88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد7.و8. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي{من 4 (بيان بن سمعان الي 4 (حرف الشين}

 

7. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 329
خيثمة: ثنا العباس بن الوليد البيروتي: أنبأ أبي، ثنا الأوزاعي قال: كان لبلال ابن سعد في كل يوم وليلةٍ ألف ركعة، وعن الوليد بن مسلم قال: كان بلال ابن سعد إمام الجامع، وكان إذا كبر سمع صوته من الأوزاع، وتبين قراءته من العقبة التي فيها دار الضيافة، ولم يكن هذا العمران. وقال الضحاك بن عثمان: رأيت بلال بن سعد يعظ الناس في غداة العيد في المصللى إلى جانب المنبر، حتى يخرج الخليفة، فإذا خرج، جلس بلال. ومن كلامه مما سمعه منه الأوزاعي: والله لكفي به ذنباً، أن الله يزهدنا في الدنيا، ونحن نرغب فيها. وقال ابن وهب: ثنا صدقة بن المنتصر الشعباني، ثنا الضحاك عن: بلال بن سعد قال: عباد الله أنتم اليوم تتكلمون، والله ساكت، ويوشك الله أن يتكلم فتسكتون، ثم يثور من أعمالكم دخانٌ تسود منه الوجوه. وقال الأوزاعي: خرجوا يستقون بدمشق وفيهم بلال بن سعد، فقام في الناس فقال: يا معشر من حضر، ألستم مقرون بالإساء قلنا: نعم، قال اللهم إنك قلت: ما على المحسنين من سبيل وقد أقررنا بالإساءة فاعف عنا واسقنا، فسقينا يومنا ذلك، وتوفي بلال في إمرة هشام، وترجمته في تاريخ دمشق في نيفٍ وعشرين ورقة.

(7/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 330
4 (بيان بن سمعان التيمي النهدي، لعنه الله. ظهر بالعراق، وقال بآلهية علي رضي الله عنه،)
وأن فيه جزءاً من الآلهية، متحداً بناسوته، ثم تحول من بعده في ابنه محمد بن الحنيفة، ثم في ولده أبي هاشم، ثم من بعده في بيان، يعني نفسه، ثم إنه كتب كتاباً إلى أبي جعفر الباقر يدعوه إلى نفسه وأنه نبي. قتله خالد بن عبد الله القسري أمير العراق.

(7/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 331
4 (حرف التاء)

4 (توبة بن نمر بن حرمل بن تغلب الحضرمي البستي، أبو محجن، وأبو عبد الله قاض مصر،)
) قال ابن يونس: جمع له القضاء والقصص بمصر. قلت: روى يسيراً عن التابعين. حدث عنه زياد بن عجلان، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل. قال مفضل بن فضالة: لما ولي توبة بن نمر القضاء، قال لأمراته: أنت الطلاق، فصاحت، فقال لها: إن كلمتني في خصمٍ وذكرتني به، فإن كنت لتري دواته قد احتاجت إلى أن تلاق، فلا تصلحها خوفاً أن يدخل عليه في يمينه شيء. قال ابن يونس: مات سنة عشرين ومائة.

(7/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 332
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن عبيد الأنصاري الكوفي م عن ابن عمر، والبراء، وعدة، وعنه: الأعمش،)
ومسعر، وسفيان، وآخرون، وأظن روايته عن مولاه زيد بن ثابت منقطعة.
4 (ثالبت بن عياض العدوي خ م د ن مولاهم الأعرج الأحنف. عن أبي هريرة، وعبد الله بن)
عمرو، وابن عمر، وغيرهم. وعنه زياد بن سعد، وعبيد الله بن عمر، ومالك، وفليح، قال أبو حاتم الرازي: لا باس به.
4 (ثماية بن شفي الهمداني المصري م د ن ق نزيل الإسكندرية.)

(7/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 333
عن فضالة بن عبيد، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن زرير الغافقي، وطائفة. وعنه عبد الرحمن بن حرملة، وعمرو بن الحارث، وإسحاق، وغيرهم. وثقه النسائي. مات قبل العشرين.
4 (ثمامة بن عبد الله ع بن أنس بن مالك الأنصاري، عن جده، والبراء بن عازب، وعنه ابن)
عون، ومعمر، وعزرة بن ثابت، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وابو عوانة، وآخرون. ولي قضاء البصرة، وكان يقول صحبت جدي ثلاثين سنة.

(7/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 334
4 (حرف الجيم)

4 (الجارود بن سبرة الهذلي أحد الأشراف بالبصرة. توفي سنة عشرة ومائة.)

4 (جامع بن شداد ع أبو صخرة المحاربي الكوفي، أحد العلماء، عن حمران بن ابان، وأبي)
بردة، وصفوان، بن محرز، وعبد الرحمن بن محرز، وعنه ألأعمش، وشعبة، ومسر، والثوري، وشريك،

(7/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 335
وغيرهم. وثقه أبو حاتم وغيره، توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (جبر بن حبيب ق أم كلثوم بنت الصديق، عن عائشة. وعنه، الجريري، وأبو نعامة)
) العدوي، وشعبة، وحماد بن سلمة. وثقه ابن معين. له حديث واحد.
4 (جبير بن محمد د بن جبير بن طعم بن عدي النوفلي. عن أبيه، عن جده حديث الأطيط.)
روى عنه يعقوب بن عتبة، وحصين بن عبد الرحمن السلمي.
4 (الجراح بن عبد الله الحكمي)
الأمير أبو عقبة، له ترجمة طويلة في تاريخ ابن عساكر، ولي البصرة في

(7/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 336
دولة الوليد، من تحت يد الحجاج، ثم ولي خراسان وسجستان لعمر بن عبد العزيز. وكان من صلحاء الأمراء ومجاهديهم. روى عن محمد بن سيرين. روى عنه: يحيى بن عطية، وصفوان بن عمرو، وربيعة بن فضالة. قال أبو مسهر: حدثني شيخ من حكم قال: قال الجراح بن عبد الله الحكمي وكان فارس أهل الشام: تركت الذنوب حياءً أربعين سنةً، ثم أدركني الورع. وقال البخاري: ولي الجراح خراسان ليزيد بن المهلب، وهو من سعد العشيرة، فروى الوليد بن مسلم أن الجراح كان إذا مشى في جامع دمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله، وروى عبد الرحمن بن الحسن الزرقي، عن أبيه قال: كان الجراح بن عبد الله عامل خراسان كلها، حربها وصلاتها، ومالها، وقال الوليد: ثنا ابن جابر قال: في سنة أثنتي عشرة ومائة غزا الجراح أرض الترك، فدخل، ثم رجع، فادركته الترك، فقتل هو وأصحابه. وقال أبو سفيان الحميري: كان الجراح على أرمينية، وكان رجلاً صالحاً، فقتله الخزر، ففرغ الناس لقتله في البلدان. وروى صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: دخلت على الجراح، وعنده أمراء الأجناد، فإذا به قد رفع يديه، ورفعوا، فمكث طويلاً، ثم قال لي يا أبا يحيى، تدري ما كنا فيه قلت: لا، قال: سألنا الله الشهادة، فوالله ما علمت أنه بقي منهم أحدٌ في تلك الغزاة إلا استشهد، قال: فبعث الجراح إلى الأمراء أن ينضموا إليه حين دهموا فأقبلوا إليه. وقال خليفة: زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة إلى ابن خاقان، وهومحاصٌ ر أردبيل، فاقتتلوا، فقتل الجراح لثمانٍ بقين من رمضان، وغلبت الخزر على أذربيجان، وبلغت خيولهم على الموصل. قال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيماً، فبكي عليه في كل جندٍ من أجناد العرب وفي الأمصار، رحمه الله تعالى.)

(7/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 337
4 (جريد بن زيد خ م ن أبو سلمة الأزدي البصري، عن عامر بن سعد بن أبي، وتبيع)
الحميري، وسالم بن عبد الله، وغيرهم. وعنه ابنا أخيه جرير بن حازم، ويزيد بن حازم.
4 (جعثل بن هاعان أبو سعيد الرعيني الفتباني المصري، قاضي إفريقية، عن أبي تميمٍ)
الجيشاني. وعنه بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر: قال ابن يونس: توفي قريباً من سنة خمس عشرة ومائة.
4 (الجعد بن درهم)
مؤدب مروان بن محمد الحمار، ولهذا يقال له مروان الجعدي. كان الجعد أول من تفوه بأن الله لا يتكلم، وقد هرب من الشام. ويقال: إن الجهم بن صفوان أخذ عنه مقالة خلق القرآن، وأصله من حران. فبلغنا عن عقيل بن معقل بن منبه قال: وقف الجعد على وهب بن منبه، فجعل يسأله

(7/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 338
عن الصفه، فقال: ياجعد، ويلك، أنقص من المسألة، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أنه له يداً، ما قلنا ذلك، وأن له عيناً، ما قلنا ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب. قال أبو الحسن المدائني: كان الجعد زنديقاً. وروى أن خالد بن عبد الله القسري خطب الناس يوم الأضحى بواسط، وقال: ضحوا يقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، لم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه. وهذه قصة مشهورة رواها قتيبة بن سعيد، والحسن بن الصباح، وعثمان بن سعيد الدارمي، عن ابن أبي سفيان المعمري. وأما الجهم فسيأتي فيما بعد.
4 (جعفر بن عبد الله بن الحكم م بن رافع بن سنان الأوسي الأنصاري، من نبلاء التابعين،)
روى عن عقبة بن عامر الجهني، وعلباء السلمي، وأنس بن مالك، وحمود بن لبيد، وعمه الحكم، ورافه بن أسيد بن ظهير، وخلق. وعنه ابنه عبد الحميد بن جعفر، والحارث بن فضيل، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وآخرون. وهو من كبار شيوخ الليث وثقاتهم.
4 (الجنيد بن عبد الرحمن المري الدمشقي الأمير. ولي

(7/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 339
خراسان والسند لهشام بن عبد الملك،)
وكان من الأجواد، ولكن لم يخمد في الحروب.
4 (الجهم بن دينار ويقال هو ابن ميسرة. روى عن عمرو بن الحارث بن المصطلق،)
وإبراهيم النخعي، وغيرهما. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وإبراهيم الرماني، واشعث بن سوار،) وعبد الله بن بكير الغنوي. قال أبو حاتم الرازي: صدوق.
4 (جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي عن يزيد بن شريك التيمي، ومعروف بن سويد، والحارث)
بن سويد التيمي. وعنه أبو إسحاق الشيباني، وجويبر بن سعيد، وأبو حنيفة، والمسعودي، وطائفة. وكان قاصاُ واعظاً، سكن جرجان مدة، وليس بالقوي في الحديث، مع أن ابن معين قد وثقه.
4 (الجلاح أبو كثير الرومي م د ت ن مولى عبد العزيز بن مروان، كان له فضل ومعرفة،)
جعله عمر بن عبد العزيز قاص الإسكندرية. يروي عن حنش الصنعاني، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وجماعة. وعنه: عبيد الله بن أبي جعفر، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة، والليث بن سعد. مات سنة عشرين ومائة.

(7/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 340
4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن يزيد)
العكلي التيمي الكوفي الفقيه. عن: إبراهيم، والشعبي، وعبد الله بن نجي الحضرمي، وأبي زرعة البجلي. وعنه: مغيرة بن مقسم، وعبد الله بن شبرمة، وصالح بن صالح بن حي، وآخرون. قال أحمد العجلي: كان فقيهاً من اصحاب إبراهيم النخعي من عليتهم، وكان ثقةً قديم الموت.
4 (حبان بن واسع بن حبان)
بن منقذ الأنصاري المازني

(7/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 341
المديني، ابن عم محمد بن يحيى بن حبان. سمع اباه، وخلاد بن السائب. وعنه عمرو بن الحارث، وابن لهيعة.
4 (حبيب بن أبي ثابت)
قيس بن دينار، وقيل قيس بن هند، الكوفي أحد الأعلام. عن: ابن عباس، وابن عمر، وأنس، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل، وسعيد ابن جبير، وخلق. وعنه: مسعر، وشعبة، وحمزة الزيات، وسفيان الثوري، والمسعودي، وأبو بكر بن عياش، وآخرون، وقد روى عنه من الكبار: عطاء ابن أبي رباح، وكان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي الكوفية، قال علي بن) المديني: سمع من عائشة. وقال البخاري: لم يسمع من عروة. وقال أبو ييحى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف، فكأنما قدم عليهم نبي. وقال غير واحدٍ: حبيب ثقة. قال أبو بكر بن عياش، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والبخاري: مات سنة تسع عشرة ومائة، وقال بعضهم: توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة. ورورى زافر بن سليمان، عن أبي سنان، عن حبيب بن

(7/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 342
أبي ثابت قال: وضع جبينه لله فقد بريء من الكبر. وعن كامل أبي العلاء قال: أنفق حبيب بن أبي ثابت على القراء مائة ألف. وقال أبو بكر بن عياش: رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت ميت، يعني من طول السجود، رحمه الله.
4 (حبيب بن عبيد الرحبي الحمصي)
أبو حفص، عن العرياض ابن سارية، وعتبة بن عبد، وعوف بن مالك الأشجعي، وأمامة، وجبير بن نفير، وطائفة، وعنه يزيد بن حميد، وثور بن يزيد، وعصمة بن راشد، وحريز ابن عثمان، ومعاوية بن صالح، وآخرون، وثقه النسائي وغيره، ويقال: إنه أدرك سبعين من الصحابة. ويروى أنه أدرك خلافة عمر، وفيه بعد.
4 (حرام بن حكيم بن خالد الأنصاري)
ويقال العنسي الدمشقي. عن: عمه عبد الله بن سعد وله صحبة، وأبي هريرة، وأبي مسلم الخولاني، وأرسل عن أبي ذر وغيره، وعنه العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، وعبد الله ابن العلاء بن زبر، ومحمد ابن عبد الله بن المهاجر، وآخرون. وثقه دحيم، وغيره. ويقال كان له بدمشق دارٌ في سوق القمح.

(7/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 343
4 (حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود الأنصاري المدني)
عن: أبيه، والبراء بن عازب، وعنه: الزهري فقط. وهو ثقة، وقد ينسب إلى جده.
4 (الحر بن الصياح النخعي الكوفي)
عن ابن عمر، وانس. وعنه: شعبة، ومحمد بن جحادة، وسفيان الثوري، وشريك، وثقه أبو حاتم.
4 (حزن بن بشير الخثعمي الكوفي)
عن البراء بن عازب، وعمرو بن ميمون. وعنه: ابن أبي خاالد، والثوري، وشريك، وعنبسة) قاضي الري. وما علمت به بأساً.
4 (الحسن بن جابر الحمصي ت ق عن معاوية، والمقدام بن معد يكرب، وعبد الله بن بشر.)
وعنه: محمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي.
4 (الحسن بن سعد بن معبد الكوفي م د ن ق مولى الحسن بن

(7/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 344
علي رضي الله عنهما، عن:)
أبيه، وعن ابن عباس، وعبد الله بن جعفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وغيرهم. وعنه: أبو إسحاق الشيباني، وحجاج ابن أرطأة، والمسعودي، وأخوه أبو العميس، وجماعة. وثقه النسائي، وهوقليل الحديث.
4 (الحسين بن الحارث الجدلي د ن أبو القاسم الكوفي. عن: ابن عمر، والعمان بن بشير،)
والحارث بن حاطب، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وعنه زكريا بن أبي زائدة، وشعبة، وغيرهما.
4 (الحضرمي بن لاحق د ن اليماني الأعرج. عن: ابن عباس، وغيره مرسلاً، وعن ابن)
المسيب، وأبي صالح الساني. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وسليمان التيمي، وعكرمة بن عمار. قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
4 (حفص بن عبيد الله سوى د بن أنس بن مالك الأنصاري البصري. عن: جده، وأبي)
هريرة، وجابر بن عبد الله، وابن عمر. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن أبي كثير، وأسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن أبي يحيى، وغيرهم. قال أبو حاتم: لا يثبت له السماع إلا من جده. قلت: حديثه عن جابر في صحيح البخاري.

(7/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 345
4 (حفص بن أبي أخي أنس بن مالك د ن قيل هو: حفص بن عبد الله ابن أبي طلحة، وقيل)
هو: حفص بن عبد الله بن أبي طلحة. عن عمه. وعنه: عكرمة بن عمار، وأبو معشر، وخلف بن خليفة، وثقه الدارقطني.
4 (الحكم بن حجلٍ البصري ن عن حجر العدوي، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهما. وعنه)
حجاج بن دينار، وسعيد بن أبي عروبة. وثقه ابن معين.
4 (الحكم بن عتيبة ع)
ابو محمد الكندي، مولاهم الكوفي، الفقيه أحد الأعلام. عن: أبي

(7/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 346
جحيفة السوائي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وأبي وائل وعلي بن الحسين، ومصعب بن سعد،) وإبراهيم النخعي، وسعيد ابن جبير، وخلق. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وأبان بن تغلب، ومسعر، ومالك ابن مغول، حمزة الزيات، والأوزاعي، وشعبة، وأبو عوانة، وخلق. قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة، فقال لي: هل لقيت الحكم قلت: لا، قال: فالقه، فما بين لابتيها أفقه منه، وقال أحمد ابن حنبل: هو افقه الناس في إبراهيم. وقال ابن عيينة ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد. وقال عباس الدوري: كان الحكم صاحب عبادة وفضل. وقال أحمد العجلي: كان الحكم ثقةً، ثبتاً، فقيهاً، من كبار أصحاب إبراهيم، وكان صاحب سنةٍ واتباع. وقال مغيرة بن مقسم: كان الحكم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها، وقال الشاذكوني: أنبأ يحيى بن سعيد، سمعت شعبة يقول: كان الحكم يفضل علياً على أبي بكر وعمر، الشاذكوني صعيف. وقال معمر: كان الزهري في أصحابه كالحكم في أصحابه، وقال أبو إسرائيل الملائي، عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد منى، نظرت إليهم فإذا هم عيال عليه. قال شعبة: مات الحكم سنة خمس عشرة ومائة، وقال آخر: توفي سنة أربع عشرة، والأول أصح.

(7/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 347
4 (حكيم بن عبد الله م بن قيس بن مخرمة القرشي المطلبي. عن: نافع بن جبير، وعن)
عامر بن سعد، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، ورأي عبد الله بن عمر، وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وآخرون، وثقه ابن حبان توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (حماد بن أبي سليمان م)
الفقيه الكوفي، أبو إسماعيل بن مسلم مولى الأشعريين، أحد الأعلام، أصله من أصبهان، روى عن: أنس، وابن المسيب، وزيد بن وهب، وأبي وائل، والشعبي، وطبقتهم، وتفقه بإبراهيم النخعي، وعنه: أبو حنيفة، وهشام الدستوائي، ومسعر، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وحمزة الزيات، وأبو بكر النهشلي، وجماعة، وكان سخياً جواداً، قال عبد الملك بن إياس: سألت إبراهيم والنخعي: من نسأل بعدك قال: حماد. وقال مغيرة: قلت: لإبراهيم النخعي: إن حماداً قد قعد يفتي ! قال:

(7/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 348
وما يمنعه، وقد سألني عما لم تسالوني عن عشره، قال شعبة: سمعت الحكم يقول: ومن فيهم مثل حماد يعني أهل الكوفة. وقال أبو إسحاق الشيباني: ما رأيت أحداً أفقه من حماد، قيل: ولا الشعبي قال: ولا) الشعبي. وقال معمر بن راشد: ما رأيت مثل حماد، وقال غيره: كان حماد بن أبي سليمان الأشعري من الأجواد، كان يفطر كل يوم في رمضان كل ليلةٍ خمسمائة إنسانٍ، ويعطيهم ليلة العيد مائةً مائة. وفي رواية أخرى، كان يفطر خمسين إنساناً، قال شعبة: كان حماد صدوق اللسان، وقال النسائي ثقة، إلا أنه مرجيء، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: حماد مقارب الحديث، ما روى عنه سفيان، وشعبة والقدماء، ولكن حماد يعني ابن مسلمة عنده عنه تخليط، قلت لأحمد: أبو معشر أحبّ إليك، أم حماد في إبراهيم قال: ما أقربهما، وحماد كان يرمي بالإرجاء. وروى ورقاء، عن مغيرة قال: لما مات إبراهيم جلس الحكم وأصحابه إلى حماد، حتى أحدث ما أحدث، يعني الإرجاء. ابن المبارك، عن شعبة قال: كان حماد بن أبي سليمان لا يحفظ، يعني أن الغالب عليه كان الفقه. حجّاج الأعور، عن شعبة قال: كان حماد ومغيرة أحفظ من الحكم، يعني مع سوء حفظ حماد الآثار، كان أحفظ من الحكم، قال أبو حاتم: حماد صدوق، ولا يحتج به، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش. وقال العجلي: كان حماد أفقه أصحاب إبراهيم، وكانت به موتة،

(7/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 349
كان ربما حدث فتعتريه، فإذا أفاق أخذ من حيث انتهى، وقال ابن عدي: يقع في حديثه أفراد وغرائب، وهو متماسك في الحديث لا بأس به. قال ابن سعد: قالوا: وكان حماد ضعيفاً في الحديث، واختلط في آخر أمره وكان مرجئاً كثير الحديث، توفي حماد سنة عشرين ومائة، ويقال: سنة تسع عشرة، خرج له مسلم مقروناً برجلٍ آخر، وأهل السنن الأربعة.
4 (حمران بن أعين الكوفي ق المقريء، قرأ القرآن على الكبار، أبي الأسود ظالم بن عمرو،)
وقيل بل قرأ على ولده أبي حرب بن أبي الأسود، وعلى عبيد بن نضيلة، وأبي جعفر الباقر، وحدث عن أبي الطفيل، وغير واحد، وعنه: أبو خالد القماط، وحمزة بن حبيب الزيات وقرأ عليه، وسفيان الثوري، وغيرهم، سئل أبو داود عنه فقال: كان رافضياً، وقال أبو حاتم: شيخ، قلت له في سنن ق حديثان.
4 (حمزة بن بيضٍ الحنفي أحد بني بكر بن وائل، كوفيٌ شاعر مجود، سائر القول، كثير)
) المجون، وكان منقطعاً إلى المهلب بن أبي صفرة

(7/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 350
وولده، ثم إلى بلال بن أبي بردة، حصل له أموال كثيرة إلى الغاية من ذهب وخيل ورقيق، وقيل إنه حصل ألف درهم، ومات سنة ست عشرة ومائة. وبيض: بكسر أوله، ورخه ابن الجوزي، وأخباره مستوفاة في كتاب الأغاني.
4 (حمزة بن عمرو الضبي م د ن العائذ البصري، عائذ الله بن ضبة، روى عن: أنس،)
وعلقمة بن وائل، وعنه: ابنه عمر، وعوف، وشعبة، وثقه النسائي.
4 (حميد بن نافع الأنصاري ع مولاهم المدني. عن: زينب بنت أبي سلمة، وأبي أيوب)
الأنصاري، وعبد الله بن عمرو، وعنه: ابنه أفلح بن حميد، وشعبة، وصخر بن جويرية، وآخرون، وثقه أبو عبد الرحمن النسائي. وقال مصعب الزبيري: هو مولى صفوان بن خالد. ويقال: مولى أبي أيوب الأنصاري، حج مع أبي أيوب، وروى عنه، وقد روى الثوري، ومالك عن عبد الله بن أبي بكر، عن حميد بن نافع. وقال أحمد بن حنبل: ثنا حجاج بن محمد قال: قال شعبة: سألت عاصماً عن المرأة تحد، فقال: قالت: حفصة بنت سيرين: كتب حميد بن نافع إلى حميد الحميري، فذكر نحو حديث زينب. قال شعبة: فكان عاصم يرى أنه مات من مائة سنة.

(7/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 351
4 (حميد بن هلال العدوي ع عدي تميم، بصريٌ نبيل، روى عن: عبد الله بن مغفل، وأنس)
بن مالك، ومطرف بن الشخير، وجماعة، وعنه أيوب، وقرة بن خالد، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون. قال أبو هلال الراسبي: ما كان بالبصرة أحدٌ أجل من حميد بن هلال، وقال ابن المديني: لم يلق حميد بن هلال عندي أبا رفاعة العدوي، قال أبو هلال: ثنا قتادة قال: ما كانوا يفضلون أحداً على حميد بن هلال في العلم بالبصرة، يعني بعد الحسن، وابن سيرين، وقال سليمان بن المغيرة: رأيت حميد بن هلال يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم، توفي حميد في إمرة خالد بن عبد الله القسري، وموته قريبٌ من موت قتادة.
4 (حميد الشامي عن محمود بن الربيع، وأبي عمرو الشيابني، وسليمان المنبهي، وعنه محمد)
بن جحادة، وغيلان بن جامع، وسالم المرادي. قال أحمد، وابن معين: لا نعرفه. قلت: له حديث منكر في مناقب فاطمة.)
4 (حيان أبو النضر الأسدي عن واثلة بن الأسقع، وجنادة بن

(7/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 352
أبي أمية، وعنه: هشام بن الغاز،)
ومدرك الفزاري، والوليد بن سليمان بن أبي السائب، وثقه ابن معين، وسئل عنه أبو حاتم فقال: صالح.
4 (حي بن يومن أبو عشانة المصري، في الكنى، يأتي.)

4 (حيان الأعرج شيخ بصري، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعنه: قتادة مع تقدمه،)
ومنصور بن زاذان، وابن جريج، وابن أبي عروبة، وآخرون، وثقه يحيى بن معين.

(7/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 353
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن باب الربعي البصري عن عمه صفوان بن محرز، وشهر بن حوشب، وعنه عوف،)
وجسر بن فرقد، وسلم بن زرير، وغيرهم. تركه أبو زرعة.
4 (خالد بن دريك العسقلاني وقيل: الدمشقي، وقيل: الرملي، عن ابن عمر، وقباث بن)
أشيم، وعبد الله بن محيريز، وأرسل عن عائشة، وعنه قتادة، أيوب، وأبو بشر، وابن عون، والأوزاعي، وسفيان بن حسين وغيرهم. وثقه النسائي.
4 (خالد بن زيد بن جارية الأنصاري عن ابن عمر، وعن عقار بن

(7/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 354
المغيرة بن شعبة، وعنه:)
عنبسة قاضي الري، وشريك، وقيس بن الربيع. قال أبو حاتم: ما به بأس.
4 (خالد بن أبي الصلت المدني ق نزيل البصرة. عن: ربعي بن حراش وعراك بن مالك،)
وعنه: خالد الحذاء، وسفيان بن حسين، ومبارك ابن فضالة، وغيرهم، وثقه ابن حبان.
4 (خالد بن اللجلاج العامري د ت ن أبو إبراهيم الدمشقي. سمع أباه وله صحبة، وعبد)
الرحمن بن عايش، وقبيصة بن ذؤيب، وقد أرسل عن عمر، وابن عباس، وعنه: أبو قلابة، ومكحول، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزبز، وزيد بن واقد، والأوزاعي، وجماعة، قال ابن إسحاق، عن مكحول: كان ذا سنٍ وصلاح، وله جرأة على الملوك وغلظةٌ عليهم. وقيل: كان من بناء جامع دمشق، قال أبو مسهر: كان يفتي مع مكحول. وقال البخاري: سمع من عمر، والبخاري ليس بالخبير برجال الشام، وهذه من أوهامه.

(7/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 355
4 (خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء، وعمر بن عبد العزيز، وعنه: الزبيدي،)
) ومعاوية بن صالح، وأهل حمص. وثقه أبو حاتم، وهو مقل.

(7/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 356
4 (حرف الذال)

4 (ذو الرمة الشاعر المشهور)
هو غيلان بن عقبة بن بهيش، مضري النسب، وكان كثير التشبيب بمية بنت مقاتل المنقرية، ثم شبب بالخرقاء، وله مدائح في بلال بن أبي بردة، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامريء القيس، وختم بذي

(7/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 357
الرمة، وقيل إن الفرزدق وقف على ذي الرمة وهو ينشد، فاستحسن شعره، وكان ذو الرمة ينزل ببادية العراق، وقد وفد على عبد الملك ومدحه. وروى عن ابن عباس. روى عنه: أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر النحوي، ويقال: إن الوليد سأل الفرزدق: من أشعر الناس قال: أنا، قال: فتعلم أحداً أشعر منك قال: لا، إلا غلاماً من بني عدي يركب أعجاز الإبل، يعني ذا الرمة، وله:
(وعينان قال الله: كونا، فكانتا .......... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر)
وله:
(إذا هبت الأرواح من نحو جانبب .......... به أهل مي هاج قلبي هبوبها)

(هوى تذرف العينان منه وإنما .......... هوى كل نفسٍ حيث حل حبيبها)
توفي ذو الرمة بأصبهان سنة سبع عشرة ومائة، عن أربعين سنة، رحمه الله تعالى.

(7/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 358
4 (حرف الراء)

4 (راشد بن سعد المقرائي ويقال الحبراني الحمصي. عن: سعد ابن أبي وقاص، وثوبان،)
ومعاوية بن أبي سفيان، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وأنس بن مالك وغيرهم. وعنه ثور بن يزيد، والزبيدي، وصفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح الحمصيون. وثقه غير واحد. وقال يحيى القطان: هو أحب إلي من

(7/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 359
مكحول. وقال غيره: شهد صفين مع معاوية. قال ابن سعد، وخليفة، وأبو عبيد: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقيل: سنة ثمانٍ.
4 (راشد بن أبي سكنة أبو عبد الملك العبدري مولاهم الشامي. أرسل عن أبي الدرداء، وحدث)
عن معاوية، وواثلة بن الأسقع. وولي خراج مصر. روى عنه: ابناه محمد، وإبراهيم، وعمرو) بن الحارث، وغيرهم. وثقه أحمد العجلي، ومات سنة سبع عشرة ومائة.
4 (الربيع بن سبرة م بن معبد الجهني المدني. عن أبيه، وله صحبة، وعن عمر بن عبد)
العزيز. وعنه: ابنه عبد الملك، وعمارة بن غزية، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن

(7/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 360
لهيعة، وخلق، وقد روى عنه من أقرانه الزهري، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد ابن أبي حبيب. وكان من علماء التابعين، العجلي والنسائي.
4 (ربيعة بن سيف د ت ن بن ماتع المعافري الإسكندراني. عن: شفي، وأبي عبد الرحمن)
الحبلي، وبسر بن سعيد. وعنه بكر بن مضر، والليث، وصمصام بن اسماعيل، ومفضل بن فضالة. قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن يونس: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة. قلت: لعله عاش بعد ذلك مدة.
4 (ربيعة بن عطاء م ن بن يعقوب المدني، مولى ابن سباع. صدوق. روى عن عروة،)
والقاسم، ووفد على عمر بن عبد العزيز. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة بن عثمان، وعبد الله بن عمر العمري.
4 (رجا بن حيوة م)
أبو نصر الكندي، وأبو المقدام الشامي. عن عبد الله بن عمرو،

(7/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 361
ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي أمامة، وجابر بن عبد الله، وقبيصة بن ذؤيب، وجماعة. وعنه. إبراهيم بن أبي عبلة، وابن عون، وثور بن يزيد، وابن عجلان، ومحمد ابن جحادة، والزهري، وعروة بن رويم، وخلق. وكان أحد أئمة التابعين، وثقه غير واحد. روى ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال مكحول: ما زلت مضطلعاً على من ناوأني حتى عاونهم علي رجاء بن حيوة، وذلك أنه سيد أهل الشام في أنفسهم. وقال مطر الوراق: ما رأيت شامياً أفضل من رجاء بن حيوة. وروى ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: ما من رجلٍ من أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن حيوة. وقال ابن عون: رأيت ثلاثةً ما رأيت مثلهم: ابن سيرين بالعراق، والقلسم بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، قال: وكان هؤلاء يأتون بالحديث بحروفه، وكان إبراهيم، والشعبي، والحسن، يأتون بالمعاني.)

(7/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 362
وقال رجاء بن أبي سلمة: كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء ابن حيوة ثلاثين ديناراً في كل شهر، فلما ولي هشام الخلافة قطعها، فرأى أباه في النوم يعاتبه في ذلك، فأجراها، وقال عبد الله بن بكر: ثنا محمد بن ذكوان الأزدي، عن رجاء بن حيوة قال: كنت واقفاً على باب سليمان بن عبد الملك، إذا أتاني رجل لم أره قبل ولا بعد، فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا وابتلي بك فعليك بالمعروف وعون الضعيف، يا رجاء إن كان من له منزلة من سلطان، فرفع حاجة ضعيفٍ لا يستطيع رفعها، لقي الله، وقد شد قدميه للحساب بين يديه. وقال ابن عون بإسنادٍ فيه الكديمي قال: قيل لرجاء: إنك كنت تأتي السلطان فتركتم قال: يكفيني لذي أدعهم له، وقال إبراهيم بن أبي عبلة: كنا نجلس إلى عطاء الخراسانبي، فكان يدعو بعد الصبح بدعواتٍ، قال: فغاب، فتكلم رجلٌ من المؤذنين، فقال رجاء: من هذا فقال: أنا يا أبا المقدام، فقال: اسكت، فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله. وقال صفوان بن صالح: ثنا عبد الله بن كثير القاريء الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمةٍ وخلفنا رجلٌ على رأسه كساء، فقال: ولا أمير المؤمنين، فقلنا: وما ذكر أمير المؤنين هنا وإنما هو رجلٌ من الناس، فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا، فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل، فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء وحده، فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء، يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له ! قال: فقلت: وما ذاك يا

(7/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 363
أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم، فقلتم: ما أحدٌ يقوم بشكرها، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين فقلت: أمير المؤنين رجلٌ من الناس، فقلت: لم يكن ذاك، قال: الله، قلت: الله، فأمر بذلك الساعي، فضرب سبعين سوطاً، وخرج وهو متلوث في دمه، فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة فقلت: سبعون سوطاً في ظهرك، خيرٌ من دم مؤمنٍ، قال ابن جابر: فكان رجاء بعد ذلك إذا جلس التفت وقال: احذروا صاحب الكساء. قال خليفة: وأبو عبيد: مات رجاء سنة اثنتي عشرة ومائة. قلت: ورجاء هو الذي نهض بأخذ الخلافة لعمر بن عبد العزيز، وكان الوزير لسليمان بن عبد الملك، ومناقبه كثيرة.
4 (رديني بن أبي مجلز لاحق بن حميد. روى عن أبيه، ويحيى بن يعمر، وعنه زياد بن حدير،)
والمنذر بن ثعلبة، وقرة بن خالد، وما أعلم به بأساً.)
4 (رياح بن عبيدة السلمي د ت ق الكوفي، لا الباهلي البصري، ذاك في الطبقة الآتية. روى)
عن أبي سعيد، وابن عمر، وغيرهما. وعنه: ابنه إسماعيل، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن عثمان بن موهب. له حديث، وفيه اضطراب كثير.

(7/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 364
4 (حرف الزاي)

4 (زايدة بن عمير الطائي الكوفي عن ابن عباس، وعنه أبو إسحاق ويونس بن أبي إسحاق)
وشعبة، وثقه يحيى بن معين.
4 (الزبرقان بن عمرو د ن ق بن أمية الضمري، أرسل عن زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد،)
ورى عن عروة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهما: وعنه: بكير بن الأشج، وعمرو بن أبي حكيم، وابن أبي ذئب، وغيرهم، وثقه النسائي.
4 (زرارة بن مصعب ت بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، جد أبي مصعب أحمد)
بن أبي بكر بن الحارث بن زيادة، روى عن عمه أبي

(7/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 365
سلمة، وعن المغيرة بن شعبة إن صح والمسور بن مخرمة، وعنه: مكحول، والزهري، وعبد الرحمن بن أبي المليكي، وغيرم، وثقه النسائي.
4 (زياد الأعلم خ د ن وهو ابن حسان بن قرة الباهلي البصري، عن أنس بن مالك، والحسن،)
وابن سيرين، وعنه: الحمادان، وابن أبي عروبة، وهمام، وجماعة، وكان أحد الثقات، له أحاديث قليلة.
4 (زيادب بن أبي سودة المقدسي روى عن أخيه عثمان، وعن أبي الدرداء، وأبي هريرة،)
وميمونة خادمة النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعنه ثور بن يزيد، ومعاوية بن صالح، وصدقة بن يزيد، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم، وثقه أبو حاتم بن حبان.
4 (زياد بن كليب م د ت ن أبو معشر التميمي الحنظلي الكوفي، عن إبراهيم النخعي، وسعيد)
بن جبير، وعنه أيوب السختياني، وخالد الحذاء، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة. وثقه النسائي وغيره، مات سنة تسع عشرة،

(7/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 366
وقيل: سنة عشرين ومائة.
4 (زياد بن النضر أبو النضر، عن محمد بن الحنفية وغيره، وعنه الشعبي، ومنصور بن)
المعتمر، وحجاج بن أرطأة، وهو صدوق.)
4 (زيد بن أرطأة الفزاري د ت ن أخو الأمير عديٌ. أرسل عن أبي الدرداء وغيره، وروى)
عن جبير بن نفير، وعنه أبو بكر بن أبي مريم الغساني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وثقه العجلي.

(7/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 367
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أبي رردة ع بن أبي موسى الأشعري الكوفي. عن أبيه، وأنس بن مالك، وأبي)
وائل، وعنه قتادة، وزكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشعبة، وطائفة آخرهم أبو عوانة، وكان ثقة.
4 (سعيد بن سمعان الزرقي المدني د ت ن مولى الأنصار.)
عن أبي هريرة، وعنه سابق بن عبد الله الرقي، وابن أبي ذئب، يقع غالباً حديثه في مسند الطيالسي، وثقه النسائي.
4 (سعيد بن سويد الكلبي عن العرباض بن سارية، وعمير بن

(7/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 368
سعد، وعن عمر بن عبد العزيز،)
وعبيدة الأملوكي، وعبد الأعلى بن هلال. وعنه معوية بن صالح، وأبو بكر بن أبي مريم، وما علمت فيه جرجة، وكأنه حمصي.
4 (سعيد بن عبيد بن السباق د ت ق الثقفي المدني. عن أبيه، ومحمد بن سلمة بن زيد،)
وأرسل عن أبي هريرة، وعنه الزهري، ومحمد بن إسحاق، وفليح بن سليمان، وآخرون، وثقه النسائي.
4 (سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني خ م ت قاضي الكوفة. عن الشعبي، وشريح بن النعمان)
الصايدي، وعنه خالد الحذاء، وزكريا بن أبي زائدة، وسفيان الثوري، وآخرون، قال النسائي: ليس به بأس، توفي سنة سبع بضع عشرة، قال أبو إسحاق الجوزجاني في الضعفاء: سعيد بن أشوع قاضي الكوفة، غالٍ زائغ.
4 (سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة المخزومي الكوفي، عن أبيه، وأبي عبيدة ابن عبد الله بن)
مسعود، وعنه يونس بن أبي إسحاق،

(7/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 369
والقاسم بن مالك المزني، والمسعودي، وغيرهم. قال عبد الله بن خرداش: صدوق.
4 (سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية في الطبقة الآتية.)

4 (سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم القرشي، عن جده، وأبي هريرة، ووالده، وعنه عثمان بن)
) أبي سليمان، وعبد الله بن موهب، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ما أعلم به بأساً.
4 (سعيد بن ميناً سوى ن الوليد، حجازيٌ نبيل، عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر،)
وابن الزبير، وعنه أيوب، وزيد بن أبي أنيسة، وابن إسحاق، وحنظلة بن أبي سفيان، وسليم بن حبان، قال أحمد بن حنبل: ثقة.
4 (سعيد بن يحمد ع أبو السفر الهمداني الكوفي، عن عبد الله بن

(7/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 370
عمرو، وابن عباس، وناجية)
بن كعب، والبراء بن عازب، وابن عمر. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ومالك بن مغول ويويس بن أبي إسحاق، وثقه ابن معين وغيره، وتوفي سنة ثلاث عشرة ومائة.
4 (سعيد بن يسار ع أبو الحباب المدني، مولى أم المؤمنين ميمونة، وقيل: مولى الحسن بن)
علي، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وزيد بن خالد الجهني، وعنه ابن أخيه معاوية بن أبي مزرد، وسعيد بن المقبري، وأبو طوالة سهيل بن أبي صالح، وابن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وآخرون، وكان من العلماء الأثبات، مات سنة ست عشرة، أو سبع عشرة ومائة.
4 (سعيد بن هاني الخولاني ن ق شاميٌ صدوق، عن معاوية،

(7/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 371
والعرباض بن سارية، وأبي)
مسلم الخولاني، وغيرهم، وعنه شرحبيل بن مسلم، وعلي بن زبيد الخولانيان، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله. توفي سنة سبعٍ وعشرين ومائة، كذا قال ابن سعد، فيؤخر.
4 (سكينة بنت الحسين)
ابن علي بن أبي طالب الهاشمية، يروى عنها حديثٌ عن أبيها، وكانت من أجمل النساء، فتزوجها مصعب بن الزبير، قال الزبير بن بكار: اسمها أمينة، وكان قد تزوجها ابن عمها عبد الله بن حسن الأكبر، فقتل يوم كربلاء قبل أن يدخل بها، ثم تزوجها مصعب، فقتل عنها، وتزوجها بعده غير واحد. قال أبو بكر بن البرقي: كانت من أجلد النساء، دخلت على هشام بن عبد الملك في قواعد نساء قريش، فسلبته منطقته وعمامته ومطرفه، فقال لها، لما طلبت ذلك منه: أو غير ذلك فقالت: ما أريد غيره، وكان هشام يعتم فأعطاها ذلك، ودعا لها بثياب، وكانت إذا لعن مروان علياً لعنته وأباه.)

(7/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 372
ويروى في بعض الآثار، أن مصعباً سار عن الكوفة أياماً، فكتب إلى سكينة.
(وكان عزيزاً أن أبيت وبيننا .......... شعارٌ، فقد أصبحت منك على عشر)

(وأبكاهما، والله، للعين، فاعلمي .......... إذا ازددت مثليها فصرت على شهر)

(وأبكي لعيني منهما اليوم أنني .......... أخافٌ بان لا نلتقي آخر الدهر)
فلما قتل، قالت:
(فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي .......... يرى الموت إلا بالسيوف حراما)

(وقبلك ما خاض الحسين منيةً .......... إلى السيف حتى أوردوه حماما)
عبد الله بن صالح: ثا الليث، عن يونس، وعن ابن شهاب قال: زوجت سكينة بنت الحسين نفسها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بلا ولي، فكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل أن فرق بينهما، فإن كان دخل بها، فلها صداقها بما استحل من فرجها، وروي عن رجل قال: حججت فأتيت منزل سكينة، فإذا بابها جرير، والفرزدق، وجميل، وكثير عزة، والناس مجتمعون، فخرجت جاريةٌ مليحةٌ فقالت:: سيدتي تقول للفرزدق: أنت القائل:
(هما دلياني من ثمانين قامةً .......... كما انقض بازٍ أقثم الريش كاسره)

(فلما استوت رجلاي في الأرض نادتا .......... أحي يرجى أم قتيل نحاذره)

(فأصبحت في القوم القعود وأصبحت .......... مغلقةً دوني عليها دساكره)

(7/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 373
فقال: سوأة لك قضيت حاجتك ثم هتكت سترها ! ثم ساق قصة طويلة، وأمرت للشعراء بألف ألف، وقيل: إنها لما توفيت بالمدينة أخذوا لها كافوراً بثلاثين ديناراً، وصلى عليها شيبة بن نصاح، قال الواقدي وغيره: ماتت في ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة.
4 (سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، عن أبيه، وعنه الزهري، ومكحول،)
وعقيل، ومحمد بن راشد، قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
4 (سليمان بن موسى الأموي الدمشقي)
الفقيه، أحد الأعلام، أبو أيوب، ويقال: أبو الربيع مولى آل أبي سفيان بن حرب، ويعرف بالأشدق، روى عن واثلة، وأبي أمامة، ومالك بن يخامر، وكثير بن مرة، وعمرو بن شعيب، وطائفة، وعنه ثور بن يزيد، وحفص بن غيلان، والزبيدي، وابن جريج، والأوزاعي، وسعيد بن عبد

(7/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 374
العزيز، وهمام بن يحيى، وآخرون، قال سعيد بن عبد العزيز: كان أعلم أهل الشام بعد) مكحول. قال ابن لهيعة: ما لقيت مثله، وقال النسائي: هو أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث، وقال البخار عنده مناكير، وقال أبو حاتم الرازي: لا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت، وقال أبو مسهر: لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرة، ولا عبد الرحمن بن غنم. وقال ابن عدي: تفرد بأحاديث وهو عندي ثبتٌ صدوق، وقال شعيب بن أبي حمزة: قال لي الزهري: إن مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، وايم الله إن سليمان لأحفظ الرجلين، وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: قدم سليمان بن موسى على هشام الرصافة، فسقاه طبيبٌ لهشام شربةً فقتله، فسقى هشام طبيبه من ذلك الدواء فقتله. وقال هشام بن عمار: ارفع أصحاب مكحول سليمان بن موسى، ثم العلاء بن الحارث، وقال ابن جابر: كنت أدخل المسجد مع سليمان بن موسى، وقد صلوا، فيؤذن ويقيم، وأتقدم فأصلي به، وكنت أدخل مع مكحول، وقد صلوا فيؤذن مكحول، ويقيم، ويتقدم فيصلي بي، قال غير واحد: وفاته سنة تسع عشرة ومائة.

(7/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 375
4 (سليمان بن أيوب مولى عثمان بن عفان، عن أبي هريرة. وعنه أبو المقدام هشام بن يزيد،)
وخلف بن إسماعيل، وخزرج بن عثمان بياع السابري، له حديثٌ أو حديثان.
4 (سليمان ويقال: سليم أبو عمران الأنصاري، مولى أم الدرداء وقائدها، روى عنها، وعن ذي)
الأصابع أحد الصحابة، وعن عبد الله بن محيريز، وأبي سلام ممطور، وعنه فروة بن مجاهد، وثعلبة بن مسلم، ومعاوية بن صالح.
4 (سليم بن عامر الكلاعي م)
الخبائري الحمصي، عن أبي الدرداء، وتميم الداري، والمقداد بن الأسود، وعوف بن مالك، وأبي هريرة، وعمرو بن عبسة، وجماعة، وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والزبيدي، وحريز بن عثمان، وعفير بن معدان، ومعاوية بن صالح، وآخرون. وعمر دهراً طويلاً، وكان يقول: استقبلت الإسلام من أوله، وأدرك النبي ولم يره، وثقه أحمد العجلي. وقال أبو حاتم: لا بأس به.

(7/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 376
وروى شعبة، عن يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر الحمصي، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن معين: سليم بن عامر الكلاعي زعم أنه قرأ عليه كتاب عمر،) وقال ابن عساكر: شهد فتح القادسية. قال أحمد بن محمد بن عيسى الحمصي: عاش سليم بن اثنتي عشرة ومائة. وقال ابن سعد، وخليفة: مات سنة ثلاثين ومائة، قلت: أحسب هذا وهماً، ولو كان سليم بقي إلى هذا التاريخ لسمع منها إسماعيل بن عياش وبقية، والله أعلم.
4 (سماك بن الوليد الحنفي م أبو زميل اليمامي، نزل الكوفة، وروى عن ابن عباس، وابن)
عمر، ومالك بن مرثد، وعنه عكرمة بن عمار، والأوزاعي، ومسعر، وشعبة، وغيرهم، وثقه أحمد وغيره.
4 (سهل بن معاذ د ت ق بن أنس الجهني، من أولاد الصحابة بمصر، عن أبيه نسخة، روى)
عنه ثور بن يزيد، وزبان بن فايد، والليث، وابن لهيعة، ضعفه ابن معين، ومشاه غيره.
4 (سهل بن أمامة م بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي.

(7/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 377
عن أبيه، وأنس بن مالك،)
وعنه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، وسعيد ابن عبد الرحمن بن أبي العمياء، وخالد بن حميد المهدي، وعيسى بن عمر القاري، وثقه ابن معين وغيره، مات بالإسكندرية في حدود العشرين ومائة.
4 (سوادة بن حنظلة القشيري البصري م د ت ن رأى علياً، وروى عن سمرة بن جندب،)
وعنه ابنه عبد الله، وشعبة، وهمام، وأبو هلال محمد ابن سليم.
4 (سويد بن حجير الباهلي البصري م والد فرعة. روى عن أنس، والحارث بن عبد الله)
بن أبي ربيعة، وحكيم بن معاوية بن جندة، وآخرين، وعنه حاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وشعبة، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وحماد بن سلمة، وثق.
4 (سيار بن سلامة ع أبو المنهال الرياحي البصري، عن أبي برزة الأسلمي، وعن أبي)
العالية الرياحي، والبراء السليطي، وعنه خالد الحذاء، وعوف الأعرابي، وشعبة، وحماد بن سلمة، وثقه ابن معين وغيره.

(7/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 378
4 (سيار أبو حمزة الكوفي د ت أكبر من سيار أبي الحكم الواسطي.)
روى عن طارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبجر، وأبو إسماعيل بشير بن الصلت بن بهرام، وثقه أبو حبان.

(7/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 379
4 (حرف الشين)
)
4 (شداد أبو عمار الدمشقي م مولى معاوية بن أبي سفيان. عن أبي هريرة، وشداد بن)
أوس، وواثلة، وأبي أسماء الرحبي، وعنه عوف بن أبي جميلة، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وجماعة. وقال صلح جزرة: صدوق، لم يسمع من أبي هريرة.
4 (شريح بن عبيد المقرائي د ن ق أبو الصلت الحمصي، عن ثوبان، وفضالة بن عبيد)
ومعاوية بن مالك بن يخامر السكسكي، وطائفة

(7/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 380
كبيرة، وأرسل عن أبي ذر، وأبي الدرداء، روى عنه ثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو، وضمضم بن زرعة، ومعاوية بن صالح، وآخرون، وثقه النسائي.
4 (شعلة مولى ابن عباس د أبو يحيى المدني، عن ابن عباس، وعنه جابر الجعفي، وحفص)
بن عمر المؤذن، وابن أبي ذئب، ضعفه مالك، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: أرجوا أنه لا بأس به.
4 (شمر بن عطية ت الكاهلي الكوفي، عن أبي وائل، وزر بن حبيش، وشهر بن حوشب،)
وعنه الأعمش، وفطر بن خليفة، وقيس بن الربيع، وجماعة، وكان عثمانياً، وثقه النسائي.
4 (شيبة بن مسارو الواسطي ويقال المكي، عن ابن عباس، وعن عمر ابن عبد العزيز، وعنه)
عبد الكريم أبو أمية، وعبيد الله بن عمر العمري، وسفيان بن حسين، وما أعلم أحداً تكلم فيه.

(7/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 381
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن جبير الصدائي الطبراني ويقال الفلسطيني. عن أبي جمعة، الأنصاري، وأبي)
أسماء الرحبي، ورجاء بن حيوة، وعنه أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، ورجاء بن أبي سلمة، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. ويقال: إن هشام بن سعد لقيه، وثقه يحية بن معين. وقال أبو حاتم: مجهول، قال رجاء بن أبي سلمة: قال عمر بن عبد العزيز: ولينا صالح بن جبير، فوجدناه كاسمه. قلت: ولي ديوان الخراج والجند لعمر، وذكره خليفة بن خياط في عمال يزيد بن عبد الملك على الخراج والرسائل، ثم عزله بأسامة بن زيد.
4 (صالح بن درهم د أبو الأزهر الباهلي البصري، خرج له أبو

(7/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 382
داود حديثاً عن أبي هريرة،)
وروى أيضاً عن سمرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وعنه ابنه إبراهيم، ومسلمة بن سالم) الجهني، وشعبة. وقد ذكر ابن أبي حاتم أن يحيى القطان روى عنه حديثاً، وذكر ابن حبان في الثقات أن مروان بن معاوية روى عنه، فإن كان ذلك كذلك، فقد عاش إلى بعد الأربعين ومائة.
4 (صالح بن رستم أبو عبد السلام الدمشقي، مولى بني هاشم، عن ثوبان وعبد الله بن حوالة،)
وعنه سعيد بن أيوب، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ووالده عبد الرحمن. قال أبو حاتم: مجهول، كذا قال.
4 (صالح بن سعيد حجازيٌ صدوق، عن نافع بن جبير بن مطعم، وسليمان بن يسار، وعمر بن)
عبد العزيز، وعنه سعيد بن السائب الطائفي، وابن جريج، وعبيد الله بن عد الله بن موهب. له حديث في اليوم والليلة للنسائي.

(7/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 383
4 (صالح بن أبي عريب د س ق واسم أبيه قليب بن حرمل الحضرمي، روى عن كثير بن)
مرة، وخلاد بن السائب، وعنه الحميد بن جعفر، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، وثقه ابن حبان.
4 (الصلت بن عبد الله د ت بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم عبد الله)
بن الحارث ببه، روى عن ابن عباس، وعنه الزهري، وابن إسحاق، ويوسف بن يعقوب بن حاطب، وثقه ابن حبان، وقال الزبير: كان فقيهاً عابداً، وقد ولي أبوه قضاء المدينة زمن معاوية.
4 (صيفي بن زياد الأنصاري م د ن ت مولاهم المدني، عن أبي اليسر كعب بن عمرو،)
وأبي سعيد الخدري، وأبي السالئب مولى هشام بن زهرة، وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وابن عجلان، وابن أبي ذئب، ومالك، وآخرون، وأما النسائي فعدهما رجلين فقال: صيفي يروي عنه بن عجلان، ثقة.

(7/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 384
4 (صيفي مولى أفلح روى عنه ابن أبي ذئب.)
ليس به بأس.

(7/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 385
4 (حرف الضاد)

4 (الضحاك بن شرحبيب الغافقي د ق عن أبي هريرة، وابن عمر، وغيرهما، وعنه حيوة بن)
شريح، وسعيد بن أبي هلال، ورشدين بن سعد، وابن لهيعة، وعبد الله بن المسيب، قال أبو زرعة: صدوق.)
4 (ضمرة بن حبيب الزبيدي الحمصي عن شداد بن أوس، وعوف ابن مالك الأشجعي،)
وأبي أمامة، وجماعة، وعنه ابنه عتبة، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به.

(7/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 386
4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عبد الله ن ق بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، وأمه عائشة)
بنت طلحة، روى عن أبويه، وعائشة، وأسماء ومعاوية بن جاهمة السلمي، وعفير بن أبي عفير، ولهما صحبة، روى عنه ولداه محمد، وشعيب، وعثمان بن أبي سليمان، وعطاف بن خالد. له في الكتابين حديث واحد، وكان من أشراف أهل المدينة.
4 (طلحة بن مصرف ع)
أبو عمرو بن كعب، أبو محمد اليامي الهمداني الكوفي، أحد الأئمة

(7/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 387
الأعلام، ومقريء الكوفة في زمانه، قرأ على يحيى بن وثاب وغيره، وحدث عن أنس بن مالك، وابن أبي أوفى، وزيد بن وهب، ومرة الطيب، ومجاهد، وخيثمة بن عبد الرحمن، وذر الهمداني، وأبي صالح السمان، وغيرهم، وعنه ابنه محمد، ومنصور، والأعمش، ومالك بن مغول، وشعبة، وخلق كثير. قال أبو خالد الأحمر: أخبرت أن طلحة بن مصرف شهر بالقراءة، فقرأ على الأعمش لينسلخ ذلك عنه، فسمعت الأعمش يقول: كان يأتي فيجلس على الباب حتى أخرج، فيقرأ، فما ظنكم برجلٍ لا يخطيء ولا يلحن، وقال موسى الجهني: سمعت طلحة بن مصرف يقول: قد أكثرتم في عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يحبه، وعن عبد الملك بن أبجر قال: ما رأيت طلحة بن مصرف في ملأ، إلا رأيت له الفضل عليهم. وقال الحسن بن عمرو: قال لي طلحة بن مصرف: لولا أني على وضوءٍ لأخبرتك بما تقول الرافضة، وقال فضيل بن غزوان: قيل لطلحة ابن مصرف: لو ابتعت طعاماً ربحت فيه، قال: إني أكره أن يعلم الله من

(7/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 388
قلبي غلاً على المسلمين، وقال فضيل بن عياض: بلغني عن طلحة أنه ضحك يوماً، فوثب على نفسه وقال: فيم الضحك، إنما يضحك مع قطع الأهوال، وجاز الصراط، ثم قال: آليت ألا أفتر ضاحكاً حتى أعلم بم تقع الواقعة، فما رؤي ضاحكاً حتى صار) إلى الله. وقال ابن عيينة، عن أبي خباب قال: سمعت طلحة بن مصرف يقول: شهدت الجماجم، فما رميت ولا طعنت ولا ضربت، لوددت أن هذه سقطت من ها هنا ولم أكن شهدتها، وقال ليث بن أبي سليم: حدثت طلحة بن مصرف في مرضه، أن طاوساً كره الأنين، فما سمع طلحة يئن حتى مانت. وقال شعبة: كنا في جنازة طلحة بن مصرف، فأثنى عليه أبو معشر وقال: ما خلف مثله، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان طلحة يحرم النبيذ. قلت: وكان يفضل عثمان على علي، وهاتان عزيزيتان في أهل الكوفة، توفي في آخر سنة اثنتي عشرة.
4 (طليق بن عمروان ق بن حصين، وقيل: بل طليق بن محمد بن عمران بن حصين. روى)
عن عمران، وأبي بردة بن أبي موسى، وعنه إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع، وابنه خالد بن طليق، سليمان التيمي، وصالح بن كيسان، وذكره ابن حبان في الثقات.

(7/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 389
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عمر بن قتادة ع بن النعمان الظفري، أبو عمر، وقيل: أبو عمرو المدني، عن)
جابر بن عبد الله، ومحمود بن لبيد، وجدته رميثة ولها صحبة، وأنس بن مالك، وعنه بكير بن الأشج، ومحمد بن عجلان، وعبد الرحمن بن الغسيل، وجماعة، وكان ثقة عارفاً بالمغازي، واسع العلم، وثقه أبو زرعة والنسائي، توفي سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين، وهو أصح، وقيل: سنة ستٍ أو سبعٍ وعشرين.

(7/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 390
4 (عامر بن جشيب الحمصي ن أبو خالد، عن أبي أمامة الباهلي، وعن خالد بن معدان،)
وغير واحد، وعنه لقمان بن عامر، والزبيدي، ومعاوية ابن صالح، وثقه ابن حبان.
4 (عامر بن يحيى م ت ن بن حبيب، أبو خنيس المعافري المصري، عن حنش الصنعاني،)
وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وآخرون، وثقة أبو داود، وهو راوي حديث البطاقة، قال ابن يونس: توفي قبل سنة عشرين ومائة.
4 (عبادة بن نسي الكندي)
أبو عمر الأزدي قاضي طبرية. روى عن أبي بن عمارة، وشداد بن

(7/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 391
أوس، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية، وغيرهم، وعنه برد بن سنان، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وعلي بن) أبي حملة، وهشام بن الغاز، وخلق كثير. وكان شريفاً نبيلاً، موصوفاً بالصلاح والفضل والجلالة، وثقه ابن معين، ولي قضاء الأردن لعبد الملك بن مروان، وولي جند الأردن لعمر بن عبد العزيز. قال أبو مسهر: سمعت كامل بن مسلمة بن رجاء بن حيوة يقول: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين قالوا: رجاء بن حيوة، قال: فمن سيد أهل الأردن قالوا: عبادة بن نسي، قال: فمن: سيد أهل دمشق قالوا: يحيى بن يحيى الغساني، قال: فمن سيد أهل حمص قالوا: عمرو بن قيس، قال: فمن سيد الجزيرة قالوا: عدي بن عدي الكندي، قال مغيرة بن مغيرة الرملي: قال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة، إن الله بهم ينزل الغيث، وينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي. ورورى ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن عثمان الأزدي، قال: كان عبادة بن نسي على القضاء، فأهدى له رجلٌ قلة عسلٍ، فقبلها وهو يخاصم إليه، فقضى عليه، ثم قال: يا فلان، ذهبت القلة، قال غير واحد: توفي عبادة بن نسي سنة ثماني عشرة ومائة.

(7/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 392
4 (عائشة بنت سعد بن أبي وقاص خ د ت ن الزهرية المدينة.)
رأت ستاً من أمهات المؤمنين، وروت عن أبيها وعيره، وعنها أيوب السختياني، والجعيد بن عبد الرحمن، وعبيدة بن نابل، وصخر بن جويرية، وعدد من العلماء، آخرهم وفاةً مالك بن أنس. وهي من الثقات، توفيت باتفاقٍ سنة سبع عشرة، ولها أربعٌ وثمانون سنة.
4 (العباس بن ذريح الكلبي الكوفي د ن ق عن شريح القاضي، وشريح بن هانيء، وكميل بن)
زياد، والشعبي، وجماعة، وعنه زكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشريك وجماعة، وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: صالح.
4 (العباس بن سالم الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني، وأبي سلام ممطور، وعنه ابن أخيه)
الصقر بن فضالة، ومحمد بن مهاجر. وثقه العجلي.

(7/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 393
4 (العباس بن سهل سوى ن بن سعد الأنصاري الساعدي المدني. عن أبيه، وسعيد بن زيد،)
) وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة، وجماعة، مولده في أول خلافة عثمان، وعنه ابناه أبي، وعبد المهيمين، والعلاء بن عبد الرحمن، وابن إسحاق، وفليح بن سليمان، وابن الغسيل، وثقه ابن معين وغيره. وقد آذاه الحجاج وضربه، لأنه كان من أصحاب ابن الزبير، فأتى أبو سهل فقال: ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن مسيئهم فأطلقه. يقال: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة.
4 (عبد الله بن بريدة ع)
ابن الحصيب، أبو سهل الأسلمي، قاضي مرو بعد أخيه سليمان، وهما توأمان. روى عن أبيه، وأبي موسى، وعائشة، وعمران بن حصين، وسمرة، وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن مغفل، وعن أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر، وطائفة.

(7/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 394
وعنه حسين المعلم، والجريري، ومالك بن مغول، ومقاتل بن حيان، وأجلح الكندي، وكهمس بن الحسن، والحسين بن واقد قاضي مرو، وخلق آخرهم معاوية بن عبد الكريم الضال. قال أبو تميلة: ثنا عبد المؤمن بن خالد، عن ابن بريدة قال: ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء: ألا يدع المشي فإنه إن احتاج إليه لم يقدر عليه، وألا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق، وألا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها. وقال أحمد في مسنده: ثنا زيد بن الحباب، حدثني حسسين، حدثني ابن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أكلنا ثم شرب معاوية، فناول أبي، ثم قال: ما شربته مند حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريشٍ وأجودهم ثغراً، وما شيء كنت أجد له لذةً وأنا شابٌ، يجده اليوم، غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني.

(7/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 395
وعن ابن بريدة قال: ولدت أنا وأخي لثلاثٍ خلون من خلافة عمر. قلت: أراه ولد بعد ذلك بمديدة، فإن الفضل السيناني روى عن حسين ابن واقد، عنه قال:: جئت إلى أمي فقلت: يا أماه، قتل عثمان، فقالت: يا بني اذهب فالعب مع الغلمان، وكان يزيد بن المهلب استقضى عبد الله بن مرو. وقال ابن خراش: صدوق، وقال ابن حبان: ولي قضاء مرو بعد أخيه سليمان سنة خمسٍ، إلى أن مات سنة خمس عشرة ومائة، وقال وكيع: كانوا بعد موت سليمان بن بريدة على أخيه عبد الله.)
4 (عبد الله بن حنش الأودي الكوفي عن البراء، وابن عمر، وشريح القاضي، والأسود،)
وغيرهم. وعنه: محمد بن جحادة، وشعبة، وسفيان، وأبو عوانة، وآخرون. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا بأس به.

(7/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 396
4 (عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي)
أبو يحيى فقيه دمشق، وأحد الأعلام، عن أبي الدرداء، وسلمان، وعبادة بن الصمت، وأكثر ذلك مراسيل، روورى عن أم الدرداء، وغيرها. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وصفوان بن عمرو، وعلي بن أبي جملة، والأوزاعي، وخالد بن دهقان، وسعيد عبد العزيز، وخلق، وقال أبو مسهر: كان سيد أهل المسجد، قيل: بم سادهم. قال: بحسن الخلق. وقال الواقدي: كان يعدل بعمر بن عبد العزيز. وروى علي بن عياش، عن اليمان بن عدي قال: كان عبد الله بن أبي زكريا عابد أهل الشام، وكان يقول: ما عالجت من العبادة شيئاً أشد من السكوت. وقال الأوزاعي: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا. و روى بقية، عن مسلم بن زياد، قال: كان عبد الله بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلا أن يسأل، و كان من أكثر الناس تبسماً، قال: ما مسست ديناراً، و لا درهماً قط،

(7/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 397
و لا اشتريت شيئاً قط، و لا بعته إلا مرة، و كام له إخوة يكفونه. و قال: ابن سعيد: كان ثقةً قليل الحديث، صاحب غزو، كان عمر بن عبد العزيز يجلسه معه على السرير، توفي عبد الله سنة سبع عشرة و مائة.
4 (عبد الله بن أبي إسحاق)
زيد بن الحارث بن عبد الله الحضرمي البصري، مولىً لهم، أحد الأئمة في القراءة و النحو، هو أخو يحيى بن أبي إسحاق، وجد مقريء البصرة يعقوب بن إسحاق الحضرمي. أخذ القرآن عن يحيى بن يعمر، و نصر بن عاصم، و روى عن أبيه و جده، عن علي، و روى أيضاً عن أنس. و روى عنه حفيده يعقوب بن زيد الحضرمي، و هرون بن موسى النحوي الأعور. ذكره ابن حبان في الثقات. قال: أبو عبيدة: اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية، فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان، ثم اختلف الناس إلى عنبسة بن معدان، فكان أبرع) أصحابه ميمون الأقرع، فتخرج به عبد الله بن أبي إسحاق. و عن أبي عبيدة قال: أول من وضع العربية أبي الأسود، ثم ميمون،

(7/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 398
ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله بن أبي إسحاق، كذا قال هنا أبو عبيدة: ميمون قبل عنبسة. و قال غيره: كان مع عبد الله بن أبي إسحاق أبو عمرو بن العلاء، و عيسى بن عمر الثقفي، فمات قبلها، و كان أبو عمرو أوسع في معرفة كلام العرب، و كان عبد الله بن أبي إسحاق أشد تجريداً للقياس، فجمع بينهما بلال بن أبي بردة، فتناظرا، فكان أبو عمرو يقول: غلبني عبد الله يومئذ بالهمز، فنظرت فيه بعد و بالغت فيه. و قال محمد بن سلام الجمحي: سمعت يونس يسأل عن ابن أبي إسحاق، فقال: هو و النحو سواء، أي هو الغاية، قال: و كان ابن أبي إسحاق يكثر الرد على الفرزدق ويتعنته، الفرزدق:
(فلو كان عبد الله مولى هجوته .......... ولكن عبد الله مولى المواليا)
و كان النولى لآل الحضرمي حليف بني عبد الشمسٍ، و الحليف عند العرب كالمولى، و كان ابن أبي إسحاق أول من بعج النحو، و مد القياس، و شرح العلل. و مات عبد الله و قتادة في يوم واحد في البصرة، سنة سبع عشرة و مائة. و قيل: إنه عاس ثمانياً و ثمانين سنة، و لم يصح. و نقل ابن حبان: إنه توفي سنة تسعٍ و عشرين و مائة.
4 (عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني م د ن والد عبد العزيز، و أخو يعقوب. أرسل)
عن عائشة، و أم سلمة، و لعله أدركهما،

(7/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 399
و روى عن ابن عمر، و النعمان بن أبي عياش، و عروة. و عنه ابنه، و بكير بن الأشح، و عمو ابن الحارث، و ابن اسحاق، و آخرون.
4 (عبد الله بن أبي سليمان د مولى أمير المؤمنين عثمان. سمع أبا هريرة، و جبير بن مطعم.)
و عنه محمد بن عبد الرحمن المكي، و إسحاق بن إبراهيم الثقفي، و خلف بن إسماعيل الخزاعي، و حماد بن سلمة. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد الله بن سهل أبو ليلى الأنصاري الحارث عن عائشة، و سهل بن أبي حثمة، و جابر بن)
عبد الله. و عنه ابن إسحاق، و مالك. كناه الحاكم.
4 (عبد الله بن عامر م ت)
ابن يزيد بن تميم، أبو عمران اليحصبي، مقريء أهل الشام. قرأ

(7/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 400
القرآن على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، عن عثمان. و يقال: إن ابن عامر سمع قراءة عثمان في الصلاة. و يقال:) إنه قرأعليه نصف القرآن، و لم يصح. و روينا بإسنادٍ قوي أنه قرأ القرآن على أبي الدرداء، و النفس من هذا الشيء، مع أن ذلك محتمل على بعدٍ، بناءً على ما روي عن خالد بن يزيد المري، أنه أعني بن عامر، ولد سنة ثمانٍ من الهجرة، و أما صاحبه يحيى الذماري. فقال: ولد ابن عامر سنة إحدى و عشرين من الهجرة، و ورد أيضاً أنه قرأ على فضالة بن عبيد. و حدث عنه، و عن معاوية، و النعمان بن بشير، و واثلة بن الأسقع، و طائفة. و عنه: ربيعة بن يزيد، و عبد الله بن العلاء بن يزيد، و الزبيدي، و يحيى ابن الحارث الذماري، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و آخرون. وثقه النسائي و غيره، و خلفه في القراءة صاحبه الذماري، قال: الهيثم بن عمران: كان ابن عامر رئيس أهل المسجد زمن الوليد و بعده. و قال سعيد بن عبد العزيز: ضرب ابن عامر عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة، فروى عمرو بن مهاجر أن إبن عامر استأذن على عمر بن عبد العزيز، فام يأذن له، و قال: ضرب أخاه عطية أن رفع يديه، إن كنا لنؤدب عليها في المدينة. قلت: في كنية ابن عامر تسعة أقوال، أصحها أبو عمران، و قد ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني. و قال هشام بن عمار: ثنا الهيثم بن عمران قال: كان في رأس المسجد بدمشق في زمان عبد الملك، و بعده ابن عامر، و كان يغمز في نسبه، فجاء رمضان، فقالوا: من يؤمنا فذكروا المهاجر ابن أبي المهاجر، فقيل: ذا مولىً، و لسنا نريد أن يؤمنا مولىً، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر، فقال: إذا كان أول ليلة في رمضان قف خلف الإمام، فإذا تقدم ابن عامر، فخذ بثيابه و اجذبه، و قل: تأخر، فلن يتقدمنا دعي و صل أنت بالناس، ففعل ذلك. و كان ابن عامر يزعم أنه من حمير. قلت: الأصح أنه ثابت النسب. و قال يحيى بن الحارث: و كان ابن العامر قاضي الجند، و كان على بناء مسجد دمشق، و كان رئيس المسجد لايرى فيه

(7/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 401
بدعةً إلا غيرها. و مات يوم عاشوراء، سنة ثماني عشرة و مائة، و له سبع و تسعون سنة، رحمه الله تعالى.
4 (عبد الله بن عبد الله بن جابر ع بن عتيك الأنصاري المدني. عن ابن عمر، و أنس بن)
مالك، وجده لأمه عتيك بن الحارث. و عنه مسعر، و شعبة، و مالك، و غيرهم.
4 (عبد الله بن عبيد الله ع)
ابن عبد الله بن أبي ملكية زهير بن عبد الله بن جدعان، الإمام أبو محمد، و أبو بكر التيمي) المكي الأحول، مؤذن الحرم، ثم قاضي مكة لابن الزبير. روى عن جده أبي ملكية، و له صحبة، و عن عائشة، و أم سلمة، و ابن عباس، و عبد الله بن عمرو، و ابن عمر، وطائفة و عنه عمرو بن دينار،

(7/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 402
و أيوب، و حاتم بن أبي صغيرة، و ابن جريج، و نافع بن عمر الجمحي، و عبد الواحد بن أيمن، و يزيد بن إبراهيم التستري، و جرير بن حازم، و أبو عامر الخزاز، و عبد الجبار بن الورد، و ابن لهيعة، و الليث بن سعد، و خلق كثير. روى أيوب، عن ابن أبي ملكية قال: بعثني ابن الزبير على قضاء الطائف، فكنت أسأل عن ابن عباس. قلت: وثقه غير واحد، و مات سنة سبع عشرة و مائة. قال خالد بن أبي يزيد الهدادي: رايت ابن أبي ملكية يخضب بالحناء. و قال جعفر بن سليمان، عن الصلت بالدينار، عن أبي ملكية قال: أدركت أكثر من خمسمائة من الصحابة، كلهم خاف النفاق على نفسه. كذا رواه الصلت، و الصحيح رواية ابن جريح عنه أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
4 (عبد الله بنت عبد الله قاضي الري د ت ق كوفي من موالي بني هاشم. سمع عبد الرحمن)
بن أبي ليلى، و سعيد بن جبير، و جماعة. و عنه الحكم بن عتيبة، و الأعمش، و حجاج بن أرطأة، و فطر بن خليفة، و ابن أبي ليلى. وثقه أحمد و غيره، و هو ابن سرية علي وضي الله عنه.
4 (عبد الله بن زيد العابدين علي بن حسين الهاشمي ت ن روى عن جده رضي الله عنه)
مرسلاً، و عن جده لأمه الحسن بن علي، و عن أبيه. و عنه عمارة بن غزية، و موسى بن عقبة، و يزيد بن أبي زياد، و غيرهم، كعبد العزيز بن عمر العمري. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

(7/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 403
4 (عبد الله بن عبيد م بن عمير بن قتادة الليثي الجندعي، أبو هاشم المكي. عن أبيه، و)
عائشة، و ابن عباس، و ابن عمر، و جماعة. و عنه ابن جريح، و الأوزاعي، و عكرمة لن عمار، و جرير بن حازم، و ابنه محمد بن عبد الله المحرم. قال داود العطار: كان عبد الله من أفصح أهل مكة. و قال أبو حاتم ثقة. توفي سنة ثلاث عشرة و مائة.
4 (عبد الله بن كثير)
مقريء أهل مكة، أبو معبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني. أصله

(7/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 404
فارسي، و يقال له، الداري) العطار نسبةً إلى عكر دارين. أما البخاري فقال: هو قرشي من بني عبد الدار. و قال أبو بكر بن أبي داود: الدار بطن من لخم، منهم تميم الداري. و عن الأصمعي قال: الداري الذي لا يبرح في داره، و لا يطلب معاشا. و كان عبد الله بن كثير عطاراً من أبناء فارس الذي بعثهم كسرى إلى صنعاء، فطردوا عنها الحبشة. قال ابن المديني: قد روى عن ابن كثير الداري أيوب، و ابن جريح، و كان ثقة. و قال ابن سعد: كان ثقةً له أحاديث صالحة. حجاج، عن حماد بن سلمة قال: رأيت أبا عمرو يقرأ على عبد الله بن كثير. و قال ابن عيينة: لم يكن بمكة أحدٌ أقرأ من حميد، و عبد الله بن كثير. و قال جرير بن حازم: رأيت بن كثير فصيحاً بالقرآن. و ذكر الداني أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب. و قال الحميدي: سمعت سفيان يقول: سمعت مطرفاً أبا بكر في جنازة عبد الله بن كثير و أنا غلام، في سنة عشرين و مائة، قال: سمعت الحسن. و قال بشر بن موسى: ثنا الحميدي، عن سفيان، ثنا قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير قال: رأيته سنة ثنتين و عشرين و مائة أسمع قصصه و أنا غلام، و كان قاص الجماعة. قلت: فأما:
4 (عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي

(7/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 405
المكي، فلجده صحبة، و هو فلا يكاد)
يعرف إلا في حديث واحد، سنده مضطرب، و هو حديث عائشة في استغفارهلأهل البقيع. رواه ابن وهب، عن جريح، عنه، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن عائشة، رواه مسلم، و رواه حجاج بن أبي جريج فقال: عن عبد الله رجل من قريش. قلت: قرأ القرآن على مجاهد باتفاقٍ، و ورد أنه قرأ القرآن أيضاً على عبد الله بن السائب المخزومي صاحب أبي بن كعب. قرأء عليه طائفة منهم شبل بن عباد، و أبو عمرو بن العلاء، و معروف بن مشكان، و إسماعيل بن عبد القسط. و قد حدث عن ابن الزبير، و أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم، و عكرمة. و عنه أيوب، و ابن جريج، جرير ابن حازم، و حسين بن واقد، و عبد الله بن أبي نجيح، و حماد بن سلمة، وآخرون، وثقه علي بن المديني وغيره، وكان أبيض اللحية طويلاً جسيماً، أسمر أشهل العينمين، عليه سكينة ووقار، وكان فصيحاً مفوهاً واعظاً، ويقال: إن ابن عيينة سمع منه، وهو بعيد، إنما شهد جنازته، توفي سنة عشرين ومائة، وله خمسٌ وسبعون سنة، رحمه الله، وثقه النسائي.) عبد الله بن كيسان ع أبو عمر التيمي المدني، مولى أسماء بنت أبي بكر، عن أسماء وابن عمر، وعنه عبد الملك بن أبي سليمان، وحجاج ابن أرطأة، وجريج، والمعلى بن زياد، وغيرهم، وثقوه.
4 (عبد الله بن أبي المجالد خ د س ق روى عن مولاه عبد الله بن

(7/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 406
أبي أوفى، وعبد الرحمن)
بن أبزي، ووراد كاتب المغيرة، وعبد الله بن شداد، وعنه إسماعيل السدي، والحسن بن عمارة، وأبو إسحاق الشيباني، وشعبة، لكن شعبة سماه محمداً فوهم، وثقه أبو زرعة وغيره.
4 (عبد الله بن نيار روى عن أبيه، وعروة، وعمرو بن شاس. وعنه أبو الزناد، وعبد الرحمن)
بن حولة، وجماعة.
4 (عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. عن جده، وعائشة، وعنه الزهري،)
وفضيل بن غزوان، وعمر بن محمد، وأسامة بن زيد، ورآه مالك، ثم وجدت وفاته سنة سبع عشرة ومائة.
4 (عبد الله أبو محمد البطال)
ويقال: أبو يحيى، أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام، ومن سارت بذكره الركبان، كان أحد أمراء بني أمية، وكان على طلائع مسلمة بن عبد الله الملك، وكان ينزل بأنطاكيه، شهد عدة حروب، وأوطأ الروم خوفاً وذلاً، ولكن ما يحد ولا يوصف، ما كذبوا عليه من الخرافات المستحيلات، وعنه عبد الملك، أنه أوصى مسلمة، فقال: صير على طلائعك البطال، ومره

(7/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 407
فليعس بالليل، فإنه أمينٌ شجاع مقداد، وقال الوليد بن مسلم: حدثني بعض شيوخنا أن مسلمة عقد للبطال على عشرة آلاف، فجعلهم يعني يزكاً. وحدثني أبو مروان الأنطاكي قال: كنت أغازي مع البطال، وقد أوطأ الروم ذلاً، قال البطال: فسألني بعض ولاةٍ بني أمية عن أعجب ما كان من أمري، فقلت: خرجت في سرية ليلاً، فأتينا قريةً، وقلت لأصحابي: ارفعوا لجم خيولكم، ولا تهيجوا، ففعلوا واخترقوا في أزقتها، ودفعت في ناس من أصحابي إلى بيتٍ فيه سراج وامرأة تسكت ولدها من بكائه وتقول: اسكت أو لأدفعنك إلى البطال، ثم انتشلته من سريره وقالت: خذه يا بطال، قال: فأخذته. وخرجت يوماً وحدي على فرسي لأصيب غفلةٍ، ومعي شواء وغيره، فأكلت، ودخلت بستاناً، وأسهلني بطني، فاختلفت مراراً، وخفت من الضعف، فركبت وأسهلت على سرجي، كرهت أن أنزل فأضعف) عن الركوب، ولزمت عنق الفرس، وذهب بي لا أدري إلى أين، فسمعت وقع حوافره على بلاطٍ، فأفتح عيني فإذا دير، وإذا نسوةٌ يتطلعن من أبواب الدير، فلما رأين حالي وضعفي، وقوف فرسي، رطنت واحدةٌ منهن، فنزعن عني ثيابي، وغسلن ما بي وألبسنني ثياباً، وسقينني ترياقاً أو دواءً، ووضعت على سريرٍ، فأقمت يوماً وليلةً مسبوتاً، وذهب عني ذلك ثاني يوم، وأنا ضعيف عن الركوب، فجاءها في اليوم الثالث بطريقٌ أقبل في مركبه، فأمرت بفرسي فغيب، وأغلقت علي بيتاً، ودخل البطريق، فسمعت بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها، فبلغه شأني، فهم أن يجهم علي، فأقسمت إن فعل لا نال حاجته، فأمسك، ثم تزوج، وخرجت فدعوت بفرسي، فقالت: لا آمن أن يكمن لك، دعه يذهب، فأبيت وركبت وقفوت الأثر حتى لحقته، وشددت

(7/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 408
عليه، فانفرج عنه أصحابه، فقتلته، وطلبت أصحابه فهربوا، فأخذت فرسه وسمطت رأسه، ورددت إلى الدير، فألقيت الرأس، ودعوتها ومن معها من النساء والخدم، فوقفن بين يدي، وأمرتها بالرحلة ومن معه على الدواب، وسرت بها و بهن إلى العسكر، فنفلت المرأة بعينها و سلمت سائر الغنيمة، واتخذتها، فهي أم بني. قال الوليد بن مسلم: سمعت عبد الله بن راشد الخزاعي، يخبر عمن سمع من البطال، أنه ولي المصيصة وما يليها، فبعث سريةً، فأبطأ عليه خبرها، فأشفق من مصيبة، قال: فخرجت مفرداً، فلم أجد لهم خبراً، ثم أعطيت خبرهم، فخفت عليهم من العدو، ولم أجد أحداً يخبرني بشيءٍ، فسرت حتى أقف بباب عمورية، فضربت باببها وقلت للبواب: افتح لفلانٍ وسياف الملك ورسوله، وكنت أشبه به، فأعلمه، فأمره نت ففتح لي، فصرت إلى بلاطها، وأمرت من يشتد بين يدي إلى باب بطريقها، ففعل، ووافيته وقد جلس لي، فنزلت عن فرسي وأنا متلثم، فأذن لي ورحب بي، فقلت: أخرج هؤلاء فإني قد حملت إليك أمراً، فأخرجهم، وشددت عليه حتى أغلق باب الكنيسة وأتي إلي، فاخترطت سيفي وقلت: وقد وقعت بهذا الموضع، فأعطني عهداً حتى أكلمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت، ففعل، فقلت: أنا البطال، فاصدقني وانصحني، وإلا قتلتك، قال: سل. فقلت: السرية. قال: نعم، وافت البلادو غارةٌ لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد وملأوا أيديهم غنائهم، وهذا آخر خبر جاءني بأنهم بوادي كذا وكذا، قد صدقتك. فغمدت سيفي، وقلت: ادع لي بطعامٍ، فدعا به، ثم قمت وقال: سيروا بين يدي رسول الملك حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت السرية وخرجت بهم وبما غنموا.)

(7/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 409
وعن أبي بكر بن عياش قال: قيل للبطال: ما الشجاعة قال: صبر ساعة، وقال الوليد: أخبرني ابن جدابر، حدثني من سمع البطال يخبر مالك بن شبيب أمير مقدمة الجيش الذي قتل فيه، عن خبر بطريق أقرن صهر البطال، أن ليون طاغية الروم قد أقبل نحوه في مائة ألف فذكر قصة، فيها إشارة البطال عليه باللحاق ببعض مدن الروم والتحصن به، حتى يلحقهم الأمير سليمان بن هشام، وذكر عصيان مالك في رأيه، قال: ولقينا ليون، فقاتل مالك يومئذٍ ومن معه حتى قتل في جماعة، والبطال عصمة لمن بقي، ووالٍ لهم قد أمرهم ألا يذكروا له إسماً، فتجمعوا عليه، فحمل البطال، فصاح بعض من معه باسمه وفداه، فشدت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه وألقته إلى الأرض، وأقبلت تشد على بقية الناس مع اصفرار الشمس. قال الوليد: قال غير ابن جابر: وليون طاغيتهم قد نزل، ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلة المسلمين وقلة من بقي، فقال: ناد يا غلام برفع السيف، وترك بقية القوم لله وانصرفوا، قال ابن جابر: فأمر البطال منادياً، فنادى: أيها الناس، عليكم بسنادة، فتحصنوا فيها، وأمر رجلاً على مقدمتهم، وآخر على ساقتهم يحمل الجريح والضعيف، وثبت البطال مكانه، ومعه قرابةٌ له في مواليه، وأمر من يسير في أوائلهم يقول: أيها الناس إلحقوا فإن البطال يسير بأخراكم، وأمر من ينادي في أخراهم: إلحقوا فإن البطال في أولاكم، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوها، يعني سنادة، وأصبح البطال في المعركة وبه رمق، فلما كان من الغد، ركب ليون بجيشه، فأتى المعركة، فوجد البطال وأصحابه، فأخبر به، فأتى حتى وقف عليه، فقال: أبا يحيى كيف رأيت قال: وما رأيت، كذلك الأبطال تقتل وتقتل فقال ليون: علي بالأطباء، فأتي بهم، فنظروا في جراحه، فوجدوه قد أنفذت مقاتله،

(7/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 410
فقال: هل من حاجة قال: نعم، فأمر من ثبت معي بولايتي وكفني والصلاة علي، ثم تخلي سبيلهم، ففعل. قال أبو عبيدة: قتل البطال سنة اثنتي عشرة ومائة، وقال أبو حسان الزيادي: سنة ثلاث عشرة، وقال خليفة: سنة إحدى وعشرين.
4 (عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكوفي م عن أبيه، وأخيه علقمة، وغيرهما،)
وعنه ابنه سعيد، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن جحادة، ومسعر بن كدام، وفطر بن خليفة، والمسعودي، وغيرهم، قال ابن معين: ثبت، ولم يسمع من أبيه شيئاً.) قلت: روايته عن أبيه في السنن الأربعة.
4 (عبد الحميد بن عبد الرحمن ع بن زيد بن الخطاب، أبو عمر العدوي المدني الأعرج،)
أخو أسيد، وعبد العزيز، ولي إمرة الكوفة لعمر بن عبد العزيز، سأل ابن عباس، ورورى عن مسلم بن يسار، ومقسم، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، وعنه ابناه عمر، وزيد، والزهري، وزيد بن أبي أنيسة،

(7/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 411
وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم. وثقه ابن خراش وغيره، روى المدائني، عن يعقوب بن زيد، أن عمر بن عبد العزيز أجاز عامله على الكوفة عبد الحميد بعشرة آلاف. توفي عبد الحميد بحران سنة نيف عشرة ومائة.
4 (عبد الحميد بن محمود المعولي البصري د ت س عن ابن عباس وأنس، وعنه ابنه حمزة،)
ويحيى بن هانيء المرادي، وعمرو بن هرم، قال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني م عن أبيه، وأبي حميد الساعدي، وعنه ابناه)
ربيح، وسعيد، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وجماعة، وثقه النسائي، مات سنة ثنتي عشرة ومائة.

(7/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 412
4 (عبد الرحمن بن ثروان خ أبو قيس الأودي الكوفي، عن علقمة، والقاضي شريح،)
وهزيل بن شرحبيل، وسويد بن غفلة، وعنه الأعمش، والثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وآخرون، وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وغيره، مات سنة عشرين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي م عن أبيه، وخالد بن معدان،)
وكثير بن مرة، وغيرهم، وعنه الزبيدي، وثور بن يزيد، ويحيى بن جابر، وصفوان بن عمرو، وطائفة، آخرهم موتاً إسماعيل بن عياش. وثقه النسائي وغيره، توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري د ت ن قاضي إفريقية، يكنى أبا الجهم، وقيل أبا)
الحجر، روى عن عبد الله بن عمرو، وعقبة بن الحارث، وعنه ابنه إبراهيم، وشراحيل بن يزيد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم

(7/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 413
الإفريقي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال البخاري: في حديثه مناكير. وقال أبو حاتم: شيخ مغربي إن صحت الرواية عنه، عن عبد الله ابن عمرو، قلت: يشير إلى حديثه الذي رواه عنه ابن أنعم الإفريقي وحده: إذا رفع الرجل رأسه من آخر سجدة ثم أحدث فقد تمت صلاته.) قلت: مات سنة ثلاث عشرة ومائة.
4 (عبد الرحمن بن سابط الجمحي المكي م د ت ق وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط،)
روى عن أبيه وله صحبة، وعن عائشة، وجابر، وأبي أمامة، وأرسل عن معاذ، وغيره، وعنه حسان بن عطية، وابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، والليث بن سعد، وجماعة، وكان أحد الفقهاء، وثقوه، لكن كان ابن معين يعد أن أكثر رواياته مرسلة. مات سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني الكوفي عن أبيه، وأرسل عن عائشة، وعنه خالد)
الحذاء، وابن عجلان، ومالك بن مغول، وشعبة، وثقه

(7/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 414
أبو حاتم.
4 (عبد الرحمن بن سلمة القرشي عن عبد الله بن عمرو، وعنه خالد ابن محمد الثقفي،)
وإسماعيل بن أبي المهاجر، وسعيد بن عبد العزيز.
4 (عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي الكوفي خ م د ن ق عن أبيه، وابن عباس، وأم)
يعقوب الأسدية. وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعنه حجاج بن أرطأة، وشعبة والثوري، وقيس بن الربيع، وثقه ابن معين. توفي سنة تسع عشرة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس وعاملها لهشام بن عبد الملك. روى عن ابن)
عمر. وعنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض. استشهد سنة خمس ومائة في حربٍ بينه وبين النصارى.
4 (عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ع أبو داود المدني، مولى

(7/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 415
ربيعة بن الحارث بن عبد)
المطلب الهاشمي. سمع أبا هريرة، وأبا سعيد، وعبد الله ابن مالك بن بحينة، وطائفة، وسمع أيضاً من أبي سلمة، وعمير مولى ابن عباس، وعدة. وكان يكتب المصاحف ويقريء القرآن. روى عن الزهري، وأبو الزناد، وصالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن لهيعة، وخلق. وكان ثقةً ثبتاً، عالماً بأبي هريرة، انتقل في آخر أيامه إلى مصر، وتوفي غريباً بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح.
4 (عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني ت القاص الأبناوي. عن أبي هريرة، وابن عمر، وعنه)
) عبد الله بن بحير بن ريسان القصاص، وهمام أبو عبد الرزاق، والمنذر بن النعمان، وغيرهم. قال عبد الله بن بحير: كان أعلم بالحلال والحرام من وهب بن منبه. وذكره ابن حبان في الثقات. له في الجامع حديث واحد.

(7/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 416
4 (عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري ع أبو زيد الكوفي الزراد. عن ابن عمر، وأبي)
الكفيل، وزيد بن وهب، وغيرهم، وعنه زيد بن أبي أنيسة ومسعر، وشعبة، وجماعة. وكان ثقة نبيلاً.
4 (أما عبد الملك بن ميسرة المكي فشيخ. روى عنه أبو داود الطياللسي، وعبد الملك بن محمد)
الصنعاني من أهل طبقة شعبة.
4 (عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي المكي د ت ن عن أبيه رضي الله عنه، وعن ابن)
محيريز. وعنه إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، ووالده، وعماه محمد وإسماعيل، وابن عمه إبراهيم بن إسماعيل، والنعمان بن راشد، ونافع بن عمر الجمحي.
4 (عبيد الله بن أبي جروة العبدي البصري الأحمر، واسم أبيه رزيق، روى عن عائشة، وعقبة)
بن صهبان، وعمته، وعنه جابر بن صبح، وهشام الدستوائي، والقاسم بن المفضل الحداني، وشعبة، وغيرهم. لا بأس به.

(7/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 417
4 (عبيد الله بن عبد الله بن حصين الخطمي المدني عن جابر بن عبد الله وعبد الملك بن عمرو.)
وعنه ابن الهاد، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن النعمان، وجماعة، وثقه أبو زرعة.
4 (عبيد الله بن القبطية عن أم سلمة، وجابر بن سمرة، وابن أبي ربيعة، وعنه عبد العزيز بن)
رفيع، ومسعر بن كدام. وثقه ابن معين. له حديثان.
4 (عثمان بن حاضر د ق سمع ابن عباس، وجابراً، وابن عمر، وأنساً، وغيرهم، وعنه)
إسماعيل بن أمية، وعمرو بن ميمون بن مهران، والخليل بن أحمد العروضي، وزمعة بن صالح، وابن إسحاق، وجماعة. قال أبو زرعة: حميري ثقة.
4 (عثمان بن أبي سودة المقدسي ت ق أخو زياد. يروي عن أبي هريرة، وأم الدرداء،)
) وميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه زيد بن واقد، وشيب بن شيبة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي. وكان كثير

(7/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 418
الجهاد، له فضل وعبادة، وأبوه من موالي عبد الله بن عمرو.
4 (عثمان بن عبد الله بن سراقة خ ق بن المعتمر بن أنس القرشي العدوي المدني، وأمه)
زينب بنت عمر بن الخطاب. روى عن أبي هريرة، وجابر، وخاله ابن عمر. ورأى أبا قتادة الأنصاري، وولي إمرة مكة. وعنه الزهري، والوليد بن أبي الوليد، وابن أبي الذئب، وأبو المنيب عبيد الله المروزي، وعدة. وثقه أبو زرعة والنسائي. وسراقة جده الأعلى، فإنه عثمان ابن عبد الله بن عبد الله بن سراقة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. أرخه الواقدي، وروايته عن جده عمر مرسلة.
4 (عدي بن ثابت الكوفي ع وهو عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري)
الظفري. وقال يحيى بن معين: هو عدي بن ثابت بن دينار. وقيل: عدي بن ثابت بن عبيد بن عازب، فالبراء بن عازب أخو جده على هذا. روى عن جده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي، وعن أبيه، عن جده، وسليمان بن صرد، والبراء بن عازب، وابن أبي أوفى، وأبي حازم الأشجعي، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري

(7/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 419
ومسعر، وشعبة، وخلق. قال أبو حاتم: كان إمام مسجد الشيعة وقاصهم، وهو صدوق. وقال غيره: ثقةٌ ثبت، مات سنة ست عشرة ومائة.
4 (عدي بن عدي بن عميرة بن فروة الكندي د ن ق أبو فروة سيد أهل الجزيرة. روى عن)
أبيه وله صحبة وعمه العرس، ورجاء بن حيوة، وجماعة. وعنه أيوب، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون. وكان فقيهاً ناسكاً كبير القدر. إمرة الجزيرة وأذربيجان. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة عشرين ومائة.
4 (العرجي الشاعر هو أبو عمر عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي. وكان)
ينزل بعرد الطائف فنسب إليه، وكان أحد

(7/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 420
الأبطال المذكورين غزا القسطنطينية في البحر، ثم وقع منه أمرٌ، واتهم بدمٍ، فسجن بمكة إلى أن مات في خلافة هشام. وهو القائل:
(أضاعوني وأي فتىً أضاعوا .......... ليوم كريهةٍ وسداد ثغر)

(وخلوني لمعترك المنايا .......... وقد شرعت أسنتها لنحري)
)
(كأني لم أكن فيهم وسيطاً .......... ولم تك نسبتي في آل عمرو)

4 (عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي الكوفي د ت ق عن ابن الزبير، وابن سيرين، ومعاوية)
بن قرة، وعن عنبسة بن أبي سفيان ولم يدركه. وعنه زهير بن معاوية، وسفيان الثوري.
4 (عطاء بن أبي رباح المكي ع)
أبو محمد بن أسلم مولى قريش، أحد أعلام التابعين. ولد في خلافة

(7/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 421
عثمان، وسمع: عائشة، وأبا هريرة، وأسامة بن زيد، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وأبا سعيد الخدري، وخلقاً كثيراً، منهم جابر، وصفوان بن يعلى، وعبيد بن عمير، وأبو العباس الشاعر. وعنه: أيوب، والحكم، حسين المعلم، وابن إسحاق، وجرير بن حازم، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وأسامة بن زيد الليثي، وإبراهيم الصائغ، وأيوب بن موسى، وحبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطأة، وزيد بن أبي أنيسة، وسلمة بن كهيل، وطلحة بن عمرو، وعبادة بن منصور الباجي، وعبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وعبد الرحمن بن حبيب بن أردك، وعبد المجيد بن سهيل، وعثمان بن الأسود، وعقبة بن عبد الله الأصم، وعكرمة بن عمار، وعلي بن الحكم البناني، وعمرو بن دينار، وعمران القصار، وقيس بن سعد، وكثير ابن شنظير، وابن أبي ليلى، وأبو شهاب موسى بن نافع، وأبو المليح الرقي، ومعقل بن عبيد الله، والليث بن سعد، وابن جريج، ويزيد بن إبراهيم التستري، وخلق كثير. وكان إماماً سيداً أسود مفلفل الشعر، من مولدي الجند، فصيحاً علامة، انتهت إليه الفتوى بمكة مع مجاهد، وكان يخضب بالحناء. قال أبو حنيفة: ما رأيت أحداً أفضل من عطاء. وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاةً. وقال الأوزاعي: مات عطاء يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس. وقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: ما رأيت فتياً خيراً من عطاء، إنما كان مجلسه ذكر

(7/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 422
الله لا يفتر، وهم يخوضون، فإن سئل أحسن الجواب. وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم خيل إلينا أنه مؤيد. وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كان عطاء أسود شديداً فصيحاً، إذا تكلم، فما قال بالحجاز قبل منه. وقال ابن عباس: يا أهل مكة، تجتمعمون علي وعندكم عطاء. وروى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة) قال: هؤلاء أئمة الأمصار: الحسن، وإبراهيم بالعراق، وسعيد بن المسيب، وعطاء بالحجاز. وقال إسماعيل بن عياش: سألت عبد الله بن عثمان بن خيثم: ما كان عيش عطاء قال: نيل السلطان وصلة الإخوان. وقال الأصمعي: دخل عطاء على عبد الملك بن مروان، وهو على السرير، فقام إليه وأجلسه معه، وقعد بين يديه، فوعظه عطاء. وروى عمر بن قيس المكي، عن عطاء قال: أعقل مقتل عثمان وولدت لعامين من خلافته. وقال أبو المليح الرقي: لما بلغ ميمون بن مهران موت عطاء قال: ما خلف بعده مثله. وعن ربيعة الرأي قال: فاق عطاء أهل مكة في الفتوى. وقال ابن المعين: كان عطاء معلم كتاب دهراً. وقال جرير بن حازم: رأيت يد عطاء شلاء، ضربت أيام ابن الزبير. قال ابن سعد: وكان عطاء أعور. وقال أبو عاصم الثقفي: سمعت أبا جعفر الباقر يقول للناس، وقد أكثروا عليه: عليكم بعطاء، فهو والله خيرٌ لكم مني. وقال أبو جعفر أيضاً: ما أجد أحداً أعلم بالمناسك من عطاء. وقال رجل لابن جريج: لولا هذان

(7/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 423
الأسودان ما كان لنا فقهٌ: مجاهد، وعطاء، فقال: فض الله فاك، تقول لهما الأسودان وقال عمرو بن ذر: ما رأيت على عطاء يسوى خمسة دراهم وروى ليث عن عبد الرحمن بن سابط قال: والله ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر، ولا أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء. وقال عمران بن حدير: رأيت عمامة عطاء مخرقةً، فقلت: أعطيك عمامتي فقال: إنا لا نقبل إلا من الأمراء. قلت: يريد بيت المال. قال ابن سعد: عطاء من مولدي الجند، نشأ بمكة، وهو مولى لبني فهر، أو لجمح، إليه انتهت فتوى أهل مكة، وإلى مجاهد، وأكثر ذلك إلى عطاء، فسمعت بعض العلماء يقول: كان عطاء أسود، أعور، أفطس، أشل أعرج، ثم عمي، وكان ثقةً فقيهاً. قال أبو داود: كان والد عطاء نوبياً يعيل المكاتل. وقيل: حج عطاء نيفاً على سبعين حجة، وكان يشرب الماء في رمضان ويقول: إني أطعم أكثر من مسكين. وقال يحيى القطان: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، فإن عطاء كان يأخذ عن كل أحدٍ. وقال أحمد. وابن معين: ليست مرسلات عطاء بذاك. وقال علي بن المديني: كان عطاء اختلط) بأخرة، فتركه ابن جريج، وقيس بن سعد. وقال إسماعيل بن داود: سمعت مالكاً يقول: كان عطاء أسود، ضعيف العقل. قلت: عطاء حجة بالإجماع إذا أسند. قال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن، وعطاء، كان يأخذان عن كل أحد. قال أبو المليح، وحماد بن سلمة، وأحمد، وجماعة: توفي عطاء سنة أربع عشرة ومائة. وقال ابن جريج والواقدي: سنة خمس عشرة، وقيل: غير

(7/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 424
ذلك، والأول أصح، وعاش تسعين سنة، وكان موته في رمضان، ومن قال: عاش مائة سنة فقد وهم، والله أعلم.
4 (عطاء بن أبي مروان الأسلمي ن أبو مصعب، مدني نزل الكوفة. روى عن أبيه، وعنه)
موسى بن عقبة، ومسعر، وشعبة، وشريك.
4 (عطية بن سعد بن جنادة د ت ق العوفي، أبو الحسن الكوفي. عن ابن عباس. وأبي سعيد)
الخدري، وابن عمر، وغيرهم. وعنه ابنه الحسن، وأبان بن تغلب، وحجاج بن أرطأة، وقرة بن خالد، وزكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن جحادة، ومسعر بن كدام، وفضيل بن مرزوق، وآخرون. قال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه، وكذا ضعفه غير واحد، ويروى أن الحجاج ضربه أربعمائة سوطٍ، على أن يلعن علياً، فلم يفعل، وكان شيعياً رحمه الله، ولا رحم الحجاج. قال مطين: توفي سنة إحدى عشرة ومائة. وقال خليفة: مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة، وهذا القول غلط.
4 (عقبة بن حريث التغلبي الكوفي م ن سمع ابن عمر، وسعيد بن

(7/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 425
المسيب، وعنه شعبة،)
وفرات بن الأحنف.
4 (عقبة بن مسلم التجيبي المصري أبو محمد، إمام جامع مصر وقاصها. روى عن شفي)
بن ماتع، وأبي عبد الرحمن الحلبي، وعن عقبة بن عامر، وعبيد الله بن عمرو أيضاً. وأراه مرسلاً. وعنه حيوة بن شريح، والوليد ابن أبي الوليد المدني، وابن لهيعة، وثقه أحمد العجلي وغيره.
4 (عكرمة بن خالد بن العاص خ م د ت ن بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المكي، أبو خالد)
المقريء، قرأ القرآن على ابن عباس عرضاً، وسمع منه، ومن أبي هريرة، وابن عمر، وأبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وغيرهم. روى القراءة عنه عرضاً أبو عمرو بن العلاء، وحنظلة بن أبي سفيان، فيما قاله أبو عمرو الداني، وروى عنه قتادة، وعبد الله بن طاوس، وابن جريج،) وحنظلة بن أبي سفيان، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وجماعة، توفي بعد عطاء بن أبي رباح بيسير. وثقه جماعة. وكان أحد العلماء الأشراف. ولجده العاص صحبة ورواية في المسند.

(7/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 426
4 (أما عكرمة بن خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، فهو)
ولد ابن عم عكرمة بن خالد. وهو ضعيف مقل، أدركه مسلم بن إبراهيم.
4 (علقمة بن مرثد الحضرمي ع أبو الحارث الكوفي، أحد الأئمة.)
روى عن أبي عبد الرحمن السلمي. وطارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعد بن عبيدة، وجماعة. وعنه غيلان بن جامع، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وشعبة، ومسعر، وسفيان، والمسعودي. قال أحمد بن حنبل: هو ثبت في الحديث. قلت: توفي سنة عشرين ومائة.
4 (علي بن الأقمر ع بن عمرو بن الحارث الهمداني الوادعي، أبو الوازع الكوفي. عن أبي)
جحيفة، وأسامة بن شريك، وعن الأغر أبي مسلم، وأبي حذيفة سلمة بن صهيبة، وأبي الأحوص الحبشي، وغيرهم. وعنه الأعمش، وشعبة، وسفيان، والحسن بن صالح، وشريك، وآخرون. وثقه جماعة.

(7/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 427
4 (علي بن ثابت بن أبي زيد، عمرو بن أحطب الأنصاري، أخو عزرة بن ثابت. روى عن)
نافع ومحمد بن زياد القرشي، وغيرهما. ومات شاباً. روى عنه سعيد بن أبي عروبة، والحمادان، وعمران القطان، وسعيد بن إبراهيم. وثقه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (علي بن رباح م)
ابن قصير بن قشيب بن يينع اللخمي المصري، واسمه علي لكنه صغر. قال أبو عبد الرحمن المقريء: بنو أمية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً، فقال: هو علي. قلت: قوله مولود لا يستقيم، لأن علياً هذا ولد في أول خلافة عثملان، أو قبل ذلك بقليل، وكان في خلافة بن أمية رجلاً لا مولوداً. سمع من عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وفضالة بن عبيد، وغيره من الصحابة. وعمر مائة سنةٍ إلا قليلاً. وعنه: ابنه موسى، فأكثر عنه، ويزيد بن أبي حبيب، وحميد بن هانيء، ومعروف بن سويد، وآخرون. وكان ثقة عالماً إماماً، وفد على معاوية. وقد قال: كنت خلف مؤدبي، فسمعته يبكي، فقلت: مالك قال: قتل أمير المؤمنين عثمان، وكنت بالشام.)

(7/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 428
وأما ابن يونس فذكر، أنه ولد عام اليرموك قال: وذهبت عينه يوم ذات الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة أربع وثلاثين، وكانت له منزلة من عبد العزيز بن مروان، وهو الذي زف بنته أم البنين بنت عبد العزيز إلى الشام، فدخل بها زوجها الوليد بن عبد الملك، ثم تغير عليه عبد العزيز، فأغزاه إفريقية، فلم يزل مرابطاً بها إلى أن توفي بها، سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ما علمت إلا خيراً. يقال: توفي سنة أربع عشرة ومائة. فقال الحسن بن علي العداس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.
4 (علي بن عبد الله بن عباس م)
ابن عبد المطلب الهاشمي المدني، أبو محمد السجاد، والد محمد، وعيسى، وداود، وسليمان، وإسماعيل، وعبد الصمد، وصالح، وعبد الله، ولد أيام قتل علي رضي الله عنه، فسمي باسمه. روى عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وجماعة. وعنه بنوه عيسى، وداود، وسليمان، وعبد الصمد، والزهري، وسعد بن إبراهيم، ومنصور بن المعتمر، وعلي بن أبي جملة وآخرون. وأمه هي زرعة بنت الملك مشرح بن عدي الكندي أحد ملوك الأربعة، وكان جسيماً وسيماً طويلاً الغاية، جميلاً مهيباً، ذا لحية مليحةٍ، يخضب بالوسمة، ذكر الأوزاعي وغيره، أنه كان يسجد كل يومٍ ألف

(7/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 429
سجدة. قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، وقال: قال له عبد الملك بن مروان: لا أحتمل لك الإسم، والكنية جميعاً فغيره، وكناه أبا محمد. وقال عكرمة: قال لي ابن عباس، ولابنه علياً: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، فأتيناه في حائطٍ له. وقال ميمون بن زياد: ثنا أبو سنان قال: كان علي بن عبد الله معنا بالشام، وكانت له لحية طويلة يخضبها بالوسمة، وكان يصلي كل يومٍ ألف ركعة، وكان علي بن أبي جملةٍ يقول: دخلت على علي بن عبد الله، وكان آدم جسيماً، ورأيت له مسجداً كبيراً في وجهه، يهني آثر السجود. وقال ابن المبارك: كان له خمسمائة شجرة، يصلي عند كل شجرة ركعتين، وذلك كل يوم. وعن أبي المعز المغيرة قال: إن كن لنطلب لعلي بن عبد الله الخف والنعل، فما نجده حتى يستعمله لكبر رجله. قلت: وكان علي بن عبد الله السجاد قد أسكن الشراة بالحميمة من البلقاء، وهو جد الخلفاء،) توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (علي بن مدرك النخعي الكوفي ع عن أبي زرعة البجلي،

(7/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 430
وإبراهيم النخعي، وهلال بن)
يساف، وعنه الأعمش، والمسعودي، وشعبة، وغيرهم، توفي سنة عشرين ومائة. وثقة غير واحد.
4 (عمارة بن راشد الليثي مولاهم الدمشقي، أرسل عن أبي هريرة، وغيره، وروى عن جبير بن)
نفير، وأبي إدريس الخولاني، وعمر بن عبد العزيز، وعنه عتبية بن أبي حكيم، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد الله ابن عيسى بن أبي ليلى، وما أظن به بأساً، لكن قال أبو حاتم: مجهول.
4 (عمران بن أبي أنس القرشي العامري المصري م د ت س عن عبد الله بن جعفر، وحنظلة)
بن علي الأسلمي، وسهل بن سعد، وسليمان بن يسار، وطائفة، وعنه أسامة بن زيد الليثي، والضحاك بن عثمان، وعبد الحميد بن جعفر، ويونس الأيلي، والليث بن سعد، وآخرون، وثقه أبو حاتم، وغيره. توفي سنة سبع عشرة ومائة.
4 (عمر بن ثابت الخزرجي المدني م عن أبي أيوب الأنصاري في صوم ستٍ من شوال.)
وعنه: الزهري، وصفوان بن سليم، وسعد بن سعيد الأنصاري، ومالك، وآخرون. وثقة النسائي، وله حديث آخر في ذكر الدجال.

(7/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 431
4 (عمر بن الحكم بن رافع بن سنان م د ن ق أبو حفص.)
عن أبي الخير كعب بن عمرو، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر. وعنه: سعيد بن أبي هلال، وعمران بن أبي أنس، وابن ابن أخيه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله، وغيرهم، وثقه أبو زرعة.
4 (عمر بن الحكم بن ثوبان م د ن ق أبو حفص المدني. قال ابن معين: هو والآخر واحد.)
عن سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعبد الله بن عمرو، وجماعة، وعنه يحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحدمد بن عمرو، وموسى بن عبيدة، وآخرون. توفي سنة سبع عشرة، عن ثمانين سنة.
4 (عمر بن سالم المدني أبو عثمان، قاضي مرو. رأى ابن

(7/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 432
عباس، وسمع من القاسم بن محمد،)
وغيره. وعنه مطرف بن طريف، وليث بن أبي سليم، ومهدي بن ميمون، والربيع بن مسلم،) وغيرهم.
4 (عمر بن علي بن الحسين م ت س بن علي الهاشمي المدني الأصغر. أرسل عن النبي)
صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه، وسعيد بن مرجانة، وعنه ابنه محمد. وعلي ابن أخيه حسين بن زيد، ويزيد بن الهاد، وابن إسحاق، وفضيل بن مرزوق. وكان سيداً، كثير العبادة والاجتهاد، له فضل وعلم.
4 (عمر بن مروان بن الحكم الأموي وويقال عمرو. قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بمصر)
رجل من بني أمية أفضل منه. وكان أولاد أخيه يستشيرونه. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن أبي جعفر. توفي سنة خمس عشرة ومائة. قال: وولده بالأندلس إلى اليوم.
4 (عمرو بن سعد الفدكي ن ق ويقال اليمامي. عن محمد بن كعب القرظي، ونافع، وعمرو)
بن شعيب، ومات شاباً. روى عنه: يحيى بن أبي كثير مع تقدمه وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وغيرهم، وثقة دحيم.
4 (عمرو بن سعيد الثقفي البصري م عن أنس بن مالك،

(7/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 433
وسعيد بن جبير، ووراد كاتب)
المغيرة، وأبي زرعة البجلي. وعنه أيوب، وابن عون، ويونس، وجرير بن حازم، وآخرون، وثقه النسائي.
4 (عمرو بن شعيب)
ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، أبو إبراهيم السهمي الطائفي، وكناه بعضهم أبا عبد الله. سمع من زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها، ومن أبيه، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعمرو بن ابن الشريد، وسليمان بن يسار، وغيرهم. وعنه عطاء، وقتادة، ومكحول، والزهري، وأيوب، وحسين المعلم، وعبيد الله بن عمر، وداود بن أبي هند، وابن لهيعة، وابن إسحاق، وخلق كثير. وكان ثقةً صدوقاً، كثير العلم، حسن الحديث. قال يحيى بن معين: عمرو بن شعيب عندنا واهٍ. وقال معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن

(7/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 434
العلاء قال: كان قتادة، وعمرو بن شعيب، لا يغيب عليهما شيء، يأخذان عن كل أحدٍ، وكان ينزل الطائف. قال الأوزاعي: ما رأيت قرشياً أكمل من عمرو بن شعيب. ووثقه يحيى بن معين، وابن راهويه، وصالح جزرة. وقال الترمذي قال البخاري: رأيت أحمد) وابن المديني، وإسحاق، يحتجون بحديث عمرو ابن شعيب، فمن الناس بعدهم. وقال إسحاق بن راهويه: إذا كان الراوي عن عمرو ثقة، فهو كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر. قال الدارقطني وغيره: قد ثبت سماع عمرو من أبيه، وسماع أبيه من جده عبد الله بن عمرو. وقال أبو زكريا النووي: الصحيح المختار الاحتجاج به. وقال صالح بن محمد: حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه صحيفة ورثوها. وقال بعض العلماء: ينبغي أن تكون تلك الصحيفة أصح من كل شيءٍ، لأنها مما كتبه عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكتابة أضبط من حفظ الرجال. وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أهل الحديث إذا شاؤوا احتجوا بعمرو بن شعيب، وإذا شاؤوا تركوه. قلت: يعني يقولون: حديثه من صحيفة موروثة، فقد يخرجون هذا القول في معرض التضعيف. وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده أحجة قال: لا، ولا نصف حجة. قلت: لا أعلم لمن ضعفه مستنداً طائلاً أكثر من أن عن أبيه عن جده يحتمل أن يكون الضمير في قوله: عن جده، عائداً إلى جده الأقرب، وهو محمد، فيكون الخبر مرسلاً، ويحتمل أن يكون جده الأعلى، وهذا لا شيء، لأن

(7/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 435
في بعض الأوقات يأتي مبيناً، فيقول عن جده عبد الله بن عمرو، ثم إنا لا نعرف لأبيه شعيب، عن جده محمد رواية صريحة أصلاً، وأحسب محمداً مات في حياة عبد الله بن عمرو والده، وخلف ولده شعيباً، فنشأ في حجر جده، وأخذ عنه العلم، فأما أخذه عن جده عبد الله، فمتيقنٌ، وكذا أخذ ولده عمرو عنه فثابت. توفي بالطائف سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (عمرو بن مرة ع)
ابن عبد الله بن طارق المرادي الجملي، أبو عبد الله الكوفي، أحد الأعلام، الحفاظ وكان ضريراً. سمع ابن أبي أوفى، وسعيد بن المسيب، ومرة الطيب، وأبا وائل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبا عمر زاذان، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، وسفيان وشعبة، ومسعر، وقيس بن الربيع، وخلق. له نحو مائتي حديث. قال مسعر، مع جلالته: ما أدركت أحداً أفضل من عمرو بن مرة. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: هو من حفاظ الكوفة. وقال قراد: ثنا شعبة قال: ما رأيت عمرو بن مرة يصلي صلاة قط، فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له.

(7/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 436
وقال مسعر: سمعت عبد الملك بن ميسرة، ونحن في جنازة) عمرو بن مرة يقول: إني لأحسبه خير أهل الأرض. ويقال: إن عمراً دخل في شيءٍ من الإرجاء، وهو مجمعٌ على ثقته وإمامته. توفي سنة ست عشرة ومائة. وعن عمرو قال: أكره أن أمر بمثل في القرآن لا أعرفه، لأن الله تعالى يقول: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون. وروى أبو سنان، عن عمرو بن مرة قال: نظرت إلى امرأةٍ فأعجبتني، فكف بصري، فأنا أرجو. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو منصور بن عفيف، أنا عبد الرحمن بن أحمد، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا جرير، عن مغيرة قال: لم يزل في الناس بقية حتى دخل عمرو بن مرة في الإرجاء، فتهافت الناس فيه.
4 (عمير بن سعيد النخعي الكوفي خ م د ق)
عن علي، وابن مسعود، وعمار، وأبي مسعود، وسعد بن وقاص. وهو من أقران مسروق والكبار، لكنه عمر إلى هذا الوقت، وحديثه عن علي في الصححين. روى عنه أبو حصين الأسدي، والأعمش، وأشعث بن سوار، وفطر بن خليفة، وحجاج بن أرطأة، ومسعر، وجماعة. وثقه يحيى بن معين. وقال ابن سعد: توفي سنة خمسٍ ومائة.

(7/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 437
4 (عون بن عبد الملك بن عتبة بن مسعود م)
أبو عبد الله الهذلي الكوفي الزاهد، أحد الأئمة. روى عن أبيه، وأخيه أبي عبد الله الفقيه، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وسعيد بن المسيب. وقيل: إن روايته عن عائشة، وأبي هريرة مرسلة، وقد أرسل عن ابن مسعود، وغيره. وعنه إسحاق بنو يزيد الهذلي، وحنظلة بن أبي سفيان، وصالح بن حي، ومالك بن مغول، والمسعودي، وابن عجلان، وأبو حنيفة، ومسعر، وآخرون. وثقه أحمد، وغيره. وقال ابن المديني: صلى خلف أبي هريرة. وقال ابن سعد: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، رحل إليه عون بن عبد الله، وموسى بن أبي كثير، وعمر بن ذر، فكلموه في الإرجاء وناظروه، فزعموا أنه لم يخالفهم في شيءٍ منه، قال: وكان عون ثقةً يرسل كثيراً. وقال البخاري: عون سمع أبا هريرة. وقال الأصمعي: كان عون من آدب أهل المدينة وأفقههم، وكان مرجئاً، ثم تركه، وقال أبياتاً في مفارقة الإرجاء. وروى جرير، عن مغيرة قال: بلغ عبيد الله بن عبد الله أن أخاه عوناً حدث، فقال: قد قامت القيامة.) وقيل: إن عوناً خرج مع ابن الأشعث، ثم إنه هرب إلى نصيبين، فأمنه

(7/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 438
محمد بن مروان، وألزمه ابنه مروان الذي استخلف، ثم قال له محمد: كيف رأيت ابن أخيك قال: ألزمتني رجلاً إن قعدت عنه عتب، وإن جئته حجب، وإن عاتبته ضخب، وإن صاحبته غضب، فتركه ولزم عمر بن عبد العزيز، فكانت له منه مكانةٌ، وطال مقام جريرٍ بباب عمر، فكتب إلى عون:
(يا أيها القارئ المرخي عمامته .......... هذا زمانك إني قد مضى زمني)

(أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه .......... أني لدى الباب كالمصفود في قرن)
وروى جرير، عن مغيرة قال: كان عون بن عبد الله يقص، فإذا فرغ أمر جاريةٍ له أن تغني و تطرب، فأردت أن أرسل إليه: إنك من أهل بيت صدقٍ، وإن الله لم يبعث نبيه بالحمق، وصنيعك هذا حمق. زيد بن عوف، نا سعيد ابن زربى. عن ثابت البناني قال: كان لعون جاريةٌ يقال لها بسرة، تقرأ بألحانٍ فقال لها يوماً: اقرئي على إخواني، فكانت تقرأ بصوتٍ وجيعٍ، فرأيتهم يلقون العمائم، ويبكون، فقال لها يوماً: يا بسرة، قد أعطيت لك ألف دينارٍ لحسن صوتك، اذهبي فأنت حرةٌ لوجه الله. مات سنة بضع عشرة ومائة.
4 (عون بن أبي جحيفة ع)
وهب السوائي الكوفي. عن أبيه، والمنذر بن جرير البجلي، وعبد الرحمن بن سمير. وعنه حجاج بن أرطأة، ومالك بن مغول، وعمر بن أبي زائدة، وشعبة، وسفيان، وقيس بن الربيع. وثقه ابن معين.

(7/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 439
4 (عياش بن عمرو الكوفي م ن)
عن ابن أبي أوفى، وإبراهيم التيمي، وسعيد بن جبير، وزاذان أبي عمرو. وعنه ابنه عبد الله، وشعبة وسفيان، وشريك، وغيرهم. وثقه النسائي.
4 (عيسى بن جارية المدني ق)
عن جرير بن عبد الله، وجابر بن عبد الله، وشريك صحابي لا أعرفه سعيد بن المسيب. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وعنبسة بن سعيد الرازي، ويعقوب القمي، وأبو صخر حميد بن زياد. وهو مقل، اختلفوا في توثيقه. قال ابن معين: ليس بذاك، عنده مناكير. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو داود: منكر الحديث.
4 (عيسى بن سيلان المزني المكي)
) حدث بمصر عن أبي

(7/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 440
هريرة. وعنه زيد بن أسلم، والليث بن سعد، وابن لهيعة.

(7/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 441
4 (حرف الغين)

4 (غيلان بن عقبة)
هو ذو الرمة الشاعر. تقدم في الذال.
4 (غيلان القدري)
أبو مروان، صاحب معبد الجهني. ناظره الأوزاعي بحضرة هشام بن عبد الملك، فانقطع غيلان، ولم يتب. وكان قد أظهر القدر في خلافة عمر بن عبد العزيز، فاستتابه عمر، فقال: لقد كنت ضالاً فهديتني، وقال عمر: اللهم إن كان صادقاً، وإلا فاصلبه واقطع يديه ورجليه، ثم قال: أمن يا غيلان، فأمن على دعائه. وروينا عن حسان بن عطية أنه قال: يا غيلان، والله لئن كنت أعطيت لساناً لم نعطه، إنا لنعرف باطل ما جئت به. وقال الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة ابن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي رجل، يقال له غيلان، أضر على أمتي من إبليس. مروان واهي الحديث. وقد حج بالناس هشام بن عبد الملك سنة ستٍ ومائة، في أول خلافته، وكان معه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان ذا عبادة وتأله وفصاحة وبلاغة، ثم نفذت فيه دعوة الإمام الراشد عمر بن عبد العزيز، فأخذ وقطعت أربعته وصلب بدمشق في القدر، نسأل الله السلامة، وذلك في حياة عبادة بن نسي، فإنه أحد من فرح بصلبه.

(7/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 442
4 (حرف الفاء)

4 (فاطمة بنت الحسين د ت ق)
ابنة علي بن أبي طالب، أخت سكينة. روت عن أبيها، وعن عائشة، وابن عباس، وعن جدتها فاطمة الزهراء مرسلاً. وعنها بنوها حسن، وإبراهيم، وعبد الله، وأم جعفر، أولاد الحسن بن الحسن بن علي، وروى عنها أيضاً ابنها محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الديباج، وأبو المقدام هشام بن زياد، وشيبة بن نعامة، وآخرون. قال يحيى بن بكير: ثنا الليث قال: أبى الحسين أن يستأمر، فقاتلوه وقتلوه، وقتلوا ابنه) وأصحابه، وانطلق ببنيه علي، وفاطمة، وسكينة، إلى عبيد الله بن زياد، فبعث بهم إلى يزيد، فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها. وقال الزبير وغيره: مات الحسن بن الحسن عن فاطمة، فتزوجها عبد الله المطرف، ويقال: أصدقها ألف ألف درهم. قال ابن عيينة: بقيت فاطمة إلى سنة نيف عشرة ومائة، ويروى أنها وفدت على هشام بن عبد الملك.
4 (فاطمة بنت عبد الملك بن مروان)
تزوجها ابن عمها عمر بن عبد

(7/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 443
العزيز، ثم خلف عليها سليمان بن داود بن مروان بن الحكم، وكان أعور، فقيل: هذا الخلف الأعور، فولدت له عبد الملك، وهشاماً. وحكى عنها عطاء بن أبي رباح، والمغيرة بن حكيم. توفيت في خلافة أخيها هشام فيما أرى.
4 (فاطمة الصغرى ابنة الإمام علي ن بن أبي طالب.)
روت عن أبيها مرسلاً، وعن أسماء بنت عميس. وعنها الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم، وموسى الجهني، ونافع بن أبي نعيم، وآخرون. تزوجت بغير واحدٍ من أشراف قريش، منهم ابن عمها أبو سعيد بن عقيل. وفي سنن النسائي أن موسى الجهني قال: دخلت عليها، فقيل لها: كم لك فقالت: ستٌ وثمانون سنة، قلت: ما سمعت شيئاً قالت: لا، ولكن أخبرتني أسماء بنت عميس أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى. توفيت سنة سبع عشرة ومائة.
4 (فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام ع الأسدية المدينة.)

(7/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 444
روت عن جدتها أسماء بنت أبي بكر، وأم سلمة. روى عنها زوجها هشام بن عروة، ومحمد بن سوقة، وإسحاق. وثقها أحمد العجلي. وكانت أسن من زوجها بثلاث عشرة سنة.
4 (الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري)
حدث بمصر عن أبي هريرة، وابن عمر، وابن أم الحكم. روى عنه ابنه حسن، وعبيد الله بن أبي جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، وعياش بن عقبة، وابن إسحاق، وآخرون. ما أعلم به بأساً.
4 (الفضل بن قدامة)
أبو النجم العجلي الراجز، من طبقة العجاج في الرجز، وربما قدمه بعضهم على العجاج. له مدائح في هشام بن عبد الملك وغيره. ومن رجزه:
(أوصيت من برة قلباً حراً .......... بالكلب خيراً والحماة شرا)
)

(7/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 445
(لا تسأمي خنقاً لها وجرا .......... حتى ترى حلو الحياة مرا)
ومن شعره:
(لقد علمت عرسي فلانةٌ أنني .......... طويل سنى ناري بعيدٌ خمودها)

(إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد .......... سوى منبت الأطناب شب وقودها)
وله:
(والمرء كالحالم في المنام .......... يقول إني مدركٌ أمامي)

(في قابلٍ ما فاتني في العام .......... والمرء يدنيه من الحمام)

(مر الليالي السود والأيام .......... إن الفتى يصح للأسقام)

(كالغرض المنصوب للسهام .......... أخطأ رامٍ وأصاب رامٍ)
حكى الزبير بن بكار قال: قال هشام للشعراء: صفوا لي إبلاً، قال أبو النجم: فذهب بي الروي إلى أن قلت: وصارت الشمس كعين الأحول

(7/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 446
فغضب هشام وكان أحول فقال: أخرجوا هذا، ثم بعد مدة أدخلت عليه، فقالت: ألك أهلٌ قلت: نعم، وابنتان، قال: هل زوجتهما قلت: إحداهما، قال: فما أوصيتها قلت:
(أوصيت من برة قلباً حراً .......... بالكلب خيراً والحماة شرا)

(لا تسأمي خنقاً لها وجرا .......... والحي عميهم بشرٍ طرا)

(وإن حبوك ذهباً ودرا .......... حتى يروا حلو الحياة مرا)
فضحك هشام حتى استلقى وقال: ما هذه، وصية يعقوب بنيه قلت: يا أمير المؤمنين، ولا أنا مثل يعقوب عليه السلام، قال: فما زدتها قلت:
(سبي الحماة وابهتي عليها .......... وإن دنت فازدلفي إليها)

(واقرعي بالفهر مرفقيها .......... وظاهري اليد به عليها)
لا تخبري الدهر به ابنتيها

(7/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 447
وقال: فما فعلت أختها قلت: درجت بين أبيات الحي ونفعتنا، قال: فما قلت فيها قلت:
(كأن ظلامة أخت شيبان .......... يتيمةٌ ووالداها حيان)

(الرأس قملٌ كله وصئبان .......... وليس في الرجلان إلا خيطان)
) فهي التي يذعر منها الشيطان فوصلني هشام بدنانير، وقال: اجعلها في رجلي ظلامة. وهو القائل: أنا أبو النجم وشعري شعري

(7/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 448
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الرحمن خ)
ابن عبد الله بن مسعود الهذلي، أبو عبد الرحمن الفقيه، قاضي الكوفة، وكان ممن لم يأخذ على القضاء رزقاً، وهو أخو معن، روى عن أبيه، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومسروق، وغيرهم، وعنه الأعمش، وابن أبي ليلى، ومسعر، والمسعودي، وآخرون، وثقه ابن معين وغيره، قال محارب بن دثار: صحبناه إلى بيت المقدس، ففضلنا بكثرة الصلاة وطول الصمت وبالسخاء. وقال ابن عيينة: قلت لمسعر: من أشد من رأيت توقياً للحديث قال:

(7/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 449
القاسم بن عبد الرحمن، وقال ابن المديني: لم يلق ابن عمر، وقال خليفة ابن خياط: عزله ابن هبيرة عن القضاء سنة ثلاثٍ ومائة بالحسين بن الحسن الكندي، قال الأعمش: كنت أجلس إلى القاسم وهو قاضٍ. قال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة، وقيل: مات سنة اثنتي عشرة.
4 (القاسم أبو عبد الرحمن الدمشقي)
مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية، أحد الأعلام وهو القاسم بن أبي القاسم. روى عن أبي هريرة، وفضالة بن عبيد، وأبي أمامة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأرسل عن علي، وابن مسعود، وتميم الداري، وغيره. وعنه يحيى بن الحارث الذماري، وثور بن يزيد، وعبد الله ابن العلاء بن زبر، ومعاوية بن صالح، وابن جابر، وآخرون. قال ابن سعد: هو مولى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وقيل مولى معاوية، وله حديث كثير، وفي حديث الشاميين أنه أدرك بدرياً.

(7/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 450
وذكر البخاري في تاريخه: أنه سمع علياً وابن مسعود، فوهم. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن شابور، عن يحيى الذماري: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: لقيت مائةً من الصحابة. وقال يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمشق. قلت: أنكر أحمد بن حنبل هذا وقال: كيف يكون له هذا اللقاء، وهو مولى) لخالد بن يزيد بن معاوية وقال عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صالح، عن سليمان أبي الربيع، عن القاسم قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخٍ، فقلت: من هذا فقالوا: سهل بن الحنظلية. وقال دحيم: كان القاسم مولى جويرية بنت أبي سفيان فورثت. وقال صدقة بن خالد: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ما رأيت أحداً أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن، كنا بالقسطنطينة، وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين، فكان يتصدق برغيف، ويصوم ويفطر على رغيف. قال أحمد بن حنبل: في حديث القاسم مناكير مما يرويه الثقات. وقال يعقوب بن شيبة: القاسم أبو عبد الرحمن منهم من يضعفه. وقال أحمد ابن حنبل: حديث القاسم عن أبي أمامة: الدباغ طهور منكر. قال أبو عبيد: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة.

(7/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 451
4 (القاسم بن عوف الشيباني الكوفي م ق:)
عن أبي برزة الأسلمي، وزيد أرقم، وعبد الله بن أوفى. وعنه قتادة، وأبو أيوب السختياني، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم. قال أبو حاتم: محله الصدق. قلت: حديثه عن زيد ابن أرقم مضطرب، توقف فيه علي بن المديني.
4 (القاسم بن مخيمرة م)
أبو عروة الهمداني الكوفي نزيل دمشق، روى عن أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وشريح بن هانيء، وعلقمة، وعبد الله بن حكيم. وعنه حسان بن عطية، والحكم، وسلمة بن كهيل، وأبو إسحاق السبيعي، وعمر بن أبي زائدة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن

(7/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 452
عبد العزيز وآخرون، وثقه ابن معين وغيره، وكان يؤدب بالكوفة، وكان من العلماء العالمين، قال يزيد بن أبي مريم: كان القاسم بن مخيمرة يتوضأ من النهر الذي يخرج من باب الصغير. قلت: لعله توضأ منه، وقد أبعد عن البلد وصفاً. قال محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: جلست إلى القاسم بن مخيمرة حين احتملت. وقال ابن أبي خالد: كنا في كتاب القاسم، وكنا لا يأخذ منا، وعن منصور بن نافع قال: كان القاسم يأمرنا بجهازه للغزو ويقول: لا تماسكوا في جهازنا فن النفقة في سبيل الله مضاعفة. وعن القاسم، أنه كان لا ينصرف حتى يستأذن الوالي، ويقرأ: وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا الآية.) أبو مسهر: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن القاسم بن مخيمرة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلةٍ، وفرض لي في خمسين، فقلت: أغنيتني عن التجارة، فسألني عن حديثٍ، فقلت: هنيني يا أمير المؤمنين، قال سعيد:: كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه. قال: وقال القاسم: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه همٌ. وعنه قال: كنت أدعو بالموت، فلما

(7/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 453
نزل بي كرهته قال الهيثم: توفي سنة إحدى عشرة ومائة، وقال غير واحد: مات سنة إحدى ومائة، والأول هو الصحيح، والله أعلم.
4 (قتادة بن دعامة ع)
ابن قتادة بن عزبز، وقيل غير ذلك في نسبه، أبو الخطاب السدوسي البصري الأعمى الحافظ، أحد الأئمة الأعلام، روى عن عبد الله بن سرجس، وأنس بن مالك، وأبي الطفيل، وأبي رافع، وأبي أيوب المراغي

(7/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 454
وأبي الشعثاء، وزرارة بن أوفى، والشعبي، وعبد الله بن شقيق، ومطرف بن الشخير، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، وصفوان بن محرز، ومعاذة العدوية، وأبي عثمان النهدي، والحسن، وخلق، وعنه سعيد بن أبي عروبة، ومعمر، ومسعر، وشعبة، والأوزاعي، وعمرو بن الحارث المصري، وأبان ابن يزيد، وهمام، وجرير بن حازم، وشيبان النحوي، وحماد بن سلمة، وسعيد بن بشير، وأبو عوانة، وخلق كثير، وكان أحد من يضرب المثل بحفظه. قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثامن: ارتحل يا أعمى، فقد أنزقتني. وقال قتادة: ما قلت لمحدثٍ قط أعد علي، وما سمعت أذناي شيئاً قط إلا وعاه قلبي. وقال محمد ابن سيرسين: قتادة أحفظ الناس. وقال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آيةٌ إلا وقد سمعت فيها شيئاً. قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ثم وصفه أحمد بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره وقال قلما تجد من يتقدمه، توفي سنة سبع عشرة، وقال همام: سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيءٍ من رأيي منذ عشرين سنة، وقد ذكر سفيان الثوري قتادة مرة فقال: وكان في الدنيا مثل قتادة. وقال معمر: قلت: للزهري: قتادة أعلم أم مكحول قال: لا، بل قتادة. وقال أحمد بن حنبل:) كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئاً إلا حفظه.

(7/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 455
قرئت عليه صحيفة جابر مرة واحدةً فحفظها، وقال شعبة: نصصت على قتادة سبعين حديثاً، كلها يقول: سمعت أنس بن مالك إلا أربعة. قلت: قد دلس قتادة عن جماعة. وقال شعبة: لا يعرف لقتادة سماعٌ من أبي رافع. وقال يحيى بن معين: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير، ولا من مجاهد. وقال القطان: لم يسمع من سليمان بن يسار. وقال أحمد: لم يسمع من معاذة. قلت: وقد تفوه قتادة بشيءٍ من القدر. وقال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيءٍ بقدرٍ إلا المعاصي. وقال ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحاً، يعني القدر. قلت: وكان قتادة أيضاً رأساً في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس. ونقل القفطي في تاريخ النحاة قال: كان الرجلان من بني أمية يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريداً إلى العراق، يسأل قتادة عنه، وثقه غير واحدٍ. ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة، رحمه الله.
4 (قيس بن سعد المكي الحبشي م د ن ق:)
مولى نافع بن

(7/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 456
علقمة، أحد الفقهاء، روى عن طاوس، ومجاهد، وعطاء، ويزيد بن هرمز. وعنه يزيد بن إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، والحمادان، والربيع بن صبيح، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وآخرون، وكان قد خلف عطاء بمكة في الفتوى وفي مجلسه، ولم تطل أيامه، ولا عمر. وثقه أحمد، ومات سنة تسع عشرة.
4 (قيس بن مسلم:)
بن عمرو الجدلي الكوفي، أحد الأئمة. روى عن طارق بن شهاب، وعبد الرحنمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وغيرهم، وعنه أيوب بن عائذ، ومسعر بن كدام، وأبو العميس عتبة بن عبد) الله، وأبو حنيفة، وسفيان، وسشعبة، وآخرون، وثقه أحمد، وغيره. وقال أبو داود: كان مرجئاً، وروى أحمد بن حنبل، عن سفيان بن عيينة قال: كانوا يقولون: ما رفع بن مسلم رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا، وتعظيماً لله. قلت: توفي عشرين ومائة.

(7/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 457
4 (حرف اللام)

4 (لقمان بن عامر الوصابي د ن:)
أبو عامر الحمصي، ويقال فيه الأوصابي، روى عن أبي هريرة، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وكثير بن مرة، وجماعة، روى عنه عقيل بن مدرك، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعيسى بن أبي رزين، وفرج بن فضالة، وجماعة. قال أبو حاتم: يكتب حديثه.

(7/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 458
4 (حرف الميم)

4 (محارب بن دثار ع)
ابن كردوس بن قرواش السدوسي الكوفي الفقيه. ولي قضاء كوفة لخالد بن عبد الله القسري. وحدث عن ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد الخطمي، والأسود بن يزيد، وغيرهم. وعنه زبيد اليامي، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وخلق. و كان ثقةً ثبتاً. وقال سفيان الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت أحداً أفضله على محارب بن دثار. وقال ابن سعد: كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون علياً وعثمان

(7/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 459
إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر. وقال ابن معين وأحمد وغيرهما: ثقة. وقال عثمان بن عيينة: رأيت محارباً يقضي في المسجد. وروى عبد الله بن إدريس عن أبيه قال: رأيت الحكم، وحماد بن أبي سليمان في مجلس حكم محارب بن دثار، أحدهما عن يمينه و الآخير عن شماله. و قال الثوري: استعمل محارب على القضاء، فبكى أهله، وعزل عن القضاء فبكى أهله. وقال سعد بن الصلت: ثنا هارون بن الجهم، ثنا عبد الملك بن عمير قال: كنت في مجلس قضاء محارب، فادعى رجل على رجل فأنكر، فقال: ألك بينه قال: نعم، فلان. قال خصمه: إنا لله، لئن شهد علي ليشهدن بزورٍ، ولئن سألتني عنه لأزكينه، فلما جاء الشاهد، قال محارب: حدثنا ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الطير لتضرب بمناقيرها وتقذف ما في حواصلها من هول يوم القيامة، وإن شاهد الزور لاتقار قدماه على الأرض حتى يقذف به في) النار. ثم قال: بم تشهد قال: قد نسيت، أرجع فأتذكر. توفي محارب بن دثار سنة ست عشرة ومائة.

(7/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 460
4 (محفوظ بن علقمة الحضرمي الحمصي، أبو جنادة)
روى عن أبيه، وعبد الرحمن بن عائذ، وغيرهما، وأرسل عن سلمان الفارسي، وغيره. روى عنه أخوه نصر بن علقمة، والوضين بن عطاء، وثور بن يزيد، ومحمد بن راشد. وثقه دحيم، وابن معين.
4 (محل بن خليفة الطائي الكوفي)
عن جده عدي بن حاتم، وأبي السمح خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه سعد أبو مجاهد الطائي، وأبو الزعراء يحيى بن الوليد الطائي، وشعبة وسفيان، وغيرهم. وثقه ابن معين.
4 (محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي القرشي، أبو عبد الله المدني)
وكان جده الحارث بن صخر من المهاجرين، وهو ابن عم أبو بكر الصديق. روى عن أسامة بن زيد، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله،

(7/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 461
وعلقمة بن وقاص، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله، وطائفة من قدماء التابعين، ورأى سعد بن أبي وقاص، وغيره. وكان أحد الفقهاء الثقات. وروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وابن موسى بن محمد، ويزيد بن عبد الهاد، ويحيى بن أبي كثير، و أبو عمرو الأوزاعي، وابن اسحاق، وآخرون. وكان عريف بني تميم، توفي سنة عشرين و مائة، وقيل سنه تسع وعشرين ومائة.
4 (محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني)
عن عمه عروة، وابن عمه عباد بن بد الله. وعنه عبيد الله بن أبي جعفر، وابن جريح، و الوليد بن كثير، وإبن إسحاق، وغيرهم. وهو معدود في الفقهاء، وثقه النسائي، وتوفي شاباً، وكان أبو ممن طال عمره، وبقي إلى خلافة سليمان بن عبد الملك.
4 (محمد بن سعيد بن المسيب المخزومي المدني)
عن أبيه. وعنه ابناه عمران، وطلحة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق.
4 (محمد بن سهل بن أبي حثمة الأوسي الأنصاري)
روى عن أبيه ورافع بن خديج، ومحيصة بن مسعود. وعنه بريد بن أبي حبيب، وحجاج بن أرطأة.)
4 (محمد بن عبيد الله بن سعيد)
أبو عون الثقفي

(7/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 462
الكوفي الأعور. روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، والقاضي شريح، ووراد كاتب المغيرة، وأبي صالح الحنفي عبد الرحمن. وعنه العباس بن ذريح وابن سوقة، ومسعر، وسفيان، وشعبة. قال أبو أسامة، عن أبي جناب قال: حدثني أبو عون الثقفي قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي. قال خليفة: مات أبو عون سنة عشرين ومائة. وثقه ابن معين وأبو زرعة.
4 (محمد بن علي بن الحسين ع)
ابن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي، أبو جعفر الباقر سيد بني

(7/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 463
هاشم في زمانه. روى عن جديه الحسن، والحسين، وعائشة، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن جعفر، وأبيه، وسعيد بن المسيب، وطائفة. وعنه ابن جعفر الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، وربيعة الرأي، وابن جريح، والأوزاعي، ومرة بن خالد، ومخول بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم ابن الفضل. الحراني، وآخرون. قال أحمد بن البرقي: مولده سنة ستٍ وخمسين. قلت: فعلى هذا لم يسمع من عائشة، ولا من جديه، مع أنه روايته عن جده الحسن بخطه، وعن عائشة، في سنن النسائي، فهي منقطعة، وروايته عن سمرة عند أبي داود. و كان أحد من جمع العلم، والفقه، والشرف، والديانة، والثقة، والسؤدد، وكان يصلح للخلافة، وهو أحد الإثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم، ولا عصمة إلا لنبي، لأن النبي إذا أخطأ لا يقر على الزلة، بل يعاتب بالوحي على هفوةٍ أن ندر وقوعها منه، ويتوب إلى الله تعالى، كما جاء في سجدة ص أنها توبة نبي، و أما قولهم الباقر، فهو من بقر العلم أي شقه فعرف أصله و خفيه. قال ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفر الصادق، عن أبي بكر، وعمر، فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدىً. هذه حكاية مليحة، لأن روابيها سالم وابن فضيل، من أعيان الشيعة، لكن شيعة زماننا عثرهم الله ينالون من الشيخين، يحملون هذا القول من الباقر والصادق رحمهما الله على التقية، قال إسحاق الأرزق، عن بسام الصيرفي: سألت أبا جعفر، عن أبي بكر، وعمر، فقال: والله إني

(7/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 464
لأتولاهما، وأستغفر) لهما، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا هو يتولاهما. وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت أنا وأبو جعفر نختلف إلى جابر، نكتب عنه في ألواح، وروي أن أبا جعفر كان يصلي في اليوم والليلة مائةً وخمسين ركعةً، وقد عده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة. قال ليث بن أبي سليم: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي وهو يبكي ويذكر ذنوبه، توفي أبو جعفر سنة أربع عشرة ومائة، قاله أبو نعيم، ومصعب الزبيري، وسعيد بن عفير، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة، وله إخوة أشراف: زيد الذي صلب، وعمر، وحسين، وعبد الله بنو زين العابدين، رحمه الله عليهم.
4 (محمد بن عمرو بن عطاء القرشي ع العامري أبو عبد الله. عن أبي حميد الساعدي، في)
عشرة من الصحابة، في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي قتادة، وعن سعيد بن المسيب، وغيرهم، وعنه محمد بن عمرو بن حلحلة، وعمرو بن يحيى المازني، والوليد بن كثير، وابن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وابن اسحااق، وابن أبي ذئب، وآخرون. قال ابن سعد: كانت له هيئة ومروءة، كانوا يتحدثون أن تفضي الخلافة إليه لهيبته وعقله وكماله، لقي ابن عباس وغيره، وكان ثقةً له أحاديث. توفي في آخر خلافة هشام بن عبد الملك.

(7/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 465
4 (محمد بن قيس بن مخرمة)
بن المطلب بن عبد مناف المطلبي الحجازي، عن عائشة، وأبي هريرة، وعنه ابنه حكيم، وعمرو بن عبد الرحمن بن محيصن، وابن عجلان، وابن إسحاق، وغيرهم، وثقه أبو داود.
4 (محمد بن كعب القرظي)
مختلفٌ في وفاته، وقد مر في الطبقة الماضية، وقد قال الواقدي، وخليفة، والفلاس: إنه توفي سنة سبع عشرة. قال الواقدي: عاش ثمانياً وسبعين سنة، وكان ممن جمع بين العلم والعمل.
4 (محمد بن أبي المجالد)
روى عن مولاه

(7/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 466
عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرحمن بن أبزي، وعبد الله بن شداد، وعنه أبو إسحاق السبيعي، وشعبة، والحسن بن عمارة، وغيرهم، وكان ثقة.)
4 (مروان الأصغر)
أبو خلف البصري، عن ابن عمر، وأنس ابن مالك، ومسروق، وأبي وائل، وغيرهم، وعنه خالد الحذاء، وعوف، وشعبة وجماعة.
4 (مروان أبو لبابة الوراق)
بصريٌ، ثقة، سمع من عائشة. وعنه هشام بن حسان، وحماد بن زيد، يقع حديثه عالير في الصيام لأبي يوسف القاضي.
4 (مسلم بن مخراق)
أبو الأسود والد سوادة العبدي البصري القطان. عن ابن عباس، ومعقل بن يسار، وأبي بكر الثقفي، وأسماء بنت أبي بكر، وعنه ابن عون، وشعبة، وابنه سلأادة، والقاسم بن الفضل الحداني. وثقه النسائي.

(7/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 467
4 (مسلم بن يناق الخزاعي مولاهم الكوفي م س عن ابن عباس، وابن عمر، وعنه إبراهيم)
بن نافع المكي، وحاتم بن أبي صغيرة وشعبة، وثق هو والد الحسن.
4 (مسلم البطين)
أبو عبد الله الكوفي، عن إبراهيم التيمي، وعلي ابن الحسين، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وغيرهم، وعنه مخول بن راشد، وابن عون، والأعمش، وعبد الرحمن المسعودي، وآخرون. وثقه أحمد وغيره.
4 (مسلمة بن عبد الله بن ربعي د س ق الجهني الدمشقي الداراني. روى عن عمه أبي)
مشجعة، خالد بن اللجلاج، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. وعنه محمد بن عبد الشيعي، ومحمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم، وما علمت فيه جرحاً.

(7/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 468
4 (مسلمة بن عبد الملك)
ابن مروان بن الحكم الأمير أبو سعيد، وأبو الأصبغ الأموي، ويسمى الجرادة الصفراء، سمع عمر بن عبد العزبز. روى عنه معاوية بن صالح، ويحيى بن يحيى الغساني، وجماعة، وله دار بدمشق، ولي غزو القسطنطينية لأخيه سليمان، وغزا الروم مرات، وكان بطلاً شجاعاً مهيباً، له آثار حميدة في الحروب، وقد ولي لأخيه يزيد بن عبد الملك إمرة العراقين، ثم عزل، وولي أرمينية حفظاً لذلك الثغر، وأول ما ولي غزو الروم في آخر دولة أبيه، فافتتح ثلاثة) حصون. وفي سنة تسعٍ وثمانين غزا عمورية، والتقى المشركين فهزمهم. وفي

(7/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 469
سنة تسعين، افتتح خمسة حصون، وفي سنة إحدى عزل محمد بن مروان عن أرمينية، وأذربيجان بمسلمة، فغزا عامئذٍ الترك حتى بلغ الباب، من قبل بحر أذربيجان، فافتتح مدائن وحصوناً، ودان له من وراء الباب، ثم افتتح سندرة، ثم حج بالناس، ثم افتتح بعد ذلك فتحاً كبيراً، وشهد غير مصاف. قال زيد بن الحباب: أنبأ الوليد بن المغيرة، عن عبد الله بن بشير الغنوي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينة، ولنعم الأمير أميرها قال: فدعاني مسلمة، فحدثته بهذا الحديث، فغزاهم، رواه أبو كريب، وأحمد بن الفرات، عن زيد، وقال أبو بكر بن أبي شيبة، وآخر عن زيد فقال: الخثعمي، بدل الغنوي. قال ابن الكلبي: وسار مسلمة في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة في طلب الترك، وذلك في شدة الثلج والمطر، حتى جاوز الباب، وخلف الحارث بن عمرو الطائي في بنيان الباب وتحصينه، فافتتح عدة حصون، فحرق أعداء الله أنفسهم في مدائنهم عند الغلبة، وقال الليث بن سعد: في سنة تسعٍ ومائة غزا مسلمة الترك والسند. وقال ابن عيينة: ثنا أبي: سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: لو رأيتني أنا وعمر بن عبد العزيز ننتهي إلى الزرع فيقحم عمر فرسه، وأكف فرسه، وسمعت مسلمة بقول: إن أقل الناس هماً في الدنيا، أقلهم هماً في الآخرة. قال أبو الحسن المدائني: قال مسلمة لنصيب: سلني قال: لا، فإن كفك بالجزيل أكثر من مسألتي باللسان، فأعطاه ألف دينار، وقال سعيد بن عبد العزيز: أوصى مسلمة بثلث ماله لطلاب الأدب، وقال: إنها صناعة مجفو أهلها. قال الزبير بن بكار للوليد بن يزيد، يرثي عمه مسلمة:

(7/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 470
(أقول وما البعد إلا الردى .......... أمسلمٌ لا تبعدن مسلمة)

(فقد كنت نوراً لنا في البلا .......... د مضيئاً فقد أصبحت مظلمه)

(ونكتم موتك نخشى اليقي .......... ين فأبدى اليقين عن الجمجمه)
توفي مسلمة سنة عشرين ومائة. قاله خليفة. وقال ابن عائذ: سنة إحدى.
4 (مشرح بن هاعان)
) أبو مصعب المعافري المصري، عن عقبة بن عامر، وغيره. وعنه بكر بن عمر، وعبد الله بن المغيرة، والليث ابن سعد، وابن لهيعة، وآخرون، وثقه ابن معين، وقد لينه ابن حبان فقال: له مناكير، وقال ابن يونس: توفي قريباً من عشرين، وكان على المنجيق الذي رمى به الكعبة.
4 (مصعب بن شيبة)
بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي المكي القرشي العبدري، عن صفية بنت شيبة عمه أبيه، وطلق بن حبيب. وعنه ابنه زرارة وزكريا بن أبي زائدة، وابن جريج، ومسعر، وآخرون، قال أبو

(7/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 471
حاتم، لا يحمدونه. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، احتج به مسلم وغيره.
4 (المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي)
عن عمر، وغيره مرسلاً، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله، وجماعة، وعنه ابناه حكم، وعبد العزيز، وعبد الله بن طاوس، ومولاه عمرو بن أبي عمرو، وابن جريج، والأوزاعي، وزهير بن محمد التميمي، وآخرون، وثقه أبو زرعة والدارقطني، وكان مروان بن الحكم خاله، ويروي عن خاله الآخر أبي سلمة، قال أبو حاتم: لم يدرك عائشة، وعامة حديثه مراسيل، وقال أبو زرعة: أرجو أن يكون سمع منها. وقال ابن سعد: ليس يحتج بحديثه لأن ممن يرسل كثيراً. قلت: وفد على هشام بن عبد الملك، فوصله لقرابته بسبعة عشر ألف دينار. بقي إلى حدود العشرين ومائة، ولعله عاش بعد ذلك، فالله أعلم.
4 (معاذ بن عبد الله بن خبيب المدني)
عن أبيه، وعقبة بن عامر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعن سعيد بن المسيب، وجماعة.

(7/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 472
وعنه زيد بن أسلم، وبكير بن الأشج، وأسامة بن زيد الليثي، وهشام بن سعد، وثقه ابن معين، مات سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (معاوية بن قرة ع)
ابن إياس بن هلال، أبو إياس المزني البصري، عن أبيه، وأبي أيوب الأنصاري، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر، ومعقل بن يسار، وعبد الله ابن مغفل، وعائذ بن عمرو المزنيين، وعدة. وعنه ابنه إياس القاضي، وثابت البناني، وخالد بن ميسرة، وقتادة، وقرة بن خالد، وشعبة، والقاسم الحداني، وشبيب بن شيبة، وخلق آخرهم أبو عوانة، سمع منه أبو عوانة فردٍ) حديثٍ، وهو أكبر شيخ له. وثقه أبو حاتم وغيره. ويقال إنه ولد يوم الجمل، وكان يوم الجمل في سنة ثلاثٍ وثلاثين من الهجرة، قال معاوية بن قرة: لقيت ثلاثين صحابياُ، وقال ابن المبارك في كتاب الزهد: أنبأ سفيان الثوري قال: وفد الحجاج على عبد الملك بن مروان، وممن معه معاوية بن قرة، فسأله عن الحجاج فقال: إن صدقناكم

(7/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 473
قتلتمونا، وإن كذبناكم خفنا الله تعالى، فنظر إليه الحجاج، فقال عبد الملك: لا تعرض له، فنفاه الحجاج إلى السند. وقال حماد بن سلمة: ثنا حجاج الأسود، أن معاوية بن قرة قال: يدلني على رجل بكاءٍ بالليل بسامٍ بالنهار، وقال أسد بن موسى: ثنا عون بن موسى، سمع معاوية بن قرة يقول: لأن يكون في نفاق أحب إلي من كذا، أعمر بن الخطاب يخشاه، وآمنه أنا قلت: كان معاوية بن قرة من جلة علماء التابعين بالبصرة: توفي بها ثلاث عشرة ومائة، رحمه الله تعالى. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: قرة بن إياس من مزنية، ومزنية امرأة، وهي بنت كلب بن وبرة، وقال ضمرة، عن ابن شوذب، قال: لقي الحسن معاوية، فاعتنقه وضمه إليه فما انشرح لذلك معاوية، وقال عون بن موسى: سمعت معاوية بن قرة يقول: عودوا نساءكم: لا، وقال حجاج بن محمد: ثنا شعبة: قلت لمعاوية: أكان أبوك من الصحابة قال: لا، ولكن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد حلب وصر، قال أبو داود، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حلب وصر.
4 (معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، أبو شاكر الأموي، الدمشقي، وهو والد صقر بني)
أمية عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس، عند غلبة بني العباس على الأمر، وكان معاوية هذا جواداً ممدحاً، ولي غزو الصائفة في خلافة أبيه غير مرة، وكان البطال على طلائعه، وقد افتتح عدة حصون، مات سنة تسع عشرة ومائة.

(7/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 474
4 (معبد بن خالد الجدلي الكوفي القاص العابد ع أبو القاسم، روى عن جابر بن سمرة،)
والمستورد بن شداد، وحارثة بن وهب، وعن مسروق، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وطائفة، وعنه حجاج بن أرطأة، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وثقوه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (المغيرة بن حكيم الصنعاني من أبناء فارس.)
) روى عن أبيه، وابن عمر، وصفية بنت شيبة، وأم كلثوم بنت وطاوس، وغيرهم. وعنه، ابن جريج، وجرير بن حازم، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعقيل بن خالد، وآخرون. وثقه ابن معين وغيره.
4 (المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي، لعنه الله.)
قال أبو محمد بن حزم في الملل والنحل: كان يقول إن معبوده على

(7/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 475
صورة رجل على رأسه تاج وإن أعضاءه على عدد حروف الهجاء. وإنه لما أراد أن يخلق خلق تكلم باسمه أفطار فوقع على تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد من المعاصي والطاعات، فلما رأى المعاصي ارفض عرقاً، فاجتمع من عرقه بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب، فاطلع في البحر فرأى ظله فأخذه فقلع ظله فخلق من عيني ظله الشمس والقمر، وخلق الكفار من البحر الملح. وقال أبو بكر بن عياش: رأيت خالد بن عبد الله حين أتى بالمغيرة بن سعيد وأصحابه فقتل منهم رجلاً ثم قال للمغيرة أخيه وكان يريهم أنه يحيى الموتى فقال: والله ما أحيي الموتى: فأمر الأمير خالد بطن قصبٍ فأضرم ناراً ثم قال للمغيرة: اعتنقه فتمنع، فعدا رجل من أصحابه فاعتنقه فأكلته النار، فقال خالد: هذا والله كان أحق بالرياسة منك ثم قتله وقتل أصحابه. قال ابن عون: سمعت إبراهيم النخعي يقول: إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحمن فإنهما كذابان. وروى الفضل بن موسى السيناني، عمن أخبره، عن الشعبي أنه قال للمغيرة بن سعيد: ما فعل حب علي رضي الله عنه قال في العظم واللحم والعروق، فقال الشعبي: إجمعه قبل أن يغلي.

(7/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 476
وقال شبابة: ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور: سمعت المغيرة الكذاب يقول: إن الله يأمر بالعدل علي والإحسان فاطمة وإيتاء ذي القربى الحسن والحسين وينهي عن الفحشاء أبي بكر والمنكر عمر والبغي عثمان. وروى أبو معاوية، عن الأعمش قال: أدركت الناس يسمونهم الكذابين ولا عليكم أن تذكروا ذلك عني فإني لا آمنهم أن يقولوا وجدنا الأعمش على امرأة، وقد آتاني المغيرة بن سعيد فوثب وثبة صار في قبلة البيت فقلت: ما شأنك قال: إن حيطانكم نجسة. فقلت: أكان علي يحيى الموتى قال: إي والذي نفسي بيده لو شاء لأحيا عاداً وثمود. قلت: من أين علمت قال: إني أتيت رجلاً من أهل البيت فتفل في في فما بقي شيء إلا وأنا أعلمه، ثم تنفس الصعداء. فقلت:) ما شأنك قال: طوبي لمن روي من ماء الفرات. قلت: وهل لنا شراب غيره قال: أترى أشرب منه: قلت: فمن أين تشرب قال: من بئر لبعض هؤلاء المرجئة. وعن أبي يوسف القاضي قال: لما وقع المغيرة فيما وقع من الخزي أتيته فقال: يا أبا محمد طوبى لمن شرب شربة من ماء الفرات، قلت: أو لست على أفنية الفرات قال: يختلسه عنا أصحاب ابن هبيرة. وقال الجوزجاني: قتل المغيرة بن سعيد على ادعاء النبوة. وقال أبو عوانة، عن الأعمش قال: أتاني المغيرة بن شعبة فذكر علياً وذكر

(7/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 477
الأنبياء ففضل علياً عليهم ثم قال: كان علي بالبصرة فأتى أعمى فمسح يده على عينيه فأبصر ثم قال للأعمى: أتحب أن ترى الكوفة قال: نعم، قال: فأمر بالكوفة فحملت إليه حتى نظر إليها ثم قال لها: إرجعي، فرجعت، فقلت: سبحان الله سبحان الله، فلما رأى إنكاري عليه تركني وقام. وقد ذكره ابن عدي في الضعفاء فقال: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من التزوير على علي رضي الله عنه وعلى أهل البيت وهو دائم الكذب عليهم ولا أعرف له حديثاً مسنداً.
4 (المغيرة بن عبد الرحمن، بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أخو أبي بكر بن عبد)
الرحمن، روى عن أبيه. وعنه: ابنه يحيى، وابن إسحاق، ومالك بن انس. وكان سيداً جواداً سخياً غازياً مجاهداً، ولا أعلم به بأساً إن شاء الله، وهو مقل، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن خالد بن الوليد. قال الواقدي: خرج المغيرة إلى الشام غير مرة غازياً وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بالروم يعني بقسطنطينة حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز، وذهبت عنيه، وكان ثقة قليل الحديث. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت: الأخبار في جوده وبذله كثيرة.
4 (المغيرة بن فروة الدمشقي د عن معاوية بن أبي سفيان، ومالك بن هبيرة.)
)

(7/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 478
وعنه: عبد الله بن العلاء بن زيد، وسعيد بن عبد العزيز.
4 (المغيرة بن النعمان النخعي الكوفي سوى ت عن سعيد بن جبير وغيره.)
وعنه: مسعر، وسفيان، وشعبة، وشريك. وثقه أبو داود، توفي في حدود العشرين ومائة، وهو قليل الرواية.
4 (مكحول بن أبي مسلم م أبو عبد الله.)
فقيه الشام وشيخ أهل دمشق. أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وطائفة. وروى عن: أبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك وعبد الرحمن بن غنم، وابن محيريز، ومحمود بن الربيع، وأبي سلام الأسود، وأبي إدريس الخولاني، وشرحبيل بن السمط، وخلق كثير. وعنه: أيوب بن موسى، وثور بن يزيد، والعلاء بن الحارث، وعامر الأحول، وحجاج بن أرطأة، وحفص بن غيلان، وزيد بن واقد، وابن زبر، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن إسحاق، وعلي بن أبي حملة، ومحمد بن راشد، وحميد الطويل، وخلق كثير. وداره بدمشق في طرف سوق الأحد.

(7/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 479
وكان أبوه مولى امرأة من هذيل ويقال هو من أولاد كسرى واسمه زبر. وقيل: هو زبر بن شاذل بن سند بن شروان بن كسرى من سبي كابل. روى سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه كان يرمي ويقول: أنا الغلام الهذلي. وأما عبد الله بن العلاء بن زبر فقال: سمعت مكحولاً يقول: كنت عبداً لسعيد بن العاص فوهبني لامرأة من هذيل فأنعم الله علي يعني بمصر فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم لقيت الشعبي فلم أر مثله، رواها الوليد بن مسلم، عنه. وقال يحيى بن حمزة، عن أبي وهب الكلاعي عبد الله بن عبيد، عن مكحول قال: أعتقت بمصر فلم أدع بها علماً إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علماً حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت المدنية فكذلك ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النقل، وذكر الحديث في) النقل. وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: سمعت مكحولاً يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم. وقال الزهري: العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولاً. وقال أبو حاتم الرازي: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول. وقال ابن زيد: سمعت الزهري يقول: العلماء أربعة: سعيد بالمدينة

(7/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 480
والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام. وقال سعيد بن عبد العزيز: قال: مكحول: ما سمعت شيئاً فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريد، ثم قال سعيد: كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئاً من القدر. وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: صحبت مكحولاً في أسفار كثيرة يحمل فيها ديكاً لا يفارقه. وقال سعيد بن عبد العزيز: أعطى مكحول مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين ديناراً ثمن الفرس. وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كان مكحول يقول: كل من لا يستطيع أن يقول قل كان أعجمياً. وقال أحمد العجلي: مكحول ثقة دمشقي. وقال ابن خراش: صدوق يرى القدر. وقال يحيى بن معين: كان قدرياً ثم رجع عنه. وقال الأوزاعي: لم يبلغنا أن أحداً من التابعين تكلم في القدر إلا الحسن، ومكحول، فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل. وقال سعيد بن عيد العزيز: جلس مكحول وعطاء بن أبي رباح يفتيان الناس يعني في الموسم، فكان لمكحول الفضل عليه حتى بلغا جزاء الصيد فكان عطاء كان أنفذ في ذلك منه، قال سعيد: وسئل مكحول عن الرجل يدرك من الجمعة ركعة فقال: ما أفتيت فيها منذ ثلاثين سنة. قال أبو زرعة: دلنا قوله على أنه أفتى في أيام عبد الملك. قال سعيد: وكان إذا سئل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي والرأي يخطيء ويصيب.)

(7/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 481
وقال إسماعيل بن عياش، عن تميم بن عطية قال: كثيراً ما كنت أسمع مكحولاً يسأل فيقول: ندانم يعني: لا أدري. وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن ستماً في العبادة من مكحول، وربيعة بن يزيد. وروى غير واحد، عن مكحول قال: لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن ألي القضاء، ولأن ألي القضاء أحب إلي من أن ألي بيت المال. وقال: إن يكن في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم. وقال ابن جابر: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مكحول في أصحابه فهممنا بالتوسعة فقال مكحول: مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك يتعلم التواضع. وقال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يؤخرون الصلاة في أيام الوليد بن عبد الملك ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا، فأتى عبد الله بن أبي زكريا فاستحلف ما صلى فحلف، وأتى مكحول فاستحلف، فقال: فلم جئنا إذاً فترك. وروى نعيم بن حماد قال: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه قال: كتب عمر بن عبد العزيز أن انظروا إلى الأحاديث التي رواها مكحول في الديات أحرقوها، قال: فأحرقت. وقال رجاء بن أبي سلمة، عن أبي عبيد مولى سليمان قال: ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحداً إلا يزيد بن المهلب، ومكحولاًَ. قلت: لعنه لكلامه في القدر. قال علي بن أبي حملة: كنا على ساقيه بأرض الروم والناس يمرون وذلك في الغلس وأبو شيبة يقص فدعا فقال: اللهم ارزقنا طيباً واستعملنا صالحاً. وقال مكحول وهو في القوم: إن الله لا يرزق إلا طيباً، ورجاء بن حيوة

(7/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 482
وعدي بن عدي ناحية، فقال أحدهما لصاحبه: أتسمع. قال: نعم فقيل لمكحول: إنهما سمعا قولك: فشق عليه. فقال له عبد الله بن زيد: أنا أكفيك رحماً قال: فأتاه فأجرى ذكر مكحول وقال: دعه أليس هو صاحب الكلمة قال: فما تقول في رجل قتل يهودياً فأخذ منه ألف دينار فكان ينفق منها أرزقٌ رزقه الله قال: كلٌ من عند الله. قال ابن أبي حملة: أنا شهدتهما حين تكلما. وقال عاصم بن رجاء بن حيوة: جاء مكحول إلى أبي فقال: يا أبا المقدام إنهم يريدون دمي) قال: قد حذرتك القرشيين ومجالستهم ولكن أدنوك وقربوك فحدثتهم بأحاديث فلما أفشوها عنك كرهتها. وقال رجاء بن أبي سلمة: قال مكحول: ما زلت مستقلاٌ بمريعاتي حتى أعانهم علي رجاء، وذلك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم. وروى إبراهيم بن عبد الله بن نعيم، عن أبيه قال: سألني مكحول خلاء فأخليته فتشهد ثم ذكر أنه رفع إلى الضحاك بن عبد الرحمن أنه رأس القدرية فأمر الضحاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني في الخاصة، فتبرأ مكحول من ذلك وسأل أبي أن يعلم الضحاك ذلك ففعل حتى رددته إلى منزلته. وقال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يبريء مكحولاً ويرفعه عن القدر. قال أبو مسهر وطائفة: توفي مكحول سنة ثلاثة عشرة. وقال أبو نعيم، ودحيم: سنة اثنتي عشرة ومائة. ويقال: سنة ثماني عشرة، وهو وهم.
4 (مكحول أبو عبد الله الأزدي البصري ب خ عن ابن عمر، وأنس بن مالك. وعنه:)
عمارة بن زاذان، وهرون بن موسى، والربيع بن صبيح.

(7/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 483
قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به، ما أقرب أحاديثه عن ابن عمر، وهو بصري. وقال عباس: عن ابن معين: ثقة.
4 (المنهال بن عمرو الأسدي خ مولاهم الكوفي.)
عن: أنس بن مالك، وعبد الرحمن وزر بن حبيش، وأبي عمر زاذان، وسعيد بن جبير. وعنه: حجاج بن أرطأة، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة، والمسعودي، وسوار بن مصعب، وآخرون. ثم إن شعبة ترك الرواية عنه لكونه سمع من داره آله الطرب. ووثقه ابن معين وغيره. وقال الدارقطني: صدوق. وقتال أبو محمد بن حزم: ليس بالقوي. قلت: تفرد بحديث منكر ونكير عن زاذان عن البراء، وقد قرأ القرآن على سعيد بن جبير، قرأ) عليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي. وقال الأعمش عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نزل القرآن إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة فدفع إلى جبريل فكان ينزله.
4 (موسى بن أنس بن مالك ع عن أبيه.)

(7/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 484
وعنه: ابن عون، وعبيد الله بن محرز، وشعبة، وغيرهم. وولي قضاء البصرة، وكان من ثقات البصريين.
4 (موسى بن أبي تميم، عن سعيد بن يسار.)
وعنه مالك وسليمان بن بلال.
4 (موسى بن أبي عثمان التبان د ن ق.)
عن: أبيه، وأبي يحيى المكي، وسعيد بن جبير، وجماعة. وعنه: أبو الزناد، وشعبة، وسفيان. وثقه ابن حبان.
4 (موسى بن وردان د ت ق القرشي العامري المصري القاص أبو عمر مولى عبد الله بن)
سعد بن أبي سرح. روى عن: أبي هريرة، وكعب بن عجرة، وأبي سعيد، وجابر، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأرسل عن أبي الدرداء، وجماعة. وعنه: الحسن بن ثوبان، ومحمد بن أبي حميد، وعياش بن عباس القتباني، والليث بن سعد وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وآخرون. وكان صاحب مال وتجارة، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال أبو دواد: ثقة. قال ابن يونس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.

(7/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 485
4 (موسى بن يسار المدني م د ن ق مولى قيس بن مخرمة. سمع أبا هريرة.)
وعنه: ابن أخيه محمد بن إسحاق، ودواد بن قيس، وعبد الرحمن بن الغسيل. وثقه ابن معين.)
4 (ميمون بن سياه أبو بحر البصري خ ن.)
وكان أسن من الحسن البصري، قاله كهمس. روى عن: جندب البجلي، وأنس بن مالك، وشهر بن حوشب، وغيرهم. وعنه: حميد الطويل، وسلام بن مسكين، ومنصور بن سعد، وصالح المري، وحزم القطعي. وكان يقال له سيد القراء لعبادته وفضله رحمه الله. وثقه أبو حاتم. وقال أبو داود: ليس بذاك. وصعفة ابن معين. وحديثه بعلو في جزء الحفار.
4 (ميمون بن مهران الجزري م.)

(7/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 486
الفقيه أبو أيوب عالم الجزيرة وسيدها، أعتقته امرأة من بني نصر بن معاوية بالكوفة فنشأ بها ثم سكن الرقة. وروى عن: أبي هريرة، وعاشة، وابن عباس، وابن عمر، وأم الدرداء، وطائفة، وأرسل عن عمر، والزبير بن العوام. وعنه: ابنه عمر، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحجاج بن أرطأة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، ومعقل بن عبد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقيان، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة وقيل مولده عام توفي علي رضي الله عنه. وقد وثقه النسائي وغيره. وروى سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك: مكحول، والحسن، والزهري، وميمون بن مهران. وروى إسماعيل بن عبيد الله، عن ميمون بن مهران قال: كنت أفضل علياً على عثمان، فقال لي عمر بن عبد العزيز: أيهما أحب إليك، رجل أسرع في الدماء، أو رجل أسرع في المال فرجعت وقلت: لا أعود، وقال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فلما قمت قال: إذا ذهب هذا وضرباؤه وصار الناس بعده رجراجة.

(7/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 487
قال أبو المليح الرقي: ما رأيت رجلاً أفضل من ميمون بن مهران. وقال عمرو بن ميمون بن) مهران: قال أبي: وددت أن أصبعي قطعت من ها هنا وأني لم أل لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره. قلت: كان قد ولي له خراج الجزيرة وقضاءها. وروي أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يوماً سبعة عشر ألف ركعة، فلما كان في اليوم الثامن عشر انقطع في جوفه شيء فمات، وعن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقياً حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومشربه. وقال أبو المليح الرقي: جاء رجل يخطب بنمت ميمون بن مهران، فقال: لا أرضاها لك لأنها تحب الحلي والحلل قال: فعندي هذا. قال: الآن لا أرضاك لها. وقال معمر بن سليمان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وإن قلت: آمره بطاعة الله، ولا تصغين سمعك الذي هوىً فإنك لا تدري مال يعلق بقلبك منه. ولا تدخل على امرأة وإن قلت: أعلمها كتاب الله. وقال أبو المليح، عن حبيب بن أبي مرزوق قال: قال ميمون: وددت أن عيني ذهبت وبقيت الآخرى أتمتع بها وأني بها وأني أعمل عملاً قط، وقال أبو المليح عن ميمون قال: لا تضرب المملوك في كل ذنب ولكن احفظ له، فإذا عصى الله فعاقبه على المعصية وذكره الذنوب التي بينك وبينه. وقال أبو الحسن الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأشبه ورع جدك بورع ابن سيرين. وقال أبو المليح: قال ميمون: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عنه فليأت بين الرحمن فإنه مفتوح فليصل ركعتين وليسأل حاجته. توفي ميمون سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح.

(7/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 488
4 (حرف النون)

4 (نافع مولى ابن عمر ع أبو عبد الله.)
أحد الأئمة الكبار بالمدينة، بربري الأصل وقيل نيسابوري وقيل كابلي وقيل ديلمي وقيل طالقاني. روى عن: مولاه، وعائشة، وأبي هريرة، وأم سلمة، ورافع بن خديج، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد، وطائفة.) وعنه: أيوب، والزهري، وبكير بن الأشج، وابن عون، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وعقيل، والأوزاعي، ويزيد بن الهاد. ويونس بن يزيد، ويونس بن عبيد، وأسامة بن زيد الليثي، والعمري، وإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى، وجرير بن حازم، وجويرية بن أسماء، وحجاج بن أرطأة،

(7/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 489
وحميد بن زياد، ورقبة بن مصقلة، والضحاك بن عثمان، وزيد، وعاصم، وعمر أبو محمد بن زيد، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وفليح بن سليمان، والليث، ونافع بن أبي نعيم، وخلق كثير. وقال البخاري: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر. وقال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعاً إلى أهل مصر يعلمهم السنن. وقال الأصمعي: ثنا العمري، عن نافع قال: دخلت مع مولاي على عبد الله بن جعفر فأعطاه في اثني عشر ألفاً، فأبى وأعتقني أعتقه الله. وقال زيد بن أبي أنيسة، عن نافع: سافرت مع ابن عمر بضعاً وثلاثين حجةً وعمرة. قال أحمد بن حنبل: إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما. وقال ابن وهب: قال مالك: كنت آتي نافعاً وأنا حديث السن ومعي غلام لي فيقعد ويحدثني، وكان صغير النفس، وكان في حياة سالم لا يفتي شيئاً. وروى مطرف بن عبد الله، عن مالك قال: كان في نافع حدةً، ثم حكى أنه كان يلاطفه ويداريه، وقيل: كان في نافع لكنه. وقال إسماعيل بن أمية: كنا نرد على نافع اللحن فيأبى. وروى الواقدي، عن جماعة قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر صحيفة، فكنا نقرأها. وقال عبد العزيز بن أبي داود: احتضر نافع فبكى، فقيل: ما يبكيك قال: ذكرت سعد بن معاذ وضغطة القبر. قال النسائي: نافع ثقة، أثبت أصحابه مالك، عن أيوب، ثم عبيد الله

(7/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 490
ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون، ثم صالح بن كيسان، ثم موسى بن عقبة، ثم ابن جريج، ثم كثير بن فرقد، ثم الليث. واختلف سالم، ونافع، على ابن عمر في ثلاثة أحاديث. وسالم أجلّ منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب.) وقال يونس بن يزيد: قال نافع: من يعذرني من بربريّكم يأتيني فأحدّثه عن ابن عمر. ثم يذهب إلى سالم فيقول: هل سمعت هذا من أبيك فيقول: نعم. فيحدّث عن سالم ويدعني. والسياق من عندي. ابن وهب، عن مالك قال: كنت آتي نافعاً وأنا غلام حديث السّن معي غلام فينزل ويحدّثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس خرج، وكان يلبس كساء وربما يضعه على فمه لا يكلّم أحداً، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتفّ بكساء له أسود. وقال إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه قال: كنا نختلف إلى نافع، وكان سيّء الخلق فقلت: ما أصنع بهذا العبد فتركته ولزمه غيري فانتفع به. قال حماد بن زيد، وابن سعد، وعدّة: توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة. وأعلى ما يقع حديثه اليوم في جزء أبي الجهم وجزء بهي. وقال ابن عيينة وأحمد: مات سنة تسع عشرة. قال الهيثم وأبو عمر الضرير: سنة عشرين ومائة.
4 (نصيب بن رباح الأسود، أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان.)
شاعر مشهور مدح عبد الملك بن مروان وأولاده. وكان من فحول الشعراء. يعدّ مع جرير وكثير عزّة. تنسّك في أواخر عمره. وقد قال له عمر: تنسّك في أواخر عمره. وقد قال له عمر: أنت الذي تقول في النساء؟

(7/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 491
قال: قد تركت ذلك، وأثنى عليه الحاضرون، فكتب بناته في الديوان. ومن شعره:
(بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب .......... وقل: إن تملّينا فما ملك القلب)

(وقل في تجنّيها لك الذنب إنما .......... عتابك أن عاتبت فيما له عتب)

(خليليّ من كعبٍ ألمّا هديتما .......... بزينب لا تفقدكما أبداً كعب)

(وقولا لها: ما في البعاد لذي الهوى .......... بعاد وما فيه لصدع الهوى شعب)

(مساكين أهل العشق ما كنت أشتري .......... حياة جميع العاشقين بدرهم)

(وذلك أن الناس فازوا من الهوى .......... بسهمٍ وفي كفّاي تسعة أسهم)
وعن الضحاك بن عثمان الحزامي قال: نزلت خيمة بالأبواء على امرأة اعجبني حسنها فتمثّلت) بقول نصيب: فقالت المرأة لي: تعرف زينب صاحبة نصيب قلت: لا قالت: أنا هي واليوم وعدني أن يأتيني. فلم أرم حتى جاء نصيب فنزل وسلّم ثم ناجاها ثم أنشدها شعراً. وأخبار نصيب مستوفاة في تاريخ ابن عساكر.
4 (النعمان بن سالم الطائفي م.)
عن: ابن عمر، وعمرو بن أوس الثقفي. وعنه: داود بن أبي هند، وحاتم بن أبي صغيرة، وشعبة. وثّقه النّسائي.
4 (نعيم بن عبد الله المجمر، مولى آل عمر رضي الله عنه.)

(7/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 492
كان يبخّر مسجد النّبي صلى الله عليه وسلم. جالس أبا هريرة مدة، وسمع أيضاً من ابن عمر، وجابر، وطائفة. وعنه: سعيد بن أبي هلال، والعلاء بن عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وفليح ابن سليمان، وهشام بن سعد، ومسلم بن خالد الزنجي، وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره. وبقي إلى حدود العشرين ومائة. قال سعيد بن أبي مريم، عن مالك: سمع نعيماً المجمر يقول: جالست أبا هريرة عشرين سنة.

(7/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 493
4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن أبي رقية اللخمي المصري. عمّر دهراً طويلاً.)
وروى عن: عمر بن العاص، وعقبة بن عامر، ومسلمة بن مخلد. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، وغيرهم. قال ابن يونس: توفي سنة خمس عشرة ومائة.
4 (هشام بن زيد بن أنس بن مالك ع عن جدّه.)
وعنه: ابن عوف، وشعبة، وحمّاد بن سملة. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (هلال بن عبد الله، أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز.)
روى عن مولاه، وعن ابن عمر.) وعنه: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ويزيد بن يزيد بن جابر وابن لهيعة. وهو قليل الحديث.

(7/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 494
4 (حرف الواو)

4 (واصل بن حيّان الأسدي الكوفي الأحدب ع بيّاع السابري.)
روى عن: زر، وأبي وائل، والمعرور بن سويد، وإبراهيم. وعنه: شعبة، وسفيان، ومهدي بن ميمون، وقيس بن الربيع، وآخرون. وثقه ابن معين. قال أبو نعيم: مات سنة عشرين ومائة.
4 (واقد بن عمرو م د ت ق ابن سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي أبو عبد الله المدني.)
روى عن: جابر بن عبد الله، وأنس، ونافع بن جبير.

(7/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 495
وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو بن علقمة وآخرون. وثّقه ابن سعد. توفي سنة عشرين ومائة.
4 (وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي خ م د ت.)
عن: ابن عمر، وابن عباس، وهمام بن الحارث، وطائفة. وعنه: بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، ومسعر. وثقه أبو زرعة.
4 (الوليد بن رفاعة الفهمي، الأمير. ولي إقليم مصر لهشام. وحدّث.)
روى عنه الليث بن سعد. توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
4 (الوليد بن سريع م ن.)
عن: مولاه عمرو بن حريث المخزومي، وابن أبي أوفى. وعنه: أبو حنيفة، ومسعر، والمسعودي، وخلف بن خليفة. وكان صدوقاً.
4 (الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي.)
)

(7/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 496
عن: ابن عمر، وأبي أمامة الباهلي، وجبير بن نفير. وعنه داود بن أبي هند، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبد الله بن العلاء بن زبر. وثّقه أبو حاتم.
4 (الوليد بن العيزار بن حريث الكوفي خ م ت ن.)
عن: أبي عمرو السيباني، وأبيه العيزار، وعكرمة، ورأى أنساً. وعنه: شعبة، ومالك بن مغول، وإسرائيل، وآخرون. وثّقه أبو حاتم.
4 (الوليد بن مسلم أبو بشر العنبري البصري م د ن.)
عن: جندب بن عبد الله، وعن حمران بن أبان، وأبي الصديق الناجي. وعنه: خالد الحذّاء، ومنصور بن زاذان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة. وثّقه أبو حاتم الرازي وغيره.
4 (الوليد بن قيس أبو همام السّكوني ن.)
عن: عمرو بن ميمون الأودي، وسويد بن غفلة، والقاسم بن حسان. وعنه: الثّوري، وزهير بن معاوية، ومحمد بن طلحة. وثّقه ابن معين. ولم يدركه ولده أبو بدر شجاع.

(7/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 497
4 (وهب بن منبّه خ د ت ن ابن كامل بن سيج ابن الأسوار الأبناوي أبو عبد الله الصنعاني)
العالم الحبر. عن: ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وجابر، وأبي سعيد، وأخيه همّام بن منبّه. وعاش همّام بعده. وعنه: ابن أخيه عبد الصمد بن مغفل، وإسرائيل بن موسى، وسماك بن الفضل، وعمرو بن دينار، وعوف الأعرابي، وصالح بن عبيد، وخلق سواهم. وثقه أبو زرعة، والعجلي، والنسائي. وكن صدوقاً عالماً قد قرأ في كتب الأولين وعرف قصص الأنبياء عليهم السلام وكان يشبه بكعب الأحبار في زمانه وكلاهما تابعي لكن مات قبله بنحوٍ من ثمانين سنة. فمولد وهب قريب من وفاة كعب، وفي الصحيحين حديث عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام،) عن أبي هريرة. قال العجلي: وهب تابعي ثقة كان على قضاء صنعاء. وقال غيره: كان أبوه منبه من أهل هراة فأرسل إلى اليمن زمن كسرى

(7/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 498
فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه. وعن وهب قال: كانوا يقولون عبد الله بن سلام أعلم أهل زمانه وكان كعب أعلم أهل زمانه أفرأيت من جمعهما، يعني نفسه. وقال مثنى بن الصباح: لبث وهب أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءاً. ثم قال وهب: قرأت ثلاثين كتاباً نزلت على ثلاثين نبياً. وقال عبد الصمد بن مغفل: صحبت عمي وهباً أشهراً يصلي العداة بوضوء العشاء. وقيل: لبث أربعين سنة لم يرقد على فراش. روى عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه قال: كان وهب يحفظ كلامه فإنه سلم يومه أفطر وإلا طوى. وروى عب الصمد، عن الجعد بن درهم قال: ما كلمت عالماً قط إلا حل حبوته أو غضبٍ إلا وهب بن منبه. معمر، عن سماك بن الفضل قال: كنا عند عروة أمير اليمن إلى جنبه وهب في قوم، فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئاً قبيحاً، فتناول وهب عصا فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه، فضحك عروة بن محمد وقال: يعبيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب فقال: ما لي لا أغضب وقد غضبت الذي خلق الأحلام فقال: فلما آسفونا انتقمنا منهم. ويرى أنهم قالوا لوهب: إنك تحدثنا بالرؤيا فتقع حقاً. فقال: هيهات ذهب ذلك عني مذ وليت القضاء. ابن المديني: ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا يحيى بن ريان، أنا عبد الله بن راشد، عن مولى لسعيد بن عبد الملك، سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي رجلان أحدهما

(7/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 499
يقال له وهب يهب الله له الحكمة، والآخر يقال له غيلان، هو أضر على أمتي من إبليس.) قال الدارمي: سألت ابن معين، عن يحيى بن ريان، عن عبد الله بن راشد فقال: لا أعرفهما. وقد روى مثله الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة، لكن مروان واهٍ. قال العجلي: وكان وهب ثقة على قضاء صنعاء. وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشيء من القدر، ورجع. وقال عمرو بن دينار: دخلت على وهب بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتاباً، فقال: وأنا والله وددت ذلك. وقال حماد بن سلمة: ثنا أبو سنان، سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعاً وسبعين كتاباً من كتب الأنبياء من جعل شيئاً من المشيئة إلى نفسه فقد كفر، فتركت قولي. وقال عبد الرزاق: سمعت أبي هماماً يقول: حج عامة الفقهاء سنة مائة فحج وهب، فلما صولوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن وهم يريدون أن يكلموه في القدر قال: فأخذ في باب الحمد فما زال حتى طلع الفجر فافترقوا ولم يسألوه. وعن وهب قال: لا بد لك من الناس فكن فيهم أصم سميعاً أعمى بصيراً أخرس نطوقاً. وروى أبو سلام رجل لا أعرفه عن وهب قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.

(7/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 500
وعن وهب قال: احتمال الذل خير من انتصارٍ يزيد صاحبه قماءة. وقد حبس وهب وامتحن. قال حبان بن وزهير العدوي: حدثني أبو الصيد صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق بكيت وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله. وقال عبد الصمد بن معقل: مات وهب في المحرم سنة أربع عشرة ومائة. وقال الواقدي: سنة عشر ومائة.

(7/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 501
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الله ع بن محمد بن صيفي المخزومي المكي.)
عن: أبي معبد مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير، وغيرهما. وعنه: ابن أبي نجيح، وزكريا بن إسحاق، والسائب بن عمر، وابن جريج المكيون.) وثقه ابن معين وغيره.
4 (يحيى بن الحصين الأحمسي م د ن ق صدوق.)
روى عن: جدته أم الحصين، ولها صحبة. وعنه: يزيد بن أبي أنيسة، وشعبة. وثقه ابن معين.
4 (يحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري الكوفي م.)

(7/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 502
عن: أنس، وأرسل عن أبي هريرة، وخباب بن الأرت. وعنه: سليمان التيمي، وأشعث بن سوار، ومسعر. وكان فاضلاً عابداً صدوقاً.
4 (يحييى بن عروة بن الزبير خ م د.)
عن أبيه. وعنه: أخوه هشام، وابنه محمد، والزهري، وابن إسحاق، وغيرهم. وثقه النسائي، وقال: كان أعلم من أخيه هشام.
4 (يحيى بن عقيل الخزاعي م د ن ق بصري نزل مرو.)
عن: عمران بن حصين، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس، ويحيى بن يعمر. وعنه: واصل مولى أبي عيينة، وسليمان التيمي، وعزرة بن ثابت، والحسين بن واقد، وآخرون. وهو ثقة.
4 (يحيى بن عمر البهراني الكوفي م د ن ق عن ابن عباس.)
وعنه أبو إسحاق، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (يحيى بن ميمون الحضرمي د ن قاضي مصر.)
عن سهل بن سعد الساعدي، وربيعة الجرشي، وأبي سالم الجيشاني.

(7/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 503
وعنه: عمرو بن الحارث، وعياش بن عقبة، وابن لهيعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث.)
4 (يزيد بن خمسر الرحبي الهمداني م ع أبو عمر.)
عن: أبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وخالد بن معدان. وعنه: صفوان بن عمرو، وشعبة وأبو عوانة، وجماعة. وثقه شعبة.
4 (أما يزيد بن خمير اليزني فحمصي من قدماء التابعين.)

4 (يزيد بن أبي سليمان الكوفي.)
عن أبي وائل، وزر بن حبيش. وعنه: العلاء بن المسيب، وليث بن أبي سليم، وحبيب بن خالد، وجابر بن يزيد العجلي لا الجعفي، وغيرهم.
4 (يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي.)
عن: عائشة، وثوبان، وكعب مرسلاً، وسمع أباحي المؤذن. وعنه: الزبيدي، وثور بن يزيد. قال الدارقطني: يعتبر به.
4 (يزيد بن رومان ع أبو روح المدني المقريء مولى آل الزبير.)

(7/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 504
روى عن: أبي هريرة وما أحسبه لقيه وعن ابن الزبير، وعروة وصالح ابن خوات، وغيرهم، وقرأ القرآن على عبد الله بن عياش المخزومي باتفاق، وقيل إنه قرأ على زيد بن ثابت ولا يصح ذلك. وهو أحد شيخ نافع الخمسة الذين أسند عنهم القراءة. روى عنه: أبو حازم الأعرج، وابن إسحاق، وعبيد الله بن عمر، وجرير بن حازم، ومالك، وآخرون. قال ابن سعد: كان ثقة عالماً كثير الحديث، قيل توفي سنة عشرين ومائة وهو أشبه، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين. قال النسائي: ثقة.
4 (يزيد بن قطيب السكوني الشامي المقريء.)
سمع أبا بحرية عبد الله بن قيس.) وعنه: أبو إبراهيم الكلبي، والولد بن سفيان الغساني، وصفوان بن عمرو. وغيرهم.
4 (يزيد بن أبي منصور الأزدي البصري ت.)
روى بمصر وبأفريقية عن عائشة إن صح وعن ذي اللحية الكلابي وأنس بن مالك. وعه: سهل العدوي، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وموسى بن علي، وعبد العزيز. ورجع في آخر عمره إلى البصرة. قال أبو حاتم: ليس به بأس.

(7/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 505
4 (يزيد بن ميسرة بن حلبس الدمشقي.)
روى عنه: أم الدرداء، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: أخوه يونس، وصفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح، وآخرون. سكن حمص، وكان واعظاً زاهداً عارفاً. ومن كلامه قال: إن ظللت تدعو على من ظلمك فإن الله يقول: إن آخر يدعو عليك إن شئت لك وله وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة ووسعكما عفوي. وروى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: قدم عطاء الخراساني على هشام بن عبد الملك فنزل على مكحول فقال له: ها هنا أحد يحركنا قال: نعم يزيد بن ميسرة، فأتوه فقال عطاء: حركنا رحمك الله، قال: كان العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا، ثم استعاده فأعاد عليه، فرجع عطاء ولم يلق هشاماً وتركمه.
4 (يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي م د ن.)
عن: جده وجابر بن عبد الله، وسعيد بن المسيب. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار، وهشام بن سعد.
4 (يعقوب بن أبي سلمة الماجشون م د ت ن)
أبو يوسف

(7/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 506
المدني مولى آل المنكدر التيمي. سمع ابن عمر، وأبا سعيد، والأعرج. وعنه: ابناه يوسف، وعبد العزيز، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله الماجشون. وكان يعلم الغناء ويتخذ القيان وأمره في ذلك ظاهر مع صدقه في الرواية، وكان يجالس عروة، ويجالس عمر بن عبد العزيز أيام ولايته على المدينة فلما استخلف وفد يعقوب عليه فقال: إنا) تركناك حين تركنا لبس الخز. قال مصعب الزبيري: وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة. وقال سوار بن عبد الله: ثنا أبي، ثنا إسحاق بن عيسى بن موسى، عن ابن الماجشون قال: عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه عن مغتسله وأعلمنا الناس فدخل غاسل فرأى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه فقال لنا: أرى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه، فاعتللنا على الناس وقلنا: لم يتهيأ، فأصبحنا وأتى الغاسل والناس فرأى العرق يتحرك. قال: فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه فمكث ثلاثاً، ثم إنه نشغ فاستوى جالساً فقال ائتوني بسويق فأتي به فشربه فقلنا: خبرنا قال: نعم إنه عرج بروحي إلى السماء فصعد بي الملك حتى انتهى إلى السماء السابعة فقيل له: من معك قال: الماجشون. فقيل له: لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا سنة، ثم هبط فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للذي معي: من هذا وأحبببت أن أستثبيه قال: أو تعرفه هذا عمر بن عبد العزيز، قلت: إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: إنه عمل بالحق في زمن الجور وإنهما عملا بالحق في زمن الحق.

(7/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 507
توفي في خلافة هشام وولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين.
4 (يعقوب بن خالد بن المسيب المخزومي.)
عن: أبي صالح السمان، وإسماعيل بن إبراهيم الشيباني. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن الهاد، وعمرو بن أبي عمر. ومات شاباً.
4 (يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري م عن عمه أنس.)
وعنه: عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وأسامة بن زيد الليثي. وثقه أبو زرعة.
4 (يعلى بن عطاء العامري الطائفي م نزيل واسط.)
روى عن: أبيه، ووكيع بن عدس، وعمارة بن حديد، وعمرو بن الشريد، وجماعة كثيرة. وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو عوانة، وهشيم. وثقه أحمد، وقال غير واحد: توفي سنة عشرين ومائة.)
4 (يعلى بن مسلم بن هرمز م د ن.)
بصري نزل مكة. وحدث عن: أبي الشعثاء، وسعيد بن جبير، ومجاهد. وعنه: ابن جريج، وسفيان بن حسين، وشعبة. وثقه ابن معين.

(7/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 508
4 (يوسف بن سعد الجمحي ت ن مولاهم البصري.)
عن: الحسن بن علي، والحارث بن حاطب. وعنه: القاسم بن الفضل الحداني، والربيع بن مسلم، وحماد بن سلمة، وآخرون. أثنوا عليه.
4 (يوسف بن عبد الله بن الحارث الأنصاري م ت ن ق مولاهم البصري.)
عن: أبيه، وخاله محمد بن سيرين، وأنس بن مالك، وأبي العالية. وعنه: خالد الحذاء، ومهدي بن ميمون، وسليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة. وثقه ابن معين.
4 (يوسف بن ماهك الفارسي ع مولى المكيين.)
روى عن: حكيم بن حزم، وابن عباس د ق، وأبي هريرة د ق، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن صفوان بن أمية، وعبيد بن عمير، وغيرهم. وعنه: أيوب، وعطاء، وأبو بشر، وحميد الطويل، وابن جريج، وجماعة.

(7/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 509
وثقه ابن معين. قال الواقدي ويحيى بن بكير والفلاس: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقال الهيثم بن عدي سنة عشر، وقيل سنة أربع عشرة والأول أصح
4 (يونس بن سيف الكلاعي الحمصي د ق.)
عن: الحارث بن زياد، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وغيرهما. توفي سنة عشرين ومائة.

(7/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 510
4 (الكنى)
)
4 (أبو البداع بن عاصم ع بن عدي البلوي أبو عمرو المدني.)
عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بن حزم، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وابنه عاصم. توفي سنة سبع عشرة وقيل سنة عشر ومائة.
4 (أبو بكر بن حفص ع بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، واسمه عبد الله.)
روى عن: ابن عمر، وأنس، وعروة بن الزبير. وعنه: زيد بن أبي أنيسة، ومحمد بن سوقة، وشعبة. وكان ثقة.
4 (أبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم م ت ن ق بن حذيفة العدوي.)
عن: ابن عمر، وفاطمة بنت قيس، وغيرهما. وعنه: أبو بكر النهشلي، وشعبة، وشريك.

(7/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 511
4 (أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ع الأنصار النجاري المدني.)
قاضي المدينة وأميرها وكان أعلم زمانه بالقضاء فيما قال. روى عن عباد بن تميم وسلمان الأغر وعبد الله بن قيس بن مخرمة وعمرو بن سليم الزرقي أبي حبة البدري وخالته عمرة. وعنه ابناه عبد الله ومحمد وأفلح بن حميد والأوزاعي والمسعودي وآخرون. وثقه ابن معين. وقال مالك: لم يل على المدينة أمير أنصاري غيره. وقيل: كان كثير العبادة والتهجد. وقال الواقدي: هو الذي كان يصلي بالناس ويتولى أمرهم واستقضى ابن عمه أبا طوالة. وقال أبو الغصن المدني: رأيت في يدي أبي بكر بن حزم خاتم ذهب فصه ياقوتة حمراء. وروى عطاف بن خالد، عن أمه، عن زوجة ابن حزم أنه ما اضطجع على فراشه بالليل منذ أربعين سنة. وقيل: كان له في الشهر ثلاثمائة دينار. وقال مالك: ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة وأتم حالاً ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي:) ولاية المدينة والقضاء والموسم. قيل: توفي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة سبع عشرة.

(7/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 512
4 (أبو بكر بن المنكدر التيمي سوى ق أسن الإخوة.)
روى عن: جابر، وأبي أمامة بن سهل. وعنه: بكير بن الأشج، وعمر بن محمد العمري، وشعبة، وثقوه.
4 (أبو ذبيان خ م ن عن ابن الزبير.)
وعنه: حفصة بنت سيرين مع تقدمها وجعفر بن ميمون، وشعبة. وثقه النسائي، واسمه خليفة بن كعب التميمي.
4 (أبو رافع مولى أم سلمة، واسمه عبد الله بن رافع.)
عن: أم سلمة، وأبي هريرة. وعنه: سعيد المقبري، وأيوب بن خالد، ومحمد بن إسحاق. وثقه أبو زرعة. من سادات التابعين وزهادهم، وكان ابن جزء الزبيدي إذا رآه قال: ما لأحد على أبي زرعة فضل إلا بالصحبة.
4 (أبو زرعة التجيبي، مولى بني سوم المصري.)
وقال عبد الملك بن مروان: وهو والله خير بني سوم. وقال غيره: قتل وهيب فخرج القراء يطلبون بدمه وممن كان معهم أبو زرعة، فقتل فيمن قتل سنة سبع عشرة ومائة، وكان من الصالحين الكبار.
4 (أبو رجاء مولى أبي قلابة خ م د ن اسمه سلمان.)
عن: مولاه، وعن عنبسة بن سعيد بن العاص وعمر بن عبد العزيز، وأبي المهلب.

(7/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 513
وعنه: أيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عون، وحجاج الصواف. وهو مقل.
4 (أبو السائب م ع مولى هشام بن زهرة.)
عن: أبي هريرة، وأبي سعيد.) وعنه: بكير بن الأشج، والعلاء بن عبد الرحمن، والزهري، وشريك بن أبي نمر، وغيرهم. ويحتمل أنه مات في الطبقة الماضية.
4 (أبو سعيد الرعيني القتابي المصري قاضي أفريقية.)
عن: أبي تميم الجيشاني، وعبد الله بن مالك اليحصبي. وعنه: بكر بن سوارة، وعبيد الله بن زحر. مات في حدود سنة خمس عشرة ومائة، اسمه جعثل بن هاعان.
4 (أبو سفيان طلحة بن نافع الإسكاف خ م ت د.)
عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وعبيد الله بن عمير. وعنه: حصين، والأعمش، وحجاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وشعبة. قال أبو حاتم: أبو الزبير أحب إلي منه. وقال ابن عيينة: إنما أبو سفيان عن جابر صحيفة. وقال أحمد بن حنبل وغيره: ليس به بأس. وقال ابن معين: لا شيء.

(7/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 514
قلت: قرنه البخاري بآخر.
4 (أبو عبد رب الزاهد الدمشقي ق مولى رومي اسمه قسطنطين.)
روى عن: فضالة بن عبيد، ومعاوية، وأويس القرني. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهما. وقد خرج عن عشرة آلاف دينار الله، وكان يختار الفقر على الغنى، ولم يخلف إلا ثمن كفنٍ، وكان كبير الشأن. روى سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب قال: لو سالت بردى ذهباً أو فضة ما قمت إليها، ولو قيل لي: من احتضن هذا العمود مات لقمت إليه قال سعيد: ونحن نعلم أنه صادق. مات سنة اثنتي عشرة ومائة.
4 (أبو عبيد الحاجب م د مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه.)
عن: عمرو بن عبسة، وأنس بن مالك، وعدة. وعنه: ابن عجلان، والأوزاعي، ومالك، وآخرون.) وثقه أبو زرعة، وكان بعد الحجابة من العلماء العاملين رحمه الله تعالى. قال بشر بن عبد الله: لم أر أحدأً أعلم بالعلم من أبي عبيد. وروى وليد، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني أنا أبا عبيد كان يحجب سليمان، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال: أين أبو عبيد فدنا منه فقال: هذه الطريق إلى فلسطين وأنت أهلها فالحق بها، فقالوا: بعد

(7/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 515
يا أمير المؤمنين لو رأيت أبا عبيد وتشميره للخير والعبادة، قال: ذاك أحق أن لا نفتنه، كانت فيه أبهةٌ عن العامة، وفي لفظ: للعامة.
4 (أبو عبيدة بن عبد الله م د ت ق بن زمعة بن الأسود القرشي الأسدي.)
عن: أبيه، وأمه زينب بنت أبي سلمة، وجدته أم سلمة. وعنه: الزهري، وابن إسحاق، وجماعة.
4 (أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر العنسي.)
عن: أبيه، وجابر، والربيع بنت معوذ. وعنه: سعد بن إبراهيم، وابن إسحاق، وجماعة ويكنى أبا سلمة.
4 (أبو عشانة المعافري د ت ق حي بن يؤمن المصري.)
عن: رويفع بن ثابت، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو. وعنه: حرملة بن عمران، وعمرو بن الحارث، والليث، وعدة. وكان من أجناد اليمن، مات سنة ثمان عشرة ومائة.
4 (أبو الفيض د ت ن واسمه موسى بن أيوب، حمصي. عن: معاوية، وأبي قرصافة)
جندرة.

(7/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 516
وعنه: زيد بن أبي أنيسة، وشعبة. وثقه ابن معين.
4 (أبو كثير السحيمي م اليمامي الأعمى وزيد بن عبد الرحمن وقيل ابن عبد الله.)
روى عن أبي هريرة. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعقبة بن التوأم، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وأيوب بن عتبة، وجماعة.) وثقه أبو حاتم وغيره.
4 (أبو لبابة التيمي الوراق ت ن واسمه مروان.)
عن: عائشة، وأنس. وعنه: هشام بن حسان، وحماد بن زيد. وثقه ابن معين يقال: إنه مولى لعائشة رضي الله عنها.
4 (أبو مريم النصاري د ت.)
ويقال الحضرمي الشامي صاحب القناديل وقيم مسجد حمص وقيل إنه قرره خالد بن الوليد لذلك. روى عن: أبي هريرة، وجابر. وعنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني، ومعاوية بن صالح، وحريز بن

(7/516)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 517
عثمان، وصفوان بن عمرو، وقيل إن فرج بن فضالة لحقه. قال أحمد بن حنبل: رأيتهم بحمص يثنون عليه. وقال العجلي: أبو مريم مولى أبي هريرة تابعي ثقة. وفرق البخاري بين هذا وبين خادم مسجد حمص، وجمعهما أبو حاتم.
4 (أبو المليح بن أسامة الهذلي ع اسمه عامر وقيل زيد بصري ثقة.)
روى عن: أبيه، وعائشة، وبريدة بن الحصيب، وعوف بن مالك وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجماعة. وعنه: أيوب السختياني، وأبو بشر، وخالد الحذاء، وحجاج بن أرطأة، وقتادة، وأبو بكر الهذلي. وكان عاملاً على الأبلة. قال ابن سعد وابن أبي عاصم: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
4 (أبو المهزم التيمي د ت ق.)
بصري اسمه يزيد بن سفيان وقيل عبد الرحمن بن سفيان. عن أبي هريرة.

(7/517)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 518
وعنه: حسين المعلم، وحبيب المعلم، وشعبة ثم تركه، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد. وهو أقدم شيخ لعبد الوارث، وأحسبه عاش بعد العشرين ومائة.) ضعفه ابن معين. وقال النسائي: متروك.
4 (أبو نوقل بن أبي عقرب د ن.)
روى عن: أبيه، وعائشة، وأسماء، وعبد الله بن عمر. روى: عنه ابن جريج، والأسود بن شيبان، وشعبة. وثقه ابن معين.
4 (أبو وهيب الجيشاني المصري د ت ق.)
عن: الضحاك بن فيروز الديلمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة. اسمه على الأصح: عبيد بن شرحبيل. وقال البخاري: ديلم بن هوشع، والله أعلم. آخر الطبقة الثانية عشرة.

(7/518)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة عشرة)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة احدى وعشرين ومائة)
توفي فيها إياس بن معاوية أو في التي تليها، وزيد بن علي قتل فيها بخلف. وسلمة بن كهيل في آخر يوم منها. وعطية بن قيس المذبوح. ومحمد بن يحيى ين حبان الأنصاري. ومسلمة ين عبد الملك فيها بخلف. ونمير بن أوس الأشعري. وفيها غزا مروان بن محمد فسار من أرمينية إلى قلعة بيت السرير من بلاد الروم فقتل وسبى وغنم، ثم أتى قلعة ثانية فقتل وأسر. ثم دخل حصن عوميك وفيه سرير الملك، فهرب الملك. ثم إنهم صالحوا مروان في السنة على ألف رأس ومائة ألف مدي. ثم سار مروان فدخل

(8/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 6
أرض أزر وبلاد بطران فصالحوه، وصالحه أهل بلاد تومان. ثم أتى جمرين فقاتلهم ولازم الحصار عليهم شهرين ثم صالحوه، ثم افتتح مسدارة وغيرها. وذكر خليفة بن خياط أن البطال قتل فيها. وفيها غزا الصائفة مسلمة ابن أمير المؤمنين هشام فسار حتى أتى ملطية. وقد مات مسلمة هذا في دولة أبيه.

(8/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 7
4 (أحداث سنة اثنتين وعشرين ومائة)
فيها مات بكير بن عبد الله بن الأشج على قول زبيد اليامي وقيل سنة أربع، وسيار أبو الحكم بواسط. ويزيد بن عبد الله بن قسيط. ويعقوب بن عبد الله ابن الأشج، وأبو هاشم الرماني يحيى. والزبير بن عدي الكوفي. وولد فيها سعيد بن عامر الضبعي وأبو عاصم النبيل. وفيها خرج بأرض المغرب ميسرة الحقير وعبد الأعلى مولى موسى ابن نصير متعاضدين ومعهما خلائق من الصفرية في شهر رمضان فعسكر لملتقاهم متولي أفريقية فكان المصاف بينهم فاستظهر والي أفريقية لكن قتل ابنه اسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب. ثم إنه جهز جيشاً عليهم أبو الأصم خالد فالتقوا فقتل أبو الأصم في جماعة من الأشراف في آخر السنة. واستفحل أمر الصفرية وبايعوا بالخلافة الشيخ عبد الواحد بن زيد الهواري فلم ينشب أن قتل وجرت حروب مهولة وقتل المسلمون وعظم الخطب وكانت سنة وأي سنة.)

(8/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 8
وكان الأمير عبيد الله بن الحبحاب قد جهز حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة الفهري غازياً إلى جزيرة صقلية فقدم معه ولده عبد الرحمن على طلائعه وكان عبد الرحمن أحد الأبطال فلم يثبت له أحد وظفر ظفراً ما سمع بمثله قط وسار حتى نزل على أكبر مدائن صقلية وهي مدينة سرقوسة فقابلوه فهزمهم وهابته النصارى وذلوا لأداء الجزية. وكان والده عبيد الله بن الحبحاب قد استعمل على طنجة وما يليها عمر بن عبد الله المرادي فظلم وعسف وأساء السيرة في البربر فثاروا واغتنموا غيبة العساكر وتداعت على عمر القبائل وعظم الشر. وهذه أول فتنة كانت بالمغرب بعد تمهيد البلاد فأمرت البربر عليهم ميسرة الحقير فأسرع حبيب الفهري الكرة من صقلية فالتقى هو وميسرة فكانت ملحمة هائلة فاستظهر ميسرة. ثم إن البرب أنكرت سوء سيرة ميسرة وتغيروا عليه فقتلوه وأمروا عليهم خالد ابن حميدة الزناتي فأقبل بهم في جيش عظيم فكانت بينهم وبين عسكر الإسلام ملحمة مشهورة قتل فيها خالد الزناتي وسائر من معه وذهب فيها خلق من فرسان العرب ولهذا سميت غزوة الأشراف. ومرج أمر الناس وقويت الخوارج. وعمد الناس إلى عبيد الله بن الحبحاب فعزلوه فغضب الخليفة هشام لما بلغه وتنمر، وبعث على المغرب كلثوم بن عياض القشيري.

(8/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 9
4 (أحداث سنة ثلاث وعشرين ومائة)
فيها توفي ثابت البناني. وربيعة بن يزيد القصير بدمشق. وأبو يونس سليم مولى أبي هريرة. وسماك بن حرب الذهلي. وسعيد بن أبي سعيد المقبري. وشرحبيل بن سعد المدني. وأبو عمران الجوني عبد الملك بن حبيب. وابن محيض مقريء مكة. ومحمد بن واسع عابد البصرة. ومالك بن دينار بخلف. وفيها كانت وقعة عظيمة بين البربر وبين كلثوم بن عياض فقتل كلثوم في المصاف واستبيح عسكره وقتل عدة من أمرائه كسرهم أبو يوسف الأزدي رأس الصفرية ثم اتبع المسلمين يقتل ويأسر. وقتل حبيب بن أبي عبيدة الفهري وسليمان بن أبي المهاجر. ثم قام بأمر المسلمين بلج ابن عم كلثوم فانتصر على الخوارج وهزمهم وقتل أبو يوسف في خلق من الصفرية. وكان كلثوم المذكور من جلة الأمراء ولي دمشق مدة لهشام ثم ولاه المغرب فسار إليها في خلق من عرب الشام فلما قتل دخل منهم خلق إلى الأندلس وعليها عبد الرحمن ابن حبيب الفهري وعبد الملك بن قطن فجرت بينهم وقعات على المنافسة على الدنيا فقتل بلج القشيري ووجوه) أصحابه.

(8/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 10
وفيها حج بالناس يزيد ابن الخلفية هشام وفي صحبته الزهري وفيها لقيه مالك وابن عيينة.

(8/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 11
4 (أحداث سنة اربع وعشرين ومائة)
توفي فيها عبد الله بن قيس الجهني. وعمرو بن سليم الزرقي أبو طلحة. والقاسم ابن أبي بزة المكي. ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري. ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس بخلف. وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي. وعاثت الصفرية بالمغرب وحاصروا قابس ونصبوا عليها المجانيق، وافترقت الصفرية بعد مقتل ميسرة فرقتين، وقيل إنه كان في صباه يسقي الماء ولما بلغ الخليفة هشام قتل كلثوم بعث على المغرب حنظلة بن صفوان الكلبي.

(8/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 12
4 (أحداث سنة خمس وعشرين ومائة)
فيها توفي أشعث بن أبي الشعثاء سليم، وبديل بن ميسرة العقيلي، وجبلة ابن سحيم في قول خليفة. وأبو بشر جعفر بن إياس. وزياد بن علافة الثعلبي وزيد بن أبي أنيسة الرهاوي، وسعد بن إبراهيم الزهري في قول، وسليمان ابن حميد بمصر. وصالح مولى التوءمة بالمدينة. وعلي بن نفيل الحراني بها. ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس على الأصح. ومرثد بن سمي والوليد ابن عبد الملك بن أبي مالك. وهشام بن عبد الملك الخليفة، ويحيى بن زيد بن علي قتل كأبيه. وفيها استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك فكتب إلى يوسف بن محمد الثقفي أن يبعث إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي بالأخوين إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي. فلما قدما عليه عذبهما حتى هلكا. وكان إبراهيم هذا قد ولي الحرمين لهشام مدة وأقام الحج مدة. وكانت الفتن شديدة بالمغرب ونيران الحرب تستعر وعليها الأمير حنظلة ابن صفوان فزحف إليه عكاشة الخارجي في جمع فالتقوا فكانت بينهم وقعة

(8/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 13
لم يسمع بمثلها وانهزم عكاشة وقتل من البربر من لا يحصى ثم تناخوا وسار رأسهم عبد الواحد الهواري بنفسه فجهز حنظلة لملتقاه أربعين ألفاً فانكسروا وولوا الأدبار وقتل منهم عشرون ألفاً، ونزل عبد الواحد بجيوشه على فرسخ من القيروان، وكان فيما قيل في ثلاثمائة ألف، فبذل حنظلة الأموال والسلاح وعبأ) عشرة آلاف فخرجوا ومعهم القراء والوعاظ وكثر الدعاء والاستغاثة بالله وضج النساء والأطفال وكانت ساعة مشهودة، وسار حنظلة بين الصفوف يحرض على الجهاد، واستسلمت النساء للموت لما يعلمن من رأي هؤلاء الصفرية، ثم كبر المسلمون وصدقوا الحملة وكسروا أغماد سيوفهم، والتحم الحرب وثبت الجمعان ثم انكسرت ميسرة الإسلام ثم تراجعوا وحملوا فهزموا العدو وقتل عبد الواحد الهواري وأتي برأسه، وقتل البربر مقتلة لم يسمع بمثلها، وأسر عكاشة وأتي به فقتله حنظلة وأمر بإحصاء القتلى بالقصب بأن طرح على كل قتيل قصبة ثم جمع القصب فبلغت مائة ألف وثمانين ألفاً. وهذه ملحمة مشهودة ما سمعنا بمثلها قط، وهؤلاء الكلاب يستبيحون سبي نساء المسلمين وذريتهم ودماءهم ويكفرون أهل القبلة، وتعرف بغزوة الأصنام باسم قرية هناك. وعن الليث بن سعد قال: ما غزوة كان أحب إلي أن أشهدها بعد غزوة بدر من غزوة الغرب بالأصنام.

(8/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 14
4 (أحداث سنة ست وعشرين ومائة)
فيها توفي جبلة بن سحيم الكوفي وخالد بن عبد الله القسري مقتولاً ودراج أبو السمح المصري القاص وسعيد بن مسروق الثوري وسليمان بن حبيب المحاربي وعبد الله بن هبيرة السبائي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد وعبيد الله بن أبي يزيد المكي وعطاء بن دينار المصري وعمرو بن دينار المكي. والكميت بن زيد الأسدي الشاعر. ونبيه بن وهب العبدري. والوليد بن يزيد خلع وقتل. ويحيى بن جابر الطائي بحمص. ويزيد بن الوليد الناقص في آخر العام. وفيها خرج أبو خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان على ابن عمه الخليفة الوليد لما انتهك من حرمات الله واستهتر بالدين فبويع يزيد بالمزة وتوثب على دمشق فأخذها ثم جهز عسكراً إلى الوليد بن يزيد وهو بنواحي تدمر عاكفاً على المعاصي فقتل بحصن البخراء من ناحية تدمر في شهر جمادى الآخرة. فذكر الواقدي: قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كان الزهري يقدح في الوليد أبداً عند هشام ويعيبه ويذكر عنه العظائم من المرد وغير ذلك وأنه يخضبهم بالحناء ويقول: ما يحل لك يا أمير المؤمنين إلا أن تخلعه من

(8/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 15
العهد. وكان الوليد قد جعله أبوه ولي عهد بعد هشام فكان) هشام لا يستطيع خلعه ويعجبه قول الزهري رجاء أن يؤلب الناس عليه. ثم إن يزيداً استخلف فلم تطل مدته ولا متع فعهد بالأمر إلى أخيه إبراهيم بن الوليد في ذي الحجة وقيل لم يعهد إلى إبراهيم بل بايعه الملأ فتوثب عليه بعد أيام مروان الحمار كما يأتي. وفيها خرج عبد الرحمن بن حبيب الفهري بالمغرب وعليها حنظلة بن صفوان وكان فيه دين وورع عن الدماء فنزح عن القيروان وتأسف عليه الناس لجهاده وعدله.

(8/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 16
4 (أحداث سنة سبع وعشرين ومائة)
فيها توفي اسماعيل بن عبد الرحمن السدي. وبكير بن عبد الله بن الأشج على الأصح. وسعد بن إبراهيم في قول. وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي. وعبد الكريم بن مالك الجندي. وعبد الله بن دينار المدني. وعمرو ابن عبد الله أبو اسحق السبيعي، وعمير بن هانيء العنسي، ومالك بن دينار الزاهد في قول، ومحمد بن واسع في قول خليفة. ووهب بن كيسان المؤدب. وفيها كانت فتن عظيمة وبلاء: فمن ذلك أن مروان بن محمد متولي أذربيجان وأرمينية وتلك الممالك، لما بلغه موت يزيد الناقص، أنفق الأموال وجمع الأبطال وسار بالعساكر فدخل الشام، فجهز ابرهيم بن الوليد لحربه أخويه بشراً ومسروراً، فالتقوا، فانتصر مروان وأسرهما وسجنهما، ثم زحف حتى نزل بعذراء فالتقاه سليمان بن هشام بن عبد الملك، فكانت بينهما وقعة مشهودة، ثم انهزم سليمان وبلغ ذلك ابرهيم بن الوليد فعسكر بظاهر دمشق وأنفق الأموال في العسكر فخذلوه وتفللوا عنه، ووثب الكبار بدمشق فقتلوا عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان ويوسف بن عمر الذي كان نائب العراق في الحبس.

(8/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 17
وقتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد وكانا يلقبان بالجملين وكانا شابين أمردين قتلوهما بالدبابيس وثب عليهما غلمان يزيد بن خالد القسري لأن أمراء دمشق خافوا من أن يخرجهما مروان الحمار فيبايع أحدهما أو يجعله ولي عهد فلا يستبقي أحداً قام على أبيه. ثم هرب الخليفة ابراهيم بن الوليد فسار يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية وبنو عمه ومحمد بن عبد الملك بن مروان إلى عذراء إلى مروان الحمار وبايعوه بالخلافة ودخل البلد فأمر بنبش يزيد بن الوليد رحمه الله وصلبه لأجل قيامه على الوليد الفاسق، ثم إن الخليفة إبراهيم ذل وجاء فوضع يده في يد مروان ابن محمد وخلع نفسه من الأمر وسلمه إلى مروان وبايع طائعاً. وجرت هوشات وفتن، ووثب رجل من بني تميم بالغوطة فقتل يزيد ابن خالد بن عبد الله) القسري وتم الأمر لمروان، ثم سار عن دمشق فخلعه أهلها وأهل حمص فنزل على حمص بجيشه وحاصرها وأخذها وقتل عدة أمراء وهدم ناحية من سورها. وخرج عليه من طبرية ثابت بن نعيم الجذامي فجهز لحربه عسكراً فانهزم ثابت بعد أن قتل جماعة من جنده ثم أسر وأتي به مروان فقطع أربعته بدمشق وكان سيد اليمانية في زمانه. وأما أهل الكوفة مبايعوا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الهاشمي وكان معه أخوه الحسن ويزيد وكانوا قد وفدوا على نائب الكوفة عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز فأكرمهم وبالغ في الإحسان، فلما مات يزيد الناقص هاجت شيعة الكوفة وجيشوا وغلبوا على القصر وبايعوا عبد الله هذا، فحشد معه خلائق فالتقاهم عسكر الكوفة وتمت لهم وقعة انهزم فيها عبد الله بن معاوية فدخل القصر وقتل خلق من شيعته ثم إنه أخرج من القصر وأمنوه وأخرجوه

(8/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 18
من الكوفة فتلاحق به عدد كثير ورجع عبد الله بن عمر بن عبد العزيز إلى قصر الإمارة. وفي هذه المدة كان ظهور سعيد بن بحدل الخارجي بنواحي الموصل وتبعه خلق فلم ينشب أن مات واستخلف على أصحابه الضحاك بن قيس المحكمي فغلب على تكريت ثم سار منها إلى الكوفة فعسكر بدير الثعالب في نحو من ثلاثة آلاف فالتقاه عبد الله بن عمر فكان بينهما وقعة هائلة ثم انكسر عبد الله وتحيز إلى واسط، وملك الضحاك الكوفة وقوي أمره ثم عبأ جيوشه في رمضان، وسار حتى نزل على واسط فحاربه عبد الله بن عمر، وكان منصور ابن جمهور أحد الأبطال المذكورين والشجعان المعدودين مع ابن عمر، فدام القتال بين الفريقين شهرين أو أكثر وقتل خلق، ثم أرسل الضحاك المحكمي إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ولاطفه على أن يدخل في طاعته ويقره على عمله، فأعطاه عبد الله ذلك ولابنه، وفي ذلك يقول شبيل بن عزرة الضبعي وكان من الخوارج:
(ألم تر أن الله أظهر دينه .......... وصلت قريش خلف بكر بن وائل)
ثم سار الضحاك إلى الموصل فخرج لحربه متوليها فقتل، ثم استولى الضحاك على الموصل واتسع سلطانه واستفحل أمر الخوارج، فكتب مروان ابن محمد الخليفة إلى ولده عبد الله وإلى الجزيرة فأمره أن يعسكر بنصيبين

(8/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 19
فسار إليه الضحاك فحصره نحواً من شهرين وبث خيله يغيرون على بلاد الجزيرة وكثرت جموع الضحاك وانضاف إليه من هرب من مروان بن محمد وعظم الخطب فسار مروان بنفسه ليكشف عن ابنه، فالتقاه الضحاك فأشار على الضحاك) أمراؤه أن يتأخر ويقدم فرسانه فقال: إني والله مالي في دنياكم هذه من حاجة وإنما أردت هذا الطاغية وقد جعلت لله علي إن رأيته أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيننا وبينه، وعلي دين سبعة دراهم في كمي منها ثلاثة والتحم القتال إلى المساء فقتل الضحاك في المعركة ولم يدر به أحد ودخل الليل وقتل من الفريقين نحو من ستة آلاف ثم أصبحوا على القتال، وركب الناس يومئذ ضباب بحيث أن الفارس لا يرى عرف فرسه، ومضى مروان في كل وجه وثبت جنده وجاء الخيبري أحد رؤوس الخوارج فدخل في معسكر مروان وقطع أطناب خيامه وجلس على سريره فكر نحو من ثلاثة آلاف على الخيبري فقتلوه، فقام بأمر الخوارج شيبان فتحيز بهم ونزل بالزابين وخندقوا على نفوسهم فقاتلهم مروان بن محمد عشرة أشهر كل يوم راية مروان مهزومة، ثم نزل شيبان الخنادق وطلب شهر زور ثم انحدر على ماه ثم على

(8/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 20
الصيمرة فأتى بلاد كرمان وعاث وأفسد ثم رجع إلى عمان فقاتلوه فقتل في الوقعة. وفيها كان قد خرج بأذربيجان بسطام بن الليث التغلبي فسار في نيف وأربعين فارساً حتى قدم بلد فسار إليه عسكر من الموصل فبيتهم وأصاب منهم ثم قدم نصيبين فعاث وشغب في حياة الضحاك فجهز له الضحاك عسكراً فقتل هو وغالب أصحابه ثم سكن وذلت الخوارج. وتوطدت المملكة لمروان فبعث على العراق يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري وعزل عبد الله بن عمر فكانت إمرة عبد الله عامين فسار يزيد بن عمر حتى نزل هيت وحارب الخوارج مرات وظهر عليهم وانهزم منه منصور بن جمهور إلى السند. وفيها خرج الحارث بن حريث الكرماني ومعه الأزد فالتقاه أمير خراسان نصر بن سيار فانهزم نصر وقوي أمر الحارث والتفت عليه مضر وبايعوه وغلب على مرو واستفحل أمره.

(8/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 21
وفيها خرج بمصر وجوه أهلها على مروان وكثرت عليه الفتوق ما بين المغرب إلى بلاد الترك.

(8/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 22
4 (أحداث سنة ثمان وعشرين ومائة)
توفي فيها بكر بن سوادة الفقيه بمصر، وجابر بن يزيد الجعفي بالكوفة، وأبو قبيل حيي بن هانيء المعافري، وعاصم بن أبي النجود القاريء، وعاصم ابن الصباح الجحدري البصري، وأبو عمران الجوني في قول، وأبو حصين عثمان بن عاصم على الأصح، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي، ومنصور بن زاذان قاله ابن أبي عاصم، وأبو خمرة الضبعي في أولها، وأبو) التياح يزيد بن حميد في قول، ويزيد بن أبي حبيب الفقيه، ويعقوب بن عتبة المدني، وأبو بكر حفص بن الوليد أمير مصر. وفيها كان استيلاء الضحاك الخارجي كما ذكرناه آنفاً. وفيها أسر ثابت بن نعيم المذكور فقتل صبراً. وفيها قتل حوثرة بن سهيل الباهلي لمتولي مصر حفص بن الوليد الحضرمي،

(8/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 23
كان حفص شريفاً مطاعاً ولي مصر مكرهاً لهشام بن عبد الملك ثم لمروان عند قيام أهل مصر على أميرهم حسان بن عتاهية، ثم استولى حوثرة بن سهيل على ديار مصر وقتل رجاء بن أشيم الحميري من كبار المصريين.

(8/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 24
4 (أحداث سنة تسع وعشرين ومائة)
فيها توفي أزهر بن سعيد الحرازي بحمص، والحارث بن عبد الرحمن بالمدينة، وخالد بن أبي عمران التجيبي قاضي أفريقية، وسالم أبو النضر المدني، وعلى بن زيد بن جدعان التيمي، وقيس بن الحجاج السلفي، ومطر بن طهمان الوراق، ويحيى بن أبي كثير اليمامي، وبشر بن حرب الندبي وآخرون. وفيها خرج بحضرموت طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي الأعور فغلب على حضرموت واجتمع إليه الإباضية ثم سار إلى صنعاء وبها القاسم بن عمر الثقفي فالتقى الجمعان واشتد القتال ثم انهزم القاسم بن عمر وكثر القتل في جنده وتبعه طالب الحق فبيته فهرب القاسم وقتل أخوه الصلت واستولى طالب الحق على صنعاء فجبى الأموال وجهز إلى مكة عشرة آلاف، وكان على مكة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان فكره قتالهم وفشل فوقفوا بعرفة ووقف معهم الحجيج ثم غلبوا على مكة فنزح عنها عبد الواحد إلى المدينة.

(8/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 25
وفيها كتب ابن هبيرة أمير العراقين إلى عامر بن ضبارة فسار حتى أتى خراسان وقد ظهر بها أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة في رمضان، وكان قد ظهر هناك عبد الله بن معاوية الهاشمي فقبض عليه أبو مسلم وسجنه وسجن خلقاً من شيعته. وفيها سار الكرماني إلى مرو الروذ فسار إلى قتاله متوليها سالم بن أحوز المازني فاقتتلوا فانهزم الكرماني ثم كر عليهم وبيتهم فاقتتلوا ثم تهادنوا ثم سار نصر بن سيار فحاصر الكرماني ستة أشهر وغلت المراجل بالفتن إلى أن قتل الكرماني ولحق عسكره بشيبان بن) مسلمة السدوسي الحروري الذي تغلب على سرخس وطوس، وعظمت جيوش شيبان هذا وقاتلهم نصر بن سيار بضعة عشر شهراً واشتغل بهم إلى أن قوي أمر أبي مسلم الخراساني. فأما المغرب فوثب بها عبد الرحمن بن حبيب الفهري على رأس الإباضية فقتله وصلب جثته فثار أصحابه وجيشوا وجرت لهم حروب عديدة قتل فيها أمير هؤلاء وأمير هؤلاء.

(8/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 26
4 (أحداث سنة ثلاثين ومائة)
توفي فيها إسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة، والحارث بن يزيد الحضرمي ببرقة، والحرث بن يعقوب أبو عمرو بمصر، وسليم بن عامر الخبائري، وشعيب بن الحجاب البصري، وشيبة بن نصاح المقريء، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية وعبد العزيز بن رفيع بالكوفة. وعبد العزيز بن صهيب بالبصرة، وكعب ابن علقمة المصري التنوخي، ومحمد بن المنكدر التيمي المدني، ومالك بن دينار في قول خليفة، ومخرمة بن سليمان قتل بقديد، ويزيد بن رومان بخلف، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وأبو وجزة يزيد بن عبيد، ويزيد الرشك، وخلق فيهم اختلاف. وفيها قال خليفة: اصطلح نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني على أن يقاتلوا أبا مسلم صاحب الدعوة فإذا فرغوا من حربه نظروا في أمرهم فدس أبو مسلم بمكره إلى ابن الكرماني يخدعه ويقول أنا معك وانخدع له

(8/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 27
ابن الكرماني والتفّ معه فقاتلوا نصر بن سيار، ثم كتب نصر إلى أبي مسلم إني أبايعك وأنا أحق بك من ابن الكرماني فقوي شأن أبي مسلم وكثر جيشه وخافه نصر بن سيار وتقهقر بين يديه ونزح عن مرو فأخذ أبو مسلم أثقاله وأهله ثم بعث عسكراً إلى سرخس فقاتلهم شيبان الحروري فقتل شيبان. وأقبلت سعادة الدولة العباسية من كل وجه. ثم كانت وقعة هائلة مزعجة بين جيش أبي مسلم وبين جيش نصر فانهزم أيضاً جيش نصر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وتأخر نصر بن سيار إلى قومس ظفر أبو مسلم الخراساني بسالم بن أحوز فقتله واستولى على أكثر مدن خراسان ثم ظفر بعبد الله بن معاوية الهاشمي فقتله وجهز قحطبة بن شبيب في جيش فالتقى هو ونباتة بن حنظلة الكلابي على جرجان فقتل في المصاف نباتة وابنه حية، ثم هرب نصر بن سيار وخارت قواه وكتب إلى نائب العراق ابن هبيرة يستصرخ به وإلى مروان الحمار يستمده حين لا ينفع المدد.) وفيها قتل في وقعة قديد بقرب مكة خلق من عسكر المدينة، وذلك أن عبد الواحد المذكور لما تقهقر إلى المدينة واستولى جيش طالب الحق على مكة كتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة فعزله وجهز جيشاً من المدينة فبرز لحربهم الذين استولوا على مكة وعليهم أبو حمزة واستخلف على مكة إبراهيم ابن صباح الحميري، ثم التقى الجمعان بقديد في صفر من السنة فانهزم أهل المدينة واستحربهم القتل، وساق أبو حمزة فاستولى على المدينة فأصيب يوم قديد ثلاثمائة نفس من قريش منهم حمزة بن مصعب بن الزبير وابنه عمارة وابن أخيه مصعب بن عكاشة وعتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير وابنه عمرو

(8/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 28
وصالح بن عبد الله بن عروة وابن عمهم الحكم بن يحيى والمنذر بن عبد الله ابن المنذر بن الزبير وسعيد بن محمد بن خالد بن الزبير وابن لموسى بن خالد وابن الزبير وابن عمهم مهند، حتى قال خليفة: قتل يومئذ أربعون رجلاً من بني أسد وقتل أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وقالت نائحة:
(ما للزمان وماليه .......... أفنى قديد رجاليه)
قال: فحدثنا ابن علية قال: بعث مروان بن محمد أربعة آلاف فارس عليهم عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فسار ابن عطية فلقي بلجاً على مقدمة أبي حمزة بوادي القرى فاقتتلوا فقتل بلج وعامة جنده، ثم سار ابن عطية السعدي طالباً أبا حمزة فلحقه بمكة بالأبطح ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفاً ففرق عليه ابن عطية الخيل من أسفل مكة ومن أعلاها ومن ناحية منى فاقتتلوا إلى نصف النهار فقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون وقتل أبو حمزة وقتل خلق من جيشه، فبلغ طالب الحق ذلك فأقبل من اليمن في ثلاثين ألفاً فسار لملتقاه ابن عطية السعدي فنزل بتبالة ونزل الآخر صعدة ثم كانت بينهم وقعة عظيمة فانهزم طالب الحق فسار إلى جرش ثم تبعه ابن عطية فالتقوا ثانياً ودام الحرب حتى دخل الليل ثم أصبحوا فنزل طالب الحق في

(8/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 29
نحو من ألف حضرمي فقاتل حتى قتل هو ومن معه وبعثوا برأسه إلى مروان بالشام، وقدم ابن عطية حتى نزل صنعاء فثار به رجل من حمير فبعث ابن عطية جيشاً فهزموه ولحق بعدن فجمع نحواً من ألفين فالتقاه ابن عطية واقتتلوا فقتل الحميري وعامة عسكره ورجع ابن عطية إلى صنعاء، ثم خرج عليه حميري أيضاً فظفر به عسكر ابن عطية، ثم أسرع ابن عطية السير في تسعة عشر رجلاً من الأشراف لإقامة الموسم واستخلف على اليمن ابن أخيه، ثم سار فنزل وادي شبام فبات به فشد عليه طائفة من العرب فبيتوه وقتلوه وقتلوا سبعة عشر من أصحابه) ونجا منهم رجل واحد. وفيها كانت الزلزلة العظيمة بالشام: قال ابن جوصا: ثنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري ثنا أبي عن أبيه فذكر حديثاً طويلاً، منه: لما كانت الرجفة التي بالشام سنة ثلاثين ومائة كان أكثرها ببيت المقدس فهلك كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم ووقع منزل شداد بن أوس على من كان معه وسلم محمد بن شداد وذهب متاعه تحت الردم. وكانت النعل زوجاً خلفها شداد بن أوس عند ولده فصارت إلى ابنه محمد فلما رأت أخته ما نزل به وبأهله جاءت وأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي ليس لك نسل وقد رزقت ولداً وهذه مكرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن يشركك فيها ولدي فأخذتها منه وكان ذلك في وقت الرجفة فمكثت

(8/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 30
عندها حتى كبر أولادها فلما قدم المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرفوه نسبها من شداد بن أوس فعرف ذلك وقبلها وأجاز كل واحد منهما بألف دينار وقربه ثم بعث إلى محمد فأتى به محمولا لزمانته فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الأخوين فقال ائتني بالأخرى فبكى وناشده الله فرق له وأقرها عنده.

(8/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 31
1 (تراجم رجال هذه الطبعة)

4 (حرف الألف)

4 (آدم بن علي الكوفيخ.)
روى عن ابن عمر. وعنه شعبة واسرائيل وأبو الأحوص سلام بن سليم وغيرهم. وكان ثقة قليل الحديث.
4 (إبراهيم بن جريرد ن ق بن عبد الله البجلي.)
مات بالكوفة وله عدة إخوة. روى عن أبيه فقال يحيى: لم يسمع من أبيه، وروى عن قيس بن أبي حازم وعنه أبان بن عبد الله وشريك القاضي. قال ابن سعد: ولد بعد موت أبيه وعمر حتى لقيه شريك.

(8/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 32
4 (ابراهيم بن أبي حرة الحراني.)
رأى ابن عمر وهو يتوضأ.) وروى عن مصعب بن سعد وسعيد بن جبير ومجاهد وخالد بن يزيد بن معاوية. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (إبراهيم بن الحسن، بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي.)
عن أبيه. وعنه أبو عقيل يحيى بن المتوكل وفضيل بن مرزوق وغيرهما. وهو أخو عبد الله بن حسن.
4 (إبراهيم بن طريف المدني.)
روى عن ابن محيريز. وعنه الأوزاعي وشعبة وابن عيينة.

(8/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 33
4 (ابراهيم بن عامر بن مسعود، بن أمية بن خلف الجمحي الكوفي،)
عن عامر بن سعد البجلي وسعيد بن المسيب. وعنه شعبة وسفيان واسرائيل. وثقه ابن معين.
4 (إبراهيم بن عبد الأعلى الكوفيم د ن ق)
عن سويد بن غفلة. وعنه سفيان الثوري وإسرائيل ومحمد بن طلحة ومصرف وآخرون. وثقه أحمد والنسائي.
4 (إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز، بن مروان الأموي.)
سمع أباه والزهري. وعنه ابن أخيه بشر بن عبد الله والليث بن سعد وابن لهيعة.
4 (إبراهيم بن مهاجر، أبو إسحاق البجلي الكوفي.)
عن إبراهيم النخعي وطارق بن شهاب وصفية بنت شيبة.

(8/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 34
وعنه شعبة وسفيان وزائدة وأبو عوانة وعمر بن شبيب المسلي. قال أحمد والنسائي: لا بأس به.
4 (إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو إسحاق الأموي الخليفة.)
بويع بالخلافة بدمشق عند موت أخيه يزيد الناقص، وكان ابراهيم طويلاً أبيض جميلاً مسمناً.) قال معمر: رأيت رجلاً من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري وقد حكى عن إبراهيم ولده يعقوب. وقال برد بن سنان: حضرت يزيد بن الوليد وقد احتضر فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك ابراهيم ابن الوليد، فغضب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم ثم قال لي: يا أبا العلاء إلى من ترى أعهد قلت: أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره، قال: وأغمي عليه حتى حسبته قد مات فقعد قطن فافتعل كتاباً بالعهد على لسان يزيد ودعا ناساً فاستشهدهم عليه ولا والله ما عهد

(8/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 35
يزيد بن الوليد شيئاً. وقال أبو معشر: مكث إبراهيم سبعين ليلة في الخلافة ثم خلع ووليها مروان. وذكر غير واحد أن إبراهيم بن الوليد بقي إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (أزهر بن راشد، أبو الوليد الهوزني الشامي.)
عن عصمة بن قيس وله صحبة وعن ابن عباس مرسلاً وسليم بن عامر. وعنه حريز بن عثمان وإسماعيل بن عياش. فأما أزهر بن راشد الكاهلي فآخر من طبقة شعبة. يأتي.
4 (ازهر بن سعد الحرازي الحمصي.)
عن أبي أمامة الباهلي وعاصم بن حميد السكوني. وعنه الزبيدي ومعاوية بن صالح وغيرهما. قال البخاري: أزهر بن سعيد وأزهر بن عبد الله وأزهر بن يزيد الثلاثة واحد، نسب مرة مرادي ومرة هوزني ومرة حرازي. كذا قال البخاري فالله أعلم.

(8/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 36
فأما ابن عبد الله فهو يروي عن النعمان بن بشير وغيره. وعنه صفوان بن عمرو وفرج بن فضالة وعمر بن جعثم القرشي. توفي سنة تسع وعشرين ومائة وفيه نصب.
4 (إسماعيل بن أبي حكيم المدنيد ن ق أخو إسحاق مولى قريش.)
عن القاسم بن محمد وسعيد بن مرجانة وجماعة. وعنه مالك وزهير بن محمد وإسماعيل بن جعفر وآخرون.) وثقه يحيى بن معين وغيره. وكان كاتب عمر بن عبد العزيز وله به اختصاص. توفي سنة ثلاثين.
4 (اسماعيل بن عبد الله بن جعفرق بن أبي طالب الهاشمي المدني أخو إسحاق ومعاوية)
وعلي. سمع أباه. وعنه الحسين بن زيد بن علي وابن أخيه صالح بن معاوية وعبد الرحمن

(8/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 37
ابن أبي بكر المليكي وعبد الله والد مصعب الزبيدي وآخرون. وثقه الدار قطني.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمنم بن أبي كريمة، الإمام أبو محمد السدي الكبير الحجازي ثم)
الكوفي الأعور المفسر، مولى قريش. عن أنس بن مالك وابن عباس وعبد خير الهمداني ومصعب بن أسعد وأبي صالح باذان وأبي عبد الرحمن السلمي ومرة الطيب وخلق. وعنه شعبة والثوري وزائدة واسرائيل والحسن بن صالح وأبو عوانة وأسباط بن نصر والمطلب بن زياد وأبو بكر بن عياش وآخرون وقد رأى أبا هريرة والحسن بن علي. قال النسائي: صالح الحديث. وقال يحيى القطان: لا بأس به. وقال أحمد: مقارب الحديث وقال مرة: ثقة. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: لين.

(8/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 38
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: هو عندي صدوق. ويروى أن السدي كان عظيم اللحية جداً. قال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: سمعت الشعبي وقيل له إن اسماعيل السدي قد أعطي حظاً من علم القرآن قال: إن اسماعيل قد أعطي حظاً من جهل بالقرآن.) قلت: ما أحد من العلماء إلا وما جهل من العلم أكثر مما علم. قال اسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي رحمهما الله. وقال سلم بن عبد الرحمن شيخ شريك: مر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر فقال: إنه ليفسر تفسير القوم. وقال خليفة: مات السدي سنة سبع وعشرين ومائة. قلت: فأما السدي الصغير فهو محمد بن مروان أحد المتروكين معاصر لوكيع.
4 (إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي.)
عن عاصم بن لقيط بن صبرة وسعيد بن جبير ومجاهد.

(8/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 39
وعنه ابن جريج وسفيان الثوري ومسعر وداود العصار ويحيى بن سليم الطائفي. وثقه أحمد بن حنبل والنسائي. له حديث في السنن عن عاصم بن لقيط.
4 (أشعث بن أبي الشعثاءع سليم بن أسود المحاربي الكوفي.)
عن أبيه والأسود بن يزيد وأسود بن هلال ومعاوية بن سويد بن مقرن. وعنه سفيان وشعبة وأبو عوانة. وثقوه. وله عدة أحاديث. توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
4 (الأغر بن الصباح المنقري الكوفيد ت ن والد أبيض.)
روى عن أبي نضرة العبدي وخليفة بن حصين المنقري. وعنه الثوري وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي وقيس بن الربيع.

(8/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 40
وثقه النسائي.
4 (أمية بن صفوانم ن ق ابن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي.)
روى عن جده وأبي بكر بن أبي زهير الثقفي. وعنه نافع بن عمر الجمحي وابن جريج وابن علية وسفيان بن عيينة. صدوق.
4 (أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، الأموي.)
) عن أبيه وعن عكرمة، وله وفادة على عمر بن عبد العزيز في خلافته. وعنه ابن إسحق ويحيى بن سليم الطائفي وغيرهما. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وذكر خليفة أنه قتل يوم قديد سنة ثلاثين ومائة.
4 (أوس بن بشر المعافري.)
عن عقبة بن عامر الجهني وغيره.

(8/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 41
قال ابن يونس: كان يقرأ التوراة والإنجيل وكان يوازي عبد الله بن عمرو في العلم. روى عنه عامر بن يحيى وأبو قبيل وواهب بن عبد الله المعافريون والجلاح مولى عبد العزيز بن مروان والليث بن سعد. وقال ابن عساكر: قدم دمشق بمبايعة المصريين ليزيد بن الوليد.
4 (أوفى بن دلهم البصريت)
عن معاذة العدوية ونافع مولى ابن عمر. وعنه هشام بن حسان وحسين بن واقد المروزي وسليم بن أخضر. وثقه النسائي.
4 (إياس بن معاوية مق بن قرة أبو واثلة المزني البصري.)
قاضي البصرة وأحد الأعلام. روى عن أبيه وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعدة. وعنه خالد الحذاء وشعبة وحماد بن سلمة ومعاوية بن عبد الكريم الضال وآخرون.

(8/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 42
وكان أحد من يضرب به المثل في الذكاء والرأي والسؤدد والعقل. وثقه ابن معين ولكن قلما روى له مسلم شيئاً في مقدمته وعلق له البخاري شيئاً. وأخباره مستوعبة في تهذيب الكمال لشيخنا، مادتها من تاريخ دمشق. قال عبد الله بن شوذب: كان يقال يولد في كل مائة سنة رجل تام العقل وكانوا يرون أن إياس بن معاوية منهم. وقال الأصمعي: قال إياس: من عدم فضيلة العقل فقد فجع بأكرم أخلاقه. وقال ربيعة الرائي: قال لي إياس بن معاوية: يا ربيعة كل ديانة أسست على غير ورع فهي) هباء. وقال سفيان بن حسين: قلت لإياس: ما المروءة قال: حيث تعرف التقوى وحيث لا تعرف اللباس الجيد. وروى الأصمعي عن أبيه قال: رأيت في بيت ثابت البناني رجلاً أحمر طويل الذراع غليظ الثياب يلوث عمامته لوثاً ورأيته قد غلب على الكلام فلا يتكلم أحد معه. فأردت أن أسأله عنه حتى قال قائل له: يا أبا واثلة، فعرفت أنه إياس. وقال حبيب بن الشهيد: سمعت إياساً يقول: لست بخب ولا يخدعني الخب ولا يخدع محمد بن سيرين ولكنه يخدع أبي ويخدع الحسن ويخدع عمر ابن عبد العزيز. قال حبيب: وأتى رجل إياساً يشاوره في خصومة فقال:

(8/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 43
إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى فهو القاضي، وإن أردت الفتيا فعليك بالحسن فهو معلمي، وإن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل وتدري ما يقول لك، يقول لك: دع شيئاً من حقك، وإن أردت الخصومة فعليك بصالح السدوسي وتدري ما يقول لك يقول: إجحد ما عليك واستشهد الغيب يعني المسافرين إلى أن يقدموا. قال المدائني: كان إياس قاضياً قائفاً ذكياً استقضاه عمر بن عبد العزيز ثم هرب. وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ولى عدي بن أرطاة الأمير إياساً قضاء البصرة فأبى وقال: بكر بن عبد الله المزني خير مني. وقال سهل بن يوسف: قال لي إياس: إن هذا قد بعث إلي، فانطلقت معه فدخل على عدي بن أرطأة ثم خرج ومعه حرسي فقال: أبى أن يعفيني فصلى ركعتين ثم قال للحرسي: قدم يعني خصماً فما قام حتى قضى سبعين قضية. ثم خرج إياس من البصرة في قضية كانت فاستعمل عدي على القضاء الحسن البصري. وقال حميد الطويل: لما ولي إياس دخل عليه الحسن وإياس يبكي فقال: ما يبكيك فذكر حديث: القضاة ثلاثة واحد في الجنة وإثنان في النار. فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء الناس وقرأ ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً فحمد الله سليمان ولم يذم داود. وقال خالد الحذاء: قضى إياس بشاهد ويمين المدعي.

(8/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 44
وعن إبراهيم بن مرزوق قال: كنا عند إياس قبل أن يستقضى وكنا نكتب عنه الفراسة كما) نكتب من صاحب الحديث الحديث. وقال حميد: شك أنس في ولد له فدعا إياس بن معاوية فنظر له. وقال الأصمعي: رأي إياس رجلاً فقال: تعال يا يمامي قال: لست بيمامي فقال: فتعالى يا أضاخي. قال: لست بأضاخي قال: فتعال يا ضروي، فجاء فسأله عن نفسه، فأقر أنه ولد باليمامة ونشأ بأضاخة ثم تحول إلى ضرية. وقال ابن شوذب: شهدت إياساً يقول: ما بعد عهد قوم بنبيهم إلا كان أحسن لقولهم وأسوأ لفعلهم. وقال ابن شبرمة: قالوا لإياس: إنك معجب برأيك قال: لو لم أعجب به لم أقض به. وعن محمد بن مسعر قال: قال رجل لإياس: علمني القضاء، قال: إن القضاء لا يتعلم إنما القضاء فهم. وقيل إنهم قالوا لإياس: إنك تكثر الكلام قال أفبصواب أتكلم أم بخطأ قالوا: بصواب. قال فالإكثار من الصواب أفضل. وعن إياس وقيل له: ما عيبك قال: الإكثار. وقال حميد الطويل: لما ماتت أم إياس بكى فقيل: ما يبكيك؟ قال:

(8/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 45
كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما. وقد اختلفوا في هروب إياس من القضاء على أقوال: أحدها أنه رد شهادة شريف مطاع فآلى أن يقتله فهرب لذلك. وكانت مدة ولايته سنة وأكره بعده الحسن على القضاء. وتوفي إياس سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة. ومحاسنه كثيرة رحمه الله.
4 (أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة المدنيد ت ق)
عن يعقوب بن أبي يعقوب وأيوب بن بشر المعافري. وعنه فليح بن سليمان وأبو بكر بن أبي سبرة وإبراهيم بن أبي يحيى وآخرون. له حديث واحد في السنن.
4 (أيوب بن ميسرة، بن حليس الدمشقي أخو يونس.)
روى عن خريم بن فاتك وبسر بن أبي أرطاة.) وعنه ابنه محمد والهيثم بن عمران. قال أبو مسهر: كان أفقه من أخيه وأسن، وكان مفتياً. مات قبل يونس بقليل. قال أبو حاتم: صالح الحديث.

(8/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 46
4 (حرف الباء)

4 (بديل بن ميسرة العقيلي البصريم.)
عن أنس وأبي الجوزاء الربعي أوس وعبد الله بن شقيق وعطاء بن أبي رباح وجماعة. وعنه إبراهيم بن طهمان وأبان العطار وحماد بن زيد وجماعة. وثقه ابن معين. توفي سنة خمس وعشرين على الصحيح. ويقال سنة ثلاثين.
4 (بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي.)
عن أبيه ومسعود بن هبيرة وغيرهما. وعنه ابن إسحاق وأفلح بن سعيد وسهل بن شعيب وغيرهما. ضعفه أبو حاتم.

(8/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 47
وقال الدار قطني: متروك.
4 (بشر بن حربن ق أبو عمرو الأزدي الندبي البصري.)
عن أبي هريرة وأبي سعيد ورافع بن خديج وابن عمر. وعنه الحمادان وشعبة ومعمر وأبو عوانة وغيرهم. قال أحمد: ليس بالقوي، وضعفه ابن المديني وغيره. وقال ابن عدي: لا بأس به عندي ولا أعرف له حديثاً منكراً. قلت: مات سنة أربع وعشرين ومائة.
4 (بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفيد ت ق.)
عن أبيه وسعيد بن المسيب. وعنه نافع بن عمر وسفيان بن عيينة وجماعة. وتوفي بعد الزهري بيسير. وثقه يحيى بن معين.)

(8/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 48
4 (بكر بن سوادة م أبو ثمامة الجذامي المصري الفقيه.)
روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب وأبي سالم الجيشاني وعطاء بن يسار وطائفة. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وآخرون. وثقه النسائي، وقد استشهد به البخاري. مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
4 (بكير بن عبد الله بن الأشجع المدني الفقيه مولى الأسود بن مخرمة)
نزل مصر وهو أخو يعقوب وعمر. روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وسعيد بن المسيب وأبي صالح السمان وبسر بن سعيد وحمران مولى عثمان وكريب وسليمان بن يسار وطائفة كبيرة. روى عنه ابنه مخرمة وعياش بن عباس القتباني وعمرو بن الحارث والليث ابن سعد وابن لهيعة.

(8/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 49
وكان من أوعية العلم مجمع على ثقته وجلالته. ذكره مالك فقال: كان من العلماء. وقال معن بن عيسى: ما ينبغي لأحد أن يفوق بكير بن الأشج في الحديث. وقال ابن معين: ثقة. قلت: الصحيح أنه توفي سنة سبع وعشرين ومائة على الصحيح. فأما بكير بن عبد الله الذي روى عنه سلمة بن كهيل وشعبة بن الحجاج عن كريب عن ابن عباس أنه بات عند خالته ميمونة، الحديث، فقال البخاري وحده: هذا رجل يقال له الطويل يعد في الكوفيين. وأما أحمد بن عمرو البزاز الحافظ فقال: بل هو بكير بن الأشج ويقوي هذا أن مسلماً روى هذا الحديث بسنده عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج قال: حدثني كريب فذكره والله أعلم.
4 (بلال بن أبي بردة ت عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري أبو عمر ويقال أبو)
عبد الله أمير البصرة. روى عن أبيه وعمه أبي بكر وأنس بن مالك.) وعنه قتادة وثابت البناني وسهل بن عطية وآخرون. وكان ذا رأي ودهاء، وقد ولي أيضاً قضاء البصرة مدة.

(8/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 50
وفد على عمر بن عبد العزيز فرآه لا ينفق عنده إلا التقوى والديانة فلزم المسجد والصلاة ليخدع عمر فدس إليه عمر من ساره فقال: إن كلمت لك أمير المؤمنين أن يوليك البصرة ما تعطيني فوعده بمائة ألف، فأبلغ ذلك عمر ابن عبد العزيز فنفاه عنه وأبعده. وقد ولاه خالد بن عبد الله القسري قضاء البصرة سنة تسع ومائة فدام على القضاء إلى سنة عشرين ومائة وولي في غضون ذلك الصلاة والأحداث. وعن جويرية بن أسماء قال: استخلف عمر بن عبد العزيز فوفد بلال فهنأه وقال: من كانت الخلافة يا أمير شرفته فقد شرفتها ومن كانت زانته فقد زنتها وأنت كما قال مالك بن أسماء:
(وتزيدين طيب الطيب طيباً .......... إن تمسيه أين مثلك أينا)

(وإذا الدر زان حسن وجوه .......... كان للدر حسن وجهك زينا)
فجزاه عمر خيراً ولزم بلال المسجد يصلي ويقرأ ويتهجد فهم عمر به أن يوليه العراق ثم دس ثقة له فقال لبلال وذكر القصة قال: فنفاه عمر وقال: يا أهل العراق إن صاحبكم أعطى مقولاً ولم يعط معقولاً زادت بلاغته ونقصت زهادته. وقيل: إن ذاك الرجل أخذ حظ بلال بالمال ثم حمل ذلك الحظ إلى عمر. وقال عمر بن شبة: كان بلال بن أبي بردة ظلوماً جائراً لا يبالي ما صنع في الحكم ولا في غيره.

(8/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 51
وقال المدائني: كان بلال قد خاف الجذام فوصف له سمن يقعد فيه فكان يقعد ثم يأمر بالسمن فيباع فتحب السوقة شراء السمن. وفيه يقول يحيى بن نوفل الحميري:
(وكل زمان الفتى قد لبست .......... خيراً وشراً وعدماً ومالاً)

(فلا الفقر كنت له ضارعاً .......... ولا المال أظهر مني اختيالاً)

(وقد طفت للمال شرق البلاد .......... وغربيها وبلوت الرجالا)

(فلو كنت ممتدحاً للنوال .......... فتى لمدحت عليه بلالا)

(ولكنني لست ممن يريد .......... بمدح الملوك عليه النوالا)
)
(سيكفي الكريم إخاء الكريم .......... ويقنع بالود منه سؤآلا)
ثم إنه هجا بلالاً بأبيات، وكان بلال من الأكلة المعدودين. ذكر المدائني أن بلال أرسل إلى قصاب سحراً قال: فدخلت عليه وبين يديه كانون وعنده تيس ضخم فقال: اذبحه واسلخه وكبب لحمه. ففعلت ودعا بخوان فوضع وجعلت أكبب اللحم فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه فأكله حتى تعرقت له لحم التيس ولم يبق إلا بطنه وعظامه وبقيت بضعة على الكانون فقال لي: كلها فأكلتها. وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وفرخان وصحفة مغطاة فقال: ويحك ما في بطني موضع فضعيها على رأسي فضحكنا، ودعا بشراب فشرب منه خمسة أقداح وسقاني قدحاً. وعن الحكم بن النضر قال: قتل بلالاً دهاؤه فإنه لما حبس قال للسجان: خذ مني مائة ألف وأعلم يوسف بن عمر أني قد مت وكان في حبسه فقال له السجان: فكيف تصنع إذا سرت إلى أهلك قال: لا يسمع لي يوسف بخبر

(8/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 52
ما دام حياً على العراق، فأتى السجان يوسف بن عمر فقال: مات بلال قال: أرنيه ميتاً فإني أحب ذلك، فحار السجان فجاء فألقى على بلال شيئاً غمه حتى مات ثم أراه يوسف وذلك في سنة نيف وعشرين ومائة.

(8/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 53
4 (حرف التاء)

4 (تميم بن حويص، أبو المنذر الأزدي الأهوازي.)
عن ابن عباس وأبي زيد الأنصاري ولم يدركه. وعنه معمر وشعبة ونوح بن قيس. سئل عنه أبو حاتم فقال: صالح.

(8/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 54
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد.)
أحد أئمة التابعين بالبصرة. عن ابن عمر وعبد الله بن مغفل وابن الزبير وأنس بن مالك وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وعمر بن أبي سلمة المخزومي وأبي العالية وأبي عثمان النهدي وطائفة. وعنه حميد الطويل وسليمان بن المغيرة ومعمر وشعبة وهمام والحمادان وسلام بن مسكين وأبو عوانة وجرير بن حازم وجعفر بن سليمان وخلائق، ومن الكبار عطاء بن أبي رباح.) وكان رأساً في العلم والعمل ثقة ثبتاً رفيعاً، ولم يحسن ابن عدي بايراده في كامله ولكنه اعتذر وقال: ما وقع في حديثه من النكرة فإنما هو من جهة

(8/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 55
الرواي عنه لأنه روى عنه جماعة ضعفاء. روى حماد بن زيد عن أبيه قال: قال أنس بن مالك: إن للخير أهلاً وإن ثابتاً هذا من مفاتيح الخير. وقال حماد بن سلمة: كان ثابت يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً أن يصلي في قبره فأعطني الصلاة في قبري. وعن بعضهم قال: ما رأيت أعبد من ثابت البناني. وقال أحمد بن حنبل: كان ثابت يتثبت في الحديث وكان يقص وكان قتادة يقص. وقال محمد بن ثابت: ذهبت ألقن أبي عند الموت فقال: دعني فإني في وردي السابع، كان يقرأ ونفسه تخرج. وروى حماد عن ثابت قال: دعوة في السر أفضل من سبعين في العلانية. وروى أبو هلال عن غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه. وقال شعبة: كان ثابت يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر. وعن ثابت البناني قال: ما تركت في الجامع سارية إلا وقد ختمت القرآن عندها وبكيت عندها. وقال حماد بن زيد: رأيت ثابتاً البناني يبكي حتى تختلف أضلاعه.

(8/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 56
وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب فقيل له علاجها بأن لا تبكي، قال: وما خيرهما إذا لم تبكيا وأبى أن تعالج. وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ثابتاً يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم. قال ابن المديني: لثابت نحو مائتين وخمسين حديثاً. قلت: وروايته عن ابن عمر في صحيح مسلم وروايته عن ابن الزبير في صحيح البخاري وعن عبد الله بن مغفل في سنن النسائي. قال سعدويه: ثنا مبارك بن فضالة قال: دخلت على ثابت في مرضه وهو في علو وكان لا يزال يذكر أصحابه فقال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي ولم أقدر أن) أصوم كما كنت أصوم ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله كما كنت أذكره معهم ثم قال: اللهم إذ حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة. وعنه قال: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة. مات ثابت سنة ثلاث وعشرين ومائة وقيل سنة سبع وعشرين ومائة ومناقبه كثيرة.
4 (ثابت بن ثوبان الدمشقيد ت ق)
عن سعيد بن المسيب وخالد بن معدان وغيرهما. وكان وصي مكحول.

(8/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 57
روى عنه ابنه عبد الرحمن بن ثابت والأوزاعي ويحيى بن حمزة. وثقه أبو حاتم وغيره.
4 (ثابت أبو المقدام، في الكنى.)

4 (ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشاميد)
عن أيوب بن بشير العجلي وسعودي بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عمران مولى أم الدرداء وجماعة. وعنه أبو مهدي سعيد بن سنان ومسلمة بن علي الخشني وإسماعيل بن عياش وآخرون. وثقه أبو حاتم بن حبان.
4 (ثعلبة أبو بحر الكوفي.)
عن أنس بن مالك. وعنه الحسن بن عبيد الله ومسعر وشعبة والمسعودي وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (ثور بن زيد الديلي المدينيع.)
عن أبي الغيث سالم وعكرمة مولى ابن عباس وجماعة.

(8/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 58
وعنه ابن عجلان ومالك والدراوردي وسليمان بن بلال. وثقه النسائي وغيره. وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.

(8/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 59
4 (حرف الجيم)
)
4 (جابر بن يزيد الجعفي الكوفيد ت ق أحد أوعية العلم على ضعفه ورفضه.)
روى عن أبي الطفيل والشعبي ومجاهد وأبي الضحى وعكرمة وطائفة. وعنه شعبة ومعمر والسفيانان وإسرائيل وشريك وأبو عوانة وشيبان وخلق. روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان قال: كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ما رأيت أورع في الحديث منه. وقال شعبة: هو صدوق، وروى يحيى بن أبي بكير عن شعبة قال: كان جابر إذا قال: ثنا وسمعت فهو من أوثق الناس. وقال وكيع: ما شككتم في شيء فلا تشكوا أن جابراً ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك. وروى عباس الدوري عن ابن معين قال: لا يكتب حديث جابر الجعفي ولا كرامة.

(8/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 60
وقال زائدة: كان جابر الجعفي كذاباً يؤمن بالرجعة. وروى أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة قال: ما لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء من رأي إلا جاءني فيه بأثر وزعم أن عنده ثلاثين ألف حديث لم يظهرها. وقال أحمد: تركه يحيى القطان وابن مهدي. وقال النسائي: متروك. وقال أبو أحمد بن عدي: له حديث صالح وقد احتمله الناس ورووا عنه وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة يعني رجعة علي إلى الدنيا. وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم فقال: جابر أقواهما حديثاً وليث أحسنهما رأياً إنما ترك الناس حديث جابر لسوء رأيه. فسئل أحمد عن جابر وحجاج بن أرطاة فأطرق ساعة وقال: لا أدري ثم قال: قد روى شعبة عن جابر الجعفي نحو سبعين حديثاً، وقال شعبة: هو صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: لا نعلم أحداً ترك جابراً الجعفي إلا زائدة وهو رجل في حديثه اضطراب. وقال أبو داود في حديث سجود السهو: ليس في كتابي عن جابر سواه.) قال محمد بن المثنى: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
4 (جامع بن أبي راشد الكاهلي الكوفي الصيرفي ع)

(8/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 61
أخو الربيع وربيح. عن أبي وائل وأبي الطفيل وميمون بن مهران ومنذر أبي يعلى الثوري. وعنه السفيانان وشريك ومحمد بن طلحة وآخرون. قال أحمد العجلي: ثقة ثبت صالح.
4 (جبلة بن سحيم التيميع ويقال الشيباني الكوفي.)
عن معاوية وابن عمر وحنظلة أحد الصحابة وابن الزبير وغيرهم. وعنه أبو إسحاق الشيباني وحجاج بن أرطاة وسفيان وشعبة وقيس بن الربيع وجماعة. وثقه يحيى القطان. قال خليفة: مات سنة خمس وعشرين ومائة.
4 (الجعد أبو عثمان اليشكري الصيرفيخ م د ت ن)
بصري ثقة. عن أنس بن مالك وأبي رجاء العطاردي والحسن. وعنه معمر وشعبة والحمادان وأبو عوانة وابن علية وعبد الوارث وآخرون. وثقه ابن معين.

(8/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 62
ويعرف بصاحب الحلى.
4 (جعفر بن أبي وحشية ع إياس اليشكري، أبو بشر البصري ثم الواسطي.)
أحد الأئمة الكبار. ع سعيد بن جبير والشعبي وحميد بن عبد الرحمن الحميري وطاوس ومجاهد وعطاء وعكرمة ونافع وميمون بن مهران وطائفة كثيرة وعن عباد ابن شرحبيل اليشكري أحد الصحابة. روى عنه الأعمش وشعبة وأبو عوانة وهشيم وخالد بن عبد الله الطحان وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره. وقال أحمد بن حنبل: أبو بشر أحب إلينا من المنهال بن عمرو وأوثق. وقال القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد وقال: لم يسمع منه شيئاً.) وقال شعبة أيضاً: أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم ضعيفة. قال أبو أحمد بن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال مطين وغيره: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة.

(8/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 63
وقال المدائني وجماعة: سنة خمس وعشرين وهو أصح. وقال نوح بن حبيب: كان أبو بشر ساجداً خلف المقام حين مات. ومات سنة أربع وعشرين ومائة.
4 (جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمى ت د ن)
عن سعيد بن جبير وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى وعكرمة وشهر بن حوشب. وكان مختصاً بسعيد بن جبير ودخل معه مكة في أيام ابن الزبير ورأى عبد الله بن عمر. روى عنه ابنه خطاب ويعقوب القمي وأشعث بن إسحاق القمي ومندل ابن علي وجماعة. وكان صدوقاً.
4 (جميل بن مرة الشيبانيق)
بصري، مقل. عن أبي الوضيء عباد بن نسيب وغيره. وعنه جرير بن حازم والحمادان وعباد بن عباد وآخرون.

(8/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 64
وثقه النسائي.
4 (جميل الحذاء الأسلمي.)
عن أبي هريرة وسهل بن سعد. وعنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة وبكر بن مضر. سكن مصر. وهو أبو عروة جميل بن سالم مولى أسلم ذكره ابن يونس.
4 (جميل بن عبد الله المدني المؤذن.)
عن أنس وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وابن إسحاق ومالك بن أنس وغيرهم. ما علمت به بأساً.)
4 (الجلد بن أيوب البصري.)
صاحب القصص والمواعظ. عن معاوية بن قرة وعمرو بن شعيب وغير واحد. وعنه هشام بن حسان وسعيد بن أبي عروبة والثوري وحماد بن زيد. ضعفه إسحاق بن راهويه.

(8/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 65
وقال الدار قطني: متروك.
4 (جواب بن عبيد الله التيمي، الأعوز نزيل جرجان.)
روى عن كعب الأحبار مرسلاً وعن الحارث بن سويد التيمي ويزيد ابن شريك التيمي. وعنه أبو إسحاق الشيباني وجويبر ومسعر وقيس بن سليم. ورآه سفيان الثوري بجرجان قال: فلم أكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه. وقال أبو نعيم الملائي: كان مرجئاً. وقال ابن معين: ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ضعيف.
4 (جوثة بن عبد الله الديلي المدني.)
عن أنس وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه يزيد بن أبي حبيب وابن عجلان وعياش بن عباس القتباني. وقيل فيه: حوثة بحاء مهملة وهو تصحيف.
4 (الجهم بن صفوان، أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي.)

(8/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 66
المتكلم الضال رأس الجهمية وأساس البدعة. كان ذا أدب ونظر وذكاء وفكر وجدال ومراء، وكان كاتباً للأمير الحارث بن سريج التميمي الذي توثب على عامل خراسان نصر بن سيار، وكان الجهم ينكر صفات الرب عز وجل وينزهه بزعمه عن الصفات كلها ويقول بخلق القرآن، ويزعم أن الله ليس على العرش بل في كل مكان، فقيل كان يبطن الزندقة والله أعلم بحقيقته. وكان هو ومقاتل بن سليمان المفسر بخراسان طرفي نقيض هذا يبالغ في النفي والتعطيل ومقاتل يسرف في الإثبات والتجسيم. قال أبو محمد بن حزم:) كان جهم مع مقاتل بخراسان في وقت واحد وكان يخالف مقاتلاً في التجسيم كان جهم يقول: ليس الله شيئاً ولا غير شيء لأنه قال تعالى ألله خالق كل شيء فلا شيء إلا وهو مخلوق، قال: وكان يقول: إن الإيمان عقد بالقلب وإن كفر بلسانه من تقية أو إكراه، وإن عبد الصليب والأوثان في الظاهر ومات على ذلك فهو مؤمن ولي لله من أهل الجنة. قال: وكان مقاتل يقول: إن الله جسم لحم ودم على صورة الإنسان، تعالى الله عن ذلك. وقال أبو عبد الله بن منده: ثنا أحمد بن الحسن الأصبهاني بنيسابور ثنا عبد الله بن إسحاق النهاوندي سمعت أحمد بن مهدي بن يزيد القافلاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هؤلاء اللفظية فذكر القصة، ثم قال أحمد بن حنبل: قال لنا علي بن عاصم: ذهبت إلى محمد بن سوقة فقال: ها هنا رجل قد بلغني أنه لم يصل فمررت مع إليه فقال: يا جهم ما هذا، بلغني أنك لا تصلي قال: نعم. قال: مذكم قال: مذ تسعة وثلاثين يوماً واليوم

(8/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 67
أربعين. قال: فلم لا تصلي؟ قال: حتى يتبين لي لمن أصلي، قال: فجهد به ابن سوقة أن يرجع أو أن يتوب أو يقلع، فلم يفعل فذهب إلى الوالي فأخذه فضرب عنقه وصلبه، ثم قال لنا أحمد بن حنبل: ألا يترك الله من يصلي ويصوم له يدع الصلاة عامداً أربعين يوماً إلا ويضربه بقارعة. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثني محمد بن مسلم حدثني عبد العزيز بن منيب ثنا موسى بن حزام الترمذي ثنا الأصمعي عن المعتمر عن خلاد الطفاوي قال: كان مسلم بن أحوز على شرطة نصر بن سيار فقتل جهم ابن صفوان لأنه أنكر أن الله كلم موسى. وقال عمر بن مدرك القاص: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: ظهر عندنا جهم سنة اثنتين وثلاثين ومائة فرأيته في مسجد بلخ يقول بتعطيل الله عن عرشه وأن العرش منه خال. قلت: سلم بن أحوز الذي قتل الجهم قتله أبو مسلم صاحب الدعوة في حدود الثلاثين ومائة أيضاً. وقال أبو داود السجستاني: ثنا أحمد بن هاشم الرملي ثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً وكان فيمن خرج مع الحارث بن سريج. وروى يحيى بن شبيل أنه كان جالساً مع مقاتل بن سليمان وعباد بن كثير إذ جاء شاب فقال: ما تقول في قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه قال مقاتل: هذا جهمي ويحك إن جهماً والله ما حج البيت ولا جالس العلماء إنما كان رجلاً قد أعطي لساناً.)

(8/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 68
قال أبو محمد بن حزم: ومن فضائح الجهمية قولهم بأن علم الله محدث مخلوق وأن الله لم يكن يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً وكذا قولهم في القدرة. وروى ابراهيم بن عمر الكوفي عن أبي يحيى الحماني قال: جهم كافر بالله، وقيل إن الجهم تاب عن مقالته ورجع. قال أبو داود السجستاني: ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي قال: قال إبراهيم بن طهمان: حدثني من لا أتهم غير واحد أن جهماً رجع عن قوله ونزع عنه وتاب إلى الله منه. وقال البخاري في أفعال العباد: قال ضمرة عن ابن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً على وجه الشك فخاصمه بعض السمنية فشك وأقام أربعين يوماً لا يصلي. قال ضمرة: قد رأى ابن شوذب جهماً. وقال عبد العزيز بن الماجشون: كلام جهم صفة بلا معنى وبناء بلا أساس. قلت: فكان الناس في عافية وسلامة فطرة حتى نبغ جهم فتكلم في الباري تعالى وفي صفاته بخلاف ما أتت به الرسل وأنزلت به الكتب نسأل الله السلامة في الدين.

(8/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 69
4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن عبد الرحمن القرشي المدني أبو عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب.)
روى عن حمزة وسالم ابني عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن أخته فقط وقيل إن ابن إسحق روى عنه. قال النسائي: ليس به بأس. قلت: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
4 (الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي المدنيم د ن ق)
عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ومحمود بن لبيد وسفيان بن أبي العوجاء وعبد الرحمن بن أبي قراد وغيرهم. وعنه صالح بن كيسان وأبو جعفر الخطمي عمير وفليح والدراوردي وجماعة.

(8/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 70
وثقه النسائي.
4 (الحارث بن يزيد الحضرمي المصريم د ن ق)
نزيل برقة. ذكر أنه عقل مقتل عثمان.) وروى عن جبير بن نفير وعبد الرحمن بن حجيرة وطائفة، وعن بكر بن عمرو المعافري والأوزاعي والليث وابن لهيعة. وثقه أبو حاتم وغيره قال الليث: كان يصلي كل يوم ستمائة ركعة. قيل توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (الحارث بن يزيد العكليخ م ن ق أبو علي التيمي الكوفي الفقيه تلميذ إبراهيم النخعي.)
روى عنه مغيرة بن مقسم وخالد بن دينار النيلي وابن عجلان والقاسم ابن الوليد وجماعة. وهو قديم الموت قليل الحديث جداً. وثقه يحيى بن معين.
4 (الحارث بن يعقوب الأنصاري م ت ن مولى قيس بن سعد بن عبادة.)

(8/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 71
مصري نبيل صالح كان يعد أفضل من ابنه عمرو بن الحارث. روى عن أبي الحباب سعيد بن يسار وعبد الرحمن بن شماسة وغير واحد وقيل إنه روى عن سهل بن سعد. وعنه ابنه ويزيد بن أبي حبيب وهو أكبر منه، والليث بن سعد وبكر ابن مضر وآخرون. روى يحيى بن بكير عن موسى بن ربيعة قال: كان الحارث بن يعقوب من العباد إذا انصرف من عشاء الآخرة دخل بيته فصلى ركعتين ويجاء بعشائه فيقول: أصلي ركعتين فلا يزال يصلي ركعتين ركعتين حتى يصبح فيكون عشاؤه وسجوده واحداً. وكان أبوه يعقوب من العباد أيضاً. توفي الحارث في سنة ثلاثين ومائة.
4 (حبان بن أبي جبلة القرشيع مولاهم عن عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وابن)
عباس. وكان يكون بأفريقية. روى عنه عبيد الله بن زحر وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وأبو شيبة عبد الرحمن بن يحيى الصدفي. قال أحمد بن حنبل: ما ينبغي أن يكون سمع من ابن عباس. قلت: توفي سنة خمس وعشرين ومائة.)

(8/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 72
4 (حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي ت ويقال الحنفي، الأصبهاني.)
من ناقلة البصرة. روى عن عبد الله بن أبي الهذيل صاحب عمرو بن العاص وعن عكرمة وعطاء بن أبي. وعنه عمر بن فروخ العبدي وشعبة. وثقه النسائي. وقال أبو حاتم صدوق. قال أبو الشيخ: حدث من أولاده عدة بأصبهان.
4 (حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري المدني)
عن ليلى مولاة جدته أم عمارة وعباد بن تميم. وعنه محمد بن إسحاق وشعبة وشريك. وثقه النسائي.
4 (حبيب بن أبي عبيدة الفهري المصري الأمير.)

(8/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 73
كان على ولايات جليلة بالأندلس وله وفادة على سليمان بن عبد الملك. توفي سنة أربع وعشرين ومائة.
4 (حبيب بن أبي مرزوقت ن)
عن عروة وعطاء ونافع. وعنه جعفر بن برقان وأبو المليح الرقي. عداده في أهل الجزيرة.
4 (حبيب الأعور المدنيم د ن)
عن مولاه عروة وأم عروة أسماء بنت أبي بكر وندبة مولاة ميمونة. وعنه الزهري، ومات قبله، والضحاك بن عثمان الحزامي وأبو الأسود يتيم عروة. وهو صدوق. مات في آخر دولة بني أمية.
4 (حرب بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، بن أبي سفيان.)
يلقب بأبي جهل.) كان أحد من سار في جند حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد فقتل بنواحي دمشق في الوقعة.

(8/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 74
4 (حسان بن أبي سنان البصري، الزاهد أحد العباد المذكورين صحب الحسن.)
أخذ عنه ابن شوذب وجعفر بن سليمان الضبعي. وكان يقول: ما رأيت أهون من الورع دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. قال أبو داود الطيالسي: ثنا عمارة بن زاذان قال: كان حسان بن أبي سنان يفتح باب حانوته فيضع الدواة والدفتر ويرخي ستره ويصلي فإذا أحس بإنسان قد جاء يقبل على حسابه يوهم أنه كان في الحساب. وقال سلام بن أبي مطيع: كان حسان بن أبي سنان يقول: لولا المساكين ما اتجرت. وقال حماد بن زيد: كنت إذا رأيت حسان كأنه أبداً مريض. وروى البرجلاني عن عبد الجبار بن النضر أن حسان مر بغرفة فقال: مذ كم بنيت هذه ثم قال: يا نفس وما عليك تسألين عن هذا فعاقبها بصوم سنة. وقال الشاذكوني: ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت رجلاً يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله أما بالعراق من الأبدال أحد قال: بلى، محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار.
4 (حسان بن عطية الدمشقيع أبو بكر المحاربي مولاهم.)

(8/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 75
أحد أئمة الشاميين. عن أبي أمامة الباهلي وسعيد بن المسيب وأبي كبشة السلولي وأبي الأشعث الصنعاني ومحمد بن أبي عائشة وغيرهم. وعنه الأوزاعي وأبو معيد حفص بن غيلان وأبو غسان محمد بن مطرف، وأخطأ من قال: روى عنه الوليد بن مسلم لم يدركه. قال الأوزاعي: ما رأيت أحداً أكثر عملاً في الخير من حسان بن عطية. وقال غيره: كان من أهل بيروت. وثقه أحمد وابن معين. وقد رمي بالقدر فروى مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز ذلك فبلغ الأوزاعي كلام سعيد فيه فقال: ما أغر سعيداً بالله ما أدركت أحداً أشد اجتهاداً ولا أعمل من حسان.) وروى ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة سمعت يونس بن سيف يقول: ما بقي من القدرية إلا كبشان أحدهما حسان بن عطية. وروى عقبة بن علقمة عن الأوزاعي فذكر شيئاً من مناقب حسان. وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: كان لحسان بن عطية غنم فسمع ما جاء في المنائح فتركها. وقلت: كيف الذي سمع قال: يوم له ويوم لجاره.

(8/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 76
وقال عبد الملك الصنعاني عن الأوزاعي قال: كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله في المسجد حتى تغيب الشمس، ومن دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أتعزز بشيء من معصيتك، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولاً أبتغي به وجه غيرك. بقي حسان بن عطية إلى حدود سنة ثلاثين ومائة.
4 (الحسين بن الحارث أبو القاسم الجدلى الكوفي د ن.)
عن ابن عمر والنعمان بن بشير والحارث بن حاطب الجمحي وعبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب العدوي. وعنه زكريا بن أبي زائدة وحجاج بن أرطاة وشعبة ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (الحسين بن شفي بن ماتع الأصبحي المصري د)
عن أبيه وتبيع ابن امرأة كعب، وقيل إنه أدرك عبد الله بن عمرو وسمع منه. وعنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني ونافع بن يزيد وحيوة بن شريح. قال ابن يونس: مات في سنة تسع وعشرين ومائة.

(8/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 77
4 (حصين بن عبد الرحمن بن عمرود ن بن سعد بن معاذ أبو محمد الأنصاري الأشهلي)
المدني. أرسل عن أسيد بن حضير وروى عن ابن عباس وأنس ومحمود بن لبيد وعنه ابنه محمد ومحمد بن إسحاق ومحمد بن صالح الأزرق. ومنهم من قال: هو حصين بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. توفي سنة ست وعشرين ومائة.
4 (حطان بن خفافخ د ن أبو الجويرية الجرمي الكوفي.)
) عن ابن عباس في صحيح البخاري وعن معن بن يزيد. وعنه شعبة وإسرائيل والسفيانان وزهير بن معاوية وأبو عوانة. وثقه ابن معين.
4 (حفص بن سليمان المنقري، بصري.)
عن الحسن. وعنه معمر وحماد بن زيد.

(8/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 78
ثقة. مات سنة ثلاثين ومائة.
4 (حفص بن الوليد بن سيفن أبو بكر الحضرمي.)
أمير الديار المصرية من جهة هشام بن عبد الملك. روى عن الزهري. وعنه الليث وابن لهيعة وعمرو بن الحارث. وهو مقل. قتله حوثرة الباهلي في سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان ممن خلع مروان الحمار فلم يتم.
4 (الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب، بن حنطب المخزومي المدني.)
أحد الأشراف. نزل منبج. وروى عن أبيه وعن أبي سعيد المقبري. وعنه أخوه عبد العزيز والهيثم بن عمران وسعيد بن عبد العزيز. قال الدار قطني: يعتبر به. قلت: كان أحد الأجواد الممدحين قصدته الشعراء وامتدحوه.

(8/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 79
4 (حكيم بن جبير الأسدي الكوفي)
عن أبي جحيفة وعلقمة وعبد خير وعلي بن الحسين وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وإسرائيل وشريك وآخرون. وكان من غلاة الشيعة تركه شعبة لما تبين له أمره. وقال أحمد: ضعيف. وقال الدار قطني وغيره: متروك.) وأما النسائي فمشاه وقال: ليس بالقوي.
4 (حكيم بن الديلم.)
عن شريح وأبي بردة وزاذان والضحاك بن مزاحم وغيرهم. وعنه سفيان الثوري وشريك. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح لا يحتج به.
4 (حنظلة بن صفوان، أبو حفص الكلبي.)

(8/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 80
الأمير من أشراف الشاميين ولي إمرة مصر مرتين وإمرة المغرب.
4 (حنين بن أبي حكيم المصريد ت مولى سهل بن عبد العزيز بن مروان.)
عن علي بن رباح وعطاء ومكحول وسالم أبي النضر. وعنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث. له حديث واحد في السنن.
4 (حيي بن هانيء، هو أبو قبيل.)

(8/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 81
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن ذكوان المدنيع)
عن الربيع بنت معوذ وأيوب بن بشير وأم الدرداء. وعنه عبد الواحد بن زياد وحماد بن سلمة وبشر بن المفضل. وانتقل إلى البصرة. قال النسائي: ليس به بأس.
4 (خالد بن صفوان، أبو صفوان بن الأهتم التميمي المنقري البصري.)
أحد فصحاء العرب ومن مشاهير الأخباريين وله أخبار في البخل، وفد على هشام بن عبد الملك. حكى عنه شبيب بن شيبة وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد. ومن كلامه وسئل: أي إخوانك أحب إليك قال: الذي يغفر زللي ويقبل عللي ويسد خللي. قلت: إنما ذاك هو الله أجود الأجودين.)

(8/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 82
4 (خالد بن عبد الله بن محرز البصري م ن الأحدب الأثبج.)
روى عن عمه صفوان بن محرز وزرارة بن أوفى والحسن البصري. وعنه سليمان التيمي وعوف الأعرابي وأبو بشر وإبراهيم بن طهمان وآخرون. وثقه ابن حبان.
4 (خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسدد الأمير أبو القاسم القسري البجلي الدمشقي.)
أحد الأشراف. ولي إمرة مكة للوليد ثم إمرة العراقين وغيرها لهشام بن عبد الملك، وله أخوان أسد وإسماعيل، ولجدهم صحبة. روى خالد عن أبيه. وعنه حميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد وسيار أبو الحكم.

(8/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 83
وكان خطيباً بليغاً جواداً ممدحاً عظيم القدر لكنه ناصبي. قال ابن معين: رجل سوء يقع في علي رضي الله عنه. قال يحيى الحماني: قيل لسيار: تروي عن خالد القسري قال: إنه كان أشرف من أن يكذب. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال المدائني: أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد الله أنه مر في سوق دمشق وهو غلام فوطيء فرسه صبياً فوقف عليه فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله ثم أتى به مجلس قوم فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه وطأته فرسي ولم أعلم. قال خليفة: ولي خالد بن عبد الله القسري مكة للوليد سنة تسع وثمانين فبقي حتى عزله سليمان بن عبد الملك ثم ولي خالد العراق سنة ست ومائة إلى سنة عشرين ومائة فصرف بيوسف بن عمر. قال الأصمعي: ثنا الوليد بن نوح قال: سمعت خالد بن عبد الله على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفاً من الأعراب من تمر وسويق. وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر: حدثني بعض القسريين قال: كان خالد بن عبد الله يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها ويقول: إذا أتانا المملق فأغنيناه والظمآن فأرويناه فقد أدينا الأمانة.

(8/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 84
وعن الأصمعي قال: دخل على خالد أعرابي فقال: أيها الأمير قد امتدحتك ببيتين فلا أنشدكهما) إلا بعشرة آلاف وخادم، قال: قل، فقال:
(لزمت نعم حتى كأنك لم تكن .......... سمعت من الأشياء شيئاً سوى نعم)

(وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن .......... سمعت بها في سالف الدهر والأمم)
فأمر له بعشرة آلاف وخادم، فأنشأ يقول:
(أخالد إني لم أزرك لحاجة .......... سوى أنني عاف وأنت جواد)

(أخالد إن الحمد والأجر حاجتي .......... فأيهما تأتي فأنت عماد)
فقال له خالد: سل يا أعرابي، قال: أصلح الله الأمير مائة ألف درهم، قال: أكثرت، قال: قد حططت الأمير تسعين ألفاً، قال: ما أدري من أي أمريك أعجب قال: انك لما جعلت المسألة إلي سألت على قدرك فلما سألتني أن أحط حططت على قدري، قال: يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام مائة ألف، فدفعها إليه. وروى زكريا المنقري عن الأصمعي قال: دخل أعرابي على خالد في يوم مجلس الشعراء فأنشده:
(تعرضت لي بالجود حتى نعشتني .......... وأعطيتني حتى ظننتك تلعب)

(فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى .......... حليف الندى ما للندى عنك مذهب)
فأمر له بمائة ألف. وعن الهيثم بن عدي أن خالد بن عبد الله القسري قال: لا يحتجب الوالي

(8/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 85
إلا لثلاث: إما عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما صاحب سوء فهو يتستر، وإما بخيل يكره أن يسأل. ولخالد ترجمة طويلة في تاريخ دمشق. قال خليفة بن خياط: قتل خالد سنة ست وعشرين ومائة. وهو ابن نحو ستين سنة. قلت: له في سنن أبي داود أنه أضعف صاع العراق فجعله ستة عشر رطلاً.
4 (خالد بن عرفطة د ن)
عن حبيب بن سالم والحسن البصري وأبي سفيان طلحة بن نافع. وعنه قتادة مع تقدمه وأبو بشر وواصل مولى ابن عيينة. وثقه ابن حبان. مات كهلاً.
4 (خالد بن علقمة أبو حية الوادعي الكوفيد ن ق)
) عن عبد خير في الوضوء. وعنه سفيان وشعبة وأبو حنيفة النعمان بن ثابت وأبو عوانة وزائدة. وثقه النسائي وغيره. وسماه شعبة وأبو عوانة: مالك بن عرفط.

(8/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 86
4 (خالد بن أبي عمران التجيبي م د ت ن التونسي أبو عمر قاضي أفريقية.)
عن حنش الصنعاني ووهب بن منبه وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد وطائفة. وعنه سعيد بن يزيد وطلحة بن أبي سعيد وعبيد الله بن زحر والليث وابن لهيعة وعدة. وكان عالم أهل المغرب وفقيههم. ثقة ثبت. ويقال: كان مجاب الدعوة. قال زوين بن خالد الصدفي: خرجت الصفرية بأفريقية يوم القرن فبرز خالد بن أبي عمران للقتال فبرز إليه رئيس القوم من زناتة فقتله خالد بن أبي عمران. توفي خالد سنة تسع وعشرين وقيل سنة خمس وعشرين ومائة، رحمه الله تعالى.

(8/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 87
4 (خالد بن محمد الثقفي الدمشقيد نزيل حمص.)
عن بلال بن أبي الدرداء وبلال بن سعد وعمر بن عبد العزيز. وعنه حريز بن عثمان ومحمد بن الوليد الزبيدي ومعاوية بن صالح وأبو بكر بن أبي مريم. وثقه أبو حاتم الرازي.
4 (خبيب بن عبد الرحمنع بن خبيب بن يساف أبو الحارث الأنصاري الخزرجي المدني.)
عن أبيه وعمته أنيسة وحفص بن عاصم. وعنه ابن اخته عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك ومبارك بن فضالة وابن اسحاق. وثقه النسائي. وقال الواقدي: مات زمن مروان.
4 (خلف بن حوشب الكوفي. العابد الأعور وهو أخو كليب بن حوشب.)

(8/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 88
عن مجاهد وأبي حازم الأشجعي وعطاء وميمون بن مهران ويزيد بن أبي مريم وأبي اسحاق وطائفة.) وعنه شعبة وسفيان بن عيينة وشريك ومروان وأبو بدر شجاع بن الوليد، فعلى هذا كأنه بقي إلى بعد الأربعين ومائة. وله أخبار ومواعظ وجلالة. قال النسائي: ليس به بأس.
4 (خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعانيد ن.)
عن سعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير. وعنه القاسم بن فياض ومعمر وبكار بن عبد الله اليمامي. وثقه أبو زرعة ووصفه معمر بالحفظ.

(8/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 89
4 (حرف الدال)

4 (داود بن شابورت ن أبو سليمان المكي.)
عن طاووس ومجاهد وعمرو بن شعيب. وعنه شعبة وابن عيينة وداود بن عبد الرحمن العطار. وثقه النسائي.
4 (داود بن فراهيج المدني.)
عن أبي هريرة وأبي سعيد. وعنه محمد بن عجلان وابن اسحاق وشعبة وأبو غسان محمد بن مطرف. ضعفه شعبة والنسائي. وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.

(8/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 90
وقال ابن معين: ليس به بأس. وقد بقي إلى أيام مقتل الوليد فإنه قدم الشام إذ ذاك. قال شعبة: كبر وافتقر. أنبأنا جماعة أن عمر بن محمد المعلم أخبرهم أنبأ عبد الوهاب الحافظ أنا أبو محمد بن هزامرد أنا ابن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي ثنا شعبة عن داود بن فراهيج قال: سمعت أبا هريرة ولم يرفعه يقول: الضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة.
4 (دراج بن سمعان، أبو السمح المصري القاص، مولى عبد الله ابن عمرو بن العاص.)
روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وعن أبي الهيثم وهو سليمان بن عمرو) العتواري وأبي قبيل المعافري وعبد الرحمن بن حجيرة. وعنه حيوة بن شريح وسعيد بن يزيد القتباني وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. وثقه ابن معين. وضعفه أبو حاتم يسيراً فإنه قال: فيه ضعف. ويقال كان مجاب الدعوة من الخاشعين. وقال أحمد بن حنبل: حديثه منكر. وقال منذر بن يونس: سمعت دراجاً مولى عمرو بن العاص يقول في قصصه فذكر حكاية. وقال عمرو بن الحارث: ثنا دراج أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء

(8/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 91
يقول: إن في النار لحيات كأعناق البخت. توفي دراج سنة ست وعشرين ومائة.
4 (دويد بن نافع أبو عيسى الحمصيد ن ق مولى بني أمية.)
نزل مصر، وحدث عن عروة وأبي صالح السمان وعطاء وابن شهاب. وعنه جبارة بن عبد الله وابنه عبد الله بن دويد والليث بن سعد. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (دينار أبو عمر البزار الكوفي، مولى ابن أبي غالب الأسدي.)
عن زيد بن أرقم ومحمد بن الحنفية وغيرهما. وعنه إسماعيل بن سليمان وعلي بن الحزور. وثقه وكيع. وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور.

(8/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 92
4 (حرف الراء)

4 (ربيعة بن سيف المعافري. مر.)

4 (ربيعة بن يزيد القصير، ع أبو شعيب الإيادي الدمشقي.)
أحد الأعلام في العلم والعمل. عن واثلة بن الأسقع وجبير بن نفير وأبي ادريس الخولاني، وقيل انه سمع من معاوية. وعنه حيوة بن شريح والأوزاعي ومعاوية بن صالح وسعيد بن عبد العزيز وفرج بن فضالة) وآخرون. قال فرج: كان ربيعة يفضل على مكحول يعني في العبادة. وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحسن سمتاً في العبادة منه ومن مكحول.

(8/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 93
وقيل كانت داره بناحية دار الفراديس. وقال أبو مسهر: ثنا عبد الرحمن بن عامر سمعت ربيعة بن يزيد يقول: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافرا. وقال الدار قطني: ربيعة بن يزيد يعرف بالقصير يعتبر به وقال مروان بن محمد: خرج ربيعة مع كلثوم بن عياض فقتله البربر سنة ثلاث وعشرين ومائة. وقال أبو مسهر: استشهد بأفريقية رحمه الله.
4 (ربيع بن لوطن.)
عن عمه البراء بن عازب وقيس بن مسلم. وعنه ابن جريج ومحمد بن عمرو وشعبة وابن عيينة وآخرون.
4 (ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدنيد ق.)
عن أبيه عن جده. وعنه اسحاق بن محمد الأنصاري وفليح بن سليمان وكثير بن زيد والدراوردي. قال أبو زرعة: شيخ.

(8/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 94
وقال أحمد بن حنبل: ليس بمعروف. قلت: له خبر في وجوب التسمية على الوضوء.
4 (رزيق بن حكيم الأيلين أبو حكيم.)
متولي أيلة لعمر بن عبد العزيز، عبد صالح خير. عن سعيد بن المسيب وعمرة. وعنه يونس وعقيل ومالك وابن عيينة.
4 (رزيق بن حيان، أبو المقدام الفزاري.)
عن عمر بن عبد العزيز ومسلم بن فرط.) وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهما. ومنهم من قال زريق بتقديم المعجمة.
4 (رزيق أبو عبد الله الالهاني الحمصين.)
أرسل عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت. روى عن أنس بن مالك وغيره.

(8/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 95
وعنه أرطاة بن المنذر واسماعيل بن عياش وأبو الخطاب الدمشقي ومسلمة الخشني. وقد وثق. وقال ابن حبان: لا يحتج به.
4 (رياح بن عبيدة الباهلي.)
عن علي بن الحسين وأبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز وجماعة وعنه ابن شوذب وداود بن أبي هند ومحرز بن قعنب وآخرون. وثقه النسائي.

(8/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 96
4 (حرف الزاي)

4 (زبيد بن الحارث الياميع الكوفي أحد الأعلام.)
عن أبرهيم بن يزيد وابراهيم بن سويد النخعيين وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي وائل وطائفة. وعنه سفيان وشعبة وجرير بن حازم ومحمد بن طلحة بن مصرف وشريك وآخرون. قال شعبة: ما رأيت رجلا خيراً من زبيد. وقال سفيان بن عيينة قال زبيد: ألف بعرة أحب إلي من ألف دينار. وقال ابن شبرمة: كان زبيد يجزيء الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً عليه، وجزءاً على ابنه عبد الرحمن، وجزءاً على ابنه عبد الله، فكان زبيد يصلي ثم

(8/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 97
يقول لأحدهما: قم، فإن تكاسل، صلى جزءه ثم يقول للآخر: قم، فإن تكاسل أيضاً صلى جزءه فيصلي الليل كله. قال نعيم بن ميسرة: قال سعيد بن جبير: لو خيرت من ألقى الله تعالى في مسلاخه لاخترت زبيداً الإيامي. وقال ابن يونس عن عقبة بن اسحاق قال: كان منصور يأتي زبيد بن الحارث فكان يذكر له أهل البيت ويعصر عينيه يريده على الخروج أيام زيد بن ابن علي فقال زبيد: ما أنا بخارج إلا) مع نبي وما أنا بواجده. وقد اختلف في كنية زبيد فقيل: أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن. قال يحيى القطان: ثبت. وقال أبو حاتم وغيره: ثقة. وروى ليث عن مجاهد قال: أعجب أهل الكوفة الي أربعة فذكر منهم زبيداً. وقال اسماعيل بن حماد: كنت إذا رأيت زبيد بن الحارث مقبلاً من السوق رجف قلبي. وروى شجاع بن الوليد عن عمران بن عمرو قال: كان عمي زبيد حاجاً فاحتاج إلى الوضوء فقام فتنجى فقضى حاجته ثم أقبل فإذا هو بماء في موضع لم يكن معهم فيه ماء فتوضأ ثم جاءهم يعلمهم فأتوه فلم يجدوه. وقال يونس المؤدب: أخبرني زياد قال: كان زبيد مؤذن مسجده فكان

(8/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 98
يقول للصبيان: تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز، فكانوا يصلون ثم يحوطون به، فقلت له في ذلك ! فقال: وما علي، أشتري لهم جوزاً بخمسة دراهم ويتعودون الصلاة. وروي عن زبيد أنه كان إذا كانت ليلة مطيرة طاف على عجائز الحي ويقول: ألكم في السوق حاجة قلت: زبيد معدود في صغار التابعين ولا أعلم له شيئاً عن الصحابة. قال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وعشرين ومائة. وقال ابن نمير: سنة أربع وعشرين.
4 (الزبير بن الخريبم د ت ق.)
من علماء البصرة. عن السائب بن يزيد وعبد الله بن شقيق وأبي لبيد لمازة بن زباد وعكرمة. وعنه هرون النحوي الأعور وجرير بن حازم وحماد بن زيد وعباد بن عباد وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره وابن معين.
4 (الزبير بن عربي أبو سلمة النمري البصري ن.)

(8/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 99
عن ابن عمر. وعنه معمر وحماد بن زيد وابنه اسماعيل بن الزبير وآخرون.) قال النسائي: ليس به بأس.
4 (الزبير بن موسى بن مينا المكي.)
عن جابر بن عبد الله وسعيد بن جبير وجماعة وعنه ابن جريج وسفيان الثوري وعبد الله بن أبي نجيح. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (زجلة مولاة عاتكة بنت عبد الله بن معاوية.)
ادركت كويسة. الصحابية، وروت عن أم الدرداء وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز وبقيت إلى آخر أيام بني أمية روى عنها كليب بن عيسى الثقفي وصدقة بن خالد. فقال صدقة: حدثتنا زجلة مولاة معاوية قالت: كنا مع أم الدرداء فأتاها هشام بن اسماعيل الأمير فقال: ما أوثق عملك في نفسك قالت: الحب في الله. وقال سعيد بن عبد العزيز: كانت زجلة لعاتكة امرأة خالد بن يزيد بن معاوية فكانت ترى منها ما لا تحب فقالت: ما أرضاك لله، فغضبت منها

(8/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 100
وزوجتها لعبد أسود فأراها دعت الله فكف عنها الأسود فبلغ ذلك عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية فركب إلى بنت عمه في أمرها فأعتقتها.
4 (زهير بن أبي ثابت العنسي، ويقال العمي ويقال الأسدي.)
عن الشعبي وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وشريك وأبو عوانة. وقد وثق.
4 (زياد بن عبد الله النميري البصريت.)
عن أنس. وعنه عبد الرحمن مولى قيس بن حبيب وأبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم وزائدة بن أبي الرقاد وعمارة بن زاذان. قال ابن حبان في الثقات: يخطيء وكان من العباد. وضعفه أبو داود.

(8/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 101
4 (زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي ع أبو مالك الكوفي.)
) أحد الثقات المعمرين. روى عن عمه قطبة بن مالك والمغيرة بن شعبة وجرير بن عبد الله البجلي وأسامة بن شريك وعمرو بن ميمون الأودي وجماعة وعنه سفيان وشعبة وشيبان وزائدة وزهير واسرائيل وأبو عوانة وأبو الأحوص وابن عيينة. قال ليث بن أبي سليم: أدرك ابن مسعود. وقال النسائي ثقة. قيل مات سنة خمس وعشرين ومائة أو بعدها بيسير وعاش مائة سنة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (زياد بن فياض أبو الحسن الخزاعي الكوفيم د ن.)
عن خيثمة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير وأبي عياض عمرو بن الأسود وعنه شعبة والأعمش وسفيان وشريك ومسعر.

(8/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 102
وثقه أبو حاتم وغيره. قال الثوري: كنت إذا رأيته كأنه نشر من قبر. قلت: له في الكتب حديثان في صوم يوم ويوم وفي المسكر. قيل: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
4 (زياد بن أبي زياد المخزومي المدينيم ت ق.)
واسم أبيه ميسرة مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. له دار وذرية بدمشق. روى عن مولاه وعراك بن مالك وأبي بحرية عبد الله بن قيس ونافع بن جبير وجماعة. وعنه يزيد بن الهاد وابن اسحاق وعبد الله بن سعيد بن أبي ومالك بن أنس وآخرون. وثقه النسائي وغيره. وكان عبداً صالحاً زاهداً كبير القدر. قال مالك: كان مملوكاً فدخل يوماً على عمر بن عبد العزيز وكان يكرمه. وإياه عنى الفرزدق بقوله:

(8/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 103
(يا أيها القاريء المرخي عمامته .......... هذا زمانك إني قد مضى زمني)
) قال مالك: وكان عابداً معتزلاً يكون وحده يدعو الله، وكانت فيه لكنة، وكان يلبس الصوف ولا يأكل اللحم، وكانت له دريهمات يعالج له فيها. وروى يحيى الوحاظي عن النضر بن عربي قال: بينما عمر بن عبد العزيز يتغدى إذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسياً أن يكون معه فلما خرج الناس وبقي زياد قام إليه عمر حتى جلس معه ثم قال: يا فاطمة هذا زياد فاخرجي فسلمي عليه هذا زياد عليه جبة صوف وعمر قد ولي أمر الأمة، فجاشت نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته ثم خرج فغسل ذلك ثلاث مرات فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرت أعيننا منذ ولي. روى ابن وهب عن مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس فربما أفزعني حسه من خلفي فيضع يده بين كتفي فيقول لي: عليك بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقاً لم يضرك، وإن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت بالحذر. قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته وأسرع إليه في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير فرده زياد إلى من أعانه بالحصص وكتبهم زياد عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات رحمه الله. له في الكتب ثلاثة أحاديث.
4 (زياد بن مخراق.)

(8/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 104
مر فيحول إلى هنا.
4 (زيد بن جبير الطائي الكوفيع عن ابن عمر وخشف بن مالك وأبي يزيد الضبي.)
وعنه حجاج بن أرطأة وسفيان وشعبة وزهير وإسرائيل وأبو عوانة وآخرون. قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. وقال النسائي وغيره ليس به بأس. قلت: له سبعة أحاديث. وثقه ابن معين. وقد وهم العجلي حيث يقول: ليس بتابعي.
4 (زيد بن سلامم بن أبي سلام ممطور الحبشي الدمشقي نزيل اليمامة.)
عن جده أبي سلام الأسود وعبد الله بن يزيد الأزرق وعدي بن أرطاة.) وعنه أخوه معاوية بن سلام ويحيى بن أبي كثير. وثقه الدار قطني وغيره.

(8/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 105
4 (زيد بن طلحة أبو يعقوب التيمي المدني.)
عن ابن عباس وعن المقبري. وعنه ابنه يعقوب وعبد الرحمن بن اسحاق وأبو علقمة عبد الرحمن بن محمد الفروي وسفيان الثوري. وثقه ابن معين.
4 (زيد بن علي بن الحسيند ت ق ابن علي بن أبي طالب أبو الحسين الهاشمي العلوي)
المدني أخو أبي جعفر محمد وعبد الله وعمر وعلي والحسين وهو ابن أمة. روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر الباقر وعروة. وعنه ابن أخيه جعفر بن محمد وشعبة وفضيل بن مرزوق والمطلب بن زياد وسعيد بن خثيم الهلالي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون سواهم. وكان أحد العلماء الصلحاء بدت منه هفوة فاستشهد فكانت سبباً لرفع درجته في آخرته. روى أبو اليقظان عن جويرية بن اسماء أو غيره أن زيد بن علي وفد من

(8/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 106
المدينة على يوسف بن عمر الثقفي أمير العراقين الحيرة فأحسن جائزته ثم رجع إلى المدينة فأتاه ناس من أهل الكوفة فقالوا: ارجع فليس يوسف بشيء فنحن نأخذ لك الكوفة، فرجع ناس كثير وخرجوا معه فعسكر فالتقاه العسكر العراقي فقتل زيد في المعركة ثم صلب فبقي معلقاً أربعة أيام ثم أنزل فأحرق فإنالله وإنا إليه راجعون. قال يعقوب الفسوي: كان قدم الكوفة وخرج بها لكونه كلم هشام بن عبد الملك في دين معاوية فأبى عليه وأغلظ له. وقد سئل عيسى بن يونس عن الرافضة والزيدية فقال: أما الرافضة فإنهم جاءوا إلى زيد بن علي حين خرج فقالوا: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال: لا بل أتولاهما وأبرأ ممن يبرأ منهما، قالوا إذاً نرفضك فسميت الرافضة. وأما الزيدية فقالوا بقوله وحاربوا معه فنسبوا إليه. وقال اسماعيل السدي عن زيد بن علي قال: الرافضة حزبي وحزب أبي في الدنيا والآخرة) مرقوا علينا كما مرقت الخوارج على علي رضي الله عنه. وروى عبد الله بن أبي بكر العتكي عن جرير بن حازم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي. وقال عباد بن يعقوب وهو رافضي ضال لكنه صادق وهذا نادر أنبأ عمرو بن القاسم قال: دخلت على جعفر بن محمد وعنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرؤون من عمك زيد، فقال بريء الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم ما ترك فينا مثله.

(8/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 107
وقال المطلب بن زياد: جاء رجل إلى زيد بن علي فقال: أنت الذي تزعم أن الله أراد أن يعصى فقال زيد: أفيعصى عنوة وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال: كان أبو بكر إمام الشاكرين ثم تلا وسيجزي الله الشاكرين وروى كثير النوا قال: سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولهما وأبرأ ممن تبرأ منهما. وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال: البراءة من أبي بكر البراءة من علي. وروى معاذ بن أسد البصري قال: أقر ولد لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي وجماعة أنهم عزموا على خلع هشام، فقال هشام لزيد بن علي: قد بلغني كذا قال: ليس بصحيح قال: قد صح عندي، قال: أحلف لك، قال: لا أصدقك، قال: إن الله لم يرفع من قدر أحد حلف له بالله فلم يصدق، قال: اخرج عني، قال إذاً لا تراني إلا حيث تكره، قال: فلما خرج قال: من أحب الحياة ذل ثم تمثل:
(إن المحكم ما لم يرتقب حسداً .......... أو مرهف السيف أو وخز القنا هتفا)

(من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجباً .......... موتاً على عجل أو عاش فانتصفا)
وقد اختلف في تاريخ مصرعه على أقوال: فقال مصعب الزبيري: قتل في صفر سنة عشرين ومائة وله اثنتان وأربعون سنة وقال أبو نعيم: قتل يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين ومائة. رواه ابن سعد عنه.

(8/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 108
وقال هشام بن الكلبي والليث بن سعد والهيثم بن عدي وغيرهم: قتل سنة اثنتين وعشرين. وقال الزبير بن بكار: قال محمد بن الحسن: قتل زيد يوم الإثنين ثاني صفر سنة اثنتين.) وكذا روى عن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن.
4 (زيد بن أبي أنيسة، أبو أسامة الجزري الرهاوي الغنوي مولى آل غنى بن أعصر.)
كان أحد الأعلام. روى عن الحكم وشهر بن حوشب وعطاء بن أبي رباح وطلحة بن مصرف وعمرو بن مرة وعدي بن ثابت ونعيم المجمر والمقبري وخلق كثير. وعنه أبو حنيفة وعمرو بن الحارث ومالك بن أنس ومعقل بن عبيد الله وأبو عبد الرحيم خالد بن يزيد وعبيد الله بن عمرو وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. قال ابن سعد: كان ثقة فقيهاً راوية للعلم كثير الحديث.

(8/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 109
وقال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقال غيره: سنة أربع وعشرين ومات شابا قيل إنه عاش بضعاً وثلاثين سنة. وكان يسكن مدينة الرها.

(8/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 110
4 (حرف السين)

4 (سالم أبو النضر بن أبي أمية المدنيع.)
مولى عمر بن عبيد الله القرشي التيمي وكاتبه. روى عن أنس وعبيد بن حنين وبسر بن سعيد وسليمان بن يسار وعمير مولى ابن عباس وعامر بن سعد. وروى بالإجازة عن عبد الله بن أبي أوفى في كتابه وذلك في الصحيحين. وروى عنه مالك وعمرو بن الحارث والليث بن سعد والسفيانان وفليح وغيرهم. قال ابن المديني: له نحو خمسين حديثاً. وقال أبو حاتم: صالح ثقة. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة. وقال أبو عبيد: مات سنة ثلاث وثلاثين.)

(8/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 111
4 (سالم بن وابصة بن معبد الأسدي.)
أمير الرقة وليها ثلاثين سنة وعاش إلى آخر دولة هشام بن عبد الملك. وحدث عن أبيه. وعنه ابن أخيه صخر بن عبد الرحمن وجعفر بن برقان وفضيل بن عمرو وغيرهم. وكان خطيباً مفوهاً شاعراً فاضلاً.
4 (سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوفع قاضي المدينة أبو اسحاق الزهري المدني)
وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص روى عن أبيه وخاليه ابراهيم وعامر ابني سعد وعبد الله بن جعفر وأنس ابن مالك وعبد الله بن شداد بن الهاد وأبي أمامة بن سهل وحفص بن عاصم وعميه حميد وأبي سلمة. وعنه ابنه ابراهيم بن سعد وشعبة ومسعر والسفيانان وأبو عوانة وابن عجلان وطائفة. قال ابن المديني: لم يلق أحداً من الصحابة.

(8/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 112
قلت: بلى حديثه عن ابن جعفر في الصحيحين. قال: وكان لا يحدث في المدينة فمالك لم يكتب لذاعنه، وسمع منه شعبة وسفيان بواسط وابن عيينة بمكة. وقال أيوب السختياني: سمعت سعد بن ابراهيم يقول: يا أهل مكة إنكم تحلون الزنا يعني عارية الفرج والمتعة. وقال ابراهيم بن سعد: أدركت أبي وله عمائم لا أحفظ عددها كان يعتم ويعممني وأنا صغير، قال: وسرد أبي الصوم أربعين سنة. وقال شعبة: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن كل يوم وليلة أو ليلتين. وقال غيره: كان لا تأخذه في الله لومة لائم وكان من قضاة العدل. توفي سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل سنة ست أو سبع وعشرين ومائة. وقال محمد بن علي الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: وسئل عن سعد بن ابراهيم رأى ابن عمر قال: نعم. وقال شعبة عن سعد قال: رأيت ابن عمر يصلي صافاً قدميه وأنا غلام. وروى مسعر عن سعد بن ابراهيم قال: لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا) الثقات. وقال ابن معين عن سعيد بن عامر عن شعبة قال: كتب عني سعد بن ابراهيم حديثي كله. وقال سعيد بن مسلم بن بانك: رأيت سعد بن ابراهيم يقضي في المسجد.

(8/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 113
وقال يعقوب بن ابراهيم: توفي جدي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ومات سنة سبع وعشرين، وقال مرة أخرى سنة ست. قلت: كان طلابة للعلم وسمع ولده ابراهيم من الزهري.
4 (سعد أبو مجاهد الطائي الكوفيخ د ت ق ثقة مقل.)
روى عن أبي مدله مولى عائشة ومحل بن خليفة وعطية العوفي. وعنه الأعمش واسرائيل وزهير بن معاوية وابن عيينة.
4 (سعيد بن الحارث بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاريع.)
قاضي المدينة. روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وجابر وابن عمر وغيرهم. وعنه زيد بن أبي أنيسة وعمرو بن الحارث وعمارة بن غزية ومحمد بن عمرو وفليح بن سليمان وآخرون. مات في حدود عشرين ومائة.
4 (سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني.)

(8/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 114
الشاعر هو وأبوه وجده. روى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله ووالده. وعنه أبو عبد الرحمن العجلاني وابن اسحاق ومعاذ بن فلان. وله وفادة على هشام بن عبد الملك، وهو قليل الحديث. ومن شعره:
(وإن امرأ لاحى الرجال على الغنى .......... ولم يسأل الله الغنى لحسود)

4 (سعيد بن عبد الله بن جريج البصري. د ت.)
عن أبي برزة ومحمد بن سيرين وجماعة. وعنه الأعمش وحوشب بن عقيل وأبو عمرو والزمام وغيرهم.) وهو مجهول العدالة لم يضعف.
4 (سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الأمير أبو محمد ويلقب بسعيد الخير.)
روى عن أبيه وقبيصة بن ذؤيب وعمر بن عبد العزيز.

(8/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 115
وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ورجاء بن أبي سلمة وغيرهما. وكان ديناً متألهاً، ولي الغزو زمن أخيه هشام، وله بالموصل مسجد ودار. مات في حدود سنة ست وعشرين ومائة.
4 (سعيد بن عمرو بن الأسود الحرشي.)
قيل كان صعلوكا يسأل على الأبواب، ثم صار سقاء ثم صار جندياً، إلى أن ولي إمرة خراسان من قبل عمر بن هبيرة ثم عزله وسجنه، فلما ولي خالد القسري العراق أخرجه من السجن وأكرمه، فلما هرب ابن هبيرة من سجن خالد بن عبد الله نفذ سعيداً هذا في طلبه فلم يدركه فقدم سعيد على هشام ابن عبد الملك فأمره على حرب الخزر فسار وبيتهم فقتل منهم عدداً لا يحصر. لم يؤرخوا وفاته.
4 (سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصخ م د ت ق الأموي المدني.)
نزيل الكوفة، كان مع أبيه إذ غلب على دمشق وذبحه عبد الملك ثم سار وهو كبير مع أهله إلى المدينة، وهو عم أيوب بن موسى. روى عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر وابن عباس وابن عمر وأم خالد بنت خالد وأبيه عمرو بن سعيد الأشدق.

(8/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 116
وعنه بنوه خالد واسحاق وعمرو وحفيده عمرو بن يحيى بن سعيد وشعبة وغيرهم. وثقه النسائي وغيره. وطال عمره حتى وفد على الوليد بن يزيد في خلافته. وكان ثقة نبيلاً من كبار الأشراف.
4 (سعيد بن أبي كيسانع الإمام أبو سعد الليثي مولاهم المدني المقبري.)
كان ينزل بمقبرة البقيع، وكان أسند من بقي في زمانه بالمدينة. حدث عن عائشة وسعد وأبي هريرة وأم سلمة وأبي شريح الخزاعي وابن عمر وأبي سعيد) ووالده وعدة. وعنه أولاده وشعبة وابن ذئب ومالك والليث بن سعد واسماعيل بن أمية وابراهيم بن طهمان وعبيد الله بن عمر وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة جليل أثبت الناس فيه الليث.

(8/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 117
وقال محمد بن سعد: ثقة لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين. قلت: ما أظنه روى شيئاً في الاختلاط ولذلك أحتج به مطلقاً أرباب الصحاح توفي سنة خمس وعشرين ومائة وقيل سنة ثلاث وقيل سنة ست وعشرين. وقع لي حديثه عالياً وسهوت عنه ثم ألحقته هنا.
4 (سعيد بن مسروق الثوري الكوفيع.)
والد الإمام سفيان ومبارك وعمر. يروي عن عبابة بن رفاعة وخيثمة بن عبد الرحمن وابراهيم التيمي وأبي الضحى والشعبي وطائفة وأدرك من الصحابة. وعنه بنوه وشعبة وزائدة وأبو عوانة وأبو الأحوص. وثقة أبو حاتم وغيره. توفي سنة ست وعشرين ومائة ويقال سنة ثمان وعشرين.
4 (سعيد بن هانيء الخولاني ت ق.)
شامي صدوق. عن معاوية والعرباض بن سارية وأبي مسلم الخولاني وغيرهم.

(8/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 118
وعنه شرحبيل بن مسلم وعلي بن زبيد الخولانيان ومعاوية بن صالح وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله توفي سنة سبع وعشرين ومائة كذا قال ابن سعد.
4 (سلمم بن عبد الرحمن، م أخو حصين بن عبد الرحمن الكوفي.)
عن إبراهيم النخعي وأبي عمر زاذان وأبي زرعة بن عمرو ووراد كاتب المغيرة. وعنه سفيان الثوري وشريك. قال النسائي: ليس به بأس.)
4 (سليم بن عطية الفقيمي، ن الكوفي.)
عن طاوس والحسن البصري وعبد الله بن أبي الهذيل. وعنه مسعر وشعبة ومحمد بن طلحة بن مصرف. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (سليم بن قيس العلوي، د البصري.)
وبنو علي قبيلة تسكن ببادية العراق.

(8/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 119
روى عن أنس بن مالك. وعنه جرير بن حازم وهمام بن يحيى وحماد بن يزيد. قال أبو زرعة: هو أحب إلي من يزيد الرقاشي لأن كل شيء روى حديثين ثلاثة. وقال حماد بن زيد: ذكرت لشعبة سلماً العلوي فقال: ذاك الذي يرى الهلال قبل الناس بيومين. وقال الإبار: ثنا عبد الله بن عون قال: قال مخلد بن الحسين: كان سلم العلوي لا يخفى عليه مطلع الهلال فإذا كانت ليلة الشك نظر إلى رجل تجوز شهادته فأراه الهلال فإذا ثبت معه على رؤية الهلال جاءا فشهدا ولم يشهد وحده. ويقال: إنه من حدة بصره رأى رجلا يجامع امرأته من مسيرة ميلين أو أكثر فغطى وجهه واستغفر الله.
4 (سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي.)
روى عن أبي سلمة ويزيد بن طلحة. وعنه مالك وابن إسحاق وفليح بن سليمان.

(8/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 120
4 (سلمة بن كهيل أبو يحيى، ع الحضرمي التنعي.)
وتنعه بطن من حضرموت، وقيل: بل هي قرية. كان من علماء الكوفة الأثبات على تشيع فيه. دخل على ابن عمر وعلى زيد بن أرقم. وروى عن جندب البجلي وأبي جحيفة السوائي وسويد بن غفلة وطائفة كبيرة. وعنه ابنه يحيى وعقيل بن خالد وشعبة وسفيان وحماد بن سلمة وآخرون. قال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة، فذكر منهم سلمة بن كهيل. وله مائتان وخمسون حديثاً.) وقال أبو حاتم: ثقة متقن. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال الثوري: ثنا سلمة بن كهيل وكان ركناً من الأركان. وقال يحيى: ولد أبي سنة سبع وأربعين ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة. وقال جماعة: توفي سنة اثنتين وعشرين

(8/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 121
وقال آخر: بل توفي في آخر يوم من سنة إحدى وعشرين ومائة.
4 (سلمة بن وهرام اليماني ت ق.)
عن عكرمة وطاوس وشعيب بن الأسود الجبأي بوزن السبأي. وعنه الحكم بن أبان وزمعة بن صالح ومعمر بن حبيبة وغيرهم. وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي، وتوقف في أمره أحمد بن حنبل.
4 (سليمان بن حبيب المحاربي، خ د ق الداراني الدمشقي.)
قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز فمن بعده من الخلفاء، كنيته أبو أيوب وقيل أبو ثابت. روى عن أبي هريرة ومعاوية وأبي أمامة الباهلي وأسود بن أصرم المحاربي وغيرهم وعنه أيوب بن موسى البلقاوي وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي وآخرون. وروى عنه من القدماء عمر بن عبد العزيز.

(8/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 122
وكان كبير الشأن. وثقه ابن معين وغيره. قال أبو داود: قضى سليمان بن حبيب بدمشق أربعين سنة. وقال ابن معين: حكم ثلاثين سنة. وقال الواقدي وطائفة: توفي سنة ست وعشرين ومائة وقيل غير ذلك. قال الدار قطني: ليس به بأس. وقال كلثوم بن زياد: أدركت سليمان بن حبيب والزهري يقضيان بشاهد يمين، وأقام سليمان يقضي ثلاثين سنة. وقال أبو نعيم: ثنا عبد العزيز بن عمر عن سليمان بن حبيب قال: قال لي عمر بن عبد) العزيز: ما أقلت السفهاء من أيمانهم فلا تقلهم العتاق والطلاق.
4 (سليمان بن حميد المزني.)
عن أبيه عن أبي هريرة وعن محمد بن كعب القظي وعامر بن سعد. وعنه الليث بن سعد وضمام بن إسماعيل وجماعة. مات بمصر سنة خمس وعشرين ومائة.
4 (سليمان بن عبد الرحمن.)

(8/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 123
وهو سليمان بن يسار الدمشقي الكبير. وأما الصغير فسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. روى عن الأوزاعي والقاسم بن عبد الرحمن وعبيد بن فيروز وعنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث وشعبة بن الحجاج والليث وابن لهيعة. قال شعبة: كان حسن النحو. وقال أبو حاتم وغيره: ثقة.
4 (سليمان بن أبي مسلم المكي الأحولع.)
عن مجاهد وسعيد بن جبير وطاوس. وعنه حسين المعلم وابن جريج وشعبة وسفيان بن عيينة. قال ابن عيينة وغيره: ثقة.
4 (سليمان بن أبي المغيرة ق.)
عن سعيد بن جبير وعلي بن الحسين وأخته فاطمة بنت الحسين وعنه شعبة والسفيانان وأبو عوانة. وثقه أحمد وابن معين.

(8/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 124
4 (سليم بن جبيرم د ت أبو يونس مولى أبي هريرة.)
سكن مصر. وروى عن أبي هريرة وأبي أسيد الساعدي. وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح والليث بن سعد وابن لهيعة وغيرهم. وثقه النسائي.) توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
4 (سليم بن عامر الخبايريم في الطبقة الماضية.)

4 (سماك بن حربم خت بن أوس بن خالد أبو المغيرة الذهلي البكري الكوفي.)
أحد أئمة الحديث. وهو أخو محمد وإبراهيم.

(8/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 125
روى عن جابر بن سمرة والنعمان بن بشير وأنس بن مالك. ورأى المغيرة بن شعبة وغيره. وروى أيضاً عن سعيد بن جبير ومصعب بن سعد وابراهيم النخعي وثعلبة الليثي وله صحبة والشعبي وعبد الله بن عميرة وعلقمة بن وائل وعدة. وعنه الأعمش وشعبة وحماد بن سلمة والثوري وابراهيم بن طهمان وعمر ابن عبيد وأبو الأحوص وآخرون. وذكر أنه أدرك ثمانين نفساً من الصحابة. قال: وكان بصري قد ذهب فدعوت الله تعالى فرده علي. قال حماد بن سلمة: سمعته يقول: ذهب بصري فرأيت ابراهيم الخليل عليه السلام في النوم فقلت: ذهب بصري، فقال: إنزل في الفرات فاغمس رأسك وافتح عينيك فيه فإن الله يرد بصرك. ففعلت ذلك فأبصرت. وسمعته يقول: أدركت ثمانين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب ان رجلا ركب البحر فنفخ زقاً وأوكاه فجعل يسترخي حتى غرق قال: يقول له الزق يداك أوكتا وفوك نفخ. قال أحمد العجلي: جائز الحديث، وكان عالما بالشعر وأيام العرب، فصيحاً. وقدمه أحمد بن حنبل على عبد الملك بن عمير. وقال ابن معين: ثقة أسند أحاديث لم يسندها غيره. وقال ابن خراش: في حديثه لين. وقال ابن المبارك: ضعيف الحديث.

(8/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 126
وقال ابن نافع: توفي سنة ثلاث وعشرين.
4 (سماك بن الفضل الصنعاني اليمانيد ت ن.)
) عن مجاهد ووهب بن منبه وعمرو بن شعيب وجماعة. وعنه معمر وشعبة وآخرون. وثقه النسائي.
4 (سنان بن سعد الكندي المصري، ويقال سعد بن سنان والأول أصح.)
روى عن ابيه وأنس بن مالك. وعنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث وحيوة بن شريح والليث وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. له في كتاب الأدب للبخاري.
4 (سيار بن عبد الرحمن الصدفي المصريد ق.)
عن عكرمة ويزيد بن قو ذر.

(8/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 127
وعنه نافع بن يزيد وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (سيار أبو الحكم الواسطيع العنزي.)
مولاهم العبد الصالح. روى عن طارق بن شهاب وأبي وائل والشعبي وأبي حازم الأشجعي وجماعة. وعنه شعبة وسفيان وهشيم وخلف بن خليفة وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثبت. ويقال إن اسم أبيه وردان. توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.

(8/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 128
4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن غرقدة الكوفيع.)
عن عروة البارقي وسليمان بن عمرو بن الأحوص. وعنه سفيان وشعبة وزائدة وابن عيينة وآخرون. وثقه ابن معين وغيره.
4 (شراحيل بن يزيد المعافري المصريد.)
) عن أبي عبد الرحمن الحبلي ومحمد بن هدية الصدفي ومسلم بن يسار وأبي علقمة الهاشمي. وعنه عبد الرحمن بن شريح وابن لهيعة ورشدين بن سعد وجماعة. توفي بعد العشرين ومائة. قاله ابن يونس.

(8/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 129
4 (شرحبيل بن سعد المدني د ت ن مولى الأنصار.)
عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري. وعنه زيد بن أبي أنيسة وابن اسحاق والضحاك بن عثمان ويحيى بن سعيد الأنصاري وعاصم الأحول وموسى بن عقبة وابن أبي ذئب ومالك وعبد الرحمن ابن الغسيل. وقيل إن مالكاً لم يرو عنه شيئاً. وقيل كني عن اسمه. قال ابن عيينة: كان يفتي ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه ثم احتاج فكأنهم اتهموه وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه فلم يعطه أن يقول: لم يشهد أبوك بدراً. رواه ابن المديني عن سفيان. قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث. وقال الدار قطني: يعتبر به. وقال الفلاس: قال ابن أبي ذئب: كان متهماً. قيل: توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة ومع تعنت ابن حبان فقد ذكره في الثقات. وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.

(8/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 130
4 (شرحبيل بن عمرو بن شريك م ت ن المعافري المصري.)
عن علي بن رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة وجماعة وثقه ابن حبان.
4 (شرحبيل بن مسلم الخولاني الشامي د ت ق.)
عن عتبة بن عبد والمقدام بن معد يكرب وأبي أمامة الباهلي وجماعة. وعنه ثور بن يزيد وحريز بن عثمان واسماعيل بن عياش. وثقه أحمد وغيره.) وضعفه ابن معين.
4 (شعيب بن الحبحاب، سوى ق أبو صالح الأزدي مولاهم البصري.)
عن أنس بن مالك وأبي العالية وابراهيم النخعي. وعنه شعبة والحمادان وعبد الوارث وولداه عبد السلام وأبو بكر ابنا شعيب. وله نحو من ثلاثين حديثاً. وقرأ القرآن على أبي العالية. وثقه أحمد وغيره.

(8/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 131
وتوفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (شعيب بن أبي سعيد، أبو يونس مولى قريش.)
عن أبي هريرة وأبي سعيد. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة وغيرهم.
4 (شيبة بن نصاح بن سرجس، مولى أم المؤمنين أم سلمة وأحد مشيخة نافع في القراءة.)
ذكر بعض القراء أنه تلا على أبي هريرة وابن عباس، وأنا أستبعد ذلك. وقد مسحت أم سلمة برأسه ودعت له. وروى عن خالد بن مغيث والقاسم بن محمد وأبي بكر بن عبد الرحمن وأبي جعفر الباقر. ولا نعلم له رواية حديث عن أبي هريرة ولا عن أبي سعيد، ولو أخذ القرآن عنهما لكان بالأولى أن يسمع منهما. وله حديث واحد عن النسائي. قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأدرك عائشة وأم سلمة. قلت: روى عنه ابن جريج وابن إسحاق وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن

(8/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 132
محمد بن قيس وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. وثقه النسائي. وقال قالون: كان نافع أكثر اتباعاً لشيبة بن نصاح منه لأبي جعفر. وقيل: إن شيبة ولي قضاء المدينة فالله أعلم. وقال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاثين ومائة.)

(8/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 133
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوفخ م.)
عن أبيه وأخيه سعد وأنس بن مالك ومحمود بن لبيد والأعرج. وعنه ابنه سالم وعمرو بن دينار والزهري وهما أكبر منه ومحمد بن إسحاق ويوسف بن الماجشون. له حديث في مقتل أبي جهل.
4 (صالح بن ابراهيم بن نوح الدهان.)
عن أبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه زياد بن الربيع وسلم بن أبي الذيال وأبان العطار وآخرون. قال أحمد: ليس به بأس.

(8/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 134
4 (صالح مولى التوءمة د ت ق وهو أبو محمد بن أبي صالح نبهان المدني.)
عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وزيد بن خالد وأنس بن مالك. وعنه موسى بن عقبة والسفيانان وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون. قال ابن عيينة: سمعت منه ولعابه يسيل من الكبر، ولقد لقيه الثوري بعدي. وقال ابن معين: من سمع منه قبل أنه يخرف كابن أبي ذئب فهو ثبت. وقال مالك ويحيى القطان: ليس بثقة. وقال أبو حاتم وغيره: ليس بقوي. وكذا مشاه ابن عدي. توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
4 (الصلت بن راشد.)
عن طاوس ومجاهد. وعنه جرير بن حازم وأبان العطار وحماد بن زيد. وثقه ابن معين.

(8/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 135
4 (حرف الضاد)

4 (ضمرة بن سعيدم بن أبي حسنة الأنصاري المازني المدني.)
) عن أبي سعيد الخدري وعن عمه الحجاج بن عمرو وله صحبة وأنس بن مالك وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعنه مالك وفليح وسفيان بن عيينة وغيرهم. وثقه أبو حاتم.

(8/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 136
4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الأنصاري.)
عن جابر بن عبد الله وعبد الملك بن جابر بن عتيك. وعنه يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس وموسى بن ابراهيم الحزامي وعبد العزيز الدراوردي قال النسائي: صالح. أخبرنا أحمد بن اسحاق أنا أحمد بن يوسف والفتح ابن عبد السلام قالا: أنا محمد بن عمر الفقيه أنا أحمد بن محمد بن النقور انا علي ابن عمر الحربي ثنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا يحيى بن معين ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه، وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه. قال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأ هاتين السورتين في هاتين الركعتين. توفي طلحة بن خراش في حدود الثلاثين ومائة.

(8/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 137
4 (طلحة بن عبيد الله بن كريز.)
عن ابن عمر وأم الدرداء وأرسل عن عائشة وأبي الدرداء. وعنه محمد بن سوقة ومالك بن أنس وحماد بن سلمة. وثقه أحمد والنسائي. وكريز بالفتح من الأفراد.

(8/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 138
4 (حرف العين)

4 (عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.)
) كان لها قصر بظاهر باب الجابية وإليها تنسب أرض عاتكة وهناك قبرها. وهي أم الخليفة يزيد بن عبد الملك. كان لها من المحارم إثنا عشر خليفة. وبقيت الى ان قتل ابن ابنها الوليد ابن يزيد.
4 (عاصم بن أبي النجود بهدلة، خ م مقروناً الإمام أبو بكر الأسدي

(8/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 139
القاريء الكوفي.)
أحد الأعلام مولى بني أسد. قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش، وروى عنهما، وعن أبي وائل ومصعب بن سعد وطائفة كبيرة، وتصدر للإقراء بالكوفة بعد شيخه أبي عبد الرحمن فقرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان والمفضل الضبي وحماد بن أبي زياد وآخرون. وحدث عنه شعبة والسفيانان وشيبان والحمادان وأبو عوانة وخلق سواهم. قال أبو بكر: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفاً الا أبو عبد الرحمن السلمي كان قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر. قال أبو بكر بن عياش: زعم من لا يعلم أن بهدلة أمه. وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا اسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ من عاصم ما أستثني أحدا من أصحابه. وكان أبو اسحاق أحد الفصحاء. وقال الحسن بن صالح: ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم اذا تكلم يكاد تدخله خيلاء. وقال أبو هشام الرفاعي: أنبأ أبو بكر عن عاصم قال: قال لي رجل: هل لك في رجل من الفقهاء فانطلقت معه فأدخلني على شيخ كبير حوله جماعة كأن على رؤوسهم الطير فجلست فقال: أشهد أن ألي بن أبي تالب والهسن

(8/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 140
والهسين والمختار يبعثون قبل يوم القيامة فيملآن الأرض عدلاً كما ملئت ظلما. قيل: كم يمكثون في العدل سنة قال: ايش سنة وايش مائة سنة وأيش ألف سنة. قالوا: نشهد أنك صادق، فقلت: اشهد انك كاذب ثم لقيت ابا وائل فحدثته. وقال سلمة بن عاصم: كان عاصم بن أبي النجود ذا نسك وأدب، وكان له فصاحة وصوت حسن. قال أحمد بن حنبل: كان عاصم رجلاً صالحاً وبهدلة ابوه.) وثقه أبو زرعة وجماعة. وقال ابو حاتم: محله الصدق. وقال الدار قطني: في حفظه شيء. وقال البخاري: مات سنة ثمان وعشرين ومائة وقال غيره: مات في آخر سنة سبع وعشرين. وقال النسائي: ليس بحافظ. قلت: روى له البخاري مقرونا بغيره وكذلك مسلم ويصحح الترمذي حديثه. فأما في القراءة فثبت إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث.
4 (عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري.)
المقريء المفسر.

(8/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 141
قرأ القرآن على سليمان بن قتة ونصر بن عاصم والحسن البصري وقد قرأ سليمان شيخه على ابن عباس وسمع عاصم من غير واحد قرأ عليه هرون بن موسى والمعلى بن عيسى وسلام ابو المنذر وله رواية عن عروة بن الزبير وأبي قلابة الجرمي قال المدائني: توفي عاصم الجحدري سنة ثمان وعشرين ومائة. نعم وهو عاصم بن العجاج أبو محشر الجحدري. قد روى أيضاً عن عقبة بن ظبيان روى عنه يزيد بن زياد وحماد بن سلمة. قال يحيى بن معين: عاصم الجحدري هو صاحب القراءة ثقة. قلت: قراءته شاذة لم تثبت.
4 (عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.)
عن أبيه. وعنه برد بن سنان وأبو بكر بن عياش. قتل في بعض حروب الضحاك الخارجي.

(8/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 142
4 (عاصم بن عمرو البجلي، ق وقيل عاصم بن عوف.)
) يقال انه قدم به مع حجر بن عدي وأصحابه فأطلق هذا بشفاعة يزيد بن أسد القسري وعاش بعد ذلك دهراً طويلا. وروى عن عمر مرسلاً وعن أبي أمامة الباهلي وعمرو بن شرحبيل. وعنه الشعبي والقاسم أبو عبد الرحمن وأبو اسحاق السبيعي والمسعودي وابن أبي ليلى وشعبة ومالك بن مغول وآخرون. وأخشى أن يكونا اثنين وما ذاك ببعيد، فإن ابن معين ذكر عن عبد الله بن نمير قال: قد رأيت عاصم بن عمرو البجلي. قال ابن معين: كان كوفياً قدم من الشام زمن خالد بن عبد الله القسري. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (عامر بن شقيقد ت ق بن جمرة بالجيم الأسدي الكوفي.)
عن أبي وائل. وعنه مسعر وشعبة وابن عيينة وجماعة. ضعفه ابن معين

(8/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 143
وقال النسائي: ليس به بأس.
4 (عامر بن عبد الله بن الزبير، ع ابن العوام أبو الحارث الأسدي المدني القانت العابد.)
سمع أباه وعمرو بن سليم. وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند وأبو صخرة جامع بن شداد وابن عجلان وابن جريج ومالك وجماعة. قال أحمد بن حنبل: ثنا ابن عيينة أن عامر بن عبد الله اشترى نفسه من الله تعالى ست مرات، يعني يتصدق كل مرة بديته. وقال الزبير بن بكار: كان أبوه عبد الله بن الزبير يقول لما يرى من تبتله: قد رأيت أبا بكر وعمر ولم يكونا هكذا. وقال مالك: عن عامر بن عبد الله يواصل الصيام ثلاثاً. وقال مصعب بن عبد الله: سمع عامر المؤذن وهو يجود بنفسه فقال: خذوا بيدي غلى المسجد، فقيل: إنك عليل فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في صلاة) المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات. قرأت على إسحاق الأسدي: أخبركم ابن خليل أنا أبو المكارم العدل أنبأ أبو علي أنبأ أبو نعيم ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي سمعت

(8/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 144
مالكاً يقول: كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند موضع الجنائز يدعو وعليه قطيفة فربما سقطت عنه القطيفة وما يشعر بها. وروى معن عن مالك قال: ربما خرج عامر بن عبد الله منصرفاً من العتمة من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيعرض له الدعاء قبل أن يصل إلى منزله فيرفع يديه فما يزال كذلك حتى ينادى بالصبح فيرجع إلى المسجد فيصلي الصبح بوضوء العتمة. وروى عن ابن عيينة قال: اشترى عامر نفسه بسبع ديات. ولعامر عدة إخوة منهم خبيب ومحمد وأبو بكر وهاشم وعباد وثابت وحمزة بنو عبد الله بن الزبير. قلت: أجمعوا على ثقة عامر قال الواقدي: مات قبيل موت هشام بن عبد الملك أبو بعده بقليل.
4 (عامر بن عبد الواحد البصري الأحول م.)
عن شهر بن حوشب وأبي الصديق الناجي وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه شعبة والحمادان وهمام وهشيم وعبد الوارث بن سعيد وآخرون. وثقه أبو حاتم. وقال النسائي: ليس بالقوي وقال أحمد: ليس حديثه بشيء. وقال ابن معين: ليس به بأس.

(8/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 145
4 (عباس بن عبد الله بن معبد د بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني.)
عن أخيه وأبيه وعكرمة وعنه ابن جريج وسليمان بن بلال وسفيان بن عيينة والدراوردي. وكان رجلاً صالحا. وثقه ابن معين.)
4 (عباس بن فروخ الجريري البصريع.)
عن أبي عثمان النهدي والحسن البصري. وعنه شعبة وهمام والحمادان. وثقه أحمد بن حنبل. وليس هو بأخ لسعيد الجريري.
4 (العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الحارث الأموي.)

(8/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 146
كان من الأبطال المذكورين والأسخياء الموصوفين. وكان يقال له فارس بني مروان. استعمله أبوه على حمص، وولي المغازي، وافتتح عدة حصون، ولكنه كان ينال من عمر بن عبد العزيز بجهل. وقد مات في سجن مروان.
4 (عبد الله بن بدر بن عميرة السحيمي اليمامي.)
عن ابن عباس وابن عمر وقيس بن طلق وغيرهم. وعنه سبطه ملازم بن عمرو اليمامي وعكرمة بن عمار ومحمد بن جابر وأيوب بن عتبة اليماميون وياسين الزيات الكوفي. وثقه أبو زرعة وابن معين والعجلي وغيرهم. وهو سحيمي حنيفي.
4 (عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري.)
عن أبيه وعن عروة. وعنه الزهري وبكير بن الأشج وعقيل الإيلي.

(8/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 147
4 (عبد الله بن دينار ع أبو عبد الرحمن العمري مولاهم المدني.)
أحد الثقات. سمع ابن عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبا صالح السمان. وعنه شعبة ومالك وورقاء والسفيانان واسماعيل بن جعفر وسليمان بن بلال وابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن الله بن دينار وخلق سواهم. وقد انفرد عن ابن عمر بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته.) وأساء العقيلي بإيراده في كتاب الضعفاء فقال: في رواية المشايخ عن عبد الله ابن دينار اضطراب، ثم أورد له حديثين مضطربي الإسناد وإنما الاضطراب من أصحابه، وقد وثقه الناس. توفي سنة سبع وعشرين ومائة.
4 (عبد الله بن أبي جعفر.)
أخو عبيد الله بن أبي جعفر الكناني مولاهم البصري. واسم أبيه يسار. روى عن عبد الرحمن بن وعلة.

(8/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 148
وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد. وكان من كبار الفقهاء العابدين. كان على صناعة مراكب الغزو. مات سنة تسع وعشرين ومائة.
4 (عبد الله بن السائبد ت أبو محمد.)
حليف قريش. له حديث واحد عن أبيه السائب بن يزيد ابن أخت نمر. وعنه ابن أبي ذئب. توفي سنة ست وعشرين ومائة. وفيه جهالة.
4 (عبد الله بن السائب الشيبانيم ن ويقال الكندي الكوفي.)
عن أبيه وعبد الله بن مغفل وأبي عمر زاذان وعبد الله بن قتادة المحاربي وعنه الأعمش وأبو اسحاق الشيباني وفضيل بن غزوان وسفيان الثوري وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره.
4 (عبد الله بن أبي السفر الثوري الكوفي سوى ت.)

(8/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 149
عن أبيه سعيد بن محمد والشعبي وأبي بكر بن أبي موسى. وعنه شعبة والثوري وشريك وغيرهم. وثقوه.
4 (عبد الله بن سليمان الطويلد ت أبو حمزة المصري.)
) أحد الأولياء الأبدال. عن نافع وكعب بن علقمة. وعنه الليث وضمام بن اسماعيل ومفضل بن فضالة وآخرون. توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن شريك العامري الكوفي.)
عن ابن عباس وابن عمرو جندب الأزدي قاتل الساحر وسويد بن غفلة وعبد الله بن رقيم الطائي وجماعة. وعنه فطر بن خليفة السفيانان واسرائيل وشريك وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل في رواية أبي طالب عنه، وابن معين في رواية الكوسج عنه، وأبو زرعة. وقال النسائي: ليس به بأس.

(8/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 150
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وأما ابراهيم الجوزجاني فعقره وقال: مختاري كذاب. وتركه عبد الرحمن بن مهدي لسوء مذهبه. وقال العقيلي: كان ممن يغلو في التشيع. قلت: لم يخرجوا له شيئاً في الكتب الستة. قال ابن عيينة: جالسناه وكان ابن مائة سنة.
4 (عبد الله بن أبي صالح السمانم د ت ق.)
أخو سهيل وصالح. روى عن أبيه وسعيد بن جبير. وعنه ابن جريج وابن أبي ذئب وموسى بن يعقوب وهشيم وآخرون. وثقه ابن معين. وهو مقل.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفليع القرشي المكي.)
عن أبي الطفيل وطاوس وعطاء ونافع بن جبير.

(8/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 151
وعنه شعبة وشعيب بن أبي حمزة ومالك والليث وابن عيينة واسماعيل بن عياش وآخرون.) وثقه أحمد.
4 (عبد الله بن عبيدة الربذيخ.)
عن سهل بن سعد وعبيد الله بن عبد الله. وأرسل عن جابر أو لقيه. وعنه أخوه موسى بن عبيدة وصالح بن كيسان. وثقه الدار قطني. وقال ابن معين ليس بشيء. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين. قتل عبد الله بوقعة قديد سنة ثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.)
عن أبيه وعبد الله بن عياض. وعنه شعبة والمسعودي. وقد ولي إمرة العراقين ليزيد الناقص.

(8/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 152
قال المدائني: كان أكولاً يأكل في اليوم تسع مرات وينتبه في السحر فيدعو بالطعام. وقال غيره: لما قدم يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق أمسك عبد الله فقيده وبعث به إلى مروان بن محمد فسجنه في مضيق مظلم واختفى خبره.
4 (عبد الله بن عصم أبو علوان العجلي الحنفيد ت ق.)
عن ابن عباس وابن عمرو أبي سعيد الخدري. وعنه إسرائيل وشريك وأيوب بن جابر وغيرهم. وثقه ابن معين. لكن سماه إسرائيل بن عصمة.
4 (عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ع الكوفي.)
كان أسن من عمه القاضي محمد بن عبد الرحمن وأزهد. روى عن جده وسعيد بن جبير والشعبي وعكرمة. وعنه شعبة والسفيانان وعمر بن شبيب وجماعة. قال ابن خراش: هو أوثق ولد ابن أبي ليلى.)

(8/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 153
قيل توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن الفضل بن العباس ع بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني.)
قتل أبوه يوم الحرة وهذا صبي. روى عن أنس وعبد الله بن أبي رافع وأبي سلمة بن عبد الرحمن ونافع بن جبير والأعرج وجماعة. وعنه الزهري وموسى بن عقبة وصالح بن كيسان ويحيى بن أبي كثير وزياد بن سعد ومالك وعبد العزيز بن الماجشون. وثقه أبو حاتم وجماعة. وهو صاحب حديث البكر تستأمر.
4 (عبد الله بن محمد بن عقيل. يأتي في طبقة الأعمش.)

4 (عبد الله بن كثير المقريء. مر في الطبقة الماضية.)

(8/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 154
4 (عبد الله بن المختار البصري م د ن ق.)
عن ابن سيرين ومعاوية بن قرة وموسى بن أنس. وعنه شعبة واسرائيل وابراهيم بن طهمان وحماد بن زيد وعدة. توفي شاباً طرياً، وكان ثقة. قال شعبة: كان أصغر مني سناً.
4 (عبد الله بن مسلمم د ت ن بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري أبو محمد المدني.)
وهو أسن من أخيه الإمام أبي بكر. روى عن ابن عمر وأنس وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وجماعة. وعنه أخوه وبكير بن الأشج ومعمر والنعمان بن راشد وابنه محمد بن عبد الله. وثقه ابن معين وغيره.
4 (عبد الله بن المسور، بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو جعفر.)
نزيل المدائن.

(8/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 155
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وعن محمد بن الحنفية. وعنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة.) ولم يكن بثقة ولا مأمون. روى جرير عن رقبة بن مصقلة ان أبا جعفر الهاشمي المدائني كان يضع الحديث. وروى جرير عن مغيرة قال: كان عبد الله بن مسور يفتعل الحديث. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: كان يكذب. وقال أبو حاتم: حدث بمراسيل لا يوجد لها أصل.
4 (عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي.)
عن أبيه. وعنه أخوه صالح وجويرية بن أسماء. وكان جواداً ممدحاً شاعراً من رجال العالم وأبناء الدنيا. خرج بالكوفة وجمع خلقاً وعسكر ونزع الطاعة، وجرت له أمور يطول شرحها. ثم لحق بأصبهان وغلب على تلك الديار، ثم ظفر به أبو مسلم الخراساني فقتله، وقيل: بل سجنه إلى أن مات في حدود الثلاثين. وقال أبو النضر الفامي: قتله شبل بن طهمان متولي هراة بأمر أبي مسلم سنة أربع وثلاثين.

(8/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 156
وكان فصيحاً مفوهاً شجاعاً جريئاً. وقد ذكره أبو محمد بن حزم في الملل والنحل فقال: كان رديء الدين معطلاً مستصحباً للدهرية. ذهب بعض الكيسانية إلى أنه حي لم يمت وأنه بجبل أصبهان ولا بد له أن يظهر، فصار هؤلاء وأمثالهم في سبيل اليهود بأن ملكي صيدق بن عابد وفنحاص بن العازر أحياء إلى اليوم، وسلك هذا السبيل بعض نوكى الصوفية وزعموا أن الخضر وإلياس حيان الى اليوم. وادعى بعضهم أنه يلقى إلياس في الفلوات والخضر في المروج.
4 (عبد الله بن نعيم بن همام القيني الأزدي.)
عن مكحول وعمر بن عبد العزيز والضحاك بن عرزب وعروة بن محمد. وعنه ابناه عاصم وعبد الغني وابن جريج ويحيى بن عبد العزيز الأزدي. وكان من كتاب عمر بن عبد العزيز. سئل عنه ابن معين فقال: مظلم.
4 (عبد الله بن هبيرة م بن اسعد السبائي الحضرمي المصري أبو هبيرة.)

(8/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 157
عن مسلمة بن مخلد وأبي تميم الجيشاني وعبيد بن عميرة وقبيصة بن ذؤيب.) وعنه بكر بن عمر وخير بن نعيم وحيوة بن شريح وابن لهيعة وغيرهم. وثقه أحمد. مولده سنة أربعين ومات سن ست وعشرين.
4 (عبد الله بن يزيد بن هرمز، الفقيه أبو بكر الأصم. أحد الأعلام.)
روى عن جماعة من التابعين. وقيل: بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز. وقيل: بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز. تفقه عليه مالك وصحبه مدة وحكى عنه فوائد. قال مالك: كنت أحب أن أقتدي به، وكان قليل الكلام قليل الفتيا شديد التحفظ، كثيراً ما يفتي الرجل ثم يبعث من يرده ثم يخبره بغير ما أفتاه، قال: وكان بصيراً بالكلام يرد على أصول الأهواء كان من أعلم الناس بذلك. وقال ابن وهب: سمعت مالكاً يحدث أن ابن عجلان سأل ابن هرمز عن شيء فلم يعجبه ذلك فلم يزل ابن هرمز يخبره حتى فهم فقام إليه ابن عجلان فقبل رأسه. قال مالك: بلغني أن ابن شهاب قال لابن هرمز: نشدتك بالله ما علمت أن الناس كانوا يصلون فيما مضى ولم يكونوا يستنجون بالماء فصمت ابن هرمز. قلت لمالك: لم صمت عنه قال: لم يحب ان يقول نعم وهو أمر قد ترك.

(8/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 158
قال ابن وهب: قال بكر بن مضر: قال عبد الله بن يزيد بن هرمز: ما تعلمت العلم إلا لنفسي. قال ابن وهب: وحدثني محمد بن دينار أن عبد الله بن يزيد بن هرمز كان يقول: اني لأحب للرجل ان لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة. قال ابن وهب: وقال مالك: كان ابن هرمز رجلا كنت أحب ان أقتدي به. وحدثني مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فوجده جالساً على سرير له وهو وحده فذكر شرائع الاسلام وما انتقص منه وما يخاف من ضيعته وإن دموعه لتنسكب، قال: وقتل أبوه يوم الحرة. وحدثني مالك عن ابن هرمز أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: ان لهذا نظراً وتفكراً فيقال: أجل فافعل، فيقول: ما أحب ان أشغل نفسي في ذلك متى أصلي متى اذكر. وقال اني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده لا أدري ليأخذ بذلك من بعده. قال مالك: لم يكن أحد بالمدينة له شرف إلا اذا حزبه الأمر رجع الى أمر ابن هرمز وقوله،) وكان اذا قدمت المدينة غنم الصدقة وإبلها ترك اللحم ولم يأكله، فقيل له: لم قال: لأنهم كانوا يقدمون بها إلى الأمراء ولا يضعونها. في حقها وروى مالك عن ابن هرمز قال: اني لأعجب للإنسان أن يرزق الرزق الحلال فيرغب في الربح فيدخل في الشيء اليسير من الحرام فيفسد المال كله. قال ابن وهب: كان ابن زيد بن أسلم حدثنا عن ابن هرمز أنه قال: حين كف عن كلام: ما كنا الا قضاة ولكن لم نكن نعرف ما نحن فيه، فكانت الفروج تستحل بكلامنا وتؤخذ الأموال بكلامنا، أدركنا من كان قبلنا اذا سئلوا عن الشيء قال بعضهم لبعض: انظروا فيما يقول صاحبكم فيقولون: كلنا نشبه هذا الأمر بالأمر الذي كان في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه الذي

(8/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 159
كان في زمان أبي بكر في فلان وفي زمان عمر في فلان شك ذلك فقالوا: هو مثله، وقالوا: ليس عندنا شيء غير هذا، ثم اجترأنا أنا وربيعة وأبو الزناد فقلنا: أي شيء يلبس على الناس كأنه وشبهه قال: فاجترأنا وأبى القوم فقلنا نحن: هو مثله، وسئلنا عن أشياء فقلنا نكرهها، فجاء آخرون كانوا تحتنا فقالوا: لأي شيء نكرهها ما هو إلا حلال وحرام فاجترؤا على التي هبناها كما اجترأنا على التي هابها من كان قبلنا. مالك عن ابن هرمز قال: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري. وقال ابراهيم بن المنذر: حدثني مطرف عن مالك قال لي ابن هرمز: يا مالك لا نمسك بشيء من هذا الرأي اخذت عني فإني والله فجرت ذلك وربيعة. وروى مروان الطاطري عن مالك قال: جلست الى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل محشواً، كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء فاستحلفني أن لا أذكر اسمه في الحديث. وروى الحكم بن عبد الله عن أبيه عن مالك قال: رحت الى الصلاة الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة. وعن مالك قال: قال ابن أبي سلمة لعبد الله بن يزيد بن هرمز: الرجل

(8/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 160
يستفتيني فأفتيه برأيي يسعني ذلك قال: لا والله حتى تعلم، لو جاز ذلك لجاز للسقائين. مطرف عن مالك قال: كنا نأتي ابن هرمز فيلقي، بعضنا على بعض ونتكلم ومعنا ربيعة وابن أبي ربيعة وابن أبي سلمة فكثر كلامنا يوماً وداود بن قيس الفراء صامت لا يتكلم فقلنا لابن) هرمز: يا أبا بكر ما تقول قال: أما أنا فأحب أن أكون مثل هذا، وأشار إلى داود. قال أبو حاتم: يزيد بن هرمز أحد الفقهاء ليس بقوي، يكتب حديثه.
4 (عبد الله بن يزيد مولى المنبعثذ ن ق.)
مدني صالح الحديث. روى عن أبيه وزيد بن خالد الجهني وغيرهما. وعنه ربيعة الرائي وعباد بن اسحاق وسليمان بن مالك وجويرية بن أسماء وعبد الله بن عبد العزيز الليثي.
4 (عبد الله بن يزيد مولى الأسود المدني، ع)
عن أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. وعنه يحيى بن أبي كثير وأسامة بن زيد الليثي ومالك بن أنس. وقد وثق. وكان مقرئاً من موالي بني مخزوم.

(8/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 161
4 (عبد الله بن يزيد الصهباني الكوفي.)
عن يزيد بن الأحمر وكميل بن زياد. وعنه شعبة والثوري وشريك. وثقه ابن معين.
4 (عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي،)
عن أبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير ومحمد بن الحنفية وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وغيرهم. وعنه سفيان وشعبة وورقاء واسرائيل وأبو عوانة. وهو صالح الحديث. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وضعفه أحمد.
4 (عبد الحميد بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي العبدري، ع)
عن سعيد بن المسيب وعمته صفية بنت شيبة وعكرمة ومحمد بن عباد بن جعفر. وعنه ابن جريج وقرة بن خالد وسفيان بن عيينة. وكان ثقة ثبتاً.

(8/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 162
4 (عبد الحميد بن رافع. حجازي صدوق.)
) عن سعد بن كعب والحسن بن مسلم وأبي مرارة. وعنه ابن جريج وسفيان الثوري وجرير بن حازم ومسلم الزنجي وغيرهم.
4 (عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي. خ ت ن)
أمير الديار المصرية لهشام بن عبد الملك. له نسخة عن الزهري نحو مائتي حديث. وعنه يحيى بن أيوب والليث بن سعد. والليث فمولاه وبسببه نال الليث دنيا عريضة. قال ابن يونس: كان ثبتاً في الحديث، ولي إمرة مصر سنة ثمان عشرة وعزل بعد سنة. قال النسائي: ليس به بأس. يقال: مات سنة سبع وعشرين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله البصري السراج، م ن)
عن سعيد المقبري ونافع وعطاء. وعنه معمر وجرير بن حازم وحماد بن زيد. وثقه أبو حاتم.

(8/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 163
4 (عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني الجهني الكوفي، ع)
وكان يتجر إلى أصبهان. روى عن أنس وزيد بن وهب وعبد الله بن معقل وأبي صالح السمان. وعنه شعبة والسفيانان وشريك وأبو عوانة. وثقه ابن معين.
4 (عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ع أبو محمد التيمي المدني. الفقيه)
أحد الأعلام. سمع أباه وأسلم مولى عمر. ومحمد بن جعفر بن الزبير وغيرهم. وعنه شعبة وسفيان وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان والليث بن سعد ومالك والأوزاعي وابن عيينة وآخرون. وكان إماماً ورعاً حجة.) قال ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه وهو خال جعفر الصادق ولد في حياة عمة أبيه عائشة. وقال ابن عيينة: سمعت ابن القاسم وما بالمدينة يومئذ أفضل منه. وقال معن عن مالك: إنه رئي على ابن القاسم قميص هروي أصفر ورداء مورد. وقال غيره: استوفده الوليد بن يزيد فقدم فأدركه الأجل بحوران فمات بها سنة ست وعشرين.

(8/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 164
4 (عبد الرحمن بن معاوية، د ق أبو الحويرث الزرقي المدني.)
شهد جنازة جابر بن عبد الله. وروى عن حنظلة بن قيس الزرقي ومحمد بن جبير بن مطعم وأخيه نافع. وعنه سفيان وشعبة وأبو غسان محمد بن مطرف. قال مالك: ليس بثقة. وقال ابن معين: لا يحتج به. وقال غيره: لين. وقال حجاج عن أبي معشر عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قال: مكث موسى عليه السلام بعدما كلمه الله تعالى أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات. توفي أبو الحويرث سنة ثلاثين ومائة.
4 (عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان الأموي الأمير أبو الاصبغ.)
قام مع يزيد الناقص وحارب الوليد فجعله يزيد ولي عهده من بعد أخيه إبراهيم فيما قيل. وعبد العزيز هذا أخو السفاح لأمه ريطة بنت عبيد الله الحارثية. ولما غلب مروان الحمار على الأمر وثب أعوانه على عبد العزيز فقتلوه بداره

(8/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 165
في سنة سبع وعشرين ومائة. وكان قدرياً.
4 (عبد العزيز بن رفيعع أبو عبد الله الأسدي الطائفي. نزيل الكوفة.)
عن ابن عباس وابن عمر وشريح القاضي وأنس بن مالك وعبيد بن عمير وزيد بن وهب وجماعة. وعنه شعبة والثوري وأبو الأحوص وشريك وجرير بن عبد الحميد وأبو بكر بن عياش وسفيان) بن عيينة وآخرون. وحديثه نحو من ستين حديثاً. وكان أحد الثقات المسندين. وقد روى عنه رفيقه عمرو بن دينار، بلغنا عنه أنه قلما تزوج امرأة إلا وطلبت فاقه من كثرة جماعه. وقد مات في عشر المائة. توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (عبد العزيز بن صهيب البنانيع مولاهم البصري الأعمى.)
عن أنس وشهر وأبي نضرة العبدي.

(8/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 166
وعنه شعبة والسفيانان والحمادانة وابراهيم بن طهمان والمبارك بن سحيم وهشيم وعبد الوارث وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل. مات سنة ثلاثين ومائة.
4 (عبد الكريم بن فيروز، أبو بشر البصري الصفار.)
عن يزيد بن الشخير وأبي نضرة العبدي. وعنه حرب بن ميمون الأزدي وحرمي بن عمارة.
4 (عبد الكريم بن أبي المخارق، ت ن ق، وم متابعة أبو أمية.)
المعلم البصري نزيل مكة. روى عن أنس بن مالك وحسان بن بلال المزني والحارث الأعور ومجاهد وسعيد بن جبير وطائفة. وعنه أبو حنيفة ومالك وحماد بن سلمة والسفيانان وطائفة. روى عنه من شيوخه مجاهد وعطاء بن أبي رباح وكان أحد الفقهاء العلماء إلا أنه يقول بالإرجاء، وفي حديثه ضعف.

(8/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 167
قال أبو حاتم وغيره ضعيف، وكذا ضعفه أيوب السختياني. وقد استشهد به البخاري في صحيحه، وخرج له مسلم متابعة. ووفاته قريبة من وفاة سميه عبد الكريم الجزري.
4 (عبد الكريم بن مالك الجزري، ع أبو سعيد الحراني مولى بني أمية.)
) عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاوس وجماعة. وعنه سفيان الثوري ومالك وابن جريج ومعمر وزهير بن معاوية وعبيد الله ابن عمرو الرقي وابن عيينة. وكان أحد الأثبات وثقه النسائي ووصفه بالحفظ. مات سنة سبع وعشرين ومائة.
4 (عبد الملك بن أعين خ م أخو حمران بن أعين الشيباني مولاهم الكوفي. وله أيضاً)
أخوان: بلال وعبد الأعلى. روى هو عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبي وائل. وعنه محمد بن إسحاق والسفيانان. وهو صادق في الحديث لكنه من غلاة الرافضة. روى له ح م مقروناً بغيره.

(8/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 168
4 (عبد الملك بن حبيب ع أبو عمران الجوني البصري رأى عمران بن حصين.)
وروى عن جندب بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله بن الصامت وأبي بكر بن أبي موسى وغيرهم. وعنه شعبة وأبان العطار والحمادان وسهيل بن أبي حزم وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. وقال أبو سعيد بن الأعرابي: كان الغالب عليه الكلام في الحكمة وكان يقول أما والله إن لله عباداً آثروا طاعة الله على شهواتهم. وكان يقول: أجرى الله علينا وعليكم محبته وجعل قلوبنا أوطانا تحن اليه. توفي أبو عمران الجوني سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وعشرين.
4 (عبد الملك بن قطن الفهري، أمير الأندلس من قبل هشام بن عبد الملك قتل بها سنة خمس)
وعشرين ومائة.

(8/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 169
4 (عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، الأمير.)
مر في الحوادث كيف قتل في سنة ثلاثين ومائة بناحية اليمن.
4 (عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي ق والد عمر.)
) روى عن أبي أمامة الباهلي وعروة بن الزبير ونافع. وعنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز. ولم يدركه ولده. قال النسائي: ليس بالقوي وقال مرة: ضعيف. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال صدقة بن خالد: ثنا مروان بن جناح عن عبد الواحد بن قيس الأفطس مولى عمرو بن عقبة بن أبي سفيان وكان عالم أهل الشام بالنحو وكان معلم أولاد الخليفة يزيد بن عبد الملك. قال: قلت ليزيد: إني لست آخذ منكم شيئاً على التعليم للقرآن انما آخذ منكم على أدبي.
4 (عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبيرت الأسدي الزبيري.)
عن جده ابن الزبير. وعنه هشام بن عروة وجويرية بن اسماء وفليح بن سليمان. وهو مقل صويلح.

(8/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 170
4 (عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري.)
سمع أباه والشعبي. وعنه منصور بن زاذان وهشام الدستوائي وأبان بن يزيد وحماد بن سلمة وآخرون. وهو مقل صدوق.
4 (عبيد الله بن أبي يزيد المكي، ع مولى بني كنانة حلفاء الزهريين.)
عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعبيد بن عمير والحسين بن علي وسباع ابن ثابت ونافع بن جبير ومجاهد وطائفة سواهم. وعنه ابن جريج وشعبة وورقاء وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وآخرون. وثقه ابن المديني وغيره. وهو من أكبر شيوخ ابن عيينة. قال ابن عيينة: كان ابن جريج يحدثنا عن عبيد الله بن أبي يزيد ويقول: هذا شيخ قديم يوهم أنه قد مات فبينا أنا يوماً على باب دار اذ سمعت رجلاً يقول: أدخل بنا على عبيد الله بن أبي يزيد فقلت: من ذا قال: شيخ لقي ابن عباس، قلت: أدخل معكم قالوا: نعم، قال: فسمعت منه يومئذ أحاديث ثم أتيت ابن جريج فحدث عنه فقلت: قد سمعت منه، قال: وقد وقعت عليه فلم أزل) أختلف إليه حتى مات سنة ست وعشرين ومائة. وكان ثقة: قال: وعاش ستاً وثمانين سنة.

(8/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 171
قلت: وقع لنا من عالي روايته.
4 (عبيد بن الحسن المزني الكوفي، م د ق)
عن عبد الله بن أبي أوفي وعبد الرحمن بن معقل المزني. وعنه منصور والأعمش وسفيان وشعبة وقيس بن الربيع. وثقوه.
4 (عبدة بن أبي لبابة الاسدي، سوى د ثم الغاضري مولاهم أبو القاسم.)
الكوفي التاجر أحد العلماء الأثبات. سكن دمشق، وحدث عن ابن عمر وسويد بن غفلة وعلقمة وأبي وائل وزر بن حبيش. وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي وشعبة والسفيانان وآخرون. وكان شريكا للحسن بن الحر فقدما بتجارة إلى مكة وكانت أربعين ألفاً. قال أحمد بن حنبل: لقي عبدة ابن عمر بالشام. وقال الأوزاعي: لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل منه ومن الحسن بن الحر.

(8/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 172
وروى ابن ثوبان عن عبدة قال: كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود وقرأت عليهم القرآن. وقال الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة قال: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته. وقال حسين الجعفي: قدم الحسن بن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين بأربعين ألفاً تجارة فوافيا مكة وبأهلها فاقة وحاجة فقال الحسن لعبدة: هل لك أن نقرض ربنا عشرة آلاف قال: نعم، فأدخلوا مساكين أهل مكة داراً وبقوا يخرجون واحداً واحداً ثم يعطونه، فقسموا العشرة الآلاف، وفضل خلق فقال: هل لك أن نقرض ربنا عشرة آلاف أخرى قال: نعم، فقسموا فلم يزالا إلى أن قسما المال كله وتعلق بهما المساكين وقالوا: لصوص بعث معهم أمير المؤمنين بمال فخانوا. قال: فاستقرضوا عشرة آلاف حتى أرضوا بها من بقي، وطلبهم السلطان فاختفوا حتى ذهب أشراف مكة فأخبروا الوالي عنهما بفضل وصلاح. قال: فخرجوا من مكة بالليل ورجعوا إلى الشام.) وروي عن عبدة قال: ذقت ماء البحر الملح ليلة سبع وعشرين فوجدته عذباً. وقال أبو المغيرة: ثنا الأوزاعي عن عبدة قال: أقرب الناس من الرياء آمنهم منه. وقال ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة: سمعت عبدة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان أنهم لا يسألوني عن شيء ولا أسألهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.

(8/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 173
توفي عبدة في حدود سنة سبع وعشرين ومائة.
4 (عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم النوفلي المكي، م د ن ق)
عن ابن عمه سعيد بن محمد وعن سعيد بن جبير وعروة بن الزبير وجماعة. وعنه ابن جريج وابن اسحاق وسفيان بن عيينة. وثقه أحمد وغيره.
4 (عثمان بن عاصم أبو حصين الأسدي الكوفي، ع أحد الأشراف والأئمة.)
روى عن جابر بن سمرة وابن الزبير وأنس بن مالك والقاضي شريح وأبي وائل الأسود بن هلال وابراهيم النخعي وطائفة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وعبيد بن القاسم وأبو بكر بن عياش وآخرون. وكان من أركان المحدثين وثقاتهم، عثمانياً صالحاً خيراً، وكان سيد بني أسد بالكوفة. قال وكيع: كان أبو حصين يقول: أنا أقرأ من الأعمش، فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه: إهمز الحوت فهمزه، فلما كان من الغد قرأ أبو حصين في الصبح فهمز الحوت فقال له الأعمش لما سلم: كسرت ظهر الحوت يا أبا حصين فكان ما بلغكم، يعني وقع بينهما. رواها أبو هشام الرفاعي عن وكيع.

(8/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 174
قال: والذي بلغنا أنه قذف الأعمش فحلف الأعمش ليحدثنه، فكلمه بنو أسد فأبى فقال خمسون منهم: والله لنشهد أن أمه كما قال أبو حصين، فحلف الأعمش لا يساكنهم، وتحول. قال الدار قطني: أبو حصين سمع ابن عباس وزيد بن أرقم وابن الزبير. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لا ترى حافظاً يختلف على أبي حصين. وقال مسعر: أتى أبو حصين بجائزة من السلطان فلم يقبلها فقيل له: مالك لم تقبلها قال: الحياء والتكرم.) وقال أبو شهاب: سمعت أبا حصين يقول: إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر. وقال شعبة أنا أبو حصين وكان في خلفه زعارة. وروى أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال: دخلت أنا وعمي على ابن عباس وقرأت القرآن على يحيى بن وثاب. قال أبو عمرو الداني: أخذ عنه القراءة الأعمش، وكذا قال أبو عمرو. وروى أحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن عمران الأخنسي عن أبي بكر بن عياس قال: دخلت على أبي حصين وهو مختف من بني أمية فقال: إنهم يراودوني عن ديني والله لا أعطيهم إياه أبداً. توفي أبو حصين على الصحيح سنة ثمان وعشرين ومائة.
4 (عثمان بن عبد الله بن موهب، سوى دأبو عبد الله التيمي المدني الأعرج نزيل العراق.)

(8/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 175
عن أبي هريرة وأم سلمة وجابر بن سمرة وابن عمر وعبد الله بن أبي قتادة. وعنه شعبة وأبو حنيفة والثوري وشيبان واسرائيل وأبو عوانة. وثقه ابن معين وغيره. وفي الطبقات لابن سعد وهم وهو أنه قال: مات في خلافة المهدي سنة ستين ومائة، وإنما مات في حدود العشرين ومائة.
4 (عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمب، خ د ت)
لأبيه صحبة وجده عثمان أخو طلحة بن عبيد الله أحد العشرة. روى عن أبيه وأنس بن مالك وربيعة بن عبد الله بن الهدير. وعنه الضحاك بن عثمان وفليح بن سليمان وابراهيم بن أبي يحيى وآخرون. وثق.
4 (عثمان بن عمير أبو اليقظان البجلي الكوفي الأعمى، د ت ق)
ويقال عثمان بن قيس فلعله نسب إلى جده، ويقال له عثمان بن أبي حميد. روى عن أنس وأبي الطفيل وابي وائل وأبي عمر زاذان وابراهيم النخعي وعدي بن ثابت وعدة.)

(8/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 176
وعنه الأعمش وشعبة ومهدي بن ميمون وسفيان الثوري وشريك وآخرون. وهو ضعيف باتفاق وكان يغلو في تشيعه. قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: خرج أبو اليقظان في الفتنة مع ابراهيم ابن عبد الله بن حسن يعني سنة خمس وأربعين ومائة. قلت: فعلى هذا يتعين ان يحول إلى طبقة الأعمش.
4 (عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، بن شريق الثقفي الحجازي.)
عن سعيد بن المسيب والأعرج. وعنه ابن ابي ذئب وعبد الله بن جعفر المخرمي وابو بكر بن ابي سبرة وغيرهم. وثقه ابن معين.
4 (عثمان بن المغيرة الثقفي، خ المغيرة الكوفي الأعشى.)
عن علي بن ربيعة الوالي وزيد بن وهب وأبي عبد الرحمن السلمي ومجاهد. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وشريك وابو عوانة.

(8/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 177
وثقه ابن معين، وقال: هو عثمان بن أبي زرعة. قلت: وهو أعشى ثقيف.
4 (عروة بن أذينة، أبو عامر الليثي الحجازي. الشاعر المشهور.)
سمع ابن عمر. وعنه مالك في الموطأ وعبيد الله بن عمر وغيرهما. وله وفادة على هشام بن عبد الملك. وكان من فحول الشعراء. قال أبو داود: لا أعلم له حديثاً واحداً. ومن قوله السائر:
(ولقد وقفت على الديار لعلها .......... بجواب رجع تحية تتكلم)

(والعيس تسجع بالحنين كأنها .......... بين المنازل حين تسجع مأتم)

(نزلوا ثلاث مني بمنزل غبطة .......... وهم على عجل لعمرك ما هم)

(متجاورين بغير دار إقامة .......... لو قد أجد رحيلهم لم يندموا)
)
(ولهن بالبيت العتيق لبانة .......... والحجر يعرفهن لو يتكلم)

(لو كان حياً قبلهن ظعائنا .......... حيا الحطيم وجوههن وزمزم)

(8/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 178
4 (عطاء بن دينار الهذلي، د ت مولاهم المصري، يكنى أبا طلحة.)
روى عن عمار بن سعد التجيبي وحكيم بن شريك الهذلي وسعيد بن جبير. وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب ونافع بن يزيد وابن لهيعة. وثقه أحمد. توفي سنة ست وعشرين ومائة.
4 (عطاء بن صهيب الأنصاري خ م ت ق)
عن مولاه رافع بن خديج. وعنه يحيى بن أبي كثير وأيوب بن عتبة وعكرمة بن عمار والأوزاعي. وثقه النسائي.
4 (عطية بن قيس م قد ذكر في الطبقة الماضية مختصراً. وهو أبو يحيى الكلبي الدمشقي)
المذبوح. مقريء أهل دمشق مع ابن عامر ولكن لم يشتهر حرفه.

(8/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 179
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن أم الدرداء عن قراءتها عن أبي الدرداء. وروى عنه القراءة عرضاً علي بن أبي حملة وسعيد بن عبد العزيز والحسن بن عمران. قلت: وحدث عن عمرو بن عبسة ومعاوية وابن عمر والنعمان بن بشير وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن غنم. وغزا في أيام معاوية وأرسل عن أبي الدرداء وغيره. روى عنه ابنه سعد وعبد الله بن العلاء بن زبر وأبو بكر بن أبي مريم الغساني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم. قال، سعيد بن عبد العزيز: لم يكن أحد يطمع أن يفتح شيئاً من ذكر الدنيا في مجلس عطية. قال ابن عساكر: داره قبلي كنيسة اليهود. وكان قاريء الجند. توفي سنة إحدى وعشرين ومائة.
4 (عقيل بن طلحة السلمي ن ق من أبناء الصحابة.)
روى عن ابن عمر ومسلم بن هيصم وأبي جري الهجيمي.)

(8/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 180
وعنه شعبة وسلام بن مسكين وحماد بن سلمة. وثقه النسائي.
4 (العلاء بن عتبة الحمصي.)
عن خالد بن معدان وعمير بن هانيء وعنه الأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الله بن سالم الأشعري واسماعيل بن عياش صويلح الحديث.
4 (علي بن الحصين بن مالك بن الخشخاش العنبري البصري.)
عن أبي الشعثاء جابر بن زيد وعمر بن عبد العزيز وعنه المفضل بن لاحق وابن جريج وكان يرى رأي الخوارج قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن حبان: لا يحتج به.
4 (علي بن زيد بن جدعانً م تبعاً)

(8/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 181
مختلف في تاريخ موته. وهو في الطبقة الآتية.
4 (علي بن نفيل بن زراعد ق أبو النهدي الحراني جد أبي جعفر النفيلي الحافظ.)
روى عن سعيد بن المسيب. وعنه أبو المليح الرقي والنضر بن عربي الباهلي وغيرهما. قال أبو حاتم: لا بأس به. قيل: توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
4 (علي بن يحيى بن خلاد، خ د ن ق بن رافع الزرقي المدني.)
عن أبيه وعن عم أبيه رفاعة بن رافع وعنه ابنه يحيى بن علي ونعيم المجمر مع تقدمه ومحمد بن عمرو بن علقمة ومحمد بن اسحق وداود بن قيس الفراء وآخرون. وثقه ابن معين. قال ابن حبان في الثقات: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.)
4 (علي بنم يزيد بن أبي هلال، ت ق أبو عبد الملك الإلهاني الشامي.)

(8/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 182
عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن وله عنه نسخة مشهورة. وعنه عثمان بن أبي العاتكة وعبيد الله بن زحر ومحمد بن عبيد الله العرزمي ومعاذ بن رفاعة وآخرون. وله مناكير، وضعفه جماعة. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال غيره: متروك.
4 (عمار بن أبي عمار المكي م مولى بني هاشم وقيل: مولى بني نوفل.)
عن أبي قتادة الأنصاري وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري والكبار. وعنه خالد الحذاء وشعبة ومعمر وحماد بن سلمة وآخرون. وثقه أحمد وغيره.
4 (عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري ت ق المدني. وأبوه هو الذي يحدث أنه دجال.)
روى عن جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار. وعنه مالك بن أنس والضحاك بن عثمان ومحمد بن معن الغفاري. قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، قال: وكان مالك لا يقدم عليه في الفضل أحداً.

(8/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 183
مات في خلافة مروان بن محمد.
4 (عمارة بن عبد الله بن طعمة المدني د)
عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار أيضاً. وعنه مالك وابن إسحاق.
4 (عمران بن عبد الله بن طلحة بن خلف الخزاعي.)
عن ابن المسيب والقاسم. وعنه حماد بن سلمة وسلام بن مسكين. وما علمت فيه ضعفاً.
4 (عمران بن مسلم الجعفر الكوفي، الضرير.)
عن سويد بن غفلة وسعيد بن جبير وخيثمة بن عبد الرحمن. وعنه سفيان وشعبة وزائدة وأبو عوانة وجماعة. وهو صدوق.)

(8/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 184
4 (عمران بن مسلم بن رياح الثقفي.)
عن عبد الله بن معقل وعلي بن عمارة. وعنه سفيان وشريك وزكريا بن سياه. وثقه يحيى بن معين.
4 (عمر بن حسين المكي م)
عن نافع وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون وابن أبي ذئب ومالك وغيرهم. وثقه النسائي.
4 (عمر بن عبد الرحمن بن محيص م ت ن قيل اسمه محمد.)
يأتي.
4 (عمر بن قيس الماصر د أبو الصباح الكوفي.)
مولى ثقيف وقيل مولى الأشعث الكندي، وقيل هو عجلي وهو جد يونس

(8/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 185
ابن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن أبي مسلم الماصر العجلي. أصله من سبي الديلم. روى عن زيد بن وهب وشريح القاضي وعمر بن أبي قرة ومجاهد. وعنه مسعر والثوري وابن عون وزائدة. وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود. له في السنن حديث واحد وهو أيما رجل سببته أو لعنته فاجعلها عليه صلاة يوم القيامة.
4 (عمر بن المنكدر التيمي المدني.)
العابد الخاشع، له طبقة وأخبار في الكتب. قال نافع بن عمر الجمحي: قالت والدة عمر بن المنكدر له: إني أحب أن تنام، قال: يا أمه إني لأستقبل الليل فيهولني فيدركني الصبح وما قضيت حاجتي. وقد حزن عمر بن المنكدر عند الموت فعاده أبو حازم وكلمه فقال: إني أخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. وقيل: إن عمر بن المنكدر خالف أمه في شيء وكان الحق معه فقال: يا أمه أحب أن تضعي قدمك على خدي، قالت: يا بني وما الذي قلت فلم يزل بها حتى وضعت قدمها على) خده.

(8/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 186
4 (عمرو بن جابر أبو زرعة الحضرمي المصري ت ق)
عن جابر بن عبد الله وسهل بن سعد وعبد الله بن الحارث بن جزء. وعنه ابن لهيعة وضمام بن اسماعيل وبكر بن مضر وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وضعفه أبو أحمد بن عدي وغيره. قال ابن عدي: كان يقول إن علياً في السحاب. وقال ابن لهيعة: كان شيخاً أحمق كان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول: هذا علي.
4 (عمرو بن أبي حكيم الواسطي د ن المعروف بابن الكردي.)
عن الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وابن بريدة وعكرمة. وعنه خالد الحذاء وشعبة وعبد الوارث بن سعيد. وثقه د.
4 (عمرو بن دينار أبو محمد الجمحي، ع مولاهم المكي الأثرم.)
أحد أئمة الدين.

(8/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 187
سمع ابن عباس وابن عمر وجابراً وبجالة بن عبدة وأنس بن مالك وعبيد ابن عمير وعبد الرحمن بن مطعم وأبا الشعثاء وأبا سلمة وسعيد بن جبير وطاوساً وخلقاً سواهم. وروايته عن أبي هريرة في كتاب ابن ماجه. وعنه ابن جريج وشعبة والحمادان والسفيانان وورقاء ومحمد بن مسلم الطائفي وخلق. قال شعبة: ما رأيت أثبت في الحديث منه. وقال ابن عيينة: كان عمرو بن دينار لا يدع إتيان المسجد كان يحمل على حمار ماركبه إلا وهو مقعد، وكان يقول: أحرج على من يكتب عني فما كتبت عن أحد شيئاً، كنت أتحفظ، قال: وكان يحدث بالمعاني وكان فقيهاً رحمه الله. قال عبد الله بن أبي نجيح: ما رأيت أحداً قط أفقه من عمرو بن دينار لا عطاء ولا مجاهداً ولا طاوساً. وقال ابن عيينة: ثقة ثقة.) قلت: وكان عمرو بن دينار من الأبناء والأبناء بمكة وباليمن من أولاد الفرس. قال يحيى بن معين: أهل المدينة لا يرضونه يرمونه بالتشيع والتحامل على ابن الزبير ولا بأس به هو بريء مما يقولون.

(8/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 188
وقال عبد الرزاق عن معمر: كان عمرو بن دينار إذا جاءه رجل يريد أن يتعلم منه لم يحدثه، وإذا جاء إليه فمازحه وحدثه وألقى إليه الشيء انبسط إليه وحدثه. وقال ابن عيينة: كان عمرو قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء: ثلثاً ينام وثلثاً يدرس حديثه وثلثاً يصلي، وما كان أثبته. وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال: ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار. وروى اباهيم بن بشار عن ابن عيينة قال: قيل لإياس بن معاوية: أي أهل مكة رأيت أفقه قال: أسوأهم خلقاً عمرو بن دينار الذي كنت إذا سألته عن حديث كأنما تقلع عينه. وقد ذكره الحاكم في كتاب مزكى الأخبار وأنه سمع ايضاً من أبلي سعيد والبراء بن عازب وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة ق وزيد بن ارقم. وفي النفس من هذا وما أدري من أين أتى الحاكم بهؤلاء. ثم روى من طريق ابن عيينة عن ابن ابي نجيح قال: لم يكن بأرضنا أعلم من عمرو بن دينار ولا في جميع الأرض. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن شعبة يقدم أحداً على عمرو بن دينار في الثبت لا الحكم ولا غيره. وقال ابن المديني عن سفيان قال: أدركنا عمرو بن دينار وقد سقطت أسنانه ما بقي له إلا ناب فلو لا أنا أطلنا مجالسته لم نفهم كلامه. وقال إسحاق السلولي: ثنا عمرو بن ثابت سمعت ابا جعفر محمد بن علي يقول: إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء عمرو بن دينار فإنه كان يحبنا ويفيدنا. قال الواقدي: عاش عمرو بن دينار ثمانين سنة.

(8/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 189
وقال غيره: توفي في أول سنة ست وعشرين ومائة. قال النسائي: ثقة ثبت. وروى علي بن الحسين النسائي عن ابن عيينة قال: مرض عمرو بن دينار فعاده الزهري فلما) قام الزهري قال: ما رأيت شيخاً أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ. وقال يحيى القطان وأحمد بن حنبل: هو أثبت من قتادة. قال أحمد: وهو أثبت الناس في عطاء. قلت: يعني ابن أبي رباح فإنه روى أيضاً عن عطاء بن ميناء في الصحيحين وعن عطاء بن يسار في مسلم.
4 (عمرو بن سعد الفدكي ت ق مولى عثمان بن عفان.)
عن عطاء بن أبي رباح ورجاء بن حيوة ومحمد بن كعب وعمرو بن شعيب. وعنه يحيى بن أبي كثير وهو أكبر منه وعكرمة بن عمار والأوزاعي وعمر بن راشد. وثقه أبو زرعة.
4 (عمرو بن عامر الأنصاري الكوفي ع سمع أنساً.)

(8/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 190
وعنه شعبة ومسعر والثوري وشريك. وثقه أبو حاتم. فأما
4 (عمرو بن عامر البجلي. والد أسد بن عمرو والفقيه فيروي عن الحسن البصري وغيره.)
وعنه ابن عيينة والمحاربي وأبو عتيبة. وبقي إلى حدود الخمسين ومائة. صدوق.
4 (عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعيع الهمداني الكوفي.)
أحد الأعلام وشيخ الكوفة. رأى علياً رضي الله عنه يخطب. وروى عن زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو والبراء بن عازب وعدي ابن حاتم وجماعة من الصحابة وعن خلائق من كبار التابعين وينفرد بالأخذ عن كثير منهم فإنه كان إماماً طلابة للعلم. روى عنه الأعمش وسفيان وشعبة وزائدة وشريك وأبو الأحوص وإبراهيم ابن طهمان والأجلح وإسرائيل وإسماعيل بن أبي خالد وأشعث بن سوار والجراح أبو وكيع وجرير بن حازم وحجاج، وحديج وزهير ابنا معاوية والحسن بن صالح والحسين بن واقد وحماد الأبح وحمزة الزيات ورقبة بن مصقلة وزائدة

(8/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 191
وزكريا بن أبي زائدة وزيد بن أبي أنيسة وشعيب بن خالد) وشعيقب بن صفوان والمسعودي وعمار بن زريق وعمر بن عبيد ومالك بن مغول وفطر بن خليفة ومسعر وورقاء وأبو عوانة وحفيده يوسف بن إسحاق وابنه يونس والمطلب ابن زياد وابن عيينة وأبو بكر بن عياش وأمم سواهم. وقرأ عليه حمزة الزيات. وقد غزا الروم في خلافة معاوية وقال: سألني معاوية كم عطاء أبيك قلت: ثلاثمائة يعني في الشهر، قال: ففرضها لي. وعن أبي إسحاق قال: ولدت في خلافة عثمان لسنتين بقيتا منها. وقال ابن المديني: روى عن سبعين رجلاً أو ثمانين لم يرو عنهم غيره، وأحصيت مشيخته نحواً من ثلاثمائة شيخ، وقال في موضع آخر: أربعمائة شيخ. وقال آخر: سمع من ثمانية وثلاثين صحابياً. قال أبو حاتم: يشبه الزهري في الكثرة. وقال الأعمش: كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القاريء هذا الذي لا يلتفت. وروى محمد بن فضيل عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث ليال. قال ابن سعد: أبو إسحق هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع قال وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه.

(8/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 192
وقال سفيان عن أبي إسحاق: رأيت علياً رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية. وروى يونس بن أبي إسحق عن أبيه قال: قال لي أبي: قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين. وقال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: غزوت في زمن زياد ست غزوات. وقال أحمد بن حنبل: كان أبو إسحاق تزوج امرأة الحارث الأعور فوقعت إليه كتبه. وروى شبابة عن شعبة قال: لم يسمع أبو إسحاق من الحارث إلا أربعة أحاديث. وقال أبو بكر عن أبي إسحق قال: ما أقلت عيني غمضاً منذ أربعين سنة. وقال وكيع: ثنا الأعمش قال: كنت إذا خلوت بأبي إسحق حدثني بحديث عبد الله غضاً. وروى شعبة عن أبي إسحق قال: شهدت عند شريح في وصية فأجاز شهادتي وحدي. وقيل لشعبة: أسمع أبو إسحق من مجاهد قال: وما كان يصنع به هو أحسن حديثاً من مجاهد) ومن الحسن وابن سيرين. وقال عمر بن شبيب المسلمي: رأيت أبا إسحاق وهو شيخ كبير أعمى يسوقه إسرائيل يعني ابن ابنه ويقوده ابنه يوسف. وقال ابن عيينة: قال عون لأبي إسحق: ما بقي منك قال: أقرأ البقرة في ركعة. قال ذهب شرك وبقي خيرك.

(8/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 193
وقال عبد الله بن صالح العجلي: كان أبو إسحاق يحرض الشباب يقول: ما أستطيع أن أستوي قائماً حتى أعتمد على رجلين فإذا اعتدلت قائماً قرأت بألف آية. وقال أبو إسحاق: قد كبرت وضعفت ما أصوم إلا ثلاثة أيام من الشهر والاثنين والخميس وشهور الحرم رواه أبو الأحوص عنه. وقال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة رجال: فلأهل مكة عمرو بن دينار ولأهل المدينة ابن شهاب ولأهل الكوفة أبو إسحق والأعمش ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير نافلة. وقال أبو بكر بن عياش: ما سمعت أبا إسحاق يغتاب أحداً قط إذا ذكر رجلاً من الصحابة فكأنه أفضلهم عنده. وقال فضل بن مرزوق: سمعت أبا إسحاق يقول: وددت أني أنجو من علمي كفافاً. وقال أحمد وابن معين: أبو إسحاق ثقة. وقال عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو قال: جئت بمحمد ابن سوقة معي شفيعاً عند أبي إسحاق فقلت لإسرائيل: استأذن لنا على الشيخ، فقال: صلى بنا الشيخ البارحة فاختلط، فدخلنا فسلمنا عليه وخرجنا. وقيل: إنما سمع ابن عيينة منه وهو مختلط. وقال ابن معين: زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية واسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السوء وإنما أصحاب أبي إسحاق شعبة والثوري.

(8/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 194
وقال أحمد: ثنا سفيان قال: دخلت على أبي إسحاق فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو من المسجد فقلت: كيف أنت قال: مثل الذي أصابه الفالج لا تنفعني يد ولا رجل. وقال جرير عن مغيرة: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش.) قلت: لا يسمع هذا من مغيرة ولا يلتفت إليه. قال يحيى القطان: توفي أبو إسحاق سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخل الضحاك بن قيس غالباً على الكوفة. وفيها أرخه الهيثم والواقدي ويحيى بن بكير وابن نمير وخليفة وأحمد والفلاس وغيرهم. وقال أبو نعيم وأبو عبيد وابن أبي شيبة: مات سنة ثمان وعشرين. وكان أبو إسحاق ربما دلس.
4 (عمرو بن مالك النكرى، أبو يحيى وقيل أبو مالك. بصري صدوق.)
روى عن أبي الجوزاء أوس الربعي. وعنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وعباد بن عباد ونوح بن قيس الحداني وآخرون وابنه يحيى.
4 (عمرو بن مسلم بن عمارة م بن أكيمة الليثي المدني.)

(8/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 195
عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة بحديث من كان له ذبح فأهل ذو الحجة فلا يأخذ من شعره وأظفاره. رواه عنه سعيد بن أبي هلال ومالك ومحمد بن عمرو. وثقه ابن معين.
4 (عمرو بن مسلم الجندي اليمنيم د ت ن.)
عن عطاء وطاوس وعكرمة. وعنه زياد بن سعد وابن جريج ومعمر وابن عيينة وغيرهم. قال النسائي ليس بالقوي.
4 (عمير بن هانيء العنسي الدارانيع أبو الوليد.)
عن أبي هريرة ومعاوية خ م وابن عمر د. وعنه الزهري وقتادة والأوزاعي وابن جابر ومعاوية بن صالح وسعيد ابن عبد العزيز وأبو بكر بن أبي مريم وآخرون.

(8/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 196
وعمر دهراً، استنابه الحجاج على الكوفة ثم ولي خراج دمشق لعمر بن عبد العزيز. ويقال: إنه أدرك ثلاثين صحابياً.) وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كان عمير بن هانيء يضحك فأقول: ما هذا فيقول: بلغني أن أبا الدرداء كان يقول: إني لأستجمة ليكون أنشط لي في الحق فقلت له: أراك لا تفتر من ذكر الله تعالى فكم تسبح قال: مائة ألف إلا أن تخطيء الأصابع. وقال سعيد بن عبد العزيز عن عمير بن هانيء قال: وجهني عبد الملك بكتب إلى الحجاج وهو محاصر ابن الزبير وقد نصب المنجنيق يرمي على البيت فرأيت ابن عمر إذا أقيمت الصلاة صلى مع الحجاج وإذا حضر ابن الزبير المسجد صلى معه فقلت: يا أبا عبد الرحمن تصلي مع هؤلاء فقال: يا أخا أهل الشام صل معهم ما صلوا ولا تطع مخلوقاً في معصية الخالق فقلت: ما قولك في أهل مكة قال: ما أنا لهم بعاذر، قلت: فما تقول في أهل الشام قال: ما أنا لهم بحامد كلاهما يقتتلون على الدنيا يتهافتون في النار تافت الذباب في المرق، قلت: فما قولك في هذه البيعة التي أخذها علينا ابن مروان فقال: إنا كنا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فكان يلقننا فيما استطعتم. قال أحمد العجلي: تابعي ثقة. وقال الفسوي: لا بأس به. وقال أيوببن حسان: ثنا ابن جابر حدثني عمير بن هانيء قال: ولاني الحجاج الكوفة فما بعث إلي في إنسان أحده إلا حددته ولا في إنسان أقتله إلا

(8/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 197
أرسلته، فبينا أنا على ذلك إذ بعث إلى الجيش أسيرهم إلى أناس أقاتلهم، فقلت: ثكلتك أمك عمير كيف بك، فلم أزل أكاتبه حتى بعث إلي أنصرف، فقلت: والله لا أجتمع أنا وأنت فيبلد، فجئت وتركته. وقال العباس بن الوليد بن صبيح: قلت لمروان الطاطري: لا أرى سعيد ابن عبد العزيز روى عن عمير بن هانيء. قال: كان أبغض إلى سعيد من النار، قلت: ولم قال: أو ليس هو القائل على المنبر حين بويع ليزيد بن الوليد: سارعوا إلى هذه البيعة إنما هما هجرتان هجرة إلى الله ورسوله وهجرة إلى يزيد. فسمعت أبي محمداً يقول: رأيت ابن مرة وهو على دابة وقد سمط خلفه رأس عمير بن هانيء وهو داخل به إلى مروان الحمار فقلت في نفسي: أي رأس يحمل. وقال هشام بن عمار: قتل في سنة سبع وعشرين ومائة. وقال أبو داود: قتل عمير صبراً بدارياً أيام فتنة الوليد بن يزيد لأنه كان يحرض على قتله فقتله ابن مرة وسمط رأسه خلفه ودخل به دمشق إلى مروان ابن محمد سن سبع وعشرين.) وقال أحمد بن أبي الحواري: إني لأيغضه. وقال أبو داود: كان قدرياً.
4 (عون بن أبي شداد العقيليق ويقال العبدي البصري أبو معمر)
عن أنس بن مالك وهرم بن حبان ومطرف بن الشخير وأبي عثمان النهدي وجماعة.

(8/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 198
وعنه عبيس بن ميمون ونوح بن قيس وهشام الدستوائي وخلف بن خليفة وسليمان بن المغيرة وطائفة. وثقه ابن معين وغيره.
4 (عيسى بن أبي الكوفيت ن.)
عن شريح القاضي والشعبي. وعنه سفيان وإسرائيل وقيس بن الربيع. وثقه أحمد وابن معين وضعفه يحيى القطان.

(8/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 199
4 (حرف الغين)

4 (غيلان بن أنس الكلبيد ق مولاهم الدمشقي.)
عن أبي سلمة وعكرمة وعمر بن عبد العزيز. وعنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة وعيسى بن موسى القرشي.
4 (غيلان بن جرير أبو يزيد المعولي الأزدي البصريع.)
عن أنس بن مالك وعبد الله بن معبد الزماني وزياد بن رياح وأبي بردة وابن أبي موسى. وعنه أيوب وشعبة وجرير بن حازم وأبو هلال وحماد بن زيد ومهدي بن ميمون. وكان ثقة. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.

(8/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 200
4 (حرف الفاء)

4 (فرات بن أبي عبد الرحمن التميميع البصري القزاز. نزيل الكوفة.)
عن أبي الطفيل وعبيد الله بن القبطية وسعيد بن جبير وأبي حازم الأشجعي. وعنه ابنه الحسن والسفيانان وشعبة وشريك وإسرائيل وأبو الأحوص. وثقه ابن معين.
4 (فراس بن يحيى الهمداني الكوفيع أبو يحيى المؤدب.)
) عن الشعبي وأبي صالح السمان. وعنه سفيان وشعبة وشيبان وأبو عوانة. وثقه أحمد. قال ابن حبان: مات سنة تسع وعشرين ومائة.

(8/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 201
4 (فرقد بن يعقوب السبخي ت ق أبو يعقوب البصري الحائك. أحد العباد الأعلام.)
عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وربعي بن حراش ومرة الطيب وأبي الشعثاء. وقيل إنه روى عن أنس بن مالك. وعنه سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وهمام وصدقة بن موسى وحماد ابن زيد وغيرهم. وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: ليس بقوي. وقال الدار قطني: ضعيف. قلت: له قصص ومواعظ. روى عن جعفر بن سليمان عن فرقد قال: قرأت في التوراة: أمهات الخطايا ثلاث أول ذنب عصي الله به: الكبر والحسد والحرص. وروي عن رجل قال: دعي الحسن البصري إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يا فرقد لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله عز وجل. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد: حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان: سمعت فرقد السبخي يقول: قرأت في التوارة من أصبح

(8/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 202
حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن جالس غنياً فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن أصابته مصيبة فشكاها إلى الناس فكأنما يشكو ربه.
4 (فضيل بن طلحة الأنصاري البصري.)
عن الحسن ومعاوية بن قرة. وعنه مسعر وشعبة وأيوب أبو العلاء وأبو عوانة. وهو صالح الحديث.

(8/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 203
4 (حرف القاف)
)
4 (القاسم بن أبي أيوب الأصبهانين ثم الواسطي الأعرج.)
عن سعيد بن جبير حديث الفتون بطوله. وعنه شعبة وأصبغ بن زيد وهشيم وأبو خالد الدالاني. وثقه أبو حاتم وأبو داود، وانفرد عنه بحديث الفتون أصبغ، وفيه لين.
4 (القاسم بن أبي بزة ع أبو عبد الله ويقال أبو عاصم مولى عبد الله ابن السائب بن صيفي)
المخزومي المكي. وكان أبو بزة من سبي همدان فيما قيل. عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد. وعنه حجاج بن أرطاة وشعبة ومسعر وآخرون.

(8/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 204
وثقوه. ومات سنة أربع وعشرين. ومن ولده البزي صاحب القراءة.
4 (القاسم بن عباسم د ت ق بن محمد بن معتب بن أبي لهب ابن عبد المطلب أبو العباس)
الهاشمي المدني. عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس ونافع بن جبير. وعنه بكير بن الأشج وهو من أقرانه وابن أبي ذئب. وثقه ابن معين. وتوفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (القاسم بن عبد الله المعافري المصري.)
عن سعيد بن المسيب وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه يحيى بن أيوب وابن لهيعة. توفي في حدود العشرين ومائة.
4 (قاسم بن يزيد الرحال.)
عن أنس بن مالك.

(8/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 205
وقع لنا حديثه عالياً في كتاب البعث روى عنه حماد بن سلمة وابن عيينة.) وثقه ابن معين.
4 (قطن بن وهب الليثيم ن ويقال الخزاعي المدني أبو الحسن.)
عن عبيد بن عمير ويحنس مولى آل الزبير. وعنه الضحاك بن عثمان وعبيد الله بن عمر ومالك بن أنس. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (قيس بن الحجاج بن خليت ق الكلاعي ثم السلفي المصري وقيل دمشقي.)
عن حنش الصنعاني وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه عبد الله بن عياش القتباني والليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل وأخوه عبد الأعلى وآخرون. وكان رجلاً صالحاً صدوقاً ما جرحه أحد. توفي سنة تسع وعشرين ومائة.

(8/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 206
4 (قيس بن سالم أبو جزرة المؤذن.)
عن أبي أمامة بن سهل. وعنه يحيى بن أيوب والليث بن سعد. كناه أبو أحمد الحاكم، وله حديث يستنكر.
4 (قيس بن طلق بن علي بن المنذر الحنفي اليمامي.)
عن أبيه. وعنه عبد الله بن بدر وعبد الله بن النعمان السحيمي وأيوب بن عتبة وعكرمة ابن عمار ومحمد بن جابر اليماميون وغيرهم. وثقه ابن معين. وله عدة أحاديث في السنن. ضعفه أحمد بن حنبل.
4 (قيس بن وهب الهمداني الكوفيم د ق.)
عن أنس وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الوداك جبر بن نوف. وعنه الثوري وأبو حمزة السكري وشريك. وثقه أحمد وغيره.

(8/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 207
4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن الحارث أبو أمين الحميري.)
) عن القاسم أبي عبد الرحمن. وعنه خالد بن معدان وهو شيخه وأرطاة بن المنذر ومعاوية بن صالح. له حديثان. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (كثير بن خنيس الليثي.)
عن أنس وعمرة. وعنه جعفر بن ربيعة وأسود بن العلاء ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثقه ابن معين.
4 (كثير بن زياد أبو سهل الأزديد ت ق العتكي البصري. نزيل بلخ.)

(8/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 208
عن أبي العالية والحسن ومسة الأزدية. وعنه عمر بن الرماح وابن شوذب وحماد بن زيد وجعفر الأحمر. وثقه أبو حاتم.
4 (كثير بن فرقدخ د ن مدني سكن مصر.)
وروى عن نافع وأبي بكر بن حزم وعبد الله بن مالك بن حذافة. وعنه عمرو بن الحارث والليث ومالك وابن لهيعة. وثقه ابن معين وغيره. ومات شاباً.
4 (كثير بن كثير بن المطلبخ د ن ق بن أبي وداعة السهمي المكي)
أخو جعفر وعبد الله. عن أبيه وسعيد بن جبير. وعنه إبراهيم بن نافع وابن جريج ومعمر وسفيان بن عيينة. وثقه أحمد. وقال ابن سعد: كان شاعراً قليل الحديث.
4 (كثير بن معدان البصري.)

(8/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 209
عن القاسم بن محمد وسالم. وعنه أبو هلال وسليمان بن المغيرة والحمادان. قال أبو حاتم: يقال له كثير بن أبي كثير وكثير بن أبي أعين أبو محمد، وكل صحيح.
4 (كعب بن علقمة م د ت ن بن كعب بن عدي التنوخي المصري أبو عبد الحميد. وقيل لجده)
) كعب صحبة، ورأى هو عبد الله بن الحارث الزبيدي. وروى عن أبي تميم الجيشاني وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن شماسة ومرثد بن عبد الله اليزني وطائفة سواهم. وعنه حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وغيرهم. وكان أحد الثقات العلماء. توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (كلثوم بن جبر أبو محمد البصريم ن.)
عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وسعيد بن جبير. وعنه ابن عون وابنه ربيعة بن كلثوم والحمادان وعبد الوارث. وثقه أحمد.

(8/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 210
4 (كلثوم بن عياض القشيري أحد الأمراء. مر في الحوادث.)

4 (كنانة مولى صفية أم المؤمنين. أدرك خلافة عثمان وعمر دهراً. وحديث عن صفية وأبي)
هريرة. وعنه زهير بن معاوية وأخوه حديج بن معاوية وسعدان بن بشر الجهني وهاشم بن سعيد.
4 (الكميت بن زيد الأسدي الكوفي، شاعر زمانه يقال إن شعره أكثر من خمسة آلاف بيت.)
روى عن الفرزدق وأبي جعفر الباقر. وعنه والبة بن الحباب الشاعر وحفص بن سليمان الغاضري وأبان بن تغلب وآخرون. وقد وفد على الخليفتين يزيد وهشام ابني عبد الملك. قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم، حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكراً. وقال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان.

(8/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 211
قال ابن عساكر: كميت بن زيد بن خنيس بن المجالد أبو المستهل الأسدي أسد خزيمة. روى المبرد عن الزيادي قال: كان عم الكميت رئيس قومه فقال يوماً: يا كميت لم لا تقول الشعر ثم أخذه فأدخله الماء فقال: لا أخرجك أو تقول الشعر، فمرت به قنبرة فأنشد متمثلاً:
4 (يا لك من قنبرة بمعمر فقال عمه ورحمه: قد قلت شعراً، فقال هو: لا أخرج أو أقول لنفسي،)
فما رام حتى قال قصيدته المشهورة، ثم غدا على عمه فقال: اجمع لي العشيرة ليسمعوا،) فجمعهم له فأنشد:
(طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب .......... ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب)

(ولم تلهني دار ولا رسم منزل .......... ولم يتطربني بنان مخضب)

(ولا أنا ممن يزجر الطير همه .......... أصاح غراب أم تعرض ثعلب)

(ولا السانحات البارحات عشية .......... أمر سليم القرن أم مر أعضب)
فقال له عمه: فأي شيء فقال:
(ولكن إلى أهل الفضائل والنهى .......... وخير بني حواء والخير يطلب)

(إلى النفر البيض الذين بحبهم .......... إلى الله فيما نابني أتقرب)

(بني هاشم رهط الرسول فإنني .......... لهم وبهم أرضى مراراً وأغضب)

(وطائفة قد أكفرتني بحبهم .......... وطائفة قالت: مسيء ومذنب)
قال ابن فضيل عن ابن شبرمة: قلت للكميت: إنك قلت في بني هاشم فأحسنت وقد قلت في بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم، قال: إني إذا قلت أحببت أن أحسن. وكان الكميت شيعياً.

(8/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 212
قيل: إنه لما مدح علي بن الحسين قال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ثم أنشده قصيدة له، فلما فرغ منها قال: ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لن يعجز عن مكافأتك، وقسط على نفسه وأهله أربعمائة ألف درهم، فقال له: خذ هذه يا أبا المستهل، فقال: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً ولكن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فقام فنزع ثيابه فدفعها إليه كلها ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق فأمته شهيداً وأحيه سعيداً وأره الجزاء عاجلاً وأجر له جزيل المثوبة آجلاً فإنا قد عجزنا عن مكافأته. قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه. وروي أن الكميت أتى باب مخلد بن يزيد بن المهلب فصادف على بابه أربعين شاعراً فاستأذن فقال له الأمير: كم رأيت على الباب شاعراً قال: أربعين. قال: فأنت جالب التمر إلى هجر، قال: إنهم جلبوا دقلاً وجلبت أزاذا. قال: فهات، فأنشده:)
(هلا سألت منازلاً بالأبرق .......... درست وكيف سؤآل من لم ينطق)

(لعبت بها ريحان ريح عجاجة .......... بالسافيات من التراب المعبق)

(والهيف رائحة لها بنتاجها .......... طفل العشي بذي حناتم سرق)
الهيف ريح حارة. والحناتم: جرار، شبه الغنم بها

(8/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 213
(غيرن عهدك بالديار ومن يكن .......... رهن الحوادث من جديد يخلق)

(دار التي تركتك غير ملومة .......... دنفاً فأرع بها عليك وأشفق)

(قد كنت قبل تنوء من هجرانها .......... فاليوم إذ شط المزار بها ثق)

(والحب فيه حلاوة ومرارة .......... سائل بذلك من تطعم أو ذق)

(ما ذاق بؤس معيشة ونعيمها .......... فيما مضى أحد إذا لم يعشق)
فلما بلغ:
(بشرت نفسي إذ رأيتك بالغنى .......... ووثقت حين سمعت قولك لي ثق)
فأمر بالخلع فأفيضت عليه حتى استغاث من كثرتها. وقد أجاز الكميت أمير خراسان أبان بن عبد الله البجلي على أبيات بخمسين ألفاً. وعن أبي عكرمة الضبي عن أبيه قال: كان يقال: ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت، فمن صحح الكميت نسبه صح ومن طعن فيه وهن. قال المبرد: وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد، فلما فرغ قال: يا غلام أيسرك أني أبوك قال: أما أبي فلا أريد به بدلاً ولكن يسرني أن تكون أمي، فحصر الفرزدق وقال: ما مر بي مثلها. قال أبو القاسم الحافظ: وبلغني أن الكميت ولد سنة ستين ومات سنة ست وعشرين ومائة.

(8/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 214
4 (حرف الميم)

4 (مالك بن دينار الزاهد أبو يحيى البصري أحد الأعلام. يقال إن أباه من سبي سجستان،)
وولاؤه لامرأة من بني ناجية بن أسامة بن لؤي. روى عن أنس وعن الأحنف بن قيس وسعيد بن جبير والحسن وابن سيرين والقاسم بن محمد وجماعة. وعنه سعيد بن أبي عروبة وابن شوذب وهمام وأبان بن يزيد وعبد السلام ابن حرب والحارث) بن وجيه وآخرون. قال ابن المديني: له نحو أربعين حديثاً. وقال النسائي: ثقة. فناهيك بتوثيق النسائي، وقد استشهد به البخاري.

(8/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 215
وعن سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو قال: معرفة الله تعالى. وروى جعفر بن سليمان عنه قال: إن الصديقين إذا قريء عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة ثم يقول: خذوا فيقرأ ويقول: إسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. وروى جعفر عنه قال: إذا لم يكن في القلب حزن خرب كما إذا لم يكن في البيت ساكن خرب. قال ابن سعد: كان مالك ثقة قليل الحديث كان يكتب المصاحف. وقال جعفر بن سليمان: ثنا مالك بن دينار قال: أتينا أنس بن مالك أنا وثابت ويزيد الرقاشي وزياد النميري فنظر إلينا فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإني لأدعو لكم بالأسحار. قال الدار قطني: مالك بن دينار ثقة ولا يكاد يحدث عنه ثقة. قلت: أكثر من يروي عنه ثقات فيما علمت لكن الحارث بن وجيه ونابتة ضعفا. قال السري بن يحيى: سمعت مالكاً يقول: إنه لتأتي علي السنة لا آكل فيها لحماً إلا من أضحيتي يوم الأضحى. وقال سليمان التيمي: ما أدركت أزهد من مالك بن دينار. وقال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله يجمع الخلائق فيقول: يا مالك فأقول: لبيك، فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني فيقول: كن تراباً.

(8/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 216
وقال رباح بن عمرو القيسي: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل علي جابر بن زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك مالك عمل إلا هذا تنقل كتاب الله، هذا والله الكسب الحلال. وعن شعبة قال: كان أدم مالك بن دينار كل سنة بفلسين ملحاً. وقال جعفر: كان مالك بن دينار يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة وفي الشتاء فروة وكان ينسخ المصحف في أربعة أشهر فيدع أجرته عند البقال فيأكله.) وعنه قال: لو استطعت لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم ولو وجدت أعواناً لفرقتهم ينادون في الدنيا: يأيها الناس النار النار. وقال معلى الوراق: سمعت مالك بن دينار يقول: خلطت دقيقي بالرماد فضعفت عن الصلاة ولو قويت على الصلاة ما أكلت غيره. معلى الوراق لا أعرفه. قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله جعل رزقي في حصاة أمصها لا ألتمس غيرها حتى أموت. وقال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره مذمتهم لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط. وروي عن السري بن مغلس السقطي أن لصاً دخل بيت مالك بن دينار فما وجد شيئاً فجاء ليخرج فناداه مالك: سلام عليكم، فقال: وعليك السلام، قال: ما حصل لكم شيء من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة قال: نعم، قال: توضأ من هذا المركن وصل ركعتين، ففعل ثم قال: يا سيدي أجلس

(8/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 217
إلى الصبح، قال: فلما خرج مالك إلى المسجد قال أصحابه: من هذا معك قال: جاء يسرقنا فسرقناه. قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: إذا تعلم العبد العلم ليعمل به كسره علمه وإذا تعلم العلم لغير العمل زاده فخراً. وروى الأصمعي عن أبيه قال: مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته فقال مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين قال له المهلب: أما تعرفني قال: أعرفك أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بينهما تحمل العذرة، فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة. قال هدبة: ثنا حزم القطعي قال: دخلنا على مالك بن دينار وهو يكيد بنفسه فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا لفرج. قال السري بن يحيى: مات سنة سبع وعشرين ومائة. وقال خليفة وابن المديني وغيرهما: مات مالك بن دينار سنة ثلاثين ومائة.
4 (مجزأة بن زاهر الأسلمي الكوفيخ م ن.)
عن أبيه وعبد الله بن أبي أوفى وأهبان بن أوس وناجية الأسلميين ولهم صحبة.) وعنه شعبة وإسرائيل وشريك. وثقه أبو حاتم.

(8/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 218
4 (مجمع التيمي. أحد العابدين. وهو ابن سمعان أبو حمزة الكوفي الحائك قلما روى.)
حكى عن ماهان الزاهد. روى عنه أبو حيان التيمي وأبو التياح وسفيان الثوري وغيرهم. ذكره أبو بكر بن عياش مرة فقال: ومن كان أورع من مجمع. وقال سفيان الثوري: ليس شيء من عملي أرجو أن لا يشوبه شيء مثل حبي مجمعاً التيمي. وقال ابن معين: مجمع ثقة. وروى ابن أبي حاتم عن أبيه قال: دعا مجمع الله أن يميته قبل الفتنة فمات من ليلته وخرج زيد بن علي من الغد. قلت: قد مر أن زيداً خرج في سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة.
4 (محمد بن زياد القرشيع مولى عثمان بن مظعون الجمحي المدني نزيل البصرة.)
روى عن عائشة وأبي هريرة وابن عمر وابن الزبير. وله نحو من خمسين حديثاً.

(8/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 219
روى عنه يونس بن عبيد ومعمر وشعبة والحمادان وإبراهيم بن طهمان والربيع بن مسلم وجماعة. وثقه أحمد وغيره. مات بعد العشرين ومائة. وقع لي من عواليه.
4 (محمد بن زيد الكندي البصريق قاضي مرو.)
عن سعيد بن المسيب وأبي شريح وسعيد بن جبير. وعنه مقاتل بن حيان ومعمر بن راشد.
4 (محمد بن شبيب الزهرانيم ن.)
عن شهر بن حوشب والحسن البصري. وعنه معمر وشعبة وحماد بن زيد وجماعة. وثقه النسائي.
4 (محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميميع الضبي البصري.)
) سيد بني تميم وشريفهم. عن عبد الله بن شداد بن الهاد والحسن بن سعد وعبد الرحمن بن أبي بكرة. وعنه شعبة ومهدي بن ميمن وجري بن حازم وآخرون. وثقه ابن معين.

(8/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 220
4 (محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني خ م ن ق أبو الرجال أحد الثقات.)
عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وأنس بن مالك. وعنه سعيد بن أبي هلال ويحيى بن سعيد الأنصاري ومالك والثوري وابناه محمد وحارثة ابنا أبي الرجال.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محيصنم ت ن السهمي المكي المقريء.)
قاريء أهخل مكة مع ابن كثير ولكن قراءته شاذة فيها ما ينكر وسنده غريب. وقد اختلف في اسمه على عدة أقوال فقيل عمر بن عبد الرحمن وقيل محمد ابن عبد الله وقيل عبد الرحمن بن محمد بن محيصن. قرأ على مجاهد وسعيد بن جبير ودرباس مولى ابن عباس، وحدث عن أبيه وصفية بنت شيبة ومحمد بن قيس بن مخرمة وعطاء وغيرهم. وعنه ابن جريج وشبل بن عباد وعبد الله بن المؤمل المخزومي وهشيم وابن عيينة وآخرون. وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وشبل وعيسى بن عمر. قال ابن المديني: قلت لسفيان: ابن محيصن هذا يعني عمر هو الذي كان قارئاً هنا بمكة قال نعم قلت: سماه ابن عدي عمر فقال: هذا الصواب، ومحمد أسن من عمر.

(8/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 221
وقال ابن مجاهد: كان ابن محيصن عالماً بالعربية وله اختيار لم يتبع فيه أصحابه. وقال أبو عبيد: كان ابن محيصن أعلمهم بالعربية. وقال ابن مجاهد: هو محمد بن عبد الرحمن بن محيصن ويقال محمد ابن عبد الله ويقال عبد الرحمن بن محمد. وقال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا مصعب الزبيدي قال: هو عبد الرحمن بن محيصن وسماه عيسى بن مرة محمد بن عبد الرحمن، وكذلك سماه شبل بن عباد. وقد سماه الحاكم، أبو عبد الله وأبو أحمد السامري وغيرهما: عبد الله ابن محيصن.) وسماه يحيى بن معين وغيره: عمر بن محيصن. توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ع الأنصاري)
المدني. وقيل أسعد بدل سعد فأسعد بن زرارة جده لأمه. روى عن عمته عمرة بنت عبد الرحمن وعن خاله يحيى بن أسعد وابن كعب ابن مالك ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي والأعرج وجماعة.

(8/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 222
وعنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري وشعبة وسفيان بن عيين وآخرون. وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز. وثقه ابن سعد وغيره. ومات سنة أربع وعشرين ومائة.
4 (محمد بن عبد الرحمن أبو جابر البياضي الأنصاري المدني. أحد الضعفاء.)
عن سعيد بن المسيب وصالح مولى التوءمة. وعنه حجاج بن أرطاة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن أبي يحيى وغيرهم. قال الشافعي: بيض الله عيني من يحدث عن أبي جابر البياضي. وقال مالك: ليس بثقة. وهو قليل الحديث. قال ابن سعد: مات سنة ثلاثين ومائة.
4 (محمد بن عبد الرحمن أبو عيسى المؤذن.)
شيخ مصري. روى عن أبي مرزوق التجيبي والضحاك بن شرحبيل. وعنه سعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة.

(8/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 223
4 (محمد بن علي بن عبد الله بن عباس م بن عبد المطلب الهاشمي أبو عبد الله. والد)
السفاح والمنصور. روى عن أبيه وسعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز، وأرسل عن جده. وعنه ابناه وحبيب بن أبي ثابت ويزيد بن أبي زياد وهشام بن عروة وآخرون.) وبينه وبين أبيه في المولد أربع عشرة سنة فكان أبوه يخضب فيظن من لا يدري أن محمداً هو الأب. عاش محمد ستين سنة. قال ابن سعد: كان عبد الله بن محمد بن الحنفية قد أوصى إلى محمد ودفع إليه كتبه وألقى إليه إن هذا الأمر في ولدك. وكان عبد الله قد قرأ الكتب وسمع، وكان محمد بن علي جميلاً وسيماً نبيلاً كأبيه، وكان ابتداء دعوة بني العباس إلى محمد ولقبوه بالإمام وكاتبوه سراً بعد العشرين ومائة. ولم يزل أمره يقوى ويتزايد فعاجلته المنية حين انتشرت دعوته بخراسان فأوصى بالأمر إلى ابنه ابراهيم فلم تطل مدته بعد أبيه فعهد إلى أخيه أبي العباس السفاح. قال مروان بن شجاع: سمعت أبن أبي عبلة يقول: دخل محمد بن علي على أمير المؤمنين عمر بن العزيز فلما خرج قال عمر: لو كان إلي من الخلافة شيء لقمصتها هذا الخارج. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا ابن صرما وابن عبد السلام قالا: أنا الأرموي أنا ابن النقور أنا أبو الحسن السكري أنا أبو عبد الله الصوفي ثنا يحيى بن معين

(8/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 224
ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة وأحبوني لحبه وأحبوا أهل بيتي لحبي. هذا حديث غريب رواه الترمذي عن أبي داود السجستاني عن ابن معين فوقع بدلاً بعلو درجتين، تفرد به هشام بن يوسف قاضي صنعاء، والنوفلي لا يعرف، ولعل ابن معين تفرد به. قال الزبير بن بكار: أمه هي العالية بنت عبيد الله بن عبد الله بن عباس، وأمها عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان. ويقال: إن محمد بن علي ولد سنة أربع وستين. قال يعقوب بن شيبة: بلغني عن ابن الكلبي عن أبيه قال: كان محمد بن علي من أجمل الناس وأمدهم قامة وكان رأسه مع منكب أبيه وكان رأس أبيه مع منكب عبد الله بن عباس وكان رأس ابن عباس مع منكب أبيه رضي الله عنهم. وروى سليمان بن أبي شيخ عن حجر بن عبد الجبار عن عيسى بن علي وذكر محمد بن علي فذكر من فضله حتى قدمه على أبيه، قال: وكان أبو هاشم بن محمد بن الحنفية قبيح الخلق والهيئة قبيح الدابة وكان لا يذكر ابن علي بن عبد الله ابن عباس في موضع إلا عابه فبعث أبي) ولده محمد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك فأتى أبا هاشم فكتب عنه العلم. وكان إذا قام أبو هاشم يأخذ له بركابه فكف عن أبيه، وكان أبي يلطف ابنه محمداً بالشيء يبعث به إليه فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم فمرض مرضه الذي مات فيه فقالوا: من تأمرنا أن تأتي بعدك فقال: هذا وهو عنده قالوا: ومن هذا وما لنا وله قال: لا أعلم أحداً أعلم منه ولا خيراً منه فاختلفوا إليه، قال عيسى: فذاك كان سببنا بخراسان.

(8/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 225
قال إسماعيل الخطبي: كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمد وطاعتهم لأمره وذلك زمن الوليد فلم يزل الأمر ينمى ويقوى ويتزايد إلى أن مات في مستهل ذي القعدة سن أربع وعشرين وقد انتشرت دعوته وكثرت شيعته. قال ابن جرير توفي سنة خمس وعشرين بعد والده بسبع سنين رحمه الله.
4 (محمد بن بكار بن سعد القرظت المدني المؤذن.)
عن أبي هريرة بحديث ضرس الكافر مثل أحد. وعنه سبطه محمد بن عمار بن حفص.
4 (محمد بن قيس الهمداني المرهبي الكوفي.)
عن ابن عمر وعن مالك بن الحارث الهمداني وإبراهيم النخعي. وعنه أبو حتنيفة والثوري وإسرائيل وأبو عوانة وهشيم. وقال أحمد: أرجو أن يكون ثقة. وقال ابن معين: ثقة مرجيء. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (محمد بن قيس المدني القاصم ت ن ق كان يقص لعمر بن عبد العزيز.)

(8/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 226
روى عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة وأبي صرمة الأنصاري، وأرسل عن أبي هريرة وغيره. وعنه أسامة بن زيد الليثي وابن إسحاق وأبو معشر وابن أبي ذئب والليث. وثقه أبو داود. فروى الليث عن محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز عن أبي صرمة عن أبي أيوب) الأنصاري أنه قال عند الموت: لقد كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون ليغفر لهم. قال يحيى بن معين: محمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن قيس النخعي مولى يعقوب المدني قاص عمر بن عبد العزيز ومحمد بن قيس الزيات مدني أيضاً. قلت: هذا معاصر لأبن أبي ذئب. قال: ومحمد بن قيس مولى سهل بن حنيف عن سهل يعني ابن سعد. وقال ابن سعد: توفي محمد بن قيس مولى بني أمية بالمدينة في فتنة الوليد ابن يزيد وكان كثير الحديث عالماً. قلت: أحسبه يقال له قاص عمر وقاضي عمر فيحرر هذا. قال ابن المبارك: قال عمر بن عبد العزيز: إني نظرت في أمري وأمر الناس فلم أر شيئاً خيراً من الموت، ثم قال لقاصه محمد بن قيس: أدع لي بالموت، قال: فدعا وهو يؤمن ويبكي.

(8/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 227
4 (الزهري ع محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ابن عبد الله بن الحارث بن)
زهرة بن كلاب بن مرة الإمام أبو بكر القرشي الزهري المدني. أحد الأعلام وحافظ زمانه. ولد سنة خمسين وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة، وله نيف وعشرون سنة. فروى عن ابن عمر حديثين فيما بلغنا وعن سهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن أزهر وسنين أبي جميلة وأبي الطفيل وربيعة بن عباد وعبد الله بن ثعلبة وكثير بن العباس بن عبد المطلب وعلقمة ابن وقاص والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وعروة وسالم وعبيد الله بن عبد الله وخلق كثير. وعنه صالح بن كيسان ومعمر وعقيل ويونس والأوزاعي ومالك والليث وشعيب بن أبي حمزة وفليح بن أبي سليمان وبكر بن وائل وعمرو بن الحارث ومحمد بن أبي حفصة وابن أبي ذئب وابن إسحاق وهشام بن سعد وهشيم

(8/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 228
وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وخلائق. وروى عنه من الكبار عمر بن عبد العزيز وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وعمرو بن شعيب وزيد بن أسلم. قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتا حديث النصف منها مسند.) وقال ابن المديني: نحو ألفي حديث. قال مكحول وعمر بن عبد العزيز وهذا لفظ: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري. وقال عبد الرزاق: قلت لعمر: أسمع الزهري من ابن عمر قال: سمع منه حديثين. وقال ابن عيينة: رأيت الزهري أعيمش أحمر الرأس واللحية وفي حمرتها انكفاء كان يجعل فيه كتماً. وروى مالك وغيره عن الزهري قال: جالست سعيد بن المسيب ثمان سنين. وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كنا نطوف مع الزهري ومعه الألواح والصحف ويكتب كل ما سمع. قلت: وكان الزهري حافظاً لا يحتاج إلى أن يكتب فلعله كان يكتب ويحفظ ثم يمحوه. وروى أبو صالح عن الليث قال: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب

(8/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 229
يحدث في الترغيب فتقول: لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه. وقال محمد بن أشكاب: كان الزهري جندياً. وقال إسحاق المسيبي عن نافع بن أبي نعيم أنه عرض القرآن على الزهري. وقال عراك بن مالك: ذكر ابن المسيب وعروة إلى أن قال: أعلمهم عندي الزهري فإنه جمع علمهم إلى علمه. وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري. قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت كان يعطي كل من جاء فإذا لم يبق معه شيء اقترض، وكان يسمر على العسل كما يسمر أهل الشراب على شرابهم ويقول: أسقونا وحدثونا، وكانت له قبة معصفرة وعليه ملحفة معصفرة. قال الوليد بن مسلم: حدثني القاسم بن هزان أنه سمع الزهري يقول: لا يرضي الناس قول عالم إلا بعمل ولا عمل إلا بعلم. قاسم هذا صدوق. وعن ابن ذئب قال: ضاق حال الزهري فخرج إلى الشام فجالس قبيصة بن ذؤيب فأرسل عبد الملك إلى الحلقة: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد قلت: أنا، فأدخلت عليه، فقال:) من أنت فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن إجلس، فسأله مسائل وقضى دينه.

(8/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 230
وقال ابن أخي الزهري إن عمه جمع القرآن في ثمانين ليلة. وروى الزبير عن محمد بن الحسن عن مالك عن الزهري قال: كنت أستقي الماء لعبيد الله بن عبد الله فيقول لجاريته: من بالباب فتقول: غلامك الأعمش. وعن الزهري قال: ما استفهمت عالماً قط. وقال ابن مهدي: قال مالك: ثنا الزهري بحديث طويل فلم أحفظه فسألته عنه فقال: أليس قد حدثتكم قلت: بلى ثم قلت: أما كنت تكتب قال: لا، قلت: ولا تستعيد قال: لا. وروى وهيب عن أيوب قال: ما رأيت أحداً أعلم من الزهري. وقال معن القزاز: ثنا المنكدر بن محمد قال: رأيت بين عيني الزهري أثر السجود. وروى الليث عن ابن شهاب قال: ما استودعت قلبي علماً فنسيته. قال الليث: فكان يكثر شرب العسل ولا يأكل شيئاً من التفاح. وقال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير. وقال أبو بكر الهذلي: جالسنا الحسن وابن سيرين فما رأينا مثل الزهري. وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر. وقال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام بن عبد الملك عن الزهري سبعة آلاف دينار وكان يؤدب ولده ويجالسه.

(8/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 231
قال الواقدي: ثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز سمعت الزهري يقول: نشأت وأنا غلام لا مال لي منقطع من الديوان، وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي، وكان عالماً بنسب قومي، وكان ابن أختهم وحليفهم، فأتاه رجل فسأله عن مسألة في الطلاق، فأشار له إلى سعيد بن المسيب. فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ولا يدري ما هذا، فانطلقت مع السائل إلى سعيد وتركت ابن ثعلبة، وجالست عروة وعبيد الله وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث حتى فقهت فرحلت إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في السحر فأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة، فجلست فيها، فنسبني القوم فقلت: رجل من قريش، قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد فأخبرتهم) بقول عمر، فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب وهو جائيك، وقد سأله عبد الملك وسألناه فلم يجد عندنا في ذلك علماً، وجاء قبيصة وأخبروه الخبر فنسبني، فانتسبت، وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته، فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين، فصلى الصبح، ثم انصرف فتبعته، فدخل على عبد الملك، وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس، ثم خرج الإذن فقال: أين هذا المدني القرشي قلت: هأنذا، فدخلت معه على أمير المؤمنين فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به فرفع وليس عنده غير قبيصة، فسلمت بالخلافة، فقال: من أنت قلت: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله ابن شهاب، فقال: أوه قوم نعارون في الفتن، قال: وكان أبي مع ابن الزبير، ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد فأخبرته وقلت: حدثني سعيد بن المسيب، فقال: كيف سعيد وكيف حاله قال: والتفت إلى قبيصة فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق، فقلت: لا أجده أخلى من هذه الساعة ولعلي

(8/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 232
لا أدخل عليه بعدها فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فإني رجل منقطع لا ديوان لي، قال: إيها الآن إمض لشأنك، فخرجت موئساً من كل شيء خرجت له، وأنا يومئذ والله مقل مرمل، فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل علي لا يمالي فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري، ألا استشرتني قلت: ظننت أني لا أعود إليه، قال: ائتني في المنزل، فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه حتى دخل منزله فقلما لبث حتى خرج خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها وبغلة تركبها وغلام وعشرة أثواب، فقلت للرسول: ممن أطلب هذا قال: ألا ترى الرقعة فيها اسم الذي أمرك أن تأتيه، قال: فنظرت في طرف الرقعة فإذا فيها: فأت فلاناً، فسألت عنه فقيل: ها هو ذا، فأتيته بالرقعة فأمر لي بذلك من ساعته، قال: وغدوت إليه من الغد وأنا على البغلة فسرت إلى جنبه فقال: إحضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه، فحضرت، فأوصلني، فسلمت، فأومأ إلي أن أجلس، فلما جلست ابتدأ عبد الملك بالكلام قال: فجعل يسألني عن أنساب قومي قريش، فلهو كان أعلم بها مني، ثم قال: قد فرضت لك فرائض أهل بيتك، والتفت إلى قبيصة فأمره أن يكتب ذلك لي في الديوان ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك، إلى أن قال: ثم خرج قبيصة فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته وأن ترفع فريضتك، فالزم باب أمير المؤمنين، فلزمت عسكر أمير المؤمنين، وكنت أدخل عليه كثيراً، وجعل عبد الملك فيما يسألني يقول: من لقيت فأسميهم له لا أعدو قريشاً، فقال: فأين أنت عن) الأنصار فإنك واجد عندهم علماً، أين أنت عن خارجة بن زيد، أين أنت عن عبد علماً كثيراً. قال وتوفي عبد الملك فلزمت الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز

(8/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 233
ثم يزيد ثم هشاماً، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري وسليمان ابن حبيب جميعاً. وحج هشام بن عبد الملك سنة ست ومائة ومعه الزهري حصره مع ولده يفقههم ويعلمهم ويحج معهم فلم يفارقهم حتى مات. قال الواقدي: وثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كان الزهري يقدح أبداً عند هشام في الوليد بن يزيد ويعيبه ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان وأنهم يخضبون بالحناء، ويقول: ما يحل لك إلا خلعه، فكان هشام لا يقدر ولا يسؤوه ما صنع الزهري رجاء أن يؤلب الناس عليه، قال أبو الزناد: فكنت يوماً عنده في ناحية الفسطاط أسمع من كلام الزهري في الوليد وأتغافل فجاء الحاجب فقال: هذا الوليد على الباب قال: أدخله فدخل وأوسع له هشام على فراشه وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى عبد الرحمن بن القاسم وابن المنكدر وربيعة فأرسل إلي ليلة مخليا، فقال: يا بن ذكوان أرأيت يوم دخلت على الأحول وأنت عنده والزهري يقدح في أفتحفظ من كلامه شيئاً قلت: يا أمير المؤمنين أذكر يوم دخلت والغضب في وجهك قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام نقل ذلك كله إلي وأنا على الباب وقال: إنك لم تنطق بشيء ثم قال: قد كنت عاهدت الله لئن أمكنني الله أن أقتل الزهري. قال ابن الوليد: حدثني شعيب بن أبي حمزة قال: سئل مكحول: من أعلم من لقيت قال: ابن شهاب قيل: ثم من قال: ثم ابن شهاب !.

(8/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 234
وعن يونس عن ابن شهاب قال: قال لي سعيد بن المسيب: ما مات رجل ترك مثلك. وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما أرى أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ما جمع ابن شهاب. وقال عقيل: رأيت على ابن شهاب خاتماً محمد يسأل الله العافية. قال مؤمل بن الفضل: ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز أن الزهري قال لهشام: إقض ديني، قال: وكم هو قال: ثمانية عشر ألف دينار، قال: إني أخاف إن قضيتها عنك أن تعود، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فقضاها عنه، قال) سعيد: فما مات الزهري حتى استدان مثلها فبعث ببعث كذا فقضى دينه. وقال ضمام بن إسماعيل عن عقيل عن ابن شهاب أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم. وروى محمد بن الصباح ثنا سفيان قال: قالوا للزهري: لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة فغدوت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحت وجلست إلى عمود فذكرت الناس وعلمتهم. قال: لو أني فعلت ذلك لوطيء الناس عقبي ولا ينبغي لي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة. وقال عبد الرزاق: سمعت معمراً يقول: أتيت الزهري بالرصافة فجالسته فجعلت أسأله حتى ظننت أني قد فرغت منه فلما مات مر علينا بكتبه على البغال. وفي لفظ للإمام أحمد ثنا عبد الرزاق سمعت معمراً يقول: كنا نرى

(8/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 235
أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه، يعني من علم الزهري. قلت: يعني الكتب التي كتبت عنه لآل مروان. وروى الليث بن سعد عن معاوية بن صالح أن أبا جبلة حدثه قال: كنت مع ابن شهاب في سفر فصام عاشوراء فقيل له فقال: إن رمضان له عدة من أيام أخر وإن عاشوراء يفوت. قال أبو مسهر: ثنا يحيى بن حمزة قال: قال الزهري: ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض: إذا كره الملام وأحب المحامد وكره العزل. وقال أبو صالح: ثنا الليث ثنا بعض أصحابنا أن ابن شهاب وضع يده في وضوئه ثم تذكر حديثاً فلم يزل يتذكر ويده في الماء حتى أذن المؤذن في السحر. وقال علي بن حجر: ثنا الموقري قال: كنا نختلف إلى الزهري سبعة أشهر فقال لنا: من لم يأكل طعامنا فلا يقربنا. وعاتبوه يوماً في دينه فقال: هل علي إلا عشرة آلاف دينار وأنا منعم في الدنيا لي خمسة من العيون كل عين منها خير من أربعين ديناراً، وليس لي وارث إلا ابن الإبن، وما أبالي أن لا يصيب مني درهماً لأنه فاسق. ابن وهب ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب قال: لا يناظر بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى ابن القاسم عن مالك قال: قدم ابن شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة

(8/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 236
ودخلا إلى بيت الديوان) فما خرجا إلى العصر فخرج ابن شهاب يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة يقول: ما ظننت أن أداً بلغ من العلم ما بلغ ابن شهاب. ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد و يؤمن بالقدر نقض كفره بالقدر توحيده. وقال سعيد بن أبي مريم: ثنا يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد قالا: ثنا عقيل عن الزهري أنه قال: من سنة الصلاة أن تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ سورة. وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سراً بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص وكان رجلاً حيياً. وقال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالكاً يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت في هذا المسجد سبعين ممن يقول: قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أميناً فما أخذت منهم شيئاً لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ويقدم علينا الزهري وهو شاب فنزدهم على بابه. كذا قال، ولم يلق مالك الزهري إلا وهو شيخ فلعله اشتبه عليه بالخضاب. وقال ابن عيينة: سمعت الزهري يقول: كنت أحسب أني قد تعلمت من العلم وأصبت منه فلما جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فكأنما كنت في شعب من الشعاب. وقال يونس عنه: جالست ابن المسيب حتى ما كنت أسمع منه إلا الرجوع يعني المعاد وجالست عبيد الله فما رأيت أغرب حديثاً منه وجالست عروة فوجدته بحراً لا تكدره الدلاء.

(8/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 237
وقال أبو ضمرة: ثنا عبيد الله بن عمر رأيت ابن شهاب يوماً يؤتى بالكتاب ما يقرأه ولا يقرأ عليه فيقولون: نأخذ هذا عنك فيقول: نعم، فيأخذونه ولا يراه ولا يرونه. وقال بشر بن المفضل: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال: ما استعدت حديثاً إلا مرة فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت. قال قرة بن صويل: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب في نسب قومه. وقال معمر: سمعت الزهري يقول: يأهل العراق يخرج الحديث من عندنا شبراً ويصير عندكم ذراعاً. وقال نوح بن يزيد المؤدب: ثنا إبراهيم بن سعد سمعت ابن شهاب يقول: لقيني سالم كاتب) هشام فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، قلت: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت، ولكن ابعث إلي كاتباً أو كاتبين اختلفا إلي سنة، قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد انفضنا بك، قلت: كلا إنما كنت في عزاز من الأرض فالآن هبطت بطون الأودية. وعن شعيب بن أبي حمزة سمعت الزهري يقول: مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف من الشام إلى الحجاز فما وجدت شيئاً أستطرفه. وروى محمد بن الضحاك بن عثمان عن مالك أخبرني ربيعة أن عبد الملك

(8/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 238
ابن مروان قال للزهري: هل جالست عروة قال: لا، فأمره به، قال الزهري: ففجرت به بحراً. ابن وهب قال: قال مالك: لقد هلك سعيد بن المسيب ولم يترك كتاباً ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب، ثم قال مالك: قلت لابن شهاب وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب قال: لا، قلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث قال: لا. ولقد سألته عن حديث قال: الذي أعجبني منه قد حدثتكم به. وقال أيوب بن سويد: ثنا يونس قال: قال الزهري: إياك وغلول الكتب، قلت: ما غلولها قال: حبسها. وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما سبقنا ابن شهاب بشيء من العلم إلا أنه كان يشد ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد وكنا تمنعنا الحداثة. وقال اسماعيل القاضي: ثنا نصر بن علي ثنا حسين بن عروة عن مالك قال: قدم علينا الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة فحدثنا بنيف وأربعين حديثاً، ثم أتيناه من الغد وقال: انظروا كتاباً حتى أحدثكم منه أرايتم ما حدثتكم أمس في أيديكم منه فقال له ربيعة: ها هنا من يسرد عليك ما حدثت به أمس، قال: ومن هو قال: ابن أبي عامر، قال لي: هات، فحدثته بأربعين منها فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري. وروى الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال لي عمر بن

(8/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 239
عبد العزيز: ما أتاك به الزهري عن غيره فشديديك به وما أتاك به عن رأيه فانبذه. وقال ابن المديني: دار علم الثقات على ستة: فكان بالحجاز عمرو بن دينار والزهري، وبالبصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير، وبالكوفة أبو إسحاق والأعمش.) وقال الحاكم: ثنا الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي حدثني ابن سعد قال: سألت الزهري عن شيء من أمر الخلع فقال: إن عندي فيه ثلاثين حديثاً ما سألني عنها أحد قط. وروى أحمد بن عبد العزيز الرملي ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي سمعت الزهري لما حدث بحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن قلت له: فما هو قال: من الله القول وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم أمروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء بلا كيف. وقال محمد بن ميمون المكي: ثنا ابن عيينة قال: مررت على الزهري وهو جالس عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال: يا صبي قرأت القرآن قلت: بلى قال: تعلمت الفرائض قلت: بلى قال: كتبت الحديث قلت بلى، وقلت: أبو إسحاق الهمداني، قال: أبو إسحاق أستاذ أستاذ. وقال عبد الله بن جعفر الرقي: ثنا عبيد الله بن عمرو قال: كتب إلي زيد بن أبي أنيسة: إجمع لي أحاديث الزهري. معمر أنبأ صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري نطلب العلم فقلنا: نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة، فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت.

(8/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 240
وروى يونس عن الزهري قال: العلم واد فإذا هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه. وعن الزهري قال: كنا نأتي العالم فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه. وقال ابن عيينة: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه السلطان فكرهنا أن نمنعه الناس. وروى معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم. وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد للعلم صبري وما نشره أحد نشري، فأما عروة فبئر لا تكدرها الدلاء، وأما سعيد فانتصب للناس فذهب اسمه كل مذهب. وروى سفيان عن الزهري قال: كنت عند الوليد فتلا: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقال: نزلت في علي، قلت: أصلح الله الأمير ليس كذا فأخبرني عروة عن عائشة أنها نزلت في عبد الله بن أبي المنافق. أنبأونا عن اللبان أنبأ أبو علي ثنا أبو نعيم ثنا ابن الصواف ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا) يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضاً سريعاً، فبعز العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. وروى ابن المبارك عن يونس قال: قلت للزهري: أخرج لي كتبك، فأخذ بيدي فأدخلني ثم قال: يا جارية هاتي تلك الكتب، فأخرجت صحفاً فيها شعر، وقال: ما عندي إلا هذا.

(8/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 241
وعن إسماعيل المكي عن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب. وقال أيوب بن سويد: ثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال: قال لي القاسم: يا غلام أراك تحرص على طلب العلم أفلا أدلك على وعائه قلت: بلى، قال: عليك بعمرة فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحراً لا ينزف. وقال موسى بن إسماعيل: ثنا سفيان قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: جالست جابراً وابن عمر وابن عباس وابن الزبير فلم أر أحداً أنسق للحديث من الزهري. وعن الوليد بن عبد الله العجلي سمع الزهري يقول: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة. وقال يونس بن محمد المؤدب: ثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال: هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس. قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: ثنا يحيى بن محمد بن حكم ثنا ابن أبي ذئب قال: ضاقت حال الزهري ورهقه دين فخرج إلى الشام فجالس قبيصة بن ذؤيب، قال ابن شهاب: فبينا نحن معه نسمر إذ جاءه رسول عبد الملك فذهب به إليه ثم رجع فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد قلت: أنا، قال: قم، فدخلنا على عبد الملك فإذا هو جالس على نمرقة، بيده مخصرة، عليه غلالة ملتحف بسبيبة، بين يديه شمعة، فسلمت

(8/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 242
فقال: من أنت فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن، قلت: يا أمير المؤمنين عفا الله عما سلف، قال: اجلس، فجلست، قال: تقرأ القرآن قلت: نعم، قال: اقرأ من سورة كذا ومن سورة كذا، فقرأت فقال: أتفرض قلت: نعم، قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها، قلت: لزوجها النصف ولأمها السدس ولأبيها ما بقي، قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما يبقى، هات حديثك، قلت: حدثني سعيد بن المسيب فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد، فقال: وهكذا حدثني سعيد، فقلت: يا أمير المؤمنين إقض ديني، قال: نعم، قلت: وتفرض لي،) قال: لا والله ما نجمعهما لأحد، قال: فتجهزت إلى المدينة. وعن السري بن يحيى عن ابن شهاب قال: قدمت الشام أريد الغزو فأتيت عبد الملك فوجدته على قبة على فرش تفوت القائم والناس تحته سماطان. وقال أحمد بن صالح: ثنا عنبسة ثنا يونس عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان وأنا محتلم. هذه رواية غريبة قد قال يحيى بن بكير فيها: هذا باطل إنما خرج إلى عبد الملك ولم يكن عنبسة موضعاً لكتابة الحديث. قال خليفة: ولد سنة إحدى وخمسين. وقال دحيم وغير واحد: ولد سنة خمسين. وقال الحميدي: قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية وفي حمرتها انكفاء كأنه يجعل فيه كتماً، وكان أعيمش وله جمة، قدم علينا

(8/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 243
في سنة ثلاث وعشرين ومائة يعني مكة فأقام إلى هلال المحرم وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة. وقال ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: رأيت الزهري قصيراً قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين. ولفايد بن أقرم يمدح الزهري فقال بعد أن تغزل:
(دع ذا وأثن على الكريم محمد .......... واذكر فواضله على الأصحاب)

(وإذا يقال من الجواد بماله .......... قيل الجواد محمد بن شهاب)

(أهل المدائن يعرفون مكانه .......... وربيع بادية على الأعراب)
قال أحمد بن سنان القطان: ثنا عبد الرحمن بن مهدي: سمعت مالكاً يقول: حدث الزهري قوماً بحديث فلما قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته فقال: تستفهمني ما استفهمت عالماً قط ولا أعدت شيئاً على عالم قط. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ثنا موسى بن محمد البلقاوي سمعت مالكاً يقول: حدث الزهري بمائة حديث ثم التفت إلي فقال: كم حفظت يا مالك قلت: أربعين حديثاً، قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله كيف نقص الحفظ. وقال ابن وهب: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن أن الزهري كان يبتغي العلم من عروة وغيره) فيأتي جارية له نائمة فيوقظها فيقول لها: حدثني فلان وفلان بكذا، فتقول: ما لي ولهذا، فيقول: قد علمت أنك لا تنتفعين به ولكن سمعت الآن فأردت أن أستذكره. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت الوليد بن مسلم يقول: خرج الزهري من الخضراء من عند عبد الملك بن مروان فجلس عند ذاك العمود

(8/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 244
فقال: يأيها الناس إنا كنا قد منعناكم شيئاً قد بذلناه لهؤلاء فتعالوا حتى أحدثكم قال: وسمعتهم يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا أهل الشام ما لي أحاديثكم ليس لها أزمة ولا خطم، قال الوليد: فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ. وقال معمر عن الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء فرأيت أن لا أمنعه مسلماً. قال أحمد بن حنبل: الزهري أحسن الناس حديثاً وأجود الناس إسناداً. وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهري. وروى أبو صالح عن الليث قال: كان الزهري يختم حديثه بدعاء جامع يقول: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة. وقال الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب. وقال سعيد بن بشر عن قتادة قال: ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب ورجل آخر، كأنه عنى نفسه. وقال أبو بكر الهذلي مع مجالسته للحسن وابن سيرين: لم أر قط مثل الزهري. وقال سعيد بن عبد العزيز: ما الزهري إلا بحر. سمعت مكحولاً يقول: ابن شهاب أعلم الناس. وقال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الناس نظير.

(8/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 245
وقال موسى بن اسماعيل: شهدت وهيباً وبشر بن المفضل وغيرهما ذكروا الزهري فلم يجدوا أحداً يقيسونه به إلا الشعبي. وقال ابن المديني: أفتى أربعة: الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم. وقال الفرياني: سمعت الثوري يقول: أتيت الزهري فتثاقل علي فقلت له: أتحب لو أنك أتيت مشايخك فصنعوا بك مثل هذا فقال: كما أنت، ودخل فأخرج إلي كتاباً فقال: خذ هذا فاروه عني، فما رويت عنه حرفاً.) وقال عبد الوهاب بن عطاء: ثنا الحسن بن عمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على بابه فقلت: إن رأيت أن تحدثني، فقال: أما علمت أني قد تركت الحديث فقلت: إما أن تحدثني وإما أن أحدثك، حدثني، فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة عن يحيى بن الجزار سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا. قال يحيى بن سعيد القطان: مرسل الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمي سمى وإنما يترك من لا يحب أن يسميه. وروى علي بن حوشب الفزاري عن مكحول وذكر الزهري فقال: أي رجل هو لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك. وقال يعقوب بن شيبة: حدثني الحسن الحلواني ثنا الشافعي ثنا عمي قال: دخل سليمان بن يسار على هشام فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال: ابن سلول، قال: كذبت بل هو علي، فدخل ابن شهاب فقال: يا بن شهاب من الذي تولى كبره؟ قال: ابن أبي فقال له: كذبت

(8/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 246
بل هو علي، قال: أنا أكذب لا أبالك فو الله لو نادى مناد من السماء إن الله قد أحل الكذب ما كذبت، حدثني سعيد وعروة وعبيد الله وعلقمة بن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، قال: فلم يزل القوم يغرون به فقال له هشام إرحل فو الله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك، فقال: ولم أنا أغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني على نفسي فخل عني، فقال له: لا ولكنك استدنت ألفي ألف، فقال: قد علمت وأبوك قبل أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك، فقال هشام: إنا إن نهج الشيخ يهج الشيخ، فأمر فقضى من دينه ألف ألف، فأخبر بذلك فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده. قال عمي: ونزل ابن شهاب بماء من المياه فالتمس سلفاً فلم يجد فأمر براحلته فنحرت ودعا إليها أهل الماء فمر به عمه فدعاه إلى الغداء فقال: يا بن أخي إن مروءة سنة تذهب بذل الوجه ساعة، فقال: يا عم انزل فكل وإلا فامض. ونزل مرة بماء فشكا إليه أهل الماء إن لنا ثماني عشرة امرأة عمرية أي لهن أعمار ليس لهن خادم، فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفاً وأخدم كل واحدة منهن خادماً بألف. وقال الوليد بن مسلم: ثنا سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة) آلاف دينار وقال لا تعد لمثلها، فقال: يا أمير المؤمنين حدثني ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. وقال مالك: قال الزهري: وجدنا السخي لا تنفعه التجارب. وقال يونس: سمعت الشافعي يقول: مر تاجر بالزهري وهو في قريته

(8/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 247
والرجل يريد الحج فابتاع منه بزاً بأربعمائة دينار إلى أجل فلم يبرح الزهري حتى فرقه، فلما رأى الكراهية في وجه التاجر أعطاه وقت رجوعه من الحج الثمن وزاده ثلاثين ديناراً وقال: إني رأيتك يومئذ ساء ظنك، فقال: أجل، قال: والله لم أفعل ذلك إلا للتجارة أعطي القليل فأعطى الكثير. وروي سويد عن ضمام عن عقيل بن خالد أن ابن شهاب خرج إلى الأعراب ليفقههم فجاءه أعرابي وقد نفد ما في يده فمد يده إلى عمامتي فأخذها، فأعطاه إياها وقال: يا عقيل أعطيك خيراً منها. وقال سعيد بن عبد العزيز: كنا نأتي الزهري بالراهب فيقدم إلينا كذا كذا لوناً. قلت: الراهب عند المصلى بظاهر دمشق. وقال حماد بن زيد: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم فإن الأذن مجاجة وإن للنفس حمضة. قلت: قد جمع أحمد بن صالح المصري علم الزهري وكذا ألف محمد ابن يحيى الذهلي حديث الزهري فأتقن واستوعب وهو في مجلدين. وقد انفرد الزهري بسنن كثيرة وبرجال عدة لم يرو عنهم غيره سماهم مسلم، وعدتهم بضع وأربعون نفساً، فأما أصحابه فعلى مراتب. قال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن أصحاب الزهري قلت له: معمر أحب إليك في الزهري أو مالك قال: مالك، قلت: فيونس وعقيل أحب إليك أم مالك قال: مالك، قلت: فابن عيينة أحب إليك أم معمر قال: معمر، قلت: فشعيب قال: مثل يونس وعقيل، قلت: فالزبيدي قال: هو سليم، قلت: فإبراهيم بن سعد أحب إليك أو الليث؟

(8/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 248
قال: كلاهما ثقتان، قلت: فمعمر أحب إليك أو صالح بن كيسان قال: معمر وصالح ثقة، قلت: فعبد العزيز الماجشون قال: ليس به بأس، قلت: فمحمد بن أبي حفصة قال: صويلح، قلت: فصالح بن الأخضر قال: ليس بشيء في الزهري، قلت: فابن جريج قال: ليس بشيء في الزهري، قلت: فجعفر بن برقان قال: ضعيف في الزهري، قلت: فابن إسحاق قال: صالح وهو ضعيف في الزهري، قلت:) فعبد الرحمن بن إسحاق المدني قال: صالح، فسألته عن سفيان بن حسين فقال: ثقة وهو ضعيف الحديث عن الزهري، قلت: فمعمر أحب إليك أم يونس قال: معمر، فيونس أحب إليك أم عقيل قال: يونس ثقة وعقيل ثقة قليل الحديث عن الزهري، قلت: فالأوزاعي في الزهري قال: ثقة ما أقل ما أسند عنه، قلت: فشعيب قال: كتب إملاء عن الزهري وكان شعيب كاتباً للسلطان فكتب للسلطان عن الزهري إملاء، قلت: فالموقري قال: ليس بشيء، قلت: فابن أبي ذئب قال: ثقة. وقال عباس الدوري: سئل ابن معين عن ابن أخي ابن شهاب وعن أبي أويس، فقال: ابن أخي ابن شهاب أمثل وهو أحب إلي في الزهري من محمد ابن إسحاق. وقال عثمان الدارمي: سمعت ابن معين يقول: ابن أخي الزهري ضعيف في الزهري، فسألته عن عبد الله بن بشر عن الزهري فقال: ثقة، وسألته عن عبد الله بن عيسى عن الزهري فقال: ثقة. وقال يحيى القطان: ليس في القوم أصح حديثاً عن الزهري من مالك وقال حماد بن سلمة: لما رحل معمر إلى الزهري نبل فكنا نسميه الزهري. وقال علي بن محمود الهروي: قلت لأحمد بن حنبل: من أعرف الناس

(8/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 249
بأحاديث ابن شهاب؟ قال أحمد بن صالح المصري ومحمد بن يحيى النيسابوري. قال يحيى بن سعيد القطان وأبو عبيد وغيرهما: مات الزهري سنة ثلاث أو أربع وعشرين. وقال ابن عيينة وإبراهيم بن سعد وابن أخي الزهري والناس: مات سنة أربع وعشرين. وقال خليفة: مات لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة. وشذ أبو مسهر فقال: سنة خمس وعشرين. قال ابن سعد: أخبرني حسين بن المتوكل العسقلاني قال: رأيت قبر الزهري بأدامى وهي خلف شعب وبذى وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة للزهري، رأيت قبره مسنماً مجصصاً رحمه الله تعالى. قال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة. وقال غيره: أربعاً وسبعين سنة.
4 (محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي م خ مقرونا

(8/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 250
مولى حكيم بن حزام، القرشي)
) الأسدي أحد الأعلام. روى عن ابن عباس وعائشة وابن عمر، وحديثه عن الثلاثة في صحيح مسلم، وعن عبد الله بن عمرو بن الزبير وأبي الطفيل وجابر فأكثر وعن طاوس وسعيد بن جبير وعدة. وعنه أيوب السختياني وحجاج الصواف وشعبة والسفيانان وإبراهيم بن طهمان وحماد بن سلمة ومالك والليث وزهير بن معاوية وابن لهيعة وخلق كثير. وكان من الحفاظ الثقات وإن كان غيره أوثق منه. قال يعلى بن عطاء: حدثني أبو الزبير وكان أكمل الناس عقلاً وأحفظهم، وكان أيوب إذا روى عنه يقول: ثنا أبو الزبير وأبو الزبير أبو الزبير. قال أحمد بن حنبل: يضعفه بذلك. وقال عطاء بن أبي رباح: كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث. وقال ابن معين: ثقة وكذا وثقه النسائي وغير واحد، وأما أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما فقالوا: لا يحتج به. وقد روى البخاري لأبي الزبير في صحيحه مقروناً بغيره. وقال ابن عدي: هو في نفسه ثقة إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف. وقال أبو بكر الأعين: ثنا محمد بن جعفر المدائني ثنا ورقاء قال: قلت

(8/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 251
لشعبة: ما لك تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن ويسترجع في الميزان. وقال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: لم يكن في الدنيا شيء أحب إلي من رجل يقدم من مكة فأسأله عن أبي الزبير فقدمت مكة فسمعته من أبي الزبير فبينا أنا جالس عنده ذات يوم إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فرد عليه فافترى عليه فقلت له: يا أبا الزبير تفتري على رجل مسلم، قال: إنه أغضبني، قلت: من يغضبك تفتري عليه، لا رويت عنك أبداً، قال: وكان يقول في صدري أربعمائة حديث لأبي الزبير عن جابر. وقال حفص بن عمر الحوضي: قيل لشعبة: لم تركت أبا الزبير قال: رأيته يسيء الصلاة فتركت الرواية عنه.) وروى عمر بن عيسى بن يونس عن أبيه قال: قال لي شعبة: يا أبا عمر لو رأيت أبا الزبير لرأيت شرطياً بيده خشبة فقلت له: ما لقي منك أبو الزبير. وقال سعيد بن أبي مريم: ثنا الليث قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر فرجعت فقلت له فقال: منه ما سمعت منه ومنه ما حدثت عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم لي على هذا الذي عندي. وقال نعيم بن حماد: قال سفيان: جاء رجل إلى أبي الزبير ومعه كتاب سليمان اليشكري فجعل يسأل أبا الزبير فيحدث بعض الحديث ثم يقول: انظر كيف هو في كتابك، فيخبره بما في الكتاب فيخبر به كما في الكتاب. وقال أبو مسلم المستملي: ثنا سفيان قال: جئت أبا الزبير أنا ورجل فكنا إذا سألناه عن الحديث فتغايم فيه قال: انظروا في الصحيفة كيف هو.

(8/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 252
وقال محمد بن يحيى العدني: ثنا سفيان قال: ما تنازع أبو الزبير وعمرو ابن دينار قط عن جابر إلا زاد عليه أبو الزبير. وقد خرج مسلم وغيره من حديث الثوري عن أبي الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلاً. وخرج أبو داود لأبي الزبير عن أبي هريرة مرفوعاً: فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون. أخبرنا محمد بن عثمان الخشاب أنبأ أحمد بن محمد الفقيه حدثنا عين الشمس الثقفية أنا محمد بن علي أنا أبو طاهر الكاتب أنا أبو الشيخ الحافظ ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا علي بن حرب ثنا عتيق بن يعقوب الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير سمعت أبا أسيد وابن عباس يفتي: الدينار بالدينارين فأغلظ له أبو أسيد فقال ابن عباس: ما كنت أظن أحداً يعرف قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذا يا أبا أسيد، فقال له أبو أسيد: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين ذلك، فقال ابن عباس هذا الذي كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه بشيء.) قلت: وكان أبو محمد بن حزم يحتج من حديث أبي الزبير عن جابر بما رواه عنه الليث فقط لكونه لم يحمل إلا ما سمعه من أبي الزبي بسماعه من جابر، ومع كون البخاري لم يحتج به ما رأيت ذكره في كتابيه في الضعفاء. قال الفلاس وغيره: مات أبو الزبير سنة ثمان وعشرين ومائة. قلت: أراه عاش تسعين سنة فصاعداً.

(8/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 253
4 (محمد بن المنكدر ع بن عبد الله بن الهدير أبو عبد الله القرشي التيمي المدني.)
الزاهد العابد أحد الأعلام أخو عم بن المنكدر وأبي بكر بن المنكدر. روى عن عائشة وأبي هريرة وأبي قتادة وأبي أيوب وابن عباس وجابر ابن عبد الله وأبي رافع وسفينة وابن عمر وابن الزبير وأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت رقيقة وأنس بن مالك وعمه ربيعة بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعروة وخلق. وعنه ابنه المنكدر والزهري وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد وهشام ابن عروة وأيوب السختياني وعلي بن زيد جدعان وأبو حازم الأعرج وحسان بن عطية ويونس بن عبيد وزيد بن أسلم، وطبقة أخرى ابن جريج ومعمر والثوري وشعبة وروح بن القاسم ومالك وسفيان بن عيينة وأبو غسان محمد بن مطرف وخلق كثير. واستقدمه الوليد بن يزيد إلى الشام في جماعة من الفقهاء ليفتوه في طلاق زوجته أم سلمة فقال عبد الله بن يزيد الدمشقي: صدقة بن عبد الله قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت له: أحللت للوليد أم سلمة ! قال:

(8/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 254
أنا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا طلاق لمن لا يملك ولا عتق لمن لا يملك. صدقة السمين ضعيف. قال الزبير بن بكار: جاء المنكدر إلى عائشة فشكا إليها الحاجة فقالت: أول شيء يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف درهم فقالت: ما أسرع ما امتحنت وبعثت بها إليه فاتخذ منها جارية فولدت له محمداً وأبا بكر وعمر. روى نحوها حجاج بن محمد عن أبي معشر السندي عن ابن المنكدر. قال ابن سعد ومصعب وأبو خيثمة وإسماعيل أحسبه ابن أبي أويس وغيرهم: كنيته أبو عبد الله.) وكناه البخاري ومسلم والنسائي: أبا بكر. قال خ: قال لي الأويسي: حدثني مالك قال: كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كاد يبكي. وقال علي بن المديني عن سفيان قال: بلغ نيفاً وسبعين سنة ولم أر أحداً يحمل عنه قال رسول الله منه جالسناه إن شاء الله ثلاثاً وعشرين. وقال الحميدي: ثنا سفيان قال: ما رأيت أحداً أجدر أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يسأل عمن هو من ابن المنكدر. وقال ابن معين: لم يسمع من أبي هريرة. وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: ابن المنكدر أحب إليك في جابر أبو أبو الزبير قال: ثقتان. وقال يعقوب الفسوي: ابن المنكدر في غاية الإتقان والحفظ والزهد حجة.

(8/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 255
وقال أبو حاتم وطائفة: ثقة. وقال مصعب بن عبد الله: المنكدر هو ابن عبد الله بن الهدير بن محرز ابن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي. وقال ابن عيينة: كان ابن المنكدر يقول: كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر، وكان إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع. وعن ابن المنكدر قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت. وروى حسين الجعفي عن الوليد بن علي عن ابن سوقة قال: كان محمد ابن المنكدر يستقرض ويحج، فقلت له، فقال: أرجو قضاءها. وقال سفيان: تعبد ابن المنكدر وهو غلام وكانوا أهل بيت عبادة. وقال يحيى بن بكير: محمد وأبو بكير وعمر بنو المنكدر لا يدرى أيهم أفضل. وروى الفضل الغلابي عن أبيه عن سعيد بن عامر قال: قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي. وقال إبراهيم بن سعد: رأيت محمد بن المنكدر يصلي ثم يستقبل القبلة ويمد يديه ويدعو ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو، يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودع. وقال عبد الجبار بن العلاء: ثنا سفيان قال: ابن المنكدر ربما قام الليل فكان له جار مبتلى فكان) يصيح وكان محمد يرفع صوته بالحمد فقيل له في ذلك

(8/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 256
فقال: أرفع صوتي بالنعمة ويرفع صوته بالبلاء. وقال مصعب بن عبد الله: ثنا إسماعيل بن يعقوب التيمي قال: كان محمد ابن المنكدر يجلس مع أصحابه وكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه تصيبني خطوة فاذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يأتي موضعاً من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك فقال: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع. إسماعيل: فيه لين. وقال ابن عيينة: ثنا منكدر بن محمد قال: كان أبي يحج بولده فقيل له: لن تحج بهؤلاء قال: أعرضهم لله. وروى حجاج الأعور عن أبي معشر قال: كان محمد بن المنكدر سيداً يطعم الطعام ويجتمع عنده القراء. وقال ابن عيينة: قيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل قال: إدخال السرور على المؤمن. وقيل له: أي الدنيا أحب إليك قال: الإفضال إلى الإخوان. وقال ابن المنكدر: بات أخي عمر يصلي وبت أغمز قدم أمي وما أحب أن ليلتي بليلته. وروى جعفر بن سليمان عن ابن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض ويقول: يا أم ضعي قدمك عليه. وقال ابن معين: ثنا سفيان قال: تبع ابن المنكدر جنازة رجل كان

(8/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 257
يسفه بالمدينة فعوتب في ذلك فقال: والله إني لأستحيي من الله أن يراني أرى رحمته عجزت عن أحد من خلقه. وقال ابن وهب: حدثني ابن زيد قال: خرج ناس غزاة في الصائفة فيهم محمد بن المنكدر فبينا هم يسيرون في الساقة إذ قال رجل منهم: اشتهي جبناً رطباً فقال محمد: فاستطعم الله فإنه قادر، فدعا القوم فلم يسيروا إلا شيئاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً فإذا هو جبن طري رطب فقال بعضهم: لو كان هذا عسلاً، قال: الذي أطعمكموه قادر، فدعوا الله فساروا قليلاً فوجدوا فرق عسل على الطريق فنزلوا وأكلوا الجبن والعسل.) وقد رواها ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعوة عن سلمة بن شبيب عن سهل بن عاصم عن يحيى بن محمد الجاري عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم. وقال سويد بن سعيد: ثنا خالد بن عبد الله اليمامي قال: استودع ابن المنكدر وديعة فاحتاج فأنفقها فجاء صاحبها فطلبها فقام فتوضأ وصلى ودعا فقال: يا ساد الهواء بالسماء ويا كابس الأرض على الماء ويا واحداً قبل كل أحد ويا واحداً بعد كل أحد يكون أد عني أمانتي، فسمع قائلاً يقول: خذ هذه فأدها عن أمانتك وأقصر في الخطبة فإنك لن تراني. وعن ابن الماجشون قال: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني. قال ابن عيينة: كان ابن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون. وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ.

(8/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 258
وقال البخاري: سمع ابن المنكدر من عائشة. وقال مالك: كان سيد القراء. وقال عمرو الناقد: ثنا بشر بن المفضل قال: جلسنا إلى محمد بن المنكدر فلما أراد أن يقوم قال: أتأذنون وقال عبد العزيز الماجشون: رأيت محمد بن المنكدر وعليه ثوبان متينان إزار ورداء ورأيته يصفر لحيته ورأسه. أنبئت عن اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن الفضل الانيسي قال: سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ بكى فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله وسألوه فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء فأرسلوا إلى ابن حازم فجاء إليه فقال: ما الذي أبكاك قال: مرت بي آية، قال: وما هي قال: قوله تعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فبكى أبو حازم معه حتى اشتد بكاؤهما. وقال ابن سوقة: سمعت ابن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى الله الغنى. وقال أبو معشر: بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين ديناراً ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه. توفي ابن المنكدر سنة ثلاثين ومائة، قاله الواقدي وجماعة.) وقيل سنة إحدى وثلاثين، قاله هرون بن موسى الفروي والفسوي.

(8/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 259
4 (محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس م د ت ن أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، الأزدي)
البصري. أحد الأئمة والعباد. روى عن أنس بن مالك ومطرف بن الشخير وعبيد بن عمير المكي وعبد الله بن الصامت وأبي صالح السمان وابن سيرين وغيرهم. وعنه هشام بن حسان وأزهر بن سنان وإسماعيل بن مسلم العبدي والثوري والحماذان ومعمر وسلام بن أبي مطيع وجعفر بن سليمان ونوح بن قيس وصالح المري وأبو المنذر سلام القاري ومحمد بن الفضل بن عطية. قال ابن المديني: له خمسة عشر حديثاً. وقال أحمد العجلي: ثقة عابد صالح. وقال الدارقطني: هو ثقة لكنه بلي برواة ضعفاء. وقال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع عبادة ظاهرة، وكانت الفتيا إلى غيره، وإذا قيل: من أفضل أهل البصرة قيل: محمد بن واسع. وقال الأصمعي: قال سليمان التيمي: ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع. وروى معمر عن أبيه قال: ما رأيت أحداً قط أخشع من محمد بن واسع. وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع كان كأنه ثكلى.

(8/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 260
وقال حماد بن زيد: قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة، قال: كيف هذا قال: إزهد في الدنيا. وعنه قال: طوبى لمن وجد عشاء ولم غداء ووجد غداء ولم يجد عشاء والله عنه راض. وقال ابن شوذب: فسم أمير البصرة على قرائها فبعث إلى مالك بن دينار فأخذ، فقال له ابن واسع: قبلت جوائز السلطان قال: سل جلسائي، فقالوا: يا أبا بكر اشتري بها رقيقاً فأعتقهم، قال: أنشدك الله أقلبك الساعة على ما كان عليه قال: اللهم لا. وقال ابن عيينة: قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس أحد إلي.) وقال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع فقيل: هو ذاك في الميمنة يبصبص بإصبعه نحو السماء قال: تلك الإصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير. وقال حزم القطعي: قال محمد بن واسع وهو في الموت: يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي الله إلى النار أو يعفو عني. وقال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع كبير عبادة وكان يلبس قميصاً بصرياً وساجاً. وقال علي بن الجعد: ثنا جبير أبو جعفر قال: رأى رجل كأن منادياً ينادي من السماء: خير رجل بالبصرة محمد بن واسع.

(8/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 261
وقال مطر الوراق: لا نزال بخير ما بقي لنا أشياخنا: مالك وثابت وابن واسع. وقال جعفر بن سليمان: قال ابن واسع: إني لأغبط رجلاً معه دينه وليس معه من الدنيا شيء راض عن ربه. وقال ليث بن أبي سليم: قال محمد بن واسع: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله بقلوب المؤمنين عليه. وقال ابن شوذب: قال محمد بن واسع: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير من العمل كما يكفي القدر من الملح. وقال المدائني: دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم الأمير في مدرعة صوف، فقال: ما يدعوك إلى لبس هذه فسكت فقال: أكلمك فلا تجيبني قال: أكره أن أقول زهداً فأزكي نفسي أو أقول فقراً فأشكو ربي. وروى هشام بن حسان عن محمد بن واسع وقيل له: كيف أصبحت قال: قريباً أجلي، بعيداً أملي، سيئاً عملي. وقال الأصمعي: ثنا جعفر بن سليمان وليس بالضبعي قال: جاء رجل إلى محمد بن واسع فشكا ابنه فأقبل محمد على ابنه فقال: تستطيل على الناس وأمك اشتريتها بأربعمائة درهم، وأما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله. وعن قاسم الخواص أن محمد بن واسع قال لرجل: أأبكاك قط سابق علم الله فيك. قال خليفة: مات محمد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومائة.)

(8/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 262
وكذا روي عن جعفر بن سليمان. وقال بعض ولد محمد بن واسع: مات سنة سبع وعشرين ومائة. وعن أبي الطيب موسى بن يسار قال: صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان يصلي الليل أجمع، يصلي في المحمل جالساً. وعن بد الواحد بن زيد قال: شهدت حوشباً جاء إلى مالك بن دينار قال: رأيت البارحة كأن منادياً ينادي يقول: يأيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحداً يرتحل إلا محمد بن واسع فصاح مالك بن دينار وخر مغشياً عليه. قال مضر: كان الحسن يسمي محمد بن واسع زين القراء. وعن محمد بن واسع قال: إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم. وقال أحمد الدورقي: حدثني محمد بن عيسى حدثني مخلد بن الحسين عن هشام قال: دعا مالك بن المنذر محمد بن واسع وكان على شرطة البصرة فقال: اجلس على القضاء، فأبى فعاوده فقال: لتجلسن أو لأجلدنك ثلاثمائة، قال: إن تفعل فإنك مسلط وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة. قال: ودعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر فأبى فقال له: إنك أحمق، فقال محمد: ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير. وعن ابن واسع أنه نظر إلى ابن له يخطر بيده فقال: تعال ويحك تدري، أمك اشتريتها بمائتي درهم وأبوك فلا كثر الله في المسلمين ضربه.

(8/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 263
ويروى أن قاصاً كان قريباً من مجلس ابن واسع فقال: ما لي أرى القلوب لا تخشع والعيون لا تدمع والجلود لا تقشعر فقال محمد: يا فلان ما أرى القوم أتوا إلا من قبلك إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب. وقال أبو عمر الضرير: ثنا محمد بن مهزم قال: كان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي ذلك. وقال سعيد بن عامر: دخل محمد بن واسع على بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فاعتل عليه فغضب بلال وقال: إني أراك تكره طعامنا، فقال: لا تقل ذاك أيها الأمير فو الله لخياركم أحب إلينا من أبنائنا.) أنبأني أحمد بن سلامة عن اللبان عن الحداد قراءة أنبأنا أبو نعيم ثنا عبد الله ابن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن مسلم عن محمد بن واسع عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل برأيه ما شاء. أخرجه مسلم من حديث اسماعيل ابن مسلم.
4 (محمد بن يحيى بن حبان ع بن منقذ أبو عبد الله الأنصاري البخاري المازني المدني)
الفقيه. روى عن رافع بن خديج وعبد الله بن عمر وأنس وعبد الله بن محيريز وعمرو بن سليم الزرقي والأعرج وعمه واسع بن حبان.

(8/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 264
وعنه ربيعة الرائي وابن عجلان وعبيد الله بن عمر وعمرو بن يحيى ومحمد بن إسحاق ومالك والليث وخلق. وهو مجمع على ثقته. قال الواقدي: كانت له حلقة للفتوى وكان ثقة كثير الحديث عاش أربعاً وأربعين سنة. قلت: اتفقوا على موته في سنة إحدى وعشرين ومائة.
4 (محمد بن يزيد أبو بكر الرحبي الدمشقي. والرحبة قرية من قرى دمشق قد خربت.)
روى عن أبي إدريس الخولاني وأبي الأشعث الصنعاني وعمير بن ربيعة وأبي خنبش الأسدي وجماعة. وعنه محمد بن المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وإسماعيل بن عياش والهيثم ابن حميد وآخرون. وهو قليل الحديث لم أرلهم فيه كلاماً. وأبو خنبش هذا شهد يوم الدار.
4 (محمد بن أبي بكر بن عوف الثقفيخ م ن ق حجازي موثق له حديث في التهليل يوم)
عرفة. رواه عنه ابنه عبد الله وشعبة ومالك وغيرهم بروايته عن أنس بن مالك.

(8/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 265
4 (مخرمة بن سليمان الوالبي المدني ع.)
عن عبد الله بن جعفر والسائب بن يزيد وكريب مولى ابن عباس وعبد ربه ابن سعيد) والضحاك بن عثمان ومالك بن أنس وعبد الرحمن بن أبي الزناد. وثقه ابن معين. قتل يوم قديد سنة ثلاثين ومائة.
4 (مرثد بن سمي الأوزاعي. شهد يوم اليرموك.)
وحدث عن أبي الدرداء وطائفة وعن أبي مسلم الخولاني. وعنه حريز بن عثمان ومعاوية بن صالح. وفي النفس من صحة شهوده اليرموك، وأما روايته عن أبي الدرداء فلعلها مرسلة. اتفقوا على وفاته في سنة خمس وعشرين. أرخه ابن سعد وخليفة والزيادي.
4 (مرزوق أبو بكر التيمي الكوفي.)
عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة. وعنه سفيان وإسرائيل وشريك وجماعة.

(8/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 266
قاله أبو حاتم ولم يضعفه.
4 (مزاحم بن زفر الكوفيم ن وهو مزاحم بن أبي مزاحم.)
عن مجاهد والشعبي وعمر بن عبد العزيز. وعنه مسعر وسفيان وشريك وشعبة وعباد بن عباد. وثقه ابن معين. وقال شعبة: أخبرني مزاحم بن زفر الضبي وكان كخير الرجال.
4 (مسلم بن سمعان المدني.)
عن أبي هريرة وعن عطاء بن يسار والقاسم بن محمد. وعنه ابن عجلان وهشام بن سعد وأسامة بن زيد بن أسلم. ذكره ابن أبي حاتم.
4 (مسلم بن أبي مريم السلمي. مولاهم أخو محمد وعبد الله.)
روى عن عبد الله بن سرجس وأبي صالح والقاسم بن محمد. وعنه سفيان وشعبة ومالك وابن عيينة. وثقه ابن معين.

(8/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 267
ويقال له مسلم الخياط، وعامة روايته مرسل وآثار.) قال أبو حاتم: صالح ووثقه ابن معين.
4 (مسلم بن أبي مريم يسار الأنصاريخ م د ن ق مولاهم المدني الخياط.)
عن عبد الله بن سرجس وأبي سعيد وابن عمر وأبي صالح السمان. هو الذي قبله ولا أرى لتفريقهما وجهاً قوياً. وروى عنه أيضاً فضيل بن سليمان النميري وإسماعيل بن جعفر.
4 (مسلمة بن عبد الملكد قد ذكر.)
ويقال: مات سنة إحدى وعشرين ومائة.
4 (مشاش أبو ساسانن ويقال أبو الأزهر السليمي.)
عن طاوس وعطاء والضحاك. وعنه شعبة وهشيم. وثقه أبو حاتم.

(8/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 268
وقيل إنهما إثنان أحدهما الذي روى عن الضحاك وأنه مروزي.
4 (مصعب بن محمد شرحبيلن ق العبدري المكي.)
عن أبي أمامة الباهلي وأبي سلمة عبد الرحمن وأبي صالح ذكوان. وعنه ابن عجلان ووهيب والسفيانان ومسلم بن خالد وآخرون. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
4 (مطر الوراقم أبو رجاء بن طهمان مولى علباء بن أحمد اليشكري. خراساني نزل)
البصرة وكان يكتب المصاحف وله حظ من علم وعمل. روى عن أنس والحسن وعكرمة وشهر بن حوشب وابن بريدة وبكر بن عبد الله المزني. وعنه الحسين بن واقد وشعبة والحمادان وإبراهيم بن طهمان وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي. قال ابن معين: صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: هو في عطاء ضعيف.

(8/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 269
قال الخليل بن عمر بن إبراهيم: سمعت عمي عيسى يقول: ما رأيت مثل مطر الوراق في فقهه) وزهده، وقال مالك بن دينار: رحم الله مطراً الوراق إني لأرجو له الجنة. وعن شيبة بنت الأسود قالت: رأيت مطراً الوراق وهو يقص. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
4 (معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيميخ ن ق.)
عن أبيه وأعمامه موسى وعمران وعائشة وأم الدرداء وعروة. وعنه شعبة والثوري وإسرائيل وشريك وأبو عوانة. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (معاوية بن الريان. مولى عب العزيز بن مران.)
عن أبي فراس وعمر بن عبد العزيز. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. عداده في المصريين. توفي في خلافة هشام.
4 (معبد المغني. الذي يضرب به المثل في جودة الغناء، وهو معبد بن وهب ويقال ابن قطني)
ويقال ابن قطن أبو عباد المدني مولى بني مخزوم. ويقال مولى معاوية. وقيل: مولى ابن قطن مولى معاوية.

(8/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 270
وكان أديباً فصيحاً له وفادة على الوليد المقتول. قال كردم بن معبد المغني مولى ابن قطن: مات أبي وهو في عسكر الوليد ابن يزيد وأنا معه فنظرت حين أخرج نعشه إلى سلامة القس جارية يزيد بن عبد الملك وقد أضرب الناس عنه ينظرون إليها وهي آخذة بعمود نعشه تندبه وتقول:
(قد لعمري بت ليلي .......... كأخي الداء الوجيع)

(ونجي الهم مني .......... بات أدنى من ضجيعي)

(كلما أبصرت ربعاً .......... خالياً فاضت دموعي)

(قد خلا من سيد كا .......... ن لنا غير مضيع)

(لا تلمنا إن خشعنا .......... أو هممنا بخشوع)
وكان يزيد بن عبد الملك أمر أبي أن يعلمها هذا الصوت فعلمها إياه فرثته به يومئذ. مات سنه ست وعشرين ومائة.)
4 (معمر بن أبي حبيبة)
عن عبيد الله بن عدي بن الخيار وعبيد بن رفاعة بن رافع. وعنه بكير بن الأشج ويزيد بن أبي حبيب والليث بن سعد وآخرون. وثقه ابن معين.

(8/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 271
4 (معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود خ م الهذلي الكوفي.)
قاضي الكوفة. عن أبيه وجعفر بن عمرو بن حريث وأبي داود نفيع، وعنه مسعر والثوري ومحمد بن طلحة بن مصرف. وكان عفيفاً صارماً عالماً موثقاً في الحديث.
4 (المغيرة بن عتيبة بن النهاس العجلي، الكوفي. قاضي الكوفة أيضاً.)
عن سعيد بن جبير وموسى بن طلحة ومكيث وغيرهم. وعنه أبو مالك الأشجعي مع تقدمه وكامل أبو العلاء ومسعر وفضيل ابن غزوان. ذكره ابن أبي حاتم ولم يتعرض له.
4 (المقدام بن شريح بن هانيء الحارثي م الكوفي.)
عن أبيه. وعنه شعبة وسفيان وإسرائيل وشريك وآخرون وابنه يزيد بن المقدام. وثقه أحمد وغيره.

(8/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 272
4 (المنذر بن عبيد المدني د ن.)
عن أبي صالح السمان والقاسم بن محمد. وعنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة وابو معشر نجيح وغيرهم.
4 (مهاجر أبو الحسن الكوفي الصائغخ م د ت ن.)
عن ابن عباس والبراء وعمرو بن ميمون الأودي وزيد بن وهب. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وأبو عوانة. وثقه أحمد.
4 (موسى بن السائبد أبو سعدة.)
) عن قتادة ومعاوية بن قرة. وعنه شعبة وهشيم. وثقه أحمد بن حنبل.
4 (موسى بن أبي كثير الصباح الأنصاري، الكوفي المعروف بموسى الكبير.)

(8/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 273
عن سعيد بن المسيب ومجاهد. وعنه مسعر وسفيان وشعبة وشريك وهشيم. وثقه ابن معين وابن سعد والفسوي وغيرهم. وكان من كبار المرجئة. قال ابن سعد: وفد على عمر بن عبد العزيز فكلمه في الإرجاء. قال أبو حاتم: محله الصدق لا يحتج به. وقال ابن عمار: كان من رؤساء المرجئة. وقال البخاري وأبو زرعة: كان يرى القدر. كذا قالا. وقد روى ابن عيينة عن مسعر سمع أبا الصباح يقول: الكلام في القدر أبو جاد الزندقة. قلت: قلما روى هذا الشيخ.
4 (ميسرة بن حبيب النهدي د ت ن أبو حازم. كوفي ثقة.)
روى عن المنهال بن عمرو وعدي بن ثابت. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وقيس بن الربيع. وثقه أحمد.
4 (ميسرة الأشجعي الكوفي خ م ن.)
عن أبي حازم الأشجعي وسعيد بن المسيب.

(8/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 274
وعنه سفيان وزائدة وزهير بن معاوية. وثقوه.
4 (ميمون الكردي.)
عن أبي عثمان النهدي. وعنه حماد بن زيد وديلم بن غزوان والفضل بن عميرة الطفاوي. وثقه أبو داود.)

(8/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 275
4 (حرف النون)

4 (نبيه بن وهبم بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي المدني.)
عن أبي هريرة ومحمد بن الحنفية وأبان بن عثمان. وعنه نافع مولى ابن عمر وهو من أقرانه بل أقدم منه وأيوب بن موسى ومحمد بن إسحاق وآخرون. وثقه ابن سعد وذكر أنه توفي في فتنة الوليد بن يزيد وكانت في سنة ست وعشرين ومائة. صدوق.
4 (نزار بن حيان الأسديت ق.)
عن أبيه وعكرمة. وعنه ابنه علي والقاسم بن حبيب التمار وعبد الله بن محمد الليثي ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأخرون.

(8/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 276
لا بأس به.
4 (نسير بن ذعلوق أبو أبو طعمة الكوفيق.)
عن أبيه وابن عمر والربيع بن خثيم وبكر بن ماعز. وعنه ابنه عمرو والثوري وقيس بن الربيع وغيرهم. وما علمت فيه جرحاً.
4 (نصر بن عمرانع أبو جمرة الضبعي البصري. أحد أئمة العلم.)
روى عن ابن عباس وابن عمر وغيرهم. وعنه أيوب السختياني وشعبة والحمادان وإبراهيم بن طهمان وعباد بن عباد المهلبي وآخرون. وكان إماماً ثقة. استصحبه معه يزيد بن المهلب إلى خراسان فأقام بها مدة ثم رجع إلى البصرة. قال ابن معين: أبو جمرة وأبو حمزة رويا عن ابن عباس فأبو جمرة نصر ابن عمران بصري. وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء واسطي ثقة. أخبرنا ابن أبي عمر وجماعة إجازة أن عمر بن محمد المعلم أخبرهم أنا ابن خيرون وعبد الوهاب الأنماطي قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا عبيد الله

(8/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 277
ابن حبابة أنا أبو القاسم البغوي ثنا) علي بن الجعد أنا شعبة عن أبي جمرة قال: تمتعت فنهاني أناس فسألت ابن عباس فأمرني بها، قال: فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول: حج مبرور وعمرة متقبلة، قال: فحدثت ابن عباس فقال: الله أكبر سنة أبي القاسم أو قال سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبه قال: كنت أقعد مع ابن عباس فكان يجلسني معه على سريره فقال لي: أقم عندي حتى أجعل لك سهماً من مالي فأقمت معه شهرين. قال ابن سعد: أبو جمرة الضبعي ثقة توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق. وقال غيره: مات بسرخس في آخر سنة سبع وعشرين ومائة. ويقال سنة ثمان.
4 (النضر بن شيبان الحدانين ق.)
عن أبي سلمة في قيام رمضان. وعنه أبو عقيل الدورقي ونصر بن علي الجهضمي الكبير والقاسم بن الفضل الحداني. ذكره ابن حبان في الثقات. ووقع لنا حديثه عالياً في المخلصات.
4 (النعمان بن عمرو اللخمي المصري)

(8/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 278
عن علي بن رباح وحسين بن شفي. وعنه سعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة.
4 (نفيع بن الحارث الهمدانين ق أبو داود الأعمى الكوفي القاص.)
عن عمران بن حصين وبريدة بن الحصيب وابن عباس وزيد بن أرقم وطائفة. وعنه الأعمش وسفيان وهمام بن يحيى وأبو الأحوص وشريك وآخرون. قال العقيلي: كان يغلو في الرفض. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. قال يزيد بن هارون: ثنا همام قال: دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قيل: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدرياً، فقال قتادة: هذا كان سائلاً قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا ولا يتكلم فيه فو الله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعيد.
4 (نمير بن أوس الأشعريت الفقيه قاضي دمشق.)
) أرسل عن حذيفة وغيره وروى عن أم الدرداء.

(8/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 279
وعنه ابنه الوليد ويحيى بن الحارث الذماري والزبيدي وسعيد بن عبد العزيز وغيرهم. وأيضاً قضاء أذربيجان، وكان كبير القدر صدوقاً. توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.

(8/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 280
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن ريابم د ن التميمي الأسيدي أبو بكر البصري.)
أحد العباد. روى عن أنس بن مالك والأحنف بن قيس وكنانة بن نعيم وقبيصة بن ذؤيب. وعنه أيوب السختياني والأوزاعي وشعبة والحمادان وسفيان بن عيينة وآخرون. قال أبو داود: يقال إنه كان أجل أهل البصرة. ووثقه أحمد بن حنبل. قال ابن عيينة: عنده أربعة أحاديث. قال: وكان يخفي الزهد ويلبس الصوف تحت ثيابه وكان النور على وجهه. وقال ابن شوذب: كنت إذا رأيت هارون بن رياب فكأنما أقلع عن البكاء.

(8/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 281
أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف الحافظ أنا أبو المكارم أنا أبو علي المقري أنا أبو نعيم ثنا محمد بن معمر أنا أبو شعيب الحراني أنا البابلي ثنا الأوزاعي حدثني هارون بن رياب قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم حسن يقول أربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك. ويقول الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك. قال ابن معين والنسائي: ثقة. قال أبو محمد بن حزم الظاهري: يمان وهارون وعلي بنو ريان: فهارون من أئمة السنة واليمان من أئمة الخوارج وعلي من أئمة الروافض وكانوا متعادين كلهم. وقال جعفر بن سليمان: عدت هارون بن رياب وهو يجود بنفسه فما فقدت وجه رجل فاضل إلا وقد رأيته عنده، فقال محمد بن واسع: يا أخي كيف تجدك قال: هو ذا أخوكم يذهب به إلى النار أو يعفو الله عنه. يقال: عاش ثلاثاً وثمانين سنة.
4 (هارون بن سعد الكوفيم.)
) عن أبي حازم الأشجعي وإبراهيم التيمي. وعنه شعبة والثوري وشريك والحسن بن صالح وقيس بن الربيع.
4 (هشام بن حجير المكي خ م ن.)

(8/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 282
عن طاوس والحسن. وعنه ابن جريج ومحمد بن مسلم الطائفي وابن عيينة. قال ابن عيينة: قال لي ابن شبرمة: ليس بمكة مثل هشام بن حجير. وقال آخر: ثقة.
4 (هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاريع.)
سمع جده. وعنه ابن عون وشعبة وحماد بن سلمة. وثقه ابن معين.
4 (هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. الخليفة أبو الوليد القرشي)
الأموي الدمشقي. ولد سنة نيف وسبعين، واستخلف بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك، وكانت داره عند باب الخواصين التي بعضها الساعة مدرسة النورية. وبويع لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة. وأمه هي فاطمة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي. قال أبو أحمد الحاكم: استخلف وعمره أربع وثلاثون سنة يومئذ

(8/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 283
فاستخلف تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأياماً. وقال سعيد بن عفير: كان جميلاً أبيض مسمناً أحول يخضب بالسواد. قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات، فدس من يسأل سعيد بن المسيب عنها وكان يعبر الرؤيا وعظمت على عبد الملك فقال: سعيد يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان هشام آخرهم، وكان يجمع المال ويوصف بالحرص ويبخل، وكان حازماً عاقلاً. قال أبو عمير بن النحاس: حدثني أبي قال: كان لا يدخل بيت مال هشام مال حتى يشهد أربعون قسامة لقد أخذ من حقه ولقد أعطى لكل ذي حق حقه.) وقال الأصمعي: أسمع رجل مرة هشام بن عبد الملك كلاماً فقال له: يا هذا ليس لك أن تسمع خليفتك. قال: وغضب مرة على رجل فقال: والله لقد هممت أن أضربك سوطاً. وقال ابن سعد: نا محمد بن عمر ثنا سحبل بن محمد قال: ما رأيت أحداً من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام. ولقد دخله من مقتل زيد بن علي ويحيى بن زيد أمر شديد وقال: وددت أني كنت أفتديتهما.

(8/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 284
وقال الواقدي: حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام بن عبد الملك ولقد ثقل عليه خروج زيد فما كان شيء حتى أتي إليه برأسه وصلب بدنه بالكوفة. قال الواقدي: فلما ظهر بنو العباس عهد عبد الله بن علي فنبش هشاماً من قبره وصلبه. قال ابن عائشة: قال هشام بن عبد الملك: ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئاً واحداً: أخ أرفع مئونة التحفظ فيما بيني وبينه. وقيل: إن هذا البيت له ولم يحفظ له سواه.
(إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى .......... إلى بعض ما فيه عليك مقال)
قال حرملة: ثنا الشافعي قال: لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب أن يخلو يوماً لا يأتيه فيه غم فما انتصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور فأوصلت إليه فقال: ولا يوماً واحداً وقال ابن عيينة: كان هشام بن عبد الملك لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت. قال الهيثم بن عمران: مات هشام من ورم أخذه في حلقه يقال له الجرذون بالرصافة. وقال غير واحد: مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وله أربع وخمسون سنة.

(8/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 285
4 (هلال بن علي ع وهو هلال بن أبي ميمونة المدني مولى آل عامر ابن لؤي. من الثقات)
المشاهير. عن أنس بن مالك وعطاء بن يسار وأبي مسلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن أبي عمرة. وعنه سعيد بن أبي هلال وعبد العزيز الماجشون ومالك بن أنس وفليح. قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه.)
4 (هلال الوزان الكوفي الصيرفيخ م د ت ن هو ابن مقلاص ويقال ابن أبي حميد وقيل)
غير ذلك. عن عبد الله بن عكيم الجهني وعروة بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وعنه شعبة ومسعر وشيبان وأبو عوانة وابن عيينة. وثقه ابن معين وغيره.
4 (الهيثم بن حبيب أبو الهيثم الكوفي الصيرفي.)
عن عكرمة وعاصم بن ضمرة والحكم. وعنه زيد بن أبي أنيسة والمسعودي وأبو حنيفة وشعبة وأبو عوانة. وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة. وكان صاحب حديث، لم يخرجوا له.

(8/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 286
4 (حرف الواو)

4 (واصل مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة م د ن ق الأزدي.)
بصري صدوق. عن أبي بريدة والحسن والضحاك ويحيى بن عقيل الخزاعي. وعنه مهدي بن ميمون وحماد بن زيد وعباد بن عباد وعبد الوارث. وثقه أحمد.
4 (الوليد بن عبد الرحمنت ن بن أبي مالك الهمداني أبو العباس الدمشقي أخو يزيد.)
روى عن أبي إدريس الخولاني وقزعة بن يحيى وجماعة. وعنه حجاج بن أرطاة ومسعر ومحمد بن الوليد الزبيدي. قال ابن خراش: لا بأس به. وقيل: كان مؤدباً سكن الكوفة.

(8/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 287
4 (الوليد بن هشام بن معاوية الأمويم المعيطي أبو يعيش. متولي قنسرين لعمر بن عبد)
العزيز. روى عن معدان بن أبي طلحة اليعمري وأم الدرداء وعبد الله بن محيريز وغيرهم. وعنه ابنه يعيش والأوزاعي وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن عيينة وعدة.) وصفه الواقدي بالنسك والدين، ولولا ذا لما أمره عمر. ووثقه ابن معين. وقد ولي غزو الصائفة رحمه الله.
4 (الوليد بن أبي الوليد القرشيم مولاهم المدني.)
عن سعيد بن المسيب وأبان بن عثمان وعروة. ورأى ابن عمر وجابراً يخضبان. وعنه يزيد بن الهاد وحيوة بن شريح والليث بن سعد وابن لهيعة وآخرون. وثقه أبو زرعة.
4 (الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. الخليفة الفاسق

(8/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 288
أبو العباس الأموي)
الدمشقي. ولد سنة تسعين، ويقال: سنة اثنتين وتسعين، فلما احتضر أبوه لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي حدث فعقد لأخيه هشام وجعل هذا ولي العهد من بعد هشام. قال أحمد في مسنده: ثنا أبو المغيرة أنا ابن عياش هو إسماعيل حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: ولد لأخي أم سلمة ولد فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه. وقد رواه الهقل بن زياد والوليد بن مسلم وبشر بن بكر وابن كثير عن الأوزاعي فأرسلوه لم يدركوا عمر، وهذا من أقوى المراسيل. وفي لفظ بعضهم: لهو أضر على أمتي. وفي لفظ: لهو أشد على أمتي. وقال محمد بن حميد: ثنا سلمة الأبرش حدثني ابن إسحاق عن محمد ابن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال: من هذا قلت: الوليد، قال: قد اتخذتم الوليد حنانا غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد. رواه محمد بن سلام عن حماد بن سلمة فذكر نحوه منقطعاً.) وقال مروان بن أبي حفصة: قال لي الرشيد: هل رأيت الوليد بن يزيد؟

(8/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 289
قلت: نعم، قال: صفه لي، قلت: كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم، قال: أتروي من شعره شيئاً قلت: نعم. وقال الليث: حج بالناس الوليد وهو ولي عهد سنة ست عشرة. وقال ابن سعد: ثنا محمد بن عمر ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كان الزهري يقدح أبداً عند هشام في الوليد ويعيبه ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء ويقول ما يحل لك إلا خلعه، فلا يستطيع هشام. ولو بقي الزهري إلى أن تملك الوليد لفتك به. قال الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه: قال أراد هشام أن يخلع الوليد ويجعل العهد لولده فقال الوليد:
(كفرت يداً من منعم لو شكرتها .......... جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن)

(رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي .......... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني)

(أراك على الباقين تجني ضغينة .......... فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني)

(كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم .......... ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني)
قالوا: وتسلم الأمر الوليد في ربيع الآخر سنة خمس عند موت هشام. قال حماد الراوية: كنت يوماً عند الوليد فدخل عليه منجمان فقالا: نظرنا فيما أمرتنا فوجدناك تملك سبع سنين، قال حماد: فأردت أن أخدعه فقلت: كذبا ونحن أعلم بالآثار وضروب العلم وقد نظرنا في هذا والناس فوجدناك تملك أربعين سنة فأطرق ثم قال: لا ما قالا يكسرني ولا ما قلت

(8/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 290
يغرني والله لأجبين هذا المال من حله جباية من يعيش الأبد ولأصرفنه في حقه صرف من يموت الغد. قال العتبي: كان الوليد بن يزيد رأى نصرانية اسمها سفرى فجن بها وجعل يراسلها وتأبى عليه وقد قرب عيد النصارى فبلغه أنها تخرج فيه إلى بستان يدخله النساء فصانع الوليد صاحب البستان وتقشف الوليد وتنكر ودخلت سفرى البستان فجعلت تمشي حتى انتهت إليه فقالت لصاحب البستان: من هذا قال: رجل مصاب، فأخنت تمازحه وتضاحكه، ثم قيل لها: تدرين من ذاك الرجل قالت: لا، فقيل لها: هو الوليد، فجنت به بعد ذلك فكانت عليه أحرص منه عليها فقال:)
(أضحى فؤادك يا وليد عميدا .......... صباً قديماً للحسان صيودا)

(من حب واضحة العوارض طفلة .......... برزت لنا نحو الكنيسة عيدا)

(ما زلت أرمقها بعيني وامق .......... حتى بصرت بها تقبل عودا)

(عود الصليب فويح نفسي من رأى .......... منكم صليباً مثله معبودا)

(فسألت ربي أن أكون مكانه .......... وأكون في لهب الجحيم وقودا)
قال المعانى الجريري: كنت جمعت من أخبار الوليد شيئاً ومن شعره الذي ضمنه ما فخر به من خرقه وسخافته وخسارته وحمقه وما صرح به من الألحاد في القرآن والكفر بالله تعالى. وقال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ ثنا صالح بن سليمان قال: أراد الوليد بن يزيد الحج وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة فهم قوم أن يفتكوا به إذا خرج وكلموا خالد بن عبد الله القسري ليوافقهم فأبى، فقالوا: أكتم علينا، قال: أما هذا فنعم، ثم جاء إلى الوليد فقال: لا تخرج فإني

(8/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 291
أخاف عليك، قال: ممن قال: لا أجهرك بهم، قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف بن عمر، قال: وإن، فبعث به إليه فعذبه حتى قتله. وروى مصعب الزبيري عن أبيه قال: كنت عند المهدي فذكر الوليد ابن يزيد فقال رجل: كان زنديقاً، فقال المهدي: مه خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق. قال خليفة: ثنا الوليد بن هشام عن أبيه قال: لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف وقال: أقتل كما قتل ابن عمي عثمان. قلت: مقت الناس الوليد لفسقه وتأثموا من السكوت عنه وخرجوا عليه فقال خليفة: حدثني اسماعيل بن إبراهيم ثنا عبد الله بن واقد الجرمي وكان شهد قتل الوليد قال: لما أجمعوا على قتله قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأتى أخاه العباس ليلاً فشاوره فنهاه قال وأقبل يزيد ليلاً في أربعين رجلاً ودخل الجامع بدمشق فكسروا باب المقصورة ودخلوا على واليها فأوثقوه وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار وعقد راية لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ونادى مناديه من انتدب للوليد فله ألفان، فانتدب معه ألفا رجل. قال علي المدائني عن عمر بن مروان الكلبي: حدثني يعقوب بن إبراهيم أن مولى الوليد لما خرج يزيد الناقص خرج على فرس له فساق فأتى الوليد من يومه فنفق الفرس حين وصل) فأخبر الوليد فضربه مائة سوط وحبسه،

(8/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 292
ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية فأجازه وجهزه إلى دمشق فخرج أبو محمد فلما أتى ذنبة أقام فوجه يزيد بن الوليد لحربه عبد الرحمن بن مصاد فسالمه أبو محمد وبايع ليزيد فأتى الوليد الخبر وهو بالأعرف فقال له بيهس الكلابي: يا أمير المؤمنين سر فانزل حمص فإنها حصينة ووجه الجنود إلى يزيد فيقتل أو يؤسر، فقال عبد الله بن عنبسة: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل ويعذر والله يؤيده، فقال يزيد بن خالد: وماذا يخاف على حرمه من بني عمهم فقيل له: يا أمير المؤمنين تدمر حصينة وبها بنو كلب قومي. قاله الأبرش، فقال الوليد: ما أرى أن نأتيها وأهلها بنو عامر وهم الذين خرجوا علي ولكن دلني على حصن، قال: أنزل القريتين قال: أكرهها، قال فهذا الهزم، قال: أكره اسمه، قال: وأقبل في طريق السماوة وترك الريف ومر في سكة الضحاك وبها من آله أربعون رجلاً، فساروا معه وقالوا: إنا عون فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم سيفاً فقال له بيهس: هذا حصن البخراء وهو من بناء العجم فانزله، قال: أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون، فنزل حصن البخراء. ثم سار عبد العزيز بن الحجاج بالجند الذين أعطاهم الأموال فتلقاهم ثقل الوليد فأخذوه ونزلوا قريباً من الوليد وأتى الوليد رسول العباس بن الوليد إني آتيك فقال الوليد: أخرجوا سريراً، ففعلوا وجلس عليه وقال: أعلي توثب الرجال وأنا أثب على الأسد وأتخصر الأفاعي، وبقوا ينتظرون قدوم العباس فأقبل عبد العزيز بن الحجاج وعلى ميمنته حوى بن عمرو وعلى مقدمته منصور بن جمهور وبعث إليهم زياد بن حصين الكلبي يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه فقتله قطري مولى الوليد فانكشف أصحاب يزيد فكر عبد العزيز بن الحجاج في أصحابه وقد قتل منهم عدة وحملت رؤوسهم إلى الوليد وقتل أيضاً من أصحاب الوليد يزيد بن عثمان الخشني.

(8/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 293
وبلغ عبد العزيز مسير العباس بن الوليد فجهز لحربه منصور بن جمهور فأدرك العباس وهو آت في ثلاثين فارساً، فقال: اعدل إلى عبد العزيز فشتموه فقال منصور: والله لئن تقدمت لأنفذن حضنيك، ثم أحاط به وجيء به إلى عبد العزيز فقال: بايع لأخيك يزيد، فبايع ووقف ونصبوا راية وقالوا: هذه راية العباس وقد بايع لأخيه، فقال العباس: إنا لله، خدعة من الشيطان، هلك بنو مروان، فتفرق الناس عن الوليد فأتوا العباس وعبد العزيز ثم ظاهروا الوليد) بين درعين وأتوه بفرسين: السندي، والرائد، فركب وقاتل، فبادأهم رجل: اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط ارموه بالحجارة، فلما سمع ذلك دخل القصر فأغلقه، فأحاط به عبد العزيز وأصحابه فدنا الوليد من الباب فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، فقال: يا أخا السكاسك ألم أزد في أعطياتكم ألم أرفع عنكم المؤن ألم أعط فقراءكم فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله، قال: حسبك، قد أكثرت، ورجع إلى الدار فجلس وأخذ مصحفاً وقال: يوم كيوم عثمان ونشر المصحف يقرأ، فعلوا الحائط فكان أولهم يزيد بن عنبسة. فنزل إليه وسيف الوليد إلى جنبه فقال: نح سيفك، قال الوليد: لو أردت السيف كان لي بذلك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد وهو يريد أن يعتقله ويؤآمر فيه فنزل من الحائط عشرة منهم منصور بن جمهور وحميد بن نصر. فضربه عبد السلام اللخمي على رأسه وضربه آخر على وجهه فتلف وجروه بين خمسة ليخرجوه فصاحت امرأة، فكفوا وحزوا رأسه وخاطوا الضربة التي في وجهه وأتى يزيد الناقص بالرأس فسجد.

(8/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 294
وبه عن عمرو بن مروان حدثني المثنى بن معاوية قال: دخل بشر مولى كنانة من الحائط ففر الوليد وهم يشتمونه فضربه بشر على رأسه واعتوره الناس بأسيافهم فطرح عبد السلام نفسه عليه فاحتز رأسه، وكان يزيد قد جعل لمن أتاه بالرأس مائة ألف. وقيل: قطعت كفه وبعث بها إلى يزيد فسبقت الرأس بليلة وأتي بالرأس ليلة الجمعة فنصبه يزيد على رمح بعد الصلاة فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً ولقد راودني على نفسي. قال الهيثم بن عدي وجماعة: عاش الوليد خمساً وأربعين سنة. قلت: هذا خلاف ما مر، بل الأصح أنه عاش بضعاً وثلاثين سنة. قال خليفة وغيره: عاش ستاً وثلاثين سنة. قال أحمد بن حنبل: ثنا سفيان قال: لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل سديد العقل فقال لخلف بن حوشب: إصنع طعاماً واجمع له، قال: فجمعهم فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير كف رجل يده وملك لسانه وعالج قلبه. قال الهيثم بن عمران: ملك الوليد خمسة عشر شهراً.) وقال غيره: قتل بالبخراء في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة سامحه الله. ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة نعم اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك.

(8/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 295
وكان الحجاج عم أمه وهي ابنة محمد بن يوسف الثقفي.
4 (وهب بن كيسانع أبو نعيم المدني المؤدب مولى آل الزبير.)
روى عن ابن عباس وجابر وأبي سعيد الخدري وعمر بن أبي سلمة وابن الزبير ورأى أبا هريرة. وعنه هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر ومحمد بن إسحاق ومالك بن أنس وآخرون. وهو ثقة. مات سنة سبع وعشرين ومائة.

(8/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 296
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن جابر الطائي م قاضي حمص.)
عن عوف بن مالك مرسلا وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ويزيد بن شريح وغيرهم. وعنه سليمان بن سليم والزبيدي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر وآخرون. يكنى أبا عمر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقيل: توفي سنة ست وعشرين ومائة.
4 (يحيى بن خالد بن رافع بن مالك الأنصاري خ الزرقي المدني.)
عن عمه رفاعة. وعنه ابنه علي وحفيده يحيى بن علي.

(8/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 297
ثقة مقل.
4 (يحيى بن راشد الليثي د الدمشقي الطويل أبو هشام.)
عن ابن عمر وابن الزبير ومكحول. وعنه عمارة بن غزية وعلي بن أبي حملة وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وثقة أبو زرعة وعاش تسعين سنة.
4 (يحيى بن أبي كثير الإمام ع أبو نصر. أحد الأعلام، اسم أبيه صالح وقيل: يسار وقيل:)
) نشيط، مولى الطائيين وعالم أهل اليمامة. روى عن أنس بن مالك مرسلاً وقد رأى أنساً وذلك في سنن النسائي، وعن أبي إمامة الباهلي وذلك في صحيح مسلم وهو مرسل وعن بعجة ابن عبد الله الجهني وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الله بن أبي قتادة وأبي قلابة وعمران بن حطان وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ وحضرمي بن لاحق وعروة ولم يسمع منه ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ومحمد بن عبد الرحمن بن زرارة ويعلى بن حكيم وهلال بن أبي ميمونة وطائفة سواهم. روى عنه ابنه عبد ومعمر والأوزاعي وعكرمة بن عمار وهشام الدستوائي

(8/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 298
وشيبان وهمام وأبان بن يزيد وعلي بن المبارك وحرب بن شداد وأيوب بن عيينة وخلق سواهم. هشيم عن يحيى بن سعيد عن يحيى بن أبي كثير قال: رأيت أنس ابن مالك يصلي وبين يديه سهم. وروى عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه أنه قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى قال: العالم من يخشى الله، العلماء مثل الملح هم صلاح كل شيء فإذا فسد الملح لا يصلحه شيء. وروى عن شعبة أنه كان يقدم يحيى على الزهري. وقال أحمد: كان من أثبت الناس يعد مع الزهري ويحيى بن سعيد. وقال ابن حبان: كان من العباد إذا حضر جنازة لم يتعش ليلته ولا يقدرون أن يكلموه. ويقال: إن يحيى أقام بالمدينة عشر سنين للعلم. قال حرب عن يحيى: كان شيء عندي عن أبي سلام الأسود إنما هو كتاب. وروى وهيب عن أيوب قال: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى ابن أبي كثير. وقال شعبة: يحيى بن أبي كثير أحسن حديثاً من الزهري. وقال أحمد بن حنبل: إذا خالف يحيى فالقول قول يحيى.

(8/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 299
وقال أبو حاتم: هو إمام لا يروي إلا عن ثقة وقد بلغنا أن يحيى امتحن فضرب وحلق وحبس لكونه تنقص بني أمية وذكر أفاعيلهم. أخبرنا علي بن أحمد العلوي أنا محمد بن أحمد القطيعي أنا محمد بن عبيد الله المجلد أنا محمد بن محمد الهاشمي أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ثنا يحيى بن صاعد ثنا محمد بن أبي) عبد الرحمن المقري ثنا أويب بن يحيى النجار اليمامي ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حاج آدم موسى فقال موسى: يا آدم أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم فقال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على أمر كتبه الله علي أو قدره الله علي قبل أن يخلقني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحاج آدم موسى. صوابه فحج. وهذا حديث صحيح من أعلى ما وقع لنا، وأيوب بن النجار مجمع على ثقته مع كونه لم يرو عن يحيى سوى هذا الحديث. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث أيوب النجار فوقع لنا بدلاً علياً. ولعل أيوب هذا آخر من حدث عن يحيى بن أبي كثير. وبإسناد إلى ابن المقري قال: ثنا أيوب بن النجار الحنفي عن هشام ابن حسان عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال: فحج آدم موسى ثلاثاً. تفرد مسلم بطريق هشام هذه. قال غيره واحد: إن يحيى بن أبي كثير مات سنة تسع وعشرين ومائة، ووهم من قال إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (يحيى بن زيد بن علي بن الحسين الهاشمي العلوي.)

(8/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 300
قد مر مقتل أبيه، فسار هو بعد ذلك إلى العجم، ثم إنه خرج بخراسان ودعا إلى نفسه وانضم إليه خلق من الشيعة وجرت له حروب مع عسكر خراسان ومواقف إلى أن كان بينه وبين سلم بن أحوز مصاف فجاءه سهم غرب في صدغه موقع فاحتزوا رأسه وبعثوا به إلى الشام وصلبوا جثته كأبيه. فلما استولى أبو مسلم الخراساني على البلاد أنزل الجثة وأمر بإقامة المأتم عليه ببلخ ومرو سبعة أيام، وناح عليه النساء. وكان من ولد في تلك السنة بخراسان من أولاد الأعيان سمي يحيى، ثم تتبع أبو مسلم قتله فأبادهم. وكان مقتله سنة خمس وعشرين.
4 (يحيى بن مسلم البكاء ت ق بصري مشهور ولاؤه للأزد.)
حدث عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية. وعنه الحمادان عبد الوارث بن سعيد وعبد العزيز بن عبد النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن) عاصم وغيرهم. قال أبو زرعة: ليس بقوي كان يحيى القطان لا يرضاه. وقال محمد بن سعد: ثقة إن شاء الله. وقال القواريري: ثنا حماد بن زيد قال: اشتكى محمد بن واسع فدخلت عليه أعوده فقيل له: يحيى على الباب قال: من يحيى قيل: أبو سلمة، قال: من أبو سلمة قال: حماد وقد عرف فقالوا: يحيى البكاء، قال: يقول محمد بن واسع: إن شر أيامكم يوم نسبتم إلى البكاء.

(8/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 301
قال النسائي: يحيى بن مسلم البكاء بصري متروك الحديث. وذكره الدارقطني في الضعفاء فقال: ابن مسلم. وذكره ابن حبان في الضعفاء. وقال فيه يحيى بن أبي خليد: البكاء مولى القاسم بن الفضل الأزدي اسم أبيه سليمان كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به. وقال أحمد بن زهير عن ابن حصين: ليس بذاك. قال ابن حبان: مات سنة ثلاثين ومائة. أخبرنا بن عبد الحميد وجماعة قالوا: أنا ابن اللتي وأنا أحمد أنا موسى ابن عبد القادر قالا أنا هبد الأول أنا جمال الإسلام أبو الحسن أنا عبد الله بن حمويه أنبأ إبراهيم بن حزيم ثنا عبد بن حميد ثنا علي بن عاصم عن يحيى البكاء حدثني ابن عمر قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن في صلاة السحر وليس شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة ث قرأ: يتفيوا ظلاله عن اليمين والشمائل الآية كلها أخرجه الترمذي عن عبد فوافقناه.
4 (يحيى بن قيس الكندي.)
عن شريح القاضي. وعنه سفيان الثوري وشريك وأبو عوانة والحسن بن حي.

(8/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 302
محله الصدق.
4 (يحيى بن النضر الأنصاري السلمي المدني ب خ ق والد أبي بكر.)
روى عن أبي قتادة وأبي هريرة وعلقمة بن وقاص وأبي سلمة.) وعنه ولده ومحمد بن عمرو وأبو صخر حميد بن زياد وإبراهيم بن أبي يحيى وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة.
4 (يحيى بن هانيء بن عروة المرادي د ت ن.)
روى عن عبد الحميد بن محمود المعولي ونعيم بن دجاجة، وأدرك جماعة من الصحابة ووفد مع أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك. روى عنه شعبة وشريك وأبو بكر بن عياش. قال شعبة: كان سيد أهل الكوفة. قلت: وكذا كان أبوه. وثقة ابن معين.
4 (يزيد بن أبان الراقشي ت ق الواهد أبو عمرو البصري.)

(8/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 303
عن أنس بن مالك وغنيم بن قيس المازني والحسن البصري. وعن شيخه الحسن وقتادة والأوزاعي وحماد بن سلمة ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم. وكان أحد الوعاظ الباكئين. ضعفه الدار قطني وغيره. ضعفه الدار قطني وغيره. وقال ابن معين: هو خير من أبان بن أبي عياش. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال سلام بن أبي مطيع عن يزيد الرقاشي قال: إذا نمت ثم استيقظت فنمت الثانية فلا أنام الله عيني. وعن عبد الخالق بن موسى قال: جوع يزيد الرقاشي نفسه لله ستين عاماً حتى ذبل جسمه ونهك بدنه وكان يقول: غلبني بطني ما أقدر له على حيلة. وذكر ابن السماك عن أشعث أن يزيد الرقاشي صام ثلاثين أو أربعين سنة وعن هشام بن حسان قال: بكى يزيد الراقشي حتى تساقطت أشفاره وأظلمت عيناه وتغيرت مجاري دموعه. وليزيد مواعظ. وكان من كبار الخائفين. قال سعيد بن عامر: عطش يزيد الرقاشي نفسه أربعين سنة في حر البصرة ث قال لأصحابه:) تعالوا حتى نبكي على الماء البارد. وقال أبو معاوية الضرير عن أبي إسحاق الحميسي قال: كان يزيد

(8/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 304
الرقاشي يقول في قصصه: ويحك يا يزد من يترضى عنك ربك ومن يصوم لك أو يصلي لك، ثم يقول: يا معشر من القبر ببيته والموت موعده ألا تبكون، قال: فبكى حتى تساقطت أشفار عينيه.
4 (يزيد بن أبي حبيب الفقيه ع أبو رجاء الأزدي.)
مولاهم المصري أحد الأعلام وشيخ تلك الناحية. وكان أسود حبشياً. قال ابن لهيعة: ولد تقريباً في سنة ثلاث وخمسين، سمعته يقول: كان أبي من أهل دنقلة ونشأت بمصر وهم علوية فقلبتهم عثمانية. قلت: روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء وأبي الطفيل وإبراهيم ابن عبد الله بن حنين وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وعلي بن رباح وخلق كثير حتى إنه روى عن تلامذته. وعنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وابن إسحاق الليث بن سعد وابن لهيعة وطائفة. قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر وكان حليماً عاقلاً وهو أول من أظهر العلم والمسائل والحلال والحرام بمصر، وقبل ذلك كانوا يتحدثون في الترغيب والملاحم والفتن. وقال الليث: هو عالمنا وسدينا يقال إنه ولد في إمرة معاوية. وقال الليث ثنا عبيد الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا

(8/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 305
البلاد: كانت البيعة إذا جاءت لخليفة كان أول من يبايع عبيد الله ثم يزيد ثم الناس. وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة. وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث: أيهما كان أفضل يزيد بن أبي حبيب أو عبيد الله بن أبي حبيب أو عبيد الله بن أبي جعفر قال: لو جعلا في ميزان ما رجح هذا على هذا. وقال ابن لهيعة: مرض بن أبي حبيب فعاده حوثرة بن سهيل أمير مصر فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في ثوب فيه دم البراغيث فحول وجهه ولم يكلمه، فقام فنظر إلى يزيد فقال: تقتل خلقاً كل يوم وتسألني عن دم البراغيث وقال الليث عن يزيد بن أبي حبيب: سمع ابن جزء الزبيدي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة.) وعن يزيد بن أبي حبيب قال: لا أدع أخاً لي بغضب علي مرتين بل أنظر ما يكره فأدعه. قال سعيد بن عفير: ثنا أبو خالد المرادي أن زياد بن عبد العزيز بن مروان أرسل إلى يزيد بن أبي حبيب: إثنتي لأسألك عن شيء بن عبد العزيز بن رمان إليه: بل أنت فائتني فإن مجيئك إلي زين لك ومجيء إليك شين عليك. قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل على يزيد بن أبي حبيب لزم بيته. وروى ضمام عن أبي قبيل وموسى بن وردان والعلاء بن كثير قالوا: يزيد أول من سن العلم بمصر وكانوا إنما يتحدثون بالفتن والملاحم والترغيب،

(8/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 306
قال: وكان أحد الثلاثة الذين جعل بن عبد العزيز إليهم الفتيا بمصر. قال ابن يونس: اسم أبيه سويد مولى شريك بن الطفيل العامري. قال ابن لهيعة: مات يزيد سنة ثمان وعشرين مائة.
4 (يزيد بن حميد أبو التياح الضبعي البصري عأحد العلماء الزهاد.)
روى عن أنس ومطرف بن عبد وأبي عثمان النهدي وعبد الله بن الحارث ابن نوفل وجماعة. وعنه شعبة والحمادان وهمام بن يحيى وعبد الوارث وابن علية وآخرون. قال شعبة: رأيت أبا التياح وأبا جمرة وأبا نوفل يضببون أسنانهم بالذهب. قال جعفر بن سليمان: دخلنا على أبي التياح نعوده والله إن كان ينبغي للمسلم اليوم لما يرى من التهاون في الناس بأمر الله أن يزيده ذاك جداً واجتهاداً ثم بكى. وقال أبو التياح: كان الرجل منهم يتقرأ عشرين سنة ما يعلم به جيرانه. يتقرأ أي يتعبد والقراء في اصطلاح الصدر الأول هم العباد، ومنه قول أنس في أهل بئر معونة يقال لهم القراء. وقال مسروق:
(يا معشر القراء يا ملح البلد .......... من يصلح الملح إذا الملح فسد)

(8/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 307
قال أحمد بن حنبل: أبو التياج ثبت ثقة ثقة. وقال أبو إياس: ما بالبصرة أحد أحب أن ألقى الله بمثل علمه من أبي التياح. توفي سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل سنة ثلاثين.
4 (يزيد بن رومان المدني القارئ ع أبو روح. أحد مشيخة نافع أبن أبي نعيم في القراءة.)
) قيل توفي سنة تسع وعشرين ومائة وقيل سنة ثلاثين. وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية.
4 (يزيد بن أبي سمية أبو صخر الإيلي د.)
عن ابن عمر وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه سعدان بن سالم وعبد الجبار بن عمر الإيليان وهشام بن سعد. وهو مقل. قال الواقدي: كان يصلي الليل أجمع ويبكي.
4 (يزيد بن الطثرية.)
الشاعر المشهور أحد فحول الشعراء. وهو يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة ويكنى أبا المكشوح.

(8/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 308
استوفى أخبراه ابن خلكان في تاريخه، وذكر أن صاحب الأغاني جمع له ديوناً وأن أبا الحسن عبد الله الطوسي جمع له ديوناً. وله شعر في أماكن من الحماسة. ونظمه في الذروة. وهو القائل.
(وحنت قلوصي بعد هذا صبابة .......... فيا روعة ما راع قلبي خنينها)
فقلت لها صبراً فكل قرينة مفارقة لا بد يوماً قرينها ومن شعره قوله:
(إذا نحن جئنا لم نجمل بزينة .......... حذار الأعادي وهي باد جمالها)

(ولا نبتديها بالسلام ولم نقل .......... لهم من توقي شرهم: كيف حالها)
قتل يزيد بن الطثرية باليمامة سنة ست وعشرين ومائة. والطثر ضرب من اللبن.
4 (يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني ع أبو عبد الله. أحد الثقات المسندين. وكان)
أعرج. روى عن أبي هريرة وابن عمر وعبيد بن جريح وسعيد بن المسيب وعروة وطائفة.

(8/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 309
وعنه ابن أبي ذئب وأبو صخر حميد بن زياد ومحمد بن إسحاق ومالك والليث وآخرون. قال ابن إسحاق: حدثني ابن قسيط وكان ثقة فقيهً يستعان به على الأعمال لأمانته وفقهه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي وقيل: سئل مالك أن يحدث بحديث ابن فسيط في القصاص فامتنع) وقال: ليس رجله عندنا هناك. ووثقه أرباب الصحاح. مات سنة اثنين وعشرين ومائة.
4 (يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي د ن ق الفقيه قاضي دمشق.)
عن وائلة بن الأسقع وأنس بن مالك وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وخالد بن معدان وروايته عن أبي أيوب الأنصاري مرسله. وعنه ابنه خالد وعبد الله بن العلاء بن زبر والأوزاعي وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير. وثقة أبو حاتم وغيره. قال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك لا مكحول ولا غيره وقد بعثه عمر بن عبد العزيز إلى نبي نمير يفقههم ويقرئهم.

(8/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 310
توفي يزيد هذا سنة ثلاثين مائة وكان مولده في سنة ستين. يزيد بن القعقاع أبو جعفر المدني، مقريء المدينة. ومنهم من يسميه فيروز، وكان عابداً صواماً قواماً مجوداً لكتاب الله، وله قراءة محفوظة فهو أحد العشرة الأعلام. أقرأ الناس دهراً طويلاً وقد قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وعلى أبي هريرة وابن عباس. ويقال: إنه صلى بابن عمر وإنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة وكانت في سنة ثلاث وستين. وروى الحديث عن أبي هريرة وابن عباس. قرأ عليه نافع وعيسى بن وردان، وحدث عنه مالك في غير الموطأ وعبد العزيز الدراويدي وابن أبي حازم. وكان مقدماً في زمانه على عبد الرحمن الأعرج. وثقة ابن معين والنسائي. وكان مع عبادته وتبتله مفتياً مجتهداً كبير القدرن ولم يخرجوا له شيئاً في الكتب. وقد بسطت ترجمته في كتاب طبقات القراء. قيل: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين.)

(8/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 311
وقال خليفة: مات سنة اثنتين وثلاثين. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقال محمد بن المثني: سنة سبع وعشرين ومائة.
4 (يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان أبو خالد الأموي الدمشقي.)
الملقب بالناقص لكونه نقص الجند من أعطياتهم، توثب على الخلافة وتم له ذاك وقتل ابن عمه الوليد كما ذكرنا. وتملك أولاً دمشق وذلك في جمادى الآخرة. حكى سليمان بن أبي شيخ أن قتيبة بن مسلم ظفر بما وراء النهر بابنتي فيروز ابن يزدجرد فبعث بهما إلى الحجج فبعث الحجاج بإحداهما وهي شاه فرند إلى الوليد فأولدها يزيد بن الوليد. وفيروز هذا هو ابن بنت شيرويه بن كسرى، وأم شيرويه ابنة خاقان ملك الترك، وأمها أعني أم فيروز هي بنت قيصر عظيم الروم، فلذلك يقول: يزيد ويفتخر:
(أنا ابن كسرى وأبي فمروان .......... وقيصر جدي وجدي خاقان)
قال خليفة: حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه أن يزيد بن الوليد قام خطيباً عند قتل الوليد بن يزيد قال: أما بعد، إني والله ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا حرصاً على الدنيا، ولا رغبة في بالملك، وإني في الملك، وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي، ولكن خرجت غضباً لله ولدينه، وداعياً إلى كتابه وسنة نبيه

(8/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 312
حين درست معالم الهدى وطفيء نور أهل التقوى، وظهر الجبار المستحل للحرمة والراكب البدعة، فلما رأيت ذلك أشفقت إن غشيتكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم وقسوة من قلوبكم، واشفقت أن يدعو كثيراً من الناس إلى ما هو عليه فيجيبه، فاستخرت الله في أمري ودعوت من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، فأراح الله منه البلاد والعباد ولاية من الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، أيها الناس إن لكم عندي إن وليت أموركم أن لا أضع لبنة على لبنة ولا حجراً على حجر، ولا أنقل مالاً من بلد حتى أسد ثغره وأقسم بين مسالحه ما يقوون به، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم، وإن ملت فلا بيعة لي عليكم، وإن رأيتم أحداً أقوى مني عليها فأردتم بيعته فأنا أول من يبايع ويدخل في طاعته، وأستغفر الله لي ولكم. قال الوليد بن مسلم: ثنا عثمان بن أبي العاتكة قال: أول من خرج بالسلاح في العيد يزيد بن الوليد خرج يومئذ بين صفين من الخيل عليهم السلاح من باب الحصن إلى المصلى.) وعن أبي عثمان الليثي قال: قال يزيد لا ناقص: يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل المسكر، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه فجنبوه لا نساء فإن الغناء داعية الزنا. وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: لما ولي يزيد بن الوليد دعا الناس إلى القدر وحملهم عليه وقرب غيلان أو قال: أصحاب إيلان. قلت: كان غيلان قد صلبه هشام قبل هذا الوقت بمدة. ولم يمتع يزيد بالخلافة ومات في سابع ذي الحجة من سنة ست وعشرين فكانت خلافته ستة أشهر ناقصة.

(8/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 313
وقيل: مات بعد عيد الأضحى. قال الهيثم بن عدي: عاش ستاً وأربعين سنة. وقال المدائني: عاش خمساً وثلاثين سنة. وقيل: كان أسمر نحيفاً حسن الوجه. ودفن بين الجابية وباب الصغير. ويقال: مات بالطاعون، وصلى عليه أخوه إبراهيم الذي استخلف.
4 (يزيد الرشك الضبعي ع مولاهم. والرشك هو القاسم بلغة أهل البصرة.)
روى عن مطرف بن الشخير وسعيد بن المسيب ومعاذة العدوية. وعنه شعبة ومعمر وحماد بن زيد وابن علية. قال عباس الدورس عن ابن معين: كان يزيد بن مطرف يسرح لحيته فخرج منها عقرب فلقب بالرشك. وقال غيره: كان ثقة صالحاً خيراً وكان يقسم الدور والأملاك. غندر: روى الناس عن شعبة عن يزيد الرشك سمعت معاذة تقول: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت: أربعاً ويزيد ما شاء الله. قال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: يزيد الرشك ليس به بأس. وقال المثنى بن سعيد الضبعي: بعث الحجاج يزيد الرشك إلى البصرة فوجد

(8/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 314
طولها فرسخين وعرضها خمس دوانيق. قلت: يعني فرسخاً إلا سدساً. قيل: إنه توفي في سنة ثلاثين ومائة.)
4 (يعقوب بن عبد الله بن الأشج م ت ن ق أبو يوسف.)
روى عن أبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وكريب وأبي صالح السمان. وعنه يزيد بن أبي حبيب مع تقدمه وابن عجلان وابن إسحاق والليث ابن سعد وآخرون. وكان صدقواً. قال ابن سعد: قتل في البر شهيداً سنة اثنتين وعشرين ومائة.
4 (يعقوب بن عتبة بن المغيرة د ن ق بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني.)
عن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار وعمر بن عبد العزيز وعكرمة والزهري. وعن ابنه محمد ومحمد بن إسحاق وعبد العزيز الماجشون وإبراهيم بن سعد وآخرون.

(8/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 315
وثقة ابن سعد. وكان فقيهاً ورعاً عارفاً بالسيرة. مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
4 (يعلى بن حكيم الثقفي سوى ت مولاهم المكي نزيل البصرة وصديق أيوب السختياني.)
روى عن سعيد بن جبير وسلميان بن يسار وعكرمة. وعنه أيوب ويحيى بن أبي كثير وابن جريح وسعيد بن أبي عروبة وحماد ابن زيد. وثقة أحمد وغيره.
4 (يوسف بن عمر الثقفي الأمير، ولي اليمن لهشام، ثم نقله إلى إمرة العراقين فأقره الوليد بن)
يزيد وأضاف إليه إمرة هراسان، وكان مهيباً جباراً ظوماً. ذكر المدائني أن سماط يوسف بالعراق كان كل يوم خمسمائة مائدة، وكانت مائدته وأقصى الموائد سواء، يتعمد ذلك وينوعه. وروينا أن ضرب وهب بن منبه في إمارته على اليمن حتى هلك تحت الضرب.

(8/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 316
ولما قتل عزل يوسف ثم قتل. قال ابن عساكر: لما هلك الحجاج أخذوا يوسف بن مر في آل الحجاج ليعذب ويطلب منه المال فقال: أخرجوني أسأل فدفع ابن الحارث الجهضمي وكان مغفلاً فانتهى إلى دار لها بابان فقال له يوسف: دعني أدخل غلى عمتي أسألها فأذن له فدخل وهرب، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك.) وقال خليفة: ولي يوسف اليمن في سنة ومائة فلم يزل عليها حتى كتب إليه بولايته على العراق فاستخلف ابنه الصلت وسار. قال الليث: في سنة عشرين ومائة نزع خالد القسري عن العراق وأمر يوسف بن عمر. وروى بشر بن عمر عن أبيه قال: ازدحم الناس عشية في دار يوسف على الطعام فدفع رجل من الجند رجلاً بقائم سيفه فرآه يوسف فدعا به فضربه مائتين وقال: يا بن اللخناء أتدفع الناس عن طعامي وحكى عمر بن شبة أن يوسف بن عمر وزن درهماً فنقص حبة فكتب إلى دور الضرب بالعراق فضرب أهلها فأحصى في تلك الحبة مائة ألف سوط ضربها. وقيل: كان يضرب المثل بحمقه وتيهه حتى كانوا يقولوا أحمق من أحمق ثقيف، فمن ذلك أن حجاماً أراد أن يحجمه فارتعد فقال لحاجبه: قل لهذا البائس لا تخف، وما رضي أن يقول له بنفسه. ولما استخلف الوليد الفاسق هم بعزل يوسف وبتولية ابن عمه عبد الملك بن

(8/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 317
محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عبد الملك ووالدة الوليد ابني عم فسار يوسف إلى الوليد وقدم له أموالاً عظيمة وتخفاً، وكان خالد القسري مسجوناً في سجن الوليد فقرر مع أبان النمري أن يشتري خالد القسري بأربعين ألف ألف درهم فقال الوليد ليوسف: ارجع إلى عمك، فقال أبان للوليد: إعطني خالداً وأدفع إليك أربعين ألف ألف، قال: ومن يضمن هذا المال عنك قال يوسف ابن عمر: أنا، فدفعه إليه فحمله في محمل لغير وطاء وقدم به إلى العراق فأهلكه تحت العذاب والمصادرة وطلب منه ألوفاً لا تحصى. ثم اقتضى من يوسف يزيد بن خالد بأبيه وقتله ثم قتل يويد بن خالد حين تملك مروان الحمار. قال وهب بن جرير: ثنا حيان بن زهير ثنا أبو الصيداء صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق أتانا خبره بخراسان، قال: فبكى أبو الصيداء وقال: هذا الخبيث شهدته ضرب وهب بن منبه حتى قتله. وقال محمد بن جرير: يقال: إن يزيد بن الوليد لما ولي قال: بلغني أن هذا الفاسق يوسف بن عمر قد صار غلى البلقاء فاطلبوه، قال: فلم يوجد، فتهددوا ابنه، فقال: أنا أدلكم عليه، إنه انطلق غلى مزرعة له، فسار غليه خمسون فارساً، فإذا به انملس واختفى، فإذا نسوة القين عليه) قطيفة وجلسن على حواشيها، فجروا برجله فأتوا به، وكان عظيم اللحية فأخذ حرسي بلحيته فهزها ونتف منها، وكان قصيراً فأدخل على يزيد فقبض يوسف على لحيته، وإنها لتجوز سرته، وجعل يقول: يا أمير المؤمنين نتف والله لحيتي، فسبحنه في الخضراء، فدخل عليه محمد بن راشد فقال: أما تخاف أن يطلع عليه بعض من قد وترت فيلقي عليك حجراً قال: والله ما فطنت لهذا، فنشدتك الله لتلكمت في تحويلي، فأخبرت يزيد فقال: ما غاب عنك من حمقه أكثر وما

(8/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 318
حبسته إلا لأوجه به إلى العراق فيقام للناس، وتؤخذ المظالم من ماله ودمه. قال ابن جرير: فحدثني أحمد بن أبي خيثمة ثنا عبد الوهاب بن إبراهيم ثنا أبو هاشم قال: أرسل يزيد بن خالد القسري مولى لأبيه يكنى أبا الأسد في عدة من أصحابه، فدخل السحن، فأخرج يوسف بن عمر فضرب عنقه وذلك في سنة سبع وعشرين مائة. وكذا أرخ خليفة وقال: وله نيف وستون سنة. وزاد ابن خلطان وغيره: إنهم رموا حثته فشد الصبيان في رجله وجروه في شوارع دمشق، وكان دميماً فمرت امرأة فقالت: ما فعل هذا الصبي المسكين حتى قتل
4 (يونس بن يوسف بن حماس الليثي المدني م ن ق.)
عن ابن المسيب وسليمان بن يسار. وعنه ابن جريح ومالك والدراوردي. وثقة النسائي. وكان من الأولياء. يقال: إنه نظر إلى امرأة فدعا على بصره فعمي، ثم احتاج إلى الخلافة فدعا فأبصر.

(8/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 319
4 (الكنى)

4 (أبو الأعيس الخولاني الحمصي. اسمه عبد الرحمن بن سليمان.)
عن خالد بن يزيد بن معاوية وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابن زبر والأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وما علمت فيه جرحاً. أبو بشر. هو جعفر بن إياس. مر.
4 (أبو بشر الدمشقي المؤذن.)
عن عمر بن عبد العزيز ومكحول.) وعنه سعيد بن عبد العزيز ومعاوية بن صالح. مات سنة وثلاثين ومائة.
4 (أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن سوى د بن عبد الله بن عمر)
العمري.

(8/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 320
عن نافع وسالم بن يسار وغيرهم. وعنه مالك وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن أبي يحيى. له في الكتي حديث الوتر على البعير.
4 (أبو بلج الفزاري الواسطي يحيى بن سليم على الصحيح.)
عن عمرو بن ميمون ومحمد بن حاطب الجمحي وأبي الحكم العنزي. وعنه شعبة وزائدة وأبو عوانة وهشيم. وثقة ابن معين وغيره. وقال البخاري: فيه نظر.
4 (أبو جعفر الفراء الكوفي ن سلمان.)
عن عبد الله بن شداد وأبي عبد الرحمن السلمي. وعنه ابناه عبد الحميد وإسحاق وشعبة وإسرائيل. وثقة أبو داود.
4 (أبو جمرة نصر بن عمران. تقدم.)

4 (أبو جمرة القصاب، ميمون.)

4 (أبون حصين، عثمان بن عاصم. مر.)

(8/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 321
4 (أبو الرجال، محمد بن عبد الرحمن. مر.)

4 (أبو الزاهرية م د ن ق اسمه حدير بن كريب.)
سمع جبير بن نفير وأبا عتبة الخولاني وكثير بن مرة وأبا ثعلبة الخشني. وأرسل عن أبي الدرداء وغيره. وعنه ابنه حميد وأبو مهدي سعيد بن سنان ومعاوية بن صالح. وثقة جماعة.) وقال أبو حاتم: لا بأس به، قال خليفة وابن سعد والبذري: مات سنة تسع وعشرين ومائة. وقال ابن معين والمدائني: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وقال أبو عبيد: سنة مائة. قلت هذا الشبه.
4 (أبو الزناد ع هو عبد الله بن ذكوان.)

(8/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 322
يأتي في الطبقة المقبلة لاختلافهم في موته. والأصح موته في سابع عشر رمضان سنة ثلاثين ومائة. ضبطه الواقدي.
4 (أبو العاج السلمي. يقال له كثير، ولي البصرة من قبل يوسف بن عمر.)
قال أبو عاصم النبيل: قيل: أتى أبو العاج برجل مأبون فقال: أتريدون أن أوكل يه من يحفظ دبره لقد جعلتمونا إذاً في عناء، أطلقوه.
4 (أبو عصام م د ت ن)
عن أنس ثلاثة أحاديث. وعنه هشام الدسوائي وشعبة وعبد الوارث. وهو صدوق.
4 (أبو عمران الجوني، عبد الملك.)

4 (أبو عمر البزار، دينار مر.)

4 (أبو العنبس العدوي دالحارث بن عبيد. وهو جد يونس بن بكير لأمه.)
عن الأغر أبي مسلم والقاسم بن محمد وجماعة.

(8/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 323
وعنه مسعر وشعبة وأبو عوانة وآخرون. صدوق كوفي
4 (أبو العنبس الكوفي د س عبد الله بن مروان.)
عن أبي الشعثاء. وعنه مسعر وشعبة. صدوق.)
4 (أبو غالب البصري د ن ق حزور على الصحيح.)
وعن أبي أمانة وأم الدرداء. وعنه الحسين بن واقد وحجاج بن دينار وحماد بن سلمة وابن عيينة وعدة. وثقة الدار قطني، وضعفه النسائي وغيره.
4 (أبو فزارة العبسي الكوفي م د ت ق راشد بن كيسان.)
عن أنس وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير ويزيد بن الأصم وأبي زيد مولى عمرو بن حريث. وعنه جرير بن حازم والثوري وإسرائيل وشريك وآخرون.

(8/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 324
قال أبو حاتم: صالح. وقال الدار قطني: ثقة كيس.
4 (أبو قبيل المعافري المصري ت ن)
اسمه حي بن هانيء بن ناصر، قدم من اليمن فسكن مصر زمن معاوية. وروى عن عقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وشفى بن ماتع. وعنه يحيى بن أيوب والليث وبكر بن مضر وضمام بن إسماعيل وآخرون. وثقة أحمد. وروى ضمام عنه قال: كنت باليمن فجاءنا قتل عثمان فخفنا على أنفسنا وقلنا: نقتل الساعة فصعدنا الجبل فكنت أول من صعد من أهل قريتي. قال ضمام: كان أبو قبيل يقول: إن من إجلال الله أن يعظم ذو الشيبة في الإسلام. وقيل: اسم أبي قبيل: حيي مصغراً. قال أبو سعيد بن يونس: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. قلت: وقع لنا من عواليه.

(8/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 325
4 (أبو كثير السحيمي اليمامي الأعمى د ت ن ق اسمه يزيد.)
عن أبيه عن أبي ذر، وروى عن أبي هريرة أحاديث. وعنه ابنه زفر ويحيى بن أبي كثير والأوزاعي وعكرمة بن عمار وأيوب ابن عتبة. وثقة أبو حاتم.)
4 (أبو المحجل. رديني بن مرة وقيل: ابن خالد.)
عن سليمان بن بريدة ومقعبين بن عمران وعلقمة بن مرثد. وعنه الثوري وشريك. وثقة ابن معين.
4 (أبو المقدام الكوفي د ن ق ثابت بن هرمز الحداد.)
عن عدي بن دينار وأبي وائل وسعيد بن المسيب. وعنه ابنه عمرو وسفيان وشعبة وشريك. وثقة ابن معين. له في السنن حديث.
4 (أبو المكشوف. هو يزيد بن الطثرية من فحول الشعراء. مر.)

(8/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 326
4 (أبو نعامة السعدي البصري م د ت ن عبد ربه.)
وثقوه. روى عن مطرف بن الشخير وعبد الله بن الصامت وأبي عثمان النهدي. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وآخرون.
4 (أبو هاشم الرماني الواسطي ع يحيى بن دينار ويقال: يحيى بن نافع.)
كان ينزل قصر الرمان بواسط فنسب إليه. عن أبي العالية وسعيد بن جبير وأبي وائل وأبي عمر زاذان وطائفة. وعنه سفيان وشعبة والحمادان وهشيم وخلف بن خليفة وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وكان من أئمة العلم.
4 (أبو الهيثم المرادي الكوفي. صاحب القصب. قيل: اسمه عمار.)
عن سعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي وابراهيم التيمي. وعنه الثوري وإسرائيل والحسن بن صالح بن حي. قال أبو حاتم: لا بأس به.

(8/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 327
4 (أبو الوازع الكوفي. هو زهير بن مالك النهدي.)
عن ابن عمر وعاصم بن ضمرة.) وعنه الثوري وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري وإسرائيل وشريك. قال أحمد بن حنبل: كانت عنده غفلة شديدة وهو صالح الحديث.
4 (أبو الوازع الراسبي البصري م ت ق جابر بن عمرو.)
عن أبي برزة الأسلمي وعبد الله بن مغفل. وعنه أبان بن صمعة وشداد أبو طلحة الراسبي ومهدي بن ميمون وأبو هلال محمد بن سليم وأبو بكر بن شعيب بن الحباب. وثقه ابن معين وغيره.
4 (أبو وجزة السعدي د ن يزيد بن عبيد المدني.)
عن عمر بن أبي سلمة المخزومي. وعنه هشام بن عروة وابن إسحاق وسليمان بن بلال. وكان من أعيان شعراء بني سعد بن بكر، وهو صدوق. قال غير واحد: توفي سنة ثلاثين ومائة.

(8/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 328
4 (أبو يحيى القتات الكوفي د ت ق)
في اسمه أقوال: يزيد وعبد الرحمن ومسلم وعمران، والأصح زاذان. روى عن مجاهد وعطاء. وعنه الثوري وإسرائيل وأبو بكر بن عياش وغيرهم. ضعفه ابن معين وغيره.
4 (أبو يعفور العبدي الكوفي ع واقد وقيل وقدان.)
عن ابن عمر وابن أبي أوفى وأنس ومصعب بن سعد. وعنه شعبة وإسرائيل والسفيانان وأبو الأحوص وابنه يونس. وثقوه.
4 (وأبو يعفور الكوفي، آخر أصغر من هذا في طبقة الأعمش.)

4 (أبو يونس مولى أبي هريرة م د ت اسمه سليم بن جبير.)
عن أبي هريرة وأبي سعيد وأبي أسيد الساعدي. وكان أبوه مكاتباً لأبي هريرة فعجز فرده أبو هريرة غلى الرق ثم قدم

(8/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 329
أبو هريرة مصر على) مسلمة بن مخلد ومعه جبير وابنه أبو يونس فسأله مسلمة أن يعتقهما ففعل فأقاما بمصر. قال محمد بن رمح: تزوج أبي ببنت أبي يونس وورث منها. توفي أبو يونس سنة ثلاث وعشرين كما مر ي اسمه.

(8/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 330
5 (الطبقة الرابعة عشرة)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وثلاثين مائة)
ذكر من توفي فيها مجملاً: إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزي، إسحاق بن سويد العدوي البصري، إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، أيوب السختياني عالم البصرة، توبة العنبري البصري ثقة، الركين بن الربيع بن عملية، الزبير بن عدي الهمداني الكوفي، سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، عبد الله بن أبي نجيح المكي، عبد الرحمن بن القاسم بن محمد في قول خليفة، عبيد الله بن المغيرة السبائي، علي بن الحكم البناني البصري، علي بن زيد بن جدعان التيمي، فرقد السبخي أحد العباد، محمد بن جحادة الكوفي، منصور بن زاذان على الصحيح، نصر بن سيار الأمير، همام بن منبه، وقيل بعدها، واصل بن عطاء المعتزلي، يزيد بن أبي مسلم الأزدي ثم النحوي، من نحو الأزد. وفيها توجه قحطبة بن شبيب بعد قتل نباته جرجان فجهز ابن هبيرة جيشاً عظيماً فنزل بعضهم بهمذان وبعضهم بماه وبغيرها، وعليهم ولده

(8/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 331
داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة وعامر بن ضبارة فالتقوا بنواحي أصبهان في رجب فقتل في المصاف عامر وانهزم داود وجيشه. فذكر محمد بن جرير أن عامر بن ضبارة كان في مائة ألف وكان قحطبة في عشرين ألفاً، قال: فأمر قحطبة بمصحف فرفع على رمح ثم نادى يا أهل الشام: إنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف، فشتموه، فحمل عليهم فلم يطل القتال حتى انهزموا. ثم نزل قحطبة وابنه الحسن على باب نهاوند وغنم جيشه ما لا يوصف وأثخنوا في الشاميين. قال حفص بن شبيب: فحدثني من كان مع قحطبة قال: ما رأيت عسكراً قط جمع ما جمع أهل الشام بأصبهان من الخيل والسلاح والرقيق، وأصبنا معهم ما لا يحصى من البرابط والطنابير والمزامير فقل خباء أو بيت ندخله إلا وجدنا فيه زكرة أو زقاً من خمر.) ووقع الحصار على نهاوند وتقهقر الأمير نصر بن سيار إلى أن وصل إلى الري فأدركه الأجل بها، وقيل: مات مساؤه وأوصى بنيه أن يلحقوا بالشام. وقد كان أنشد لما أبطأ عنه المدد:
(أرى خلل الرماد وميض نار .......... ويوشك أن يكون له ضرام)

(فإن النار بالزنادين توري .......... وإن الفعل يقدمه الكلام)

(8/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 332
(وإن لم يطفها عقلاء قوم .......... يكون وقودها جثث وهام)

(أقول من التعجب: ليت شعري .......... أأيقاظ أمية أم نيام)
ثم إن ابن هبيرة كتب إلى مروان الحمار يخبره بمقتل ابن ضبارة فوجه إلى نجدته حوثرة بن سعيل الباهلي في عشرة آلاف من قيس، ثم تجمعت حيوش مروان بنهاوند، عليهم مالك بن أدهم، فضايقهم كما ذكرنا قحطبة أربعة أشهر حتى أكلوا خيلهم، ثم خرجوا بالأمان في شوال، ثم قتل قحطبة وجوهاً من عسكر نصر بن سيار وقتل أولاده وقتل سعيد بن الحر وعبيد الله ابن عمر الجزري وحاتم بن الحارث التميمي وعاصم بن عمرو السمر قندي وعمارة بن سليم. ثم أقبل قحطبة في جيوشه يريد العراق فنهض متوليها ابن هبيرة حتى نزل بين حلوان والمدائن وعلى مقدمته عبيد الله بن عباس الليثي وانضم إليه المنهزمون حتى صار في ثلاثة وخمسين ألفاً. ثم توجه فنزل جلولاء، ونزل قحطبة في آخر العام بخانقين، فكان بين الطائفتين بريد فبقوا أياماً كذلك. وفيها، في شعبان وبعده كان الطاعون بالبصرة فهلك خلق حتى قيل: إنه هلك في اليوم الأول سبعون ألفاً. نقله صاحب لمنتظم. وفيها تحول أبو مسلم الخراساني من مرو فنزل نيسابور واستولى على عامة خراسان.

(8/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 333
4 (أحداث سنة اثنتين وثلاثين ومائة)
توفي فيما خلق: منهم إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، أمية بن يزيد، أعين بن ليث جد ابن عبد الحكم، خالد بن سلمة المخزومي، رباح بن عبد الرحمن الدمشقي، زياد بن سلم ابن زياد ابن أبيه، سالم الأفطس بن عجلان، سليمان بن هشام بن عبد الملك، سليمان المدني، عبد الله بن طاوس اليماني، عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي، عبيد الله بن أبي جعفر المصري، عبيد الله بن وهب الكلاعي، عطاء بن قرة السلولي. عطاء السليمي العابد، عمر بن أبي سلمة الزهري، قحطبة بن شبيب الأمير، محمد بن أبي بكر) بن محمد بن عمرو بن حزم، مروان بن محمد الأموي الخليفة، منصور بن المعتمر عالم الكوفة، يزيد بن عمرو بن هبيرة الأمير، يزيد بن القعقاع أبو جعفر في قول، يونس بن ميسرة بن حليس. وفيها زالت دولة بني أمية. ففي المحرم بلغ ابن هبيرة أن قحطبة توجه نحو الموصل فقال لأصحابه: ما بال القوم تنكبونا قالوا: يريدون الكوفة، فترحل ابن هبيرة نحو الكوفة

(8/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 334
وكذلك فعل قحطبة فعبر الفرات في سبعمائة فارس، وتتام إلى ابن هبيرة نحو ذلك، فتواقعوا فجاءت قحطبة طعنة فوقع في الفرات فهلك ولم يعلم به قومه، وانهزم أيضاً أصحاب ابن هبيرة وغرق خلق منهم في المخايض وذهبت أثقالهم، فقال بيهس بن حبيب: نجمع الناس بعد أن جاوز الفرات، فنادى مناد: من أراد الشام فهلم، فذهب معه عنق من الناس، ونادى آخر: من أراد الجزيرة فتبعه خلق، ونادى آخر: من أراد الكوفة فذهب كل جند إلى ناحية، فقلت: من أراد واسط فهلم فأصبحنا مع ابن هبيرة بقناطر المسيب ودخلنا واسطاً يوم عاشوراء، وأصبح المسودة قد فقدوا قائدهم قحطبة ثم استخرجوه من الماء فدفنوه، وأمروا عليهم ابنه الحسن فقصد بهم الكوفة فدخلوها يوم عاشوراء أيضاً وهرب متوليهان زياد بن صالح إلى واسط. وقتل ليلة الفرات صاحب شرطة ابن هبيرة زياد بن سويد المري وكاتبه عاصم مولى بني أمية. وأما ابن قحطبة فاستعمل على الكوفة أبا سلمة الخلال، ثم قصد واسط فنازلها وخندق على جيشه فعبأ ابن هبيرة عساكره فالتقوا فانهزم عسكر ابن هبيرة وتحصنوا بواسط، وقتل في الوقعة يزيد أخو الحسن بن قحطبة وحكيم ابن المسيب الجدلي. وفي المحرم، وثب أبو مسلم صاحب الدعوة على ابن الكرماني فقتله بنيسابور وجلس في دست الملك وبويع وصلى وخطب للسفاح وصفت له خراسان.

(8/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 335
1 (بيعة السفاح)
في ثالث ربيع الأول، بويع أبو العباس عبد الله السفاح أول خلفاء بني العباس بالكوفة في دار مولاهم الوليد بن سعد. وأما مروان الحمار خليفة الوقت فسار في مائة ألف حتى نزل الزابين دون الموصل، فجهز السفاح عمه عبد الله بن علي في جيش فالتقى الجمعان على كشاف في جمادى الآخرة، فانكسر) مروان وتقهقر غلى الجزيرة وقطع وراءه الجسر وقصد الشام ليتقوى ويلتقي، ودخل عبد الله بنعلي الجزيرة فاستعمل عليها موسى بن كعب التميمي ثم طلب الشام مجداً، وأمده السفاح بصالح بن علي وهو عمه الآخر، فسار عبد الله حتى نازل دمشق وفر مروان إلى غزة، فحوصرت دمشق مدة وأخذت في رمضان وقتل بها خلق من بني أمية ومن جندهم، فما شاء الله كان، فلما بلغ مروان ذلك هرب إلى مصر ثم قتل في آخر السنة. وهرب ابناه عبد الله نعبيد الله حتى دخلا أرض النوبة، وكان مروان قد استعمل على مصر عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير اللخمي مولاهم فأحسن السيرة، وسارعتم السفاح صالح بن علي فافتتح مصر وظفر بعبد الملك وبأخيه معاوية فعفا عنهما وقتل الأمير حوثرة بن سهيل، فيقال طبخوه طبخاً، وكان قد ولي مصر مدة. وقتل حسان بن عتاهية وصلب سنة. قال محمد بن جرير الطبري: كان بدء أمر بني العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر عنه أعلم العباس عمه أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل

(8/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 336
ولده يتوقعون ذلك. وعن رشدين بن كريب أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية خرج إلى الشام فلقي محمد بن عبد الله بن عباس فقال: يا بن عم إن عندي علماً أريد أن أنبذه إليك فلا تطلعن عليه أحداً: إن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس فيكم. قال: قد علمته فلا يسمعنه منك أحد. وروى المدائني عن جماعة أن الإمام محمد بن علي بن عبد الله قال: لنا ثلاثة أوقات: موت يزيد بن معاوية، ورأس المائة، وفتق بأفريقية، فعند ذلك تدعو لنا دعاة ثم يقبل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيولهم المغرب. فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بأفريقية ونقضت البربر بعث محمد الإمام رجلاً إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا يسمي أحداً، ثم وجه أبا مسلم وغيره، وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه ثم وقع في يد مروان الحمار كتاب من إبراهيم بن محمد الإمام إلى أبي مسلم جواب كتاب يأمره بقتل كل من تكلم بالعربية بخراسان، فقبض مروان على إبراهيم، وقد كان مروان وصف له صفة السفاح التي كان يجدها في الكتب فلما جيء بإبراهيم قال: ليست هذه الصفة التي وجدت ثم ردهم في طلب الموصوف له فإذا بالسفاح واخوته وعمومته قد هربوا إلى العراق وأخفتهم شيعتهم، فيقال: إن إبراهيم قد نعى إليهم نفسه وأمرهم بالهرب وكانوا بالحمية من أرض البلقاء، فلما قدموا الكوفة أنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد فبلغ الخبر أبا الجهم فاجتمع بموسى بن كعب وعبد) الحميد بن ربعي وسلمة بن محمد وإبراهيم ابن سلمة وعبد الطائي وإسحاق بن إبراهيم وشراحيل وابن بسام وجماهة من كبار شيعتهم فدخلوا على آل العباس فقال: أيكم عبد الله بن محمد بن الحارثية فأشاروا غلى السفاح، فسلموا عليه بالخلافة، ثم خرج السفاح يوم الجمعة على برذون ابلق فصلى بالناس بالكوفة فذكر أنه لما صعد المنبر وبويع

(8/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 337
قام عمه داود بن علي دونه. فقال السفاح: الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه فكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه، ثم ذكر قرابتهم في آيات القرآن إلى أن قال:: فلما قيض الله نبيه قام بالأمر أصحابه إلى أن وثبت بنو حرب ومروان فجاروا واستأثروا فأملى الله لهم حيناً حتى آسفوه فانتقم منهم بأدينا ورد علينا حقنا ليمن بنا على الذين استضعفوا في الأرض وختم بنا كما افتتح بنا وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله، يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا وقبول مودتنا لم تفتروا عن ذلك ويثنكم عنه تحامل أهل الجور فأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا وقد زدت في أعطياتكم مائة مائة فاستعدوا فأنا السفاح المتيح والثائر المبير، وكان موعوكاً فجلس. وخطب داود فأبلغ، ثم قال: وإن أمير المؤمنين نصره الله نصراً عزيزاً إنما عاد إلى المنبر بعد الصلاة لأنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك فأدعوا له بالعافية فقد أبدلكم الله بمروان عدو الرحمن وخليفة الشيطان المتبع لسلفه المفسدين في الأرض الشاب المكتهل، فعج الناس له بالدعاء. وكان عيسى بن موسى إذا ذكر خروجهم من الحميمة يريدون الكوفة قال: إن أربعة عشر رجلاً خرجوا من ديارهم يطلبون ما طلبنا لعظيمة همتهم شديدة قلبوهم. وأما إبراهيم بن محمد فإن مرون قتله غيلة، وقيل: بل مان بالسجن بحران من طاعون، وكان قد وقع بحران وباء عظيم، وهلك في السجن

(8/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 338
أيضاً: العباس بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز فيما قل، وفيه نظر. وفيها توجه أبو عون الأزدي إلى شهزور لقتال عسكر مروان فالتقوا، وقتل أمير المروانية عثمان بن سفيان واستولى أبو عون على ناحية الموصل قبل عبد الله بن علي فلما جاء عبد الله جهز بينهم الليل، ثم جهز عبد الله من الغد أربعة آلاف عليهم مخارق بن عفار فالتقوا، فقتل) مخارق، وقيل أسر، فبادر عبد الله بن علي وعبأ حيشه، وكان يومئذ على ميمنته أبو عون الأزدي، وعلى ميسرته الوليد بن معاوية فالتقاه مروان واشتد الحرب، ثم تخاذل عسكر مروان وانهزموا، فانهزم مروان وقطع وراءه الجسر، فكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل، فغرق إبراهيم بن الوليد المخلوع واستولى عبد الله على أثقالهم وما حوت، فوصل مروان إلى حران فأقام بها عشرين يوماً، ثم دهمته المسودة فانهزم، وخلف بحران ابن أخته أبان بن يزيد، فلما أظله عبد الله خرج أبان مسوداً مبايعاً لعبد الله فأمنه، فلما مر مروان بحمص اعترضه أهلها فحاربوه، وكان في أنفسهم منه فكسرهم، ثم مر بدمشق وبها متوليها زوج بنته الوليد بن معاوية فانهزم وخلف بدمشق زوج بنته ليحفظها فنازلها عبد الله وافتتحها عنوة بالسيف وهدم سورها وقتل أميرها فيمن قتل، وتبع عسكر عبد الله بن علي مروان بن محمد إلى أن بيتوه بقرية بوصير من عمل مصر، فقتل وهرب ولداه، وحل بالمرانية من البلاء ما لا يوصف. ويقال: كان جيش عبد الله بن علي لما التقى مروان عشرين ألفاً وقيل اثني عشر ألفاً. وافتتح في عاشر رمضان، صعد المسودة سورها ودام القتل

(8/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 339
بها ثلاث ساعات، فيقال: قتل بها خمسون ألفاً. وذكر ابن عساكر في ترجمة الطفيل بن حارثة الكلبي أحد الأشراف: أنه شهد حصار دمشق مع عبد الله فحاصرها شهرين وبها يومئذ الوليد بن معاوية ابن عبد الملك في خمسين ألف مقاتل فوقع الخلفي بينهم ثم إن جماعة من الكوفيين تسوروا برجاً وافتتحوها عنوة فأباحها عبد الله ثلاث ساعات لا يرفع عنهم السيف. وقيل: إن الوليد بن معاوية قتله أصحابه لما اختلفوا عليه، ثم أمن عبد الله الناس كلهم وأمر حجارة السور، روى ذلك عن المدائني. وقال محمد بن الفيض الغساني: ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي قال: لما نزل عبد الله بن علي وحصر دمشق استغاث الناس بيحيى الغساني فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج ويطلب الأمان، فخرج بيحيى بن يحيى الغساني فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج ويطلب الأمان، فخرج فأجيب فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل البلد وقال الناس: الأمان الأمان فخرج على ذلك من البلد خلق وأصعدوا إليهم المسودة، فقال يحيى بن يحيى لعبد الله بن علي: أكتب لنا بالأمان كتاباً، فدعا بدواة ثم رفع رأسه فإذا السور قد ركبته المسودة) فقال: نح القرطاس فقد دخلنا قسراً، فقال له يحيى: لا واله ولكن غدراً لأنك أمنتنا فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنا وردنا وقال: أتستقبلني بهذا فقال: إن الله قد جعلك من أهل بيت الرحمة والحق، وأخذ يلاطفه، فقال: تنح عني، ثم ندم عبد الله بن علي وقال: يا غلام اذهب به إلى حجري تخوفاً عليه لمكان ثيابه البيض، وقد سود الناس كلهم، ثم حمى له داره فسلم فيها خلق، وقتل بالبلد خلق لكن غالبهم من جند الأمويين وأتباعهم.

(8/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 340
ثم سار عبد الله بن علي إلى فلسطين وجهز أخاه صالحاً ليفتتح مصر وسير معه أبا عون الأزدي وعامر بن إسماعيل الحارثي وابني قنان، فساروا على الساحل، فافتتحوا الإقليم، وولي إمرة مصر أبو عون، وأما عبد الله بن علي فإنه نزل على نهر أبي فطرس وقتل هناك من بني أمية خاصة اثنتين وسبعين نفساً صبراً. ولما رأى الناس جور المسودة وجبروتهم كرهوهم فثار الأمير أبو الورد مجزأة ابن كوثر الكلابي أحد الأبطال بقنسرين وبيض وبيض معه أهل قنسرين كلهم، واشتغل عنهم عبد الله بن علي بحرب حبيب بن مرة المري بالبلقاء والثنية وتم له معه وقعات، ثم هادنه عبد الله وتوجه نحو قنسرين وخلف بدمشق أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي في أربعة آلاف فارس وخلف بدمشق أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي في أربعة آلاف فارس، وسار فما بلغ حمص حتى انتقض عليه أهل دمشق وبيضوا ونبذوا السواد وكان رأسهم الأمير عثمان ابن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فهزموا أبا غانم وأثخنوا في أصحابه وأقبلت جموع الحبيين وانضم إليهم الحمصوين وأهل تدمر، وعليهم كلهم أبو محمد ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية السفياني وصار في أربعين ألفاً وأبو الورد كالوزير له، فجهز عبد الله لحربهم أخاه عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف، فالتقى الجمعان واستمر القتل بالفريقين، وانكشف عبد الصمد، وذهب تخت السيف من جيشه ألوف، وانتصر السفياني، فقصده عبد الله بنفسه ومعه حميد بن قحطبة فالتقوا، وعظم الخطب واستظهر عبد الله فثبت أبو الورد في خمسمائة فراحوا تحت السيف كلهم وهرب السفياني إلى تدمر ورجع عبد الله إلى دمشق وقد عظمت هيبته فتفرقت كلمة أهلها وهربوا فآمنهم وعفا عنهم وهرب السفياني إلى الحجاز وأضمرته البلاد إلى أن قتل في دولة المنصور، بعث إليه متولي المدينة زياد بن عبد الله الحارثي خيلاً فظفروا به وقتلوه وأسروا ولديه فعفا عنهما المنصور وخلاهما.

(8/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 341
ولما بلغ أهل الجزيزة هيج أهل الشام خلعوا السفاح أيضاً وبيضوا وبيض أهل قرقيسيا، فسار) لحربهم أبو جعفر أخو السفاح فجرت لهم وقعات، ثم انتصر أبو جعفر وحكم على الجزيرة وأذربيجان وأرمينة وضبط تلك الناحية إلى أن انتهت إليه الخلافة فشخص أبو جعفر لما مهد ذلك القطر إلى خراسان إلى صاحب الدولة أبي مسلم ليأخذ رأيه في قتل وزير دولتهم أبي سلمة حفص ابن سليمان الخلال، وذلك أنه لما نزل عنده آل العباس بالكوفة حدثته نفسه فيما قيل أن يبايع رجلاً من آل علي ويذر آل العباس، وشرع يخفي أمرهم على القواد، فبادروا وبايعوا السفاح كما ذكرنا فبايعه أبو سلمة الخلال وبقي متهماً عندهم. قال أبو جعفر: انتدبني أخي السفاح للذهاب إلى أبي مسلم فسرت راحلاً فأتيت الري ومنها إلى مرو فلما كنت على فرسخين منها تلقاني أبو مسلم في الناس فلما دنا مني ترجل ومشى وقبل يدي فنزلت وأقمت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء، ثم سألني فأخبرته قال: فعلها أبو سلمة أنا أكفيكموه فدعا مرار بن أنس الضبي فقال: انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته، فأتى الكوفة فقتله بعد العشاء، وكان يقال له: وزير آل محمد، ولما رأى أبو جعفر عظيمة أبي مسلم بخراسان وسفكه للدماء ورجع من عنده قال لأخيه أبي العباس: لست بخليفة إن تركت أبا مسلم حياً قال: كيف قال: والله ما يصنع إلا ما يريد، قال: فاسكت واكتمها. وأما الحسن بن قحطبة فإنه استمر على حصار يزيد بن عمر بن هبيرة بواسط وجرت بينهم حروب يطول شرحها، ودام القتال الحصر أحد عشر شهراً، فلما بلغهم قتل مروان الحمار ضعفوا وطلبوا الصلح، وتفرغ أبو جعفر

(8/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 342
فجاء في جيش نجدة لابن قحطبة وجرت السفراء بين أبي جعفر وبين ابن هبيرة حتى كتب له أمناً، مكث ابن هبيرة، وهو يشاور فيه العلماء أربعين صباحاً حتى رضيه ابن هبيرة وأمضاه السفاح، وكان رأى أبي جعفر الوفاء به وكان السفاح لا يقطع أمراً ذا بال دون أبي مسلم ومشاروته، وكان أبو الجهم عيناً لأبي مسلم بحضرة السفاح، فكتب أبو مسلم إليه إن الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد، ولا والله لا يصلح طريق فيه ابن هبيرة، وخرج ابن هبيرة إلى أبي جعفر وفي خدمته من خواصه ألف وثلاثمائة، وهم أن يدخل الحجرة على فرسه فقام إليه الحاجب سلام وقال: مرحباً أبا خالد انزل، وقد أطاف بالحجرة من الخراسانية عشرة آلاف فأدخله الحاجب وحده فحدثه ساعة ثم قام، فلم يزل ينقص من كثرة الحشم حتى بقي في ثلاثة، وألح السفاح على أبي جعفر يأمره بقتله وهو يراجعه فلما زاد عليه أزمع على قتله وجاء خازم ابن خزيمة والهيثم بن شعبة فختما بيوت الأموال التي) بواسط، ثم بعث إلى وجوه من مع ابن هبيرة فأقبلوا وهم محمد بن نباته وحوثرة بن سهيل وطارق ابن قدامة وزياد بن سويد وأبو بكر بن كعب والحكم بن بشر في اثنين وعشرين رجلاً من وجوه القيسية، فخرج سلام الحاجب فقال: أين الحوثرة وابن نباته فقاما فأدخلاً، وقد أقعد لهم في الدهليز مائة فنزعت سيوفهما وكتفا، ثم طلب الباقون كذلك فأمسكوا، ثم ذبحوا صبراً. وبادر خازم والهيثم في مائة فدخلوا على ابن خبيرة ومعه ابنه داود وكاتبه عمرو بن أيوب وحاجبه وعدة من مماليكه وبني له في حجره فأنكر نظرهم وقال: والله إن في وجوههم الشر، فقصدوه، فقام صاحبه في وجوههم وقال: تأخروا، فضربه الهيثم على حبل عاتقه فصرعه، وقاتلهم داود فقتل، وقتل غير واحد من المماليك فنحى الصغير من حجره ثم خر ساجداً لله فقتلوه، ثم قتلوا خالد بن سلمة

(8/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 343
المخزومي وأبا علاقة الفزاري صبراً، ووجه أبو مسلم الخراساني محمد بن أشعث على إمرة فارس وأمره أن يضرب أعناق نواب أبي سلمة الخلال ففعل ذلك. وفيها وجه السفاح عمه عيسى بن علي فارس فغضب محمد بن أشعث وهم بقتله وقال: أمرني أبو مسلم أن لا يقدم علي أحد يدعي الولاية من عنده إلا ضربت عنقه، ثم إنه فكر وخاف من غائله ذلك المقال واستخلف عيسى ابن علي على أن لا يعلو منبراً ولا يتقلد سيفاً إلا وقت جهاد، فلم يل عيسى بعد ذلك عملاً. ثم وجه السفاح عمه إسماعيل بن علي على فارس وغضب من أبي مسلم ولكنه كان يعجو عنه، وبعث على الحجاز واليمن داود بن علي، واستعمل على الكوفة ابن عمه عيسى بن موسى وتوطدت للسفاح الممالك.

(8/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 344
4 (أحداث سنة ثلاث وثلاثين ومائة)

4 (ذكر من توفي فيا من الأعيان:)
أيوب بن موسى الأموي المكي الفقيه، والحسن بن الحر الكوفي بدمشق، وداود بن علي الأمير عم السفاح، وسالم أبو النضر في قول أبي عبيد، وسعيد بن أبي هلال بمصر وقيل وزيد بن أسلم بالمدينة في آخر العام، وعمار الدهني أبو معاوية بالكوفة، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن فيها على الصحيح، وعياش بن عباس القتباني بمصر، ومغيرة بن مقسم الضبي فيها على الصحيح، ومطرف بن طريف الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو خرون الغنوي، ويحيى بن يحيى الغساني في قول، ويزيد بن أبي زياد في قول.) وفيها استعمل السفاح على البصرة عمه سليمان بن علي، ولما قدم داود بن علي مكة أخذ من كان بالحجاز من بني أمية وقتلهم صبراً، فلم يمتع، وهلك واستخلف حين احتضر على عمله ولده موسى فاستعمل السفاح على مكة خاله زياد بن عبد الله، وعلى اليمن ابن خاله محمد بن زياد، فوجه زياد بن عبيد الله الأمير أبا حماد الأبرص إلى المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة وهو باليمامة فأخذه وقتله وقتل أصحابه.

(8/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 345
وفيها وجه السفاح على أفريقية محمد بن الأشعث وكان أهلها قد عصوا فحاربهم حرباً شديداً حتى استولى عليها. وفيها خرج ببخارى شريك بن شيخ المهري وكان قد نقم على أبي مسلم تجبره وعسفه وقال: ما على هذا تبعنا آل محمد، فالتف عليه نحو من ثلاثين ألفاً فجهز أبو مسلم لحربه زياد بن صالح الخزاعي فظفر زياد بن قتله. وفيها توجه أبو داود خالد بن إبراهيم إلى الختل فدخلها وخرب صابحها في طائفة حتى انتهى إلى أرض فرغانة ثم سار إلى أن دخل الصين. وفيها قتل عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. وفيها خرج طاغية الروم قسطنطين لعن الله في جيوشه فنازل ملطية والح عليهم بالقتال حتى أخذها بالأمان وهدم السور والجامع وبعث من يخفر أهلها إلى مأمنهم. وفيها قتل عبد الله بن علي خلقاً من قواد بني أمية منهم ثعلبة وعبد الجبار ابنا أبي سلمة بن عبد الرحمن.

(8/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 346
4 (أحداث سنة أربع وثلاثين ومائة)
فيها توفي أسيد بن عبد الرحمن بالرملة، وإسماعيلي بن محمد بن سعد، وإسماعيل بن أمية فيما قيل، وجعفر بن ربيعة المصري. قاله خليفة، وعبد لله بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وأبو هرون العبدي عمارة بن جوين، ومنصور بن جمهور بالهند، ويزيد بن يزيد بن جابر في قوله. وفيها خلع الطاعة بسام بن إبراهيم الخراساني خرج معه طائفة فساقوا إلى المدائن، فوجه السفاح لحربهم خازم بن خزيمة فالتوقا فانهزم بسام وقتل أبطاله، ثم مر خازم بثلاثين من الحارثيين خؤولة السفاح فكلمهم في أمر فاسخفوا به فضرب أعناق الكل، فأعظم ذلك اليمانية) ودخل وجوههم على السفاح وصاحوا فهم السفاح بقتل خازم بن خزيمة، فأشير عليه بالعفو فإن له سابقة وطاعة وإن أراد أمير المؤمنين قتله فليعرضه للغزو فإن ظفر فظفره لك وإلا استرحت منه، أشاروا عليه بأن يبعثه إلى عمان وبها خلق من الخوارح عليهم ابن الجلنيد وشيبان بن عبد العزيز اليشكري، فجهز معه سبعمائة فارس وكتب معه إلى أمير البصرة سليمان بن علي ليحملهم ن البصرة في الصفن إلى جزيرة بركاوان وإلى عمان، ففعل فأنكى خازم في الخوارج وجرت له

(8/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 347
حروب مع شيبان ثم ظفر به وقتله حتى بلغ عدة قتلى الخوارج عشرة آلاف فقتل ابن الجلندي وبعث خازم بالرؤوس إلى البصرة. وفيها قال يعقوب الفسوي: كان لصاحب الصين حركة. وكان زياد بن صالح بسمرقند فبلغه ذلك وأن صحب الصين قد أقبل في مائة ألف سوى من يتبعه من الترك، فعسكر زياد بن صالح وكتب إلى أبي مسلم بالأمر، فعسكر أبو مسلم على مرو وجمع جيوشه، وسار إليه خالد بن إبراهيم من ظخارستان، وسار جيش خراسان إلى سمرقند في شوال سنة أربع وثلاثين وأنجد زياد بن صالح بعشرة آلاف فسار زياد بجيوشه حتى عبر نهر لشاش، وأقبل جيش الصين، فحاصروا سعد بن حميد، فلما بلغهم دنو زياد ترحلوا، ثم نزل صاحب جبال الصين مدينة طلخ، فقصده زياد، ثم التقوا من الغد، فقدم زياد الرماة صفاً أمام الجيش وخلفهم أصحاب الرماح ثم الخيالة ثم الحسر بعد ذلك، وأعد خيلاً كميناً، فالتقى الجمعان وصبر الفريقان يومهم إلى الليل فلما غربت الشمس ألقى الله في قلوب الصين الرعب ونزل النصر فانهزم الكفار. وفيها وثب الأمير خالد بن إبراهيم على أهل مدينة كس وقتل الأخريد ملكها وهو سامع مطيع قد قدم عليه قبل ذلك بلخ ثم إنه تلقاه بقرب كس فقتله واستولى على خزائنه ثم بعث بذلك أجمع إلى أبي مسلم وقتل جماعة

(8/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 348
من قواد كس، ثم عهد إلى أخي صاحب كس فملكه ورجع إلى بلخ. وفيها وجه السفاح وسى بن كعب إلى السند لقتال منصور بن جمهور في أربعة آلاف، فسار واستخلف مكانه على شرطة السفاح المسيب بن زهير فالتقى هو منصور فانكسر جيش منصور وهرب فمات في الرمال عطشاً، وقيل مات بالإسهال. وفيها مات أمير اليمن محمد بن يزيد الحارثي فولى مكانه علي بن الربيع الحارثي. وفيها تحول السفاح من الحيرة فنزل الأنبار وسكنها. وحج بالناس عيسى بن موسى.) وكان فيها على البلدان من ذكر، وعلى مصر أبو عون، وعلى الشام عبد الله عم السفاح. وعلى الجزيرة وأذربيجان أخو السفاح، وعلى ديوان الأموال خالد بن برمك. وفيها جهز عبد الله بن علي جيشاً عليهم الحارث بن عبد الرحمن الجرشي للغزو فخرجت الروم عليهم كوشان البطريق فالتقاهم مخلد بن مقاتل فانهزم وأصيب المسلمون.

(8/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 349
4 (أحداث سنة خمس وثلاثين ومائة)
فيها توفي برد سنان أبو العلاء بالبصرة، وداود بن الحصين بالمدينة، وأبو عقيل زهرة بن معبد بالثغر، وسعيد بن أبي هلال في قول، وعبد ابن أبي بكر بن حزم وفيل سنة ثلاثين، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعروة بن رويم في قول ابن مثنى، ويزيد بن سنان الرهاوي بها، ويحيى بن محمد أخو السفاح مات على إمرة فارس، ذكره ابن عساكر مختصراً. وفيها خلع زياد بن صالح الطاعة بما وارء النهر فتهيأ لحربه أبو مسلم الخراساني، وبعث نثر بن صالح إلى ترمذ ليحصنها فقتله طائفة من الخوارج وسار أبو مسلم إلى آمل ومعه سباع بن النعمان الأزدي الذي قدم بعهد زياد ابن صالح من جهة السفاح، وأمره السفاح إن قدر على اغتيال أبي مسلم فليفعل، ففهم ذلك أبو مسلم فقبض عليه وسجنه بآمل وعبر إلى بخارى فأتاه أبو شاكر وأبو سعد وقد فارقا وساد بن صالح فسألهما عن شأن زياد ومن أفسده فقالا: سباع فكتب إلى والي آمل فقتل سباعاً، ولما تفلل عن زياد أعوانه ولحقوا بأبي مسلم لحق بدهقان بازلت فضرب الدهقان عنقه وتقرب برأسه إلى أبي مسلم.

(8/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 350
وفيها أوفي التي قبلها أغزى السفاح عمه عبد بن علي على الصائفة فحزرها الناس بمائة ألف أو يزيدون، قالهالوليد بن مسلم.

(8/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 351
4 (أحداث سنة ست وثلاثين ومائة)
فيها توفي أشعث بن سوار الكوفي، وجعفر بن ربيعة المصري على الأصح، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وربيعة بن أبي عبد الرحمن فقيه المدينة ذو الرأي، وزند بن أسلم في آخر السنة في قول، وأبو العباس عبد الله السفاح، وزيد بن رفيع في قول، وسعيد بن جمهان بالبصرة، وعطاء بن السائب في قول، وعبد الكريم بن الحارث المصري العابد، وعبد الملك بن عمير، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعلي بن بذيمة الحراني، والعلاء بن الحراث الحضرمي، ومغيرة بن مقسم في قول، ويحيى بن أبي إسحق بالبصرة.) وفيها كتب أبو مسلم صاحب الدولة إلى السفاح يستأذنه في القدوم، فأذن له فاستخلف على خراسان خالد بن إبراهيم فقدم في جمع وحشمة عظيمة، وتلقاه الأمراء وبالغ الخليفة في إكرامه فاستأذن في الحج فقالا: لولا أن أبا جعفر يحج لوليتك الموسم، وكان أبو جعفر إذ ذاك بالحضرة فقال: يا أمير المؤمنين أطعني واقتل أبا مسلم فو الله إن في رأسه لغدرة، فقال: يا أخي قد عرفت بلاءه وما كان منه، فراجعه، فقال: كيف نقتله فقال: إذا دخل عليك وحادثته دخلت أنا وتغفلته وضربت عنقه من خلفه، فقال: كيف

(8/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 352
بأصحابه الذين يؤثرونه على دينهم ودنياهم؟ قال: يؤول ذلك إلى كل ما تريد ولو عملوا بقتله تفرقوا وأخاف إن لم تتغد به يتعشاك، قال: فدونك، فخرج على ذلك ثم أرسل إليه السفاح: لا تفعل. ثم حج فيها أبو جعفر وأبو مسلم، فلما انقضى الموسم وقفلا ورد الخبر بذات عرق بموت السفاح، وكان قبل موته بمديدة قد عقد لأبي جعفر بالأمر من بعده وقام بأمر البيعة يوم موت السفاح عيسى بن موسى ابن عمه، وبعثوا أبا غسان ببيعة أبي جعفر إلى عمه عبد الله بن علي وكان راجعاً في الطريق من عند السفاح فبايع عسكره وقواده لنفسه، وزعم أن السفاح جعل له الأمر ثم دخل حران وغلب على الشام، وقدم أبو جعفر المنصور من الحج فدخل الكوفة بأهلها الجمعة.

(8/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 353
4 (أحداث سنة سبع وثلاثين ومائة)
فيها توفي أسد بن وداعة الكندي، وحصين بن عبد الرحمن في قول خليفة، وخصيف بن عبد الرحمن في قول، خير بن نعيم قاضي مصر، وأبو مسلم صاحب الدعوة مقتولاً، والربيع بن أنس في وقل، ويعقوب بن زيد بن طلحة المدني، وابن المقفع قتله والي البصرة. وفيها في أولها بلغ أهل الشام موت السفاح فبايع أهل دمشق هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، قام بأمره فيما قيل عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فلما أظلهما صالح بن علي بالجيوش هربا، وكان عثمان قد استعمله عبد الله بن علي على أهل دمشق فخرج وسب بني العباس على منبر ابن عمه قد بذر الخزائن فجدد الناس له البيعة ومن بعده لعيسى، وأما عمه عبد الله بن علي فإنه أبدى أن السفاح قال: من انتدب لمروان الحمار فهو ولي

(8/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 354
عهدي من بعدي وعلى هذا خرجت، فقام عدة من القواد الخراسانية فشهدوا بذلك، وبايعه حميد بن قحطبة ومخارق بن الغفار وأبو غانم الطائي والقواد، فقال المنصور لأبي مسلم الخراساني: إنما هو أنا) وأنت فسر نحو عبد الله، فسار بسائر الجيش من الأنبار وعلى مقدمته مالك بن الهيثم الخزاعي ومعه الحسن بن قحطبة، وأخوه حميد كان فارق عبد الله لما تنكر له، وخشي عبد الله أن الخراسانية الذين معه لا تنصح فقتل منهم بضعة عشر ألفاً أمر صاحب شرطته فقتلهم بخديعة، ثم نزل نصيبين وخندق على نفسه، وأقبل أبو مسلم فنزل بقرب منه ثم نفذ إليه: إني لم أؤمر بقتالك ولكن أمير المؤمنين ولاني الشام وأنا أريدها. فقال الشميون لعبد الله: كيف نقيم معك وهذا يأتي بلادنا ويقتل ويسبي ولكن نسير إلى بلادنا ونمنعه، فقال: إنه ما يريد الشام ولئن أقمتم ليقصدنكم، ثم كان القتال بينهم نحواً من خمسة أشهر، وأهل الشام أكثر فرساناً وأكمل عدة، وكان على ميمنتهم بكارين مسلم العقيلي، وعلى الميرة خازم بن خزيمة، واستظهر الشاميون غير مرة، وكاد عسكر أبي مسلم أن ينهزموا وهو يثبتهم ويرتجز.
(من كان ينوي أهله فلا رجع .......... فر من الموت وفي الموت وقع)
ثم أردف القلب بميمنته وحملوا على ميسرة عبد الله فكانت الهزيمة، وقال عبد الله لابن سراقة الأزدي: ما ترى قال: أرى أن نصبر ونقاتل فإن الفرار قبيح بمثلك وقد عيته عل مروان، قال: إني أقصد العراق، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلوا عسكرهم فاحتوى عليه أبو مسلم بما فيه وكتب بالنصر إلى المنصور فبعث مولى لهيحصي ما حواه أبو مسلم، فغضب عندها أبو مسلم وتنمر وهم يقتل المولى وقال: إنما لأمير المؤمنين من هذا الخمس، ومضى عبد الله ب علي وأخوه عبد الصمد، فأما عبد الصمد فقصد الكوفة فاستأمن

(8/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 355
له عيسى بن مسوى فأمنه المنصور، وأما عبد الله فأتى أخاه سليمان متولى البصرة فاختفى عنده وأما المنصور فخاف من غيظ أبي مسلم وأن يذهب إلى خراسان فكتب إليه بولاية الشام ومصر فأقام بالشام واستعمل على مصر، فلما أتاه الكتاب أظهر الغضب وقال: يوليني مصر والشام وأنا لي خراسان وعزم على الشر، وقيل: بل شتم المنصور لما جاءه المنصور غلى المدائن، وكان ن دهاة العالم لولا شحه، وكتب إلى أبي مسلم ليقدم عليه، فرد عليه إنه لم يبق لأمير المؤمنين عدو، وقد كنا نروي عن ملوك آل ساسان أن أخوف ما يكون الوزراء وإذا سكتت الدهماء، فنحن نافرون من قربك حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت، فإن أرضاك ذاك فأنا كأحسن عبيدك، وإن أبيت نقضت ما أبرمت من عهدك ضناً بنفسي. فرد عليه المنصور الجواب يطمئنه مع جرير بن يزيد البجلي، وكان واحد وقته فخدعه ورده.) وأما أبو الحسن المدائني فذكر عن جماعة قالوا: كتب أبو مسلم أما بعد فإني اتخذت رجلاً إماماً ودليلاً على ما افترضه الله وكان في محله العلم نازلاً فاستجهلني بالقرآن فحرقه عن مواضعه، طمعاً في قليل قد نعاه الله إلى خلفه وكان كالذي دلى بغرور، وأمرني أن أجرد السيف وأرفع الرحمة ففعلت توطئة لسلطانكم، ثم استنقذني الله بالتوبة، فإن يعف عني فقدماً عرف به ونسب إليه، وإن يعاقبني فبما قدمت يداي. ثم سار يريد خراسان مشاقاً مراغماً. فأمر المنصور لمن بالحضرة من آل هاشم أن يكتبوا إلى أبي مسلم يعظمون الأمر ويأمرونه بلزوم الطاعة وأن يرجع

(8/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 356
إلى مولاه، وقال المنصور لرسوله إلى أبي مسلم وهو أبو حميد المروروذي: كلمه باللين ما يمكن ومنه وعرفه بحسن نيتي وتلطف، فإن يئست منه فقل له. قال والله لو خضت البحر لخاضه وراءك، ولو اقتحمت النار لاقتحمتها حتى أقتلك. فقدم الرسول على أبي مسلم ولحقه بحلوان. فاستشار أبو مسلم خاصته فقالوا: إحذره، فلما طلب الرسول الجواب قال: إرجع إلى صاحبك فلست آتيه وقد عزمت على خلافه، قال: لا تفعل، لا تفعل، فلما آيسه بلغه قول المنصور فوجم لها وأطرق منكراً ثم قال: قم وانكسر لذلك القول وارتاع. وكان المنصور قد كتب إلى نائب أبي مسلم على خراسان فالتماله وقال له امرة خراسان، فكتب نائب خراسان أبو داود خالد بن إبراهيم إلى أبي مسلم يقول: إنا لم نقم لمعصية خلفاء اله وأهل البيت فلا تخالفن إمامك فوافاه كتابه على تلك الحال فزاده رعباً وهماً، ثم أرسل من يثق به من أمرائه إلى المنصور فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يسر، واحترمه المنصور وقال: إصرفه عن وجهه ولك إمرة خراسان، فرجع وقال لأبي مسلم: طيب قلبك لم أرمكروها إني رأيتهم معظمين لحقك فارجع واعتذر فأجمع على الرجوع فقال له أبو إسحاق أحد قواده متمثلاً.
(ما للرجال من القضاء محالة .......... ذهب القضاء بحيلة الأقوام)
وروى بعضهم أن المنصور كتب إلى موسى بن كعب بولاية خراسان وكتب إلى أبي مسلم: هذا ابن كعب من دونك بمن معه من شعيتنا وأنا موجه للقائل أقارنك فاجمع كيدك غير موفق وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل. فشاور أبو مسلم أبا إسحاق المروزي وقال: ما الرأي، فهذا موسى بن كعب

(8/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 357
من هنا، وهذه سيوف أبي جعفر من خلفنا، وقد أنكرت من كنت أثق به من قوادي، فقال: هذا رجل يضطغن عليك أموراً قديمة فلو كنت واليت رجلاً من آل علي كان) أقرب، ولو أنك قبلت إمرة خراسان منه كنت في فسحة من أمرك وكنت اختلست رجلاً من ولد فاطمة فنصبته إماماً فاستملت به الخراسانية وأهل العراق ورميت أبا جعفر بنظيره لكنت على طريق التدبير. أتطمع أن تحارب أبا جعفر وأنت بحولان وجيشه بالمدائن وهو خليفة مجمع عليه، ليس ما ظننت لكن ما بقي لك إلا أن تكتب إلى قوادك وتفعل كذا وكذا. قال: هذا رأي إن وافقنا عليه قوادنا. قال: فما دعاك إلى أن تخلع أبا جعفر وأنت على غير ثقة من قوادك أنا أستوعك الله من قتيل، أرى أن توجه إلى أبي جعفر تسأله الأمان فإما صفح وإما قتل على عز قبل أن ترى المذلة من عسكرك إما قتلوك وإما أسلموك. قال: فسفرت السفارء بينهما وأعطاه أبو جعفر أماناً مؤكداً، فأقبل أبو مسلم لحينه ثم بعث المنصور أميراً إلى أبي مسلم ليتلقاه ولا يظهر أنه من جهة المنصور ليطمئنه ويذكر حسن نية الخليفة له، فلما أتاه وحدثه فرح المغرور ولانخدع، فلما وصل المدائن أمر المنصور الأعيان فتلقوه، فلما دخل عليه سلم قائماً فقال المنصور: انصرف يا عبد الرحمن فاسترح وادخل الحمام ثم اغد علي، فانصرف، وكان من نية المنصور أن يقتله تلك الليلة فمنعه وزيره أبو أيوب، قال أبو أيوب: فدخلت بعد خروجه وقال لي المنصور أقدر على هذا في مثل هذه الحال قائماً على رجليه ولا أدري ما يحدث في ليلتي، وكلمني في الفتك به، فلما كان من الغد فكرت فقال: يا بن اللخناء لا مرحباً بك أنت منعتني منه أمس والله ما غمضت البارحة، أدع لي عثمان بن نهيك، فدعوته، فقال: يا عثمان كيف بلا أمير المؤمنين عندك قال: إنما أنا عبدك ولو أمرتين أن اتكيء على سيفي حتى يخرج من ظهري لفعلت، قال: كيف أنت إذا أمرتك بقتل أبي مسلم؟ فوجم لها ساعة

(8/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 358
لا يتكلم، فقلت: ما لك لا تتكلم فقال قولة ضعيفة: أقتله. فقال: إنطلق إذهب فجيء بأربعة من وجوه الحرس وشجعانهم، فذهب فأحضر شبيب بن واج وثلاثة فكلمهم فقالوا: نقتله، فقال: كونوا خلف الرواق فإذا صفقت فدونكموه، ثم طلب أبا مسلم فأتاه، وخرجت لأنظر ما يقول الناس، فتلقاني أبو مسلم دخلاً فتبسم وسلمت عليه فدخل فرجعت فإذا به مقتول، قال: ثم دخل أبو الجهم فقال: يا أمير المؤمنين ألا أرد الناس قال: بلى، فأمر بمتاع يحول إلى رواق آخر وفرش وقال أبو الجهم للناس: انصرفوا فإن الأمير أبا مسلم يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين ورأوا المتاع ينقل فظنوه صادقاً فانصرفوا وأمر المنصور للأمراء بجوائزهم، قال أبو أيوب: فقال لي المنصور: دخل علي أبو مسلم فعاتبته ثم شتمته فضربه عثمان بن نهيك فلم يصنع شيئاً وخرج شبيب بن) واج وأصحابه فضربوه فسقط فقال وهم يضربونه: العفو، فقلت: يا بن اللخناء العفو والسيوف قد اعترونا، ثم قلت: اذبحوه، فذبحوه. وقيل: إنه ألقي في دحلة، وقيل: إنه لما دخل عليه قال: خلوه فقال المنصور: أخبرني عن سيفين أصبتهما في متاع عبد الله ابن علي فقال: هذا أحدهما قال: أرنيه فانتضاه فناوله، فهزه المنصور ثم وضعه تحت فراشه وأقبل يعاتبه وقال: أخبرني عن كتابك إلى أخي أبي العابس تنهاه عن الموت أردت أن تعلمنا الدين قال: ظننت أن أخذ لا يحل قال: فأخبرني عن تقدمك إياي في طريق الحج قال: كرهت اجتمعنا على الماء فيضر ذلك بالناس قال: فجاريه عبد الله بن علي أردت أن تتخذها قال: لا ولكن خفت أن يكون قد دخلت مني شيء فقلت أذهب غليها وأكتب إليك بعذري، والآن قد ذهبت ما في

(8/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 359
نفسك علي. قال: تالله ما رأيت كاليوم قط وضرب بيده على يده فخرجوا عليه. وقيل: إنه قال له: ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك والكاتب إلي تخطب عمتي أمينة وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن عباس وما الذي دعاك إلى قتل سليمان بن كثير مع أثره في دعوتنا وهو أحد نقبائنا فقال: عصاني وأراد الخلاف علي فقتلته فقال: فأنت تخالف علي قتلني الله إن لم أقتلك وضربه بعمود ثم وثبوا عليه. وذلك لخمس بقين من شعبان. قال: وكان أبو مسلم قد قتل في دولته وفي حروبه ستمائه ألف صبراً، وقيل إنه لما سبه المنصور انكب على يده يقبلها ويعتذر، وقيل: أول من ضربه عثمان فما صنع أكثر من انه قطع حمائل سيفه، فقال: يا أمير المؤمنين إستبقني لعدوك، قال: إذا لا أبقاني الله وأي عدو أعدى لي منك، ثم هم المنصور بقتل أبي إسحاق صاحب حرس أبي مسلم وبقتل نصر بن مالك، فكلمه فيهما أبو الجهم وقال: يا أمير المؤمنين جنده جندك أمرتهم بطاعته فأطاعوه، ثم أجازهما وأجاز جماعة من كبار قواده بالجوائز السنية وفرق بينهم. ثم كتب بعهد خالد بن إبراهيم على خراسان وما وراءها. قال خليفة: سمعت يحيى بن السيب يقول: قتله المنصور وهو في سرادق ثم بعث إلي عيسى بن موسى فجاء فأعلمه فأعطاه ارأس والمال فخرج به ونثر المال على الخراسانية فتشاغلوا بالذهب. وفيها خرج سنباذ بخراسان للطلب بثأر أبي مسلم، وكان سنباذ مجوسياً تغلب على نيسابور والري وأخذ خزائن أبي مسلم وتقوى بها، فجهز المنصور

(8/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 360
لحربه جهور بن مرار العجلي في) عشرة آلاف فكانت الوقعة بين الري وهمذان وكانت ملحمة مهولة فهزم سنباذ وقتل من جيشه نحو من ستين ألفاً، وكان غالبهم من أهل الجبال، وسبيت ذراريهم، ث قتل سنباذ بقرب طبرستان. وفيها خرج ملبد بن حرملة الشيباني محكماً بناحية الجزيرة، فانتدب لقتاله ألف فارس من عسكر الناحية فهزمهمن ملبد، ثم التقاه عسكر الموصل فهزمهم. ثم سار لحربه يزيد بن حاتم المهلبي، فهزمه ملبد واستفحل شره. ثم جهز المنصور لحربه مهلهل بن صفوان في ألفين نقاوة فهزمهم وعظمت هيبته وبعد صيته فسار لحربه جيش لجب وعدة قواد فهزمهم، وتخصن منه حميد بن قحطبة وبعث إليه بمائة ألف درهم ليكف عنه. وأما الواقدي، فذكر أن خروج ملبد كان في العام الآتي. ومات أمي رنكة العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس وولي بعده زياد بن عبيد الله الحارثي، وولي إمرة مصر الأمير صالح بن علي العباسي.

(8/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 361
4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين ومائة)
فيها توفي زيد بن واقد القرشي بدمشق، وسهيل بن أبي صالح في قول. وسليمان بن فيروز أبو إسحاق الشيباني في قول، والعلاء بن عبد الرحمن المدني وعبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي، وعلقمة بن أبي علقمة في قول، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب في قول، وليث بن أبي سليم في قول مطين، والمسور بن رفاعة القرظي المديني. وفيها أهم المنصور شأن ملبد الشيباني فندب لقتاله خازم بن خزيمة فسار في ثمانية آلاف فارس فارس فالتقوا فقتل الله تعالى ملبداً بعد حروب يطول شرحها. وفيا غزا الأمير صالح بن علي فنزل دابقي فأقبل طاغية الروم قسطنيطين ابن أليون في مائة ألف فالتقاه صالح فانتصر ولله الحمد وسلم وغنم، وكان هذا اللعين قد أخذ ملطية من قريب وهدم سورها كما ذكرنا. وفيها ظهر عبد الله بن علي وبعث بالبيعة مع أخيه سليمان بن علي إلى أمير المؤمنين.

(8/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 362
وأما جهور بن مرار العجلي فإنه هزم سبنباذ كما مضى، وحوى ما في عسكره من الأموال والذخائر التي أخذها سنباذ من خزائن أبي مسلم فلم يبعث بها إلى المنصور، ثم خاف فخلع المنصور. فجهز المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش عظيم فالتقوا واشتد) القتال بينهم، ثم انكسر جهور فهرب إلى أذربيجان ثم قتل. وفيها دخل عبد الرحمن بن معاوية الداخل الأموي إلى الأندلس واستولى عليها وامتدت أيامه وبقيت الأندلس في ي أولاده إلى بعد الأربعمائة والله أعلم.

(8/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 363
4 (أحداث سنة تسع وثلاثين ومائة)
فيها توفي اسماعيل بن أمية الأموي، والحسن بن عبيد اله النخعي، وخالد ابن يزيد المصري الفقيه. وسلمة بن علقمة أبو بشر بالبصرة. وعبد ربه بن سعيد الأنصاري. وعمرو بن مهاجر الدمشقي. وعبد الله بن أبي سفيان. ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. ويزيد بن عبد الله بن الهاد. ويونس بن عبيد بالبصرة. وفيها خرج جعفر بن حنظلة البهراني فأتى مدينة ملطية وهي خارب فعسكر بها، وأقبل الأمير عبد الواحد فنزل على ملطية فزرع أرضها وطبخ كللساً لبناء سورها ثم قفل فوجه طاغية الروم من حرق الزرع. وفيها غزا الأمير صالح بن علي الأمير العباس بن محمد، فوغلا في أرض الروم، وغزت معهما أم عيسى ولبابة أختا الأمير صالح، وكانتا نذرتا إن زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله، ثم لم يكن بعد هذا العام صائفة ولا غزو

(8/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 364
إلى أن دخلت سنة ست وأربعين لاشتغال المنصور في أثناء ذلك بخروج ابني عبد الله بن حسن عليه. وفيها عزل المنصور عمه سليمان عن البصرة وولي سفيان بن معاوية واختفى عبد الله بن علي وآله خوفاً على أنفسهم فبعث المنصور إلى سليمان وعيسى فعزم عليهما في إشخاص أخيهما عبد الله بن علي أعطاهما له الأمان وكتب إلى سفيان ابن معاوية ليحثهما على ذلك، فأقدموا عبد الله على المنصور فسجنه، وسجن بعض أصحابه، وقتل بعضهم، وبعث بطائفة منهم إلى خراسان ليقتلهم خالد. وحج بالناس العباس بن محمد أخو المنصور.

(8/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 365
4 (أحداث سنة أربعين ومائة)
فيها توفي أيوب أبو العلاء القصاب، وداود بن أبي هند في أولها، وأبو خازم سلمة بن دينار الأعرج، وسهيل بن أبي صالح بخلف، وسعد بن إسحاق بن كعب، وصالح بن كيسان فيها بخلف، وعروة بن رويم، وعمارة ابن غزية الأنصاري وعمرو بن قيس السكوني الحمصي) بخلف. وفيها توجه جبريل بن يحيى إلى المصيصة فرابط فيها حتى بناها وأحكمها وسكنها الناس، وتوجه الأمير عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد العباسي ابن أخي المنصور فأقام على ملطية سنة حتى بناها ورم شعثها وأسكنهان الناس. وفيها ثار جمع من جن خراسان على أميرها أبي داود خالد بن إبراهيم ليلاً وهو بمرو حتى وصلوا إلى داره فأشرف عليهم على طرف آجره خارجة وجعل ينادي أصحابه، فأنكسرت به الآجرة، فوقع فانكسر ظهره فمات من الغد فبعث المنصور على إمرة خراسان عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي فقبض على جماعة من الأمراء اتهمهم بالدعوة إلى ولد فاطمة رضي الله عنها،

(8/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 366
منهم مجاشع بن حريث صاحب بخارى، وأبو المغيرة مولى بني تميم عامل قوهستان والحريش بن محمد الذهلي ابن عم خالد بن إبراهيم فقتلهم، وضرب الجنيد بن خالد التغلبي ومعبداً المري ضرباً شديداً وحبسهما في عدة من الأمراء. وفيها حج المنصور ثم زار بيت المقدس ثم سلك الشام ونزل الرقة فقتل بها منصور بن جعونة العامري، ثم سار إلى الهاشمية وهي بالكوفة، وأمر بالشروع بعمل مدينة بغداد واختطها.

(8/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 367
1 (تراجم هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي)
الجعفري. روى عن أبيه. وعنه سعد بن زياد ويعقوب بن عبد الرحمن الآسكندري وسفيان بن عيينة وغيرهم. وهو مقل عداده في أهل المدينة.
4 (إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب المعروف بإبراهيم أخو)
السفاح والمنصور، يكنى أبا إسحاق. كان يكون بالحميمة من أعمال الشراة، عهد إليه أبوه محمد في السير بالإمامة فبلغ خبره إلى مروان الحمال فأخذه وحبسه مدة بحران ثم قتله غيلة. روى عن أبيه وجده وعن عبد الله بن محمد بن الحنفية.

(8/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 368
روى عنه أخوه وأبو مسلم صاحب الدولة. وكانت شيعة بني هاشم يختلفون إليه ويكاتبون من خراسان، وكان أبوه أوصى إليه ولذلك كانوا يلقبونه بالإمام. وهو الذي أنفذ أبا مسلم داعياً له إلى خراسان وجعله مقدماً على دعاته ونقبائه، إلى أن استفحل أمره وبلغ ذلك مروان لأن أبا مسلم أرسل رسولاً من خراسان إلى إبراهيم فوجده أعرابياً فصيحاً فغمه ذلك فكتب إلى أبي مسلم: ألم أنهك أن يكون رسولك عربياً يطلع على أمرك فإذا أتاك فاقتله، فخرج الرسول ففتح الكتاب قرأه فأتى به مروان فقبض حينئذ على إبراهيم وأمر به فغم في سجن حران، جعلوا على وجهه مخدة وقعدوا فوقها حتى تلف. وقيل: إن إبراهيم حج في سنة إحدى وثلاثين بتجمل وافر ومعه ثلاثون نجيباً فشهر نفسه في الموسم ورآه أهل الشام فكان ذلك سبب إمساكه، وكان جواداً فاضلاً نبيلاً سرياً خليقاً للإمارة. وكان قد أمر أبا مسلم بسفك الدماء وقتل من يتهمه. ولما أغم صار أمرهم إلى أخيه عبد الله السفاح، وكان قد عهد إليه بالأمر لما أحيط به. وكان مقتله في صفر من سنة اثنتين وثلاثين. وقال محمد بن سعد: ماتنم في سجن مروان سنة إحدى وثلاثين ومائة،)
4 (إبراهيم بن مرة الدمشقي.)
عن عطاء بن أبي رباح والزهري. وعنه ابن عجلان وهو من أقرانه والأوزاعي وصدقة بن عبد الله السمين.

(8/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 369
صدوق.
4 (إبراهيم بن ميسرة الطائفي ع نزيل مكة.)
عن أنس وعمرو بن الشريد وطاوس. وعنه شعبة السفيانان وابن جريح وغيرهم. قال ابن المديني: له نحو ستين حديثاً. وقال الحميدي: قال ابن عيينة: أخبرني إبراهيم بن ميسرة: من لم تر والله عيناك مثله. وقال غيره: له وفادة على عمر بن عبد العزيز. وقال أبو مسلم المستملي: ثنا ابن عيينة قال: كان عمرو بن دينار يحدث بالمعاني وكان إبارهيم بن ميسرة يحدث كما سمع، كان فقيهاً. وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس: قال: لو شئت قلت لك إني أقدم إبراهيم عليهن في الحفظ فعلت. وقال أحمد وابن معين: ثقة. وقال ابن المديني: مات قريباً من سنة اثنتين وثلاثين.
4 (إبراهيم بن ميمون د ن أبو إسحاق الصائغ المروزي.)

(8/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 370
روى عن عطاء بن أبي رباح ونافع وغيرهما. وعنه حسان بن إبراهيم وأبو حمزة السكري وغيرهما. قال النسائي: ليس به بأس. وقال غيره: قتله أبو مسلم الخراساني ظلماً.
4 (إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان أبو إسحاق المرواني.)
بويع بالخلافة وخطب له على المنابر بعد موت أخيه يزيد لناقص بعهد منه إليه في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: بل لم يعهد إليه أخوه وأنه بويع بلا عهد. روى عن الزهري وعن عمه هشام.) حكى عنه ابنه يعقوب وغيره. وكان أبيض جميلاً وسيما جسيماً طويلاً. وقال معمر: رأيت رجلاً من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري قال شيبان: ثنا العلاء بن برد بن سنان عن أبيه قال: حضرت يزيد بن الوليد حين احتضر فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله

(8/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 371
لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم، فغضب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم ثم قال لي: يا أبا العلاء إلى من ترى أن أعهد فقلت: أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره، قال وأغمى عليه حتى ظننت أنه قد مات فقعد قطن فافتعل كتباباً على لسان يزيد ودعا ناساً فأشهدهم عليه، قال أبي: ولا والله ما عهد إليه يزيد شيئاً. قال أبو معشر: بويع فمكث سبعين ليلة ثم خلع وولي مروان بن محمد فأمنه وبقي إبراهيم إلى سنة اثنتين وثلاثين.
4 (آدم بن سليمان مولى قريش الكوفي م ت ن والد يحيى بن آدم.)
سمع سعيد بن جبير وعطاء وغيرهما. وعنه شعبة والثوري وإسرائيل. وثقة النسائي، ولم يسمع منه ابنه لصغره.
4 (إسحاق بن سويد بن هبيرة التميمي البصري خ م د ن.)
عن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكرة ومعاذة العدوية وأبي قتادة تميم ابن يزيد العدوي وغيرهم. وعنه الحمادان وابن عليه وجماعة. وهو أكبر شيخ لعلي بن عاصم. وثقة أحمد ويحيى. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.

(8/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 372
4 (إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ع زيد بن سهل الأنصاري النجاري. أحد علماء)
التابعين بالمدينة. سمع من عمه لأمه أنس بن مالحك وأبي مرة مولى عقيل والطفيل بن أبي ابن كعب وأبي) الحباب سعيد بن يسار. وعنه عكرمة بن عمار ومالك وهمان بن يحيى وسفيان بن عيينة وآخرون. وكان مالك لا يقدم عليه أحداً. وهو مجمع على الاحتجاج به. توفي سنة اثنتين. وقيل سنة أربع وثلاثين.
4 (أسد بن وداعة.)
عن شداد بن أوس وأبي أمامة الباهلي وغيرهما. وعنه معاوية بن صالح وفرج بن فضالة وجابر بن غانم. وكان من العلماء بدمشق وفيه نصب معروف نسأل الله العفو.
4 (إسماعيل بن أمية ع بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي.

(8/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 373
ابن عم أيوب بن)
موسى الآتي بعد ورقتين وابن أخي إسماعيل بن عمرو الآتي بعد ورقة. روى عن أبيه وبجير بن أبي بجير وسعيد بن المسيب وعكرمة وسعيد المقبري وأبي سملة بن عبد الرحمن وعبد الله بن عروة ومكحول وطائفة. وعنه السفيانان ومعمر وابن جريح وبشر بن المفضل ويحيى بن سليم الطائفي وآخرون. قال ابن المديني: له نحو ستين حديثاً. وقال أحمد بن حنبل: هو أثبت من أيوب بن موسى. يقال: توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
4 (إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الكوفي د ت الفقيه ابن الفقيه.)
كان جده من سبي أصبهان. عن ابن بريدة وأبي إسحاق السبيعي وأبي خالد الوالبي. وعنه معتمد وجرير بن عبد الحميد ويونس بن بكير وأبو أسامة وغيرهم. وثقة بان معين. وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.
4 (إسماعيل بن سالم الأسدي الكوفي م د ن.)
سمع سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما.

(8/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 374
وله أحاديث نحو العشرة. روى عنه ابنه يحيى وسفيان الثوري وهشيم وسعد بن الصلت.) وثقة ابن معين. ويكنى بابنه، وقد وثقه جماعة، ومن أخباره أنه نزل أرض بغداد قبل أن تبنى في أيام السفاح.
4 (إسماعيل بن سميع أبو محمد الحنفي الكوفي م د ن بياع السابري.)
عن أنس بن مالك وأبي رزين مسعود بن مالك ومسلم البطين وعطية العوفي. وعنه سفيان وشعبة وخفص بن غياث ومروان بن معاوية وعلي بن عاصم وغيرهم. وثقة ابن معين. وكان من الخوارج فيما قيل.
4 (إسماعيل بن عبيد اله بن أبي المهاجر خ م د ن ق الإمام أبو عبد لحميد المخزومي)
مولاهم الدمشقي مؤدب آل عبد الملك بن مروان من ثقات الشاميين وعلمائهم الكبار.

(8/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 375
روى عن أنس والسائب بن يزيد وأم الدرداء وعبد الرحمن بن غنم وطائفة. وعنه سعيد الأوزاعي وجماعة. وثقة أحمد العجلي وغيره. وقال رجاء بن أبي سلمة عن معن التنوخي قال: ما رأيت أحداً أزهد منه ومن عمر بن عبد العزيز، وقد كان عمر بن عبد العزيز ولا ه إمرة الغرب فأقام بها سنة مائة وسنة إحدى ومائة، فلما مات عمر ولوا بعد إسماعيل يزيد ابن أبي مسلم مولى الحجاج. قال خليفة: أسلم عامة البربر في ولاية إسماعيل وكان حسن السيرة. وقال أبو مسهر: أدرك معاوية وهو غلام قيل مات سنة إحدى وثلاثين. قال ابن عساكر: كانت داره عند طريق القنوات. الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: أشرقت أم الدرداء على وادي جهنم ومعها إسماعيل بن عبيد الله فقالت: اقرأ يا إسماعيل، فقرأ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً فخرت على وجهها، وخر إسماعيل على وجهه فما رفعا رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من الدموع. وقال عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر: ثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل قال: قال لي عبد الملك:

(8/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 376
يا إسماعيل علم بني فإني مثيبك على ذلك قلت: يا أمير المؤمنين فكيف وقد حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله) عليه وسلم قال: من أخذ على تعليم القرآن قوساً قلده الله قوساً من نار يوم القيامة قال: فإني لست أعطيك على القرآن إنما أعطيك على النحو. قال إبراهيم بن أبي اشيبان: مات إسماعيل بن عبيد الله سنة اثنتين وثلاثين ومائة قبل دخول عبد الله بن علي بثلاثة أشهر. إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ق أبو محمد الأموي ويعرف أبوه بالأشدق. روى عن ابن عباس وعبيد الله بن أبي رافع وغيرهما. وهو مقل صدوق. روى عنه شريك بن أبي نمر وسليمان بن بلال وأبو بكر بن أبي سبرة وآخرون. سكن الأعوص بالحجارة بعد قتل والده واعتزل الناس وتعبد وكان كبير القدر يعد من عباد الأشراف. وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلاً للخلافة قال: لو كان الأمر إلي لوليت القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص. والأعوص على مرحلة من شرقي المدينة. توفي في إمرة داود علي على المدينة وكان داود قد هم بالفتك به فخوفوه من دعائه عليه فتركه.

(8/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 377
له حديث في سنن ابن ماجة.
4 (إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص خ م ت ن ق أبو محمد الزهري المدني.)
عن أبيه وعميه عامر ومصعب وأنس بن مالك وغيرهم. وعن صالح بن كيسان ومالك وابن عيينة وغيرهم. قال ابن عيينة: كان من أرفع هؤلاء. وقال ابن معين: ثقة حجة. وقال يعقوب بن شيبة: كان من فقهاء المدينة. قلت: قتل الحجاج أباه لخروجه مع ابن الأشعث وأسر هذا فبعث به إلى عبد الملك فعفا عنه لكونه لم يكن أنبت. مات سنة أربع وثلاثين ومائة.
4 (أسلم المنقري د أبو سعيد.)
) روى عن ابن أبرى وسعيد بن جبير وعطاء وغيرهم. وعنه الثوري وعثيم وجرير وابن فضيل. وثقة أحمد بن حنبل.

(8/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 378
4 (الأسود بن قيس الكوفي ع.)
عن جندب بن عبد الله البجلي وسعيد بن عمرو بن سعيد ونبيح العنزي وغيرهم. وعنه شعبة والسفيانان وأبو عوانة وعبيدة بن حميد وآخرون. مجمع على ثقته.
4 (أسيد بن أبي أسيد البراد أبو سعيد بن يزيد المدني.)
روى عن أبويه عن أبي قتادة وعن عبد الله بن أبي قتادة وموسى بن أبي موسى الأشعري. وعنه ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال وزهير بن محمد وعبد العزيز الدراوردي وآخرون. وهو صدوق.
4 (أشعث بن سوار الكندي الكوفي م ت ن ق الأفرق التوابيتي النجار.)
روى عن عكرمة والشعبي وابن سيرين وجماعة.

(8/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 379
وعنه هشيم وابن نمير وحفص بن غياث ويزيد بن هارون وآخرون آخرهم موتاً يزيد. ضعفه النسائي وقواه غيره. وقال الحافظ ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً. وقال ابن خراش: هو أشعف الأشاعثة. قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة. قال الدار قطني: يعتبر به.
4 (أمية بن يزيد بن أبي عثمان عبد الله بن أسيد الأموي.)
روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز وأبي مصبح المقرائي. وعنه ابن لهيعة وبقية وابن المبارك وأيوب بن سويد وابن شابور وآخرون. ولعله عاش إلى بعد هذه الطبقة بيسير.
4 (أيوب السختياني ع أبو بكر بن أبي تميمة كيسان البصري. أحد الأعلام من نجباء)
الموالي.) قال محمد بن سلام الجمحي: أيوب مولى عنزة. وقال حماد بن زيد: كان يبيع الأدم.

(8/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 380
سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية وسعيد بن جبير وعبد الله بن شقيق وأبا قلابة والحسن البصري ومجاهداً وابن سيرين وخلقاً سواهم. وعنه شعبة والحمادان والسفيانان ومعمر ومعتمر وابن علية وعبد الوارث وخلائق. قال ابن المديني: له نحو من ثمانمائة حديث. وقال شعبة: كان سيد الفقهاء. وقال ابن عيينة: لم ألق مثله. يقول هذا وقد لقي مثل الزهري. وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان سمع الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة. رواه جماعة عن الحسن. وروى جرير عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء، وعن سلام ابن أبي مطيع وذكر أيوب وجماعة قال: كان أفقههم في دينه أيوب. وقال هشام بن عروة لم أر في البصرة مثل أيوب. وعن مالك بن أنس قال: منا ندخل على أيوب فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه. وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب أربعين حجة. وقال عون بن الحكم: ثنا حماد بن زيد قال: غدا على ميمون أبو حمزة يوم جمعة قبل الصلاة فقال: إني رأيت البارحة أبا بكر وعمر في النوم فقلت: ما جاء بكما قالا: جئنا نصلي على أيوب السختياني قال: ولم يكن علم بموته فقلت له: مات أيوب البارحة. وقال وهيب: سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل

(8/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 381
وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقاً ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة قال: اللهم أنسه ذكري. وكان يقول ليتقي الله رجل وإن زهد ولا يجعلن زهده عذاباً على الناس. وكان أيوب ممن يخفي زهده. وقال حمادين زيد: غلب أيوب البكاء يوماً فقال: الشيخ إذا كبر مج وغلبه فوه، ووضع يده على فيه وقال الزحمة ربما عرضت.) وقال معمر: كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له في ذلك فقال: الشهرة اليوم في التشهير. وقال صالح بن أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصني، قال: أقل الكلام، وقال ابن شوذب: قال أيوب: لقد شهرنا في هذا المصر لو خرجنا منه. حماد بن زيد عن أيوب قال: إذا أردت أن تعرف خطأ معلمك فجالس غيره، وقال: إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأنما أفقد بعض أعضائي. قال حماد: وكان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب بمكة قبل الخلافة فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهم أنسه ذكري. حماد بن زيد قال أيوب: لا تحدثوا الناس بما لا يعملون فتضروهم، وقال وددت أني أفلت من هذا الأمر كفانا لا علي ولا لي. وقال سعيد بن عامر الضبعي عن سلام: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك السعة. حماد بن زيد: سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في الرأي؟ قال:

(8/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 382
قيل للحمار ألا تجتر قال: أكره مضغ الباطل. وقال حماد: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسماً في وجوه الناس من أويب ولو رأيتم أيوب ثم أستا كم شربة من ماء على النسك لما سقيتموه، له شعر وافر وشارب وافر وقميص جيد هروي يسم الرض وقلنسوة جيدة متركة وطيلسان كردي جيد ورداء عدني. قال سلام بن أبي مطيع: سمعت أيوب يقول: لا خبيث أخبث من قاريء فاجر. قال بشر بن المفضل: ثنا ابن عون قال: لما مات محمد بن سيرين قلنا: من لنا فقلنا: لنا أيوب. وقال حماد بن زيد: كان لأيوب برد أحمر يلبسه إذا أحرم وكان يعده للكفن وكنت أمشي مع أيوب فيأخذ في طرق أعجب كيف يهتدي لها فراراً من الناس أن يقال هذا أيوب. وقال شعبة: ربما ذهب مع أيوب لحاجة فلا يدعني أمشي معه ويخرج من هاهنا وها هنا لكي لا يفطن له. وقال محمد بن سعد: كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث جامعاً كثير العلم حجة عدلاً. وقال أبو حاتم: أيوب ثقة لا يسأل عن مثله.) قلت: لم يرو مالك عن أحد من العراقيين إلا عن أيوب فقيل له في ذلك، فقال: ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب فوقه، أو كما قال.

(8/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 383
وقال حماد بن زيد: كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشدهم إتباعاً للسنة. وروى ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في رمضان ويصلي بهم قدر ثلاثين آية في الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وكان يقول هو بنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وكان يقول هو بنفسه للناس: الصلاة، وكان يؤثر بهم ويدعو بدعاء القرآن ويؤمن من خلفه، وكان آخر ما يقول يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم استعملنا بسنته وارعنا بهديه واجعلنا للمتقين إماماً ثم يسجد فإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات. أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف الأدمي ثنا أبو المكارم اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ ثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا خالد بن النضر ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا النضر بن كثير ثنا عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشاً شديداً حتى رأى ذلك في وجهي تستر علي قلت: نعم، فاستخلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حياً فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء. وقال شعبة: قال أيوب: قد ذكرت وما أحب أن أذكر. قلت: إلى أيوب المنتهي في التثبت. توفي شهيداً في طاعون البصرة الذي كان في سنة إحدى وثلاثين ومائة وله ثلاث وستون سنة.
4 (أيوب بن موسى بن عمرو الأشدق ع بن سعيد بن العاص الأموي

(8/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 384
أبو موسى المكي)
الفقيه. عن عطاء بن أبي رباح ومكحول وعطاء بن ميناء ونافع وسعيد المقبري وطائفة. وعنه شعبة والسفيانان والليث والأوزاعي وعبد الوارث وابن علية وروح ابن القاسم والعطاف بن خالد ومالك وخلق. قال سفيان بن عيينة: كان مفتياً فقيهاً. وقال ابن المديني: له نحو من أربعين حديثاً. وقال غيره: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة رحمه الله.) وقال أحمد ويحيى وأبو زرعة والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قال الدار قطني: هو ابن عم إسماعيل بن أمية مكيان ثقتان.
4 (أيوب بن أبي مسكين أبو العلاء القصاب د ت ن الفقيه مفتي أهل واسط وعالمهم في)
زمانه. روى عن سعيد المقبري وقتادة وابن شبرمة وغيرهم. وعنه هشيم وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال غيره: صالح الحديث. قلت: أرخه يزيد أنه مات في سنة أربعين ومائة.

(8/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 385
4 (حرف الباء)

4 (باب بن عمير الحنفي الشامي د.)
عن نافع ابن عمر ورجل آخر مدني. وعنه يحيى بن أبي كثير وهو أكبر والأوزاعي وحرب بن شداد. له حديث واحد في سنن أبي داود، وهو مستور.
4 (بديل بن ميسرة العقيلي البصري.)
في وفاته اختلاف، وقد مر، وقيل بقي إلى سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (برد بن أبي زياد ن أخو يزيد الكوفي.)
قليل الحديث. له عن أبي الطفيل عامر وشرحبيل بن سعد والمسيب بن رافع. وعنه الثوري وعثيم بن القاسم وجرير بن عبد الحميد وآخرون.

(8/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 386
وثقة النسائي.
4 (برد بن سنان أبو العلاء الدمشقي. نزيل البصرة من جلة العلماء.)
له عن واثلة بن الأسقع وعبادة بن نسي ومكحول وعطاء وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه السفيانان والحمادان وإسماعيل بن علقمة وعلي بن عاصم وآخرون.) وثقة النسائي وغيره. قال يزيد بن زريع: ما قدم علينا شامي خير من برد. وقال ابن معين: خرب برد من مروان الحمار إلى البصرة. قيل: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله.
4 (بشر بن حميد المزني المدني.)
عن عروة وأبي قلابة وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابنه محمد وأبو بكر بن أبي سبرة وسليمان بن بلال وغيرهم. ولم أر أحداً ضعفه.
4 (بكر بن زرعة الخولاني الشامي ق.)

(8/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 387
عن أبي عنبة الخولاني ومسلم بن عبد الله الأزدي. وعنه الجراح بن مليح البهراني وإسماعيل بن عياش. صويلح الحديث مقل.
4 (بكر بن عمرو المعافري الزاهد سوى ق إمام جامع مصر وكان ذا عبادة وفضل وجلالة.)
روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي وعكرمة ومشرح بن هاعان. وعنه حيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وابن لهيعة وغيرهم. وكان أحد الأثبات.
4 (بكر بن وائل بن داود التميمي الكوفي م.)
عن نافع والزهري وأبي الزبير. وعنه أبوه وشبعة وهمام وسفيان بن عيينة. قال النسائي: ليس به بأس. قلت: مات قبل أبيه وله عنه أحاديث.

(8/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 388
4 (بيان بن بشر الأحمسي ع أبو بشر الكوفي. المؤدب أحد الأثبات. هانيء بنت طالب.)
كوفي ضعيف. له عن أنس وقيس بن أبي حازم وطارق بن شهاب والشعبي وطائفة. وعنه زائدة وابن عيينة وابن فضيل وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم وطائفة.) له نحو من سبعين حديثاً.

(8/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 389
4 (حرف التاء)

4 (توبة العنبري مولاهم خ م د ت أبو المورع البصري.)
أصله من سجستان وهو جد العباس بن عبد العظيم. روى عن أنس وأبي العالية ومورق العجلي والشعبي وجماعة. وعنه سفيان وشعبة ومطيع بن أبي راشد. وثقة أبو حاتم. له نحو من ثلاثين حديثاً. قال توبة العنبري: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فقدمت عليه. وقال محمد بن سعد: ولاه يوسف بن عمر عمل سابور ثم ولاه الأهواز وهو توبة. كان صاحب بداوة فمات بصنع وهو على يومين من البصرة. مات في سنة إحدى وثلاثين ومائة وعاش أربعاً وسبعين سنة.

(8/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 390
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن عجلان بن حفص السلمي الأنصاري خ د ن ق أبو عبد الله الحمصي.)
وقد تغرب ووقع إلى باب الأبواب. روى عن أنس وسعيد بن جبير وأبي أمانة الباهلي وإبراهيم النخعي وطائفة. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية وعتاب بن بشير ومحمد بن حميد وسويد ابن عبد العزيز وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (ثوير بن أبي فاختة ت أبو الجهم بن سعيد بن علاقة مولى أم هانيء بنت أبي طالب)
كوفي ضعيف.

(8/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 391
له عن ابن عمر وزيد بن أرقم وابن الزبير ومجاهد وجماعة. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل ومحمد بن عبيد الله العزرمي وعبيدة وعلي ابن عاصم وآخرون. رماه الثوري بالكذب. وقال يونس بن أبي إسحاق: كان رافضاً. وقال أبو حاتم: ضعيف.) وقال أبو زرعة: ليس بذاك القوي. وقال النسائي وغيره: متروك.

(8/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 392
4 (حرف الجيم)

4 (جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي ن ق أحد الشراف.)
روى عن أبيه وابن عمه أبي زرعة. وعنه مقاتل بن سليمان ويونس بن عبيد وجرير بن عبد الحميد وبقية وهشيم وآخرون. قال أبو زرعة: شامي منك والحديث. وقال غيره: يكتب حديثه، وهو شيخ.
4 (جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي ع أبو شرحبيل المصري.)
ولأبيه ربيعة رؤية، ورأى هو ابن جزء الزبيدي الصحابي. روى عن أبي الخير مرثد بن عبد الله وأبي سلمة وعراك بن مالك والأعرج وجماعة. وعنه بكر بن مضر والليث وابن لهيعة وآخرون. وثقة النسائي وغيره. توفي سنة أربع، وقيل سنة ثلاث وثلاثين ومائة بمصر.

(8/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 393
4 (حرف الحاء)

4 (حبيب العجمي خ ثم البصري أبو محمد الزاهد أحد الأعلام.)
روى عن الحسن وشهر بن حوشب والفرزدق وغيرهم حكايات. وعنه حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان وأبو عوانة الوضاح وداود الطائي وصالح المري ومعتمر بن سليمان وغيرهم. أخبرنا إسحاق أنا ابن خليل نا اللبان نا الحداد نا أبو نعيم قال: كان حبيب صاحب الكرامات مجاب الدعوة، كان سبب زهدة حضوره مجلس الحسن فوقعت موعظته في قلبه فخرج عما كان يتصرف فيه فتصدق بأربعين ألفاً. حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن قتيبة ثنا أحمد بن زيد الخزاز ثنا ضمرة ثنا السري بن يحيى وغيره عن حبيب أبي محمد أنه أصاب الناس مجاعة فاشترى من أصحاب الدقيق دقيقاً وسويقاً بن سيئة وعهد إلى خرائطه فخيطها ووضعها تحت فراشه ثم دعا الله تعالى فجاء الذين اشترى) منهم يطلبون حقوقهم فأخرج تلك الخرائط قد امتلأت فقال لهم زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم.

(8/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 394
قال يونس بن محمد المؤدب: سمعت مشيخة يقولون: كان الحسن يجلس يذكر في كل يوم وكان حبيب أبو محمد يقعد في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافر عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته غلى أن التفت يوماً فقال أين برهمي درآيد درآيد خلوات فقيل: والله يا أبا محمد يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: إذهبوا بنا إليه فأتاه فقال جلسان الحسن: هذا حبيب أبو محمد قد أقبل إليك فعظه، فأقبل إليه فوقف عليه فقال: أين همي كوئي بركوي فقال الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبة في الخبر، فقال: إن كوئي قال الحسن: أنا ضامن لك على الله ذلك، فانصرف من عنده فلم يزل في إنفاق أمواله حتى لم يبق على شيء ثم جعل بعد يستقرض على الله. وقال احمد بن أبي الحواري: قال أبو سليمان الداراني لنا: كان حبيب أبو محمد يأخذ متاعاً من التجارة يتصدق به فأخذ مرة فلميجد ما يعطيهم فقال: يا رب كأنه قال: إني منكسر وجهي عندهم فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت إلى قريب من السقف مليء دراهم فقال: يا رب ليس أريد هذا فأخذ حاجته وترك البقية، وقال: سار بنا جعفر بن سليمان قال: كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيباً أبا محمد فيحث على الصدقة فإذا وقعت قام فتعلق بقرن معلق في بيته ثم يقول: ها قد تغديت وطابت نفسي فليس في الحي غلام مثلي إلا غلام قد تغذى قبلي

(8/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 395
سبحانك وحنانيك خلقت فسويت وقدرت فهديت وأعطيت فأغنيت وأقنيت وعفوت وعافيت فلك الحمد على ما أعطيت حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حمداً لا ينقطع أولاه ولا ينفذ أخراه حمداً أنت مناه فكتكون الجنة عقباه. وقال عبد الحر من بن واقد وهارون بن معروف: ثنا ضمرة ثنا السري ابن يحيى قال: كان حبيب يرى بالبصرة يوم التروية ويم عرفة بعرفة. قال سليمان التيمي: ما رأيت أصدق يقيناً من حبيب أبي محمد.) وقال حبيب: ثنا بكر المزني قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتباحون بالبطيخ فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال.
4 (حبيب بن أبي حبيب الدمشقي.)
عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد وغيره. وعنه ولده محمد بن حبيب ومحمد بن راشد المكحولي وحميد بن زياد. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
4 (حجاج بن حجاج الباهلي البصري سوت ت الأحوال.)
عن أنس بن سيرين والفرزدق وقتادة وأبي الزبير المكي وجماعة. وعنه محمد بن جحادة وإبراهيم بن طهمان روايته ويزيد بن زريع وغيرهم. وثقة أبو حاتم. وكان الحفاظ أصحاب قتادة.

(8/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 396
مات قبل أن يشيخ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (حجاج بن فرافضة د ن الباهلي البصري العابد.)
عن عطاء بن أبي رباح وابن سيرين وأبي عمران الجوني بن أبي كثير ومحمد ابن الوليد الزبيري وهو من أقرانه وجماعة. وعنه الثوري وإبراهيم بن طهمن وابن شوذب وعلي بن بكار المصيصي ومعتمر بن سليمان وآخرو،. قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: شيخ صالح متعبد. وقال ضمرة عن ابن شوذب: رأيت حجاج بن فرافضة واقفاً بالسوق عند أصحاب الفاكهة فقلت: ما تصنع قال: انظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة.
4 (الحر بن مسكين، أبو مسكين الأودي الكوفي.)
عن إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وهذيل بن شرحبيل. وهو حسن الحديث لم يضعفه أحد.
4 (حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان التجيبي.)

(8/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 397
أمير مصر لهشام بن عبد الملك ثم لمروان الحمار، وكان فقيهاً قد جالس عطاء وغيره.) قتله صالح بن علي مع شعبة بن عثمان في سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
4 (الحسن بن الحر النخعي د ن ويقال الجعفي الكوفي نزيل دمشق.)
روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة والشعبي وعبدة بن أبي لبابة خاله والقاسم بن مخيمرة وغيرهم. وعنه ابن أخيه حسين الجعفي وزهير بن معاوية وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وغيرهم. وثقة ابن معين وغيره. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: هاجت فتنة بالكوفة فعمل الحسن بن الحر طعاماً كثيراً ودعا قراي أهل الكوفة فكتبوا كتاباً يأمرون فيه بالكف وينهون عن الفتنة فتكلم هو بثلاث كلمات فاستغنوا بهن عن قراءة الكتاب فقال: رحم الله امرءاً ملك لسانه وكف يده وعالج ما فيصدره، فتفرقوا فإنه كان يكره طول المجلس. ابن النديني ثنا سفيان حدثني زهير بن معاوية قال: استقرض أبي من الحسن بن الحر ألف درهم ثم وجه بها إليه فأبى أن يأخذها وقال: لم أقرضكها لأرتجعها اشتر لزهير سكراً. وقال حسين الجعفي: كان الحسن بن الحر يجلس على بابه فإذا مر به

(8/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 398
البائع يبيع الملح أو الشيء اليسير لعل الرجل يكون رأس ماله درهمين فيدعوه فيقول: إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها فيقول: لا فيقول: هذه اجعلها رأس مالك ويعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر لأهلك دقيقاً وتمراً ويعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر بها قطناً للأهل ومر هم يغزلون. وقال ابن أبي غنية: ثنا محرز قال: كتب الحسن بن الحر إلى عمر بن عبد العزيز: إني كنت أقسم زكاتي في إخواني فلما وليت أيت أنأ ستأمرك، فكتب إليه: أما بعد فابعث إلينا بزكاة مالك وسم لنا إخوانك نغنهم عنك والسلام عليك. قال العجلي: كان تاجراً كثير المال سخياً متعبداً في عداد الشيوخ. قال أبو أسامة: قال لنا الأوزاعي: ما قدم علينا من العراق مثل الحسن ابن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين. قال أبو عبد الله الحاكم: الحسن بن الحربن الحكم ثقة مأمون وقد ينسب إلى جده. وقال ابن سعد: هو مولى لبني الصيداء من بني أسد بن خزيمة، مات بمكة سنة ثلاث وثلاثين ومائة.)
4 (الحسن بن عبيد بن عروة النخعي م أبو عروة الكوفي.)
عن أبي وائل وأبي عمرة الشيباني وزيد ب وهب وإبراهيم النخعي. وعنه السفيانان وجرير وحفص بن غياث وابن إدريس.

(8/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 399
وثقة النسائي. وله نحو من عشرين ثلاثين حديثاً. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
4 (الحسن بن عمران العسقلاني د.)
عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي ومكحول وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. قرأ القرآن على عطية بنقيس. روى عنه شعبة وسويد بن عبد العزيز وغيرهما. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (حسين بن قيس أبو علي الرحبي الواسطي ت ق لقبه حنش.)
عن عكرمة وعطاء وغيرهما. وعنه سليمان التيمي مع تقدمه وخالد بن عبد الله وعبد الحكيم بن منصور وعلي بن عاصم وعدة. قال أبو حاتم وغيره: ضعيف. وقال النسائي: متروك.
4 (الحسين بن ميمون الخندفي.)

(8/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 400
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الجنوب الأسدي وعبد الله بن عبد الله قاضي الري. وعنه عبد الرحمن بن الغسيل هاشم بن البريد غيرهما. قال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه.
4 (حصين بن عبد الرحمن السلمي ع أبو الهذيل الكوفي ابن عم منصور بن المعتمر.)
روى عن جابر بن سمة وعمارة بن رؤيبة الصحابيين وزيد بن وهب وابن أبي ليلى وأبي وائل وأبي ظبيان وسعيد بن جبير وعمرة بن ميمون الأودي وطائفة سواهم. وعنه شعبة وأبو عوانة وفضيل بن عياض وهشيم وعباد بن العوام وعثيم ابن القاسم وزياد البكائي وآخرون كثيرون وآخرهم موتاً علي بن عاصم.) وكان ثقة حافظاً عالي السند عاش ثلاثاً وتسعين سنة. توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
4 (حفص بن سليمان، أبو سلمة الخلال السبيعي مولاهم الكوفي.)==

8. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 401
وزير السفاح، وهو أول من وقع عليه اسم الوزارة في دولة بني العباس وكان أدبياً عالي الهمة عالماً بالسياسة والتدبير وكان السفاح يأنس به لحسن مفاكهته، وكان من مياسير الصيارفة بالكوفة فأنفق أمواله في إقامة دولة بني العباس وسار بنفسه إلى خراسان في هذا المعنى، وكان أبو مسلم الخراساني تابعاً له وقد توهموا من أبي سلمة الخلال عند إقامة السافح ميلاً إلى آل علي رضي الله عنه فلما بويع السفاح واستوزره بقي في النفوس ما فيها. ويقال: إن أبا مسلم حسن للسفاح قتله فلم يفعل وقال: هذا رجل بذل أمواله في إقام دولتنا وقد صدرت منه هفوة فنغفرها. فلما رأى أبو مسلم امتناع السفاح جهز من قتل أبا سلمة غيلة فأصبح الاس يقولون: قتلته الخوارج، وكان قتله لأربعة أشهر من خلافة السفاح وما كره السفاح ذلك. وكان يقال له: وزير آل محمد وفيه يقول الشاعر:
(إن الوزير وزير آل محمد .......... أودى فمن يشناك صار وزيرا)

(وأرى المساءة قد تسر وربما .......... كان السرور بما كرهت جديراً)

4 (الحكم بن عبد الله النصري.)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى والحسن وجماعة.

(8/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 402
وعنه ابن عيينة وخلاد بن مسلم ومعاوية بن سلمة.
4 (الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، مولى بني أمية.)
عن علي بن الحسين القاسم والزهري. وعنه الليث ويحيى بن حمزة وأيوب بن سويد وغيرهم. قال الدار قطني وغيره: متروك.
4 (الحكم بن علد الله أبو سلمة العاملي. من طبقة هشيم، يذكر هناك.)

4 (حرمان بن أعين الكوفي، المقريء.)
قرأ على أبي الأسود ظالم الديلي وعلى عبيد بن نضلة وأبي جعفر محمد ابن علي الهاشمي) وسمع أبا الطفيل عامر بن واثلة وغيره. قرأ عليه حمزة الزيات وحدث عنه حمزة وإسرائيل وسفيان الثوري وغيرهم. قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال غيره: كان شعيباً جلداً.
4 (حميد بن قيس ع أبو صفوان المكي الأعرج المقريء.)

(8/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 403
قرأ على مجاهد ختمات وتصدر للإقراء وحدث عن مجاهد وعطاء والزهري وغيرهم. قال الداني: روى عن القراءة عرضاً أبو عمرو بن العلاء وسفيان بن عيينة وجنيد بن عمرة وعبد الوارث الثوري. ولم يكن بمكة بعد ابن كثير أحد أقرأ منه. حدث عنه مالك ومعمر وابن عيينة وطائفة. وثقة أبو داود وغيره وهو قليل الحديث. قال ابن عيينة: كان حميد بن قيس أفرض أهل مكة وأحسبهم وكانوا لا يجتمعون إلا على قراءته. وروى أنه ختم القرآن ليلة بالحرم فحضر عنده عطاء. قال خليفة: توفي في خلافة مروان بن محمد. وقال ابن سعد: مات في خلافة السفاح، وقيل توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (الحوثرة بن سعيل، أبو المثنى الباهلي الأمير.)
ولي الديار المصرية لمروان وكان رجل سوء سفاكاً للدماء طلوماً قتل بظاهر واسط مع ابن هبيرة.

(8/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 404
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن أبي خلدة الحنفي الكوفي، الأعور.)
عن إبراهيم النخعي والشعبي. وعنه الثوري وابن عيينة، ومروان بن معاوية. وهو مقل.)
4 (خالد بن سلمة بن العاص م بن هشام بن المغيرة المخزومي الكوفي الفأفاء. أحد)
الأشراف. عن الشعبي وعبد الله البهي وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة وأبي بردة ابن أبي موسى وجماعة. وعنه شعبة وزكريا بن أبي زائدة والسفيانان وهشيم وولداه عكرمة ومحمد ابنا خالد. وهو قليل الحديث المنسد يكون له عشرة أحاديث.

(8/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 405
وثقة غير واحد. وهو ابن عم عكرمة بن خالد المخزومي المكي. قال ابن سعد: يقولون إن أبا جعفر قطع لسانه ثم قتله لسانه ثم قتله، يعني لما افتتح واسط. وروى محمد بن حميد الرازي عن جرير قال: كان خالد بن سلمة رأساً في المرجئة وكان يبغض علياً. قلت: وكان ممن قام وقعد في قتال بني العباس لما ظهروا، وقد ذكره ابن المديني يوماً فقال: قتل مظلموماً. وقال يزيد بن هارون: دخلت المسودة واسطاً فنادى مناديهم الناس آمنون أمنون إلا العوام بن حوشب وعمرو بن ذر وخالد بن سلمة فأما خالد فقتل وأما العوام فهرب وكان يحرض على قتالهم وكان عمرو بن ذر يقص بهم ويحرض بواسط. وقال خليفة: حدثني محمد بن معاوية عن بيهس بن حبيب قال: في سابع عشر ذي القعدة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة وطلب خالد بن سلمة فلم يقدر عليه فنادى مناديهم: خالد بن سلمة آمن فخرج فقتلوه غدراً.
4 (خالد بن كثير الهمذاني الكوفي ق.)
عن عطاء بن أبي رباح وأبي إسحاق ويونس بن عبيد وغيرهم. وعنه يزيد بن أبي حبيب مع تقدمه ومحمد بن إسحاق وزافر بن سليمان وإبراهيم بن طهمان. وهو صدوق له حديث في الأشربة من سنن ابن ماجة.

(8/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 406
4 (خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم الإسكندراني المصري ع الفقيه.)
عن عطاء وسعيد بن أبي هلال والزهري وأبي الزبير وغيرهم.) وعنه الليث بن سعد رفيقه وبكر بن مضر والمفضل بن فضالة وآخرون. وثقة النسائي. وقال يحيى بن أيوب: كان أفقه جندنا. وقال غيره: مات في سنة تسع وثلاثين ومائة كهلاً رحمه الله.
4 (خالد بن زيد الشامي.)
عن العرباض بن سارية وشرحبيل بن السمط مرسلاً وعن قزعة بن يحيى وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه سفيان بن حسين ومعتمر بن سليمان التميمي. قال أبو حاتم الرازي: ما به بأس.
4 (خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني الفقيه أبو عون الخضرمي بخاء معجمة)
مكسورة. من موالي بني أمية. رأى أنساً وسمع سعيد بن جبير ومجاهداً وعكرمة وطبقتهم.

(8/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 407
وعنه السفيانان وشريك وعتاب بن بشير وابن فضيل ومروان بن شجاع ومعمر بن أبي سليمان ومحمد بن سلمة ولآخرون. قا النسائي: صالح. وقال ابن معين: ثقة. وقال أحمد بن حنبل: ليس بحجة. وقال أبو حاتم: سيء الحفظ. وروى عتبا عن خصيف قال لي مجاهد: أبا عون أنا أحبك في الله. قال أبو زرعة: خصيف ثقة. وقال ابن هراش وغيره: لا بأس به. وقال أبو فروة الرهاوي: كان خصيف على بيت المال. وقال محمد بن حميد: سمعت جريراً يقول: كان خصيف متمكناً في الأرجاء. قال محمد بن المثني: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.) وقال النفيلي: مات بالعراق سنة ست وثلاثين. وقال عتاب بن بشير والبخاري: سنة سبع. وقال أبو عبي وخليفة: سنة ثمان وثلاثين ومائة. قال ابن أبي نجيح: كان امرءاً صالحاً من صالحي الناس.

(8/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 408
4 (خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعاني.)
عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وشقيق بن ثور. وعنه معمر والقاسم بن فياض. وثقة أبو زرعة الرازي وأثنى معمر على حفظه.
4 (خير بن نعيم الحضرمي م ن قاضي مصر ثم قاضي برقة.)
عن عطاء بن أبي رباح وأبي الزبير وعبد الله بن هبيرة السبأي. وعنه عمرو بن الحارث والليث وضمام بن إسماعيل وابن لهيعة. قال يزيد بن أبي حبيب: ما أدركت في قضاة مصر أفقه منه. قلت: يزيد أكبر منه وأعلم. قيل: توفي ينة سبع وثلاثين مائة.

(8/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 409
4 (حرف الدال)

4 (داود بن الحصين أبو سليمان ع الأموي مولاهم المدني.)
روى عن أبيه والأعرج وعكرمة وأبي سفيان مولى ابن أبي أحمد وغيرهم. وعنه مالك وابن إسحاق وجماعة. وهو صدوق له غرائب تنكر عليه. وثقة ابن معين وغيره مطلقاً. وقال ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر. وقال أبو حاتم الرازي: لولا أن مالكاً روى عنه لترك حديثه. وقال سفيان بن عيينة: كن نتقي حديثه. وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث. وقال غيره: كان قدرياً. أخبرنا سليمان بن قدامة أنا محمد بن عبد الواحد أنا عبد الله بن أحمد ومبارك

(8/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 410
ابن المعطوش) أن هبة الله بن محمد أخبرهم أنا الحسن أنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا سعد بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: طلق ركانة بن عبد يزيد امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فحزن عليها حزناً شديداً فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف طلقتها قال: طلقتها ثلاثاً قال فقال: في مجلس واحد قال: نعم، قال: فإنما تلك واحدة فراجعها إن شئت. قال: فراجعها. فكان ابن عباس يرى إنما الطلاق عند كل طهر، وهذا من غرائب الأفراد. قال مصعب الزبيري: كان داود فصيحاً علاماً ويتهم براي الخوارج وعنده مات عكرمة مولى ابن عباس.
4 (داود بن سليك السعدي.)
عن أبي سهل عن ابن عمر وعن أبي غالب عن أبي أمامة. وعنه بكر بن خنيس ومحلم بن عيسى وجرير بن عبد الحميد. وكان إمام مسجد مغيرة بن مقسم بالكوفة.
4 (داود بن صالح بن دينار التمار الأنصاري مولاهم المدني.)

(8/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 411
عن أمه عائشة وعن أبي أمامة بن سهل وأبي سلمة بن عبد الرحمن والقاسم ابن محمد. وعنه هشام بن عروة وهو من أقرانه وابن جريح وعبد العزيز الدراوردي وآخرون. قا أحمد: لا أعلم به بأساً.
4 (داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص م د ت الزهري المدني.)
عن أبيه. وعنه يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن عبد الله بن قسيط ومحمد بن إسحاق. وهو مقل، أظنه مات شاباً، وهو ثقة.
4 (داود بن علي بن عبد الله بن عباس ت الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي عم المنصور)
والسفاح. ولي إمرة الحجاز وغيرها للسفاح. وحدث عن أبيه عن جده. وحدث عن أبيه عن جده. وعنه الثوري والأوزاعي وشريك وسعيد بن عبد العزيز وقيس بن الربيع غيرهم.) قال عثمان بن سعيد: سألت ابن معين عنه فقال: شيخ هاشمي، قلت:

(8/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 412
كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس بكذب إنما يحدث يحدث واحد. قلت: يعني حديث آدم بن أبي إياس وعاصم بن علي عن قيس عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس، الحديث الطويل في الدعاء. تفرد به ابن أبي ليلى عنه وليس بذاك، وقيس وهو ضعيف لكنهما لا يحتملان تفرد به ابن أبي ليلى عنه وليس بذاك، وقيس وهو ضعيف لكنهما لا يحتملان هذا المتن المنكر فالله أعلم. وفي الخلفاء وآبائهم وأهلهم قوم أعرض أهل الجرح والتعديل عن كشف حالهم خوفاً من لسيف والضرب، وما زال عذا في كل دولة قائمة يصف المؤرخ محاسنها ويفضي عن مساوئها، هذا إذا كان المحدث ذا دين وخير فإن كان مداحاً مداهناً لم يلتفت إلى الورع بل ربما أخرج مساويء الكبير وهناته في هيئة المدح والمحارم والعظمة فلا قوة إلا بالله. وكان داود هذا من جبابرة الأمراء له هيبة ورواء وعنده أدب وفصاحة، وقيل كان قدرياً. قال أبو قلابة الرقاشي: عن جارود بن أبي الجارود والسلمي حدثني محمد ابن أبي رزين الخزاعي سمعت داود بن علي حين بويع ابن أخيه السفاح فأسند داود ظهره إلى الكعبة فقال: شكراً شكراً إنا والله ما خرجنا لنحتفر نهراً ولا لنبني قصراً أظن عدو الله أن لن نقدر عليه أمهل له في طغيانه وأرخى له في زمامه حتى عثر في فضل خطامة والآن أخذ القوس باريها وعاد الملك إلى نصابه في أهل بيت نبيكم أهل الرأفة والرحمة والله إن كنا لنسهر لكم ونحن على فرشنا أمن الأسود والأبيض ذمة الله ورسوله وذمة العباس، وهاورب هذه البنية لا نهيج أحداً. ثم نزل. قال خليفة: أقام داود الحج سنة اثنتين وثلاثين ومائة ثم مات سنة ثلاث في ربيع الأول.

(8/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 413
وقال ابن سعد: لما ظهر السافح صعد ليخطب فحصر ولم يتكلم فوثب عمه داود بين يدي لمنبر فخطب وذكر أمرهم وخروجهم ومنى الناس ووعدهم العدل فتفرقوا عن خطبته. ويقال: مولده سنة إحدى سنة إحدى وثمانين.
4 (داود بن عمرو الأودي الشامي د عامل مدينة واسط.)
عن عبد الله بن أبي زكريا وأبي سلام الأسود ومكحول وبشر بن عبيد الله. وعنه هشيم ومحمد بن يزيد وخالد بن عبد الله الواسطيون وغيرهم.) وثقة ابن معين. وقال أبو زرعة: لا بأس به.
4 (داود بن أبي هند م خ ت أبو محمد بن دينار بن عذافر البصري.)
من الموالي، أصله من راسان وكان من الأئمة والأعلام، ويقال اسم أبيه طهمان، ويقال: ولاؤه لبني قشير، ويقال كنيته أبو بكر. روى عن سعيد بن المسيب م وأبي العالية م ق وأبي منيب الجرشي والشعبي م وأبي عثمان النهدي م ن ومكحول ومحمد بن سيرين م وجماعة، ورأى أنس بن مالك. وعنه شعبة وسفيان وحماد بنسلمة وهشيم وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وبشر بن المفضل وخلق، سمع منه يزيد بن هارون تسعة

(8/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 414
وتسعين حديثاً. وعن سعيد بن عامر الضبعي قال: قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان فقال: إني أريد أن أسألك عن مسائل، قال: سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين، قال: سل يا داود، قلت: أخبرني عن أفضل ما أعطي ابن آدم، قال: العقل، قلت: فأخبرني عن العقل ما هو شيء مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء تركه أو هو مقسوم قال فمضى ولم يجبني. ذكر كنيته النسائي. وقال النسائي وابن معين وغيرهما: ثقة. وقال حماد بن زيد: ما رأيت أحداً فقه من داود. وعن ابن عيينة قال: عجباً لأهل البصرة يسألون عثمان البتي وعندهم داود بن أبي هند. وقال وهيب: دار الأمر بالبصرة على أربعة: أيوب ويونس ابن عون وسليمان التميمي، فقال قائل: فأين داود بن أبي هند. وقال ابن عيينة عن ابن جريح قال: ما رأيت مثل داود بن أبي هند إن كان ليقرع العلم قرعاً. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن داود بن أبي هند فقال: مثل داود يسأل عنه ثقة ثقة. وقال أحمد العجلي: كان صالحاً ثقة خياطاً. وقال يزيد بن زريع: كان داود مفتي أهل البصرة. وقال محمد بن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام اختلف إلى السوق فإذا

(8/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 415
انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلة مكان كذا وكذا) حتى آتي المنزل. وقال الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله كان خزاراً يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء فيفطر معهم. وقال علي بن المديني: ثنا سفيان سمعت داود بن أبي هند يقول: أصابني الطاعة فأغمي علي فكأن اثنين اتياني فغمز أحدهما عكوة لساني وغمز الآخر أخمص قدمي فقال: أي شيء تجد قال: أجد تسبيحاً وتكبيراً وشيئاً من خطو إلى المسجد وشيئاً من قراءة القرآن، قال: ولم أكن أخذت القرآن حينئذ قال: فكنت أذهب في الحاجة فأقول: لو ذكرت الله حتى آت حاجتي قال: فعوفيت فأقبلت على القرآن فتعلمته. وعن داود قال: اثنتان لو لم يكونا لم ينتفع أهل الدنيا بدنياهم: الموت والأرض تنشف الندى. وقال حماد بن سلمة: دخلت على داود بن أبي هند فرأيت ثياب بيته معصفرة. قال داود: ولدت بمرو. وقال يزيد بن هارون والقطان وطائفة: مات سنة وتسع وثلاثين ومائة. قال خليفة: مات مصدر الناس من الحج. وقال ابن المديني وغيره: مات سنة أربعين ومائة.

(8/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 416
4 (حرف الراء)

4 (رباح بن عبد الحرمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى أبو بكر القرشي العامري)
قاضي المدينة. روى عن جدته ابنة سعيد بن زيد وأبي هريرة. وعنه أبو ثفال المري وصدقة رجل لم ينسب. قال سعيد ب عفير: قتل مع بني أمية يوم نهر أبي فطرس.
4 (الربيع بن أنس البكري الحنفي البصري.)
نزل مرو هارباً من الحجاج ثم تحول فسكن ببعض القرى فلما ظهرت دعوة بني العباس تغيب فوقع به عبد الله بن المبارك فسمع مه، وقيل إنه حبس بمرو مدة. وعن ابن المبارك قال: أعطيت لمن أدخلني على الربعي بن انس ستين درهماً.

(8/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 417
سمع أنس بن مالك با العالية.) وله حديث عن أم سلمة ولم يدركها أخرجه أبو داود. روى عنه سليمان التميم والأعمش وهما من أقرانه وسفيان الثوري وأبو جعفر الرازي وابن المبارك. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن سعد: لقي ابن عمر وجابراً. وروى أبو جعفر الرازي عن الربيع قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين. بقي الربيع إلى سنة وثلاثين ومائة وروى كثيراً من التفسير والمقاطيع.
4 (الربيع بن أبي راشد، الكوفي العباد أخو جامع.)
كان قانتا خاشعاً ذاكراً للآخرة. فعن عمر بن ذر قال: كان كأنه مخمور من غير شراب. قلت: ما روى هذا شيئاً.
4 (ربيعة الرائي ع هو أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي الفقيه العلم مولى)
آل المنكدر مفتي أهل المدينة وشيخهم.

(8/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 418
روى عن أنس والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس الزرقي وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وطائفة. وعنه الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وفليح بن سليمان وعبد العزيز الدراوردي وابن عيينة وأبو بكر بن عياش وشعبة وعمرو بن الحارث وأبو ضمرة وآخرون. قال مصعب بن عبد الله: كان ربيعة صاحب الفتيا بالمدينة وكان يجلس إليه وجوه الناس ويحضر مجلسه أربعة معتماً وعليه تفقه مالك. وقال ابن سعد: كان ربيعة ثقة وكانوا يتقونه للرأي. وقال أبو بكر: كان ربيعة حافظاً للفقه والحديث أقدمه السفاح الأنبار ليوليه القضاء. قال أحمد بن مروان الدينوري صاحب المجالسة وقد تكلم فيه: ثنا يحيى ابن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثني مشيخة أهل المدينة أن فروخاً والد ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازياً وربيعة حمل فخلف عند الزوجة ثلاثين ألف دينار ثم قدم المدينة) بعد سبع وعشرين سنة فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال: يا عدو الله اتهجم على منزلي وقال فروخ: يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا واجتمع الجيران وجعل ربيعة يقول: لا والله لا فارقتك إلى السلطان، وجعل فروخ يقول كذلك وكثر الضجيج فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم فقال مالك: أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار، فقال: هي داري وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت وقالت هذا زوجي وقالت به: هذا ابنك الذي خلفته وأنا حامل، فاعتنقا جميعاً وبكيا ودخل فروخ المنزل وقال: هذا ابني قالت: نعم، قال: فأخرجي المال وهذه أربعة

(8/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 419
آلاف دينار معي، قالت: إني قد دفنته وسأخرجه. وخرج ربيعة إلى المسجد فجلس في حلقته وأتاه مالك والحسن بن زيد وابن أبي علي اللهبي والأشراف فأحدقوا به فقالت امرأة فروخ: أخرج إلى المسجد فصل فيه، فنظر إلى حلقة وافرة فأتى فوقف ففرجوا له قليلاً ونكس ربيعة يوهم أنه لم يره، وعليه طويلة فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال: من هذا قالوا: هذا ربيعة. فرجع وقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً منأهل العلم والفقه عليها، قالت: فأيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه قال: لا والله إلا هذا، قالت: فإنس قد أنفقت المال كله عليه، قال: فو الله ما ضيعتيه. قلت: حكاية معجبة لكنها مكذوبة لوجوه: منها أن ربيعة لم يكن له حلقة وهو ابن سبع وعشرين سنة بل كان ذلك الوقت شيوخ المدينة مثل القاسم وسالم وسليمان بن يسار وغيرهم من الفقهاء السبعة. الثاني: أنه لما كان ابن سبع وعشرين سنة كان مالك فطيماً أو لم يوبد بعد. والثالث: أن الطويلة لم تكن خرجت للناس وإنما أخرجها المنصور فما أظن ربيعة لبسها وإن كان قد لبسها فيكون في آخر عمره وهو ابن سبعين سنة لا شاباً. الرابع: كان يكفيه في السبع والعشرين سنة ألف دينار أو أكثر، ث قد قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد قال: مكث ربيعة دهراً طويلاً يصلي الليل والنهار ثم نزع عن ذلك إلى أ، جالس العلماء فجالس القاسم فنطق بلب وعقل فكان القاسم إذا سئل عن شيء قال: سلوا هذا لربيعة وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف وما كان بالمدينة رجل أسخى منه.

(8/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 420
وقال ابن وهب: حدثني الليث عن عبيد الله بن عمر قال: كان يحيى ابن سعيد يحدثنا فإذا طلع) ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً له وإعظاماً. وقال ابن بكير: حدثني الليث قال لي يحيى بن سعيد: ما رأيت أفظن من ربيعة، وقال لي عبيد بن عمر: ربيعة صابح معضلاتنا وعلمنا وأفضلنا. وقال سوار بن عبد الله قاضي البصرة: ما رأيت قط مثل ربيعة قلت: ولا الحسن ولا ابن سيرين. وقال ابن القاسم عن مالك قال: قدم الزهري المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلاً المنزل فما خرجا إلى العصر، وخرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة وهو يقول نحو ذلك. وقال يحيى بن معين: ثنا عبد الله بن صالح قال: الليث في رسالته إلى مالك: ثم اختلف الذين كانوا بعدهم وحضرناهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة فكان من خلاف ربيعة تجاوز اله عنه لبعض ما مضى وحضرت وسمعت قولك فيه وقول ذي السن من أهل المدينة يحيى إن فراق مجلسه وذاكرتك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما تعيب على ربيعة وكنتما موافقين فيما أنكرت تكرهان منه ما أكره ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة أثر كثير وعقل أصيل لسان بليغ وفضل مستبين وطريقة حسنة في الإسلام ومودة صادقة لإخوانه فرحمه الله وغفر له وجزاه بأحسن عمله. قال أحمد بن صالح ثنا عنبسة عن يونس قال: شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة فكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة. وروى مطرف بن عبد الله عن ابن أخي يزيد بن هرمز أن رجلاً سأله عن بول الحمال فقال ابن هرمز: نجس قال: فإن ربيعة لا يرى به بأساً،

(8/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 421
قال: لا عليك أن لا تذكر مساويء ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فيها ثم نرجع إلى قوله بعد سنة. قال عبد العزيز الأويسي: قال مالك: لا ينبغي أن نترك العمائم ولقد اعتممت وما في وجهي شعرة ولقد رأيت في مجلس ربيعة بضعة وثلاثين معتماً. قلت: وربيعة مجمع على توثيقه، نص على ذلك أحمد بن حنبل وغيره. ابن وهب حدثي عبد العزيز بن الماجشون قال: لما جئت إلى العراق جاءني أهلها فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرائي فقال: يا أهل العراق تقولون هذا ولا والله ما رأيت أحوط لسنة منه.) وقال مالك: كان ربيعة أعجل شيء فتيا وأعجل جواباً وكان يقول: مثل الذي يعجل بالفتيا قبل أن يتثبت كمثل الذي يأخذ شيئاً من الأرض لا يدري ما هو. وقال محمد بن كثير المصيصي عن ابن عيينة قال: بكى ربيعة يوماً فقيل له: ما يبكيك قال: رياء حاضر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كصبيان في جحور أمهاتهم إن أمروهم ائتمروا وإن نهوا انتهوا. وقال ضمرة عن رجاء بن جميل قال: قال ربيعة: إني رأين الرأي أهون على من تبعه من الحديث قال الأويسي: قال مالك: كان ربيعة يقول للزهري: إن حالي ليست تشبه حالك قال: وكيف قال: أنا أقول برأي من شاء أخذه ومن شاء ترك وأنت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيحفظ. قال ابن أبي حيثمة: ثنا الزبير بن بكار أخبرني مطرف عن مالك قال: قال لي ربيعة: يا مالك إني خراج إلى العراق ولست محدثهم حديثاً ولا مفتيهم عن مسألة، قال مالك: فوفى ما حدثهم ولا افتاهم. وقال أنس بن عياض عن ربيعة أنه وقف على قوم نفاة للقدر فقال ما معناه:

(8/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 422
إن كنتم صادقين فلما في أديكم صادقين فلما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم. قال وقف غيلان على ربيعة وقال: أنت الذي تزعم أن الله يحب أن يعصى فقال: ويلك يا غيلان أنت تزعم أن الله يعصي قسراً. وقال احمد العجلي: حدثني أبي قال: قيل لربيعة الرحمن على العرش استوى كيف استوى فقال: الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم. هذه رواية منقطعة والظاهر سقوط شيء وإنما المحفوظ عنه بإسنادين انه أجاب فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق، ومثله نشهور عن مالك وغيره. وصح عن ربيعة قال: العلم وسيلة إلى كل فضيلة. وقال مالك: قدم ربيعة على أمير المؤمنين فأمر له بجائزة فأبى أن يقبلها فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جراية فأبى أن يبقلها. وعن ابن وهب أن ربيعة أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه.) وقال عبد المهيمن بن عباس بن سهل: قال ربيعة: المروءة ست خصال: ثلاثة في الحضر: تلاوة القرآن وعمارة المساجد وإتخاذ الإخوان في الله، وثلاثة في السفر: بذل الزاد وحسن الخلق والمزاج في غير معصية. وقال ابن عيينة: لم يزل أمر الناس متدلاً مستقيماً حتى ظهر البتي بالبصرة وربيعة بالمدينة وآخر بالكوفة فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم فذكر، هشام

(8/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 423
ابن عروة بإسناد لهم يضبطه الحميدي عن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً مستقيماً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم. قال النسائي: ثنا أحمد بن يحيى بن وزير ثنا الشافعي ثنا سفيان قال: كنا إذا رأينا رجلاً من طلبه الحديث يغشى أحد ثلاثة ضحكنا منه لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث ولا يحفظونه: ربيعة الرائي ومحمد بن أبي بكر بن حزم وجعفر بن محمد. وقال الحزماني: نا مطرف عن ابن أخي يزيد بن عبد الله بن هرمز: قال رأيت ربيعة جلد وحلق رأسه ولحيته فنبتت لحيته شق أطول من الآخر فقيل له: يا أبا عثمان لوسويته، قال: لا حتى ألقى الله معهم بين يديه. قال إبراهيم الحزامي: فكان سبب جلده سعاية أبي الزناد سعى به فولى بعد فلان التيمي فأرسل إلى أبي الزناد فأدخله بيتاً وطين عليه ليقتله جوعاً فبلغ ذلك ربيعة فجاء إلى الوالي وأنكر عليه واستطلقه وقال: سأحاكمه إلى الله. قال مطرف: سمعت مالكاً يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة. وقال مالك: كان ربيعة يتحدث كثيراً ويقول: الساكت بين النائم والأخرس، فوقف عليه أعرابي يوماً وطول فقال: يا أعرابي ما البلاغة عندكم قال: الإيجاز وإصابة المعنى، قال: فما العي قال: ما أنت فيه، فخجل ربيعة. قال ابن معين: مات ربيعة بالأنبار في مدينة السفاح وكان جاء به للقضاء. قال خليفة وجماعة: مات سنة وست وثلاثين ومائة رحمه الله.

(8/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 424
4 (رقبة بن مصقلة خ م د ت ن أبو عبد الله العبدي الكوفي.)
عن أنس بن مالك وعن عطاء وطلحة بن مصرف ونافع مولى ابن عمر وعون بن أبي جيفة وغيرهم.) وعنه رفيقه سليمان التيمي وجرير بن عبد الحميد وأبو عوانة وابن فضيل وآخرون. وثقة أحمد بن حنبل فقال: ثقة مأمون. وقال أحمد العجلي: كان ثقة مفوهاً يعد من رجالات العرب.
4 (ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري م أبو الربيع الكوفي.)
عن أبيهن وعن ابن عمر إن صح وأبي الطفيل ونعيم بن حنظلة وجماعة. وعنه زائدة وشعبة وجرير بن عبد الحميد ومعتمر بن سليمان وعبيدة ابن حميد. وثقة النسائي.

(8/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 425
4 (حرف الزين)

4 (زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. أخو أمير المؤمنين عمر، كان أحد)
فرسان مصر المذكورين. روى عن أخيه وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه الأوزاعي ولليث والراوردي وغيرهم. وكان أحد من فر من المسودة تقنطر به فرسه ليلة قتلوا مروان ببوصير فسقط فذبحوه وذلك آخر ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (الزبير بن عدي الهمذاني اليامي ع أبو عدي الكوفي.)
عن انس بن مالك وأبي وائل والحارث الأعور ومصعب بن سعد وإبراهيم النخعي. وعنه مسعر ومالك بن مغول وسفيان الثوري وبشر بن الحسين وغيرهم. وثقة أحمد وغيره وكان فاضلاً صاحب سنة ولي قضاء الري.

(8/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 426
قال أحمد العجلي: ثقة ثبتت من أصحاب إبراهيم وكان مع قتيبة بن مسلم وكان يقول له إبراهيم: إتق الله لا تقتل مع قتيبة. قيل: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (زرعة بن إبراهيم الدمشقي.)
عن خالد بن اللجلاج وعمر بن عبد العزيز وعطاء بن أبي رباح. وعنه عمارة بن غزية ومحمد بن إسحاق وعمرو بن واقد ومحمد بن شعيب بن شابور وغيرهم.) قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. قتل زرعة يوم دخول المسودة دمشق في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (زنكل بن علي العقيلي الرقي.)
عن أم الدرداء وعمر بن عبد العزيز وابن المنكدر. وعنه جعفر بن برقان وأبو المليح الرقيان. لم يضعف.
4 (زهرة بن معبد بن عبد الله القرشي التيمي أبو عقيل المدني نزيل الإسكندرية.)

(8/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 427
روى عن جده عبد الله بن هشام وابن عمر وابن الزبير وسعيد بن المسيب وغيرهم. وعنه حيوة بن شريح والليث وسعيد بن أيوب وابن لهيعة. وآخر من روى عنه رشدين بن سعد. وكان عبداً صالحاً. قال الدارمي: زعموا أنه كان من الأبدال. وقال أبو حاتم: لا بأس به. توفي سنة خمس وثلاثين وقيل: سنة سبع وثلاثين ومائة وقيل: وغير ذلك. وثقة النسائي وقال: لجده صحبة. وقال ابن وهب: أنبأ حيوة بن شريح أخبرني زهرة أن عمر بن عبد العزيز قال له: أين تسكن قال: قلت: بالفسطاط، قال: أف تسكن الخبيثة المنتنة وتذر الطيبة الإسكندرية فإنك تجمع بها دنيا وأخرة طيبة الموطأ وددت أن قبري يكون بها، وروى نحواً منه ضمام بن إسماعيل عن زهرة.
4 (زياد بن بيان الرقي د ق.)
عن ميمون بن مهران وسالم بن عبد الله وعلي بن نفيل. وعنه أبو المليح الرقي وابن علية.

(8/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 428
قال النسائي: لا بأس به.
4 (زياد بم مخراق المزني البصري د.)
) عن أبي نعامة قيس بن عبابة وعكرمة ومعاوية بن قرة. وعنه شعبة ومالك وابن عيينة وابن علية. وثقة ابن معين. يقال: توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (زيد بن أسلم ع أبو عبد الله العدوي المدني مولى عمر رضي الله عنه.)
عن ابن عمر وجابر وسلمة بن الأكوع وأنس بن مالك وأبيه وعلي بن الحسين وعطاء بن يسار وبسر بن سعيد وطائفة. وعنه بنوه: أسامة وعبد الرحمن وعبد الله، وابن عجلان ومالك ويعمر وهمام وابن جريح وأبو غسان محمد بن مطرف والسفيانان وحفص بن ميسرة وهشام بن سعد والدراوردي ويحيى بن محمد بن قيس وخلق.

(8/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 429
وكانت له حلقة للعلم بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروايته عن أبي هريرة في جامع الترمذي وروايته عن عائشة في سنن أبي داود وأحسب ذلك غير متصل، وكان أحد من أقدمه الوليد بن يزيد يستفتيهم في الطلاق قبل النكاح هل يعتبر. قال مالك: قال محمد بن عجلان: ما هبت أحداً هيبتي زيد بن أسلم. قال عباس الدوري: قال لنا يحيى بن معين لميسمع من أبي هريرة ولا من جابر. ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال: جدي أسلم لما ولدلي زيد قال لي ابن عمر: ما سميت ابنك قلت: زيد، قال: بأي الزيدين زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت قلت: زيد بن حارثة وكنيته بكنيته، قال: أصبت وكنيته أبو أسامة. وقال ابن خراش: زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئاً. وقال جماعة عن العطاف بن خالد قال: حدث زيد بن أسلم بحديث فقال له رجل: يا أبا أسامة عمن هذا قال: يا بن أخي ما كنا نجالس السفهاء ولا نحمل عنهم. قال يعقوب بن شيبة: وزيد ثقة من أهل الفثه عالم بتفسير العراق له فيه كتاب. وقال ابن وهب: سمعت مالكاً وسئل أكنتم تتقايسون في مجلس ربيعة بعضكم على بعض قال: لا والله قال مالك: فأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلا أن يكون هو يبتديء شيئاً يذكره.) ابن وهب حدثني ابن زيد قال: كان أبي له جلساء فربما أرسلني إلى الرجل منهم فيقبل رأسي ويمسحه ويقول: والله لأبوك أحب إلي من ولدي والله لو خيرني

(8/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 430
الله أن يذهب به أو بهم لاخترت أن يذهب بهم ويبقى لي زيد. وقال لي أبو حاتم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبراً فقيهاً أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا ما رؤي فينا متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفع، وكان أبو حازم يقول: لا يريني الله يوم زيد وقدمني بين يدي زيد قال فأتاه نعي زيد فعقر فما قام ولا شهده. ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال يعقوب بن الأشج: اللهم إنك تعلم ليس من الخلق أحد آمن علي من زيد بن أسلم اللهم فزد في من أعمار الناس وابدأ بي. فربما قال له زيد بن أسلم: أرأيت طلبت حياتي لي أو لنفسك قال: لنفسي قال: فأي شيء تمن علي في شيء طلبته لنفسك. يعقوب بن محمد الزهري: ثنا الزبير بن حبيب عن زيد بن أسلم قال: والله ما قالت القدرية كما قال الله ولا كما قالت الملائكة ولا كما قال النبيون ولا أهل الجنة ولا النار ولا كما قال أخوهم إبليس، قال الله وما تشاؤون إلا أن يشاء الله وقالت الملائكة: لا علم لنا إلا ما علمتنا وقال شعيب: وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وقال أهل الجنة: وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وقال أهل النار: ربنا غلبت علينا شقوتنا وقال أخوهم إبليس: فبما أغويتني. وروى حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم قال: استغن بالله عمن سواه

(8/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 431
ولا يكونن أحد أغنى منك بالله ولا يكن أحد أفقر إليه منك ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمته عليك ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها لنفسك. ابن وهب عن عبد الرحمن قال: كان ابن زيد يقول: يا بني لا تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته. وقال ابن الطباع: ثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وهم يتكلمون في زيد بن أسلم فقلت. لعبيد الله: ما تقول في مولاكم قال: ما نعلم به بأساً إلا أنه يفسر القرآن برأيه. وقال مالك: كان زيد يحدث من تلقاء نفسه فإذا سكت لا يجتريء عليه إنسان وكان يقول: ابن آدم واتق الله يحبك الناس وإن كروهوا. وكان أبو حازم الأعرج يقول: اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك.) وقال البخاري: كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلموه في ذلك فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه. قلت: مناقب زيد كثيرة، وتبارد ابن عدي بإيراده في كامله وقال: هو من الثقات ما امتنع أحد من الرواية عنه. قال عبد الرحمن بن زيد وغيره: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، ووهم من قال: سنة ثلاث.
4 (زيد بن الحواري العمي البصري أبو الحواري قاضي هراة،

(8/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 432
وهو مولى زياد ابن أبيه.)
عن أنس بن مالك وأبي وائل وسعيد بن جبير وأبي الصديق الناجي وجماعة. وعنه ابناه عبد الرحيم وعبد الرحمن وسفيان شعبة وهشيم وأبو إسحاق الفزاري وخلق سواهم. قال ابن عدي: لعل شعبة لميرو عن أضعف منه، ثم ساق له ابن عدي عدة أحاديث تنكر. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدار قطي: صالح. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك. ويقال: إنه لقب بالعمي لكونه كان كلما سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي.
4 (زيد بن رفيع الجزري.)
عن أبي عبيدة بن عبد الله وحرام بن حكيم بن حرام. وعنه معمر والمسعودي ويحيى بن أبي الدنيا النصيبي وغيرهم. وثقة أحمد. يقال: توفي سنة ست وثلاثين. ولينه بعضهم.
4 (زيد بن أبي عتاب، مولى أم حبيبة.)

(8/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 433
أرسل عن سعد بن أبي وقاص ومعاوية وروى عن أبي سلمة واسيد بن عبد الرحمن. وعنه موسى بن يعقوب الزمعي وزياد بن سعد وعبد الله بن المنتشر ونوح ابن أبي بلال وغيرهم. وثقة يحيى بن معين. عداده في أهل المدينة.
4 (زيد بن واقد القرشي الدمشقي خ د ن ق أبو عمرو.)
) روى عن بسر بن عبيد الله وجبير بن نفير وحرام بن حكيم وكثير بن مرة وخلق سواهم. وعنه صدقة بن خالد وصدقة بن عبد الله السمين ويحيى بن حمزة وسويد ابن عبد العزيز والحسن بن يحيى الخشن ومحمد بن عيسى بن سميع وغيرهم. روى الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال: أنا رأيت الرأس الذي يقال إنه رأس يحيى بن زكريا عليه السلام طرياً كأنما قتل السعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين وغيره: ثقة، وقد رمي بالقدر ولم يثبت عنه. وقال الحسن بن محمد بن بكار: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة.

(8/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 434
قال هشام بن عمارة: ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد حدثني رجل من أهل البصرة يقال له الحسن بن أبي الحسن قال: لقد أدركت أقواماً لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء عند الله من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

(8/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 435
4 (حرف السين)

4 (سالم بن أبي حفصة أبو يونس الكوفي ت.)
رام ابن عباس وسمع بانا حازم الأشجعي والشعبي وعطية العوفي ومنذراً الثوري. وعنه السفيانان وعبد الواحد بن زياد ومحمد بن فضيل وغيرهم. قال الفلاس: ضعيف الحديث مفرط في التشيع. وقال ابن عيينة: قال عمرو بن عبيد لسالم بن أبي حفصة: أنت قتلت عثمان، فجزع وقال: أنا قال: نعم لأنك ترضى بقتله. وقال عبد الله بن إدريس: رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحنقها وهو يقول: لبيك قاتل نعتل لبيك مهلك بني أمية. يعني بقوله في الطواف. ورواها محمد بن حميد عن جرير أنه رآه يطوف ويقول ذلك فأجازه داود بن علي بألف دينار. قال النسائي: ليس بثقة.

(8/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 436
وقال ابن عدي: عيب عليه الغلو في التشيع وأرجو أنه لا بأس به. سالم بن عبد الله المحاربي الداراني. قاضي دمشق، ولاه عبد الله ابن علي. روى عن مجاهد ومكحول وغيرهما.) وعنه الأوزاعي وخالد بن يزيد المري. وهو مقل وثقة الفسوي.
4 (سالم بن عجلان خ د ن ق أبو محمد الأموي مولاهم الجزري الحراني الأفطس.)
عن سعيد بن جبير وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود والزهري. وعنه سفيان الثوري وشريك ومروان بن شجاع وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق مرجيء. وقال ابن سعد: قتله عبد الله بن علي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن المديني: له نحو من ستين حديثاً.
4 (سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي الكوفي.)

(8/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 437
عن عكرمة وأبي جعفر الباقر. وعنه السفيانان وهريم بن سفيان والحسن بن صالح وولده حنان بن سدير. قال أبو حاتم صالح الحديث.
4 (السري الكوفي ق ابن عم الشعبي.)
عن الشعبي. وعنه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل ويزيد بن هارون. قال أحمد بن حنبل: ترك النسا حديثه.
4 (سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة.)
قيل توفي سنة أربعين، وسيعاد.
4 (سعيد بن جمهان أبو حفص الأسلمي البصري.)
عن أبي القين وسفينة وعبد الله بن أبي أوفى وعبد الرحمن وعبيد الله ومسلم ابن أبي بكرة الثقفي. وعنه العوام بن حوشب وحماد بن سلمة وخشرج بن نباته وعبد الوارث التنوري وغيرهم. وثقه أبو داود.

(8/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 438
وذكر حشرج عنه أنه لقي سفينة في ولاية الحجاج ببطن مخلة فبقي عنده ثمانية أيام. مات سنة ست وثلاثين ومائة.)
4 (سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني.)
عن أبيه وعمه خارجه. وعنه الزهري وهو أكبر منه وعقيل ومالك وغيرهم. وثقة النسائي، ومات كهلاً في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وروى الأصمعي عن مالك أن سعيداً كان فاضلاً عابداً أريد على قضاء المدينة وأكره فكان أول ما قضى به على الأمير عبد الواحد بن عبد الله النصري والي المدينة فأخرج من يده مالاً عظيماً للفقراء فقسمه، فعزل عبد الواحد لذلك فقال لسعيد أصحابه: قضيتك هذه خير لك من مال عظيم لو تصدقت به.
4 (سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة، المخزومي الكوفي.)
عن أبيه وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وعنه يونس بن أبي إسحاق والمسعودي والقاسم بن مالك المزني وغيرهم. قال عبد الرحمن بن خراش: صدوق.
4 (سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي المدني. ومنهم من يسميه سعداً.)
سمع القاسم بن محمد.

(8/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 439
وعنه عبيد الله بن عمرو ومالك. وثقة أبو حاتم. توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
4 (سعيد بن أبي هلال الليثي ع مولاهم المصري أبو العلاء. أحد أوعية العلم.)
عن عمارة بن غزية ونعيم المجمر وزيد بن أسلم وعون بن عبد الله بن عتبة والقاسم بن أبي بزة وقتادة ونافع والزهري وأبي بكر بن حزم وخلق سواهم. وأرسل عن جابر بن عبد الله وغيره. وعنه خالد بن يزيد وعمر بن الحارث وهشام بن سعد والليث بن سعد، وإنما أكثر الليث عن خالد عنه. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة سبيعن وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وقيل سنة خمس) وثلاثين ومائة.
4 (سعيد بن يزيد بن مسلمة ع أبو مسلمة الطاحي البصري القصير.)

(8/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 440
عن أنس بن مالك ومطرف بن الشخير وأخيه يزيد بن الشخير وعبد العزيز بن أسيد وأبي قلابة الجرمي وأبي نضره وغيرهم. وعنه شعبة وحماد بن زيد وبشر بن المفضل وابن عليه وغسان بن مضر وآخرون. وثقة النسائي.
4 (سعيد بن يزيد الأحمسي ن الكوفي.)
عن الشعبي. وعنه وكيع وأبو نعيم وبكر بن بكار. في طبقة الأوزاعي.
4 (وكذا سعيد بن يزيد القتباني م د ت ن الحميري الإسكندراني أيو شجاع.)
عن دراح أبي السمح وعبد الرحمن الأعرج وخالد بن أبي عمران. وعنه الليث وأبو غسان محمد بن مطرف وابن المبارك وآخرون. مات سنة أربع وخمسين، سيأتي.

(8/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 441
4 (سلمة بن دينار ع أبو حازم الأعرج المدني التمار القاص الزاهد، أحد الأعلام وشيخ)
الإسلام. سمع سهل بن سعد وسعيد بن المسيب والنعمان بن أبي عياش وأبا صالح السمان وأبا إدريس الخولاني وأبا سلمة وعطاء بن يسار وخلقا. وعنه الزهري ومعمر ومالك وابن إسحاق والحمادان وابن عيينة والثوري وأبو معشر وابنه عبد العزيز بن أبي حازم وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. قال مصعب بن عبد الله: أبو حازم فارسي الأصل وهو مولى بني ليث، وأمه روينة وكان أشقر أحول أفزر الشفة. وقال البخاري: هو مولى الأسود بن سفيان المخزومي. وقال ابن خزيمة: أبو حازم ثقة لم يكن في زمانه مثله. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحداً الحمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.) وقال ابن عيينة: قال أبو حازم: إني لأعظ وما أرى موضعاً ما أريد إلا نفسي، وقال قتيبة: ثنا يعقوب عن أبي حازم قال: انظر الذي تحبه أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم والذي تكره أن يكون معك فاتركه اليوم. وعن أبي حازم قال: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ونحن لا نتوب حتى نموت.

(8/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 442
وعنه قال: من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل. وعنه قال: إخف حسناتك كما تخفي سيئاتك ولا تكن معجباً بعملك فلا تدري شقي أنت أم سعيد. وعنه قال: النظر في العواقب تلقيح تالعقول. وقال له هشام بن عبد الملك لما وعظه: ما النجاة من هذا الأمر قال: يسير لا تأخذن شيئاً إلا من حله ولا تضعه إلا في حقه. وقال يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت. وقال محمد بن مطرف: ثنا أبو حازم قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور فيما بينه وبين الله إلا أعور ما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعه الوجوه كلها، إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك وإذا استفسدت بينك وبينه شنئتك الوجوه كلها. وعن أبي حازم قال: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء ولم يحزن على بلوى. وقال أبو حازم: إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قد أنفع له منها وكذا في الحسنة.

(8/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 443
وعنه قال: إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمة وأنت تعصيه فاحذره، وإذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في دنياه. توفي أبو حازم سنة أربعين ومائة. أرخه المدائني وابن سعد.
4 (سلمة بن تمام ن أبو عبد الله الشقري الكوفي.)
عن إبراهيم النخعي والشعبي وجماعة. وعنه الثري وحماد بن زيد وعبد الوارث وابن علية وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس بالوقي.)
4 (سلمة بن علقمة سوى ت أبو بشر التميمي البصري.)
عن محمد بن سيرين ونافع. وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل وابن عليه آخرون. وهو ثقة مقل.
4 (سلم بن أبي الذيال البصري م د.)

(8/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 444
عن الحسن وحميد بن هلال وجماعة. وعنه معتمر بن سليمان وإسماعيل بن علية. وثقة أحمد بن حنبل وغيره.
4 (سليمان بن حيان، أبو حيثمة العذري الدمشقي.)
عن وائلة بن الأسقع وأنس وأم الدرداء. وعنه إسماعيل بن عياش وعيسى بن يونس. وكناه مسلم ولم يضعفه أحد.
4 (سليمان بن داود الخولاني ن الدارني أبو داود.)
عن أبي بردة بن أبي موسى وأبي قلابة وعمر بن عبد العزيز وعمير بن هانيء والزهري. وعنه هشام بن الغاز والوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة. روى أبو داود في المارسيل والنسائي في سننه حديث الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عنه قال: حدثني عن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن جده حديث الصدقات الطويل. وسئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون صحيحاً. وقال ابن حبان: سليمان بن داود الخولاني ثقة مأمون.

(8/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 445
وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال يعقوب الفسوي: لا أعلم في جميع الكتب التي وردت كتاباً أصح منه كتاب عمرو بن حزم، كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه. وقال أبو زرعة الدمشقي: الصواب يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم. وقال دحيم: نظرت في أصل يحيى بن حمزة فإذا هو سليمان بن أرقم. روى الحديث محمد بن بكار بن بلال عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري. وقال أبو داود هذا وهم) من الحكم بن موسى. وقال النسائي: سليمان بن أرقم أشبه وهو متروك الحديث. قلت: فلاح أن الخولاني لا رواية له في الكتب الستة وقدرواه أحمد في مسنده عن الحكم بن موسى. وقال أبو علي عبد الجبار في تاريخ دارياً: كان سليمان بن داود حاجباً لعمر بن عبد العزيز وكان مقدماً عنده له ذرية بدارياً إلى اليوم. وضعفه بن معين. وقال ابن حزيمة: لا يحتج به. قال أبو عبد الله بن منده الحافظ: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة فإذا هو عن سليمان بن أرقم.
4 (سليمان بن أبي زينب، أبو الربيع السبأي مولاهم المصري الزاهد.)

(8/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 446
روى عنه حيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب والليث بن سعد. قال ابن لهيعة: كان فاضلاً وكان قومه سبأ إذا نزل لهم معضلة فزعوا إليه فيها لفضله فيهم. قال ابن يونس: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة. قلت: ولم يسم أحداً من شيوخه.
4 (سليمان بن كثير الخزاعي المروزي.)
أحد نقباء بني العباس الأثني عشر، له ذكر وأثر كبير في السعي لقيام دولة العباسيين، قتله أبو مسلم صاحب الدعوة خوفاً منه.
4 (سليمان بن موسى الأشدق. مر في سنة تسع عشرة ومائة.)

4 (سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي.)
أخذ عن عطاء وغيره. وولي غزو الروز فلما بويع الوليد بن يزيد حبسه، ثم أخرجه يزيد الناقص وصيره من أمرائه فلما وليي مروان هربي منه ثم أمنه ثم خلع مروان وطمع في الخلافة واستفحل أمره وكاد أن يملك واجتمع إليه إليه نحو من سبعين ألفاً

(8/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 447
فبعث مروان جيشه فهزموه وتحصن بحمص فسار إليه مروان بنفسه فهري ولحق بالضحاك الخارجي وبايعه ثم ظفرت به المسودة فقتلوه في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.)
4 (سليمان بن يزيد بن عبد الملك. كان من جملة من خرج على أخيه الوليد.)
قتلته المسودة بدمشق عند استيلائهم.
4 (سليم أبو عبد الله المكي.)
مولى أم علي من كبار أصحاب مجاهد. قاله أبو حاتم وأثنى عليه وقال: روى عنه ابن جريج وعبد الملك بن أبي سليمان ومحمد بن مسلم الطائفي وإبراهيم بن نافع وداود العطار.
4 (سماك بن عطية البصري خ م د.)
عن الحسن وغيره. وكان جليساً لأيوب السختياني ومات قبله بيسير. روى عنه حرب بن ميمون الأنصاري وحماد بن زيد. وثقه ابن معين.

(8/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 448
4 (سمي مولى أبي بكرعبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني أحد الأثبات.)
سمع من مولاه وسعد بن امسيب وأبي صالح ذكوان. وعنه ابن عجلان وسفيان الثوري ومالك وورقاء وابن عيينة وآخرون. وثقة أحمد غيره. قتلته الحرورية يوم وقعة قديد سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (سنان بن حبيب السلمي، أبو حبيب الكوفي.)
عن ابن عمر وعن إبراهيم النخعي، وعنه الثوري وإسرائيل وسليمان بن قرم وجرير بن عبد الحميد وعلي بن عابس. قال أحمد: ليس به بأس.
4 (سنان بن ربيعة الباهلي د ت ق خ مقروناً أبو ربيعة البصري عن أنس وشهر بن)
حوشب.

(8/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 449
وعنه الحمادان وعب الوارث وعبد الله بن بكير. قال ابن معين: ليس بالقوي.
4 (سهيل بن أبي صالح السمان مخ مقروناً أبو يزيد المدني أخو صالح ومحمد وعبد الله.)
) سمع أباه والحارث بن مخلد وعبد اللهبن دينار والزهري وسعيد بن يسار والنعمان بن أبي عياش وعطاء بن يزيد وجماعة. وعنه ابن جريح وسفيتن ومالك وفليح والدرواوردي وأبو عوانة وابن عيينة وأو معاوية وابن إدريس وخالد بن عبد الله وخلق. وهو صدوق، احتج به مسلم لا البخاري. سأل رجل النسائي عن سهيل فقال: هو خير من فليح ومن حسين المعلم ومن أبي اليمان ومن إسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن بكير. قلت: ما نقموا من سهيل إلا أنه مرض ونسي بعض حديثه وقد قال أحمد بن حنبل: ما أصلح حديثه هو أثبت من محمد بن عمرو. وقال يحيى القطان: محمد بن عمرو أحب إلينا منه. قلت: قد أخرج له البخاري مقروناً بغيره.

(8/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 450
وقال يحيى بن معين وأبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. توفي سهيل في سنة أربعين ومائة أو قبلها بيسير.

(8/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 451
4 (حرف الصاد)

4 (صدقة بن يسار الجزري م د ن ق نزيل مكة.)
روى عن عبد الله بن عمر، وذلك في صحيح مسلم وروى عن طاوس وغسره وهو مقل. روى عنه مالك والسفيانان ومسلم الزنجي وجرير. قال ابن معين: ثقة.
4 (الصقعب بن زهير الأزدي الكوفي.)
روى عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وعبد الرحمن بن الأسود وزيد بن أسلم. وعنه جرير بن حازم وحماد بن زيد وعباد بن عباد وأبو مخنف لوط ابن يحيى ابن أخته وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي المؤرخ. وهو صدوق، وثقة أبو زرعة.

(8/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 452
4 (صفوان بن سليم ع مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو عبد الله ويقال أبو)
) الحارث المدني أحد الفقهاء. روى عن ابن عمر وجابر وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب وعطاء ابن يسار وحميد بن عبد الرحمن مولاه ونافع بن جبير وعبد الرحمن بن غنم وطائفة. وعنه ابن جريح ومالك والسفيانان وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز الدراوردي وأنس بن عياض وخلق. كان رأساً في العلم والعمل. قال أبو ضمرة: رأيته ولو قيل له: الساعة غداً ما كان عنده مزيد عمل. وقال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد اله يستنزل بذكره القطر. وروى إسحاق الفروي عن مالك قال: كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم وأنه التزام رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ويظهر فيه عروق خضر. قال سفيان بن عيينة: حج صفوان فسألت عنه بمنى فقيل لي: إذا دخلت

(8/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 453
مسجد الخيف فانظر شيخاً إذا رأيته علمت أن يخشى اله فهو هو، قال: وحج وليس معه إلا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة يعني وقربها. وعن محمد بن صالح التمار أن صفوان كان يأتي المقابر فيجلس فيبكي حتى أرحمه. وقال أبو غسان النهدي فيما رواه عنه أحمد بن يحيى الصوفي إنه سمع ابن عيينة يقول وأعانه على الحكاية أخوه: إن صفوان حلف أن لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله فمكث حتى يلقى الله فمكث على هذا أكثر من ثلاثين عاماً فمات وإنه لجالس رحمه الله. وقال سلمة بن شبيب: حدثني سهل بن عاصم عن محمد بن منصور قال: قال صفوان: أعطي الله عهداً أن لا أضع جنبي حتى ألحق بربي، قال فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه. قال: ويقول أهل المدينة إنه نقبت جبهته من كثرة السجود. قلت: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قاله غير واحد. وقد سمع منه ابن إسحاق في هذه السنة. وقد وهم أبو عيسى الترمذي حيث قال: توفي سنة أربع وعشرين ومائة.

(8/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 454
4 (حرف الضاد)
)
4 (ضرار بن مرة ت ن أبو سنان الشيباني الكوفي.)
روى عنه سفيان وشعبة وإسرائيل وآخر من روى عنه ابن عيينة وثقة يحيى القطان وغيره. قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

(8/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 455
4 (حرف الطاء)

4 (طلق بن معاوية م ن أبو غياث النخعي الكوفي جد حفص بن غياث.)
روى عن أبي زرعة البجلي. وعنه حفيداه حفص بن غياث وطلق بن غنام والثوري وشريك وجرير ابن عبد الحميد.

(8/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 456
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عبيد الله د ت ق بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني.)
روى عن ابن عمر وجابر وعلي بن الحسين وغيرهم. وعنه شعبة ومالك والسفيانان وشريك وغيرهم. روى عنه مالك حديثاً واحداً فهذا ممن اتفق شعبة ومالك على الرواية عنه مع ضعفه. ضعفه مالك ويحيى القطان. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ. يقال: توفي في أول خلافة السفاح وكانت في سنة اثنتين وثلاثين.

(8/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 457
4 (عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي م عن أبيه وأبي بردة بن أبي موسى وعبد)
الرحمن بن الأسود بن يزيد وعدة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وبشر بن المفضل وابن فضيل وعلي بن عاصم. وكان فضلاً عباداً. وثقه ابن معين وغيره. قال خليفة: توفي سنة سبع وثلاثين ومائة.
4 (عباد بن الريان اللخمي الحمصي.)
عن المقداد بن معد يكرب ومكحول. وعنه يحيى بن حمزة القاضي والوليد بن مسلم. وله وفادة على هشام بن عبد الملك.)
4 (عباس بن عبد الله بن معبد د بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني أحد الصلحاء.)
روى عن أبيه وأخيه وإبراهيم وعكرمة. وعنه ابن إسحاق ووهيب وسليمان بن بلال وابن عيينة والدراوردي. وثقه ابن معين. ووصفه ابن عيينة بالصلاح.

(8/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 458
4 (عبد الأعلى التيمي. أحد العباد الخائفين.)
روى عن إبراهيم التيمي وغيره. روى عنه مسعر قال: من أوتي علماً لا يبكيه خليق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه ويحتج بآية ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً. وعنه قال: قطع عني لذاذة الدنيا ذكر الموت الوقوف بين يدي الله تعالى.
4 (عبد الله بن بسر الحبراني السكسكي الحمصي ت ق نزيل البصرة.)
عن عبد لله بن بسر المازني وأبي أمامة الباهلي وأبي راشد الحبراني وجماعة. وعنه أبو الربيع السمان وأبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل ومحمد ابن حمران القيسي وإسماعيل بن زكريا وإسماعيل بن عياش. قال يحيى القطان: كان هنا بالبصرة رأيته وكان لا شيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
4 (عبد الله بن بشر الخثعمي ت ن أبو عمير الكوفي الكاتب.)
عن عروة البارقي وأبي زرعة بن عمرو.

(8/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 459
وعنه حفيده بشر بن عمير بن عبد الله والثوري وشعبة وبن عيينة. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
4 (عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ع أبو محمد الأنصاري المدني أحد)
علماء المدينة. روى عن أنس وعباد بن تميم وعروة بن الزبير وعمرة وحميد بن نافع وجماعة. وعنه ابن جريح وابن إسحاق والزهري مع تقدمه والثوري ومالك وفليح ابن عيينة وآخرون. قال مالك: كان رجل صدق كثير الحديث.) وقال ابن سعد: كان ثقة عالماً كثير الحديث عاش سبعين سنة وتفي سنة خمسين وثلاثين ومائة. وقيل توفي سنة ثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن الحسين أبو حريز الأزدي البصري قاضي سجستان.)
روى عن شهر بن حوشب والشعبي وسعيد بن جبير وعكرمة وأبي بردة

(8/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 460
ابن أبي موسى وطائفة. وعنه سعيد بن أبي عروبة والفضيل بن ميسرة وعثمان بن مطر. وهو صالح الحديث قواه بعضهم. وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء. وقيل: كان يؤمن بالرجعة، فالله أعلم.
4 (عبد الله بن دينار البهراني الحمصي ق أبو محمد.)
عن عمر بن عبد العزيز وعطاء بن أبي رباح ونافع وكثير بن العلاء. وعنه أرطاة بن المنذر ومعاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش والجراح بن مليح البهراني. قال أبو حاتم: ليسبالقوي. وقال الدار قطني: فيه لبن. ووثقه أبو علي النيسابوري. وروى المفضل بن غسان عن ابن معين: شامس ضعيف. قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجه.

(8/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 461
4 (عبد الله بن ذكوان ع أبو الزناد ويكنى أبا عبد الرحمن.)
الفقيه المدني مولى قريش، يقال إنه ابن أخي أبو بؤلؤة قاتل أمير المؤمنين عمر. سمع أنسا وأبا أمامة بن سهل وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وسعيد بن المسيب والأعرج فاكثر عنه. روى عنه مالك وشعيب بن أبي حمزة والليث بن سعد والسفيانان وابنه عبد الله بن أبي الزناد وخلق كثير. وكان أحد الأئمة الأعلام. قال الليث: رأيت خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف. قال: ثم لم يلبث أن) بقي وحده وأقبلوا على ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وقال أبو حنيفة: رأيت ربيعة وأبا الزناد وكان أبو الزناد أفقه الرجلين. وروى الليث عن عبد ربه بن سعيد قال: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مثل ما مع السلكان من الأتباع فمن سائل عن فريضة ومن سائل عن الحساب ومن سائل عن الشعر ومن سائل عن الحديث ومن سائل عن معضلة. وقال بعض النقاد: أصح الأسانيد: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وقال أحمد بن حنبل: هو أعلممن ربعية قال: وكان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.

(8/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 462
وقال مصعب الزبيري: كان أوبه الزناد فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتابه وحساب وفد على هشام الخليفة بحساب ديوان المدينة وكان يعاند ربيعة. قال إبراهيم بن المنذر الحرامي: هو كان سبب جلد ربيعة الرائي فولي بعد ذلك المدينة فلان التميمي فرسل إلى أبي الزناد فطين عليه بيتاً فشفع فيه ربيعة. وروى الليث عن ربيعة قال: أما أبو الزناد فليس بثقة ولا رضي. قلت: انعق الإجماع على توثيق أبي الزناد والله أعلم. وقيل للثوري: جالست أبا الزناد قال: ما رأيت بالمدينة أميراً غيره. توفي أبو الزناد سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين.
4 (عبد الله بن سيرة الكوفي، أبد سبرة.)
عن الشعبي وأبي الضحى. وعنه خشيم ويحيى ابن أبي زائدة وحفص بن غياث. قال أبو حاتم: صالح.
4 (عبد الله بن سليمان الطويل د ن أبو حمزة المصري. كانوا يرون أنه من الأبدال.)
روى عن نافع وكعب بن علقمة. وعنه الليث بن سعد وضمام بن إسماعيل ومفضل بن فضالة.

(8/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 463
وهو صدوق مقل، مات سنة ست وثلاثين ومائة رحمه الله.
4 (عبد الله بن سوادة القسيري)
) بصري ثقة. عن أبيه سوادة بن حنظلة وأنس بن مالك الكعبي. وعنه جماد بن زيد وأبو هلال وعبد الوارث وابن علية وغيرهم. وثقه يحيى بن معين وغيره.
4 (عبد الله بن طاوس بن كيسان أبو محمد اليماني)
سمع أباه وعكرمة وعمرة بن شعيب وعكرمة بن خالد وجماعة. وعنه ابن جريح ومعمر والسفيانان وروح بن القاسم ووهيب بن خالد. قال معمر: كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خلقاً ما رأينا ابن فقيه مثله. قلت: وثقوه. وقد ذكر ابن خلكان في ترجمة طاوس أن المنصور طلب ابن طاوس ومالك بن أنس فصدعه ابن طاوس بكلام. قلت: هذا لا يستقيم لأن ابن طاوس مات قبل أيام المنصور لنه مات في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

(8/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 464
4 (عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي طلحة)
أبو يحيى الأنصاري أخو إسماعيل وإسحاق ويعقوب وعمرو. روى عن أبيه وعمه لأمه أنس بن مالك. روى عنه محمد بن موسى الفطري وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وغيرهما. توفي سنة أربع وثلاثين ومائة. ثقة.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أبو طوالة الأنصاري النجاري المدني)
قاضي المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز. روى عن أنس وأبي يونس مولى عائشة وعامر بن سعد وأبي الخباب سعيد ابن يسار وعدة. وعنه مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون. وحكم بالمدينة وكان عبداً صالحاً ثقة يسرد الصوم. توفي سنة نيف وثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس. حجازي ثقة مقل.)

(8/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 465
روى عن دينار أبي عبد الله القراظ ويحيى بن أبي سفيان. وعنه ابن جريح وعبد العزيز الدراوردي وابن أبي فديك وغيرهم. عبد الله بن عبد الرحمن أبو نصر الضبي ت ق الكوفي.) عن أنس بن مالك ومساور الحميري. وعنه الثوري وابن عيينة ومحمد بن فضيل. وثقة أحمد بن حنبل.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن البصري المعروف بالرومي)
روى عن أبي هريرة وابن عمر. وعنه ابنه عمر بن الرومي وحماد بن زيد. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن عطاء الطائفي ثم المكي مولى قريش.)
عن عقبة بن عامر ولم يدركه وعبد الله بن بريدة وأبي الطفيل وعكرمة ابن خالد وغيرهم. وعنه شعبة وسفيان وزهير بن معاوية وأبو معين الضرير وعبد الله بن نمير وآخرون.

(8/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 466
وكان ثقة إن شاء الله. وقال النسائي: ليس بالقوي.
4 (عبد الله بن أبي لبيد أبو المغيرة المدني مولى الأهنس بن شريق)
كان من عباد أهل زمانه. سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وغيرهما. وعنه محمد بن عمرو بن علقمة وابن إسحاق والسفيانان. وثقة ابن معين، وقد قيل عنه القول بالقدر ولم يصح. مات سنة بضع وثلاثين ومائة.
4 (عبد الله السفاح بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد النطلب بن هاشم أبو)
العباس الهاشمي العباسي أمير المؤمنين أول خلفاء بني العباس، قد ذكرنا من أخباره في الحوادث. وبدولته تفرقت الجماعة وخرج عن الطاعة ما بين تاهرت إلى بلاد السودان وجمع مملكة الأندلس وخرج بهذه

(8/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 467
البلاد من تغلب عليها واستمر ذلك. وكان شاباً طويلاً أبيض مليح الوجه واللحية. ولد بالحميمة من ناحية البلقاء ونشأ بها وبويع بالكوفة، وأمه رايطة الحاريثة. حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وهو أخوه.) روى عنه عمه عيسى بن علي. وكان أصغر من أخيه المنصور. مولده سنة ثمان ومائة. روى عثمان بن أبي شيبة وقتيبة عن جرير عن الأعمش عن عطية وهو ضعيف عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن بقال له السفاح فيكون إعطاؤه المال حثياً، ورواه العطاردي عن أبي معاوية عن الأعمش، أخرجه أحمد في المسند. قال ابن أبي الدنيا: كان السفاح أبيض طولاً أقنى ذا شعرة جعدة حسن اللحية مات بالجدري. قال عبيد الله العيشي: قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون: والله لقد أفضت الخلافة إلى بني العباس وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهم بالحميمة. وقال الصولي: ثنا القاسم بن إسماعيل ثنا أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي عن أبيه قال: حدثني من حضر مجلس السفاح وهو أحشد ما يكون ببني هاشم والشعية ووجوه الناس فدخل عبد الله بن حسن بن حسن ومعه مصحف فقال: يا أمير المؤمنين أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف، فأشفق الناس من أن يعجل السفاح عليه بشيء فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم أو يعيا

(8/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 468
بجوابه فيكون ذلك نقصاً وعاراً عليه، فأقبل غير منزعج فقال: إن جدك علياً كان خيراً مني وأعدل ولي هذا الأمر فأعطى جديك الحسن والحسين وكانا خيراً منك شيئاً وكان الواجب أن أعطيك مثله فإن كنت فعلت فقد أنصفتك وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، قال: فما رد عليه جواباً وانصرف وعجب الناس من جوابه له. قال الهيثم بن عدي وجماعة: عاش السفاح ثلاثاً سنة ومات سنة ست وثلاثين. وأما خليفة فقال: توفي سنة خمس وثلاثين وهو ابن ثمان وعشرين سنة. وقال الخطبي: مولده في رجب سنة أربع ومائة. وقال أبو احمد الحاكم: مات في ذي الحجة سنة ست.
4 (عبد الله بن مغيث بن أبي بردة الأنصاري المدني.)
عن أبيه عن جده وعن أم عامر الأشهيلة. وعنه ابن إسحاق وأبو صخر حميد بن زياد وشعيب بن عمارة. وهو مقل صدوق.)
4 (عبد الله بن معاوية الهاشمي)
قد ذكر في الطبقة الماضية.
4 (عبد الله بن الوليد بن قيس بن أحزم التجيبي المصري.)

(8/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 469
عن سعيد بن المسيب وأبي الخير مرثد اليزني وأبي سلمة وجماعة. وعنه سعيد بن أبي أيوب ورشدين بن سعد ويحيى بن أيوب والمصريون. وثقة ابن حبان. مات في سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (عبد الله بن أبي نجيح يسار)
مولى الأخنس بن شريق الثقفي أبو يسار المكي أحد الثقات. روى عن مجاهد وطاوس وعطاء وغيرهم. وعنه شعبة والسفيانان وابن علية وعبد الوارث وآخرون. وثقه ابن معين وغيره. وعن ابن عيينة قال: كان ابن أبي نجيح مفتي أهل مكة بعد عمرة بن دينار وكان جميلاً فصيحاً حسن الوجه لميتزوج قط. وقال يحيى القطان: كان معتزلياً. وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقة قدري. وقال سويد بن سعيد ثنا الزنجي عن ابن جريج قال: رأيت ابن أبي نجيح في النوم في المنارة قائماً يقول: ما لقيت شيئاً مثل الذي لقيت في القدر. وقال يحيى القطان: أخبرني ابن موجل عن ابن صفوان قال: قال لي

(8/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 470
ابن أبي نجيح: أدعوك إلى رأي الحسن يعني القدر. قلت: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة أيضاً، ويقال: لم يسمع التفسير من مجاهد.
4 (عبد الله بن يسار المكي الأعرج، مولى ابن عمر.)
عن سهل بن سعد وسالم بن عبد الله. وعنه عمر بن محمد العمري وإبراهيم بن أبي يحيى وسليمان بن بلال. ذكره ابن حبان في الثقات.) وروى له النسائي حديثاً واحداً متنه ثلاثة لا ينظر الله إليهم.
4 (عبد الحميد الكاتب بن يحيى بن سعد أبو يحيى.)
الكاتب الشهير أحد من يضرب به المثل في الكتابة والبلاغة. وأستاذه في الصنعة سالم مولى هشام بن عبد الملك. وأصله أبنراي ثم سكن الرقة وكتب الإنشاء لمروان الحمار وله عقب. حكى عنه خالد بن برمك ويغره وقيل: كان في الأول مؤدباً فتنقل في البلدان وعنه أخذ المترسلون ومنه يستمدون حتى قيل: فتحت الرسائل

(8/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 471
بعبد الحميد وختمت بابن العميد ومجموع رسائله نحو من مائة كراس. قتل مع مروان ببوصير في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. فقيل إنهم حموا له طستاً ثم وضعوه على رأسه فهلك. ومن جملة تلاميه يعقوب بن داود وزير المهدي. ويقال: ولاؤه لنبي عامر بن لؤي ويقال: لبني عامر بن كنانة. روي عن مهزم بن خالد قال: نظر إلي عبد الحميد الكاتب وأنا أكتب خطاً رديئاً فقال: إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها وحرف قطتك وأيمنها.
4 (عبد الحميد صاحب الزيادة خ م د ن بصري جليل.)
روى عن أنس وعبد الله بن الحارث وأبي رجاء العطاردي. وعنه شعبة ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وابن علية. وثقة أحمد.
4 (عبد الرحمن بن حبيب بن أردك المخزومي د ت ق. مولاهم المدني.)
عن علي بن الحسين، وقيل هو أخوه من أمه وعن عطاء وعبد الواحد بن عبد الله البصري. وعنه عبد الله بن جعفر المديني وسليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل وآخرون.

(8/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 472
قال النسائي: منكر الحديث. وقال غيره: صدوق فيه شيء.
4 (عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ع الزهري المدني.)
عن أبيه والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب. وعنه صالح بن كيسان وسليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل بن إسماعيل وابن عيينة ويحيى) القطان وآخرون. وهو من العلماء الثقات. توزفي سنة سبع.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عب الرحمن بن أبي صعصة خ د ن ق الأنصاري المازني)
المديني أحد الأخوة. سمع أباه وعطاء بن يسار. وعنه يزيد بن خصيفة ومالك وابن عيينة وعدة. وثقة أبو حاتم. قال الهيثم: توفي في أول خلافة المنصور.

(8/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 473
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري المدني. حليف بني زهرة.)
روى عن أبيه وعمه إبراهيم وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابنه يعقوب ومالك وابن عيينة وجماعة. وثقة ابن معين. وفي الموطأ حديث عنه عن أبيه قال: قدم على عمر رجل من قبل أبي موسى فأخبره عن رجل ارتد وقتلوه فقال: هلا حبستموه الحديث.
4 (عبد العزيز بن حكيم الحضرمي الكوفي.)
عن زيد بن أرقم وابن عمر. وعنه أبو عوانة وشريك ومعتمر بن سليمان وابن فضيل والقاسم بن مالك المزني وغيرهم. وثقة ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. قلت: بقي إلى حدود أربعين ومائة.
4 (عبد الكريم بن الحارث بن يزيد م ت الحضرمي المصري أبو الحارث الزاهد. أحد)
الأولياء.

(8/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 474
عن المستورد بن شداد وعن رجاء بن حوية والزهري ومشرح بن هاعان. وعنه الليث وبكر بن مضر وابن لهيعة وآخرون. وكان ثقة.) توفي ببرقة سنة ست وثلاثين ومائة.
4 (عبد المجيد بن سعيل بن عبد الرحمن بن عوف خ م د ن الزهري المدني.)
عن عمه أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وجماعة. وعنه مالك وسليمان بن بلال وجماعة آخرهم الدراوردي. وثقه ابن معين.
4 (عبد الملك بن أبي بشير البصري ت ن نزل المدائن.)
عن عكرمة وعبد الله بن مساور. وعنه سفيان وزهير بن معاوية والمحاربي. وثقه يحيى القطان.
4 (عبد الملك بن راشد الحمصي.)
عن أبي أمامة والمقدام بن معد يكرب وعن أمه عن عائشة.

(8/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 475
وعنه سعيد بن عبد العزيز التنوخي وبقية ومحمد بن حرب الأبرش وعبد الرحمن بن الضحاك. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
4 (عبد الملك بن عمير بن سويد ع بن حارثة اللخمي الكوفي.)
أحد الأعلام أبو عمر، ويقال: أبو عمرو. رأى علياً رضي الله عنه، وروى عن جابر بن سمرة وجندب البجلي وعدي ابن حاتم والأشعث بن قيس وابن الزبير وطائفة كبيرة من الصحابة والتابعين. وعنه الثوري وزائدة وحماد بن سلمة وإسرائيل وزياد البكائي وسفيان ابن عيينة وجرير بن عبد الحميد وعبيدة بن حميد وخلق. وولي قضاء الكوفة بعد الشعبي. قال النسائي وجماعة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بحافظ. وضعفه أحمد لغلطه. وقال ابن معين: مختلط. ووثقه آخرون.)

(8/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 476
وكان معمراً مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بالاتفاق، وأما سنه فقال بعضهم: عاش مائة وثلاث سنين وقيل مائة وبضع سنين. قال أبو بكر بن عياش: سمعته يقول: هذه السنة لي مائة سنة وثلاث سنين. وروى محمد بن سعيد الأموري عنه قال: رأيت علياً رضي الله عنه واقفاً في رحبة المسجد على فرس وهو وافي المشيب وهو يقول:
(أرى حرباً مضللة وسلما .......... وعهداً ليس بالعهد الوثيق)

4 (عبد الملك بن مروان بن الأمير موسى بن نصير اللخمي.)
كان من أعيان أمراء الدولة الأموية ثم من كبار الدجولة العباسية. وهذا اتفاق نادر. قال الليث: ولاه مروان بن محمد جند مصر وخراجها فعدل فينا وسار سيرة جميلة. وقال غيره: قدم صالح بن علي مصر فأكرم عبد الملك بن مروان وأخذه معه إلى العراق فولاه أبو جعفر المنصور إقليم فارس وكان فصيحاً من أخطب الناس.
4 (عبد المؤمن بن أبي شراعة، أبو بلال الأزدي الحلاب.)
روى عن ابن عمر وأنس وجابر بن زيد وسعيد بن جبير. وعنه مروان بن معاوية الفزاري. قال ابن معين: ثقة.

(8/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 477
4 (عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك ع أبو معاذ الأنصاري البصري.)
روى عن جده. وعنه شعبة والحمادان وهشيم وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم. وثقة أحمد بن حنبل ويحيى وأبو داود والنسائي.
4 (عبيد الله بن أبي جعفر ع الليثي المصري الفقيه أبو بكر.)
مولى عروة بنشييم الليثي من سبي طرابلس الغرب أعني أباه واسمه يسار. رأى عبيد الله من الصحابة عبد الملك بن الحارث الزبيدي وسمع الأعرج وأبا سلمة بن عبد الرحمن وعطاء وحمزة بن عبد الله بن عمر والشعبي ونافعاً ومحمد بن جعفر بن الزبير وبكير بن الأشج وجماعة. روى عنه ابن إسحاق وحيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب وعمرو بن الحارث ويحيى بن) أيوب والليث وابن لهيعة وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب. وروى عبد الرحمن بن شريح عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: غزونا القسطنيطينية فكسر بنا مركبنا فألقانا الموج على خشبة في البحر وكنا خمسة، فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا فنمصها فتشبعنا وتروينا فإذا أمسينا أنبت الله مكانها حتى بنا مركب فحملنا.

(8/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 478
ومما روي من كلام عبيد الله وأجاد قال: إذا كان المرء يحدث فأعجبه الحديث فليمسك وإن كان ساكناً فأعجبه السكوت فليتحدث. وقال سعيد الآدم: كان سليمان بن داود يقول: ما رأت عيني عالماً زاهداً إلا عبيد الله بن أبي جعفر. وقال ابن يونس في تاريخه: كان عالماً زاهداً عابداً ولد سنة ستين من الهجرة وتوفي سنة ست وثلاثين، وقيل سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (عبيد الله بن الحباب السلولي.)
مولاهم الكاتب الأمير، كان كاتب هشام بن عبيد الملك ثم رقاه وولاه إمرة مصر وعظم شأنه ثم ولاه المغرب مدة. قال ابن يونس: قتله المنصور بواسط سنة اثنتين وثلاثين ومائة مع ابن هبيرة.
4 (عبيد الله بن زحر الضمري مولاهم الإفريقي ولد بإفريقية ورحل في العلم وكان من)
الصالحين. روى عن أبي الهيثم صاحب أبي سعيد الخدري وعن أبي هارون العبدي وخالد بن أبي عمران والربيع بن أنس. وله نسخة مشهورة عن علي بن يزيد الألهاني وقد أرسل عن أبي أمامة الباهلي وغيره. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وهو أكبر منه ويحيى بن أيوبي وبكر بن مضر ومفضل بن فضالة وجماعة.

(8/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 479
وهو جائز الحديث. قال أبو زرعة: صدوق لا بأس به. وقال أحمد: ضعيف، وقال أبو حاتم: لين الحديث.
4 (عبيد الله بن طلحة د ق بن عبيد الله بن كريز أبو مطرف الخزاعي.)
) عن الحسن والزهري. وعنه صفوان بن سليم هو من طيقته وابن إسحاق وحبان بن يسار وحماد بان زيد وهارون بن موسى الأعور. وثقه ابن حبان.
4 (عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعيي الدمشقي ق.)
عن مكحول وبلال بن سعد وحسان بن عطية. وعنه يحيى بن حمزة وصدقة بن عبد الله والهيثم بن حميد وإسماعيل ابن عياش. قال ابن معين: ليس به بأس.
4 (عبيد الله بن المغيرة ق بن معيقيب أبو المغيرة السبأي المصري.)
روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء وعبيد الله بن عدي بن الخيار وأبي

(8/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 480
الهيثم سليمان بن عمرو العتواري صاحب أبي سعيد. وعنه عمرو بن الحارث وابن إسحاق وابن لهيعة وبكر بن مر وآخرون. وكان من علماء بلده. قال أبو حاتم: صدوق. قال ابن يونس: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (عبيد الله بن سلمان الأغر خ ت ق مولى بني جهينة.)
عن والده أبي عبد الله الأغر. وعنه مالك وموسى بن عقبة وسليمان بن بلال وآخرون. وثقه يحيى بن معين.
4 (عبيد بن سلمان الأعرج.)
مولى مسلم بن هلال. سمع سعيد بن المسيب عطاء بن يسار. وعنه ابن أبي ذئب وموسى بن عبيدة. قال أبو حاتم: لا أعلم في حديثه إنكاراً يحول من كتاب الضعفاء للبخاري.
4 (عبيد لن سوية الأنصاري. مولاهم المصري، رجل صالح مفسر قلما روى.)

(8/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 481
أخذ عنه حيوة بن شريح وابن لهيعة وعمرو بن الحارث وغيرهم.) توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
4 (عبيد بن مهران الكوفي م ن المكتب.)
عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد. وعنه فضيل بن عياض وجرير وابن عيينة. وثق.
4 (عبد ربه بن سعيد ع بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أخو يحيى وسعد.)
روى عن أبي أمامة بن سهل وأبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرة. وعنه عطاء شيخه وشعبة وعمرو بن الحارث والليث وابن عيينة. وثقه أحمد، وقال يحيى القطان: كان وقاداً حي الفؤآد. قيل: توفي سنة تسع وثلاثين.
4 (عبدة بن رباح الغساني، الشامي.)
عن أم الدرداء وعبادة بن نسي ويزيد بن أبي مالك وجماعة.

(8/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 482
وعنه ابنه الحارث والوليد بن مسلم وجبلة بن مالك وغيرهم. وله دار بباب البريد تعرف بدار الكاس، وقد ولي إمرة الموصل والجزيرة للوليد بن يزيد. قال أبو مسهر: كان جليس لسعيد بن عبد العزيز يقال له هشام بن يحيى الغساني فقال له: كان عندنا صاحب شرطة يقال له عبدة بن رباح فجاءته امرأة فقالت: إن ابني يعقني ويظلمني فأرسل معها يطلبه فقالت الشرط لها: إن أخذ ابنك ضربه أو قتله، قالت: كذا قالوا: نعم، فمرت بكنيسة على بابها شامس فقالت: خذوا هذا ابني فقالوا: أجب الأمير، فلما حضر قالوا له: تضرب أمك وتعقها قال: ما هي أمي، قال: وتجحدها أيضاً فضربه ضرباً شديداً فقالت المراة إن أرسلته معي ضربني، فقال: هاتوه، فأركبها على عنقه وأمر فنودي عليه هذا جزاء من يعق أمه. فمر به صديق له فقالوا: ما هذا قال: من لم يكن له أم فليمض إلى عبدة يجعل له أماً.
4 (عتبة بن حميد الضبي البصري د ت ق أبو معاذ.)
عن عكرمة وعبادة بن نسي. وعنه إسماعيل بن عياش وأبو معاوية وابن عيينة وعبيد الله الأشجعي. قال أبو حاتم: صالح الحديث.) وقال أحمد: ضعيف ليس بالقوي.
4 (عتبة بن مسلم التيمي خ م د ق مولاهم المدني. وهو عتبة بن أبي عتبة.)

(8/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 483
روى عن عبيد بن حنين وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن إسحاق ومسلم الزنجي وإبراهيم بن أبي يحيى وإسماعيل بن جعفر. وهو من الثقات.
4 (عثمان بن حكيم بن عباد م ن بن حنيف أبو سهل الأنصاري المدني الكوفي.)
عن عبد الله بن سرجس وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعدد كثير. وعنه الثوري وشريك وهشيم وعلي بن مسهر ويحيى بن سعيد الأموي وعبد الله بن نمير وطائفة. وكان ثقة ثبتاً زاهداً عابداً.
4 (عثمان بن داود الخولاني الشامي، أخو سليمان بن داود.)
روى عن عكرمة والضحاك وعمر بن عبد العزيز وعمير بن هانيء. وعنه ابن ثوبان وهشام بن الغاز وعمر بن مروان وغيرهم. قال لعقيلي: هو مجهول ينقل الحديث. وقال ابن عساكر: كان قدرياً. قلت: أورد له ابن عساكر خبراً منكراً يدل على ضعفه.
4 (عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، الدمشقي الأمير.)

(8/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 484
ولي إمرة دمشق من قبل عبد الله بن علي. وروى عن كهيل بن حرملة عن أبي هريرة حديثاً رواه عنه الأوزاعي. وثقه يعقوب الفسوي. وكان قد وليإمرة للوليد بن يزيد ثم إنه نزع الطاعة وخرج فقتله بنو العباس.
4 (عثمان بن عروة بن الزبير خ م د ن ق بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي المدني. أحد)
خطباء قريش وعلمائهم وأشرافهم وكان جميل الهيئة روى عن أبيه فقط شيئاً يسيراً. وروى عنه أخوه شام بن عروة وأسامة بن زيد وسفيان بن عيينة وغيرهم.) قال مصعب بن عبد الله: كان سالم بن عبد الله يقول: لو أن صائحاً يصيح من السماء لقال أميركم عثمان بن عروة. وقال عثمان بن عروة: الشكر وإن قل جزاء كل نائل وإن جل. وقال ابن سعد: وفد عثمان على مروان بن محمد فوصله بمائة ألف وكان من أحسن الناس وجهاً لم يعقب. وروى عن عثمان بن عروة قال: كان أبي يقول لي وأنا أغلف لحيتي بالغالية: إني أراها ستقطر دماً وما يعيب ذلك علي.

(8/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 485
وقيل: إن عثمان كان يقوم من مجلسه فيسلت ناس الغالية من على الحصى مما أصابها من لحيته. ويقال: لم يكن بالمدينة أحد أحسن منه. قال مصعب الزبيري: كان عثمان أصغر من هشام ومات قبل هشام. وقال ابن سعد: مات قبل الأربعين ومائة.
4 (عثمان البتي الفقيه أبو عمرو البصري بياع البتوت.)
اسم أبيه مسلم ويقال أسلم ويقال سليمان، وأصله من الكوفة. روى عن أنس بن مالك وعبد الحميد بن سلمة والشعبي والحسن البصري. وعنه شعبة والثوري هشيم ويزيد بن زريع وابن علية وآخرون. وثقة أحمد والدار قطني وهو قليل الحديث لكنه من كبار الفقهاء. قال ابن سعد: ثقة له أحاديث وكان صاحب رأي وفقه. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه. وروى عباس عن ابن معين: ثقة. وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف.

(8/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 486
قلت: وممن روى عنه أبو شعاب عبد ربه الخياط وعثمان بن عثمان الغطفاني وعيسى بن يونس.
4 (عروة بن الحارث أبو فروة الهمداني الكوفي خ م د ت.)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي وأبي زرعة.) وعنه شعبة ومسعر والسفيانان وعبيدة بن حميد. وهو ثقة يعرف بابي فروة الأكبر.
4 (عروة بن رويم د ن ق أبو القاسم اللخمي الأزدي.)
عن أبي ثعلبة الخشني وأنس بن مالك وأبي إدريس الخولاني، وأرسل عن أبي ذر وغيره. روى عنه محمد بن مهاجر وسعيد بن عبد العزيز وهشام بن سعد ويحيى ابن حمزة ومحمد بن شعيب وآخرون. وثقة ابن معين، وقال الدار قطني وغيره: لا بأس به. وقال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل. ويقال: إنه أدرك أبا ثعلبة وسمع منه. قال محمد بن المثنى: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.

(8/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 487
وقل آخر: سنة ست وثلاثين. وقال سعيد بن عبد العزيز: مات سنة أربعين ومائة.
4 (عروة بن عبد الله بن قشير د قأبو سهل الجعفي الكوفي.)
عن ابن سيرين ومعاوية بن قرة وفاطمة بنت علي بن أبي طالب وابن أبي مليكة. وعنه سفيان الثوري وزهير بن معاوية وعمر بن شمر وعنبسة بن سعيد وآخرون. وثقه ابن حبان وغيره وله حديث واحد في السنن.
4 (عطاء بن السائب خ متابعة بن مالك الثقفي أبو زيد الكوفي.)
أحد المشاهير. روى عن أبيه وعبد الله بن أبي أوفى وذر الهمداني وأبي وائل وسعيد بن جبير وأبي عبد الرحمن السلمي وطائفة سواهم. وعنه سفيان وشعبة وجماد وبن سلمة هؤلاء حديثهم عنه صحيح على ما ذكر بعض الحفاظ وحماد بن ويد وزائدة وأبو إسحاق الفزاري وابن عيينة وبان علية وزياد الباكائي وعلي بن عاصم ويحيى القطان، وهو أقدم شيخ للقطان وروى عنه خلق سواهم.

(8/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 488
قال أحمد بن حنبل: عطاء بن السائب ثقة ثقة رجل صالح من سمع منه قديماً كان صحيحاً وكان يختم كل ليلة.) وقال أبو حاتم: محله الصدق قبل أن يختلط. وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم لكنه تغير ورواية شعبة والثوري وحماد بن زيد عنه جيدة. وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار ابن مرة رأيت أثر البكاء على خدودهما. وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عطاء بن السائب من هيار عباد الله كان يختم القرآن كل ليلة. قرأ القرآن عطاء بن السائب على أبي عبد الرحمن السلمي وكان من المهرة به وصح أنه رأى علياً رضي الله عنه. قال أبو خيثمة زهير عن أبي بكر بن أبي عياش عنه قال: مسح على رأسي ودعاً لي بالبركة. قال ابن المديني: قلت ليحيى القطان: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء ابن السائب صحيح هو قال: نعم إلا حدثني كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان. قال القطان: وما سمعت أحداً يقول في عطاء شيئاً قط في حديثه القديم وقد شهد الجماجم. وقال ابن معين: كل حديثه ضعيف إلا ما كان من حديث شعبة وسفيان وحماد بن سلمة.

(8/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 489
وروى ابن عيينة عن رجل قال: كان أبو إسحاق سألنا عن عطاء بن السائب ويقول: إنه من البقايا، قال ابن عيينة وكان عطاء بن السائب أكبر من عمرو ابن مرة. وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت عطاء بن السائب أبيض الرأس واللحية. وروى ابن الربيع عن عطاء بن السائب قال: شهدت الجماجم فرأيت رجلاً في السلاح ما يظهر منه إلا عينه فجاء سهم فأصاب عينه فقتله ورأيت رجلاً حاسراً في وسطه منطقة فرمة فأصاب عينه فقتله ورأيت رجلاً حاسراً في وسطه منطقة فرمة فأصاب سهم في منطقته ثم نبا عنها. وفي الجعديات أنا شعبة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى بقصعة من ثريد فقال: كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها فإن البركة تنزل في وسطها. قال أبو بكر بن الأسود وغيره: توفي عطاء سنة وثلاثين ومائة.
4 (عطاء بن عجلان الحنفي ت أبو محمد البصري العطار.)
روى عن أنس وأبي عثمان النهدي والحسن وغيرهم. وعنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن عياش وسعد بن الصلت قاضي شيراز وآخرون.) قال ابن معين: ليس بثقة. وقال الفلاس: كذاب.

(8/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 490
وقال النسائي وغيره: متروك. وقال الدار قطني مرة: ضعيف يعتبر به، ومرة قال: متورك.
4 (عطاء بن قرة السلولي الدمشقي ت ق أبو قرة.)
عن عبد الله بن ضمرة والزهري. وعنه ابن ثوبان وسفيان الثوري وغيرهما. قال أبو زرعة الدمشقي: كان عبداً صالحاً قيل له دخل عبد الله بن علي دمشق فقال: هاه فمات. وروي أنه وضع يده على فؤآده وقال: وافؤآداه وافؤآداه حتى مات وذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (عطاء بن أبي مسلم الخراساني، ع أحد الكبار، نزل دمشق والقدس، وحديثه عن أبي الدرداء)
والمغيرة بن شعبة وابن عباس وجماعة مرسل. وروى عن سعيد بن المسيب وعروة وابن بريدة وعطاء بن أبي رباح وعمرو ابن شعيب ونافع وعدة. وعنه شعبة ومعمر ومالك والثوري وحماد بن سلمة وإسماعيل بن عياش وخلق، حتى إن شيخه عطاء روى عنه. وثقه ابن معين. وقال الدارقطني: هو في نفسه ثقة لكنه لم يلق ابن عباس.

(8/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 491
قال ابن معين: هو ابن ميسرة رأى ابن عمر وسمع منه. وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كنا نغزو مع عطاء الخراساني فكان يحيي الليل صلاة إلا نومة السحر وكان يعظنا ويحضنا على التهجد. وقال سعيد بن عبد العزيز: كان عطاء الخراساني إذا جلس ولم يجد من يحدثه أتى المساكين فحدثهم. وروى عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوثق عملي في نفسي نشر العلم. وقال عبد الله بن صالح: ثنا الليث عن عمرو بن الحارث عن أيوب السختياني عن القاسم أنه) قال لسعيد بن المسيب: إن عطاء بن أبي رباح حدثني أن عطاء الخرساني حدثه في الرجل الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أفطرني رمضان أنه أمره بعتق رقبة قال: لا أجدها الحديث. هكذا رواه كاتب الليث وغلط والصواب ما روى سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم قال: قلت لسعيد: إن عطاء الخراساني حدثني عنك في الذي وقع على امرأته قال: كذب ما حدثته إنما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: تصدق تصدق. وقيل: إن الذي ذكره البخاري في صحيحه في تفسير سورة نوح هو عطاء هذا، وأنا أراه عطاء بن أبي رباح. ولد عطاء الخراساني سنة خمسين، وقيل: ولد سنة ستين. وقال ابنه عثمان: توفي أبي بأريحا سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله.
4 (عطاء بن أبي ميمونة البصري سوى ت)
عن عمران بن حصين وجابر بن سمرة وأنس بن مالك وجماعة.

(8/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 492
وعنه خالد الحذاء وشعبة وروح بن القاسم وحماد بن سلمة وغيرهم. وثقة ابن معين وقال: هو وابنه قدريان. وقال عبد الرحمن بن منده: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وكان يرى القدر.
4 (عطاء السليمي الزاهد عابد أهل البصرة. يحكى عنه أمر يتجاوز الحد في الخوف والحزن.)
أدرك أنس بن مالك وأخذ عن الحسن. قال صالح بن أبي ضرار: ثنا الوليد بن مسلم عن خليد بن دعلج قال: كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن فلان بن علي قتل أربعمائة من أهل دمشق على دم واحد فقال متنفساً: هاه ثم خر ميتاً. قد تقدمت هذه القصة عن عطاء السلولي فالله أعلم. قال ابن عيينة: ثنا بشر بن منصور قال: قلت لعطاء السليمي: أرأيت لو أن ناراً أشعلت ثم قيل من دخلها نجا ترى كان أحد يدخلها فقال: لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحاً قبل أن أصل إليها. وقال سليمان الشاذ كوني: ثنا نعيم بن مورع قال: انتبه عطاء السليمي فجعل يقول: ويل لعطاء) ليت عطاء لم تلده أمه، وعليه مدرعة فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس فقمنا وتركناه. قال أبو سليمان الداراني: كان عطاء السليمي قد اشتد خوفه فكان لا يسأل الله الجنة وعن مرجى بن وداع الراسبي قال: كان عطاء إذا هبت ريح ورعد قال: هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح الناس.

(8/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 493
وعن صالح المري قال: أتيته فقلت له: يا شيخ قد خدعك إبليس فلو شربت كل يوم شربة سويق. وقيل: كان يدعو: اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم وحدتي في قبري وارحم قيامي بين يديك. وقال علي بن بكار: تركت عطاء السليمي بالبصرة حين خرجت إلى الثغر فمكث أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج، أضناه الخوف فكان لا يستطع أن يصلي قائماً وكان يوضأ على الفراش وأي شيء أربعين سنة قد أطاع الله عدد شعره. وقال أبو سليمان الداراني: كان عطاء قد اشتد خوفه فإذا ذكرت عنده الجنة قال: نسأل الله العفو، وعن عطاء السليمي قال: التمسوا لي هذه الأحاديث في الرخص لعل الله يروح عني بعض غمي. وقيل: كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام ولياليها. وقال الصلت بن حليم: ثنا أبو يزيد الهدادي قال: انصرفت من الجمعة فإذا عطاء السليمي وعمر بن ذر يمشيان، وكان عطاء قد بكى حتى عمش، وكان عمر قد صلى حتى دبر، فقال عمر لعطاء: حتى متى نسهو ونلعب وملك الموت في طلبنا لا يكف فصاح عطاء وخر مغشياً عليه فانشج موضحة واجتمع الناس فلم يزل على حاله إلى المغرب ثم أفاق فحمل. وقال العلاء بن محمد: شهدت عطاء السليمي خرج في جنازة فغشي عليه أربع مرات.

(8/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 494
وقال الأصمعي: ثنا أبو يزيد قال: قال عطاء: مات حبيب مات مالك مات فلان ليتني مت فكان أهون لعذابي. وعن إبراهيم بن أدهم قال: كان عطاء السليمي يمس جسده بالليل مخافة أن يكون قد مسح.
4 (عقيل بن مدرك، أبو الأزهر. شامي صدوق.)
عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي وأبي الزاهرية ولقمان بن عامر.) وعنه صفوان بن عمرو وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد.
4 (العلاء بن الحارث م أبو وهب الحضرمي الشامي الفقيه.)
عن عبد الله بن بسر وأبي الأشعث الصنعاني ومكحول وغيرهم. وعنه الأوزاعي ومعاوية بن صالح ويحيى بن حمزة وفرج بن فضالة وآخرون. وكان أعلم أصحاب مكحول. قال محمد بن سعد: كان مفتياً قليل الحديث وخلط. وقال أبو حاتم: لا أعلم في أصحاب مكحول أوثق منه. وقال أبو داود: ثقة تغير عقله. وقال البخاري: منكر الحديث.

(8/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 495
وقال ابن معين ثقة يرى القدر. وقال ابن المديني: ثقة. قالوا: توفي سنة ست وثلاثين ومائة. وقيل: عاش سبعين سنة.
4 (العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي م ت)
عن أبي وائل. وعنه الثوري وحفص بن غياث ومروان بن معاوية. قال ابن معين: ثقة.
4 (العلاء بن أبي العباس. الشاعر المكي. واسم أبيه السائب بن فروخ.)
عن أبي الطفيل وأبي جعفر الباقر. وهو شيعي جلد. روى عنه ابن جريج والسفيانان. وثقه ابن معين.
4 (العلاء بن عبد الجبار اليحصبي الحمصي.)
عن خالد بن معدان وعمير بن هانيء. وعنه عبد الله بن سالم والحارث بن عبيد وإسماعيل بن عياش.

(8/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 496
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب م أبو شبل المدني. أحد المشاهير، ولاؤه للحرقة من)
) جهينة. روى عن أبيه وعن ابن عمر وأنس بن مالك وأبي السائب مولى هشام بن زهرة ومعبد بن كعب بن مالك. روى عنه شعبة ومالك والسفيانان وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردي وآخرون. ابن إسحاق حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب قال: كان جدي يعقوب مكاتباً لمالك بن أوس بن الحدثنان البصري وكانت أمه مولاة لرجل من الحرقة من جهينة فولدت له أبي وهو مكاتب فعتق أبي لعتاقة أمه فدخل به الحرقي بعدما عتق جدي على عثمان بن عفان يسأله اللحق في الديوان فقام إليه مالك بن أوس فقال: مولاي قد أعتق أبوه فجر إلي ولاؤه، قال: فاختصما إلى عثمان فقضي به للحرقي، فنحن مولى الحرقة. قال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يزل الناس يتقون حديث العلاء بن عبد الرحمن. وقال أحمد بن حنبل: ثقة لم أسمع أحداً يذكره بسوء. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ما أنكر من حديثه شيئاً.

(8/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 497
وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً. توفي العلاء سنة ثمان وثلاثين ومائة.
4 (علقمة بن أبي علقمة ع بلال المدين مولى عائشة. كان ثقة يعلم العربية.)
روى عن أمه مرجانة وأنس بن مالك والأعرج. وعنه مالك وسليمان بن بلال وعبد العزيز الدراوردي وجماعة. وثقة ابن معين. توفي قبيل الأربعين في أول خلافة أبي جعفر.
4 (علي بن بذيمة أبو عبد الله الجزري مولى جابر بن سمرة. وهو كوفي الأصل.)
روى عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة. وعنه شعبة ومعمر وإسرائيل وآخرون.) وثقة ابن معين. وقال أحمد: صالح الحديث أس في التشيع.

(8/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 498
قيل: توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
4 (علي بن الحكم البناني خ أبو الحكم البصري.)
عن أنس بن مالك وأبي عثمان النهدي وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب. وعنه الحمادان وإسماعيل بن علية وجماعة. قال أحمد: ليس به بأس. قلت: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (علي بن زيد بن جدعان، م مقروناً هو علي بن زيد ابن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان)
أبو الحسن القرشي التيمي البصري الضرير. أحد أوعية العلم في زمانه. روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي وعروة وجماعة ولزم الحسن مدة. وعنه شعبة والسفيانان والحمادان وهمام وزائدة وهشيم ومعتمر بن سليمان وعبد الوارث وابن علية وخلق، وولد أعمى.

(8/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 499
قال منصور بن زاذان: لما مات الحسن قلنا لابن جدعان: اجلس مجلس الحسن. قال حماد بن زيد: سمعت الجريري يقول: أصبح فقهاء البصرة عمياناً ثلاثة: قتادة وعلي بن زيد وأشعث الحداني. وقال حماد بن سلمة: قال علي بن زيد: ربما حدثت الحسن بالحديث اسمعه منه فأقول: يا أبا سعيد أتدري من حدثك فيقول: لا أدري إلا أني سمعته من ثقة، فأقول: أنا حدثتك به. وروى الأصمعي عن مبارك عن علي بن زيد قال: بت مع الحسن بالحديث فقمت من الليل فقرأت البقرة وآل عمران والنساء فقال الحسن: دافعت الصبح الليلة. وقال شعبة: ثنا علي بن زيد وكان دفاعاً. وقال مرة: حدثنا قبل أن يختلط. وقال حماد بن زيد: أنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث.) وعن يزيد بن زريع قال: كان شيعباً. وقال أحمد: ضعيف الحديث. قال ابن معين: ليس بذاك. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.

(8/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 500
وقال النسائي: ضعيف. قال خليفة: مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال مطين وغيره: سنة تسع وعشرين ومائة. وقال الترمذي: صدوق.
4 (علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي المدني خ د ن ق أبو الحسن.)
روى عن عمه رفاعة بن رافع وعن أبيه يحيى. وعنه ابنه إسحاق وابن عجلان وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وابنه يحيى بن علي وروى عنه نعيم المجمر وهو أكبر منه. قال ابن معين: ثقة.
4 (عمار الدهني م أبو معاوية البجلي الكوفي.)
ودهن هو ابن معاوية بن أسلم، وفي بني عبد القيس دهن بن عذرة. روى عمار عن إبراهيم النخعي وإبراهيم التيميم وسعيد بن جبير وأبي الطفيل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم بن أبي الجعد. وعنه شعبة والثوري وإسرائيل وشريك وابن عيينة وعبيدة بن حميد وابنه معاوية بن عمار وآخرون.

(8/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 501
وثقه أحمد بن حنبل وجماعة. وقال مطين: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
4 (عمارة بن جوين ت ق أبو هارون العبدي البصري.)
روى عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري. وعنه الحمادان وعبد الوهاب الثقفي وعلي بن عاصم وجماعة.) ضعفه شعبة وغير واحد. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال غيره: شيعي جلد. وقال ابن عدي: قد حدث عنه ابن عون والثوري وشريك وهشيم وعبد الوارث ويذكر عنه أشياء في الغلو في التشيع. قلت: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
4 (عمارة بن أبي حفصة خ واسم أبيه ثابت.)
بصري مشهور ولاؤه للعتكيين ولم يدرك ولده حرمي بن عمارة الأخذ عنه، وهو ابن عم عبد العزيز بن أبي رواد. يروي عن أبي عثمان النهدي وأبي مجلذ لاحق بن حميد وعكرمة والحسن وجماعة.

(8/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 502
وعنه شعبة وعبد الوارث ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون وعلي بن عاصم. وثقه ابن معين وغيره. قال خليفة بن خياط: توفي سنة اثنين وثلاثين ومائة. وهو من قدماء مشيخة يزيد بن هارون.
4 (عمارة بن غزية م بن الحارث بن عمرو بن غزية الأنصاري.)
من بني مازن بن النجار، مدني مشهور ثقة. روى عن أبي صالح السمان والشعبي والربيع بن سبرة الجهني ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه بكر بن مضر وابن لهيعة وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوردي وبشر بن المفضل وآخرون. استشهد به البخاري. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وأما أبو محمد بن حزم فضعفه. توفي سنة أربعين ومائة.
4 (عمارة بن القعقاع ع بن شبرمة الضبي الكوفي. كان أسن من عمه عبد الله بن شبرمة)
وكان يفضل عليه.

(8/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 503
روى عن أبي زرعة فأكثر وعن الأخنس بن خليفة الضبي.) وعنه السفيانان وشريك وجرير وابن فضيل وغيرهم. وثقه ابن معين.
4 (عمر بن جعثم الشامي الحمصي.)
عن خالد بن معدان وسليم بن عامر وعمرو بن قيس السكوني. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد.
4 (أما عمر بن خثعم اليمامي، فهو عمر بن عبد الله بن خثعم.)
يروي عن يحيى بن أبي كثير. ضعيف.
4 (عمر بن السائب، أبو عمرو المصري الفقيه.)
روى عن القاسم بن قزمان وابن لعمرو بن أمية الضمري. وهو مقل. روى عنه الليث وبكر بن مضر وابن لهيعة. قال ابن يونس: مات سنة أربع وثلاثين ومائة رحمه الله.
4 (عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.)

(8/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 504
عن أبيه. وعنه مسعر وأبو عوانة وهشيم وغيرهم. قال أبو حاتم: هو عندي صالح. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. قال ابن سعد: قتل عبد الله بن علي عمر بن أبي سلمة مع ابن أخت له من بني أمية وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكذا قال خليفة. وقيل سنة ثلاث.
4 (عمر بن سليمان الدمشقي.)
روى عن شهر بن حوشب ومكحول وسعيد بن سنان.) وعنه بقية بن الوليد وعباد بن كثير وميسرة بن عبد ربه.
4 (عمر بن عامر القاضي م ن السلمي البصري أبو حفص.)
عن أم كلثوم وعن عائشة وعن قتادة وعمرو بن دينار وحماد بن أبي سليمان وجماعة.

(8/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 505
وعنه سالم بن نوح ومحمد بن عبد الواحد القطيعي ومعتمر بن سليمان ويزيد بن زريع وعباد بن العوام وعدة. قال ابن حبان في الثقات: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. قال ابن المديني: كان على قضاء البصرة مات فجأة.
4 (عمر بن عبد الله بن يعلى ق بن مرة الثقفي الكوفي.)
عن أنس بن مالك والمنهال بن عمرو وجدته حكيمة. وعنه الثوري وإسرائيل وأبو خالد الأحمر وزياد البكائي ومروان بن معاوية. ضعفه أحمد، وقال الدارقطني متروك.
4 (عمرو بن دينار البصري ت ق قهرمان آل الزبير، ابن شعيب أبو يحيى الأعور.)
روى عن سالم بن عبد الله وصيفي بن صهيب. وعنهه الحمادان وابن علية وعبد الوارث ومعتمر بن سليمان. ضعفه أحمد بن حنبل. وقال البخاري: فيه نظر.
4 (عمرو بن عامر د ن ق أو ابن عمرو أبو الزعراء الجشمي.)

(8/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 506
عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك وعبيد الله بن عبد الله وعكرمة. وعنه سفيان الثوري وعبيدة بن حميد وابن عيينة. وثقفه ابن معين.
4 (عمرو بن عبيد الله، أبو سهيل الأنصاري الخزرجي الواقفي والد محمد بن عمرو.)
روى عن سعيد بن المسيب وسعيد بن عمير. وعنه مالك وابن إسحاق وسليمان بن بلال والدرارودي. قال أبو حاتم: محله الصدق.
4 (عمرو بن عمران أبو السوداء النهدي د كوفي مقل.)
عن عبد خير وعن المسيب بن عبد خير وقيس بن أبي حازم وأبي مجلذ.) وعنه السفيانان وحفص بن عبد الرحمن بن سوقة. قال احمد وابن معين: ثقة. وقال أبو داود: قتل أيام قحطبة. عمرو بن أبي مولى المطلب ع بن عبد الله بن حنطب

(8/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 507
المخزومي أبو عثمان المدني. عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وأبي سعيد المقبري والأعرج وعكرمة. وعنه مالك ومحمد بن جعفر وأخوه إسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي الزناد والدراوردي وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أحمد: ما به بأس. وقال أبو داود: ليس بذاك. وقال ابن معين: ليس بحجة، واسم أبيه ميسرة.
4 (عمرو بن قيس، ع بن ثور بن مازن بن خيثمة أبو ثور السكوني الكندي الحمصي، لجدهم)
مازن صحبة. ولد عمرو عام قتل علي رضي الله عنه، وفد على معاوية مع أبيه. وروى عن عبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير واثلة بن الأسقع وأبي أمامة وعبد الله بن بسر وعاصم بن حميد السكوني وطائفة. وعنه معاوية بن صالح وسعيد بن عبد العزيز وثوابة بن عون الحموي وعبد الحميد بن عبد العزيز السكوني ومحمد بن حمير وجماعة.

(8/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 508
قال إسماعيل بن عياش: أدرك سبعين صحابياً وكان سيد أهل حمص. وقال ابن معين: شامي ثقة سمع عبد الله بن عمر. وقيل: إنه ولي جيش عمر بن عبد العزيز على غرو الصائفة. وقال ابن سعد: صالح الحديث. قال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة وحدث عن معاوية بحديثين. وقال عمير بن مغلس: ثنا أيوب بن منصور سمع عمرو بن قيس يقول: قال لي الحجاج: متى ولدت يا أبا ثور قلت: عام الجماعة سنة أربعين، قال: هي مولدي، قال بعض رواة هذا فتوفي) الحجاج سنة خمس وتسعين وتوفي عمرو بن قيس سنة أربعين مائة. قاله محمود بن خالد الدمشقي. وقال إسماعيل بن عياش: سمعته يقول: سمعت معاوية على المنبر يزع بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم نزلت في يوم جمعة يوم عرفة. قال: قال أبو حاتم وأحمد العجلي وغيرهما: ثقة. وقال الوليد: ثنا سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز أغزى الروم صائفتين على إحداهما عمرو بن قيس السكوني في أقل من أربعين ألفا نظراً منه لجماعة من كان أصابه الأزل على حصار قسطنطينية قال فخرج إليهم لاون طاغية الروم لما بلغه من قلتهم فلقيه سائح من سياحي الروم فقال: أين يريد الملك قال: هذه الطائفة القليلة، قال: تركت لقاءهم وأمراؤهم على تلك السيرة فلما وليهم هذا الرجل الصالح تعرضهم فقال: ذاك بالشام وهؤلاء

(8/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 509
بأرض الروم، قال: عمل ذاك مقدمة لهؤلاء. قال سعيد: فانصرف لاون عن لقائهم. وروى بقية عن أبي بكر ن بمريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص انظر الذين نصبوا أنفسهم للفقه وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مائة دينار من بيت المال، فكان عمرو بن قيس وأسد بن وداعة فيمن أخذها. وقال محمد بن عوف الطائي: ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا ثوابة بن عون التنوخي سمعت عمرو بن قيس السكوني يقول: حججت فلما فرغنا من حجنا خرجنا نريد العمرة من بطن مر فأغفيت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً من ناحية المدينة يريد مكة ومعه نفر من أصحابه على رواحلهم فسلمت عليه فرد علي ثم قال: تريد العمرة قلت: نعم بأبي أنت وأمي، فقال لي: لا، العمرة من الجحفة ثلاثاً فانتبهت فأخبرت أصحابي برؤياي وإلى جانبنا رجل معه حشم فلما سمعني أقص رؤياي أرسل إلي رسوله فقال: أبو عبد الرحمن يريدك، فقلت: من أبو عبد الرحمن قال: عبد الله بن عمرو، فقلت: أهل هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم فأتيته فقال: أنت الذي رأيت هذه الرؤيا قلت: نعم، قال: اقصصها علي رحمك الله، فقصصتها عليه حتى إذا انتهيت إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نشج ثم دعا بماء فتوضأ وحسا منه ثم قال: اردد علي رحمك الله فرددت عليه فتنفس حتى ظننت أن قلبه) خرج ثم قال: امض لما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامك فو الذي بعثه بالحق لربما سمعته غير مرة ولا مرتين يقول: من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة فمن رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي. قلت: وهم من قال: إنه مات سنة خمس وعشرين فإنه كان فيمن سار

(8/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 510
للطلب بدم الوليد بن يزيد إلى دمشق، والأصح أنه مات سنة أربعين ومائة فيكون عمره مائة سنة. وكذا قال في عمره محمود بن خالد.
4 (عمرو بن قيس الملائي الكوفي في الطبقة الآتية.)

4 (عمرو بن مهاجر د ق أبو عبيد الدمشقي. كبير حرس عمر بن عبد العزيز.)
رأى واثلة بن الأسقع وروى عن عمر بن عبد العزيز. وعنه أخوه محمد بن مهاجر والأوزاعي ويحيى بن حمزة وجماعة. وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد العجلي. قال إسماعيل بن عياش: ثنا عمرو بن مهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقتلوا أولادكم سراً فإن الغيل يدرك الرجل على ظهر فرسه عنى بالسر: الجماع. وقال إسماعيل بن عياش: ثنا عمرو بن مهاجر قال: صليت خلف واثلة ابن الأسقع على ستين جنازة ماتوا في الطاعة فجعل الرجال مما يليه. قال أبو مسهر: عمرو بن مهاجر بن دينار هو مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية. وقال ابن عائذ: ثنا أبو مسهر عمن حدثه عن عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن الريان وقد لبس جبة: ما دعاك إلى لبس هذه الجبة قال: سروراً بخلافتك، قال: من أين هي لك قال: من كسوتي أو من

(8/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 511
كسوة أهل بيتي، قال: انزع هذا السيف والحق بأهلك، اللهم إني قد وضعته لك فلا ترفعه. ثم قال هكذا: اللهم إني أستخبرك، يا كهل، قال عمرو: فظننت أنه يعني غيري، قال: إياك أعني، من أنت قلت: من الأنصار، قال: الحمد لله قد وليتك الحرس فالله الله في الضعيف. وقال يحيى بن حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال: إنما مثلي ومثل عمرو بن مهاجر كمثل رجل اتخذ سهماً لا ريش له والله للأريشنه.) وقيل: إنه جعل له في الشهر عشرين ديناراً. قال خليفة وغيره: مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
4 (عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري المازني ع)
عن أبيه وعباد بن تميم وعلقمة بن وقاص وسعيد بن يسار وأبي عبد الله دينار القراظ. وعنه مالك وإبراهيم بن طهمان والحمادان والسفيانان وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن محمد وطائفة سواهم. قال أبو حاتم: ثقة صالح. وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عنه فقال: صويلح وليس بقوي. يقال: توفي سنة بضع وثلاثين ومائة.

(8/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 512
4 (عمران بن أبي عطاء. هو أبو حمزة القصاب، سماه هكذا ابن أبي حاتم.)
وقيل: أبو حمزة القصاب ميمون، يأتي بكنيته، والصحيح أنهما اثنان وأن أبا حمزة عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي. روى عن ابن عباس ومحمد بن الحنفية، وعمر دهراً. روى عنه شعبة والثوري وأبو عوانة وهشيم وآخرون. وثقه يحيى بن معين. وقال أبو زرعة: بصري لين.
4 (عنبسة بن سعيد الواسطي القطان د)
عن شهر بن حوشب والحسن وجماعة. وعنه ابن أخيه وعبد الوهاب الثقفي. وهو ضعيف له حديث واحد في سنن أبي داود لكنه معروف بحميد الطويل.
4 (عنبسة بن سعيد أبو غنيم الكلاعي الدمشقي.)
عن أنس ومكحول وأبان بن أبي عياش وعدة.

(8/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 513
وعنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم وابن شابور وغيرهم. قال أبو زرعة: أحاديثه منكرة.
4 (عياش بن عباس م أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري والد عبد الله.)
) رأى عبد الله بن الحارث بن جزء وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والهيثم بن شفي وأبي عبد الرحمن الحبلي وعيسى بن هلال الصدفي وعدة. وعنه حيوة بن شريح وشعبة والليث وابن لهيعة والمفضل بن فضالة. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة ثلاث وثلاثين.
4 (عيسى بن سليم العنسي م ن الرستني. والرستن على ثلاثة فراسخ من حمص.)
يروي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير وراشد بن سعد. وعنه عمرو بن الحارث ويحيى بن حمزة وبقية وعيسى بن يونس. وثقه أبو حاتم وغيره. يكنى أبا حمزة وهو بالكنية أشهر.

(8/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 514
4 (عيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي المصري.)
عن صفوان بن سليم ومالك بن أنس. وعنه يحيى بن أيوب وابن لهيعة. مات شاباً.

(8/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 515
4 (حرف الغين)

4 (غالب بن مهران العبدي د ت ق البصري التمار.)
عن الشعبي وحميد بن هلال. وعنه قتادة وهو أكبر منه وشعبة وابن علية وعلى بن عاصم وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (غضيف بن أبي سفيان ن)
عن عمرو بن أوس ونافع بن عاصم الثقفي وأخيه يعقوب بن عاصم. وعنه سعيد بن السائب وعمرو بن وهب الطائفيان.
4 (غيلان بن جامع أبو عبد الله المحاربي الكوفي م د ن ق)
عن علقمة بن مرثد وسليمان بن بريدة والحكم بن عتيبة وجماعة. وعنه شعبة وسفيان ويعلى بن الحارث المحاربي وعلي بن عاصم.) ومات كهلاً، له نحو من عشرين حديثاً. وثقه ابن معين.

(8/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 516
4 (حرف الفاء)

4 (فرقد بن يعقوب السبخي ت ق من سبخة البصرة. وقيل: من سبخة الكوفة. أبو يعقوب)
النساج أحد العباد. روى عن أنس ومرة الطيب وإبراهيم التيمي وسعيد بن جبير. وعنه همام وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان الضبعي وحماد بن زيد وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال يحيى: ثقة. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. قال البخاري: في حديثه مناكير. روي أن الحسن دعي إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يا فرقد لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله عز وجل.

(8/516)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 517
وعن فرقد السبخي قال: قرأت في التوراة: أول ذنب عصي الله به: الكبر والحسد والحرص. قيل: إن فرقداً توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة.

(8/517)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 518
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن محمد أبو نهيك الأسدي.)
عن القاسم بن محمد وطاوس. وعنه مسعر بن كدام وسفيان وشريك وجرير بن عبد الحميد. وقد وثق.
4 (القاسم بن مهران م ن ق)
عن أبي رافع الصائغ. وعنه شعبة وهشيم وعبد الوارث وابن علية. وثقه ابن معين. عنده حديث واحد.)
4 (قحطبة بن شبيب الطائي المروزي الأمير.)
أحد دعاة بني العباس ومقدم الجيوش، قيل اسمه زياد وإنما قحطبة لقب.

(8/518)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 519
وهو والد الأميرين الحسن وحميد، أصابته ضربة في وجهه ليلة المسفاة فوقع في الفرات فهلك ولم يدر به. وذلك في المحرم من سنة اثنتين وثلاثين، وقد مر من شأنه في الحوادث.
4 (قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي المدني ق)
عن ابن عمر وسهل بن سعد وعمر بن أبي سلمة المخزومي. وعنه ابناه عبد الملك وصالح وسفيان بن سعيد وجرير بن عبد الحميد وآخرون. صويلح.
4 (القعقاع بن يزيد الضبي الكوفي الأعمى.)
روى عن إبراهيم النخعي والحسن البصري. وعنه سفيان وشريك وجرير بن عبد الحميد. وثقه ابن معين.

(8/519)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 520
4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن شنظير أبو قرة البصري سوى ت)
عن مجاهد وابن سيرين وعطاء وغيرهم. وعنه حماد بن زيد وعباد بن عباد عبد الوارث وبشر بن المفضل. قال أحمد: صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو زرعة: لين. وتردد ابن معين فيه.
4 (كثير النوا ت أبو إسماعيل الكوفي مولى بني تيم الله.)
روى عن عطية العوفي وأبي جعفر الباقر وجميع بن عمير. وكان من أجلاد الشيعة. روى عنه المسعودي وشريك وابن فضيل وعمر بن شبيب المسلي وغيرهم.

(8/520)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 521
قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث.)
4 (كرز بن وبرة الحارثي الكوفي، أحد الأولياء.)
روى عن أنس بن مالك وطارق بن شهاب والربيع بن خثيم ومجاهد وعطاء وطاوس. روى عنه أبو طيبة عيسى بن سليمان الدارمي لقيه بجرجان وسفيان الثوري ومحمد بن النضر الحارثي وعبيد الله الوصافي ومختار التيمي ومحمد بن فضل وغيرهم. روى ابن فضل عن أبيه أن كرزاً لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة حياء من الله تعالى. قال: وكان يكثر الصلاة فكان يقرأ القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات. وكان إذا خرج من بيته يأمر بالمعروف فربما ضربوه حتى يغشى عليه. قال حمزة السهمي: دخل كرزجرجان غازياً في سنة ثمان وتسعين مع يزيد بن المهلب ثم سكنها واتخذ بها مسجداً في طرف محلة سليمان آباذ، وكان معروفاً بالزهد والعبادة رحمة الله عليه. وقال ابن شبرمة: صحبنا كرز بن وبرة وكان لا ينزل منزلاً إلا ابنتى مسجداً وقام يصلي فيه. ولابن شبرمة:
(لو شئت كنت ككرز في تعبده .......... أو كابن طارق حول البيت في الحرم)

(قد حال دون لذيذ العيش خوفهما .......... وسارعا في طلاب الفوز والكرم)

(8/521)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 522
قال أحمد الدورقي: حدثني سعيد أبو عثمان قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال ابن شبرمة: سأل كرز بن وبرة ربه أن يعطيه الأسم الأعظم على أن لا يسأل به شيئاً من الدنيا فأعطيه، فسأل أن يقوى على ختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات. قال الدورقي: وحدثني جرير بن زياد بن كرز الحارثي عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة قال: أخبرني أبو سليمان المكتب قال: صحبت كرزاً إلى مكة فكان إذا نزل أدرج ثيابه في الرحل ثم تنحى للصلاة فإذا سمع رغاء الإبل أقبل، فاحتبس يوماً عن الوقت فانبث أصحابه في طلبه فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة وإذا سحابة تظله فلما رآني أقبل نحوي فقال: يا أبا سليمان لي إليك حاجة أحب أن تكتم ما رأيت، قلت: نعم. وعن النضر بن عبد الله عن روضة مولاة كرز قالت: قلنا من أين ينفق كرز قالت: كان يقول: يا روضة إذا اردت شيئاً فخذي من هذه الكوة، فكنت آخذ كلما أردت. قلت: وأما ابن طارق المذكور فهو محمد بن طارق.) قال ابن فضل: حزروا طوافه في اليوم والليلة عشرة فراسخ.
4 (كليب بن وائل خ د ت بن هنان التيمي البكري المدني نزيل الكوفة.)
روى عن ابن عمر وزينب بنت أبي سلمة وهانيء بن قيس.

(8/522)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 523
وعنه زائدة وعبد الواحد بن زياد وأبو إسحاق الفزاري وحفص بن غياث وآخرون. قال أبو داود: ليس به بأس. وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم.

(8/523)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 524
4 (حرف اللام)

4 (ليث بن أبي سليم توفي في قول مطين سنة ثمان وثلاثين ومائة، وسيأتي.)

(8/524)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 525
4 (حرف الميم)

4 (المحب بن حذلم، أبو خيرة الرعيني. مولاهم المصري أحد العابدين.)
قال ابن لهيعة: كان أبو خيرة يقرأ القرآن في كل يوم وليلة مرتين. وروى طلق بن السمح عن ضمام بن إسماعيل أن المحب أبا خيرة قام والحوثرة أمير مصر يخطب ويبكي فوق المنبر فقال أبو خيرة: يا محمداه ارفع رأسك فانظر ما فعلت أمتك بعدك، يا هذا اتق الله، فإن الله يقول يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فقال: خذوا المنافق فأتوه به وهو على المنبر فقيل له: مجنون، فقال: المحب أجن مني يقول ما لا يفعل قال: خلوه فإنه مجنون. تردى أبو خيرة فاستشهد وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله.
4 (محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ع أبو عبد الملك الأنصاري قاضي)
المدينة. كان أكبر من أخيه عبد الله بن أبي بكر. روى عن أبيه وعمرة وعباد بن تميم وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن. وعنه ابنه عبد الرحمن وشعبة والثوري وفضل بن فضالة وابن عبيد وآخرون. ورأى بعض الصحابة وكان من الثقات. قال الواقدي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (محمد بن جحادة الكوفي ع أحد الأئمة.)

(8/525)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 526
روى عن أنس وأبي حازم الأشجعي وأبي صالح السمان وأبي صالح باذام ورجاء بن حيوة) وخلق. وعن ابنه إسماعيل وشعبة وزهير بن معاوية وابن عيينة وعبد الوارث وآخرون. وثقه أحمد وأبو حاتم وكان من فضلاء أهل الكوفة. توفي بطريق مكة في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (محمد بن أبي حرملة القرشي خ م د ن ت مولاهم المدني أبو عبد الله.)
عن سليمان بن يسار وأبي سلمة وكريب. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة. وثقه النسائي وغيره.
4 (محمد بن خالد الضبي الكوفي ت)
عن انس بن مالك وإبراهيم النخعي وعطاء وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وجرير بن عبد الحميد وأبو معاوية وآخرون كبار. قال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس. وقال ابن ما كولا: كنيته أبو خبئة بخاء معجمة وبموحدة وهمزة، قال: وروى عنه إبراهيم الصائغ فكناه أبا خالد. وقال عبد الغني بن سعيد: أبو خبئة بالضم هو سؤر الأسد من أهل

(8/526)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 527
الكوفة وهو محمد بن خالد الضبي، كذا ضمه عبد الغني فالله أعلم.
4 (محمد بن زياد الإلهاني الحمصي خ من علماء بلده، والهان هو أخو همدان ابنا مالك بن)
زيد بن أوسلة القحطاني. يروي عن أبي أمامة الباهلي وأبي عنبة الخولاني وعبد الله بن بسر وأبي راشد الحبراني. وعنه إسماعيل بن عياش وعبد الله بن سالم الأشعري وبقية ومحمد بن حرب ومحمد بن حمير وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وبقي إلى حدود الأربعين ومائة.
4 (محمد بن زيد بن المهاجر م بن قنفذ بن عمير بن جدعان القرشي التيمي المدني.)
رأى ابن عمر وأخذ العطاء في إمرة معاوية. وروى عن عمير مولى آبى اللحم وسعيد بن) المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم. وعنه الزهري ومات قبله ومالك وهشام بن سعد والدراوردي وحفص بن غياث وبشر بن المفضل وآخرون. وثقه أحمد وابن معين.
4 (محمد بن سالم أبو سهل الهمداني الكوفي ت.)

(8/527)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 528
عن الشعبي وابن إسحاق. وعنه جرير بن عبد الحميد وابن فضيل ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وغيرهم. وكان فرضياً ولعله بقي إلي بعد الأربعين ومائة. تركه ابن المبارك. وقال القطان: ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك.
4 (محمد بن السائب ت ق بن بركة المكي.)
عن أمه وعن عمرو بن ميمون الأودي. وعنه ابن جريج وزهير بن محمد التميمي وزهير بن معاوية وابن عيينة ويحيى بن سليم إسماعيل بن علية. وثقه ابن معين وغيره، وهو مقل.
4 (محمد بن سعد الأنصاري، شامي.)
عن أبيه وأبي ظبية الكلاعي وربيعة القصير. وعنه شريك وهشيم وسفيان بن عيينة وابن فضيل. قال ابن معين: ليس بن بأس.

(8/528)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 529
4 (محمد بن سيف ت أبو رجاء البصري الحداني.)
عن عكرمة والحسن وابن سيرين ومطر الوراق. وعنه شعبة ويزيد بن زريع وابن علية. وثقه ابن معين.
4 (محمد بن شيبة بن نعامة الضبي الكوفي. م)
عن علقمة بن مرثد وعمرو بن مرة.) وعنه هشيم بن بشير وجرير وأبو معاوية وجماعة. وهو ثقه مقل.
4 (محمد بن طارق المكي العابد ق.)
روى عن ابن عمر وعن طاوس ومجاهد. وعنه ليث بن أبي سليم والثوري وسفيان بن عيينة. قد ذكر من اجتهاده في العبادة آنفاً في ترجمة كرز.
4 (محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة خ ن ق المازني أبو عبد الرحمن)
المدني. أحد الثقات.

(8/529)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 530
عن أبي الحباب سعيد بن يسار وعباد بن تميم وغيرهما. وعنه ابن إسحاق ومالك والوليد بن كثير وسفيان بن عيينة. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
4 (محمد بن عبد الله بن لبيد الأسدي، ويقال الأسلمي.)
ولي قضاء دمشق مديدة في إمرة مروان بن محمد ثم عزل بكلثوم بن زياد ثم ولي في دولة السفاح. حكى عنه محمد بن شعيب بن شابور.
4 (محمد بن عبد الله بن أبي عتيق خ د ت ن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق)
القرشي التيمي. روى عن نافع والزهري. وعنه سليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل ويزيد بن زريع وغيرهم. وكان ثقة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ع بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى)
أبو الأسود القرشي الأسدي يتيم عروة، لأن أباه أوصى به إليه. وكان جده نوفل من مهاجرة الحبشة وبها توفي.

(8/530)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 531
نزل أبو الأسود مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير وعن علي ابن الحسين والنعمان بن أبي عياش الزرقي وعكرمة الهاشمي وجماعة.) وعنه حيوة بن شريح وشعبة ومالك وابن لهيعة وآخرون. آخرهم وفاة أبو ضمرة أنس بن عياض. وكان أحد الثقات المشاهير. توفي سنة بضع وثلاثين ومائة.
4 (محمد بن عبد الملك بم مروان بن الحكم الأموي الأمير.)
ولي الديار المصرية لأخيه الخليفة هشام وكان فيه دين، ولما قتل الوليد غلب على الأردن. روى عن أبيه. وعنه الأوزاعي وزيد بن واقد وغيرهما. ظفر به عبد الله بن علي يوم نهر أبي فطرس فذبحه صبراً. قال ابن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يوثقه. وقيل: إنه سمع من المغيرة بن شعبة وهذا غلط. وذكر ابن يونس أنه روى عن رجل.
4 (محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله العلوي المدني من سادات بني)
هاشم.

(8/531)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 532
روى عن أبيه وعن عبيد الله بن أبي رافع وعمه محمد بن الحنفية والعباس ابن عبيد الله بن عباس. روى عنه بنوه عبيد الله وعبد الله وعمر وابن جريح وهشام بن سعد ويحيى ابن أيوب وسفيان والثوري ومحمد بن موسى الفطري وآخرون. قال ابن سعد: أدرك خلافة بني العباس. وقال جويرية بن أسماء: كان الناس يقولون إن محمد بن عمر بن علي يشبه جده علياً رضي الله عنه.
4 (محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي المدني خ م د ن.)
عن عطاء بن يسار ومعبد بن كعب بن مالك ومحمد بن عمرو بن عطاء والزهري. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر ومسلم الزنجي والدراوردي وزهير بن محمد المروزي. وثقة أبو حاتم.
4 (محمد بن كريب مولى ابن عباس، أخو رشدين.)
) روى عن أبيه.

(8/532)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 533
وعنه إسرائيل وعبد الرحيم بن سليمان وغيرهما. ضعفوه.
4 (محمد بن المنكدر ع قد تقدم. وقيل توفي سنة إحدى وثلاثين.)

4 (مخارق بن خليفة م د ت ن ويقال ابن عبد لله بن جابر الأحمسي الكوفي.)
عن طارق بن شهاب. وعنه شعبة والسفيانان وإسرائيل وعبيدة بن حميد وآخرون. وثقه احمد.
4 (مختار بن فلفل الكوفي م د ت ن.)
عن أنس بن مالك وإبراهيم التيمي. وعنه الثوري وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن إدريس وابن فضيل وحفص ابن غياث وآخرون. وثقه أحمد وغيره. وكان خيراً رقيق القلب بكاء عند الذكر، تفرد بحديث خير البرية إبراهيم عليه السلام، وبقي إلى حدود الأربعين ومائة.
4 (مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية

(8/533)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 534
الخليفة أبو عبد الملك)
الأموي، ويلقب بمروان الحمار ومروان الجعدي، وتلك نسبة إلى مؤدبة الجعد بن درهم، ويقال: فلان أصبر من حمار في الحروب، ولهذا قيل له مروان الحمار فإنه كان لا يخف له لبد في محاربة الخارجين عليه. كان يصل السرى بالسير ويصبر على مكاره الحرب. وقيل: سمي بالحمار لأن العرب تسمي كل مائة سنة حماراً فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار لذلك وأخذوه من قوله تعالى في موت حمار العزيز. وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس. ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين وأبوه متوليها، وأمه أم ولد، وقد ولي ولايات جليلة قبل الخلافة، وافتتح قونية سنة خمس ومائة، وولي الجزيرة وأذربيجان سنة أربع عشرة ومائة، وكان مشهوراً بالفروسية والإقدام والرجلة والدهاء وفيه عسف. سار مرة حتى جاوز نهر) الروم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة. قاله خليفة. وقال ابن أبي الدنيا وغيره: كان مروان أبيض شديد الشهلة ضخم الخامة كث اللحية أبيضها ربعة من الرجال. وقال الوليد بن مسلم: بويع يوم نصف سنة سبع وعشرين ومائة. وقال غيره: لما قتل الوليد بلغ ذلك مروان وهو على أرمينية فدعا إلى بيعة من رضيه المسلمون فبايعوه فلما بلغه موت يزيد الناقص أنفق الخزائن وسار في

(8/534)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 535
بضع وثلاثين فارساً من الجزيرة واستخلف عليها أخاه عبد العزيز بن محمد فلما وصل إلى حلب باييعه خلق من القيسية ثم قدم حمص فدعاهم إلى المسير معو إلى بيعة وليي العهد الحكم وعثمان ابني الوليد وكانا محبوسين عند إبراهيم الذي استخلف بدمشق بعد وفاة أخيه يزيد بن الوليد فسار معه جيش حمص وخرج لحربه أصحاب إبراهيم فالتقى الجمعان بمرج عذراء فهزمهم مروان، وكان عليهم سليمان بن هشام بن عبد الملك فانهزم بعد حرب شديد، فبرز إبراهيم بن الوليد وعسكر بميدان الحصى ومعه الخزائن فتفلل عنه الناس فتوثب أعوانه فقتلوا وليي العهد المذكورين وقتلوا معهما يوسف بن عمر في السجن، وثار أحداث أهل دمشق بعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فقتلوه لكونه سعى في قتل هؤلاء الثلاثة ثم أخرجوا من الحبس أبا محمد عبد الله بن يزيد بن معاوية ووضعوه على منبر دمشق وفكوا قيوده ليبايعوه، ووضعوا رأس عبد العزيز المذكور بين يديه فخطبهم وحضهم على الجماعة، وبايع لمروان بن محمد فهرب حينئذ من ميدان الحصى إبراهيم بن الوليد وأمن مروان أهل البلد ورضي عنهم، فأول من سلم عليه بالخلافة أبو محمد المذكور واستوثق له الأمر وأمر بنبش يزيد الناقص رحمه الله تعالى وصلبه، وأما إبراهيم فإنه خلع نفسه وبعث بالبيعة إلى مروان فأمنه، وتحول إبراهيم فنزل الرقة خاملاً ثم استأمن سليمان ابن هشام فأمنه مروان. قال المدائني وغيره: كان مروان عظيم المروءة يحب اللهو والسماع غير أنه شغل بالحروب وكان يحب الحركة والأسفار. وقال منصور بن أبي مزاحم: سمعت الوزير أبا عبيد الله يقول: سألني المنصور: ما كان أشياخك الشاميون يقولون قلت: أدركتهم يقولون: إن الخليفة إذا استخلف غفر له ما مضى من ذنوبه، فقال: إي والله وما تأخر، أتدري ما الخليفة به تقام الصلاة وبه يحج البيت ويجاهد) العدو، قال: فعدد

(8/535)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 536
من مناقب الخليفة ما لم أسمع أحداً ذكر مثله. وقال: والله لو عرفت من حق الخلافة في دهر بني أمية ما أعرف اليوم لأتيت الرجل منهم حتى أبايعه أقول: مرني بم شئت، فقال له ابنه المهدي: وكان الوليد منهم فقال: قبح الله الوليد ومن أقعده خليفة، قال: أفكان مروان بن محمد منهم فقال المنصور: لله در مروان ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الفيء. قال: فلم قتلتموه قال: للأمر الذي سبق في علم الله. وعن إسحاق بن مسلم العقيلي قال: رأيت مروان فعل فعلاً فظيعاً أدخل عليه يزيد بن خالد بن عبد الله القسري فاستدناه ولف منديلاً على إصبعه ثم أدخلها في عين يزيد فقلعها واستخرج الحدقة ثم أدار يده فأخرج حدقته الأخرى وما سمعت ليزيد كلمة، وكان قد حارب مروان قبل أن يستخلف وقام مع إبراهيم بن الوليد. قال خليفة بن خياط: وسار مروان لحرب بني العباس فكان في مائة ألف وخمسين ألفاً فسار حتى نزل الزابين دون الموصل فالتقى هو وعبد الله بن علي عم المنصور في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين فانكسر مروان وقطع الجسور إلى الجزيرة وأخذ بيوت الأموال والكنوز فقدم الشام فاستولى عبد الله على الجزيرة وطلب الشام وفر منه مروان ونزل عبد الله دمشق، فلما بلغ مروان أخذ دمشق وهو حينئذ بأرض فلسطين دخل إلى أرض مصر وعبر النيل وطلب الصعيد، فوجه عبد الله بن علي أخاه صالح بن علي فطلب مروان وعلى طلائعه عمرو بن إسماعيل، فساق عمرو في أثر مروان فلحقه بقرية بوصير فبيته فقتله. وقال أبو معشر السندي: قتل مروان وهو ابن اثنتين وستين سنة.

(8/536)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 537
وقال يعقوب الفسوي: نزل بوصير وسهر وتطير باسم بوصير فاحاط عامر بن إسماعيل ببوصير فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين. ويروي أن مروان مر في هربه على راهب فقال: يا راهب هل تبلغ الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكاً قال: نعم، قال: كيف قال: بحبها قال: فما السبيل إلى العتق قال: ببغضها والتخلي منها. قال هذا ما لا يكون قال: بل سيكون فبادر بالهرب منها قبل أن تبادرك، قال: هل تعرفني قال: نعم أنت مروان ملك العرب تقتل في بلاد السودان وتدفن بلا أكفان ولولا أن الموت في طلبك لدللتك على موضع هربك. قال هشام بن عمار: ثنا عبد المؤمن بن مهلهل عن أبيه قال: قال لي مروان لما أن عظم أمر) أصحاب الرايات السود: لولا وحشتي لك وأنسي بك لأحببت أن تكون ذريعة فيما بيني وبين هؤلاء فتأخذ لي ولك الأمان قلت: وبلغت هذا الحال قال: إي والله، قلت: فأدلك على أحسن ما أردت، قال: قل، قلت: إبراهيم بن محمد في يدك تخرجه من الحبس وتزوجه بنتك وتشركه في أمرك فإن كان الأمر كما تقول انتفعت بذلك عنده وإن لم يكن كذلك كنت قد وضعت نبتك في كفاءة، قال: أشرت والله بالرأي ولكن والله السيف أهون من هذا.
4 (مسحاج بن موسى الضبي الكوفي د.)
سمع من أنس بن مالك. وعنه جرير وأبو معاوية ومروان الفزاري. وثقه ابن معين.

(8/537)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 538
4 (مسلم بن زياد الحمصي.)
د ت. عن أنس وعمر بن عبد العزيز وكان على خيله، ورأى فضالة بن عبيد رضي الله عنه. روى عنه إسماعيل بن عياش وابن لهيعة وبقية بن الوليد.
4 (مسلم بن سالم أبو فروة الجهني سوى ت نزل فيهم بالكوفة وليس منهم.)
روى عن عبد الله بن عكيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الأحوص عوف وغيرهم. وعن مسعر وشعبة والسفيانان وزياد البكائي وجماعة. وثقه ابن معين.
4 (مسلم بن عبيد. هو أبو نصيرة، يأتي بالكنية.)

4 (مسلم بن كيسان الضبي ت ق الملائي الكوفي الأعور.)
عن أنس وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهد. وعنه جرير بن عبد الحميد وعلي بن مسهر وابن فضيل والمحاربي وعلي بن عاصم وآخرون.

(8/538)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 539
ضعفوه. كان يحيى القطان لا يحدث عنه. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: ضعيف.) وقال غيره: متروك.
4 (المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي.)
عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير وابن عباس وغيرهما. وعنه أبو علقمة عبد الله بن محمد الفروي وابن إسحاق ومالك وإبراهيم بن سعد وأبو بكر بن أبي سبرة. وهو مدني مقل خرج البخاري في كتاب الأدب تأليفه.
4 (مطرح بن يزيد ق أبو المهلب الأسدي الكوفي. عداده في الشاميين.)
روى عن بشر بن نمير وعبيد الله بن زحر. وعنه ابن عيينة وأبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن إدريس والمحاربي. وقد روى عنه من شيوخه عاصم بن بهدلة. ضعفه النسائي غيره. مات شاباً فإنه من أقران الرواة عنه.

(8/539)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 540
4 (مطير بن أبي خالد.)
عن أبي هريرة وعائشة وثابت البجلي. وعنه ابنه موسى بن مطير وعوسجة وعلي بن هاشم بن البريد. ضعفوه.
4 (معاوية بن سعيد التجيبي ق مولاهم المصري.)
عن أبي قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب. وعنه يحيى بن أيوب ورشدين بن سعد وبقية بن الوليد.
4 (معبد بن هلال العنزي البصري خ م ن.)
عن عقبة بن عامر الجهني إن صح وأنس بن مالك والحسن. وعنه سليمان التيمي والجريري والحمادان ومعتمر بن سليمان. وكان أحد الثقات.
4 (مغيرة بن حبيب، أبو صالح الأزدي البصري ختن مالك بن دينار.)
عن شهر بن حوشب وسالم بن عبد الله وغيرهما.

(8/540)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 541
وعنه هشام الدستوائي وحماد بن زيد وصالح المري وجعفر بن سليمان وبشر بن المفضل.) وهو صالح الحديث.
4 (مغيرة بن عبيد الله بن المغيرة الفزاري. أمير مصر في دولة مروان ابن محمد كان حسن)
السيرة. ذكره ابن يونس. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (مغيرة بن مقسم الضبي ع الكوفي الأعمى أبو هشام. أحد الأعلام من موالي بني ضبة.)
تفقه بإبراهيم النخعي وبالشعبي وروى عنهما وعن أبي وائل شقيق ومجاهد. وعنه شعبة وزائدة وإسرائيل وأبو عوانة وخلق آخرهم موتاً: محمد بن فضيل. قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان. وروى جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته. قال أبو داود: قد سمع مغيرة من مجاهد وأبى وائل وأبي رزين، قال:

(8/541)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 542
ومغيرة لا يدلس سمع من إبراهيم مائة وثمانين حديثاً وقد أدخل بينه وبين إبراهيم قريباً من عشرين رجلاً. وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن ابن معين: مغيرة ثقة مأمون. وقال فضيل بن غزوان: عنا نجلس أنا ومغيرة وعدد ناسا نتذاكر الفقه فربما لم نقم حتى نسمع النداء بصلاة الفجر. وقال جرير: سمعت مغيرة يقول: إني لأحتسب في منعي الحديث اليوم كما تحتسبون في بذله. وكان مكفوف البصر. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان مغيرة من الفقهاء. وكان عثمانياً إلا أنه كان يحمل على علي رضي الله عنه بعض الحمل. وروى جرير عن مغيرة قال: إذا تكلم اللسان بما لا يعنيه قال الفتى: واحرباه. وروى فضيل بن عياض عن مغيرة قال: من طلب الحديث قلت صلاته. وقال أبو بكر بن عياش: ما رأيت أحداً أفقه من مغيرة فلزمته ولا أقرأ من عاصم فقرأت عليه. قال أحمد بن حنبل: مغيرة صاحب سنة ذكي حافظ في روايته عن إبراهيم ضعف. وقال حجاج عن شعبة قال: مغيرة أحفظ من الحكم. وقال ابن فضيل: كان مغيرة يدلس وكنا لا نكتب عنه إلا ما قال ثنا إبراهيم.)

(8/542)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 543
وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت مغيرة يخضب بحناء. قال ابن نمير وغيره: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وقيل سنة أربع.
4 (مقاتل بن حيان البلخي. سيأتي في الطبقة الأخرى.)

4 (منصور بن جمهور الكلبي المزي الدمشقي الأمير.)
أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد ثم إنه سار إلى العراق. فذكر خليفة أنه افتعل عهداً على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوماً وجعل على شرطته حجاج بن أرطأة. قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدرياً فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشاً.
4 (منصور بن زاذان ع أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط)
مشهور يزاز. روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن البصري وابن سيرين وحميد بن هلال وعدة. وعنه شعبة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم.

(8/543)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 544
قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح غلى المغرب. قال ابن سعد: وكان ثقة ثبتاً سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك. وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم في يوم مرتين وكان يصلي الليل كله. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: ثنا محمد بن عيينة حدثني مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان قال: كنت أصلي أنا ومنصور بن زاذان جميعاً فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه فيما بين المغرب والعشاء وكان يبل عمامته من دموع عينيه رحمة الله عليه. وقال صالح بن عمر الواسطي: كان الحسن البصري يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم) منصور بن زاذان القرآن. أنبئت عن أبي المكارم اللبان أنا الحداد أنا أبو نعيم ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي ثنا عباس ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شعبة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.

(8/544)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 545
وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات والشر والبطر يزيد في السيئات. وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال: فرأيت النصارى على حده والمجوس على حده واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام. قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
4 (منصور بن عبد الرحمن بن طلحة خ م د ن ق بن الحارث العبدري الحجبي المكي أخو)
محمد. روى عن أمه صفية بنت شيبة وسعيد بن جبير. وعنه زهير بن معاوية والسفيانان ووهيب بن خالد وفضيل بن سليمان النميري وجماعة. اثنى عليه سفيان بن عيينة وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات. وثقه النسائي وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فيه، وهو قليل الرواية. مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.
4 (منصور بن عبد الرحمن الغداني م د البصري الأشل.)

(8/545)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 546
روى عن الحسن والشعبي. روى عنه شعبة وبشر بن المفضل وابن علية. وثقه ابن معين وغيره. وأشار أبو حاتم إلى لين ما فيه.
4 (منصور بن المعتمر اسلمي ع الإمام العلم أبو عتاب الكوفي.)
روى عن أبي وائل وإبراهيم والشعبي وربعي بن حراش وسعيد بن جبير وعبد الله بن مرة وأبي حازم الأشجعي وأبي الضحى وهلال بن يساف والزهري وعمرو بن مرة والحكم) ومجاهدة وخلق. وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة. روى عن شعبة وسفيان وشيبان النحوي وشريك وفضيل بن عياض وأبو الأحوص وابن عيينة وجرير ومعتمر بن سليمان وعبيدة بن حميد وخلق سواهم. وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شعبة: قال منصور: ما كتبت حديثاً قط. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه فتقول له أمه: قتلت قتيلاً فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي. وقد أخذه يوسف بن عمر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه ثم خلي عنه يعني لما أيسوا منه.

(8/546)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 547
وقال أحمد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فيه أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قالت فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات. قال ابن عيينة: كان منصور في الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني في الرباط. وقال أبو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رأيت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه كان يكذب. وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس. وقال سفيان الثوري: كنت إذا رأيت منصوراً قلت: الساعة يموت. كان في خده خال مما ظهر من البكاء. قال أبو داود: طلب منصور الحديث قبل الجماجم، يعني في حدود الثمانين، قال والأعمش طلب بعده. وقال أبو حاتم: هو أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش. قال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.) وقال شعبة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي. وقال أبو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما. فبلغ ذلك خالد بن عبد الله أو ابن هبيرة الذي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع

(8/547)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 548
إلا من أعان عليه بشهوة، قال يعني فعزله. وقال أبو بكر بن عياش: ربما كنت مع منصور جالساً في منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صواماً قواماً. قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري. وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور قال: إني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أبيه. قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة.
4 (منصور بن أبي الهياج حيان م د ن الأسدي الكوفي.)
روى عن أبي الطفيل وعمرو بن ميمون الأودي وسعيد بن جبير. وعنه سفيان وشعبة وأبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون وجماعة. قال أبو حاتم: كان ثبتاً.
4 (مهاجر بن مخلد ت ن ق.)
روى عن أبي العالية الرياحي وعبد الرحمن بن أبي بكر. وعنه حماد بن زيد ووهيب وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم. قال ابن معين: هو صالح.

(8/548)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 549
4 (موسى بن أيوب د ت ن ويقال ابن أبي أيوب الحمصي أبو الفيض المهري.)
عن سليم بن عامر الخبايري وعبد الله بن مرة الزرقي وأرسل عن معاذ بن جبل ومعاوية. وعنه زيد بن أبي أنيسة وشعبة لقيه بواسط. قال ابن معين: هو من أبناء جند الحجاج ثقة. وقال أبو حاتم: صالح.
4 (موسى بن أبي تميم م ن مدني.)
) عن سعيد بن يسار. وعنه مالك وسليمان بن بلال. وثقه أبو حاتم.
4 (موسى بن جبير المدني د ق الحذاء مولى الأنصار.)
عن أبي أمامة بن سهل وعبد الله بن كعب بن مالك ومعاذ بن رفاعة الزرقي.

(8/549)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 550
ونزل مصر. روى عنه عمرو بن الحارث وزهير بن معاوية والليث وبكر بن مضر.
4 (موسى بن سالم أبو جهضم مولى آل العباس.)
روى عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. وعنه الثوري والحمادان والليث وعبد الوارث وابن علية. وثقه أحمد وابن معين. له حديث أو حديثان.
4 (موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي م د ق الأنصاري الكوفي.)
عن أبيه وعن امرأة صحابية من بني عبد الأشهل وعن عبد الرحمن بن هلال. وعنه الأعمش ومسعر ومعتمر بن سليمان. وثقه ابن معين.
4 (موسى بن أبي عائشة الهمداني الكوفي ع العابد أحد الأعلام.)
روى عن سعيد بن جبير وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وزائدة وأبو إسحاق الفزاري وعبيدة بن حميد وآخرون.

(8/550)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 551
وثقه ابن عيينة. وقال جرير بن عبد الحميد: كنت إذا رأيته ذكرت الله لرؤيته. وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه. وقال سفيان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عائشة: ما رفعت رأسي قط إلا رأيته قائماً يصلي.

(8/551)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 552
4 (حرف النون)

4 (نافع بن مالك ع بن أبي عامر أبو سهيل الأصبحي المدني.)
) روى عن ابن عمر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أبيه. روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس والزهري مع تقدمه وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن جعفر. وثقه أحمد وغيره.
4 (نصر بن سيار، الأمير أبو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الخمار.)
روى عن عكرمة وأبي الزبير. وعنه ابن المبارك ومحمد بن الفضل بن عطية وغيرهما. وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة. خرج عليه أبو مسلم الخراساني وحاربه فعجز نصر عنه واستصرخ بمروان

(8/552)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 553
غير مرة فبعد عن إنجاده واشتغل عنه باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدام أبي مسلم فأدركه الموت على فاقه إليه بناحية ساوة. وقيل: بل مرض بالري وحمل إلى ساوة فمات بها في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين. وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو.
4 (نصر بن علقمة الحضرمي ن ق أبو علقمة الحمصي.)
روى عن أخيه محفوظ وجبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود العنسي. وعنه الوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ. قال دحيم: هو وأخوه ثقتان.
4 (النعمان بن راشد م أبو إسحاق الرقي.)
عن ميمون بن مهران والزهري وزيد بن أبي أنيسة. وعنه ابن جريح وحماد بن سلمة ووهيب وحماد بن زيد وغيرهم. ضعفه ابن معين وغيره، وحسن أمره أبو حاتم. وقال البخاري: في حديثه وهم كثير.

(8/553)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 554
4 (النعمان بن المنذر د ن أبو الوزير الغساني الدمشقي.)
عن عطاء بن أبي رباح ومكحول ونافع وجماعة. وعنه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وابن شابور وجماعة.) وثقه أبو زرعة: وقال أبو مسهر: كان قدرياً. قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن سعد: في أول خلافة بني العباس.
4 (نوح بن ذكوان البصري ق.)
عن أخيه أيوب بن ذكوان والحسن البصري وعطاء ويحيى بن أبي كثير. وعنه يوسف بن أبي كثير وسويد بن عبد العزيز. قال أبو حاتم: ليس بشيء.

(8/554)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 555
4 (حرف الهاء)

4 (هاشم بن بلال د ق أبو عقيل الشامي.)
قاضي واسط. روى عن أبي سلام الأسود وسابق بن ناجية. وعنه مسعر وشعبة وهشيم. وثقه ابن معين.
4 (هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.)
قد ذكر في الحوادث أنه خرج بدمشق.
4 (هلال بن خباب أبو العلاء البصري. ياتي في الطبقة الآتية.)

4 (همام بن منبه ع ابن كامل بن سيج اليماني الأبناوي الصنعاني أبو عقبة. صاحب)
الصحيفة التي كتبها عن أبي هريرة.

(8/555)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 556
وروى عن ابن عباس ومعاوية أيضاً. وعنه أخوه وهب ومات قبله بدهر وابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر بن راشد وعلي بن الحسن بن اتش الصنعاني. وثقه يحيى بن معين وغيره. وقال الميموني: سمعت أحمد يقول في صحيفة همام أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قريء عليه مما هو قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثاً.) وقال أحمد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه فجالس أبا هريرة بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر. وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين. وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة. قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عنه الصحيفة التي له عن أبي هريرة معمر وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عبد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عنه إسحاق الدبري وعاش بعد عبد الرزاق ثلاثاً وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أبو القاسم الطبراني وعاش بعده ستاً وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين. قاله البخاري. قال علي: سألت رجلاً قد لقي هماما عن موته فقال: سنة أثنتين وثلاثين ومائة.

(8/556)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 557
4 (هود بن عطاء اليمامي.)
عن أنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح وشداد بن عبد الله وسالم بن عبد الله. وعنه الأوزاعي ومعاوية بن سلام وعبد الملك بن محمد الصنعاني. قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه وفي القلب عن مثله.

(8/557)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 558
4 (حرف الواو)

4 (واصل بن عطاء، أبو حذيفة البصري الغزال.)
مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبة، ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفوهين لكنه يلثغ بالراء يبدلها غنياً فكان لاقتداره على العربية وتوسعه في الكلام يتجنب الراء في خطابه حتى قيل فيه:
(ويجعل البر قمحاً في تصرفه .......... وخالف الراء حتى احتال للشعر)
وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هو منزلة بين المنزلتين فطرده لذلك الحسن، فمن ثم قيل لهم المعتزلة لذلك. وما أملح ما قال بعض الشعراء.
(وجعلت وصلي الراء لم تنطق به .......... وقطعتني حتى كأنك واصل)
)

(8/558)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 559
وبلغنا أن لواصل تصانيف منها تأليف في أصناف المرجثة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك. وقيل: إنما عرف بالغزال لأنه كان يدور في سوق الغزل فيتصدق على النساء، ومن مقالاته أنه كان يشك في عدالة من حضر وقعة الجمل فقال: إحدى الفئتين مخطئة في نفس الأمر، فلو شهد عندي علي وطلحة وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم لأن أحدهم فاسق لا بعينه. قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد في النار نسأل الله العافية. ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء في الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البديه: عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين وكان يجيز القراءة بالمعنى، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز. يقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. واقد بن محمد بن زيد خ م د ن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أحد الأخوة. روى عن سعيد بن مرجانة ونافع ووالده محمد. وعنه أخوه عاصم وابنه عثمان وشعبة وغيرهم.
4 (واهب بن عبد الله المعافري أبو عبد الله الكعبي المصري.)

(8/559)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 560
روى عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وعقبة بن عامر وابن عمر وحسان بن كريب وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن شريح والليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل ورجاء ابن أبي عطاء المؤذن. وثقه ابن حبان. وقد خرج له البخاري في كتاب الأدب وكان معمراً عالي السند. قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة.
4 (الوليد بن قيس أبو همام السكوني الكوفي والد شجاع بن الوليد.)
روى عن سويد بن غفلة وعمرو بن ميمون الأودي والضحاك بن قيس. وعنه سفيان الثوري وزهير بن معاوية وعنبسة بن سعيد. وثقه ابن معين.) ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير.
4 (الوليد بن أبي هشام البصري م.)
عن الحسن ونافع وأبي بكر بن حزم. وعنه أخوه أبو المقدام هشام بن زياد وجويرية بن أسماء وإسماعيل بن علية. وثقه أحمد بن حنبل.

(8/560)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 561
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أبي إسحق الحضرمي ع مولاهم البصري. واسم أبيه زيد بن الحارث، ويحيى)
وعبد الله جد المقريء يعقوب أخوان. سمع انس بن مالك وسالم بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي بكرة وجماعة. روى عنه شعبة وسفيان وعباد بن العوام وعبد الوارث وهشيم وابن علية وآخرون، وقد روى عنه محمد بن سيرين أحد شيوخه. قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية. قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين.
4 (يحيى بن حيان أبو هلال الطائي الكوفي.)
عن شريح القاضي. وعنه السفيانان وشريك والقاسم بن مالك المزني.
4 (يحيى بن عبد الله الكوفي د ت ق أبو يحيى الجابر. كان يجبر الأعضاء المكسورة.)

(8/561)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 562
روى عن سالم بن أبي الجعد وأبي ماجدة الحنفي. وعنه شعبة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وحفص بن غياث. قال أحمد: ليس به بأس. وقال يحيى والنسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يحتج به.
4 (يحيى بن عتيق البصري م د ن.)
عن مجاهد والحسن وابن سيرين. وعنه الحمادان وهمام وابن علية.) قال فيه أويب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته.
4 (يحيى بن أبي كثير. قد مضى.)

4 (يحيى بن ميمون الضبي العطار ن ق بصري ثقة مقل.)
روى عن أبي عثمان النهدي وسعيد بن جبير. وعنه شعبة وحماد بن زيد وابن علية وعلي بن عاصم.
4 (يحيى بن يحيى بن قيس د بن حارثة بن عمرو أبو عثمان

(8/562)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 563
الأزدي الغساني.)
عالم أهل دمشق ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عبد العزيز. وروى عن أبي إدريس الخولاني وعروة بن الزبير ومكحول ومحمود ابن لبيد وعمرة وابن المسيب وغيرهم. وعنه ابنه هشام وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ومحمد بن راشد المكحولي وأبو بكر بن أبي مريم وسفيان بن عيينة وآخرون. وثقه ابن معين. وقال ابن سعد: كان عالماً بالفتيا والقضاء وله أحاديث. توفي سنة خمسين وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أبي حاتم قال: فيقال إنه شرق بشربة ماء فمات. وقال يزيد بن محمد في تاريخ الموصل: ولي الموصل لعمر بن عبد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثاً فقيهاً فصيحاً بليغاً. وقيل: بل توفي في رمضان سنة اثنتين وثلاثين مائة، عاش سبعين سنة.
4 (يحيى بن يزيد الهنائي البصري م د.)
عن أنس بن مالك وعن الفرزدق. وعنه شعبة وخلف بن خليفة وإسماعيل بن علية. كنيته أبو يزيد.

(8/563)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 564
4 (يحيى البكاء ت ق الأزدي مولاهم البصري. واسم أبيه سليم.)
عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية. وعنه الحمادان وعبد الوارث وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن) عاصم. قال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي. وكان يحيى القطان لا يرضاه. وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله. قلت: يقال توفي سنة ثلاثين ومائة فيحول إليها إن تيسر.
4 (يزيد بن أيهم، أبو رواحة الحمصي.)
عن الهيثم بن مالك الطائي وعبد الأعلى بن هلال ولقمان بن عامر وغيرهم وعنه إسماعيل بن عياش وصفوان بن عمرو وبقية وآخرون. ما علمت فيه جرحاً.
4 (يزيد بن أبي زياد الكوفي م متابعة، مولى بني هاشم.)
عن إبراهيم النخعي وسالم بن أبي الجعد وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومولاه من فوق عبد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وجماعة.

(8/564)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 565
وعنه شعبة وسفيان وزائدة وابن عيينة وعلي بن مسهر وابن نمير وهشيم وعلي بن عاصم وخلق. وكان محدثاً مكثراً شيعياً ليس بحجة يكنى أبا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة. قيل: كان يوم قتل الحسين مراهقاً وكان صدوقاً في نفسه سيء الحفظ. قال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال ابن حبان: كبروساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين. وسماع من سمع منه أول أمره صحيح. وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أبي زياد الدمشقي. وسئل أحمد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه. وساق له ابن حبان مناكير. توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة.
4 (يزيد بن زياد ت وقيل بن أبي زياد المخزومي مولاهم المدني.)
عن محمد بن كعب القرظي. وعنه ابن إسحاق ومالك، وثقه النسائي.)
4 (يزيد بن زياد الدمشقي. يأتي في طبقة الثوري.)

4 (يزيد بن أبي سعيد القرشي، النحوي أبو الحسن المروزي.)

(8/565)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 566
عن سليمان بن بريدة وأخيه عبد الله بن بريدة وعكرمة ومجاهد. وعنه الحسين بن واقد وعبد الله بن سعد الدشتكي وأبو حمزة السكري ونوح الجامع. قال ابن أبي داود: هو من نحو بطن من الأزد. وقال ابن معين وأبو زرعة: ثقة. وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقياً من الرفعاء تالياً لكتاب الله عالماً بما فيه عاملاً. قتله أبو مسلم سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (يزيد بن عبد الله بن خصيفة ع بن يزيد وهو ابن ابن أخي السائب ابن يزيد الكندي)
المدني. عن السائب وعروة بن الزبير وبشر بن سعيد ويزيد بن قسيط. وعن السفيانان ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوردي وآخرون. وثقه ابن معين. وقال ابن سعد: كان عابداً ناسكاً كثير الحديث ثبتاً.
4 (يزيد ب عبد الله بن أسامة بن الهاد ع أبو عبد الليثي المدني

(8/566)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 567
الأعرج ابن أخي عبد الله بن)
شداد. روى عن محمد بن كعب وشرحبيل بن سعد وأبي بكر بن حزم ومحمد بن إبراهيم التيمي والزهري وعدة. وعنه مالك والليث بن سعد وبكر بن مضر وسفيان بن عيينة وعبد العزيز ابن أبي حازم والدراوردي وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. وثقه ابن معين وغيره وكان من أئمة العلم. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
4 (يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد أبو عبد الله النجراني الدمشقي.)
عن القاسم أبي عبد الرحمن والحسن بن ذكوان وغيرهما. وعنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وعدة. وهو بالكنية أشهر.) قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني قد ذكر.)
وحكى الوليد بن مسلم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة.
4 (يزيد بن عمر بن هبيرة، الأمير أبو خالد الفزاري.)
متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخياً جواداً وبطلاً شجاعاً.

(8/567)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 568
وخطيباً بليغاً وكان من الأكلة وله في كثرة الأكل أخبار، حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف فخذل وكان أبو جعفر قد أمنه ثم قتله صبراً وغدر به فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه داود ومواليه وحاجبه ثم نزلوا عليه بأسيافهم وقد سجد لله تعالى، وكان قد ولي إمرة قنسرين للوليد بن يزيد وكان مع مروان إذ غلب على الأمر، ولد في سنة سبع وثمانين. قال المدائني: كان جسيماً كثير الأكل طويلاً ضخماً خطيباً شجاعاً، وكان رزقه في العام ستمائة ألف فكان يقسمها في خواصه وفي العلماء والوجوه. وعن محمد بن كثير قال: ألح السفاح على أخيه أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه، قال فولي قتله الهيثم بن شعبة دخل عليه داره في طائفة. وقد ولي أبوه أيضاً إمرة العراقين ليزيد بن عبد الملك. قتل يزيد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4 (يزيد بن عمرو والمعافري المصري د ت ق.)
عن قدوم الحميري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الرحمن الحبلي وجماعة وقيل أخذ عن عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. وهو ثقة مقل.
4 (يزيد بن محمد بن قيس د ن خ قرنه بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي.)

(8/568)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 569
عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة وعلي بن رباح ومحمد بن عمرو ابن حلحلة وأبي الهيثم العتواري. وعنه يزيد بن أبي حبيب وهو أكبر منه ويزيد بن عبد العزيز الرعيني والليث بن سعد) وآخرون. قرنه البخاري بآخر.
4 (يزيد بن أبي مسلم النحوي ثم الأزدي نسيب شيبان النحوي.)
روى عن مجاهد وعكرمة وسليمان وعبد الله ابني بريدة. وهو من علماء مرو وهو يزيد بن أبي سعيد المذكور آنفا. اختلف في اسم أبيه.
4 (يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي م د ت ق الدمشقي أخو عبد الرحمن)
عن يزيد بن الأصم ومكحول ورزيق بن حيان ووهب بن منبه لقيه في الموسم. وعنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة والسفيانان وأبو المليح الرقي وحسين الجعفي وآخرون. وكان أحد الأئمة الأعلام.

(8/569)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 570
قال أبو داود: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هو أكبر من القضاء. وجاء عن سفيان بن عيينة قال: لا أعلم مكحولاً خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سليمان. وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد فذكر من بكائه. وقال الفسوي: سألت هشام بن عمار عنه فقال: ذاك أفسد نفسه خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار. قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد وكان رجلاً سكيتاً فتحولوا إلى سليمان بن موسى فأوسعهم، وفي رواية كان زميتاً لا يحدث إلا أن يسأل. وقد وثقه ابن معين والنسائي. قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة حسن النحو يقولون: لم يكن في أصحاب مكحول مثله. وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد لم يكن لعمي يزيد كتاب. قال ابن سعد وخليفة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة. وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين.

(8/570)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 571
4 (يزيد الشني الأعرج. بصري صدوق.)
) عن مجاهد ومورق العجلي. وعنه مهدي بن ميمون وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي وجماعة.
4 (يعيش بن الوليد بن هشام الأموي د ت ن الدمشقي نزيل قرقيسياء.)
روى عن أبيه وعن معاوية بن أبي سفيان ومعدان بن أبي طلحة. وعنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار. ولما قدم دمشق نزل على مكحول فأكرمه وعمل له دعوة حفلة. قتلته المسودة.
4 (يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري.)
أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس وهاجت القبائل ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عبد الرحمنا بن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة.
4 (يونس بن خباب الكوفي، مولى بني أسيد.)

(8/571)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 572
روى عن أبيه ومجاهد وطاوس والمنهال بن عمرو وجماعة. وعنه شعبة وسفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم. وكان رافضياً جلداً. قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بني النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: قتل واحدة فلم زوجه بالأخرى وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء رجل سوء. وضعفه النسائي وغير واحد. وذكر الدار قطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول في حديث سؤآل منكر ونكير ويسأل عن علي رضي الله عنه قال فقلت له: لم نسمع بهذا فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الذي قتل بني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل كنيته أبو حمزة.
4 (يونس بن عبيد بن دينار ع أبو عبد الله البصري. أحد أعلام الهدى. ويقال كنيته أبو)
) عبيد. مولى لعبد القيس. رأى أنس بن مالك وروى عن إبراهيم التيمي والحسن وبن سيرين وحميد ابن هلال وزياد بن جبير وعمرو بن سعيد الثقفي وجماعة.

(8/572)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 573
وعنه شعبة والسفيانان والحمادان وهشيم وعبد الوارث بن علية وخلق كثير. وكان ثقة ثبتاً حافظاً ورعاً رأساً في العلم والعمل. وقال يونس ما كتبت شيئاً قط. وقال أبو حاتم: هو أكبر من سليمان التيمي لا يبلغ سليمان منزلة يونس. وقال سعيد بن عامر الضبعي: ما رأيت رجلاً قط أفضل من يونس بن عبيد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا. قال معاذ صليت على يونس بن عبيد سنة تسع وثلاثين. قال سفيان الثوري: ما رأيت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أيوب ويونس وابن عون وسليمان والتيمي. قال علي بن المديني: له نحو مائتي حديث. وقال غيره: كان يونس خزازاً بالبصرة. قال سعيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصاً، قال: وغلبني أن أعطي راجحاً. وقال حماد بن زيد: شكا رجل إلى يونس وجعاً فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس داراً توافقك. وقال هشام بن حسان: ما رأيت أحداً يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.

(8/573)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 574
وقال ابن شوذب: سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه. وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث ثم يقول أستغفر الله أستغفر الله. وقال محمد بن عبد الأنصاري: رأيت سليمان وعبد الله ابني علي بن عبد الله بن عباس وولدي سليمان جعفرا ومحمداً يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم يوم جنازته فقال عبد الله بن علي: هذا والله الشرف. قلت: كان عبد الله هذا قد استجار بأخيه سليمان ونزل عنده بالبصرو فأجاره من المنصور.) وقال مؤمل بن إسماعيل: جاء رجل إلى سوق الخز يطلب مطرف خز بأربعمائة فقال يونس بن عبيد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة فقال للرجل: يا هذا المطرف الذي اشتريته بأربعمائة هو الذي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أودعه. وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امأة بجبة خز فقال لها: بكم هي قالت: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هي خير من ذلك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفاً. وقال سعيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عبيد: إني لأعد مائة خصلة من البر ما في منها خصلة. وقال هشيم: كان أيوب إذا رأى يونس بن عبيد قال: هذا سيدنا.

(8/574)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 575
قال عبد الملك بن موسى: ما رأيت رجلاً قط أكثر استغفاراً من يونس. وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل. وروى أسماء بن عبيد عن يونس قال: يرجى للرهق بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه. وعن يونس قال: لو همتهم نفوسهم ما اختصموا في القدر. روى ابن شوذب عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: صلاته ولسانه. وروى سلام بن أبي مطيع قال: إني لأحتسب ابن سيرين سكت حسبة وأن الحسن تكلم حسبة. وعن يونس أنه قال لابنه: لأن تلقى الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد. وقال أسماء بن عبيد: سمعت يونس بن عبيد يقول: ليس شيء أعز من درهم طيب ورجل يعمل على سنة. وبلغنا أن رجلاً شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا يسرك ببصرك هذا مائة ألف قال: لا، قال: فبلسانك الذي تنطق به قال: لا، قال: فبعقلك مائة ألف وهو يقول: لا، فذكره نعم الله عليه وقال: أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة. قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما في العيش بعدك من خير.)

(8/575)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 576
قلت: مناقب يونس كثيرة وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
4 (يونس بن ميسرة د ت ق بن حلبس الجبلاني الأعمى أبو حلبس ويقال أبو عبيد، وهو أخو)
يزيد وأيوب. كان من كبار علماء دمشق. روى عن معاوية وعبد الله بن عمر وواثلة بن الأسقع وابن عمر والصنابحي وأبي مسلم الخولاني وأم الدرداء وغيرهم. روى عنه خالد بن يزيد المري وسليمان بن عتبة والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ومروان بن جناح وعمرو بن واقد وآخرون. قال المفضل الغلابي وأبو عبيد وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة. وكان يقريء القرآن في الجامع، وله كلام نافع في الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء. وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك. وقال هشام بن عمار: ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن حلبس: سمعت معاوية على منبر دمشق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن رجلاً في بني إسرائيل قتل تسعاً وتسعين نفساً وذكر الحديث. قال العجلي والدار قطني وغيرهما: ثقة. وروى مدرك بن أبي سعد الفزاري عن يونس بن حلبس أنه كان يدعو:

(8/576)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 577
اللهم إني أسألك حزماً في لين وقوة في دين وإيماناً في يقين ونشاطاً في هدى وبراً في استقامة وكسباً من حلال. وقال الهيثم بن عمران: كنت جالساً عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك. فأقول: من أين يرزق هذه الشهادة وهو أعمى فلما دخلت المسودة دمشق قتل، فبلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلساً. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلك على أن المسودة فعلوا عند افتتاخهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك في عام اثنتين وثلاثين ومائة.

(8/577)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 578
4 (الكنى)

4 (أبو بكر بن نافع م د ت مولى بان عمر.)
روى عن أبيه وسالم بن عبد الله. وعنه مالك والدرردي.) قال أحمد بن حنبل: هو أوثق إخوته وهم: هو وعبد الله وعمرو.
4 (أبو الجحاف التميمي ت ن ق الكوفي داود بن أبي عوف.)
روى عن الشعبي وعكرمة وأبي حازم الأشجعي وشهر بن حوشب. وعنه سفيان وشريك وعبد السلام بن حرب وتليد بن سليمان وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث. وضعفه ابن عدي ومشاه غيره.
4 (أبو الجودي الأسدي د شامي نزل واسط يقال اسمه الحارث ابن عمير.)

(8/578)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 579
عن سعيد بن المهاجر وعمر بن عبد العزيز ونافع. وعنه شعبة وعبثر وهشيم وأبو معاوية. وثقه ابن معين.
4 (أبو حمزة القصاب ت ق الكوفي الأعور، إسمه ميمون.)
روى عن أبي وائل وسعيد بن المسيب وإبراهيم. وعنه الثوري والحمادان وعبد الوارث وابن علية. ضعفه أحمد والدار قطني وغيرهما.
4 (أما أبو حمزة القصاب عمران، فقد مر.)

4 (أبو رجاء الأزدي الحداني البصري، هو محمد بن سيف.)

4 (أبو ريحانة السعدي م د ت ق ملاهم البصري عبد الله بن مطر، ويقال زياد بن مطر.)
روى عن سفينة ابن عباس وابن عمر. وعنه وهيب وبشر بن المفضل وابن علية وعلي بن عاصم. قال ابن معين: صالح.
4 (أبو الزعراء الجشمي عمرو، قد مر.)

(8/579)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 580
4 (أبو الزناد المدني، وهو عبد الله بن ذكوان قد ذكر.)

4 (أبو سهيل بن مالك الأصبحي، هو نافع قد ذكر.)

4 (أبو طوالة، هو عبد الله بن عبد الرحمن قد ذكر.)

4 (أبو ظلال القسملي البصري خ ن الأعمى، إسمه هلال.)
روى عن أنس.) وعنه حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مسلم ويزيد بن هارون. ضعفه ابن معين وجماعة.
4 (أبو العلاء القصاب، إسمه أيوب، قد ذكر.)

4 (أبو غالب الباهلي د ت ق الخياط. بصري اسمه نافع وقيل رافع.)
روى عن أنس وغيره. وعنه سلام بن أبي الصهباء وهمام وعبد الوارث وغيرهم. قال ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: شيخ. قلت: الظاهر أنه هو الذي روى عن أبي سعيد، وعنه ثابت بن محمد

(8/580)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 581
العبدي فالله أعلم.
4 (أبو فروة الجهني، اسمه مسلم. مر.)

4 (أبو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. مر.)

4 (أبو مسلم الخراساني، صاحب الدعوة عبد الرحمن بن مسلم وقيل عبد الرحمن بن عثمان بن)
يسار. ذكر ابن خلكان أنه كان قصيراً أسمر جميلاً حلواً نقي البشرة أعور العين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر والظهر خافض الصوت فصيحاً بالعربي والفارسي حلو المنطق رواية للشعر عالماً بالأمور لم ير ضاحكاً ولا مازحاً إلا في وقته، ولا يكاد يقطب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يرى مكتئباً وإذا غضب لم يستفزه الغضب ولا يأتي النساء إلا مرة في السنة. ولد سنة مائة من الهجرة وأول ظهوره بمرو كان في سنة تسع وعشرين فظهر في خمسين رجلاً وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان وصفت ممالكها لأبي مسلم في سنتين وأربعة أشهر. قال محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه: قدم أبو مسلم وحفص بن سليمان الخلال على إبراهيم الإمام وهو بالحميمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.

(8/581)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 582
وقد روى أبو مسلم عن عكرمة مرسلاً وعن ثابت البناني وأبي الزبير وإسماعيل السدي ومحمد بن علي العباسي وجماعة.) روى عنه إبراهيم الصائغ وابن شبرمة وابن المبارك وغيرهم. روى مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال: ما هذا السواد قال: حدثني أبو الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه وعمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه. ويروى أن سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز وقحطبة توجهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو في الحبس فدعاهم إلى ولد العباس ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل حبسهم يوسف ابن عمر فيمن حبس من عمال خالد القسري ومع هذين الأخوين أبو مسلم يخدمهمامرأوا فيه العلامات فقالوا: من ذا قالوا: غلام من السراجين يخدمنا، وقد كان أبو مسلم سمع الأخوين يتكلمان في هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب. قال ابن خلكان: كانا قد حبسا على مال الخراج وعيسى هو جد الأمير أبي دلف فكان أبو مسلم يختلف إلى الحبس يتعدهما فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإمام محمد بن علي فدخلوا يسلمون على الأخرين فرأوا أبا مسلم فأعجبهم عقله وكلانه ومال هو إليهم ثم عرف أمرهم ودعوتهم وهرب الأخوان من الحبس فصحب هو النقباء إلى مكة ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف

(8/582)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 583
درهم إلى إبراهيم بن محمد وقد مات أبوه وأهدوا له أبا مسلم فأعجب به وقال لهم: هذا عضلة من العضل، فأقام يخدم إبراهيم الإمام وعاد النقباء إلى خراسان فقال إبراهيم: إني قد جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان. قال المأمون: أصل الملوك ثلاثة قاموا بنقل الدول: الإسكندر وازدشير وأبو مسلم من ولد بزرجمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أبوه إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين فقال إبراهيم لما عزم على توجهه إلى خراسان: غير اسمك وكان اسمه إبراهيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أبا مسلم عبد الرحمن بن مسلم، ثم مضى وله ذؤآبة وهو على حمار وله تسع عشرة سنة. وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعاً إلا وجدت أبا مسلم قد سبقني إليه فألفته فدعاني إلى منزله ثم لاعبني بالشطرنج وكان يلهج بهذين البيتين:)
(ذروني ذورني ما قررت فإنني .......... متى ما أهج حرباً تضيق بكم أرضي)

(وأبعث في سود الحديد إليكم .......... كتائب سوداً طالما انتظرت نهضي)
قال علي بن عثام: قال إبراهيم الصائغ: لما رأيت العرب وضيعتها خفت أن لا تكون لله فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أبا مسلم رجوت أن تكون لله فيهم حاجة. وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إبراهيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه في سعة غيرنا أهل العلم قلت:

(8/583)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن الصفحة 584
لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عنه فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله. وقيل: كان أبو مسلم يجتمع بإبراهيم الصائغ وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده يعني في القتل فدخل عليه فوعظه. وقد ذكرنا جملة من أخبارنا أبي مسلم في الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك في سنة سبع وثلاثين بالمدائن.
4 (أبو نصيرة الواسطي د ت مسلم بن عبيد.)
عن أنس وأبي عسيب وأبي رجاء العطاردي. وعنه حشرج بن نباته وسويد بن عبد العزيز وهشيم ويزيد بن هارون. وثقه أحمد بن حنبل. وقال ابن معين: صالح، ولينه الأزدي. له في الجامع والسنن هذا الحديث فقط: قال عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يضر من استغفر الله ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.
4 (أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين. قد مر.)
آخر الطبقة الرابعة عشرة. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

(8/584)


9... تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
)
5 (الطبقة الخامسة عشرة احداث)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وأربعين ومائة.)
فيها توفي أسماء بن عبيد والد جويرية بن أسماء، وأبان بن تغلب الكوفي، وإسحاق بن راشد، والحسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي العباسي، والحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وسعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد، وأبو إسحاق الشيباني سليمان بن فيروز، وسليمان الأحول قاضي المدائن بخلف فيه، وعاصم الأحول في قول الهيثم بن عدي، وعثمان البتي في قول، والقاسم بن الوليد الهمداني الكوفي، وموسى بن عقبة صاحب المغازي، وموسى بن كعب أمير ديار مصر. وفيها كان ظهور الراوندية. قال أبو الحسن المدائني: هم قوم من خراسان على رأي أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة، ويقولون فيما زعم بتناسخ الأرواح، فيزعمون أن روح آدم عليه السلام حلت في عثمان بن نهيك، وأن المنصور هو ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم وأن الهيثم بن معاوية هو جبريل. قال: فأتوا قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا، فقبض المنصور منهم على نحو المائتين من
9...

(9/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 6
الكبار، فغضب الباقون وقالوا: علام حبسوا ثم عهدوا إلى نعش فخفوا به، يوهمون أنها جنازة قد اجتمعوا لها، ثم إنهم مروا بها على باب السجن فعنده شدوا على الناس بالسلاح واقتحموا السجن فأخرجوا أصحابهم الذين قبض عليهم المنصور، وقصدوا نحو المنصور، وهم نحو ستمائة، فتنادى الناس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشياً لم يجد فرساً، فأتي بدابة وهو يريدهم، فجاءه معن بن زائدة فترجل له وعزم عليه وأخذ بلجام الدابة، وقال: إنك تكفى يا أمير المؤمنين. وجاء مالك بن الهيثم فوقف على باب القصر، ثم قاتلوهم حتى أثخنوهم. وجاء خازم بن خزيمة فقال: يا أمير المؤمنين أقتلهم قال: نعم. فحمل عليهم حتى ألجأهم إلى الحائط، فكروا على خازم فهزموه، ثم كر عليهم هو والهيثم بن شعبة بجندهما، وأحاطوا بهم، ووضعوا فيهم السيف فأبادوهم، فلا رحمهم الله. وقد جاء يومئذ عثمان بن نهيك فكلمهم، فرموه بنشابة، فمرض منها ومات، فاستعمل المنصور) مكانه على الحرس أخاه عيسى بن نهيك. وكان هذا كله في المدينة الملقبة بالهاشمية وهي بقرب الكوفة. ثم إن المنصور قدم سماطاً بعد العصر وبالغ في إكرام معن. وروى المدائني عن أبي بكر الهذلي قال: إني لواقف بباب القصر إذا أطلع رجل إلى المنصور فقال: هذا رب العزة الذي يرزقنا ويطعمنا. قال: فحدثت المنصور بعد ذلك فقال: يا هذلي يدخلهم الله النار في طاعتنا ونقتلهم، أحب إلينا من أن ندخلهم الجنة في معصيتنا. وعن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه سمع المنصور يقول: أخطأت ثلاث خطآت وقى الله شرها: قتلت أبا مسلم وأنا في خرق، ومن حولي يقدم طاعته
9...

(9/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 7
ويؤثرها ولو هتكت الخرق لذهبت ضياعاً. وخرجت إلى الشام ولو اختلف سيفان لاعراق ذهبت الخلافة ضياعاً. وقيل: كان معن بن زائدة ممن قاتل المسودة مع ابن هبيرة، فلما قامت دولة المسودة اختفى معن إلى أن ظهر يوم الراوندية، فأبى يومئذ وبرز حتى كان النصر على يديه، ثم اختفى كما هو، فتطلبه المنصور ونودي بأمانه فأتي به فأمر له بمال جليل وولاه اليمن. وفيها أمر المنصور ابنه المهدي وجعله ولي عهد المسلمين وبعثه على خراسان وأن ينزل الري، ففعل، وبلغ المنصور أن أمير خراسان عبد الجبار الأزدي يقتل رؤساء الخراسانيين، فقال لأبي أيوب الخوزي: إن هذا قد أفنى شيعتنا ولم نفعل هذا إلا وهو يريد أن يخلع الطاعة. فقال: أكتب إليه أنك تريد غزو الروم فليوجه إليك الجند والفرسان، فإذا خرجوا بعثت إليه من شئت، فليس به امتناع، فكتب إليه بذلك فكان جوابه أن الترك قد جاشت، وإن فرقت الجنود ذهبت خراسان، فكتب المنصور إليه بمشورة أبي أيوب: إن خراسان أهم من غيرها، وإني موجه إليك جيشاً مدداً من عندي، يريد المنصور بهذا أن عبد الجبار إن هم بالخروج وثبوا عليه، فكان جوابه: إن خراسان مجدبة وأخاف من الغلاء على الجند. فقال أبو أيوب المنصور: هذا رجل قد أبدى صفحته وقد خلع فلا تناظره، فوجه إليه خازم بن خزيمة. قال: فجهر المهدي من الري خازم بن خزيمة لحربه مقدمة، ثم سار المهدي إلى أن قدم
9...

(9/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 8
نيسابور، فلما بلغ ذلك أهل مرو الروذ ساروا إلى عبد الجبار فقاتلوه فهزموه، فالتجأ إلى مكان، فعبر إليه المجشر بن مزاحم بجند مرو الروذ فأسره، ثم أتى به خازم بن خزيمة فألبسه عباءة وأركبه بعيراً مقلوباً وسيره إلى المنصور في طائفة من أصحابه وأولاده، فبسط عليهم العذاب، واستخرج منهم) الأموال، ثم قتل عبد الجبار وسير أولاده إلى جزيرة دهلك ببحر اليمن، فلم يزالوا بها حتى أغارت الهند عليهم فأسروهم ونجا منه عبد الرحمن ولد عبد الجبار، فجاء فكتب في الديوان وبقي بمصر حياً إلى سنة سبعين ومائة. وفيها انتهى بناء مدينة المصيصة بتولي جبريل بن يحيى الخراساني. وفيها افتتح المسلمون طبرستان وغنموا غنائم عظيمة بعد حروب جرت. وفيها عزل عن المدينة ومكة زياد بن عبيد الله. ثم ولي المدينة محمد بن خالد بن عبيد الله القسري، وولي مكة الهيثم بن معاوية العتكي. وحج بالناس أمير الشام صالح بن علي العباسي. وفيها استناب المهدي عنه على خراسان الأمير أسد بن عبد الله.
9...

(9/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 9
4 (احداث سنة اثنتين وأربعين ومائة.)
فيها توفي أسلم المنقري، وحبيب بن أبي عمرة القصاب، والحسن بن عبيد الله، والحسن بن عمرو الفقيمي، وأبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني المصري، وحميد الطويل في قول. وخالد الحذاء، وسعد بن إسحاق بن كعب في قول، والأمير سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وعاصم بن سليمان الأحول بخلف، وعمرو بن عبيد المعتزلي فيها أو في سنة ثلاث، ومحمد بن أبي إسماعيل الكوفي، وهارون بن عنترة. وفيها نزع الطاعة متولي السند عيينه بن موسى بن كعب فخرج المنصور بالجيش فنزل البصرة وجهز عمر بن حفص العتكي محارباً ومتولياً على السند والهند فسار حتى غلب على السند واستوثق له الأمر. وفيها نقض إصبهذ طبرستان وقتل من ببلاده من المسلمين فانتدب له خازم بن خزيمة وروح بن حاتم وأبو الخصيب مرزوق مولى المنصور فحاصروه في قلعته وطال الحصار ولم يزالوا إلى أن احتال مرزوق فقال لأصحابه اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي ففعلوا ذلك فلحق بالإصبهذ ففتح فدخل إليه: فقال: إنما فعلوا بي ما رأيت تهمة منهم لي بأن هواي معك
9...

(9/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 10
وأخبره بأنه معه فإنه يدله على عورة العسكر، فوثق به وقربه. وكان باب قلعته حجراً، فلم يزل يظهر له النصيحة والإصبهبذ يغتر إلى أن صيره أحد من يتولى الباب فرأى منه ما يحب: ثم نفذ مرزوق إلى العسكر في نشابة ووعدهم ليلة معينة في فتح باب الحصن، ثم فعل ذلك، ودخلوا) وقتلوا المقاتلة وسبوا الحريم، فمص الأصبهبذ سماً في خاتمه فهلك من جملة السبي شكلة والدة إبراهيم بن المهدي من بنات الأمراء ووالدة منصور بن المهدي المعروفة بالخيرة من بنات الملوك. وفيها عزل عن امرأة مصر نوفل بن الفرات بمحمد بن الأشعث، ثم عزل محمد وأعيد نوفل ثم عزل ثانياً فوليها حميد بن قحطبة. وفيها حج بالناس إسماعيل بن علي. وقيل: فيها استعمل المنصور أخاه عباساً على بلاد الجزيرة والثغر. وفيها كان توثب العبيد بالبصرة فانتدب لهم صاحب الشرطة فقتلهم. وفيها ولي محمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة البحر فنزل مدينة قيس، وهي جزيرة في البحر، فجاءته مراكب الهنود فلم يخرج إليهم، فخرج ابنه فقتل وقتل معه طائفة، ثم هرب محمد منها فدخلها العدو فخربوها.
9...

(9/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 11
قال خليفة بن خياط: فهي خراب إلى اليوم. قلت: هي اليوم عامرة يسافر إليها التجار وهي جزيرة كيش كذا ينطقون بها.
9...

(9/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 12
4 (احداث سنة ثلاث وأربعين ومائة.)
فيها توفي حجاج بن أبي عثمان الصواف، وحميد الطويل على الصحيح، وحيي بن عبد الله المعافري، وخطاب بن صالح المدني، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني، وعبد الرحمن بن عطاء المدني، وعبد الرحمن بن ميمون المدني بمصر، وعلي بن أبي طلحة مولى بني هاشم. وليث بن أبي سليم في قول، ومطرف بن طريف في قول، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وفيها سار أبو الأحوص العبدي في ستة آلاف فارس من مصر إلى إفريقية فنزل برقة ثم التقى هو وأبو الخطاب الإباضي فانهزم أبو الأحوص، فسار أمير مصر بنفسه وجيوشه وهو محمد بن الأشعث فالتقى هو والإباضية فقتل في المصاف أبو الخطاب، وانهزموا. وفيها بلغ المنصور أن الديلم قد أوقعوا بالمسلمين وقتلوا منهم خلائق فندب الناس للجهاد.
9...

(9/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 13
وفيها عزل الهيثم عن مكة بالسري بن عبد الله بن الحارث بن العباس العباسي فأتي بكتاب عهده وهو في اليمامة.) وفيها عزل عن مصر حميد بن قحطبة وأعيد نوفل ثالثاً، ثم عزل نوفل ووليها يزيد بن حاتم الأزدي. وحج بالناس عيسى بن موسى بن محمد بن علي الهاشمي أمير الكوفة. وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة، وصنف الأوزاعي بالشام، وصنف مالك الموطأ بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف معمر باليمن، وصنف أبو حنيفة وغيره الفقه والرأي بالكوفة، وصنف سفيان الثوري كتاب الجامع، ثم بعد يسير صنف هشيم كتبه، وصنف الليث بمصر وابن لهيعة ثم ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب. وكثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون عن حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل ولله الحمد تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله.
9...

(9/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 14
4 (احداث سنة أربع وأربعين ومائة.)
فيها توفي إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أحد الضعفاء، وإسماعيل بن أبي أمية في قول، وأسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني، وأبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني، وسعيد الجريري. وسليمان التيمي في قول. وعبد الله بن حسن بن حسن في قول. وعبد الله بن أبي سبرة المدني. وعبد الله بن شبرمة الفقيه. وعقيل بن خالد الإيلي. وعبد الأعلى بن السمح الفقيه بمصر. وعمرو بن عبيد في قول. ومجالد بن سعيد. وهلال بن حباب. وواصل بن السائب الرقاشي. ويزيد بن أبي مريم الدمشقي. وفيها غزا محمد بن السفاح الديلم بجيش الكوفة والبصرة وواسط والجزيرة. وفيها قدم المهدي من خراسان فدخل بابنة عمه ريطة بنت السفاح. وفيها حج المنصور وخلف على العساكر خازم بن خزيمة فاستعمل على المدينة رياح بن عثمان المري وعزل محمداً القسري. وكان المنصور قد أهمه شأن محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن الحسن
9...

(9/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 15
بن علي بن أبي طالب لتخلفهما عن الحضور عنده مع الأشراف، فقيل إن محمداً ذكر أن المنصور لما حج في حياة أخيه السفاح كان ممن بايع له ليلة اشتور بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين) اضطرب أمر بني أمية فسأل المنصور زياداً متولي المدينة عن ابني عبد الله بن حسن. فقال: ما يهمك يا أمير المؤمنين من أمرهما أنا آتيك بهما، فضمنه إياهما في سنة ست وثلاثين ومائة. قال عبد العزيز بن عمران: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال: لما استخلف المنصور لم يكن همه إلا طلب محمد والمسألة عنه بكل طريق، فدعا بني هاشم واحداً واحداً كلهم يخليه ويسأله عنه فيقولون: يا أمير المؤمنين قد علم أنك قد عرفته بطلب هذا الشأن قبل اليوم فهو يخافك وهو الآن لا يريد لك خلافاً ولا معصية. وأما حسن بن زيد فأخبره بأمره وقال: لا آمن أن يخرج. فذكر يحيى البرمكي أن المنصور اشترى رقيقاً من رقيق الأعراب فكان يعطي الرجل منهم البعير والبعيرين وفرقهم في طلب محمد بن عبد الله بأطرف المدينة يتجسسون أمره وهو مختف. وذكر السندي مولى المنصور قال: رفع عقبة بن مسلم الأزدي عند المنصور واقعة وذلك أن عمر بن حفص أوفد من السند وفداً فيهم فأعجب المنصور هيئته فاستخلى به وقال: إني لأرى لك هيئة وموضعاً وإني لأريدك لأمر وأنا به معنى لم أزل أرتاد له رجلاً عسى أن تكون، فإن كفيتنيه رفعتك. فقال: أرجو أن أصدق ظن أمير المؤمنين في. قال: فاخف شخصك واستر أمرك وأتني يوم كذا، فأتاه في الوقت المعين. فقال له: إن بني عمنا هؤلاء قد أبو إلا كيداً لملكنا واغتيالاً له ولهم شيعة بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم ويرسلون إليهم ببصدقات أموالهم فاخرج إليهم بكسوة وألطاف حتى تأتيهم بكتاب مبتكر
9...

(9/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 16
تكتبه عن أهل هذه القرية، ثم تسير إلى بلادهم فإن كانوا قد نزعوا عن رأيهم فأحبب والله بهم وأقرب وإن كانوا على رأيهم علمت ذلك وكنت حذر فاشخص حتى تلقى عبد الله بن حسن متقشفاً متخشعاً فإن جبهك وهو فاعل فاصبر حتى يأنس بك ويلين لك ناحيته. فإذا ظهر لك ما في قلبه فاعجل علي. قال: فشخص عقبة حتى قدم على عبد الله فلقيه بالكتاب فأنكره وانتهره وقال: ما أعرف هؤلاء، فلم يزل ينصرف ويعود إليه حتى قبل الكتاب وألطافه وأنس به فسأله عقبة الجواب. فقال: أما الكتاب فإني لا أكتب إلى أحد، ولكن أنت كتابي إليهم، فسلم عليهم وأخبرهم أن ابني خارجان لوقت كذا وكذا. فأسرع عقبة بهذا إلى المنصور. وقيل: كان محمد وإبراهيم ابنا عبد الله منهومين بالصيد. وقال المدائني: قدم محمد البصرة مختفياً في أربعين رجلاً فأتى عبد الرحمن بن عثمان بن عبد) الرحمن بن هشام فقال له عبد الرحمن: أهلكتني وشهرتني فانزل عندي وفرق أصحابك، فأبى عليه فقال: أنزل في بني راسف، ففعل. وقال غيره: أقام محمد يدعو الناس سراً. وقيل: نزل على عبد الله بن سفيان المري، ثم خرج بعد ستة أيام فسار المنصور حتى نزل الجسر. وكان المنصور لما حج سنة أربعين ومائة أكرم عبد الله بن الحسن ثم قال لعقبة: تراآى له ثم قال: يا أبا محمد قد علمت ما أعطيتني من العهود أن لا تبغي سوءاً. قال. فأنا على دلك، فاستدار له عقبة حتى قام بين يديه فأعرض عنه فأتاه من ورائه فغمزه بأصبعيه فرفع رأسه بغتة فملأ عينه منه فوثب حتى جلس
9...

(9/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 17
بين يدي المنصور، فقال: أقلني يا أمير المؤمنين أقالك الله. قال: لا أقالني الله إن أقلتك ثم سجنه. وجاء من وجه آخر أن المنصور أقبل على عبد الله، فقال: أرى ابنيك قد استوحشا مني وإني لأحب أن يأنسا بي وأن يأتياني فأخلطهما بنفسي، فقال: وحقك يا أمير المؤمنين ما لي بهما ولا بموضعهما ولقد خرجا عن يدي فبقي في سجن المنصور ثلاثة أعوام. وقيل: إن محمداً وإبراهيم هما باغتيال المنصور بمكة وواطأهما قائد كبير من قواده فنمني الخبر إلى المنصور، فاحترز وطلب القائد فهرب، وأقبل أبو جعفر المنصور يلح في طلب محمد حتى أعياه وجعل زياد بن عبيد الله يدافع عن محمد فقبض المنصور على زياد واستأصل أمواله واستعمل على المدينة محمد بن خالد القسري وأمره ببذل الأموال في طلب محمد وأخيه، فبذل أكثر من مائة ألف دينار فلم يصنع شيئاً ولا قدر عليهما فاتهمه المنصور، فعزله، وولى رياح بن عثمان بن حيان المري، فدعا القسري فسأله عن الأموال، فقال: هذا كاتبي وهو أعلم بها فقال: أسألك وتحليني على كاتبك فأمر به رياح فوجئت عنقه وضرب أسواطاً ثم بسط العذاب على كاتبه وعلى مولاه فأسف وجد طلب محمد بن عبد الله فأخبر أنه في شعب من شعاب رضوى وهو جبل جهينة من أعمال ينبع. قال: فاستعمل على ينبع عمرو بن عثمان الجهني وأمره بطلب محمد، فخرج عمرو إليه ليلة بالرجال ففزع محمد وفر منهم، فانفلت، وله ابن صغير، ولد له هناك من جارية فوقع الطفل من الجبل من يد أمه فتقطع، فقال محمد بن عبد الله:)
(منخرق السربال يشكو الوجى .......... تنكبه أطراف مرو حداد)

(شرده الخوف وأزرى به .......... كذاك من يكره حر الجلاد)
9...

(9/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 18
(قد كان في الموت له راحة .......... والموت حتم في رقاب العباد)
فلما طال أمر الأخوين على المنصور أمر رياحاً بأخذ بني حسن وحبسهم، فأخذ حسناً وإبراهيم ابني حسن بن حسن وحسن بن جعفر بن حسن بن حسن، وسليمان وعبد الله ابني داود بن حسن بن حسن، وأخاه علياً العابد، ثم قيدهم وجهر على المنبر بسب محمد بن عبد الله وأخيه فسبح الناس وعظموا ما قال، فقال رياح: ألصق الله بوجوهكم الهوان لأكتبن إلى خليفتكم غشكم وقلة نصحكم، فقالوا: لا سمع منك يا بن المحدودة وبادروه يرمونه بالحصى، فنزل واقتحم دار مروان وأغلق الباب، فحف بها الناس فرموه وشتموه، ثم أنهم كفوا، ثم إن آل حسن حملوا في أقيادهم إلى العراق، ولما نظر إليهم جعفر الصادق وهم يخرج بهم من دار مروان جرت دموعه على لحيته، ثم قال: والله لا تحفظ لله حرمة بعد هؤلاء، وأخذ معهم أخوهم من أمهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو ابن فاطمة بنت الحسين. وقال الواقدي: أنا رأيت عبد الله بن حسن وأهل بيته يخرجون من دار مروان وهم في الحديد فيجعلون في االمحامل عراة ليس تحتهم وطاء وأنا يومئذ قد راهقت الاحتلام. قال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموالي وأخذ معهم يومئذ نحو من أربعمائة نفس من جهينة ومزينة وغيرهم، فأراهم بالربذة ملتفين في الشمس وسجنت مع عبد الله بن حسن فوافى المنصور الربذة منصرفاً من الحج فسأل عبد الله بن حسن من المنصور أن يأذن له في الدخول فامتنع، ثم دعاني المنصور من بينهم فأدخلت عليه وعنده عمه عيسى بن علي فسلمت، فقال المنصور: لا سلم الله عليك، أين الفاسقان ابنا الفاسق، فقلت: هل ينفعني
9...

(9/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 19
الصدق يا أمير المؤمنين قال: وما ذاك قلت: امرأتي طالق وعلي و إن كنت أعرف مكانهما، فلم يقبل مني، وأقمت بين العقابين، فضربني أربعمائة سوط، فغاب عقلي ورددت إلى أصحابي، ثم أحضر الديباج وهو محمد بن ابن عبد الله العثماني فسأله عنهما فحلف له، فلم يقبل، وضربه مائة سوط، وجعل في عنقه غلاً فأتي به إلينا وقد لصق قميصه على جسمه من الدماء، ثم سير بنا إلى العراق. فأول من مات بالحبس عبد الله بن حسن، فصلى عليه أخوه حسن، ثم مات حسن بعده فصلى عليه الديباج، ثم مات الديباج فقطع رأسه وأرسل مع جماعة من الشيعة ليطوفوا به) بخراسان ويحلفوا أن هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهمون الناس انه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي يجدون في الكتب خروجه فيما زعموا على أبي جعفر. وقيل: لما أتي بهم المنصور نظر إلى محمد بن إبراهيم بن حسن فقال: أنت الديباج الأصفر قال: نعم. قال: أما والله لأقتلنك قتلة ما أقتلها أحد من أهل بيتك، ثم أمر باسطوانة فنقرت، ثم ادخل فيها ثم شد عليه وهو حي، وكان محمد من احسن الناس صورة. وقيل: إن المنصور قتل محمد بن عبد الله الديباج وجاء من غير وجه أنه قتله فالله أعلم. وروى عن موسى بن عبد الله بن حسن. قال: ما كنا نعرف في الحبس أوقات الصلاة إلا بأجزاء كان يقرؤها علي بن الحسن. وقيل: إن المنصور أمر بقتل عبد الله بن حسن سراً. وقال ابن عائشة: سمعت مولى لبني دارم قال: قلت لبشير الرحال: ما تسرعك إلى الخروج على هذا الرجل قال: إنه أرسل إلي بعد أخذه عبد الله
9...

(9/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 20
بن حسن، فأتيته، فأمرني بدخول بيت فدخلته فإذا بعبد الله بن حسن مقتولاً، فسقطت مغشياً علي، فلما أعطيت الله عهداً أن لا يختلف في أمره سيفان إلا وكنت عليه، ثم قلت للرسول الذي معي من قبله: لا تخبره بما أصابني فيقتلني. ويقال: إن المنصور سقى السم غير واحد منهم.
9...

(9/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 21
4 (احداث سنة خمس وأربعين ومائة.)
توفي فيها محمد بن عبد الله بن حسن، وأخوة إبراهيم قتلاً، والأجلح الكندي، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وأنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطأة، والحسن بن ثوبان، والحسن بن الحسن في سجن المنصور، ورؤبة بن العجاج التميمي، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وعبد الملك بن أبي سليمان الكوفي، وعمر ابن عبد الله مولى عفرة، وعمرو بن ميمون بن مهران الجريري، محمد بن عبد الله الديباج، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وهشام بن عروة في قول، ويحيى بن الحارث الذماري، ونصر بن حاجب الخراساني، ويحيى بن سعيد أبو حيان التميمي. وفيها بالغ رياح وإلى المدينة في طلب محمد بن عبد الله حتى أخرجه. فعزم على الظهور،) فدخل مرة المدينة خفية. فعن الفضل بن دكين قال: بلغني أن عبيد الله بن عمر وابن أبي ذئب وعبد الحميد بن جعفر قد دخلوا عليه فقالوا: ما تنتظر بالخروج، والله ما نجد في هذه البلدة أشأم عليها منك، ما يمنعك أن تخرج، أخرج وحدك، فكان من قصته أن رياحاً طلب جعفر بن محمد وبني عمه وجماعة من وجوه قريش
9...

(9/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 22
ليلة، قال راوي القصة: إنا لعنده، إذ سمعت التكبير فقام رياح فاختفى وخرجنا نحن فكان ظهور محمد بالمدينة في مائتي رجل وخمسين رجلاً، فمر بالسوق ثم مر بالسجن، فأخرج من فيه، ودخل داره وأتى على حماره وذلك في أول رجب، ثم أمر برياح وابني مسلم فحبسوا بعد أن مانع أصحاب رياح بعض الشيء. ولما خطب محمد حمد الله تعالى، ثم قال: أما بعد، فإنه كان من أمر هذا الطاغية عدو الله أبي جعفر ما لم يخف عليكم من بنائه القبة الخضراء التي بناها معاندة لله في ملكه وتصغيراً لكعبة الله، وإنما أخذ الله فرعون حين قال: أنا ربكم الأعلى إن أحق الناس بالقيام في هذا الدين أبناء المهاجرين والأنصار، اللهم إنهم قد فعلوا وفعلوا فاحصهم عدداً واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً. قال علي بن الجعد: مان المنصور يكتب إلى محمد بن عبد الله عن أحسن قواده يدعونه إلى الظهور ويخبرونه أنهم معه فكان محمد يقول لو التقينا لمال إلي القواد كلهم وقد خرج معه مثل ابن عجلان وعبد الحميد بن جعفر قال محمد بن سعد: خرج ابن عجلان معه فلما قتل وولي المدينة جعفر بن سليمان أتوه بابن عجلان فكلمه كلاماً شديداً وقال: خرجت مع الكذاب وأمر بقطع يده. فلم ينطق إلا أنه حرك شفتيه، فقال من حضر من العلماء فقالوا: أصلح الله الأمير، إن ابن عجلان فقيه المدينة وعابدها، وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية، ولم يزالوا يرغبون إليه حتى تركه، ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له واعتزل فيها، وخرج أخواه عبد الله وأبو بكر مع محمد بن عبد الله ولم يقتلا، عفا عنهما المنصور. واختفى جعفر الصادق وذهب إلى مال له بالفراغ معتزلاً للفتنة رحمه الله، ثم إن محمداً
9...

(9/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 23
استعمل عماله على المدينة ولم يتخلف عنه من الوجوه إلا نفر، منهم الضحاك بن عثمان وعبد الله بن منذر الخرميان، وخبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير. قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: أخبرني غير واحد أن مالكاً استفتي في الخروج مع محمد وقيل له: إن في أعناقنا بيعة للمنصور، فقال: إنما بايعتم مكروهين وليس على مكرة يمين،) فأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته. قال أبو داود السجستاني: كان سفيان الثوري يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد ويقول: إن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس. وذكر سفيان صفين فقال: ما أدري أخطأوا أم أصابوا. وقيل: أرسل محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وقد شاخ لبيايعه فقال: يا ابن أخي، أنت والله مقتول، كيف أبايعك فارتدع الناس عنه قليلاً، فأتته حمادة بنت معاوية بن عبد الله فقالت: يا عم، إن إخوتي قد أسرعوا إلى ابن خالهم فلا تثبط عنه الناس فيقتل ابن خالي وإخوتي، فأبى إلا أن ينهى عنه، فيقال إنها قتلته، فأراد محمد الصلاة عليه، فقال ابنه عبد الله: يقتل أبي وتصلي عليه، فنحاه الحرس وصلى محمد. ثم إنه استعمل على مكة الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، وعلى اليمن القاسم بن إسحاق، فقتل القاسم قبل أن يصل إليها، واستعمل على الشام موسى بن عبدة ليذهب إليها ويدعو إلى محمد قبل أن يصل موسى. وكان محمد شديد الأدمة جسيماً فيه تمتمة. وروى عباس بن سفيان عن أشياخ له قالوا: لما ظهر محمد قلب المنصور لإخوته: إن هذا الأحمق يعني عبد الله بن علي، وكان في سجنه لا يزال يطلع له الرأي الجيد فادخلوا عليه فشاوروه ولا تعلموه أني أمرتكم،
9...

(9/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 24
فدخلوا عليه جميعاً، فلما رآهم قال: لأمر ما جئتم وما جاء بكم جميعاً وقد هجرتموني من دهر قالوا: استأذنا أمير المؤمنين فأذن لنا. قال: ليس هذا بشيء فما الخبر قالوا: خرج محمد. قال: فما ترون ابن سلامة صانعاً، يعني المنصور، قالوا: لا ندري. قال: إن البخل قد قتله فمروه أن يخرج الأموال ويعطي الأجناد فإن غلب فما أوشك أن يعود إليه ماله. قال: وجهز المنصور عيسى بن موسى لحرب محمد وكتب إليه: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً إلى قوله: إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم الآية. ولك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله إن تبت ورجعت أؤمنك وجميع أهل بيتك وأفعل لك وأعطيك ألف ألف درهم وما سألت من الحوائج، فكتب جوابه إلى المنصور: من المهدي محمد بن عبد اللهطسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك إلى قولهما كانوا يحذرون وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت علي، فإن الحق حقنا، وإنما ادعيتم هذا الأمر بنا، ثم ذكر) شرفه وأبوته حتى إنه قال: فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنة، وابن أهونهم عذاباً في النار، وأنا ابن خير الأخيار، وابن خير الأشرار، وابن خير أهل الجنة، وابن خير أهل النار، وأنا أوفي بالعهد منك لأنك أعطيتني من العهد والأمان ما أعطيته رجالاً قبلي، فأي الأمانات تعطيني أمان ابن هبيرة، أم أمان عمك عبد الله بن علي، أم أمان أبي مسلم. فأجابه المنصور: جل فخرك بقرابة النساء، لتضل به الغوغاء، لم يجعل الله النساء كالعمومة بل جعل العم أباً، وأما ما ذكرت من كذا فأمره
9...

(9/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 25
كذا ولقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وله أعمام أربعة فأجاب اثنان، أحدهما أبي وأبي اثنان، أحدهم أبوك، فقطع الله ولايتهما منه، ولا ينبغي لك ولا لمؤمن أن يفخر بأهل النار. وفخرك بأنك لم تلدك أمة فتعديت طورك وفخرت على من هو خير منك إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما خيار بني أبيك إلا بنو إماء، ما ولد فيكم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من علي بن الحسين وهو لأم ولد وهو خير من جدك، ما كان فيكم بعده مثل ابنه محمد بن علي، وجدته أم ولد، وهو خير من أبيك، ولا مثل ابنه جعفر بن محمد، وهو خير منك، وأما قولك إنكم بنو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قال فب كتابه ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكنكم بنو ابنته، وأما ما فخرت به من علي، وسابقته، فقد حضرت رسول الله الوفاة فأمر غيره بالصلاة، ثم أخذ الناس رجل بعد رجل فلم يأخذوه، كان في ستة أهل الشورى فتركوه، ثم قتل عثمان وهو به متهم، وقاتله طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته وأغلق دونه بابه، ثم طلبها بكل وجه، وقاتل عليها، وتفرق عنه عسكره، وشك فيه شيعته قبل الحكومة، ثم حكم حكمين رضي بهما وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه، ثم قام بعده حسن فباعها من معاوية بدراهم وثياب ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية ودفع الأمر إلى غيره أهله، وأخذ مالاً من غير ولائه، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه. ثم خرج الحسين بن علي على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتى قتلوه ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم حتى قتل يحيى بن يزيد بن علي بخراسان، وقتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء، وحملوكم بلا وطاء في المحامل إلى الشام
9...

(9/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 26
حتى خرجنا على بني أمية فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وفضل معاوية فلما مضى إلى مكة كان في سبعين راكباً وسبعة أفراس فقاتل السري أمير مكة فقتل سبعة من أصحاب السري، فانهزم السري ودخل ابن معاوية مكة فخطب ونعى إليهم المنصور، ودعا لمحمد، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد) يأمره باللحاق به، فجمع جموعاً تقدم بها على محمد، فلما كان بقديد بلغه مصرع محمد فانهزم إلى البصرة فلحق بإبراهيم بن عبد الله حتى قتل إبراهيم. وندب المنصور لقتال محمد ابن عمه عيسى بن موسى وقال في نفسه: لا أبالي أيهما قتل صاحبه، فجهز مع عيسى أربعة آلاف فارس، وفيهم محمد بن السفاح، فلما وصل إلى فند كتب إلى أهل المدينة في خرق الحرير يتألفهم، فتفرق عن محمد خلق، وسار منهم طائفة لتلقي عيسى والتحيز إليه، فاستشار محمد بن جعفر فقال: أنت أعلم بضعف جمعك وقلتهم، وبقوة خصمك وكثرة جنده، والرأي أن تلحق بمصر، فوالله لا يردك
9...

(9/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 27
عنها راد فيقاتل الرجل بمثل رجاله وسلاحه، فصاح جبير بن عبد الله: أعوذ بالله أن تخرج من المدينة وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيتني في درع حصينة فأولتها المدينة. ثم إن محمداً استشار: هل يخندق على نفسه، فاختلف عليه رأي أصحابه، فلما تيقن قرب عيسى بن موسى منه، حفر خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفر فيه بيده تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم. وعن عثمان الزبيري قال: اجتمع مع محمد جمع لم أر أكثر منه، إني لأحسبنا قد كنا مائة ألف، فلما دنا منا عيسى خطبنا محمد فقال: إن هذا الرجل قد قرب منكم في عدد وعدد، وقد حللتكم من بيعتي، فمن أحب فلينصرف، قال: فتسللوا حتى بقي في شرذمة. وخرج الناس من المدينة بأولادهم إلى الأعوص والجبال، فلم يتعرض لهم عيسى، بل جهز خمسمائة إلى ذي الحليفة يمسكون طريق مكة على محمد، ثم راسله يدعوه إلى الطاعة وأن المنصور قد أمنه، فأرسل إليه: إياك أن يقتلك من يدعوك إلى الله فتكون شر قتيل، أو تقتله فيكون أعظم لوزرك. فأرسل إليه عيسى: ليس بيننا إلا القتال، فإن أبيت إلا القتال نقاتلك على ما قاتل عليه خير آبائك، علي طلحة والزبير على نكث بيعتهم له. وعن ماهان مولى قحطبة قال: لما صرنا إلى المدينة أتانا إبراهيم بن جعفر بن مصعب طليعة فطاف بعسكرنا حتى حزره، ثم ذهب عنا فرعبنا منه، حتى جعل عيسى وحميد بن قحطبة يقولان: فارس واحد يكون طليعة لأصحابه فلما كان عنا مد البصر نظرنا إليه مقيماً لا يزول، فقال حميد: ويحكم انظروا، فوجه إليه فارسين، فوجدا دابته عثرت به فتقوس الجوشن في عنقه فقتله، فأخذ سلبه ورجعا بتنور مذهب لم ير مثله. قيل كان لمصعب جده أمير
9...

(9/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 28
العراق. ثم إن عيسى أحاط بالمدينة في أثناء شهر رمضان، ثم دعا محمد إلى الطاعة ثلاثة أيام، ثم ساق) بنفسه في خمسمائة فوقف بقرب السور فنادى: يا أهل المدينة إن الله قد حرم دماء بعضنا على بعض، فهلموا إلى الأمان، فمن جاء إلينا فهو آمن، ومن دخل داره أو المسجد أو ألقى سلاحه فهو آمن، خلوا بيننا وبين صاحبنا فإما لنا وإما له، قال فشتموه، فانصرف يومئذ ففعل من الغد كذلك، ثم عبأ جيشه في اليوم الثالث، وزحف فلم يلبث أن ظهر على المدينة، ولما التحم الحرب نادى: يا محمد إن أمير المؤمنين امرني أن لا أقاتل حتى أعرض عليك الأمان، فلك الأمان على نفسك ومن اتبعك، وتعطى من المال كذا وكذا، فصاح: أله عن هذا، فقد علمت أنه لا يثنيني عنكم فزع، ولايقربني منكم طمع، ثم ترجل. قال عثمان بن محمد بن خالد: فإني لأحسبه قتل يومئذ بيده سبعين رجلاً. وروى محمد بن زيد قال: دعا عيسى عشرة من آل أبي طالب منهم القاسم بن حسن بن زيد بن حسن بن علي، قال: فجئنا سوق الحطابين، فدعوناهم فسبونا ورشقونا بالنبل، وقالوا: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ونحن معه، فقال لهم القاسم: وأنا ابن رسول الله، وأكثر من ترون معي بنو رسول الله، ونحن ندعوكم إلى كتاب الله وحقن دمائكم، ورجعنا، فأرسل عيسى حميد بن قحطبة في مائة. وجعل محمد ستور المسجد درائع لأصحابه، وكان مع الأفطس علم أصفر فيه صورة حية. وقال عبد الحميد بن جعفر: كنا يومئذ مع محمد بن علي عدة أصحاب بدر، ثم لقينا عيسى فتبادر جماعة. وعن مسعود الرحال قال: شهدت مقتل محمد بالمدينة، فإني لأنظر إليهم عند أحجار الزيت، وأنا مشرف من سلع، إذ نظرت إلى رجل من أصحاب
9...

(9/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 29
عيسى قد أقبل على فرس فدعا إلى البراز، فخرج إليه راجل عليه قباء أبيض، فنزل إليه الفارس، فقتله الراجل ورجع، ثم برز آخر من أصحاب عيسى، فبرز له ذلك الرجل، فقتله، ثم برز ثالث فقتله، فاعتوره أصحاب عيسى يرمونه، فأثبتوه، فأسرع فما وصل إلى أصحابه حتى خر صريعاً، ودام القتال من بكرة إلى العصر، وطم أصحاب عيسى الخندق، وجاءت الخيل، وذهب محمد يومئذ قبل الظهر، فاغتسل وتحنط، ثم جاء. قال عبد الله بن جعفر، فقلت له: بأبي أنت وأمي، مالك بما ترى طاقة، فاخرج تلحق بالحسن بن معاوية بمكة، فإن معه جل أصحابك، فقال: لو رحت لقتل هؤلاء، فوالله لا أرجع حتى أقتل أو أقتل، وأنت مني في سعة فاذهب حيث شئت.) وقال إبراهيم بن محمد: رأيت محمداً عليه جبة ممشقة وهو على برذون، وابن خضير يناشده الله إلا مضى إلى البصرة، ومحمد يقول: والله لا تبلون بي مرتين، ولكن اذهب فأنت في حل. فقال: وأين المذهب عنك ثم مضى فأحرق الديوان وقتل رياحاً في الحبس، ثم لحق محمداً بالثنية، فقاتل حتى قتل. وقيل: قتل مع رياح أخاه عباس بن عثمان، وكان مستقيم الطريقة، فعاب الناس ذلك عليه، ثم إن محمداً صلى العصر وعرقب فرسه، وعرقب بنو شجاع دوابهم، وكسروا أجفان سيوفهم، فقال لهم: قد بايعتموني ولست بمبايع حتى أقتل، ثم أنه حمل وهزم أصحاب عيسى مرتين، ثم جاء أصحاب عيسى من ناحية بني غفار، وجاءوا من خلف محمد وأصحابه، فنادى محمد حميد بن قحطبة: إن كنت فارساً فابرز، فلم يبرز له، وجعل حميد يدعو
9...

(9/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 30
بن خضير إلى الأمان، ويشح به عن الموت، وهو يشد على الناس بسيفه مترجلاً، وخالط الناس، فجاءته ضربة على أليته، وأخرى على عينه فخر، وقاتل محمد على جثته حتى قتل، وعهد الذين دخلوا المدينة من ناحية بني غفار فنصبوا علماً أسود على المنارة، ودخل حميد بن قحطبة في زقاق أشجع، فهجم على محمد فقتله وهو غافل، وأخذ رأسه، وقتل معه جماعة. وقيل: جاءت محمداً ضربة على أذنه، فبرك وجعل يذب عن نفسه بسيفه ويقول: ويحكم إن نبيكم مظلوم، فنزل حميد فحز رأسه. وقيل: كان محمد سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار، فقد الناس به، وجعل لا يقاربه أحد إلا قتله، فجاءه سهم فوجد الموت، فكسر السيف. وروى عمرو مولى المتوكل، وكانت أمه تخدم فاطمة بنت الحسين، قال: كان مع محمد يومئذ ذو الفقار، فلما أحسن الموت أعطى السيف رجلاً كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذ هذا السيف فإنك لا تلقى أحداً من آل أبي طالب إلا أخذه منك وأعطاك حقك، فبقي السيف عنده حتى ولي جعفر بن سليمان المدينة فأخبر عنه، فدعاه وأعطاه أربعمائة دينار وأخذ السيف، ثم صار إلى موسى فجربه على كلب، فانقطع السيف. وقال الأصمعي: رأيت الرشيد بطوس متقلداً سيفاً فقال: ألا أريك ذا الفقار قلت: بلى، قال: أسلل سيفي هذا قال: فرأيت فيه ثماني
9...

(9/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 31
عشرة فقارة. وكان مصرع محمد عند أحجار الزيت بعد العصر يوم الإثنين في رابع عشر رمضان سنة) خمس هذه. وقال الواقدي: عاش ثلاثاً وخمسين سنة. وقيل: أذن عيسى في دفنه، وأمر بأصحابه فصلبوا ما بين ثنية الوداع إلى دار عمر بن عبد العزيز. وقيل: لما خرج حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب مع محمد، كان جعفر الصادق ينهاه، وكان من أشد الناس مع محمد، وكان جعفر يقول له: هو والله مقتول. وبعث عيسى بن موسى بالرأس غلى العراق، ثم طيف به في البلدان، وقبض عيسى على أموال بني الحسن. وحدث أيوب بن عمر قال: لقي جعفر بن محمد أبا جعفر المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين رد علي قطيعتي عين أبي زياد آكل منها، قال: إياي تكلم هذا الكلام والله لأزهقن نفسك. قال: فلا تعجل علي، فقد بلغت ثلاثاً وستين سنة، وفيها مات وجدي وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فرق له، فلما مات المنصور رد المهدي على أولاد أبي جعفر عين أبي زياد.
9...

(9/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 32
وقال محمد بن عثمان الزبيري: لما قتل محمد، مضى أخوه موسى وأبي وأنا ورجل من مزينة، فأتينا مكة، ثم سرنا إلى البصرة، فدخلناها ليلاً، فمسكنا وأرسلنا إلى المنصور، فلما نظر إلى أبي قال: هيه أخرجت مع محمد قال: قد كان ذلك، فأمر به، فضربت عنقه، وهو عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، ثم أمر بموسى فضرب بالسياط، ثم أمر بضرب عنقي، فكلمه في عمه عيسى بن علي وقال: ما أحسبه بلغ، فقلت: يا أمير المؤمنين، كنت غلاماً تبعاً لأبي، فضربت خمسين سوطاً، ثم حبست حتى أخرجني المهدي. وقيل: بل قتل عثمان لأنه سأله أين المال قال: دفعته إلى أمير المؤمنين محمد رحمه الله، فسبه، فجاوبه عثمان، فضرب عنقه. وقيل: قال له: أنت الخارج علي قال: بايعت أنا وأنت رجلاً بمكة، فوفيت أنا، وغدرت أنت. واستعمل المنصور على المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي، فثارت عليه السودان بالمدينة. وسبب ذلك أن بعض جنده انتهب شيئاً من السوق، فاجتمع الرؤساء إلى ابن الربيع فكلموه، فلم ينكر ولا غير، ثم اشترى جندي من لحام وأبى أن يوفيه الثمن وشهر سيفه على اللحام، فطعنه اللحام بشفرته في خاصرته فسقط، فتنادى الجزارون والسودان على الجند وهم يذهبون إلى) الجمعة، فقتلوهم بالعمد، فهرب ابن الربيع بالليل، وهذا تم في آخر العام. وكان رؤوس السودان ثلاثة: وثيق ويعقل ورمقة، فخرج ابن
9...

(9/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 33
أبي سبرة من السجن، فخطب ودعا الناس إلى الطاعة، فسكن الناس، ورجع ابن الربيع وقطع يد وثيق وأيدي ثلاثة معه.
4 (بناء بغداد)
في هذه السنة أسست مدينة السلام بغداد، وهي التي تدعى مدينة المنصور. سار المنصور يطلب موضعاً يتخذه بلداً، فبات ليلة، وكان في موضع القصر بيعة قس، فطاب لها المبيت، وأقام يوماً فلم ير إلا ما يجب، فقال: ها هنا ابنوا فإنه طيب، وتأتيه مادة الفرات ودجلة والأنهار، فخط بغداد، ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله، وبالله، والحمد لله، ابنوا على بركة الله، وذلك بعد أن بعث رجالاً لهم فضل يتطلبان موضعاً، ثم وقع لاختيار على هذه البقعة، وسأل راهباً هناك عن أمر الأرض وصحتها وقال: هل تجدون في كتبكم أنه يبنى ها هنا مدينة قال: نعم يبنيها مقلاص، قال: فأنا كنت أدعى بذلك لما بنى مدينة الرافقة قال له راهب: إن إنساناً يبني هنا مدينة يقال له مقلاص، قال: أنا هو، فبناها على نحو من بغداد، لكنها أصغر. وعن سليمان بن مجالد قال: أحضر المنصور الصناع والفعلة من البلاد، وأحضر المهندسين والحكماء والعلماء، وكان ممن أحضر حجاج بن أرطأة، وأبو حنيفة، ورسمت له بالرماد، وبسورها، وأبوابها، وأسواقها، ثم أمر أن يعمل على ذلك الرسم. وروى من وجه آخر أن المنصور قال لذلك الراهب: أريد أن أبني هنا
9...

(9/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 34
مدينة، فقال: إنما يبنيها ملك يقال له: أبو الدوانيق، فضحك وقال: أنا هو، واختطها ووكل بها أربعة قواد، وولى أبا حنيفة القيام بعمل الآجر. وقيل: كمل سورها في أربع سنين. وكانت البقعة مزرعة تدعى المباركة، لستين نفساً، فعوضهم المنصور وأعطاهم فأرضاهم، وجدوا في البناء بعد انقضاء فتنة ابن حسن. وقيل: ليس في الدنيا مدينة مدورة سواها، عمل في وسطها دار المملكة بحيث أنه إذا كان في قصره كان جميع أطراف البلد إليه سواء، وقد تم بناؤها المهم في عام، وسكنها ونقل إليها خزائنه وبيوت المال. وقيل: سعتها مائة وثلاثون جريباً، وأنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف درهم.) قال بدر المعتضدي: قال لنا أمير المؤمنين: انظروا كم سعة مدينة المنصور، فحسبنا فإذا هي ميلين مكسرين في ميلين. وقيل مسافة ما بين كل باب وباب ألف ومائتا ذراع، وكان في هذا الوقت رخاء الأسعار بالعراق حتى بيع الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق، والتمرستون رطلاً بدرهم، والزيت ستة عشر رطلاً بدرهم، والسمن ثمانية بدرهم. قال أبو نعيم: أنا رأيت ينادى في جباية كندة: لحم الغنم ستون رطلاً بدرهم، والعسل عشرة بدرهم. وقال غيره: كل بغداد مبنية بالآجر، اللبنة ذراع في ذراع، زنتها مائة رطل وسبعة عشر رطلاً، ولها أربعة أبواب، بين الباب والباب ثمانية وعشرون برجاً، وعليها سوران، ثم بني الجامع والقصر، وكان في صدر القصر إيوان طوله عشرون ذراعاً، عليه القبة الخضراء ارتفاعها ثمانون ذراعاً. سقط رأسها
9...

(9/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 35
ليلة مطر ورعد عظيم في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وكان يدخل هذه المدينة أحد راكباً سوى المنصور وابنه. قال الصولي: قال أحمد بن أبي طاهر: ذرع بغداد يعني الجديدة قال: ذرع الجانبين ثلاثة وخمسون ألف جريب. وفي نسخة أخرى من غير رواية الصولي: إنها من الجانبين ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبعمائة. ثم قال الصولي: وذكر ابن طاهر أن عدد حماتها كانت ذلك الوقت ستين ألفاً. وقال أقل ما يدبر كل حمام خمسة أنفس، وذكر أن بإزاء كل حمام خمسة مساجد. فلت: كذا نقل الخطيب في تاريخه، وما أعتقد أنا هذا قط ولا عشر ذلك. ثم قال الخطيب: حدثني هلال بن الحسن قال: كنت بحضرة جدي إبراهيم بن هلال الصابي، فقال تاجر فذكر أن ببغداد اليوم ثلاثة آلاف حمام، فقال جدي: سبحان الله هذا سدس ما كنا عددناه وحصرناه زمن الوزير المهلبي، ثم كانت في دولة عضد الله خمسة آلاف وكسراً. ونقل ابن خلكان أن استكمال بغداد كان في سنة تسع وأربعين ومائة، وهي بغداد القديمة التي بالجانب الغربي على دجلة، وبغداد اليوم هي الجديدة في الجانب الشرقي، وفيها دار الخلافة، وقد كان السفاح بنى عند الأنبار مدينة الهاشمية وسكنها، ثم انتقل إلى الأنبار وبها توفي.
9...

(9/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 36
4 (خروج إبراهيم.)
) وخرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن، أخو محمد المذكور بالبصرة. قال مطهر بن الحارث: أقبلنا مع إبراهيم من مكة نريد البصرة، ونحن عشرة أنفس، فدخلناها، ثم نزلنا على يحيى بن زياد بن حسان النبطي. وعن إبراهيم قال: اضطرني الطلب بالموصل حتى جلست على موئد أبي جعفر، وكان قد قدمها يطلبني، فتحيرت، ولفظتني الأرض، فجعلت لا أجد مساغاً، ووضع علي الطلب والأرصاد، ودعا يوماً الناس إلى غدائه، فدخلت في الناس، وأكلت، ثم خرجت وقد كف الطلب. وقد جرت لإبراهيم أمور في اختفائه، وربما وقع به بعض الأعوان فيصطنعه ويطلقه لما يعلم من جبروت أبي جعفر، ثم اختفى بالبصرة، فجعل يدعو الناس فيستجيبون له لشدة بغضهم للمنصور لبخله وعسفه. قال ابن سعد: لما ظهر محمد بن عبد الله وغلب على الحرمين وجه أخاه إبراهيم إلى البصرة فدخلها في أول رمضان من سنة خمس فغلب عليها، وبيض أهل البصرة ونزعوا السواد، وخرج معه من العلماء جماعة كثيرة. ثم تأهب لحرب المنصور. قال ابن جرير وغيره: بايعه نميلة بن مرة، وعفو الله بن سفيان، وعبد الواحد بن زياد، وعمر بن سلمة الهجيمي، وعبيد الله بن يحيى الرقاشي، وندبوا له الناس، فأجاب طائفة حتى قاربوا أربعة آلاف، وشهر أمره،
9...

(9/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 37
وقالوا له: لو نهضت إلى واسط البصرة أتاك من أتاك، فنزل في دار أبي مروان النيسابوري. قال عفو الله بن سفيان: أتيت إبراهيم يوماً وهو مرعوب، فأخبرته بكتاب أخيه أنه ظهر بالمدينة، وأنه يأمره بالخروج، فوجم لها واغتم، فأخذت أسهل عليه وأقول: قد اجتمع لك أمرك، معك التغلبي والطهوي والمغيرة، وأنا وجماعة، فنخرج إلى السجن في الليل فنفحه، ويصبح معك خلق من الناس، فطابت نفسه، وبلغ ذلك المنصور فجهز جيشاً إلى البصرة، ثم سار فنزل الكوفة ليكتفي شر الشيعة وفتقهم. قال أبو الحسن الحذاء: ألزم المنصور الناس بالسواد، فكنت أراهم يصبغون ثيابهم بالمداد، يعني السوقة، ثم جعل يحبس أو يقتل كل من يتهمه بالكوفة. وكان ابن ماعز الأسدي يبايع لإبراهيم بالكوفة سراً. وقتل المنصور جماعة كثيرة عسفاً وظلماً. وكان بالموصل ألفاً فارس لمكان الخوارج، فطلبهم المنصور، فلما كانوا بباخمرا اعترض أهلها العسكر، وقالوا: لا ندعكم) تجاوزونا لتنصروا أبا جعفر على إبراهيم، فقاتلوهم، فقتل منهم خمسمائة. وأما أمير البصرة سفيان بن معاوية، فتهاون في أمر إبراهيم حتى عجز، واتسع الخرق، فبقي كلما قيل له إبراهيم خارج لم يعرج على قول أحد فلما خرج إبراهيم جعل أصحابه ينادون سفيان وهو محصور: أذكر بيعتك في دار المخزوميين، فيقال: كان مداهناً لإبراهيم مما في قلبه على المنصور. وكان ظهور إبراهيم في أول رمضان في الليل، فصار إلى مقبرة بني يشكر في بضعة عشر فارساً، وقدم تلك الليلة أبو حماد الأثرم في ألفين، فنزل الرحبة، فكان إبراهيم أول شيء أصاب دواب أولئك العسكر وأسلحتهم،
9...

(9/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 38
فتقوى بها، ثم صلى بالناس الصبح في الجامع، فتحصن منه سفيان في دار الإمارة، وأقبل الخلق إلى إبراهيم من بين ناصر وناظر: ثم نزل إليه سفيان بالأمان، ودخل إبراهيم الدار، وعفا عن الجند، وقيد سفيان بقيد خفيف، فأقبل لحربه جعفر بن سليمان، وأخوه محمد بن سليمان، في ستمائة، فندب إبراهيم مضاء بن جعفر في خمسين من بين فارس وراجل، فهزمهم مضاء، وجرح محمد على أصحابه خمسين خمسين، وجهز المغيرة في خمسين مقاتلاً إلى الأهواز، فقدمها وقد صار معه نحو المائتين. وكان على الأهواز محمد بن الحصين، فالتقى المغيرة فانكسر ابن الحصين، وغلب المغيرة على الأهواز. ثم أراد إبراهيم المسير إلى الكوفة، وبعث إلى فارس عمرو بن شداد، فسار إليه من رامهرمز يعقوب بن الفضل، فاتفقا وغلبا على إقليم فارس، فلو توجه إبراهيم إلى إقليم فارس لتم له الأمر، واستعمل على واسط، جهز المنصور لحربه عامر بن إسماعيل المسلمي في خمسة آلاف، فكان بينهما حرب ووقعات. وقد قتل من أهل واسط والبصرة في هذه الكائنة عدد كثير، ثم توادع الفريقان وكلوا، فلما قتل إبراهيم كما سيأتي، سار هارون بن سعد العجلي راجعاً إلى البصرة، فتوفي قبل أن يدخلها، نعم، وبقي إبراهيم سائر شهر رمضان ينفذ عماله إلى البلاد، حتى أتاه نعي أخيه محمد بالمدينة، قبل العيد بثلاث، ففت في عضده وبهت لذلك، وخرج يوم العيد إلى المصلى فصلى بالناس، يعرف فيه الحزن والانكسار. وقيل: إن المنصور لما بلغه خروج إبراهيم قال: ما أدري ما أصنع،
9...

(9/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 39
ما في عسكري إلا ألفا رجل فرقت عساكري، مع ابني بالري ثلاثون ألفاً، ومع محمد بن أشعث بأفريقية أربعون ألفاً، ومع عيسى بن موسى بالحجاز ستة آلاف، ولئن سلمت من هذه لا يفارقني ثلاثون ألف فارس،) ثم لم ينشب أن قدم عليه عيسى من الحجاز منصوراً، فوجهه على الناس لحرب إبراهيم، وكتب إلى سلم بن قتيبة فقدم إليه من الري. قال سلم: فلما دخلت على المنصور قال لي: خرج ابنا عبد الله، فاعمد إلى إبراهيم، ولا يرعبك جمعه فوالله إنهما جملا بني هاشم المقتولان فابسط يدك وثق. وكتب سلم إلى البصرة يلاطفهم فلحقت به باهلة، فاستحث المنصور ابنه ليجهز خازم بن خزيمة إلى الأهواز، فسار بأربعة آلاف فارس، ففر منه المغيرة إلى البصرة، ودخل خازم الأهواز فأباحها ثلاثاً، لكونهم نزعوا الطاعة، وكث المنصور لا يأوي إلى فراشه نيفاً وخمسين ليلة. قال حجاج بن قتيبة بن مسلم: دخلت على المنصور تلك الأيام وقد جاءه فتق البصرة وفارس وواسط والمدائن وهو مطرق يتمثل:
(ونصبت نفسي للرماح درية .......... إن الرئيس لمثل ذاك فعول)
وما أظنه يقدر على السلاح، للفتوق المحيطة به، ولمائة ألف سيف كامنة ينتظرون صيحة فيثبون، فوجدته صقراً احوذياً مشمراً، قد قام إلى ما نزل به من النوائب يمرسها ويعركها.
9...

(9/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 40
وعن عبد الله بن جعفر المديني قال: خرجنا مع إبراهيم إلى باخمرا فعسكرنا بها، فأتانا ليلة، فقال: انطلق بنا نطوف في عسكرنا، قال: فسمع أصوات طنابير وغناء، فرجع، ثم أتاني ليلة أخرى، فانطلقنا فسمعنا مثل ذلك فرجع وقال: ما أطمع في نصر عسكر فيه مثل هذا. وعن داود بن جعفر بن سليمان قال: أحصى ديوان إبراهيم من أهل البصرة مائة ألف مقاتل. وقال آخر: بل كان معه عشرة آلاف، وهذا أشبه. وكان مع عيسى بن موسى خمسة عشر ألفاً، وعلى طلائعه حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف. وأما إبراهيم فأشاروا عليه أن يسلك غير الدرب، فيبغت الكوفة، فقال: بل أبيت عيسى. وعن هريم قال: قلت لإبراهيم: إنك غير ظاهر على المنصور حتى تأتي الكوفة، فإن صارت لك بعد تحصنه بها، لم تقم له بعدها قائمة، وإلا فدعني أسير إليها فأدعو إليك سراً، ثم أجهر، فإنهم إن سمعوا داعياً أجابوه، وإن سمع المنصور هيعة بأرجاء الكوفة طار إلى حلوان، فقال: لا نأمن أن تجيبك منهم طائفة فتطأ خيل المنصور الصغير والكبير، فتكون قد تعرضت لمأثم، فقلت: خرجت لقتال المنصور، وأنت تتوقى قتل الصغير والكبير أليس قد كان رسول الله صلى) الله عليه وسلم يوجه السرية فتقاتل، فيكون في ذلك نحو ما كرهت فقال: أولئك مشركون، وهؤلاء أهل قبلتنا.
9...

(9/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 41
ولما نزل باخمرا كتب إليه سلم بن قتيبة: إنك قد أصحرت ومثلك أنفس به على الموت، فخندق على نفسك، فإن كنت لم تفعل، فقد أعرى المنصور عسكره، فخف في طائفة حتى تأتيه فتأخذه بقفاه، فعرض ذلك إبراهيم على قواده فقالوا: نخندق على نفوسنا ونحن ظاهرون عليهم والله لا نفعل. وقال بعضهم: أتأتيه وهو في أيدينا متى أردنا وقال آخر: لما التقى الجمعان قلت لإبراهيم: إن الصف إذا انهزمت تعبئته تداعى، فاجعلنا كراديس، فإن انهزم كردوس ثبت كردوس، فتنادى أصحابه: لا لا، إلا تعبئة أهل الشام وقتالهمإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا. وقال آخر: أتيت إبراهيم فقلت: إنهم مصبحوك بما يسد عليك مغرب الشمس في السلاح والكراع، وإنما معك رجال عراة، فدعنا نبيتهم، فقال: إني أكره القتل. فقلت: تريد الملك وتكره القتل، والتقوا بباخمرا، وهي على يومين من الكوفة، فاشتد الحرب، والتحم القتال، فانهزم حميد بن قحطبة، وكان على المقدمة، فانهزم الجيش، فناشدهم عيسى بن موسى الله تعالى، ومر الناس، فثبت عيسى في مائة فارس من خواصه، فقيل له: لو تنحيت فقال: لا أزول حتى أقتل أو أفتح، ولا يقال انهزم. وعن عيسى قال: لما رأى المنصور توجيهي إلى إبراهيم قال: إن المنجمين يزعمون إنك لاقيه ثم يفيء إليك أصحابك فكان كما قال: رأيتني وما معي ثلاثة أو أربعة فقال غلامي علام تقف؟
9...

(9/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 42
فقلت: والله لا ينظر إلي أهل بيتي منهزماً ثم كان أكثر ما عندي أن أقول لمن مر بي من المنهزمين أقرئوا أهل بيتي السلام وقولوا: إني لم أجد فداء أفديكم به أعز علي من نفسي وقد بذلتها لكم فأنا لكذلك إذ عمد ابنا سليمان لإبراهيم فخرجا من ورائه فنظر أصحاب إبراهيم فإذا القتال من ورائهم فكروا فركبنا أعقابهم فلولا ابنا سليمان بن علي لافتضحنا وكان من صنع الله أن أصحابنا لما انهزموا اعترض لهم نهر دون ثنيتين عاليتين، فحالتا بينهم وبين الفرات، ولم يجدوا مخاضة، فكروا راجعين بأنفسهم، ثم انهزم أصحاب إبراهيم، فثبت هو في نحو من خمسمائة. وقيل بل ثبت في سبعين رجلاً، ثم حمل حميد بن قحطبة في طائفة معه، وقاتلوا قتالاً شديداً، حتى إن الفريقين قتلوا بعضهم بعضاً، وجعل حميد يبعث بالرؤوس إلى بين يدي عيسى،) وثبتوا عامة يومهم يقتتلون، إلى أن جاء سهم غرب لا يدرى من رمى به، فوقع في حلق إبراهيم، فتنحى عن موقفه، فأنزلوه، وهو يقول: وكان أمر الله قدراً مقدوراً. أردنا أمراً وأراد الله غيره، فاجتمع عليه أصحاب يحمونه، فأنكر حميد اجتماعهم، وأمر فحملوا عليه، فقاتلوا أشد قتلا يكون، حتى انفرجوا عن إبراهيم، فنزل أصحاب حميد، فاحتزوا رأس إبراهيم، وأتي به عيسى، فنزل وسجد لله، وبعث به إلى المنصور، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، وعمره ثمان وأربعون سنة. وقيل: كان عليه قباء زرد، فآذاه الحر، فحل إزاره، وحسر عن صدره، فأصاب صدره نشابة، فاعتنق فرسه، وكر راجعاً، ووصل أوائل المنهزمين من عسكر المنصور إلى الكوفة، فتهيأ المنصور للهرب، وأعد النجائب ليذهب إلى الري، فيقال: إن نوبخت المنجم دخل عليه فقال: الظفر لك،
9...

(9/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 43
وسيقتل إبراهيم، فلم يقبل منه، فقال: احبسني عندك، فإن لم يقتل إبراهيم وإلا فاقتلني، فبات طائر اللب، فلما كان الصباح أتي برأس إبراهيم، فتمثل بيت معقر البارقي:
(فألقت عصاها واستقر بها النوى .......... كما قر عيناً بالإياب المسافر)
قال خليفة بن خياط: صلى إبراهيم بن عبد الله العيد بالناس أربعاً، وخرج معه أبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس وعباد بن العوام وهشيم ويزيد بن هارون في طائفة من العلماء ولم يخرج معه شعبة، وكان أبو حنيفة يجاهر في أمره ويأمر بالخروج. وحدثني من سمع حماد بن زيد يقول: ما كان بالبصرة أحد إلا وقد تغير أيام إبراهيم إلا ابن عون. وحدثني ميسور بن بكر أنه سمع عبد الوارث يقول: فأتينا شعبة فقلنا كيف ترى قال: أرى أن تخرجوا وتعينوه، فأتينا هشام بن أبي عبد الله فلم يجبنا بشيء، فأتينا سعيد بن أبي عروبة فقال: ما أرى بأساً أن يدخل رجل منزله، فإن دخل عليه داخل قاتله. وقال عمر بن شيبة: ثنا خلاد بن يزيد الباهلي سمع شعبة بن الحجاج يقول: باخمرا بدر الصغرى. وقال أبو عبيد الآجري: هي وقعة إبراهيم، وهي بإزاء هزابان داخل الصحراء. وقال أبو نعيم: فلما قتل إبراهيم، هرب أهل البصرة بحراً وبراً، واستخفى الناس، وقتل معه بشير الرحال الأمير، وجماعة كثيرة.)
9...

(9/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 44
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: خرج مع إبراهيم خلق، وجميع أهل واسط، وابنا هشيم وخالد بن عبد الله الطحان، ويزيد بن هرون، وغيرهم. وفيها خرجت الترك الخزرية، وهم أهل صحراء القفجاق من باب الأبواب، وقتلوا بأرمينية خلقاً كثيراً وسبوا الحريم.
9...

(9/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 45
4 (احداث سنة ست وأربعين ومائة.)
فيها توفي أشعث بن عبد الملك الحمراني، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب المدني. وحبيب بن الشهيد بخلف. وسنان الرهاوي. وعبيد الله بن سعيد بن أبي هند المدني. وعوف الأعرابي. ومحمد بن السائب الكلبي. ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي. وهشام بن عروة على الصحيح. ويزيد بن أبي عبيد، ويحيى بن أبي أنيسة الرهاوي. وفي صفر منها، تحول أبو جعفر المنصور، فنزل ببغداد قبل استتمام بنائها. وكان خالد بن برمك ممن أشار عليه بإنشائها، ونقل إليها خمسة أبواب كانت على واسط، عظيمة، فعمل لبغداد أربعة أبواب، كل باب داخله باب آخر. وبنيت مستديرة، وأنشئت دار الإمارة في وسطها، وعملوا لها سورين. وقيل: إن الحجاج بن أرطأة هو الذي اختط جامعها، فقيل: إن قبلتها منحرفة، وكان لا يدخل أحد المدينة راكباً، فشكا إلى المنصور عمه عيسى بن علي أن المشي يشق عليه، فلم يأذن له، ثم بعد مدة أمر المنصور بإخراج الأسواق من المدينة خوفاً من مبيت صاحب خبر بها، فبنيت الكرخ وباب المحول، وغير ذلك. وظهر شح المنصور في بناء بغداد، وبالغ في المحاسبة،
9...

(9/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 46
حتى قال خالد بن الصلت وكان على بناء ربع من بغداد رفعت إليه الحساب فبقيت علي خمسة عشر درهماً فحبسني حتى أديتها. فقال المدائني: حدثني الفضل بن الربيع أن المنصور لما فرغ من بناء قصره بالمدينة، طاف به، فأعجبه، لكنه استكثر النفقة، فقال لي: أحضر بناءً فارهاً، فأحضرت بناءً فقال: كيف لنا في هذا القصر وكم أخذت لكل ألف آجرة فبقي البناء لا يقدر أن يرد عليه مخافة المسيب الذي كان على العمل، فقال: ما لك ساكت قال: لا أعلم لي، قال: ويحك قل وأنت آمن، قال: والله لا أقف عليه ولا أدريه، فأخذ بيده وقال: تعال لا علمك الله خيراً، وأدخله الحجرة التي استحسنها، وقال: إبن لي طاقاً يكون شبيهاً بالبيت لا تدخل فيه خشباً، قال: نعم، فأقبل على البناء، ثم أقبل) يحصي جميع ما يدخل في الطاق من الآجر والحصى، ففرغ في يومين، ودعا المسيب فقال: ادفع إليه أجرة على حساب ما عمل معك، فأعطاه خمسة دراهم، فاستكثر ذلك المنصور، فقال: لا أرضى بذلك، فلم يزل حتى نقصه درهماً، ثم إنه أخذ الوكلاء والمسيب بحساب ما أنفقوا على نسبة ذلك، حتى فضل على المسيب ستة آلاف درهم، فأخذها منه، فانظر غلى هذا البخل والحرص من ملك الدنيا في زمانه. وفيها عزل عن المدينة عبد الله بن الربيع ووليها جعفر بن سليمان. وقال الوليد بن مسلم: فيها غزوت قبرس مع العباس بن سفيان الخثعمي، والله أعلم.
9...

(9/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 47
4 (احداث سنة سبع وأربعين ومائة.)
فيها توفي إسماعيل بن علي الهاشمي، وحبيب بن صالح الحمصي، وسليمان بن سليم قاضي حمص، والصلت بن بهرام الكوفي، وطلحة بن يحيى التيمي، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند في قول، وعم المنصور عبد الله بن علي، وعبد الأعلى بن ميمون بن مهران، وعبد العزيز بن عبد العزيز، وعبيد الله بن عمر العمري، وعثمان بن الأسود بخلف، وعتبة بن أبي حكيم الأزدي، وقرة بن عبد الرحمن بن حيويل، وهشام بن حسان بالبصرة، وأبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حية في قول، ويزيد ين حازم أخو جرير. وفيها بدعت الترك بناحية أرمينية، وقتلوا أمماً من المسلمين، ودخلوا تفليس، وكان حرب بن عبد الله الراوندي الذي تنسب إليه الحربية من بغداد، مقيماً بالموصل في ألفين، لمكان الخوارج الذين بالجزيرة، وكان المنصور قد وجه إلى الموصل جبريل بن يحيى في عسكر، فانضموا كلهم وقصدوا الترك فالتقوا، فانهزم جبريل، وقتل حرب.
9...

(9/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 48
وذكر علي بن محمد النوفلي عن أبيه: أن المنصور حج سنة سبع وأربعين. وعزل عن الكوفة عيسى بن موسى، وطلبه إلى بغداد، فدفع إليه عبد الله بن علي سراً، ثم قال: يا عيسى، إن هذا أراد أن يزيل النعمة عني وعنك، وأنت ولي عهدي بعد المهدي، والخلافة صائرة إليك، فخذه واقتله، وإياك أن تخور أو تضعف، وسلمه إليه، ثم كتب إليه غير مرة من طرق الحج يسأله: ما فعلت، فكتب إليه: قد أنفذت ما أمرت به، فلم يشك أنه قتله، وكان عيسى قد ستره عنده، ودعا كاتبه يونس بن فروة فقال: ما ترى قال: أمرك بقتله سراً، ويدعيه عليك علانية، ثم يقيدك به. قال: فما الرأي قال: أستره واخفه، فلما قدم المنصور دس إلى عمومته) من يحركهم على مسألة عمه عبد الله بن علي، فكلموا المنصور، فقال: علي بعيسى، فأتاه، فقال: علمت أني دفعت إليك عمي ليكون في منزلك، قال قد فعلت، قال: قد كلمني فيه أعمامي، فرأيت الصفح عنه، فقال: أو لم تأمرني بقتله قال: لا، قال: قد أمرتني بقتله. قال: كذبت، فقال لعمومته إن هذا قد أمر لكم بقتل أخيكم قالوا: فادفعه إلينا نقتله به قال: فشأنكم به، فأخرجوه إلى الرحبة، واجتمع الناس، وشهر الأمر، فقام أحدكم وشهر سيفه، فقال له عيسى: أفاعل أنت قال: نعم قال: لا تعجلوا، ثم أحضر عبد الله بن علي وقال للمنصور: شأنك بعمك، قال: فأدخلوه حتى أرى فيه رأيي، فجعله في بيت، ثم كان أمره ما كان.
9...

(9/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 49
وفيها خلع المنصور قبل ذلك من ولاية العهد بعده عيسى بن موسى، الذي حارب له الأخوين إبراهيم ومحمداً، وظفر بهما، وتوطد ملك المنصور بهمة عيسى، فكافأه وخلعه مكرهاً من ولاية العهد، وقدم عليه ولده المهدي، فقيل إنه أرضى عيسى بأن جعله ولي العهد بعد ابنه المهدي. وكان السفاح لما احتضر جعل الخلافة للمنصور، ثم بعده لعيسى، وقد لاطفه المنصور، وكلمه بألين الكلام في ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين فكيف بالأيمان والعهود والمواثيق التي علي وعلى المسلمين، فلما رأى المنصور امتناعه تغير له، وأعرض عنه، وجعل يقدم المهدي عليه في المجالس، ثم شرع المنصور يدس من يحفر عليه بيته ليسقط عليه، فجعل يتحفظ ويتمارض. وقيل: بل سقاه المنصور فاستأذن في الذهاب إلى الكوفة ليتداوى، وكان الذي جرأه على ذلك طبيبه بختيشوع، وقال له: والله ما أجسر على معالجتك، وما آمن على نفسي، فأذن له المنصور، وبلغت العلة من عيسى كل مبلغ، حتى تمعط شعره، ثم إنه نصل من علته، ثم سعى موسى ولد عيسى بن موسى في أن يطيع أبوه المنصور، خوفاً عليه منه وعلى نفسه، ودبر حيلة أوحاها إلى المنصور، فقال: مر بخنقي قدام أبي إن لم يخلع نفسه، قال: فبعث المنصور، من فعل به ذلك، فصاح أبوه وأذعن بخلع نفسه، وقال: هذه يدي بالبيعة للمهدي، وأشهدك أن نسواني طوالق، وعبيدي أحرار، وما أملك في سبيل الله. وقيل: إن المنصور لما أراد البيعة للمهدي بالعهد، تكلم الجند في ذلك فكان عيسى إذا ركب يسمعونه ما يكره، فشكاهم إلى المنصور، فلم يمنع في الباطن، ومنع في الظاهر، فأسرفوا، حتى خلع الرجل نفسه.) وقيل: إن خالد بن برمك مضى إليه في ثلاثين نفساً برسالة المنصور،
9...

(9/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 50
فامتنع، فجاء خالد وقال: قد خلع نفسه، واستشهد أولئك الثلاثين، فشهدوا عليه. وقيل: بل بذل له المنصور على خلع نفسه خمسمائة ألف دينار حتى فعل. وفيها استعمل المنصور محمد بن السفاح على البصرة، فاستعفى منها، فأعفاه، وانصرف إلى بغداد فمات بها.
9...

(9/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 51
4 (احداث سنة ثمان وأربعين ومائة.)
فيها توفي جعفر بن محمد الصادق، وسليمان الأعمش، وشبل بن عباد مقرئ مكة، وزكريا بن أبي زائدة في قول، وعمرو بن الحارث الفقيه بمصر، وعبد الله بن يزيد بن هرمز، وعبد الجليل بن حميد اليحصبي، وعمار بن سعد المصري، والعوام بن حوشب، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن عجلان المديني الفقيه، ومحمد بن الوليد الزبيدي الفقيه، ونعيم بن حكيم المدائني، وأبو زرعة يحيى السيباني. وفيها حج بالناس جعفر بن المنصور، وتوجه حميد بن قحطبة إلى ثغر أرمينية، فلم يلق بأساً، وتوطدت الممالك للمنصور، وعظمت هيبته في النفوس، ودانت له الأمصار، ولم يبق خارجاً عنه سوى جزيرة الأندلس فقط، فإنها غلب عليها عبد الرحمن بن معاوية الداخل المرواني، لكنه لم يتلقب بأمير المؤمنين بل بالأمير فقط، وكذلك بنوه.
9...

(9/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 52
4 (احداث سنة تسع وأربعين ومائة.)
فيها توفي ثابت بن عمارة بخلف، وزكريا بن أبي زائدة في قول، وسلم ابن قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير، وعبد الحميد بن يزيد الجذامي، وكهمس بن الحسن التميمي، والمثنى بن الصباح، ومحمد بن الأشعث الخزاعي القائد، والوضين بن عطاء، وأبو جناب الكلبي بخلف، ومعروف بن سويد الجذامي المصري، ويعقوب بن مجاهد في قول. وفيها غزا العباس بن محمد أرض الروم، ومعه الحسن بن قحطبة، ومحمد بن الأشعث، فمات محمد في الطريق. وفيها تكمل بناء مدينة بغداد وخندقها. وحج بالناس محمد بن الإمام إبراهيم، وولي مكة، وصرف عنها عبد الصمد بن علي.
9...

(9/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 53
4 (احداث سنة خمسين ومائة.)
) فيها توفي إبراهيم بن يزيد القرشي المكي في قول، وجعفر بن المنصور بن أبي جعفر، وفقيه مكة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعبيد الله بن أبي زياد القداح وعثمان بن الأسود بخلف، وعبد الله بن عوف بخلف، وعمر بن محمد بن زيد العمري، وأبو حنيفة النعمان الإمام، وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد بخلف. وفيها كان خروج أستاذسيس في جموع أهل هراة وسجستان وباذغيس، وأجمع معه جيش لم يسمع بمثله قط، حتى قيل: كان في نحو من ثلاثمائة ألف مقاتل، وغلب على عامة خراسان، واستفحل البلاء، فخرج لقتالهم الأجثم المروروذي بأهل مرو الروذ، فاقتتلوا أشد قتال، فقتل الأجثم، وكثر القتل في جيشه، فبعث المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي، فوقى المهدي القتل في جيشه، فبعث المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي، فولاه المهدي محاربتهم، فسار في جيش كثيف، واستعمل على ميمنته الهيثم بن شعبة، وعلى ميسرته نهار بن حصين، وعلى المقدمة بكار بن سلم العقيلي، ثم خندق على عسكره والتقى الجمعان، وثبت الفريقان، وتفاقم الأمر إلى أن نزل النصر، فهزمهم المسلمون بخديعة عملوها، وكثر القتل في جيش
9...

(9/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 54
أستاذسيس، وقتل منهم سبعون ألفاً، وأسر بضعة عشر ألفاً، وهرب أستاذسيس إلى جبل في طائفة، ثم ضربت أعناق الأسرى كلهم، وحاصروا أستاذسيس وأصحابه، حتى نزلوا على حكم أبي عون أحد القواد، فحكم بتقييد أستاذسيس وأولاده، وأن يطلق الباقون، وهم نحو من ثلاثين ألفاً، فكساهم ومن عليهم. وقيل: كانت الوقعة في عام أحد وخمسين. وفيها عزل المنصور جعفر بن سليمان عن المدينة وولى الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن ابن علي العلوي. وأقام الموسم عبد الصمد بن علي فالله أعلم.
9...

(9/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 55
1 (تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف.)

4 (حرف الألف)

4 (أبان بن تغلب، م أبو سعد وقيل أبو أمية الربعي الكوفي المقريء الشيعي.)
روى عن الحكم بن عتيبة وعدي بن ثابت وفضيل الفقيمي وغيرهم. وعنه إدريس بن يزيد الأودي وابنه عبد الله إدريس وشعبة وسفيان بن عيينة وآخرون. وقد اخذ القراءة عرضاً عن عاصم وطلحة بن مصرف وتلقى من الأعمش. وحديثه نحو مائة حديث، وهو صدوق في نفسه موثق لكنه يتشيع. مات سنة إحدى وأربعين ومائة.
4 (أبان بن أبي عياش البصري، د الزاهد أبو إسماعيل بن فيروز.)
9...

(9/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 56
روى عن أنس وإبراهيم النخعي والحسن البصري وخليد العصري. وعنه روى عمران القطان وسفيان الثوري ويزيد بن هارون وسعيد بن عامر الضبعي وآخرون. وهو متروك الحديث. وقد سقت من أخباره في كتاب الميزان. قال يزيد ب بن هارون: قال شعبة: ردائي وحماري في المسكين صدقة إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في الحديث. قلت له: فلم سمعت منه قال: ومن يصبر عن ذا الحديث يعني حديثه عن إبراهيم عن علقمة في القنوت، وقد رواه خلاد بن يحيى عن الثوري عن أبان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن أمه أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع. وعن شعبة قال: لأن أشرب من بول حماري حتى أروى أحب إلي من أن أقول: حدثني أبان ابن أبي عياش. وقال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي. قال سلمة بن شبيب: ذكرت هذا لأحمد بن حنبل فقال: بلغنا انه قال هذا في أبان. وقال يزيد بن زريع: إنما تركت أبان لأنه روى عن أنس حديثاً، فقلت له: عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وهل يروي أنس إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم) وقال عباد بن عباد: أتيت شعبة فقلت: يا أبا بسطام تمسك عن أبان !
9...

(9/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 57
فقال: ما أرى السكوت يسعني. وقال عفان: ثنا أبو عوانة قال: ما بلغني حديث للحسن إلا أتيت به أبان بن أبي عياش، فقرأه علي. قال الفلاس: كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عن أبان بن أبي عياش. وقال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه.
4 (إبراهيم بن حدان العذري الدمشقي.)
عن ثابت بن ثوبان. وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب. قال الوليد: كان أعبد أهل الشام في زمانه. وقال الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم به وبأبي مرثد الغنوي.
4 (إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي ت ق ثقة صدوق.)
عن مكحول والوليد بن عبد الحمن الجرشي. وعنه يحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب ومحمد بن سميع. وثقة دحيم.
9...

(9/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 58
4 (إبراهيم بن شعيب المدني.)
عن عبد الله بن سعيد. وعنه ابن وهب والواقدي وغيرهما. قال ابن معين ليس بشيء. وذكره البخاري فقال: ابن شعيب بموحدة والصواب بمثلثة.
4 (إبراهيم بن عقبة المدني م د ن ق أخو موسى ومحمد، مولى آل الزبير.)
روى عن سعيد بن المسيب وعروة وكريب. وعنه السفيانان وابن المبارك. وثقه النسائي. قال علي بن المديني: له عشرة أحاديث.
4 (إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي.)
عن حطان الرقاشي وأبي مجلز وعكرمة. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويزيد بن زريع وابن المبارك.
9...

(9/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 59
وثقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن عدي: هو إلى الصدق أقرب.
4 (ابن هرمة)
) إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر الفهري المدني الشاعر البليغ المعروف بابن هرامة أبو إسحاق. كان من شعراء الدولتين، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعاً إلى الطالبين. قال الدارقطني: هو مقدم في شعراء المحدثين، قدمه بعضهم على بشار بن برد وعلى أبي نواس. قال الأصمعي: قال لي رجل: قدمت المدينة فقصدت منزل ابن هرمة فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين، فقلت لها: ما فعل أبوك قالت: وفد إلى بعض الملوك، فما لنا به علم منذ مدة، فقلت: انحري لي ناقة فأنا ضيفك. قالت: والله ما عندنا، قلت: فشاة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فدجاجة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فهاتي بيضة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فبطل ما قال أبوك:
(كم ناقة قد وجأت منحرها .......... بمستهل الشؤبوب أو حمل)
قالت: فذاك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء، وتمام الشعر:
9...

(9/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 60
(لا أمنع العوذ بالفضال ولا .......... أبتاع إلا قصيرة الأجل)

(إني إذا ما البخيل أمنها .......... باتت ضموراً مني على وجل)
قال الغلابي: أنا ابن عائشة قال: قدم ابن هرمة على المنصور فمدحه، فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: يا بن هرمة إن الزمان ضيق بأهله، فاشتر بهذه إبلاً عوامل، وإياك أن تقول: كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها، هيهات والعود إلى مثلها. ومن شعره:
(وللنفس تارات وكل بها العرى .......... وتسخو عن المال النفوس الشحائح)

(إذا المرء لم ينفعك حياً فنفعه .......... أقل إذا انضمت عليه الصفائح)

(لأية حال يمنع المرء ماله .......... غداُ، فغداً والموت غاد ورائح)
وله:
(كأن عيني إذا ولت حمولهم .......... عنا جناحا حمام صادفت مطرا)

(أو لؤلؤ سلس في عقد جارية .......... خرقاء نازعها الولدان فانتثرا)
)
4 (إبراهيم بن محمد بن المنتشر خ م)
ابن الأجدع، ابن ابن أخي
9...

(9/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 61
مسروق الكوفي. ثقة زاهد جليل. روى عن أبيه. وعنه شعبة وسفيان وأبو عوانة وآخرون. قال جعفر الأحمر: كان من أفضل من رأيناه بالكوفة في زمانه.
4 (إبراهيم بن مسلم الهجري الكوفي ق أبو إسحاق.)
عن عبد الله بن أبي أوفى وعن أبي الأحوص عوف بن مالك. وعنه شعبة والمحاربي وعلي بن عاصم وجعفر بن عون. ضعفه النسائي. وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
4 (إبراهيم بن ميمون أبو إسحاق النحاس الخياط.)
عن أبيه وعروة بن فائد وسعد بن سمرة. وعنه ابن عيينة ووكيع ويحيى القطان وابن المبارك وآخرون. وثقه ابن معين.
4 (إبراهيم بن يزيد القرقسي ت ق)
مولى عمر بن عبد العزيز ويعرف بالخوزي أبو إسماعيل سكن شعب الخوز بمكة، فنسب إليه.
9...

(9/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 62
روى عن طاوس وعطاء ومحمد بن عباد بن جعفر. وعنه وكيع وزيد بن الحباب وعبد الرزاق. وهو ضعيف. توفي سنة خمسين ومائة. وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين. قال سفيان بن عبد الملك المرزوي: سألت ابن المبارك عن حديث لإبراهيم الخوزي فأبى أن يحدثني. وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وقال عباس عن ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه.
4 (أبين بن سفيان.)
عن عبد الله بن يزيد وأبي حازم وضرار بن عمرو. وعنه مخلد بن يزيد وعبد الله بن سعيد الشامي وكثير بن مروان. قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: حديثه منكر كله. قلت: أبان بن سفيان إنسان آخر أصغر من هذا. يروي عن
9...

(9/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 63
فضيل بن عياض، ضعيف أيضاً.)
4 (أجلح بن عبد الله بن حجية الكندي الكوفي يقال اسمه يحيى.)
روى عن الشعبي وعبد الله بن بريدة ويزيد بن الأصم وأبي بكر بن أبي موسى الأشعري وجماعة. وعنه شيبان النحوي وشعبة وخالد بن عبد الله وعلي بن مسهر وابن إدريس وعدة. قال ابن معين وغيره: لا بأس به. قال ابن عدي: هو عندي صدوق مستقيم الحديث إلا أنه يعد في الشيعة، يكنى أبا حجية. وقال الجوزجاني: الأجلح مفتر. قلت: مات سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (أحمد بن خازم المعافري المصري. توفي بالأندلس، وهو أقدم من في كتابنا ممن اسمه)
أحمد. سمع عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وغيرهما. وعنه ابن لهيعة والواقدي. أحاديثه مستقيمة، وله نسخة معروفة سمعناها، وأبوه بخاء معجمة.
9...

(9/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 64
4 (أخضر بن عجلان الشيباني بصري، وهو أخو شميط الزاهد.)
روى عن أبي بكر الحنفي عن أنس، روى عنه عيسى بن يونس ويحيى القطان والأنصاري. وثقه النسائي.
4 (إدريس بن سنان أبو الياس الصنعاني. أحد الضعفاء.)
روى عن جده لأمه وهب بن منبه، وعنه ابنه عبد المنعم بن إدريس والمعافى بن عمران والمحاربي وأبو حذيفة البخاري.
4 (أدهم بن طريف السدوسي. أبو بشر. بصري.)
عن مطرف بن الشخير وعبد الله بن بريدة وسلمان أبي عبد الله. وعنه شعبة وهشيم وابن علية وبشر بن المفضل، وثقه أحمد.
9...

(9/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 65
4 (إسحاق بن أسيد الأنصاري الخراساني د ق.)
نزيل مصر. عن رجاء بن حيوة ونافع مولى ابن عمرو وأبي حفص الدمشقي، وعنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة ويحيى بن أيوب. قال أبو حاتم: ليس بالمشهور ولا يشتغل به. قلت بل هو صالح الأمر.
4 (إسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة المدني د ت ق مولى عثمان بن عفان.)
) له إخوة منهم: صالح ويحيى وإبراهيم ويونس وعبد العزيز وعلي وعبد الحكيم وعبد الملك وعمر وداود وعيسى وعمار، فعدتهم ثلاثة عشر أخاً. روى إسحاق عن خارجة بن زيد والأعرج وعمرو بن شعيب ونافع وطائفة. وعنه إبراهيم بن أبي يحيى وإسماعيل بن عياش والليث وابن لهيعة وأحمد بن شعيب ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وخلق ؛ مجمع على ضعفه. قد سقت أخباره في كتابي الملقب بالميزان ؛
9...

(9/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 66
قال أحمد بن حنبل: لا تحل الرواية عنه. وقال أبو زرعة وغيره: متروك الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: توفي سنة أربع وأربعين ومائة ؛ ومن مناكيره حديث عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: ' لا يعجبكم إسلام امريء حتى تعلموا ما عقده عقله '.
(إسرائيل بن موسى - خ د ت ن - بصري نزل الهند مدة)
. له عن الحسن وابن سيرين ووهب بن منبه. وعنه السفيانان ويحيى القطان وحسين الجعفي ؛ وثقه أبو حاتم وغيره. وهو مقل.
4 (أسلم المنقري د أبو سعيد. كوفي.)
عن سعيد بن جبير وعلي بن الحسين وابنة محمد بن علي وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى وعطاه بن أبي رباح. وعنه جرير بن عبد الحميد وعبثر بن القاسم وابن فضيل وأبو إسحاق الفزاري. وثقه أحمد والنسائي.
9...

(9/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 67
4 (أسماء بن عبيد م أبو المفضل الضبعي البصري. والد جويرية ابن أسماء.)
عن الشعبي وابن سيرين وأبي السائب مولى هشام بن زهرة. وعنه جرير بن حازم وسلام بن أبي مطيع وحماد بن سلمة وابنه جويرية. وثقه ابن معين وغيره. توفي سنة إحدى وأربعين ومائة.
4 (إسماعيل بن أمية بن الأشدق ع عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي ابن عم أيوب بن)
موسى. روى عن مكحول ونافع وسعيد وبشر وسعيد المقربي وأبي طوالة وطائفة. وعنه ابه عيينة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق والغز ويحيى بن سليم وآخرون، وكان ثقة سرياً كبير القدر، اختلف في وفاته، الأصح في سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. مات في سن الكهولة.
4 (إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان د ت قد تقدم.)
9...

(9/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 68
4 (إسماعيل بن أبي خالد البجلي ع مولاهم الكوفي، أحد أئمة الحديث أبو عبد الله.)
سمع أبا جحيفة وابن أبي أوفى وقيس بن أبي حازم وطارق بن شهاب والشعبي وزر بن حبيش وعمرو بن حريث وقيس بن عائذ، ولها أيضاً صحبة. روى عنه الحكم بن عتيبة مع تقدمه وشعبة والسفيانان ويزيد بن هارون وأبو أسامة ومحمد) ابن بشر ووكيع ويحيى بن سعيد ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى، وخلق كثير. وكان ثقة حجة، وكان طحاناً، وله أخوة لم يشتهروا وهم: أشعث وخالد وسعيد والنعمان. قال أبو إسحاق السبيعي: إسماعيل بن أبي خالد شرب العلم شرباً. وروى مجالد عن الشعبي قال: إسماعيل يزدرد العلم ازدراداً. وروى ابن المبارك عن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان ويحيى بن سعيد الأنصاري. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي من أنفسهم وكان طحاناً ثقة ثبتاً ربما أرسل الشيء عن الشعبي، فإذا وقف أخبر. وكان صاحب
9...

(9/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 69
سنة، وهو راوية قيس بن أبي حازم وحديثه نحو من خمسمائة حديث. قلت: حديثه يقع عالياً في الغيلانيات، مات قبل الأعمش في سنة خمس أو سنة ست وأربعين ومائة.
4 (إسماعيل بن رافع المدني ت ق أبو رافع القاص نزيل البصرة.)
روى عن محمد بن كعب وسعيد المقبري. وعنه بقية والمحاربي والوليد بن مسلم ومكي بن إبراهيم وأبو عاصم وطائفة. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
4 (إسماعيل بن زربي الكوفي.)
عن أبيه والشعبي وسعيد بن جبير وأبي بردة. وعنه يحيى بن أبي زائدة وحفص بن غياث ويونس بن بكير وأبو أسامة. ذكره أبو حاتم ولم يلينه. وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.
4 (إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة ق التميمي الكوفي الأزرق.)
9...

(9/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 70
عن أنس والشعبي ودينار بن عمر الأسدي البزار. وعنه إسرائيل ووكيع وعبيد الله بن موسى وعدة. قال أبو زرعة وغيره: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث.
4 (إسماعيل بن سميع الحنفي الكوفي، أبو محمد بياع السابري.)
عن أبي رزين ومالك بن عمير وغيرهما. وعن الثوري وعبد الواحد بن زياد وحفص بن) غياث ومروان بن معاوية. قال يحيى القطان: لم يكن به بأس.
4 (إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس، العباسي.)
عم المنصور، ولي إمرة البصرة، وكان كبير القدر عند المنصور. مات كهلاً سنة سبع وأربعين ومائة.
4 (إسماعيل بن نشيط العامري.)
عن شهر بن حوشب وجميل بن عمارة ووهب بن منبه. وعنه يونس بن بكير وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وجماعة.
9...

(9/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 71
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
4 (أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي د الفلسطيني الرملي.)
عن رجاء بن حيوة وفروة بن مجاهد ومكحول. وعنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش. وثقه يعقوب الفسوي. يقال: توفي سنة أريبع وأربعين ومائة، وقيل سنة أربع وثلاثين والله أعلم.
4 (أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني وحدان: بطن من الأزد، البصري الأعمى.)
روى عن أنس وشهر بن حوشب والحسن. وعنه معمر وشعبة ويحيى القطان والأنصاري وجماعة. وثقه النسائي وهو جد نصر بن علي الجهضمي لأمه، وهو أشعث البصري وأشعث الأعمى وأشعث الأزوي وأشعث الجملي. وهو صالح الحديث. وحديثه عن أنس في سنن أبي داود.
9...

(9/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 72
4 (أشعث بن عبد الملك الحمراني أبو هانئ البصري. مولى حمران مولى عثمان بن عفان.)
روى عن الحسن وابن سيرين وبكر بن عبد الله وعاصم الأحول وطائفة. وهو من كبار أصحاب الحسن ومن أفقههم. روى عن خالد بن الحارث وأبو عاصم وروح ويحيى القطان ومحمد بن أبي عدي وجماد بن مسعدة وجماعة كثيرة. قال يحيى القطان: هو عندي ثقة مأمون، ما أدركت أحداً من أصحاب محمد بن سيرين بعد ابن عون أثبت منه. قلت: روى عنه أيضاً الأنصاري.) قال الدارقطني: أشعث عن الحسن ثلاثة أحدهم الحمراني، وهو ثقة، وأشعث الحداني يعتبر به، وأشعث بن سوار كوفي يعتبر به، وهو أضعفهم. قلت: ذكر ابن سوار في الطبقة الماضية. وقال أحمد بن حنبل: أشعث الحمراني كان صاحب سنة، وكان عالماً بمسائل الحسن الدقاق، وهو من بابه هشام بن حسان. قلت: توفي الحمراني في سنة ست وأربعين ومائة.
4 (أمي الصيرفي:)
هو أمي بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمن الكوفي
9...

(9/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 73
من الثقات الذين لم يقع حديثهم في الكتب الستة. روى عن طارق بن شهاب وطاوس والشعبي والعلاء بن عبد الله بن بدر وآخرين. وعنه شريك ووكيع وابن عيينة وأبو نعيم وجماعة. وثقه يحيى بن معين وغيره.
4 (أنس بن أنيس العذري، الدمشقي المقرئ.)
روى عن عبد الرحمن بن الخشخاش، وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وصدقة بن خالد. صالح الأمر.
4 (أنيس بن أبي يحيى الأسلمي المدني د ت.)
وعن أبيه وإسحاق بن سالم. وعنه ابن أخيه بن إبراهيم بن أبي يحيى وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم. وثقه النسائي. وقال الحاكم: ثقة مأمون. قلت: مات سنة ست وأربعين ومائة على الصحيح.
9...

(9/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 74
4 (أيوب بن عائذ الكوفي خ م ت ن.)
عن الشعبي وبكير الأخنس وقيس بن مسلم. وعنه السفيانان وجرير بن عبد الحميد وعبد الواحد بن زياد والقاسم بن مالك المدني وغيرهم. له نحو عشرة أحاديث. وثقه النسائي وغيره. وقال البخاري: كان يرى الإرجاء.
9...

(9/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 75
4 (حرف الباء.)

4 (بحير بن سعد أبو خالد الخبايري السحولي الحمصي.)
أحد الأثبات. روى عن خالد بن معدان ومكحول. وعنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش ومحمد بن) حرب وبقية ومحمد بن حمير. وثقه دحيم والنسائي. قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد فبعث بها إليه فمات قبل أن تصل إليه. وسئل أحمد: أيما أصح عن خالد بن معدان ثور أو بحير قال: بحير.
9...

(9/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 76
4 (البختري بن أبي البختري م ن، مختار بن رويح العبدي الكوفي من أجداد أحمد بن المعدل)
فقيه المالكية. روى عن أبي بكر بن أبي موسى وأبي بكر بن عمارة وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري. وعنه سفيان وشعبة ووكيع وحفيده المعدل بن غيلان وابن ابن أخيه محمد بن بشر العبدي. قال البخاري: يخالف في حديثه، ووثقه غيره. وقال ابن عدي: لا أعلم له حديثاً منكراً. وقال شعبة: كان لخير الرجال. وقال الفلاس: مات سنة ثمان وأربعين.
4 (بدر بن الخليل أبو الخليل الأسدي الكوفي.)
عن أبي وائل وسلم بن عطية وجماعة. وعنه شريك وعيسى بن يونس ووكيع وأبو أمامة وغيرهم.
9...

(9/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 77
وثقه ابن معين. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (بدر بن عثمان الكوفي م د ت مولى عثمان بن عفان.)
عن الشعبي وأبي بكر بن أبي موسى وعكرمة. وعنه وكيع وابن نمير والخريبي وأبو نعيم. قال النسائي: ليس به بأس.
4 (بريد بن عبد الله بن أبي برده ع، بن أبي موسى الأشعري أبو بردة الكوفي.)
عن جده أبي بردة والحسن وعطاء، وعنه السفيانان وابن المبارك وأبو معاوية وحفص بن غياث وأبو أسامة وأبو نعيم وخلق. وهو صدوق موثق، إلا أن أبا حاتم قال: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي.
9...

(9/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 78
بشر بن العلاء بن زبر الدمشقي أخو عبد الله. روى عن نافع وحزام بن حكيم بن سعد صاحب أبي ذر، قرأ عليه القرآن يحيى بن حمزة وابن شعيب.
4 (بشر بن نمير القشيري ق بصري واه.)
) يروي عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن. وعنه أبو عوانة ويزيد بن زريع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن وهب وطائفة. قال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال ابن معين: ليس بثقة.
4 (بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي.)
عن عكرمة وابن بريدة والحسن. وعنه وكيع وابن نمير وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري وجماعة، وثقه ابن معين،
9...

(9/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 79
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
4 (بكر بن عمرو المعافري سوى ق إمام جامع مصر.)
عن أبي عبد الرحمن الحبلي ومشرح بن هاعان. وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح وابن لهيعة. وكان له فضل وعبادة. قال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن يونس: مات في خلافة المنصور.
4 (بكير بن عامر البجلي د أبو إسماعيل الكوفي.)
عن الشعبي والنخعي وقيس بن أبي حازم وأبي زرعة وغيرهم، وعنه الحسن بن صالح ووكيع والخريبي وأبو نعيم. قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: ليس بقوي.
4 (بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري البصري أبو عبد الملك.)
9...

(9/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 80
له نسخة حسنة عن أبيه عن جده، وله عن زرارة بن أوفى، وعن الحمادان ويحيى القطان وأبو أسامة وروح وأبو عاصم والأنصاري ومكي بن إيراهيم وخلق. وثقه ابن معين وابن المديني والنسائي. قال أبو داود: أحاديثه صحاح، وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وروى أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال: هو عندي حجة فقيل لأبي داود: فعمر بن شعيب حجة قال: لا ولا نصف حجة، وقال البخاري: يختلفون في بهز. وقال الحاكم: إنما ترك من الصحيح لأنه نسخة شاذة ينفرد بها. وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً كثيراً، فأما أحمد وإسحاق فيحتجان به، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديثإنا آخذوها وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا لأدخلناه في الثقات وهو ممن أستخير الله فيه. قلت علي بن حاتم البسقي في قوله هذا مأخوذات.) إحداهما قوله: كان يخطئ كثيراً وإنما يعرف خطأ الرجل بمخالفة
9...

(9/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 81
رفاقه له، وهذا فانفرد بالنسخة المذكورة وما شاركه فيها، ولا له في عامتها رفيق، فمن أين لك أنه أخطأ. الثاني قولك: تركه جماعة، فما علمت أحداً تركه أبداً، بل قد يتركون الاحتجاج بخبره، فهلا أفصحت بالحق. الثالث ولولا حديث: إنا آخذوها، فهو حديث أنفرد به بهز أصلاً ورأساً، وقال به بعض المجتهدين، ويقع بهز غالباً في جزء الأنصاري، وموته مقارب لموت هشام بن عروة، وحديثه قريب من الصحة.
9...

(9/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 82
4 (حرف التاء)

4 (تمام بن نجيح الأسدي د ت شامي.)
عن الحسن وابن سيرين وعطاء بن أبي رباح. وعنه إسماعيل بن عياش وابن سيرين وبقية ومبشر بن إسماعيل وجماعة. ضعفه أبو حاتم وغيره، ووثقه يحيى بن معين. قال البخاري: فيه نظر. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حيان: يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها، مولده بمطلية، وسكن حلب.
4 (تميم بن عطية العنسي الداراني ت.)
9...

(9/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 83
عن عمير بن هانئ ومكحول وجماعة. وعنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم. قال أبو حاتم: محله الصدق، وله حديث منكر يدل على ضعف شديد.
9...

(9/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 84
4 (حرف الثاء.)

4 (ثابت بن سرج الدمشقي.)
عن أبي واثلة بن الأسقع وروى عن سالم بن عبد الله، وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور.
4 (ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي ت الأزدي الكوفي.)
عن أنس وعكرمة والشعبي وأبي جعفر الباقر، وعنه شريك وأبو نعيم وجماعة. قال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.) وقال ابن حبان: هو من موالي المهلب بن أبي صفرة، كثير الوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به مع غلو في تشيعه.
9...

(9/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 85
وقال ابن معين: مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان ضعيفاً. وقال العقيلي: حدثني عبد الله بن الحسن عن ابن المديني قال: أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول: أبو حمزة يؤمن بالرجعة.
4 (ثابت بن عمارة الحنفي د ت ن بصري يكنى أبا مالك.)
روى عن غنيم بن قيس وزرارة بن أوفى وأبي الحوراء ربيعة السعدي وأبي تميمة الهجيمي. وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث ويحيى القطان ومحمد بن عبد الله الأنصاري ويحيى بن كثير العنبري، وخلق سواهم. قال النسائي: لا بأس به.
4 (ثابت بن يزيد أبو السري الأودي الكوفي.)
عن عمرو بن ميمون وأبي بردة. وعنه شريك ويحيى القطان ويعلى بن عبيد وجماعة، ضعفه ابن معين. قال أبو حاتم، ليس بالقوي. قلت: أما ثابت بن يزد الأحول فثقة من طبقة زائدة.
9...

(9/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 86
4 (حرف الجيم.)

4 (جابر بن صبح أبو بشر الراسي البصري د ت ن.)
عن خلاس بن عمرو والمثنى بن عبد الرحمن الخزاعي. عنه شعبة وعيسى بن يونس ويحيى القطان، وثقه النسائي.
4 (جارية بن أبي عمران المدني الزاهد.)
قال ابن سعد: كان له قدر وعبادة ورواية للعلم بالمدينة، مات سنة ثمان أربعين ومائة وله أربع وسبعون سنة. قال محمد بن عمر: لو قيل إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد عمل.
4 (جبريل بن أحمر البصري، أبو بكر.)
9...

(9/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 87
عن ابن بريدة. وعنه شريك وعباد بن العوام والمحاربي، وثقه ابن معين. قال أبو زرعة: شيخ.)
4 (الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي ت.)
الكوفي ثم الرازي أخو عيسى بن الضحاك. روى عن أبي شيبة وعلقمة بن مرئد وغيرهما. وعنه جرير بن عبد الحميد وحكام بن سلم وإسحاق بن سليمان الرازي وسلمة بن الفضل الأبرش وجماعة. قال أبو حاتم: صالح لا بأس به. قلت: له حديث واحد في جامع الترمذي.
4 (الجعد بن عبد الرحمن المدني سوى ق ويقال له الجعيد.)
عن السائب بن يزيد ويزيد بن حصيفة وعائشة بنت سعد. وعنه حاتم بن إسماعيل والفضل بن موسى المروزي ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم وآخرون. وثقه ابن معين.
4 (جعفر بن خالد بن سارة المخزومي د ت ق عن أبيه.)
وعنه ابن جريج وابن عيينة وأبو عاصم النبيل،
9...

(9/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 88
ثقة حجازي.
4 (جعفر الصادق، م،)
وهو ابن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام العلم أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني، وهو وسبط القاسم بن محمد، فإن أمه هي أم فروة ابنة القاسم، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: ولدني الصديق مرتين. يقال: مولده في سنة ثمانين، والظاهر أنه رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة. يروي عن جده القاسم بن محمد: ولم أر له عن جده زين العابدين شيئاً، وقد أدركه وهو مراهق. وروى عن أبيه وعروة بن الزبير وعطاء ونافع والزهري وابن المنكدر، وله أيضاً عن عبيد الله بن أبي رافع، فيمكن أنه سمع منه. حدث عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة والسفيانان وسليمان بن بلال والدراوردي وابن أبي حازم وابن إسحاق ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وخلق كثير، آخرهم وفاة أبو عاصم النبيل.)
9...

(9/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 89
ومن جلة ما روى عنه ولده موسى الكاظم، وقد حدث عنه من التابعين يحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن الهاد. وثقه يحيى بن معين والشافعي وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله. روى علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: مجالد أحب إلي من جعفر بن محمد. قلت: لم يتابع القطان على هذا الرأي، فإن جعفراً صدوق، احتج به مسلم، ومجالد ليس بعمدة. روى عباس الدوري عن ابن معين قال: جعفر بن محمد ثقة مأمون. وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. وقال هياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء. وقال ابن عقدة: ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن سالم عن صالح بن أبي الأسود أنه سمع جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي. وقال ابن عقدة: ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم حدثني أبو نجيح إبراهيم بن محمد، سمعت الحسن بن زياد الفقيه، سمعت أبا حنيفة وسئل: من أفقه من رأيت فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهييء لنا من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي المنصور فأتيته، فدخلت، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة
9...

(9/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 90
ما لم يدخلني للمنصور، ثم التفت إلى جعفر فقال: يا أبا عبد الله، أتعرف هذا قال: نعم هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك فاسأل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن يريد أهل البيت نقول كذا وكذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا معاً، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم فيها مسألة، ثم يقول أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس بالاختلاف. ابن أبي خثيمة ثنا مصعب: سمعت الدراوردي يقول: لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس، ثم قال مصعب: كان لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرقعاء، ثم يجعله بعده.) ابن عقدة ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن سالم، عن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي مثل حديثي. وروى علي بن الجعد عن زهير بن محمد قال: قال لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر فقال جعفر: بريء الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم. أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه أنا ابن ملاعب أنا الأرموي أنا أبو الغنائم ابن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني ثنا يعقوب بن إبراهيم البزار ثنا الحسن بن عرفة ثنا محمد بن فضل عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي وابنه أبي بكر وعمر فقالا: يا سالم: تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى، وقال لي جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر
9...

(9/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 91
جدي فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما. هذا إسناد صحيح وسالم وابن فضيل شيعيان. وقال محمد بن الحسين الحبيبي: ثنا جعفر بن محمد الأزدي ثنا حفص بن غياث سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله. وقال الحبيبي: ثنا مجلد بن أبي قريش عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصر، فأبلغوهم عني من زعم إني إمام مفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء. وروى حبان بن سدير عن جعفر الصادق، وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك لتسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة. قلت: يعني إ صح هذا عنه أنهما ممن أرواحهم في جوف طير خضر تعلق من ثمار الجنة. قال معبد بن راشد عن معوية بن عمار الدهني: سألت جعفر بن محمد عن القرآن، فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل. وروى حماد بن زيد عن أيوب عن جعفر بن محمد قال: والله لا نعلم كل ما تسألونا عنه ولغيرنا أعلم منا. وقال محمد بن عمران بن أبي لياى عن مسلمة بن جعفر الأحمسي قال: قلت لجعفر بن محمد:) إن قوماً يزعمون أن من طلق ثلاثاً بجهالة رد إلى السنة يجعلونها واحدة، ويروونها عنكم فقال: معاذ الله ما هذا من قولنا، من طلق، ثلاثاً فهو كما قال.
9...

(9/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 92
قلت: مسلمة ضعيفة. وعن عيسى صاحب الديوان، عن رجل من أصحاب جعفر قال: سئل جعفر: لم حرم الله الربا قال: لئلا يتمانع الناس بالمعروف. وقال هارون بن أبي الهندام: ثنا سويد بن سعيد قال: قال الخليل بن أحمد سمعت سفيان الثوري يقول: قدمت مكة فإذا أنا بجعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح، فقلت: يا بن رسول الله، لم جعل الموقف من وراء الحرم ولم يصير في المشعر الحرام فقال: الكعبة بيت الله، والحرم حجابه، والموقف بأنه، فلما قصدوه أوقفهم بالباب يتضرعون، فلما أذن لهم بالدخول، أدناهم من الباب الثاني، وهو المزدلفة، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم، وقضوا تفثهم، وتطهروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته. قال له: فلم كره الصوم أيام التشريق قال: لأنهم في ضيافة الله ولا يحب للضيف أن يصوم. قلت: جعلت فداك، فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئاً فقال: ذلك مثل رجل بينه وبين آخر جرم، فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له جرمه. وذكر هشام بن عباد أنه سمع جعفر بن محمد يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم. وعن عنبسة الخثعمي: سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق. وعن عائذ بن حبيب قال: قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضل من الجهل ولا داء أدوى من الكذب.
9...

(9/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 93
قلت: مناقب جعفر كثيرة، وكان يصلح للخلافة لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه، وقد كذبت عليه الرافضة ونسبت إليه أشياء لم يسمع بها، كمثل كتاب الجفر، وكتاب اختلاج الأعضاء، ونسخ موضوعة وكان ينهى محمد بن عبد الله بن حسن عن الخروج ويحضه على الطاعة ومحاسنه جمة. توفي إلى رضوان الله في سنة ثمان وأربعين ومائة وله ثمان وستون سنة.)
4 (جعفر بن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، المكي.)
عن أبيه. وعنه معمر ومحمد بن سليمان بن سمول. وثقه أبو داود.
4 (جعفر بن ميمون التميمي الأنماطي)
روى عن أبي العالية الرياحي وأبي عثمان النهدي وأبي تميمة الهجيمي وغيرهم. وعنه السفيانان وعيسى بن يونس ويحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عدي وغندر وآخرون. قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: أخشى أن يكون ضعيف الحديث.
9...

(9/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 94
وروى عباس عن ابن معين قال: جعفر بن ميمون ليس بثقة. قلت: من مناكيره حديث وهيب ثنا جعفر بن ميمون عن أبي عثمان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب وما زاد.
4 (جويبر بن سعيد أبو القاسم الأزدي ق البلخي. نزيل بغداد.)
روى عن أنس بن مالك والضحاك وأبي صالح السمان وغيرهم. وعنه سفيان الثوري ومعمر وابن المبارك وأبو معاوية ويزيد بن هارون وجماعة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وقال ابن معين وغيره: ليس بشيء. وقال أبو داود: هو أصلح حالاً من الكلبي. وقال الفلاس: كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عن جويبر وكان سفيان يحدث عنه. وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: كيف حديثه قال: ضعيف.
9...

(9/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 95
4 (حرف الحاء.)

4 (حاتم بن أبي صغيرة ع، أبو يونس القشيري مولاهم. بصري ثقة نبيل وليس بالمكثر.)
له عطاء وابن أبي ملكية وجماعة. وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث ويحيى القطان وروح ومحمد بن عبد الله الأنصاري. توفي في حدود خمسين ومائة.
4 (الحارث بن حصيرة، أبو النعمان الأزدي الكوفي.)
عن زيد بن وهب وعكرمة وابن بريدة وجماعة. وعنه مالك بن مغول وعبد الواحد بن زياد وابن نمير وعلي بن عابس وجماعة. قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال يحيى بن معين: خشبي ثقة، ينسبون إلى) خشبة زيد بن علي التي صلب عليها.
9...

(9/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 96
وقال النسائي: ثقة. وقال العقيلي: له خبر حديث منكر. قلت: خرج له البخاري في كتاب الأدب. وقال جرير بن عبد الحميد: رأيت شيخاً طويل السكوت منطوياً على أمر عظيم.
4 (الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب م ت ن ق الدوسي المدني المؤذن.)
عن سعيد بن المسيب وبسر بن سعيد والأعرج وجماعة. وعنه أنس بن عياض وصفوان بن عيسى ومحمد بن فليج وغيرهم. قال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال ابن حزم: ضعيف، ذكره في المحلى.
4 (الحارث بن عمير، أبو الجودي الأسدي شامي نزل واسطاً.)
روى عن عمر بن عبد العزيز ونافع وسعيد بن مهاجر. وعنه شعبة وهشيم وعبثر بن القاسم وأبو معاوية. وثقه ابن معين.
4 (الحارث بن النعمان بن سالم الليثي.)
9...

(9/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 97
روى عن خاله سعيد بن جبير وعن أنس بن مالك وطاوس. وعنه سعيد بن عمارة الكلاعي ونوح بن قيس الحداني وجنادة بن مروان وثابت بن محمد الزاهد. قال أبو حاتم: ليس بقوي. قلت: وممن روى عنه سميه الحارث بن النعمان بن سالم البزار ببغداد، وسوف يذكر بعد المائتين.
4 (حارثة بن أبي الرجال ت ق، محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني أخو عبد الرحمن)
ومالك. روى عن جدته عمرة. وعنه الثوري وأبو معاوية ويعلى بن عبيد وعبدة وابن نمير وأبو بدر السكوني. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك.
4 (حبيب بن أبي الأشرس حسان من مشيخة الكوفة.)
عن سعيد بن جبير وإبراهيم وأبي الضحى وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. وعنه الثوري والفضل بن موسى والقاسم بن الحكم العرني ومروان بن معاوية.
9...

(9/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 98
قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي: متروك.) قلت: هو جد صالح بن محمد الحافظ جزرة.
4 (حبيب بن جري العبسي الكوفي العبد الصالح.)
روى عن عطاء بن أبي رباح وأبي جعفر الباقر. وعنه وكيع والخريبي وأبو نعيم وغيرهم. قال ابن معين: رجل صالح.
4 (حبيب بن الشهيد البصري ع مولى قريبة. كنيته أبو شهيد وقيل أبو محمد.)
أرسل عن الزبير بن العوام وأنس بن مالك وله عن الحسن وابن أبي ملكية وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وطائفة. وعنه ابنه إبراهيم وابن علية ويحيى القطان وأبو أسامة وروح بن عبادة والأنصاري وخلق كثير. وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث. قال أحمد بن حنبل: ثقة مأمون، مات سنة خمس وأربعين ومائة وله ست وستون سنة.
9...

(9/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 99
4 (حبيب بن صالح الطائي الحمصي د ت ق وهو حبيب من أبي موسى.)
روى عن يزيد بن شريح الحضرمي ويحيى بن جابر وعبد الرحمن بن سابط. وعنه ابنه عبد العزيز وإسماعيل بن عياش وبقية وآخرون. وكان من ثقات الشاميين، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
4 (حبيب بن أبي العالية.)
عن مجاهد وغيره. وعنه جعفر الأحمر وعبد الواحد بن زياد ويحيى القطان وغيرهم. وثقه ابن معين وغيره. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أدري أحاديثه، كأنه ضعفه. وقال النسائي: ليس بالقوي.
4 (حبيب بن أبي عمرة القصاب الكوفي سوى د مولى بني حمان.)
عن سعيد بن جبير وعائشة بنت طلحة ومجاهد والطبقة.
9...

(9/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 100
وعنه جرير الضبي بن عياش وحفص بن غياث وعلي بن عاصم وجماعة. وثقه النسائي وكنيته أبو عبد الله. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة.
4 (حبيب المعلم ع، أبو محمد. مولى معقل بن يسار، من ثقات البصريين، واسم أبيه أبو قريبة)
) دينار. روى عن الحسن وعطاء وعمرو بن شعيب. وعنه حماد بن سلمة ويزيد بن زريع وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم. وبلغنا أن يحيى القطان كان لا يروي عنه.
4 (حجاج بن أرطأة، و مقروناً، ابن ثور بن هبيرة أبو أرطأة النخعي الكوفي أحد الأئمة الأعلام)
على لين في حديثه. له عن الشعبي حديث واحد وعن الحكم وعطاء وعمرو بن شعيب وزيد بن جبير الطائي ورباح بن عبيدة وعكرمة ومكحول وخلق سواهم. وعنه شعبة وسفيان والحمادان وابن المبارك وحفص بن غياث وغندر وعبد الرزاق وآخرون وقد حدث عنه منصور بن المعتمر وهو من شيوخه.
9...

(9/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 101
ولي حجاج قضاء البصرة وله ست عشرة سنة، وكان فيه بأو وتيه ومحبة للسؤدد والتجمل، فكان يقول: أهلكني حب الشرف. قال يحيى بن سعيد: هو وابن إسحاق عندي سواء. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء. وقال يحيى بن آدم: ثنا حماد بن زيد قال: كان حجاج بن أرطأة أسرد للحديث من الثوري. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: حجاج صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب يعني فيسقط محمداً. وقال أبو حاتم أيضاً: إذا قال حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس. وقال جرير بن عبد الحميد: رأيت حجاج بن أرطأة يخضب بالسواد. وقال سفيان الثوري: ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه من حجاج. وقال حفص بن غياث سمعت سفيان يقول: ما يأتون أحداً أحفظ من حجاج بن أرطأة. وقال آخر: له ستمائة حديث أو نحوها. وقال أحمد بن حنبل: ليس يكاد لحجاج حديث إلا وفيه زيادة. وقال حماد بن زيد: قدم علينا جرير بن حازم فأتيناه وتذاكرنا فقال: ثنا قيس بن سعد عن الحجاج بن أرطأة ثم لبثنا ما شاء الله، ثم قدم علينا حجاج وله إحدى وثلاثون سنة، فرأيت عليه من الزحام ما لم أره على حماد بن أبي
9...

(9/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 102
سليمان، رأيت عنه مطراً الوراق وداود بن أبي هند) ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم يقولون: يا أبا أرطأة ما تقول في كذا، يا أبا أرطأة ما تقول في كذا. قال حفص بن غياث: سمعت الحجاج يقول: ما خصمت قط ولا جلست إلى قوم يختصمون. وقال ابن معين: سمع حجاج من مكحول، وقال ابن إدريس: سمعت حجاج بن أرطأة يقول: لا تتم مروءة الرجل حتى يدع الصلاة في جماعة. قلت: هذه كلمة مقيتة بل لا تتم مروءة الرجل ودينه حتى يلزم الصلاة في جماعة. وهذا قاله حجاج لما في طباعه من البذخ والرياسة فإنه يرى أن صلاته في جماعة ومزاحمته للسوقة في الصفوف ينافي ما فيه من التيه والترف فالله يسامحه. وهو من طبقة أبي حنيفة الإمام في العلم، لكن رفع الله أبا حنيفة بالورع والعبادة ولم ينل حجاج بن أرطأة تلك الرفعة فرحمهما الله. قال أحمد بن حنبل: سمعت يحيى بن سعيد يذكر أن حجاجاً لم ير الزهري، وكان سيء الرأي فيه جداً ما رأيته أسوأ رأياً في أحد منه في حجاج وابن إسحاق وليث همام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وقال هشيم: قال لي حجاج لم أر الزهري لكن لقيت رجلاً جيد الأخذ عنه فأخذت عنه. وسئل أحمد بن حنبل: أيحتج بحجاج قال: لا، وقال يزيد بن هارون: رأيت حجاج بن أرطأة عليه قميص أسود ورداء أسود قد خضب بالسواد متكئاً على مرافق حمر، قال يزيد: فكان يقول: أبعد قضاء البصرة
9...

(9/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 103
وشرط الكوفة، وكان يقضي بالبصرة ثم يقول: هذا قضاء أمير المؤمنين علي وولي قضاءها ثلاثة أشهر، قال: وجلس يفتي بمسجد الكوفة وله عشرون سنة، وكان الحكم يجلس إليه وهو الذي أجلسه للفتيا. وقال الأشج: ثنا عبد الله بن الأسود الحارثي قال: كان الحجاج بن أرطأة يقيم على رؤوسنا غلاماً أسود وقال: من رأيته يكتب، يعني في مجلسه، فجر برجله، فقام رجل فقال: يا أبا أرطأة سوأة لك يأتيك نظراؤك وأبناء نظرائك من أبناء القبائل ثم تأمر هذا الأسود بما تأمره قال: فلم يأمره بعد ذلك. وقال يزيد بن هارون: كنا لا نكتب عند حجاج، كان له غلمان يطوفون في الحلقة، فمن رأوه يكتب أقاموه.) وقال العلاء بن عصيم: جاء ابن شبرمة وحجاج بن أرطأة إلى الأعمش فقال له حجاج: يا هذا لم تنته حتى مشت إليك الأشراف إذاً يرجعون بغير حوائجهم، ثم دخل وأغلق الباب في وجوههم. وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عن جدي قال: قلت للحجاج بن أرطأة ما رأيت أحداً أحسن أصابع منك، قال: إنها مدارج الكرم. وهب بن بقية: سمعت خالد بن عبد الله يقول: دخل الحجاج بن أرطأة المسجد فقيل له: ها هما يا بن أرطأة فقال: أنا صدر حيثما جلست. وقال أبو عاصم النبيل: قال حجاج لسوار القاضي: أهلكني حب الشرف، فقال له: اتق الله تشرف. محمد بن عثمان بن أبي شيبة إن إسماعيل بن محمد الطلحي ثنا أبو مالك الجنبي قال: دخل حجاج بن أرطأة المسجد الحرام وقد حج عيسى بن موسى يعني ولي العهد وهو في المسجد، فأقبل الحجاج ليسلم، ثم جلس، فقال له
9...

(9/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 104
بعضهم: ارتفع يا أبا أرطأة إلى صدر الحلقة، فقال: حيث جلست أنا صدرها. فقال عيسى: جروا برجله وأخرجوه وقال ابن إدريس كنا نأتي الحجاج بن أرطأة فنجلس حتى تطلع الشمس فلا يخرج إلى صلاة جماعة فتركه. وعن سليمان بن أبي سليمان قال الحجاج: ألا تصلي في جماعة فقال: أصلي مع هؤلاء يزحموني، وعن أبي مالك الجنبي قال: خرج حجاج بن أرطأة ومعه بعض أصحابه فمر بمساكين في الطرق فسلم صاحبه على المساكين فقال الحجاج: إنه لا يسلم على أمثال هؤلاء، وقد خرج مسلم في صحيحه للحجاج فقرنه بآجر. توفي بالري مع المهدي سنة بضع وأربعين. قال ابن حبان: في سنة خمس.
4 (حجاج بن حجاج الباهلي.)
قد تقدم أنه مات سنة إحدى وثلاثين. وذكر الحافظ عبد الغني بن سعيد أنه هو حجاج الأسود فوهم بل حجاج الأسود هو القسلمي رجل صالح عابد يقال له: زق العسل. حدث عن شهر بن حوشب ومعاوية بن قرة وأبي نضرة. روى عنه حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان وعيسى بن يونس وروح بن عبادة.) وثقه ابن معين وغيره.
9...

(9/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 105
4 (حجاج بن عبد الله بن حمزة الرعيني.)
ولي إمرة بلاد زويلة من أعمال مصر. وله واحد عن بكير بن الأشج. روى عنه الليث وابن وهب.
4 (حجاج بن أبي عثمان الصواف البصري ع، عن الحسن وأبي الزبير ويحيى بن أبي كثير.)
وعنه الحمادان وابن عيلة ويحيى القطان وأبو عاصم ويعلى بن عبيد وآخرون. وثقه جماعة ووصفه الترمذي بالحفظ. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
4 (حرام بن عثمان بن عمرو بن يحيى الأنصاري المدني.)
عن ولدي جابر بن عبد الله وهما محمد وعبد الرحمن وعن الأعرج وغير واحد. وعنه الدراوردي ومسلم الزنجي وحاتم بن إسماعيل. قال الشافعي الروية عن حرام حرام وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. وقال مالك: ليس بثقة.
9...

(9/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 106
وقال البخاري: منكر الحديث. قال يحيى القطان: قلت لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد وأبو عتيق هم واحد قال: إن شئت جعلتهم عشرة. قال الزبيري: كان حرام يتشيع.
4 (حرملة بن قيس النخعي الكوفي.)
عن أبي بردة وأبي زرعة البجلي. وعنه مروان بن معاوية وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال يحيى بن معين: ثبت.
4 (حريث بن أبي مطر الفزاري الكوفي ت ق.)
عن الثعبي ومدرك بن عمارة. وعنه شريك ووكيع وابن نمير. ضعفه الفلاس وغيره.
4 (الحسن بن أبي ثوبان بن عامر الهمذاني ق ثم الهوزني المصري.)
عن أبيه وعكرمة وموسى بن وردان. وعنه الليث وضمام بن إسماعيل وابن لهيعة ومفضل بن فضالة وغيرهم.
9...

(9/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 107
وكان أميراً على ثغر رشيد لمروان الحمار. وثقه ابن حبان، وكان ذا صلاح وتعبد.)
4 (الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ق أخو عبد الله وإبراهيم.)
مات سنة خمس وأربعين ومائة. له رواية عن أبيه وعن أمه فاطمة بنت الحسين. روى عنه عبيد بن وسيم الجمال وعمر بن شبيب المسلمي وعمرو بن مرزوق. مات في سجن المنصور يقال: في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (الحسن بن الحكم النخعي الكوفي د ت ق.)
عن إبراهيم والشعبي وعدي بن ثابت وأبي سبرة النخعي. وعنه شريك وابن فضيل وأبو أسامة ومحمد بن عبيد وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (الحسن بن ذكوان خ د ت ق أبو سلمة. بصري صدوق.)
9...

(9/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 108
عن أبي رجاء العطاردي وطاوس وابن سيرين. عنه المبارك وصفوان بن عيسى ويحيى القطان وعبد الوهاب الخفاف. قال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: كان صاحب أوابد. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه أباطيل. وقال الدارقطني: ضعيف. وأما ابن حبان فذكره في الثقات. وروى له البخاري في صحيحه.
4 (الحسن بن عطية بن سعد العوفي د أخو عبد الله وعمرو ومحمد.)
روى عن جده وأبيه. وعنه ابناه حسين القاضي ومحمد وأخواه عبد الله وعمر وابن إسحاق وسفيان الثوري وحكام بن سلم. ضعفه أبو حاتم وغيره.
4 (الحسن بن عمرو التميمي، الكوفي خ د ن ق.)
عن مجاهد وإبراهيم والشعبي والحكم.
9...

(9/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 109
وعنه الثوري وابن المبارك وأبو معاوية وحفص بن غياث وآخرون. وثقه أحمد وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال خليفة: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة. والحسن أخو فضيل.
4 (الحسن بن عمرو التميمي الفقيه الكوفي خ د ن ق عن مجاهد وإبراهيم.)
)
4 (الحسن بن عقبة، أبو كيران المرادي الكوفي.)
عن عبد خير والشعبي والضحاك وغيرهم. وعنه وكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. روى عباس عن ابن معين: أبو كبران ثقة.
4 (الحسن بن يزيد ق أبو يونس القوي المكي العبد الصالح، سكن الكوفة.)
حدث عن أبي سلمة وطاوس ومجاهد وعمرو بن شعيب. وعنه الثوري ووكيع وحسين الجعفي وأبو عاصم وآخرون.
9...

(9/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 110
قال ابن عبد البر: أجمعوا على ثقته. وقال آخرون: سمي القوي لقوته على العبادة. قال وكيع مرة: أبو يونس ومن أبو يونس بكى عمي وصلى حتى حدب وطاف حتى أقعد. وقال حسين الجعفي: وكان أبو يونس القوي يطوف في اليوم سبعين أسبوعاً فقدرنا ذلك فإذا هو ثمانية فراسخ. قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجه وقع لي موافقة عالية.
4 (الحسين بن ذكوان ع، المعلم العوذي البصري المكتب.)
عن ابن بريدة وعطاء وبديل بن ميسرة وقتادة ويحيى بن أبي كثير وعمرو بن شعيب وطائفة سواهم. وعنه إبراهيم بن طهمان وابن المبارك وعبد الوارث ويحيى بن سعيد وغندر ويزيد بن زريع وروح بن عبادة. وثقه أبو حاتم والنسائي والناس، وقد أورده العقيلي في كتاب الضعفاء بلا مستند فقال فيه: مضطرب الحديث. وقال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى القطان وذكر أحاديث حسين المعلم فقال: فيه اضطراب.
9...

(9/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 111
4 (الحسين بن عبد الله ت ق بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد الله الهاشمي)
العباسي المدني. عن كريب وعكرمة. وعنه الثوري وشريك وابن المبارك وعلي بن عاصم وجماعة. قال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي. وقال النسائي: متروك. وقال ابن سعد: مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومائة قال: وكان كثير الحديث ولم أرهم يحتجون بحديثه.
4 (الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ت ن أخو أبو جعفر الباقر.)
) روى عن أبيه وأخيه ووهب بن كيسان. وعنه ابناه عبيد الله ومحمد وموسى بن عقبة وابن المبارك. قال النسائي: ثقة. ويقال: كان أشبه أولاد أخيه بأبيه في التعبد والتأله.
9...

(9/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 112
4 (الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي ن الكوفي.)
عن أبيه وشرحبيل بن سعد وفاطمة بنت علي بن أبي طالب. وعنه يونس بن بكير والخريبي وأبو نعيم وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث، وبعضهم يلينه قليلاً.
4 (حكيم بن رزيق الفزاري، مولاهم الأيكي.)
عن أبيه وابن المسيب وعبد الله بن فيروز الديلمي. وعنه إسحاق بن أبي فروة وابن المبارك. وثقه ابن معين.
4 (حلام بن صالح العبسي الكوفي.)
عن مسعود بن خراش أخي ربعي وسالم بن ربيعة وسليمان بن شهاب. وعن مسعر وحفص بن غياث وابن نمير وسعيد بن محمد الوراق وآخرون. صدوق.
4 (حماد بن جعفر بن زيد العبدي البصري ق.)
عن شهر بن حوشب وميمون بن سياه.
9...

(9/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 113
وعنه الضحاك بن حمزة الواسطي ومرزوق الشامي وأبو عاصم النبيل. قال ابن عدي: لم أجد له غير حديثين. وقال ابن معين: ثقة.
4 (حماد بن أبي الدرداء الأنصاري.)
عن الشعبي ومجاهد وعطاء بن أبي رباح. وعنه وكيع وأبو نعيم. وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: صالح.
4 (حماد الراوية، هو أبو القاسم بن أبي ليلى، كوفي إخباري شهير واسع الرواية، حمل عن)
الفرزدق وطبقته. وعنه الهيثم بن عدي وعبد الله الأجلح وجماعة. وكان يضرب به المثل في سعة ما يحفظ، ثم ظفرت بوفاته في سنة خمس وخمسين ومائة فيؤخر.
4 (حمزة بن أبي حمزة ت ميمون الجعفي النصيبي الجزري.)
) عن ابن ملكية ومكحول ونافع وأبي الزبير وعمرو بن دينار وطائفة.
9...

(9/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 114
وعنه حمزة الزيات وبكر بن مضر وشبابة بن سواد وعلي بن ثابت الجزري وغسان بن عبيد وجماعة. وهو واه باتفاق. قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ما يرويه موضوع والبلاء منه. قلت: له حديث في ت من رواية شبابة عنه، متنه تربوا الكتاب. قال الترمذي: اسم أبيه عمرو فوهم بل هو ميمون.
4 (حميد بن تيرويه الطويل، ع أبو عبيدة بن أبي حميد البصري.)
سمع أنساً والحسن وبكر بن عبد الله وابن أبي ملكية وجماعة. وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن علية ويحيى القطان وعبد الله بن بكر السهمي ومحمد بن أبي عدي وابن المبارك والأنصاري وخلق كثير. وكان أحد الثقات. وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم.
9...

(9/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 115
وقال أبو حاتم: هو وقتادة أكبر أصحاب الحسن. وقال ابن خراش: في حديثه شيء وهو ثقة. وقال حماد بن سلمة: أخذ حميد كتب الحسن فنسخها ثم ردها عليه. وروى الأصمعي قال: رأيت حميداً وكان طويل اليدين. وقال أبو عبيدة الحداد عن شعبة: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً والباقي سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت. قال ابن المديني عن أبي داود: سمع شعبة يقول: سمعت حبيب بن الشهيد يقول لحميد وهو يحدثني: انظر ما يحدث به شعبة فإنه يرويه عنك، ثم يقول هو: إن حميداً رجل نسي فانظر ما يحدثك به، وروى عفان عن حماد قال: جاء شعبة إلى حميد فحدثه فقال: أسمعت هذا من أنس قال: احسب، فقال شعبة بيده هكذا، فلما ذهب قال حميد: سمعته من أنس كذا كذا مرة ولكني لما شدد علي أحببت أن أشدد عليه. وقال ابن المديني عن يحيى بن سعيد: كان حميد إذا ذهبت تقفه على بعض حديثه عن أنس يشك فيه. وقال الحميدي عن سفيان قال: كان عندنا شاب بصري يقال له: درست، فقال لي حميداً قد) اختلط عليه ما سمع من أنس ومن ثابت ومن قتادة عن انس إلا شيئاً يسيراً فكنت أقول له: أخبرني بما شئت عن غير أنس، فأسأل حميداً عنها فيقول: سمعت أنساً
9...

(9/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 116
وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث حميد الطويل. وقال ابن عدي: أكبر ما يقال فيه إن ما لم يسمعه من أنس كان يدلسه عنه وقد سمعه من ثابت. وقيل: كان حميد مصلح أهل البصرة إذا تنازع الرجلان في مال. وقال إياس بن معاوية لرجل: إذا أردت الصلح فعليك بحميد الطويل، وتدري ما يقول لك خذ البعض ودع البعض. قال إبراهيم بن حميد: مات أبي سنة ثلاث وأربعين ومائة عن خمس وسبعين سنة. قال الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل، ولكن كان طويل اليدين. وقيل: بل كان في جيرانه رجل قصير سميه فقال الجيران: حميد الطويل تمييزاً له من سميه. قال حماد بن سلمة: لم يدع حميد لثابت علماً إلا وعاه عنه وسمعه منه. وقيل: عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت. قلت: له في الصحيحين جملة أحاديث عن أنس، وبلغنا أنه كان قائماً يصلي فسقط ميتاً وذلك في آخر سنة اثنتين وأربعين ومائة. ولم يرو عنه زائدة لكونه لبس سواد العباسيين وهذا غلو، حميد عدل صدوق. وكذا روي عن مكي بن إبراهيم قال: مررت بحميد وعليه ثياب سود، وقال لي أخي: ما تسمع منه، فقلت: اسمع من شرطي.
9...

(9/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 117
وقال عفان: ثنا محمد بن دينار قال: ذكر رجل حميداً فعابه فقال: يأتي سليمان بن علي الأمير ويفعل ويفعل، فقال يونس بن عبيد: كثر الله فينا مثل حميد. وقال معاذ بن معاذ: كان حميد يصلي قائماً فمات، فذكروه لابن عون، وجعلوا يذكرون من فضله فقال: اختاج حميد إلى ما قدم. وقال القاسم بن مالك المزني عن عاصم الأحول قال: ذهبت بحميد وأبان ابن أبي عياش إلى أنس فلزماه وتركته.
4 (حميد بن زياد أبو صخر م د ت ق وهو في الطبقة الآتية ينبغي أن يحول إلى هنا.)
ويقال: حميد بن صخر، وهو حميد بن أبي المخارق المديني صاحب العباء. سكن مصر وحدث عن كريب ومحمد بن كعب القرظي وسعيد المقبري وأبي سلمة بن عبد) الرحمن وابن نافع ورأى سهل بن سعد الساعدي. وعنه حيوة بن شريخ وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وابن وهب وسعد بن الصلت وآخرون. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال ابن عدي: هو عندي صالح الحديث. وروي عن ابن معين قال: هو ضعيف. وأظن أن حميد بن صخر المدني آخر، روى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو الذي قال فيه أحمد بن حنبل: ضعيف.
9...

(9/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 118
4 (حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني م مصري صدوق.)
عن علي بن رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي وشفي بن مانع وعمرو بن مالك الجنبي وغيرهم. وعنه حيوة بن شريخ والليث وابن لهيعة وابن وهب. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن يونس: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة. وقيل: إن إسحاق بن الفرات حدث عنه وما أراه أدركه.
4 (حميد الأعرج الكوفي القاص ت.)
عن عبد الله بن الحارث المكتب صاحب لابن مسعود. وعنه خلف بن خليفة وابن نمير وأبو يحيى الحماني وعبيد الله بن موسى. ضعفه أبو زرعة وغيره، وحديثه في جزء ابن عرفة بعلو أن موسى عليه السلام كان نعلاه من جلد حمار غير ذكي.
4 (حنبل بن عبد الله.)
شيخ روى عن الهرماس بن زياد رضي الله عنه.
9...

(9/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 119
4 (حنظلة بن صفوان أبو حفص الكلبي.)
أحد الأشراف، ولي إمرة لهشام بن عبد الملك وغيره وإمرة المغرب وشهد حصار دمشق مع المسودة. روى عنه محمد بن شابور. وكان ديناً محمود السيرة.
4 (حنظلة السدومي ت ق، أبو عبد الرحيم شيخ بصري.)
حدث عن أنس بن مالك وشهر بن حوشب وعكرمة. وعنه الحمادان وابن المبارك وابن علية وعلي بن عاصم. قال أبو حاتم: ليس بقوي.)
4 (حيي بن عبد الله المعافري: أبو عبد الله مصري صالح الحديث.)
روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه الليث وابن لهيعة وابن وهب. قال النسائي: ليس بقوي مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
9...

(9/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 120
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن دينار الشيباني النيلي ق من مدينة النيل قريبة من واسط، يكنى أبا الوليد.)
روى عن سالم وعطاء بن أبي رباح والحسن. وعنه الثوري ويونس بن بكير ومحمد بن عبيد. قال أحمد: يكتب حديثه.
4 (خالد بن رباح، أبو الفضل الهذلي. شيخ بصري.)
فأما أبو خلدة خالد بن دينار فسيأتي. عن الحسن وعكرمة وأبي السوار العدوي. وعنه وكيع ويزيد بن هارون وأبو عاصم.
9...

(9/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 121
وثقه ابن معين.
4 (خالد بن عبيد ق أبو عصام العتكي البصري نزيل مرو.)
له أنس وابن بريدة والحسن. وعنه ابن المبارك والعلاء بن عمران والفضل السيناني وأبو نميلة يحيى بن واضح وآخرون. قال أحمد بن سيار: كان شيخاً نبيلاً أحمر الرأس واللحية يعني يخضب وكان العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه قال: وكان ابن المبارك ربما سوى عليه ثيابه إذا ركب. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال ابن حبان: حدث بأحاديث موضوعة عن أنس.
4 (خالد بن أبي عمران التجيبي م د ت ن قاضي إفريقية. قد مر أنه توفي سنة تسع وعشرين)
ومائة وأنه يروي عن عروة بن الزبير وطبقته. وقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يحيى بن سعيد القطان، وهذا خطأ، بل روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري التابعي المعروف.
9...

(9/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 122
4 (خالد بن أبي كريمة الأصبهاني ن ق.)
الإسكاف نزيل الكوفة. روى عن عكرمة ومعاوية بن قرة وأبي جعفر الباقر. وعنه شعبة والسفيانان وعبد الله بن إدريس ووكيع وجماعة. وثقه أحمد.
4 (خالد بن مهران، ع أبو المنازل البصري الحذاء أحد الأئمة الثقات.)
) رأى أنس بن مالك وروى عن أبي عثمان النهدي وعبد الله بن شقيق وعبد الرحمن بن أبي بكرة وابن سيرين وأخويه حفص وأنس وأبي العالية. وعنه شيخه محمد بن سيرين وأبو إسحاق الفزاري وبشر بن المفضل وحماد بن زيد وابن عيينة وخالد بن عبد الله الطحان وشعبة ومعتمر وخلق، آخرهم موتاً عبد الوهاب الخفاف.
9...

(9/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 123
توفي سنة اثنتين ويقال سنة إحدى وأربعين ومائة. وثقه أحمد وابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يضع في خالد الحذاء فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: مالك أجننت أنت أعلم وتهددناه فأمسك. وقال يحيى بن آدم: قلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء في حديثه قال: قدم علينا قدمة من الشام فكأنا أنكرنا حفظه. وقال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي قال: قيل لابن علية في هذا الحديث فقال: كان خالد يرويه فلم نكن نلتفت إليه. ضعف ابن علية أمره يعني خالداً الحذاء. وقال يحيى بن آدم: ثنا عبد الله بن نافع القرشي أبو شهاب قال: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطأة ومحمد بن إسحاق فإنهما حافظان واكتم علي عند البصريين في خالد وهشام. قلت: ولم يكن حذاء بل كان في سوق الحذائين أحياناً فاشتهر بالحذاء، قاله ابن سعد. وقال فهد ين حيان: لم يحذ خالد قط وإنما كان يقول: أحذ على هذا النحو فلقب الحذاء وكان حافظاً مهيباً ليس له كتاب. وقال شعبة: قال خالد: ما كتب شيئاً قط إلا حديثاً طويلاً فلما حفظته محوته.
9...

(9/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 124
خالد الطحان: سمعت خالد الحذاء يقول ما حذوت نعلاً ولا بعتها ولكن تزوجت امرأة من بني مجاشع فنزلت عليها والحذاؤون ثم نسبت إليهم. قال ابن معين: كان خالد على العشور. خالد بن أبي يزيد د ن أبو عبيد الرحيم الحراني مولى بني أمية. روى عن مكحول وعبد الوهاب بن بخت وأكثر عن زيد بن أبي أنيسة. روى عنه ابن أخته محمد بن سلمة ووكيع وشبابة وحجاج الأعور. وقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.) مات في سنة أربع وأربعين ومائة. خثيم بن عراك بن مالك الغفاري خ ن المدني. عن أبيه وسلميان بن يسار. وعنه ابنه إبراهيم وحماد بن زيد وحاتم بن إسماعيل والفضل بن موسى ويحيى القطان وعدة. وثقه النسائي ولينه بعضهم.
9...

(9/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 125
الخضيب بن جحدر البصري. وقال ابن أبي حاتم: كوفي عن أبي صالح السمان وراشد بن سعد وابن سيرين وعمرو بن دينار. وعنه الربيع بن مسلم والحسن بن دينار وجماعة. مات سنة ست وأربعين ومائة. وكان من الفقهاء لكنه متروك الحديث كذبه ابن معين. خلف بن حوشب، أبو بريد الكوفي. عن عطاء بن أبي رباح وطلحة بن مصرف وآخرون. وهو صدوق صالح الأمر.
9...

(9/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 126
4 (حرف الدال.)

4 (داود بن عبد الله الأودي الزعافري أبو العلاء الكوفي.)
عن الشعبي وحميد بن عبد الرحمن الحميري وأبي وبرة عبد الرحمن. وعنه زهير بن معاوية وأبو عوانة ووكيع وآخرون. وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين مرة وقواه أخرى ولا بأس به.
4 (داود بن أبي عوف أبو الجحاف الكوفي ت ن ق.)
من رؤوس الشيعة ومحدثيهم. له عن أبي حازم الأشجعي ومعاوية بن ثعلبة صاحب لأبي ذر وعطية العوفي وغيرهم.
9...

(9/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 127
وعنه سفيان الثوري وعامر بن السمط وتليد بن سليمان وسفيان بن عيينة وغيرهم. قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت وهو عندي ليس بالقوي. وقال الثوري: كان مرضياً. ووثقه جماعة وفيه شيء.
4 (داود بن عيسى النخعي الكوفي.)
حدث بدمشق عن أبي جحيفة السوائي مرسلاً وعن سعيد بن جبير وعمرو بن دينار وسماك وطائفة. وعنه إسماعيل بن عياش وسويد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة القاضي ولن أر لهم) كلاماً بتوثيق ولا تليين فهو صالح.
4 (داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ت ق الكوفي الأعرج.)
عن أبيه وأبي وائل وإبراهيم والشعبي والمغيرة بن شبيل. وعنه ابن أخيه عبد الله بن إدريس والمعافى بن عمران الموصلي ووكيع وعبيد بن موسى ومكي بن إبراهيم وآخرون.
9...

(9/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 128
ضعفه أحمد. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن المديني: لا أروي عنه وكان أبوه ثبتاً. وقال يحيى القطان: قال لي سفيان الثوري: شعبة يروي عن داود بن يزيد الأودي قال: تعجباً منه.
4 (داود أبو اليمان.)
رأى أنس بن مالك وحدث عن أبي أوفى. وعنه حفص بن غياث وأبو معاوية وعبد الله بن نمير. صالح الحال.
4 (دينار أبو عمر.)
سمع الحسن البصري. وعنه وكيع ومروان بن معاوية وأبو أسامة وآخرون. لا بأس به.
9...

(9/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 129
4 (حرف الراء)

4 (راشد بن داود الصنعاني الدمشقي البرسمي ن.)
عن أبي الأشعث الصنعاني وأبي أسماء الرحبي وأبي صالح الأشعري. وعنه يحيى بن حمزة والهيثم بن حميد وأبو مطيع معاوية بن يحيى وآخرون. روى إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ثقة. وقال البخاري: فيه نظر. وقال الدارقطني: ضعيف.
4 (راشد بن كيسان ق أبو فزارة العبسي الكوفي.)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وميمون بن مهران ويزيد بن الأصم. وعنه جعفر بن برقان والثوري وشريك وعلي بن عباس وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
9...

(9/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 130
وقال أبو زرعة: حديثه ليس بصحيح. وقال ابن معين: ثقة.
4 (راشد أبو سلمة الفزاري.)
عن عطية العوفي والشعبي وزيد الأحموسي. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وآخرون.) صويلح.
4 (راشد بن نجيج ق أبو محمد الحماني البصري.)
شيخ مقل من الرواية، ما علمت به بأساً بل قال بعضهم: صدوق. وروى عن أنس وغيره: وكان أحد الذين نظروا في المصاحف زمن الحجاج. روى عنه حماد بن زيد وشهاب بن شرنفة وعبد الوهاب بن عطاء وأبو نعيم وآخرون. وأما أحمد بن أبي خثيمة فسماه راشد بن سعيد مولى بني عطارد فلعلها اثنان.
4 (الربيع بن حيظان ويقال ابن حيظان، شيخ بصري.)
روى عن عكرمة والحسن ومكحول وجماعة.
9...

(9/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 131
وعنه سويد بن عبد العزيز وعمر بن عبد الواحد وعبد الملك الصنعاني الدماشقة. قال أبو زرعة: منكر الحديث.
4 (الربيع بن سعد الجعفي.)
عن عبد الرحمن بن باسط. وعنه حفص بن غياث ووكيع وابن نمير وحسين الجعفي وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (رزام بن سعيد الضبي.)
عن خوات التيمي وأبي المعارك ووحشية بنت عمار. وعنه وكيع والقاسم بن مالك وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري. وثقه الإمام أحمد.
4 (رشدين بن كريب ق، مولى ابن عباس أبو كريب المدني.)
عن أبيه وعلي بن عبد الله بن عباس، ورأى ابن عمر.
9...

(9/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 132
روى عنه عيسى بن يونس وابن فضيل والمحاربي وجماعة. وعداده في الضعفاء.
4 (رزين بن حبيب الكوفي النماطي ت.)
عن الشعبي وسلمى البكرية. وعنه أبو خالد الأحمر وابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وآخرون. وثقه ابن معين.
4 (رؤبة بن العجاج التميمي الراجز، من أعراب البصرة.)
سمع أباه والنسابة البكري، وعنه النضر بن جميل ويحيى القطان وأبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو زيد الأنصاري وغيرهم.) وكان لغوياً علامة. له وفادة على وفادة على الوليد بن عبد الملك وهو شاب ثم طال عمره إلى هذا الوقت.
9...

(9/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 133
قال أبو عبيدة: حدثني رؤبة بن العجاج حدثني أبي قال: سألت أبا هريرة ما تقول في هذت الرجز:
(طاف الخيالان فهاجا سقما .......... خيال تكنى وخيال تكتما)

(قامت تريك خيفة أن تصرما .......... ساقاً بخنداة وكعباً أدرما)
فقال أبو هريرة: كان يحدي بنحو هذا ومثل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعيبه. وقال خلف الأحمر: سمعت رؤبة يقول: ما في القرآن أغرب من قوله تعالى فاصدع بما تؤمر. وقال النسائي: ليس رؤبة بالقوي. وقال غيره: توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (روح بن جناح الدمشقي ت ق أخو مروان بن جناح مولى الوليد ين عبد الملك.)
روى عن مجاهد وشهر بن حوشب وعمر بن عبد العزيز. وعنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وغيرهما. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو زرعة: ضعيف. الوليد بن مسلم عن روح عن مجاهد قال: بينا نحن جلوس عند ابن
9...

(9/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 134
عباس أنا وعطاء وطاوس وعكرمة إذ دخل رجل فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق، قلنا يكون منه الولد قال: نعم، قلنا: عليك الغسل، فولى الرجل وهو يرجع. وعجل ابن عباس في صلاته فلما سلم قال: أرأيتم ما أفتيتموه به عن كتاب الله قلنا: لا، قال: فعن أصحاب رسول الله قلنا: لا، قال: فعمن قلنا: عن رأينا. فقال: لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. ثم قال له: إذا كان هذا منك تجد شهوة في قلبك قال: لا، قال: فهل تجد خدراً في جسدك قال: لا، قال: إنما هذه ابرده يجزئك منه الوضوء.
4 (روح بن القاسم أبو غياث خ م د ن ق. التميمي العنبري البصري.)
عن قتادة وعمرو بن دينار وابن المنكدر ومنصور وعبد الله بن طاوس وطبقتهم. وعنه يزيد بن زريع فأكثر وابن إسحاق وابن علية ومحمد بن سواء وعبد الوهاب بن عطاء وآخرون. مات في الكهولة وكان أحد الحفاظ المجودين.) وثقه أبو حاتم وغيره. ظهر له مائة وخمسون حديثاً، وإنما طلب العلم وهو كبير. قال نصر بن المغيرة: قال سفيان: لم أر أحداً طلب الحديث وهو مسن أحفظ من روح بن القاسم.
9...

(9/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 135
4 (حرف الزاي)

4 (الزبرقان بن عبد الله، أبو بكر الأسدي الكوفي السراج.)
روى عن أبي وائل وعبد الله بن معقل. وعنه عباد بن العوام ويحيى القطان وأبو أسامة. وثقه أحمد وابن معين.
4 (الزبرقان بن عبد الله، أبو ورقاء العبدي الكوفي.)
دعن الضحاك وكعب بن عبد الله. وعنه سفيان وشعبة وإسرائيل وشريك وغيرهم. صالح الأمر، وهو أقدم من السراج.
4 (زجلة الدمشقية.)
عن أم الدرداء وعمر بن عبد العزيز وسالم بن عبد الله وابن أبي زكريا.
9...

(9/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 136
وعنها صدقة بن خالد والوليد بن يزيد المري. لم يضعفها أحد.
4 (زرعة بن إبراهيم الدمشقي.)
عن عطاء وخالد بن اللجلاج ووضاح أبي مروان مولى الوليد. وعنه سعيد بن أبي هلال ومحمد بن إسحاق ومحمد بن شعيب بن شابور وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
4 (زكريا بن أبي زائدة الهمذاني ع أبو يحيى قاضي الكوفة.)
أخذ عن الشعبي وخالد بن سلمة وسعيد بن أبي بردة ومصعب بن شيبة وطائفة. وعنه ابنه يحيى وشعبة والسفيانان وابن المبارك ويحيى القطان ووكيع وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال أحمد: ثقة حلو الحديث. وقال أبو زرعة: صويلح. وقال أبو حاتم: لين الحديث يدلس. قلت: مات سنة تسع وأربعين ومائة.
4 (زكريا بن سلام أبو يحيى العتبي الأصم نزيل الري.)
9...

(9/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 137
عن منصور بن المعتمر والسدي والعلاء بن بدر.) وعنه جرير بن عبد الحميد وحكام بن سلم وعبد الله بن الجهم وعبد الرحمن الدمشقي الرازيون وغيرهم. هكذا ذكره ابن أبي حاتم، وهو أخبر به لأنه يكذبه. وأما أبو أحمد الحاكم فقال: روى عن أبي وائل شقيق بن سلمة وإبراهيم النخعي وسعيد بن مسروق الثوري والعلاء بن بدر. وعنه هارون بن المثنى وحكام وإسحاق بن سليمان الرازي. قلت: فما أحسبه لقي أبا وكذا في نفسي من لقي إسحاق بن سليمان له، صدوق.
4 (زكريا بن يحيى الحميري، الكندي الكوفي.)
عن الشعبي وعكرمة وعمر بن عبد العزيز. وعنه حاتم بن إسماعيل وجعفر بن عون وأبو أسامة وآخرون. ضعفه يحيى بن معين. وقال زكريا أبو يحيى الكوفي عن الشعبي: من زكريا هذا ليس بشيء. وقد ذكره أيضاً ابن أبي حاتم فقال: زكريا بن يحيى البدي وأنه روى عن عكرمة. روى عنه يونس بن بكير. وقال عباس عن ابن معين: زكريا بن يحيى البدي ليس بثقة، قال: أحسب أن الحميري والبدي، فالله أعلم.
9...

(9/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 138
4 (زنفل العرفي المكي.)
روى عن أبي ملكية ونجيح بن إسحاق العرفي. وعنه أبو داود الدباغ ومحمد بن عمير المعيطي وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزيري ومحمد بن عبيد الله التيمي وغيرهم. ضعفه غير واحد وقال ابن عدي: لا يتبايع على حديثه.
4 (زياد بن أبي حسان النبطي بصري.)
عن أنس بن مالك وأبي مالك وأبي عثمان النهدي. وعنه ابن علية وعون بن عمارة وقرة بن حبيب وآخرون. قال الدارقطني وغيره: متروك. وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه. وقيل: هو واسطي.
4 (زياد بن أبي زياد الجصاص أبو محمد، بصري، وقيل واسطي.)
) عن أنس والحسن ومعاوية بن قرة. وعنه هشيم ويزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء وآخرون.
9...

(9/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 139
قال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وأما ابن حبان فذكره في الثقات.
4 (زياد بن خثيمة الكوفي م.)
عن الشعبي وعطية العوفي وسعد أبي مجاهد الطائي وسماك بن حرب. وعنه زهير بن معاوية وهشيم ووكيع وأبو بدر السكوني. وثقه داود وغيره.
4 (زياد بن سعد، ع أبو عبد الرحمن الخراساني.)
نزيل مكة وشريك بن جريج، ثم تحول إلى قرية عك باليمن. روى عن الزهري وعمرو بن دينار وعمرو بن مسلم الجندي وجماعة. وعنه ابن جريج ومالك وابن عيينة وأبو معاوية وآخرون. قال ابن عيينة: كان عالماً بحديث الزهري. وقال النسائي: ثقة ثبت. قلت: مات في الكهولة.
4 (زياد بن عبد الله، بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي.)
9...

(9/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 140
سجنه يزيد بن الوليد لقيامه مع الوليد بن يزيد فلما استخلف مروان أطلقه ثم حبسه ثم أطلقه. وقد خرج بقنسرين ودعا إلى نفسه وتبعه ألوف من الناس وقالوا: هو السفياني. ثم إنه عسكر وحارب بني العباس في أول دولتهم فالتقاه عبد الله بن علي فهزمه عبد الله فتسحب واختفى بالمدينة مدة ثم قتل دولة المنصور.
4 (زياد بن عبيد الله الحارثي. الأمير من أخوال السفاح.)
ولي إمرة الموسم سنة ثلاث وثلاثين ثم ولي إمرة الحرمين للمنصور. وقال الواقدي: طلب زياد بن عبيد الله بن أبي ذئب ليستعمله فأبى عليه فحلف زياد ليستعملن فحلف ابن أبي ذئب لا يعمل. فأمر زياد بسجنه وقال: يا بن الفاعلة فقال ابن أبي ذئب: والله ما من هيبتك تركت الرد عليك ولكن لله تعالى، ثم كلموه زياداً فيه فاستحيا ة ندم، وأراد تطييب قلبه، وأخذ يتحيل في رضاه حتى توصل وأهدى لابن أبي ذئب جارية على يد أخيه من حيث لا يشعر محمد فهي أم ولد ابن أبي ذئب.
4 (زياد بن المنذر. أبو الجارود الثقفي أحد المتروكين.)
) يروي عن أبي جعفر الباقر ومحمد بن كعب وعطية العوفي، وأكبر
9...

(9/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 141
مشيخته أبو الطفيل عامر بن واثلة. روى عنه عمار بن محمد وعبد الرحيم بن سليمان ومروان بن معاوية وآخرون. قال أحمد: متروك. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن حبان: رافضي يضع الحديث في المثالب وفي مناقب أهل البيت. وقال الدارقطني وغيره: متروك.
4 (زيد بن جبيرة الأنصاري المدني ت ق.)
عن أبيه جبيرة بن محمود وداود بن الحصين وأبي طوالة. وعنه يحيى بن أيوب والليث. وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن حمير. تركه أبو حاتم والبخاري. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة.
4 (زيد بن رباح المدني خ ت ق.)
عن أبي عبد الله الأغر. وعنه مالك وحده.
9...

(9/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 142
سنة إحدى وأربعين ومائة. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً.
4 (زيد بن عبد الرحمن، بن زيد بن الخطاب.)
عن أبيه عبد الحميد بن عبد الرحمن وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه شعبة وعيسى بن يونس وابن المبارك وآخرون.
4 (زيد بن واقد الدمشقي. قد مر في الطبقة الماضية.)

4 (زيد أبو أسامة الحجام ن، مولى بني ثور، كوفي صدوق.)
روى عن الشعبي وعكرمة. وعنه أبو أسامة وأبو نعيم. وثقه أبو حاتم.
9...

(9/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 143
4 (حرف السين)

4 (سابق البربري له أشعار مليحة في الزهد.)
رورى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز. عنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران وشجاع بن الوليد وغيرهم. وهو من مولي بني أمية، سكن الرقة ويقال: إن سابقاً الرقي تأخر.
4 (سالم بن عبد الله الخياط. ت ق بصري نزل مكة.)
وروى عن الحسن وابن سيرين وعطاء، وعنه زهير بن محمد وعبيد الله بن موسى وأبو) عاصم النبيل. قال أحمد: ما أرى به بأساً وكذلك قال ابن عدي، وضعفه آخرون.
9...

(9/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 144
4 (سالم بن عبد الله ق هو سالم بن أبي المهاجر الرقي.)
عن مكحول وميمون بن مهران. وعنه معمر بن سليمان وخالد بن حيان ومحمد بن سليمان بومة. قال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: إنما قدمته عن طبقته يسيراً لأميز ما بينه وبين الخياط الذي قبله.
4 (سالم أبو غياث العتكي.)
عن أنس بن مالك والحسن وعطاء وبكر بن عبد الله. وعنه النضر بن شميل وعبيد بن موسى. قال ابن معين: لا شيء.
4 (سالم بن عبد الواحد أبو العلاء المرادي ت الكوفي الضرير.)
عن ربعي بن خراش وعمرو بن هرم. وعنه وكيع ويعلى بن عبيد وجماعة.
9...

(9/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 145
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
4 (سالم بن غيلان التجيبي المصري د ت ن)
عن الوليد بن قيس التجيبي ودراج أبي السمح ويزيد بن أبي حبيب. وعنه حيوة بن شريخ وابن لهيعة وابن وهب وغيرهم. قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن بكير: توفي سنة إحدى وخمسين.
4 (السري بن إسماعيل الهمذاني الكوفي ق.)
عن ابن عمه عامر الشعبي وقيس بن أبي حازم. وعنه جرير الضبي وابن فضيل ومكي بن إبراهيم وآخرون. تركه ابن المبارك. قال أبو داود: ضعيف متروك. وقال ابن سعد: ولي قضاء الكوفة.
4 (سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة الأنصاري المدني.)
9...

(9/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 146
عن أبيه وعن عمه عبد الملك وأنس بن مالك وأبي سعيد المقبري وعمته زينب كعب. وعنه سفيان وشعبة ومالك ويحيى القطان وأبو ضمرة وآخرون. وثقه ابن معين.)
4 (سعد بن أوس العبدي البصري د ت ن زوج ابنة أبي نضرة العبدي.)
روى عن مصدع وزياد بن كسيب وانس بن سيرين. وعنه حميد بن مهران ومحمد بن دينار الطاحي وأبو عبيدة عبد الواحد الحداد وآخرون.
4 (سعد بن أوس أبو الحسن العبسي، الكوفي الكاتب.)
عن الشعبي وبلال بن يحيى العبسي. وعنه وكيع وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال أبو حاتم: صالح الحديث وضعفه الأزدي.
4 (سعد بن سعيد م أخو يحيى بن سعيد الأنصاري المديني.)
9...

(9/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 147
عن أنس بن مالك والقاسم بن محمد وسعد بن مرجانة. وعنه ابن المبارك وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة وابن نمير وأبو أسامة. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث ووثقه غيره.
4 (سعد بن طارق بن أشيم م أبو مالك الأشجعي الكوفي.)
لأبيه صحبة. روى عن أبيه وعن ابن أبي أوفى وأنس بن مالك وموسى بن طلحة وأبي حازم الأشجعي وربعي بن خراش. وعنه الثوري وأبو عوانة وحفص بن غياث وأبو معاوية وخلف بن خليفة ويزيد بن هارون وعبيدة بن حميد وآخرون. قال النسائي: ليس به بأس، وقد استشهد به البخاري.
4 (سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء ت ق.)
عن أبي وائل والأصبغ بن نباتة وعكرمة. وعنه علي بن مسهر وأبو معاوية وابن علية وآخرون. وهو شيعي ضعيف الحديث.
9...

(9/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 148
روى عن عباس عن يحيى قال: لا يحل لأحد أن يروي عنه: وقال في موضع آخر: ليس بشيء. وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
4 (سعيد بن إياس ع، أبو مسعود الجريري البصري أحد علماء الحديث.)
له عن أبي الطفيل وأبي عثمان النهدي وعبد الله بن شقيق وأبي نضرة وابن بريدة وعدد كثير. وعنه لبن المبارك وبشر بن المفضل وابن علية ويزيد بن هارون وخلق آخرهم مماتاً محمد بن عبد الله الأنصاري.) قال أحمد بن حنبل: هو محدث البصرة. وقال غير واحد: هو ثقة. وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته. وقال محمد بن أبي عدي: لا نكذب الله سمعنا من الجريري وهو مختلط. وقال يزيد بن هارون: سمعت من الجريري سنة اثنتين وأربعين ومائة وهي أول دخولي البصرة ولم ننكر منه شيئاً، وكان قيل إنه اختلط، وقد سمع منه إسحاق الأزرق بعدنا.
9...

(9/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 149
وقال يحيى بن معين: قال يحيى القطان لعيسى بن يونس: سمعت من الجريري فقال: نعم، لا ترو عنه، وقال أحمد: سألت ابن علية: أكان الجريري اختلط فقال لا، كبر الشيخ فرق. وقال غيره: توفي سنة أربع وأربعين ومائة. وقال الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أتيت الجريري فسمعته يقول: ثنا ابن بريدة عن عبد الله بن عمر وقال: بين كل أذانين صلاة فلما خرجت قال لي رجل: إنما هو عن عبد الله بن مغفل فرجعت إليه فقلت له فقال عن عبد الله بن مغفل. وروى ابن علية عن كهمس قال: أنكرنا الجريري قبل الطاعون.
4 (سعيد بن حسان المخزومي م د ن ق قاضي مكة.)
عن مجاهد وابن أبي ملكية. وعنه ابن عيينة ووكيع وأبو نعيم. وثقه ابن معين.
4 (سعيد بن صالح الأسدي الكوفي الأشج.)
عن أبي وائل والشعبي وأبي معشر زياد بن كليب.
9...

(9/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 150
وعنه شريك وابن المبارك وأبو نعيم. وثقه ابن معين.
4 (سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي د أسد خزيمة المدني حليف بني عبد)
شمس. روى عن خاله عبد الله بن أبي أحمد بن جحش وأنس بن مالك وأبي الأسود الديلي وشيوخ من بني عمرو بن عوف. وعنه مالك وفليح والدراوردي ومحمد بن شعيب بن شابور وخالد بن سعيد وآخرون. قال أبو زرعة: شيخ ثقة.
4 (سعيد بن عبيد الطائي الكوفي سوى ق أبو الهذيل.)
عن علي بن ربيعة وسعيد بن جبير وبشير بن يسار. وعنه وكيع ويحيى القطان وأبو نعيم وغيرهم. وثقه أحمد والنسائي.)
4 (سعيد بن كثير بن عبيد. أبو العنبس التيمي مولى أبي بكر الصديق القرشي الكوفي الملائي.)
9...

(9/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 151
عن أبي عمر زاذان والقاسم بن محمد ووالده. وعنه وكيع وحفص بن غياث ويعلى بن عبيد وأبو نعيم وعلي بن مسهر وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن معين ثقة. قلت: لم يخرجوا له الكتب.
4 (سفيان بن دينار الكوفي التمار خ ن.)
عن الشعبي وسعيد بن جبير وعكرمة ومصعب بن سعد. وقيل: إن له سماعاً من محمد بن الحنيفة. روى عنه ابن المبارك ومندل بن علي وأبو بكر بن عياش ويعلى بن عبيد وجماعة. وثقه أبو زرعة وغيره.
4 (سفيان بن زياد الكوفي خ أبو الورقاء العصفري.)
عن أبيه وشريح القاضي وعكرمة. وعنه أبو أسامة ومروان بن معاوية وأبو بكر بن عياش ويعلى بن عبيد وجماعة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة.
9...

(9/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 152
ومنهم من يقول: إن هذا والذي قبله واحد، فوهم. فأما سفيان بن زياد يروي عن أنس. وعنه الأوزاعي. ليس بالمعروف.
4 (وسفيان بن زياد المروزي صاحب المبارك صدوق قديم الوفاة.)

4 (وسفيان بن زياد شيخ بصري.)
سمع من حماد بن زيد وطبقته. وكان حافظاً، ويعرف بالرأس مات قبل المائتين. كتب عنه أبو حفص الفلاس.
4 (وسفيان بن زياد الرؤاسي.)
عن ابن عيينة. أخذ عنه ابن أبي الدنيا.
4 (وسفيان بن زياد المخرمي ثم الرصافي.)
عن عيسى بن يونس.
9...

(9/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 153
وعنه تمتام وعباس الدوري. ثقة.
4 (وسفيان بن زياد.)
عن فياض بن محمد الرقي. وعنه عثمان بن خرزاذ فلعله الرصافي.
4 (وسفيان بن زياد شيخ لابن ماجه يقال له العقيلي البصري.)
سمع أبا عاصم النبيل. وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين. روى عنه إمام الأئمة ابن) خزيمة.
4 (السكن بن أبي كريمة، بن زيد أبو عثمان التجيبي المصري.)
عن أمه وحسان بن عطية. وعنه محمد بن إسحاق وحيوة بن شريح وابن لهيعة وغيرهم. مات عام اثنتين وأربعين ومائة.
4 (السكن بن أبي كريمة الواسطي فشيخ.)
يروي عن محمد بن عبادة.
9...

(9/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 154
وعنه وكيع ومحمد بن الحسن المزني. قال أبو بكر الخطيب: وهم البخاري وأبو حاتم فجعلاهما واحداً.
4 (سلم ابن الأمير قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير أبو عبد الله الخراساني.)
خدم في الدولتين الأموية والعباسية، وولي البصرة لهشام بن عبد الملك، ثم نفق على المنصور وولي له البصرة وكان حازماً عاقلاً جواداً ممدحاً. ومن كلامه قال: لا تتم مرؤة الرجل حتى يصبر على مناجاة الشيوخ. وقد روى عن أبيه وعمه وعبد الرحمن ومحمد بن سيرين. وروى عنه شعبة وأبو عاصم النبيل وغيرهما. مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة وصلى عليه المهدي. روى عن أبيه عن أبيه فيما قيل وعن نعيم بن أبي هند والضحاك وغيرهم. وعنه ابن المبارك وإسحاق الأزرق وأبو نعيم والخريبي وعبيد الله بن موسى ووكيع. وكان وكيع يفتخر بلقيه ويوثقه. وقال البخاري: يقال إنه اختلط بأخره.
4 (سليمان بن سحيم م د ن ق أبو أيوب المدني.)
9...

(9/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 155
عن سعيد بن المسيب وأمية بن أبي الصلت وإبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس. وعنه إسماعيل بن جعفر وابن عيينة والدراوي. وثقه النسائي.
4 (سليمان بن زيد، بخ أبو آدم الكوفي.)
عن عبد الله بن أبي أوفى. وعنه معاوية وحفص بن غياث ووكيع وعبيد الله بن موسى وآخرون. روى عباس عن ابن معين قال: ليس بثقة كذاب. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن عدي، لم أر له حديثاً منكراً.
4 (سليمان بن سليم أبو سلمة الكلبي مولاهم الحمصي قاضي حمص.)
) عن عبد الرحمن بن جبير وعمرو بن شعيب والزهري. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حرب وعبد الله بن سالم وأبو المغيرة عبد القدوس.
9...

(9/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 156
وثقه أبو حاتم. ويقال: لم يكن بحمص أعبد منه. توفي سنة سبع وأربعين ومائة. وكذا وثقه ابن معين وأبو داود.
4 (سليمان بن طرخان التيمي ع أبو المعتمر القيسي البصري أحد الأئمة الأعلام ولم يكن تيمياً)
بل نزل فيهم. سمع أنس بن مالك وعثمان النهدي وطاوساً والحسن ويزيد بن الشخير وأبا نضرة وبكر بن عبد الله وطائفة سواهم. زعنه شعبة والسفيانان وابن المبارك وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون والأنصاري وهوذة بن خليفة وخلق. قال شعبة: ما رأيت أصدق من سليمان التيمي، كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير لونه. وقال المعتمر بن سليمان: مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء وعاش أبي سبعاً وتسعين سنة. قلت: كان عابد أهل البصرة وأحد العلماء بها وحديثه نحو المائتين. قال يحيى القطان: ما رأيت أخوف لله منه. وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح في كل سجدة أو ركعة سبعين تسبيحة.
9...

(9/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 157
وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله تعالى. وقال يحيى بن المغيرة: زعم جرير بن عبد الحميد أن سليمان التيمي أن سليمان لم تمر ساعة قط إلا تصدق بشيء فإن لم يجد صلى ركعتين. وقال أحمد الدورقي: حدثنا الأنصاري قال: كان عامة دهر سليمان التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ويصوم الدهر. روى عباس ين الوليد عن يحيى القطان قال: خرج سليمان إلى مكة فكان يصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة. وقال المسيب بن واضح عن ابن المبارك أو غيره إن سليمان التيمي أقام أربعين سنة إمام جامع البصرة يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد.) وعن حماد بن سلمة قال: لم يضع جنبه بالأرض عشرين سنة. وقال القطان: كان الثوري لا يقدم على سليمان التيمي أحداً من البصريين. وروى مردويه الصائغ عن فضيل بن عياض قال: قيل لسليمان التميمي: أنت أنت ومن مثلك فقال: لا أدري ما يبدو لي من ربي إني سمعت الله يقول: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. قال ضمرة بن ربيعة: ما رؤي سليمان التيمي منصرفاً من صلاة قط. قال ضمرة عن صدقة: سمعت التيمي يقول: لو سئلت أين عرش الله لقلت في السماء، فلو قيل: فأين كان عرشه قبل السماء قلت: على الماء، فإن قيل لي: أين كان عرشه قبل الماء قلت: لا أدري.
9...

(9/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 158
وقال غسان بن المفضل الغلابي: حدثني ثقة قال: كان بين سليمان التيمي وبين رجل خصام فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه فجفت يد الرجل. وقال ابن سعد: كان سليمان التيمي مائلاً إلى علي رضي الله عنه. وروى ابن المبارك وجرير عن رقبة بن مصقلة قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي لأكر من مثوى سليمان التيمي. وروى سعيد الكريزي عن سعيد بن عامر قال: مرض سليمان التيمي فبكى فقيل: ما يبكيك قال: مررت على قدري فسلمت عليه فأخاف الحساب عليه. وروى إبراهيم بن بشار: ثنا سفيان بن عيينة قال: رأيت سليمان التيمي شيخاً كبيراً في كمه صحف يطلب العلم فأخبروني أنه كان من المصلين وكانت له درجة ثمانين مرقاة فكان يصعدها فإذا انتهى يقف يصلي قبل أن يقعد. وعن سليمان التيمي قال: إن الله أنعم على الناس على قدره وطلب منهم الشكر على قدرهم.
4 (عبد الرزاق ثنا معتمر:)
سمعت أبي يقول: فضل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين منقبة لم يشاركه فيها أحد.
4 (محمد بن عيسى بن السكن: ثنا مثنى بن معاذ ثنا أبي قال: سمعت سليمان التيمي يقول:)
أتيت الكوفة فأتيت مجلس الأعمش فقالوا له: هذا سليمان التيمي سمع من أنس، فأقبل علي) فقال: أنت سليمان التيمي قلت: نعم، قال: ما أعجبك، سمعت من خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تجيء تجلس إلي، كان ينبغي أن تجلس في أقصى الكوفة حتى أكون أنا آتيك، هات حدثني عن أنس، فقلت في نفسي: لأحدثنك بما تكره فقلت: ثنا أنس قال: كنت قائماً على عمومتي أسقيهم، فقال: لا أريد هذا فأعته ثانياً ثم حدثته، رواته ثقات.
9...

(9/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 159
4 (الأصمعي:)
ثنا معتمر قال: كان على أبي دين وكان يدعو بالمغفرة فقلت: لو أنك دعوت الله أن يقضي عنك دينك، قال: إذا غفر لي قضى ديني. أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف بن خليل ثنا اللبان أنا الحداد أنا أبو نعيم ثنا أبو الشيخ ثنا إسحاق بنأحمد ثنا سعيد بن عيسى سمعت عيسى مهدي بن هلال يقول: أتيت سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين فكان لا يحدث أحداً حتى يمنحه فيقول له: الزنا بقدر فإن قال نعم استحلفه أن هذا دينك فإن حلف حدثه أحاديث. قلت: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة.
4 (سليمان بن عبيد السلمي. بصري مقبول.)
روى عن أبي بكر الصديق الناجي وعن خالد بن الحارث ويحيى القطان والنضر بن شميل. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ق بن عبد المطلب العباسي.)
أحد أعمام المنصور. روى عن أبيه وعكرمة. وعنه ابنه جعفر بن سليمان وعافية القاضي وسلام بن أبي عمرة ومحمد بن راشد المكحولي الأصمعي وآخرون، منهم ابنته زينب.
9...

(9/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 160
وكان شريفاً كبيراً جواداً ممدحاً، وقيل إنه كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم. ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سمع من سطح داره نسوة يغزلن يقلن: ليت الأمير اطلع علينا فأغنانا، فرمى إليهن جوهراً له قيمة ودهباً. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين ومائة.
4 (سليمان بن علي أبو عكاشة الربعي البصري م ن ق.)
) عن أنس وأبي الجوزاء أوس الربعي وأبي المتوكل الناجي. وعنه حماد بن زيد ويحيى القطان ووكيع وروح بن عبادة. وثقه ابن معين.
4 (سليمان بن فيروز ع.)
ويقال ابن خاقان، وه سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي أحد العلماء الثقات. عن عبد الله بن أبي أوفى وزر بن حبيش وعامر الشعبي وإبراهيم وعبد الله بن شداد وعكرمة وأبي بردة وعدة. وعنه شعبة وسفيان وجرير وعلي بن مسهر وأسباط بن محمد وعباد بن العوام وهشيم وأبو عوانة وجعفر بن عون وخلق.
9...

(9/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 161
اتفقوا على ثقته. وقد روى عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي. قال البخاري: توفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. وقال الفلاس والترمذي: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو معاوية وغيرهم: مات سنة تسع وثلاثين ومائة. وقيل غير ذلك وهو من طبقة الأعمش.
4 (سليمان بن القاسم الثقفي كوفي صدوق.)
روى عن أمه زينب وعن الشعبي. وعنه عبد الواحد بن زياد ووكيع والخريبي ومحمد بن ربيعة وأبو نعيم. وثقه يحيى بن معين.
4 (سليمان بن مهران، ع.)
الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مولاهم الكاهلي الكوفي الحافظ المقرئ أحد الأئمة الأعلام. يقال ولد بقرية من عمل طبرستان يقال لها أمه، وذلك في سنة إحدى وستين، وقد رأى أنس بن مالك ورآه يصلي ولم يثبت أنه سمع منه مع أن أنساً لما توفي كان للأعمش نيف وثلاثون سنة، وكان يمكنه السماع من جماعة من الصحابة.
9...

(9/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 162
وقد روى عن عبد الله بن أبي أوفى وأبي وائل وزيد بن وهب وأبي عمرو الشيباني وخثيمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي وجاهد وأبي صالح وسالم بن أبي الجعد وأبي حازم الأشجعي والشعبي وهلال بن يساف ويحيى بن وثاب وأبي الضحى وسعيد بن جبير وخلق كثير من كبار التابعين. حدث عنه أمم لا يحصون منهم الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي وهما من شيوخه وشعبة) والسفيانان وجرير وشعبة والسفيانان وجرير بن حازم وجرير بن عبد الحميد وزائدة وأبو معاوية ووكيع وحفص بن غياث وأبو أسامة وعبد الله بن موسى وجعفر بن عون والخريبي وابن المبارك وابن نمير وعبد الحميد الحماني وعبد الواحد بن زياد وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس ومحمد بن بشر وابن فضيل ويحيى القطان ويحيى بن عيسى الرملي ويعلى بن عبيد وأبو نعيم. قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض. وقال أبو حفص الفلاس: كان يسمى المصحفمن صدقه. وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام. وقال وكيع: بقي الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى. وقال الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه، وكان رضي الله عنه صاحب سنة. وقد قرأ الأعمش القرآن على يحيى بن وثاب عن قراءته على أصحاب ابن وسعود. قرأ عليه جماعة منهم حمزة الزيات.
9...

(9/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 163
وكان مع جلالته في العلم والفضل صاحب ملح ومزاح، قيل إنه جاءه أصحاب الحديث يوماً فخرج فقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم. رواها وكيع عنه. وقد سأله داود الحائك: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك فقال: لا بأس بها على غير وضوء، قيل في شهادة الحائك قال: تقبل مع عدلين. قال ابن عيينة: سبق الأعمش أصحابه بخصال: كان أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة ثبتاً كان محدث الكوفة في زمانه، ويقال: ظهر له أربعة آلاف حديث، لم يكن له كتاب وكان يقرأ القرآن رأساً فيه وكان فصيحاً وكان أبوه مهران من سبي الديلم. قال وكان الأعمش عسراً سيئ الخلق وكان لا يلحن حرفاً وكان عالماً بالفرائض. قال وكان فيه تشيع. كذا قال، وليس هذا بصحيح عنه بلى، كان صاحب سنة. قال: ولم يختم عليه إلا ثلاثة أنفس طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل وأبان بن تغلب وأبو عبيدة بن معن. قلت: وقرأ عليه كما ذكرنا الزيات.) وقال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته. وروى علي بن عثمان عن أبيه قال: قيل للأعمش ألا تموت فنحدث عنك، فقال: كم من حب أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة، وقد جاء أن
9...

(9/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 164
الأعمش قرأ على زيد بن وهب وزر وإبراهيم النخعي، وأنه عرض أيضاً على أبي العالية وجماعة. وأخبرنا بيبرس التركي بحلب وأيوب الأسدي بدمشق قالا: أنا محمد بن سعيد ببغداد أنا أحمد بن المقرب أنا طرار أنا علي العيسوي أنا محمد بن عمرو الرزاز ثنا العطاردي أنا محمد بن فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك بال فغسل ذكره غسلاً شديداً ثم توضأ ومسح على خفيه فصلى بنا وحدثنا فجاء بيته. هذا حديث صالح الإسناد. وروى أبو سلمة التبوذكي عن أبي عوانة قال: أعطيت امرأة الأعمش، خماراً فكنت إذا جئت أخذت بيده فأخرجته إلي فقلت له: إن لي إليك حاجة، قال: ما هي قلت: إن لم تقضها فلا تغضب علي، قال: ليس قلبي في يدي، قلت: أمل علي، قال: لا أفعل. وقال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة ففي حديث الأعمش اضطرب كثير. وذكر أبو بكر بن الباغندي انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش فقال: منصور منصور. وقال وكيع: سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت. قلت: هذا كان مذهب الأعمش وهو على الذي روى النسائي في حديث عاصم عن زر عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع.
9...

(9/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 165
وقال عيسى بن يونس: أرسل عيسى بن موسى الهاشمي أمير الكوفة إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب له فيها حديثاً فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد إلى آخرها ثم وجه بها فبعث إليه: يا بن الفاعلة أظننت أني لا أحسن كتاب الله، فبعث إليه: وظننت أني أبيع الحديث وقال عيسى بن موسى أتى الأعمش أضياف فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما فدخل فأخرج لهم نصف حبل من قت على الخوان وقال: أكلتم قوتنا فهذا قوت شاتي فكلوه.) قال عيسى: وخرجنا في جنازة ورجل يقود الأعمش فلما رجعنا عدل به فلما أصحر به قال: أتدري أين أنت في جبانة كذا وكذا ولا أراك حتى تملأ ألواحي حديثاً، قال: اكتب، فلما ملأ الألواح رده، فلما دخل الكوفة دفع ألواحه لإنسان، فلما انتهى الأعمش إلى بابه تعلق به وقال: خذوا الألواح من الفاسق، فقال: يا أبا محمد قد فات، فلما أيس منه قال: كل ما حدثتك به كذب، قال: أنت أعلم بالله من أن تكذب. وقال ابن إدريس: قلت للأعمش: يا أبا محمد ما يمنعك من أخذ شعرك قال: كثرة فضول الحجامين قلت: فإني أجيئك بحجام لا يكلمك حتى يفرغ، قال: فأتيت جندياً الحجام وكان محدثاً فأوصيته فقال: نعم فلما أخذ نصف شعره قال: يا أبا محمد كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة قال: فصاح الأعمش صيحة وقام يعدو وبقي نصف شعره أياماً غير مجزوز، رواها علي بن خشرم عن ابن إدريس. وقال عيسى بن يونس: خرج الأعمش فإذا بجندي فسخره ليعبر به نهراً
9...

(9/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 166
فلما ركب الأعمش قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين فلما توسط به الأعمش في الماء قال: وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ثم رمى به. وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فرواً مقلوباً وبتاً تسيل خيوطه على رجليه فقال: لولا أني تعلمت العلم ما كان يأتيني أحد ولو كنت بقالاً كان يقذرني الناس أن يشتروا مني. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة فالتفت إلينا الأعمش فقال: انظروا إليه لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته صبيان الكتاب. قال يحيى القطان: كان الأعمش من النساك وكان محافظاً على الصف الأول. وقال عيسى بن جعفر: ثنا أحمد بن داود الحراني ثنا عيسى بن يونس سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بي طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثاً خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك، قال: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه، رواها أبو نعيم في الحلية. وقد ذكرنا بالإسناد أنه صلى خلف أنس بن مالك ودخل إليه. قال أبو نعيم الحافظ: سمع الأعمش من عبد الله بن أبي أوفى وأنس) وقال مسدد: ثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش قال: رأيت أنساً يصلي
9...

(9/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 167
في المسجد الحرام إذا رفع من الركوع رفع صلبه حتى يستوي بطنه. داود بن مخراق ومعاذ بن أسد قالا: ثنا الفضل بن موسى أنا الأعمش عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا فتناثر الورق فقال: إنسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها. وللأعمش عن انس أحاديث ساقها صاحب الحلية، لكن الأعمش مدلس فقال فيها عن فلا تحمل على الاتصال. وقد ذكرنا أن الأعمش ولد بطبرستان وقدمت به أمه طفلاً ويقال حملاً إلى الكوفة، ومات بها في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وله سبع وثمانون سنة. وقع لنا من عواليه بإجازة.
4 (سليمان بن يسير أبو الصباح الكوفي ق.)
عن مولاه إبراهيم النخعي وهمام بن الحارث وقيس بن رومي. وعنه شعبة والثوري ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى. قال البخاري: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: ليس بالمتروك. وضعفه أبو زرعة.
4 (سليمان الناجي البصري الأسود د ت.)
9...

(9/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 168
عن أبي المتوكل ومحمد بن سيرين. وعنه شعبة بن أبي عروبة ووهيب ويزيد بن زريع والأنصاري وغيرهم. وثقه ابن معين.
4 (سهيل بن حسان أبو السمحاء الكلابي المصري، الزاهد.)
عن أبي قبيل المعافري وكعب بن علقمة. وعنه الليث وضمام بن إسماعيل وابن وهب وخالد بن حميد وآخرون. وعظ مرة أمير الاسكندرية. وكان كبير القدر متألهاً. قال النضر بن عبد الجبار: ثنا ضمام عن أب السمحاء قال: نزلت بشعب من مناهل الحجاز فإذا صاحب المنهل قد أتى بهدية إلى فسطاط فيه الأوزاعي وابن أبي عبلة صاحب خاتم عمر بن عبد العزيز فأتيتهما فقلت لهما: أليس تعرفان لمن كان هذا المال، وإلى من صار قالا: بلى، قلت: فلم فبلتما والناس قد نظروا إليكما فقالا: لو رددناها كان اعظم مما تريد، قال) ضمام: قبلاها خوفاً على أنفسهما وهما يكرهان ذلك. وقال ابن يونس: يقال: مات أبو السمحاء سنة سبع وأربعين ومائة بالإسكندرية رحمه الله.
4 (سهيل بن ذكوان، أبو السندي المكي.)
عن عائشة وابن الزبير. وعنه هشيم ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم.
9...

(9/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 169
قال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت عباد بن العوام يرميه ببلاء، قال الهروي كان بواسط وكان كذاباً. وقال يحيى بن معين: كذاب، والنسائي والدارقطني تركاه. ومما نقم عليه قوله: رأيت عائشة وكانت سوداء مشربة حمرة.
4 (سويد بن نجيح أبو قطبة.)
عن الشعبي وعكرمة وإبراهيم التيمي. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وآخرون. وثقه ابن معين، وكان جاراً للأعمش.
4 (سيف بن سليمان المخزومي، سوى ت، مولاهم المكي.)
سمع مجاهداً وقيس بن سعد وعمرو بن دينار وجماعة. وعنه يحيى بن سعيد القطان وأبو عاصم وأبو نعيم وعبد الله بن نمير وزيد بن الحباب. وكان ثقة في نفسه إلا أن يحيى بن معين رماه بالقدر. قلت: بقي إلى سنة خمسين ومائة. وفيها أرخ ابن سعد موته. وقال ابن معين: مات سنة إحدى وخمسين.
9...

(9/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 170
4 (سيف بن وهب، أبو وهب.)
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي حرب بن أبي الأسود. وعنه شعبة وربعي بن عبد الله بن الجارود وإسماعيل بن إبراهيم التيمي وأبو عاصم وآخرون. ضعفه أحمد وغيره. وقال النسائي: ليس بثقة.
9...

(9/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 171
4 (حرف الشين)

4 (شبل بن عباد المكي خ د ن، القارئ صاحب ابن كثير.)
حدث عن أبي الطفيل وسعيد المقبري وعمرو بن دينار وعدة، وتلا على ابن كثير. وتصدر للإقراء فقرأ عليه إسماعيل القسط وعكرمة بن سليمان وابنه داود بن شبل وأبو الإخريط وهب وغيرهم.) وحدث عنه ابن عيينة وأبو أسامة وروح بن عبادة ويحيى بن أبي كثير وأبو حذيفة النهدي وعدد كثير. بلغني أنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائة وما أحسبه صحيحاً فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة.
9...

(9/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 172
وشبل قد وثقه أحمد بن حنبل وغيره. قال ابن مجاهد: كانت رياسة الإقراء بعد وفاة ابن كثير لشبل بن عباد وقد عرض القرآن أيضاً على ابن محيصن.
4 (شبيب بن بشر البجلي ت ق، ب بصري.)
له عن أنس بن مالك وعكرمة. وعنه أحمد بن بشير وإسرائيل وعنبسة بن عبد الرحمن وأبو عاصم. وقال أبو عاصم: لين الحديث. وقال ابن مهدي: ثقة.
4 (شبيل بن عزرة، د، أبو عمرو البصري الضبعي. أحد علماء العربية.)
عن أنس بن مالك وشهر بن حوشب. وعنه جعفر بن سليمان وشعبة. وسعيد بن عامر الضبعي وآخرون. وثقه ابن معين ويقال: كان من الخوراج.
4 (شداد بن عبيد الله الخولاني، الدمشقي الضرير أبو محمد. ويقال أبو هند ويعرف بابن)
الأحنف.
9...

(9/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 173
أرسل عن أبي الدرداء، وروى عن أبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور. وعنه يحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن شابور وآخرون. وكان صدوقاً.
4 (شريك بن عبد الله بن أبي نمر المدني خ م د ن ق.)
عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وكريب وعطاء بن يسار وعدة. وعنه مالك وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن جعفر وغيرهم. وجاء في صحيح البخاري من طريق سعيد المقبري عنه. وذلك في رواية الكبار عن الصغار. وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وفي رواية عنهما ليس بالقوي. وذكره أبو محمد بن حزم فوهاه واتهمه بالوضع. وهذا جهل من ابن حزم، فإن هذا الشيخ ممن اتفق البخاري ومسلم على الحجاج به، نعم غيره أوثق منه وأثبت، وهو راوي حديث المعراج وانفرد فيه بألفاظ غريبة منها ودنا الجبار فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى.)
4 (شقيق بن أبي عبد الله شيخ كوفي.)
9...

(9/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 174
له حديث عن أنس بن مالك وأبي بكر بن خالد بن عرفطة. وعنه ابن عيينة ووكيع ويحيى القطان وعبيد الله بن موسى وآخرون. وهو صدوق.
4 (شميط بن عجلان البصري العابد. أحد زهاد البصرة وهو أخو خضر بن عجلان الشيباني.)
أسند شيئاً يسيراً عن التابعين وله مواعظ نافعة وقصص، وفروى سيار بن حاتم عن عبد الله بن شميط أنه سمع أباه يقول: عجباً لابن آدم بينما قلبه في الآخرة إذ حله برغوث أو قملة فنسي الآخرة. وعن شميط قال: المنافق يبكي من رأسه فأما من قلبه فلا. وقال جعفر بن سليمان: سمعت شميطاً يقول: رأس مال المؤمن دينه، لا يفارقه ولا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال. وعن شميط قال: إن الله وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين به. وعنه قال: حملت على قلبك هم السنين والغلاء والرخص والشتاء والحر قبل مجيئه فماذا أبقيت من قبلك الضعيف لآخرتك. سئل أبو حاتم عن شميط بن عجلان فقال: لا بأس به يكتب حديثه.
4 (شيبة بن نعامة. أبو نعامة الضبي الكوفي.)
9...

(9/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 175
عن سعيد جبير بن موسى بن طلحة وفاطمة بنت الحسين. وعنه الثوري وشريك وهشيم وجرير وإبراهيم ابن المختار وغيرهم. قال ابن معين: ضعيف الحديث.
9...

(9/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 176
4 (حرف الصاد.)

4 (صاعد بن مسلم أبو العلاء اليشكري، كوفي واه.)
عن الشعبي. وعنه الثوري وأبو معاوية وعيسى بن يونس وعبد الرحمن بن مغراء وغيرهم. مهم من موالي الشعبي قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف. د
4 (صالح بن حيان القرشي الكوفي.)
عن أبي وائل وعبد الله بن بريدة وعروة ومسعود بن مالك. وعنه علي بن مسهر وأبو يوسف القاضي وأبو أسامة ويعلى بن عبيد وطائفة.) قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ضعيف.
9...

(9/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 177
وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: ماله في الكتب شيء وله حديث في قتل من سب نبياً.
4 (صالح بن درهم أبو الأزهر الباهلي، شيخ بصري.)
عن أبي هريرة وسمرة بن جندب وأبي سعيد وابن عمر. وعنه شعبة وولده إبراهيم بن صالح ومسلمة بن صالح ويحيى القطان وه آخر شيخ لقيه القطان. هكذا ذكر ترجمته ابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في الثقات.
4 (صالح بن صالح بن حي الثوري ع، الهمذاني الكوفي. أحد الثقات.)
عن الشعبي وعون بن عبد الله وسلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وغيرهم. وعنه ولداه الحسن وعلي وشعبة السفيانان وهشيم وابن المبارك. وثقه غير واحد، وكثيراً ما يقولون: صالح بن حيي، ينسبونه إلى جده حيي واسمه حيان. وقيل: هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان. قال ابن عيينة: ثنا صالح بن صالح بن حيي، كان خيراً من ابنيه.
9...

(9/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 178
وروى حرب الكرماني عن أحمد بن حنبل قال: ثقة ثقة.
4 (صالح بن كيسان المدني ع، المؤدب، أدب أولاد عمر بن عبد العزيز زمان إمرته على)
المدينة. رأى ابن عمر وسمع عروة وعبيد الله بن عبد الله ونافع بن جبير وسالماً ونافعاً مولى أبي قتادة والأعرج والزهري وطائفة. وعنه ابن جريج ومعمر وحماد بن زيد وأنس بن عياض ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وخلق. ويقال إنه عاش مائة سنة وإنما طلب العلم كهلاً. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: بخ بخ. وكناه بعضهم أبا محمد وبعضهم أبا الحارث، وولاؤه لدوس. قال مصعب الزبيري: كان صالح جامعاً بين الفقه والحديث والمروءة. وقال يحيى بن معين: كان أسن من الزهري. وقال إبراهيم بن سعد: كان صالح بن كيسان مؤدب بالأحاديث فيقول له صالح: تكلمني وأنا أقمت أود لسانك. قال الواقدي: توفي صالح بعد الأربعين ومائة.)
9...

(9/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 179
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: كيف رواية صالح عن الزهري قال: هو أكبر من الزهري قد رأى ابن عمر. وقال ابن معين: ثقة قد سمع من ابن عمر. وقال يعقوب بن شيبة: صالح ثقة ثبت. وقال أبو حاتم: صالح أحب إلي من عقيل لأنه حجازي وهو أسن يعد في التابعين. قال الحاكم أبو عبد الله: مات صالح بن كيسان وهو ابن مائة ونيف وستين سنة. قلت: هذا غلط لا ريب فيه. وعلى هذا التقدير كان يذكر مع الصحابة. قال: وتلقن العلم عن الزهري وهو ابن تسعين سنة. وكذا وهم الهيثم بن عدي في قوله: مات في زمن مروان بن محمد. قلت: قد رمي صالح بالقدر ولم يصح عنه.
4 (صالح بن محمد بن زائدة د ت ق، أبو واقد الليثي المدني.)
روى عن أنس بن مالك وابن أروى الدوسي وسعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم وابن سعد بن أبي وقاص وجماعة. وعنه أبو إسحاق الفزاري وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وعبد الله بن دينار ووهيب بن خالد وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز الدراوردي.
9...

(9/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 180
قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث تركه سليمان بن حرب. وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً. قيل: مات بعد سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (صباح بن ثابت البجلي.)
عن الشعبي وعكرمة وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وحفص بن غياث وأبو نعيم. وثقه يحيى ابن معين.
4 (صبيح بن قاسم أبو الجهم الكوفي.)
عن ابن المسيب وسعيد بن جبير. وعنه الثوري وأبو عوانة والحسن بن صالح ويحيى القطان وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (صدقة بن سعيد الحنفي والد المفضل.)
يروي عن جميع بن عمير ومصعب بن شيبة.
9...

(9/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 181
وعنه زائدة وعبد الواحد بن زياد وأبو بكر بن عياش وأيوب بن جابر. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (صدقة بن عبد الله بن كثير، الداري المكي. قرأ على والده.)
) أخذ عنه الحروف مطرف بن معقل والحارث بن قدامة، وحدث عنه سفيان بن عيينة. قال ابن أبي حاتم: هو صاحب حروف مجاهد يكنى أبا الهذيل. قلت: وذكر الداني أنه سمع من الزهري.
4 (صداقة بن أبي عمران الكوفي م ق، قاضي الأهواز.)
عن قيس بن مسلم وعون بن أبي جحيفة وعلقمة بن مرثد وجماعة. وعنه علي بن هاشم بن البريد وأبو أسامة وسعيد بن يحيى اللخمي ومحمد بن البرساني وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق صالح.
4 (صدقة بن المثنى د ن ق، بن رباح بن الحارث النخعي الكوفي.)
عن جده رياح عن سعيد بن زيد في ذكر العشرة. وعنه عبد الواحد بن زياد وعيسى بن يونس وابن فضيل ويحيى بن سعيد وأبو أسامة ومحمد بن عبيد وطائفة.
9...

(9/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 182
وثقه أبو داود.
4 (الصلت بن بهرام، أبو هاشم الكوفي.)
عن أبي وائل والشعبي والنخعي. وعنه السفيانان وأبو أسامة والخريبي وآخرون. وثقه أحمد وابن معين. وقال ابن عيينة: كان أصدق أهل الكوفة.
4 (الصلت بن دينار، أبو شعيب المجنون الأزدي البصري)
عن أبي رجاء العطاردي وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وأبي نضرة. وعنه الثوري وشعبة ومعتمر ووكيع ومكي بن إبراهيم وطائفة آخرهم موتاً مسلم بن إبراهيم. ضعفوه.
9...

(9/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 183
4 (حرف الضاد)

4 (ضبارة بن عبد الله بن مالك، د ن ق، بن أبي السليك الحضرمي ويقال الألهاني الحمصي)
نزيل اللاذقية. عن أبيه ودويد بن نافع وأبي الصلت السامي. ونمه من نسبه إلى جده الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة. روى عنه بقية وإسماعيل بن عياش وولده محمد بن ضبارة. ذكره ابن عدي في كامله وساق له أحاديث تنكر. وقال الجوزجاني: روى حديثاً تنكر. وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه.)
4 (الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب، ن أو ابن حوشب أبو زرعة الأنصاري الدمشقي.)
وقيل: يكنى أبا بشر.
9...

(9/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 184
رأى واثلة بن الأسقع مخضوباً بالحناء، وروى عن مكحول ومسلم بن مشكم وعطاء الخراساني وغيرهم. وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد وابن شابور وعيسى بن يونس. قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام. وقال دحيم: ثقة ثبت. قلت: روى له النسائي حديثاً عن عطاء عن ابن المسيب أن عمر قال لصهيب: ما لي أرى عليك خاتم الذهب قال: قد رآه من هو خير منك. قال النسائي: وهذا حديث منكر.
4 (ضرار بمن مرة أبو سنان الشيباني الكوفي، م د ت ن.)
عن سعيد بن جبير وأبي صالح والضحاك بن مزاحم وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن شداد بن الهاد ومحارب بن دثار. وعنه ابن المبارك وهشيم ووكيع وعدة وكان من العباد البكائين. قال أحمد بن حنبل: كوفي ثبت. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثين حديثاً، وكان ضرار صديقاً لمحمد بن سوقة.
9...

(9/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 185
4 (حرف الطاء)

4 (طارق بن عبد الرحمن البجلي الكوفي، ع.)
عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وقيس بن أبي حازم والشعبي وجماعة. وقيل إنه روى عن عبد الله بن أبي أوفى. وعنه الأعمش مع أنه من أقرانه وسفيان وشعبة وأبو عوانة وأبو الأحوص وابن المبارك ووكيع. قال أبو حاتم: وغيره لا بأس به. وقال أحمد بن حنبل: ليس حديثه بذاك. وقال القطان: هو عندي كإبراهيم بن مهاجر.
4 (طريف بن شهاب، ت ق، وقيل: ابن سعد، وقيل ابن سفيان أبو سفيان السعدي ابن الأشل.)
9...

(9/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 186
عن الحسن وأبي نضرة وغيرهما. وعنه سفيان الثوري وشريك وعلي بن مسهر وابن فضيل وجماعة. قال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: ضعيف.
4 (طلحة بن الأعلم أبو الهيثم الحنفي الكوفي.)
) عن الشعبي. وعنه الثوري وجرير الضبي مروان بن معاوية وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ نزل الري.
4 (طلحة بن عبد الملك الأيلي، خ،)
عن القاسم بن محمد وزريق بن حكيم الأيلي. وعنه ولد أخيه القاسم بن مبرور الأيلي وعبيد الله بن عمر وهو من أقرانه ومالك في الموطأ ويحيى بن سعيد القطان. وثقه النسائي وغيره.
9...

(9/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 187
4 (طلحة بن يحيى بن طلحة، م، بن عبيد الله القرشي التيمي الكوفي.)
عن عمه إسحاق وعائشة وعبيد الله بن عبد الله وعروة بن الزبير ومجاهد وجماعة. وعنه السفيانان ويحيى القطان وأبو أسامة والخريبي وأبو نعيم وآخرون. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: حسن الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. أبو نعيم: ثنا طلحة عن عائشة قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار ليصلي عليه فقلت: يا رسول الله طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال: يا عائشة أو غير هذا. وذكر الحديث، أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من وجوه عن طلحة تفرد به. توفي طلحة في سنة سبع، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائة.
9...

(9/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 188
4 (حرف العين.)

4 (عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني، د ت ق.)
عن أبيه ومكحول ووهب بن منبه وداود بن جميل. وعنه إسماعيل بن عياش ووكيع وأبو نعيم والخريبي. قال أبو زرعة: لا بأس به.
4 (عاصم بن سليمان الأحول، ع. الحافظ أبو عبد الرحمن البصري قاضي المدائن.)
روى عن عبد الله بن سرجس وأنس وأبي العالية وسعادة العدوية وعكرمة وجماعة. وعنه شعبة وابن المبارك وابن عيينة وأبو معاوية وابن علية ويزيد بن هارون وخلق سواهم.
9...

(9/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 189
ولي حسبة الكوفة مدة وولي قضاء المدائن وكان من أئمة العلم. روى علي بن مسهر عن الثوري قال: حفاظ الناس أربعة: يحيى بن سعيد الأنصاري وإسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول وعبد الملك بن أبي سليمان، قلت: الثوري والأعمش فأبى أن يحفظه معهم. وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن عاصم الأحول يستضعفه. وقال عفان ثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول حدثني حميد الطويل عن) أنس أن عمر نهى أن يجعل في الخاتم فص من غيره، قال عاصم: فلما أخبرني كان في يدي فص فقلعته، قال حماد: فقلت لحميد: حدثني عاصم عنك بكذا وكذا فلم يعرف ذلك. قال أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: رأيت عاصماً الأحول والي السوق وهو يقول: اضربوا رأس هذا النبطي لا أروي عنه شيئاً. وروى ابن المديني عن يحيى بن سعيد قال: لم يكن عاصم الأحول بالحافظ. قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة، وقد وثقه الناس واحتجوا به في صحابهم.
4 (عامر الأحول. قديم الموت. قد ذكر)

4 (عامر بن عبيد الباهلي البصري، خت، قاضي البصرة.)
روى عن أنس بن مالك وأبي المليح الهذلي. وعنه ويزيد بن مغلس وأبو أسامة وغيرهم.
9...

(9/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 190
وثقه يحيى بن معين وعلق له البخاري.
4 (عباد بن الريان، أبو طرفة اللخمي الحمصي.)
سمع المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ومكحولاً وعروة بن رويم. وعنه يحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وعبد الكريم بن محمد اللخمي ما علمت فيه جرحاً فهو صالح الحديث إن شاء الله.
4 (عبد الأعلى بن الحجاج السفلي.)
عن أخيه قيس. وعنه ابن وهب وسعد بن عبد الله المعافري وموسى بن سلمة. توفي قريباً من سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (عبد الأعلى بن السمح أبو الخطاب المعافري.)
مولاهم الفقيه رأس الإباضية. وهم صنف من الخوارج خرجوا بالمغرب، ودعي له بالخلافة في هذا العصر واستفحل أمره وكان له شأن، فندب المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في سنة أربع وأربعين ومائة فوقع بينهم حرب شديدة. وفي آخر الأمر قتل عبد الأعلى، وكانت أيامه أربع سنين.
4 (عبد الأعلى بن ميمون بن مهران.)
عن أبيه وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
9...

(9/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 191
وعنه جعفر بن برقان وعمرو بن الحارث وغيرهما. وكثيراً ما يرسل.) مات سنة سبع وأربعين ومائة.
4 (عبد الله بن حسن، ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبو محمد)
المدني. أبو محمد وإبراهيم اللذين خرجا على المنصور، وأمه هي فاطمة ابنة الحسين الشهيد. يروي عن أبويه. وعن عبد الله بن جعفر وله صحبة وعن إبراهيم بن طلحة وهو عمه للأم وعن الأعرج وعكرمة. وعنه الثوري وروح بن القاسم وابن علية وأبو خالد الأحمر ومالك وآخرون. قال الواحدي: كان من العباد وكان له شرف وعارضة وهيبة ولسان شديد، وفد على السفاح بالأنبار. وقال محمد بن سلام الجمحي: كان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته ثم أكرمه السفاح ووهب له ألف ألف درهم. قال أبو حاتم والنسائي: ثقة. وقال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة.
9...

(9/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 192
وقال الحاكم: سم بباب القادسية وهو بها مدفون وله بها آيات تذكر. وقال الواقدي: أخبرني حفص بن عمر أن: عبد الله بن حسن قدم على السفاح فبالغ في إكرامه ودعا بسفط جوهر فقال: إن هذا وصل إلي من بني أمية فأعطاه نصفه. وقد مر في الحوادث أن المنصور آذاه وسجنه من أجل ولديه. ومات في أواخر سنة أربع وأربعين ومائة.
4 (عبد والله بن سعيد بن أبي هند، ع، الفزاري مولاهم المدني أبو بكر.)
عن أبيه وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل والأعرج وجماعة. وعنه إسماعيل بن جعفر وابن المبارك وغندر ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم وعبد الرزاق وآخرون. وثقه أحمد وابن معين. وقال يحيى القطان: صالح الحديث يعرف وينكر. وضعفه أبو حاتم والعمل على الاحتجاج به. مات نحواً من سبع وأربعين.
4 (عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان، ت ق، المقبري المديني أبو عباد.)
عن أبيه وجده.
9...

(9/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 193
وعنه أخوه سعد وهشيم وحفص بن غياث وأبو معاوية. وأبو ضمرة وصفوان ابن عيسى وآخرون. متفق على ضعفه. وقال البخاري: تركوه. وقال ابن معين: لا يكتب) حديثه.
4 (عبد الله بن شبرمة، م د ن ق، ابن الطفيل بن حسان أبو شبرمة الضبي الكوفي.)
الفقيه عالم أهل الكوفة مع الإمام أبي حنيفة. وهو عم عمارة بن القعقاع وعمارة أسن منه وأوثق. روى ابن شبرمة عن أنس وأبي وائل وعبد الله وبن شداد بن الهاد وأبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي زرعة وإبراهيم النخعي والشعبي وخلق. وعنه شعبة والسفيانان وشريك وهشيم حماد بن زيد وأحمد بن بشير وشجاع بن الوليد وابن المبارك وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل وغيره. قال أحمد العجلي: كان عفيفاً صارماً عاقلاً يشبه النساك، وكان شاعراً
9...

(9/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 194
جواداً كريماً وهو قليل الحديث له نحو من خمسين حديثاً. قال ابن فضيل: سمعت ابن شبرمة يقول: كنت إذا اجتمعت أنا والحارث العتكي على مسألة لم نبال من خالفنا. قال عبد الوارث: ما رأيت أحداً أسرع جواباً من ابن شبرمة. قال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قال له الرجل جعلت فداك، يغضب ويقول: قل غفر الله لك. وقال محمد بن السماك على ابن شبرمة قال: من بالغ في الخصومة أثم ومن قصر فيها خصم، ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر. قال ابن المبارك عن ابن شبرمة قال: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار. وقال أحمد العجلي: كان عيسى بن موسى لا يقطع أمراً دون ابن شبرمة فبعث أبو جعفر إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه ثم كتب إليه: اقتله فاستشار ابن شبرمة فقال له: لم يرد المنصور غيرك. وكان عيسى ولي عهد المنصور، فقال ابن شبرمة احبسه واكتب إليه أنك قتلته، ففعل فجاء أخوته إلى عيسى فقال لهم: كتب إلي أمير المؤمنين أن أقتله وقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال: كذب أقيدنه به، فارتفعوا إلى القاضي، فلما حققوا عليه طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يعرف هذا، فمازال ابن شبرمة مختفياً حتى مات) بخراسان، سيره إليها عيسى بن موسى. وروى ابن فضيل عن أبيه قال: كان ابن شبرمة ومغيرة والحارث العتكي يسهرون في الفقه فربما لم يقوموا حتى ينادى بالفجر.
9...

(9/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 195
قال أبو نعيم والمدائني: مات ابن شبرمة سنة أربع وأربعين ومائة.
4 (عبد الله بن عبد الله بن الأصم.)
عن يزيد بن الأصم. وعنه الثوري وعبد الواحد بن زياد ومروان بن معاوية وعبدة بن سليمان. وثقه يحيى بن معين.
4 (عبد الله بن أبي عثمان القرشي البصري. أخو خالد بن أبي عثمان.)
حدث ع ابن عمر. وعنه شعبة ويحيى القطان ومحمد بن عبد الله الأنصاري وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق لا بأي به.
4 (عبد الله بن علي أبو أيوب الإفريقي، ت، ثم الكوفي الأزرق.)
عن ابن المنكدر والزهري وصفوان بن سليم وعاصم بن بهدلة وطائفة. وعنه يحيى بن أبي زائدة ومروان بن معاوية وأبو يوسف القاضي وغيرهم. لينه أبو زرعة.
4 (عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس، بن عبد المطلب الهاشمي عم
9...

(9/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 196
المنصور والسفاح.)
أحد دهاة الرجال ومن الشجعان الأبطال. وهو الذي انتدب لملتقى مروان بن محمد فهزم مروان بن محمد فهزم مروان ولج في طلبه وطوى الممالك حتى نازل دمشق وحاصرها وتملكها وافتتحها بالسيف، وعمل كما تعمل التتار، وأسرف في قتل بني أمية ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة، ولا رعى فيهم رحمة ولا قرابة. ثم جهز أخاه داود إلى ديار مصر في طلب مروان فأدركه ببوصير فبيته وقتله ولما مات السفاح وهذا بالشام دعا إلى نفسه وزعم أن على مثل هذا بايع ابن أخيه، فبايعه أهل الشام بالخلافة وبايع الناس المنصور بعهد من أخيه، فجهز المنصور لحرب عمه عبد الله بن علي صاحب الدعوة أبا مسلم الخراساني، فسار كل منهما يقصد الآخر، فكان المصاف بينهما بنصيبين، فعظم القتال واشتد البلاء، ثم انهزم جيش عبد الله، وكان الظفر لأبي مسلم، فساق عبد الله في طائفة من مواليه وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم نزل المنصور به حتى بعثه إليه فسجنه، ثم عمل على قتله سراً. فقيل: إنه حفر أساس الحبس وأرسل عليه الملء فوقع على عبد الله وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة. وقد مر من أخباره) في الحوادث.
4 (عبد الله بن محمد بن عقيل، د ت ق، ابن أبي طالب بن عبد المطلب أبو محمد الهاشمي)
الطالبي المدني. أمه هي زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب. روى عن جابر وابن عمر وعبد الله بن جعفر وأنس بن مالك. والطفيل بن
9...

(9/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 197
أبي بن كعب وعلي بن الحسين وخاله محمد بن الحنيفة والربيع بنت معوذ بن عفراء وسعيد بن المسيب. وعنه زائدة وفليح بن سلمة والسفيانان وزهير بن معاوية بن محمد وعبيد الله بن عمرو وبشر بن المفضل وآخرون. احتج به أحمد بن حنبل وغيره. وضعفه ابن معين وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال أبو عيسى الترمذي: سمعت البخاري يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه. وقال البخاري: هو مقارب الحديث. وقال بعقوب التيمي: ثنا ابن عقيل قال: كنا نأتي جابر بن عبد الله فنسأله عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكتبها. قال ابن سعد وخليفة: مات بعد الأربعين ومائة.
4 (عبد الله بن المستور أبو ضمرة المدني مولى الأنصار.)
رأى أنساً وروى عن سالم بن عبد الله ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة. وعنه مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم. قال ابن معين: صالح.
9...

(9/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 198
4 (عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي، ق،)
عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعلي بن الحسين وعبد الرحمن بن سابط ومجاهد وغيرهم. وعنه الثوري وإسرائيل وعيسى بن يونس وأبو عاصم وعبد الله بن نمير وآخرون. ضعفه أحمد وابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه. وكناه شباب العصفري: أبا العجفاء.
4 (عبد الله بن المقفع:)
) أحد المشهورين بالكتابة والبلاغة والترسل والبراعة. وكان فارسياً فأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح وهو كهل، ثم كتب له واختص به. ومن كلام ابن المثفع قال: شربت من الخطب رياً ولم أضبط لها روياً فغاضبتم فاضت، فلا هي نظاماً، ولا هي غيرها كلاماً. قال الأصمعي: صنف ابن المقفع الدرة اليتيمة التي لم يصنف مثلها في فنها، وقد سئل: من أدبك قال: نفسي، كنت إذا رأيت من غيري حسناً أتيته، وإذا رأيت قبيحاً أبيته.
9...

(9/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 199
ويقال: كان ابن المقفع علمه أكثر من عقله. وهو الذي وضع كتاب كليلة ودمنة فيما قيل، والأصح أنه هو الذي عربه من الفارسية. قال الهيثم بن عدي: جاء ابن المقفع إلى عيسى بن علي فقال: أريد أن أسلم على يديك، فقال: ليكن ذلك بمحضر من وجوه الناس غداً، ثم جلس ابن المقفع وهو يأكل ويزمزم على دين المجوسية فقال له عيسى: أتزمزم وأنت تريد أن تسلم قال: أكره أن أبيت على غير دين. وكان ابن المقفع يتهم بالزندقة. وعن المهدي قال: ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع. وقيل: إن ابن المقفع كان ينال من متولي البصرة سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب ويسميه ابن المغتلمة، فحنق عليه وقتله بإذن المنصور، ولكونه كتب في توثق عبد الله بن علي من المنصور يقول: ومتى غدر بعمه فنساؤه طوالق، وعبيده أحرار، ودوابه حبس، والمسلمون في حل من بيعته. فلما وقف المنصور على ذلك عظم عليه وكتب إلى سفيان يأمره بقتله. وقال المدائني: دخل ابن المقفع على سليمان وقال: أتذكر ما كنت تقول في أمي قال: أنشدك الله أيها الأمير في نفسي، فأمر له بتنور فسجر ثم قطع أربعته ثم سائر أعضائه وألقاها في التنور، وهو ينظر، وقال: ليس علي في المثلة بك حرج لأنك زنديق قد أفسدت الناس، فسأل سليمان بن علي وعيسى عنه فقيل: إنه دخل دار سفيان بن معاوية سليماً ولم يخرج، فخاصماه إلى المنصور وأحضراه مقيداً فشهد شهود بالحال فقال المنصور: أرأيتم إن قتلت سفيان، فخرج ابن المقفع من هذا المجلس أأقتلكم بسفيان فنكلوا عن الشهادة كلهم وعلموا أنه برضا المنصور.
9...

(9/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 200
ويقال: إن ابن المقفع عاش ستاً وثلاثين سنة. وحكى البلاذري أن سفيان ألقاه في بئر. قيل:) أدخله حماماً وأغلقه عليه. وقيل: إن قتله كان في سنة خمس وأربعين ومائة. وقيل: في نحو سنة اثنتين وأربعين. وكان اسم أبيه داذويه، وكان كاتباً، ولي للحجاج خراج فارس فخان وأخذ من الأموال فعذبه الحجاج فتقفعت يده فلقب المقفع. وقيل: بل الذي عذبه يوسف بن عمر الثقفي الأمير. والمقفع: بفتح الفاء، الصحيح. وقال ابن مكي في كتاب تثقيف اللسان: يقولون ابن المقفع، والصواب بكسر الفاء لأنه كان يعمل القفاع ويبيعها وهي قفاف الخوص.
4 (عبد الله بن ميسرة، ق، أبو عبد الجليل. ويقال: أبو إسحاق. ويقال: أبو ليلى.)
وقال أبو أحمد الحاكم: روى عن مجاهد وإبراهيم بن أبي حرة. وعنه هشيم وحصين بن نمير الواسطي ووكيع. ضعفه ابن معين وغيره.
9...

(9/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 201
4 (عبد الله بن يزيد بن فنطس الهذلي. مدني مقل.)
له عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد. وعنه ابن أبي ذئب والثوري وحاتم بن إسماعيل وعلي ابن ثابت. قال ابن معين: صالح.
4 (عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي.)
عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وحدث بالجزيرة. روى عنه فياض بن محمد الرقي وكثير بن مروان وطلحة بن يزيد الرقي. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة. قدم بغداد أيام المنصور.
4 (عبد الله بن يونس الثقفي.)
عن الحكم بن عتيبة وسيار أبي الحكم وغيرهما. وعنه يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطيان.
4 (عبد الجليل بن حميد أبو مالك اليحصبي، ن، المصري.)
عن الزهري وأيوب السختياني. وعنه ابن عجلان وهو أكبر منه ونافع بن يزيد وابن وهب.
9...

(9/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 202
قال النسائي: ليس به بأس. قيل: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (عبد الجليل بن عطية أبو صالح القيسي البصري، د ن،)
) عن شهر بن حوشب وابن بريدة وجعفر بن ميمون وغيرهم. وعنه حماد بن زيد وعبد الرحمن بن مهدي وجماعة. وسيأتي في الطبقة الآتية.
4 (عبد الحميد بن واصل الباهلي.)
أرسل عن ابن مسعود وله عن أنس بن مالك وغيره. وعنه عبد الكريم الجزري مع تقدمه وشعبة ومحمد بن سلمة الحراني وعتاب بن بشير. قاله أبو حاتم.
4 (عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث القرشي. م. العامري المدني.)
نزيل البصرة. يقال له: عباد. وقيل: بل هما أخوان.
9...

(9/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 203
روى عن الحسن وسعيد المقبري وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن عمار. وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل وابن علية وعبد الله بن رجاء المكي لا الغداني. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. وقال أبو داود: هو عباد. وقال ابن معين: صالح الحديث. وقال آخر: كان كثير العلم والرواية شاعراً فصيحاً مفوهاً. وقال سفيان بن عيينة: كان قدرياً فنفاه أهل المدينة.
4 (عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وأبو الحارثالمدني.)
وهو والد المغيرة بن عبد الرحمن الفقيه. وهو والد المغيرة بن عبد الرحمن الفقيه. عن طاوس وعمرو بن شعيب وزيد بن علي بن الحسين والزهري. وعنه ابنه وسليمان بن بلال وأبو إسحاق الفزاري وابن وهب وجماعة. وقال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو وأبو حرملة الأسلمي.)
9...

(9/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 204
عن سعيد بن المسيب وحنظلة بن علي وعمرو بن شعيب. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل وبشر بن المفضل ويحيى القطان وعلي بن عاصم وخلق. قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وضعفه يحيى القطان ولينه البخاري. مات سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني، أبو سلمة.)
ولي قضاء مصر والقصص ثم عزل وولي ديوان الجند. وجده من فضلاء المصريين اسمه سفيان بن هانئ المعافري حليف بني جيشان.) مات عبد الرحمن في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي العامري، أبو يعفور، يأتي في الكنى)

4 (عبد الرحمن بن عطية المزني، د صاحب الشارعة أرض بالمدينة.)
روى عن سعيد بن المسيب وعبد الملك بن جابر بن عتيك.
9...

(9/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 205
وعنه ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال والدراوردي وآخرون. وثقه النسائي. وهو مقل. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن قيس العتكي، أبو روح. بصري.)
عن يوسف بن ماهك ويحيى بن يعمر. وعنه صالح أبو عامر الخزاز ويحيى القطان ووهب بن جرير وابن مهدي.
4 (عبد الرحمن أبو أمية السندي. مولى سليمان بن عبد الملك وكاتب عمر بن عبد العزيز.)
روى عن عمر بن عبد العزيز وأنس بن مالك. وسكن فلسطين بنابلس. روى عنه خالد بن يزيد وسوار بن عمارة الرمليان وعراك بن خالد الدمشقي. قال أبو حاتم: منكر الحديث.
4 (عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي.)
عن زر بن حبيش وعطاء بن أبي رباح ونافع وغيرهم.
9...

(9/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 206
وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حميد. لا أعلم به بأساً.
4 (عبد الرحيم بن ميمون، د ت ق، من موالي أهل المدينة. سكن مصر. ويقال: اسمه يحيى.)
روى عن سهل بن معاذ الجهني وعلي بن رباح. وعنه سعيد بن أبي أيوب ونافع بن يزيد وابن لهيعة وغيرهم. وكان زاهداً عابداً مجاب الدعوة. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
4 (عبد السلام بن أبي الجنوب المدني، ق.)
عن الحسن البصري وابن شهاب. وعنه ابن إسحاق والدراوردي وأنس بن عياض وعيسى بن يونس. قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف.
4 (عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العدوي العمري المدني.)
والد الزاهد عبد الله العمري.
9...

(9/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 207
روى عن عمه سالم وأبي بكر بن حزم. وعن ابنه وابن أبي ذئب) وابن المبارك. وكان أحد من قام مع محمد بن عبد الله بن حسن، فلما قتل محمد أتوا بهذا مقيداً إلى المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين صل رحمي واعف عني واحفظ في عمر بن الخطاب، فعفا عنه. قال أبو بكر الخطيب: كان نبيهاً وجيهاً من أحسن الرجال وأبرعهم جمالاً.
4 (عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ع، بن مروان الأموي أبو محمد.)
حدث بالكوفة عن أبيه ومجاهد ومكحول وجماعة. وعنه إسحاق الأزرق وعلي بن مسهر ووكيع وأبو نعيم وخلق. وكان من ثقات ابن معين. مات سنة سبع وأربعين على الصحيح.
4 (عبد العزيز بن قرير العبدي البصري بخ، أخو عبد الملك له عن الحسن وابن سيرين)
وعطاء. وعنه الثوري ورواد بن الجراح وضمرة.
9...

(9/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 208
قال ربيعة وآخرون: وثقه النسائي. وكان بعسقلان. ووثقه أيضاً ابن معين. وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديماً أن رواية مالك بن عبد الملك بن قرير وهم وإنما سمع من عبد العزيز بن قرير البصري. قال يحيى بن معين: روى مالك عن عبد الملك بن قرير وإنما هو ابن قريب. قال الأصمعي: سمع من مالك، ولما سمع هذا يحيى بن بكير قال: غلط ابن معين.
4 (عبد المجيد بن وهب، وهو عبد المجيد بن أبي بريد العقيلي العاملي أبو عمرو.)
عن العداء بن خالد الصحابي. وعنه عباد بن ليث الراسي ووكيع وعثمان بن عمر بن فارس وجماعة. وثقه ابن معين.
4 (عبد الملك بن أبي بشير البصري، د ت ن، نزل المدائن.)
روى عن عكرمة وعبد الله بن مساور وحفصة بنت سيرين. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وعبد الرحمن المحاربي وجماعة وثقوه.
9...

(9/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 209
4 (عبد الملك بن سعيد بن حيان، م ت ن، بن أبجر الهمذاني الكوفي.)
عن أبي الطفيل بن واثلة والشعبي وعكرمة. وعنه السفيانان وأبو معاوية وعبيد الله الأشجعي وجماعة. كان ثقة صالحاً خياراً له نحو من أربعين حديثاً، بلغنا أن رجلاً قال له: أشتهي أن أمرض، فقال: كل سمكاً مالحاً واشرب نبيذاً مرياً واقعد في الشمس واستمرض الله تعالى.) إسنادها صحيح. وهو والد عبد الرحمن. قال زهير بن معاوية قال لي ابن أبجر: إذا أكلت الجزر نيئاً أكلك ولم تأكله، وإذا أكلته مطبوخاً لم تأكله ولم يأكلك، وإذا أكلته مشوياً أكلته ولم يأكلك.
4 (عبد الملك بن أبي سليمان م، واسم أبيه ميسرة العرزومي الكوفي، أحد الحفاظ.)
روى عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير. وعطاء بن أبي رباح، وجماعة. وعنه جرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث وإسحاق الأزرق ويحيى القطان وابن نمير وعبد الرزاق وخلق سواهم. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك بن أبي سليمان.
9...

(9/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 210
وقال احمد والنسائي: ثقة. واستشهد به البخاري. وقد أنكر عليه شعبة حديثه في الشفعة وهو حديث صالح الإسناد. توفي سنة خمس وأربعين ومائة. قال أحمد: ثقة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. وقال ابن معين: حديثه في الشفعة أنكره عليه الناس ولكنه ثقة لا يرد على مثله. وقال أحمد: هذا حديث منكر. وقال أمية بن خالد قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه، قلت: تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدعه وقد كان حسن الحديث ! قال: من حسنها فررت. وقال أحمد أيضا: كان ثقة.
(عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - ع -)
أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية وعالم أهل مكة. وكان أحد أوعية العلم. وهو أول من صنف التصانيف في الحديث.
9...

(9/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 211
روى عن أبيه ومجاهد وعطاء بن أبي رباح وطاوس وعمرو بن شعيب ونافع والزهري وإسماعيل بن أمية والحسن بن مسلم وابن طاوس وعبد الله بن مسافع وعطاء الخراساني والقاسم بن أبي بردة ونافع وابن المنكدر وعبدة بن أبي لبابة وابن أبي مكية وخلق من التابعين وأتباعهم. وكان مولده بعد سنة سبعين. وعنه السفيانان وابن علية ووكيع وأبو أسامة وابن وهب وحجاج بن محمد وأبو عاصم وروح بن عبادة وعبد الرواق وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان جريج أحد أوعية العلم. قال أبو غسان ربيح: سمعت جريراً يقول: كان ابن جريج يرى المتعة، تزوج بستين امرأة. وقال عبد الوهاب بن همام: قال ابن جريج: كنت أتتبع الأشعار العربية والأنساب، فقيل لي: لو لزمت عطاء، قال: فلزمته ثمانية عشر عاماً. قال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء من ابن جريج. وبلغنا أن ابن جريج ما سمع من الزهري شيئاً إنما أخذ عنه مناولة وإجازة. قلت: وسمع من مجاهد حرفين من القراءات وسمع من عكرمة بن خالد لا من عكرمة مولى ابن عباس، على ان أبا عيسى الترمذي روى حديثاً من طريق ابن جريج عن عكرمة فالله أعلم.) قال عبد الرزاق: ما رأيت أحداً أحسن صلاة من ابن جريج. وقال عبيد الله العيشي: ثنا بكر بن كلثوم السلمي قال: قدم علينا ابن
9...

(9/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 212
جريج البصرة فاجتمع الناس عليه فحدث عن الحسن البصري بحديث فأنكره عليه الناس فقال: ما تنكرون علي فيه لزمت عطاء عشرين سنة فربما حدثني عنه الرجل بالشيء لم أسمعه منه. قال العيشي: سمى ابن جريج في ذلك اليوم محمد بن جعفر غندرا فإنه بقي يكثر الشغب عليه فقال: أسكت يا غندر، وأهل الحجاز يسمون المشغب غندراً. قال ابن معين: لم يلق ابن جريج وهب بن منبه. وقال أحمد: لم يسمع من ابن أبي الزناد ولا سمع من عمرو بن شعيب زكاة مال اليتيم. قلت: مع اتفاقهم على ثقة ابن جريج كان ربما دلس. وكان صاحب تعبد وخير، وما زال يطلب العلم حتى شاخ. وقيل: إنه جاوز المائة، ولم يصح ذلك بل ولا جاوز الثمانين. قال خالد بن نزار الأيلي: خرجت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة فوجدته قد مات. قلت: فيها أرخ موته الواقدي وزاد فقال: في عشر ذي الحجة منها. وكذا أرخه فيها جماعة منهم: أبو نعيم وسعيد بن عفير وابن سعد وخليفة. وأما ابن المديني فقال: مات سنة تسع وأربعين، وهذا وهم.
4 (عبد الملك بن نوفل بن مساحق، د ت ن، بن عبد الله بن مخرمة أبو نوفل القرشي العامري)
المدني.
9...

(9/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 213
عن أبيه وأبي سعيد المقبري وأبي عصام المزني. وعنه أبو مخنف لوط بن يحيى وابن عيينة وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي صاحب الفتوح وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (عبد الواحد بن أيمن المكي، خ م ن، مولى بني مخزوم.)
روى عن أبيه وسعيد بن جبير وابن أبي ملكية وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه حفص بن غياث ووكيع بن يحيى. وأبو نعيم وجماعة. وثقه ابن معين. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس.
4 (عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي، م ت ن.)
عن عمه عباد بن عبد الله وغيره. وعنه موسى بن عقبة وهو أكبر منه وعبد العزيز والدراوردي وغيرهما. صدوق مقل.)
4 (عبد الواحد بن أبي عون المدني، ق.)
9...

(9/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 214
عن ذكوان مولى عائشة والقاسم بن محمد وسعد بن إبراهيم. وعنه عبد العزيز بن الماجشون والراوردي وغيرهما. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة أربع وأربعين ومائة. له أحاديث قليلة.
4 (عبيد الله بن الأخنس، ع، أبو مالك النخعي الكوفي الجزار.)
عن ابن بريدة وابن ملكية وعمرو بن شعيب ونافع. وعنه يحيى القطان وروح بن عبادة بن بكر السهمي. وثقه أحمد وغيره.
4 (عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.)
الإمام الثبت أبو عثمان العدوي العمري المدني أحد علماء المدينة. وهو أخو عبد الله وعاصم وأبي بكر. روى عن أم خالد بنت سعيد الصحابية، وعن القاسم وسالم وعطاء والمقبري ونافع والزهري ووهب بن كيسان وطائفة.
9...

(9/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 215
وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وبشر بن المفضل وأبو أسامة ويحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرزاق، وخلق كثير. وكان سيداً شريفاً، صالحاً، متعبداً، ثقة، حجة بالإجماع، واسع العلم. اعتزل فتنة ابن حسن. قال النسائي: ثقة ثبت. وقال ابن معين: عبيد الله عن القاسم عن عائشة الذهب المشبك بالدر. قال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة.
4 (عبيد الله بن أبي زياد المكي، د ت ق، القداح أبو الحصين.)
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وسعيد بن جبير ومجاهد وشهر والقاسم وعدة. وعنه الثوري وعيسى بن يونس ويحيى القطان وأبو عاصم ومحمد بن بكر البرساني وآخرون. قال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح. ولينه بعضهم. وقال ابن عدي: لم أر به شيئاً منكراً. قال عمرو بن علي الفلاس: مات سنة خمسين ومائة.
4 (عبيد الله بن العيزار المازني. بصري صدوق.)
9...

(9/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 216
له عن سعيد بن جبير ومعاذ العدوية والقاسم بن محمد. وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل ويحيى القطان. وثقه غير واحد.)
4 (عبيد الله بن الوليد الوصافي، ت ق، إسماعيل الكوفي.)
أحد المتروكين. روى عن طاوس وعطاء بن أبي رباح وعطية. وعنه عيسى بن يونس والمحاربي ووكيع ويعلى بن عبيد وآخرون. قال ابن معين: ضعيف. وقال النسائي وغيره متروك.
4 (عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، الهاشمي.)
أخو عمر وعبد الله وجعفر وخاليه وأم كلثوم. روى عن أبيه وخاليه أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن علي وصفوان بن سليم. وعنه خالد بن عبد الله وابن المبارك وأبو يوسف وآخرون. وله عدة أولاد. وما علمت فيه جرحة. ولا رواية له في الكتب الستة.
9...

(9/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 217
4 (عبيد بن أبي أمية الطنافسي، ت، الكوفي اللحام أبو الفضل.)
والد المحدثين عمر ومحمد ويعلى وإبراهيم وإدريس. يروي عن الشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى والحكم بن عتيبة وغيرهم. وعنه ابناه عمر ويعلى وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مغراء. قال أبو زرعة: ليس به بأس.
4 (عبيدة بن معتب الضبي الكوفي، د ت ق.)
عن أبي وائل وإبراهيم والشعبي. وعنه شعبة وعلي بن مسهر ووكيع وسعد بن الصلت ويعلى بن عبيد. ضعفه أبو حاتم والنسائي. ولم يترك.
4 (عتبة بن أبي حكيم الهمداني، أبو العباس الأردني الطبراني.)
سمع مكحولاً عبادة بن نسيب قتادة، سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى فلعلها اثنان. وعنه ابن المبارك وبقية وابن شابور وأيوب بن سويد وآخرون.
9...

(9/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 218
قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال مروان الطاطري: هو ثقة من أهل الأردن. روى عباس وآخر عن ابن معين: ثقة. وروى ابن أبي خثيمة عن ابن معين: ضعيف. وكذا قال محمد بن عوف والنسائي. وقال دحيم: لا أعلمه إلا مستقيم الحديث. وعن أحمد أنه لينه.
4 (عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، بن الحارث القرشي الجمحي.)
) مدني نزل الكوفة. رأى ابن عمر يحفي شاربه وأجلسه ابن عمر في حجره. روى عن جده وعن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون. وعنه يعلى بن عبيد ومروان بن معاوية وابن نمير ومحمد بن كناسة. قال أبو حاتم: يكتب حديثه، قد روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة.
4 (عثمان بن الأسود الجمحي، ع، مولاهم المكي.)
9...

(9/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 219
عن مجاهد وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وطبقتهم. وعنه الثوري وابن المبارك ويحيى القطان وأبو عاصم والخريبي وعبيد الله بن موسى وخلق. وثقه القطان. قال ابن المديني: له نحو عشرين حديثاً. قال خليفة: مات سنة وأربعين. وقيل: سنة خمسين ومائة.
4 (عثمان بن موسى، د ق، بن عبيد الله بن معمر التيمي المدني.)
عن أبان بن عثمان وخارجة بن زيد وسالم مولى ابن مطيع والقاسم بن محمد. وعنه ابنه عمر وعبد الواحد بن زياد ومحمد بن راشد المكحولي وعبد العزيز الدراوردي. وولي قضاء المدينة في خلافة مروان، ثم ولاه المنصور قضاءه فكان معه حتى مات بالحيرة قبل أن تبنى بغداد، وكان صدوقاً.
4 (عثمان بن عمير، د ت ق، أبو اليقظان الكوفي الأعمى.)
عن أنس بن مالك وأبي وائل وإبراهيم النخعي وأبي عمر زاذان وعدي بن ثابت.
9...

(9/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 220
وعنه الأعمش وسفيان وشعبة وحجاج بن أرطأة وشريك وغيرهم، وهو ضعيف باتفاق. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: رديء المذهب غال في التشيع يكتب حديثه. ويقال: إنه بقي إلى بعد الأربعين ومائة، وأنا أستبعد ذلك لأنه لو تأخر لحمل عنه مثل وكيع وأبي معاوية.
4 (عدي بن حنظلة، أبو طلق الزهري الأعمى.)
عن جدته وإبراهيم التيمي. وعنه سفيان الثوري وعبد الواحد بن زياد وحفص بن غياث والخريبي وآخرون.
4 (عريف بن درهم أبو هريرة، الكوفي النبال.)
) عن زيد بن وهب وإبراهيم النخعي وجبلة بن سحيم. وعنه مروان بن معاوية ووكيع وأبو نعيم. قال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم.
9...

(9/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 221
4 (عزرة بن قيس، شيخ بصري.)
روى عن أم الفيض أنها سألت ابن مسعود. روى عنه أحمد بن إسحاق الحضرمي ومسلم بن إبراهيم. قال ابن معين: لا شيء.
4 (عسل بن سفيان، د ت، أبو قرة اليربوعي البصري.)
عن عطاء وابن أبي ملكية. وعنه الحمادان وإبراهيم بن طهمان وروح بن عبادة. قال النسائي: ليس بقوي.
4 (عصام بن بشير الكعبي الحارثي، أبو الغلباء الجزري.)
عن أنس وعن والده. وعنه سعيد بن مروان الرهاوي وعميرة بن عبد المؤمن الرهاوي والحسن بن محمد بن أعين. قال البخاري: بلغ عشراً ومائة سنة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقيل: بلغ مائة وست عشرة سنة.
9...

(9/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 222
له حديث في اليوم والليلة.
4 (عطية بن الحارث أبو روق الهمداني الكوفي، د ن ق.)
عن أنس بن مالك وإبراهيم التيمي والشعبي والضحاك. وعنه الثوري وشريك وسيف التميمي وأبو أسامة وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس.
4 (عقبة بن أبي صالح الكوفي.)
عن إبراهيم النخعي. وعنه عبيد الله بن موسى وأبو نعيم. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (عقيل بن خالد بن عقيل الإيلي، ع، أبو خالد مولى عثمان بن عفان.)
عن أبيه وعمه زياد وعراك بن خالد والقاسم بن محمد وعكرمة وسالم بن عبد الله. سألهم مسائل. وروى عن الزهري فأجاد وعن عمرو بن شعيب وسلمة بن كهيل.
9...

(9/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 223
وعنه ابنه إبراهيم وابن أخيه سلامة بن روح والليث ويحيى بن أيوب وابن لهيعة ومفضل بن فضالة المصريون. كان إماماً حافظاً ثبتاً ثقة لازم الزهري حضراً وسفراً زميلاً له في المحمل.) قال يونس بن يزيد الإيلي: ما أحد أعلم بحديث الزهري من عقيل. وقال أحمد بن حنبل: عقيل أقل خطأً من يونس. وقال ابن معين: عقيل ثقة. وقال أبو الوليد: قال لي الماجشون: عقيل كان جلواذاً. وقال أحمد بن حنبل: ذكر عند يحيى القطان إبراهيم بن سعد وعقيل فجعل كأنه يضعهما. قال أحمد: أيش ينفع هذا هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى. وقال أبو حاتم الرازي: عقيل لم يكن بالحافظ كان صاحب كتاب محله الصدق. قال محمد بن عزيز: مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
4 (عقيل بالفتح بن معقل بن منبه اليماني، د.)
عن عميه وهب وهمام. وعنه ابنه إبراهيم وابن أخيه يوسف بن عبد الصمد وهشام بن يوسف وعبد الرزاق. وكان قد قرأ التوراة والإنجيل.
9...

(9/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 224
وثقه يحيى بن معين وأحمد وهو قليل الحديث.
4 (العلاء بن عبد الكريم، أبو عون اليامي الكوفي الزاهد.)
عن مرة الطيب ومجاهد وعبد الرحمن بن سابط. وعنه سفيان وشريك ووكيع وأبو نعيم. وثقه أحمد وأبو حاتم. وهو قليل الرواية، وكان من الخائفين. قيل له مرة: ما هو إلا عفو الله أو النار، فصاح وسقط مغشياً عليه. يقال: مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (العلاء بن كثير القرشي، مولاهم الإسكندراني المصري الزاهد.)
عن سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وأبي عبد الرحمن الحبلي وعكرمة. وعنه الليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل ورشدين بن سعد. عمل الليث للمنصور فهجره حتى تاب. وروى سليمان بن داود المهدي عن علي بن مطلب وغيره أن العلاء بن كثير كان لا يلقى أحداً إذا قدم الإسكندرية غير الليث، فبلغ العلاء أنه ولي وإنما ولي مصلحة للمسلمين، فلما قدم يتلقه ومنع أصحابه. قال فدخل الليث
9...

(9/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 225
المسجد فلم يقم له أحد، فجلس إلى العلاء فقال: يا ليث وليت فقال خفت على دمي، فقال: لسحرة فرعون كانوا أقرب عهداً بالكفر منك، ولهم كانوا أعلم بالله منك حين قالوا: اقض ما أنت قاض، قال: فإني أتوب إلى الله، فقال العلاء لإخوانه: خذوا بيد أخيكم. قلت: وقد وثقه أبو زرعة، ولا شيء له في الكتب. وأصله فارسي وهو من موالي بني) سهم. قال سعيد بن أبي مريم: قال العلاء بن كثير: لو أن الدنيا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى. قال علي بن مطلب: كان العلاء بن كثير حسن الصوت بالقرآن، فإذا قام من الليل استيقظ له الجيران لحسن صوته، فخاف الفتنة، فدعا الله، فذهب صوته. قال ابن يونس: توفي العلاء بن كثير بالإسكندرية سنة أربع وأربعين ومائة.
4 (العلاء بن كثير الدمشقي.)
مولى بني أمية. نزل الكوفة وحدث عن مكحول. وعنه يحيى بن حمزة ومصعب بن سلام وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي وآخرون. ضعفه علي بن المديني، وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء.
9...

(9/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 226
4 (العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي الكوفي، ع.)
عن خثيمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجماعة. وعنه جرير بن عبد الحميد. وعبيد بن القاسم وحفص بن غياث ومروان بن معاوية وابن فضيل. قال ابن معين: ثقة مأمون.
4 (علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، العلوي.)
الملقب بالسجاد لفضله واجتهاده وتعبده. وهو والد حسين المقتول بفتح وأخوته، وكان يقال: ليس بالمدينة زوجان أعبد منه ومن زوجته، وهي بنت عمه زينب بنت عبد الله بن حسن. توفي علي في سجن المنصور سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (علي بن أبي طلحة سالم بن مخارق، م د ن ق. مولى العباس، أبو الحسن الهاشمي الجزري)
نزيل حمص. روى عن مجاهد وأبي الوداك جبر بن نوف وراشد بن سعد. وعنه الثوري ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة وطائفة. قال النسائي: ليس به بأس.
9...

(9/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 227
وقال أبو داود: كان له رأي سوء كان يرى السيف. قلت: فقد روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نفسه فذكر تفسيراً في جزء كبير.) قال أحمد بن حنبل: روى التفسير عن ابن عباس ولم يره. قال أبو أحمد الحاكم: كنيته أبو الحسن، وقيل: ألو طلحة، ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يروى عن معاوية بن صالح عنه.
4 (علي بن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، ع، الكوفي الأحول أبو الحسن.)
روى عن أبيه والحكم بن عتيبة وكثير بن زياد. وعنه إبراهيم بن طهمان وهشيم وحكام بن سلم وشجاع بن الوليد. قال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
4 (علي بن عروة القرشي، ق.)
عن عطاء بن أبي رباح والمقبري وعاصم بن قتادة. وعنه خالد بن حيان الرقي ومبشر بن إسماعيل وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وغيرهم. تركوه حتى إن صالح بن محمد جزرة قال: حديثه كذب كله.
4 (عمار بن سعد المرادي، د. وقيل التجيبي المصري.)
9...

(9/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 228
عن أبي صالح الغفاري عن علي. وله حديث أرسله عن عمر. وعنه حيوة بن شريح ويحيى وأيوب وابن لهيعة وجماعة. وكان العلماء بمصر في زمانه. مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، م د ت ق. بن الخطاب العمري المدني.)
عن عمه سالم ومحمد بن كعب القرظي وعبد الرحمن بن سعد. وعنه مروان بن معاوية وأحمد بن بشير وأبو أسامة. وهو صالح الحديث وقد احتج به مسلم. قال النسائي: ضعيف الحديث.
4 (عمر بن سويد بن غيلان الثقفي، د. وقيل العجلي.)
عن عائشة بنت طلحة وسلامة بن سهم. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو أيامة وأبو نعيم وآخرون. وهو صدوق موثق.
4 (عمر بن سويد العجلي الكوفي.)
عن أنس بن مالك وعائشة بنت طلحة.
9...

(9/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 229
وعنه مطلب بن زياد ووكيع وأبو نعيم. فرق بينهما بعض الحفاظ وهو إن شاء الله الذي قبله.
4 (عمر بن عبد الله المدني، د ت. مولى غفرة.)
) أدرك ابن عباس وقد حدث عنه فما أدري سماعاً أم لا. وله عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي الأسود الديلي ومحمد بن كعب وجماعة. وعنه ابن لهيعة وبشر بن المفضل وعيسى بن يونس وعلي بن غراب ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس لكن أكثر حديثه مراسيل. قال ابن سعد: كثير الحديث ثقة لا يكاد يسند، كان يرسل حديثه. وقال ابن معين وغيره: ضعيف. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائة. وله حديث عن ابن عمر وذاك مرسل. وهو ابن خالة ربيعة الرائي.
4 (عمر بن محمد بن زيد، خ م د ن ق. بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري)
المدني نزيل عسقلان.
9...

(9/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 230
عن جده وحفص بن عاصم ونافع وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وابن وهب وعمر بن عبد الواحد الدمشقي وأبو عاصم وآخرون. وله عدة أخوة. قال ابن سعد: كان ثقة ولم يعقب. وقال عبد الله بن داود الخريبي: ما رأيت رجلاً أطول من عمر بن محمد، وبلغني أنه كان يلبس درع عمر رضي الله عنه فكان يسحبها. قلت: كان العباس وقيس بن سعد بن عبادة من بابه عمر في الطول المفرط. قال أبو عاصم النبيل: كان عمر بن محمد من أفضل أهل زمانه قدراً وجلاله، قدم بغداد والكوفة وحدث عن ابن عدي. توفي سنة خمسين ومائة بعد أخيه أبي بكر بقليل. قلت: أخوته أبو بكر وعاصم وزيد وواقد. والخمسة قد رووا الحديث.
4 (عمر بن نافع مولى ابن عمر، سوى ت.)
سمع أباه والقاسم بن محمد. وعنه مالك وإسماعيل بن جعفر وسليمان بن بلال والدراوردي وغيرهم. وثقه النسائي وغيره. قال ابن سعد: ثبت قليل الحديث، ولا يحتجون به.
9...

(9/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 231
4 (عمر بن نافع الثقفي.)
عن أنس وعكرمة. وعنه يحيى بن أبي زائدة وأبو عوانة وأبو معاوية وأبو خباب الوليد ابن بكير وآخرون.) قال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
4 (عمر بن نبيه الكعبي، م ن.)
عن أبي عبد الله القراظ وجمهان الأسلمي. وعنه إسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل ويحيى ابن سعيد القطان وأبو ضمرة. قال القطان: لم يكن به بأي.
4 (عمر بن نبهان الغبري.)
عن الحسن وسلام وأبي عيسى وقتادة. وعنه جعفر بن سليمان وأبو قتيبة وأبو سفيان عبد الرحمن بن عبد ربه. قال ابن معين: ليس بشيء.
9...

(9/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 232
وقال أبو حاتم. وغيره: ضعيف الحديث.
4 (عمر بن الوليد الشني، أبو سلمة العبدي البصري.)
عن عكرمة وشهاب بن عباد البصري. وعنه وكيع وأبو نعيم. قال الفلاس لم يحدثنا عنه يحيى القطان. وقال أحمد بن حنبل: ثقة. وكذا قال أبو حاتم وغيره. قلت: عامة حديثه عن عكرمة مقاطيع.
4 (عمر بن يزيد النصري.)
دمشقي روى عن أبي سلام الأسود والزهري وعمرو بن مهاجر ونمير ابن أوس. وعنه عبد الله بن سالم والهيثم بن عمران ومحمد بن شعيب بن شابور. وثقه دحيم. قال العقيلي: يخالف في حديثه.
4 (عمران بن حدير، م د ت ن. أبو عبيدة السدوسي البصري. له عشرة أحاديث.)
قال يزيد بن هارون: كان أصدق الناس.
9...

(9/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 233
قال أحمد بن حنبل: عمران بخ بخ ثقة. وروى شعبة عن عمران قال: ما دخلت الحمام منذ ثلاثين سنة ولا ادهنت. وقال البخاري: قال أبو قطن: مات سنة تسع وأربعين ومائة. قلت: سمع عبد الله بن شقيق وأبا عثمان النهدي وأبا مجلز وجماعة. وعنه الحمادان ومعتمر بن سليمان ووكيع ويزيد بن هارون وعثمان بن الهيثم. ثقة.
4 (عمران بن مسلم الفزاري الكوفي.)
عن مجاهد والشعبي وجعفر بن عمر بن حريث. وعنه أبو معاوية وأبو نعيم وجماعة.
4 (عمران بن مسلم القصير، سيأتي في الطبقة الآتية.)
) أما هذا فقال أبو أحمد الزبيري: رافضي كأنه جرو كلب.
4 (عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، القرشي الأموي)
أخو أيوب بن موسى. روى عن مكحول وسعيد المقبري.
9...

(9/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 234
وعنه ابن جريج وابن علية وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي. وثقه الحاكم.
4 (عمرو بن الحارث بن يعقوب، ع.)
مولى قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري أبو أمية المصري الفقيه أحد الأئمة الأعلام. روى عن أبي يونس مولى أبي هريرة وابن مليكة وأبي عشانة المعافري وقتادة وعمرو بن دينار وخلق. وعنه مالك والليث وابن لهيعة وبكر بن مضر وابن وهب وخلق. ووثقه الناس. قال يعقوب السدوسي: كان يحيى بن معين يوثقه جداً. وقال ابن وهب: قال ابن وهب: كان قد جعل على نفسه أن يحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث. وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ليس فيهم أصح حديثاً من الليث وعمرو بن الحارث يقاربه. وقال الأثرم: سمعت أحمد يقول: قد كان عندي عمرو بن الحارث ثم رأيت له أشياء مناكير. قال في موضع آخر عن أحمد: عمرو بن الحارث حمل عليه حملاً شديداً وقال: يروي عن قتادة أحاديث يضطرب فيها ويخطئ.
9...

(9/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 235
قلت: قد وثقه مطلقاً ابن معين والعجلي وأبو زرعة وآخرون. قال النسائي: هو أحفظ من ابن جريج. وروى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال: كان عمرو بن الحارث يخرج من منزله فيجد الناس صفوفاً يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والشعر والعربية والحساب، وكان صالح بن علي قد جعل عمرو بن الحارث يؤدب ابنه الفضل فنال حشمة بذلك. قلت: علومه المذكورة هي علوم الإسلام ذلك الوقت ما كان القوم يخوضون في سوى ذلك ولا يعرفونه، فخلف من بعدهم خلف عملوا أصول الدين والكلام والمنطق وخاضوا كما خاضت الحكماء. قال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ. وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث. قلت: يقول ابن وهب: مثل هذا القول وقد رأى مالكاً والليث وابن جريج. وروى حرملة عن ابن وهب قال: اهتدينا باثنين بمصر: عمرو بن الحارث والليث وباثنين بالمدينة مالك وعبد العزيز بن الماجشون لولا هؤلاء لكنا ضالين. وقال: وروى أحمد بن يحيى بن وزير عن ابن وهب قال: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك. وقال سعيد بن عفير: كان عمرو بن الحارث أخطب الناس وأبلغهم وأرواهم للشعر. وقال الليث: كنت أرى عمر بن الحارث عليه أثواب بدينار فلم تمض
9...

(9/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 236
الليالي حتى رأيته يجر الوشي والخز فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال أحمد بن صالح: لم يكن بعد عمرو بن الحارث بمصر مثل الليث ابن سعد. وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان ربيعة يقول: لا يزال بالمغرب فقه ما دام فيهم ذاك القصير، يعني عمرو بن الحارث. قال ابن وهب: مات عمرو بن الحارث رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة. وزاد غيره: في شوال من السنة. وقال أحمد بن صالح: ولد عمرو سنة تسعين. وقال يحيى بن بكير: ولد سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. وقال أبو داود: عاش ثمانياً وخمسين سنة. وقال أحمد بن صالح: لم يكن بمصر بعد عمرو بن الحارث مثل الليث.
4 (عمرو بن أبي سفيان الجمحي، د ت ن. أخو حنظلة. مكي.)
عن ابن الزبير وعن أمية بن صفوان. وعنه ابن جريج وابن المبارك وجماعة. ثقة.
4 (عمرو بن سعيد أبو بكر الأوزاعي.)
9...

(9/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 237
عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي ونوف البكالي. وعنه وليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وغيرهما.
4 (عمرو بن شراحيل، أبو المغيرة. ويقال: أبو الجهم العنسي الداراني.)
عن بلال بن سعد وعمير بن هانئ وحيان بن وبرة وجماعة. وعنه يزيد بن مصعب وعبد الرحمن بن أبي الجون وصدقة بن خالد ومحمد بن شعيب بن شابور. له في نسخة أبي مسهر. وثقه أبو زرعة، وكان قدرياً.
4 (عمرو بن عبد الله بن وهب، ن ق. أبو معاوية النخعي والكوفي. والد سليمان بن عمرو.)
له عن أبي عمرو الشيباني والشعبي. وعنه ابن عيينة ووكيع وحسين الجعفي وأبو نعيم. وثقه أبو حاتم وغيره. وأما ابنه فكذاب. ومن آخر من روى عن عمرو وزيد بن الحباب. توفي في حدود الخمسين ومائة.
9...

(9/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 238
4 (عمرو بن عبيد المعتزلي، بن باب أبو عثمان البصري الزاهد العابد رأس المعتزلة.)
روى عن أبي العالية وأبي قلابة والحسن. وعنه الحمادان وابن عيينة وعن عبد الوارث ويحيى بن سعيد القطان وعلي بن عاصم وعبد الوهاب الثقفي وقريش بن أنس وغيرهم. قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عن عمرو بن عبيد ثم تركه. قال أبو داود السجزي: أبو حنيفة خير من ألف مثل عمرو. وقال النسائي: عمرو ليس بثقة. وقال حفص بن غياث: ما لقيت أحداً أزهد من عمرو بن عبيد وانتحل ما انتحل. وقال ابن المبارك: كان عمرو بن عبيد يدعو إلى القدر فتركوه.) وقال معاذ بن معاذ: سمعت عمراً يقول: إن كانتبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ فمالله على ابن آدم حجة. قال: وسمعت عمرو بن عبيد يقول وذكر حديث الصادق المصدوق فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته،
9...

(9/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 239
ولو سمعته من زيد بن وهب لما صدقته، أو قال: لما أحببته، ولو سمعت ابن مسعود يقوله ما قبلته، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لردتته، ولو سمعت الله يقول لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا. قال ابن عبد الحكيم: سمعت الشافعي ابن عيينة يقول: عمرو بن عبيد سمع الحسن وأنا أستغفر الله إن كان سمع الحسن. سئل عمرو عن مسألة فأجاب فيها وقال: هذا من رأي الحسن، فقيل: إنهم يروون عن الحسن خلاف هذا، قال: إنما قلت هذا من رأي الحسن يريد نفسه. وقال ثابت البناني: رأيت عمرو بن عبيد الله في النوم وفي حجره مصحف وهو يحك آية من كتاب الله، فقلت: ما تصنع قال: أبدل مكانها خيراً منها. رواه محمد بن المثنى الزمن عن عبد الرحمن بن جبلة عن ثابت ورواه الحسن بن محمد الحارثي عن ابن عون عنه. وقال حزم القطيعي: ثنا عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض فقال: يا أحول، أو ما تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لنا أن نذكره حتى يحذر، فجئت من عند قتادة وأنا مغتم لما رأيت من نسك عمرو وهديه، فنمت فرأيته والمصحف في حجره وهو يحك آية، فقلت له: سبحان الله تحك آية من كتاب الله قال: إني سوف أعيدها. فتركه حتى حكها، فقلت: أعدها، قال: لا أستطيع. ورواها ثقتان عن حزم. وقال أبو سعيد الأشج: ثنا الهيثم بن عبد الله فقيه الجامع حماد بن زيد قال: كنت مع أيوب ويونس وابن عون فمر بهم عمرو بن عبيد فسلم عليهم ووقف وقفة فلم يردوا عليه السلام.
9...

(9/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 240
وقال سليمان بن حرب: ثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن أن رسول الله قال: إذا رأيتم معاوية على منبري. فاقتلوه. قال: كذاب. وعن عباد بن كثير عن عمرو قال: لا جمعة بعد عثمان. وقال عبد الوهاب الخفاف: مررت بعمرو بن عبيد وهو وحده فقلت: مالك تركوكفقال: نهى ابن عون الناس عنا فانتهوا.) وعن عمرو بن النضر قال: سئل عمرو عن مسألة وأنا عنده فأجاب فقلت: ليس هكذا يقول أصحابنا، قال: ومن أصحابك لا أبا لك فقلت: أيوب ويونس وابن عون وسليمان التيمي، قال: وألئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء. رواها يحيى بن حميد الطويل عن عمر بن النضر. وقال سوار بن عبد الله: ثنا الأصمعي أن عمرو بن عبيد الله أتى أبا عمرو بن العلاء فقال: يا أبا عمرو الله يخلف وعده فقال: لا، فقال عمرو: فقد قال تعالى: إن الله لا يخلف الميعاد فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت الوعد غير الإيعاد ثم أنشد:
(وإني إن أوعدته أو وعدته .......... لمخلف ميعادي موعدي.)
وقال جعفر بن محمد بن فضيل ونصر بن مرزوق: ثنا إسماعيل بن مسلمة القعنبي، رأيت الحسن بن أبي جعفر في المنام بعدما مات فقال لي: أيوب ويونس وابن عون في الجنة، فقلت: فعمرو بن عبيد قال: في النار. ثم رأيته الليلة الثانية مثل ذلك، ثم رأيته في الليلة الثالثة، فقال مثل ذلك، وقال: كم أقول لك.
9...

(9/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 241
وقال ابن علية: أول من تكلم في الاعتزال واصل بن عطاء الغزال، فدخل معه في ذلك عومرو بن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته، وقال لها: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة. قال نعيم بن حماد: قيل لابن المبارك: لم رويت عن سعيد وهشام الدستوائي وتركت حديث عمرو بن عبيد ورأيهم واحد قال: كان عمرو يدعو إلى رأيه وكانا ساكنين. وقال مؤمل بن إسماعيل: رأيت همام بن يحيى في النوم، فقلت: ما صنع الله لك قال غفر لي وأدخلني الجنة، وأمر بعمرو بن عبيد إلى النار، وقيل له: تقول على الله كذا وكذا وتكذب بمشيئته وتمن بركعتين تصليهما. وروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي أنه رأى عمرو بن عبيد في المنام قد مسخ قرداً قال أبو بكر: كان عمرو بالبصرة يجالس الحسن مدة، ثم أزاله واصل عن مذهب السنة فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد. وقال يعقوب الفسوي: كان عمرو نساجاً ثم تحول شرطياً للحجاج، يعني في صباه. وروي عن الحسن البصري أنه قال نعم الفتى عمرو بن عبيد إن لم يحدث.) وقال أبو نعيم الحافظ: أنا عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بن حاتم البصري، سمعت عبيد الله بن معاذ، سمعت أبي سمعت عمرو بن عبيد يقول، وذكر حديث الصادق، فقال: لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته فذكر القصة كما تقدم.
9...

(9/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 242
وقال معمر: كان أيوب السختياني إذا ذكر عمراً قال: ما فعل المقيت. وقال أبو عوانة: ما جالست عمراً إلا مرة فتكلم وطول، ثم قال: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا. وقال أحمد بن حنبل: بلغني عن ابن عيينة قال: حج أيوب وعمرو بن عبيد فطاف أيوب حتى أصبح وخاصم عمر وحتى أصبح. وعن معمر قال: ما عددت عمرو بن عبيد عاقلاً قط. وقال الخطيب: مات عمرو بن عبيد بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة وقيل سنة أربع. قلت: قد كان أبو جعفر المنصور يعظم عمرو بن عبيد ويثني عليه ويقول. كلكم يمشي رويدكلكم يطلي صيدغير عمرو بن عبيد. قال محمد بن سلام الجمحي: أخبرني الفضيل بن سليمان الباهلي، قال: قال الحسن بن عمارة: أي رجل كان فيكم عمرو بن عبيد لولا ما خالف فيه الجماعة، كان رجل أهل البصرة. قلت: إي والله ورجل أهل الدنيا. قال ابن خثيمة في تاريخه: سمعت ابن معين يقول: كان عمرو بن عييد من الدهرية، قلت: وما الدهرية قال: الذين يقولون الناس مثل الزرع، وكان يرى السيف. وقال سلام بن أبي مطيع: لأنا للحجاج بن يوسف أرجى مني لعمرو بن عبيد. وقال المدائني وابن نعيم: مات سنة أربع وأربعين.
9...

(9/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 243
وذكر ابن قتيبة في المعارف أن المنصور رثى عمرو بن عبيد ولم يسمع بخليفة رثى من دونه سواه، فقال:
(صلى الإله عليك من متوسد .......... قبراً مررت به على مران)

(قبراً تضمن مؤمناً متحنفاً .......... صدق الإله ودان بالقرآن)

(فلو أن الدهر أبقى صالحاً .......... أبقى لنا حقاً أبا عثمان)

4 (عمرو بن قيس الكوفي، م. الملائي البزاز)
عن عكرمة وعطية العوفي وأبي إسحاق والحكم بن عتيبة. وعنه سفيان الثوري وأبو خالد) الأحمر والمحاربي وعمر بن شبيب، وأسباط بن محمد وسعد بن الصلت وجماعة. وكان ورعاً عابداً حافظاً لحديثه. قال الثوري وذكره فأثنى عليه، وكان يتبرك به لزهده وفضله. وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال أبو داود: مات بسجستان وكنيته أبو عبد الله.
4 (عمرو بن مروان أبو العنبس النخعي الكوفي.)
9...

(9/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 244
عن أبيه عن علي وله عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث ووكيع وغيرهما. شيخ.
4 (عمرو بن ميمون بن مهران، ع. أبو عبد الله الجزري. أحد أئمة الفقهاء.)
روى عن أبيه وسليمان بن يسار وعمر بن عبد العزيز ومكحول. وعنه الثوري وعباد بن العوام وابن المبارك وأبو معاوية وبشر بن المفضل ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم. كان يقول: لو علمت أنه بقي علي حرف من السنة باليمن لأتيتها. وقال أبو الحسن الميموني: حدثني أبي قال: لما رأيت قدر عمي عمرو بن ميمون عند المنصور قلت له: لو سألت أمير المؤمنين أن يقطعك قطيعة، فسكت، فألححت عليه، فقال: يا بني إنك لتسألني أن أسشأله شيئاً قد ابتدأني هو به غير مرة فلم أفعل. وقال يحيى بن معين وغيره: ثقة. وقال الميموني: سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو، وقال: لم أره يغتاب أحداً. قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين ومائة.
9...

(9/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 245
قال هلال بن العلاء: مات بالرقة وكان يؤدب بحصن مسلمة. وقال الواقدي وخليفة وأبو عبيد: مات سنة خمس وأربعين.
4 (عنبسة بن عمار. نزل الكوفة، وحدث أ، ه رأى ابن عمر يسلم على صبيان المكتب.)
وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأخيه حميد. وعنه عيسى بن يونس وأبو معاوية ومروان الفزاري. وثقه أبو داود، وقد روى له البخاري في كتاب المسمى بالأدب.
4 (عنبسة بن مهران الحداد. عن الزهري ومكحول. وعنه عبد الله بن رجاء المكي وأبو عاصم)
النبيل ومكي بن إبراهيم. قال أبو حاتم: منكر الحديث.)
4 (العوام بن حمزة المازني. بصري. عن عثمان النهدي وأبي نضرة وبكر بن عبد الله وسليمان)
بن قتة. وعنه يحيى القطان وغندر والنضر بن شميل. وثقه ابن راهويه.
9...

(9/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 246
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
4 (العوام بن حوشب، ع. بن يزيد الشيباني الربعي الواسطي أبو عيسى.)
له عدة أخوة منهم خراش والد شهاب بن خراش أسلم جدهم يزيد على يد أمير المؤمنين علي فجعله على شرطته. روى عن إبراهيم النخعي ومجاهد وعمرو بن مرة وسلمة بن كهيل وطائفة. وعنه ابنه سلمة وابن أخيه شهاب وشعبة وهشيم ومحمد بن يزيد ويزيد بن هارون وأهل بلده. قال أحمد: ثقة ثقة. وقال يزيد بن هارون: كان صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وقال: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (عوف الأعرابي، ع. ابن أبي جميلة، أبو سهل البصري الأعرابي، ولم يكن بأعرابي.)
قال ابن معين: مولده سنة ثمان وخمسين. وقال محمد بن سلام الجمحي: كان عوف في بني حمان بن كعب ولم يكن
9...

(9/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 247
أعرابياً كان فارسياً. وقال أحمد بن أبي خثيمة: ثنا هودة ثنا عوف الأعرابي من بني سعد، ثم قال أحمد ابن معين يقول: هوذة عن عوف ضعيف وفي اسم أبيه أقوال أحدها بندويه. روى عن أبي العالية الرياحي وزارارة بن أوفى وخلاس الهجري وأبي رجاء العطاردي ومحمد بن سيرين وطائفة سمواهم. وعنه شعبة وابن المبارك وغندر وروح بن عبادة والنضر بن شميل وهوذة بن خليفة وعثمان بن الهيثم المؤذن وخلق كثير. وكان أحد علماء البصرة، وكان يقال له: عوف الصدوق، وثقه غير واحد واحتج به أصحاب الصحاح، وقيل: كان يتشيع. وقال الأنصاري: قال لي عوف: سمعت من الحسن قبل وقعة ابن الأشعث. قلت: وكان قدرياً فروى بندار وغيره عن يحيى القطان قال: سمعت عوفاً الأعرابي وحدث بحديث الصادق المصدوق، فقال: كذب عبد الله. وقال ابن المبارك: ما رضي عوف ببدعة حتى كان فيه بدعتان: قدري شيعي.) وقال الأنصاري: رأيت داود بن أبي هند يضرب عوفاً ويقول: ويلك يا قدري. وقال بندار: يقولون عوف فوالله لقد كان عوف قدرياً رافضياً. مات عوف سنة ست، وقيل: سنة سبع وأربعين ومائة. وقع لنا من عواليه.
9...

(9/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 248
4 (عيسى بن سنان، ت ق، أبو سنان القسلمي الحنفي الفلسطيني نزيل البصرة.)
روى عن عثمان بن أبي سودة المقدسي ويعلى بن شداد بن أوس ووهب بن منبه بن حيوة وجماعة. وعنه الحمادان وأبو أسامة وعيسى بن يونس ويوسف بن يعقوب السدوسي. ضعفه أحمد وغيره ولم يترك. هو جائز الحديث.
4 (عيسى بن أبي عطاء الكاتب الشامي.)
روى عن أبيه وعمر بن عبد العزيز. وعنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وجماعة. وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأساً.
4 (عيسى بن عمرو البصري. صاحب النحو.)
ذكر ابن خلكان انه مات سنة تسع وأربعين ومائة فالله أعلم. وقد ذكرته في الطبقة المقبلة.
9...

(9/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 249
4 (حرف الغين.)

4 (غالب القطان، ع.)
من علماء البصريين، يكنى أبا سلمة بن أبي غيلان خطاف. واختلف في ضم خطاف وفتحه. وهو على الأشهر مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي الأمير. سمع غالب من الحسن وابن سيرين وبكر المزني. وعنه بشر بن المفضل وابن علية وحزم بن أبي حزم وخالد بن عبد الرحمن السلمي. قال أحمد: ثقة ثقة. وأما ابن معين فقال: لا أعرفه.
9...

(9/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 250
4 (حرف الفاء.)

4 (فايد بن كيسان، د ق، أبو العوام الباهلي الجزار القصاب.)
عن أبي عثمان النهدي وابن بريدة. وعنه حماد بن سلمة وزكريا بن يحيى بن عمارة ومكي بن إبراهيم.)
4 (الفضل بن دلهم القصاب، د ت ق. واسطي.)
عن الحسن وابن سيرين وقتادة. وعنه ابن المبارك ووكيع ومحمد بن خالد الهبي ويزيد بن هارون. قال أحمد بن حنبل: قال يزيد بن هارون: كان الفضل بن دلهم عندنا قصاباً شاعراً معتزلياً وكنت أصلي معه في المسجد ولا أسمع ذاك منه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال أبو داود: ليس بالقوي ولا الحافظ.
9...

(9/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 251
4 (الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، ق. أبو عيسى البصري الواعظ.)
روى عن أنس بن مالك وعن عمه يزيد الرقاشي وأبي عثمان النهدي وابن المنكدر. وعنه سفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وأبو عاصم العباداني وأبو عاصم النبيل وغيرهم. ضعفه أحمد. وقال ابن معين: رجل سوء قدري.
4 (الفضل بن مبشر، ق. أبو بكر الأنصاري المدني.)
عن جابر بن عبد الله. ولعله آخر من روى عن جابر، وروى عن سالم بن عبد الله. وعنه زياد البكائي ومروان بن معاوية وعبد الرحمن بن مغراء ويعلى بن عبيد وغيرهم. وهو بكنيته أشهر، يقع حديثه عالياً في مسند عبد الله. ضعفه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي.
9...

(9/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 252
4 (الفضل بن يزيد الثمالي الكوفي، ت.)
عن الشعبي وعكرمة. وعنه علي بن مسهر ومروان بن معاوية. وثقه أبو زرعة.
4 (فضيل بن غزوان، ع. بن جرير. مولى بني ضبة أبو محمد الكوفي.)
عن أبي حازم الأشجعي وأبي زرعة وعكرمة وسالم وجماعة. وعن ابنه محمد وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن المبارك وإسحاق الأزرق وابن نمير ويحيى بن سعيد القطان وآخرون. وثقه أحمد وغيره.
4 (الفضيل بن ميسرة الأزدي، ن ق. العقيلي أبو معاذ البصري.)
عن الشعبي وطاوس وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان. وعنه الشعبي معتمر وشعبة ويزيد بن زريع ويحيى القطان وغيرهم.
9...

(9/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 253
4 (فياض بن غزوان الضبي الكوفي. أحسبه أخا فضيل بن غزوان.)
) قرأ القرآن على طلحة بن مصرف وحدث عن زبيد اليامي ومالك بن مغول وغيرهم. وعنه نعيم بن ميسرة وحكام بن مسلم وإسحاق بن سليمان وأبو بدر شجاع بن الوليد. وثقه أحمد بن حنبل.
9...

(9/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 254
4 (حرف القاف)

4 (قابوس بن أبي ظبيان، د ت ق. حصين ابن جندب الجنبي الكوفي.)
عن أبيه ليس إلا. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وجرير بن عبد الحميد وعبيدة بن حميد وأبو بدر السكوني وغيرهم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أحمد: ليس هو بذاك. وقال جرير: لم يكن من النقد الجيد. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
4 (القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي، ت ن ق. قدم أبوه آنفاً.)
وهذا روى شيئاً يسيراً عن أبي حازم سلمة بن دينار وعبد الله بن محمد
9...

(9/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 255
بن عقيل. وعنه همام بن يحيى وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: موته قريب من موت أبيه.
4 (القاسم بن الوليد الوليد الهمداني الكوفي، ق. الخبذعي. وخبذع بطن من همدان.)
روى عن مجاهد والشعبي والمنهال بن عمرو وغيرهم. وعنه حسين الجعفي وأسباط بن محمد، وأبو نعيم وولده الوليد بن القاسم وصاحب فتوح الشام أبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري والوليد بن الفضل العنزي. وثقه ابن معين. قيل: توفي سنة إحدى وأربعين ومائة. وقيل بعد ذلك.
4 (قدامة بن عبد الله أبو روح العامري. ن ق. الذهلي. يقال: هو فليت العامري.)
روى عن جسرة بنت دجاجة. وعن ابن المبارك ويحيى القطان ووكيع ويعلى بن عبيد.
9...

(9/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 256
صدوق.
4 (قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. م. مقروناً ابن ناشرة المعافري المصري.)
عن أبيه قبيل ويزيد بن أبي حبيب الزهري. وعنه الأوزاعي وهو من أقرانه والليث بن سعد وابن وهب ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.) قال يعقوب الفسوي: سمعت شيوخ مصر يقولون: لما عمل هشام بن عبد الملك صاعه ومدة أرسل بهما إلى مصر فأدخل الصاع المسجد فداروا به على حلق المسجد، فلما انتهوا به إلى حيوئيل ضرب به الأرض فرفع ذلك إلى هشام فقال: اسكتوا، فلما كان دولة بني عباس خرج وفد مصر وفيهم قرة، فقيل: هذا قرة كاسر الصاع، فقال المنصور: هل لك أن تكسر لنا أمداً قال: يا أمير المؤمنين إن بعث موتانا كسرت المختوم والصاع. قلت: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
9...

(9/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 257
4 (قطن بن كعب القطعي البصري. خ ن.)
عن ابن سيرين وأبي يزيد المدني. وعنه شعبة وجماد بن زيد وعبد الوارث ومحمد بن بكر البرساني. وهو ثقة يكنى أبا الهيثم.
4 (قنان بن عبد الله النهمي الكوفي.)
عن محمد بن سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوسجة. وعنه حفص بن غياث وابن فضيل وأبو معاوية. وثقه ابن معين ثم قال: وقنان بن عبد الله آخر مصري. روى ابن لهيعة. قلت: روى له البخاري في كتاب الأدب.
9...

(9/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 258
4 (حرف الكاف.)

4 (كثير بن يسار الطفاري. أبو الفضل البصري.)
عن يوسف بن عبد الله بن سلام والشعبي والحسن البصري. وعنه حماد بن زيد وروح بن عبادة وأبو عاصم وسعيد بن عامر وجماعة لم يضعف.
4 (كهمس بن الحسن. ع. أبو الحسن التيمي الحنفي البصري العابد أحد الثقات الأعلام.)
روى عن أبي الطفيل وعبد الله بن شقيق وأبي السليل ضريب بن نفير ويزيد بن عبد الله بن الشخير وابن بريدة والحسن. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان ومعتمر ووكيع ومعاذ بن معاذ وعبد الرحمن بن حماد وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق.
9...

(9/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 259
قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة. وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي: حدثني الهيثم بن معاوية عمن حدثه. قال: كهمس يصلي اليوم والليلة ألف ركعة، فإذا مل قال: قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيتك لله ساعة. قيل: إن كهمس سقط من ه دينار ففتش عليه فلقيه فلم يأخذه وقال: لعله غيره.) وكان رحمه الله باراً بأمه، فلما ماتت حج وأقام بمكة حتى مات. وكان يعمل في الجص وكان يؤذن. قال يحيى بن كثير البصري: اشترى كهمس دقيقاً بدرهم فأكل منه فلما طال عليه كاله فإذا هم كما وضعه. توفي كهمس سنة تسع وأربعين ومائة رحمه الله.
9...

(9/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 260
4 (حرف اللام.)

4 (لبطة بن الفرزدق. واسم الفرزدق همام بن غالب البصري أبو غالب.)
روى عن أبيه. وعنه ابن عيينة وأبو عبيدة بن المثنى وولده أعين. خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فقتل معه سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (ليث بن أبي سليم الكوفي. م. مقروناً مولى بني أمية من علماء الكوفة.)
عن طاوس ومجاهد وعكرمة وأبي بردة وجماعة سواهم. وعنه إسماعيل بن عياش وشعبة وسفيان ومعتمر وابن علية وأبو معاوية وأبو بدر السكوني وخلق كثير.
9...

(9/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 261
قال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال فضيل بن عياض: كان أعلم أهل الكوفة بالمناسك. وقال الدارقطني: كان صاحب سنة إنما أنكروا عليه الجمع في غير حديث بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث. وقال أبو زرعة وغيره: لين لا تقوم به الحجة. وقال عبد الوارث: كان ليث من أوعية العلم. وقال أبو بكر بن عياش: كان ليث بن أبي سليم من أكثر الناس صلاة وصياماً فإذا وقع على شيء لم يرده. وروى ابن شودب عن ليث قال: أدركت الشيعة الأول بالكوفة وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً، يعني إنما كانوا يتكلمون في عثمان وفي من قاتل علياً. قلت: أخرج له مسلم مقروناً بغيره ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
9...

(9/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 262
4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أبي إسماعيل السلمي الكوفي. م د ن.)
عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن هلال العبسي وأبي الضحى. وعنه عبد الواحد بن زياد ويحيى القطان وأبو معاوية وأبو أسامة وعبد الله بن نمير وآخرون. وثقه ابن معين. وله أخوان عمر وإسماعيل واسم أبيهم راشد.) وروى يحيى بن آدم عن شريك قال: أرأيت أولاد أبي إسماعيل أربعة ولدوا في بطن واحد وعاشوا. قلت: توفي محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة.
4 (محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي. الخراساني.)
9...

(9/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 263
الأمير أحد قواد بني عباس. ولي دمشق للمنصور بعد صالح بن علي العباسي ثم ولاه إمرة الديار المصرية ودخل القيروان لحرب الإباضية. وكان شجاعا حازما مهيبا، هزم أبا الخطاب عبد الأعلى رأس الخوارج ثم ظفر به وقتله. ومات ابن الأشعث هذا سنة تسع وأربعين ومائة.
(محمد بن أبي الجعد)
روى عن الشعبي أنه كره شراء تراب الصاغة بالورق. ويقال: هو محمد بن الجعد البصري. له عن عطاء والزهري. وعنه سفيان ووكيع وأبو نعيم وغيرهم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أبو الفتح الأزدي: محمد بن الجعد متروك. قلت: ومحمد بن الجعد. حدث عنه محمد بن عيسى بن الطباع، كأنه آخر.
4 (محمد بن أبي حفصة. خ م ن. أبو سلمة البصري.)
عن الزهري وقتادة وأبي حمزة الضبعي.
9...

(9/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 264
وعنه حماد بن زيد وابن المبارك وروح بن عبادة وجماعة. ثقة مشهور، غيره أثبت منه. قال ابن المديني: قلت ليحيى: حملت عن أبي حفصة قال: نعم حديثه كله ثم رميت به، ثم قال: هو نحو صالح بن أبي الأخضر. وقال ابن معين: ثقة. وقال مرة ليس بالقوي. وقال النسائي في الضعفاء: محمد بن أبي حفصة وهو ابن ميسرة، ضعيف.
4 (محمد بن خالد الضبي الكوفي. ت.)
المقلب سؤور الأسد أبو يحيى. ويقال أبو حي، وكان قد افترسه الأسد ثم نجا وعاش بعد سمع سعيد بن حبير وعطاء بن أبي رباح. وعنه سفيان الثوري وأبو يحيى الحماني. ذكره البخاري وغيره وما علمت أحداً ضعفه بل قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقد روى أيضاً عن أنس. وعنه أيضاً جرير وأبو معاوية وسعيد بن خثيم. وظفرت بقول أبي الفتح الأزدي بأخرة أنه قال: منكر الحديث.
4 (محمد بن ذكوان الطاحي. ق. الأزدي مولاهم البصري حمو
9...

(9/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 265
حماد زيد.)
روى عن شهر بن حوشب وابن سيرين ويعلى بن حكيم وابن أبي ملكية ورجاء بن حيوة. وعنه شعبة وابن جرير وإبراهيم بن طهمان وعبد الله بن بكر السهمي وحجاج بن نضير وعبد الصمد بن عبد الوارث وآخرون. قال شعبة: كان كخير الرجال. وقال البخاري منكر الحديث. وقال ابن حبان: على قلة روايته يروي المعضلات عن الثقات. وقال حجاج بن نضير: هو ضعيف. ثنا محمد بن ذكوان حدثني يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة مرفوعاً من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته. وسليمان لا يدرى من هو. ابن إسحاق حدثني محمد بن ذكوان عن الحسن عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في آدم) أنه اشتهى ثماراً من ثمار الجنة ولما مات غسلته الملائكة وصلت عليه وكبرت عليه أرعاً. ورواه يعلى عن ابن إسحاق فقال: عن محمد بن ميمون. ورواه ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أبي قوله.
4 (محمد بن الزبير التميمي. ن. الحنظلي البصري.)
9...

(9/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 266
عن أبيه وعمر بن عبد العزيز وبلال بن أبي بردة والحسن ومكحول. وعنه حماد بن زبير ومعتمر وعبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب بن عطاء وعدة. وروى عنه من أقرانه يحيى بن أبي كثير. ضعفه النسائي وأخرج له حديثاً ولم يقوه. وقال البخاري منكر الحديث. قلت: هو راوي حديث عن الحسن عن عمران مرفوعاً لا نذر في غضب وكفارته كفارة يمين.
4 (محمد بن سالم أبو سهل الكوفي.)
عن الشعبي وسلمة بن كهيل وأبي إسحاق. وعنه الثوري وجرير الضبي وابن فضيل ويزيد بن هارون وغيرهم. متفق على ضعفه. قال أحمد بن حنبل: شبه متروك. وقال ابن عدي: الضعف بين على روايته. وقال البخاري: هو صاحب الفرائض كان ابن المبارك ينهى عنه.
9...

(9/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 267
4 (محمد بن السائب الكلبي. ت. بن بشير بن عمرو وأبو النضر الكلبي الكوفي الأخباري)
العلامة صاحب التفسير. روى عن الشعبي وأبي صالح باذام وأصبغ بن نباتة وطائفة. وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وشعبة وابن المبارك وأبو معاوية وابن فضيل ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وطائفة سواهم. اتهم بالأخوين: الكذب والرفض، وهو آية في التفسير واسع العلم على ضعفه. قال زيد بن الحريس: سمعت أبا معاوية الكلبي يقول: حفظت ما لم يحفظ أحد ونسيت ما لم ينس أحد. حفظت القرآن في ستة أيام أو سبعة وقبضت على لحيتي لآخذ منها ما دون القبضة فأخذت فوق القبضة. قال ابن عدي: ليس لأحد تفسير أطول من تفسير الكلبي. قلت: يعني من الذين فسروا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين ليس في تفسيرهم سوى قولهم. ثم قال ابن عدي: لشهرته بين) الضعفاء يكتب حديثه.
9...

(9/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 268
قال أبو حاتم الرازي: أجمعوا على ترك حديثه. وقال أبو داود: جوبير أمثل منه. قال أبو عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال يزيد بن زريع: رأيت الكلبي يضرب يده على صدره ويقول أنا سبائي أنا سبائي. وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت أبا جزء يقول: قال الكلبي: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام لحاجة وجلس علي فأوحى جبريل إلى علي. وقد روى أبو عوانة هذا عن الكلبي. قال حجاج الأعور: سمعت الكلبي يقول: حفظت القرآن في سبعة أيام. رواها أبو عبيد القاسم بن سلام عن الحجاج. وقال المعتمر بن سليمان: كان الكلبي كذاباً. قلت: أنا أتعجب من شعبة وتحريه كيف يروي عن مثل هذا التالف. وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول: أطرحوا حديث أربعة: حجاج وجابر وحميد مجاهد الكلبي، فأما الكلبي فصمتاً إن لم أكن سمعته يقول: نسيت علمي فأتيت آل محمد فسقوني عسلاً فامتلأت علماً. أفتأمروني أن أحدث عن رجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عباس عن يحيى قال: الكلبي ليس بشيء. قلت: موت الكلبي على رأس الخمسين ومائة، وقد مر في الحوادث أنه مات سنة ست وأربعين ومائة.
9...

(9/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 269
4 (محمد بن سعيد بن حسان المصلوب. ت ق.)
وهو محمد بن أبي قيس وهو محمد بن الطبري وهو القرشي الأزدي وهو الدمشقي وهو ابن الطبري. وقد دلسوه ألواناً كثيرة لئلا يعرف لسقوطه. روى عن مكحول وعبادة ورافع والزهري وربيعة بن يزيد وطبقتهم. وعنه سفيان الثوري، وبكر بن خنيس وأبو بكر بن عياش وأبو معاوية والمحاربي ويحيى بن سعيد الأموي ومروان ابن معاوية وطائفة سواهم. قال أحمد بن حنبل وغيره: قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة. وقال البخاري: صلب في الزندقة وكناه أبا عبد الرحمن. وقال ابن حاتم: يقال فيه: محمد بن حسان ومحمد بن أبي) حسان. وقال سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس فذكر حديثاً. قال العقيلي: يقولون فيه محمد بن أبي زينب ومحمد بن أبي زكريا ومحمد بن أبي الحسن. ويقولون: محمد بن حسان الطبري، قال: وربما قالوا فيه: عبد الرحمن وعبد الكريم وغير ذلك على معنى التعبيد لله، وقد بلغنا أن اسمه قلب على نحو مائة لون. قال النسائي: هو غير ثقة ولا مأمون. وقال مرة: كذاب. وسماه بعضهم: عبد الرحمن بن أبي شميلة.
9...

(9/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 270
وقال أبو أحمد الحاكم: كان يضع الحديث. وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا محمد بن خالد عن أبيه سمعت محمد بن سعيد يقول: لا بأس إذا كان كلاماً حسناً أن يضع له إسناداً. الصواب محمود بن خالد الأزرق. ورواها دحيم عن خالد بن يزيد. قال عيسى بن يونس: دخل الثوري على محمد بن سعيد بن أبي قيس الأردني فاحتبس عنده ساعة ثم خرج إلينا فقال: هو كذاب. وقال أحمد: كان كذاباً. وروى الحسن بن رشيق عن النسائي قال: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بخراسان، ومحمد بن سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب. قال الدارقطني وغيره: متروك. قلت: وبإخراج الترمذي لحديث المصلوب والكلبي وأمثالهما انحطت رتبة جامعة عن رتبة سنن أبي داود والنسائي. وكان صلب هذا الرجل في حدود سنة خمسين ومائة.
4 (محمد بن سواقة. ع. أبو بكر الغنوي الكوفي العابد الصالح.)
روى عن أنس وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان ومنذر الثوري وجماعة.
9...

(9/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 271
وعنه السفيانان والمحاربي وأبو معاوية وعلي بن عاصم ويعلى بن عبيد وجماعة. وكان أحد الثقات، ويقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم. قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يحسن أن يعصي الله تعالى. وقال النسائي: ثقة مرضي.
4 (محمد بن شيبة بن نعامة الضبي الكوفي. م.)
عن علقمة بن مرثد وعمرو بن مرة وجماعة. وعنه فضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد وأبو معاوية وغيرهم.)
4 (محمد بن طحلاء. د ن.)
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج ومحصن بن علي الفهيمي. وعنه ابناه يعقوب ويحيى، وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (محمد بن عبيد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. د ت ن..)
الهاشمي الحسني المدني. عن نافع وأبي الزناد.
9...

(9/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 272
وعنه عبد الله بن جعفر المخرمي وعبد العزيز الدراوردي وعبد الله بن نافع الصائغ. وقد النسائي، وابن حبان. ومر في الحوادث خروجه وخروج أخيه إبراهيم في سنة خمس وأربعين وأنهما قتلاً. فائدة: قال أبو أحمد بن حزم: ذهبت طائفة من الجارودية وهم غلاة الرافضة إلى أن محمد بن عبد الله بن حسن القائم بالمدينة حي لم يقتل، وأنه لا يموت حتى تملأ الأرض عدلاً، يعني كما ملئت جوراً. وقد خلف محمد بن عبد الله من الأولاد عبد الله الذي قتله هشام بن عمرو في مصاف كان بنيهما بناحية بلاد القشمير، وخلف علياً ومات في السجن، وحسن بن محمد بن عبد الله الذي خرج وقتل في وقعة فخ، وفاطمة بنت محمد زوجة ابن عمها الحسن بن إبراهيم، وزينب التي دخل بها محمد بن أبي العباس السفاح ليلة قتل أبوها محمد بن عبد الله. قال أبو داود: قال أبو عوانة: إبراهيم ومحمد خارجيان. ثم قال أبو داود: بئس ما قال. وقال الزبير بن بكار: قال هارون بن سعيد العجلي الشيعي يعيب خروجه.
(يا أيها ذا الذي له كان ذو ال .......... نية منا في الدين متبعا)

(أبينما أنت منتهى أمل ال .......... أمة إذ قيل صارمبتدعا)

(يا لهف نفسي على تفرق ما .......... قد كان منها عليك مجتمعا)
9...

(9/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 273
4 (محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. ق. أبو عبد الله الأموي العثماني الملقب)
بالدبياج لحسنه. كان سمحاً جواداً سرياً ذا مروءة وسؤدد. روى عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن علي ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تديموا النظر إلى المجذمين. وروى عن نافع وعبد الله بن دينار وأبي الزناد. وعنه أسامة بن) زيد وغيره. لينه البخاري. وروى عنه أيضاً الدراوردي ومحمد بن معن الغفاري ويحيى بن سليم الطائفي وابن أبي الزناد. وقدم الشام مرات. وهو أخو عبد الله بن حسن والد الأخوين محمد وإبراهيم لأمه. قال ابن سعيد: وكان أبوه يدعى المطرف لجماله. وقال الواقدي: كان محمد الديباج أصغر ولد فاطمة بنت الحسين، وكان أخوته من أمه يرقون عليه ويحبونه، وكان لا يفارقهم، فكان ممن أخذ مع أخوته بني الحسن بن الحسن فضربه المنصور من بين أخوته مائة سوط وسجنه بالهاشمية فمات في حبسه. قال: وكان كثير الحديث عالماً.
9...

(9/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 274
قال مسلم: كان منكر الحديث. وكناه النسائي أبا عبد الله، وقال: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حديثه قليل ومقدار ماله يكتب. وقال داود بن عبد الرحمن العطار: رأيت عبد الله بن حسن بن حسن أتى أخاه محمد بن عبد الله بن عمرو فوجده نائماً فأكب عليه فقبله ثن انصرف ولم يوقظه. وقال الزبير بن بكار: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن أبي السائب قال: احتجت إلى لقحة فكتبت إلى محمد الديباج أسأله أن يبعث إلي بلقحة، فإني لعلى بابي إذا أنا بزاجر يزجر إبلاً وإذا هو عبد يزجرها، فقلت: يا هذا ليس ها هنا الطريق. قال: أردت دار أبي السائب، فقلت: أنا هو، فدفع إلي كتاب محمد بن عبد الله فإذا فيه: أتاني كتابك تطلب لقحة وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها وهي تسع عشرة لقحة وبعثت معها بعبد يرعاها. قال فبعت منها بثلاثمائة دينار سوى ما حبست. وروى الزبير عن سليمان بن العباس السعدي يمدح محمد بن عبد الله بن عمرو:
(وجدنا المحض الأبيض من قريش .......... فتىً بين الخليفة والرسول.)

(أتاك المجد من هذا وهذا .......... وكنت له بمعتلج السيول)

(فما للمجد رونك من مبيت .......... وما للمجد دونك من مقيل.)
قال الزبير: قتل محمد الديباج أو مات في حبس المنصور في أمر محمد وإبراهيم. وقال البخاري: أخذ في سنة خمس وأربعين وزعموا أن أبا جعفر قتله.
9...

(9/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 275
وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموالي: أحضرت فسلمت على المنصور، فقال: لا سلم الله عليك ابن الفاسقين يعني محمداً وإبراهيم، قلت: يا أنير المؤمنين، امرأتي طالق وعلي وعلي) إن كنت مكانهما، فقال: السياط، فضربت أربعمائة سوط، فما عقلت بها حتى رفع عني، وذكر القصة إلى أن قال: ثم مات محمد الديباج فقطع رأسه فبعث به إلى خراسان وطافوا به، وجعلوا يحلفون أنه رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهمون أنه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي كانوا يجدون في الرواية خروجه على المنصور. وقال إبراهيم بن المنذر: ثنا معن بن عيسى قال: زعموا أن المنصور قتل محمد الديباج ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة.
4 (محمد بن عبد الله بن أبي مريم الخزاعي مولاهم.)
روى عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة. وعنه مالك وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي وفقيهها ومقرئها في)
زمانه.
9...

(9/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 276
روى عن الشعبي وعطاء بن أبي رباح والحكم ونافع وعطية العوفي وعمرو بن مرة وغيرهم ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه الشعبي والسفيانان وزائدة ووكيع والخريبي وابنه عمران بن محمد وأبو نعيم وخلق سواهم، وقرأ عليه حمزة الزيات وغيره. قال أحمد بن يونس: كان أفقه أهل الدنيا. وقال أحمد العجيلي: كان فقيهاً صدوقاً صاحب سنة جائز الحديث قارئاً عالماً بالقرآن. وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوم ما يكون. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال حفص بن غياث: من جلالته أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ. قلت: قرأ على الشعبي عن عكرمة، وقرأ على أخيه عيسى عن والدهما، وقرأ على المنهال بن عمرو عن قراءته على سعيد بن جبير، وكان حمزة يقول: يعلنها جودة القراءة عنده. وكان من أحسب الناس، وأحسنهم خطاً ونقطاً للمصحف، وأجملهم وأنبلهم. وروى أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني، فكان أصحابه أنكروا ذلك وقال: تسأله قال: وما تنكرون هو أعلم مني. وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أقول حقاً بالله ولا أعف من ابن أبي ليلى.)
9...

(9/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 277
وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن أبي ليلى ما روى عن عطاء. وقال أحمد بن حنبل: لا يحتج به سيئ الحفظ. وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال الدراقطني: رديء الحفظ كثير الوهم. وقال أبو أحمد الحاكم: عامة أحاديثه مقلوبة. وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث ابن أبي ليلى. وقال أحمد بن يونس: سألت زائدة عن ابن أبي ليلى فقال: ذاك أفقه الناس. وقال عائذ بن حبيب: سمعت ابن أبي ليلى يقول: ما أقرع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحق، وما لم يقرع فهو قمار. وقال علي بن الأزهر بن عبد ربه: سألت جريراً قلت: من رأيت من المشايخ يستثنى في إيمانه قال: كان ابن أبي ليلى من أشدهم في ذلك. وقال سليمان بن سافرين: سألت منصوراً من أفقه أهل الكوفة قال: قاضيها، يعني ابن أبي ليلى. وقال الخريبي: سمعت سفيان يقول: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة. وقال ابن عيينة: كان رزق ابن أبي ليلى قاضي الكوفة مائتي درهم. أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
9...

(9/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 278
إذا نزل عليه وحي قلت: نذير قوم قد هلكوا أو صبحهم العذاب فإذا سري عنه فأطيب الناس نفساً وأطلقهم وجهاً وأكثرهم ضحكاً أو قال: تبسماً. أبو شهاب عن ابن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ابن أبي ليلى عن علي قال: ليس على الفطرة من قرأ خلف الإمام. توفي ابن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (محمد بن عبد الرحمن التيمي. م. مولى آل طلحة بن عبيد الله. كوفي ثقة.)
روى عن عيسى بن طلحة والسائب بن يزيد وكريب وسليمان بن يسار. وعنه مسعر وشعبة والسفيانان وشريك وإسرائيل وسعد بن الصلت. وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية. وقال ابن معين: ثقة.
4 (محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري. م ت.)
عن أبي الوازع جابر بن عمرو وأبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه ابن المبارك ووكيع ومحمد) بن عبيد وأبو أحمد الزبيري. صالح الحديث مقل استشهد به مسلم. وقال أبو عبد الله الحاكم: أراه يضطرب.
9...

(9/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 279
وقيل: إنه كوفي يعرف بالجرمي، وقيل: بل الكوفي آخر.
4 (محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. ق. مولى آل النبي صلى الله عليه وسلم أخو عون وعبد الله.)
روى عن أبيه وزيد بن أسلم وداود بن الحصين وغيرهم. وعنه ابناه معمر ومغيرة، وعبد الله ابن لهيعة وإسماعيل بن عياش وعلي بن غراب وآخرون. ضعفه أبو حاتم وغيره. قال ابن عدي: هو في عداد شيعة الكوفة يروي أشياء من الفضائل لا يتابع عليها. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء ولا ابنه معمر. حيان بن علي عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن جده مرفوعاً: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل ذكر الله من ذكرني بخير، وربه أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل عقرباً وهو يصلي. وبه أنه عليه السلام كان يكتحل وهو صائم. عباد الرواجني: أنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصني من آمن بي بولائه لعلي، فمن تولاه وتولاني تولى الله.
9...

(9/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 280
4 (محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي المدني. د.)
عن جده وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد. وعنه حاتم بن إسماعيل والدراوردي وصفوان بن عيسى. وثقه أحمد.
4 (محمد بن عجلان. م. متابعة.)
مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة القرشي أبو عبد الله المدني الفقيه أحد الأعلام. روى عن أنس بن مالك شيئاً وعن أبيه ونافع ومحمد بن كعب القرظي وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم والواقدي وخلق سواهم. وثقه ابن عيينة وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فهم والي المدينة جعفر بن سليمان الهاشمي أن يجلده، فقالوا له: أصلحك الله، لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا كنت) تضربه قال: لا، قيل: فابن عجلان في أهل المدينة مثل الحسن في أهل البصرة، فعفا عنه. وروى عباس بن نضر البغدادي عن صفوان بن عيسى قال: مكث ابن
9...

(9/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 281
عجلان في بطن أمه ثلاث سنين فشق بطنها فأخرج وقد نبتت أسنانه. سمعها عبد العزيز بن أحمد الغافقي من عباس. وقال يعقوب بن شيبة في مسند علي: ثنا إبراهيم بن موسى الفراء ثنا الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك: إني حدثت عن عائشة أنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل، فقال: من يقول هذا هذه امرأة ابن عجلان جارتنا امرأة صدق ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد. وقال سعيد بن داود الزبيري: أخبرني محمد بن محمد بن عجلان يقول: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين. قال الواقدي: وسمعت مالكاً يقول: قد يكون الحمل سنتين وأكثر أعرف من حمل به كذلك، يعني نفسه. وروى أبو حاتم الرازي عن شيخ له عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء رحمة الله تعالى عليه. وقال يعقوب بن شيبة: ذكر مصعب الزبيري محمد بن عجلان فقال: كان له قدر وفضل بالمدينة، وكان ممن خرج مع محمد فأراد جعفرر بن سليمان قطع يده فمسح ضجة، وكان عنده الأكابر فقال: ما هذا قالوا: هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان فلو عفوت عنه، وإنما غر وأخطأ في الرواية ظن أنه المهدي، فعفا عنه وأطلقه. قال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع.
9...

(9/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 282
وقال الفلاس: سألت يحيى عن حديث ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن قاتلت في سبيل الله فأبى أن يحدثني فقلت له: خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: عن المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، وقال: أحدث به أحدث به كان يعجب. وقال أبو زيد بن أبي الغمر: ثنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قيل لمالك إن ناساً من أهل العلم يحدثون، فقال: من هم قيل: ابن عجلان، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم) يكن عالماً. قلت: هذا قاله أبو عبد الله لما بلغه أن ابن عجلان روى حديث خلق الله آدم على صورته، والحديث في الصحيح من غير طريق ابن عجلان، ولم ينفرد به ابن عجلان، وقد وثقه أحمد وابن معين وحدث عنه شعبة ومالك، وغير ابن عجلان أقوى منه. قال الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثاً كلها في الشاهد، وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه. قلت: وقلما روى عنه شعبة ومالك. وحديثه من قبيل الحسن. مات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (محمد بن علي بن ربيعة أبو عتاب السلمي.)
روى عن أبي وائل وعبد الله بن معبد بن عباس. وعنه هشيم ومحمد بن ربيعة وعبيد الله بن موسى وجماعة.
9...

(9/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 283
وكان شيعياً عراقياً، وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: لم يخرجوا له.
4 (محمد بن عمرو بن علقمة. م خ. مقروناً ابن وقاص أبو الحسن الليثي المدني أحد علماء)
الحديث. أكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وإبراهيم بن عبد الله بن حنين ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو والده وطائفة. وعنه مالك وسفيان وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة وعباد بن عباد وأبو أسامة وسعيد بن عامر ومحمد بن بشر ويزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كثير. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت ابن معين وسئل عن سهيل بن أبي صالح والعلاء بن عبد الرحمن وعبد الله بن محمد بن عقيل وعاصم بن عبيد الله فقال: ليس حديثهم بحجة. قيل له: فحمد بن عمرو قال: محمد فوقهم. قلت: خرج له البخاري مقروناً بغيره وروى له مسلم متابعة وروى عباس عن ابن معين قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو، وهو أحب إلي من ابن إسحاق. وعن ابن المديني أنه سأل يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو فقال: تريد العفو أو نشدد؟ قلت: بل شدد، قال: ليس هو ممن تريد، قلت: صدق
9...

(9/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 284
يحيى بن سعيد ليس هو مثل يحيى بن سعيد الأنصاري وحديثه صالح. مات سنة خمس أو أربع وأربعين ومائة.
(محمد بن عون الخراساني - ق -)
عن سعيد بن جبير وعكرمة والضحاك ونافع مولى ابن عمر. وعنه إسماعيل بن زكريا وسيف بن عمر ويعلى بن عبيد وغيرهم. قال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: هو صاحب حديث نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر ووضع شفته عليه يبكي طويلاً ثم التفت إلى عمر فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات. سمعته منه يعلى بن عبيد.)
4 (محمد بن أبي القاسم الطويل. خت د ت.)
له عن أبيه وعكرمة وعبد الملك بن سعيد بن جبير. وعنه عبد الرحيم بن سليمان ويحيى بن أبي زائدة وأبو سلمة. وثقه أبو حاتم وغيره.
4 (محمد بن قيس الأسدي خ م د ن. الوالبي. أبو نصر ويقال أبو قدامة وأبو الحكم.)
9...

(9/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 285
عن الشعبي وعلي بن ربيعة الوالبي وبشر بن يسار والحكم وطائفة. وعنه شعبة وسفيان وعلي بن مسهر ووكيع وأبو نعيم وحفيده وهب بن إسماعيل بن محمد. قال أحمد: ثقة لا يشك فيه، وكيع أروى الناس عنه. وقال ابن المديني ويحيى وجماعة: ثقة.
4 (محمد بن النضر الحارثي.)
العابد من أولياء الله تعالى إن شاء الله. يأتي في طبقة شريك القاضي.
4 (محمد بن الوليد الزبيدي. ع سوى ت. الحمصي القاضي أبو الهذيل أحد الأئمة الثقات.)
روى عن أزهر بن سعيد الحراني وراشد بن سعد المقري ومكحول وعبد الرحمن بن جبير بن نفير والزهري وعمرو بن شعيب وخلق سواهم. وعنه الأوزاعي ومحمد بن حرب ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد ومنبه بن عثمان ومحمد بن عيسى بن سميع وخلق، وآخرهم وفاة يحيى بن سعيد القطان. قال ابن سعد: كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث. قال الزبيدي: أقمت مع الزهري بالرصافة عشر سنين. وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: ما أحد من أصحاب
9...

(9/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 286
الزهري أثبت من الزبيدي. وقد قال الزهري مرة: قد احتوى هذا الزبيدي على ما بين جنبي من العلم. وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ. وقال النسائي: حمصي ثقة. وقال علي بن عياش: كان الزبيدي على بيت المال وكان الزهري به معجباً يقدمه على جميع أهل حمص. وقال ابن معين: الزبيدي أثبت من ابن عيينة في الزهري. توفي الزبيدي سنة ثمان وأربعين ومائة، وقيل: في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة، وعاش سبعين سنة.
4 (محمد بن أبي يحيى الأسلمي مولاهم المدني.)
عن أبيه وعكرمة وسالم بن عبد الله. وعنه ابناه إبراهيم وعبد الله وابن وهب ويحيى القطان وأبو ضمرة. وثقه أبو داواد وغيره.) توفي سنة ست وأربعين ومائة.
4 (محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني. د ت ق.)
يقال أصله كوفي، سكن مصر مدة، ومن موالي المغيرة بن شعبة وهو صاحب حديث الصور. له عن محمد بن كعب القرظي ونافع وكعب بن علقمة وعبادة بن نسي
9...

(9/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 287
وأيوب بن قطن. وعنه إسماعيل بن رافع ومعقل الجزري وأبو بكر بن عياش وغيرهم. وقد صحح له الترمذي وتوقف فيه غيره.
4 (محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي. المدني الأعرج.)
عن السائب بن يزيد وسليمان بن يسار. وعنه ابن جريج ومالك ويحيى بن سعيد القطان.
4 (المثنى بن الصباح اليماني. د ت ق. من أبناء الفرس، نزل مكة.)
روى عن طاوس ومجاهد والمحرر بن أبي هريرة وعمرو بن شعيب وابن أبي ملكية. وعنه ابن المبارك والوليد بن مسلم ومعقل بن زياد وأيوب بن سويد وعيسى بن يونس وعبد الرزاق، وآخر من روى عنه علي بن عياش الحمصي وأحسبه لقيه في الحج. قال أبو حاتم: لين الحديث. وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث. وقال داود العطار: لم أدرك في الحرم أعبد منه. وقال: مات آخر سنة تسع وأربعين ومائة.
9...

(9/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 288
4 (مجالد بن سعيد. م. مقروناً. ابن عمير بن بسطام الهمذاني الكوفي.)
روى عن قيس بن أبي حازم ومرة الهمداني والشعبي وأبي الوداك وأمثالهم. وعنه ابنه إسماعيل وابن المبارك وحفص بن غياث ويحيى القطان وأبو أسامة ومحمد بن بشر وطائفة. قال ابن معين: وغيره لا يحتج به. وقال أحمد بن حنبل: يرفع كثيراً مما لا يرفع الناس، ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو سعيد الأشج: ذكر رجل عثمان رضي الله عنه مجالد فقال لغلامه: جره واطرحه في البئر. قلت: هذه حكاية مرسلة. وقال إسماعيل بن مجالد: عاش أبي ستاً وتسعين سنة. قلت: أدرك جماعة من الصحابة لكن ليس له عنهم شيء. توفي مجالد سنة أربع وأربعين ومائة.
4 (مجمع بن يحيى. م ن. بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي.)
) عن أبي أمامة بن سهل بن أبي بردة وعطاء بن أبي رباح.
9...

(9/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 289
وعنه ابن المبارك وحسين الجعفي وعبيد الله الأشجعي ومحمد بن بشر العبدي وأبو نعيم. وهو ثقة.
4 (محرز بن عبد الله أبو رجاء.)
شامي ويقال جزري. عن مكحول وبرد بن سنان. وعنه الثوري ويعلى بن عبيد ومحمد بن بشر وجماعة.
4 (مخول بن راشد الكوفي. ع.)
عن أبي جعفر الباقر ومسلم وشريك وأبو عوانة. وثقه ابن معين. ومات في دولة المنصور.
4 (مروان بن جناح الأموي. د ق. مولاهم الدمشقي أخو روح بن جناح.)
روى عن أبيه وبسر بن عبيد الله وعمر بن عبد العزيز ومجاهد وجماعة. وعنه صدقة بن خالد والوليد بن مسلم وابن شابور. قال الدارقطني: لا بأس به.
9...

(9/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 290
4 (مسافر التميمي الجصاص.)
عن الحكم بن عتيبة وفضيل. وعنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما.
4 (مسافر الوراق الكوفي. م.)
عن جعفر بن عمرو بن حريث وابن حصين الأسدي وشعيب بن يسار. وعنه ابن عيينة وأبو أسامة ووكيع وطائفة. وله شعر جيد وثقه ابن معين. وله حديث واحد في الكتب، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وعليه عمامة سوداء.
4 (مسلم بن سعيد الثقفي. الواسطي العابد.)
روى عن خاله منصور بن زاذان ورميح الجذامي وحبيب بن عبد الرحمن. وعنه حبان ومندل وابن المبارك ويزيد بن هارون وهاشم بن القاسم. وثقه أحمد. وحكى يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم أنه بقي أربعين سنة لا يضع جنبه إلى الأرض، قال: وسمعته يقول: لم أشرب الماء منذ خمسة وأربعين ويوماً.
4 (مسحاج بن موسى الضبي الكوفي. د.)
9...

(9/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 291
عن أنس. وعنه معاوية وعبد الرحمن بن مغراء ومروان الفزاري وجماعة. وثقه ابن معين وغيره. له حديث في السنن.
4 (مسعر بن حبيب. د. أبو الحارث الجرمي. بصري.)
) عن عمرو بن سلمة الجرمي. وعنه يحيى القطان ووكيع ويزيد بن هارون وعبد الصمد بن عبد الوارث. وثقه ابن معين.
4 (مسلم بن صاعد النحات.)
أرسل عن علي وروى عن مجاهد وعبد الله بن معدان. وعنه مروان الفزاري وأبو معاوية. وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم.
4 (مشمعل بن إياس. ق. وقيل ابن عمر، بصري.
9...

(9/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 292
عن عمرو بن سليم. وعنه القطان وابن)
مهدي وعبد الصمد التنوري. وثقه ابن معين.
4 (مصعب بن ثابت. أكبر شيخ لابن المبارك.)
حدث عن عبد الله بن الزبير. فيه جهالة.
4 (مصعب بن سليم مولى آل الزبير بن العوام. م د ن. وكان عريف بني زهرة بالكوفة.)
روى عن أنس بن مالك وأبي بكر بن أبي موسى. وعنه ابن عيينة ووكيع وحفص بن غياث وأبو نعيم. وثقه النسائي.
4 (مطرف بن طريف. ع. الحارثي الكوفي العابد أحد الأثبات المجودين.)
روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي والحكم وعطية العوفي وجماعة.
9...

(9/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 293
وعنه السفيانان وعبثر بن القاسم وخالد بن عبد الله ومحمد بن فضيل وعلي بن مسهر وعلي بن عاصم وآخرون. وثقه سفيان بن عيينة وكان معجباً به. وقال داود بن علية: ما اعرف عربياً ولا أعجمياً أفضل من مطرف بن طريف. قلت: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
4 (المطعم بن المقدام بن غنيم. د. الصنعاني الشامي.)
عن الحسن وعطاء ومجاهد وابن سيرين. وعنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة وإسماعيل بن عياش والهيثم بن حميد ومحمد بن شعيب بن شابور وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ثقة.
4 (مطيع أبو الحسن الغزال الكوفي. ن.)
عن أبيه وأبي عمر البهراني والشعبي. وعنه يحيى القطان ووكيع وأبو نعيم ويعلى بن عبيد. وثقه ابن معين.)
9...

(9/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 294
4 (مظاهر بن أسلم المخزومي. د ت ق. مدني ضعيف له في الطلاق عن القاسم بن محمد.)
وعنه ابن جريج والثوري وأبو عاصم النبيل. ضعفه غير واحد.
4 (معاوية بن مسلمة النصري. ق. كوفي نزل دمشق.)
سمع عطاء بن أبي رباح والحكم وعطية العوفي. وعنه الأوزاعي وابن نمير وسلمة بن علي الخشني ومحمد بن سميع. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث ثقة.
4 (معوية بن غلاب البصري. م د ن. جد المفضل الغلابي.)
روى عن الحسن والحكم بن الأعرج. وعنه جماد بن سلمة ويحيى القطان ومعاذ بن معاذ وعلي بن عاصم. وثقه يحيى بن معين.
4 (معاوية بن أبي مزرد المدني. خ م ن.)
9...

(9/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 295
عن عمه أبي الحباب سعيد بن يسار ووالده أبي مزرد ويزيد بن رومان. وعنه سليمان بن بلال وحاتم بن إسماعيل ووكيع وابن المبارك والواقدي. قال أبو زرعة: ليس به بأس.
4 (معلى بن جابر بن مسلم.)
عن عديسة بنت أهبان والأزرق بن قيس وموسى بن أنس. وعنه سليمان التيمي وهو أكبر من معلى ويزيد بن زريع ووكيع ومعتمر بن سليمان. قال أبو حاتم.
4 (معلى بن زياد القردوسي البصري. م. والقراديس بطن من الأزد.)
عن الحسن ومعاوية بن قرة ونظلة السدوسي. وعنه حماد بن زيد وسعيد بن عامر الضبعي وجماعة. وثقه يحيى بن معين.
4 (معمر بن يحيى بن بسام. أخ. ويقال معمر بالتثقيل، الضبي الكوفي.)
عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب وأبي جعفر الباقر. وعنه وكيع وأبو أسامة وأبو نعيم.
9...

(9/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 296
وثقه أبو زرعة.
4 (مقاتل بن حيان. م. أبن بسطام النبطي البلخي الخزاز وهو ابن داول دوز وهو بالفارسي)
الخراز. عن الشعبي والضحاك وشهر بن حوشب وعكرمة وسالم بن عبد الله ومجاهد وابن بريدة) ومسلم بن هيصم وخلق. وعنه إبراهيم بن أدهم وبكر بن معروف وابن المبارك وعمر بن الرماح وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ومسلمة بن علي الخشني وعيسى غنجار وخلق. وحدث عنه من شيوخه علقمة بن مرثد وذلك في صحيح مسلم. وكان خيراً ناسكاً كبير القدر صاحب سنة. هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة إلى بلاد كابل فدعا هناك خلقتً إلى الإسلام فأسلموا على يده. وقد وثقه ابن معين وأبو داود. قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عساكر: له وفادة على عمر بن عبد العزيز. وقال أحمد بن سيار: مقاتل وحسن ومصعب ويزيد أخوه خطتهم بمرو وتعرف بسكة حيان، وكان حيان من موالي بني شيبان، وكان ذا منزلة عند
9...

(9/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 297
قتيبة بن مسلم، هرب ابنه مقاتل إلى كابل فأسلم به خلق. قال عبد الغني: والخراز براء ثم زاي. وقال الدارقطني: صالح الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وروى الكوسج عن يحيى: ثقة. وكذا وثقه أبو داود. قلت: مات في حدود الخمسين ومائة قبل مقاتل بن سليمان بمدة.
4 (مقاتل بن سليمان المفسر في الطبقة الآتية.)

4 (منصور بن دينار التميمي.)
عن نافع والزهري. وعنه وكيع وعبد الله بن نمير وأبو فضل. قال أبو زرعة: صالح.
4 (منصور بن النعمان، أبو حفص اليشكري.)
بصري، نزل مرو وروى عن عكرمة وأبي مجلز. وعنه ابن المبارك وعبد العزيز بن أبي رزمة وأبو أحمد الزبيري.
9...

(9/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 298
وثقه ابن حبان وعلق له البخاري في تفسير سورة الأنبياء.
4 (موسى بن دينار، أبو الحسن المكي.)
عن سعيد بن جبير وعائشة بنت طلحة والقاسم بن محمد. وعنه يوسف بن خالد السمتي والحسن بن حبيب التميمي، وسمع منه يحيى القطان وحفص بن غياث ولم يحدثا عنه لضعفه. كذبه حفص.
4 (موسى بن عبد الله بن إسحاق. ع. طلحة التيمي الطلحي.)
) عن عم أبيه موسى وأخته عائشة ابني طلحة وسعيد بن جبير. وعنه وكيع وأبو أسامة، وثقه ابن حبان. له في الأدب. ً موسى بن عبد الله الجهني الكوفي. م ت ن ق. عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب وزيد بن وهب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومصعب بن سعد. وعنه شعبة وعلي بن مسهر ويحيى القطان ومحمد ويعلى ابنا عبيد.
9...

(9/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 299
يكنى أبا عبد الله وثقه أحمد وابن معين، وما علمت فيه ليناً فلماذا لم يخرج له البخاري وكان صالحاً متألهاً. قال مسعر: ما رأيته إلا وهو في اليوم الجائي خير منه في اليوم الماضي. وقال الثوري: دخلنا عليه نعوده فرأينا مصلاه مثل مبرك البعير كان صالحاً خيراً. قال جعفر بن عون، عن موسى الجهني وكان من العباد إنما كان له خص من قصب، وكان إن مرض إنسان عاده وإن مات شهده وإلا قام يصلي رحمه الله.
4 (موسى بن عقبة. ع. بن أبي عياش المدني مولى آل الزبير بن العوام.)
أدرك سهل بن سعد وحدث عن أم خالد بنت خالد وعن عروة وكريب وأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر والزهري وخلق. وعنه ابن جريج ومالك وابن المبارك لقيه في سنة موته وحاتم بن إسماعيل وابن عيينة وأبو ضمرة ومحمد بن فليح وعبد الله بن رجاء المكي وأبو بدر السكوني وعدد كثير، وكان من العلماء الثقات. قال الواقدي: كان فقيهاً مفتياً. وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة.
9...

(9/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 300
قلت: سمعنا مغازيه وهو مجلد صغير. وقال مصعب الزبيري: كان له هيئة وعلم. وقال معن بن عيسى: كان مالك إذا سئل عن المغازي قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى. وقال موسى بن عقبة: غزوت الروم في خلافة الوليد بن عبد الملك مع سالم بن عبد الله. قال يحيى القطان وجماعة: مات سنة إحدى وأربعين ومائة رحمه الله. وقال أحمد في مسنده: ثنا سفيان عن موسى بن عقبة سمع أم خالد قال: ولم أسمع أحداً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر. وقد وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم.) وروى عنه ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: إنما كنت أجيء إلى المدينة من أجل موسى بن عقبة فلما مات تركت المدينة. قال سفيان: وكان مآخياً له. قلت: وإنما طلب موسى العلم وهو كهل. روى أحمد بن صالح: ثنا يحي بن محمد الجاري عن مالك قال: جاء صالح بن كيسان وموسى بن عقبة إلى الزهري يطلبان العلم فقال: حبستما حتى صرتما كالشنان لا تمسكان ماءً جئتما تطلبان العلم. بن عمير التميمي الكوفي. ن.
9...

(9/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 301
عن الشعبي وعكرمة وعلقمة بن وائل. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. قال ابن معين: ثقة. قلت و
4 (موسى بن عمير القرشي الجعدي)
عن الحكم بن عتيبة وغيره. عداده في الضعفاء.
4 (موسى بن أبي عيسى الحناط. م د ق. أبو هارون المدني الطحان.)
أخو عيسى واسم أبيهما ميسرة. روى عن أبي عبد الله القراظ دينار وموسى بن أنس وعون بن عبد الله بن عتبة ونافع مولى ابن عمر. وعنه الليث وابن عيينة ويحيى القطان وغيرهم. صدوق. قال النسائي. ثقة.
4 (موسى بن كعب التميمي المروزي.)
الأمير، أحد النقباء الاثني عشر القائمين بظهور دولة بني العباس. ولاه المنصور إمرة مصر فوليها سبعة أشهر ومات. وكان المنصور يعظمه ويجله لما يرى من طاعته ونصحه له.
9...

(9/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 302
روايته عن أبيه كعب بن عيينة. روى عنه سعد بن سلم بن قتيبة الباهلي. ووفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة.
4 (موسى بن مسلم الطحان. د ق. كوفي صدوق.)
عن إبراهيم النخعي وعكرمة وعبد الرحمن بن سابط. وعنه الثوري ويحيى القطان وابن نمير وأبو أسامة وآخرون. وثقه يحيى بن معين، وكان يعرف بموسى الصغير. قال مسدد: سمعت يحيى القطان يقول: كان موسى الصغير يصلي في الحجر فدعا الله عز) وجل فقبض روحه وهو ساجد. ويكنى أبا عيسى.
4 (موسى بن المسيب الكوفي البزاز. ن ق.)
عن سالم بن أبي الجعد وشهر بن حوشب. وعنه محمد بن فضيل وعبدة بن سليمان ويعلى بن عبيد وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (مهند بن علي العتكي. بصري.)
9...

(9/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 303
له عن طاوس وعطاء ومجاهد. وعنه شعبة والخليل بن أحمد صاحب العروض وخلد بن الحسين وآخرون. وثقه ابن معين.
4 (ميمون بن عبد الله، أبو منصور الجهني.)
عن زيد بن وهب وإبراهيم النخعي. وعنه سعد بن عمرو الرازي ومالك بن مغول وسفيان وعبدة وابن فضيل ومروان بن معاوية. وثقه ابن معين.
9...

(9/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 304
4 (حرف النون.)

4 (نصر بن أوس الطائي أبو المنهال.)
شيخ كوفي، روى عن عمه عبد الله بن زيد وعلي بن الحسين. وعنه وكيع وابن المبارك وأبو نعيم. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: هذا القول من أبو حاتم دال على أنه ليس بحجة مع أني لم أودع في كتابي اللذين في الضعفاء شيئاً من هذا النمط، تبعت في الترك أبا الفرج بن الجوزي وغيره.
4 (نصر بن حاجب الخراساني.)
عن صفوان بن سيلم وغيره. وعنه عنبسة قاضي الري ويزيد بن هارون. قال أبو داود: ليس بشيء.
9...

(9/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 305
وقال أبو زرعة: لا بأس به. قلت: مات بالمدائن في سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (النضر بن عبد الرحمن. ت. أبو عمر الخزاز.)
عن عكرمة وعثمان بن واقد. وعنه إسرائيل ووكيع ويونس بن بكير والمحاربي. ضعفه أحمد وغيره. وقال أبو داود: أحاديثه بواطيل. وروى عباس عن ابن معين: ليس يحل لأحد أن يروي عنه.)
4 (النعمان بن ثابت. تم. ن. بن زوطى الإمام العلم أبو حنيفة الفقيه مولى بني تيم الله بن ثعلبة.)
9...

(9/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 306
ولد سنة ثمانين، وروى أنس بن مالك غير مرة بالكوفة إذ قدمها أنس. قاله ابن سعد فقال: ثنا سيف بن جابر أنه سمع أبا حنيفة يقوله. رورى أبو حنيفة عن عطاء بن أبي رباح وقال: ما رأيت أفضل منه. وعن عطية العوفي ونافع وسلمة بن كهيل وأبي جعفر الباقر وعدي بن ثابت وقتادة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو بن دينار ومنصور وأبي الزبير وحماد بن أبي سليمان وعدد كثير. تفقه بحماد وغيره فبرع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه وتفريع المسائل، وتصدر للاشغال وتخرج به الأصحاب. فمن تلامذته: زفر بن الهذيل العنبري، والقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري قاضي القضاة، ونوح بن أبي مريم المروزي، وأسد بن عمرو، ومحمد بن الحسن، وحماد بن أبي حنيفة وخلق. روى عنه معيرة بن مقسم ومسعر وسفيان وزائدة وشريك والحسن بن صالح وعلي بن مسهر وحفص بن غياث وابن المبارك ووكيع وإسحاق الأزرق وسعد بن الصلت وأبو عاصم وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى والأنصاري وأبو نعيم وهوذة بن خليفة وجعفر بن عون وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق كثير. وكان خزازاً ينفق من كسبه ولا يقبل جوائز السلطان تورعاً، ولهار وصناع ومعاش متسع، وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء والأولياء الأذكياء، وع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة وقيام الليل رضي الله عنه.
9...

(9/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 307
قال ضرار بن صرد: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه: أبو حنيفة أو الثوري فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث. وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أروع ولا أعقل من أبي حنيفة. وقال صالح بن محمد جزرة وغيره: سمعنا ابن معين يقول: أبو حنيفة ثقة. وروى أحمد بن محمد بن محرز عن ابن معين قال: لا بأس به، لم يهم بكذب، لقد ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضياً. وقال أبو داود: رحم الله مالكاً، كان إماماً، رحم الله الشافعي، كان إماماً، رحم الله أبا حنيفة، كان إماماً، سمع ابن داسة منه.) قال أبو يوسف: قال أبو جنيفة: علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه. وعن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيي الليل صلاة ودعاءً وتضرعاً، وقد روى
9...

(9/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 308
من وجهين أنه ختم القرآن في ركعة. وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة: رأيت أبا حنيفة شيخاً يفتي الناس بمسجد الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النضر بن محمد قال: كان أبو حنيفة جميل الوجه سري الثوب عطراً، أتيته في حاجة وعلي كساء قومسي، فأمر بإسراع بغلته وقال: أعطني كساءك وخذ كسائي، ففعلت، فلما رجع قال لي: يا نضر، أخجلتني بكسائك، قلت: وما أنكرت منه قال: هو غليظ. قال النضر: وكنت اشتريته بخمسة دنانير وأنا به معجب، ثم رأيته مرة وعليه كساء قومته بثلاثين ديناراً. وعن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة وأبلغهم نطقاً، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عما في نفسه، وعنت حماد بن أبي حنيفة قال: كان أبي جميلاً تعلوه سمرة، حسن الهيئة، كثير العطر، هيوباً، لا يتكلم إلا جواباً، ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن ابن المبارك قال: ما رأيت رجلاً أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة. وروى إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المثنى بن رجاء قال: جعل أبو حنيفة على نفسه إن خلف بالله صادقاً أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثليها. وقال أبو بكر بن عياش: لقي أبو حنيفة من الناس عنتاً لقلة مخالطته، فكانوا يرونه من زهو فيه وإنما كان غريزة. وقال جبارة بن مغلس: سمعت قيس بن الربيع يقول: كان أبو حنيفة ورعاً تقياً مفضلا على إخوانه أخوته.
9...

(9/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 309
وقال زيد بن أجزم: ثنا الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل له: إني وضعت كتاباً على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم. فقال أبو حنيفة: إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وعن شريك قال: كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل. قال يعقوب بن شيبة: حدثني بكر، أنا أبو عاصم النبيل قال: كان حنيفة يسمى الوتد لكثرة) صلاته. ورواها يوسف القطان عن أبي عاصم. وروى علي بن إسحاق السمرقندي عن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة يختم القرآن كل ليلة في ركعة. وروى يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبيه أنه صحب أبا حنيفة ستة أشهر فما رآه صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة وكان يختم القرآن في كل ليلة عند السحر. وعن يزيد بن كميت قال: سمعت رجلاً يقول لأبي حنيفة: اتق الله، فانتفض واصفر وأطرق وقال: جزاك الله خيراً ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا. ويروي أن أبا حنيفة ختم القرآن في الموضع الذي مات فيه سبعة آلاف مرة. قال مسعر: رأيت أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة. وروى محمد بن سماعة عن محمد بن الحسن عن القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ويبكي
9...

(9/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 310
ويتضرع إلى الفجر. ويروى أن أبا حنيفة ضرب غير مرة على أن يلي القضاء فلم يفعل. وقيل: إن إنساناً استطال على أبي حنيفة رضي الله عنه وقال له: يا زنديق، فقال أبو حنيفة: غفر الله لك هو يعلم مني خلاف ما تقول. قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحلم من أبي حنيفة. وعن الحسن بن زياد قال: قال أبو حنيفة: إذا ارتشى القاضي فهو معزول وإن لم يعزل. وروى نوح الجامع انه سمع أبا حنيفة يقول: ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال. وقال وكيع: سمعت أبا حنيفة يقول: البول في المسجد أحسن من بعض القياس. قال أبو محمد بن حزم: جميع الحنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى عنده من القياس والرأي. قال أبو نعيم: كان يجهر في أمر إبراهيم بن عبد الله بن حسن جهراً شديداً فقلت: والله ما أنت حتى توضع في أعناقنا الحبال. وقال أبو حنيفة: لا ينبغي للرجل أن يحدث إلا بما يحفظه من وقت ما سمعه. ورواها أبو يوسف عنه. وعنه أبي معاوية قال: حب أبي حنيفة من السنة وهو من العلماء الذين امتحنوا في) الله.
9...

(9/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 311
جاء من طرق متعددة أنه ضرب أياماً ليلي القضاء فأبى. قال إسحاق بن إبراهيم الزهري: عن بشر بن الوليد الكندي قال: طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء وحلف ليله فأبى، وحلف أن لا يفعل، فقال الربيع حاجب المنصور: ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف قال: أمير المؤمنين كفارة يمينه أقدر مني. فأمر به إلى السجن فمات فيه ببغداد. وقيل دفع صاحب الشرطة حميد الطوسي فقال له: يا شيخ إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي: اقتله أو قطعه أو اضربه، ولا علم لي بقصته، فما أفعل فقال أبو حنيفة: هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب أو بأمر لم يجب قال: بل بما قد وجب، قال: فبادر إلى الواجب. وعن مغيث بن بديل قال: دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع، فقال: أترغب عما نحن فيه فقال: لا أصلح، قال: كذبت، قال أبو حنيفة: فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح، فإن كنت كاذباً فلا أصلح، وإن كنت صادقاً فقد أخبرتكم أني لا أصلح، فحبسه. قال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت الربيع بن يونس الحاجب يقول: رأيت المنصور تناول أبا حنيفة في أمر القضاء فقال: والله ما أنا بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون الغضب، فلا أصلح لذلك، فقال: كذبت بل تصلح، فقال: كيف يحل لك أن تولي من يكذب وقال أبو بكر الخطيب: وقيل: إنه ولي القضاء، وقضى قضية واحدة وبقي يومين، ثم اشتكى ستة أيام ومات. وقال الفقيه أبو عبد الله الصميري: لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات في السجن. قال أحمد بن الصباح سمعت الشافعي يقول: قيل لمالك: هل رأيت
9...

(9/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 312
أبا حنيفة قال: نعم رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته. وقال حبان بن موسى: سئل ابن المبارك: أما لك أفقه أم أبو حنيفة قال: أبو حنيفة. وقال الخريبي: ما يقع في أبي حنيفة إلا حاسد أو جاهل. وقال يحيى القطان: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. وقال علي بن عاصم: لو وزن علم أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم. وقال حفص بن غياث: كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر لا يعيبه إلا جاهل. وقال الحميدي: سمعت ابن عيينة يقول: شيئان ما ظننتهما يجاوزان قنطرة الكوفة: قراءة حمزة، وفقه أبي حنيفة، وقد بلغنا الآفاق.) وعن الأعمش أنه سئل عن مسألة فقال: إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت الخزاز، وأظنه بورك له في علمه. وقال جرير: قال لي مغيرة: جالس أبا حنيفة تفقه فإن إبراهيم النخعي لو كان حياً لجالسه. وقال محمد بن شجاع: سمعت علي بن عاصم يقول: لو وزن عقل أبي حنيفة بعقل نصف الناس لرجح بهم.
9...

(9/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 313
قلت: وأخبار أبي حنيفة رضي الله عنه ومناقبه لا يحتملها هذا التاريخ فإني قد أفردت أخباره في جزأين. وقيل: إن المنصور سقاه السم لقيامه مع إبراهيم فعلى هذا يكون قد حصل الشهادة وفاز بالسعادة. قال أبو يوسف القاضي: كانت وفاته في شوال سنة خمسين ومائة. وقال الواقدي وأبو حسان الزيادي ويعقوب بن شيبة: مات في رجب سنة خمسين، ويقال مات في شعبان. وحديثه يقع عالياً لابن طبرزد.
4 (النعمان ابن المنذر الدمشقي. د ن. أبو الوزير.)
عن طاوس ومجاهد ومكحول وعطاء والزهري. وعنه يزيد بن السمط ومحمد بن يزيد الواسطي ويحيى بن حمزة والهيثم بن حميد ومحمد بن شعيب وآخرون. أظنه مر في الطبقة الماضية. وثقه دحيم وقال: رمي بالقدر. وقال أبو داود: كان داعية إلى القدر صنف فيه.
4 (نعيم بن حكيم المدائني. د.)
عن أبي مريم الثقفي.
9...

(9/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 314
وعنه أبو عوانة وعبيد الله بن موسى وشبابة. وثقه ابن معين وغيره. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
4 (نفاعة بن مسلم، أبو الخصيب الجعفي كوفي.)
عن سويد بن غفلة. وعنه وكيع وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وآخرون. قال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.
4 (نوفل بن الفرات. أبو الجراح العقيلي مولاهم الرقي.)
عن عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد. وعنه الليث بن سعد ومبشر بن إسماعيل الحلبي) وأيوب بن سويد وقرة بن حبيب وآخرون. سكن حلب ثم ولي الخراج بمصر في سنة اثنتين وأربعين للمنصور. وما علمت به بأساً.
4 (نوفل بن مسعود السهمي المدني.)
رأى ابن عمر وسمع أنساً
9...

(9/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 315
وعنه حاتم بن إسماعيل وأنس بن عياض ويحيى القطان وغيرهم. وثقه النسائي.
9...

(9/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 316
4 (حرف الهاء.)

4 (هارون بن سعد العجلي الكوفي. م.)
عن أبي حازم الأشجعي وإبراهيم التيمي وأبي الضحا وثمامة بن عقبة. وعنه سفيان وشعبة والمسعودي والحسن بن صالح وشريك وقيس بن الربيع. قال أحمد صالح: قد روى عنه الناس. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. خرج مع إبراهيم بن عبد الله فلما هزم إبراهيم وقتل هرب هارون إلى واسط فكتب عنه الواسطيون. وقد شذ حبان كعوائد فقال: لا تحل الرواية عنه، كان غالياً في الرفض، وهو رأس الزيدية ممن كان يعتكف عند خشبة زيد التي هو مصلوب عليها وكان داعية إلى مذهبه. قلت: لم يكن غالياً في رفضه فإن الرافضة رفضت زيد بن علي وفارقته، وهذا قد روى له مسلم.
4 (هارون بن عنترة الشيباني الكوفي. د ن.)
9...

(9/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 317
عن أبيه وعن عبد الرحمن بن الأسود. وعنه الثوري وعباد بن العوام وأحمد بن بشر وابن فضيل وابنه عبد الملك بن هارون وآخرون. وثقه أحمد وأبو زرعة. وكتب أبو عبد الرحمن. وقال ابن حبان: لا يجوز أن يجتج به.
4 (هاشم بن البريد. د ن ق.)
عن زيد بن علي ومسلم البطين وحسين بن ميمون وعبد الله بن محمد بن عقيل. وعنه ابنه علي بن هاشم وعيسى بن يونس وابن نمير والخريبي. وثقه ابن معين وغيره. وهو شيعي جلد.
4 (هاشم بن هاشم بن هاشم. ع. بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني.)
) سمع سعيد بن المسيب وعامر بن سعد وعبد الله بن وهب بن زمعة. وعنه مالك ومروان بن معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم وجماعة.
9...

(9/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 318
وثقه ابن معين. مات قبل الخمسين فإنه حدث سنة سبع وأربعين ومائة.
4 (هانئ بن المنذر الكلاعي المصري.)
عن عمرو بن جابر الحضرمي. وعنه ابن لهيعة وعمرو السبائي. وكان أخبارياً بالأنساب وأيام العرب. مات سنة سبع وأربعين ومائة.
4 (هشام بن حسان. ع. أبو عبد الله الأزدي القردوسي مولاهم البصري.)
وقيل هو صاحب النسب. له عن عكرمة وابن سيرين والحسن وحميد بن هلال وجماعة وأبي مجلز لقيه بخراسان قاله يحيى بن سعيد القطان. وعنه السفيانان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم والأنصاري وعبد الرزاق وخلق كثير. قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن سلمة لا يختار عليه أحداً في حديث ابن سيرين.
9...

(9/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 319
وقيل: كان عنده ألف حديث. قال أبو حفص الفلاس: كان من البكائين. وقال أبو عاصم: رأيت هشام بن حسان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم والجنة والنار فبكى حتى سالت دموعه. وعن هشام بن حسان قال: ليت ما حفظ عني من العلم في أخبث تنور بالبصرة وكان حظي منه لا على ولا لي. وقال مخلد بن الحسين عن هشام قال: ما كتبت للحسن وابن سيرين حديثاً إلا حديث الأعماق لأنه طال علي ثم محوته ولهشام أوهام لا تخرجه عن الاحتجاج به. قال البخاري: كان يحيى وابن مهدي فيما حدثني الفلاس يحدثان عن هشام عن الحسن. وروى عن شعبة قال: لم يكن هشام بالحافظ. وقال يحيى بن آدم: ثنا أبو شهاب قال لي شعبة: عليك بحجاج وابن إسحاق فإنهما حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد يعني الحذاء وهشام. قلت: بل هذين أوثق بكثير من حجاج وابن إسحاق ولم يتابع شعبة على هذه القولة أحد. وقال عباد بن منصور: ما رأيت هشام بن حسان عند الحسن قط. وقال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد يضعف حديث هشام عن عطاء، وكان أصحابنا يثبتون) هشاماً.
9...

(9/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 320
وقال يحيى بن معاذ: زعم بن معاذ قال: كان شعبة يتقي حديث هشام بن حسان عن عطاء ومحمد والحسن. وقال وهيب: سألني سفيان الثوري أن أفيده عن هشام بن حسان فقلت: أستحله. قلت: هشام بن حسان من الثقات، احتج به أهل الصحاح. قال مكي بن إبراهيم: مات في أول صفر سنة ثمان وأربعين ومائة. وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين. قلت: سنة ثمان أصح.
4 (هشام بن عائذ. ن. بن نصيب أبو كليب الكوفي.)
عن إبراهيم والشعبي وأبي صالح السمان. وعنه الثوري وابن المبارك ويحيى القطان وعبيد الله وأبو نعيم. وثقه أحمد بن حنبل وجماعة.
4 (هشام بن عروة. ع. بن الزبير بن العوام بن خويلد أبو المنذر القرشي الأسدي المدني أحد)
الأئمة الأعلام.
9...

(9/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 321
روى عن عمه عبد الله بن الزبير وأبيه وأخويه عبد الله بن عروة وعبد الله بن عثمان وزوجته فاطمة بنت المنذر بن الزبير. وقد مسح برأسه ابن عمر ودعا حفظ ذلك. روى عنه شعبة ومالك والسفيانان ويحيى القطان وأبو إسحاق الفزاري وأبو ضمرة وجرير الضبي وجعفر بن عون وحفص بن غياث والحمادان وخالد بن الحارث وزائدة وابن إدريس وابن المبارك وابن نمير وابن أبي الزناد وابن فضيل والنضر بن شميل ووكيع ويحيى بن يمان ويحيى بن محمد بن قيس ويونس بن بكير وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى والخريبيوخلق سواهم. قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم: ثقة إمام في الحديث. وقال ابن المديني: له نحو من أربعمائة حديث. وروى عبد الله بن مصعب عن هشام قال: وضع محمد بن علي والد المنصور وصيته عندي. وروى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن قال: قال المنصور لهشام بن عروة يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا وأخوتي مع أبي وأنت تشرب سويقاً بقصبة يراع فلما خرجنا قال أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي. قال: لا أذكر ذلك يا) أمير المؤمنين، فلاموه في ذلك، وقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً.
9...

(9/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 322
يونس بن بكير عن هشام قال: رأيت ابن عم عمر له جمة أظنها تضرب أطراف منكبيه. وقال وكيع عن هشام قال: رأيت جابراً وابن عمر ولكل منها جمة. علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت ابن الزبير إذا صلى العصر صنفاً خلفه فصلى بنا ركعتين، ورأيته يصعد المنبر وفي يده عصا فيسلم ثم يجلس ويؤذن المؤذنون فإذا فرغوا قام فتوكأ على العصا فخطب. وروى عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة أنه دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: وكم دينك قال: مائة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ ديناً مائة ألف ليس عندك قضاؤها قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة بالله، ثم بأمير المؤمنين، قال: فردد عليه مائة ألف استعظاماً لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين فاعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أعطي عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى قال: فإني بها طيب النفس. وهذا حديث مرسل. وروي أن هشاماً أهوى إلى يد المنصور يقبلها فمنعه وقال: يا بن عروة إنا نكرمك عنها ونكرمها عن غيرك. قال عبد الرحمن بن خراش: بلغني أن مالكاً نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق.
9...

(9/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 323
وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية وأرسل عن أبيه بما كان سمعه من غير أبيه عن أبيه. وقد قال ابن معين وجماعة ثقة. قال جماعة: مات ببغداد سنة ست وأربعين ومائة وصلى عليه المنصور. وقال الفلاس: سنة سبع. وقيل: سنة خمس. ويقال: عاش سبعاً وثمانين سنة. وقيل غير ذلك.
4 (هلال بن خباب. أبو العلاء البصري. مولى زيد بن صوحان، سكن المدائن.)
وروى عن أبي جحيفة السوائي ويحيى بن جعدة وأبي عمر زاذان وجماعة. وعنه الثوري وثابت بن يزيد الأحول وهشيم وعباد بن العوام ومائة.)
4 (هلال بن ميمون الرملي. د ن.)
عن سعيد بن المسيب ويعلى بن شداد بن أوس وعطاء بن يزيد الليثي. وعنه مروان بن معاوية ووكيع وأبو أسامة وغيرهم. وثقه ابن معين.
9...

(9/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 324
4 (حرف الواو.)

4 (الوازع بن نافع العقيلي الجزري.)
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله وغيرهما. وعنه علي بن ثابت وعيسى بن يونس ومسكين بن بكير ومحمد بن سلمة ومغيرة بن سقلاب. قال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك. قلت: ومن مناكيره حديثه عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله. عن عطاء بن أبي رباح وأبي سورة ابن أخي أيوب الأنصاري. وعنه أبو معاوية وعيسى بن يونس ووكيع ومحمد بن عبيد والقاسم بن مالك المزني.
9...

(9/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 325
قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود وغيره: ليس بشيء. وله حديث عن أبي سورة عن أبي أيوب: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته. قلت: مات سنة أربع وأربعين ومائة.
4 (وائل بن داود التيمي.)
عن ابنه بكر بن وائل وعن إبراهيم التيمي وعكرمة وأبي بردة والحسن وطائفة. وعنه شريك وابن عيينة وعبيد الله الأشجعي ويحيى بن سعيد القطان ومحمد بن عبيد. قال أحمد بن حنبل: ثقة سمع من إبراهيم.
4 (وبر بن أبي دليلة الطائفي. د ن ق.)
عن محمد بن عبد الله بن ميمون وغيره. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو عاصم. ثقة. قاله ابن معين.
4 (الوضين ين عطاء. د ق. أبو كنانة لاخزاعي الدمشقي الكفرسوسي.)
9...

(9/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 326
عن خالد بن معدان وعطاء بن أبي رباح ومكحول ومحفوظ بن علقمة وسالم بن عبد الله وغيرهم. وعنه الحمادان وبقية ويحيى بن حمزة وعبد الله بن بكر السهمي ومنبه بن عثمان) وآخرون. وثقه أحمد وغيره. قال أبو داود: قدري. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً. وقال أبو حاتم: يعرف وينكر. وقال آخر: كان خطيباً بليغاً فصيحاً مفوهاً. مات الوضين سنة تسع وأربعين ومائة.
4 (وقاء بن إياس. ن. أبو يزيد الوالبي الكوفي.)
عن سعيد بن جبير وعلي بن ربيعة ومجاهد. وعنه ابن المبارك ومالك ويحيى، وأبو معاوية وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
9...

(9/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 327
4 (الوليد بن ثعلبة. د ق. بصري صدوق.)
عن أبي بريدة والضحاك. وعنه زهير بن معاوية وعيسى بن يونس ووكيع وابن نمير. وثقه ابن معين.
4 (الوليد بن عمرو، بن عبد الرحمن بن مسافع القرشي العامري المدني.)
عن سعيد بن المسيب وعامر بن عبد الله بن الزبير ويعقوب بن عتبة. وعنه موسى بن هاشم والدراوردي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون.
9...

(9/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 328
4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أبي أنيسة. ت. أبو زيد الجزري الرهاوي.)
طلب العلم مع أخيه زيد بن أبي أنيسة وسمع نافعاً وعمرو بن شعيب وابن أبي مليكة وجماعة، وكأنه أسن من أخيه. حدث عنه أبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية ومحمد بن سلمة الحراني وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي. قال الفلاس: صدوق يهم، وقال أيضاً: قد أجمعوا على ترك حديثه. وقال الدراوردي: متروك. وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: سمعت أو قال: قال زيد بن أبي أنيسة: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب. وقال أحمد بن حنبل: ليس يحيى ممن يكتب حديثه، قيل: لم يا أبا عبد الله قال: حديثه يدلك عليه.
9...

(9/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 329
وقال البخاري: ليس بذاك. قلت: مات سنة ست وأربعين ومائة.)
4 (يحيى بن الحارث الذماري. أبو عمران الغساني الدمشقي إمام جامعها وشيخ القراء بها،)
وذمار من قرى اليمن. قرأ القرآن على ابن عامر، وقرأ أيضاً فيما بلغنا على واثلة بن الأسقع، وحدث عنه وعن سعيد بن المسيب وأبي سلام ممطور وأبي الأشعث الصنعاني، وسالم بن عبد الله وجماعة سواهم. قرأ عليه عراك بن خالد وأيوب بن تميم ومدرك بن أبي سعد والوليد بن مسلم وحدثوا أيضاً عنه هم والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وصدقة بن خالد وسويد بن عبد العزيز وصدقة السمين ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن شابور وخلق سواهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن سعد: ثقة عالم بالقراءة في دهره، مات سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وكان قليل الحديث.
9...

(9/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 330
وقال ابن معين وغيره: ليس به بأس. وروى ابن ذكوان عن أيوب بن تميم قال: كبر يحيى الذماري وكانت قراءته قراءة الجند، وكان يقف خلف الأئمة يرد عليهم لا يستطيع أن يؤم من الكبر. وقال بن أبي حاتم: عاش تسعين سنة. وقال سويد بن عبد العزيز: سألت يحيى الذماري عن عدة آي القرآن فقال بيده: سبعة آلاف ومائتان وستة وعشرون.
4 (يحيى بن حسان البكري. ن. الفلسطيني الرملي.)
عن أبي قرصافة وربيعة بن عامر، وأبي ريحانة ولهم صحبة. وعنه إبراهيم بن أدهم وابن المبارك وبلال بن كعب. وثقه النسائي. وقال ابن المبارك: كان شيخاً كبيراً حسن الفهم. قلت: هذا أكبر شيخ لابن المبارك.
4 (يحيى بن سعيد بن حيان. ع. أبو حيان التيمي تيم الرباب أحد ثقات الكوفيين.)
9...

(9/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 331
روى عن أبيه وعمه يزيد الشعبي وأبي زرعة البجلي. وعنه شعبة وابن علية والقطان ومحمد بن بشر وخلق كثير. قال الخريبي: كان الثوري يعظمه، ويوثقه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال العجلي: ثقة مبرز صاحب سنة: توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (يحيى بن سعيد. ع. بن قيس بن عمرو. وقيل ابن مهر بدل عمرو الإمام أبو سعيد)
الأنصاري المدني القاضي أحد الأعلام.) سمع أنساً والسائب بن يزيد وأمامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعروة وأبا سلمة وطبقتهم. وعنه حميد الطويل والأوزاعي ومالك وسفيان وشعبة والحمادان وابن جريج وهشيم ويحيى القطان وأبو أسامة ويزيد بن هارون وخلق كثير. قال أيوب السختنياني: ما رأيت بالمدينة أفقه منه. وروى سليمان بن بلال عن يحيى أنه قدم دمشق في صحبة أنس بن مالك. وقال يزيد بن هارون: ثنا يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل. وقال مصعب الزبيري: آل قهد أصهار حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال خليفة وغيره: في نسبه كما قال يزيد.
9...

(9/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 332
وقال البخاري: محمد بن سعد بن قيس بن عمرو. وقال البخاري: قال بعضهم ابن قهد ولم يصح، وزاد ابن سعد: قدم يحيى الكوفة على أبي جعفر وهو بالهاشمية فاستقضاه على قضائه وكان ثقة كثير الحديث حجة ثبتاً. قال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن عيينة: هو والزهري وابن جريج محدثو الحجاز يجيئون بالحديث على وجهه. قلت: وهم من زعم أن يحيى ولي فضاء بغداد. إبراهيم بن المنذر الخزامي ثنا يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني سليمان بن بلال قال: يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فجاء كتاب السفاح يستقضيه فوكلني يحيى بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئاً، فلما قدم العراق كتب إلي إني كنت قلت لك ما قلت وأنه والله لأذل خصمين جلسا بين يدي فاقتضيا شيئاً، والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فسل ربيعة واكتب إلي بما يقول ولا تعلمه. ابن وهب ثنا مالك قال لي يحيى بن سعيد: اكتب لي أحاديث من أحاديث ابن شهاب في القضاء، فكتبت له ذلك في صحيفة صفراء، قيل لمالك: أعرض عليك قال: هو أفقه من ذلك. وقال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخاً أنبل من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: سمعت الثوري يقول: كان يحيى أجل عند أهل المدينة من الزهري، ثم جعل القطان يصف يحيى ويعظمه. وقال يحيى بن أيوب: كان يحيى بن سعيد يحدثني بالحديث كأنه ينثر علي اللؤلؤ.
9...

(9/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 333
وقال وهيب: قدمت المدينة فلم أر أحداً إلا وأنت تعرف وتنكر مالك ويحيى بن سعيد.) وقال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأتصاري أثبت الناس. وقال الواقدي: أنا سليمان بن بلال أن يحيى بن سعيد ذهب إلى إفريقية في طلب ميراث له فقدم به وهو خمسمائة دينار فلما أتاه ربيعة ليسلم عليه قسم المال بينه وبينه نصفين. وقال محمد بن عبيد بن حساب: ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل إحدى عماتي، وأنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو. قلت: حبيبة هي التي قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس. وقيس بن عمرو بن سهل صحابي حديثه في السنن في الركعتين بعد الفجر. وممن نص على أن جده قيس بن عمرو: يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وطائفة. قال أحمد بن أبي خثيمة: غلط مصعب الزبيري حيث يقول: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي. وقال يزيد بن هارون: قلت ليحيى بن سعيد: كم تحفظ قال: ستمائة سبعنائة حديث. وقال ابن وهب وغيره عن الليث عن عبيد الله بن عمر قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فإذا طلع ربيعة سكت إجلالاً لربيعة فتلا يحيى يوماً وإن من
9...

(9/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 334
شيء إلا عندنا خزائنه. فقال عراقي: يا أبا سعيد أرأيت السحر، أمن خزائن الله التي تنزل قال يحيى: مه ما هذا من مسائل المسلمين، وأفحم القوم، فقال عبيد الله بن أبي حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة إنما هو من أئمة المسلمين وأما أنا فأقول إن السحر لا يضر إلا بإذن الله، فتقول أنت غير ذلك فسكت الرجل، فكأنما كان علينا جبل فوضع عن. قلت: له أخوان: عبد ربه وسعد ماتا قبله ومات هو سنة ثلاث وأربعين ومائة. قاله القطان وشباب وجماعة. وقال يزيد والفلاس: سنة أربع.
4 (يحيى بن صبيح النيسابوري. د. كان أول من أخذ على الناس القراءات بنيسابور.)
روى عن قتادة وعمار بن أبي عمار، وعنه جريج وابن عيينة ويحيى القطان. وثقه أبو داود.
4 (يحيى بن عبيد الله. ت ق. بن عبد الله بن موهب التيمي المدني.)
أكثر عن أبيه. وعنه ابن المبارك وابن فضيل ويعلى بن عبيد ويحيى القطان ثم تركه القطان. وقال أحمد وغيره: منكر الحديث.
9...

(9/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 335
قلت: وأبوه لا يعرف. وقال شعبة: رأيته يسيء صلاته.)
4 (يحيى بن أبي عمرو وأبو زرعة الشيباني الشامي. د ن ق. حمصي.)
روى عن أبيه وعبد الله بن محيريز وعبد الله بن الديلمي وأبي سلام ممطور والوليد بن سفيان. وعنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش وأيوب بن سويد وابن شابور ومحمد بن حمير. وثقه دحيم وأحمد بن حنبل والعجلي ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. أرخه ضمرة وقال: عاش خمساً وثمانين سنة.
4 (يحيى بن مسلم أبو الضحاك الهمداني.)
عن زيد بن وهب والشعبي. وعنه وكيع والحربي وسيف بن أسلم. ضعفه ابن معين. وقال أبو زرعة: لا بأس به.
4 (يحيى بن ميسرة.)
9...

(9/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 336
عن الشعبي وعنه مروان بن معاوية وأبو أسامة.
4 (يحيى بن أبي الهيثم العطار. كوفي.)
له عن خمسة عن يوسف بن عبد الله بن سلام والشعبي. وعنه ابن المبارك وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم. صدوق.
4 (يحيى بن يزيد التجيبي.)
قاضي الأندلس. كان قد بعثه عمر بن عبد العزيز على قضاء الأندلس. وطالت أيامه إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
4 (يحيى بن يعقوب أبو طالب الأنصاري القاص.)
خالد بن أبي يوسف. عن عكرمة وإبراهيم التيمي. وعنه أبو تميلة وإبراهيم بن عيينة. وثقه أبو حاتم.
4 (يزيد بن حازم بصري.)
9...

(9/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 337
عن سليمان بن يسار وعكرمة. وعنه أخوه جرير وحماد بن زيد وعباد بن عباد. وثقه ابن معين. توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
4 (يزيد بن زياد بن أبي الجعد. ن ق. كوفي ثقة.)
له عن عمه عبيد أخي سالم وزبيد اليامي والحكم. وعنه وكيع وابن نمير ومحمد بن بشر وأبو نعيم. وثقه أحمد. له كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار.)
4 (يزيد بن أبي صالح. أبو حبيب الدباغ.)
روى عن أنس. وعنه عيسى بن يونس ووكيع وأبو عاصم وآخرون. وقد وثق. عداده في البصريين. وله أيضاً عن أبي عثمان النهدي.
4 (يزيد بن طهمان. ن ق. أبو المعتمر الرقاشي. بصري نزل الحيرة.)
9...

(9/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 338
روى عن الحسن وابن سيرين. وعنه الحسن بن حي وشريك والفضل السناني ووكيع. قال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.
4 (يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر السكوني. ق.)
دمشقي صدوق. له عن أبيه وعن مسلم بن مشكم وأبي الأشعث الصنعاني. وعنه يحيى بن حمزة وابن شابور. وثقه دحيم.
4 (يزيد بن أبي عبيد المدني. ع.)
عن مولاه سلمة بن الأكوع وعمير مولى آبي اللحم. وعنه حاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وحماد بن مسعدة ومكي وأبو عاصم وغيرهم. وثقه أبو داود، وحديثه من أعلى شيء في صحيح البخاري. مات سنة سبع وأربعين ومائة.
9...

(9/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 339
4 (يزيد بن كيسان اليشكري الكوفي. م.)
عن أبي حازم سلمان وغير واحد. وعنه سفيان بن عيينة ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مغراء ومحمد ويعلى ابنا عبيد. وثقه النسائي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
4 (يزيد بن مردانبة. ن. الكوفي التاجر.)
عن أنس وأبي بردة وزياد بن علاقة. وعنه وكيع وأبو أسامة والخريبي. وثقه ابن معين.
4 (يزيد بن أبي مريم الدمشقي. خ. أبو عبد الله مولى من موالي الأنصار عن عباية بن رفاعة)
وأبي إدريس الخولاني ومكحول والقاسم بن مخيمرة.
9...

(9/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 340
ورأى واثلة بن الأسقع. روى عنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد وابن شابور. وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال الحاكم: سألت الدراقطني عنه فقال: ليس بذاك. قال دحيم وغيره: مات سنة أربع وأربعين ومائة. وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت حماد بن يزيد عن موت أبيه فقال: بعد سنة خمس وأربعين) ومائة.
4 (يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي ملكية التيمي أبو عرفة المدني.)
عن المقبري وزيد بن أسلم. وعنه مالك وهشام بن سعد وغيرهما. وكان قاضياً بالمدينة. كأنه مات شاباً.
4 (يعقوب بن القعقاع. أبو الحسن الخراساني قاضي مرو.)
عن وعطاء بن أبي رباح.
9...

(9/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 341
وعنه الثوري وابن المبارك وثق.
4 (يعقوب بن قيس الكوفي.)
عن سعيد بن جبير والشعبي وعكرمة. وعنه ابن عيينة ويحيى القطان ومحمد بن عبيد. وثقه أحمد.
4 (يعقوب بن مجاهد. م د.)
أبو حررة المدني القاص مولى بني مخزوم. عن القاسم محمد ومحمد بن كعب وعبادة بن الوليد. وعنه حاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وحسين الجعفي وجماعة. وثقه النسائي. مات سنة خمسين ومائة.
4 (يوسف بن إبراهيم أبو شيبة الجوهري. ت ق.)
بصري واه.
9...

(9/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 342
له عن أنس. وعنه عقبة بن خالد وأبو يحيى الحماني. قال البخاري: عنده عجائب. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
4 (يوسف بن المهاجر الحداد.)
عن القاسم وعمر بن عبد العزيز وأبي جعفر الباقر. وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم ويحيى بن يمان. وثقه ابن معين.
4 (يوسف بن ميمون. أبو خزيمة الصباغ. بصري.)
عن عطاء بن أبي رباح وأنس بن سيرين وحماد بن أبي سليمان. وعنه علي بن مسهر ووكيع وأبو يحيى الحماني. ضعفه أحمد وغيره.
4 (يونس بن أبي الفرات الإسكاف. خ ت ن ق. بصري.)
عن الحسن وعمر بن عبد العزيز وقتادة.
9...

(9/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 343
وعنه هشام الدستوائي ومحمد بن بكر البرساني. وثقه أحمد وغيره. وأما ابن مبان فقال: لا يجوز الاحتجاج به لغلبة المناكير في حديثه.)
9...

(9/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 344
4 (الكنى.)

4 (أبو الأشهب النخعي.)

4 (أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف. خ م ن.)
روى عن عمه أبي أمامة بن سهل. وعنه مالك والثوري وابن المبارك وأبو ضمرة. وكان ثقة.
4 (أبو بكر المدني عن جابر.)
واسمه الفضل، مر.
4 (أبو البلاد هو يحيى بن أبي سليمان الغطفاني الكوفي.)
عن الشعبي ومحمد بن أبي عون الثقفي. وعنه مروان بن معاوية وعبد الله بن داود الخريبي وأبو إسماعيل المؤدب.
9...

(9/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 345
وثقه ابن معين.
4 (أبو الجحاف هو داود بن أبي عوف. ذكر.)

4 (أبو جعفر الخطمي المدني. نزيل البصرة، اسمه عمير بن يزيد.)
روى عن خاله عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكهة وعمارة بن خزيمة بن ثابت وسعيد بن المسيب وعمارة بن عثمان بن حنيف. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويوسف السمتي ويحيى القطان. وثقه ابن معين.
4 (أبو جناب الكلبي. د ت ق. يحيى بن أبي حية. كوفي.)
عن الشعبي وعكرمة والضحاك وغيرهم. وعنه وكيع وابن فضيل وأبو نعيم وجماعة. ضعفه ابن معين وجماعة. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس. وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال البخاري: كان يحيى لاقطان يضعفه.
4 (أبو خالد الدالاني. يزيد بن عبد الرحمن.)
9...

(9/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 346
عن المنهال بن عمرو والحكم بن عتيبة وقتادة. وعنه شعبة وعبد السلام الملائي والمحاربي وشجاع بن الوليد. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (أبو الرحال الأنصاري البصري. ت يقال اسمه خالد بن محمد وقيل محمد بن خالد.)
عن أنس بن مالك وبكر بن عبد الله وأبي رجاء العطاردي.) وعنه سلم بن قتيبة وحرمي بن عمارة وسعدان بن يحيى ويحيى القطان ومكي بن إبراهيم ويزيد بن بيان العقيلي وآخرون. قال البخاري: عنده عجائب. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي. وقال ابن حبان: في حديثه بعض النكرة. وقال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به.
4 (أبو الرحال الطائي الكوفي. خت. اسمه عقبة بن عبيد وهو أخو سعيد الطائي.)
له عن أنس وبشير بن يسار.
9...

(9/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 347
وعنه حفص بن غياث ويحيى القطان وعيسى بن يونس وغيرهم. ليس بحجة.
4 (أبو سعد البقال الكوفي الأعور. ت ق. اسمه سعيد بن المرزبان مولى حذيفة رضي الله عنه.)
روى عن أنس وأبي وائل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة. وعنه شعبة والسفيانان ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى. تركه الفلاس وهو ضعيف عندهم.
4 (أبو سعيد بن عوذ البراد. مكي. اسمه رجاء بن الحارث.)
سمع ابن الزبير وقيل سمع من رجل عنه. حدث عنه يحيى بن المتوكل ومروان بن معاوية وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري وآخرون، وروى أيضاً عن مجاهد وغيره. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ.
4 (أبو سنان الحنفي الفلسطيني عيسى بن سنان.)

4 (أبو سنان الشيباني ضرار بن مرة.)
9...

(9/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 348
4 (أبو سنان الشيباني نزيل الري، سعيد بن سنان.)

4 (أبو السندي سهيل بن ذكوان، مكي.)
عن عائشة وابن الزبير. وعنه هشيم ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون. كذبه يحيى بن معين وتركه غيره وهو الذي زعم أن عائشة كانت سوداء فكذب بمثل هذا.
4 (أبو شعيب المجنون الصلت.)

4 (أبو شهاب الحناط. خ م ن. الأكبر. هو موسى بن نافع، كوفي ثقة قديم.)
روى عن سعيد بن جبير وكجاهد وعطاء. وعنه الثوري ويحيى القطان وأبو أسامة وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي. وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.)
4 (أبو الصباح. ق. سليمان بن بشير، مر.)

4 (أبو عاتكة. ت.)
عن أنس. وعنه الحسن بن عطية وسلام بن سليمان وغسان بن عبيد.
9...

(9/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 349
قال البخاري: منكر الحديث.
4 (أبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد.)
قد ذكر.
4 (أبو جعفر الخزاز، النضر قد ذكر.)

4 (أبو العميس. ع.)
هو أخو المسعودي وهو عتبة بم عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي. روى عن الشعبي وابن ملكية وقيس بن مسلم وعون بن أبي جحيفة. وعنه وكيع وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون. وثقه أحمد وليس هو بالمكثر. قال عباس الدوري: ثنا جعفر بن عون ثنا أبو العميس عن القاسم قال: مر الفرات فجاء برمانة مثل البعير، فتحدث الناس أنها من الجنة.
4 (أبو العنبس.)
عن أبي عمر زاذان. وعنه أبو نعيم وغيره. اسمه سعيد بن كثير.
4 (أبو العنبس.)
9...

(9/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 350
عن القاسم بن محمد وعن عون مولى لأم سلمة. وعنه مسعر وشعبة وإنما أخرته لرفيقيه.
4 (أبو النبس.)
عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث ووكيع اسمه عمرو، مر.
4 (أبو مالك الأشجعي، سعد قد ذكر.)

4 (أبو مسكين، الأودي الكوفي، اسمه الحر فيما قيل.)
روى عن إبراهيم النخعي وهذيل بن شرحبيل. وعنه الثوري وأبو عوانة وعبيدة بن حميد وغيرهم.
4 (أبو مصلح الخراساني. صاحب الضحاك، اسمه نصر بن مشارس.)
حدث عنه بشار بن قيراط ووكيع والنضر بن شميل وعمر بن هارون البلخي.) قال أبو حاتم: شيخ.
4 (أبو الورقاء، فايد.)
9...

(9/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 351
4 (أبو يعفور الكوفي. ع. عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي العامري.)
عن السائب بن يزيد، وإبراهيم النخعي، وأبي الضحا مسلم. وعنه السفيانان وابن المبارك وابن فضيل ومروان بن معاوية وآخرون. وهو ثقة قليل الحديث.
4 (أبو اليقظان هو عثمان بن عمير، مر.)

4 (أبو يونس القوي هو الحسن بن يزيد. مر.)

4 (ابن ميادة.)
من فحول الشعراء الذين أدركوا الدولتين الأموية والهاشمية، واسمه رماح بن أبرد أبو شراحيل، ويقال: أبو شرحبيل المري، وأمه بربرية اسمها ميادة. ومن قول السائر:
(وإني لما استودعت يا أم مالك .......... على قدم من عهدنا لكتوم)

(أأخبر سري ثم أسكتم الذي .......... أخبره إني إذن للئيم.)
آخر الطبقة الخامسة عشرة، والحمد لله رب العالمين.
9...

(9/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 352
5 (الطبقة السادسة عشرة أحداث)

1 (الحوادث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وخمسين ومائة)
توفي فيها حنظلة بن أبي سفيان المكي، وداود بن يزيد الأودي، وسيف بن سليمان في قول، وعبد الله بن عون في رجب، وعبد الله بن عامر الأسلمي، يقال فيها، وعلي بن صالح المكي، وعيسى بن عيسى الحناط، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن إسحاق بن يسار فيها على الأصح، ومعن بن زائدة الأمير، والوليد بن كثير المدني بالكوفة، وصالح بن علي الأمير، بخلف. وفيها عزل عمر بن حفص المهلبي عن السند بهشام بن عمرو التغلبي، ثم ولي المهلبي إفريقية. وسبب عزله عن السند، أن محمد بن عبد الله بن حسن لما خرج بالمدينة، وجه ولده الأشتر في طائفة إلى البصرة، وأمرهم أن يشتروا بها خيلاً ويمضوا بها إلى السند يقدمونها إلى عمر، وكان يتشيع، فقدموا بها، فسر بهم، ودعا خواصه إلى ربيعة محمد، فأجابوه، وفصل الأقبية والأعلام البيض، وتهيأ للخروج، فجاءه مصرع ابن حسن، فوجه عبد الله الأشتر خفية إلى ملك مشرك يثق به، فأكرم الملك مورد الأشتر. وكان معه نحو أربعمائة فكان يركب ويتصيد في هيئة ملك، فبلغ ذلك المنصور فعزل عمر
9...

(9/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 353
بن حفص، ثم إن الأشتر خرج يتنزه، وظفر به أجناد هشام، فاقتتلوا، فقتل الأشتر وأصحابه. وفيها قدم المهدي من الري إلى بغداد، وشرع المنصور فبنى الرصافة وشيدها، وعمل لها سوراً منيعاً وخندقاً وميداناً، وجر إليها الماء، وجعلها للمهدي، وجدد له بيعة العهد من بعده، ثم من بعد المهدي لعيسى بن موسى، وفيها ولي معن بن زائدة، إقليم سجستان.
9...

(9/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 354
4 (احداث سنة اثنين وخمسين ومائة.)
مات إبراهيم بن أبي عبلة، وأبو خلدة خالد بن دينار البصري، وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز وعبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي، وطلحة بن عمرو المكي، وعباد بن منصور الناجي، أبو حرة واصل بن عبد الرحمن، ويونس بن يزيد الأيلي في قول. وفيها وثبت الخوارج ببست على معن بن زائدة فقتلوه لجوره وعسفه.) وفيها غزا حميد بن قحطبة كابل، وولاه المنصور إقليم خراسان. وفيها ولي البصرة يزيد بن منصور، وولي مصر محمد بن سعيد، وعزل عنها يزيد بن حاتم. وحج بالناس المنصور.
9...

(9/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 355
4 (احداث سنة ثلاث وخمسين ومائة.)
مات فيها أبان بن صمعة البصري، وإبراهيم بن سالم بردان وأسامة بن زيدثي، وثور بن يزيد الكلاعي، وبكير بن مسمار، في قول. والحسن بن عمارة قاضي بغداد، وحميد بن أبي حميد البصري، والضحاك بن عثمان الحزامي، وعبد الله بن محمد بن عمرو بن علي الهاشمي، عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وفطر بن خليفة الكوفي، وقدامة بن موسى الجمحي، محل بن محرز الضبي، ومعمر بن راشد البصري باليمن في رمضان، وموسى بن أيوب الغافقي المصري، وموسى بن عبيدة الربذي، وهشام الدستوائي، وهشام بن الغاز الدمشقي، ووهيب بن الورد على الصحيح. وفيها قتل متولي إفريقية عمر بن حفص بن عثمان بن أبي صفرة الأزدي، خرجت عليه أمم من البربر، وعليهم أبو حاتم الإباضي وأبو عاد، فيقال:
9...

(9/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 356
كانوا في خمسة وثمانين ألف فارس، وأزيد من مائتي ألف راجل، وكانوا قد بايعوا بالخلافة أبا قرة الصفرة. وفيها ألزم المنصور رعيته بلبس القلانس الطوال المعروفة بالدنية فكانوا يعلمونها بالقصب والورق ويلبسونها السواد. وفيها يقول أبو دلامة:
(وكنا نرجى من إمام زيادةً .......... فزاد الإمام المصطفى في القلانس.)

(تراها على هام الرجال كأنها .......... دنان يهود جللت بالبرانس.)
وفيها عزل الصائفة مسعود بن عبد الله الجحدري ففتح حصناً بالروم بالسيف. وفيها ولي بكار بن مسلم أرمينية. وفيها دخل الميذ دجلة فوصلوا إلى البصرة فقتلوا وسبوا، ثم سار لحربهم العسكر، فقهروهم واستنقذوا منهم كثيراً مما أخذوا.
9...

(9/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 357
4 (احداث سنة أربع وخمسين ومائة.)
مات فيها أشعب الطمع، وجعفر بن برقان، والحكم بن أبان العدني، وربيعة بن عثمان التيمي، وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب، وعلي بن صالح بن حي الكوفي، وعمر بن إسحاق بن يسار المدني، وقرة بن) خالد الدسوسي، ومحمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي، وأبو عمرو بن العلاء المازني، ومعمر في قول. وفيها قدم المنصور الشام، وزار بيت المقدس، ثم جهز يزيد بن حاتم في خمسين ألفاُ لحرب الخوارج بإفريقة، وأنفق على ذلك الجيش مع شحه بالمال ستين ألف ألف درهم وزيادة. وذكر الواقدي أن صاعقة نزلت بالمسجد الحرام فأهلكت خمسة نفر.
9...

(9/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 358
وفيها هلك الوزير أبو أيوب المورياني، كان المنصور قد غضب عليه في عام أول، فسجنه وأخاه خالداً، وبني أخيه وصادرهم. وسبب غضبه عليهم أن كاتب سر الوزير سعى به إلى المنصور، فهلك أبو أيوب وضرب أعناق بني أخيه. وقال مروان بن محمد الطاطري: قدم المنصور دمشق، فاستعمل على قضائها يحيى بن حمزة، فاعتل بأنه شاب، فقال: إني أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية، فبقي على القضاء ثلاثين سنة.
9...

(9/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 359
4 (احداث سنة خمس وخمسين ومائة.)
فيها توفي زبان بن فائد المصري، وصفوان بن عمرو بن عمرو الحمصي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التجيبي، وعثمان بن أبي العاتكة الدمشقي، وعثمان بن عطاء الخراساني بالشام، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ظناً، ومسعر بن كدام على الصحيح والمفضل بن لاحق، وأبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح في قول. وفيها استنفذ يزيد بن حاتم المغرب من الخوارج بعد حروب عظيمة، وقتل أبا عاد وأبا حاتم ملكي الخولرج، ومهد الإقليم وبقي على إمرته خمسة عشر عاماً. وفيها سار المهدي إلى الرافقة، فنزل هناك، وأنشأ المدينة. وفيها أمر الخليفة بعمل سور على البصرة، وسور على الكوفة، فعملا من أموال أهل البلدين، وولي البصرة الهيثم بن معاوية العتكي.
9...

(9/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 360
وفيها عزل المنصور أخاه العباس بن محمد عن الجزيرة، وحسبه مدة وأغرمه أموالاً، واستعمل عليها موسى بن كعب. وفيها عزل عن المدينة الحسين بن زيد بن الحسن العلوي بعبد الصمد عم المنصور وجعل معه فليح بن سليمان معيناً له.) وفيها كانت غزوة ذاذقشة بناحية بحر الخزر، ومقدم الإسلام متولي أرمينية يزيد بن أسيد السلمي، وكان أحد الأبطال الموصوفين فجرح، وقد كان من بقايا أمراء بني على أرمينية، وله موعظة بليغة يوم المصاف، رواها الوليد بن مسلم. ولربيعة الشاعر فيه، وفي يزيد بن قبيصة المهلبي متولي إفريقية:
(لشتان ما بين اليزيدين في الندى .......... يزيد سليم والأغر ابن حاتم)

(فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله .......... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم)

(ولا يحسب التمام أني هجوته .......... ولكنني فضلت أهل المكارم)
9...

(9/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 361
4 (احداث سنة ست وخمسين ومائة.)
توفي فيها أفلح بن سعيد القبائي، وأفلح بن حميد المدني في قول، وحماد الراوية بالعراق، وحمزة بن حبيب الزيات. وسوار بن عبد الله العنبري القاضي، وعبد الله بن شوذب البلخي بالشام، وعبد الحكيم بن أبي فروة، وعبد الرحيم بن زياد بن أنعم الإفريقي، وعلي بن أبي حملة الشامي، وعمر بن ذر الهمذاني، وعيسى بن عمر الهمذاني المقرئ، وقباث بن رزين اللخمي، وهشام بن غاز في قول، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني والهيثم بن معاوية العتكي الأمير. وفيها كان الهيثم المذكور أمير البصرة قد ظفر بعمرو بن راشد الذي كان ولاه إبراهيم بن عبد الله بن حسن، إذ خرج على إقليم فارس فصلب بالبصرة بعد قطع أربعته، ثم عزل الهيثم واستعمل سوار بن عبد الله على الصلاة مضافاً إلى القضاء، فمات الهيثم فجأة ببغداد على صدر سريته. وولي شرطة البصرة سعيد بن دعلج.
9...

(9/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 362
4 (احداث سنة سبع وخمسين ومائة.)
توفي فيها قاضي مرو الحسين بن واقد، وسعيد بن أبي عروبة في قول، وطلحة بن سعيد الإسكندري، وعامر بن إسماعيل الحارثي الأمير، وفقيه الشام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعمر بن صهبان، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، ومصعب بن ثابت بن الزبير في قول، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو مخنف لوط في قول. وفيها أنشأ المنصور قصره الذي سماه الخلد. وفيها عرض جيوشه في السلاح والخيل، وخرج هو وعليه درع وقلنسوة سوداء مضربة، وفوقها الخوذة، ونقل الأسواق من بغداد، وعملت بظاهرها بباب الكرخ، وأمر بعمل ذلك من ماله، ووسع شوارع بغداد، وهدم دوراً لذلك.) وفيها استعمل على البصرة بعد موت سوار عبيد الله بن الحسن العنبري، واستعمل على السند معبد بن خليل، و صرف هشام بن عمرو.
9...

(9/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 363
وفيها غزا الروم يزيد بن أسيد السلمي فوجه على بعض جيشه سناناً مولى البطال، فسبى وغنم.
9...

(9/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 364
4 (احداث سنة ثمان وخمسين ومائة.)
فيها مات أفلح بن حميد على الصحيح، وحيوة بن شريح المصري، وسعيد بن عبد الجبار، وأمير المؤمنين أبو جعفر عبد الله بن محمد المنصور، وعبد الله بن عياش الأخباري المشهور بالمنتوف، وجبير القصاب، وحاجب ابن عمر، وزفر بن الهذيل الفقيه وعوانة بن الحكم أخباري علامة، والقاسم بن مبرر الأيلي، ومخرمة بن بكير، ومالك بن مغول الكوفي، ومعاوية بن صالح قاضي الأندلس. وفيها وجه المنصور ولده إلى الرقة، فعزل موسى بن كعب عن الجزيرة، ووليها يحيى بن خالد بن برمك، فروى الحسن بن وهب عن سعيد عن صالح بن عطية قال: كان المنصور قد الزم خالد بن برمك بثلاثة آلاف ألف درهم نذر دمه، وأجله ثلاثة أيام، فقال خالد لابنه: يا بني قد ترى ما حل بنا فانصرف إلى أهلك، فما كنت فاعلاً بهم بعد موتي فافعل، والق إخواننا، ومر بعمارة بن حمزة، وصالح صاحب المصلى، ومبارك التركي، فأعلمهم حالنا. قال ابن عطية: فحدثني يحيى قال: أتيتهم فمنهم من تجهمني وأرسل
9...

(9/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 365
المال سراً، زاستأذنت على عمارة، فدخلت وسلمت، فرد رداً ضعيفاً وقال: كيف أبوك قلت: بخير، يستسلفك لما نزل به، فسكت، فضاق بي موضعي ولعنته على تيهه وكبره، فلم ألبث أن بعث عمارة مع رسوله مائة ألف، وجمعنا في يومين ألفي ألف وسبعمائة ألف. فوالله إني لعلى الجسر ماراً وأنا مهموم، إذ وثب إلي زاجر فقال فرخ الطائر أخبرك، فلم ألتفت إليه، فتعلق باللجام، فقال: أنت والله مهموم، وليفرجن الله همك ولتمرن غداً هنا واللواء بين يديك، فأقبلت أعجب منه، فقال: فإن تم ذلك فلي خمسة آلاف درهم، قلت: نعم، ومضيت، فورد المسيب بن زهير كان صديقنا: عندي يا أمير المؤمنين رأي، إنك لا تنتصحه وستلقاني برده، قال: قل فلست أستغشك، قال: ما رميتها بمثل خالد بن برمك، قال: ويحك ويصلح لنا بعدما أتينا إليه قال: نعم وأنا ضامن له، فأمر بإحضاره، وصفح عن الثلاثمائة ألف الباقية، وعقد) له، وأعطيت الزاجر خمسة آلاف، وامرني على هيئة من البأو والكبر، فسلمت، فما رد، بل قال: كيف أبوك فأخبرته، وذكرت له رد المال، فاستوى جالساً، ثم قال: أكنت صيرفياً لأبيك يأخذ مني إذا شاء ويرد إذا شاء، قم عني لا قمت فرجعت إلى أبي فأعلمته فقال: أي بني إنه عمارة، ومن لا يعترض عليه. وعن بعض الواصلة قال: ما هبنا أميراً قط ما هبنا ابن برمك. واستعمل المهدي على أذربيجان يحيى بن خالد بن برمك، واتصلت ولايته بولاية أبيه، وكان المنصور يقول: ولد الناس أبناء وولد خالد أباً.
9...

(9/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 366
وفيه نزل المنصور قصره الخلد، وسخط على صاحب شرطته المسيب بن زهير وقيده وسجنه لكونه قتل أبان بن بشر الكاتب تحت السياط، ثم شفع المهدي فيه فرد إلى منصبه. وفيها سقط المنصور عن فرسه، فشج بين حاجبيه. وفيها أمر المنصور نائب مكة محمد بن إبراهيم الهاشمي بحبس سفيان الثوري، وعباد بن كثير، فحبسهما، وكان يسامرهما خفية، ثم أهمه أمرهما، وخاف أن يحج المنصور فيقتلهما، فنذر راحلة وذهباً في السر إلى عباد وسفيان، وإلى شخص علوي ليهربوا أو يختفوا. وقدم المنصور بآخر رمق، فمات ووقى الله شره، تمرض في أثناء الدرب وحمي مزاجه، وتم الربيع الحاجب موته، ومنع النساء من البكاء، فلما أصبح جمع الأمراء وأخذ البيعة للمهدي. وأقام الموسم إبراهيم بن يحيى بن محمد العباسي ابن أخي المنصور، وهو شاب أمرد. وفيها مات طاغية الروم لعنه الله.
9...

(9/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 367
4 (احداث سنة تسع وخمسين ومائة.)
مات فيها أصبغ بن زيد الواسطي، وحميد بن قحطبة الأمير، وعبد العزيز بن أبي رواد بمكة، وعكرمة بن عمار اليمامي، وعمار بن زريق الضبي، ومالك ابن مغول قيل في أولها، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو بكر الهذلي واسمه سلمى. وفيها غزا الصائفة العباس أخو المنصور، فوصل إلى أنقرة بأرض الروم. وافتتح مدينة. وهلك نائب خراسان ابن قحطبة، فولي بعده ابنه عبد الله، وقيل: مليها أبو عون عبد الملك بن يزيد. وولي حمزة بن مالك سجستان.) وولي جبريل بن يحيى سمرقند وتلك الناحية. وتوجه عبد الملك بن شهاب المسمعي في البحر لغزو الهند، وفرض معه الألفين، وخرج معه خلق من المطوعة، فمضوا حتى وافوا مدينة باربد من الهند، في سنة ستين ومائة. واستعمل المهدي على السند روح بن حاتم، بإشارة وزيره أبي عبيد الله.
9...

(9/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 368
وفيها أطلق من السجن يعقوب بن داود، والحسن ولد إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وسلم الحسن إلى أمير يتحفظ به، فهرب الحسن، فتلطف المهدي حتى وقع به بعد مدة. وفيها عزل عن الكوفة إسماعيل الثقفي بعثمان بن لقمان الجمحي، وقيل بغيره. وعزل عن قضاء البصرة عبيد الله العنبري، وعن شرطتها سعيد بن دعلج، وولي حربها عبد الملك بن أيوب النميري ثم عزل، وولي عمارة بن حمزة بن واقد الفهري على الصلاة. وفيها عزل يزيد بن المنصور خال المهدي عن اليمن، ووليها رجاء بن روح، وعزل عن مصر مطر مولى المنصور بأبي ضمرة محمد سليمان. وفيها تحرك الأمراء والخراسان في خلع ولي العهد عيسى بن موسى، وجعلها أعني ولاية العهد لموسى ولد المهدي، فكتب المهدي لما تبين ذلك إلى الكوفة إلى عيسى ليقدم عليه، فأحس فلم يأت، فاستعمل المهدي على الكوفة روح بن حاتم بن قبيصة المهلبي، فجعل عيسى يتردد إلى قرية له، ولا يقيم بالكوفة إلا شهرين في العام، وأخذ النهدي يلح على عيسى في النزول عن العهد ويرغبه ويرهبه، فأجابه مكرهاً، وبايع لموسى الهادي، ثم من بعده لهارون الرشيد. فأمر المهدي لعيسى بعشرة آلاف ألف درهم، وأقطعه عدة قرى. وقدم من اليمن يزيد بن منصور فحج بالناس.
9...

(9/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 369
4 (احداث سنة ستين ومائة.)
توفي فيها الأسود بن شيبان، وأيوب بن عتبة، وبحر بن كنيز السقاء، والحسن بن أبي جعفر الجفري قول، وحرملة بن عمران التجيبي، وخليفة بن خياط الكبير جد شباب، والخليل بن مرة البصري، والربيع بن صبيح، وسفيان بن حسين الواسطي، وشعبة بن الحجاج العتكي، وعبد الله بن صفوان الجمحي أمير المدينة، وعباس بن عقبة الحضرمي، ومجمع بن يعقوب المدني، وعيسى بن علي الهاشمي الأمير. وفيها كان خروج يوسف البرم بخراسان، منكراً على المهدي الحالة التي هو عليها من) الانهماك على اللهو واللذات وغير ذلك، فاجتمع معه خلق، فتوجه لحربه يزيد بن مزيد الشيباني فأسره، وأسر جماعة من جماعة من جنده، وبعث بهم إلى الحضرة، فقطعت أطراف يوسف، ثم قتل هو وأصحابه، وصلبوا. زفيها قدم بغداد عيسى بن موسى فتلقي بالإكرام، ثم إنه حضر يوماً قبل جلوس المهدي، فدخل عليه طائفة من أمراء الوقت، فأغلقوا عليه باب المجلس،
9...

(9/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 370
أو هو أغلق على نفسه خوفاً منهم، فكادوا أن يكسروا الباب بالدبابيس، وشتموه وحصروه، فجاء المهدي وأنكر ذلك، فلم ينتهوا، إلى أن كاشفه ذوو الأسنان من أهل بيته بحضرة المهدي، وأغلظوا له وعنفوه ليخلع نفسه، وكان أشدهم عليه محمد بن سليمان بن علي، فاعتذر بأن عليه أيماناً مشددة في أمواله ونسائه، فأحضروا له القضاة والعلماء فأفتوه بما رأوا من المصلحة، وكفر عنه المهدي، وأعطاه أموالاً كما قدمنا. وكان خلعه في أثناء المحرم، ثم صعد المهدي المنبر وخطب، وصعد عيسى فبايع أول الناس بالعهد لموسى الهادي. وكتب بخلعه ما صورته: هذا كتاب لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين، ولأهل بيته وجنده وعامة المسلمين، كتبه عيسى بن موسى فيما كان جعله له من العهد إذ كان أبى حتى اجتمعت كلمة المسلمين واتسق أمرهم على الرضا بولاية موسى، وخلعت نفسي مما كان في رقابهم من البيعة لي، وجعلتكم في حل وسعة من ذلك، فليس في ذلك لي دعوى ولا طلبة ولا حجة ولا مقالة ولا طاعة على أحد، ولا بيعة في حياتهما، ولا ما دمت حياً، والتمام عليه عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله وذمة آبائي، واعظم ما اخذ الله واعتهد على أحد من خلقه من عهد أو ميثاق، أو تغليظ على السمع والطاعة والنصيحة لهما، والموالاة لهما، ولمن والاهما، والمعاداة لمن عاداهما في هذا الأمر الذي خرجت منه، فإن أنا نكثت أو غيرت أو أدغلت، فكل زوجة لي أو أتزوجها إلى ثلاثين سنة طالق ثلاثاً البتة، وكل مملوك لي أو أملكه إلى ثلاثين سنة أحرار، وكل ملك لي من نقد أو عرض أو قرض أو أرض أو أستفيده إلى ثلاثين سنة صدقة على المساكين، وعلي المشي من العراق حافياً إلى بيت الله نذراً واجباً ثلاثين سنة لا كفارة لي ولا مخرج إلا الوفاء به، والله علي بالوفاء بذلك راع كفيل شهيد.
9...

(9/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 371
وشهد عليه بذلك أربعمائة وثلاثون.) وفيها نازل عبد الملك المسمعي باربد من الهند، ونصب المجانيق عليها وافتتحها عنوة، حتى ألجأهم المسلمون في المدينة إلى بدهم، فأشعلوا فيها التيران والنفط، فاحترق منهم طائفة، وقتل خلق، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلاً، ولبث المسلمون مدة لهيجان البحر، فأصابهم في أفواههم داء يقال له قر، فمات منهم نحو ألف، منهم الربيع بن صبيح المحدث، ثم ركبوا البحر، فلما قاربوا بلاد فارس عصفت عليهم ريح عظيمة كسرت أكثر المراكب، فلله الأمر. وفيها جعل أبان بن صدقة وزيراً لهارون ولد المهدي. وفيها عزل أبو عون عن خراسان ووليها معاذ بن مسلم. وحج بالناس المهدي، فأحضر إليه الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فعفى عنه وأحسن صلته، وأقطعه بالحجاز، ونزع المهدي كسوة البيت وكساه كسوة جديدة، فقيل: إن حجبة الكعبة أنهوا إليه أنهم يخافون على الكعبة أن تتهدم لكثرة ما عليها من الأستار، فأمر بها فجردت، ولما انتهوا إلى كسوة هشام بن عبد الملك وجدوها ديباجاً غليظاً إلى الغاية.
9...

(9/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 372
ويقال: إن المهدي قسم في حجته هذه في أهل الحرمين ثلاثين ألف ألف درهم، ثم وصل إليه من اليمن أربعمائة ألف دينار فقسمهما أيضاً، وفرق من الثياب الخام مائة ألف ثوب وخمسين ألف ثوب، ووسع في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقرر في حرسه خمسمائة رجل من الأنصار، ورفع أقدارهم وأرزاقهم. وفي هذا العام حمل الثلج للمهدي حتى وصلوا به إلى مكة، وهذا شيء لم يتهيأ لملك قط، نهض بحمله ومداراته محمد بن سليمان الأمير.
9...

(9/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 373
1 (تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف.)

4 (حرف الألف.)

4 (أشعب الطمع، هو أشعب بن جبير، ويعرف بابن أم حميدة المدني الذي يضرب به المثل.)
روى عن عكرمة وأبان بن عثمان وسالم بن عبد الله. وعنه معدي بن سليمان وأبو عاصم النبيل وغيرهما. وله نوادر وتطفيل ولكنه كذب عليه وألصق به أشياء، ومن أصح ذلك ما روى الأصمعي قال: عبث الصبيان بأشعب فقال: ويحكم اذهبوا سالم يقسم تمراً، فعدوا فعدا معهم وقال: وما يدريني لعله حق. وأم حميد كانت مولاة لأسماء بنت الصديق. وقيل: إن أشعب من موالي عثمان. وقيل: ولاؤه لسعيد بن العاص الأموي. وقيل: مولى فاطمة بنت الحسين.
9...

(9/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 374
وقيل: مولى ابن الزبير. وقيل: إنه لقي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فالله أعلم وقد وفد على الوليد بن يزيد. قال سليمان ابن بنت شرحبيل: نا عثمان بن فائد نا أشعب مولى عثمان بن عفان عن عبد الله ابن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه مرة أو مرتين. عثمان ذو مناكير. وقال أبو أمية الطرسوسي: ثنا ابن عاصم النبيل عن أبيه قال: قلت لأشعب الطامع أدركت فما كتبت شيئاً فقال: ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: لله على عبادة نعمتان، ثم سكت، فقلت: اذكرهما، فقال: الواحدة نسيها عكرمة والأخرى نسيتها أنا. ويقال: إن أشعب كان خال الأصمعي. وقال مصعب الزبيري بن عثمان، قال أشعب: كان عبد الله بن عمرو بن عثمان ينفعني وكنت ألهيه فمرض ولهوت عنه في بعض خرباتي أياماً ثم جئت منزلي فقالت لي زوجتي: ويحك أين كنت عبد الله بن عمرو يطلبك وهو يقلق لتلهيه، قلت: إنا لله، ثم فكرت فقلت: هاتوا قارورة دهن خلوقية ومئزر الحمام فخرجت فمررت بسالم بن عبد الله فقال: يا أشعث هل لك في هريسة قلت: نعم جعلت فداك، فأكلت حتى عجزت فقال لي: ويحك لا تقتل نفسك فما فضل بعثناه إلى بيتك، ثم خرجت فدخلت الحمام وصببت علي الدهن، فصار لوني كالزعفران،) فلبست أطماري وعصبت
9...

(9/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 375
رأسي وأخذت عصاً أمشي عليها حتى جئت باب ابن عمرو فلما رآني حاجبه قال: ويحك يا أشعب ظلمناك وأنت هكذا فقلت أدخلني على سيدي، فأدخلني، فإذا عنده سالم، فقال لي عبد الله ظلمناك وغضبنا عليك وقد بلغت ما أرى من العلة، فتضاعفت وقلت: يا سيدي كنت عند بعض من أغشاه فأصابني البطن والقيء فما حملت إلى بيتي إلا جنازة فبلغتني علتك فخرجت أدب. قال: فنظر إلي سالم وقال: أشعب قلت: أشعب، قال: ألم تكن عندي آنفاً قلت: ومن أين أكون عندك جعلت فداك وأنا أموت، فجعل يمسح عينيه ويقول: ألم تأكل الهريس آنفاً قال فأقول: وهل بي أكل جعلت فداك فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، والله إني لأرى الشيطان يتمثل على صورتك ما أرى مجالستك تحل، ووثب ففطن بي عبد الله فقال: مالك أشعب تخدع قال: أصدقني، قلت: بالأمان، قال: نعم، فحدثته، فضحك ضحكاً شديداً. ورواها أبو داود السنجي عن الأصمعي عن أشعب. قال الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها، فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم. وروى أن أمه أسلمته في البزازين فقالت له: ما تعلمت قال: نصف الشغل، قالت: وما هو قال: النشر وبقي الطي. وقال الزبير: حدثني عمر ومحمد بن الضحاك والموؤلي قالوا: كان زياد نهماً على الطعام وكان له جدي في رمضان يوضع بين يديه فلا يمسه
9...

(9/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 376
أحد، فجعل إسماعيل بن جعفر بن محمد عشرين ديناراً لأشعب على أن يأكل مع زياد من الجدي، فلما مد يده إلى الجدي فقال زياد لصاحب الشرطة: بلغني أن المحبوسين لا قارئ لهم، وهم قوم من المسلمين فاحبس أشعب في هذا الشهر عندهم يؤمهم، وكان أشعب قارئاً فقال: أو غير ذلك أصلحك الله، قال: وما هو قال: أحلف أن لا آكل جدياً. وعن أشعب: أن رجلاً شوى دجاجة ثم ردها فسخنت، ثم ردها أيضاً فقال أشعب: هذه كآل فرعون، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً. وفي المجالسة الدينورية عن النضر بن عبد الله الحلواني أنه سمع الأصمعي يقول: أصاب أشعب ديناراً بمكة فاشترى به قطيفة وأتى منى فجعل يقول: يا من ذهبت منه قطيفة. وقيل: إن رجلاً دعاه فقال: ما أجيبك أن أخبر بكثرة جموعك، فقال: على أن لا أدعو سواك،) فأجابه، فبينا هم كذلك، إذ طلع صبي فصاح أشعب: من هذا ألم أشرط عليك قال: يا أبا العلاء هو ابني زفيه عشر خصال ما هي في صبي قال: وما هن قال: لم يأكل مع ضيف، قال: حسبي، التسع لك. وقال محمد بن الحسين بن سماعة: حدثني محمد بن أحمد عمن حدثه: قال أشعب: جاءني جاريتي بدينار فجعلته تحت المصلى، ثم جاءت بعد أيام تطلبه، فقلت: ارفعي المصلى، فإن كان قد ولد فخذي ولده ودعيه، وكنت قد جعلت معه درهماً. فتركه، وعادت الجمعة الأخرى، وقد أخذته، فبكت، فقلت: مات دينارك في النفاس، فصاحت، فقلت: صدقت
9...

(9/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 377
بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس. وقال الشافعي: ولع الصبيان بأشعب، فقال: ويحكم، سالم يقسم جوزاً، فعدوا مسرعين، فعدا معهم. وقد مرت هذه، لكنه قال تمراً. وقال أبو عاصم: أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب، فقال له: حدثه بما بلغ من طمعك، فقال: ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلي. وروي عن الهيثم بن عدي وعن أبي عاصم قال: مر أشعب برجل يعمل طبقاً فقال: وسعه لعلهم يهدون لنا فيه. وعن أبي عاصم قال: مررت يوماً، فإذا أشعب ورائي، فقلت: ما لك قال: رأيت قلنسوتك قد مالت، فقلت: لعلها تقع فآخذها، فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه. وروى ابن أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبيه قال أشعب: ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء. وقيل: كان يجيد الغناء. قيل: إنه مات سنة أربع وخمسين ومائة.
9...

(9/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 378
4 (حرف الجيم.)

4 (جحا، أبو الغصن، واسمه دجين بن ثابت اليربوعي البصري.)
وما أظنه صاحب المجون فإن ذاك متأخر عن هذا، ولحقه عثمان بن أبي شيبة. رأى أبو الغصن دجين أنس بن مالك وروى عن أسلم مولى عمر وهشام بن عروة. وعنه ابن المبارك ومسلم بن إبراهيم وأبو جابر محمد بن عبد الملك وبشر بن محمد السكري) والأصمعي وأبو عمر الحوضي. قال عبد الرحمن بن مهدي وسئل عن حديث دجين بن ثابت الذي يروي عنه أسلم، فقال: قال لنا مرة: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز، فقلنا له: إن هذا لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فتركه، فما زالوا به حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، فلا يعتد به كان يتوهمه ولا يدري من هو. وقال النسائي: ليس بثقة. وقد ساق له ابن عدي أربعة أحاديث ثم قال: ولدجين غير ما ذكرت شيء يسير، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ، ثم ساق عن يحيى بن معين قال: الدجين بن ثابت هو حجا، ثم قال ابن عدي: أخطأ من حكى هذا عن ابن معين لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا، والدجين
9...

(9/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 379
إذا روى عنه ابن المبارك ووكيع وعبد الصمد وغيرهم، هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا والدجين رجل أعرابي. قلت: وكذا ذكر الشيرازي في الألقاب أنه جحا، ثم روى أن مكي بن إبراهيم قال: رأيت جحا فالذي يقال فيه مكذوب عليه، وكان فتى ظريفاً، وكان له جيران مخنثون يمازحونه ويزيدون عليه. وقال عباد بن حبيب: حدثني أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه. مسلم بن إبراهيم: نا أبو الغصن الدجين بن ثابت ثنا أسلم قال: كنا نقول لعمر رضي الله عنه: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: إني أخشى أن أزيد أو أنقص، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. وقال ابن حبان: الدجين بن ثابت يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا وليس كذلك، ثنا أبو خليفة نا مسلم فذكر الحديث.
9...

(9/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 380
4 (حرف الحاء.)

4 (الحسن بن عمارة. ت ق. بن مضرب البجلي مولاهم الكوفي أبو محمد الفقيه أحد الأعلام)
ولي القضاء للمنصور ببغداد. وحدث عن ابن أبي ملكية وعطية العوفي وشبيب بن غرقدة والحكم وعنمرو بن مرة والزهري وطبقتهم. وعنه السفيانان ويحيى بن سعيد القطان وسعد بن الصلت وعبد الرزاق وشبابة بن سوار وآخرون.) وكان شعبة يتكلم فيه، قال: روى عن الحكم أشياء لم نجد لها أصلاً. وقال مسلم وغيره: متروك الحديث. وقال ابن عيينة: كان له فضل، غيره أحفظ منه، ورماه شعبة بالكذب. وقال النضر بن شميل: قال الحسن بن عمارة: الناس كلهم في حل ما خلا شعبة.
9...

(9/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 381
وأما علي بن المديني فقال: أمره أبين من قول شعبة. وقال الفلاس: متروك الحديث، صدوق معني في نفسه. وقد كان ابن عمارة يصل الأعمش ومسعراً وله ثروة وحشمة. وقال النضر بن شميل: ثنا شعبة قال: أفادني الحسن بن عمارة عن الحكم سبعين حديثاً فلم يكن لها أصل، فقال ابن حبان: كان بلية ابن عمارة أنه كان يدلس على الثقات ما وضع عليهم الضعفاء. كان يسمع من موسى بن مطر وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم ثم يسقط أسماءهم ويرويها عن مشايخهم الثقات. فلما رأى شعبة تلك الموضوعات أنكرها وأطلق لسانه فيه، ولم يعلم أن بليتها من غيره، فهو جنى على نفسه. وروى عبدان بن عثمان عن أبيه عن شعبة قال: روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار، سبعة أحاديث فلقيت الحكم فسألته عنها فقال: ما حدثته بحديث منها. وقال ابن المبارك عن ابن عيينة: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروي عن الزهري جعلت إصبعي في أذني. وقال أحمد بن حنبل وغيره: متروك الحديث. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
9...

(9/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 382
4 (حماد الراوية.)
هو أبو القاسم بن أبي ليلى. ولاؤه لبكر بن وائل. وقيل اسم أبيه سابور بن مبارك الديلمي الكوفي. كان أخبارياً علامة خبيراً بأيام العرب وأنسابها ووقائعها ولغاتها وشعرها. وكانت بنو أمية تقدمه وتؤثره وتحب مجالسته. قيل: إن الوليد بن يزيد قال له: كم مقدار ما تحفظ من الشعر فقال: كثير، ولكني أنشدك على كل حرف مائة قصيدة طويلة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام. قال:) سأمنحك، فأنشده حتى ضجر الوليد فوكل به من يستوفي عليه فأنشده ألفين وتسعمائة قصيدة، فأمر له بمائة ألف. وكان حماد قد انقطع إلى يزيد بن عبد الملك في خلافته، وكان هشام يجفوه لذلك، وقد وصله مرة واستشهده. روى عن الفرزدق وأمثاله. روى عنه الهيثم بن عدي وعبد الله بن الأجلح وجماعة. قلت: وفي لزومه ليزيد نطر إلا أن يكون يزيد بن الوليد فإن مولد حماد قبل سنة خمس وتسعين. وقيل: إن حماداً قرأ القرآن من المصحف فصحف في نيف وثلاثين موضعاً. قال محمد بن سلام الجمحي: هو أول من جمع أشعار العرب، وكان غير موثوق به، كان ينحل شعراً لرجل غيره ويزيد في الأشعار. قيل: توفي حمار الراوية خمس وخمسين ومائة. وقيل سنة ست.
9...

(9/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 383
4 (حماد عجرد.)
من كبار الأخباريين. كان بينه وبين بشار بن برد أهاج ومعارضات، وكان بالكوفة الحمادون الثلاثة: هذا وحماد الراوية المذكور وحماد بن الزبرقان، فكانوا يشربون الخمر ويتهمون بالزندقة. وهذا فاسمه حماد بن يونس بن كليب أبو يحيى الكوفي. وقيل هو واسطي. قال خلف بن المثنى: كان يجتمع بالبصرة عشرة في مجلس لا يعرف مثلهم في تضاد أديانهم ونحلهم: الخليل بن أحمد سني، والسيد بن محمد الحميري رافضي، وصالح بن عبد القدوس ثنوي، وسفيان بن مجاشع صفري، وبشار بن برد خليع ماجن، وحماد عجرد زنديق، وابن رأس الجالوت يهودي، وابن نطيرا متكلم النصارى، وعمرو ابن أخت المؤيد المجوسي، وروح بن سنان الحراني صابئي، فيتناشد الجماعة أشعاراً، فكان بشار يقول: أبياتك هذه يا فلان، أحسن من سورة كذا وكذا، وبهذا المزاح ونحوه كفروا بشاراً. ولحماد عجرد نظم فائق. مات سنة خمس وخمسين ومائة. وقيل: سنة إحدى وستين. وقيل غير ذلك. ويقال: إنه قتل.
4 (حمزة الزيات. م.)
) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الإمام العلم أبو عمارة التيمي الكوفي الزيات، أحد السبعة القراء، مولى آل عكرمة بن ربعي.
9...

(9/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 384
كان عديم النظير في وقته علماً وعملاً، قيماً بكتاب الله، رأساً في الورع. قرأ على حمران بن أعين والأعمش وجماعة. وحدث عن الحكم وطلحة بن مصرف وعدي بن ثابت وعمرو بن مرة وحبيب بن أبي ثابت ومنصور بن المعتمر، وعدة. وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب إلى الكوفة الجبن والجوز. وأصله من سبي فارس. وقيل: ولاؤه لبني عجل. وقال سليم بن عيسى: ولاؤه لتيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وتيم الله من ربيعة بن نزار. قرأ على حمزة: سليم بن عيسى الحنفي وه أنبل أصحابه وأبو الحسن الكسائي أحد السبعة وعائذ بن أبي عائذ، والحسن بن عطية، وشعيب بن حرب وعبد الله بن صالح العجلي، وعدد كثير. وحدث عنه الثوري وشريك وجرير وأبو الأحوص وابن فضيل ويحيى بن آدم وقبيصة وبكر بن بكار وحسين الجعفي، وخلق سواهم. قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفاً إلا بأثر. وقال عبد الله العجيلي: قرأ رجل على حمزة فجعل يمد، فقال: لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة. قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والإدغام: ألكم فيه إمام قال: نعم، حمزة، كان يهمز ويكسر وهو إمام من أئمة المسلمين وسيد القراء والزهاد لو رأيته لقرت عينك به من نسكه.
9...

(9/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 385
وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه. وذكر جرير بن عبد الحميد أن حمزة مر به فطلب ماءً قال: فأتيته يشرب مني لكوني أحضر القراءة عنده. وقال يحيى بن معين: سمعت ابن فضيل يقول: ما أحسب أ، الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة. وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث: ألا تسألوني عن الدر قراءة حمزة، وبلغنا أ،) رجلاً قال لحمزة: يا أبا عمارة رأيت رجلاً من أصحابك همز حتى انقطع زره، فقال: لم آمرهم بهذا كله. وقال محمد بن الهيثم: أدركت الكوفة ومسجدها الغالب عليه قراءة حمزة الزيات. وروى عن حمزة قال: إن لهذا التحقيق حداً ينتهي إليه ثم يكون قبيحاً. وعنه قال: إنما الهمز رياضة فإذا حسنها الرجل سهلها. وقيل: إن حمزة أم الناس سنة مائة. وروى أحمد بن زهير عن ابن معين قال: حمزة ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس، وقد كره قراءة حمزة: ابن إدريس الأودي وأحمد بن حنبل وجماعة لفرط المد والأمالة والسكت على الساكن قبل الهمز وغير ذلك، حتى أن بعضهم رأى إعادة الصلاة إذا كانت بقراءة حمزة، وهذا غلو. والذي استقر عليه الاتفاق وانعقد الإجماع على ثبوت
9...

(9/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 386
قراءته وصحتها، وإن كان غيرها أفصح منها إذ القراءات الثابتة فيها الفصيح والأفصح. وبالجملة إذا رأيت الإمام في المحراب لهجاً بالقراءات وتتبع غريبها فاعلم أنه فارغ من الخشوع محب للشهرة والظهور، ونسأل الله السلامة في الدين. قيل: إن حمزة رحمه الله مات بحلوان سنة ست وخمسين ومائة على الصحيح، وكان أيضاً رأساً في الفرائض. وقيل: إنه مات سنة ثمان وخمسين ومائة. والله أعلم. وقد استوفيت ترجمته في طبقات القراء. ومات وقد قارب الثمانين.
4 (حيوة بن شريح. ع. بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الفقيه، من رؤوس العلم والعمل)
بديار مصر. روى عن ربيعة بن يزيد القصير وعقبة بن مسلم ويزيد بن أبي حبيب وأبي يونس سليم بن جبير وطائفة. وعنه ابن المبارك وأبو وهب وأبو عاصم. والمقري وعبد الله بن يحيى البرلسي، وجماعة آخرهم موتاً هانئ بن المتوكل الإسكندراني.
9...

(9/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 387
وثقه أحمد وغيره.) وقال ابن وهب: ما رأيت أحداً أشد استخفاءً بعلمه من حيوة، وكان يعرف بالإجابة يعني في الدعاء. وقال ابن المبارك: وصف لي حيوة فكانت رؤيته أكبر من صفته. وقال ابن وهب: كان حيوة يأخذ عطاء في السنة ستين ديناراً فلم يطلع إلى منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه، وبلغ ذلك ابن عم له فأخذ عطاءه فتصدق به كله وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئاً، قال فشكا إلى حيوة فقال: أنا أعطيت ربي بيقين وأنت أعطيته تجربة. وكنا نجلس إلى حيوة للفقه فيقول: أبدلني الله بكم عموداً أقوم وراءه أصلي ثم فعل ذلك. وروى أحمد بن سهل الأزدي عن خالد بن الفزر قال: كان حيوة ابن شريح من البكائين، وكان ضيق الحال جداً فجلست وهو متخل يدعو، فقلت: لو دعوت أن يوسع عليك فالتفت يميناً وشمالاً فلم ير أحداً فأخذ حصاة فرمى بها إلي فإذا هي والله تبرة في كفي ما رأيت أحسن منها، وقال: ما خير في الدنيا إلا للآخرة، ثم قال: هو أعلم بما يصلح عباده. فقلت: ما أصنع بهذه قال: استنفقها، فهبته والله أن أردها. وقال حيوة مرو لبعض الولاة: لا تخلين بلادنا من السلاح، فنحن بين قطبي لا ندري متى ينقص، وبين حبشي لا ندري متى يغشانا، ورومي لا ندري متى يحل بساحتنا، وبربري لا ندري متى يثور. توفي حيوة سنة ثمان وخمسين ومائة على الصحيح. وقيل: توفي سنة تسع. وهذا بل وسائر المصريين لم يذكرهم أبو نعيم في حلية الأولياء.
9...

(9/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 388
4 (حرف الزاي.)

4 (زربي بن عبد الله. ت ق. المؤذن أبو يحيى. بصري ضعيف.)
له عن أنس. وعنه مسلم بن إبراهيم وموسى التبوذكي وبشر بن الوضاح وعبيد بن واقد وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. وقال الترومذي: له مناكير عن أنس.
4 (زفر بن عاصم، أبو عبد الله الهلالي الدمشقي.)
عن عمرو بن عبد العزيز وعروة بن رويم. وعنه مالك ويحيى بن حمة.) وكان من أمراء الجهاد، ولي غزو الصائفة سنة ست وخمسين ومائة وقبل ذلك.
9...

(9/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 389
4 (زفر بن الهذيل العنبري، الفقيه صاحب أبي حنيفة. مولده سنة عشر ومائة.)
روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وابن إسحاق وحجاج بن أرطأة وأبي حنيفة وجماعة. ومات في الكهولة. روى عنه حسان بن إبراهيم الكرماني وأبو يحيى أكثم بن محمد وأبو نعيم وعبد الواحد بن زياد وطائفة. قال أبو نعيم الملائي: كان ثقة مأموناً. وقع إلى البصرة في الميراث من أخيه فتشبث به أهل البصرة فلم يتركوه يخرج من عندهم. وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان والده هذيل بن قيس بن سليم بأصبهان في خلافة يزيد بن الوليد وكان ثلاثة أولاد: زفر أبو الهذيل وهرثمة وكوثر. قال ورجع زفر عن الرأي وأقبل على العبادة. ثم ساق أبو نعيم في كتابه الحلية له خمسة أحاديث، ومن الرواة عنه: النعمان بن عبد السلام والحكم بن أيوب ومالك بن فديك. روى عن مدرك عن الحسن بن زياد قال:
9...

(9/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 390
كان زفر وداود الطائي متواخيين فأما داود فترك الفقه وأقبل على العبادة وأما زفر فجمعهما. وقال عبد الرحمن بن مهدي: نبأ عبد الواحد بم زياد قال: لقيت زفر فقلت له صرتم حديثاً في الناس وضحكة. قال: وما ذاك قلت: تقولون في الابتداء إدرأوا الحدود بالشبهات وجئتم إلى أعظم الحدود فقلتم: تقام بالشبهات. قال وما هو قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مسلم بكافر فقلتم يقتل به. قال: فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه. قال الحسن بن زياد: ما رأيت أحداً يناظر زفر إلا رحمته. وقال أبو نعيم الملائي: كنت أمر على زفر فيقول: تعال حتى أغربل لك ما سمعت. وقال أبو عاصم النبيل: قال زفر بن الهذيل: من قعد قبل وقته ذل. وقال أبو نعيم: كنت أعرض الحديث على زفر فيقول: هذا ناسخ هذا منسوخ، هذا يؤخذ به، هذا يرفض. قد ذكرنا ان غير واحد وثق زفر. وقال ابن سعد: لم يكن في الحديث بشيء.) مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
4 (زكريا بن إسحاق المكي. ع.)
9...

(9/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 391
عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار ويحيى بن عبد الله بن صيفي وأبي الزبير. وعنه ابن المبارك ووكيع وعبد الرزاق وروح وأبو عاصم وأبو عامر العقدي وآخرون. وقد اتهم في نفسه بالقدر وهو ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: قدري. قلت: مات بعد الخمسين ومائة.
4 (زمعة بن صالح اليماني الجندي. ت ن ق.)
نزيل مكة. قال أبو عمر الداني: أخذ القراءة عرضاً عن مجاهد ودرباس. كذا قال أبو عمرو. روى عن الزهري وعمرو بن دينار وأبي الزبير. وعنه ابن عيينة وابن مهدي وروح بن عبادة وأبو نعيم وخلق سواهم. قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك. قلت: خرج له مسلم متابعة.
9...

(9/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 392
4 (زهير بن ميمون الكوفي، والنحوي.)
ويعرف بالفرقبي لأنه كان يتجر في الفرقي. وكان من كبار العلماء. أخذ عن أصحاب أبي الأسود. ومات سنة خمس وخمسين ومائة.
4 (زياد بن أبي عثمان الحنفي، الأصغر المهرواني الكوفي.)
عن الحسن وعكرمة وثابت. وعنه مسعر وسفيان وإسرائيل وعبد الصمد بن عبد الوارث وبكر بن بكار وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. وقال مرة: لا بأس به.
4 (زياد بن ميمون، أبو عمار البصري.)
صاحب الفاكهة. عن أنس.
9...

(9/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 393
وعنه عباد بن منصور والحارث بن مسلم. وسمع منه أبو داود وعبد الرحمن بن مهدي وتركاه. قال أبو داود: لقيناه، فقال: عدوا إن الناس لا يعلمون أني لم ألق أنساً أما تعلمان أني ما لقيته قال: ثم بلغنا أنه يروي عنه، فلقيناه، فقال: عدوا إني أذنبت ذنباً، أفلا يتوب الله علي قلنا: نعم قال: تبت، ما سمعت من انس شيئاً. كان بعد ذلك يبلغنا أنه يروي عنه فتركناه.) وقال بشر بن عمر الزهراني: قال زياد بن ميمون: عدوا أني كنت يهودياً فأسلمت، أما كنتم تقبلون توبتي ما سمعت من أنس شيئاً. وكان يزيد بن هارون يرميه بالكذب. وقال ابن معين: ليس بشيء.
4 (زياد بن حبان الرقي. ن ق. كوفي الأصل.)
روى عن الزهري وابن المنكدر وأيوب وأبو إسحاق وابن جريج وجماعة. وعنه أبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ومعمر بن سليمان وآخرون. قال أحمد بن حنبل: كان يشرب المسكر. وقال الدراقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: لا أرى به بأساً. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال: مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
9...

(9/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 394
4 (زيد بن أبي مرة، أبو المعالي.)
رأى أنساً وسمع الحسن. وعنه معتمر وأبو داود وعبد الصمد بن عبد الوارث. وثقه ابن معين. روى أبو داود عنه عن الحسن عن معقل في ذم الاحتكار.
9...

(9/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 395
4 (حرف السين.)

4 (سالم بن عبد الأعلى. وقيل: ابن غيلان، وقيل: ابن عبد الرحمن. أبو الفيض.)
عن عطاء ونافع وغيرهما. وعنه عبد الله بن إدريس وعثمان بن عبد الرحمن الحراني وعمر بن صبيح ومحمد بن يعلى زنبور والوليد بن القاسم وجماعة. قال البخاري: تركوه. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: نقموا عليه عن نافع ابن عمرو مرفوعاً كان إذا خاف أن ينسى ربطوا في إصبعه خيطاً.
4 (السائب بن عمر. د ن. بن عبد الرحمن بن السائب المخزومي المكي.)
9...

(9/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 396
عن ابن أبي ملكية ويحيى بن عبد الله بن صيفي ومحمد بن عبد الله المخزومي. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وأبو عاصم وعبيد الله بن موسى وزيد بن الحباب وعدة. وثقه أحمد وغيره.
4 (سحامة بن عبد الله البصري الأصم.)
عن أنس بن مالك. وعنه وكيع ومحمد بن ربيعة وأبو عامر العقدي ومسلم بن إبراهيم وغيرهم.) قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال البخاري: سحامة عبد الرحمن قال: والأصم هو والده. سمع أنساً. قال ابن الذهبي: ما علمت فيه جرحاً. أنا أبو الفضل بن عساكر عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر أن أبو سعد الكنجر وذي أنا عبد الله بن محمد الرازي أنا محمد بن أيوب أنا مسلم بن إبراهيم ثنا سحامة بن عبد الله قال: قدم علينا أنس واسط فحدثنا أن رجلاً جاء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر من أمره حاجةً وفقراً، فأقيمت الصلاة، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فيها، فتعلق به الرجل، فقام معه حتى قضى حاجته، ثم دخل في الصلاة. أخرجه البخاري في كتاب الأدب عن أبي بكر بن أبي الأسود عن العقدي عن سحامة.
9...

(9/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 397
4 (سدوس بن حبيب، القيسي البصري. بياع السابري.)
عن الحسن وابن سيرين. وعنه أبو داود الطيالسي ومسلم بن إبراهيم وموسى التبوذكي. قال: ما علمت فيه جرحاً.
4 (سعاد بن سليمان الجعفي الكوفي. ق.)
عن عون بن أبي جحيفة وأبي إسحاق وجابر الجعفي وحبيب بن أبي ثابت. وعنه ع الصمد بن النعمان ومحمد بن سابق وجبارة بن المغلس. قال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة وليس بقوي في الحديث. وقيل: سعاد بن عبد الرحمن.
4 (سعدان الجهني الكوفي. خ ت ق. قيل اسمه سعيد بن بشر وقيل ابن بشير.)
روى عن سعد أبي مجاهد الطائي وكنانة مولى صفية ومحمد بن جحادة. وعنه وكيع وابن نمير وأبو عاصم وخلاد بن يحيى.
9...

(9/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 398
قال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت: له حديث واحد في الكتب.
4 (سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي. نزيل الكوفة.)
عن معاوية بن إسحاق وعمر بن إسحاق وعمر بن عبد العزيز وجماعة. وعنه ابنه يحيى بن سعيد الأموي وعمر بن عبد الغفار وأبو أحمد الزبيري. وقال: كان من خيار الناس.
4 (سعيد بن حسان المخزومي. م. المكي القاص.)
عن مجاهد وابن أبي ملكية وعروة بن عياض. وعنه السفيانان ووكيع وأبو نعيم وأبو أحمد) الزبيري. وثقه ابن معين، ووثقه أبو داود مرة وتوقف مرة.
4 (سعيد بن زياد الشيباني. د ن. المكي.)
عن عطاء وطاوس وزياد بن صبيح. وعنه سفيان بن جندب ووكيع ويزيد بن هارون ومكي بن إبراهيم. قال ابن معين: صالح.
9...

(9/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 399
4 (سعيد بن سابق الرازي الفقيه والد محمد.)
عن ليث بن أبي سليم ويزيد بن أبي زياد وجماعة. وعنه جرير بن عبد المجيد وحكام بن سالم وهارون بن المغيرة. صويلح.
4 (سعيد بن سنان. د نت ق. أبو سنان البرجمي الشيباني الكوفي نزيل الري.)
عن الضحاك وطاوس والشعبي وعمرو بن مرة وجماعة. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي وبكر بن بكار وأبو نعيم وزيد بن الحباب وأبو أحمد الزبيري ويعلى بن عبيد وأبو داود وخلق. وثقه أبو حاتم. وقال أبو داود: ثقة من رفعاء الناس. وقال ابن حبان: كان عابداً فاضلاً. وقال أحمد بن حنبل: صالح لم يكن يقيم الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على كثير من حديثه. وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من أبو سنان، يعني سعيد بن سنان، لو كان لي عليه سلطان لحبسته وأدبته.
9...

(9/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 400
وقال ابن سعد: سكن الري وكان سيئ الخلق وكان يحج كل سنة. وقال الخطيب وغيره: سكن قزوين أيضا. وأما
4 (سعيد بن سنان الحمصي، أبو مهدي فآخر.)

4 (سعيد بن زون الثعلبي البصري.)
عن أنس وعنه هلال بن فياض ومسلم بن إبراهيم وجماعة. قال أبو حاتم: ضعيف جداً وقال النسائي: متروك.
4 (سعيد بن زياد. مولى جهينة المديني المكتب.)
عن سليمان بن يسار وعثمان بن عبد الرحمن التيمي وغيرهما، وعنه زياد بن يونس وخالد بن مخلد. وثقه ابن حبان.)
4 (سعيد السائب بن يسار. د ن ق. وهو سعيد بن أبي حفص الثقفي أحد العباد البكائين.)
9...

(9/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 401
عن أبيه عبد الله بن معية العامري ونوح بن صعصعة ومحمد بن عبد الله بن عياض. وعنه حرمي بن عمارة ومعن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وأبو حذيفة النهدي وجماعة. قال أبو داود وغيره: لا بأس به. وقال شعيب بن حرب: كنا نراه من الأبدال. وقال ابن عيينة: كان لا يكاد يجف له دمع. وقال محمد بن يزيد بن خنيس: ما رأيت أحداً أسع دمعة منه إنما كان يعوزه أن تحركه فترى دموعه كالقطر رحمه الله. قال الحميدي عن سفيان: حدثوني أن رجلاً عاتبه في البكاء فبكى وقال: كان ينبغي أن يعذلني على التقصير والتفريط فإنهما قد استوليا علي.
4 (سيعد بن عبد الرحمن البصري. هو أخو أبي حرة.)
سمع ابن سيرين ويحيى بن أبي إسحاق ومكحولاً. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل وغيره. وقال أبو حاتم: ما به بأس.
4 (سعيد بن عبد الرحمن أبو شيبة. ن. الزبيدي الكوفي قاضي الري.)
9...

(9/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 402
عن إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي ومجاهد وسعيد بن جبير. وعنه سفيان الثوري وعبد الواحد بن زياد وجرير بن عبد الحميد وحكام بن سلم وابن فضيل. وثقه أبو داود. وقال ابن حبان: توفي سنة ست وخمسين ومائة. كان يروي المقاطيع.
4 (سعيد بن عبد الله بن جبير بن حية. خ ن ق. الثقفي البصري.)
عن عمه زياد بن جبير وعكرمة وبكر بن عبد الله المزني وجماعة. وعنه ابنه إسماعيل وخالد ابن الحارث وروح بن عبادة ومعتمر بن سليمان وعلي بن نصر الجهضمي وعدة. وثقه أبو زرعة وغيره.
4 (سعيد بن عبيد الهنائي البصري. ت ن.)
عن عبد الله بن شقيق والحسين وبكر بن عبد الله. وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث وكثير بن فائد ومسلم بن إبراهيم وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (سعيد بن أبي عروبة. ع. مولى بني عدي عالم البصرة
9...

(9/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 403
أبو النضر العدوي الحافظ. ولد في)
حياة أنس بن مالك.) وروى عن الحسن وابن سيرين قليلاً وعن قتادة فأكثر والنضر بن أنس وعبد الله الداناج وأبي رجاء العطاردي، وهو أكبر شيخ لقيه، ومطر الوراق وأبي نضرة العبدي وطائفة سواهم. وعنه سفيان وشعبة ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل وابن علية وخالد بن الحارث والنضر بن شميل ويحيى القطان وغندر وسعيد بن عامر الضبعي والأنصاري وأبو عاصم وروح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء وخلق كثير. قال أبو عوانة: ما كان عندنا في ذلك الزمان أحد أحفظ من سعيد بن أبي عروبة. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن لسعيد كتاب إنما كان يحفظ ذلك كله وزعموا أنه قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة، وذلك أن أبا معشر كتب إلي أن أكتبه. وقال ابن معين: أثبتهم في قتادة سعيد والدستوائي وشعبة. وقال حفص بن عبد الرحمن النيسابوري: قال لي سعيد بن أبي عروبة: إذا رويت عني فقل: ثنا سعيد الأعرج عنن قتادة الأعمى عن الحسن الأحدب. وقال بندار: ثنا عبد الأعلى وكان قدرياً عن سعيد بن أبي عروبة وكان قدرياً عن قتادة وكان قدرياً. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه. وروى الكوسج عن ابن معين قال: سعيد ثقة.
9...

(9/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 404
وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال أبو حاتم: هو ثقة قبل أن يختلط وكان اعلم الناس بحديث قتادة. وقد ذكرنا أن سعيد بن أبي عروبة كان أول من صنف العلم بالبصرة. قال أحمد: ومن سمع من سعيد قبل الهزيمة فسماعه جيد. قلت: يعني هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسين، وكانت في أواخر سنة خمس وأربعين ومائة. وقال يزيد بن هارون: لقيت ابن أبي عروبة قبل الأربعين يدهر ورأيته سنة اثنتين وأربعين ومائة فأنكرته، وكان يحيى بن سعيد القطان يوثقه. وقال أبو نعيم: كتبت عنه عندما اختلط حديثين. وقال ابن مثنى: ثنا الأنصاري: دخلت أن وعبد الله بن سلمة الأفطس على سعيد بعدما تغير فجعل ينظر في وجوهنا ولا يعرفنا. قال محمد بن سلام الجمحي: كان ابن أبي عروبة يمزح وكان يحدث فإذا أعجبه حفظه قال دقك بالمنحاز حب الفلفل.) وقال رجل: أتيت ابن أبي عروبة فتمارى عنده رجلان فبقي يغري بينهما قليلاً. وقال أحمد بن حنبل، في تدليس سعيد: لم يسمع سعيد من الحكم ولا من الأعمش ولا من حماد ولا من عمر بن دينار ولا من هشام بن عروة ولا من ابن عقيل
9...

(9/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 405
ولا من زيد بن أسلم ولا من ابن أبي سلمة ولا من أبي الزناد، وقد حدث عن هؤلاء ولم يسمع منهم شيئاً. وقال الفلاس: سمعت يحيى يقول: لم يسمع سعيد من يحيى بن سعيد الأنصاري ولا من عبيد الله بن أبي عمر ولا من هشام بن عروة. قال يزيد بن زريع: سمعت ابن أبي عروبة يقول: من لم يسمع الخلاف فلا تعده عالماً. قلت: توفي سنة ست وخمسين ومائة، قيده عبد الصمد بن عبد الوارث.
4 (سعيد بن عطية الليثي. ت.)
عن شهر بن حوشب وسعيد بن جبير. وعنه عبيد بن واقد وأبو داود الطيالسي وأبو عبد الرحمن المقري. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (سعيد بن يزيد. م د ت ق. أبو شجاع القتباني الحميري الاسكندراني.)
عن الأعرج والحارث بز يزيد وخالد بن أبي عمران ودراج أبي السمح وغيرهم. وعنه أبو غسان محمد بن مطرف والليث وابن المبارك وأبو زرارة ليث بن عاصم وغيرهم.
9...

(9/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 406
وكان ثقة عابداُ كبير القدر، ثقة أحمد بن حنبل وجماعة. قال أبو داود: كان له شأن. وقال الليث بن عاصم: رأيته إذا أصبح عصب ساقه بالمشاقة وبزر الكتان من طول القيام رضي الله عنه. وقال ابن يونس: كان من العباد المجتهدين، توفي بالإسكندرية سنة أربع وخمسين ومائة.
4 (سفيان بن حسين. بن حسن الواسطي أبو محمد بن عتيبة والزهري.)
وعنه شعبة وهشيم وعباد بن العوام ويزيد بن هارون وعمر بن عبد الله بن رزين وأخوه عمير وغيرهم. وثقه جمعة من الأئمة إلا في روايته عن الزهري خاصة فإن فيها مناكير. واستشهد به البخاري. قال ابن أبي حاتم: سفيان بن حسين السلمي المعلم، روى عن الحسن وجماعة.) قال عباس عن ابن معين: ليس به بأس من أكابر أصحاب الزهري. وقال أحمد بن زهير عن ابن معين: ثقة كان يؤدب المهدي. وحديثه عن الزهري فقط ليس بذاك إنما سمع منه بالموسم.
9...

(9/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 407
وقال أبو حاتم: صالح الحديث ولا يحتج به نحو محمد بن إسحاق. وقال ابن حبان: الإنصاف في أمره: يبحث بما روى عن الزهري والاحتجاج بما روى عن غيره. مات بعد الخمسين ومائة.
4 (سفيان بن دينار. خ ن. أبو سعيد الكوفي التمار.)
عن سعيد بن جبير ومصعب بن سعيد وعكرمة والشعبي. وعنه ابن المبارك وأبو بكر بن عياش والمحاربي وعفان وغيرهم. وثقه ابن معين وغيره وهو الذي يقول: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مسنمة.
4 (السكن بن المغيرة. ت. البصري البزاز أبو محمد مولى عثمان بن عفان.)
عن سارية عن عائشة وعن الوليد بن أبي هشام. وعنه أبو داود وأبو نعيم وحبان بن هلال وأبو الوليد وجماعة. قال النسائي: ليس به بأس.
4 (سلام بن أبي عمرة. ت. أبو علي الخراساني.)
عن عمرو بن ميمون الأودي وعكرمة والحسن.
9...

(9/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 408
وعنه وكيع ومحمد بن بشر وعبيد بن إسحاق العطار وغيرهم. قال ابن معين: ليس بشيء.
4 (سلمة بن بخت.)
عن عكرمة. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي والقعنبي. وثقه ابن معين وغيره.
4 (سلمة بن سابور الكوفي.)
عن عطية العوفي وعبد الوارث مولى أنس. وعنه الفضل بن موسى ومحمد بن ربيعة وسلمة بن رجاء وأبو يحيى الحماني وأبو نعيم. ضعفه ابن معين.
4 (سلمة بن وردان. ت ق. أبو يعلى الليثي الخندعي مولاهم المدني.)
عن أنس بن مالك وأبي سعيد بن المعلى ومالك بن أوس بن الحدثان. وعنه ابن المبارك وابن وهب وأبو نعيم والقعنبي والواقدي وإسماعيل بن أبي أويس، وعدة.
9...

(9/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 409
ضعفه أبو داود. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي: ليس بقوي، عامة ما عنده عن أنس منكر. قيل: توفي في آخر خلافة المنصور. وقال الدراقطني: ضعيف.)
4 (سلم بن زرير. خ م ن. أبو يونس العطاردي البصري.)
عن أبي رجاء العطاردي وعبد الرحمن بن طرفة وأبي غالب حزور. وعنه أبو علي الحنفي وحبان بن هلال وأبو الوليد وغيرهم. وثقه أبو حاتم، وضعفه أبو داود وابن معين. وقال أبو حاتم أيضاً: ليس بالقوي. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: صدوق، وسألت أبي عنه فقال: ثقة ما به بأس. قلت: له نحو من عشرة أحاديث يحتج ببعضها.
4 (سليمان بن أبي داود الحراني.)
عن الزهري وعبد الكريم الجزري. وعنه ابنه محمد بن سليمان بومة وعبد الله بن عرادة وخالد بن حيان.
9...

(9/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 410
ضعفه أبو حاتم. وهو من موالي أمير الجزيرة محمد بن مروان بن الحكم الأموي.
4 (سليمان بن داود الخولاني الدمشقي، روى حديث الصدقات عن الزهري وروى اً يضاً عن)
أبي قلابة. وعنه صدقة بن عبد الله ويحيى بن حمزة. قال أحمد بن حنبل في حديثه الطويل: أرجو أن يكون صحيحاً. وقال ابن معين: هو شيخ ضعيف. قلت: وحديثه الطويل رواه أحمد في المسند والوليد بن مسلم وغيره عن صدقة عنه أنه سمع أبا قلابة يقول: حدثني عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته. وقال عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا: كان سليمان بن داود حاجباُ لعمر بن عبد العزيز، وولده بداريا إلى اليوم. وقال أبو زرعة الدمشقي وغير واحد من المحققين: الصواب في حديث الصدقات: يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم. قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري. وقال دحيم: نظرت في أصل يحيى بن حمزة حديث الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم.
9...

(9/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 411
قلت: وقد روى طائفة من الحديث سعيد بن عبد العزيز وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري. وقال ابن حبان: سليمان بن داود الخولاني ثقة، ثم ساق له في الأنواع والتقاسيم بطوله. فالله أعلم.)
4 (سليمان بن سفيان المدني، أبو سفيان مولى آل طلحة.)
عن عبد الله بن دينار وبلال بن يحيى. وعنه سليمان التيمي وهو أكبر منه ومعتمر بن سليمان وأبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي. قال الولابي: ليس بثقة. وضعفه أبو حاتم وغيره.
4 (سليمان بن أبي سليمان، أبو أيوب المورياني الجوزي وزير المنصور.)
ذكرته في الكنى.
4 (سليمان بن مسلم بن جماز، الزهري المدني المقرئ.)
9...

(9/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 412
أخذ القراءة عن أبي جعفر وشيبة بن نصاح، وعرض أيضاً على نافع بن أبي نعيم. قرأ عليه إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران.
4 (سليمان بن يزيد الكعبي الخزاعي، أبو المثنى.)
عن أنس بن مالك وسعيد المقبري وربيعة الرأي ويحيى بن سعيد وهشام بن عروة وعدة. وعنه ابن أبي فديك ويحيى بن حسان التنيسي وابن وهب وعبد الله بن نافع الصائغ وغيرهم. قال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي.
4 (سليمان أبو الربيع الهمذاني. من أهل همذان.)
روى عن أبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وغيرهما. وعنه الربيع بن زياد وابن المبارك وزيد بن الحباب. وكان يعرف بالأحمر. وهو من أول من في تاريخ همذان.
4 (سليم مولى الشعبي.)
عن الشعبي.
9...

(9/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 413
وعنه سلم بن قتيبة وعبد الله بن رجاء وأحمد بن يونس. ضعفه الفلاس.
4 (سليم بن حيان الهذلي. خ م. من ثقات البصريين.)
عن سعيد بن مينا وقتادة وعمرو بن دينار ومروان الأصغر. وعنه بهز بن أسد ويحيى القطان وابن مهدي وعفان ومحمد العوفي وآخرون.
4 (سهل بن شعيب النخعي الكوفي. وفد على عمر بن عبد العزيز.)
وروى عن الشعبي وبريدة بن سفيان وقنان النهمي. وعنه زريق البجلي المقرئ وأبو غسان مالك بن إسماعيل وأبو داود الطيالسي وعون بن سلام. وما علمت به بأساً.
4 (سهل بن أبي الصلت، البصري السراج.)
) عن الحسن وابن سيرين وأيوب. وعنه ابن مهدي وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وأبو سلمة المنقري.
9...

(9/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 414
قال أحمد: لم يكن به بأس. وكذا قال أبو حاتم. وقال أبو داود: ثقة. وقال يحيى القطان: قد روى شيئاً منكراً وهو انه رأى الحسن يصلي بين سطور القبور. وقال أبو حفص الفلاس: وقد روى شيئاً أنكر من هذا، سمعت عبد الصمد يقول: ثنا سهل السراج عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز طلاق المريض. قلت: روى له أبو داود في القدر.
4 (سوار بن داود. هو أبو حمزة. يأتي بكنيته.)

4 (سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة التميمي العنبري قاضي البصرة أبو عبد الله.)
قال علي بن الجعد: سمعت شعبة يقول: هذا سوار بن عبد الله ما تعنى في طلب حديث قط قد ساد الناس. قلت: قد روى عن بكر بن عبد الله المزني وأبي المنهال وشهر بن حوشب، ولكنه قليل الحديث. روى عنه عرعرة بن البرند وعلي بن عاصم وغيرهما.
9...

(9/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 415
قال سفيان الثوري: ليس بشيء. قلت: ولي القضاء سبع عشرة سنة وكان من نبلاء القضاة. وقد روى عنه أيضاً ابن علية ومعاذ وبشر بن المفضل. وذكره أبو حاتم ولم يجرحه. وقال بكار بن محمد السيريني: رأيت سواراً إذا أراد أن يحكم رفع رأسه إلى السماء وتغرغرت عيناه ثم حكم. وبلغنا أن المنصور استقدمه ليعزله لأنه شكي منه فعطس المنصور بحضوره فلم يشتمه فقال: ما منعك من التشميت قال: لأن أمير المؤمنين لم يحمد الله، قال: فقد حمدت في نفسي، قال: وقد شتمك في نفسي، قال: ارجع فلو حابيت أحداً لحابيتني. مات سوار في آخر سنة ست وخمسين ومائة.
9...

  تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع الصفحة 416
4 (حرف الشين.)

4 (شعبة بن الحجاج. ع. بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم الواسطي، الحافظ الكبير)
عالم أهل البصرة في زمانه، بل أمير المؤمنين في الحديث. وقد سكن البصرة من صغره ورأى الحسن، وسمع منه. مسائل.) وروى عن أنس بن سيرين وإسماعيل بن رجاء وجامع بن شداد وسعيد المقبري وجبلة بن سحيم والحكم وعمرو بن مرة وزبيد بن الحارث وسلمة بن كهيل وقتادة ويحيى بن أبي كثير ومعاوية بن قرة وأبي جمرة الضبعي وعمرو بن دينار وخلائق قد أفردهم مسلم في جزء، ومنهم محمد بن الكمكدر ومحمد بن زياد القرشي وابن ملكية وعبيد بن أبي يزيد. وعنه أيوب السختياني، وهو من شيوخه، وسفيان الثوري وابن إسحاق ==

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...