي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن عدي، ومحمد بن) الحسين الحدادي. توفي في المحرم. وحدث بنيسابور سنة خمس وثمانين ومائتين. وروى عن إسحاق تفسيره. وعاش ستاً وثمانين سنة. وحديثه يقع عالياً في تصانيف محيي السنة. أما: محمد بن يحيى بن خالد بن مهران النيسابوري. ابن أخت سلمة بن شبيب، فقد سمع هذا الثاني من: إسحاق، وابن رافع. وحدث في حدود التسعين ومائتين.
4 (حرف الياء)
يحيى بن محمد بن محمد بن زياد الكلبي البغدادي. نزيل دقانية، وبيت سوا. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن مثنى. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الربعي، وغيرهما. يوسف بن يعقوب الواسطي ابن الحسين.

(23/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 471
أبو بكر الأصم المقرئ. إمام جامع واسط ومقرئها. قرأ علي: يحيى بن محمد العليمي، عن أبي بكر، وحماد بن شعيب، عن عاصم. وقرأ على شعيب بن أيوب الصريفيني. قرأ عليه: أبو الحسن علي بن محمد بن خليع القلانسي، وأبو القاسم يوسف بن محمد الضرير شيخ أبي العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن عصام، وعلي بن منصور الشعيري، والحسن بن سعيد المطوعي، وعثمان بن أحمد بن سمعان المجاشعي وهما ويوسف شيوخ الكازريني. وقرأ عليه أيضاً: إبراهيم بن عبد الرحمن البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش. ورحل القراء من الأمصار للأخذ عنه، منهم أبو أحمد السامري.) وسمع: محمد بن خالد بن عبد الله الطحان. وعنه: ابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم. قال ابن خليع: كان شيخنا حسن الأخذ. قرأت عليه وله نيف وتسعون سنة. وقال القصاع: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وكان مولده في شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين. كان يقول: قرأت على يحيى العليمي في سنة أربعين وإحدى وأربعين، وتوفي في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة. وقد ضعف، قال لنا: قرأت على حماد بن أبي زياد شعيب، وكان فاضلاً جليلاً، سنة سبعين ومائة، وقرأ على عاصم. وقرأت بعده على أبي بكر بن عياش. يوسف بن يعقوب. أبو عمرو النيسابوري.

(23/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 472
4 (وفيات سنة أربع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن جعفر بن نصر الرازي. أبو العباس الحمال. من بقايا الشيوخ. قال الخليلي: ثقة. سمع: عمرو بن رافع القزويني. ومحمد بن حميد، وعلي بن هاشم بن مرزوق. ثم أرخ وفاته. روى عنه جماعة. واشتهر. أحمد بن عبيد الله بن عمار. أبو العباس الثقفي البغدادي الكاتب المعروف بحمار العزير. شيعي، له مصنفات في مقاتل الطالبيين. روى عن: عثمان بن أبي شيبة، وعمر بن شبة. وعنه: الجعابي، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهما.

(23/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 473
أحمد بن عبدوس بن حمدويه الصفار النيسابوري.) سمع من: إسحاق الكوسج، وأيوب بن الحسن. وعنه: علي بن عيسى، وأبو إسحاق المزكي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي. أبو بكر الذهبي. نزيل نيسابور. وبها عقبه. سمع: حجاج بن يوسف الشاعر، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، وسلم بن جنادة، وأحمد بن سعيد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ مع سوء رأيه فيه، ومحمد بن جعفر البستي، ومحمد بن أحمد الغطريفي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن عبد الله القزاز، وأبو محمد المخلدي، وجماعة. قال الحاكم: وقع إلي من كتبه بخطه وفيها عجائب. قلت: وقد سكن جرجان قليلاً، وسمع منه أهلها. قال الإسماعيلي: كان مشتهراً بالشراب. أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن المنكدر القرشي التيمي.

(23/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 474
أبو بكر المنكدري. ولد بالمدينة ونشأ بالحرمين، وسكن البصرة، ثم إصبهان، ثم الري، ثم نيسابور. وسمع: عبد الجبار بن العلاء، وهارون بن إسحاق، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وأبا زرعة، وخلق سواهم. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن خالد المطوعي ببخارى، ومحمد بن مأمون الحافظ المروزي، وآخرون كثيرون. وتوفي بمرو. قال الحاكم: له أفراد وعجائب يضعفه بذلك. وممن روى عنه: ابنه عبد الواحد، ومحمد بن علي بن الشاه. أحمد بن محمد بن الفضل. أبو الحسن السجستاني، نزيل دمشق.) حدث عن: محمد بن عبد الله المقرئ، وعلي بن خشرم، ونصر بن علي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وجماعة. وعنه: جمح بن القاسم، ومحمد الربعي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر الأبهري، وآخرون. وتوفي في جمادى الآخرة، ولا أعلم فيه جرحاً. فخلاف الجرجاني والأيلي سميييه وقرينيه، فإنهما ذاهبان. إبراهيم بن محمد بن الضحاك. أبو إسحاق الفارسي الأعور.

(23/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 475
نزيل مصر. لا بأس به. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن سنجر. توفي في رجب. روى عنه ابن يونس، وغيره. إسحاق بن إبراهيم بن الخليل. أبو يعقوب البغدادي الجلاب. سمع: أبا بكر بن أبي شيبة، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: أبو الحسين بن البواب، وابن شاهين، وجماعة. وثقه الخطيب.
4 (حرف الياء)
بكر بن عمرو. أبو القاسم الشيرواني البخاري. عن: زكريا بن يحيى بن أسد، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وهو من قرية شيروان.
4 (حرف الثاء)
ثابت بن حزم السرقسطي. مر في سنة ثلاث عشرة.

(23/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 476
4 (حرف الحاء)
) حاتم بن أحمد بن محمود بن عفان بن خازم. أبو سعيد الكندي. ذكره ابن ماكولا في خازم، بمعجمتين، فقال فيه: الكندي الصيرفي البخاري. حدث عن: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن حفص بن عبد الله، وأحمد بن يوسف. وعنه: أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، ومكي بن إسحاق. مات في سابع رمضان من السنة. الحسن بن صاحب بن حميد. أبو علي الشاشي الحافظ. طواف جوال. سمع: علي بن خشرم، وعمرو بن عبد الله الأودي، وإسحاق الكوسج، وأبا زرعة الرازي، ومحمد بن عوف. وعنه: الجعابي، وأبو بكر الوراق، وابن المظفر، وجماعة. وكان ثقة. توفي بالشاش. أرخه الخطيب ونعته بالحفظ الخليلي. الحسن بن محمد بن دكه.

(23/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 477
أبو علي الإصبهاني. سمع: لويناً، وحميد بن مسعدة، وأبا حفص الفلاس. وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جشنس المعدل، وأبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن يوسف الخشاب، وجماعة. وكان ثقة.
4 (حرف السين)
سعيد النوبي. توفي في صفر ببغداد.) وكان بواب دار الخلافة، وإليه ينسب باب النوبي. وولي الباب بعده أخوه يوسف. سعيد بن الحسن بن شداد المسمعي. أبو عثمان الناجم. من فحول الشعراء، صحب ابن الرومي، وغيره. سعدون بن طالوت الأندلسي. له رحلة ورواية. وعمر حتى جاوز المائة. مات بالأندلس سنة أربع عشرة، قاله أبو سعد بن يونس.

(23/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 478
سلمة بن النضر بن سواد. أبو النصر البستي الخلقاني. سليمان بن داود بن كثير بن وقدان. أبو محمد الطوسي، نزيل بغداد. سمع: أبا همام السكوني، وإسماعيل بن أبي كريمة، وسوار بن عبد الله العنبري، ولويناً. وعنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الفضل الزهري، وعمر بن شاهين. وكان صدوقاً.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن يحيى بن الحسين. أبو القاسم العلوي المدني. عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بن المقرئ.
4 (حرف العين)
عامر بن خريم بن محمد المري. أبو القاسم الدمشقي. سمع: أبا إسحاق الجوزجاني، وإبراهيم بن هشام بن ملاس، وأحمد بن

(23/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 479
محمد بن أبي الحناجر.) وعنه: بكر بن شعيب، ومحمد بن المظفر، وجمح بن القاسم، وابن المقرئ، وآخرون. قال ابن المقرئ: كان ثقة أميناً محسناً إلي. العباس بن يوسف الشكلي. أبو الفضل البغدادي الصوفي. سمع: سرياً السقطي، وعلي بن الموفق، وأبا أمية الطرسوسي، وجماعة. وكان من مشاهير الشيوخ. روى عنه: ابن شاهين، وأبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وعبد الله بن عدي، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وجماعة. وهو مقبول الرواية. عبد الله بن محمد الخاقاني ابن الوزير أبي علي ابن الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان.

(23/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 480
الوزير الكبير أبو القاسم. وزر للمقتدر بعد ابن الفرات نحواً من سنة، ثم قبض عليه في رمضان سنة ثلاث عشرة، ووكل به في منزله، فتعلل شهراً. مات في رجب. عبد الله بن محمد بن داود. أبو محمد النيسابوري الدهان. سمع: محمد بن أسلم الطوسي، وأحمد بن سعيد الدارمي، والذهلي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو إسحاق المزكي. عبد الله بن محمد بن هاشم بن طرماح. أبو محمد الطوسي. كان وجه طوس، ورئيسها ومحدثها. وكذلك ابنه أبو القاسم وابن ابنه أبو منصور بن أبي القاسم. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. وعنه: أبو علي النيسابوري، وجماعة.) علي بن إسماعيل بن كعب الدقاق. روى عن: أبي حفص الفلاس، وابن المنادي. وعنه: عمر بن شاهين، ومحمد بن الشخير. وثقه الخطيب. علي بن محمد بن العلاء. أبو الحسن النيسابوري القبابي. وقباب محلة بنيسابور.

(23/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 481
سمع: إسحاق الكوسج، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن حفص، وعمار بن رجاء. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأبو علي الحافظ، وجماعة. علي بن أبي مروان بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن حماد. أبو الحسين المصري. روى عن: عيسى بن حماد، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وغيرهما. توفي في ذي القعدة. عليم بن أحمد بن عبد الأحد بن الليث. أبو السميدع المصري القتباني.
4 (حرف الفاء)
الفتح بن إدريس بن نصر الكاتب. توفي في المحرم. الفضل بن إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة محمد بن إسحاق. سمع: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي. وعنه: ابنه محمد، وحسين بن علي التميمي، وجماعة.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم المديني. المؤذن أبو بكر. مكثر عن أبيه وعمه محمد بن عامر عن أبيهما.) وعنه: أبو الشيخ، والطبراني، وابن المقرئ، ومحمد بن حسن بن معاذ.

(23/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 482
محمد بن جعفر بن بكر. أبو الحسين بن الخوارزمي. سمع: عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. وعنه: محمد بن جعفر زوج الحرة، وابن شاهين، وغيرهما. وكان ثقة. محمد بن حبش. أبو بكر البغدادي الواعظ الضرير. نزيل مصر. كان يعظ ويقرأ بصوت شجي يقع في القلوب، ويصلي بالناس التراويح في الجامع. محمد بن حبش بن مسعود. أبو بكر السراج. عن: لوين، وخلاد بن أسلم. وعنه: إبراهيم بن بشران، وأبو محمد بن معروف القاضي، وابن المقرئ. صدوق، بغدادي. بقي إلى هذا العام تقريباً. محمد بن حزره بن عبد الوارث. أبو عبد الله المهري الصعيدي.

(23/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 483
سمع: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي في شعبان. محمد بن عاصم بن ياسين بن عبد الأحد القتباني المصري. سمع: الربيع بن سليمان. محمد بن علي بن حسن بن الخليل. أبو عمرو النيسابوري القطان. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا عبيد الله الوهبي،) وعمرو بن عبد الله الأودي. وعنه: أبو بكر بن جعفر، وإسماعيل بن نجيد، وأبو إسحاق المزكي. محمد بن علي بن حسن بن علي بن حرب. قاضي طبرية. سمع: عقبة بن مكرم، وأيوب الوزان، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وأبا بكر بن أبي دجانة، وابن المقرئ، والأبهري، وأبو حفص الزيات. كناه بعضهم: أبا الفضل، وبعضهم: أبا الحسن. مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وثقه الدارقطني. وحدث بالشام، والعراق. محمد بن عمر بن عبد الله بن حسن بن حفص الهمداني الذكواني. أبو عبد الله الإصبهاني المعدل الثقة.

(23/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 484
سمع: أحمد بن عصام، وأحمد بن منصور الرمادي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: ابنه عبد الله، وحفيده علي بن عبد الله، وإبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ. محمد بن محمد بن الأشعث. أبو علي الكوفي المصري. توفي في جمادى الآخرة. قال ابن عدي: كتبت عنه، وحمله شدة ميله إلى التشيع على أن أخرج لنا نسخة عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، نحو ألف حديث، عامتها مناكير. وروى عنه: ابن المقرئ، وغيره. محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر.

(23/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 485
أبو الحسن الباهلي البغدادي. نزل مصر، وسمع: حفص بن عمر الدوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن إبراهيم) الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وعبيد الله بن محمد بن خلف البزاز، وأحمد بن محمد المهندس، وأبو الطيب العباس بن أحمد الهاشمي، وأبو بكر المقرئ، وآخرون. قال ابن يونس: كان ثقة ثبتاً، صاحب حديث، متقللاً من الدنيا. توفي في ربيع الآخر. وقال حمزة الكناني: سمعت محمد بن محمد الباهلي يقول: بضاعتي قليلة، والله يجعل فيها البركة. قلت: وقد سمعت من محمود بن خالد بدمشق. وقرأ على الدوري القرآن. محمد بن محمد بن يوسف البخاري. أبو ذر القاضي. حدث بهراة وغيرها عن: أحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وجماعة. ولي قضاء خراسان. وكان ينتحل الحديث ويذب عن السنة. أملى، وحضر مجلسه ابن خزيمة، وأبو العباس السراج. وهو والد الزاهد القدوة أبي الحسن. محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة.

(23/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 486
الإمام الكبير أبو عبد الله القرطبي. مولى آل عبيد الله بن عثمان. عن: عبد الله بن خالد، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، والعتبي، وأصبغ بن خليل، ومحمد بن وضاح الأندلسيين. وكان إماماً في الفقه، مقدماً على أهل زمانه في الفتوى، كبير الشأن، حافظاً لأخبار الأندلس، أديباً وشاعراً. ولي الصلاة بقرطبة. وروى عنه خلق كثير وتفقهوا به. ولم يكن له حذق بالحديث. كان يحدث بالمعنى. توفي في شعبان. ومولده سنة خمس وعشرين ومائتين.) محمود بن عنبر بن نعيم الأزدي. أبو العباس النسفي. ثقة جليل. روى عن: محمد بن أبان، ومحمود بن مهدي، وعبد بن حميد، والبخاري. وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، وبكر بن محمد، وشاه بن محمد، ومحمد بن عثمان بن إسحاق. ترجمه أبو سعد الإدريسي وقال: حدثوني عنه.
4 (حرف النون)
نصر بن القاسم بن نصر.

(23/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 487
أبو الليث الفرائضي الحنفي البغدادي. سمع: سريج بن يونس، وعبد الأعلى بن حماد، وعبيد الله القواريري، وابن أبي شيبة. وعنه: أبو الحسين بن البواب، وأبو الفضل الزهري، وابن شاهين، وجماعة. وكان ثقة فقيهاً علامة، بصيراً بقراءة أبي عمرو.
4 (حرف الياء)
يحيى بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري. من رؤساء البلد. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قتل في محرابه ليلة الجمعة في رمضان. وهو عم حسينك. يعقوب بن محمود النيسابوري. أبو يوسف. من كبار قراء نيسابور. سمع: الذهلي، وأحمد بن حفص، وأحمد بن الأزهر. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.

(23/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 488
4 (وفيات سنة خمس عشرة وثلاثمائة)
)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن صالح. أبو الحسين النيسابوري الميداني. سمع: محمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو الوليد حسان بن محمد، وغيره. أحمد بن حمدويه بن موسى. أبو حامد النيسابوري، المؤذن الفامي الزاهد. جاور بمكة خمس سنين، ورابط بطرسوس ثلاث سنين. وكان كثير الغزو، محسناً إلى المحدثين. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، وأبا حاتم الرازي، وأبا داود السجستاني، وجماعة. وعنه: ابنه أبو سعيد، وأبو الطيب المذكر، وغيرهما. أحمد بن الخضر المروزي. عن: محمد بن عبدة المروزي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وغيرهما. أرخه الحاكم في هذه السنة. أحمد بن زكريا.

(23/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 489
أبو بكر البغدادي النحاس. ويعرف بابن الرواس. سمع: أبا هارون الفلاس، وسعيد بن يحيى الأموي. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. أحمد بن سعيد بن مرابة. أبو بكر الخراز. سمع: محمد بن عبد الملك الدقيقي، والرمادي. وعنه: ابن حيويه، وابن شاهين. ثقة. أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار.) أبو بكر الرازي ثم النيسابوري الحافظ. صاحب التصانيف. سكن أبوه نيسابور فولد هو بها. وسمع: السري بن خزئمة، وأبا حاتم الرازي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبا قلابة عبد الملك بن محمد، والحسن بن سلام، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وعبد الله بن أبي مسرة، وطبقتهم. وله رحلة واسعة. روى عنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وطائفة سواهم. وقال ابن عقدة: ثنا هذا وكان من الحفاظ. قلت: وعاش أربعاً وخمسين سنة. وكان من كبار أئمة الحديث بخراسان.

(23/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 490
مات بالطابران من طوس. أحمد بن محمد بن الحسن الربعي الخزاز. سمع: عيسى بن حماد زغبة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاذان، وابن شاهين. وكان قثة. توفي في جمادى الآخرة ببغداد. أحمد بن الوليد. أبو عبد الله الأزدي. بغدادي، روى عن: محمد بن حرب النشاستجي، وأحمد بن سنان القطان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعدة. صدوق، محدث. إبراهيم بن السري بن يحيى. أبو القاسم التميمي النحوي الإخباري المؤدب. كوفي، توفي في صفر، وله ثمان وسبعون سنة. أثنى عليه ابن حماد الحافظ. إبراهيم بن نصر بن عنبر بن شاهويه. أبو إسحاق الضبي المروزي. سمع: علي بن خشرم، وعبد الله الدارمي، وجماعة.) إسحاق بن أحمد الكاغدي. كتب تقريباً.

(23/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 491
إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث النيسابوري القطان. أبو إبراهيم. سمع: إسحاق بن موسى الخطمي، ومحمد بن رافع، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: أبو الوليد حسان الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو علي الحافظ. وعمر إحدى وتسعين سنة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن محمد بن الحسن بن إبراهيم. أبو علي الجنابذي الفقيه المتكلم. ولي قضاء نيسابور، وسمع: علي بن الحسن الهلالي، وأبا حاتم الرازي، وأبا قلابة الرقاشي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الوليد الفقيه. وكان من دهاة الناس وعقلائهم.

(23/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 492
وجنابذ من قرى نيسابور، منها جماعة فضلاء. الحسن بن محمد بن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي. أبو الحسين. ثقة. سمع: علي بن خشرم، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وعلي بن عمر الحربي. وثقه الخطيب، وأرخه ابن قانع. الحسين بن سعيد بن غندر القرشي. سمع: هارون بن إسحاق الهمداني، ونحوه. وعنه: ابن حيويه، وأبو بكر أحمد بن شاذان. الحسين بن محمد بن مصعب بن زريق.) أبو علي السنجي الحافظ. عن: علي بن خشرم، ويحيى بن حكيم المقوم، وخلق. كان يقال: ما بخراسان أكثر حديثاً منه. كف بصره، وكان لا يحدث أهل الرأي إلا بعد الجهد. وروى عن: ابن قهزاد، وطبقته. وعنه: زاهر السرخسي، وأبو حامد النعيمي.

(23/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 493
الحسين بن محمد بن محمد بن عفير. أبو عبد الله البغدادي الأنصاري. سمع: لويناً، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، وجماعة. وثقه الدارقطني. ومات في صفر. الحسين بن عبد الله الجوهري بن الجصاص. ترجمته في الحوادث.
4 (حرف السين)
سلم بن معاذ بن السلم بن الفضل. أبو الليث التميمي الدمشقي القصير. رحل، وسمع من: شعيب الصريفيني، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عوف الحمصي. وعنه: جمح والفضل والمؤذنان، وأبو أحمد الحاكم. سهل بن إدريس. شيخ خراسان. سمع من: سلمة بن شبيب. وحدث.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي.

(23/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 494
سمع بنيسابور: أحمد بن حفص السلمي.) وعنه: ابنه محمد، وأبو علي النيسابوري. وفلق: قرية بقرب نيسابور.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص. أبو القاسم. بغدادي، ثقة. سمع: بنداراً، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن زياد الزيادي، وعبده بن عبد الله. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين. عبد الله بن أحمد بن يوسف بن حيان.

(23/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 495
أبو محمد الهمذاني، مولى بني هاشم. إمام الجامع. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: جبريل بن محمد، وعبد الرحمن الأنماطي، وأهل همذان. قال شيرويه: كان ثقة، لم يكن بهمذان في وقته أحفظ منه. عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. وعنه: ابن أخيه الحسين، وابنه أبو نصر. عبد الله بن محمد بن جعفر. أبو القاسم القزويني، الفقيه الشافعي. ولي نيابة الحكم بدمشق، ثم ولي قضاء الرملة، ثم سكن مصر. وحدث عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عوف الجمحي، والربيع بن سليمان المرادي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن السقا الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وابن عدي، ويوسف الميانجي، ومحمد بن المظفر، وجماعة. وقال ابن المقرئ: رأيتهم يضعفونه وينكرون عليه أشياء.)

(23/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 496
وقال ابن يونس: كان محموداً فيما يتولى. وكانت له حلقة للإشغال بمصر وللرواية. وكان يظهر عبادة وورعاً. وكان قد ثقل سمعه شديداً. وكان يفهم الحديث ويحفظ، ويجتمع إلى داره الحفاظ، ويملي عليهم. ويجتمع في مجلسه جمع عظيم. وقال الحاكم: سألت الدارقطني، عن عبد الله بن محمد القزويني بمصر فقال: كذاب. وضع لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث. وقال ابن عساكر: قرأت بخط إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي محتسب دمشق: سمعت الدارقطني يقول: عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني كذاب، ألف سنن الشافعي، وفيها نحو مائتي حديث لم يحدث بها الشافعي. وقال: خلط في آخر عمره، ووضع أحاديث على متون فافتضح. قلت: وضعفه جماعة، واتهمه آخرون. قال ابن يونس: خرقت الكتب في وجهه، وتركوا مجلسه. وقال الدارقطني: كذاب. عبد الله بن محمد بن صبيح. أبو محمد العمري النيسابوري الجوهري. محدث، ناسك، مصنف، رحال. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر. وعنه: أبو عمرو بن حمدان، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبدان. أبو مسعود العسكري.

(23/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 497
إصبهاني، سمع: لويناً، ومحمد بن عيسى المقرئ، وسلمة بن شبيب. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر. عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب. أبو محمد الشعيري الضرير. بغدادي، يعرف برنجي. سمع: عبد الأعلى بن حماد، والحسين بن حريث، وأبا هشام الرفاعي. وعنه: علي بن لؤلؤ، وأبو الحسن بن البواب، وعمر بن شاهين.) مات ليلة عيد الفطر. عبد الواحد بن حمدون المري الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، وغيره. علي بن سليمان بن الفضل البغدادي. أبو الحسن النحوي الأخفش الصغير.

(23/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 498
سمع: أبا العيناء، وثعلباً، والمبرد، والفضل اليزيدي. وتصدر للإفادة. قال المرزباني: ما علمته صنف شيئاً، ولا قال شعراً. وقال ابن النديم: له كتاب الأنواء، وكتاب التثنية. ولابن الرومي فيه هجاء. روى عنه: علي بن هارون القرميسيني، والمعافى الجريري، وأبو عبد الله المرزباني. وكان ثقة. سافر قبل الثلاثمائة إلى مصر، وحلب. وحصل له إضاقة في آخر أيامه، حتى قيل إنه لازم أكل الشلجم، فقبض عليه قلبه فمات. ولم يكن متسعاً في الأدب.
4 (حرف الفاء)
الفتح بن إدريس الإصبهاني الكاتب. سمع: لويناً، ومحمد بن يحيى الزماني، وحميد بن مسعدة. وعنه: محمد بن جعفر بن يوسف، والحسن بن إسحاق.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن إبراهيم الإصبهاني القطان. سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وأحمد بن الفرات. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن عبيد الله، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم. محمد بن أحمد بن عمرو بن هشام.

(23/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 499
أبو عبد الله الإصبهاني الأبهري. سمع: نصر بن علي، ويوسف بن خالد السمتي. وعنه: أبو أحمد القاضي، والطبراني، وابن المقرئ.) محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو أحمد الماسرجسي والد أبي علي الحسين. روى عن مسلم كتاب جلود السباع. وروى عن: الذهلي، وأحمد بن يوسف. وعنه: ابنه، وابن أخيه أبو نصر. محمد بن إبراهيم بن عمرو القرشي السهمي. أبو الحسن المصري. سمع: بحر بن نصر. ومات فجأة وهو من أولاد عمرو بن العاص. محمد بن إبراهيم بن خالد. أبو بكر الأسواني. سمع من: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني. أبو عبد الله المدني. توفي بمصر في شعبان. وأصله من قرية الرس بنواحي المدينة. وكان يعرف بابن طباطبا العلوي. ذكره ابن يونس فقال: روى عن آبائه حديثاً. وكان كريماً سخياً، له منزلة عند الدولة والعامة. قلت: وسمي جدهم إبراهيم طباطبا لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل وتقول: طباطبا تعني نام. وقيل: بل كان إبراهيم يقول القاف شبه الطاء، فطلب مرة قباء يلبسه أو

(23/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 500
غير ذلك، فقيل: نحضر فرجية. فقال: لا، طباطبا. يعني قباء. وقبره بالقرافة يزار. محمد بن جعفر. أبو الحسن ابن الكوفي الصيرفي. حدث عن: لوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل.) وعنه: محمد بن المظفر، وابن شاهين. وتوفي في صفر. محمد بن الحسين بن حفص. أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني. حدث ببغداد عن: أبي كريب، وعباد الرواجني، ومحمد بن عبيد المحاربي. وعنه: الجعابي، وأبو الحسين ابن البواب، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين. قال الدارقطني: ثقة. وآخر أصحابه محمد بن جعفر بن النجار الكوفي، بقي إلى عام 403

(23/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 501
. محمد بن زكريا بن الحسن الشيباني النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد السلمي. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وغيره. محمد بن عاصم بن ياسين بن عبد الأحد القتباني المصري. أبو عبد الله. عن: يونس، والربيع المرادي. وعنه: ابن يونس. مات فجأة. محمد بن عبد الله بن العنبري بن عطاء. أبو عبد الله العنبري النيسابوري الكاتب والد يحيى. كان من رؤساء بلده. سمع: علي بن الحسن الهلالي، وقطن بن إبراهيم، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: ابنه، وغيره. محمد بن أبي عدي بن أحمد بن زحر بن السائب. أبو الحسن التميمي المنقري البصري. في ذي القعدة.) محمد بن عمرو بن سلمة النيسابوري. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن الأزهر. وعنه: أبو أحمد الحاكم. محمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة اللخمي الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، ومؤمل بن إهاب، وجماعة. وعنه: أبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وجمح بن القاسم، وآخرون.

(23/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 502
وقال أبو أحمد في الكنى: في حديثه نظر. محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض. أبو الحسن الغساني الدمشقي. روى عن: جده، وإبراهيم بن هشام الغساني، وصفوان بن صالح، ومحمد بن يحيى بن حمزة، وهشام بن عمار، ودحيم، وطائفة. وعنه: موسى بن سهل الرملي وهو أكبر منه، وأبو عمر بن فضالة، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ. وتوفي في رمضان وله ست وتسعون سنة. محمد بن القاسم بن سعيد. أبو بكر التجيبي المصري. سمع: الربيع المؤذن. محمد بن مسور الأندلسي. يروي عن: محمد بن وضاح، وغيره.

(23/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 503
محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري الأرغياني الإسفنجي. الحافظ الجوال الزاهد. سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن رافع، وعبد الجبار بن العلاء، وأبا سعيد الأشج، ومحمد بن بشار، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وسعيد بن رحمة المصيصي، والحسين بن سيار الذي روى بحران عن إبراهيم بن سعد، والهيثم بن مروان، وخلقاً كثيراً. كنيته: أبو عبد الله.) روى عنه: إمام الإئمة ابن خزيمة مع جلالته وتقدمهه، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، والحسين بن علي التميمي، وزاهر بن أحمد، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون. قال أبو عبد الله الحاكم: كان من العباد المجتهدين. سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عنه أنه قال: ما أعلم منبراً من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث. وسمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت محمد بن المسيب يقول: كنت أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء، في كل جزء ألف حديث. وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي بمصر وفي

(23/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 504
كمه مائة ألف حديث، وكان دقيق الخط وصار هذا كالمشهور من شأنه. وقال أبو الحسين الحجاجي: كان ابن المسيب يقرأ، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكى حتى نرحمه. قال الحاكم: وسمعت محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب حتى عمي. وقال محمد بن المسيب الأرغياني: سمعت الحسن بن عرفة يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط، وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته أعمى. فقلت: يا أبا خالد، ما فعلت العينان الجميلتان قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. قال أبو إسحاق المزكي: وإنما هذا مثل لمحمد بن المسيب فإنه بكى حتى عمي، رحمة الله عليه. وتوفي في جمادى الأولى عن اثنتين وتسعين سنة. محمد بن نصر بن عيشون الأندلسي. روى عن: محمد بن وضاح الحافظ. محمد بن يوسف بن الصديق. أبو جعفر الكرميني. روى عن: سعيد بن مسعود المروزي، ومحمد بن عيسى الترمذي.

(23/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 505
وعنه: جعفر بن محمد بن مكي.
4 (حرف النون)
) النعمان بن أحمد بن نعيم. أبو الطيب الواسطي، القاضي. عن: إسحاق بن شاهين، ومحمد بن حرب النسائي، وأحمد بن سنان. وعنه: أبو بكر الأبهري، وابن شاذان، وعمر بن شاهين. وثقه الخطيب وورخه.
4 (حرف الياء)
يحيى بن زكريا بن سليمان بن فطر. أبو زكريا القرطبي. سمع من: ابن وضاح، ويوسف بن يحيى المغامي ورحل، فسمع من: علي بن عبد العزيز البغوي، وأبو مسلم الكشي. وكان فقيهاً مفتياً مشاوراً، معظماً بين الخاصة والعامة. توفي في جمادى الآخرة. يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة الغوطي الدقاني. سمع: شعبة بن إسحاق، وأبا إسحاق الجوزجاني. روى عنه: أبو بكر الربعي. يحيى بن يحيى القرطبي.

(23/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 506
الأديب المعتزلي المتكلم المعروف ابن السمينة كان بارعاً في الطب، والحساب، واللغة، والشعر، والنحو، قادراً على الجدل والمناظرة. ذكره صاعد بن أحمد في طبقات الأمم. يوسف بن عبد الأحد بن سفيان القمني. وقمن: من قرى مصر. توفي بها في رجب. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: محمد بن الحسين الإبري، وابن المقرئ، وغيرهما. ولا أعلم به بأساً.)

(23/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 507
4 (وفيات سنة ست عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عبد الله بن سيف. أبو بكر السجستاني الفارض. خليفة أبي عمر القاضي. سمع: عمر بن شبة، ويونس بن عبد الأعلى. وعنه: دعلج، وابن شاهين، والمخلص. وثقه الخطيب. مات في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن سعيد. أبو بكر النيسابوري. سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو علي الماسرجسي، وغيره. أحمد بن نصر البغدادي. أبو حازم القاضي. سمع: أبا سعيد الأشج، وأبا حفص الفلاس.

(23/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 508
وعنه: عمر بن شاهين، ومحمد بن زوج الحرة. وكان ثقة. أحمد بن هشام بن عمار بن نصير السلمي. أبو عبد الله الدمشقي. قرأ القرآن على أبيه، وحدث عنه. روى عنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، والطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الباء)
بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد الواسطي.) أبو الحسن الزاهد الكبير. ويعرف ببنان الحمال. نزيل مصر. كان ذا منزلة عند الخاص والعام، وكانوا يضربون بعبادته المثل. وكان لا يقبل من السلاطين شيئاً. حدث عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، وحميد بن الربيع.

(23/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 509
روى عنه: الحسن بن رشيق، والزبير بن عبد الواحد، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. ووثقه أبو سعيد بن يونس. صحب الجنيد، وغيره. وهو أستاذ أبي الحسين النوري ومن أقرانه. ومن كلامه: متى يفلح من يسره ما يضره. وقال: رؤية الأسباب على الدوام قاطعة عن مشاهدة المسبب، والإعراض عن الأسباب جملة يؤدي بصاحبه إلى ركوب الباطل. قال أبو عبد الرحمن السلمي في محن الصوفية إن بناناً الحمال قام إلى وزير خمارويه فأنزله عن دابته، وكان نصرانياً، وقال: لا تركب الخيل، وغير كما هو مأخوذ عليكم في ذمتكم. فأمر خمارويه بأن يؤخذ ويطرح بين يدي سبع، فطرح، فبقي ليلة، ثم جاؤوا والسبع يلحسه. فلما أصبحوا وجده قاعداً مستقبل القبلة، والسبع بين يديه. فأطلقه واعتذر إليه. وقال الحسين بن أحمد الرازي: سمعت أبا علي الروذباري يقول: كان سبب دخولي مصر حكاية بنان الحمال، وذاك أنه أمر ابن طولون بالمعروف، فأمر أن يلقى بين يدي السبع، فجعل يشمه ولا يضره. فلما خرج من بين يدي السبع قيل له: ما الذي كان في قلبك حيث شمك قال كنت أفكر في سؤر السباع ولعابها. ثم رب سبع درر، فقال له: حسبك الله بكل درة سنة. فحبس ابن طولون سبع سنين. ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...