41.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. للذهبي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون
الصفحة 235
السلطان، الملك، المظفر، شمس الدين، والد السلطان الملك المنصور نور الدين، صاحب
اليمن وابن صاحبها. قتل أبوه سنة ست وأربعين، فقام بالأمر هو، وتملك بعده ولده
الملك الأشرف ممهد الدين، فما أسنى، وتملك بعده الملك المؤيد هزبر الدين صاحب
اليمن الآن ابن الملك المظفر صاحب الترجمة. وكان نور الدين عمر مقدم جيوش الملك
المسعود أقسيس صاحب اليمن ولد السلطان الملك الكامل صاحب مصر. فلما مات أقسيس بمكة
غلب نور الدين على الملك وأطاعته الأمراء، وتملك اليمن نيفاً وعشرين سنة. ثم تملك
بعده المظفر، فامتدت أيامه، وبقي في الملك سبعاً وأربعين سنة وأشهراً. وتوفي في
رجب بقلعة تعز وقد نيف على الثمانين. وكان ملكاً هماماً، سمحاً، جواداً، عفيفاً عن
أموال الرعية، كافاً لجنده عن الأذية. وكان مقصداً للوافدين، مؤئلاً للقاصدين. حكي
لنا أنه جمع لنفسه جزءاً فيه أربعون حديثاً بأسانيد في الترغيب والترهيب، وله
مسموعات من مشايخ اليمن بنزول. وقد حج سنة تسع وخمسين. وضبط القاضي تاج الدين عبد
الباقي اليمني عمره أربعاً وسبعين سنة
(52/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 236
وثمانية أشهر وعشرة أيام. قال: ومدة ملكه ست وأربعون سنة وعشرة أشهر وأحد عشر
يوماً. وخلف من الأولاد: الأشرف عمر، والمنصور أيوب، والمؤيد داود، والواثق
إبراهيم، والمسعودي. 273 - يوسف بن أبي محمد بن أبي الفتوح. الشيخ، المقرئ تقي
الدين، أبو الحجاج المقدسي، ثم المصري. شيخ مسن فاضل. ولد سنة أربع وستمائة. ولو
سمع في صغره لكان من كبار المسندين، قرأ القراءآت على الرشيد عبد الظاهر بن نشوان.
وحدث عن: أبي الحسن بن الجميزي. سمع منه: شيخنا ابن تيمية، والبرزالي، وجماعة.
وسكن بالعزيزية مدة، ثم سكن جبل الصالحية. وأم بالرباط الناصري. ثم عزل في الآخر
لضرره وصممه وضعفه. وكان كثير التلاوة، عالي الإسناد في القراءآت. وما علمت أحداً
قرأ عليه. وهو والد شيخنا محيي الدين محمد. توفي في سادس ذي الحجة. وبقي ابنه
الآخر إلى سنة بضع وثلاثين وسبعمائة بمصر. وتفرد بإجازة ابن رواج، وغيره.
- الكنى -
274 - أبو بكر بن إلياس بن محمد بن سعيد بن محمد بن هارون. الفقيه، المعمر،
الصالح، عز الدين الحميدي، الكردي، الرسعني، الحنبلي. روى عن: الفخر ابن تيمية،
والمجد القزويني.
(52/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 237
سمع منه: البرزالي، وابن سيد الناس، وابن حبيب، وجماعة. وكان فقيهاً بالقاهرة
بالمدرسة الصالحية، وساكناً بمسجد في الشارع. فيه دين وورع، وتوفي في السنة قبل
رجب. 275 - أبو بكر محمد بن عبّاس بن أبي المكارم. الصدر الكبير، نجم الدين
التميمي، الجوهري. شيخ كبير، مسن، محتشم، كثير الأموال، بارز العدالة. توفي في
سابع عشر شوال، ودفن بالتربة التي أنشأها بمدرسته إلى جانب داره، وخلف أولاداً.
276 - أبو بكر بن محمد بن ميمون. القاضي بدر الدين السوسي، المالكي. تقنطر به فرسه
بناحية صيدا، فمات في شوال. من أعيان الفقهاء. ناب بدمشق ودرس، وله سماع من ابن
عبد الدائم. 277 - أبو الرجال بن مرّي بن بُحْتُر.
(52/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 238
المنيني، الزاهد. شيخ صالح، زاهد، عابد، قانت، فقيه، صادق، صاحب حال وكشف. وكان قد
اشتهر ذكره وبعد صيته، وطلع الناس إلى زيارته والتبرك وصار من أعيان شيوخ الوقت.
وكان خيراً، متواضعاً، فارغاً من التكليف، عديم التصنع. لم تتفق لنا زيارته، رحمه
الله، وقد زرت قبره، وهو مدفون إلى جانب شيخه الشيخ جندل. توفي يوم الثلاثاء عاشر
المحرم بمنين، وطلع خلق كثير من البلد لشهود جنازته، وعاش ثمانين سنة أو أكثر.
وكان سماعاتياً. 278 - أبو الفهم بن أحمد بن أبي الفهم بن يحيى بن إبراهيم.
السلمي، الدمشقي. سماه بعض الطلبة تماماً. وكان شيخاً عاقلاً، ساكناً، فقير الحال،
قانعاً، رث الهيئة. ولد في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وستمائة. وسمع من: جده لأمه
إسماعيل بن إبراهيم بن علي الدمشقي، والشيخ الموفق، وابن صباح، وكريمة القرشية،
وغيرهم. وسمع بمصر من: عبد الوهاب بن رواج. وحدث بالقاهرة ودمشق. سمعت منه أنا
وابن الخباز، والمزي، والبرزالي، وابن المظفر النابلسي، وعبد الرحمن بن المزي،
وفنا بن كيكلدي، وطائفة.
(52/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 239
وكان يعرف بابن النميس، ويسكن بنواحي باب توما. توفي في أحد الربيعين. وفيها وُلد:
الفقيه المحدث صلاح الدين خليل بن كيكلدي بن العلائي، والفقيه جمال الدين محمد بن
شيخنا كمال الدين الشريشي، والإمام بهاء الدين عبد الله بن محمد بن خليل القرشي،
والإمام عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، والتاج أحمد بن
يحيى بن محمد بن السكاكري، الشروطي.
(52/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 240
سنة خمس وتسعين وستمائة
- حرف الألف -
279 - أحمد بن إبراهيم بن حيدرة بن عالي. القاضي الأجل، علم الدين ابن القماح
القرشي، المصري. توفي في ربيع الآخر عن خمس وستين سنة. سمع: المرسي، وطائفة. 280 -
أحمد بن جبريل بن مَرزْا بن عيسى. أبو العباس الهذباني، الإربلي، المقرئ. روى عن:
إبراهيم بن الخير. وسمع بدمشق ومصر. وكان صالحاً، كثير التلاوة تلقن بالمقس. وتوفي
في ربيع الأول. 281 - أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن محمود.
(52/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 241
العلامة البارع، بقية المشايخ، مسند الوقت، نجم الدين أبو عبد الله الحراني،
الحنبلي: شيخ الحنابلة، ومصنف ' الرعاية ' في الفقه. ولد في عاشر رمضان سنة ثلاث
وستمائة بحران. وسمع من الحافظ عبد القادر خمسة عشر جزءاً، ومن الشيخ فخر الدين
ابن تيمية، وابن روزبه، وأبي علي الأوقي، وابن صباح، وابن غسان، وجماعة. وتفقه
وبرع في المذهب ودرس وأفتى وناظر. وكان من كبار أصحاب الشيخ المجد. وصنف ' الرعاية
الكبرى ' و ' الرعاية الصغرى ' وحشاهما بالروايات الغريبة التي لا تكاد توجد في
الكتب، لكثرة اطلاعه وتبحره في المذهب. وكانت له يد طولى في الأصول، والخلاف،
والجبر، والمقابلة. وله قصيدة طويلة في السنة. وسكن بالقاهرة ودرس بها وأشغل. وكنت
أتحسر على لقيه. وأجاز لي مروياته. وكان أبوه من فقهاء حران. روى عنهما الدمياطي
في ' معجمه '. وروى عن شيخنا خلق منهم: القاضي سعد الدين الحارثي، وولده، وجمال الدين
المزي، وعلم الدين البرزالي، وزين الدين ابن حبيب، وفتح الدين ابن سيد الناس، وقطب
الدين عبد الكريم، وشمس الدين ابن شامة. وكان متواضعاً، مطرحاً للتكلف، ديناً،
ثقة. انتفع به المصريون.
(52/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 242
وتوفي في سادس صفر. 282 - أحمد بن عبد الباري بن عبد الرحمن بن عبد الكريم. شهاب
الدين، الصعيدي، المؤدب، أبو العباس. أحد شيوخ الإسكندرية. ولد في صفر سنة اثنتي
عشرة وستمائة بالإسكندرية. وقرأ القراءآت على أبي القاسم بن عيسى. وسمع على أبي
القاسم بن الصفراوي، وأبي الفضل الهمداني. وسمع الكثير، وعني بالحديث. وكان شيخاً
صالحاً، خيراً، ورعاً، له مسجد يؤم به ويؤدب فيه. وكان من بقايا الشيوخ. سمع منه
الرحالة. وتوفي في أوائل السنة. وقرأ أيضاً على الصفراوي، وكان شديد الوسواس. مات
في جمادى الأولى. 283 - أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن حمزة. صدر
الدين الحارثي، المالكي. ولد سنة ثمان عشرة وستمائة. وسمع من: محمد بن عماد،
والصفراوي. ومات في أوائل السنة. قاله محمد بن صالح الأطرابلسي صاحبنا. وكان
كاتباً مجوداً بالإسكندرية. 584 - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الوهّاب بن مناقب
بن أحمد. الشريف محيي الدين، أبو الفضائل الحسيني، المنقذي، الدمشقي، خازن المصحف
بمشهد علي.
(52/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 243
حضر على درع بن فارس العسقلاني. وسمع من: ابن اللتي، وابن غسان، وابن صباح، ومكرم،
وابن الشيرازي، وتفرد ببعض مروياته. وهو آخر من روى عن درع. سمعت منه جزءين. وتوفي
في السابع والعشرين من ذي الحجة، ودفن بمقابر باب الصغير. 285 - أحمد بن عبد
الرحيم بن أبي عبد الله. المحدث، شهاب الدين ابن المقشراني. سمع الكثير بعد
الثمانين، وحصل ونعت. وخطه رديء. وكان فيه تواضع وتودد وإفادة. توفي في صفر. وله
رحلة إلى دمشق. 286 - أحمد بن عبد الكريم بن عبد القويّ. أبو طاهر المنذري،
المصري، ويعرف بابن السميدع. وأخو أبي السعود، ومحمد وعبد القوي. ولد سنة ثلاث
وعشرين. وسمع من: ابن باقا، ومرتضى بن حاتم، وجماعة. بقي إلى هذه السنة. 287 - أحمد
بن عبد الملك بن أحمد. التنوخي، القرطبي. روى عن ابن رواج بالثغر. مات في جمادى
الأولى. 288 - أحمد بن نصير بن نبا بن سليمان.
(52/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 244
الشيخ، المحدث، شهاب الدين، أبو البركات ابن الدفوفي، المصري، المقرئ. ولد سنة
عشرين وستمائة. وسمع من: عبد الوهاب بن رواج، وابن الجميزي، وابن الحباب، وسبط
السلفي، ومن بعدهم من أصحاب البوصيري، وغيره. وعني بالحديث. وكتب ونسخ الكثير.
وكان من المشهورين بالطلب وضبط الأسماء. وكان نقيباً بالطاهرية والمنصورية للطلبة،
ونسخ كتباً كباراً، منها ' حلية الأولياء '، لأبي نعيم. وروى عوالي مسموعاته.
وسمعت منه أنا وسائر الطلبة، وخطة طريقة حسنة معروفة، صحيحة. توفي ليلة الجمعة
حادي عشر رمضان. 289 - أحمد بن علي بن عبد الله بن الطاهريّ. الفقيه الحلبي، ابن
خالة شيخنا جمال الدين. وكان عنده بالزاوية. وحدث عن يوسف بن خليل. سمع منه:
البرزالي، وجماعة. 290 - أحمد ابن علي بن عبد الكريم بن علي بن أبي القاسم. الشيخ،
الزاهد، المعمر، أبو العباس الأثري، الموصلي. شيخ كان بدرب القلى، فيه خير وصلاح.
ذكر أنه ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ولبس الخرقة من القاضي أبي صالح نصر بن عبد
الرزاق الجيلي في سنة أربع عشرة وستمائة. ولو سمع حينئذ من شيوخ بغداد لكان مسند
وقته.
(52/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 245
توفي يوم الجمعة السادس والعشرين من شعبان، وشيعه الخلق. ودفن بمقبرة باب الصغير.
لبس منه علم الدين البرزالي الخرقة. 291 - أحمد بن عمر بن إسماعيل. شهاب الدين،
أبو العبّاس النصيبي، الصوفي، الموقت بالقدس. ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة بملطية.
وقدم مصر في صغره. وسمع من: ابن الجميزي، والسبط. وكان ديناً، خيراً، عاقلاً
خبيراً بالمواقيت. توفي في شعبان. سمع منه أبو الحسن بن العطار، وابن البرزالي،
وجماعة. 292 - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن محمد. الإمام،
الحافظ، الشريف، السيد عز الدين، أبو القاسم ابن الإمام الشريف أبي عبد الله
العلوي، الحسيني، المصري، ويعرف بابن الحلبي. نقيب الأشراف بالديار المصرية. ولد
سنة نيف وثلاثين وستمائة. وسمع من فخر القضاة ابن الحباب. ثم سمع من الزكي المنذري
فأكثر، ومن: الرشيد العطار، وعبد الغني بن بنين، والكمال الضرير، وطبقتهم ومن
بعدهم.
(52/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 246
وأجاز له ابن رواج، وابن الجميزي، والسبط، وصالح المدلجي، وخلق كثير. وطلب الحديث
على الوجه. وكان ذا فهم وإتقان. خرج التخاريخ المفيدة. وله ' وفيات ' ذيل بها على
شيخه المنذري إلى سنة أربع وسبعين وستمائة. هذا الذي اتصل بنا، ولعله ذيل إلى حين
وفاته ولم نره. سمع منه سائر الطلبة، وتوفي إلى رحمة الله في سادس المحرم
بالقاهرة. 293 - أحمد بن محمد ابن الشيخ الفقيه أبي محمد بن عبد القادر بن أبي عبد
الله ابن البغداديّ. زين الدين، أبو العباس المصري. حضر على جده مجلساً لابن
عساكر. وكان عدلاً شروطياً. توفي في ربيع الأول. 294 - أحمد بن هبة الله بن أحمد
بن نصر الله بن علي بن المفرج بن مَسْلمة. العدل، عماد الدين، أبو العباس الدمشقي.
ولد سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وروى عن جعفر الهمذاني. وكان يشهد بسوق القمح. توفي
يوم سلخ السنة. 295 - أحمد بن أبي بكر بن النّجم محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف.
(52/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 247
البلخي، ثم الدمشقي. سمع حضوراً من ابن اللتي، وابن المقير ؛ وسماعاً من السخاوي.
وحدث. ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة. ومات في ذي الحجة بدمشق. وطلبناه فلم نقع به.
296 - إبراهيم بن الضياء محمد بن أبي القاسم بن محمد. القزويني، ثم الحلبي، شهاب
الدين الصوفي. نزل القاهرة. حدث عن أبيه. وتوفي في ذي الحجة، وقد شاخ. 297 -
إبراهيم بن عبد الرزّاق بن أبي بكر بن رزق الله بن خَلَف. الفقيه العدل، برهان
الدين، أبو إسحاق الرسعني، الحنفي، المعروف بابن المحدث، أخو الشمس، ابن المحدث
العلامة عز الدين. ولد سنة اثنتين وأربعين وستمائة. وسمع من: والده، وغيره. وكتب
عنه البرزالي شيئاً من نظمه. وكان يشهد تحت الساعات. توفي في سادس عشر رمضان. 298
- أرغون العادليّ. الجمدار، سيف الدين. من أمراء دمشق.
(52/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 248
بقي في الآمدية يسيراً. ومات بدار ابن أتابك في شوال شاباً. 299 - إسحاق بن عبد
الجبّار بن أبي الفتح بن عبد الرحمن. العدل، معين الدين، أبو الطاهر السنجاري،
الحنفي، قاضي المقس. ولد سنة أربعة عشر بسنجار. وروى ' جزء أبي الجهم ' عن السراج
بن الزبيدي. توفي في المحرم. 300 - الأسعد بن السّديد. الماعز القبطي. أسلم في
الدولة الأشرفية. وكان مستوفي الديار المصرية، وله خبرة تامة ومكانة كأبيه. مات في
المحرم. 301 - إسماعيل بن عبد المنعم بن محمد بن أحمد بن يوسف. شمس الدين، أبو
الطاهر الخيمي، الأنصاري، المصري. ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة. وروى عن: ابن باقا،
ومرتضى بن العفيف. وكان خطيباً بالقرافة الصغرى، وصوفياً بالخانكاه. وفيه خير
ودين. وهو أخو الشهاب بن الخيمي الشاعر. سمع منه الطلبة. ومات في ربيع الآخر في
تاسع عشر.
(52/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 249
302 - أَمَة الآخِر بنت النّاصح عبد الرحمن بن نجم بن الحنبليّ. توفيت في شوال.
وهي آخر من مات من أخوتها. ولم ترو شيئاً. واسمها فرد. 303 - أمينة بنت محمد بن
عبد الحقّ بن خَلَف. ولدت سنة سبع وعشرين، وخدمت جدها وسمعت منه. وماتت في شعبان.
304 - أيبك الأفرم. الأمير الكبير، عز الدين الصالحي، الساقي. سمع من عبد الوهاب
بن رواج. وحدث. وكان من كبار الدولة المصرية، له أموال وأملاك وخبز جيد. وفيه خبرة
وشجاعة. صلينا عليه في ثالث عشر ربيع الآخر بدمشق صلاة الغائب يوم الجمعة. ومات
بالقاهرة. 305 - إيل غازي.
(52/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 250
الملك السعيد، صاحب ماردين، ابن الملك المظفر بن السعيد. قال شمس الدين الجزري:
توفي في هذه السنة، وتملك بعده أخوه الملك المنصور نجم الدين غازي. قال: ولقبه شمس
الدين.
- حرف الباء -
306 - باسطي. ويقال بالألف واللام. الأمير الكبير سيف الدين المنصوري. من أمراء
دمشق. وقد حج سنة إحدى وتسعين بالركب. وكان يخضب. 307 - بيليك أبو شامة. الأمير
الكبير، بدر الدين، أبو أحمد المحسني، الصالحي، الحاجب. عمل الحجابة للمنصور مدة،
وأعطي بدمشق خبزاً بعد التسعين. ثم أعيد إلى القاهرة. وكان عاقلاً خبيراً، له ميل
إلى الخير، وفيه دين. روى عن: ابن المقير، وابن رواج، وابن الجميزي. ومات وهو في
عشر السبعين في تاسع المحرم. ولم يتفق لي السماع منه.
(52/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 251
- حرف الجيم -
308 - جمال الدين الإصبهاني. شيخ الشيوخ بالقاهرة، ومدرس الشريفية. توفي في
المحرم. 309 - جبريل بن أبي الحسن بن جبريل بن إسماعيل. المحدث، المسند، أمين
الدين، أبو الأمانة، العسقلاني، ثم المصري. ولد سنة عشر وستمائة. وطلب بنفسه. وسمع
من: ابن المقير، والعلم بن الصابوني، وابن الجميزي، وطبقتهم ورحل إلى دمشق، وأدرك
أصحاب الحافظ ابن عساكر. وكان محدثاً، نبيهاً، عارفاً، جيد المشاركة في العلم. وقد
أعاد بالظاهرية عند الدمياطي. وكتب عنه الجماعة. وأجاز لي باستدعائي. وتوفي في
رابع عشر ربيع الأول، رحمه الله. 310 - جعفر بن علي بن جعفر بن حسن شرف الدين
العامري، الموصلي. سمع بقوله من السهروردي، وابن الزبيدي، وابن رواج، وجماعة. وكتب
عنه الدمياطي شعراً. أجاز لعلم الدين في ذي القعدة من سنة أربع، وانقطع خبره في
سنة خمس.
(52/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 252
- حرف الحاء -
311 - الحسن بن عبد الله ابن الشيخ القُدوة الزّاهد أبي عُمَر محمد بن أحمد بن
محمد بن قُدامة. قاضي القضاة، شرف الدين، أبو الفضل، ابن الخطيب شرف الدين أبي بكر
المقدسي، الصالحي، الحنبلي. ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة. وسمع من: ابن قميرة،
وابن مسلمة، والمرسي، واليلداني، وجماعة. وقرأ الحديث بنفسه على الكفرطابي، وغيره.
وتفقه على الشيخ شمس الدين عمه، وصحبه مدة، وبرع في المذهب. وكان مليح الشكل، مديد
القامة، حسن الهيئة، له شيب يسير، وفيه لطف ومكارم وسيادة ومروءة، مع الدين والعلم
والصيانة والأخلاق الزكية، وحسن السيرة في الأحكام. سمع منه: علم الدين البرزالي،
وغيره. وتوفي إلى رحمة الله في ليلة الثاني والعشرين من شوال بالجبل، وشيعه ملك
الأمراء والقضاة والكبراء. وكانت جنازته مشهودة. ودفن بمقبرة جده. وقد درس بمدرسة
جده وبدار الحديث الأشرفية ؛ وولي القضاء بعد
(52/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 253
نجم الدين ابن الشيخ. وهو والد صاحبنا الفقيه شرف الدين أحمد حفظه الله.
- حرف الخاء -
312 - خديجة بنت الشيخ شمس الدّين محمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ.
والدة الإمام موفق الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الآتي ذكره، ومات
قبلها في ربيع الآخر من السنة. تروي جزءاً عن الكاشغري حضوراً. وهي أخت شيختنا
زينب. سمع منها: البرزالي، وغيره. وماتت في سادس رجب بالقاهرة.
- حرف الراء -
313 - رمضان بن عبد الله بن يوسف. الشيخ الصالح، المقرئ، أبو محمد الآمدي. ولد
بآمد سنة نيف وعشرين. وسمع بدمشق من: النجم بن البلخي، والصدر البكري. وحدث. وكتب
الطلبة عنه قديما لأجل اسمه. توفي في ثاني عشر ربيع الأول. وكان من جماعة الرباط
الناصري. وفيه عقل وديانة.
- حرف الزاي -
314 - زينت بنت علي بن أحمد بن فضل.
(52/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 254
الشيخة الزاهدة، العابدة أم محمد بنت الواسطي. ولدت، أظن، في سنة خمس وستمائة،
وسمعت سنة إحدى عشرة من الشيخ الموفق جزءاً سمعناه منها. وهي والدة شيخنا الشمس
ابن الزراد. وكان أخوها الشيخ تقي الدين مع جلالته يقصد زيارتها والتبرك بها.
وكانت قليلة المثل، رضي الله عنها. توفيت في خامس المحرم.
- حرف السين -
315 - ستّ الأمناء آمنة بنت أبي طالب عقيل بن حمزة بن علي. أم صديق، بنت ابن
الشقيشقة الشيباني، الصفار. عمة المحدث الكبير نجيب الدين. سمعت من أخيها مظفر ؛
ومن كريمة وصفية ابنتي عبد الوهاب، وجهمة بنت مسلمة. وكان أخوها يروي عن الحافظ
ابن عساكر. سمع منها: علم الدين، والطلبة. وفاتني السماع منها. وتوفيت في ذي
الحجة. وكانت كبيرة. 316 - ستّ الفقهاء بنت الإمام عبد الرّزاق الرسعَنيّ. أخت الشمس.
روت عن ابن روزبة. 317 - السّراج الورّاق.
(52/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 255
المصري. الأديب المشهور، رفيق أبي الحسين الجزار. مات بمصر في جمادى الأولى. اسمه
عمر بن محمد بن حسن. وشعره سائر. عاش ثمانين سنة. مدح أكابر. 318 - سليمان بن أحمد
بن سليمان بن أحمد. عماد الدين المرجاني. أحد شيوخ الإسكندرية. ولد بعد العشرين.
وروى عن: محمد بن عماد، وجعفر. روى عنه: البرزالي. وكان أبوه من أئمة الثغر
وقضاته. 319 - سليمان بن إبراهيم بن بدران ابن القائد. شهاب الدين الصالحي،
الحنفي، المعروف بالشركسي. سمع من: ابن الزبيدي، والفخر الإربلي، وابن صباح،
والناصح، وجماعة. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين. وتوفي في حادي عشر صفر. 320 -
سليمان بن هُمام بن مرتضى. القاضي وجيه الدين ابن البياع المصري، العدل. روي عن:
جعفر الهمداني. وتوفي في الخامس والعشرين من صفر بالقاهرة. وأبوه لقبه نصير الدين
أبو العزائم القرشي الجشي. 321 - سليمان بن يوسف بن أُبيّ.
(52/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 256
العدل فخر الدين الهكاري. ولد سنة ثمان وستمائة. وكان من عدول مصر. سمع هو وابنه
العدل موفق الدين من سبط السلفي. سمع منه علم الدين. توفي الفخر في صفر. 322 -
سليمان بن أبي الدُّرّ. الشيخ الحريري، الرقي. صحب الحريري مدة وتجرد. وكان فيه
ديانة وعدالة. ويلبس الفرجية وعلى رأسه قبع دلك. وهو سبط الرقي صاحب القبة التي
بآخر سوق الجبل وينزل منها إلى طريق عين الكرش. توفي في شوال وقد نيف على السبعين.
وكان له سماع من ابن البرهان، والرشيد العطار. وكتب في الإجازات. 323 - سيّدة بنت
موسى بن عثمان بن درباس المارانيّ. أم محمد ؛ شيخة صالحة، معمرة، كنت أتلهف على
لقيها، ورحلت إلى مصر وعلمي أنها باقية، فدخلت فوجدتها قد ماتت من عشرة أيام. وقد
أجاز لها في سنة تسع وستمائة أبو الحسن علي بن هبل الطبيب، وأبو محمد ابن الأخضر،
وسليمان الموصلي، وأحمد بن الدبيقي، وعبد العزيز بن منينا، وجماعة. وسمعت جزءاً من
مسمار بن العويس. وتفردت بالرواية عن هؤلاء. روت بالإجازة عن عين الشمس الثقفية،
وغيرها. وعرفت علو روايتها من ثبت أبي القاسم بن حبيب لما قدم علينا، فإنه سمع
منها في سنة ثلاث وتسعين هو وأبو الفتح والمصريون.
(52/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 257
توفيت يوم الجمعة سادس رجب وأنا بوادي فحمة.
- حرف الشين -
324 - شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن محمود. الأديب، العالم، الطبيب،
الكحال، البارع، تقي الدين، أبو عبد الرحمن الحراني، الشاعر، نزيل القاهرة. أخو
الشيخ نجم الدين. ولد بعد العشرين وستمائة بيسير، أو فيها. وسمع من: ابن روزبة،
والفخر الإربلي. كتب عنه: الدمياطي، والقدماء. وكان فيه شهامة وقوة نفس، وله أدب
وفضائل. وقد عارض ' بانت سعاد ' بقصيدة طنانة يقول فيها:
(أبادَ بي وخدُها البيد فقرّبها .......... طَرْفي وقرّبها وجْناء شِمْليلُ)
(52/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 258
(إلى النبيّ رسول الله إنّ له .......... مجداً تَسَامى فلا عرضٌ ولا طولُ)
(مجد كبا الوهم عن إدراك غايته .......... ورد عقل البرايا وهو معقول)
(مطهّر شرَّف اللهُ العبادَ به .......... وساد فخراً به الأملاكَ جبريلُ)
(طُوبَى لِطيبةَ بل طُوبى لكلّ فتىً .......... له بطِيب ثراها الجَعْدِ تقبيلُ)
توفي التقي شبيب الكحال بالقاهرة في الثامن والعشرين من ربيع الآخر.
- حرف الظاء -
325 - ظهير الدّين الغوريّ. الصوفي، حسين بن عبد الله بن أبي بكر بن علي الحنفي.
من كبار الصوفية بالسميساطية، وله معرفة بالفقه والعربية، وله مشاركة في الحديث
والتاريخ. ولم يزل حريصاً على العلم والتحصيل في الشيخوخة. توفي في سلخ رمضان في
عشر السبعين. وهو والد الفقيه شمس الدين الغوري.
- حرف العين -
326 - عائشة بنت إبراهيم بن محمد بن... سمعت عثمان ابن خطيب العراق. توفيت في
جمادى الآخرة. 327 - عائشة بنت محمد. أخت شيخنا جمال الدين ابن الظاهري. أم موسى.
صالحة، عابدة، صائمة الدهر، متواضعة، تخدم الفقراء. ولها إجازة من ابن الزبيدي.
وسمعت من أحمد بن سلامة الحراني، النجار، وغيره.
(52/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 259
وحدثت مرات. ومات في صفر. روى عنها: البرزالي، وابن حبيب. 328 - عبد الله بن محمد.
الباعشقي. الشيخ الزاهد، الصالح. توفي بمصر. وقد روى الحديث، وعاش اثنتين وثمانين
سنة. 329 - عبد الله بن ابن الشيخ نجم الدّين عبد الرحمن ابن العلاّمة نجم الدّين
أحمد بن محمد بن راجح. الإمام، الفقيه، المحقق، موفق الدين المقدسي، الحنبلي، سبط
الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن العماد. ولد بالقاهرة، وتفقه وبرع وتميز. ولو عاش
لساد الطائفة. سمع الكثير مع الحافظ سعد الدين، وغيره. وكان فيه صلاح ومروءة.
وتوفي شاباً في ربيع الآخر، رحمه الله. 330 - عبد الله بن محمد بن نصر بن قوام بن
وهْب. العدل، الصالح، الزاهد، كمال الدين، أبو محمد الرصافي، ثم الدمشقي
(52/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 260
حدث في العام الماضي بشرح السنة ' ومعالم التنزيل ' للبغوي، عن القزويني. وسمعنا
منه في هذه السنة ' صحيح البخاري ' عن ابن الزبيدي؟ وروى أيضاً عن: عمه أبي الفتح
ناصر، ووالده، وأبي موسى عبد الله ابن الحافظ. وكان من خيار الشيوخ ديناً وأمانةً
وصيانة ورزانة. وقد شهد على القضاة من قديم. وسمع منه سائر الطلبة. ولد في رجب سنة
خمس عشرة وستمائة. وتوفي بكرة الجمعة سابع ذي القعدة، فقيل إنه صلى وسجد لله ومات.
331 - عبد البرّ ابن قاضي القضاة تقي الدّين محمد بن الحُسين بن رزين. القاضي
العالم، صدر الدين، الشافعي، مدرس القيمرية بدمشق. كان شاباً متواضعاً، متودداً،
يحب العشرة، وفيه ذكاء ومعرفة. توفي في سابع رجب، رحمه الله وسامحه. 332 - عبد الرحمن
بن عبد الحليم بن عمران. الشيخ الإمام، المحدث، المقرئ، الفقيه صدر الدين، أبو
القاسم الأوسي، الدكالي، المالكي، الملقب بسحنون. كان إماماً، فقيهاً، مفتياً،
متفنناً، كثير الفضائل، قوي العربية، زعر الأخلاق. ولد سنة ست عشرة، وقيل: سنة
عشر، وهو أشبه. وقدم الإسكندرية في عنفوان شبابه، وقرأ بها على أبي القاسم
الصفراوي، وسمع منه.
(52/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 261
ومن: علي بن مختار العامري، وعبد الوهاب بن رواج، وجماعة. وقرأ الحديث على الشيوخ.
سألت أبا الحجاج الكلبي عنه، فقال: شيخ جليل، فاضل، صاحب سنة. لقيته بالإسكندرية
سنة أربع وثمانين. قلت: وقرأت عليه ختمة لورش وحفص. وسمعت منه أنا، وابن الظاهري،
والمزي، وابن سيد الناس، والبرزالي، وطائفة. وتوفي وأنا بالإسكندرية في رابع شوال.
وقد سمع علي الختمة في أحد عشر يوماً. 333 - عبد الرحمن بن عبد الوهّاب بن خَلَف
بن بَدْر. قاضي القضاة، تقي الدين، أبو القاسم ابن قاضي القضاة تاج الدين العلامي،
المصري، الشافعي، المعروف بابن بنت الأعز. وكان جده لأمه يعرف بالقاضي الأعز.
والعلامي، بالتخفيف، وهي نسبة إلى قبيلة.
(52/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 262
سمع من الرشيد العطار، وغيره. وتفقه على ابن عبد السلام، وعلى والده. وكان فقيهاً،
إماماً، مناظراً، بصيراً بالأحكام، جيد العربية، ذكياً نبيلاً، رئيساً، شاعراً،
محسناً، فصيحاً، مفوهاً، وافر العقل، كامل السؤدد، عالي الهمة، عزيز النفس. روى عنه
الدمياطي في ' معجمه ' شيئاً من نظمه. توفي في سادس عشر جمادى الأولى كهلاً، وولي
القضاء بعده شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد. وقد كان عمل الوزارة ثم استعفى
منها. وقد درس بأماكن كبار، وولي مشيخة السعيدية. مولده في ثاني عشر رمضان سنة تسع
وثلاثين وستمائة. نقلته من خط الحافظ سعد الدين الحارثي، رحمه الله. وهو عزيز
الوجود، أعني ذكر مولده فأنه كان لا يخبر به أحداً. 334 - عبد الرحمن بن علي بن
أحمد بن عبد الرحيم بن القاضي الأشرف بهاء الدين ابن القاضي الفاضل. البيساني
الأصل، المصري. روى عن: جعفر الهمداني، وعبد الصمد الغضاري، ويوسف بن المخيلي،
ويوسف بن جبريل بن محبوب، وجماعة. وحضر على ابن باقا. وتفرد بعدة أجزاء. وكان من
المكثرين. وكان خازن الكتب التي بمدرسة جده. سمع منه الجماعة. وتوفي يوم الأحد
مستهل رجب.
(52/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 263
من غرائب الاتفاق أن في هذا الوقت توفي بدمشق رجل باسمه واسم أبيه وجده، وهو: 335
- عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، العدل، جمال الدين الشهرزوري،
الشاهد، رحمه الله. 336 - عبد الرحيم بن عبد المنعم بن خَلَف بن عبد المنعم.
الشيخ، الإمام، المسند، محيي الدين، أبو الفضل ابن الدميري، اللخمي، المصري. ولد
سنة ثلاث وستمائة. وسمع سنة عشر من: الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل. وسمع من: أبي
طالب أحمد بن حديد، وابن أبي الفخر البصري، والزين ابن فتح الدمياطي، وإسماعيل بن
ظافر العقيلي ؛ وتفرد بالرواية عن هؤلاء. والفخر الفارسي، وابن باقا، والقاضي زين
الدين، وعبد الصمد بن الغضاري، ومكرم القرشي، ومرتضى بن حاتم. ولبس الخرقة من
الشيخ شهاب الدين السهروردي. وكان من كبار المسندين. فاتني لقيه. وقد سمع منه خلق.
وتوفي في سلخ المحرم في عشر المائة. 337 - عبد الصّمد. الفقيه، خطيب سقبا. توفي في
شوال بالقرية.
(52/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 264
338 - عبد اللّطيف ابن الشيخ عزّ الدّين بن عبد العزيز بن عبد السّلام. السلمي،
الدمشقي، الشافعي، الفقيه محيي الدين. ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة، وروى عن ابن
اللتي. ثم طلب الحديث بنفسه بالقاهرة، وقرأ على الشيوخ. وكان أفضل إخوته. قرأ
الفقه والأصول وتميز. وكان يعرف تصانيف والده معرفة حسنة. توفي في ربيع الآخر
بالقاهرة. 339 - عبد المنعم بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمود. القاضي
جلال الدين، أبو محمد الأنصاري، المصري، ثم الشامي، الشافعي. ولد سنة تسع عشرة
وستمائة بالقاهرة. وروى لنا مجلس معمر عن ابن المقير. وحدث بالقدس ودمشق، والصلت.
وكان شيخاً وقوراً، مهيباً، فاضلاً، عارفاً بالمذهب، حسن الديانة، محمود السيرة.
ولي خطابة صفد، وولي القضاء. بالصلت وبعجلون
(52/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 265
وبالقدس. وناب في القضاء بدمشق عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة. ثم عاد إلى
القدس وتوفي بها في الحادي والعشرين من ربيع الآخر، رحمه الله. رأيت له كتاباً في
الفقه علقه على ' التنبيه '. 340 - عثمان بن أبي الفتح بن إسماعيل. فخر الدين
الخويي، الصوفي، الشاهد. نزيل القاهرة. روى عن: يوسف الساوي. ومات في المحرم. أخذ
عنه ابن حبيب. 341 - عَرَبْشاه الرّومي. الذي كان بداريا، وله هناك أراضي مطلقة من
أيام الملك الناصر، الحلبي. توفي في المحرم. وكان من أبناء الثمانين. 342 - علي بن
حسن بن بدر بن حفّاظ بن بركات. أبو الحسن الصالحي، الصحراوي. شيخ مسن، كان يسكن
بالعقيبة. روى عن: الفخر الإربلي، وابن اللتي، وابن المقير. سمع منه: البرزالي،
وفخر الدين المقاتلي. ولم أقع به. توفي في ليلة السابع والعشرين من رمضان وقد نيف
على السبعين.
(52/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 266
وقد أجاز لي. 343 - علي بن حمزة بن عبد الرّزّاق. أبو الحسن المحجبي، الصالحي،
الملقب بالفلو. روى عن ابن اللتي. وتوفي بجبل قاسيون في العشرين من جمادى الأولى.
344 - علي ابن الشرف عبد الله بن عبد الرحمن بن سلامة. المقدسي، الصالحي، شرف
الدين، نقيب القاضي الحنبلي. سمع من إبراهيم بن خليل، وغيره. وسمع الكثير بنفسه،
ولازم الطلب. ضرب بالدبابيس ليلة ظهور الحرامية بسوق الخيل، ثم مات بعد ليلة رحمه
الله ليلة عيد الأضحى وهو كهل. 345 - علي بن محمد بن منصور بن أبي القاسم بن مختار
بن أبي بكر. القاضي الأوحد، زين الدين، أبو الحسن ابن القاضي أبي المعالي الجذامي،
الإسكندراني، المالكي. أخو القاضي العلامة ناصر الدين ابن المنير. صدر جليل محتشم،
وافر الحرمة، مليح الصورة، حسن البزة، كامل الفضيلة.
(52/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 267
ولي قضاء الثغر مدة، ودرس وأفتى وصنف. ولد في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وستمائة.
وروى لنا ' الأربعين السلفية ' عن يوسف بن المخيلي. وحدث بمكة والثغر، وبه توفي
يوم عيد الأضحى. وقيل: مات سنة ست في ذي الحجة. 346 - علي بن محمد بن عبد السلام.
المكي، مؤذن الحرم. روى عن المرسي. وقعت صاعقة على قبة زمزم فاستشهد، رحمه الله،
في رجب. 347 - علي بن محمود بن إسماعيل بن فيض. أبو الحسن الباعشيقي. شيخ صالح
ثقة. ولد سنة اثنتي عشرة وستمائة. وكان أبوه قاضياً باعشيقا، وهي من أعمال الموصل.
قدم بغداد في شبيبته، وسمع: أبا الحسن محمد بن عبد الواحد بن شفتين، وأبا طالب بن
القبيطي. ودخلت مصر، فقيل لي هو باق فلم أظفر به. أظنه مات في هذه السنة. 348 -
عمر بن مسلّم بن عمر بن ناصر. أبو حفص الصالحي، الحجار، البناء. كان يحضر الحصارات
مع الملك الظاهر.
(52/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 268
وحدث عن: ابن الزبيدي، وابن صباح، والإربلي، وابن اللتي. وكان إنساناً مباركاً.
توفي بقرية جديا في ثاني شوال. سمع منه الطلبة. ولم أسمع منه.
- حرف الكاف -
349 - كثير بن عمر. الفقيه الإمام، زين الدين السلمي. من كبار فقهاء الشامية. وكان
يقرئ المبتدئين. توفي في رجب. 350 - كيكلدي بن... الحلبي. يروي عن إبراهيم بن خليل
ونحوه. ومات في رجب.
- حرف اللام -
351 - لؤلؤ المسعوديّ. الأمير الكبير، بدر الدين. توفي بستانة الذي بالمزة إلى
جانب حمامه. وكان أميراً محتشماً، خبيراً بالسياسة والظلم. ولي نيابة نائب السلطنة
(52/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 269
طرنطاي بدمشق مدة. ثم ولي الشد بمصر في الدولة الأشرفية. ثم قدم دمشق على نيابة
نائب السلطنة إذ ذاك حسام الدين لاجين المنصوري، فمات في شعبان كهلاً.
- حرف الميم -
352 - محمَّد ابن فخر الدّين أحمد تعاسيف. سبط المولى فخر الدّين ابن الشيرجي. شاب
مليح، حلو الشمائل، عاقل، رئيس، مشتغل، من أبناء عشرين سنة. وتوفي في الرابع
والعشرين من ذي الحجة. وتوفي يومئذ شاب مليح من ملاح وقته بدمشق محمد بن بدر الدين
ابن طليس صهر والي المدينة ابن النشابي، ففجع بهما الآباء، رحمهما الله. وكانا قد
جمعا بين الملاحة والحياء والحرية. 353 - محمَّد بن أحمد بن عبد اللّطيف. العلامة،
المصنف، ذو الفنون، شمس الدين القرشي، الكيشي. مدرس النظامية ببغداد. اتفق مولده
بكيش سنة خمس عشرة وستمائة. وكان موته بشيراز، وله ثمانون سنة. 254 - محمَّد بن
مجد الدّين بن الحسن ابن الشيخ تاج الدّين علي بن أحمد ابن القسطلاّنيّ. الإمام
تقي الدين، خطيب جامع عمرو بن العاص. ولي بعد قطب الدين عبد الباقي الأنصاري. وعاش
اثنتين وخمسين سنة. وروى عن السبط.
(52/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 270
وتوفي في ثالث جمادى الأولى. 355 - محمَّد بن سَنْجَر. المحدث، المفيد، الصالح أبو
عمر العجمي، الجندي. شاب من أولاد الأجناد. دين متواضع، من طلبة الحديث. قدم دمشق
غير مرة، وسمعت بقراءته. وكان حريصاً على الطلب. نسخ الكثير بخطه. وسمع سنة بضع
وثمانين ولم يحدث. ومات في أول السنة، رحمه الله. سمع من: غازي الحلاويّ، وخلق.
356 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سَعْد. المقدسي، أبو عبد الله،
المعروف أبوه بالتقي ابن الناصح. سمع من: جعفر، وكريمة. وحدث. وتوفي بحصن الأكراد.
ذكره البرزالي في شيوخ الإجازة. 357 - محمد بن عبد الرحمن بن سلطان بن جامع.
الفقيه، عماد الدين، ابن الفقيه ركن الدين التميمي، الدمشقي، الحنفي، إمام مسجد
البياطرة وأحد العدول، وجد صاحبنا المحدث أمين الدين الواني لأمه. ولد سنة اثنتي
عشرة وستمائة. وسمع من والده، ومن: أبي صادق بن صباح، والقاضي شمس الدين ابن سني
الدولة، وغيرهم. وشاخ وانقطع بالمنزل مدة. سمعت منه جزءاً من ' الخلعيّات '. وتوفي
في الثامن والعشرين من صفر، رحمه الله.
(52/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 271
358 - محمد بن عبد السلام بن المطهر بن العلاّمة شرف الدّين بن أبي سعد بن أبي
عُصْرُون. الشيخ، الإمام، المسند، تاج الدين، أبو عبد الله ابن القاضي شهاب الدين،
التميمي الشافعي. ولد في المحرم سنة عشر وستمائة بحلب، وبها نشأ واشتغل، وقرأ
الفقه. وسمع من: أبي الحسن بن روزبة، ومكرم بن أبي الصقر، والعلم بن الصابوني،
ووالده شهاب الدين، والعز بن رواحة، وعبد الرحمن بن أبي القاسم الصوري ؛ وأجاز له
المؤيد الطوسي، وعبد المعز الهروي، وزينب الشعرية، والقاسم بن الصفار، وأبو المظفر
عبد الرحيم بن السمعاني، وأخوه محمد، وشهاب الحاتمي، وأحمد بن شيرويه الديلمي،
وإسماعيل بن عثمان القارئ، والافتخار الهاشمي الحلبي، والمحب أبو البقاء العكبري،
وسعيد بن الرزاز، وأحمد بن سلمان بن الأصفر، وطائفة. ودرس بالشامية الجوانية بدمشق
مدة، وكان يورد الدرس إيراداً مليحاً، وكان فيه جودة وتواضع. وهو من كبار شيوخنا
المسندين. سمعت منه عدة أجزاء. وقد حدث: ' بصحيح مسلم ' و ' الموطأ ' وغير ذلك.
توفي في سلخ ربيع الأول، ودفن من الغد بتربتهم عند حمام النحاس.
(52/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 272
359 - محمد بن عبد الكريم بن عبد الغفّار. النهاوندي، ثم المكي. سمع من ابن
الجميزي بمكة. مات في المحرم، ودفن بالمعلى وله سبع وسبعون سنة [أو] اثنتان
وثمانون سنة. 360 - محمَّد بن عبد الملك بن عمر. الشيخ الإمام، الزاهد، العابد،
القدوة، شرف الدين الأرزوني. شيخ مشهور بالصلاح، تام الشكل، أسمر، مهيب، جليل، قليل
الشيب، مليح العمامة والبزة، صاحب سمت وهدي ووقار. صحب الكبار وتعبد وانقطع. وكان
صحيح البنية، محكم التركيب. إذا رآه الشخص اعتقده كهلاً، فإذا تميزه رآه كبير السن
كامل العقل، إلا أنه كان يقول إنه جاوز المائة وذاك بعيد، لكنه كان من أبناء
الثمانين. وكان له زوايا في أماكن. توفي في ثالث جمادى الآخرة، ودفن إلى جانب قبر
الشيخ تقي الدين ابن الواسطي بتربة الشيخ الموفق. وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله.
وذكر لي أنه سمع الحديث في صباه فأخذت خطه في الإجازة. وكانت وفاته ببيت لهيا. 361
- محمد ابن الفخر عثمان بن علي. الإمام، الأديب شرف الدين ابن بنت أبي سعد
(52/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 273
من فقهاء الشباب. له فضائل. لقبه شرف الدين. مات في المحرم. 362 - محمد بن محمد.
الإسكندراني، المغازلي. روى عن جعفر، ويوسف بن المخيلي. وتوفي في أول السنة. وكان
ثقة صالحاً. عاش ثمانياً وستين سنة، ولقيه الفرضي. 363 - محمد بن علي بن أحمد.
الشيخ عماد الدين ابن القسطلاني. روى عن: ابن المقير، وغيره. أخذ عنه: البرزالي،
وابن حبيب. توفي في هذا العام في أوائله. وهو ولد تاج الدين. 364 - محمد بن محمد
بن محمد بن محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة
الله. الإمام شمس الدين ابن العدل عماد الدين بن القاضي عزيز الدين ابن العماد
الكاتب، الإصبهاني، ثم الدمشقي، الشافعي. سمع من: ابن المقير، وكريمة، وابن رواحة،
والسخاوي، وعبد العزيز بن الدجاجية، وشيخ الشيوخ بن حمويه. وكان فقيهاً، عارفاً
بالمذهب، مدرساً، فاضلاً، حسن الديانة، له حلقة بجامع دمشق، للإشغال. وأعاد بمدارس
بني الزكي. سمع منه: علم الدين، وغيره.
(52/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 274
ومات ليلة الجمعة رابع عشر صفر بمنزلة بسفح قاسيون، رحمه الله. 365 - محمد بن محمد
بن أبي الحرم. المحدث، شمس الدين الحنبلي، المعروف بالقلانسي. رجل صالح، خير،
متواضع، حج غير مرة، واختص بالحافظ سعد الدين الحارثي القاضي. وسمع الكثير. وتوفي
أبوه في هذه السنة قبله. رأيته مع الشهود بالقاهرة وسلمت عليه، وسافر إلى دمشق
فتوفي بها في رمضان. روى عن: إسماعيل بن غزون، وأحمد بن القاضي زيد الدين علي بن
علاق، وأبي البركات، وأحمد بن النحاس. سمع زين الدين بن حبيب، وغيره. 366 - محمد
بن أبي العلاء محمَّد بن علي بن المبارك. شيخنا، الإمام العالم، شيخ القراء، موفق
الدين أبو عبد الله الأنصاري، الرباني، النصيبي، الشافعي، الصوفي، نزيل بعلبك. ولد
سنة سبع عشرة وستمائة بنصيبين. قرأ على والده، ودخل الديار المصرية، فقرأ بمصر على
السديد عيسى ابن أبي الحرم مكي صاحب الشاطبي، وبالإسكندرية على الشيخ جمال الدين
أبي عمرو ابن الحاجب، وسمع منه ' مقدمته ' وغير ذلك.
(52/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 275
وسمع ببعلبك من الشيخ الفقيه وصحبه، واستوطن بعلبك وصار شيخها في التصوف
والقراءآت. وأم بمسجد كبير له بابان بسوق التجار ببعلبك. وقل من رأيت بفصاحته على
كثرة من رأيت من القراء، ومنه تعلمت التجويد، وقرأ عليه ختمة للسبعة في أحد وخمسين
يوماً ببعلبك في سنة ثلاث وتسعين. وكان إماماً فاضلاً، عارفاً بالقراءآت معرفة
جيدة، وله مشاركة في الفقه والنحو والأدب. وكان شيخ الإقراء بالجامع، وشيخ الصوفية
بالخانكاه. وله حرمة وصورة. قرأ عليه القراءآت جماعة من أهل بعلبك، ورحل إليه
العلم طلحة رفيقنا وقرأ عليه، وهو اليوم شيخ القراءآت والعربية بحلب. أنشدني شيخنا
موفق الدين لنفسه:
(قرأتُ القُرآنَ وأقرأتُه .......... وما زلت مُغْرّى به مُغْرَما)
(وطفْتُ البلادَ على جَمْعِه .......... فصِرتُ به في الورى مُكْرَما)
(وألفيتُ إلفي بطُلابه .......... فيا نِعْم ما زادَني أَنْعُمَا)
(ويا فَوز مَن لم يزلْ دأبُه .......... وما أجزَل الأجرَ ما أعظَما)
(ولله أحمدُ مهما أعِشْ .......... وفي الموت أسألُ أن يَرحَما)
(وأُصْفي الصّلاة نبيّ الهُدَى .......... ومَن فَوقَ كلّ سماء سما)
(وأُفشي السّلامَ على آلِه .......... وأصحابه والرّضى عنهما)
توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة ببعلبك. 367 - محمد بن يعقوب بن أبي طالب.
الكتاني، الصالحي. فقير مبارك. رأيته وكلمناه في السماع منه فقال: روحوا إلى الشيخ
ناصر الملقن اقرأوا. فضحكنا منه. وكان فيه وله وسلامة باطن.
(52/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 276
روى جزءا من ' الخلعيات ' عن ابن صباح. وهو أخو العفيف أبي بكر النحات الآتي في
الكنى. توفي في رجب. 368 - محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم.
الإمام العلامة، الصاحب محيي الدين، أبو عبد الله ابن القاضي الإمام بدر الدين ابن
النحاس الأسدي، الحلبي، الحنفي. ولد بحلب سنة أربع عشرة في شوال. وسمع من القاضي
بهاء الدين ابن شداد، وجده لأمه موفق الدين يعيش شيئاً يسيراً. ولم أجده سمع من
ابن روزبة، ولا من الموفق عبد اللطيف، ولا هذه الطبقة. وكأنه كان مكباً على الفقه
والاشتغال. وسمع في سنة اثنتين وأربعين ببغداد، وجالس بها العلماء، وناظر وبان
فضله. وسمع من: أبي إسحاق الكاشغري، وأبي بكر بن الخازن. وسمع بماردين من: الحافظ
النشتبري. وحج سنة خمس وأربعين مع بني عمه. وسمع من: شعيب الزعفراني، وغيره. وكان
صدراً معظماً، جليلاً، وجيهاً، إماماً، فقيهاً، مفتياً، محققاً،
(52/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 277
متبحراً في المذهب وغوامضه، موصوفاً بالذكاء، وحسن المناظرة. انتهت إليه رئاسة
المذهب بدمشق. ودرس بالريحانية والظاهرية. وولي قضاء الحنفية بحلب في الدولة
الظاهرية، وسلم من التتار، واستوطن دمشق، فعومل بالإكرام والاحترام لعلمه ورئاسته
وخبرته وأمانته، وولي الوزارة مرة، وولي نظر الخزانة. وولي نظر الدواوين، وولي نظر
الأوقاف والجامع. وكان معماراً مهندساً، أميناً، كافياً، مهيباً، مخوفاً. وكان
موصوفاً بحسن الإنصاف في البحث. وكان يقول: أنا على مذهب أبي حنيفة في الفروع،
وعلى مذهب الإمان أحمد في الأصول. وكان يحب الحديث والسنة والسلف، ويطنب في وصف
الشيخ عبد القادر. وقد ولي إمرة الحاج من دمشق في سنة خمس وسبعين، فساس الركب
وحمدت إمرته. قرأت عليه ' جزء البانياسي '. وسمع منه: ابن الخباز، وابن العطار،
والفرضي، والمزي، والبرزالي، وابن تيمية، وابن حبيب، والمقاتلي، وأبو بكر الرحبي،
وابن النابلسي، وآخرون. وتوفي عشية نهار الإثنين سلخ ذي الحجة، ودفن بتربته بالمزة
من الغد، وحضره نائب السلطنة والقضاة والأعيان. 369 - محمَّد بن أبي بكر بن عبد
المالك بن مالك. شمس الدين الحراني، القطان. شيخ صالح، محب للحديث. سمع من: ابن
اللتي، وابن رواحة، وابن خليل بحلب. ومات في هذا العام بصفد. سمع منه: المزي،
والبرزالي، وغيرهما. 370 - محمود بن محمد بن أحمد بن مُبادر بن ضحّاك.
(52/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 278
الإمام، المقرئ، الزاهد، العابد، شرف الدين، أبو البنا التادفي. ولد بتادف في سنة
أربع وعشرين وستمائة، وهي من أعمال حلب. وسمع من: ابن رواحة، وابن خليل، وجماعة. وكان
يسمع في الشيخوخة للفائدة. وقد سمع حضوراً في سنة ست وعشرين على أبي إسحاق
الصريفيني الحافظ بتادف. وكان صالحاً، زاهداً، قانتاً لله، معيباً، كبير القدر،
منقطع القرين، صاحب جد وعمل وصدق. وكان يزور القدس كل سنة ماشياً. وكان قانعاً
متعففاً، شريف النفس، فقيهاً، عالماً. قرأت عليه جزءاً واحداً. وتوفي في سلخ رجب.
وكان يجلس في البلد بالقيمرية ويلازم التلاوة سراً بين الصلاتين بجامع الجبل. 371
- المُنجَّا بن عثمان بن أسعد بن المُنَجّا بن بركات بن المؤمَّل. الإمام،
العلامة، مفتي المسلمين، زين الدين، أبو البركات ابن الصدر المرتضى، عز الدين، ابن
الإمام الكبير العلامة، الوجيه، التنوخي، المعري الأصل، الدمشقي، الحنبلي.
(52/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 279
ولد في عاشر ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة. وحضر على جعفر الهمداني، وابن
المقير، وسالم بن صصرى. وسمع من: السخاوي، والتاج القرطبي، والرشيد بن مسلمة.
وتفقه على أصحاب جدة، وعلى أصحاب الشيخ الموفق. وقرأ الأصول على كمال الدين
التفليسي وغيره. وبرع في المذهب، ودرس وأفتى وصنف. وانتهت إليه رئاسة المذهب. تفقه
عليه: ابن الفخر وابن أبي الفتح، وابن تيمية، وجماعة من الأئمة. قرأت بخط شيخنا
ابن أبي الفتح: كان رحمه الله إماماً في الفقه، خبيراً بعلم الأصول والعربية،
مشاركاً في غير ذلك. شرح كتاب ' المقنع في الفقه ' شرحاً حسناً في أربع مجلدات،
وفسر الكتاب العزيز ولكنه لم يبيضه، وألقاه جميعاً دروساً. وشرع في شرح ' المحصول
' ولم يكمله، واختصر نصفه. وكان له في الجامع حلقة للإشغال والفتوى نحو ثلاثين سنة
متبرعاً لا يتناول على ذلك معلوماً. وكانت له أوراد، منها صوم الإثنين والخميس
والذكر من حين يصلي الصبح إلى أن يصلي الضحى. وله مع الصلوات تطوع كبير. ويصلي
الضحى ويطيلها جداً. وكان له في آخر الليل تهجد كثير وتيقظ وذكر. وكان له إيثار
كبير يفطر الفقراء عنده في بعض الليالي، وفي شهر رمضان كله. وكان مع ذلك حسن
الأخلاق، لطيفاً مع المشتغلين، مليح المجالسة. سمع ' صحيح مسلم ' على العلم
السخاوي ومن حضر معه على ما بين في نسخة ابن عساكر. قلت: أجاز لي مروياته سنة سبع
وسبعين، وقصدته لأسمع منه فقال لي: تعال وقتاً آخر. فاشتغلت ولم يقدر لي السماع
منه. وكان مليح الشكل، حسن البزة، كثير التطهر والنظافة. وكان غالب أوقاته في
الجامع وفي بيت المأذنة.
(52/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 280
وكان يجلس للاشغال إلى العمود الثاني الغربي الذي تحت النسر. توفي إلى رحمة الله
في يوم الخميس رابع شعبان بين الصلاتين. وتوفيت زوجته بالليل ليلة الجمعة، وهي أم
أولاده، حفظهم الله، نسب إليها بنت صدر الدين الخجندي وصلي عليهما معا عقيب الجمعة
بجامع دمشق، وشيعهما الخلق، وكانت جنازة مشهودة ودفنا بتربته بسفح قاسيون التي
شمالي الجامع المظفري. وكان معروفاً بالذكاء وصحة الذهن، وجودة المناظرة، وطول
النفس في البحث، وله ملك وثروة وحرمة وافرة. وقد سئل الشيخ جمال الدين ابن مالك أن
يشرح ألفيته في النحو فقال: زين الدين ابن المنجى شرحها لكم. وكان قد قرأ النحو
على ابن مالك، وبرع فيه ومحاسنه كثيرة. 372 - موسى بن محمَّد بن موسى. الشيخ
المحدث وجيه الدين، أبو القاسم الأنصاري، النفزي، المصري، أحد من عني بهذا الشأن
وتجرد له، وتعب في الطلب. وسمع الكثير بمصر والشام وكتب الكثير، وقرأ بنفسه. وصار
له نباهة ومعرفة متوسطة لكثرة ما سمع. وتوفي في جمادى الآخرة بالقاهرة. وكان قد
صار من جملة الشهود. وسمع بعد الستين وستمائة من: الرشيد، وطبقته، والنجيب، وابن
عزون، وابن علاء، والشيخ، وخلق. 373 - موسى ابن القاضي نجم الدين محمد بن سالم بن
صاعد بن السَّلَم.
(52/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 281
القاضي شرف الدين، قاضي نابلس، وابن قاضيها، وأخو شيخنا قاضيها. ولي القضاء بعد
أخيه. ومات في ذي الحجة. وكان مكرماً للناس، مفضلاً كأخيه.
- حرف النون -
374 - نجاح بن خليل. أبو محمد، عتيق عيسى بن شهاب المحلي، بواب المسرورية
بالقاهرة. روى عن ابن رواج. ومات في ثالث عشر ربيع الأول. 375 - نصر الله بن عبد
الله بن عبد القويّ بن نصر. العدل، فتح الدين ابن الأطروش المصري، الشاهد. روى
أيضاً عن ابن رواج. ومات في ثاني عشر ربيع الأول. 376 - نصر الله بن محمد بن
عَيّاش بن حامد بن خُليف بن عيّاش. الشيخ ناصر الدين، أبو الفتوح الصالحي،
الحنبلي، السكاكيني بدار الحجارة. ولد في مستهل سنة سبع عشرة وستمائة. وأجاز له
الشيخ الموفق، وأبو محمد بن أبي لقمة، وابن البن. وسمع: أبا المجد القزويني، وأبا
القاسم بن صصرى، وابن غسان،
(52/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 282
وابن صباح، وابن الزبيدي، وابن اللتي، والإربلي، وأبا موسى بن عبد الغني، والبهاء
عبد الرحمن، والجمال أبا حمزة، وجماعة. ورحل سنة تسع وثلاثين، وسمع: ابن المقير،
وابن الجميزي بمصر، وأبا الرضا التسارسي، ويوسف بن المخيلي، وعبد الوهاب بن رواج،
والظهير محمد بن الحباب، وابن محارب القيسي، وابن ياقوت، والسبط بالإسكندرية.
وحدثنا بالكثير، فروى عنه ابن الخباز: حدثنا في مشيخته التي حدث بها في سنة اثنتين
وستين وستمائة، وكان شيخاً صالحاً، خيراً متنسكاً، متزهداً، مليح الشيبة، بشوش
الوجه، حلو المحاضرة، متودداً. وقد قرأ بعض سماعاته على الشيوخ، وكان محباً للحديث
ويحفظ متوناً كثيرة. سمعت منه جماعة أجزاء. وتوفي إلى رحمة الله في ليلة الجمعة
سلخ شوال.
- حرف اللام ألف -
377 - لاجين النُّوبيّ. سابق الدين المسعودي، الفراش. خدم فراشاً بالشام. وحدث
بمصر عن ابن رواج. سمع منه: البرزالي، وابن حبيب.
- حرف الياء -
378 - يوسف بن محمد بن عبدان بن يوسف. البكري، الدمشقي، جمال الدين، المعروف بابن
نقيب الفتيان.
(52/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 283
ولد في رجب سنة ثلاثين. وأجاز له الإربلي، ومكرم، وجماعة. وسمع حضوراً من ابن
اللتي. وحدث. روى عنه ابن الخباز، وغيره. وأجاز لي ولأولاد قاضي القضاة بدر الدين
ابن جماعة، ولأحمد ابن قاضي القضاة شرف الدين الحنبلي، ولمحمد ابن جمال الدين ابن
الفويرة، ولعبد الله ابن شمس الدين المهندس، وجماعة. وتوفي في ثاني عشر شوال. وكان
يعرف بالكرباج المؤدب.
- الكنى -
379 - أبو بكر بن عبد الرحمن بن منصور بن جامع. المحدث الفقيه، مجد الدين الكناني،
الموصلي، نزيل دمشق. شيخ صالح، زاهد، ناسك، فاضل محدث، كثير السماع في كبره، كثير
المطالعة، جيد التحصيل. سمع ' جزء ابن عرفة ' من محمد بن إبراهيم بن البرني. وسمع
بدمشق من: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وأصحاب ابن طبرزد فمن بعدهم. أم
بالمدرسة العادلية مدة، ثم ولي مشيخة الفاضلية بعد الفاضلي. وكنت أسلم عليه
ويعجبني سمته وهديه وتواضعه. وأجاز لي، وما أراني سمعت منه. وتوفي في جمادى الأولى
وقد نيف على السبعين. رحمه الله.
(52/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 284
380 - أبو بكر بن عبّاس بن عجرمة بن أبي منصور بن الحجّان. الصالحي. ولد سنة سبع
عشرة وستمائة. وكان من رواة ' صحيح البخاري '، عن ابن الزبيدي. وسمع منه الجماعة.
وسمعت منه حديثين. وكان رجلاً مباركاً. توفي في مستهل جمادى الأولى. 381 - أبو بكر
بن عمر بن علي بن سالم. الإمام، العلامة، رضي الدين القسنطيني، الشافعي، النحوي.
ولد سنة سبع وستمائة. وسمع ببيت المقدس، وبه نشأ، من: أبي العلاء الأوقي. وبمصر
من: يوسف بن المخيلي. وابن المقير، وابن عوف الزهري. وأخذ العربية عن زين الدين
يحيى بن معطي، وجمال الدين أبي عمرو بن الحاجب. وسمع من ابن معط الفقيه، وصاهره
وتزوج بابنته. وكان من كبار أئمة العربية بالقاهرة. حدثني شيخنا البدر التادفي أنه
بحث على رضي الدين القسنطيني مدة في ' كتاب سيبويه '. وقد سمع منه جماعة كثيرة.
وكان صالحاً، خيراً، متنسكاً، ساكناً، متواضعاً، له معرفة تامة بالفقه، ومشاركة في
الحديث، وحرمة وجلالة. أضر بأخرة، وتوفي إلى رحمة الله في شوال.
(52/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 285
وقيل: توفي في رابع عشر ذي الحجة والأول أصح. سمعت منه جماعة أجزاء، وقد حدثني عنه
أبو العلاء الفرضي في سنة ثلاث وتسعين. ثم لقيته بعد. 382 - أبو بكر بن محمد بن
غانم بن علي. النابلسي، شيخ الزاوية. من بيت المشيخة والصلاح. ولي المشيخة بعد موت
أولاد عمه. وقد سمع الحديث بدمشق من ابن عبد الدائم، وغيره. وتوفي في حادي عشر
جمادى الآخرة. 383 - أبو بكر بن يعقوب بن أبي طالب. الكتاني والده، الحجار النحات.
ويلقب بالعفيف. وهو أخو محمد المذكور آنفا. ولد سنة اثنتين وعشرين. وروى عن: ابن
الزبيدي، وغيره. وأجاز لي مروياته. وقد حدث عنه ابن الخباز. ومات في السادس
والعشرين من رمضان. 284 - أبو محمَّد بن أبي جَمْرة. المغربي، المالكي، الزاهد.
شيخ فاضل، صالح، قوال بالحق، مشهور بالقاهرة.
(52/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 286
توفي في ذي القعدة، وصلي عليه بدمشق صلاة الغائب، رحمه الله. 385 - أبو الغنائم بن
محاسن بن أحمد بن مكارم. الحراني، الكفرابي، المعمار، بدر الدين. ولد سنة أربع
عشرة وستمائة بحران. وسمع من: جده لأمه القاضي جمال الدين أبي بكر بن نصر الحراني،
وأبي المجد القزويني، وأبي الحسن بن روزبة، وحمد بن صديق، وابن المقير، والمرجى بن
شقيرة، وغيرهم. سمعنا منه بقراءة المزي. وتوفي في العشرين من ذي الحجة بمنزله
بالقصاعين، ودفن بمقابر الصوفية. 386 - ابن جرادة. كان جمالاً، وبدت منه زلة فشق
منخراه، ثم ضمن خاناً، ثم ضمن دار الطعم، وضمن الركوة بدمشق، واحتشم، وحصل
الأموال، وتوكل لطغجي. وكان مشرقيا، ضخماً، سميناً، يتعمم بالعسراء، ويركب الخيل
المسومة يظلم والناس يدعون عليه. وقد بنى داراً فاخرة بناحية السبعة، سكنها بعده
الأمراء. ومات بالقاهرة، وكان قد طلب إليها. وقد توفي في هذه السنة جماعة ليسوا
بالمشهورين وضبطهم الشيخ علم الدين في وفياته.
(52/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 287
وفيها وُلد: المرحوم بهاء الدين محمد بن الحافظ علم الدين البرزالي، وشمس الدين
محمد بن المحيي يحيى بن القباقبي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد ابن شيخنا البرهان
الإسكندري.
(52/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 288
سنة ست وتسعين وستمائة
- حرف الألف -
387 - أحمد بن إبراهيم بن عبد الضّيف بن مُصْعَب. الصدر، نور الدين، أبو العباس
الخزرجي، الدمشقي. ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة. قرأ القرآن على السخاوي. وروى
الحديث عن التقي اليلداني. وله أدب قوي وفضيلة، وشعر جيد وفصاحة. وكان رئيساً
محتشماً، فيه زعارة وقوة نفس. أفادني مسألة في النحو. وتوفي في العشرين من شوال
ببستانه بسطرا، والله يسامحه. 388 - أحمد بن عبد الله بن الحسن. القاضي، العالم،
شهاب الدين، ابن الأجل بهاء الدين ابن محبوب البعلبكي، الشافعي. أحد الأخوة الستة،
وقاضي كرك نوح وأبو قاضيه. ولد في سنة ثمان وعشرين وستمائة.
(52/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 289
وكان ديناً، صالحاً، كثير التلاوة، جيد الفضيلة، حسن الأخلاق والتواضع. توفي بدمشق
في شوال. 389 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن الأوحد. شهاب الدين، القرشي، الحنفي،
المعروف بابن الأوحد، وبابن الكعكي. روى عن: كريمة. وتوفي في ثاني المحرم بمارستان
نور الدين. 390 - أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحُسَيْن. ناصح الدين الزبيدي،
الصوفي، خازن الكتب السميساطية. سمع من أصحاب ابن طبرزد. وطلب بنفسه. وكان يعيرنا
الأجزاء بسهولة. توفي في ربيع الأول وهو فيما أحسب في عشر السبعين. 391 - أحمد بن
عبد الكريم بن غازي بن أحمد بن عَبْد الله. الشيخ زين الدين، أبو العباس الاغلاقي،
الواسطي، ثم المصري. ولد سنة عشر وستمائة بالقاهرة. وسمع من: عبد القوي بن الجباب،
وعبد الغفار بن شجاع المحلي، ونصر بن جرو، والقاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي،
وعبد العزيز بن باقا، وجعفر الهمداني، وهبة الله بن الواعظ، ومكرم بن أبي الصقر،
وعبد القادر بن أبي عبد الله البغدادي.
(52/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 290
وكان إمام مسجد، وينوب في الحسبة بالقاهرة، وكلمته مسموعة. سمعت منه عدة أجزاء.
وقال علم الدين. قرأت عليه أحاديث. وفي صفر توفي. 392 - أحمد بن عمر بن إلياس بن
خضر. شهاب الدين الرهاوي، التاجر بقيسارية الشرب. اشتغل وسمع الكثير، وأسمع
أولاده، وتميز. وشهد على القضاة، وله تحصيل جيد، وحسن سيرة. توفي في ربيع الآخر.
393 - أحمد بن غازي بن علي شير. التقي، التركماني، الحنفي، الشاهد بالعقيبة. رجل
خير، فاضل. روى عن الحافظ الضياء جزءاً. وتوفي في ربيع الآخر عن بضع وستين سنة.
394 - أحمد بن محمد بن عبد الله
(52/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 291
شيخنا الحافظ، القدوة، الزاهد، جمال الدين، أبو العباس ابن الشيخ القدوة محمد
الظاهري، الحلبي، مولى الملك الظاهر صاحب حلب. ولد في شوال سنة ست وعشرين وستمائة.
وسمع سنة إحدى وثلاثين وبعدها من: الفخر الإربلي، وابن اللتي، والموفق يعيش، وابن
رواحة، وابن خليل، وابن قميرة، وخلق بحلب. وكريمة، والضياء، وابن مسلمة، وخلق
بدمشق. وصفية القرشية، وجماعة بحماة. وعبد الخالق بن أنجب النشتبري بماردين. وعبد الرزاق
بن أحمد بن أبي الوفاء، وإبراهيم بن الحسن الزيات، وأحمد بن سلامة النجار بحران.
وشعيب الزعفراني، وابن الجميزي، والمرسي، وجماعة بمكة. ويوسف الساوي، وأحمد بن
الحباب، وخلق كثير بمصر. وهبة الله بن روين الإسكندراني، وطائفة بالإسكندرية. وسمع
بحمص، وبعلبك، والقدس، وغير ذلك. وعني بهذا الشأن أتم عناية، وتعب وحصل، وكتب ما
لا يوصف كثرة. وكانت له إجازات عالية من أبي الحسن القطيعي، وزكريا العلبي، وابن
روزبة، وأبي حفص السهروردي، والحسين بن الزبيدي، وإسماعيل بن فاتكين، والأنجب
الحمامي، وطبقتهم. وخرج لنفسه أربعين حديثاً في أربعين بلداً. وانتفى على شيوخ مصر
والشام، وخرج لأصحاب ابن كليب، ثم لأصحاب ابن طبرزد والكندي، ثم لأصحاب ابن البن،
وابن الزبيدي، حتى أنه خرج لتلميذه ومريده الشيخ شعبان. وكان عجباً في حسن التخريج
وجودة الانتخاب، لا يلحقه أحد في
(52/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 292
ذلك. وقد قرأ القراءآت بحلب على الشيخ أبي عبد الله الفاسي. وتفقه على مذهب أبي
حنيفة. وسمع من نحو سبعمائة شيخ. وكان ديناً، خيراً رضي الأخلاق، عديم التكلف
برياً من التصنع، محبباً إلى الناس، ذا سكينة ووقار وشكل تام، ووجه نوراني، وشيبة
بيضاء منيرة كبيرة مستديرة، ونفس شريفة كريمة، وقبول تام وحرمة وافرة. والله يرحمه
ويجزيه عنا الخير، فلقد أفاد الطلبة وأعانهم بكتبه وأجزائه. وقل من رأيت مثله. بل
عدم ولم يزل متشاغلاً بالحديث، مغرى به لنفسه، ثم لأولاده، إلى أن توفي ليلة
الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الأول بزاويته الجمالية التي بالمقس. وبه افتتحت
السماع في الديار المصرية، وبه اختتمت، وعنده نزلت، وعلى أجزائه اتكلت. وقد سمع
منه علم الدين أكثر من مائتي جزء، 395 - أحمد بن محمد بن علي بن جعفر. الصدر،
الأديب، الرئيس، سيف الدين السامري، التاجر، نزيل دمشق. شيخ متميز، متمول، ظريف،
حلو المجالسة، مطبوع النادرة، جيد الشعر، طويل الباع في المديح والهجاء. وكان من
سروات الناس ببغداد، فقدم الشام بأمواله، وحظي عند الملك الناصر يوسف وامتدحه،
وعمل أرجوزة مستفيضة في الحط على الدواوين. وله من مطلع قصيدة:
(52/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 293
(أترى وميضَ البارق الخّفّاقِ .......... يُهدي إلى أهل الحِمَى أشواقي)
(ولعلّ أنفاس النّسيج إذا سرى .......... يحكي تحية مُغرم مشتاق)
وله:
(مَنْ سُرَّ مَنْ رأى ومَن أهْلُها .......... عند اللّطيف الراحم الباري)
(وأيُّ شيء أنا حتّى إذا .......... أذنَبْتُ لا يغفر أوزاري)
(يا ربُّ ما لي غير سبّ الورى .......... أرجو به الفوز من النّارِ)
وكان مزاحاً كثير الهزل لا يكاد يحمل هماً مع أن الصاحب بهاء الدين ابن جني صادره
وأخذ منه نحو ثلاثين ألف دينار عندما قدم أخوه نور الدولة السامري من اليمن. ونكب
في دولة الملك المنصور وطلبه الشجاعي إلى مصر وأخذت منه حزرما وغيرها وتمام مائتي
ألف درهم. وكان يسكن هذه الدار المليحة التي وقفها رباطاً ومسجداً، ووقف عليها
باقي أملاكه. وروى عنه الدمياطي في ' معجمه '، وذكر أنه يعرف بالمقري. ومات في عشر
الثمانين في شعبان، ودفن في إيوان داره. 396 - أحمد بن مظفَّر. كمال الدين ابن
الحظيري، التاجر. رجل معمر، متميز، فيه فضيلة ومكارم وعزلة عن الناس. ولد سنة ثمان
وستمائة. وقال إنه سمع ' المقامات ' على ابن القبيطي. توفي في المحرم بدمشق.
(52/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 294
397 - إبراهيم بن عبد العزيز بن أحمد بن يوسف بن يحيى بن كامل. الإمام، أبو إسحاق،
برهان الدين المقدسي، الأباري. خطيب أرزونا. روى عن: الفخر الإربلي. وتوفي في
شعبان عن ست وسبعين سنة، فاتني الأخذ عنه. 398 - إبراهيم بن محمد بن عثمان بن
الخضِر. الشيخ بهاء الدين ابن الأرزني، الكاتب. شيخ متميز، مليح الكتابة، حسن
الفضيلة. طلب مدة، وكتب الكثير. وسمع من أصحاب الخشوعي، وحدث ببعض الحصون. وتوفي
في رجب بحلب. 399 - أزْدَمُر العلائيّ.
(52/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 295
الأمير الكبير، عز الدين، أخو الحاج علاء الدين طيبرس. شيخ تركي، مهيب، شجاع، شرس
الأخلاق، قليل الفهم. توفي في ذي القعدة بداره التي عند مأذنة فيروز. ودفن بتربة
له إلى جانب داره، وحضره ملك الأمراء والدولة. 400 - إسماعيل بن محمد بن عبد
الواحد بن إسماعيل بن سلامة بن علي بن صدقة. العدل، الرئيس، نفيس الدين الحراني،
ثم الدمشقي، ناظر الأيتام. ولد سنة ثمان وعشرين. وسمع ' الموطأ ' من مكرم، وحدث.
وسمع بنفسه من ابن مسلمة، وغيره. وله دار مليحة بالرصيف وقفها دار حديث، فولي مشيختها
القاضي تاج الدين الجعبري. وقرأ بها الشيخ علم الدين، ونزل بها الشيخ أبو الحسن
الختني، وجماعة. توفي في رابع ذي الحجة.
- حرف الباء -
401 - بهادُر العجميّ. الأمير الكبير، سيف الدين المنصوري. شاب حسن الشكل، مليح
الجملة، موصوف بالديانة والأخلاق الرضية. حج بالناس في السنة الماضية، وشكروه.
(52/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 296
توفي بالديماس في ربيع الآخر.
- حرف الجيم -
402 - جعفر ابن محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن حجّون بن محمد بن حمزة. الإمام،
المفتي، ضياء الدين، أبو الفضل الصعيدي، الحسيني، الشافعي. أفتى بضعاً وأربعين
سنة، ودرس بمشهد الحسين وبمدرسة زين التجار. وبرع في المذهب وناظر. ولد في أواخر
سنة ثمان عشرة وستمائة. وسمع وهو شاب من: أبي الحسين بن الجميزي، وأبي القاسم
السبط. سمعت منه. ومات في عشر ربيع الأول بمصر.
- حرف الحاء -
403 - حسن. الشيخ نجم الدين الكاتب. دمشقي فاضل، كتب لصاحب صهيون، ثم كتب لأودلاه
من بعده. ثم تزهد في سنة أربع وثمانين وستمائة. ومات في هذه السنة. لا أعرفه،
ولكني رأيت المولى شمس الدين الجزري ذكر ترجمته في ' تاريخه ' في كراس كامل، وبالغ
في وصفه بالزهد
(52/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 297
والأحوال والعرفان، وأن له كرامات. ثم سرد شيئاً من حقائقه على نموذج النجم ابن
خلكان. وهو بعبارة ركيكة، ومعان ردية. ويفسر معاني الحروف، ومعنى منكر ونكير، نسأل
الله السلامة.
- حرف الخاء -
404 - خليفة بن الشيخ أمين الدّين عبد الله بن عبد الأحد بن شُقَير. الصدر: شهاب
الدين الحراني، التاجر. كان أرأس إخوته وأحسنهم شكلاً، مع فضيلة ومكارم وأخلاق
حسنة. سمع من ابن عبد الدائم، وما حدث. توفي في صفر بدمشق. وكانت له جنازة حفلة،
رحمه الله.
- حرف الدال -
405 - دانيال بن منكل بن صرفا. القاضي ضياء الدين، أبو الفضائل التركماني، الكركي،
قاضي الشوبك. شيخ متميز، مليح الهيئة، تام الشكل، مجموع الفضائل. ولد سنة سبع عشرة
وستمائة. وسمع من ابن اللتي بالكرك. وقدم دمشق فقرأ القراءآت على السخاوي.
(52/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 298
وسمع من: كريمة وجماعة. ورحل فسمع ببغداد من: ابن الخازن، وعبد الله بن عمر بن
النخال، وهبة الله ابن الدوامي، وإبراهيم بن الخير، وجماعة. وبحلب من: ابن خليل،
وبمصر من: يوسف الساوي، وابن الجميزي. وولي قضاء الشوبك مدة، ثم سكن دمشق. وولي
القضاء بأماكن. وخرج له شمس الدين ابن جعوان أربعين حديثاً وقرأها عليه. وسمع منه:
المزي، والبرزالي، والطلبة. وكتب عنه الحافظ جمال الدين ابن الصابوني في سنة سبع
وأربعين قطعة من شعر السخاوي. وحدث بالكثير، ثم عاد إلى قضاء بلده. ولم ألقه. توفي
في رمضان بالشوبك، وقيل في شعبان.
- حرف السين -
406 - سالم بن أحمد بن سالم بن سيف بن عون. العدل، فخر الدين ابن السلالمي القرشي،
الدمشقي، الخشاب. سمع من: أبي القاسم بن صصرى ؛ ومن: الرشيد بن مسلمة. وكان من
شهود القيامة ومن عدول القضاة. فاتني الأخذ عنه. وسمع منه: البرزالي، وغيره. وعاش
ثمانين سنة، ومات في صفر. 407 - سُنْقُر. الحاج علاء الدين التركي، الخزندار، عتيق
الأمير جمال الدين
(52/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 299
أيدغدي، العزيزي. كان من أمراء الحلقة المصرية، وفيه دين وعقل. وكان يتردد إلى
شيخنا ابن الظاهري، وأوصى له بمبلغ. وحدث عن: سبط السلفي بحر الهذلي. توفي
بالقاهرة في حدود صفر.
- حرف الشين -
408 - الشمس الحلبيّ. النقيب، واسمه أحمد. شيخ ضخم، أبيض الشيبة، له رواء ومنظر.
عمل النقابة لابن الصائغ ولابن الخويي. وجلس في الآخر يشهد بمسجد البياطرة. وتوفي
في ذي القعدة، وقد أسن.
- حرف الصاد -
409 - صالح بن سَلْمان. الشيخ تقي الدين المغربي، المالكي. رجل مبارك ابتلي
بالفالج مدة. وكان قد سمع من: الزين خالد، وابن عبد الدائم، وطائفة. وحدث. توفي في
ربيع الأول، ودفن بمقبرة باب الصغير، رحمه الله.
- حرف الطاء -
410 - طلحة بن محمد بن علي بن وهْب.
(52/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 300
القاضي العالم، ولي الدين، ابن العلامة قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد،
الشافعي. ناب في الحكم عن: والده. وتوفي شاباً في ربيع الأول.
- حرف العين -
411 - عبد الخالق بن عبد السّلام بن سعيد بن عَلْوان. القاضي، الإمام، تاج الدين،
أبو محمد، المعري الأصل، البعلبكي، الشافعي، الأديب. ولد سنة ثلاث وستمائة. وحدث
عن: الشيخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، والمجد القزويني، والكاشغري، والعز ابن
رواحة، والتقي أبي أحمد علي بن أحمد بن واصل البصري، وأحمد بن هشام اللبلي، والزكي
أبي عبد الله البرزالي، وجماعة. وأجاز له أبو اليمن الكندي. وروى الكثير، وتفرد في
زمانه، ورحل إليه. وحدث ب ' سنن ابن ماجة ' بدمشق. وسمعاه منه ببعلبك، وأكثرت عنه.
وهو من جلة شيوخي علماً وديناً وصلاحاً وعلو إسناد وتواضعاً، وأدباً ومروءة. وله
ترسل وشعر جيد. ولي قضاء بعلبك وحمدت مسيرته. وكان
(52/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 301
صاحب أوراد وتهجد وبكاء من خشية الله. وحضرت درسه بالأمينية وهو ابن نيف وتسعين
سنة. توفي ليلة الأربعاء تاسع المحرم، وشيعه خلق كثير، ودفن بمقبرة باب سطحا. وممن
حدث عنه: أبو الحسين اليونيني، وأبو عبد الله بن أبي الفتح، وأبو الحجاج المزي.
وقد رويت أنا عنه في حياته. 412 - عبد السّلام بن محمد بن مزروع بن أحمد. الإمام،
المحدث، القدوة، عفيف الدين، أبو محمد البصري، الحنبلي. ولد بالبصرة سنة خمس
وعشرين وستمائة. وحدث عن: المؤتمن بن قميرة، وفضل الله الجيلي. وجاور بالمدينة
أكثر عمره. وحج أربعين حجة متوالية. وكان من محاسن الشيوخ علماً وعملاً. وله شعر
حسن. سمع منه البرزالي خمسة أجزاء، ووصفه بالسؤدد والحفظ والفضل والعقل. وتوفي في
الثالث والعشرين من صفر
(52/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 302
413 - عبد القادر بن محمد بن أبي الكرم عبد الرحمن بن عَلَويّ بن علويّ بن جعفر.
القاضي الأجل، تاج الدين ابن القاضي عزيز الدين العقيلي، السنجاري، الحنفي. ولد بدمشق
في سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وسمع ' الصحيح ' من ابن الزبيدي. وسمع من الإمامين
جمال الدين الحصري، وتقي الدين ابن الصلاح. وولي قضاء الحنفية بحلب، ونظر الأوقاف
العصرونية. وقدم دمشق في آخر عمره، وحدث بها بالمائة البخارية، ولم يتفق لي أن
أسمع منه، ورجع إلى حلب فتوفي في الثامن والعشرين من شعبان. 414 - عبد الكريم بن
عبد الرحمن بن عبد الواحد. نجم الدين ابن صدقة الكاتب، ابن عم النفيس. واقف
النفيسية. خدم في جهات الظلمة. ومات بصافيتا في ربيع الآخر. وقد سمع من الرشيد بن
مسلمة. وطلب الحديث فسمع من: إبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، والطبقة. وحفظ '
التنبيه ' ثم دخل في التصرف.
(52/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 303
415 - عبد الواحد بن كثير بن ضرغام. الشيخ المقرئ، جمال الدين المصري، ثم الدمشقي،
نقيب السبع الكبير، والغزالية. قرأ على السخاوي، وحدث عنه. ونسي القراءآت، فلهذا
لم يقرأ عليه أحد. وكان شيخاً قصيراً، مسنداً، له مسجد بداخل باب شرقي. توفي في
آخر رجب. وقد روي عنه ابن الخباز في ' مشيخته '. وسمعت منه. 416 - عثمان بن محمَّد
بن منيع بن عثمان بن شاذي. شمس الدين المؤذن، ابن البشطاري. ولد بعد الأربعين
بالقاهرة. وسمع من: ابن رواج، والمرسي. وقدم علينا مع السلطان، وسمعنا منه. وكان
موصوفاً بطيب الصوت ومعرفة الموسيقى. توفي بقوص في رجب أو شعبان. وعمل المؤذنون
بدمشق عزاءه في سادس رمضان. 417 - عثمان بن موسى بن رافع بن منهال. أبو عمرو
اليونيني، الزاهد، فقيه قرية نبحا من أعمال بعلبك.
(52/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 304
سمع: أبا القاسم بن رواحة، وإسماعيل بن ظفر. سمع منه: ابن أبي الفتح، والبزالي،
وابن النابلسي، وأنا، وطائفة. وكان شيخاً، مقرئاً، صالحاً، وقوراً، حسن السمت.
توفي في أول ربيع الآخر ببعلبك، وعاش أربعاً وسبعين سنة. 418 - عثمان بن يوسف بن
مكتوم بن موهوب. أبو عمرو السلمي، الزرعي. ولد سنة أربع وعشرين. وحدث عن: ابن
اللتي. وكان بحوران وبها مات في أواخر هذه السنة. 419 - العلاء بن الليث. الشيخ
الفقير بيشروش الحريرية وكبيرهم. صحب الشيخ، وكان من أبناء الثمانين، وحج مرات
كثيرة. توفي في صفر رحمه الله. 420 - علي بن سعيد. الزولي، الرجل الصالح. سمع
الكثير في الكهولة. وكان ديناً، خيراً، متعففاً، شيخاً طوالاً. أحسبه كردياً. وكان
يبيع في الكتب والكراريس يوم الجمعة ويرتفق بذلك. توفي في ربيع الأول. وقد نيف على
السبعين. 421 - علي بن محمد ابن المنيّر. فيه اختلاف.
(52/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 305
مذكور في سنة خمس. 422 - عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض. قاضي القضاة، عز الدين،
أبو حفص المقدسي، الحنبلي. ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة. وسمع من: جعفر الهمداني،
والضياء أحمد. وحضر ابن اللتي. وانتقل إلى القاهرة، فسمع بها من: عبد الوهاب بن
رواج، وسبرة السلفي. وتفقه بها على الشيخ شمس الدين ابن العماد، وبرع في المذهب
ودرس وأفتى، وتزوج بابنة الشيخ زينب والدة قاضي الحنابلة اليوم. سمعت منهما معاً.
وكان مشكور السيرة، محمود الأحكام، متثبتاً في القضايا، ممن يركن إلى إثباته لدينه
وثباته. وكان أبيض الرأس واللحية سميناً، تام الشكل، كامل العقل. توفي في صفر. 423
- عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد بن مَسْعود.
(52/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
والخمسون الصفحة 306
الشيخ، المحدث، الإمام، ضياء الدين، أبو الهدى الأنصاري، السبتي، الصوفي. ولد
بسبتة سنة ثلاث عشرة وستمائة، وقدم في الصبي واستوطن القاهرة. وسكن دمشق مدة في
الدولة الناصرية. وحدث عن: أبي القاسم الصفراوي، ويوسف بن المخيلي، وعلي بن المقير،
وعبد الرحمن بن الطفيل، والحسن بن إبراهيم بن دينار، وحمزة بن عمر الغزال، وابن
الصابوني وطائفة. وخرج له التقي عبيد ' أربعين تساعيات ' أبدالاً، سمعتها منه.
وكان مليح القراءة للحديث، حسن المعرفة، كبير الحرمة. ألبسني الخرقة، وذكر لي أنه
لبسها بمكة من الشيخ شهاب الدين السهروردي، وأنشدني في ذلك أبياتاً حسنة، يذكر
فيها أنه ما رأى مثل الشيخ في العرفان. وكان متواضعاً، بساماً، متنسكاً بزي
الصوفية والفقهاء. توفي في تاسع عشر رجب بالقاهرة فجأة. وكان لشيخنا الدمياطي
رفيقاً وصديقاً.
- حرف الفاء -
424 - فضل الله ابن إمام الدين عمر بن أحمد بن محمد.
(52/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 307
القاضي بدر الدين عمر بن أحمد بن محمد. قدم دمشق ليحج فنزل بتربة أم الصالح عند
ابني أخيه القاضي إمام الدين والخطيب جلال الدين، فحصل له ضعف وانزعاج من السفر،
ولم يمكنه الحج، فلما عاد رفقته من الحج هم بالعود إلى الروم فلم يمكن، وكان في
شيخوخته يكرر على ' الوجيز '. وكان له حلقة. اقرأ بتبريز، ثم ولي قضاء ينكسار،
بلدة بالروم. وكانت له خبرة بالحساب وغير ذلك. وتوفي في ربيع الآخر، وشيعه الخلق
لأجل ابني أخيه. وكان ينطوي على دين وخير وعبادة.
- حرف الميم -
425 - محمَّد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي. العدل،
الخطيب، معين الدين، أبو المعالي ابن الصواف الإسكندراني، المالكي، الشروطي. ولد
سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وسمع ' أربعي السلفي ' من جده، قرأتها عليه. وهو أخو
شيخنا شرف الدين يحيى. وكان شيخاً جليلاً، حسن البزة، أبيض اللحية، تام الشكل،
ينوب في خطابه الثغر، ويعقد الوثائق. توفي في العشر الأوسط من ربيع الآخر.
(52/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 308
426 - محمد بن أحمد بن عبد الله. ابن التليل، شرف الدين، أبو عبد الله الأندلسي،
ثم الدمشقي. محدث صالح. ولد سنة تسع عشرة وستمائة ظناً. وسمع من: السخاوي، وشيخ
الشيوخ بن حمويه، وابن الصلاح. ولم يدلوني عليه بالقاهرة، وبها مات في ثامن عشر
ربيع الأول. ويعرف أيضاً بابن صمادح. كان يذكر أنه من أولاد صاحب المرية المعتصم
بن صادح. روى عنه الحافظ عبد الكريم في ' تاريخه '. 427 - محمد بن بركة بن أبي
الحسن بن أبي البركات. الشيخ أبو عبد الله ابن الشمعي، البغدادي، الخريمي. شيخ
متعفف، قانع باليسير، دين. سمع ببغداد من: إبراهيم بن الخير، وابن المني، وابن
قميرة، ومحمد بن أبي السهل الواسطي. أفادنا السماع منه أبو العلاء الفرضي، وذهب
بنا إلى بيته بالعقيبة. وتوفي في هذه السنة وهو في عشر السبعين. 428 - محمد بن
بلغزا بن بلغزا بن دارة بن رستم. الشيخ قمر الدين البعلبكي، الحنبلي. رجل عامي،
دين، مكثر عن البهاء عبد الرحمن. ولد في نصف جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة. وسمع
منه جماعة من الكبار ببعلبك.
(52/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 309
وكتب إلي بوفاته شيخنا أبو الحسين في رابع المحرم. 429 - محمَّد بن جوهر بن
محمَّد. أبو عبد الله التلعفري، المقرئ، المجود، الصوفي. ولد بتلعفر سنة خمس عشرة
وستمائة. وقرأ على أبي إسحاق بن وثيق لأبي عمرو، وأخذ عنه التجويد ومخارج الحروف.
وسمع بحلب من: ابن رواحة، وابن خليل، والصلاح موسى بن راجح، وغيرهم. وقدم علينا
دمشق فنزل بالخانكاه، وجلس للإقراء والتلقين في سنة تسعين. وقرأت عليه مقدمته في
التجويد، وجزءاً من الحديث. وكان شيخاً ظريفاً، فيه دعابة وحسن محاضرة. توفي
بالسميساطية في صفر. 430 - محمّد بن حازم بن حامد بن حسن. الإمام الصالح، شمس
الدين، أبو عبد الله، ابن الشيخ القدوة حازم. أول سماعه حضور في الخامسة من أبي
القاسم بن صصرى. وسمع من: ابن الزبيدي، والناصح بن الحنبلي، وسيف الدولة بن غسان،
والفخر الإربلي، وابن اللتي، وجماعة.
(52/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 310
وأكثر عن الحافظ الضياء. وكان شيخاً زاهداً، وقوراً، عالماً، فقيهاً، حنبلياً،
نوراني الوجه، ظاهر الجلالة، كثير القدر. روى ' صحيح البخاري ' في هذه السنة. وقد
حدث عنه ابن الخباز في ' معجمه ' سنة اثنتين وستين. وسمع منه جماعة من رفاقنا.
وسافر لزيارة المسجد الأقصى، فأدركه الأجل بعد عوده بنابلس في ثامن عشر ذي الحجة،
رحمه الله. 431 - محمد بن عاصم بن عُبَيْد الله. أبو عبد الله الرندي، الأندلسي.
طالب نبيه، له فهم وعناية بالرواية. رأيته وسلمت عليه بالقاهرة، وكان كهلاً، قد
سمع سنة نيف وثمانين وبعدها. وكتب الأجزاء. توفي في هذه السنة. 432 - محمَّد بن
عبد الباقي بن عبد الرحمن. المحدث الرئيس قطب الدين الأنصاري، المصري. محدث، عارف،
فهم، جيد التحصيل، سريع الكتابة. لم أجتمع به. وبلغني أنه يصنف ويجمع، وله طيلسان
وبزة جميلة. وكان أبوه عز الدين خطيب مصر. ورأيت خطه مليحا معلقاً في آخر الفرضي،
وأحسبه سمع قبل الثمانين. ومات ولم يرو. 433 - محمَّد بن محمَّد بن عبد القاهر بن
هبة الله بن عبد القاهر.
(52/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 311
الرئيس، ضياء الدين، أبو المعالي الحلبي، الكاتب، المعروف بابن النصيبي. ولد في
خامس صفر سنة ثمان عشرة. وسمع من الكاشغري حضوراً. وسمع من: ابن روزبة، وعبد
اللطيف بن يوسف، والقاضي يوسف بن شداد، وابن اللتي، وابن رواحة، وطائفة. وطلب
الحديث بنفسه، وتفقه ودرس بعصرونية حلب. وروى الكثير. وولي المناصب الكبار، ووزر
لصاحب حماة. وأجاز لي هو وأخوه مروياتهما. وتوفي بحلب في رجب. 434 - محمد بن أبي
بكر بن بركات بن يوسف بن بطّيخ. شيخ متعفف، رث الحال، دلال في سوق الرحبة. ولد بين
سنجار ورأس عين في حدود العشرين. وكان أبوه معماراً للملك الأشرف، فقدم دمشق في
خدمته. وسمع محمد من: ابن الزبيدي، وابن اللتي، والناصح بن الحنبلي. وكتب عنه
الطلبة. وسمعت منه. ومات في صفر في أواخره. وكان ديناً مصلياً. 435 - محمد بن أبي
بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس.
(52/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 312
الإمام رضي الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن خليل المكي، الشافعي. شيخ الحرم،
والد صاحبنا المحدث عبد الله أسعده الله. ولد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة في أيام
التشريق بمنى. وروى عن: ابن الجميزي، وغيره. وكان فقيهاً، عالماً، مفتياً، ذا
فضائل ومعارف وعبادة وصلاح، وحسن أخلاق. توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة. وقد
سمع منه: ابن العطار، والبرزالي، وجماعة. وأجاز له مروياته. 436 - مُسَيَّب ابن
الشيخ علي. الحريري: شيخ مبارك من أولاد المشايخ. توفي بقرية بسر في ربيع الآخر،
واحتفل الفقراء لموته، وعملوا السماع والطعام على عادتهم.
- حرف النون -
437 - نوروز. نائب السلطان لغازان. كان ديناً مسلماً، عالي الهمة. حرص بغازان حتى
أسلم وملكه البلاد، ثم فسد ما بينهما، فقتل غازان أخو نوروز وأعوانه وجهز لقتاله
خطلوشاه النوين، فتقلل جمع نوروز، واحتمى بهراة، فقاتل عنه أهلها لدينه، ثم عجزوا
عن نصرته، وأسر نوروز، ثم قتل وبعث برأسه إلى الملك.
(52/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 313
- حرف الياء -
438 - يحيى بن محمد بن عبد الصّمد بن عبد الله بن عبد الله بن حَيْدَرة. الفقيه
محيي الدين، أبو المفضل السلمي، الزيداني، الشافعي، المعروف بابن العدل. ولد بدمشق
في سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وروى لنا عن: ابن الزبيدي، وابن اللتي. وحدث
بالزبداني، ودمشق. ودرس بمدرسة جده العدل، وكان متواضعاً، متزهداً، سليم الباطن.
حدث عنه ابن الخباز من سنة اثنتين وستين وستمائة. وتوفي في المحرم. 439 - يوسف بن
عبد الله بن محمد بن عطاء بن حسن. العدل، الجليل، بدر الدين، أبو المحاسن ابن قاضي
القضاة شمس الدين الأذرعي، الحنفي، ثم الصالحي. فقيه، فاضل، عاقل، مهيب. ولد سنة
تسع عشرة وستمائة بالصالحية. وسمع من: ابن الزبيدي، وجمال الدين ابن الحصيري.
(52/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 314
وحدث عنه: ابن الخباز، وغيره. وسمعت منه مع الفرضي. توفي في سنة ثالث عشر ربيع
الأول، ودفن عند والده. 440 - يوسف بن هلال بن أبي البركات. أبو الفضل الحلبي،
الفقيه. أديب عالم. بلغني أن له أرجوزة في الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي. ومات في
عشر السبعين في المحرم بالقاهرة. 441 - يوسف بن هبة الله. الإسرائيلي، المسلم،
الشيخ جمال الدين الحلبي، الطيب، الفاضل، المعروف في القاهرة بالصفدي، لأنه سكن
صفد مدة. له كلام جيد على
(52/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 315
[آيات] من كتاب لديه يدل على ذكائه واطلاعه. قد كتبه الشيخ أبو بكر بن شرف، وهو
الذي أرخ وفاته.
- الكنى -
442 - أبو تغلب بن أحمد بن أبي تغلب بن أبي الغيث. الشيخ نجم الدين الفاروثي. ولد
في شوال سنة خمس وستمائة ببغداد. وله سمع بها في صغره لروى لنا عن الحافظ ابن
الأخضر وطبقته. وقد سمع بنفسه، وروى ' صحيح البخاري ' عن ابن الزبيدي. وسمع أيضاً
من: ابن باسويه، ويوسف الساوي. وكان شجاعاً، صالحاً، خيراً. أظنه كان يتبحر. قرأت
عليه أحاديث من البخاري ومات في سادس المحرم بدمشق. وابنه من قراء السبع قلانسي.
وفيها وُلد: الشيخ بهاء الدين محمد ابن إمام المشهد، والأخوان التوم: عماد الدين
عمر، وشمس الدين محمد، ابنا خطيب بيت الآبار موفق الدين محمد بن عمر.
(52/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 316
سنة سبع وتسعين وستمائة
- حرف الألف -
443 - أحمد بن إسماعيل بن مكارم. الدمشقي، القلانسي. فقير صعلوك. سمع مع ابن
الخلال من: ابن اللتي، وجعفر الهمداني، وكريمة. سمع منه البرزالي. وتوفي في رجب أو
قبله. 444 - أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن مسرور. الشيخ،
الإمام الكبير، شهاب الدين المقدسي، النابلسي، الحنبلي، مفسر المنامات. ولد بنابلس
في ثالث عشر شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة.
(52/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 317
وسمع من عمه التقي يوسف في سنة ست وثلاثين. ومن الصاحب محيي الدين يوسف ابن
الجوزي. وسمع بمصر من: ابن رواج، والساوي، وابن الجميزي. وبالإسكندرية من سبط
السلفي. وروى الكثير بدمشق والقاهرة. وكان إليه المنتهى في تعبير الأحلام. قد
اشتهر عنه في ذلك عجائب وغرائب، ويخبر صاحب المنام بغيبيات لا يقتضيها المنام
أصلاً. وبعض الناس يعتقدون فيه الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: ذلك مستنبط من
المنامات، وبعضهم يقول: ذلك كهانات أو إلهامات. ولكل منهم في دعواه شبه وعلامات.
حدثني الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئي من الجن يخبره
بالمغيبات. والرجل فكان صاحب أوراد وصلوات، وما برح على ذلك حتى مات. وله الباع
الطويل في التعبير. صنف في ذلك مقدمة سماها ' البدر المنير ' قرأها عليه علم الدين
البرزالي. وسمعنا منه أجزاء. وكان عارفاً بالمذهب. وقد ذكر لتدريس الجوزية لما قدم
علينا، ونزل بها. وكان شيخاً حسن البشر، وافر الحرمة، معظماً في النفوس. أقام بمصر
مدة، وقام له بها سوق، وارتبط عليه جماعة. ثم رسم بتحويله من القاهرة. توفي في
التاسع والعشرين من ذي القعدة ودفن بمقابر باب الصغير. وحضر للصلاة عليه ملك
الأمراء والقضاة والخلق، والله أعلم بسريرته. 445 - أحمد بن عبد الرّزّاق.
(52/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 318
الخالدي، الوزير، صاحب ديوان الممالك الغازانية. قتل هو وأخوه القطب، وأخوهما زين
الدين. وكان ظالماً عسوفاً، نسأل الله العفو. 446 - أحمد بن عثمان بن قايماز بن
أبي محمَّد. عبد الله التركماني، الفارقي الأصل، الدمشقي، الذهبي المعروف بالشهاب،
والدي، أحسن الله جزاءه. ولد سنة اثنتين وأربعين وستمائة بدمشق، وبلغ الحلم في سنة
هولاكو، وبرع في صنعة الذهب المدقوق وتميز فيها. وسمع ' صحيح البخاري ' في سنة ست
وستين وستمائة على المقداد القيسي، عن سعيد بن الرزاز، عن أبي الوقت. وأجاز له تقي
الدين ابن أبي اليسر، وجمال الدين بن ملك، وجماعة. وسمع معي ببعلبك من التاج عبد
الخالق، وزينب بنت كندي، وجماعة. وقد استفك من عكا مرتين، وأعتق غلامين وجارية،
وأرجو أن الله قد أعتقه من النار بذلك وببره وصدقته ومروءته، وخوفه من اله، ولزومه
للصلوات، ورحمته للضعيف، وصحة إيمانه، وثناء سائر من يعرفه عليه يوم جنازته ظاهراً
وباطناً فيما علمت. وقد حج سنة ثمان وسبعين حجة الإسلام. وتوفي صبيح يوم الجمعة
سلخ ربيع الآخر، وصلى عليه قاضي القضاة بدر الدين الخطيب، وشيعه إلى المصلى
الشمالي جمع مبارك، منهم شيخنا ابن تيمية، وشيخنا برهان الدين الإسكندري ودفناه
بالجبل بتربة اشتراها لنفسه.
(52/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 319
قرأت على والدي - رحمه الله - بالربوة سنة خمس وتسعين، عن إسماعيل بن إبراهيم، أن
أبا طاهر الخشوعي أخبرهم: أنا هبة الله الأمين، أنا أبو بكر الحافظ، أنا علي بن
محمد الواعظ، نا سليمان الطبراني: سمعت زكريا الساجي قال: كنا نمشي في أزقة البصرة
إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا، وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه فقال: ارفعوا
أرجلكم عن أجنحة الملائكة ولا يكسروا. كالمستهزئ. فما زال موضعه حتى جفت رجلاه
وسقط. 447 - أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء. الرئيس شهاب الدين ابن السلعوس،
التنوخي، الدمشقي، أخو الصاحب شمس الدين. رجل عاقل دين، ثقيل السمع، محب لسماع
الحديث، كثير البر والصدقة. ولي نظر الجامع، ورزق الجاه العريض في دولة أخيه. ثم
ذهب ذلك وعاد إلى حاله. وسمع من ابن عبد الدائم. وبالإسكندرية في تجارته من عثمان
بن عوف. وسمع من البرزالي. وتوفي في جمادى الأولى، رحمه الله. ومات كهلاً. 448 -
إبراهيم بن أحمد بن عُقْبة بن هبة الله بن عطاء.
(52/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 320
القاضي، الإمام، صدر الدين ابن الشيخ محيي الدين البصراوي، الحنفي. ولد سنة تسع
وستمائة ببصرى، ودرس وأفتى، وأعاد بمواضع وولي قضاء حلب مديدة، ثم عزل. وكان له
كفاية بدمشق. ثم إنه قبل موته سافر إلى مصر وتوصل إلى أن حصل تقليداً بقضاء حلب
على مذهب أبي حنيفة. وقدم دمشق فأدركه الموت. وتعجب الناس من حرصه في هذا السن، مع
أنه مكفي. توفي بالجبل في شهر رمضان. 449 - إسماعيل بن أبي بكر بن صدّيق. الفقيه،
المقرئ، شهاب الدين الدمشقي، الشافعي، المعروف بالخيوطي. ولد سنة ثلاث عشرة
وستمائة. وسمع بمصر من ابن الجميزي، وغيره. وبدمشق من: ابن قميرة، وابن الصلاح.
وتفقه، ونزل في المدارس. وكان صالحاً، خيراً، متنسكاً. سمعت منه، ومات في رجب.
- حرف الباء -
450 - البُرهان الخُتْنيّ.
(52/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 321
الحنفي، الصوفي، واسمه عبد العزيز بن محمد. شيخ إمام، فاضل، زاهد، كبير القدر،
صاحب عبادة وقناعة وتقلل وزهادة. وكان من كبار أهل السميساطية. توفي في ربيع
الأول، رحمه الله.
- حرف التاء -
451 - التّكريتيّ. أحد أمراء دمشق المنصورية. رأيته تركياً، مليح الشكل، لم يتكهل،
واسمه شمس الدين سنقر. وقد ولي أستاذية دار الملك السعيد. توفي في الغزاة بحلب.
- حرف الجيم -
452 - جِبْريل بن إسماعيل بن جبْريل بن سيّد الأهل بن رافع. أبو الأمانة المقدسي،
ثم الشارعي، العطار، الحطاب. ولد سنة اثنتين وعشرين أو أربع وعشرين وستمائة. وسمع
من: عبد العزيز بن باقا، ومكرم، ومرتضى ابن العفيف. وحدث سنة بضع وخمسين، فسمع منه
الأبيوردي، وخرج عنه في ' معجمه '. وسمع منه: شيخنا ابن الظاهري، والطلبة. ثم سمع
منه: قطب الدين، وابن سامة، والبرزالي. ثم أدركته وسمعت منه جملة من النسائي. وكان
شيخاً، ديناً، خيراً، متواضعاً، له دكان للعطر والسدر، وله مسجد يؤم به. وبلغنا
موته في هذه
(52/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 322
السنة، وقيل: توفي في السنة الماضية، وكأنه أشبه، فإني وجدت أنه توفي بعد ابن
الأغلاقي بمدة ليست بالطويلة. 453 - جوزة. أم يحيى، عتيقة النجم محمد بن أبي بكر
البلخي. عجوز صالحة، مؤثرة للفقهاء، كريمة النفس. حجت سبع مرات، وقل أن تهيأ هذا
لامرأة. وسمع منها علم الدين باللجون. وسمع منها بقراءة الشيخ علي بن نفيس جزءاً
روته عن مولاها. توفيت في أحد الجمادين.
- حرف الحاء -
454 - الحسن بن علي بن أبي الحسن بن منصور. الشيخ الصالح، الزاهد، بقية المشائخ،
ابن الشيخ الحريري. ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة. وكان شيخ الطائفة الحريرية. وكان
مهيباً، مليح الشيبة، حسن الأخلاق، له مكانة عند الناس وحرمة زائدة. قدم مرات من
قرية بسر إلى دمشق. وبها توفي في عاشر ربيع الآخر. 455 - الحسن بن مظفّر بن عبد
المطَّلب بن عبد الوهّاب بن مناقب بن أحمد.
(52/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 323
الشريف، العدل، شمس الدين، أبو محمد الحسني، المنقذي، الدمشقي. ولد سنة ثمان عشرة
وستمائة. وروى عن: الفخر الإربلي، وأبي نصر ابن الشيرازي، وعبد العزيز ابن
الدجاجية، وإبراهيم بن الخشوعي. وسمعت منه. ناب في الحسبة مديدة، وشهد تحت
الساعات. وابتلي بالبلغم، فكان إذا مشى يعدو بغير اختياره، ثم يسقط، ثم يستريح
ويقوم.
- حرف الزاي -
456 - زكيُّ الدين ابن اللبَّان. شيخ متميز، يلبس القباء، ويتعانى الشد. وكان فيه
جودة وخير. وهو من أصحاب القاضي ابن الصائغ. 457 - زين الدين ابن شرف الدين بن
الشيخ حسن بن عديّ بن أبي البركات. العدوي. من مشايخ العدوية. توفي بمصر، وصلوا
عليه صلاة الغائب بدمشق في ربيع الآخر. 458 - زينب بنت جابر بن حبيب الخبّاز. أم
محمد الصالحية. عجوز صالحة، تخدم الناس، وتلوذ بالمرداويين. روت عن: ابن اللتي.
روى عنها ابن الخبّاز فضبط وفاتها في شعبان.
(52/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 324
- حرف السين -
459 - سعد الكازرونيّ. الصوفي، الزندبوشي، المقيم بمقصورة الخطابة. فقير، مليح،
فيه دين وصلاح ومروءة وخدمة. توفي في ربيع الأول في عشر الستين. 460 - سليمان بن
داود بن سلمان بن حُميد بن ماجد بن طرفان بن يوسف بن خالد بن كِسا. الضياء، أبو
الربيع البلبيسي. ولد سنة ثمان عشرة ببلبيس. وسمع بدمشق من: سيف الدولة بن غسان،
والناصح ابن الحنبلي، ومكرم، والإربلي، وابن صباح، وجماعة. وكانت حرفته الكتابة
على باب الولاة ببلبيس. وسمع منه: البرزالي، والفرضي. وأنا، وجماعة. وكان أبوه من
أهل العلم. بلغنا موته في هذه السنة. 461 - سَنْجر المصريّ. الأمير الكبير، علم
الدين. من أمراء دمشق.
- حرف الشين -
462 - شاورشيّ المنصوري.
(52/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 325
الأمير سيف الدين. من أمراء دمشق. كان يسكن بدرب كسك. مات بحلب في الغزاة في ذي
القعدة. 463 - شاه ست ابنة الشيخ شمس الدين أبي الغنائم المسلّم بن محمد بن علاّن.
القيسي. ولدت في حدود سنة ثمان عشرة وستمائة. وروت لنا عن عم أبيها مكي بن علان،
وسمعت من حموها سالم بن صصرى. وهي والدة الإمام قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن
صصرى. توفيت في العشرين من المحرم. وكنيتها أم أحمد. وكانت صالحة خيرة، كثيرة
البر. وكف بصرها مدة. 464 - شُهْدة بنت محمد بن حسّان بن رافع بن سُمَيْر.
العامرية، أمة الرحمن. ولدت في حدود سنة ثمان وعشرين. وسمعت من: جعفر الهمداني.
وحضرت الإربلي. وأجاز لها ابن باقا، ومحمد بن عماد. وسمعت أيضاً من والدها خطيب
المصلى أبي عبد الله القصر حجاجي. سمعت منها جزئين. وقد حدثت سنة نيف وستين. توفيت
في أوائل السنة.
(52/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 326
- حرف الصاد -
465 - صُبيح الحبشيّ. المقرئ، فتى صواب المالقي، ثم المصري. ولد في حدود سنة خمس
وعشرين وستمائة. وسمع من: ابن المقير، وابن رواج. وكان مؤذناً بمسجد بالحسينية.
سمعت منه، ومات في ثاني عشر صفر، رحمه الله. 466 - صُنْبُغا. شهد غزوة سيس فجرح،
وجاء إلى دمشق فمات بها في سابع ذي الحجة. وكان أحد الأمراء.
- حرف الطاء -
467 - الطّقْصُبا النّاصريّ. الأمير الكبير، علاء الدين سنجر، التركي. شيخ عاقل
مهيب، موصوف بالشجاعة. روى عن سبط السلفي. وكان من قدماء أمراء دمشق. أصابه زيار
في حصار قلاع الأرمن في ركبته فحمل إلى حلب فمات قبل أن يقدمها، وحصلت له الشهادة
إن شاء الله. توفي في آخر رمضان، ودفن بحلب.
(52/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 327
- حرف الظاء -
468 - الظهير ابن الفقّاعيّ. هو محمود بن عثمان بن محمود الدمشقي، الذهبي، التاجر،
السفار. شيخ ضخم، طوال، حسن البزة، من أهل سوقنا. له دكان وصناع. وكان يدير دكان
الفقاع التي تحت الساعات، وله ثروة مرض مدة وتوفي في ذي الحجة وهو في عشر
الثمانين.
- حرف العين -
469 - عائشة بنت المجد عيسى بن الإمام موفَّق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن
قدامة. الصالحة، العابدة، المسندة، المعمرة، أم أحمد المقدسية، الصالحية. ولدت في
سنة إحدى عشرة وستمائة، وأجاز لها القاضي أبو القاسم ابن الحرستاني، وجماعة. وسمعت
من: أبيها، والشهاب ابن راجح، والعز محمد بن الحافظ، وغيرهم حضوراً. وسمعت من
جدها، وغيره. وتفردت بأجزاء يسيرة. وسمعت أيضاً من: البهاء عبد الرحمن، والسراج
أبي عبد الله بن الزبيدي، والضياء المقدسي. حدث عنها ابن الخباز في حياتها. وسمع
منها عامة الطلبة: المقاتلي، وابن النابلسي، والمحب، وأنا، ويوسف الدمياطي.
(52/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 328
توفيت في تاسع عشر شعبان. وكانت قد ثقل سمعها وما نأخذ عنها إلا بكلفة. وهي أخت
الحافظ السيف. 470 - عبد الله التُّركيّ. الشيخ جمال الدين الزرادي، المقرئ،
المجود، الضرير. قرأ القراءآت على الزواوي، وغيره. وكان مقرئاً بالظاهرية، وغيرها.
توفي في جمادى الأولى. 471 - عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله بن
وَرِّيْدَة. الشيخ المعمر، كمال الدين، أبو الفرج البغدادي، الحنبلي، المقرئ،
البزاز، المكبر والده بجامع القصر. شيخ دار الحديث المستنصرية ويلقب بالكمال
الفويرة، من الفروهية. انتهى إليه علو الإسناد في عصره. ولد قبل سنة ستمائة أو
فيها. وسمع من: أحمد بن صرما، وأبي بكر بن زيد بن يحيى البيع، وأبي الوفاء محمود
ابن مندة، قدم عليهم ؛ والمهذب بن قنيدة، وعمر بن كرم، ومحمد بن الحسن بن أشنانة،
وأبي الكرم علي بن يوسف بن صبوخا، ويعيش بن مالك، ومحمد بن أحمد بن صالح الجيلي،
وأبي صالح نصر بن عبد الرزاق الجيلي، وسعيد بن ياسين، ومحمد بن محمد بن أبي حرب
النرسي، ومحمد بن أبي جعفر ابن المهتدي بالله.
(52/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 329
وأجاز له: عمر بن طبرزد، وعبد الوهاب بن سكينة، والحسين بن شنيف، ومحمد بن هبة
الله الوكيل، وعبد العزيز الأخضر، وخلق. وقرأ للسبعة على فخر الدين محمد بن أبي
الفرج الموصلي الفقيه صاحب ابن سعدون القرطبي، وسمع منه كتابي ' التيسير ' و '
التجريد ' في القراءآت. وروى الكثير، وعمر دهراً طويلاً، وكنت في سنة أربع وتسعين
وسنة خمس أتلهف على لقيه وأتحسر، وما يمكنني الرحلة إليه لمكان الوالد ثم الوالدة.
ذكره الفرضي فقال: شيخ جليل، ثقة، مسند، مكثر. ولد سنة ثمان أو تسع وتسعين. قال:
وسمع على أبي الوفا محمود ' كتاب الموت ' و ' كتاب الرقة والبكاء ' لابن أبي
الدنيا وسمع ' صفة المنافق ' للفريابي، على ابن صرما، و ' جزء أبي الجهم ' على ابن
قنيدة، وجزء ' عقلاء المجانين ' على ابن أبي حرب، وكتاب ' الإقناع ' في القراءآت
الشواذ على عمر بن كرم، عن جده عبد الوهاب الصابوني، عن أبي العز القلانسي، عن أبي
علي، عن الأهوازي، وكتاب ' الهداية ' لأبي الخطاب، على النجم يعيش الأنباري، أنا
سعد الله بن الدجاجي، عن المصنف. ثم ذكر الفرضي عدة أجزاء تركتها. شاخ الكمال
الفويرة وانهرم، وتغير قبل موته بأشهر. وقد أذن لي في الرواية عنه بجميع مروياته.
وكتب بيده في ربيع الأول، في حال استقامته، من هذا العام وأجاز معي لمحمد بن
البرزالي رحمه الله، ولأولاده قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، ولمحمد ابن الإمام
كمال الدين الشريشي، ولأولاد شمس الدين ابن الفخر الخمسة، ولمحمد بن جمال الدين
ابن الفويرة، ولفخر الدين المقاتلي، ولابن عمتي محمد بن الطحان، وخلق سواهم.
(52/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 330
مات في ذي الحجة. 472 - عبد الرحيم بن خَلَف بن أبي يَعْلى بن خَلَف. البور، أبو
خلف الحارثي، المزي. شيخ أمي. روى ' تاريخ من نزل المزة ' عن عمه خطاب. وسمع منه
الجماعة. وما تهيأ لي السماع منه. 473 - عبد العزيز بن أبي القاسم بن عثمان. الشيخ
عز الدين، أبو محمد البابصري، البغدادي، الحنبلي، الصوفي، الأديب. من أعيان أهل
السميساطية. ولد سنة أربع وثلاثين وستمائة. وسمع ' مشيخة الباقرحي ' على ابن الأجل
في سنة إحدى وستين وستمائة بسماعه من ذاكر بن كامل. وسمع بدمشق من أصحاب ابن
طبرزد. وكان عارفاً بالفقه، بصيراً بالأدب والشعر وأيام الناس. ضعف بصره، وطلب من
الجماعة أن يسمعوا عليه. فسمع منه. البرزالي، وابن الصيرفي، وصديقه الإمام شمس
الدين ابن الفخر وأولاده، وأنا. فروى لنا جزءاً نازل الإسناد عن إبراهيم بن أبي
الفاخر، عن محمد بن مقبل ابن المني، وأنشد الجماعة لنفسه، ونحن نسمع، في ضوء بصره:
(52/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 331
(قعدتُ في منزلي حزيناً .......... أبكي على فقْد نور عيني)
(عاندني الدهرُ فيه حتّى .......... فرّق ما بينه وبيني)
(وبان عصرُ الشّباب عنّي .......... فصرتُ أبكي لفقد دين)
وأنشدنا لنفسه:
(سماع الحديث عن المصطفى .......... به قد رجوتُ حصول الشفا)
(فعنه أخذت الهُدَى والتُّقى .......... ومنه عرفتُ الرّضا والوفا)
(ونقْل الحديث بلفظِ الرُّواة .......... كؤوس تُدار لشُرب الصفا)
(وقارئنا قارئ مُطربٌ .......... وبالدّار أسماعَنا شنّفا)
(وأهلُ الحديثِ همُ الأولياء .......... وهم، شَهِدَ اللهُ، أهل الوفا)
(فلا ترغبن إلى غيرهم .......... وإن موّه القول أو زخرفا)
وهي نحو من عشرين بيتاً. توفي العز البابصري في سابع عشر شوال. 474 - عبد الكريم
بن عساكر بن سعْد أخي مكتوم ابني أحمد بن محمد بن سليم. زين الدين القيسي،
الشافعي، إمام البازرائيه. والد الشرف عيسى الشاهد. وسمع من قاضي القضاة شمس الدين
يحيى بن سني الدولة، وإسماعيل بن ظفر، وجماعة. ولم يحدث. توفي في شعبان. رأيته،
وكان ثقيل السمع. 475 - عبد الكريم بن محمد بن محمد بن نصر الله.
(52/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 332
الصدر، العالم، شرف الدين، أبو السماح العبدي، الحموي، الشافعي، ابن المغيزل، وكيل
بيت المال بحماة. شيخ مميز، كريم النفس، له همة وسعي، وفيه خدمة وتودد. ولد بحماة
سنة ست عشرة وستمائة. وسمع ببغداد من أبي إسحاق الكاشغري، وأبي بكر بن الخازن،
وأبي القاسم بن قميرة. وسمع ببلده من أبي القاسم بن رواحة. وحدث بدمشق وحماة. سمعت
منه ' جزء البانياسي '. وتوفي بحماة في رابع عشر المحرم. 476 - عبد اللّطيف بن نصر
بن سعيد بن محمد بن ناصر ابن الشيخ أبي سعيد. الميهني، الشيخي، شيخ الشيوخ بالبلاد
الحلبية، ابن الشيخ بهاء الدين. يكنى أبا محمد، ويلقب بالنجم. سمع من جده لأمه
حامد ابن أميري، وعبد الحميد بن بنيمان، ويحيى بن الدامغاني، وأبي الحسن بن روزبة،
وغيرهم. ولد بحمص في سنة تسع وستمائة، واستوطن حلب، وحدث بها وكتب إلينا بمروياته.
توفي في أوائل السنة فجأة، غص بلقمة. وكان مولده اتفاقاً يوم الإثنين ثاني عشر ربيع
الأول.
(52/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 333
47 - علي بن محمد بن عَمرو بن سعد بن عبد الله. أبو الحسن المقدسي. ولد سنة ثلاث
وعشرين. وسمع من: ابن الزبيدي، وابن اللتي، وجعفر، والجمال أبي حمزة. وتوفي في
المحرم قاله ابن الخباز. 478 - علي بن إسماعيل. تاج الدين، ابن الصاحب مجد الدين
بن كسيرات المخزومي، الكاتب. شاب مليح، تام الشكل، ظاهر الرئاسة، له اشتغال ونظم،
وفيه مروءة. وسمع كثيراً مع البرزالي، وكان بينهما مودة وصحبة في الحج. وخدم مدة
بطرابلس، وبها توفي في ذي الحجة وله ثمان وعشرون سنة. 479 - علي بن عبد الواحد بن
أحمد بن الخضِر. الرئيس علاء الدين ابن السابق الحلبي. نزيل دمشق، شيخ جليل متميز،
من رؤساء الدولة الناصرية. وخدم في الجهات. وولي نظر مارستان نور الدين. ومات على
نظر العشر والوكالة في صفر. وكانت له جنازة حلفة.
(52/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 334
480 - عمر بن أبي بكر بن يوسف بن يحيى. العدل، موفق الدين، ابن خطيب بيت الأبار،
إنسان خير، منقطع عن الناس، ملازم للجماعات والذكر. وقد كان قبل ذلك يخدم في
الدواوين. وشهد على القضاة. روى عن: الإربلي، وابن اللتي، وجماعة. سمعنا منه، ومات
في عاشر ربيع الأول. 481 - عمر بن أبي طالب محمد بن أبي بكر محمد بن أبي طالب.
ناصر الدين، أبو حفص الأنصاري، الدمشقي، المعروف بابن القطان. شيخ مبارك أعرج، كنت
أراه بالجامع. وما سمعت منه. سمع من: كريمة، وخاطب المزي، وجماعة. ولد سنة اثنتين
وثلاثين وستمائة. وتوفي في ثامن شعبان. حدث عنه البرزالي، وأبو بكر الرحبي.
- حرف الفاء -
482 - فاخرة بنت أبي صالح عُبَيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن العجميّ. روت عن:
أبي القاسم بن رواحة. ولنا منها إجازة. توفيت بشيزر في السادس والعشرين من ربيع
الآخر. 483 - الفاخريّ.
(52/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 335
الأمير سيف الدين. توفي بالقاهرة في ربيع الأول.
- حرف الكاف -
484 - كُوجَبَا النّاصريّ. الأمير سعد الدين، متولي الإسكندرية. روى لنا أحاديث عن
النجيب عبد اللطيف، وكان ختن شيخنا ابن الظاهري على ابنته. توفي بمصر في حادي عشر
جمادى الأولى. وكان من أبناء السبعين.
- حرف الميم -
485 - محمد بن إبراهيم بن أحمد. الفقيه العدل، أبو عبد الله التجيبي، المراكشي،
المعروف بالدكربه. ولد سنة سبع وستمائة بمراكش. فأجاز له سنة عشر أبو محمد بن حوط
الله وأخذ عن والده، ومحمد بن عبد الجبار البسوسي، وعبد الرحمن بن إسماعيل الحداد،
وطائفة. وقال أبو عبد الله الوادياشي: لقيته فأجاز لي بخطه. ومات بتونس في أول
جمادى الأولى سنة سبع. 486 - محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن يونس. مجير الدين ابن
الخلال، ابن عم شيخنا البدر بن الخلال، الدمشقي. كان يعاني التجارة والسفر ومخالطة
الدولة.
(52/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 336
لقيه البرزالي بالقاهرة، وسمع منه ' مشيخة العماد عبد الله بن النحاس '، بسماعه
منه. توفي في المحرم بقرية يبرودة، ونقل فدفن بتربة جد والدته العماد بن النحاس،
وقد نيف على الخمسين. 487 - محمد بن الحسن بن عبد الله. الفقيه، زين الدين
الغساني، النديم، الشافعي، قاضي تدمر. ولد بتدمر سنة اثنتي عشرة، وقدم دمشق فتفقه
بها، وأخذ عن ابن الصلاح، وتفقه عليه. وذكر أنه سمع منه. وكان متقناً للفرائض، جيد
الفقه. توفي بتدمر. قاله البرزالي في شيوخه بالإجازة. 488 - محمد بن حسين بن
مبادر. الشيخ القدوة العراقي، المعروف بالزياتيني: صاحب زاوية وفقراء. أجاز في هذا
العام. كان صائماً يوم عرفة فحضر مجلس ابن السهروردي وحوله الفقراء وهو يتلو فلما
وعظ ابن السهروردي مال الشيخ قليلاً فحمل إلى زاويته ميتاً، ودفن يوم النحر، وكان
يوماً مشهوداً. قال ولده الشيخ أحمد: مولد أبي في شعبان سنة أربع وعشرين وستمائة
ويقال له أيضاً محمد الزياتين. 489 - محمد بن حمزة بن أحمد بن عمر بن القُدوة
الشيخ أبي عمر.
(52/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 337
الإمام الصالح، شمس الدين، أبو عبد الله المقدسي، الحنبلي. ولد في نصف شعبان سنة
إحدى وثلاثين. وسمع حضوراً من: ابن اللتي، وجعفر الهمداني. وسمع من: كريمة،
والضياء، وجماعة. وتفقه ودرس وأتقن المذهب، وقرأ الحديث بدار الحديث الأشرفية التي
بالسفح مدة. وكتب الخط المنسوب. وكان صالحاً خيراً، أماراً بالمعروف، داعية إلى
السنة والأثر، محطاً على المبتدعة والمخالفين. ناب في القضاء عن أخيه مديدة قبل
موته. سمعت منه. وتوفي في الخامس والعشرين من صفر، رحمه الله. 490 - محمد بن خَلَف
بن محمد بن عقيل. الشيخ بدر الدين المنبجي، التاجر، السفار. رجل جيد، رئيس، متمول،
معروف بالدين والعقل والثقة. وكان يحضر معنا مجالس الحديث، ويسمع أولاد ابنه
خليفة. توفي في ذي الحجة، ودفن بمقبرة باب الصغير، وهو في معترك المنايا. 491 -
محمد بن سالم بن نصر الله بن سالم بن واصل.
(52/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 338
قاضي حماة، جمال الدين الحموي، الشافعي، أحد الأعلام. ولد بحماة في ثاني شوال سنة
أربع وستمائة وعمر دهراً طويلاً، وبرع في العلوم والحكمة والفلسفة والرياضيات
والأخبار وأيام الناس. وصنف ودرس وأفتى وأشغل، وبعد صيته، واشتهر اسمه. وكان من
أذكياء العالم. ولي القضاء مدة طويلة. وحدث عن الحافظ زين الدين البرزالي بدمشق
وببلده، وتخرج به جماعة. وما زال حريصاً على الاشتغال، وغلب عليه الفكر حتى صار
يذهل عن أحوال نفسه وعمن يجالسه. توفي يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال. ودفن
بتربة بعقبة نقيرين عن أربع وتسعين سنة. 492 - محمد بن سليمان بن معالي بن أبي
سعيد. المقرئ الصالح، بدر الدين ابن المعري، الحلبي. ولد في صفر سنة تسع عشرة
وستمائة. وسمع بحلب ومصر ودمشق من: ابن المقير، والسخاوي، وكريمة، وشيخ الشيوخ بن
حمويه وابن الجميزي، وابن خليل، وجماعة. وكان شيخاً نظيفاً، منوراً، لطيفاً،
متنسكاً، عفيفاً، كثير التلاوة، مليح الكتابة، من خيار الناس.
(52/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 339
سمع منه الطلبة. وتوفي في منتصف ربيع الأول، رحمه الله. 493 - محمد بن صالح بن
خَلَف بن أحمد بن علي. شرف الدين، أبو عبد الله ابن ابي النقاء الجهني، المصري.
سمع من: ابن باقا، وجعفر الهمداني. وكان من قراء سبع الظاهرية، وله مسجد بدرب
ملوخيا، وفيه دين وتواضع. سمعت منه: ولما قدم المحدث يوسف الدمياطي أخبرني بموته،
ولم يعرف متى توفي. وكان مقدم يوسف في جمادى الآخرة. 494 - محمد بن علي. الأمير
شهاب الدين العقيلي، نائب الدواداري في شد الناس. قتل في أواخر السنة، وكان قد شاخ
وأسن. ثم سمر قاتله. 495 - محمد بن علي بن محمد. ابن الملاق الرقي، الفقيه،
القاضي، بدر الدين الحنفي. سمع من بكبرس الخليفتي ' الأربعين الودعانية ' سمعها
منه الدواداري بالرحبتين، وأجاز للدماشقة سنة سبع وتسعين، وبها مات في رمضان.
ومولده في أول سنة تسع عشرة وستمائة. 496 - محمد بن أبي بكر بن محمد.
(52/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 340
العلامة شمس الدين الفارسي، العجمي، المعروف بالإيجي. مولده سنة 629. شيخ فاضل،
متفنن، عارف بالأصول والكلام والعقليات، موصوف بالذكاء وحل المشكلات. حضرت حلقة
إقرائه يوماً مع شيخنا مجد الدين، وقرأ عليه هو والخطيب جلال الدين وغير واحد.
فرأيته رجلاً عالماً، متواضعاً، مطرحاً التكلف، صوفي الطريقة، سمعته أكبر من
حقيقته. وبلغني أنهم بالغوا في احترامه لما قدم الشام ؛ وولي تدريس الغزالية. ثم
ناب بها الشيخ شمس الدين إمام الكلاسة، وسار إلى مصر فولي بها مشيخة الشيوخ وأشغل
بها. ثم قدم دمشق ونزل بتربة أم الصالح. وهو ضعيف الرجلين من ألم به. توفي في ثالث
رمضان ودفن بمقابر الصوفية من جنوبها إلى جانب الشيخ شملة، وشهدت جنازته وكانت
حفلة. وأظنه مات في عشر السبعين. وقد قال مرة بحضرة محيي الدين ابن النحاس: لم يكن
أحمد من المجتهدين. فغضبت الحنابلة، وعمل الشهاب محمود تلك الأبيات السائرة. 497 -
محمد بن أبي القاسم بن أبي الزّهر. المشد شمس الدين الملقب بالغزال. مشد ديوان
الجامع. توفي في شعبان، وله ابن جندي. 498 - مسعود الحبشيّ.
(52/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 341
المقرئ، الصوفي. من فقراء مقصورة الحلبيين بالجامع. وكان صالحاً صادقاً. تلقن
القرآن على باب المقصورة، ثم حج وجاور بمكة وتوفي بها. وسمعنا بموته في هذا العام.
- حرف النون -
499 - نَسَب خاتون بنت الملك الجواد مظفًّر الدين يونس بن ممدود الملك العادل.
شيخة مسنة جليلة. ولي أبوها سلطنة دمشق. وكتبت مشيخة رباط بلدق. وكانت تزور
الحنابلة فسمعت من: إبراهيم بن خليل، وخطيب مردا. قرأ عليها علم الدين نسخة أبي
مسهر. وماتت في ربيع الأول.
- حرف الياء -
500 - يحيى بن أسعد. محيي الدين الواسطي، الدمشقي، المعروف بابن البيع. كتب في
الإجازات، وله إجازة من عمر بن كرم، والموفق عبد اللطيف. توفي ببيروت في أوائل
السنة.
(52/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 342
501 - يحيى بن عبد الرحمن بن محيي الدين. الشماع، خادم سجادة الخطيب بدمشق. توفي
في جمادى الآخرة. وكان من أبناء السبعين. وهو والد الأمين محمد بن الشماع.
- الكنى -
502 - أبو الحسن. الشيخ القدوة، العالم، ولد الشيخ القدوة عبد الله بن الشيخ غانم
الزاهد بن علي بن إبراهيم المقدسي، النابلسي. كان فقيهاً، فاضلاً، ديناً، ساكناً،
متقشفاً، متواضعاً، خيراً له مشاركة حسنة في الفضائل، وشعر رائق، وتفكر واعتبار.
وله سمت حسن وجلالة. سمع من: ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني الواعظ. سمع منه:
البرزالي، وغيره شيئاً من نظمه. وكان مولده بنابلس في شوال سنة أربع وأربعين
وستمائة. وتوفي في رابع ذي القعدة بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون رحمه الله. وهذه
الكلمة المشهورة له: هي النظرة الأولى سرت في مفاصلي شغلت بها في الحب عن كل شاغل
(وأصبحت من ليلى حليف صَبابَةٍ .......... شؤوني لا تخفى على كل عاقلِ)
(52/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 343
(أنّزه طرْفي أنْ يرى في خيامها .......... سواها وسمعي عن حديث العواذلِ)
(وأكتم ما بي من هواها صيانةً .......... فيظهر تأثيرُ الهوى في شمائلي)
(لها بالحِمَى عن إثم الحمى منزل .......... أعظمه من دون تلك المنازل)
(أجيرتنا بالخيف إن دام هجركم .......... ولم تسمحوا لي منكم بالتّواصلِ)
(الا فابعثوا لي من حِماكم رسالةً .......... تكون إلى قلبي أحب الرسائلِ)
(ولا تبعثوها في النَّسيم فإنّني .......... أغار عليه من نسيم الأصايلِ)
ومن شعره:
(بين [العقيق وبين وادي] الأجرع .......... أفنيت ما أبقيت أدمعي)
(وحلفت لأحبابٍ يوم ترحّلوا .......... إنّي رجعت فلم أجد قلبي معي)
وفيها وُلد: المولى صلاح خليل الصفدي، وتقي الدين عبد الرحمن بن الشيخ كمال الدين
محمد بن الزملكاني، وظهير الدين إبراهيم بن محمد الجزري قارئ الحديث، ومحمد ابن
شيخنا يوسف المزي، والسيد شهاب الدين الحسين الأموي، الحسيني، الأديب.
(52/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 344
سنة ثمان وتسعين وستمائة
- حرف الألف -
503 - أحمد بن إبراهيم بن فِراس بن علي بن معروف. العدل، زين الدولة، ابن فخر
الدولة ابن نجيب الدولة ابن العسقلاني، الكاتب، متولي نظر بانياس. توفي بها في
شوال، ونقل إلى مقبرة باب الصغير. وكان زوج ابنة المولى جمال الدين بن صصرى، وقد
ناب عنه في حسبة دمشق لما غاب. 504 - أحمد بن إسماعيل بن منصور. المحدث نجم الدين
الحلبي، المعروف بابن البتلي، وبابن الخلال. ولد بحلب سنة إحدى وثلاثين. وسمع من:
ابن رواحة، وابن خليل، وجماعة. ولازم السماع مع الدمياطي فأكثر وكتب الطباق، وقرأ بنفسه.
وكان من عدول حلب. قرأ عليه البرزالي ' جزء علي بن حرب '، برواية العباداني، وأجاز
لنا مروياته. توفي بحلب في شوال. 505 - أحمد شاه.
(52/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 345
أمير من أمراء حلب. توفي بها. 506 - أحمد بن صالح بن ثامر. الفقيه العدل، كمال
الدين ابن القاضي تاج الدين الجعبري. سمع من النجيب عبد اللطيف. ولم يحدث. وكان
شاباً عاقلاً، وقوراً، ذا أمانةٍ وعدالة، لم يبلغ الأربعين. توفي يوم عرفة. 507 -
إبراهيم بن علي بن حسين. الشيخ الحجار، الصرخدي، الخالدي. أحد مشايخ دمشق الذين اشتهر
شأنهم. كانت له زاوية بالعقيبة، فالتزم أن لا يخرج منها إلا لصلاة الجمعة
بالعقيبة. وكان لا يدخل البلد، ولا يمضي إلى أحد، ولا يأكل الخبز، خاصة، ولا يشرب
الماء، بل ما يقوم مقامهما. وحصلت له دكان جيدة، فجدد له الدولة زاوية هائلة
بالمزة، وعملوا أكثرها. فتوفي بها ولم يفرح بفراغها في سابع ذي القعدة. 508 -
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن خَلَف بن إبراهيم. أبو إسحاق ابن
الحاج التجيبي، القرطبي، الفقيه، المحدث. أخذ عن: والده، وأبي بكر محمد بن عبد
الله بن قسوم، وأحمد بن مفرح النباتي، وابن الدباح، والشلوبين، وخلق. وأجاز له أبو
الربيع بن سالم. ولد سنة خمس.
(52/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 346
ومات في ربيع الآخر. سمع منه: أبو عبد الله الوادياشي. كأنه عم أبي الوليد شيخنا.
509 - أَيْبَك. الأمير عز الدين الموصلي، المنصوري، نائب طرابلس. كان ديناً،
عاقلاً، مهيباً، وقوراً، مجاهداً، مرابطاً، جميل السيرة. من خيار الأمراء، رحمه
الله. توفي بطرابلس في أوائل صفر.
- حرف الباء -
510 - بَيْسَريّ. الأمير الكبير، بدر الدين الشمسي، الصالحي، من أعيان الدولة
(52/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
والخمسون الصفحة 347
الموصوفة بالشجاعة، وأحد من كان يذكر للسلطنة. وكان من كبار أمراء الدولة
الظاهرية. جرت له فصول وتنقلات، وقبض عليه الملك المنصور. وبقي في السجن تسع سنين.
ثم أخرجه الملك الأشرف وأعطاه خبزاً، وأعاد رتبته واستمر على ذلك. ثم قبض عليه الملك
المنصور لاجين. ثم قام في الملك ثانية السلطان الملك ناصر فلم يخرجه. ثم توفي
بقلعة الجبل بالجب في آخر شوال، أو بعد أيام. وعمل له عزاء بالجامع بدمشق تحت
النسر. وحضر ملك الأمراء والقضاة والدولة، وله دار كبيرة بين القصرين. وكان
محتشماً، كثير المماليك والتجمل. رأيته شيخاً تركياً، أبيض اللحية، من أبناء
السبعين. رأيته في سنة تسعين وبعد ذلك. 511 - بدر الحبشيّ. الصوابي، الخادم،
الطواشي، الأمير، بدر الدين، أبو المحاسن. وهو منسوب إلى الطواشي صواب العادلي.
كان موصوفاً بالشجاعة والرأي في الحرب، والعقل والرزانة، والفضل والديانة، والبر
والصدقة والإحسان إلى أصحابه وغلمانه. وكان أميراً مقدماً من أكثر من أربعين سنة،
وخبزه مائة فارس. قرأت عليه جزءاً سمعه من ابن عبد الدائم. وقد حج بالناس غير مرة.
وكان كبيراً مسناً، بصاص السواد، مهيباً، نيف على الثمانين، ومات
(52/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 348
فجأة بقرية الخيارة ليلة تاسع جمادى الأولى، ودفن بتربته التي بناها بلحف الجبل
شمالي الناصرية.
- حرف التاء -
512 - توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة. الصاحب الكبير، تقي الدين، أبو
البقاء الربعي، التكريتي، المعروف بالبيع. ولد يوم عرفة بعرفة سنة عشرين وستمائة،
وتعانى التجارة والسفر. وكان يعرف السلطان في حال إمرته ويعامله ويخدمه. وولي
البياعة وتنقلت به الأحوال. ثم لما تسلطن مخدومه الملك المنصور ولاه وزارة الشام
مدة، ثم عزله، ثم ولي وصودر غير مرة، ثم يسلمه الله. وكان مع ظلمه فيه مروءة، وحسن
إسلام، وتقرب إلى أهل الخير، وعدم خبث. وله همة عالية، ونفس أبية، وفيه سماحة وكرم
وبسط، وحسن أخلاق، ومزاح، وعدم جبروت. وكان يقتني الخيل المسومة، ويبتني الدور
الحسنة، ويشتري المماليك الملاح. وقد عمر لنفسه تربة كبيرة تصلح الملك، وبها دفن،
وصلوا عليه بسوق الخيل، وحضره ملك الأمراء والقضاة والكبراء في ثامن ذي الحجة.
- حرف الجيم -
513 - جعفر بن علي بن جعفر بن الرشيد.
(52/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 349
الشيخ المعمر، شرف الدين الموصلي، المقرئ ولد بالموصل في سادس عشر ذي القعدة سنة
أربع وستمائة. وكان سخياً، فاضلاً، حفظة للأخبار والشعر والأدب. قال علم الدين
البرزالي: ذكر لي أنه سمع من السهروردي كتابه ' العوارف '، بالموصل. وأنه سمع
بدمشق من: ابن الزبيدي ؛ وبمصر من: ابن الجميزي، وبالثغر من: ابن رواج. وقد روى عنه
الدمياطي في ' معجمه ' شعراً، وقال فيه: المعروف بابن الحسن البصري. توفي في
العشرين من جمادى الأولى بدمشق. 514 - جلال الدين النّهاونديّ. قاضي صفد، واسمه
عثمان بن أبي بكر. توفي بصفد في المحرم. ولي قضاءها من أول ما فتحت، وبقي في
القضاء أربعاً وثلاثين سنة. - حرف الزاي -
515 - زكيُّ الدّين زكري بن محمود. البصروي، الحنفي، الفقيه، مدرس الشبلية، ومدرس
الفرخشاهية. لم يلبث في تدريس الشبلية إلا أربعين يوماً، ومات في رجب ودفن بسفح
قاسيون.
(52/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 350
- حرف السين -
516 - سالم بن محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صَصْرَى. القاضي،
الرئيس، الزاهد، أمين الدين، أبو الغنائم التغلبي، الدمشقي الشافعي. صدر كبير،
وكاتب خبير، ومحتشم نبيل، له عقل وافر، وفضل ظاهر، وجلالة وسؤدد، وأصالة محتد.
وكان مهيباً، تام الشكل، حسن الهيئة، على جانب وجهه شامة كبيرة حمراء جميلة. ولد
سنة أربع وأربعين وستمائة. وثنا عن مكي بن علان. وسمع أيضاً من: خطيب مردا،
والرشيد العطار، والرضى بن البرهان، وإبراهيم بن خليل، وجماعة. ولي نظر الخزانة،
ونظر الديوان الكبير، وغير ذلك. ثم تنظف من ذلك كله، وحج إلى بيت الله، وجاور
عنده، ثم قدم دمشق في أوائل هذه السنة، ولزم منزله، وأقبل على شأنه حتى توفي إلى
رحمة الله في بكرة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة بداره. وكانت جنازته
مشهودة. ودفن بتربتهم بسفح قاسيون، وكثر التأسف عليه. وكان رأساً في صناعة
الديوان، مشكوراً، موصوفاً بالأمانة التامة. طاهر اللسان، ظاهر الصيانة والعدالة.
(52/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 351
517 - سليمان بن قايماز. الكافوري، الحلبي، الفقير، أبو الربيع. رجل خير مقيم
بالمدرسة الأتابكية ظاهر حلب. سمع من: أبي القاسم بن رواحة، وولد سنة إحدى وعشرين
وستمائة. قدم علينا للحج، ونزل بين الفقراء بمقصورة الحلبيين، فسمعنا منه. وكان
والده عتيق كافور مولى السلطان نور الدين. توفي بحلب في رابع عشر ربيع الأول. 518
- سمنديار بن خضر بن سمنديار. الجعبري. شيخ صالح، قانع باليسير، مقيم بالجبل. سمع
الكثير مع الشيخ علي الموصلي من: ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني. وحدث. توفي في ذي
القعدة. 519 - سُنْقُر بن عبد الله. الموغاني، المحدث، أبو سعيد. رجل نبيه، مفيد،
عاقل، متواضع، من طلبة القاهرة. سمع وتعب وكتب. ومات في شعبان بالشارع.
- حرف الطاء -
520 - طُغجي.
(52/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 352
الأمير سيف الدين الأشرفي. كان من أحسن الترك، وأطرفهم شكلاً. وكان خليل مولاه
خليل. فأمره وقدمه، وأعطاه الأموال والنفائس، وخوله. ثم كان أميراً في دولة العادل
المنصور فخاف من القتل أو الحبس، فشارك في زوال دولة المنصور لاجين، وقام وقعد
لحينه. ثم عمل نيابة السلطنة أربعة أيام بعد قتله لاجين. ثم قدم القاهرة الأمير
بدر الدين أمير سلاح من البيكار فتلقاه فتباله عليه أمير سلاح وقال: كان للسلطان
عادة أنه يطلع ويتلقانا. فقال: وأين السلطان، قد قتلناه. فعرج بفرسه عنه وقال:
إليك عني، أكلما قام سلطان وثبتم عليه ! فاعتوره أعوان السلطان الذي قتل بالسيوف
فقتلوه بظاهر القاهرة، ورمي على مزبلة، وحجه الخلق للفرجة والعبرة. ثم دفن بتربته
يوم منتصف ربيع الآخر، وقد نيف على الثلاثين.
- حرف العين -
521 - عبد الحافظ بن بدران بن شبْل بن طرخان.
(52/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 353
الزاهد الحنبلي، القدوة، المسند، الرحالة، أبو محمد عماد الدين النابلسي، المقدسي،
شيخ نابلس. قدم دمشق في صباه، وسمع الكثير من الشيخ الموفق، وموسى بن عبد القادر،
وابن راجح، وأحمد بن طاوس، وزين الأمناء، والبهاء عبد الرحمن، وابن الزبيدي،
وجماعة. وأجاز له أبو القاسم بن الحرستاني، وأبو البركات بن ملاعب. وتفرد بأشياء،
وقصد للسماع والزيادة والتبرك. وبنى بنابلس مدرسة وجدد طهاره. وكان كثير التلاوة
والأوراد، لازماً لبيته الذي بجنب مسجده. وقيل إنه تعاطى الكيمياء مدة ولم تصح له.
قرأت عليه عشرة أجزاء. ورحل إليه قبلي ابن العطار، والبرزالي، وسمعا منه. وزار
القدس وسمع منه: ابن مسلم، وابن نعمة، وجماعة. وتوفي بنابلس في الرابع والعشرين من
ذي الحجة، ودفن بتربته التي بزاويته بطور عسكر، وقد شارف التسعين. وأول سماعه في
سنة خمس عشرة وستمائة. 522 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن رافع بن منهال بن عيسى.
الفقيه، الزاهد، العابد، حسام الدين اليونيني، الحنبلي مريد الشيخ إبراهيم
البطائحي، وفقيه قرية عمشكا وخطيبها. شيخ عالم، صالح، عابد، دائم الذكر والتلاوة
والمراقبة، كثير الصيام، قليل الكلام، حسن السمت، صاحب أوراد وتهجد وخوف.
(52/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 354
صحب الشيخ إبراهيم، ثم صحب الشيخ الفقيه. وروى لنا عن إسماعيل بن ظفر. وسمع منه:
البرزالي، وابن النابلسي، وجماعة. وتوفي في أواخر اليوم المنصف لشعبان بقريته.
وكان قد عمل في الكرم بيده، ثم جاء وصلى بالناس العشاء، ثم صلى بهم مائة ركعة صلاة
النصف التي روي فيها حديث واه، وأصبح ضعيفاً، وتوفي إلى رحمة الله بسهولة عن نيف
وسبعين سنة. 523 - عبد الرحمن بن سليمان بن طرخان. نفيس الدين، قيم مشهد السيدة
نفيسة. روى عن: العلم ابن الصابوني، وابن الجميزي. قرأت عليه ' الأربعين '
السلفية. ومات يوم عاشوراء بالمشهد. 524 - عبد الملك بن علي بن عبد الملك. الكفر
بطناني القواس. شيخ مطبوع، متفقر. كان في شبابه يزمزم للفقراء. روى عن: عبد العزيز
الكفر بطناني. سمع منه البرزالي، وقال: توفي في ذي الحجة. 525 - علي بن شعبان.
الفامي بجيرون تحت الدرج، المقرئ. رجل خير صالح صادق ملازم للصلوات في جماعة. وفيه
ورع وعقل.
(52/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 355
قرأ القراءآت على الزواوي وتفقه. ثم لزم المعيشة والفامية مدة. ثم بطل وحج، وجاور
سنة أو أكثر. ثم قدم دمشق. ثم حج. وتوفي في هذه السنة كهلاً رحمه الله، بمكة. 526
- علي بن رافع بن علي. السلمي، المفعلي، ثم الصالحي. سمع: ابن الزبيدي، وجماعة.
وحدث. قال ابن الخباز: مات في رجب سنة ثمان ببيروت. 527 - علي بن عثمان بن يوسف بن
عبد الوهاب. الرئيس، علاء الدين ابن العدل شرف الدين الدمشقي، التغلبي الكاتب، ابن
السائق. شيخ جليل، بديع الخط، له فضل وأدب وشعر. نسخ كتباً كثيرة. روى عن: الرشيد
بن مسلمة. وكان متخلياً منقطعاً عن الناس، متديناً. حصل له صمم، فكان إذا حدث يكتب
له في الأرض أو في الهواء فيعرف. توفي في رمضان، وكان من أبناء السبعين. وتقدم في
عام اثنتين وثمانين أخوه نجم الدين محمد. 528 - علي بن محمد بن علي بن بقاء. الشيخ
الزاهد، العابد، المقرئ، البركة، أبو الحسن البغدادي، ثم الصالحي، الملقن بجامع
الصالحية.
(52/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 356
ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة، ورأى الشيخ الموفق. وسمع من: ابن صباح، والناصح، وابن
الزبيدي، ومحمد بن غسان، والجمال أبي حمزة، وابن اللتي، وكريمة، وجماعة. وخرج له
البرزالي مشيخة. وكان صالحاً، خيراً، كثير القدر، مجمعاً على صلاحه وحسن طريقه
وتعففه. روى عن ابن الخباز حديثاً في سنة اثنتين وستين وستمائة. وسمعنا منه وتوفي
إلى رضوان الله في رابع شوال. 529 - علي بن محمد بن أبي عابد مُرّي بن ماضي.
المقدسي، ثم الصالحي، الفلاح بحواكير الصالحية. رجل جيد أمي. حج وحدث عن جعفر
الهمداني. توفي في ثامن عشر صفر. وكان من أبناء السبعين. 530 - العماد الرام. شيخ
قاعة النشاب. شيخ مطبوع، يكبر بالعربة التي بالكشك ويعلم الرمي. واسمه عبد السلام
بن أبي عبد الله بن عبد السلام الدمشقي ابن المصلي، كان يذكر أنه سمع من أبي
الحسين الصابوني. توفي في ذي الققعدة. 531 - عمر بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله
بن غدير.
(52/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 357
الشيخ المعمر، مسند الشام، ناصر الدين، أبو حفص الطائي، الدمشقي ابن القواس. ولد
سنة خمس وستمائة، وسمع حضوراً في سنة تسع وستمائة من أبي القاسم ابن الحرستاني ؛
وسنة عشر من أبي يعلى حمزة بن أبي لقمة ؛ وسنة بضع وعشرين من أبي نصر بن الشيرازي،
وكريمة. وأجاز له سنة ثمان وستمائة: أبو اليمن الكندي، وابن الحرستاني، وعبد
الجليل بن مندويه، وداود بن ملاعب، ومحمد بن عبد الله بن البنا، ومحمد بن علي
الجلاجلي، وأحمد بن محمد سيدهم، وهبة الله بن طاوس، وتاج الأمناء أحمد بن عساكر،
وأبو الفتوح بن البكري، وخلق كثير. وحج في سنة ثمان وعشرين وستمائة. وكان ديناً
خيراً، أبيض الرأس واللحية، أبيض اللون بحمرة، منور الوجه، رقيق المحاسن، جميل
الصورة، حسن الأخلاق، دائم البشر، محباً للحديث وأهله، مليح الإصغاء، صحيح الحواس،
كثير التودد. له بستان بغربيل يقوم بكفايته. وقد روى الكثير في أواخر عمره. قرأت
عليه كتاب ' المبهج ' في القراءآت، وكتاب ' السبعة ' لابن مجاهد، وكتاب ' الكفاية
' في القراءآت الست عن الكندي. وخرجت له ' مشيخة ' صغيرة. وخرج له أبو عمرو
المقاتلي ' مشيخة ' بالسماع والإجازة. وأكثرنا عنه. وسمع منه خلق منهم: المزي،
وولده، والبرزالي، وابن سامة، والشيخ علي الموصلي، والنابلسي سبط الزين خالد، وأبو
بكر الرحبي، وأبو الفرج عبد الرحمن بن الحارثي، والشمس السراج سبط ابن الحلوانية،
ومحمد بن البدر بن القواس، (وشهاب الدين ابن عديسة، ومحمد بن الشيخ محمد الكنجي،
وابن تيمية وأخوه، وصدر الدين ابن الوكيل، وولده محمد وشمس الدين محمد بن اللبان،
والزين عمر الغزاوي، وبدر الدين ابن غانم، ومحب
(52/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 358
الدين عبد الله بن المحب، وأخوه محمد، وبهاء الدين يوسف بن جملة، وابن المهندس،
وولده عبد الله، والأمين عبد الله الرهاوي الكريدي، وبرهان الدين إبراهيم الزرعي
الحنبلي، وأبو بكر ابن الشيخ محمد بن قوام، وعماد الدين ابن الزملكاني، وعمه علاء
الدين. وعمر ابن شيخ السلامية، وابن عمته أحمد بن علي الحصني، ومحمد بن الشيخ
إبراهيم البياني، وبنو شمس الدين ابن الفخر الأربعة، ومحيي الدين المقريزي، ومحمد
بن عبد الغالب الماكسيني، والصفي عبد الكريم بن المخلص، وابن خالي إسماعيل، وخالته
فاطمة، وبنتها ست المنى). توفي في ثاني ذي القعدة بدمشق بمنزله بدرب محرز، ودفن
بسفح قاسيون رحمه الله. 532 - عيسى بن محمد بن أبي الفتوح. عماد الدين، أبو هاشم
بن البندار العباسي، الجوهري، البغدادي. سمع من: ابن سقيرة، وأبي منصور ابن الهني.
أخذ عنه: ابن سامة، وأبو العباس بن الكازروني. وقال البرزالي: أجاز لنا سنة سبع
وتسعين. ولد سنة عشرين وستمائة.
- حرف الفاء -
533 - فصيح الدّين الماردينيّ. الحنفي، مدرس الشبلية. اشتغل بحلب وبالروم مدة
طويلة. ودرس وأفتى، وولي القضاء ببعض الروم. ثم قدم دمشق وقد شاخ، فبقي مديدة،
ودرس بالسلمية. وتوفي سلخ جمادى الأولى ودفن بالجبل اسمه أحمد.
(52/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 359
534 - فاطمة بنت حسين بن عبد الله بن عبد الرحمن الآمِديّ، المؤذّن. أم محمد.
وأمها خديجة بنت الزين أحمد بن عبد الدائم. وهي زوجة الزاهد الشيخ علي الملقن.
امرأة صالحة عابدة، مبتلاة بالزمانة. روت ' صحيح البخاري ' عن ابن الزبيدي. وروت
عن الفخر الإربلي، وغيره. توفيت في المحرم. سمعت منها.
- حرف القاف -
535 - قرارسلان. الأمير الكبير، بهاء الدين المنصوري، السيفي. من المقدمين الكبار
بدمشق. وكان مليح الصورة، تام الخلقة، سميناً، شجاعاً. لما هرب قبجق إلى التتار
تكلم هو في الأمور وأمر ونهى. وقد حج بالناس من قريب. توفي في مستهل جمادى الأولى،
ودفن بتربة له بمقابر باب توما.
- حرف الكاف -
536 - كُرْجي.
(52/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 360
الأمير سيف الدين الذي قتل الملك المنصور حسام الدين. شجاع جريء، قوي البطش، ظالم
النفس. قتلوه يوم قتلوا طغجي، وطيف برأسه في القاهرة في منتصف ربيع الآخر.
- حرف الميم -
537 - محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن محمد. الرئيس الفاضل، زين الدين، أبو عبد الله
العقيلي، القلانسي، الدمشقي، الكاتب. قرأ القرآن على السخاوي، وعرض عليه القصيد.
وسمع منه ومن: عتيق السلماني، ومكي بن علان. وكان شيخاً متميزاً، متواضعاً،
كاتباً، متصرفاً. فيه دين وخير. وكان صديقاً لشيخنا الفاضلي من الصغر. ولد في ذي
الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة. وكان إمام مسجد. سمعت منه ' الشاطبية ' بقراءة ابن
غدير. وقرأ لنا عليه البرزالي أربعة أجزاء. وهو والد الشيخ جلال الدين نزيل
القاهرة، وابنه الآخر ناظر خزانة دمشق.
(52/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 361
قال عز الدين ابن القلانسي الصغير: توفي في تاسع جمادى الأولى. 538 - محمد بن أحمد
بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر المقدسيّ. خطيب الجبل، سعد الدين، ولد القاضي نجم
الدين ابن الشيخ. شاب ذكي، سريع الحفظ، من أبناء العشرين. خطب مدة، وتوفي في ذي
الحجة، فولي الخطابة بعده أخوه. 539 - محمد بن إبراهيم بن أبي عبد الله محمد بن
أبي نَصْر. الإمام، العلامة، حجة العرب، بهاء الدين، أبو عبد الله بن النحاس
الحلبي، النحوي. شيخ العربية بالديار المصرية. ولد في سلخ جمادى الآخرة سنة سبع
وعشرين وستمائة بحلب. وسمع من: ابن اللتي، والموفق يعيش النحوي، وأبي القاسم بن
رواحة، وأبي الحجاج بن خليل، ووالده.
(52/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 362
وقرأ القرآن على أبي عبد الله الفاسي. وأخذ العربية عن جمال الدين محمد بن محمد بن
عمرون. ودخل الديار المصرية لما خربت حلب. وقرأ القراءآت على الكمال الضريرة وأخذ
عن بقايا شيوخها. ثم جلس للإفادة، وتخرج به أئمة وفضلاء في الأدب. وكان من أذكياء
بني آدم، وله خبرة بالمنطق وإقليدس. وهو مشهور بالدين والصدق والعدالة، مع اطراح
التكلف، وترك التجمل، وصغر العمامة. وقد رأيته يمشي بالليل في قصبة القاهرة بقميص
وعلى رأسه طاقية فقط. وكان حسن الأخلاق، محبباً إلى تلامذته. فيه ظرف النحاة
وانبساطهم. وكان له صورة كبيرة. وكان بعض القضاة إذا انفرد بشهادة حكموه فيها
وثوقاً بدينه. وكان يتحدث في تعليمه وخطابه بلغة عامة الحلبيين، لا يتقعر في
عبارته. وكان معروفاً بحل المشكلات والمعضلات، واقتنى كتباً نفيسة كثيرة. وأظنه لم
يتزوج قط. قال علم الدين البرزالي: كان له أوراد من العبادة، وله تصدير بمصر
والقاهرة. قلت: قرأت عليه ' جزء بيبى '. وتوفي في سابع جمادى الأولى، وشيعه الخلق
إلى القرافة الصغرى، ودفن عند والدته، وصلوا عليه بدمشق صلاة الغائب. وقال الحافظ
عبد الكريم في ' تاريخه ': كان شيخ النحاة في وقته، وله مشاركة في العلوم. وكان
كثير التلاوة للقرآن، كثير الذكر والصلاة. ثقة، حجة، ديناً، صالحاً، سريع الدمعة،
متودداً، يسعى في مصالح الناس. صحبته مدة، وعرضت عليه ' ألفية ابن مالك '. وسمعت
عليه ' ديوان المتنبي '، بسماعه من الشرف الإربلي، عن الكندي. 540 - محمد بن
إبراهيم بن محمد بن عبد الغني
(52/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 363
أبو الفتح ابن المحدث برهان الدين ابن الشوا القرشي. سمعه أبوه من عثمان ابن خطيب
القرافة حضوراً وسمع من: إبراهيم بن خليل، وجماعة. وكان من جملة الشهود. روى لنا
حديثين. ومات في شوال. 541 - محمد بن سالم. القاضي مجاهد الدين الشافعي، الفقيه.
ولي قضاء بصرى وقضاء أذرعات. ومات بدمشق في ثاني عشر جمادى الأولى. 542 - محمد بن
سليمان بن الحسن بن الحُسَيْن. العلامة، الزاهد، الورع، جمال الدين، أبو عبد الله
البلخي الأصل، المقدسي، الحنفي، المفسر المعروف بابن النقيب. أحد الأئمة. ولد سنة
إحدى عشرة. ودخل القاهرة ودرس بالعاشورية، ثم تركها وأقام بالجامع الأزهر مدة.
وكان صالحاً، زاهداً، عابداً، متواضعاً. عديم التكلف. أنكر على الشجاعي مرة
إنكاراً تاماً بحيث هابه وطلب رضاه. وكان
(52/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 364
الكبار يترددون إلى زيارته ويطلبون دعاءه. وقد صرف همته أكثر دهره إلى التفسير،
وصنف فيه كتاباً حافلاً، جمع فيه خمسين مصنفاً. وذكر أسباب النزول، والقراءآت،
والإعراب، واللغات، والحقائق، وعلم الباطن على ما بلغني، ولم أره بعد، وقيل لي إنه
في خمسين مجلدة. وما أحسبه بيضه. وكان الرجل موصوفاً بكثرة النقل وسعة الدائرة.
سمعت منه من حديث علي بن حرب قال: أنبا يوسف بن المخيلي. وسمع منه: البرزالي، وابن
سامة. ثم خرج بعدي من القاهرة، وقدم إلى القدس فتوفي به في المحرم عن سبع وثمانين
سنة. 543 - محمد بن الشجاع بن حسّان. شمس الدين الجريري، التاجر بالخواصين. توفي
في جمادى الأولى عن نحو ثمانين سنة أو أكثر. وخلف ثروة وأملاكاً. 544 - محمد بن
عبد الله بن مسعود بن محمد. الرئيس شمس الدين، الأجل، جمال الدين اليزدي، الكاتب.
توفي ببيروت، وحمل في تابوت فدفن بقاسيون في ذي الحجة. لم يتكهل، وكان يشهد على
القضاة، ويخدم في الجهات. 545 - محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله.
القاضي كمال الدين، ولد قاضي حماة نجم الدين ابن البارزي، الحموي.
(52/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 365
فقيه، إمام، مدرس، متزهد. ولد سنة إحدى وأربعين وستمائة. وسمع حضوراً من جده، ومن
صفية القرشية. وحدث. توفي في جمادى الآخرة. 546 - محمد بن عمر بن أبي بكر.
البانياسي، شاب، ذكي، متيقظ، قرأ القراءآت وبرع فيها. وقرأ الفقه والعربية. وله
شعر جيد وإفادات في القراءآت. ومات صغيراً لم يبلغ العشرين أو بلغها، لكنه لم تطلع
لحيته. وسمع معي، وكان عاقلا هادئ الطبقة. نزل فقيهاً بالظاهرية وغيره. ومات في
ربيع الأول. 547 - محمد بن علي بن عمر. التاجر تقي الدين ابن ال (...) البغدادي.
سمع من: ابن روزبة وابن القبيطي. أخذ عنه: الفرضي، وابن سامة. وكان ثقة مهيباً.
توفي في المحرم. 548 - محمد بن عيسى بن أحمد بن حواري. الإمام شمس الدين ابن
الخشاب، صهر القاضي حسام الدين الحنفي. مدرس مدرسة القصاعين. وقد درس قبلها بالشبلية.
توفي في سلخ ربيع الأول. 549 - محمد بن محمود بن عبد اللّطيف بن محمد بن سِما. شمس
الدين ابن فخر الدين السلمي، الدمشقي.
(52/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 366
روى عن والده. وأجاز له الفتح بن عبد السلام، وجماعة ومحمود بن مندة. وتوفي في
جمادى الآخرة. وكان ضعيفاً في الشهادة. عاش ستاً وسبعين سنة. وكان من شهود
القيامة. 550 - المبارز. واسمه عبد الله بن الظهير بن سنقر الحلبي، الفقيه
الحريري. كان من أولاد الأمراء، وأنفق أموالاً كثيرة، وتفقه. توفي في صفر بدمشق.
551 - مجد الدين الجَزَريّ. الفقيه، النحوي، الصوفي، واسمه عبد الرحيم بن أبي بكر.
كان من كبار النحاة، وله حلقة إشغال، وفيه عشرة وانطباع، فابتلي بحب شاب، وقويت
عليه السوداء، وفسدت مخيلته، فأغلق عليه الخانقاه الشهابية، وطلع إلى السطح فألقى
نفسه إلى الطريق فمات. نسأل الله العافية. وذلك في يوم الجمعة وقت الصلاة. 555 -
محمود بن محمد بن القاضي شرف الدين أبي طالب عبد الله ابن زين القضاة عبد الرحمن
بن سلطان ابن القاضي زكيّ الدين يحيى بن علي بن عبد العزيز. العدل، شهاب الدين،
القرشي، الزكوي، الدمشقي، الشاهد، الصوفي بخانقاه خاتون.
(52/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 367
ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وروى لنا عن ابن اللتي. وكان ساكناً منقبضاً عن
الناس، من شهود تحت الساعات. توفي في السادس والعشرين من رجب. 553 - محيي الدين
ابن المَوْصِليّ. واسمه يحيى بن عمر. صدر كبير، متميز، من أصحاب البغلات. ولي نظر
صفد، ونظر البر، ونظر الجامع. وسمع مع أولاده من ابن عبد الدايم. وهو عم المولى
أمين الدين محفوظ. توفي في منتصف شوال. 554 - محيي الدين محمَّد بن عماد الدين
محمد ابن الشيخ محيي الدين ابن العربي. مدرس مقصورة الخضر، التي تعرف بحلقة ابن
صاحب حمص. وزوج بنت القاضي بهاء الدين ابن الزكي. توفي بطرابلس. وكان ذهب إليها
متفرجاً فجاء خبره في ذي القعدة. 555 - الملك المظفّر تقيّ الدين محمود ابن الملك
المنصور محمد بن المظفَّر محمود بن المنصور محمد بن تقيّ الدين عمر بن شاهنشاه بن
أيوب.
(52/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 368
صاحب حماة، وابن ملوكها. ولي سلطنة حماة بعد والده بعهد من السلطان الملك المنصور
سيف الدين قلاون، فبقي بها خمس عشرة سنة. وكان شاباً مقارب السيرة، محبباً إلى
الرعية، قليل الأذية، حسن الطوية. توفي في الحادي والعشرين من ذي القعدة، ودفن عند
آبائه بحماة، فأعطيت حماة لقراسنقر المنصوري. ثم بعد السبعمائة تحول إلى نيابة
حلب، وأعطيت حماة للعادل زين الدين كتبغا، فلم تطل مدته، وتوفي، فناب لها قبجق
المنصوري. 556 - المعينيّ. هو الأمير جمال الدين أقوش نائب البيرة. ولي البيرة من
نحو أربعين سنة. وكان خيراً، عاقلاً، حازماً، قد ضبط الثغر وعرف أحواله. توفي في
أواخر السنة. 557 - منكوتمر. الأمير سيف الدين الحسامي، التركي، نائب السلطنة. قتل
صبراً قي بكرة الجمعة حادي عشر ربيع الآخر. وكان قد أسرف في استئصال كبار الأمراء،
وجهل وغرته السلامة، فدهي من حيث لا يحتسب. وكان شاباً لم يتكهل. وله مدرسة
بالقاهرة. قتلوه بعد سلطانه. 558 - موسى بن سَنْجَر.
(52/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 369
الأمير جمال الدين، أبو محمد بن الأمير الكبير، علم الدين الدوداري، الصالحي. روى
عن: ابن علاق، والنجيب عبد اللطيف. وولد بالقاهرة، ونشأ بها قرأ لنا عليه البرزالي
جزءاً. توفي في رابع عشر ذي الحجة، وفجع به أبوه.
- حرف النون -
559 - النّظام ابن الحصيريّ. هو القاضي أبو العباس، ابن العلامة جمال الدين محمود
بن أحمد البخاري، الحصيري، الحنفي. ولي تدريس النورية مدة، وأفتى، وولي نيابة
الحكم مدة. وكان ذكياً فاضلاً، طلق العبارة، من فضلاء الحنفية. توفي في ثامن
المحرم. ودفن يوم الجمعة بمقابر الصوفية عند والده.
- حرف اللام ألف -
560 - لاجين.
(52/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 370
السلطان، الملك المنصور، حسام الدين المنصوري، السيفي. أمره أستاذه عندما تملك، ثم
بعثه نائباً على قلعة دمشق، فلما تسلطن بدمشق سنقر الأشقر ودخل القلعة قبض عليه،
فلما انكسر سنقر أخرجه لأمير علم الدين الحلبي، ثم رتبه في نيابة السلطنة بمقتضى
مرسوم سلطاني. ودخل في خدمته إلى دار السعادة. وتقرر في نيابة دمشق، فعملها إحدى
عشرة سنة، ثم عزله الملك الأشرف بالشجاعي. وكان جيد السيرة، محبباً إلى الدمشقيين،
فيه عقل زائد وسكون، وشجاعة مشهورة، وديانة وإسلام. وكان شاباً لما ولي دمشق،
أشقر، في لحيته طول يسير وخفة، ووجهه رقيق معرق، وعليه هيبة. وهو تام القامة أو
دون ذلك، وفي قده رشاقة. وقد جرت له فصول وأمور، وخنق بين يدي الملك الأشرف، ثم
خلي فإذا فيه روح. ثم ثابت إليه نفسه بعد الإياس فرق له السلطان وأطلقه، وأحسن
إليه ورده إلى رتبته. وقد ذكرنا من أخباره في دولة الأشرف. وقيل إنه إنما قام على
الأشرف وشارك في قتله لكونه تحرش بأهله بنت طقصو، فعز ذلك على لاجين. ولما قتل
السلطان هو وبيدرا ساق عندما قتل بيدرا، واختفى، وتنقل في بيوت، وقاسى جوعاً
وخوفاً. ثم أجاره كتبغا وأحسن إليه، ودخل به إلى السلطان الملك الناصر وقرر معه أن
يحسن إليه ويخلع عليه، ففعل ذلك السلطان وحلم عنه، وأعطاه خبزاً، فلما تملك كتبغا
جعله نائب سلطنته، وقدمه على جيوشه، فجازاه بأن وثب عليه، وقتل غلاميه
(52/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 371
وعضديه وفارسيه بتخاص والأزرق، ثم تغافل عنه لما له من الأيادي البليغة، وهرب
كتبغا على فرس النوبة في خمسة مماليك، والتجأ إلى دمشق، وزال ملكه. واستاق لاجين
الخزائن والعساكر بين يديه، وساق تحت العصائب، وما دخل غزة إلا وهو سلطان، وأطاعته
الأمراء. ولم يختلف فيه إثنان، ولا انتطح فيها عنزان، وزينت له الإقليمان. وتملك
في أول صفر، وجلس على سرير الملك بمصر في يوم الجمعة عاشر صفر سنة ست وتسعين، وبعث
على نيابة دمشق قبجق خشداشه، وجعل نائبه للديار المصرية قراسنقر إلى أن تمكن وقبض
عليه في ذي القعدة، وأقام في نيابة الملك مملوكه منكودمر، فشرع يحسن له القبض على
الأمراء ليصفى الوقت له، وهو لا يكاد يخالفه، فأمسك البيسري، وقراسنقر المنصوري،
وعز الدين أيبك الحموي، وسقى جماعة. وبسبب ذلك هرب قبجق، وبكتمر، وألبكي، وبزلار
إلى التتار. ولم يخرج إلى الشام مدة ملكه، وبقي في الآخر يقلل من الركوب ويتخوف من
الأمراء. ولما كان يوم الخميس عاشر ربيع الآخر ركب في موكبه وهو صائم، فلما كان
بعد عشاء الآخرة قتل. عمل عليه جماعة من الأشرفية خوفاً منه وأخذا بثأر أستاذهم،
فقرأت بخط ابن أبي الفتح قال: نقلت من خط القاضي حسام الدين الحنفي ؛ قتل السلطان
الشهيد حسام الدين أبو الفتح لاجين الملك المنصور في آخر الساعة الثالثة من ليلة
الجمعة الثاني عشر من جمادى الأخرة في قلعة القاهرة، قتله سبعة أنفس على غرة منه،
لأنه كان منكباً على اللعب بالشطرنج، وما عنده إلا أنا، وعبد الله الأمير، وبريد
البدوي، وإمامه مجير الدين ابن العسال، ولما نظرت رأيت ستة سبعة سيوف تنزل عليه.
قلت: بلغني أن الذي ضربه أولا على كتفه بالسيف الأمير سيف الدين كرجي مقدم البرجية
ثم أسرع كرجي وطغجي في الحال إلى دار منكوتمر، فدقوا عليه الباب وقالوا: السلطان
يطلبك. فنكرهم وخاف وقال: قتلتموه ؛ قال كرجي: نعم يا مأبون، وجئنا نقتلك، فاستجار
بطغجي، فأجاره وحلف
(52/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 372
له، فذهبوا به إلى الجب فأنزلوه. فقيل إن عز الدين الحموي والأعسر وغيرها شتموه في
الجب لأنه كان سبب حبسهم. ثم مضى طغجي إلى داره، فاغتنم كرجي غيبته، وجاء في
جماعة، فأخرجوا منكوتمر بصورة أنهم يقيدونه، فذبحوه ونهبوا داره، واتفقوا في الحال
على أن يعيدوا إلى السلطنة المولى الملك الناصر، وأن يكون سيف الدين طغجي نائبه.
وحلفوا له على ذلك. ثم أصبحوا يحلفون الأمراء، وأرسلوا سلار، وهو يومئذ أمير صغير،
لإحضار الملك الناصر من الكرك. ثم عمل طغجي نيابة السلطنة من الغد، وركب في
الموكب، ومد السماط كأنهم ما عملوا شيئاً. ووصل الأمير بدر الدين بكتاش الفخري
أمير سلاح من غزوته من الشام، فبلغه الأمر ببلبيس، فانزعج لذلك، وساق إليه جماعة
أمراء وعرفوه أن الذي جرى لم يكن بأمرهم. فاتفقوا على قتل طغجي وكرجي، فقتلا يوم
الثلاثاء الآتي. وذلك أن أمير سلاح لما دخل خرج لتلقيه طغجي وسلم عليه، وبكى
شيئاً. ثم قال أمير سلاح: كان لنا عادة من السلطان إذا قدمنا يتلقانا، وما أعلم
ذنبي. فقال: ما عرفت ما جرى؟ قتل السلطان. قال: من الذي قتله؟ فقال أمير: قتله
كرجي وطغجي. فأظهر الإنكار وقال: كل ما قام للإسلام ملك تقتلونه، تأخر عني. ثم ساق
عنه فأحس طغجي بالأمر وخاف، وهمز فرسه وساق، فانقض عليه أمير فمسكه بدبوقته وقتله
هو وأمير آخر، وقتل مع طغجي ثلاثة. ثم ساق الموكب إلى تحت القلعة، وكان كرجي بها
يحفظها، فأعلم بما جرى، فألبس البرجية السلاح، وركب في أكثر من ألف فارس، فركبت
الأمراء والحلقة، وأكثر الجيش في خدمة أمير سلاح، وبقوا إلى الرابعة، ثم حملوا على
البرجية فهزموهم. وقيل: إن كرجي حمل وساق معتقداً أن أصحابه يحملونه معه، فتخلوا
(52/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 373
عنه، وجاء فارس فضربه حل كتفه، وقتلوا معه نغية الكرموني السلحدار، وقتل يومئذ
جماعة، وطلبوا السلطان من الكرك، وبقي يعلم على الكتب ثمانية أمراء: سلار،
والشاشنكير، وبكتمر أمير جندار، وجمال الدين أقوش الأفرم، والحسام أستاذ دار،
وكرت، وأيبك الخزندار، والأمير عبد الله، فعلموا ثمان علائم على كتب بطيبة قلب
قبجق وبكتمر السلحدار، بناء منهم على أنهم بحمص، ولم يعرفوا برواحهم إلى التتار.
وقتل السلطان حسام الدين وهو فيما أرى في عشر الخمسين أو جاوزها بيسير.
- حرف الياء -
561 - ياقوت المستعصمي. المجود، صاحب الخط المنسوب. رومي الجنس، نشأ بدار الخلافة،
وأحب الكتابة والأدب. فلما أخذت بغداد سلم، وحصل خطوطاً منسوبة لابن البواب وغيره.
وكان يعرفها بخزانة كتب الخلفاء. فجود عليها، وعني بذلك عناية لا مزيد عليها،
وقويت يده، وركبت أسلوباً غريباً في غاية القوة. وصار إماماً يقتدى به. وكان
رئيساً وافر الحرمة ببغداد، كثير التجمل والحشمة. كتب عليه أولاد الأكابر. وكتب
بخطه الكثير. وله شعر جيد. وقد كتب على الزكي عبد الله بن حبيب، وصفي الدين عبد
المؤمن صاحب الموسيقى. روى عنه: أبو عبد الله بن سامة الحافظ، وعلم الدين سنجر
الكاتب الياقوتي، فمنه:
(52/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 374
(صدقتم في الوُشاة وقد مضى .......... في حبّكم عُمري وفي تكذيبها)
(وزعتمم أنّي مللتُ حديثكم .......... منَ ذا يملّ من الحياة وطيبها)
وله:
(تُجدد الشمسُ شوقي كلّما طلعتْ .......... إلى مُحيّاكِ يا سمعي ويا بَصَري)
(وأسهر اللّيل ذا أنس بوحشته .......... إذْ طِيب ذِكرك في ظلماته سَمَري)
(وكلّ يوم مضى لا أراك به .......... فلستُ محتسِباً ماضيه من عُمُري)
(ليلى نهارٌ إذا ما دُرتَ في خَلَدي .......... لأنّ ذِكركَ نور القلب والبصرِ)
توفي الشيخ جمال الدين أبو الدر ياقوت ببغداد في هذه السنة. 562 - يوسف بن داود بن
عيسى بن أبي بكر محمد بن أيوب. الشيخ، الملك الأوحد نجم الدين، أبو المحاسن ابن
السلطان الملك الناصر صلاح الدين، صاحب الكرك. ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة بقلعة
الكرك.
(52/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 375
وسمع من: أبي المنجا بن اللتي، وغيره. وكان شيخاً مهيباً، جليلاً، رئيساً، عاقلاً،
من أولي الفضل والديانة. وكان يحلق رأسه، ويلبس بزي الرؤساء. روى عنه الدمياطي في
' معجمه '، وسمع منه: البرزالي، والمقاتلي، والطلبة. وقرأت عليه ' جزء أبي الجهم
'. وكان فيه إيثار وإحسان. أقام بدمشق وأقام بالقدس. توفي في رابع ذي الحجة، وشيعه
الخلق، ودفن برباطه شمالي مسجد بيت المقدس. 563 - يوسف بن علي بن رسلان. الشيخ أبو
الفضل الواسطي، المقرئ. ولد في حدود العشرين وستمائة ببغداد. ونشأ بواسط فقرأ بها
القرآن على الكرجي بن شقيرة، وسمع منه. وعلى: الشريف ابن الداعي، وابن خالويه، وهم
من أصحاب أبي بكر بن الباقلاني. وأقام عند الباذرائي يقرئ ابنه وحاشيته. ثم قدم
دمشق في صحابته وأقام بها. وكان إمام مسجد على باب الجابية. سمعت منه بقراءة الشيخ
علي الموصلي. وتوفي في الحادي والعشرين من رمضان. 564 - يوسف بن محمد بن يعقوب بن
إبراهيم. القاضي، الإمام، الصدر، شهاب الدين ابن النحاس الأسدي، الحلبي، الحنفي.
(52/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 376
ولد بحلب ونشأ بها وتفقه، وخلف أباه في تدريس الظاهرية والريحانية. وولي في أيام
والده نظر الخزانة. وولي بعد موت أبيه نظر الجامع. وكان فيه خبرة وأمانة وعقل.
توفي ببستانه بالمزة في ثالث عشر ذي الحجة، وهو في آخر الكهولة. 565 - يونس بن
إبراهيم بن سليمان. الإمام، بدر الدين الصرخدي، خطيب صرخد. شيخ معمر، فقيه، أديب،
شاعر، أقام مدة بمدرسة الكشك منقطعاً متقنعاً باليسير. ثم طلب في أواخر عمره إلى
خطابة صرخد، فسار إليها. وذكر أنه سمع من أبي إسحاق الصريفيني. روى عنه ابن الخباز
قطعةً من شعره يقول فيها:
(ظَمِئتْ إلى سَلْسالِ حُسنكَ مُقْلةٌ .......... رويت مَحَاجرها من العَبَراتِ)
(تشتاق روضاً من جمالك طالما .......... سرحت به وجَنَتْ من الوَجنات)
(حجبوك عن عيني وما حجبوك عن .......... قلبي ولا منعوني من خطراتي)
توفي في هذه السنة وله أربع وثمانون سنة.
(52/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 377
- الكنى -
566 - أبو بكر. الشيخ الكردي، الزاهد، المقيم بدار الحديث الأشرفية. رجل مهيب،
مليح الصورة، مزرع بالشيب، كبير القدر، له حال وكشف. وكان شيخ دار الحديث يتأدب
معه ويحترمه. رأيته يسأل شيخنا برهان الدين عن مسألة بدار الحديث. وكان به آلام في
جسده، ثم قوي به ذلك وانقطع وهو صابر محتسب. توفي في المحرم، وشيعناه مع شيخنا ابن
تيمية إلى الجبل. 567 - أبو المحاسن بن أبي الحَرَم بن أبي المحاسن بن عبد الرحمن
بن علي بن المسلّم. اسمه محمد. الشيخ المقرئ بدر الدين بن اللخمي ابن الخرقي،
الدمشقي. افتقر وصار يقرأ على الجنائز. وكان قد قرأ على السخاوي، وسمع منه، ومن:
جعفر الهمداني، وكريمة، وإبراهيم بن الخشوعي، وتاج الدين بن حمويه، وجماعة كثيرة
بإفادة خاله جمال الدين بن شعيب الذهبي. سمع منه: البرزالي، والمقاتلي، والنابلسي،
وابن نصحان، وجماعة. سمعت منه ' شرح الرائية ' للسخاوي وغير ذلك. توفي في ثاني عشر
ذي القعدة وله ثلاث وسبعون سنة. 568 - أبو يعقوب المغربيّ.
(52/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 378
الصوفي، العارف، نزيل القدس. له كلام في الحقيقة والعرفان، وله أصحاب. وكان يوصف
بالصلاح ويقصد بالزيارة. توفي في المحرم. قال أبو محمد البرزالي: زرته مع شيخنا
تاج الدين، رحمه الله، ودعا لنا، وتكلم مع الشيخ في أن الحقيقة ليست منافية
للشريعة. وذكر قصة موسى والخضر، وأن موسى نظر إلى الظاهر، وخفي عليه الباطن، فلما
علم حصل الوفاق. قلت: سألت شيخنا ابن تيمية عنه فقال: كان من الاتحادية. حدثني من
سمعه يقول هذا القول ويكرره: الوجود واحد وهو الله، ولا أرى الواحد ولا أرى الله.
وفيها وُلد: المحدث عفيف الدين عبد الله بن محمد بن المطرز بن المديني، وبدر الدين
محمد بن محمد بن نعمة النابلسي، وفخر الدين عثمان بن أبي بكر الحراني ابن المغربل،
والصلاح محمد بن محمد بن سيف الحراني.
(52/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 379
سبع تسع وتسعين وستمائة
- حرف الألف -
569 - أحمد بن زيد بن أبي الفَضْل. الصالحي، الفقير المعروف بالجمال، بتشديد
الميم. سمع ' صحيح البخاري '، بفوت. أخذ عنه الجماعة. وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر
جمادى الأولى بالجبل. سمعت منه ميعاداً من ' الصحيح '. 570 - أحمد بن زيد بن طريف.
الفقيه، المحقق، جمال الدين العرماني، الشافعي. أحد أصحاب الشيخ شرف الدين
المقدسي. كان متعيناً للتدريس والفتوى. عاش نيفاً وأربعين سنة. وتوفي ببستان على
ثورا في آخر السنة. 571 - أحمد ابن الفقيه أبي الربيع سليمان بن أحمد بن إسماعيل
بن عطّاف. المقرئ، الصالح، أبو العباس المقدسي، ثم الحراني، ثم الصالحي. سكن أبوه،
وكان من كبار الحنابلة بحران، فولد له هو بها في سنة خمس عشرة وستمائة.
(52/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 380
وسمع من والده، وهو: أبي المجد القزويني، وأبي الحسن بن روزبة. سمعنا منه ' جزء
ابن عرفة ' وشيئاً من البخاري. وكان شيخاً صالحاً، حسن السمت، مقيماً نحو أربعين
سنة بتربة تقي الدين عباس ابن العادل. وقد حدث ' بصحيح البخاري '. ومات في أيام
التتار بداخل دمشق، بعد أن أخذت بناته وأهله وسلب فيمن سلب. وهذه خاتمة خير. 572 -
أحمد ابن الوالي. الأمير علم الدين بن سنجر الحراني. توفي في رمضان. 573 - أحمد بن
شمخ بن ثابت بن عنان. خطيب داريا، زين الدين، ابن خطيبها الفقيه أبي علي السنبسي،
العرضي، ثم الداراني. ولد بداريا في صفر سنة اثنتين وثلاثين. وسمع من: أبيه، وعبد
العزيز الكفرطابي. وحضر شعبان بن الحمصي، ومحمود بن حضير، وابن زهر الدارانيين.
وكان له شهرة ووجاهة. وحصل له تمحيص وشهادة. وقتله التتار يوم أخذهم داريا في ربيع
الآخر، وقتلوا أكثر رجالها أو كثيراً منهم، لكونهم امتنعوا بالجامع. 574 - أحمد بن
عبد الله بن عمر بن عوض بن خَلَف بن راجح. التقي، المقدسي، الصالحي. أخو القاضي عز
الدين عمر، والشرف محمد بن رقية.
(52/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 381
توفي في شعبان. 575 - أحمد ابن القُدوة الزّاهد عبد الله بن عبد العزيز بن مَهَاد.
الفقيه، الزاهد، المقرئ، شهاب الدين، أبو العباس اليونيني، البعلبكي، الحنفي. ولد
سنة عشرين وستمائة. وسمع حضوراً من البهاء عبد الرحمن. وسمع من: ابن الزبيدي، وابن
ظفر. وكان من فقهاء الظاهرية، ويسكن بالجبل بخط المعظمية. وفيه دين وتواضع وفقر.
سمعنا منه، وتوفي في الحادي والعشرين من ربيع الآخر شهيداً. عذبه التتار ورفسوه
فمات، رحمه الله بالجبل. أحمد بن عبد الواحد. يأتي. 576 - أحمد بن عبد الوهاب بن
خَلَف بن محمود بن بدر.
(52/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 382
القاضي الأوحد، علاء الدين، ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن القاضي الأعز أبي
القاسم العلامي، المصري، الشافعي، ابن بنت الأعز. ول في العشر الأوسط من شعبان سنة
ثمان وأربعين وستمائة، بالقاهرة. وكان إماماً، عالماً، فاضلاً، رئيساً، نبيلاً،
أديباً، شاعراً، ماهراً، فهماً، عالماً بالفقه والأصول. مناظراً، بحاثاً، ذا ذهن
ثاقب، ودرس صائب. جمع بين الرئاسة والوجاهة، والفضيلة التامة في أنواع العلوم،
رحمه الله. قدم دمشق وولي تدريس الظاهرية والقيمرية. وكان مليح الشكل، لطيف
الشمائل، يتحنك بطيلسانه، ويركب البغلة. وكان أسود اللحية. ثم عاد إلى الديار
المصرية وأقام بها مديدة. وتوفي في ربيع الآخر. وكان ظريفاً، ثبتاً، فصيحاً،
محتشماً، ذا مكارم. وله نظم جيد. ولم يرو شيئاً. وقد ولي حسبة القاهرة، ودرس
بالقطبية والهكارية، وهو أخو الأخوين: قاضي القضاة صدر الدين، وقاضي القضاة نور
الدين عبد الرحمن. 577 - أحمد بن عثمان بن مفرجّ. الحمامي، القيم. كان خيراً،
متواضعاً، خدوماً، وكسرت رجله فلزم العبادة ومسجد الحنابلة. وكان يحضر معنا
السماع. ولم نسمع منه. وظهر له سماع من أبي القاسم بن رواحة في سنة إحدى وعشرين
وستمائة. وسمع من ابن المقير. وحدث. أخذ عنه: البرزالي، وابن النابلسي. ومات في
ثالث ربيع الآخر عن بضع وثمانين سنة. وقد سافر إلى بغداد وغيرها ورأى الناس.
(52/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 383
578 - أحمد بن علي بن محمد بن قيصر. البغدادي، الحمصاني، سبط ابن البليبل شيخ من
أهل الصالحية. روى عن: ابن اللتي، وجعفر الهمداني. لم ألقه. مات في رجب. 579 -
أحمد بن عَبْد. الفقيه الصرخدي. مات في رجب. 580 - أحمد بن فرح بن أحمد بن محمد.
الإمام، الحافظ، الزاهد، بقية السلف، شهاب الدين، أبو العباس اللخمي، الإشبيلي
الشافعي. ولد في ثالث ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة بإشبيلية، وأسر في أخذ
الفرنج إشبيلية سنة ست وأربعين، وخلصه الله، وقدم الديار،
(52/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 384
المصرية سنة بضع وخمسين، فتفقه بها على الشيخ عز الدين ابن عبد السلام قليلاً وسمع
منه، ومن شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري، الحموي، والمعين أحمد بن زين الدين،
وإسماعيل بن عزون، والنجيب بن الصيقل، وابن علاق، وطائفة. وبدمشق من: شيخ الوقت
ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وفراس العسقلاني، وخلق. وعني بالحديث وأتقن ألفاظه
ومعانيه، وفقهه، حتى صار من كبار الأئمة، وذلك مضاف إلى ما فيه من الورع والصدق
والنسك والديانة والسمت الحسن والتعفف، وملازمة الاشتغال، والإفادة. وكان فقيهاً
بالشامية، وبها يسكن، وله حلقة للإشغال بكرة بجامع دمشق. عرضت عليه مشيخة دار
الحديث النورية فامتنع. وكان رجلاً مهيباً، مديد القامة، يعتم بكر وهو بزي
الصوفية. سمعت عليه واستفدت منه. وله قصيدة مليحة غزلية في صفات الحديث، سمعتها
منه، أولها:
(غرامي صحيح والرجاء فيك مُعْضِل .......... وحُزني ودمعي مرسَل مسَلسَلُ)
وهي عشرون بيتاً سمعها منه شيخانا: الدمياطي، واليونيني سنة بضع وستين. وسمع منه:
البرزاني، والمقاتلي، والنابلسي، وأبو محمد بن أبي الوليد وكان من ألزم الطلبة له.
وكان مقيماً بالشامية، ولم يسلم بظاهر البلد مكان سواها، فلما اشتد به الإسهال دخل
البلد للتداوي، فأقام يومين وعبر إلى الله تعالى بتربة أم الصالح في ليلة الأربعاء
تاسع جمادى الآخرة. وشيعه الخلق إلى مقابر الصوفية.
(52/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 385
581 - أحمد بن القاسم بن جعفر بن دبوقا. شهاب الدين، أخو الشيخ المقرئ رضي الدين.
توفي في شعبان، ودفن بالصالحية. 582 - أحمد بن محمد بن عبّاس بن جَعْوان. الإمام،
المحقق، الزاهد، شهاب الدين الأنصاري، الدمشقي، الشافعي. أخو الحافظ شمس الدين.
روى ' جزء ابن عرفة ' عن ابن عبد الدائم. وسمع مع أخيه كثيراً، وأقبل على الفقه
فبرع فيه وأفتى، وانقطع وانقبض عن الناس. رأيته رجلاً أسمر، تام الشكل، مهيباً،
متنسكاً، متقشفاً. توفي ببيته في الناصرية بدمشق في الثاني والعشرين من شعبان.
وكان من تلامذة النواوي رحمهما الله. مات في الكهولة. 583 - أحمد بن محمد بن أبي
الفتح محمد بن أحمد. الشيخ أبو العباس ابن المجاهد المقدسي، الصالحي، الحداد. ولد
في حدود العشرين وستمائة أو قبلها. وسمع من: أبي القاسم بن صصرى، وابن الزبيدي،
والإربلي، والناصح بن الحنبلي، وابن اللتي، وكتائب بن مهدي، وابن جزي الرقي.
(52/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 386
وأجاز له الشيخ الموفق، وابن أبي لقمة. سمعنا منه، ووجد مقتولاً، رحمه الله،
بالجبل في أواخر جمادى الأولى. 584 - أحمد بن أبي بكر محمد بن حمزة بن منصور.
الطبيب، الفاضل، نجم الدين، أبو العباس الهمذاني، ثم الدمشقي، المعروف بالحنبلي.
طبيب مارستان الجبل. ولد سنة خمس أو ست وعشرين. ومات بدويرة حمد. وولي مشارفة
الجامع في هذه السنة ببغداد بعد أخيه لأمه الشمس الحنبلي. وسمع من: ابن الزبيدي،
وابن اللتي، والحصيري. قرأت عليه بلا كتاب. 585 - أحمد بن محمد. ناصر الدين
الحلبي، الخياط. من فقهاء الشامية. توفي في شوال. 586 - أحمد بن مفضّل بن عيسى.
الفاضل، الأديب، شمس الدين ابن أخي الصاحب جمال الدين ابن مطروح، الأنصاري،
الشاعر، الضرير. توفي في السابع والعشرين من رمضان كهلاً. وله شعر كثير، فمنه:
(52/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 387
(رُوَيَد الهوى كم ذا يريق دمي عمدا .......... ويفني وجودي في أُهَيْل الحِمى
وجدا)
(ولي بالكثير الفرد أنّه وامقٌ .......... تذيب الحديد والحجر الصّلد)
(وكم وقفة لي بالغَور ورامه .......... أبثّ غراما جاوز الوصف والحدّا)
(وهي جلدي عن حمل ما أنا واجد .......... و (جاز) الهوى ظلماً ولم يألُني جهداً)
(أيدمي في الحبّ تمنع خد .......... أقود منها فقد قتلت عمدا)
(فتاة وعد الوصل بطل حبيبها .......... وكم (أنجزت) بالصدّ عشّاقها وعدا)
587 - أحمد بن محسّن - بالتشديد - بن مَلِيّ بن حسن بن عتيق بن مَلِيّ. العالم،
البارع، الكبير، الدين، المعروف بابن ملي الأنصاري البعلبكي، الشافعي، المتكلم.
ولد سنة سبع عشرة ببعلبك.
(52/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 388
وسمع من: البهاء عبد الرحمن، وأبي المجد القزويني، وابن الزبيدي، وابن رواحة.
واشتغل بدمشق، وأخذ العربية عن أبي عمرو بن الحاجب، والفقه عن ابن عبد السلام،
والحديث عن الزكي المنذري، والأصول عن جماعة، والفلسفة والرفض عن جماعة. ودرس،
وأفتى، وناظر، وأشغل، وتخرج به الأصحاب. وكان متبحراً في العلوم، كثير الفضائل، أسداً
في المناظرة، فصيح العبارة، ذكياً، متيقظاً، فارهاً، حاضر الحجة، حاد القريحة،
مقداماً، شجاعاً. أشغل مدة بدمشق ومدة بحلب. ودخل مصر غير مرة. وكان شهماً جريئاً،
مشتلقاً يخل بالصلوات ويتكلم في الصحابة، نسأل الله السلامة. وكان يقول في الدرس:
عينوا آية حتى نتكلم عليها. ثم يعينون ويتكلم على تفسيرها بعبارة جزلة كأنما يقرأ
من كتاب. قرأ عليه البزرالي ' موطأ القعنبي '، وغير ذلك. وسمع منه الطلبة. ولم
أسمع منه. وكان عارفاً بالحكمة والطب ومذهب الأوائل. وكانت وفاته في جمادى الأولى
بقرية بخعون من جبل الضنيين، وبلغني عنه عظائم.
(52/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 389
588 - أحمد بن مكي بن عثمان. الموصلي، ثم الصالحي، النساج. أحد من كتب في
الإجازات، وحدث. قال ابن الخباز: سمع من ابن اللتي. واستشهد في ربيع الآخر، وبقي
أياماً على سطح لم يُعلم به. 589 - أحمد بن موسى بن محمد. فخر الدين ابن المفتي
تاج الدين ابن الحيوان المراغي، ثم الدمشقي، الشافعي. مدرس الإقبالية. توفي في
المحرم شاباً. 590 - أحمد بن هبة الله ابن تاج الأُمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن
هبة الله بن عبد الله بن الحُسين بن عساكر. شيخنا، المسند الجليل، شرف الدين، أبو
الفضل. ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وأجاز له المؤيد الطوسي، وأبو روح الهروي،
وزينب بنت الشعري، وأبو المظفر بن السمعاني، والقاسم بن الصفار، وطائفة من
الخراسانيين. وسمع من: عم أبيه زين الأمناء، والقزويني، وأبي القاسم بن صصري، وعز
الدين ابن الأثير، وابن صباح، وابن غسان، وابن الزبيدي، والمسلم المازني، ومحمد بن
المحاور، ومكرم، وأبي بكر محمد بن الشيرجي، وابن إيداش السلار، وابن أبي يداس
البرزالي، وعبد الرزاق بن سكينة، وطائفة سواهم.
(52/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 390
وسمع الكثير وأسمعه. وحدث ' بالصحيحين ' مرات، ' وبمسند أبي يعلى '، و ' مسند أبي
عوانة '، و ' مسند أبي العباس السراج ' و ' تفسير البغوي ' بفوت، و ' موطأ أبي
مصعب '، و ' الزهد ' للبيهقي، و ' مشيخة أبي المظفر السمعاني '، وأجزاء كثيرة لا
يمكن ضبطها، و ' رسالة القشيري '. وأكثرت عنه أنا، والمزي، والبرزالي، والمقاتلي
والختني، والنابلسي. وسمع منه خلق كثير. وانتهى إليه علو الإسناد بدمشق. وكان
شيخاً مهيباً، تركي الأم، فيه خير وإيثار وعدالة، وعنده عامية خرج له ابن المهندس
' مشيخة ' في أربعة أجزاء وسمعها منه أهل البلد وأهل الجبل. وكانت له قاعة كيسة
عند المعينية، فاحترقت فيها احترق حول القلعة، فانتقل إلى درب الأكفانيين، وقاسى
مشقة ومصادرة. وتوفي وهو قاعد، ولم يلين مفاصله، فبقي مقرفصا على النعش، وصلينا
عليه بالجامع وشيعه عدد كثير، وخرجنا به من نقب في السور بقرب باب النصر، وهي أول
جنازة أخرجت على العادة. وقبل ذلك كان الناس يخرجون أمواتهم كيف جاء بحسب الحال.
ودفناه بتربة بني عساكر التي في أول مقابر الصوفية يوم الخامس والعشرين من جمادى
الأولى. 591 - إبراهيم بن أحمد بن أبي عَمرو. البرهان، المصري، الإسكندراني. تلميذ
العفيف التلمساني، وكان يبالغ في تعظيمه. وكان يشهد بسوق القمح، ويبخل عن نفسه،
ويقتر عليها، فمات على حصير وهو في حال ضنك. وقد سمع الكثير من أصحاب الخشوعي مع
ابن جعوان، وغيره. وخلف جملة من المال. توفي بالرواحية في المحرم.
(52/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 391
592 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خَلَف بن راجح بن بلال. الشيخ عماد الدين ابن
القاضي نجم الدين المقدسي، الصالحي، الحنبلي، الماسح. عدل، خير، خبير بقسمة
الأرضين. أقامه القضاة لذلك. ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة. وسمع من: والده،
وإسماعيل بن ظفر، والضياء الحافظ. وحضر على ابن الزبيدي بعض ' البخاري '. وأجاز له
عمر بن كرم، وأبو الوفاء محمود بن مندة، وجماعة. سمعنا منه. وهو ابن بنت الشيخ
العماد. سلب وذهب أهله وقماشه، ودخل البلد فقيراً، وقاسى الجوع، وشحذ متخفياً. ثم
طلع الجبل، وقرب الأجل، فتوفي في الرابع والعشرين من رجب، ووقع أجره على الله. 593
- إبراهيم بن شُعَيفات. الجمال الفاكهاني. صاحب مخازن وثروة ودائرة. مات في أيام
من ذي القعدة. 594 - إبراهيم بن عنبر. المارداني، قيم الماردانية ثم قيم التربة
الأسدية ومؤذنها. ولد في رجب سنة ست وعشرين. وثنا عن ابن اللتي. توفي في أوائل
ربيع الآخر بالجبل. وكان أبوه عبداً حبشياً. 595 - إبراهيم بن نصر الله بن الشيخ
الزّاهد إبراهيم بن سعد الله بن جماعة.
(52/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 392
صاحبنا جمال الدين الحموي ابن أخي قاضي القضاة. كان شاباً مليحاً، تام الشكل، له
فضيلة وعقل، وفيه حسن عشرة. وكان يشهد تحت الساعات. توفي في ربيع الأول، وله خمس
وعشرون سنة، سامحه الله وإيانا. 596 - إبراهيم بن يحيى بن يوسف بن طرخان. الفقيه
برهان الدين، الكناني، العسقلاني، الحنبلي، المعروف في مصر بالغزاوي. ولد بغزة سنة
ثلاث وعشرين وستمائة واشتغل بالقاهرة، وسمع بها من: عبد الوهاب بن رواج، ويوسف
الساوي، وابن الجميزي، وجماعة وكان عدلاً صالحاً، عالماً، مقرئاً، يشهد بين
القصرين. وعمي في أواخر عمره. لم ألقه. ومات في المحرم. 597 - إبراهيم بن أبي
الحسن بن عمَرْو بن موسى بن عُمَيْرة. أبو إسحاق المرداوي، الصالحي، الفراء ابن عم
عز الدين إسماعيل ابن الفراء، وكان من أقرانه. أصابه ارتعاش وفالج مدة. سمع من:
الشيخ الموفق، والمجد القزويني، والجمال أبي حمزة، وكريمة، والبهاء عبد الرحمن،
وجماعة. روى عنه ابن الخباز في سنة اثنتين وستين في ' معجمه '. وسمع منه جماعة
كثيرة. ومات شهيداً في وقعة الصالحية. 598 - إبراهيم العجميّ. مؤذن بيت لهيا. قام
مع التتار فشنق.
(52/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 393
599 - أقوش. الأجل، حسام الدين، أبو الحمد الافتخاري، الشبلي. رجل جيد، متميز،
مشكور، حسن الخط، له اعتناء بالفضيلة وبالخطوط المنسوبة وتحصليها. وحدث قديماً مع
أستاذه الطواشي شبل الدولة كافور الصفوي خزندار قلعة دمشق. وكان ينظر في وقف
التربة الكاملية. سمع بالقاهرة من: ابن رواج، والساوي، وجماعة. وسمع بدمياط كتاب '
الناسخ والمنسوخ ' للحازمي من الجلال الدمياطي. وسمع بدمشق من. ابن المؤتمن بن
قميرة، وابن مسلمة. وسمع منه الطلبة. وقرأت عليه ' الناسخ والمنسوخ '. مولده
بالكرج في سنة ثلاثين وستمائة تقريباً. وتوفي بدمشق في ثالث عشر ذي القعدة. 600 -
إمام الدّين. هو قاضي الشام، أبو المعالي عمر بن القاضي سعد الدين بن عبد الرحمن
بن إمام الدين عمر بن أحمد ابن محمد القزويني، الشافعي. ولد بتبريز سنة ثلاث
وخمسين وستمائة، واشتغل في العجم والروم. وقدم دمشق في الدولة الأشرفية هو وأخوه
الخطيب جلال الدين فأكرم
(52/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 394
مورده وعومل بالاحترام والإجلال لرياسته وفضله وعلمه. وكان تام الشكل، مسمناً،
وسيماً، جميلاً، حسن الأخلاق، متواضعاً، فاضلاً، عاقلاً. درس بدمشق بعدة مدارس، ثم
ولي القضاء في سنة ست وتسعين، وصرف القاضي بدر الدين، فأحسن السيرة، ودارى الناس،
وساس الأمور. ولما بلغه خبر الهزيمة ركب وانجفل إلى القاهرة، فدخلها وأقام بها
جمعة، وتوفي، وشيعه خلق. وقد صلوا عليه بعد ذلك بمدة صلاة الغائب في تاسع شعبان.
وكانت وفاته في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، وله ست وأربعون سنة. 601 - الأمين
المنجّم. واسمه سالم الموصلي: شيخ متميز في النجوم وحل الأزياج وحسابها، وعمل
التقاويم والفسار. مات بدمشق في ذي القعدة. 602 - أيّوب بن يوسف بن محمد بن عبد
الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر. نجم الدين، أبو عبد الله
الجماعيلي، المقدسي، الحنبلي، خطيب جماعيل، والد صاحبنا تقي الدين عبد الله
الجماعيلي، المقرئ. ولد سنة سبع وعشرين وستمائة. وسمع من: خطيب مردا، وعلي بن صالح
شيخ. أجاز له الصيدلاني. روى عنه: ابن الخباز، وغيره. وكان فقيهاً مباركاً، له مدة
يخطب بالقرية. رأيته وقد جاء يسلم على شيخنا ابن تيمية.
(52/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 395
توفي في أواخر السنة بجماعيل. 603 - أيّوب بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن
طارق بن سالم. الإمام، العلم، بهاء الدين، أبو صابر بن النحاس الأسدي، الحلبي،
الحنفي، مدرس القليجية، وشيخ الحديث بها. ولد سنة سبع عشرة وستمائة. وسمع من:
مكرم، والموفق يعيش، وابن رواحة، وابن خليل، وجماعة بحلب. وقال لنا إنه سمع من ابن
روزبة ' صحيح البخاري '. وسمع ببغداد من: أبي إسحاق الكاشغري وأبي بكر بن الخازن،
وأبي بكر بن النحال، وابن العليق، وفضل الله الجيلي، وابن السكن، وغيرهم. وسمع
بالقاهرة من يوسف الساوي، وغيره، وبمكة من: شعيب الزعفراني، وبهاء الدين ابن
الجميزي. وقدم دمشق من حلب فقيراً، فنزل بالخانكاه مدة. ثم أعطي تدريس القليجية.
وكان شيخاً فاضلاً ن مطبوعاً، حسن الأخلاق، صحيح الاعتقاد، كثير المسموع، محباً
للحديث. روى ' سنن الدارقطني '، وأشياء كثيرة. توفي في ثاني عشر شوال، ودفن بمقابر
الصوفية.
(52/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 396
- حرف الباء -
604 - بلال المغيثيّ. الطواشي، الأمير الكبير، حسام الدين، أبو المناقب الحبشي،
الجمدار، الصالحي. كان لالا الملك الصالح على دار السلطان الملك المنصور. ثم جعله
الملك العادل يتكلم في أمر السلطان الملك الناصر وينظر في مصالحه. وهو كبير الخدام
المقيمين بالحرم النبوي، وله أموال طائلة وغلمان وحرمة في الدولة. حدث بدمشق ومصر.
وقرأت عليه جماعة أجزاء يرويها عن ابن رواج، وكان فيه دين وبر وصدقات. حضر المصاف
ورد، فأدركه أجله بالسوادة، وحمل إلى قطية فدفن بها في تاسع ربيع الآخر. وكان من
أبناء التسعين. وكان ضخماً، مهيباً، تام الشكل، حالك السواد.
- حرف الجيم -
605 - جاغان. الأمير الكبير، سيف الدين المنصوري، الحسامي. كان فيه دين وعقل. وكان
أشقر، مليح الشكل. مات قبل الكهولة بأرض البلقاء في شوال، وصلوا عليه صلاة الغائب
(52/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 397
606 - جمال الدين ابن الهندي. الفقيه العدل، أحمد بن محمود الشافعي. توفي بمسجده
شمالي العقيبة. وكان ثقة أميناً، من أبناء السبعين. توفي في شعبان. وهو والد بدر
الدين وأخويه.
- حرف الحاء -
607 - حازم بن عبد الغني بن حازم. الجماعيلي، التاجر، حافظ القرآن، كثير التلاوة،
وهو ختن القاضي تقي الدين ابن سليمان على بنته الكبرى. مات يوم عاشوراء بالجبل.
608 - حبيبة بنت الكمال أحمد ابن الكمال عبد الرحيم. أخت الضياء وزينب. أجاز لها
السبط، وسمعت من خطيب مردا، وإبراهيم بن خليل. وهي زوجة الشهاب أحمد بن الناصح.
توفيت قبله بيسير، وحدثت. 609 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنو شروان.
(52/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 398
قاضي القضاة، حسام الدين، أبو الفضائل ابن قاضي القضاة تاج الدين أبي المفاخر،
الرازي، ثم الرومي، الحنفي. ولد في ثالث عشر المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة
بأقصرا، إحدى مدن الروم، وولي قضاء ملطية أكثر من عشرين سنة. ثم نزح إلى الشام سنة
خمس وسبعين وستمائة خوفاً من التتار، فأقام بدمشق، ثم ولي قضاءها في سنة سبع
وسبعين بعد الصدر سليمان، وامتدت أيامه إلى أن تسلطن حسام الدين لاجين، فسار إليه
سنة ست وتسعين، فأقبل عليه، وأحب مقامه عنده لمودة بينهما من أيام نيابته على
دمشق، وولاه القضاء بالديار المصرية، وولى ابنه جلال الدين مكانه بدمشق، وبقي
معظماً، وافر الحرمة، فلما زالت دولة حسام الدين لاجين قدم القاضي حسام الدين إلى
دمشق في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين على مناصبه وقضائه بدمشق وعزل ولده. وكان مجموع
الفضائل، كثير المكارم، متودداً إلى الناس، له أدب وشعر، وفيه خير ومروءة وحشمة. حضرت
مجلسه فجرى شيء من الكلام، فرأيته يرجح طريقة السلف ويصوبها. ثم إنه خرج في الغزاة
وشهد المصاف، وكان آخر العهد به. والأصح أنه لم يقتل في المصاف، وكثرت الأخبار
بمروره مع المنهزمين بناحية جبل الجرديين، وأنه أسر وبيع للفرنج، وأدخل إلى قبرس
هو وجمال الدين المطروحي الحاجب. وقيل إنه تعاطى الطب والعلاج، وأنه جلس يطبب
بقبرس وهو في الأسر، ولكن لم يثبت ذلك، فالله أعلم بما صار إليه.
(52/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 399
610 - الحسن بن حمزة. العدل، المرتضى، بدر الدين الحسيني، الشريف. من أعيان شهود
تحت الساعات. توفي في المحرم بالجبل. وخرج قاضي القضاة إمام الدين وشهد دفنه. 611
- الحسن بن علي بن عيسى بن الحسن. الإمام، المحدث، شرف الدين ابن الصيرفي، اللخمي،
المصري. شيخ الحديث بمدرسة الفارقاني. فقيه، محدث، مفيد، صدوق، خير، دين، متواضع،
حسن الأخلاق، مليح الشيبة. سمع من: عبد الوهاب بن رواج، وأبي الحسن ابن الجميزي،
ويوسف الساوي، وفخر القضاة ابن الحباب، والمؤتمن بن قميرة، والزكي عبد العظيم،
والرشيد العطار. وبالإسكندرية من: سبط السلفي، وجماعة.
(52/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 400
سمعت منه، وتوفي في الحادي والعشرين من ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين أو نيف
عليها. 612 - الحسن بن علي بن يوسف بن هود. الشيخ، الزاهد الكبير، بدر الدين، أبو
علي، ابن هود المرسي. أحد الكبار في التصوف على طريقة أهل الوحدة، أعاذنا الله من
ذلك. قال علم الدين البرزالي: سألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة
بمرسية. وذكر أن أباه كان نائب السلطنة بمرسية عن أخيه الخليفة الملقب بالمتوكل
أبي عبد الله محمد بن يوسف بن هود صاحب الأندلس. قلت: وحصل لهذا المرء زهد مفرط،
وفراغ عن الدنيا، وسكرة عن إياه، وغفلة متتابعة، فسافر وترك الحشمة وتغرب، وصحب
ابن سبعين واشتغل بالفلسفة والطب وترهات الإتحادية، وزهديات الصوفية، وخلط هذا
بهذا. وحج، ودخل اليمن، وقدم الشام، رأيته مرات، وكان أشقر، أزرق، ذا شيبة وهيبة
وسكون وفنون، وتلامذة، وزبون، وعلى رأسه قبع ذلك. وكان غارقاً في الفكر، قليل
الصلاة، متواصل الأحزان، عديم اللذة كأنه فاقد، وفيه انقباض عن الناس وسكوت
متواصل، وقد حمل مرة إلى والي البلد وهو سكران، أخذوه من حارة اليهود فأحسن الوالي
به الظن وسرحه
(52/400)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 401
وقال بعض الناس: إنما سقاه اليهود ليغضوا منه بذلك خبثاً منهم. قال الشيخ تاج
الدين في ' تاريخه ': وفي سنة خمسة وثمانين تحدث الناس أن ابن هود وجد سكراناً،
فلا حول ولا قوة إلا بالله. وقيل إنه أخذ إلى الوالي فاعترف، ثم سرحه وأخرج من
الأندلسية. وقال شيخنا عماد الدين الواسطي، وكان من أكبر المحطين عليه لما رأى
منه: أتيته وقلت له: أريد أن تسلكني. فقال لي: من أي الطرق تريد أن تسلك؟ من
الموسوية أو المحمدية؟ أي أن كل الملل توصل إلى الله. وقال: كان إذا طلعت الشمس
استقبلها وصلب على وجهه، لا أدري ما يقصد بذلك. وله أبيات مشهورة في الاتحاد، وهي:
(عِلْمُ قومي بي جَهْلُ ..........
يقول فيها
(أنا ربّ، أنا عبد .......... أنا بعضٌ، أنا كلُّ)
(أنا دنيا، أنا أخرى .......... أنا هجْرٌ، أنا وَصْلُ)
(أما معشوقٌ لذاتي .......... لست عن الدّهر أسلو)
وقد صحبه العفيف عمران الطبيب، والشيخ سعيد المغربي، وغير واحد من هؤلاء، اللهم يا
مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
(52/401)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 402
وكان له مشاركات جيدة في العلوم. توفي في السادس والعشرين من شعبان، وصلى عليه
قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، ودفن بسفح قاسيون. وكان يعجبني سمته وصمته،
ولعله رجع وأناب. 613 - حسن بن هارون بن حسن. الفقيه الصالح، نجم الدين الهذباني،
الشافعي، أحد أصحاب الشيخ محيي الدين النواوي. دين، خير، ورع، قانع، متتبع، عنده
فوائد كثيرة، وطلب للعلم. سمع من: ابن عبد الدائم، وجماعة. ولم يحدث. توفي في تاسع
شعبان، وهو كهل. 614 - الحكميّ. الأجل، عز الدين، مملوك الأمير علم الدين أرجواش.
شاب حسن، عاقل، عزيز عند مخدومه، نزل المدينة من جهة أرجواش، وعمل ولاية أياماً.
توفي في رمضان.
- حرف الخاء -
615 - خضر بن دانيال.
(52/402)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 403
زين الدين الزرادي، المقرئ، الضرير. توفي في شعبان. وكان يخيط الثياب، ويدخل الخيط
في الإبرة وهو أعمى. 616 - خضر بن علي بن أقجا. الأمير الأجل، شمس الدين الأوشري.
روى عن الشرف الإربلي، والنظام عبد الله بن البانياسي. توفي في وسط العام. 617 -
خطّاب بن محمد بن زنطار بن حريز بن رافع. معين الدين اللخمي، الأشرفي، خازن النعل
الذي بدار الحديث. روى لنا عن: فرح الحبشي، وعثمان بن خطيب القرافة. ولد سنة ثمان
وأربعين، وتوفي في خامس شعبان. وكان عاقلاً له خبرة بالأمور. 618 - خديجة بنت أحمد
بن عمر بن أبي بكر بن شُكر. زوجة الشمس محمد بن العماد عبد الحميد المقدسي. روت عن
جعفر الهمذاني. وتوفيت بالبلد عند البغدادية في الثامن والعشرين من جمادى الأولى.
619 - خديجة بنت التّقّي محمد بن محمود بن عبد المنعم المراتبيّ، الحنبليّ.
(52/403)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
والخمسون الصفحة 404
أم محمد، عجوز صالحة، عابدة، خيرة، كثيرة التلاوة، خير نساء الدير. روت عن: ابن
الزبيدي، والإربلي. وهي بنت الزاهدة حبيبة بنت الشيخ أبي عمر. سمعنا منها وتوفيت
في التاسع والعشرين من جمادى الأولى في عشر الثمانين. 620 - خديجة بنت يوسف بن
غُنَيْمة بن حسين. العالمة، الفاضلة، أمة العزيز البغدادية ثم الدمشقية. وتعرف
ببنت القيم. كان أبوها قيم حمام، فحرص عليها لما رأى نجابتها، وأسمعها الكثير،
وعلمها الخط والقرآن والوعظ وغير ذلك. وكانت تعظ النساء، ثم تركت ذلك ولزمت بيتها.
وهي زوجة الحاج محمود الذهبي. ولدت سنة ثمان وعشرين وستمائة، وسمعت من: مكرم، وابن
الشيرازي، وابن اللتي، وابن المقير، وكريمة. وبمصر، من: علي بن مختار العمري، وأبي
الحسن بن الجميزي. وحدثت بدمشق والعلا وتبوك، وجودت على الولي، وابن الشوا، والرضى
التونسي، والنجار، لكن لم تقو يدها. وقرأت مقدمتين في العربية أو أكثر، وأعربت على
النجاة. وقرأ لنا عليها البرزالي أبقاه الله، ' مقامات الحريري '. وكانت قد تفردت
بها بدمشق. توفيت في مستهل شعبان.
(52/404)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 405
- حرف الراء -
621 - الرشيد أوْحَشْتَني. المسلماني، كاتب البيوتات. دفن في ذي الحجة بتربته
بمقبرة باب شرقي. 622 - رضوان بن أحمد بن عُبيد. السوادي المقرئ، الرجل الصالح.
كان يلقن بدار الحديث وبالجامع احتساباً. روى لنا ' جزء الوخشي '، عن ابن الأوحد.
توفي في رمضان، وقد نيف على الستين.
- حرف الزاي -
623 - الزُّوَيراني. الأمير عز الدين أيبك الحاجب. توفي بنواحي عسقلان في شعبان،
وقد جاوز السبعين. 624 - زينب بنت إسماعيل بن المحبّ محمد بن عمر الحرّانيّ. أم
أحمد. سمعت من: خطيب مردا، ومحمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل.
(52/405)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 406
وحدثت. توفيت في جمادى الآخرة. 625 - زينب بنت عمر بن كِنْدي بن سعيد بن علي. أم
محمد بنت الحاج زكي الدين الدمشقي، زوجة ناصر الدين ابن قرقر، معتمد قلعة بعلبك.
امرأة صالحة، خيرة، لها بر وصدقة. بنت رباطا ووقفت أوقافاً، وعاشت في خير ونعمة،
وحجت، وروت الكثير، وتفردت في الوقت. أجاز لها المؤيد الطوسي، وأبو روح الهروي،
وزينب الشعرية، والقاسم بن الصفار، وأبو البقاء العكبري، وعبد العظيم بن عبد
اللطيف الشرابي، وأحمد بن ظفر بن هبيرة. حدثت بدمشق وبعلبك. وتوفيت في التاسع
والعشرين من جمادى الآخرة بقلعة بعلبك عن نحو تسعين سنة. سمع منها: أبو الحسين
اليونيني وأولاده وأقاربه، وابن أبي الفتح وابناه، والمزي وابنه الكبير،
والبرزالي، وابن النابلسي، وأبو بكر الرحبي، وابن المهندس، وأحمد ابن الدربي،
وأبي، وخالي، وخلق من أهل بعلبك.
(52/406)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 407
قرأ عليها ابن سامة ' صحيح مسلم '، وقرأت علينا من أول ' الصحيح ' ألى أول النكاح،
وسمعت ما بقي على ابن عساكر، وسمعت منها عدة أجزاء رحمها الله. 626 - زين الدّين
ابن القصّاع. الدمشقي. واسمه محمد بن الشرف إبراهيم بن إسماعيل. شهد على القضاة.
وكان من عدول القيمة. توفي في شوال. 627 - زين الدّين ابن المغيزل. هو الخطيب أبو
عبد الله بن الشيخ تاج الدين أحمد بن محمد بن محمد بن مغيزل الحموي، خطيب الجامع
الأسفل. سمع من شيخ الشيوخ عبد العزيز. وتوفي بحماة في المحرم.
- حرف السين -
628 - سالم بن ناصر. الفقيه شرف الدين، قاضي قارا وخطيبها. فصيح، مفوه، شاعر، فيه
مكارم ومروءة. أقام بقارا مدة، وبها توفي في الرابع والعشرين من رمضان. 629 - سعد
الله بن عُقْبة. الحنفي.
(52/407)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 408
هلك في الجبل بالبرد والعذاب. له إجازة من ابن الزبيدي. 630 - سعيد الدين
الكاسانيّ. الفرغاني، الصوفي، شيخ خانكاه الطاحون. رأيته شيخاً مزرع الشيب. مات
بالخانكاه في سابع عشر ذي الحجة. وكان من رؤوس الاتحادية، فاضل في فنه، بصير
بأقوال القوم. قرأ هو والأيكي على الشيخ صدر الدين القونوي هذا العلم. وهو قرأ على
ابن العربي. وقد شرح قصيدة ابن الفارض في السلوك في مجلدتين، واسمه محمد بن أحمد،
واشتهر بالشيخ سعيد. 631 - سليمان بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر. صاحبنا
شمس الدين. سمع معنا الكثير على والده. وسمع قبلي من جماعة، وورث أباه وعاش بعده
أياماً، فورثه ابن عم أبيه الشيخ الفخر بن عساكر. توفي في ثالث رجب. وكان من أبناء
الثلاثين. 632 - سليمان بن عبد الله بن علي بن منصور بن رطلين. الفقيه العالم،
جمال الدين، أبو منصور البغدادي، الحنبلي. ولد في حدود الثلاثين وستمائة. وكان من
فقهاء المدارس. وفيه ديانة ومروءة، وله بيت بالجوزية
(52/408)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 409
قرأ عليه أبو محمد البرزالي ' كرامات الأولياء ' للخلال، بسماعه عن عز بن العليق.
توفي في رجب. 633 - سنجر. الأمير الكبير، العالم، المحدث، علم الدين، أبو موسى
التركي، البرلي، الدويداري، الصالحي. ولد سنة نيف وعشرين وستمائة، وقدم من الترك
في حدود الأربعين وستمائة. وكان مليح الشكل، مهيباً، كبير الوجه، خفيف اللحية،
صغير العين، ربعة من الرجال، حسن الخلق، والخلق. فارساً، شجاعاً، ديناً، خيراً،
عالماً، فاضلاً، مليح الخط، حافظاً لكتاب الله. قرأ القرآن بمكة على الشيخ جبريل
الدلاصي، وغيره. وحفظ: ' الإشارة ' في الفقه لسليم الرازي، وهي في أربعة كراريس.
وحصل له عناية بالحديث وبسماعه سنة بضع وخمسين. فسمع الكثيره وكتب بخطه، وحصل
الأصول. خرج المزي جزءين ' عوالي '، وخرج له البرزالي ' معجماً ' في أربعة عشر
جزءاً، وخرج له ابن الظاهري قبل ذلك شيئاً.
(52/409)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 410
وحج ست مرات. وكان يعرف عند المكيين بالستوري لأنه أول من سار بكسوة البيت بعد أخذ
بغداد من الديار المصرية. وقبل ذلك كانت تأتيها الأستار من الخليفة. وحج مرة هو
واثنان من مصر على الهجن. وكان من أمراء الحلقة في الأيام الظاهرية، ثم أعطي إمرته
بحلب، ثم قدم دمشق وولي الشد مدة. ثم كان من أصحاب سنقر الأشقر، ثم مسك، ثم أعيد
إلى رتبته وأكثر، وأعطي خبزاً وتقدمة على ألف، وتنقلت به الأحوال، وعلت رتبته في
دولة الملك المنصور لاجين، وقدمه على الجيش في غزاة سيس. وكان لطيفاً مع أهل
الصلاح والحديث، يتواضع لهم ويحادثهم ويؤانسهم ويصلهم، وله معروف كثير، وأوقاف
بالقدس ودمشق. وكان مجلسه عامراً بالعلماء والأعيان والشعراء. وقد مدحه جماعة كبيرة،
ودونت مدائحه في مجلدتين وفيها قطع مونقة. وسمع الكثير بمصر والشام والحجاز. وروى
عن: الزكي عبد العظيم، والرشيد العطار، والكمال الضرير، وابن عبد السلام، والشرف
المرسي، وعبد الغني بن بنين، وإبراهيم بن بشارة، وأحمد بن حامد الأرتاحي، وإسماعيل
بن عزون، وسعد الله بن أبي الفضيل التنوخي، وعبد الله بن يوسف ابن اللمط، وعبد
الرحمن بن يوسف المنبجي، ولاحق الأرتاحي، وأبي بكر بن مكارم، وفاطمة بنت الملثم
بالقاهرة، وفاطمة بنت الحزام الحميرية بمكة ؛ وابن عبد الدائم، وطائفة بدمشق ؛
وهبة الله بن زوين، وأحمد بن النحاس بالإسكندرية، وعبد الله بن علي بن معزوز بمنية
بني خصيب، وبأنطاكية، وحلب، وبعلبك، والقدس، وقوص، والكرك، وصفد، وحماة، وحمص،
وينبع، وطيبة، والفيوم، وجدة، وقل من أنجب من الترك مثله. وقد سمع منه خلق بدمشق
والقاهرة. وشهد الوقعة وهو ضعيف، ثم التجأ بأصحابه إلى حصن الأكراد فتوفي به ليلة
الجمعة ثالث رجب.
(52/410)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 411
634 - سَنْجَر. الجمال، علم الدين، مولى الأمير جمال الدين أيدغدي، العزيزي. يروي
' جزء الذهلي '، عن السبط. قتل يوم المصاف هو ورفيقه أيدكين الجمالي العزيزي أحمد
من سمع المرسي، والأمير منكبرس الجمالي العزيزي.
- حرف الشين -
635 - شجاع الدين محمد بن شَهْري. الكردي، الأمير، نائب بعلبك. شيخ كبير من أبناء
الثمانين. توفي ببعلبك في رجب. وكان عاقلاً محمود السيرة، قليل الشر، ضبط بعلبك من
التتار، وامتنع عليهم بإعانة أهلها، فلم يقدروا عليها. 636 - شمس الدّين
الحُنَيْبلي. مشرف الجامع المعمور. كهل، حسن الشكل، له هيبة وصورة. سمع من: ابن
عبد الدائم، وعمر الكرماني. لم يرو. واسمه محمد بن الظهير يحيى بن محمود الإصبهاني
الأصل، الدمشقي. وعرف بالحنيبلي لأنه أخو الأخوين: النجم، والشهاب ابني الحنبلي
لأمهما. توفي رابع ربيع الأول. 637 - الشمس الأحول. كانت مصطبة الوالي. أكثر
الفضول. وتعاون أيام التتار، فلما انقلعوا مسك وشنق في ثالث شوال، هو وكاتب يهودي.
(52/411)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 412
ثم شنق بعد يومين إبراهيم مؤذن بيت لهيا لقيامه وشره. وسمر الشريف القمي، وابن
العوني البرد دار، وابن خطليشي المزي، وقطع لسان ابن ظاعن من نقباء الوالي، وقطعت
يد الدلدرمي ورجله، وكحل الشجاع همام فمات بعد يوم، ومات الدلدرمي بعد ثلاث، وكحل
مندوة الجندي الكردي وليس له ذنب إلا قيامه في خدمة قبجق. 638 - شمس الدين ابن
الصائغ. الأنصاري، الدمشقي، الكاتب، عبد الله بن الشيخ عماد الدين عبد العزيز. كان
أشقر، سميناً ن رئيساً، يخدم في ديوان الخاص. وله عقل ومروءة، وفيه محافظة على
الصلوات وديانة. وسمع من: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر. وما حدث. قال أبو محمد
البرزالي: حدثني ثقة رآه في النوم فسأله: ماذا لقيت؟ فقال: كل خير.
(52/412)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 413
مات كهلاً. 639 - شهاب الدين. إمام مغارة العزيز بجبل قاسيون، وشيخ زاوية ابن
المحاور. شيخ حسن، عاقل، فاضل، من فقهاء الظاهرية والغزالية. غص فمات فجأة في نصف
شعبان، رحمه الله.
- حرف الصاد -
640 - صَدَقة بن علي بن حسين بن عبد العزيز بن هلالة. المقرئ محب الدين اللخمي،
الإشبيلي، الطبيري. شيخ عالم قرأ القراءآت، وروى عن: إبراهيم بن خليل، وابن
البرهان. وله حلقة بجامع دمشق. وأظنه ابن حبشية. توفي في جمادى الآخرة وله أربع
وسبعون سنة. وكان مولده بإشبيلية. 641 - صدّيق بن محمد بن صدّيق. الفلاح ببيت
الأبار. شيخ أمي جاهل، بلغني أنه يتهاون بالصلاة، فلم أسمع منه. روى عنه: الإربلي،
وغيره. توفي بالمدينة بعد رواح التتار. 642 - صفيَّة بنت عبد الرحمن بن عمرو
العزّاء.
(52/413)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 414
أخت شيخنا عز الدين. سمعنا منهما جزءاً. رويا عن الشيخ الموفق. وكان فيها خير
وصلاح، وهي داية بالجبل. توفيت بالجبل بعد دخول أهل الجبل إلى البلد شهيدة بالبرد
والجوع عن سبع وثمانين سنة. وسماعها في الخامسة. أخبرنا إسماعيل وصفية قالا: أنا
ابن قدامة، أنا أبو الفتح محمد، أنا رزق الله، أنا ابن بشران، أنا ابن البختري،
ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب، أنا طلحة بن عمرو، عن ابن طاووس، أن أباه
كان يصوم بعد الفطر ستة أيام ويقول: تعدل صيام السنة، ثلاثين بعشرة أشهر، وستة
أيام بشهرين. 643 - صواب الطُّواشيّ. شمس الدين الحبشي، خادم القاضي شرف الدين عبد
الرحمن، ثم قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى. سمع من: خطيب مردا، وإبراهيم بن خليل،
وابن البرهان. وحدث. وكان من أبناء السبعين فيما أحسب. توفي في ثالث عشر جمادى
الآخرة.
- حرف الطاء -
644 - الطيّار. الأمير الكبير، بدر الدين بكتاش. من كبار الأمراء المنصورية بدمشق.
أدركته طلائع التتار بفلسطين، ومعه حريمه وأصحابه، فثبت وأبلى بلاءً حسناً، وقاتل
حتى قتل، وحصل له خاتمة خير، فإنه كان مسرفاً على نفسه. وكان من أبناء الستين. وقد
حج بالناس مرة سنة اثنتين وتسعين.
(52/414)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 415
645 - طلحة بن الخضر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الحسن بن عليّ. وعلي هو
القاضي الزكي بن المنتجب القرشي، قاضي قضاة دمشق. ولد شمس الدين طلحة بعد
الأربعين. وسمع من: مكي بن علان، والصدر البكري. سمعنا منه: وتوفي في الرابع
والعشرين من رجب.
- حرف العين -
646 - عبد الله ابن العزّ أحمد ابن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي. تقي الدين
المقدسي، الحنبلي، النقيب. ولي نقابة القاضي الحنبلي بعد التتار، وقبل موته بشهر.
وحدث عن: إبراهيم بن خليل، وغيره وعاش ثمانياً وأربعين سنة. وسمع من: جده، وأخي
جده محمد. وكان مليح الخط، نسخ الكثير وتفقه. ومات في ثاني عشر شعبان. 647 - عبد
الله ابن الفقيه عبد الوالي بن جُبَارة بن عبد الوليّ.
(52/415)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 416
الإمام تقي الدين، عبد الله المقدسي، الحنبلي، الصالحي. إمام، مفت، مدرس، صالح،
عارف بالمذهب، متبحر في الفرائض والجبر والمقابلة، كبير السن. توفي في العشر
الأوسط من ربيع الآخر بالجبل، رحمه الله. 648 - عبد الله بن علي بن سوندك بن كيار.
الفقيه، الأديب، كمال الدين الكركي. شيخ فاضل، أديب، لغوي، من نقباء السبع. سمع
الكثير مع الشيخ علي الموصلي. وله أسمعة قديمة. وروى نسخة أبي مسهر، عن ابن خليل.
وأول سماعه سنة تسع وأربعين. توفي في رجب بالمارستان. 649 - عبد الله بن محمد.
الشيخ أبو محمد المرجاني. مشهور بكنيته. سيأتي إن شاء الله. 650 - عبد الحميد بن
رضوان بن إسماعيل. جمال الدين العامري. المعروف بالبسطي. سمع من عتيق السلماني
حديث ابن راهويه. ولم يحدث. ومات في جمادى الأولى ودفن بالبلد بداره.
(52/416)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 417
651 - عبد الدّائم بن أحمد بن علي بن ربح. الشيخ الصالح، أبو أحمد المحجي،
الصالحي، القباني. رجل جيد، متواضع. سمع: ابن الزبيدي، وابن اللتي، وابن المقير،
والإربلي، والعلم ابن الصابوني، وجعفراً الهمداني، وجماعة. حدث عنه ابن الخباز في
' معجمه ' سنة اثنتين وستين. وعاش إلى هذا الوقت، وسمعنا منه. وكان وزاناً بسوق
الجبل. توفي في تاسع جمادى الأولى بالجبل. 652 - عبد الرحمن بن عبد الله بن الشيخ
أبي الحسن علي بن الحُسين ابن القيّر. المقرئ، الزاهد، المجاهد، أبو جعفر
البغدادي، الملقن على باب الغزالية، الخياط. ولد سنة تسع وعشرين وستمائة. وسمع من:
أبي جعفر بن السيدي، وإبراهيم بن الخير، وابن قميرة، وابن المني، وغيرهم ببغداد.
وأجاز له جده، وأبو المنجا ابن اللتي، والناصح ابن الحنبلي، ومكرم، وجماعة
(52/417)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 418
وروى الكثير. وكان ملازماً للسماع مع الشيخ علي. وكان شيخاً صالحاً خشن العيش،
حريصاً على تسميع صبيان حلقته، فكان يحصل لهم القرآن والحديث. خرج في الجيش وحضر
المصاف، واستشهد في ربيع الأول عن سبعين سنة. 653 - عبد الرحمن بن عمر بن صَوْمع.
أبو محمد الدير قانوني، ثم الصالحي، سبط الزين ابن عبد الدّائم. رجل صالح، خير،
شهيد. روى عن: ابن اللتي، وجعفر الهمداني، والضياء المقدسي. وسمع منه الجماعة.
ووجدنا له بعد موته حضوراً في ' البخاري '. ضربت عنقه بالصالحية ولم يتفق دفنه
لشدة البلاء. وكان صائماً من أيام. وكان قد جاوز السبعين. 654 - عبد الرحمن بن
محمد بن علي. المؤرخ، المحدث، أبو زيد الأنصاري، الأسعدي، القيرواني، المعمر. صاحب
' تاريخ القيروان '. ولد بها سنة خمس وستمائة في ذي الحجة. وأخذ عن عبد الرحيم بن
طلحة، وعبد السلام بن عبد الغالب الصوفي، وطائفة. وأجاز له ابن رواج، وابن
الجميزي، وسبط السلفي، وجماعة.
(52/418)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 419
وخرج أربعين تساعيات بالإجازة. سمع منه محمد بن جابر الوادياشي. ومن خطه نقلت
ترجمته. مات ببلده في نصف ربيع الآخر سنة تسع وتسعين. 655 - عبد الرحيم بن الوزير
صفيّ الدين إبراهيم بن هبة الله بن عبد الله بن مرزوق. العسقلاني، التاجر، السفار.
سمع من: كريمة، والسخاوي، وجماعة. وأجاز للبرزالي. توفي بمقدشوه. 656 - عبد الرحيم
بن عمر بن عثمان. الإمام، المفتي، الزاهد، جمال الدين، أبو محمد الباجربقي،
الموصلي، الشافعي. شيخ فقيه، محقق نقال، طويل، مهيب ساكن، كثير الصلاة، وملازم
للجماعة والإشغال، له حلقة تحت النسر إلى جانب البرادة. وكان لازماً لشأنه حافظاً
للسانه منقبضاً عن الناس على طريقة واحدة. وقد أشغل بالموصل وأفاد. ثم قدم دمشق في
سنة سبع وسبعين بأولاده، فخطب بجامع دمشق نيابة، ودرس بالغزالية نيابة، وولي تدريس
الفتحية،
(52/419)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 420
وحدث ' بجامع الأصول ' لابن الأثير، عن واحد، عن المصنف. وله نظم، ونثر وسجع ووعظ.
قد نظم كتاب ' التعجيز ' وعمله برموز. وهو والد الشيخ الشهور محمد بن الباجربقي
الذي حكم المالكي بقتله لزندقته وضلاله. توفي الشيخ جمال الدين في خامس شوال،
وصلينا عليه عقيب الجمعة رحمه الله. وقد ولي قضاء غزة سنة تسع وسبعين. 657 - عبد
العزيز ابن فخر الدين عبد الرحيم بن الشيخ مخلص الدين عبد الواحد بن عبد الرحمن بن
الشيخ أبي المكارم بن هلال. الأزدي، العدل، الجليل، شرف الدين. ولد سنة ست
وثلاثين. وروى عن: جده، وعن السخاوي، وابن أبي جعفر، وجماعة، وشهد على القضاة،
وتكلم في القيم. توفي في شعبان. 658 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الحقّ بن خَلَف
بن عبد الحقّ. العدل، الإمام، الفقيه، أبو محمد الدمشقي، الشافعي، الشروطي. ولد
سنة خمس وعشرين في شعبان. وسمع من: ابن الزبيدي، وابن اللتي، وأبي صادق بن صباح،
والإربلي، وجعفر الهمداني، وجماعة.
(52/420)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 421
وأجاز له جماعة من بغداد، وتفقه، وشارك في العلوم والفضائل، وتميز، ودرس بالمدرسة
الأسدية. وكان من كبار عدول القضاة وأخبرهم، وأحسنهم كتابة. سمع منه الجماعة،
وتوفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة بالمدرسة الناصرية. 659 - عبد العزيز بن
يحيى بن علي بن أبي بكر. عز الدين الشاطبي، ثم الدمشقي، المقرئ، نقيب الغزالية
والسبع. ولد سنة خمس وأربعين، وحضر على ابن مسلمة، والرشيد العراقي، وجماعة. وسمع
من: خطيب مردا، واليلداني، وفرح الحبشي. وكتب في الإجازات، ولم يحدث. توفي صفر.
660 - عبد العزيز ابن قاضي القضاة محيي الدّين يحيى ابن قاضي القضاة محيي الدين
محمد بن الزّكيّ. القاضي، الرئيس، عز الدين، أبو محمد القرشي، الدمشقي، الشافعي،
مدرس العزيزية والتقوية. وأحد من ولي نظر الجامع غير مرة. كان صدراً، رئيساً،
محتشماً، مليح الشكل. درس وأفتى، وتصدر في المجالس، وعين للقضاء. قرأ عليه
البرزالي نسخة أبي مسهر، بروايته حضوراً عن إبراهيم بن خليل
(52/421)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 422
مولده في العشرين من رمضان سنة أربع وخمسين. وتوفي في حادي عشر ذي الحجة، ودفن
بتربتهم بالجبل. 661 - عبد اللّطيف بن عبد العزيز ابن الشيخ مجد الدين عبد السّلام
بن عبد الله. ابن تيمية الخطيب، العدل، نجم الدين الحراني، الحنبلي. روى عن جده،
وعن: عيسى بن سلامة، وابن عبد الدايم. وخطب بحران سنوات. وكان خيراً، عدلاً،
مشكوراً، متحرزاً. توفي في رمضان عن إحدى وستين سنة. وكان أشقر، طويلاً، لم يشنه
شيب. ودفن بمقابر الصوفية إلى جانب عمه الإمام شهاب الدين ابن تيمية. 662 - عبد
المؤمن بن حسن. الأجل، أمين الدين، النصيبي، التاجر بسوق علي. عدل، خير، ملازم
لمجالس الذكر. سمع أولاده كثيراً في حدود السبعين، وسمع منهم. كتب عنه الدمياطي مع
جلالته في كتاب ' العقد المثمن '. توفي في صفر. 663 - عبد الوهّاب الأسود.
(52/422)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 423
ابن الشيخ زين الدين عمر الوكيل، أخو الشيخ صدر الدين. وأمه حبشية. تفقه وحفظ وحضر
المدارس، ثم تمفقر وتجرد وحج وجرد العالم. توفي شاباً في صفر، ودفن عند أبيه. 664
- عبد الولي بن علي بن أحمد بن أبي الغنائم. عماد الدين ابن السماقي، الطحان،
الصالحي. خير، دين، له بر وصدقة. روى لنا عن ابن اللتي. ومات في وسط الشدة فدفن
ببستان القط داخل دمشق. 665 - عبد الولي بن أحمد بن مشهور. الشيخ الصالح، إمام
مسجد حميص. روى عن ابن عبد الدائم. سمع منه علم الدين. وتوفي يوم الأضحى. 666 -
عبيد الله ابن الجمّال أبي حمزة أحمد بن عمر بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن
قُدامة. المقدسي، جمال الدين أبو محمد العلاف، عم قاضي القضاة تقي الدين سليمان.
ولد في حدود الثلاثين.
(52/423)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 424
وسمع من: جعفر، وكريمة، والضياء. أخذ عنه الجماعة. وكان ديناً، مواضعاً، يتسبب
لعياله. وكان قد دخل البلد، ثم بادر بالخروج عند رحيل العدو، فأدركه أجله في ثاني
جمادى الآخرة. سمعت منه خمسة أحاديث. 667 - العِزّ بن صَدَقَة. الكاتب. وهو أحمد
بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الحراني، ثم الدمشقي. رئيس متميز، متمول، يخدم
في الجهات. روى عن: مكي بن علان، وابن مسلمة. ومات في جمادى الآخرة عن خمس وستين
سنة. 668 - علي بن إبراهيم ابن الخطيب يحيى بن عبد الرزاق بن يحيى. العدل، المسند،
مؤيد الدين، أبو الحسن الزبيدي، المقدسي، ثم الدمشقي ؛ ابن خطيب عقربا. ولد في رجب
سنة إحدى وعشرين وستمائة. وسمع من: جدة، والناصح بن الحنبلي، وابن غسان، والإربلي،
وابن اللتي، والقاضي ابن الشيرازي، وسالم بن صصرى، ومحمد بن نصر القرشي. وحج فسمع
بالمدينة النبوية من النجم بن سلام. وكان رجلاً ديناً، متودداً، متواضعاً. ولي
مخزن الأيتام، وناب في نظر الجامع وغير ذلك، وشهد على القضاة. توفي في منتصف رجب.
(52/424)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 425
669 - علي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد. الشيخ أبو الحسن المقدسي،
الصالحي. قيم جامع الجبل. شيخ صالح، عابد، كثير التلاوة. انقطع وأصابه زمانة، وكان
لا يبرح المصحف بين يديه. فقيل إنه يتلو كل يوم ختمة. وابتلي قبل الموت بالتتار،
وعذبوه وحموا له سيخاً، ووضعوه على فرجه، ومات شهيداً في العذاب، رضي الله عنه، عن
نحو ثمانين سنة أو أزيد. سمع من: البهاء عبد الرحمن، وابن صباح، والزبيدي، وابن
غسان، ومكرم، والإربلي، وأبي موسى بن الحافظ، وجماعة بدمشق. ولزم جعفراً الهمداني
ونسخ عنه أجزاء بخط وحش. ورحل إلى بغداد وسمع من الكاشغري، وجماعة. وجود القرآن
بواسط. ثم رجع وسكن بعلبك في خيمة الشيخ الفقيه. وأجاز له ابن راجح، ومسمار ابن
العويس، وجماعة. وتفرد برواية أجزاء، فمن ذلك الرابع من حديث ابن البختري، تفرد به
عن الكاشغري، و ' جزء الدقيقي '. 670 - علي ابن الصّدر بهاء الدين بن عبد الله بن
محبوب. البعلبكي، ثم الدمشقي، المولى علاء الدين الكاتب. إنسان عاقل، دين، خبير
بالكتابة، حسن المشاركة في العلم. خدم في ديوان ابن أتابك وغيره. وكانت أمه حبشية.
(52/425)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 426
توفي في الثالث والعشرين من رمضان، وقد قارب الخمسين. 671 - علي بن عبد الرحمن بن
علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبدوس. الشيخ أبو الحسن ابن الحلاوي الحراني، الزاهد،
الصوفي، خال شيخنا ابن تيمية. روى عن عيسى الخياط. وصحب المشايخ وتجرد وسافر، ولقي
الكبار، وحفظ عنهم كثيراً من أخبار الصوفية وآدابهم. وأنفق ماله في وجوه الخير،
واختل عقله مرة من الذكر والعبادة، وعولج ثم تماثل وكان مقيماً بالخانكاه الأسدية.
توفي إلى رحمة الله في سادس عشر رمضان. روى عنه البرزالي. 672 - علي ابن الشيخ شمس
الدين عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة. المقدسي. شاب، محسن،
وفقيه، متقن، حسن الديانة والتواضع، مطرح للتكلف، مقتصد في لباسه وأموره. درس
بحلقة الحنابلة بجامع دمشق وبمدرسة جده أبي عمر. وأم مدة بالجامع المظفري، وأصيب
مع الناس بحريمه وماله، وتوجه إلى الشرق في تخليص أهله هو وجماعة من المقادسة
وغيرهم، فخرجت عليهم فرقة من التتار فقتلتهم في سادس عشر ذي القعدة بديار بكر. 673
- علي بن مطر بن ربْح بن حُميد.
(52/426)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 427
أبو الحسن المحجي، الصالحي، الفامي، البقال. فقير، دين، متواضع، متعفف، مبارك،
خاشع. روى عن: ابن الزبيدي، وابن اللتي، والإربلي. سمعنا منه. وقد حدث بعد الستين.
وهو عم عبد الدائم القباني وأصغر منه. قتل شهيداً بعد الشدائد بالصالحية عن أربع
وسبعين سنة. 674 - عماد الدين ابن النّشّابيّ. الأمير، والي دمشق، واسمه حسن بن
علي بن محمد. تعلم الصياغة، وخدم جندياً، وتقلبت به الأحوال، وولي ولايات بالبر.
ثم ولي ولاية دمشق مدة، ثم ولي ولاية البر. ثم أعطي الطبل خاناه. وكان شاطراً،
كافياً. ناهضاً في ولايته، له خبرة بالأمور ومعرفة بسياسة البلد. وكان من أبناء
الخمسين أو أقل. توفي بالبقاع، وحمل فدفن بسفح قاسيون بتربة مليحة في شوال. 675 -
عماد الدين ابن الأثير. هو إسماعيل ابن الصدر تاج الدين أحمد بن سعيد ابن الأثير
الحلبي، الكاتب. ولي كتابة الدرج بعد والده بالديار المصرية مدة، ثم تركها ديناً
وتورعاً، وله خطب مدونة. وهو الذي علق ' شرح العمدة ' عن الشيخ تقي الدين ابن دقيق
العيد. عدم في الوقعة.
(52/427)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 428
676 - عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة بن الحُسَيْن. الإمام، الأديب، المسند،
المعمر، جمال الدين، أبو حفص الأنصاري، العقيمي، الرسعني. ولد براس عين سنة ست
وستمائة. وذكر لنا أن الكندي أجاز له، وأن الاستدعاء كان بخط الشيخ الموفق، رحمه
الله. وأن الإجازة ذهبت معه أيام هولاكو، فسمعنا عليه بها. وسمع من: المجد
القزويني، وأبي الحسن بن روزبة، وأبي الحسن بن رواحة. وقدم دمشق في شبيبته، وأشغل.
وسمع من: أبي عبد الله بن الزبيدي، وعبد السلام بن أبي عصرون، ومحمود بن قرقين،
والضياء الحافظ. وتنزل بالمدرسة الشامية، إذ مدرسها القاضي شمس الدين أبو نصر بن
الشيرازي، وقرأ العربية وبرع في الشعر والترسل. وكان يذكر في الأيام الناصرية،
ويعد من الشعراء. وقد كتب عنه الصاحب كمال الدين ابن العديم برأس عين. وبقي إلى
هذا الوقت، وتنقل في الخدم. وكان موصوفاً بالدين والأمانة والصيانة والعدالة، وله
حرمة ومخالطة للعلماء. قال الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني عنه: انتهت إليه مشيخة
الشعر وفنونه. وتنقل في الخدم السلطانية.
(52/428)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 429
قلت: وروى عنه الدمياطي في ' معجمه '.
(يا راكباً نحو الغُوير مغوراً ..........
فذكر أبياتاً. وروى عنه: ابن الخباز، وابن الصيرفي، والمقاتلي، وطائفة. ومن شعره:
(أغُصن النّقا أين القدود الموايس .......... وأين الظّباء النّافرات الأوانس)
(لقد درست أظلالهنّ وهل تُرَى .......... يهيج الشّجا إلاّ الطّلول الدوارس)
(وعندي دواعي جمّة لفراقهم .......... على أنّني من ذلك الوصل آيس)
(مهاة كناس فارقته فما لها .......... شبيه سوى ما مثّلته الكنائس)
(بجفني على آثارهم مطلقٌ دمي .......... ودمعي وقلبي للصّبابة حابس)
(أبى بيننا إلاّ جماحاً وقسوة .......... تذوب لمرماها نفوس نفائس)
توفي الأديب جمال الدين ابن العقيمي، وعقيمة قرية كبيرة مقابلة سنجار، في السابع
والعشرين من شوال، وقد جاوز ثلاثاً وتسعين سنة. 677 - عمر بن أحمد بن عبد الدائم
بن نعمة. الحاج الصالح، أبو حفص الفامي، المعروف باللاوي، ابن الشيخ زين الدين
المقدسي.
(52/429)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 430
ولد في حدود سنة خمس وعشرين، وحضر على أبي موسى بن الحافظ عبد الغني في سنة ثمان.
وسمع من: ابن الزبيدي، وابن صباح، والناصح الحنبلي، وجعفر الهمداني، والفخر
الإربلي، وجماعة. عذبه التتار أشد عذاب، ثم حمل إلى البلد وهو في حال نحسة قد وقع
أجره على الله، ورزئ في الأهل والمال فتعلل، وتوفي بدرب الفلى في جمادى الأولى
ودفن بالكشك من أجل التتار. 678 - عمر بن حسن بن جبريل. العدل زين الدين الحموي،
الشاهد، نقيب قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة. توفي في سلخ شعبان كهلاً. 679 -
عمر بن محمد. الشيخ نور الدين الهمداني، المرجاني، التاجر، والد المولى الرئيس
شهاب الدين ابن المرجاني الدمشقي. توفي في مستهل المحرم، وشيعه قاضي القضاة
والأكابر لمكان ولده، وكان قد جاوز السبعين. 680 - عمر بن ناصر بن نصّار. الجمال
العرضي، الشاعر، الكاتب. توفي في رمضان.
(52/430)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 431
681 - عمر بن يحيى بن أبي بكر بن طرخان. أبو حفص البعلبكي، الدلال، ويعرف بابن
المعري. شيخ خضيب، عامي، ليس بعدل، وسماعه صحيح من الإربلي، وابن رواحة. سمع منه:
البرزالي، والنابلسي، وأنا على سبيل التكاثر والشره. ومات في أيام التتار، ودفن
بداخل بعلبك وفي عشر الثمانين. 682 - عيسى بن أحمد بن طالب. علم الدين الخشاب،
الدمشقي. قال البرزالي: توفي في العشرين من شوال، ودفن بباب الصغير. روى لنا عن
المرسي، والبكري. 683 - عيسى بن أحمد بن عليّ. الشرف ابن النحاس الحلبي، ثم
الصالحي. روى عن ابن اللتي. وكان ضعيف العقل، لم أسمع منه. وكان رجلاً جيداً.
قتلته التتار بالصالحية. وكان يركب فرساً ويتعانى الجندية فيضحك منه الصبيان. 684
- عيسى بن بركة بن والي. الرجل الصالح، أبو محمد السلمي، المفعلي، ثم الصالحي،
الحنبلي، المقرئ، المؤدب، ويقال له تبع.
(52/431)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 432
رجل خير، صالح، كثير التلاوة، خشن العيش، يعلم الصغار، ويكابد العيال، ويكثر حمد
الله على كل حال. ولد بجبل بني هلال في حدود العشرين وستمائة. وقدم الصالحية
وتلقن، وسمع من: ابن اللتي، والضياء، وعبد الحق، والرضى عبد الرحمن. سمع منه
الجماعة، وحدث قديماً. وجد ميتاً في بيت من بيوت المدرسة بالجبل، فقيل إنه عذب
بالرمي في الماء، وكانت أياماً شديدة البرد فمات من ذلك ومن العري والجوع، رحمة
الله عليه.
- حرف الغين -
685 - الغرزي هو الأمير الكبير سيف الدين بكتوت الغرزي، العزيزي، الناصري. شيخ
مليح الشكل، نضر الوجه، أبيض الشيبة من أهل الدين والجهاد وحضور الجماعات، وله همة
على كبر السن. سمع هو وأولاده من النجيب عبد اللطيف. وكان صاحب الشام. توفي في
خامس ربيع الأجل، ودفن بسفح قاسيون.
- حرف الفاء -
696 - فاطمة بنت الإمام أبي العبّاس أحمد بن أحمد بن عُبَيْد الله. روت عن إبراهيم
بن خليل. وأجاز لها السبط. سمع منه: البرزالي، وجماعة. وتوفيت في رجب
(52/432)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 433
687 - فاطمة بنت عبد الله ابن الرضى عبد الرحمن بن محمد بن عَبْد الجبّار. أم محمد
أخت زينب. سمعت من: كريمة، والضياء، واليلداني. ووجد لها حضور في سنة ثمان
وثلاثين. وهي زوجة الشهاب بن أبي راجح. توفيت في شعبان. 688 - فاطمة بنت الصدر
المرتضى مجد الدين بن أبي الفتح نصر الله بن أحمد بن رسلان بن فتيان ابن
البعلبكيّ. والدة القاضي شهاب الدين أحمد ابن الشرف حسن ابن الحافظ. وكانت من نساء
الدير، ذات عبادة وصلاح، وختم لها بخير. وابتليت بالتتار، وأسروا أحباءها
وأقاربها، فصبرت، واحتسبت، وأقبلت على الذكر والتسبيح تلك الأيام. قال علم الدين:
روت لنا بالإجازة عن محمود بن مندة، ومحمد بن عبد الواحد المديني. وتوفيت في سادس
ذي القعدة. 689 - فتح الدين ابن الزملكاني. هو العدل، الفقيه، المؤرخ، أبو العباس
أحمد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري، السماكي، الشافعي، والد الشيخ
شرف الدين ونظام الدين. وعم شيخنا الإمام كمال الدين.
(52/433)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 434
ولد سنة خمس وأربعين وستمائة. وروى عن: خطيب مردا، والصدر البكري، واليلداني،
وجماعة. وشرع في ' تاريخ كبير ' على نمط ' تاريخ القاضي شمس الدين ابن خلكان '،
ولو كمل لجاء في ثلاثين مجلداً. وعمل فيه إلى حرف الجيم، في نحو ثلاثة مجلدات.
توفي في ثالث عشر صفر. 690 - فخر الدين ابن الشّيْرجيّ. هو الرئيس الصاحب، أبو
الفضل، سليمان بن الشيخ عماد الدين بن محمد ابن شرف الدين أحمد بن الشيخ فخر الدين
محمد بن عبد الوهاب ابن الشيرجي، الأنصاري، الدمشقي. سمع من: الشيخ تقي الدين ابن
الصلاح، والشرف المرسي. ولم يحدث. وتعانى الكتابة، وولي نظر الديوان الكبير. وكان
من أكابر البلد ورؤسائها الموصوفين بالكرم والحشمة والسؤدد والإحسان. وكان فيه عقل
وتواضع وسكينة. ولما استولى التتار على البلد ألزموه بوزارتهم والسعي في تحصيل
الأموال، فدخل في ذلك مكرهاً ومختاراً، فكان قليل الأذية، حسن الطوية. فلما قلعهم
الله تعالى تمرض ومات في التاسع والعشرين من رجب، وهو في عشر السبعين، ومشى
الأعيان في جنازته إلى باب البريد فجاء مرسوم من أرجواش بردهم، ونهاهم عن الجنازة،
وضربوا الناس. فلما وصلت الجنازة إلى جهة القلعة أذن لولده شرف الدين في اتباعها.
691 - الفلك ابن الفاخر.
(52/434)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 435
هو الشيخ المعمر علي بن محمد بن أبي المفاخر العلوي، الحسيني، الواسطي، الصوفي.
ولد في جمادى الآخرة سنة ستمائة، وخدم جندياً مع الأمير باتكين بالبصرة وبإربل.
وقدم دمشق سنة ثلاث وأربعين وصار تاجراً، ثم عاد إلى العراق، وحج وجاور. ثم في
الآخرة قدم دمشق ونزل بالخانكاه الأندلسية، وكان الكبر ظاهراً عليه والهرم. وكان
يمكنه السماع ببلده من أبي الفتح المندائي. ولو تهيأ ذلك لصار مسند الوقت. توفي في
أوائل ربيع الآخر، ودفن بخان ابن المقدم.
- حرف القاف -
692 - القشْتَمُريّ. الأمير الكبير، سيف الدين بلبان. من أمراء دمشق. توفي بداره
بدرب الريحان في المحرم. 693 - القُمّيّ الشريف. إنسان أعجمي، مليح الشكل، حسن
البزة، يحضر المدارس ويناظر. وله فضيلة وتحصيل، ومادة كلامية، وفيه رفض وقلة دين،
فقام مع التتار وداخلهم، وآذى المسلمين، ورافع الأعيان، وشفى غيظه من أهل السنة.
ثم اغتر وقعد، فقبض عليه أرجواش، ثم سمر هو وابن العوني البرددار، وابن خطلش. واسم
القمي شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن المرتضى العلوي. كان يلبس بقياراً.
(52/435)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 436
- حرف الكاف -
694 - كُرْت، ويقال كُرْد. الأمير سيف الدين المنصوري، نائب طرابلس. أمير فارس
شجاع من الأبطال المذكورين، وفيه دين وخير. وله معروف وصدقة واعتناء بأهل الحرمين.
وله رباط بالقدس ومحاسن. وكان مشاركاً الأمير ضياء الدين ابن الخطير، ثم جعله
السلطان حسام الدين لاجين حاجباً، وقد أبلى بلاء حسناً يوم الوقعة، وقتل جماعة من
التتار، ثم حمل وخاض فيهم، فاستشهد رحمه الله. 695 - الكمال. من أعياي مقرئي
الجنائز. وكان مؤذناً بالجامع، اسمه أحمد بن خلف. وتوفي في ذي الحجة كهلاً، وكان
فيه عقل ودين.
- حرف اللام -
696 - ليشة بنت مفاخر بن تمام بن عبد الرحمن بن حمزة بن البُنّ الأَسَديّ. أم
أحمد، من أهل حمورية. ربيت يتيمة عند الرشيد ابن مسلمة وسمعت منه. أخذ عنها
الفرضي، والبرزالي، وجماعة ولم أسمع منها. توفيت أيام التتار بالبلد، ودفنت إلى
جانب السوار.
(52/436)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 437
- حرف الميم -
697 - مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن. أبو الحكم بن المرحل، الأديب شاعر
المغرب. ولد بمالقة سنة أربع وستمائة، وله اليد البيضاء في النظم والنثر أخذ عن:
الشلوبين، وابن الدباج، وعدة. روى لنا عنه: أبو القاسم بن عمران، ومحمد بن أحمد
القيسي، وغيرهما. واستوطن سبتة، وبها مات في سنة تسع وتسعين. ومن شعره:
(يا أيّها الشيخُ الذي عُمُرُه .......... قد زاد عَشْراً بعد سبعينا)
(سَكِرتَ من أَكؤسِ خمر الصّبا .......... فحدَّكَ الدهرُ ثمانينا)
(وليته زادَكَ من بعد ذا .......... لأجل تخليطكَ عشرينا)
ورأيت له قصيدة أزيد من ألفي بيت، قد نظم فيها ' التيسير ' في وزن الشاطبية ورويها
بلا رمز. وله:
(مذْهبي تقبيلُ خدّ مُذْهَبِ سيّدي .......... ماذا ترى في مَذْهبي)
(لا يخالف مالكاً في رأيه .......... فعليه جلّ أهلِ المغربِ (.......... وعندي
مقطعات من شعره سوى هذا.
(52/437)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 438
698 - محمد بن أحمد بن نوح بن أحمد بن زيد بن محمد بن عُصْفُور. الأديب، الفاضل،
أبو عبد الله الإشبيلي. شيخ مطبوع، حلو المجالسة، دمث الأخلاق، متفنن في الأدب
والشعر واللغة، وله نصيب من علم القرآن والأثر والبلاغة والحساب. وله يد بيضاء في
القريض، وفيه ديانة وتعفف، وخير، وعقل، جالسته مرات، وكان قد أخذ عن علماء المغرب.
وهو ابن أخت أبي الحسن بن عصفور صاحب ' المقرب '. طلع أميناً إلى مسرابا بالمرج
فتوفي بها في ذي القعدة. وولد بإشبيلية في أول سنة إحدى وثلاثين، وخرج منه في سنة
ست وأربعين عند استيلاء الفرنج عليها، فأقام بمالقة مدة ثم بتونس. وقدم دمشق سنة
تسعين. كتب عنه من شعره: علم الدين، والختني. 699 - محمد بن أحمد بن عبد المحسن.
الحسيني، الغرافي، أخو شيخنا تاج الدين. رأيته بمصر، وكان يروي عن ابن بهروز
حضوراً. وسمع من أصحاب السلفي. أخذ عنه: ابن حبيب، وابن سيد الناس. توفي في صفر
سنة تسع. قاله البرزالي، وقال: كان صوفيا بالسعيدية، وكان رأساً في الرمي، وله
تلامذة. سمع مجلسي السلمي، وابن بالويه، عن ابن الصابوني.
(52/438)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 439
700 - محمَّد بن أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن
قدامة. المقدسي، السيف أبو عبد الله. عم القاضي تقي الدين، وأخو الجمال عبيد الله.
روى أيضاً عن: جعفر وكريمة، والضياء ؛ كأخيه. وماتا في سنة. وكان رجلاً صالحاً،
فقيراًَ، يخرج أميناً إلى الضياع ويتصيد بالحجل. توفي في الرابع والعشرين من شوال
بالجبل، وقد قارب السبعين. 701 - محمد بن أحمد بن نوال بن عَثْوَر بن علي. أبو عبد
الله الرصافي، ثم الصالحي. ولد ليلة عرفة سنة أربع وعشرين بالصالحية. وسمع '
الصحيح ' من ابن الزبيدي. وسمع من الضياء. وكان فقيراً يقرأ على الموتى ويوهب
الشيء. سمعنا منه. توفي بالبلدة ودفن بخان ابن المقدم في قوة الشدة. 702 - محمد بن
أحمد بن صلاح. الشمس، الشرواني، الصوفي، شيخ الخانقاه الشهابية. كان عارفاً في
الفلسفة بالرياضي والنجوم والأرصاد والأحكام، ويخبر ذلك ويقر به، ويشارك في غيره
من العقليات. توفي في ثاني عشر المحرم عن ستين سنة.
(52/439)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 440
703 - محمد أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله. الخطيب، زين الدين ابن المحتسب تاج
الدين الحموي ابن المغيزل. سمع من شيخ الشيوخ شرف الدين. ومات في المحرم، ودفن عند
أبيه. 704 - محمد بن العزّ أحمد بن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن
محمد بن قُدامة. شرف الدين الحنبلي. ولي حسبة الصالحية. وسمع من: المؤتمن بن
قميرة، والمرسي، واليلداني، وعم والده محمد بن عبد الهادي، وجماعة. وأجاز له: ابن
القبيطي، والكاشغري، وابن رواج، وجماعة. ولد في ربيع الأول سنة أربعين وستمائة،
وحدث. وقدم من مصر إلى صفد، وقد حصل شيئاً. وفي عزمه العود إلى لقاء العسكر، فعدم
ولم يظهر أثره، رحمه الله. 705 - محمد بن آدم. شمس الدين الدربندي، الصوفي،
الشاهد. توفي في جمادى الآخرة. وكان فقيهاً بالمدارس. 706 - محمد بن الحُسام.
الناصري. كان ملازماً لأولاد الناصر صاحب الكرك. وكان جندياً، فاضلاً، أديباً. ذكر
أنه سمع من ابن اللتي. مات في آخر شوال.
(52/440)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 441
707 - محمد بن درباس بن باساك بن درباس. ناصر الدين الجاكي، الكردي، الجندي،
الحنبلي. ولد بالرها سنة سبع وعشرين وستمائة. وسمع من عيسى الخياط، ومجد الدين بن
تيمية بحران ؛ ومن الرشيد العطار بمصر، ومن الضياء صقر بحلب، ومن جماعة. وكان
صالحاً فاضلاً. وكان من أعيان الجند، فقطع خبزه من القاهرة، فحج وقدم دمشق، وافتقر
وصبر. توفي في شوال. 708 - محمد ابن سعيد ابن عبد الله. الفقيه، تقي الدين المدني،
الحجازي، الأسود. قارئ الحديث بالمدينة النبوية. أقام بدمشق أيام التتار، وتعب،
وآلى على نفسه أن لا يخرج بعدها من المدينة من المشاق الذي قاسى، وانتظر سفر
الحجاج، فلم يحج أحد من دمشق، فسافر إلى القاهرة، فأدركه أجله بها في شوال. وكان
فاضلاً في الأدب، جيد الشعر، من أبناء الأربعين. 709 - محمد بن سلمان بن حمائل بن
علي.
(52/441)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 442
الشيخ، الإمام، البارع، الأديب، البليغ، ذو الفضائل، شمس الدين ابن غانم المقدسي،
الشافعي، سبط الشيخ القدوة الكبير غانم النابلسي، رحمه الله. ولد سنة سبع عشر
وستمائة واشتغل وحصل وتفقه وشارك في الفنون. وسمع بنابلس في سنة ثلاث وثلاثين من
الشيخ تقي الدين يوسف بن عبد المنعم. وقدم دمشق في حدود الأربعين وأدرك بها الأئمة
الكبار. وسمع من: الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، وتاج الدين ابن حمويه، وابن أبي
جعفر القرطبي، والرشيد بن مسلمة، وجماعة. وكان من أعيان فضلاء الوقت ومتميزيهم،
موصوفاً بالخبرة والرأي والمعرفة والتقدم، وحسن المذاكرة وتحصيل الكتب النفيسة
وجودة الكتابة والإنشاء وغير ذلك من المعارف. ولي تدريس العصرونية وغيرها، وكتب في
ديوان الرسائل مدة. سمع منه: البرزالي، وابن سامة، والمقاتلي، وجماعة. وسمعت منه
كتاب ' مجابي الدعوة ' لابن أبي الدنيا. وهو والد المولى الأوحد علاء الدين، أبقاه
الله. توفي يوم الجمعة سادس عشر شعبان، ودفن من الغد بسفح قاسيون
(52/442)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 443
710 - محمد بن سليمان بن داود. الجزري. شيخ صالح، خير، حافظ كتاب الله، مديم لطلب
الحديث وسماعه، وتحصيل بعض مروياته. سمع من ابن البخاري وطبقته. وكان من صوفية
الرباط الناصري، فقتل شهيداً بظاهر الرباط، ثم وجد ودفن بعد أيام في الخامس والعشرين
من جمادى الأولى. واحترق بيته، وذهبت أجزاؤه. 711 - محمد بن سُليمان بن أبي العزّ
بن وُهَيْب. الإمام، المفتي، شمس الدين، ابن العلامة الأوحد، شيخ الطائفة، قاضي
القضاة صدر الدين الحنفي، مدرس النورية والعذراوية. وكان من كبار الحنفية، مقصوداً
بالفتوى، أفتى نيفاً وثلاثين سنة، وناب في القضاء عن أبيه بدمشق. وكان منقبضاً عن
الناس، كثير الانقطاع، عديم المخالطة، تاركاً للرئاسة والرعونة. توفي إلى رحمة
الله في سادس عشر ذي الحجة بالمدرسة النورية، ودفن بالجبل. 712 - محمد بن سليمان.
الإمام، المفتي، وجيه الدين الرومي، القونوي، الحنفي، إمام الربوة. شيخ فاضل،
متواضع، أبيض اللحية، أم بالربوة مدة، وخطب بالنيرب
(52/443)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 444
نيابة. وولي في الآخر تدريس العزية التي بالميدان. وأعاد وأفتى، وكان يشهد. توفي
يوم الجمعة يوم عرفة. بت عنده ليلة بالربوة، وكان حسن المحاضرة، متواضعاً. 713 -
محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد. الإمام، المفتي، البارع، شمس الدين، أبو عبد
الله ابن الشيخ المفتي الزاهد فخر الدين البعلبكي الحنبلي. ولد سنة أربع وأربعين
وستمائة. وسمع من: خطيب مردا، وشيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري، والفقيه محمد
اليونيني، والزين بن عبد الدائم، والرضى ابن البرهان، والنجم البادرائي، وجماعة.
وتفقه على والده، وعلى الشيخ شمس الدين بن قدامة، وجمال الدين ابن البغيدادي، ونجم
الدين بن حمدان. وقرأ الأصول على مجد الدين الروذراوري، وبرهان الدين المراغي.
وقرأ الأدب على الشيخ جمال الدين ابن مالك، والشيخ أحمد المصري. وقرأ المعاني
والبديع على بدر الدين بن مالك، وحفظ القرآن وصلى
(52/444)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 445
بالناس ابن تسع، وحفظ ' المقنع ' و ' منتهى السول ' للآمدي، ومقدمتي أبي البقاء.
ثم قرأ معظم ' الشافية ' لابن مالك. وكان أحد الأذكياء المناظرين والأئمة
المدرسين. وكان عارفاً بالمذهب وأصوله وبالنحو وشواهده، وله معرفة حسنة بالحديث
والأسماء وغير ذلك، وعناية بالرواية. أسمع أولاده الحديث، وتوفي إلى رحمة الله وهم
صغار، فلطف الله بهم، وحفظوا القرآن والعلم، ونشأوا في صيانة وخير. توفي في تاسع
رمضان، وقد روى اليسير. وفاتني السماع منه. 714 - محمد ابن الشيخ شمس الدين عبد
الرحمن ابن الشيخ أبي عمر. الفقيه، العدل، عز الدين المقدسي، الحنبلي. والد الإمام
نجم الدين. سمع من: اليلداني، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وجماعة. وأجاز له سبط
السلفي. وسافر مع جماعة من العدول في أمر الدولة فأكر لمكانة أبيه وخلع عليه
بطيلسان في سنة أربع وسبعين. سمعت منه. وتوفي في التاسع والعشرين من ذي القعدة.
715 - محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي بن عبد الوهّاب بن محمد بن أبي الفضل.
الشيخ زين الدين الأنصاري، ابن الحرستاني، وعبد الوهاب هو أخو قاضي القضاة أبي
القاسم ابن الحرستاني. ولد في رجب سنة خمس وعشرين وستمائة.
(52/445)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 446
وسمع من: ابن صباح، وابن اللتي، وغيرهما. وحدث بالدارمي، قرأه عليه ابن حبيب. وكان
ذهيباً بقيسارية المد، له حرمة ووجاهة في سوقه لدينه ومكارمه وتواضعه وفضيلته.
فإنه كان حافظاً للقرآن، حفظة للحكايات والأشعار، يوردها إيراداً جيداً. وكان يلقب
بالنحوي. وقد اجتمعنا به مرات، وكنا نفرح به ونحن صغار. وكان يطلع إلى بستاننا
بأهله. وهو أخو القاضي أحمد الذهبي، زوج خالتي سمعت منهما. وتوفي الزين النحوي في
سابع عشر ذي القعدة بدمشق، وصلي عليه يوم الجمعة. 716 - محمد بن عبد القويّ بن
بدران. الإمام، المفتي، النحوي، شمس الدين، أبو عبد الله المقدسي، المرداوي،
الجماعيلي، الحنبلي. ولد بمردا سنة ثلاثين، وقدم إلى الصالحية، فقرأ وتفقه على
الشيخ شمس الدين وغيره. وبرع في العربية واللغة، وأشغل، ودرس، وأفتى، وصنف. وكان
حسن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مطرحاً للتكلف. ولي تدريس الصاحبية مدة.
وكان يحضر دار الحديث ويشغل بها وبالجبل. وقد سمع من: خطيب مردا، ومحمد بن عبد
الهادي، وعثمان بن خطيب القرافة، ومظفر بن الشيرجي، وإبراهيم بن خليل، وتاج الدين
ابن عبد الوهاب بن عساكر، وطائفة.
(52/446)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 447
وقرأ بنفسه على الشيوخ. وله قصيدة دالية في الفقه، وحكايات ونوادر، وكان من محاسن
الشيوخ. توفي في ثاني عشر ربيع الأول. ودفن بمقبرة المرداويين بالجبل. وقد أخذ
العربية عن الشيخ جمال الدين بن مالك، وغيره. وأخذها عنه القاضيات شمس الدين بن
مسلم، وجمال الدين بن حملة، وجماعة، ونظم قصيدة دالية في ثمانية عشر ألف بيت في
المذهب تبين إمامته، رحمه الله. 717 - محمد بن عبد الكريم بن عبد القويّ بن عبد
الله بن سلامة. ناصر الدين، أبو السعود المنذري، المصري، القرافي. ولد سنة ست
وثلاثين. وسمع من: ابن المقير، وابن الجميزي، وسبط السلفي. وكان ثقة، صدوقاً. سمعت
منه مجلس معمر. توفي في أحد الربيعين، ودفن عند عمه الحافظ زكي الدين. وهو أخو
شيخنا عبد القوي. وأحسب عبد القوي مات قبله. 718 - محمد بن عبد الوهّاب بن أحمد بن
محمد بن عبد العزيز بن الحُسَيْن. القاضي، الرئيس، زين الدين ابن الحباب، السعدي،
المصري، ناظر الخزانة. سمع من جده، ومن: علي بن مختار، وابن الجميزي.
(52/447)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 448
وكان رئيساً نزهاً، متواضعاً، مائلاً إلى التزهد والدين، موصوفاً بالأمانة. قرأت
عليه جزءاً. وتوفي في حادي عشر ربيع الأول، وقد كمل خمساً وسبعين سنة. 719 - محمد
بن عسكر بن شداد. الفقيه الزاهد، شمس الدين الزرعي. رأيته يبحث بالظاهرية، وكان
على رأسه خرقة. وبلغني أنه لم يكن في بيته حصير. ومكث سنوات يصوم الدهر، ويقرأ كل
يوم ختمة. مات في ثالث شوال بدمشق، رحمه الله. 720 - محمد بن علي بن أحمد بن فضل.
المسند، المبارك، شمس الدين، أبو عبد الله، أخو الإمام القدوة تقي الدين، ابن
الواسطي. ولد سنة خمس عشرة وستمائة تقريباً. وحضر على الشيخ الموفق، وموسى بن عبد
القادر، والشهاب بن راجح، وغيرهم. وسمع من: ابن أبي لقمة، والقزويني، وابن البن،
وابن صصرى، والبهاء، وابن صباح، والكاشغري، وابن غسان، وابن الزبيدي، وعمر بن
شافع، وطائفة. وكان من بقايا الشيوخ المسندين. خرجت له ' عوالي ' في جزء ضخم. وخرج
له ابن النابلسي ' مشيخة: في جزئين.
(52/448)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 449
وروى عنه في حياته: ابن الخباز، وابن العطار. وسمع منه بشر كثير منهم: المزي،
والبرزالي، وابن سيد الناس، والمقاتلي، والمجد الصيرفي، والمحب المقدسي، وابن
المهندس، ونجم الدين القحفازي النحوي، وشمس الدين ابن المهيني. وقاسى التتار، ثم
دخل البلد فقيراً، وتوفي في منتصف رجب. 721 - محمد بن محمد بن أبي عابد مريّ بن
ماضي. الصالحي، الصحراوي. روى عن: جعفر الهمداني. أخذ عنه: البزالي، والمقاتلي.
ولم أسمع منه. جرح وأوذي، ومات في جمادى الأولى. 722 - محمد ابن القاضي بهاء الدين
محمد ابن بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان. القاضي، عماد الدين
الشافعي، قاضي عجلون. رئيس جليل، صاحب مكارم. قرأ عليه علم الدين جزءاً بإجازته من
ابن الجميزي، والسبط. توفي في ربيع الأول بقلعة عجلون. - محمد بن محمد.
(52/449)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 450
هو الخطيب موفق الدين. يأتي بلقبه. 723 - محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك. تقي
الدين، المعروف بالأسد، ولد العلامة حجة العرب جمال الدين. بلغني أن والده صنف '
الألفية ' لأجله ليحفظها، فلم يحذق في نحو. وكان طيب الصوت، يقرأ بالظاهرية
وغيرها. وله مسجد ومجلس مع الشهود. توفي في شوال. 724 - محمد بن محمد بن يوسف بن
نصير. صاحب الأندلس، أمير المسلمين، أبو عبد الله بن الأحمر. تملك بعد والده سنة
إحدى وسبعين، وامتدت أيامه. ومات في هذه السنة في عشر الثمانين، وتملك بعده ابنه
محمد لتسعة أعوام وخلع. ومملكة الأندلس اليوم في قدر نصف مملكة الشام بل أقل. 725
- محمد بن مظفّر بن قايماز. شمس الدين الدمشقي، السقطي بالزيادة. ولد في حدود
العشرين وستمائة، وقرأ القرآن على الفقيه سليمان بن عبد الكريم، فسمعه من: ابن
المقير، وكريمة، والسخاوي. ونسخ بخطه شيئاً من سماعه. وله ثبت وإجازات. سمعنا منه
نسخة فليح. وكان جده عتيق سلامة الرقي صاحب القبة التي بالصالحية.
(52/450)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 451
توفي في عاشر جمادى الآخرة. 726 - محمد ابن القاضي السّديد أبي الفضل معالي بن فضل
الله بن معالي بن بركات. ابن الملاق، زين الدين الرقي، الكاتب بدمشق في ديوان
السكر. ولد سنة اثنتين وعشرين بالرقة، وسكن دمشق من أول الدولة الظاهرية. ولي أبوه
القضاء والوزارة بالرقة ؛ وهم بيت قديم بالرقة. روى بالإجازة عن عبد السلام
الداهري، والسهروردي. سمع منه: البرزالي، وغيره. ومات عقيب التتار بدمشق وورثه
الأمين إسماعيل الشاهد قواليح. 727 - محمد بن مكي بن أبي الذكر بن عبد الغني.
الشيخ، شمس الدين، أبو عبد الله بن أبي الحرم القرشي، الصقلي، ثم الدمشقي، نزيل
القاهرة، وأحد الرقامين بدار الطراز. ولد في رجب سنة أربع وعشرين. وسمع من: ابن
صباح، وابن الزبيدي، وابن اللتي، ومكرم، والإربلي، وابن الشيرازي، وابن المقير،
وكريمة، وجماعة. وحدث ' بالصحيح ' عن ابن الزبيدي. وكان مكثراً، صحيح السماع. سمع
منه المصريون والرحالة. وقرأت عليه عشرة أجزاء. توفي في الحادي والعشرين من ربيع
الآخر بالقاهرة. ومن مسموعه
(52/451)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 452
كتاب ' التيسير ' من محيي الدين ابن العربي قال: أنبا أبو الحسن بن هذيل إجازة.
728 - محمد بن نصر الله بن محمود. الشهاب العطار، الشيباني، الدمشقي. سمع من: ابن
مسلمة، وفرح الحبشي. ولم يحدث. ومات في ربيع الأول. 729 - محمد بن هاشم ابن الشريف
البهاء عبد القادر الشُّرُوطيّ ابن عَقِيل بن عثمان بن عبد القاهر بن الربيع بن
سليمان بن حمزة. الشريف المعمر، شمس الدين، أبو عبد الله الهاشمي، العباسي،
الصالحي. من ولد الأمير صالح بن علي. شيخ عدل، دمشقي، أصيل، مشهور. ولد في ثامن
عشر جمادى الأولى سنة ست وستمائة. وروى عن عم أبيه الفضل بن عقيل. وحدث ' بالصحيح
' غير مرة عن ابن الزبيدي. وحدث بالإجازة من أبي روح، وليس اسمه مصرحاً في
الإجازة. وكان يمكنه السماع من الكندي وطبقته، فلم يظهر ذلك، وانقطع في الآخر
ببستانه ببيت لهيا بناحية المصيصة، وبه كان موته في تاسع رمضان، يوم مات شمس الدين
ابن الفخر، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
(52/452)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 453
سمع منه: المزي، وابنه، والبرزالي، والمقاتلي، والنابلسي، وشهاب الدين ابن
الظاهري. وكان شيخاً كبيراً، فانياً. أخبرنا أبو المحاسن محمد، أنا أبو المحاسن
الفضل سنة خمس وعشرين وستمائة أنا حسان الزيات، فذكر مجلساً سمعه من الفقيه نصر. -
محمد بن يوسف بن إسماعيل. هو الموفق. 730 - محمد بن يوسف ابن الحافظ زكيّ الدين
محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يدّاس. الشيخ، الإمام، العدل، المرتضى، بهاء الدين،
أبو الفضل بن أبي الحجاج ابن البرزالي، الإشبيلي الأصل، الدمشقي، الشافعي. ولد في
رجب سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وأحضره والده على جماعة منهم: السخاوي، وابن
الصلاح، وكريمة، وعتيق السلماني، والمخلص بن هلال، والتاج بن أبي جعفر، ومحاسن
الجوبري، والمرجا بن شقيرة، وطائفة. ثم توفي والده شاباً، وخلفه طفلاً له خمسة
أعوام، فربي في حجر جده
(52/453)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 454
لأمه الشيخ الإمام علم الدين القاسم بن أحمد اللورقي، وقرأ عليه القراءآت وشيئاً
من الفقه والنحو، وكتب الخط المنسوب وبرع فيه، ونسخ جملة من الكتب. وأجاز له طائفة
من شيوخ بغداد ومصر والشام. وقرأ عليه ولده الحافظ أبو محمد القاسم - أبقاه الله -
شيئاً كثيراً، حتى أنه قرأ عليه الكتب الستة بالإجازات. وحدث بدمشق ومصر والحجاز،
وبرع في كتابة الشروط، وكتب الحكم للقضاة. ومهر في ذلك، ورزق حظوة مع التصون
والديانة والتقوى والتحري والنزاهة والوقار والتعبد. وكان قليل المثل في فنه، تفضل
وزكاني مرة عند القاضي جمال الدين الزرعي. توفي يوم الجمعة العشرين من شوال، ودفن
بعد العصر بمقبرة باب شرقي، عند والده. 731 - محمد بن يوسف بن خطاب بن حسن. شمس
الدين التلي، الصالحي، الحنبلي. رجل مبارك، كثير الحج، قرأ لنا عليه البرزالي
جزءاً عن جعفر الهمداني. ومات في السابع والعشرين من جمادى الأولى، وقد قارب
السبعين. 732 - مريم بنت أحمد بن حاتم بن علي. دينة، صالحة، مبتلاة بالآلام،
صابرة، محتسبة. روت عن الإربلي، وحضرت على البهاء عبد الرحمن. سمعت منه جزءاً.
مولدها ببعلبك سنة اثنتين وعشرين وستمائة وتوفيت
(52/454)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 455
بها في التاسع والعشرين من رمضان. وهي أخت الشيخ الزاهد إبراهيم بن حاتم. 733 -
مريم بنت أحمد ابن الإمام أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد المقدسي. أم عبد الله.
حضرت على الفقيه محمد بن عبد الملك بن عثمان. وأجاز لها أبو طالب بن القبيطي، وأبو
إسحاق الكاشغري. وهي أخت المحدث محب الدين عبد الله، وزوجة أحمد بن أبي محمد
المغازي. سمع منها محب الدين عبد الله، والبرزالي، وجماعة. وماتت في جمادى الأولى
داخل المدينة، ودفنت إلى جانب السور. 734 - المطروحيّ. الأمير جمال الدين أقوش
الحاجب. شيخ مليح الشكل، مديد القامة، ظاهر الهيبة. كان حاجباً، جليلاً، خبيراً،
عاقلاً، ناهضاً، مجملاً لمنصبه. أعطي الطبلخاناه في أواخر عمره. جهل أمره من بعد
الوقعة فقيل إن الكسروانيين باعوه للفرنج. 735 - منصور بن عبد الكريم. أبو أحمد بن
الفحمي، السراوي، ويعرف بابن الحمصي أيضاً. ولد بحمص سنة خمس وأربعين. وأقام مدة
في بستان في جوار خان الطعم، ثم انتقل إلى حمص. وكان فيه زهد ولنقطاع.
(52/455)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 456
توفي في ربيع الآخر بعد أن شهد الوقعة. 736 - مَنْكُبَرْس. الجمالي، الأمير
الكبير، ركن الدين، أبو سعيد التركي، الساقي، أحد غلمان الأمير جمال الدين أيدغدي،
العزيزي. بطل شجاع، مهيب، من أمراء الدولة المنصورية والأشرفية. وولي نيابة غزة في
الدولة الحسامية، وبعد ذلك سمعت منه بحضرة شيخنا ابن الظاهري، وكان يتردد إلى
الشيخ. شهد المصاف وثبت، فجاءته ضربة في وجهه، فصرخ في أصحابه وحمل بهم التتار،
فجاءه سهم. واشتغل عنه أصحابه بالعدو، ثم، رجعوا فوجدوه قد استند إلى رمحه ومال،
فلم يدركوه إلا وقد سقط، فترجلوا إليه، ثم عجزوا عن دفنه. روى عن سبط السلفي. وكان
ممن جاوز السبعين. 737 - موفّق الدّين. الخطيب، الحموي. هو أبو المعالي محمد بن
محمد بن المفضل بن محمد بن عبد المنعم بن حسين بن حمزة بن حسين بن أحمد بن علي بن
طاهر بن حبيش. القاضي، الإمام، الخطيب، المفتي، ولد القاضي عز الدين أبي المبشر
ابن القاضي نجم الدين أبي المكارم ابن القاضي مهذب الدين أبي عدي ابن
(52/456)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 457
القاضي تاج الدين أبي سالم ابن القاضي أمين الدين أبي القاسم حسين بن حمزة
البهراني، القضاعي، الحموي، الشافعي، المعروف بابن حبيش. ولد في العشرين من جمادى
الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة بحماة، وتفقه بها، وحصل وشارك في الفضائل. وسمع
من: أبي القاسم بن رواحة، والكمال بن طلحة، وجماعة. وروى لنا بالإجازة عن جده لأمه
أبي المشكور مدرك بن أحمد بن مدرك بن حسين بن حمزة القضاعي. وكان إماماً، جليلاً،
كبير القدر، وافر الحرمة، ظاهر الحشمة، كبير البيت. ولي خطابة حماة مدة، ثم برح
منها لتهديد السلطان له لما أنكر وأراق الخمور، فأقام بدمشق مدة، ثم ولي خطابتها
سنة ثلاث وتسعين. ثم عزل ثم طلب إلى حماة وولي قضاءها مدة. ثم قدم إلينا منجفلاً،
فتعب وحضر أجله، فتوفي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة بدرب القاضي الفاضل عند
ابنته، ودفن بمقبرة باب الفراديس. وكان شيخاً ضخماً، تام الشكل، أبيض اللحية، حسن
البزة، جهوري الصوت، من أهل الدين والخير والسنة. 738 - موفّق الدين. هو محمد بن
يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم بن طلحة المقدسي، الحنبلي، الشاهد. رجل جيد، خير،
متنسك، متودد إلى الناس. روى لنا عن ابن المقير. توفي في رابع شعبان عن خمس وسبعين
سنة.
(52/457)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 458
739 - موفّق الدين الكحّال. هو الحكيم، أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن محمد بن نبيل
العبادي. رجل جيد، متميز في الكحالة. روى عن: الرضى بن البرهان. كتب عنه:
البرزالي، وغيره. توفي كهلاً في ذي الحجة، وله أولاد. 740 - موفّق الدين
البَيْسَريّ. البغدادي، الفقيه الحنبلي، من أعيان شيوخ الحنابلة بدمشق. توفي في
رجب، وصلي عليه عقيب الجمعة هو وعشرة أنفس، أحدهم الشيخ يونس اليونسي عم الشيخ سيف
الدين الرجيحي. 741 - الموفّق القَيسيّ. الشيخ الجنائزي، نقيب الوعاظ والموتى. مات
في رجب.
- حرف النون -
742 - ناصر الصّالحيّ. المقرئ، الملقن، أخو أمين الدين الخياط، الفقير، الصوفي.
توفي في رمضان. كان له حلقة كبيرة بالتلقين بجامع الجبل.
(52/458)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 459
743 - النّجيب محمد ابن شيخنا الكمال محمد بن أبي الفتح نصر الله بن إسماعيل. ابن
النحاس الأنصاري، الدمشقي، الكاتب. رئيس متميز، كاف في التصرف. سمع ' جزء ابن عرفة
' من ابن عبد الدائم. توفي زمن التتار بحصن صافيتا. وهو والد المولى أمين الدين.
744 - النّجيب نجيب بن محمد بن يوسف. الخلاطي، الصوفي، المقيم بالقيمرية التي
بالقباقبيين. شيخ ضخم، تام الخلقة، أبيض اللحية، كبير السن. كان يصلي بالأمراء
القيمرية وله صوت طيب وكلام في التصوف. توفي في أول يوم من جمادى الآخرة، وقد نيف
على التسعين. وقد كتب في إجازة لابن الخباز في آخر سنة ثمانين وستمائة: مولدي في
سنة أربع وستمائة بخلاط. 745 - نجم الدّين الدّيلميّ. الشافعي. فقيه بالمدارس
بدمشق. له خبرة ' بالحاوي '، وفيه خير وسكون. مات يوم الفطر. 746 - نوح بن عبد
الملك ابن الأمير الكبير شمس الدين محمد بن عبد الملك ابن المقدَّم. الأمير، نجم
الدين، أبو البقاء. ولد سنة أربع وعشرين. وأصيب يوم المصاف، وحمل إلى حماة فدفن
بها.
(52/459)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 460
روى عن ابن رواحة. سمع منه: البرزالي، وغيره. وهو من أمراء حماة. 747 - النّور بن
عبد الكافي. هو عبد الله بن شيخنا العدل ضياء الدين ابن الخطيب الكبير جمال الدين
عبد الباقي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي، الدمشقي الشروطي، الأديب. ولد سنة
أربع وستين وستمائة. وسمع من جماعة مع عمه الحافظ علي عبد الكافي. وكان حسن
الكتابة، جيد النظم، فيه لعب وعشرة وانطباع، واشتلاق. توفي في ربيع الأول. رحمه
الله. 748 - النّورس المؤذّن. النحاس إبراهيم. من مؤذني الجامع. توفي في صفر. 749
- النّورس الخيّاط. المجاور بالحائط الشمالي، محمد بن حامد التنوخي، أخو الشيخ
أحمد الأعقف الحريري. توفي في شوال.
(52/460)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 461
- حرف الهاء -
750 - هديّة بنت الشيخ عبد الحميد بن محمد بن سَعْد بن إبراهيم المقدسيّ،
المَرْداويّ. أم محمد، امرأة صالحة، دينة، زوجة الفقيه أحمد المرداوي، وأم أولاده:
عبد الحميد، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة. روت ' صحيح البخاري ' عن ابن الزبيدي.
سمعنا منها. توفيت في ربيع الآخر. 751 - همّام. شجاع الدين، النقيب بدار الولاية
بدمشق. كحلت عيناه، ومات بعد يوم. وكان قد أعان التتار. وما كان بذاك الظالم،
سامحه الله.
- حرف الواو -
752 - وَهْبان بن علي بن محفوظ بن أبي الحياء. زين الدين، أبو الكرم الشيبي،
الجزري، المؤذن. روى لنا عن: عبد العزيز بن باقا. وحدث بدمشق ومصر. وكان مؤذناً
بدار السلطنة معمراً.
(52/461)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 462
ولد بجزيرة عمر سنة أربع وستمائة. ومات بالقاهرة في ربيع الأول.
- حرف الياء -
753 - يحيى بن أحمد بن يحيى. الشيخ جمال الدين الحنفي. انقطع عن الخدم والكتابة،
ولازم الخير والعبادة. وهو والد المحتسب الرئيس بهاء الدين ابن عليمة. توفي في
رجب. 754 - يوسف ابن القاضي محيي الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن الأُستاذ.
القاضي بهاء الدين الأسدي، الحلبي، الشافعي، قاضي سرمين. ولد سنة تسع وثلاثين
بحلب. وسمع من: ابن رواحة، والمؤتمن بن قميرة، وابن خليل. وحدث بدمشق، ومصر، وحلب،
وسرمين، وولي قضاءها مدة. توفي بدمشق في أول رجب. 755 - يوسف ابن الشيخ تاج الدّين
موسى بن محمد بن الحيوان. بهاء الدين الأديب. شاب ذكي، فاضل
(52/462)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 463
تفقه وحصل، وسمع الحديث، ونظم الشعر الجيد. ثم تفقر ولازم ابن التاجر، فأفسد
عقيدته ودمر عليه. وكان كيساً متواضعاً حسن العشرة. وهذا من شعره:
(أناشدكم بالله إلاّ وقفتُم .......... ليَقضيَ أوطاراً من الوصْل مُغرمُ)
(أخو صَبْوةٍ ما زال به حُبّكم .......... فأظهر قاني الدّمع ما كان يكتم)
(يقولون لي: ما العشق والوجْد والأسى .......... وما البُعد حتّى يشتكيه
المتيَّمُ)
(فَوَاحسرتي من طول حزني ولوعتي .......... يهوّن أمرَ الحبّ من ليس يعلم)
توفي البهاء يوسف بن الحيوان في ثاني ذي القعدة، وقد قارب الثلاثين. 756 - يوسف بن
أبي نصر بن أبي الفَرَج بن أبي نصر ابن الشّقّاريّ. الشيخ، الأمير، المسند، عماد
الدين، أبو الحجاج الدمشقي. ولد في حدود سنة عشر وستمائة. وسمع ' الصحيح ' من ابن
الزبيدي، وابن الصلاح. وسمع من الناصح بن الحنبلي، والفخر الإربلي، والرشيد بن
الهادي، والسخاوي، وولي إمرة الحاج مرات متعددة، وأنفق في ذلك وفي وجوه البر أموالاً
كثيرة. وكان رجلاً جيداً، متواضعاً، سليم الباطن، سهل العريكة، فيه
(52/463)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 464
دين وعدالة وسماحة. وكان جيد السيرة والمداراة في الطريق. وقف بالنيرب تربة مليحة
نقية وخانكاه ومسجداً. ووقف على ذلك أماكن. وحدث بالصحيح غير مرة وحدث بالحرمين.
وكان محباً للرواية، رحمه الله. قرأت عليه ' الصحيح ' في عشرة أيام. توفي في
الثامن والعشرين من ربيع الآخر، ودفن بداره، ثم نقل إلى تربته بعد خمسين يوماً.
- الكنى -
757 - أبو بكر بن عبد الله بن عمر بن يوسف بن يحيى. الشيخ محيي الدين ابن الخطيب
نجيب الدين المقدسي، ابن خطيب بيت الآباء. مؤذن القرية. ولد سنة أربع وعشرين
وستمائة. وسمع: أباه، وعمه، وجدته أم البنين زينب بنت عبد الرزاق، وابن اللتي،
والإربلي، والتاج القرطبي. وتوفي في عاشر شعبان. سمعت منه ' المائة الشريحية '،
وهي جزء عدته نيف وستون حديثاً. 758 - أبو حامد بن محمد بن مسعود بن الحسن بن سعد
الله بن سرايا. الحراني، المقرئ، مؤذن جامع جراح.
(52/464)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 465
ولد بحران سنة عشرين. وسمع: ابن اللتي، وابن رواحة، وابن خليل بحلب. وكان يلازم
السبع الكبير، وبه سمعت منه. توفي في وسط ربيع الآخر، ودفن من غير غسل إلى جانب
السور، رحمه الله. 759 - أبو طالب. العلوي، الحسيني، المعمار. شيخ سمين، فيه سنة
ودين وبغض للمبتدعين. وله دكان بالرحبة لبيع الأبواب والرخام وآلات العمارة. توفي
في ذي القعدة. 760 - أبو عبد الله المرجاني. الواعظ، المذكر، الزاهد، القرشي،
التونسي. كان متفنناً، عالماً، مفسراً، مذكراًُ، حلو العبارة، كبير القدر، له شهرة
في الآفاق. قدم الإسكندرية مرة، وذكر بها وبالديار المصرية. سألت الفقيه أبا مروان
المالكي، وكان قد صحبه، فأثنى عليه وأسهب في وصفه وقال: كان مقتصداً في لباسه،
يتطلس فوق العمامة على زي علماء بلده. وكان بارعاً في مذهب مالك، رأساً في
التفسير، عارفاً بالحديث، له قدم في
(52/465)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 466
التصوف والعبادة والزهد. وكان أشقر، أبيض الرأس واللحية، خفيف اللحم لم يصنف
شيئاً، ولا كان أحد يقدر أن يعيد ما يقوله لكثرة ما يقول على الآية ؛ وربما فسر في
الآية الواحدة على لسان القوم ثلاثة أشهر. خلف كتباً كثيرة وعدة أولاد. قلت: توفي
في هذا العام، وصلوا عليه بالقاهرة صلاة الغائب في رابع عشر رمضان. وكانت وفاته
بتونس، ودفن بظاهرها بجبل الزلاج، وشيعه سائر أهل تونس. وكان جمعاً مشهوداً، وحضره
صاحب تونس المستنصر بالله أبو عبد الله محمد بن الواثق يحيى بن المستنصر أبي عبد
الله محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر الهنتاتي، وعاش اثنتين وستين سنة. وكانت
وفاته ليلة السبت الثاني والعشرين من ربيع الآخر من السنة. وفيه وُلد: القاضي عماد
الدين ابن قاضي القضاة علم الدين ابن الأحنائي، وبدر الدين محمد بن علي بن محمد
ابن السكاكري، وجمال الدين إبراهيم بن يونس الغانمي.
(52/466)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 467
سنة سبعمائة
- حرف الألف -
761 - أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر. الفقيه، شهاب الدين ابن الجزري، أخو العدل شمس
الدين. شاب فاضل، كثير المحفوظ، من أبناء الثلاثين. قرأ الفقه والأصلين والعربية.
وسمع الكثير مع الشيخ علم الدين. وكان متواضعاً، متودداً، جيد الفهم. توفي في تاسع
عشر المحرم، رحمه الله. 762 - أحمد ابن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف
بن محمد بن قُدامة. الشيخ، المسند، المبارك، عز الدين، أبو العباس المقدسي،
الصالحي، الحنبلي. ولد تقريباً سنة اثنتي عشرة. وسمع من: الشيخ موفق الدين ان
قدامة، وموسى بن عبد القادر، وابن راجح، وابن أبي لقمة، والبهاء، وأبي القاسم بن
صصرى، وشمس الدين أحمد البخاري، وابن غسان، وابن الزبيدي، وجماعة. خرجت له ' مشيخة
' في ثلاثة أجزاء، وسمعها خلق. وعدم منها جزءان
(52/467)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 468
زمان التتار. وظهر له أيام التتار سماع ' مسند أبي داود الطيالسي '، من الشيخ
الموفق، وأظن له فوت. وحدث بالكثير، وصار من أعيان المسندين في زمانه، وقصد
بالزيارة، وبقيت له صورة كبيرة. وكان قد انقطع في جنينته بالجبل، وأقبل على الخير
والذكر والتطوع. وكان متواضعاً، ظريفاً، متودداً، صحيح السماع. تفرد بشيوخ وأجزاء
عالية، وظهر له حضور بعد موته من الشمس أحمد بن عبد الله العطار، وتفرد بذلك.
وتوفي في ثالث المحرم وله، ثمان وثمانون سنة. 763 - أحمد بن عبد الله بن عمر بن
عبد الرحيم. العدل، الأمير، أبو بكر العجمي، الحلبي. مات في حدود سنة سبعين. نا عن
ابن اللتي حضوراً. وسمع من: ابن رواحة، وابن خليل، وابن مسلمة. وكان عاقداً بمصر
قارب سبعين سنة. 764 - أحمد بن محمد بن سَعْد بن عبد الله بن سَعْد بن مفلح.
الشيخ، الصالح، الفاضل، المسند، عماد الدين ابن المولى الأديب العالم شمس الدين
المقدسي، الصالحي، الحنبلي. ولد سنة سبع عشرة وستمائة.
(52/468)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 469
يروي عن: المجد القزويني، وابن الزبيدي، والإربلي، وابن اللتي، وابن المقير،
وجماعة. وأجاز له الشيخ الموفق، والفتح بن عبد السلام، ومسمار بن العويس، وطائفة.
وحدث قبل الستين وستمائة وإلى أن مات. وكان شيخاً صالحاً، خيراً، وقوراً، صحب
الصالحين، وحج مرات، وحدث بالحجاز، وحماة، ودمشق، وأماكن. وسمع منه خلق. توفي في
رابع عشر المحرم. 765 - أحمد بن ياقوت. النابلسي. الشيخ الصالح المقرئ، شهاب الدين
ابن الأرمنية. ولد سنة سبع عشرة. وسمع من: خطيب مردا، ومن: الجمال عبد الرحمن بن
منعم بن نعمة وتفقه عليه. وكان إمام مسجد شيخنا العماد بن بدران. سمعت منه أنا
والبرزالي. ومات في صفر. 766 - إبراهيم بن علي. الصهيوني، المقرئ. ولد باللاذقية
سنة أربعين وستمائة. وسمع من عبد الدايم. أخذ عنه البرزالي. وكانت له حلقة تلقين
بجامع دمشق، وله أولاد حفظوا القرآن.
(52/469)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 470
توفي في المحرم. 767 - إبراهيم ابن الشيخ علي بن محمد بن محمد بن علي بن بقاء.
الصالحي، الملقن ابن الملقن. رجل صالح. روى عن ابن عبد الدائم. وكان من أبناء
الأربعين. توفي في صفر. 768 - إسماعيل بن إبراهيم بن سونج. الصالحي، المعروف بابن
الحكيم. وكان يعرف بالشيخ إسماعيل البكري. شيخ صالح مشهور، له أصحاب وطريقة، وعرف
بالبكري لأنه كان يتوب ويأخذ العهد لأبي بكر الصديق. وكانت سوقه نافقة، وحلقته
عامرة. وفيه في الجملة خير ودين وسنة وتواضع وحسن سمت، وله أبهة المشيخة، ويعمل
السماعات والأوقات الطيبة. وله زاوية بالجبل، وحلقة بجامع دمشق بعد الصلاة، ويحفظ
كثيراً من الحديث والرقائق ملحوناً. سمع من ابن عبد الدائم ؛ ولم يحدث. وهو أخو
حسن وحسين. اتفق أنه طلع إلى جبل لبنان بأصحابه فمرض بالإستسقاء. وقدم قرية فقال:
ها هنا أموت. وعين موضعاً لدفنه. فلما مات عظمه أهل تلك الجهة وبنوا على قبره،
رحمه الله. توفي كهلاً في السابع والعشرين من جمادى الآخرة. 769 - إسماعيل بن عبد
الرحمن بن عَمْرو بن موسى بن عُمَيْرة.
(52/470)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 471
الشيخ العدل، الجليل، المسند الصالح، عز الدين، أبو الفداء بن المنادي، وابن
الفراء المرداوي، ثم الصالحي، الحنبلي. ولد سنة عشر وستمائة. وسمع من الشيخ الموفق
فأكثر. ومن: ابن البن، وابن راجح، وابن أبي لقمة، والقزويني، والبهاء عبد الرحمن،
وأبي القاسم بن صصرى، وابن الزبيدي، وابن صباح، وجماعة. وخرجت له ' مشيخة ' في جزء
واحد، وحدث بالكثير. وروى ' الصحيح ' و ' شرح السنة ' و ' معالم التنزيل ' مرات.
وكان محباً للحديث، كثير التلاوة والذكر والطاعة، حسن الأخلاق، دائم التواضع، حسن
الهيئة والبزة، مبادراً إلى التسميع، حيث ما قيد انقاد. فاتني عليه كتاب محيي
السنة البغوي بالكسل والتسويف، وسمعت عليه بحمد الله جملة صالحة، وانقطع بموته شيء
كثير. وكان من محاسن الشيوخ. وكان له كفاية جيدة من ملكه، وأكثر ذلك بالعقيبة،
فاحترق، وأصيب في الجبل في نفسه، وأهله، ودخل البلد ضعيف الحال، وبقي مسكيناً بعد
النعمة، عليه فروة عتيقة، وعلى رأسه خرقة وسخة. وقاسى برداً وجوعاً، ولطف الله به،
وعوضه الصبر والاحتساب، وحمل عنه، وانتقل إلى رحمة الله بكرة الجمعة سابع جمادى
الآخرة بسفح قاسيون بجنينته، وصلي عليه بالجامع المظفري، عقيب الجمعة. 770 -
الإشنائيّ. هو الإمام الفاضل عز الدين إسماعيل بن علي المصري، الشافعي. كان رئيساً
له شكل مهيب واشتغال ومعرفة. وكان يكتب في الفتاوى. ولي نظر الأوقاف بحلب مدة،
ومات بالقاهرة.
(52/471)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 472
771 - إلياس بن عثمان. الفقيه سعد الدين الخوئي، الحنفي، معيد الظاهرية والشبلية.
توفي بدمشق في ربيع الأول من كبار الحنفية. 772 - أيدُمر الظّاهريّ. الأمير
الكبير، عز الدين، نائب دمشق في أواخر دولة الملك الظاهر. رأيته في هذه السنة
عابراً إلى الجامع، شيخاً، عليه قباء أبيض وتخفيفة، لا يؤبه له، فأعجبني سمته
وشيبته. وقد حبس مدة في الدولة المنصورية، وأطلقه الملك الأشرف، فقدم دمشق، وأقام
برباطه الذي على ثورا عند الجسر الأبيض. وتوفي في ثاني ربيع الأول، ودفن بتربته
التي مع الرباط، وقد شاخ.
- حرف الجيم -
773 - جوهر. الطواشي، صفي الدين الحبشي، الظهيري، التفليسي. سمع الكثير، وعني
بالرواية، واستنسخ الأجزاء، وأكثر عن أصحاب ابن
(52/472)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 473
طبرزد، وغيرهم. روى لنا جزءاً عن أحمد بن أبي الخير سلامة، ووقف أجزاءه، ووقف
وقفاً على قراءة قرآن وكرسي حديث. وكان صالحاً، مباركاً، حسن الخلق، أوذي أيام
التتار وسلبوه , توفي في رابع عشر رمضان، وهو في أوائل الشيخوخة.
- حرف الحاء -
774 - حسن الكرديّ. شيخ صالح، زاهد، صاحب حال وكشف. وكان كبيراً معمراً، من أبناء
التسعين. وهو مقيم بالشاغور بحاكورة له يزرع بها القنبيط والبقل، ويرتفق بذلك،
ويطعم كل من يدخل لزيارته. وكان يصلي الجمعة، ويجلس مع الشيخ علي القباني. ويقال
إنه عند الموت اغتسل وأخذ من شعره، واستقبل القبلة، وركع ركعات، وعبر إلى الله في
رابع جمادى الأولى. 775 - حُسين بن علي بن حسين بن منّاع. العدل الأجل، شرف الدين
التكريتي، التاجر. رجل متميز، عاقل، مهيب، له ثروة وفيه ديانة وأمانة. سمع من ابن
عبد الدائم، ولم يحدث. توفي كهلاً في صفر. 776 - حِينيذ. هو الفقيه المناظر محيي
الدين عبد القادر بن أحمد البغدادي.
(52/473)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 474
فقيه كهل، تام الشكل، لديه معرفة وفضل، وكان في بحوثه يكثر من قول ' حينئذ ' فلقب
بذلك. وكان يحضر المدارس، وجلس يشهد في الآخر. وحصل له خاتمة خير، فإنه سقط عن سلم
فمات يوم الجمعة ثاني رمضان.
- حرف الخاء -
777 - خديجة بنت القاضي كمال الدين إسحاق بن خليل بن فارس الشيبانيّ، الشافعيّ.
روت لنا بالإجازة عن: ابن صباح، وابن اللتي، وابن باسويه، والإربلي، وجماعة.
وتوفيت بأذرعات عند أخيها القاضي محيي الدين في العام. 778 - الخضِر بن عبد الرحمن
بن الخضِر بن الحُسين بن الخضِر بن الحُسَيْن بن عبد الله بن عبدان. الشيخ الأصيل،
شمس الدين، بقية المسندين، أبو القاسم بن أبي الحسين الأزدي، الدمشقي، الكاتب. كان
شيخاً بشوشاً، متودداً، عامياً، ناقص الفضيلة، ارتزق بالخدم في جهات المكس وغيرها،
ثم في آخر أمره عزل وبطل. ولد في ربيع الأول سنة سبع عشرة وستمائة، وتفرد بأشياء
من المرويات والشيوخ.
(52/474)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 475
روى عن النفيس ابن البن ' مغازي ' ابن عائذ، وعن أبي القاسم بن صصرى، وأبي المجد
القزويني، وزين الأمناء، والمعافى بن أبي السنان، والمسلم المازني، وابن غسان.
وحضر على ابن أبي لقمة. وأجاز له الشيخ الموفق، والفتح بن عبد السلام. خرج له
الشيخ علم الدين ' مشيخة '، وسمع منه خلق على ضعفه، منهم: المزي، وابن حبيب،
والمحب، وابن النابلسي، والوافي، والشهاب المنبجي، وابنه عبد الرحمن. وحضر عليه
محمد بن المزي. توفي في أول ذي الحجة ودفن بتربة آبائه عند الكهف. 779 - خليل بن
إسماعيل بن نابت - بالنون - المحدث، الفقيه، فخر الدين الأنصاري، القدسي، فقيه
ذكي، متيقظ، كثير العلم، حسن البحث، فاضل في الحديث. رحل إلى مصر وإلى دمشق، ولقي
المشايخ وكتب. وكان محدث القدس ومفيده. توفي في ربيع الأول.
- حرف الدال -
780 - داود بن محمد بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد. الأمير، الرئيس، الجليل، عماد
الدين ابن الأمير بدر الدين الهكاري، المقدسي الدار، وبالقدس ولد في سنة تسع
وستمائة.
(52/475)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
والخمسون الصفحة 476
سمع من: ابن اللتي، وحامد بن أبي العميد القزويني، والمحدث زكي الدين البرزالي،
وأبي القاسم بن رواحة، وأبي الحجاج بن خليل، وأبي القاسم بن قميرة بحلب. والتاج بن
أبي جعفر بدمشق، وعمار بن منيع بحران ؛ وعبد الغني بن بنين بمصر. وكان فاضلاً،
نبيلاً، جليلاً، بطلاً، شجاعاً، سمحاً، كريماً، لم يزل يركب ويتصيد إلى أن مات.
وولي نيابة قلعة جعبر في دولة الناصر. وكان محباً للحديث والسنة. حدث بدمشق
والقدس، وفاتني لقيه فإنني قصدته بالقدس مقدمي من مصر، فإذا هو بدمشق، فأتيت دمشق
فإذا هو رجع على أريحيا، وجئت على نابلس. توفي في رجب وله إحدى وتسعون سنة.
- حرف الزاي -
781 - الزّكيّ. الزعيم، مفسر المنامات بجامع دمشق. كان ضريراً، مليح الشكل، جيد
التعبير، وهو عبد اللطيف الحراني، أخو الشيخ أحمد المنجنيقي الفقير. توفي في ربيع
الآخر كهلاً. 782 - زينب
(52/476)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 477
أم الخير، بنت قاضي القضاة محيي الدين يحيى بن محمد بن الزكي، القرشي، الدمشقي،
الشافعي. زوجة النظام عبد الله ابن البانياسي. روت لنا عن: أبي الحسن بن المقير،
وعلي بن حجاج البتلهي، وأبي القاسم بن رواحة، وفتوح بن نوح الخوئي. وسمعت أيضاً من
محيي الدين ابن العربي صاحب التصانيف. سمعنا منها ببستان أولادها عند بركة
الحميريين أنا، والبرزالي، والمقاتلي، وابن النابلسي، وجماعة. وتوفيت بالبستان في
تاسع شعبان، ودفنت بالجبل. 783 - زينب بنت يوسف بن عمر بن خطيب بيت الآبار. روت عن
الفخر الإربلي. لم أسمع منها. وتوفيت في ربيع الآخر.
- حرف السين -
784 - ستّ الأُمَنَاء بنت الشيخ صدر الدين أسعد بن عثمان بن أسعد بن المُنَجّا.
والدة الخطيب معين الدين ابن المغيزل وإخوته، وتدعى أم عز الدين. ولدت سنة ثمان
وعشرين أو نحوها. وروت عن جدها. جفلت مع الناس إلى مصر، فأدركها الموت بالسعيدية
قبل بلبيس في ربيع الأول، رحمها الله.
(52/477)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 478
- حرف الشين -
785 - الشريف الدّقّاق. كهل، مهيب، حسن البزة، تام الشكل، كثير الأموال، من أعيان
تجار الخواصين ورؤسائهم، وله أولاد ملاح يركبون الخيل ويتجملون. مات في ربيع
الأول، وقد صودر أيام التتار، وأخذوا منه ثلاثين ألفاً أو أزيد. وحدثني أبي أن
والد هذا كان منجماً بعقبة الكتان. قال: وكنت أراه عنده وهو فقير شاب. ثم صار
دقاقاً مدة فصمد وحصل، ثم صار تاجراً، وأقبلت عليه الدنيا. 786 - الشريفيّ. الأمير
الكبير، جمال الدين أقوش، وإلى البلاد القبلية بالشام. كان ذا صرامة ومهابة وسطوة
وعسف، حتى هذب الناحية. ومات في شوال.
- حرف الصاد -
787 - الصّدر المغسّل. الحراني، محمد بن منصور بن منصور. كهل، فقيه، عالم، متميز
في التغسيل، وفيه دين ومروءة، وهو عم صاحبنا الفقيه عبادة، أحسن الله إليه. توفي
في ذي القعدة ببستانه عند عين الكرش.
(52/478)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 479
- حرف الطاء -
788 - الطّبّاخيّ. ملك الأمراء، سيف الدين بلبان المنصوري، أمير جليل، موصوف
بالشجاعة والحشمة، وكثرة الغلمان، والعدد والخيول، وجودة السياسة. عمل نيابة حلب
مدة ونيابة طرابلس وغير ذلك. توفي بالساحل في ربيع الأول كهلاً.
- حرف العين -
789 - عائشة بنت القاضي كمال الدين إسحاق بن خليل الشيبانيّ. أم عيسى، أخت خديجة
المذكورة. روت لنا بالإجازة مع أختها عن: ابن اللتي، وابن صباح، وجماعة. وتوفيت
بدمشق، ودفنت عند أبيها بقاسيون. 790 - عبد الله بن عَمْرو. القاضي بدر الدين
الحسبانيّ، قاضي بلاطنس. توفي بها في المحرم.
(52/479)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 480
791 - عبد الله الفاتولة. الحلبي، ثم الدمشقي. شيخ مسن، حرفوش، مكشوف الرأس، عليه
دلق وقبق وسخ من رقاع، وله مجمرة يتوضأ بها، ويجلس عند قناة عقبة الكتان، ويكابد
البرد والمشقة، ولا يسأل أحداً فيما علمت، ولا يقرب الصلاة وعقله ثابت ورأيتهم
يذكرون له كرامات وكشف من بابة كشف الرهبان والكهان. وكان الصبيان يعبثون به فيزط
عليهم. توفي في شوال، وصلي عليه بجامع دمشق عقيب الجمعة، وازدحم الناس على نعشه،
وكانت جنازته مشهودة، وكان لهم فيه اعتقاد، ويعدونه من عقلاء المجانين، ودفن
بالجبل بتربة المولهين. 792 - عبد الرحمن ابن الشيخ الزّاهد إبراهيم بن سعد الله
بن جماعة. الشيخ العالم، الصالح، زين الدين، أبو الفرج الكناني، الحموي، شيخ
البيانية بحماة، وأخو قاضي القضاة. ولد في سنة سبع وعشرين وستمائة، وتوفي بحماة في
سابع شعبان. ورأيته بدمشق شيخاً، وقوراً، عاقلاً، حسن السمت، خيراً. 793 - عبد الرحمن
بن حصن بن غيلان. أبو محمد النحلي، البعلبكي، المقرئ، الزاهد، أخو الشيخ الزاهد
أبي الحسن.
(52/480)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 481
روي عن الشيخ الفقيه محمد، وأجاز لنا. وكان صالحاً، صواماً، قواماً، كثير التلاوة
والملازمة لمسجد الحنابلة ببعلبك، من خيار عباد الله. وكان من أصحاب الفقيه محمد.
صحبه الشيخ إبراهيم الصياح، وحكى عنه. توفي في سابع عشر رجب، وله نيف، وسبعون سنة.
794 - عبد الرحيم بن أبي القاسم بن علي بن مكي بن ورخز. الشيخ عز الدين، أبو أحمد
البغدادي، الحنبلي. سمع: ابن اللتي، وابن القبيطي، وعبد الله بن علي بن ثابت ابن
النعال، وغيرهم. مولده تقريباً سنة عشر وستمائة. وأجاز لنا. مات في سادس ربيع
الأول. 795 - عبد الرحيم بن يعقوب بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص.
الشيخ شهاب الدين الحموي. ولد بحماة سنة سبع وعشرين كابن جماعة المذكور. وسمع من:
صفية القرشية، وغيرها بحماة. ومن: يوسف بن خليل بدمشق، ومن: ابن مسلمة بدمشق. وطلب
بنفسه وكتب أجزاء. سمع منه: علم الدين بالمدينة النبوية. وتوفي في هذه السنة
ببلده. 796 - عبد الغني بن قائد. المكبر للأئمة المطوعة بالجامع.
(52/481)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 482
مات في شعبان. وقد سمع معنا الحديث. 797 - عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن عبد الأحد
بن عبد العزيز. نجم الدين ابن العنيقة، العطار. سمع بحران من محمد بن عبدان وعبد
القادر بن عبد الله بن تيمية شيئاً من مسند الإمام أحمد. سمع منه البرزالي. ومات
في رجب. 798 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن عبد العزيز بن أبي نصر بن
حمّاد بن صَدَقة. الشيخ جمال الدين ابن العنيقة الحراني، العطار، التاجر. ولد
بحران سنة ثمان عشرة وستمائة تقريباً، وتفرد بالرواية عن معالي بن سلامة العطار. وسمع
بحلب من: ابن رواحة، وابن خليل، ويعيش النحوي. وسمعت منه خمسة أجزاء أو أزيد، وكان
رجلاً ديناً، عاقلاً، مسنداً، موصوفاً بالشجاعة والإقدام في أيام أسفاره في
التجارة توفي في أواخر ربيع الأول بين الصالحية والعباسة مع الجفال، ودفن
بالعباسة. 799 - عبد المنعم بن عبد اللّطيف ابن زين الأُمناء أبي البركات الحسن بن
محمد بن الحسن. شرف الدين، أبو محمد بن عساكر الدمشقي. شيخ فقير، متعفف، كثير
القراءة في المصحف في الجامع، متواضع، مطرح التكلف.
(52/482)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 483
ولد سنة خمس وعشرين وستمائة. وسمع حضوراً من ابن غسان، والمسلم بن أحمد. وروى عن:
أبي نصر الشيرازي، وابن اللتي، ومكرم، والإربلي، وكريمة وغيرهم. وله إجازات من
جماعة. سمعت منه أجزاء عديدة. وكان في الآخر من جملة فقراء الخانكاه الحسامية،
وبها توفي في ثامن عشر رجب، رحمه الله. 800 - عثمان بن الشيخ شرف الدين محمد ابن
الشيخ القُدوة عثمان. الرومي، شيخ زاوية جده وأبيه التي بالجبل. وكان فيه مروءة
وخدمة للفقراء. وسمع من ابن عبد الدائم. توفي ليلة عيد النحر. 801 - عثمان بن عبد
الرحمن. الشيخ فخر الدين المعري، المقرئ. ولد سنة أربع وأربعين وستمائة، وقدم دمشق
فاشتغل بها وتفقه. وقرأ القراءآت على الزواوي، وغيره. وولي إمامة المدرسة
الظاهرية. وسمع الحديث من ابن عبد الدائم، وغيره. وكانت له حلقة يجلس بين باب
الريادة وباب المقصورة. وتلقن عليه جماعة. توفي في صفر. 802 - عزّ الدين محمد ابن
أبي الهيجاء بن محمد.
(52/483)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 484
الأمير، الفاضل، الهذباني، الإربلي. والي دمشق. ولد سنة عشرين بإربل، وقدم الشام
في شبيبته. واشتغل وجالس العز الضرير. وكان جيد المشاركة في التاريخ والأدب
والكلام. وهو معروف بالتشيع والرفض. وكان شيخاً كردياً، مهيباً، يلبس عمامة مدورة،
ويرسل شعره على أكتافه. ولي ولاية دمشق مدة، وكان جيد السياسة، خبيراً. وكان موته
بالسوادة برمل مصر في جمادى الآخرة، وله ثمانون سنة. 803 - علي بن موسى بن سليمان.
علاء الدين ابن الكاتب فخر الدين ابن ستيت. قتله العشير بأرض صرخد. وكان شاباً
حسناً، شجاعاً. سمع معنا وقبلنا سنة بضع وثمانين. وقرأ بنفسه وكتب الطباق. 804 -
العماد الفصّاص. الفقير الأحمدي، الرفاعي، المزمزم. كان الشيخ مليح الهيئة، أبيض
الشيبة، له حرمة بين الفقراء وصورة، وفيه دين وخير. حضرت سماعه وكان مطرباً فيه
روح وحسّ. توفي في ربيع الأول. وكان من أبناء الثمانين. 805 - عمر بن عبّاس بن أبي
بكر بن جَعْوان. العدل، الجليل، شمس الدين، عم الحافظ الأديب شمس الدين محمد بن
محمد الأنصاري، الدمشقي، ولد سنة ست وثلاثين.
(52/484)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 485
وسمع من الشيخ الضياء. سمعت منه بالمدينة النبوية. وكان رجلاً جيداً متواضعاً.
أصيب بحرق أملاكه وذهاب ماله من التتار. وتوفي في ثاني عشر صفر، رحمه الله. 608 -
عمر بن غلام الله بن رضوان بن الحسن. شمس الدين المصري، الأشرفي، أحد الحريرية.
كان ينتمي إلى الحريرية، ويلي شيئاً من المكوس. سمع من: ابن الزبيدي، وابن اللتي.
وحدث ولم أسمع منه قصداً. توفي في رابع صفر، وله اثنتان وثمانون سنة، ومولده وموته
بدمشق. 807 - عيسى بن عمر بن أبي بكر. الشيخ الشرف بن الأغر المقدسي، إمام مسجد
الخواصين المعلق. رجل دين، منقبض عن الناس، يحضر بدار الحديث الظاهرية. وسمع
الحديث وسمع قبل التسعين ولم يحدث. توفي في جمادى الأولى. 808 - عيسى بن عبد الغني
بن حازم. أبو محمد الجماعيلي، ثم الصالحي، التاجر. ولد سنة ثمان وأربعين. وروى عن:
خطيب مردا، والتقي اليلداني. وغيرهما. وتوجه في تخليص أولاده من التتار، فأدركه
أجله بخلاط في هذه السنة.
(52/485)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 486
- حرف الفاء -
809 - الفاشوشة. الشيخ الكبير، شمس الدين إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز
الجزري، الكتبي. ولد سنة اثنتين وستمائة. وكان يذكر أنه سمع من فخر الدين بن تيمية
بحران. وكان تاجراً في الكتب، له دكان كبيرة وكتب كبيرة وخبرة تامة بالكتب، وله
فضيلة ومذاكرة. عاش ثمانياً وتسعين سنة، وكان إلى آخر وقت يقرأ الخط الرفيع بلا
كلفة. توفي في رجب. وكان يترفض.
- حرف الكاف -
810 - كُرجي. الأمير الكبير، عز الدين أيبك. من كبار أمراء دمشق ومقدميهم. وكان
فارساً مجاهداً، يحفظ أحاديث الجهاد. وحج بالناس. توفي في ذي القعدة.
(52/486)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 487
- حرف الميم -
811 - محمد بن إبراهيم بن علي. الصالح، الزاهد، موفق الدين ابن القدوة الإمام تقي
الدين ابن الواسطي. سمع الكثير على أصحاب ابن طبرزد. وكان صالحاً، منقبضاً عن
الناس، مشتغلاً بنفسه، منفرداً، كثير التلاوة، يصوم يوماً ويفطر يوماً. توفي في
المحرم. 812 - محمد بن جعفر بن محمد. الآملي، شمس الدين، ابن خال صفي الدين محمود
الأرموي المحدث. سمع كثيراً مع ابن عمته، وكتب بخطه، ولم يبلغ الثلاثين، وكان يلقب
بغندر. توفي في المحرم. 813 - محمد بن حسن بن يوسف بن موسى. الفقيه، الزاهد،
المعمر، صدر الدين، أبو عبد الله الأرموي. ولد سنة عشر وستمائة، وقدم دمشق فسمع من
الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، وحضر حلقته. وسمع من: كريمة، وعتيق السلماني، وابن
قميرة، وشيخ الشيوخ تاج الدين ابن حمويه، وابن أبي جعفر، وجماعة.
(52/487)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 488
ونزل في دار الحديث من أيام ابن الصلاح، وفي المدارس. وكان فقيهاً زاهداً، عابداً،
متهجداً، ورعاً، متنسكاً، ما أظنه تزوج. سمعنا منه معشر الطلبة ونعم الشيخ كان.
توفي بالمارستان الصغير في الرابع والعشرين من شعبان، وقد كمل التسعين. 814 - محمد
بن أبي بكر عبد الرحمن بن عبد الله. الشيخ الصالح، أبو عبد الله الكنجي، المجاور
بجامع دمشق من نحو ستين سنة. سمع من: الزين خالد، والخطيب عماد الدين ابن
الحرستاني، وابن عبد الدائم، وجماعة. سمعت منه أحاديث، وكان ديناً، خيراً، عاقلاً،
وهو والد محمد صاحب الخزانة بالجامع. توفي في رابع عشر ربيع الآخر. وكان من أبناء
التسعين. 815 - محمد بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي. العدل، شمس الدين،
ولد الخطيب جمال الدين الربعي، الدمشقي، الشافعي. شاهد جليل، مشكور مشهور، من كتاب
الحكم كأخيه ضياء الدين. ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة. وروى لنا ' جزء ابن عرفة '
عن النجيب
(52/488)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 489
توفي في تاسع رمضان ببستانه. 816 - محمد بن محمد بن مُنجّا. العدل، زكي الدين
الحموي. سمع من عبد المنعم بن أبي المضاء مجلس بلوغ السبعين، لابن عساكر قرأه عليه
علم الدين بحماه. توفي في جمادى الآخرة. 817 - محمد بن منصور بن موسى. الشيخ، شمس
الدين، أبو عبد الله الحلبي، الحاضري. المقرئ، النحوي. قرأ القراءآت على الكمال
الضرير، والشيخ علي الدهان. وقرأ العربية على الشيخ جمال الدين بن مالك. وكان أحد
شيخي الإقراء بالتربة العادلية، وله تصدير في جامع دمشق بمعلوم شيخنا التادفي.
قرأت عليه القراءآت أنا وابن غدير في سنة اثنتين وتسعين، ولم يكن بذاك الحاذق
فيها، ولا في النحو، بل له معرفة متوسطة. توفي في خامس صفر عن بضع وستين سنة. 818
- محمد بن أبي زَيْد. الشيخ شمس الدين الصوفي. شيخ خانكاه خاتون. كان شيخاً
ملسناً، فصيحاً، سميناً، فيه شهامة وتبحر وشطارة.
(52/489)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 490
توفي في ربيع الأول. 819 - محمد بن أبي غانم. الشمس المعري، إمام مسجد التوتة الذي
بداخل باب شرقي. كان فقيهاً بالمدارس، وتلقن عليه خلف. توفي في ذي الحجة. 820 -
محمود بن علي بن محمود. الحاج الصالح، شرف الدين السراج، شريك الشرف بن بصحان
بالسراجين كان حريصاً في كبره على العلم، وله دار مليحة عند الديماس. سمع فيها '
البخاري '، و ' شرح السنة '، و ' التفسير '، وغير ذلك بقراءة ابن نفيس. وبسببه سمع
صاحبنا المقرئ بدر الدين ابن بصحان فإنه كان في حجره. ثم كان ملازماً للجامع يجلس
عند الباجربقي. وقد أجاز لنا مروياته. توفي في رجب، وكان من أبناء السبعين. 821 -
محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء بن علي بن أبي العلاء. الإمام، المحدث، الفرضي،
شمس الدين، أبو العلاء البخاري، الكلاباذي، الحنفي، الصوفي. ولد بمحلة كلاباذ في
سنة أربع وأربعين، وتفقه ببخارى وسمع بها في
(52/490)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 491
سنة سبعين وحولها. ثم قدم العراق سنة بضع وسبعين فسمع بها من محمد بن أبي الدنية،
ومحمد بن عمر بن المربح، وابن بلدجي، وابن الدباب، وطائفة. وبالموصل من: الشيخ
موفق الدين الكواشي المفسر، وجماعة. وبماردين ودنيسر، وقدم دمشق سنة أربع وثمانين
فسمع بها، ورحل إلى مصر سنة سبع وثمانين فأكثر بها وبدمشق. وكتب الكثير بخطه
المليح الحلو، وصنف في الفرائض تصانيف. وكان بارعاً فيها. له أصحاب يشتغلون عليه.
وكان ديناً، نزهاً ورعاً، متحرياً، متقناً، كثير المعارف، حسن العشرة، كثير
الإفادة، محباً للطلبة. سمع من سبعمائة وخمسين شيخاً، وسود معجماً لنفسه استفدنا
منه. وكان لا يمس الأجزاء إلا على وضوء. روى عنه شيخنا الدمياطي في ' معجمه ' وفاة
ابن أبي الدنية. وسمع منه: المزي، وأبو حيان، وابن سيد الناس، والبرزالي، وقطب
الدين، والمقاتلي، والمجد الصيرفي، وطائفة. وقد سمع أشياء نازلة بمرو وسرخس
ودامغان. وحج سنة سبع وتسعين. ثنا أبو العلاء الفرضي، أنا أحمد بن معشر ببخارى،
ثنا أبو رشيد الغزال فذكر حديثاً. ولما انقضت أيام التتار سافر من دمشق خوفاً من
الغلاء إلى ماردين، فأقام بها أشهراً، وتوفي في أوائل ربيع الأول عن ست وخمسين
سنة. وكان أشقر، ربع القامة، وافر اللحية، كبير الهامة، منعجم اللسان، كثير
التودد، حسن الديانة والمعتقد. وكان من أعيان صوفية الخانقاه، وقف أجزاءه
بالخانقاه وتركها ولم يسافر بها.
(52/491)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 492
- حرف النون -
822 - النّجم ابن عُبَيد الله. هو الفقيه، أبو العباس أحمد ابن الإمام شمس الدين
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، المقدسي. شاب فاضل، خير، متواضع، حسن
البشر. سمعه أبوه من جماعة، وحضر ابن عبد الدائم. ولم يحدث. 823 - النّجم بن
عساكر. هو محمد بن إبراهيم بن محمود بن تاج الأمناء ابن عم بهاء الدين القاسم بن
مظفر الطبيب، وهو عم الإمام شرف الدين حسين بن سلام لأمه. كان فيه زهد وانجماع
وانقباض، فيه دين ومعرفة. توفي كهلاً في ذي الحجة، وله سماعات، ولم يحدث.
- حرف الياء -
824 - يحيى بن إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد. العسقلاني ثم الصالحي اللبان. روى
عن: الحافظ الضياء، وسعيدة بنت عبد الملك. سمع منه الطلبة. وما سمعت منه. توفي في
حدود ربيع الآخر. 825 - يحيى الملك إمام الدين البكري، القزويني، صاحب الديوان
بالعراق. مات بالحلة، ونقل إلى بغداد فدفن بمدرسته بدرب فراثا، وولي منصبه ابنة
افتخار الدين.
(52/492)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 493
826 - يحيى بن عبد الله بن منصور. الشيخ محيي الدين الزرعي، الحنبلي، خطيب زرع.
قدم دمشق فتمرض بها خمسة أيام. ومات في نصف ربيع الأول. 827 - يوسف بن أحمد بن أبي
بكر بن علي بن إسماعيل بن عمر بن عبد المجيد. المسند، المعمر، بقية الرواة، أبو
علي الغسولي، المرجي ثم الصالحي، المعروف بابن عالية. ولد سنة اثنتي عشرة بقاسيون.
وسمع من موسى بن عبد القادر، والشيخ الموفق. وتفرد في وقته. وسمع منه خلق. سمعت
منه بجامع الجبل، وبدار الدواداري، وبالنورية وبمنزلنا. قرأت عليه للأولاد. وكان
شيخاً ساكناً، فقيراً، متعففاً، وقد بدت منه هنات في وسط عمره، ثم كبر وصلح أمره.
وكان حجاراً، ثم عجز وشاخ، ولزم بيته. وقد غاب مدة في الحصون يخدم حجاراً بها.
وحدث قديماً في سنة خمس وستين، ثم غاب ونسي، ثم ظهر في آخر سنة أربع وتسعين ففرحنا
به لأنه كان قد انقطع من دمشق حديث المخلص،
(52/493)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون الصفحة 494
فظهر له سماع ' المنتقى ' من سبعة أجزاء، والثاني من حديث زغبة، عن الليث. ودللنا
عليه فأتيناه. وسمع منه: المزي، والبرزالي، والمقاتلي، وابن النابلسي، والمحب،
والصدر أبو بكر ابن خطيب حماة، والشهاب بن عديسة ونجم الدين القحفازي، وخلق. توفي
في ثالث عشر جمادى الآخرة، وجبوا له كفناً، رحمه الله.
- الكنى -
828 - أبو جَلَنْك. هو الفقيه، الأديب، الشاعر، شهاب الدين أحمد بن أبي بكر
الحلبي. مشهور بالعشرة والنوادر والفضيلة، وفيه همة وشجاعة. نزل من قلعة حلب في
طائفة للإغارة والكسب، فلاطخوا التتار، فوقعت في فرسه، نشابه، فوقف وبقي هو
راجلاً. وكان ضخماً، سميناً، فأسروه وأحضر بين يدي المقدم، فسأله عن عسكر
المسلمين، فكثرهم ورفع شأنهم، فأمر به فضربت عنقه، وحصلت له خاتمة صالحة. فالله
يختم لنا بخير في عافية، ويرزقنا الإخلاص، ويمدنا بالتوفيق، إنه كريم وهاب. ومات
في سنة سبعمائة خلق بدمشق.
(52/494)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني والخمسون
الصفحة 495
وفيها وُلد: الخطيب بدر الدين محمد ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني، والمولى
شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله، كاتب السر، والأمير عماد الدين محمد بن قاضي
القضاة نجم الدين ابن صصرى، وزين الدين عمر بن عبد العزيز الفارقي، المؤذن. وهذا
آخر الطبقة السبعين، وهنا نقف ونحمد الله عوداً على بدء ونسأله أن صلى الله عليه
وسلم على محمد وآله.
(52/495)=
قلت
المدون تم بحمد الله وفضله ثم قلت: اللهم فكما ألهمت بإنشائه وأعنت على إنهائه
فاجعله نافعاً في الدنيا وذخيرة صالحة في الأخرى واختم بالسعادة آجالنا وحقق
بالزيادة آمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى حصنك مصيرنا ومآلنا وتقبل
بفضلك أعمالنا إنك مجيب الدعوات ومفيض الخيرات والحمد الله رب العالمين وصلى الله
على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين اللهم لنا
جميعا يا رب العالمين .وسبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا
نفسه ومداد كلماته } أقولها ما حييت وبعد موتي والي يوم الحساب
وارحم واغفر اللهم لوالديَّ ومن مات من اخوتي واهلي والمؤمنين منذ خَلَقْتَ
الخلق الي يوم الحساب آمين وفرِّجِ كربي وردَّ اليَّ عافيتي وارضيْ عني في
الدارين واعِنِّي علي أن اُنْفِقها في سبيلك يا ربي اللهم فرِّج كربي واكفني
همي واكشف البأساء والضراء عني وعنا.. وردَّ إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق
ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم وآتنا
في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتوفنا مع الأبرار وألِّفْ بين
قلوبنا اجمعين.يا عزيز يا غفار ... اللهم واشفني شفاءاً لا يُغَادر سقما واعفو عني
وعافني وارحمني وفرج كربي واكفني همي واعتقني مما أصابني من مكروه أنت تعلمه
واعتقني من النار وقني عذاب القبر وعذاب جهنم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن
شر فتنة المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال اللهم آمين /اللهم ربي
اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عُقَد لساني واغنني بك عمن سواك يارب . والحمد
الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين
وسلم إلى يوم الدين آمين.